تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

محمد بن عمران بن محمد بن الدّاعي سبإ بن أبي السّعود اليامي صاحب اليمن.

ورجع من اليمن مثريا من جوائزه ، فغرق جميع ما معه بقرب دهلك ، فردّ إليه وهو عريان ، وأنشده قصيدته الّتي أوّلها :

صدرنا وقد نادى السّماح بنا ردوا

فعدنا إلى مغناك والعود أحمد (١)

ثم أنشده قصيدة أخرى ، هي :

سافر إذا حاولت (٢) قدرا

سار الهلال فصار بدرا

والماء يكسب ما جرى

طيبا ويخبث ما استقرّا

وتنقّل (٣) الدّرر النّفيسة

بدّلت بالبحر نحرا

يا راويا عن ياسر

خبرا ولم يعرفه خبرا

اقرأ بغرّة وجهه

صحف المنى إن كنت تقرأ

والثم بنان يمينه

وقل السّلام عليك بحرا

وغلطت في تشبيهه

بالبحر فاللهمّ غفرا

أو ليس نلت بذا غنى

جمّا ونلت بذاك فقرا

وعهدت هذا (٤) لم يزل

مدّا ، وذاك يعود جزرا (٥)

وله ، رحمه‌الله ، في القاضي الفاضل (٦) هذه :

ما ضرّ ذاك الرّيم أن لا يريم

لو كان يرثي لسليم سليم

وما على من (٧) وصله جنّة

أن لا أرى من صدّه في جحيم

 __________________

(١) الديوان ٣٠ ، وفيات الأعيان ٥ / ٣٨٦.

(٢) في الأصل : «إذا ما حاولت».

(٣) في الديوان ، ووفيات الأعيان : «وبنقلة».

(٤) في الأصل : «ولم».

(٥) الديوان ٣٨ ، وفيات الأعيان ٥ / ٣٨٧ ، وفي مرآة الجنان ٣ / ٣٨٤ الأبيات الثلاثة الأولى فقط.

(٦) وهو عبد الرحيم البيساني.

(٧) في الأصل : «عليّ من» بتشديد الياء.

٣٠١

رقيم خد نام عن ساهر

ما أجدر النّوم بأهل الرقيم (١)

ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، وتوفّي في ثالث شوّال بعيذاب (٢).

ـ حرف الواو ـ

٢٧٥ ـ وجيه بن هبة الله بن المبارك بن موسى (٣).

أبو العلاء بن أبي البركات السّقطيّ ، البغداديّ ، الأزجيّ ، من أولاد الشّيوخ.

سمع : أباه ، والحسين بن عليّ بن البسريّ ، وأبا سعد بن خشيش ، وأبا القاسم بن الرّبعيّ ، والعلافّ ، وغيرهم.

روى عنه : ابن الأخضر ، وطاهر الأزجيّ ، وأبو محمد بن قدامة ، وآخرون.

وقال ابن النّجّار : كان من دعاة المواكب الدّيوانيّة ، وسكن في أواخر عمره أوانا.

وقال أبو سعد السّمعانيّ : كتبت عنه أحاديث ، وقال لي أبو القاسم الدّمشقيّ : هو أدبر من أبيه.

قال أبو سعد : وقال لي : ولدت سنة خمس وتسعين ، فإن صحّ قوله فسماعه من ابن البسريّ حضورا (٤).

قال هبة الله بن وجيه : توفّي أبي في ذي القعدة سنة سبع بصريفين.

__________________

(١) الديوان ٩٦ ، وفيات الأعيان ٥ / ٣٨٥ ، التذكرة الفخرية ٢٢٨.

(٢) عيذاب : بفتح العين المهملة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وفتح الذال المعجمة وبعد الألف ياء موحّدة ، وهي بليدة على شاطئ بحر جدّة ، يعدّي منها الركب المصري المتوجّه إلى الحجاز ، عن طريق قوص. (وفيات الأعيان ٥ / ٣٨٨).

(٣) انظر عن (وجيه بن هبة الله) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢١٨ رقم ١٢٧٥ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٦٦ وقد ذكر في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٢٩ دون ترجمة.

(٤) في الأصل : «حضور».

٣٠٢

ـ حرف الياء ـ

٢٧٦ ـ يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد (١).

الإمام أبو بكر الأزديّ القرطبي ، المقرئ ، نزيل الموصل.

قرأ القراءات بالأندلس على أبي القاسم خلف بن إبراهيم النّحّاس الحصّار مقرئ الأندلس ، وعلى أبي الحسن عون الله بن محمد بن عبد الرحمن نائبة الخطيب بقرطبة ، وتوفّي سنة عشر ، وأحمد بن عبد الحقّ الخزرجيّ بالأندلس ، وما هذان بمعروفين.

ورحل فقرأ بالإسكندريّة على : أبي القاسم عبد الرحمن بن الفحّام.

وأتى بغداد فقرأ القراءات على : أبي عبد الله الحسين بن محمد البارع ، وأبي بكر المزرفيّ ، وسبط الخيّاط.

وسمع بقرطبة من : أبي محمد بن عتّاب ، وبالثغر من : أبي عبد الله الرّازيّ ، وبمصر من : أبي صادق مرشد بن يحيى ، سمع منه سنة خمس عشرة «صحيح البخاريّ».

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن سعدون) في : الأنساب ١٠ / ٩٩ ، ومعجم الأدباء ٧ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ومعجم البلدان ٤ / ٣٢٤ ، واللباب ٣ / ٢٦ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٧٦ ، وإنباه الرواة ٤ / ٣٧ ، ٣٨ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار (مخطوط) ٣ / ورقة ١٣١ ، ووفيات الأعيان ٦ / ١٧١ ـ ١٧٣ ، والمغرب في حلى المغرب ١ / ١٣٥ ، وصلة الصلة لابن الزبير ١٧٧ ، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ١ / ٤٨٥ ، وتاريخ إربل ١ / ٥٧ ، ١٥٧ ، ٢٥٣ ، ٢٨٦ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٥٢٣ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٧ / ٢٦٢ رقم ١٣٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٥٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٢ رقم ١٨٤٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٦ ـ ٥٤٨ رقم ٣٤٩ ، والعبر ٤ / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٥ ، ٥٣٦ رقم ٤٨٢ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٨٠ ، والبداية والنهاية ٢ / ٢٧٠ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٧٢ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٦٦ ، وبغية الوعاة ٢ / ٣٣٤ ، ونفح الطيب ٢ / ١١٦ ـ ١١٨ ، وطبقات المفسرين للداوديّ ٢ / ٣٦٨ ، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة ٢٨١ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ٢٠٦ ـ ٢٠٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٥ ، وهدية العارفين ٢ / ٥٢١ ، وإيضاح المكنون ١ / ٤٧٦ وقد فات «كحّالة» أن يذكره في (معجم المؤلفين).

٣٠٣

وببغداد من : البارع ، وابن الحصين ، وأبي العزّ بن كادش.

ثمّ قدم دمشق فسكنها مدّة ، وأقرأ بها القرآن والنّحو. وكان ماهرا بالعربيّة ، بصيرا بالقراءات ، عالي الإسناد فيها ، شديد العناية بها من صغره.

وكان متواضعا ، حسن الأخلاق ، ثقة ، نبيلا.

وحدّث ابن سعدون هذا عن أبي القاسم الزّمخشريّ بكتاب أسماء الجبال والمياه.

وخرج عن دمشق حين توجّه النّصرانيّ الكنديّ إليها ، فدخل الموصل وذهب إلى أصبهان ، ثمّ عاد إلى الموصل فسكنها.

ولد في ربيع الأوّل سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.

روى عنه : الحافظان ابن عساكر ، والسّمعانيّ ، وأبو جعفر القرطبيّ والد التّاج ، وعبد الله بن الحسن الموصليّ ، ومحمد بن محمد الحلّيّ ، والقاضي بهاء الدّين يوسف بن شدّاد ، وأبو الحسن محمد بن أحمد القطيعيّ.

وقرأ عليه القراءات فخر الدّين محمد بن أبي المعالي الموصليّ ، وعزّ الدّين محمد بن عبد الكريم بن حرميّة البوازيجيّ (١) ، وابن شدّاد ، والكمال عبد المجير بن محمد القبيصيّ بحلب.

قال ابن عساكر (٢) : هو ثقة ، ثبت.

وقال ابن السّمعانيّ : هذا أحد أئمّة اللّغة ، وله يد قويّة في النّحو. قرأ القراءات بروايات على جماعة بمصر والعراق ، وهو فاضل ديّن ، ورع ، حسن الإقراء والأخذ. له وقار وسكون ، واشتغال بما يعنيه. سمعت منه نسخة أبي عبد الله الرّازيّ ، وكان ثقة ، ثبتا ، صدوقا ، نبيلا ، قليل الكلام ، كثير الخير ، مفيدا.

وقال ابن عساكر (٣) : توفّي يوم الجمعة يوم عيد الفطر.

__________________

(١) البوازيجي : نسبة إلى البوازيج ، بلدة قديمة على دجلة فوق بغداد. (الأنساب ٢ / ٣٢١).

(٢) في تاريخ دمشق ، ومختصره ٢٧ / ٢٦٢.

(٣) في تاريخ دمشق ، ومختصره ٢٧ / ٢٦٢.

٣٠٤

وقال ابن خلّكان (١) : لقبه : صائن الدّين (٢).

٢٧٧ ـ يحيى بن محمد بن عبد العزيز بن عقال (٣).

أبو زكريّا الفهريّ ، البلنسيّ.

سمع من : أبي الوليد بن الدّبّاغ ، وأبي بكر بن برنجال ؛

وتفقّه على أبي محمد بن عاشر ، وأبي بكر بن أسد.

ولقي بقرطبة أبا جعفر البطروجيّ ، فتفقّه به ، وناظر عليه في «المدوّنة».

وسمع من : أبي بكر ابن العربيّ.

وبغرناطة من القاضي عياض.

وولّي خطّة الشّورى ببلده.

قال الأبّار : وكان فقيها ، حافظا ، مفتيا ، قائما على «المدوّنة» و «الغنية» ، متين المعرفة ، عاكفا على عقد الشّروط.

وولّي قضاء اندة من كور بلنسية ، وقضاء ألش ، فحمدت سيرته.

أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله بن نوح وتفقّه عليه.

توفّي في صفر وله ثلاث وستّون سنة.

وتوفّي أخوه محمد قبيله في المحرّم.

٢٧٨ ـ يحيى بن محمد بن هانئ بن ذي النّون (٤).

أبو بكر بن مانيه التّغلبيّ ، الغرناطيّ.

سمع من : غالب بن عطيّة ، وأبي الوليد بن بقول ، وأبي بكر بن العربيّ.

__________________

(١) في وفيات الأعيان ٦ / ١٧١.

(٢) وقال ابن شدّاد : كنت أرى من يأتي الشيخ ، فيعطيه شيئا ملفوفا ويذهب ، ثم تقصّينا ذلك ، فعلمنا أنها دجاجة مسموطة كانت برسمه كل يوم ، يشتريها ذلك الرجل ، ويسمطها ، فإذا قام الشيخ تولّى طبخها. قال : ولازمته إحدى عشرة سنة. (إنباه الرواة ٤ / ٣٨ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٧٢ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٨ ، نفح الطيب ٢ / ١١٧).

(٣) انظر عن (يحيى بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٤) انظر عن (يحيى بن محمد بن هانئ) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

٣٠٥

وحجّ سنة ثلاثين.

وسمع من : أبي عليّ بن العرجاء.

وبمصر من : سلطان بن إبراهيم المقدسيّ.

وأكثر من السّماع ، واستوطن أوريولة ، وولي خطابتها ، وحدّث بها.

٣٠٦

سنة ثمان وستين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٢٧٩ ـ أحمد بن سعيد بن حسن (١).

أبو الحارث البغداديّ ، الخيّاط ، المقرئ ، المعروف بالعسكريّ.

سمع : أبا عليّ بن نبهان ، وأبيّا النّرسيّ.

روى عنه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وقال : كان غير ثقة. بان لنا تزويره في غير شيء (٢).

٢٨٠ ـ أحمد بن محمد بن شنيف بن محمد (٣).

أبو الفضل الدّارقزّيّ ، المقرئ.

شيخ معمّر ، عالي الطّبقة. قرأ بالروايات على : أبي طاهر بن سوار ، وأبي منصور محمد بن أحمد الخيّاط ، وثابت بن بندار.

وسمع منهم الحديث. وأقرأ القرآن.

سمع منه : عمر القرشيّ ، وعليّ بن أحمد الزّيديّ ، وصالح العطّار.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن سعيد) في : المختصر المحتاج إليه ج ١ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٠١ رقم ٣٩٣ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٤٠ رقم ٢٩٦ ، ولسان الميزان ١ / ١٧٨ رقم ٥٦٨.

(٢) وقال الحافظ ابن حجر : وكذّبه ابن نقطة ، وابن الدبيثي ، وابن الأخضر ، وابن النجار. وكان من القراء ، قرأ عليه عبد العزيز بن دلف وغيره.

(٣) انظر عن (أحمد بن محمد بن شنيف) في : العبر ٤ / ٢٠٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٢ رقم ١٨٤٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٣ وفيه «سنيف» بالسين المهملة ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٢٥ رقم ٤٦٨ ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ١ / ٢٠٤ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٤٠٤ ، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ١ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، وغاية النهاية ١ / ٢١٨ وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٦.

٣٠٧

قال ابن الدّبيثيّ (١) : ثنا عنه غير واحد.

وتوفّي في المحرّم وله ستّ وتسعون سنة.

قلت : هذا أسند من بقي في القراءات ، في طبقة سبط الخيّاط ، وأبي الكرم الشّهرزوريّ ، والعجب من البغداديّين كيف لم يزدحموا على هذا ويقرءوا عليه!؟

٢٨١ ـ أحمد بن هبة الله بن عبد القادر بن الحسين (٢).

أبو العبّاس الهاشميّ ، المنصوريّ الخطيب.

توفّي في جمادى الأولى ببغداد.

ورّخه ابن مشّق.

٢٨٢ ـ إبراهيم بن سعود بن عيّاش (٣).

أبو إسحاق الوقاياتيّ ، البغداديّ ، المقرئ.

قرأ القرآن على سبط الخيّاط ، وغيره.

طلب الحديث وعني به ، وكتب كثيرا من الأجزاء عن هبة الله بن الطّبر ، وأبي غالب بن البنّاء ، وقاضي المرستان.

وعنه : ابن الأخضر ، ويوسف بن كامل.

وكان صدوقا خيّرا.

٢٨٣ ـ إبراهيم بن محمد (٤).

أبو إسحاق الشّنتمريّ ، صاحب أبي إسحاق بن هذيل المقرئ وخليفته على التّعليم.

استشهد في وقعة بظاهر بلنسية في رجب.

__________________

(١) المختصر المحتاج إليه ١ / ٢٠٤.

(٢) انظر عن (أحمد بن هبة الله) في : الوافي بالوفيات ٨ / ٢٢٥ رقم ٣٦٦١.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن سعود) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٤) انظر عن (إبراهيم بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ج ١.

٣٠٨

٢٨٤ ـ أرسلان بن خوارزم (١) شاه (٢) أتسز (٣) بن محمد بن أنوشتكين (٤).

رجع من قتال أمّة الخطا مريضا فمات. وكان حاكما على خوارزم وأعمالها ، وتملّك بعده ابنه سلطان شاه محمود.

وأمّا ابنه الآخر ، وهو الأكبر ، وهو علاء الدّين تكش (٥) فكان مقيما بالجند ، فلمّا بلغه موت أبيه وتملّك أخيه الصغير غضب ، وقصد ملك الخطا ، واستمدّ منه ، فبعث معه جيشا ، فلمّا قاربوا خوارزم ، خرج سلطان شاه ووالدته إلى المؤيّد صاحب نيسابور ، وتملّك علاء الدّين خوارزم وبلادها بغير قتال.

وأمّا المؤيّد فسار مع محمود بجيوشه ، وقارب خوارزم ، فالتقوا وحمي الحرب ، فانهزمت الخراسانيّة ، وأسر المؤيّد ، وقتل بين يدي علاء الدّين تكش صبرا ، وهرب محمود وأمّه إلى دهستان ، فحاصرهم تكش ، وافتتح البلد ، فهرب محمود ، وأمسكت أمّه ، فقتلها تكش.

قام بعد المؤيّد ابنه طغان شاه أبو بكر.

وسار محمود إلى عند غياث الدّين ملك الغور ، فأكرمه وأجلّه ، وثبت ملك أخيه تكش.

٢٨٥ ـ إلدكز (٦).

__________________

(١) هكذا في الأصل. ويرد أيضا : «أرسلان خوارزم» بإسقاط «بن» بينهما.

(٢) انظر عن (أرسلان بن خوارزم) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٣٧٧ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٢ ، ٥٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٨١ ، ٨٢ وفيه :

«خوارزم شاه أرسلان بن أتسز» ، والعبر ٤ / ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٥ ، ٥٦ رقم ١٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨١ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٤١ ، ٣٤٢ رقم ٣٧٧١ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٨٣ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١ / ١٣٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٦.

(٣) أتسز : أصله في التركية : «أدسز» ومعناه : غير مسمّى. وبالعامّيّة يقال : أقسز وأقسيس.

(٤) يرد في المصادر : «أنوشتكين» و «نوشتكين» بالألف أو بغيرها.

(٥) انظر عنه في : الوافي بالوفيات ١٣ / ٤٢٨ ، ٤٢٩.

(٦) انظر عن (ألدكز) في : التاريخ الباهر ١٠٦ ، ١٥٣ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٨٨ ، ٣٨٩ ،

٣٠٩

الأتابك شمس الدّين صاحب أذربيجان ، وهمذان.

كان مملوكا للكمال السّميرميّ وزير السّلطان محمود السّلجوقيّ ، فلمّا قتل السّميرميّ صار إلدكز إلى السّلطان وصار أميرا ، فلمّا ولي مسعود السّلطنة ولّاه أرانية. ثمّ غلب على أكثر أذربيجان وبلاد همذان وأصبهان ، والرّيّ ، وخطب بالسّلطنة لابن امرأته أرسلان شاه بن طغرل.

وكان عدد عسكر إلدكز خمسين ألفا. وكان أرسلان شاه من تحت أمره.

وكان فيه عقل ، وحسن سيرة ، ونظر في مصالح الرّعيّة. وكان ملكه من باب تفليس إلى مكران.

وولي بعده ولده محمد البهلوان.

٢٨٦ ـ أيّوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب (١).

__________________

= وتاريخ دولة آل سلجوق ٢٧٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٣ ، والدرّ المطلوب ٦١ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٧١ ، والعبر ٤ / ٢٠٣ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٣٥٨ رقم ٤٢٨٧ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٨٣ ، والسلاجقة ٧٧ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٣٣.

(١) انظر عن (أيوب بن شاذي) في : النكت العصرية ٢٦٠ ، ٢٦٩ ، والنوادر السلطانية ٤٦ ، والتاريخ الباهر ٤٤ ، ٥٩ ، ١١٩ ، ١٢٠ ، ١٢٦ ، ١٤١ ، ١٥٨ ، ١٧٢ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٥٩ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٩٥ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٥٣٣ ـ ٥٤٢ ، وسنا البرق الشامي ١ / ١٢٩ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٥٥ ـ ٢٦١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٣ ، ٥٤ ، والدرّ المطلوب ٥٠ ، ومسالك الأبصار (مخطوط) ٢٧ ـ ٣١ أ ، والمغرب في حلى المغرب ١٤٢ ، والفوائد الجليّة في الفرائد الناصرية لداود الأيوبي ٥٦ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦٣ ، ومفرّج الكروب ١ / ٢٣٠ ، والعبر ٤ / ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٩ ، ٥٩٠ رقم ٣٧٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٤ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٧١ ، ٢٧٢ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٤٧ ـ ٥١ رقم ٤٤٨٨ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٧ / ١٤٨ أ ـ ١٤٩ أ ، والكواكب الدرّية ٢٢٠ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٥١ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ١٧٨ ب ـ ١٨١ أ ، وشفاء القلوب في مناقب بني أيوب للحنبلي ٢٣ ، ٢٤ ، ٤٤ ـ ٤٧ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، وترويح القلوب ٣٨ ، والدارس في تاريخ المدارس ٢ / ١٧٤ ، وأخبار الدول (طبعة عالم الكتب) ٢ / ٢٥٤.

٣١٠

الأمير نجم الدّين أبو الشّكر ، الكرديّ ، الدّوينيّ. والد الملوك.

كان أبوه من أهل دوين (١) ومن أبناء أعيانها. وبها ولد أيّوب. وولّي أوّل شيء قلعة تكريت ، ثمّ انتقل إلى الموصل وخدم أتابك زنكيّ والد نور الدّين ، وكان وجيها عنده.

ثمّ انتقل إلى الشّام ، وولّي بها نيابة بعلبكّ ، وولّيها لنور الدّين أيضا قبل أن يستولي على دمشق ، فولد له بها الملك العادل أبو بكر.

مبدأ سعادة شاذي فيما بلغنا ، أنه كان لشاذي صاحب ، وهو جمال الدّولة بهروز ، وكان ظريفا ، لطيفا ، خيّرا ، وكان كثير الودّ لشاذي. فاتّهم بهروز بزوجة أمير بدوين ، فأخذه الأمير وخصاه ، فنزح عن دوين ، ثمّ اتّصل بالطّواشيّ الّذي هو لالا أولاد السّلطان مسعود بن محمد بن ملك شاه. فوجده لطيفا كافيا في جميع أموره ، فنفق عليه ، وجعله يركب مع أولاد السّلطان. ثمّ توصّل إلى السّلطان ، وصار يلعب معه بالشّطرنج وأحبّه. ومات اللّالا ، فصيّره مكانه ، وأرصده لمهمّاته ، وشاع ذكره ، فأرسل إلى صديقه شاذي بطلبه ، فلمّا قدم عليه بالغ في إكرامه.

ثمّ إنّ السّلطان جعل بهروز نائبة على بغداد ، فاستصحب معه شاذي وأولاده ، ثمّ أعطاه السّلطان قلعة تكريت ، فلم يثق في أمرها بسوى شاذي ، فأرسله إليها ، فأقام بها مدّة إلى أن توفّي بها ، فولّي عليها ولده نجم الدّين أيّوب هذا ، فقام في إمرة القلعة أحسن قيام ، فشكره بهروز وأحسن إليه. فاتّفق أنّ امرأة خرجت من القلعة ، فعبرت باكية على نجم الدّين وأخيه أسد الدّين شير كوه ، فسألاها ، فقالت : تعرّض إليّ الإسفهسلّار فقام شير كوه فأخذ حربة للإسفهسلّار فقتله بها ، فأمسكه أخوه واعتقله ، وكتب بذلك إلى بهروز ، فردّ جوابه : لأبيكما عليّ حقّ ، وأشتهي أن تخرجا من بلدي.

فخرجا إلى الموصل ، فأحسن إليهما أتابك زنكيّ وأكرمهما ، فلمّا ملك

__________________

(١) دوين : بلدة من نواحي أرّان في آخر حدود أذربيجان. (معجم البلدان ٢ / ٤٩١).

٣١١

زنكيّ بعلبكّ استناب بها نجم الدّين ، فعمّر بها خانقاه للصّوفيّة (١). وكان رجلا خيّرا ، ديّنا ، مباركا ، كثير الصّدقات ، سمحا ، كريما ، وافر العقل. ولمّا توجّه أخوه أسد الدّين إلى مصر وغلب عليها ، كان نجم الدّين في خدمة السّلطان نور الدّين بدمشق. فلمّا ولي الوزارة صلاح الدّين ابنه بمصر سيّره نور الدّين إلى عند ابنه صلاح الدّين ، فدخل القاهرة في رجب سنة خمس وستّين ، وخرج العاضد للقائه ، وترجّل ولده في ركابه ، وكان يوما مشهودا.

وعرض عليه ولده الأمر كلّه فأبى وقال : يا ولدي ما اختارك الله لهذا الأمر إلّا وأنت له أهل.

وبقي عنده ، وأمر صلاح الدّين ـ أيّده الله ـ في ازدياد إلى أن ملك البلاد. فلمّا خرج لحصار الكرك خرج نجم الدّين من باب القصر بالقاهرة ، فشبّ فرسه فرماه ، فحمل إلى داره وبقي تسعة أيّام ، ومات في السّابع والعشرين من ذي الحجّة.

وكان يلقّب بالأجلّ الأفضل. ومنهم من يقول بالملك الأفضل.

ودفن إلى جانب أخيه أسد الدّين بالدّار ، ثمّ نقلا إلى المدينة النّبويّة في سنة تسع وسبعين (٢).

وقد روى بالإجازة عن الوزير أبي المظفّر بن هبيرة.

سمع منه : يوسف بن الطّفيل ، والحافظ عبد الغنيّ ، والشّيخ الموفّق.

قال الشّيخ أبو عمر : أنا نجم الدّين أيّوب ، أنا ابن هبيرة إجازة قال : كنت أصلّي على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعيناي مطبقتان ، فرأيت من وراء جفني كاتبا يكتب بمداد أسود صلاتي على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنا انظر مواقع الحروف في ذلك القرطاس ، ففتحت عينيّ لأنظره ببصري ، فرأيته وقد توارى عنّي ، حتّى رأيت بياض ثوبه. وقد أشرت إلى هذا في كتابنا ، يعني «الإفصاح».

__________________

(١) انظر وفيات الأعيان ١ / ٢٥٧ و ٢٦١.

(٢) وفيات الأعيان ١ / ٢٥٥ ـ ٢٥٨ و ٢٦٠ ، ٢٦١.

٣١٢

وقال الصّاحب أبو القاسم بن أبي جرادة : وذكر لي رجل [عارف] (١) بعلم النّسب نسب أيّوب بن شاذي إلى عدنان ، ولا أعتمد على نقله (٢).

قال : كان المعزّ إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيّوب صاحب اليمن ادّعى نسبا في بنى أميّة ، وادّعى الخلافة. وكان شيخنا قاضي القضاة ابن شدّاد يحكي عن السّلطان صلاح الدّين إنكار ذلك.

وشاذي اسم أعجميّ معناه : فرحان.

ودوين بضمّ الدّال وكسر الواو : بلدة بآخر أذربيجان تجاوز بلاد الكرج ، والنّسبة إليها دوينيّ ، ودوينيّ ، بفتح الواو (٣).

ولأيّوب من الأولاد : السّلطان صلاح الدّين ، والسّلطان العادل سيف الدّين ، وشمس الدّولة توران شاه الّذي دخل اليمن أولا وتملّكها ، وشاهنشاه والد صاحب بعلبكّ عزّ الدّين فرّوخ شاه ، وصاحب حماه تقيّ الدّين عمر ابني شاهنشاه وسيف الإسلام طغتكين صاحب اليمن ، وتاج الملوك بوري وهو أصغرهم ، وستّ الشّام ، وربيعة.

٢٨٧ ـ أي ايبه بن عبد الله السّنجريّ (٤).

الملك ، الملقّب بالمؤيّد.

استولى على نيسابور وكثير من خراسان بعد الغزّ ، فلمّ شعثها ، ورتّب قواعدها ، وكان من أمراء السّلطان سنجر.

قتل في مصافّ بينه وبين خوارزم شاه علاء الدّين أوّل ما ملك علاء الدّين.

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) راجع حول نسب بني أيوب كتاب «الفوائد الجليّة في الفرائد الناصرية» لداود بن عيسى الأيوبي.

(٣) وفيات الأعيان ١ / ٢٥٩.

(٤) انظر عن (أي ايبه) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٣٨٤ ، ٣٨٥.

٣١٣

ـ حرف الجيم ـ

٢٨٨ ـ جعفر بن عبد الله بن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن عليّ بن محمد الدّامغانيّ (١).

أبو منصور ، شيخ بغداديّ رئيس.

سمع : أبا مسلم بن عبد الرحمن السّمنانيّ ، وأبا الحسين بن الطّيوريّ ، وأبا طاهر ابن سوار ، وأبا زكريّا بن مندة ، وغيرهم.

ولد سنة تسعين وأربعمائة.

وحدّث عنه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وابن الأخضر ، والموفّق بن قدامة ، وولده يحيى بن جعفر الّذي يروي عنه شيخنا سنقر الحلبيّ ، وسعيد بن محمد بن ياسين ، وعبد السّيّد بن أحمد خطيب بعقوبا ، وآخرون.

توفّي في جمادى الآخرة.

قال ابن النّجّار : كان نبيلا ، جليلا ، محمود السّيرة ، سمع الكثير ، وكان صدوقا.

وقيل : كان على إشراف ديوان الأبنية.

ـ حرف الحاء ـ

٢٨٩ ـ الحسن بن صافي بن عبد الله (٢).

__________________

(١) انظر عن (جعفر بن عبد الله) في : المختصر المحتاج إليه ١ / ٢٧٢ ، والعبر ٤ / ٢٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٤ ، ٤٩٥ رقم ٣٠٣ ، والجواهر المضيّة ١ / ١٧٩ ، والوافي بالوفيات ١١ / ١٠٨ رقم ١٨٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٧.

(٢) انظر عن (الحسن بن صافي) في : ديوان ابن منير الطرابلسي (بعنايتنا) ص ٢٩ ـ ٣١ ، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) ١ / ٨٨ ـ ٩٢ ، وإنباه الرواة ١ / ٣٠٥ ، ٣١٠ رقم ١٩٣ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٩ / ٤٦١ ، ٤٦٢ ، ومعجم الأدباء ٨ / ١٢٢ ـ ١٣٩ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٥٢٤ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٣٩٢ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٩٥ ـ ٢٩٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٨١ ، وإشارة التعيين ١٤ ، ١٥ ، وتلخيص ابن مكتوم ٥٦ ، ٢٧ ، والحلل السندسية ١٠٢ ، ١٠٤ ، ومسالك الأبصار ج ٤ م ٢ / ٣١٦ ـ ٣٢٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٤ ، والعبر

٣١٤

أبو نزار ، الملقّب بملك النّحاة البغداديّ ، النّحويّ.

ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

وسمع الحديث من : نور الهدى أبي طالب الزّينبيّ.

وقرأ النّحو على : أبي الحسن عليّ بن أبي زيد الفصيحيّ.

وعلم الكلام على : محمد بن أبي بكر القيروانيّ.

والأصول على : أبي الفتح أحمد بن عليّ بن برهان.

والخلاف على : أسعد الميهنيّ.

وصار أنحى أهل طبقته. وكان فصيحا ، ذكيّا ، متقعّرا ، معجبا ، فيه تيه وبأو ، لكنّه صحيح الاعتقاد.

ذكره ابن النّجّار وطوّل ، وقال : أبوه مولى لحسين الأرمويّ التّاجر ، له كتاب «الحاوي» في النّحو ، مجلّدان (١) و «العمد» في النّحو ، مجلّد ، و «التّصريف» مجلّد ، و «علل القراءات» مجلّدان ، و «أصول الفقه» مجلّدان ، و «أصول الدّين» مجلّد صغير ، وله «التّذكرة السّفريّة» عدّة مجلّدات (٢).

قلت : سكن واسط مدّة بعد العشرين وخمسمائة ، وحملوا عنه أدبا كثيرا ، ثمّ صار إلى شيراز ، وكرمان ، وتنقّلت به الأحوال إلى أن استقرّ بدمشق.

__________________

(٤) / ٢٠٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢١٠ ، وطبقات الشافعية الوسطى ، له (مخطوط) ١٦٥ أ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / رقم ١١٩٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٨٦ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٥٦ ـ ٥٩ رقم ٤٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ وفيه «ضافي» ، واختلط اسمه باسم «يزدن» ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ رقم ٣٠٥ ، وطبقات النحاة واللغويين ، له ١ / ٣٠٢ ـ ٣٠٤ ، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة ٥٩ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٦٨ ، وبغية الوعاة ١ / ٥٠٤ ، ٥٠٥ رقم ١٠٤٤ ، وتاريخ الخلفاء ٤٤٨ ، وروضات الجنات ٢٢١ ، ٢٢٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٧ ، وكشف الظنون ٦٢٤ ، ٦٢٨ ، ٨١٥ ، ١١٧٠ ، ١٨٤٩ ، ١٧٨٧ ، وإيضاح المكنون ٤٧٥ ، وهدية العارفين ١ / ٢٧٩ ، وديوان الإسلام ٤ / ١٤٦ رقم ١٨٦٠ ، وأعيان الشيعة ٢٢ / ٥ ـ ١٩ ، والأعلام ٢ / ٢٠٧ ، ومعجم المؤلفين ٣ / ٢٣٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ١٦٦ ـ ١٧٠.

(١) في إنباه الرواة ١ / ٣٠٨ «مجلّدتان».

(٢) وانظر : إنباه الرواة ١ / ٣٠٨ ، ومعجم الأدباء ٨ / ١٢٣.

٣١٥

وكان يقال له أيضا «حجّة العرب». وكان أحد النّحاة المبرّزين ، والشّعراء المتجدّدين. وله عدّة تصانيف.

ذكره العماد الكاتب (١) فقال : أحد الفضلاء ، بل واحدهم فضلا ، وماجدهم نبلا. وبالغ في وصفه بالعلم ، والرئاسة ، والكرم ، والإفضال.

وقال ابن خلّكان (٢) : له مصنّفات في الفقه والأصلين ، والنّحو.

وله ديوان شعر ، فمن شعره :

سلوت بحمد الله عنها فأصبحت

دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها

على أنّني لا شامت إن أصابها

بلا ولا راض بواش يعيبها (٣)

وروى عنه جماعة منهم القاضي شمس الدّين ابن الشّيرازيّ.

وتوفّي في تاسع شوّال.

ورئي في النّوم فقال : غفر لي ربّي بأبيات قلتها ، وهي :

يا ربّ ها قد أتيت معترفا

بما جنته يداي من زلل

ملآن كفّ بكلّ مأثمة

صفر يد من محاسن العمل

وكيف أخشى نارا مسعّرة

وأنت يا ربّ في القيامة لي (٤)

قال [ابن العديم] (٥) في «تاريخ حلب» : ذكر لي شمس الدّين محمد بن يوسف بن الخضر أنّ ملك النّحاة خلع عليه نور الدّين خلعة فلبسها ، ومرّ بطرقيّ قد علّم تيسا إخراج الخبيّة بإشارات علّمها التّيس ، فوقف ملك النّحاة على الحلقة وهو راكب ، فقال الطّرقيّ : في حلقتي رجل رجل عظيم القدر ، ملك في زيّ عالم ، أعلم النّاس ، وأكرم النّاس ، فأرني إيّاه. فشقّ التّيس

__________________

(١) في الخريدة ١ / ٨٨.

(٢) في وفيات الأعيان ٢ / ٣٩٢.

(٣) مرآة الجنان ٣ / ٣٦٨.

(٤) مرآة الزمان ٨ / ٢٩٧ ، معجم الآداب ٨ / ١٣٨ ، ١٣٩.

(٥) في الأصل بياض.

٣١٦

الحلقة ، وخرج حتّى وضع يده على ملك النّحاة فما تمالك أن نزع الخلعة ووهبها للطّرقيّ. فبلغ ذلك نور الدّين ، فعاتبه على فعله ، فقال : يا مولانا عذري واضح ، لأنّ في بلدك مائة ألف تيس ، ما فيهم من عرف قدري غير ذلك التّيس!.

فضحك نور الدّين منه (١).

٢٩٠ ـ الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر (٢).

أبو عليّ البطليوسيّ ، الأنصاريّ ، المعروف في بلده بابن الفرّاء.

سمع بالإسكندريّة من : أبي بكر الطّرطوشيّ ، وغيره.

ودخل خراسان فسمع من : أبي نصر عبد الرحيم بن القشيريّ ، وسهل بن إبراهيم السّبيعيّ ، والأديب أحمد بن محمد الميدانيّ ، وأبي عبد الله الفراويّ.

ثمّ قدم في أواخر عمره بغداد فسمع منه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وابنه عبد الله بن عمر.

ثمّ سافر إلى الشّام بعد أن حجّ ، فسكن حلب. وكان قد قرأ علم الكلام على أبي نصر بن القشيريّ.

وكان صالحا ، بكّاء ، خائفا.

وهم أبو سعد السّمعانيّ في قوله : توفّي سنة ثمان أو تسع وأربعين ، فقد قال أبو المواهب بن صصريّ ، وهو أحد من أخذ عنه : توفّي بحلب سنة ثمان وستّين ، وقد بلغ الثّمانين.

قلت : حدّث ب «صحيح مسلم» ببغداد في سنة ستّ وستّين ، فسمعه منه : الموفّق عبد اللّطيف بن يوسف ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي الضيف ،

__________________

(١) معجم الأدباء ٨ / ١٣١ ، ١٣٢.

(٢) انظر عن (الحسن بن علي البطليوسي) في : اللباب ١ / ١٣٠ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٨٤ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ١٤٥ ، ١٤٦ رقم ١١٨ ، ونفح الطيب ٢ / ٥٠٩.

٣١٧

وعبد الله بن عمر بن عليّ القرشيّ ، بقراءة أبيه.

وروى عنه بدمشق : الفخر الإربليّ ، وأبو نصر بن الشّيرازيّ ، وغيرهما.

ـ حرف السين ـ

٢٩١ ـ سعد بن عليّ بن القاسم (١).

أبو المعالي الحظيريّ ، الكتبيّ ، الورّاق. المعروف بدلّال الكتب ببغداد.

وكانت له فضائل ، وله مجاميع مفيدة ، منها كتاب «زينة الدّهر» (٢) الّذي ذيّله على «دمية القصر» للباخرزيّ ، وله كتاب «لمح الملح» (٣).

وشعره مليح فمنه :

ومعذّر في خدّه

ورد في فمه مدام

ما لان لي حتّى تغشّى

صبح سالفه (٤) ظلام (٥)

وله :

شكوت هوى من شفّ قلبي بعده

توقّد نار ليس يطفى سعيرها

وقال : بعادي عنك أكثر راحة

ولو لا بعاد الشّمس أطرق نورها (٦)

 __________________

(١) انظر عن (سعد بن علي) في : خريدة القصر (قسم شعراء العراق) ٤ / ج ١ / ٢٨ ، والمنتظم ١٠ / ٢٤١ رقم ٣٤١ (١٨ / ٢٠١ رقم ٤٢٩٥) ، ومعجم الأدباء ١١ / ١٩٤ ـ ١٩٧ رقم ٥٩ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٣٦٦ ـ ٣٦٨ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٦٩ ـ ١٧٦ رقم ٢٣٧ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) ٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٠ ، ٥٨١ رقم ٣٦٢ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٦٨ ، ومفتاح السعادة ١ / ٢٦٣ ، وكشف الظنون ١٢١ ، ٧٨٨ ، ٩٧٢ ، ١٠٨٠ ، ١١٠٣ ، ١٥٦٠ ، ١٨١٧ ، ٤٠٤٩ ، وخزانة الأدب للبغدادي ٣ / ١١٨ ، وهدية العارفين ١ / ٣٨٤ ، والفهرس التمهيدي ٢٧١ ، وتاريخ الأدب العربيّ ٥ / ١٣ ، ١٤ ، وفهرست الخديوية ٤ / ٢٠٤ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٢١٢.

(٢) زينة الدهر وعصرة أهل العصر.

(٣) قال عنه الصفدي : وهو كتاب جمع فيه ما وقع لغيره من الجناس نظما ونثرا.

(٤) في معجم الأدباء «طلعته».

(٥) معجم الأدباء ١١ / ١٩٥ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٦٦.

(٦) وفيات الأعيان ٢ / ٣٦٨.

٣١٨

توفّي رحمه‌الله في صفر ببغداد.

والحظيرة : موضع فوق بغداد من عمل دجيل.

ـ حرف الصاد ـ

٢٩٢ ـ صالح بن إسماعيل بن سيّد.

العلّامة أبو طالب الإسكندرانيّ ، المالكيّ ، الفقيه ، المعروف بابن بنت معافى. من أصحاب أبي بكر الطّرطوشيّ.

تفقّه عليه الحافظ أبو الحسن عليّ بن الفضل ، وغيره.

وسمع منه «الموطأ» : أبو القاسم الصّفراويّ.

ـ حرف العين ـ

٢٩٣ ـ عبد الله بن المبارك بن عليّ بن الحسين (١).

أبو الفتح بن البقليّ ، الحريميّ ، القزّاز.

روى عن : ثابت بن بندار.

سمعه : أبو بكر الباقداريّ ، وعمر بن عليّ القرشيّ ، وغيرهما.

وتوفّي في صفر.

٢٩٤ ـ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن حدار بن موسى (٢).

أبو الخير الأصبهانيّ.

سمع : أبا القاسم غانما البرجيّ ، وأبا عليّ الحدّاد ، وجعفر بن عبد الواحد الثّقفيّ ، وفاطمة الجوزدانيّة ، وأبا القاسم بن الحصين ، وأبا العزّ بن كادش.

وأملى بأصبهان مجالس. ثمّ حجّ سنة اثنتين وستّين. وحدّث ببغداد.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن المبارك) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٦٦ رقم ٨٠٢.

(٢) انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في : تاريخ إربل ١ / ٩٨ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٣ ، ٢٤ رقم ٧٨٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢١ ، ولسان الميزان ٤ / ٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٨.

٣١٩

روى عنه : أحمد بن طارق ، وابن الأخضر ، وأبو طالب بن عبد السّميع ، والحافظ عبد الغنيّ ، وأبو محمد بن قدامة ، وآخرون.

وتوفّي في شوّال. وله تسع وستّون سنة.

قال ابن النّجّار : كان من حفّاظ الحديث ، موصوفا بالفضل ومعرفة الحديث.

وقال ابن الأخضر : كانوا يفضّلونه بالحفظ على معمّر بن الفاخر.

ثمّ طوّل ابن النّجار ترجمته بأنّهم رموه بالوهن ، واتّهموه في نقل إجازة مسعود الثّقفيّ ، من الخطيب ، وابن المأمون ، وهؤلاء.

٢٩٥ ـ عبد الملك بن عيّاش (١).

أبو الحسن الأزديّ القرطبيّ.

أخذ عن : أبيه عيّاش بن فرج.

دخل في الدّنيا بعد الزّهد ، وكتب للدولة ، وحصّل ثروة (٢).

__________________

(١) انظر عن (عبد الملك بن عياش) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٧٢١ ، والذيل والتكملة ٥ / ٢٦ ـ ٣٠ رقم ٦٤.

(٢) قال ابن عبد الملك المراكشي : وكان أديبا ، كاتبا ، بليغا ، شاعرا مجيدا ، صدرا في محسني النظم والنثر ، بارع الخط ، جميل الوراقة ، روى قطعة صالحة من الحديث وتفقّه ، ولم يزل على خير حال واستقامة طريقة صدر عمره حتى كان يعرف بالزاهد لورعه وفضله ، حتى استكتبه أبو جعفر أحمد بن محمد بن حمدين قاضي الجماعة بقرطبة آخر أيام اللمتونيين وحظي عنده واستخلصه لنفسه لما تقرر عنده من موجبات ذلك. ثم لما همّ أبو جعفر هذا بإثارة الفتنة التي أنشأها بعد فرّ أبو الحسن هذا عن قرطبة ولحق بإشبيليّة منقطعا إلى العبادة في بعض روابط قرى إشبيلية على خير متصل ، لا يتقوّت إلا من مال صديقه أبي الأصبغ الباجي لعلمه بطيب مكسبه لوراثته إياه عن أسلافه ، فقطع أبو الحسن هذا بحالته هذه مدة ، ثم إن أبا إسحاق براز بن محمد المسوفي العامل بإشبيليّة لأبي محمد عبد المؤمن بن علي التمس كاتبا يكتب عنه فدلّ عليه فلم يرعه إلا رسوله عنه ، فلما وصل إليه ألزمه الكتابة عنه فتقلّدها على كره وتقية على نفسه ، ثم نشب في صحبة الملوك بالكتابة عنهم ، وارتسم في جملة خدّامهم ، وعدل عن طريقته الأولى المثلى ، فكتب بعد أبي إسحاق هذا عن الأمير أبي حفص بن عبد المؤمن وتوجّه معه إلى تلمسان ، ثم عن أبي محمد عبد المؤمن بعد مقتل أبي جعفر بن عطية ، ثم عن أبي يعقوب بن عبد المؤمن وهو والي بإشبيليّة ، ونال دنيا عريضة ، وكانت له منهم منزلة جليلة ، وكان ممدّحا ، وأصهر إليه أبو عبد الله بن زرقون.

٣٢٠