تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

نصر الله ، وأعاد له ، وقد أوصى بتدريس الزّاوية ، فلم تصحّ له. وحدّث ، وكان ثقة ونصّب لإمامة الجامع ، وكتب كثيرا (١).

توفّي في صفر.

__________________

(١) وقال ابن عساكر : علّقت عنه شيئا يسيرا ، وكان ثقة مستورا. وكان قد نصب للإمامة في جامع دمشق بعد موت أبي محمد بن طاوس في المحرم سنة ست وثلاثين وخمسمائة. وكان قبل ذلك يؤمّ في مسجد العميد بن الجسطار بالباب الشرقي مدّة ، ثم انتقل إلى إمامة الجامع. وكان قد كتب كتبا كثيرة من كتب العلم في الأصول والفروع. وكان إذا غاب خلفه أبو القاسم العمري الفارسيّ الصوفي. ولما عزم الناس على الحج سنة خمس وخمسين كان عندي في يوم عيد الفطر ، فجرى ركب الحج ، فقال : لو استفتيت لأفتيت إنّ الخروج إلى الحج في هذا العام معصية لقلة الماء في الطريق ، فما مضت إلّا أيام حتى عزم على الحج ، وقال : أمضي ، فلعلّي أموت في الطريق ، فكان كما توقّعه في نفسه.

٢٤١

سنة ستّ وستّين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٢١٥ ـ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن مالك.

أبو بكر بن أبي إسحاق العاقوليّ (١) ، الأزجيّ ، الوزّان.

سمع : الحسين بن عليّ بن البسريّ.

وعنه : أبو سعد بن السّمعانيّ ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ.

توفّي في ربيع الآخر.

٢١٦ ـ أحمد بن بنيمان بن عمر بن نصر (٢).

أبو العبّاس الهمدانيّ ، ثمّ البغداديّ ، أخو عمر.

سمع من : أبي الفضل محمد بن عبد السّلام ، وثابت بن بندار ، والحسين بن البسريّ ، والمبارك بن الطّيوريّ.

قال ابن الدّبيثيّ (٣) : وكان ثقة ، صحيح السّماع.

سمعه منه : محمد بن مشّق ، وجماعة. وأنا عنه ابن الأخضر.

وتوفّي في ذي القعدة.

قلت : وروى عنه : عبد الله بن اللّتّيّ ، والشّيخ الموفّق.

__________________

(١) العاقولي : نسبة إلى دير العاقول. بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد. وقد ينسب إليها ب «الدير عاقولي» أيضا. (الأنساب ٨ / ٣١٧).

(٢) انظر عن (أحمد بن بنيمان) في : تاريخ إربل ١ / ١٨٧ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٧٧ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٧٨ رقم ٢٧٧٠.

(٣) المختصر المحتاج إليه ١ / ١٧٧.

٢٤٢

٢١٧ ـ أحمد بن محمد بن سعيد بن إبراهيم (١).

الوزير أبو جعفر بن البلديّ ، وزير المستنجد بالله ، فلمّا توفّي المستنجد وبويع المستضيء في هذه السّنة كان المتولّي لعقد بيعته أبو الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء. ثمّ إنّه استوزر أبا الفرج ، فانتقم من ابن البلديّ وقتله. وكان في وزارته قد قطع أنف امرأة ويد رجل لجناية جرت ، فسلّم إلى أولئك ، فقطعوا أنفه ثمّ يده ، ثم ضرب المسكين بالسّيوف ، وألقي في دجلة الآخر.

وكانت وزارته ستّة أعوام.

قال ابن الأثير (٢) : أتى ابن البلديّ من يستدعيه للجلوس لعزاء المستنجد ولأخذ البيعة ، فلمّا دخل دار الخلافة صرف إلى موضع وقتل ، وقطّع قطعا ، وألقي في دجلة ، وأخذ ما في داره ، فوجد فيها خطوط الخليفة يأمره بالقبض على ابن رئيس الرؤساء وقطب الدّين قايماز ، وخطّ الوزير بالمراجعة في ذلك ، وصرفه عن هذا الرأي. فندما حيث فرّطا في قتله ، وعلما براءته (٣).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد بن سعيد) في : المنتظم ١٠ / ٢٣٣ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٤٠١ ، ٤٠٢ رقم ٣٤٠٠ ، والكامل في التاريخ ١٨ / ٣٦١ ، ٣٦٢ ، ومرآة الزمان ٨ / ١٧٨ ، والعبر ٤ / ١٩٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٧ رقم ٣٦٨ وانظر ٢٠ / ٥٠٦ ، والفخري ٣١٧ ، ٣١٨ ، وفيه : «شرف الدين أبو جعفر محمد بن أبي الفتح بن البلدي» ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٧٨ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٣٥ ـ ٢٣٧.

(٢) في الكامل ١١ / ٣٦١ ، ٣٦٢.

(٣) وقال ابن طباطبا : كان قبل الوزارة ناظرا بواسط ، فأبان في مدّة ولايته عليها عن قوّة وجلادة ، وارتفاعات نامية ، وحلوم دارّة ، فعظمت منزلته عن المستنجد وكوتب عن الخليفة إلى واسط بما يقضي أن يكون وزيره ، وتأكد الحال في ذلك ، فحكم حكم الوزراء وهو بواسط ، ووقّع وكاتب ملوك الأطراف وهو بواسط ، ثم أصعد إلى بغداد ، فخرج الموكب لتلقّيه ، وفيه جميع أعيان الدولة. وكان عضد الدين أبو الفرج محمد ابن رئيس الرؤساء أستاذ الدار ، بينه وبين ابن البلدي كدر ، فكره عضد الدين الخروج إلى تلقّيه ، وقد كان الخليفة تقدّم إليه بالخروج ، فبذل خمسة آلاف دينار على أن يعفى من الخروج إليه ، فقال الخليفة : إن عجّلها نقدا أعفيته من الخروج ، فوزنت في الحال وحملت. فلما صارت في الخزن تقدّم الخليفة إليه بالخروج لتلقّي الوزير ، وقيل له : هذا المال جناية عن=

٢٤٣

قال ابن النّجّار : كان ابن البلديّ شهما مقداما ، شديد الوطأة ، عظيم الهيبة ، وله شعر يسير.

٢١٨ ـ أحمد بن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف (١).

اليوسفيّ أبو جعفر.

عن : عبد الله بن محمد بن جحشويه ، عن القزوينيّ.

وعنه : محمد بن عبد الله السّقلاطونيّ.

ـ حرف الحاء ـ

٢١٩ ـ الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ (٢).

الكامل أبو محمد بن السّواديّ (٣) ، الواسطيّ ، الحاسب. من بيت كتابة وتقدّم.

كان بارعا في الحساب والمساحة ، وفي الفرائض.

سمع : أبا نعيم الحماريّ ، ومحمد بن عليّ بن أبي الصّقر ، وأبا الخير بن العسّال ، وخميسا الحوزيّ.

__________________

= كونك تكره ما نؤثر ، وتراجع في التقدّمات الشريفة. فذهب المال منه ، وخرج عابرا إلى الجانب الغربي صحبة الموكب. ومضى الناس كلهم إلى صرصر فتلقّوه هناك. فلما وقعت عين عضد الدّين أستاذ الدار على الوزير أراد عضد الدين أن يترجّل ، فصاح به الوزير : والله لئن ترجّلت ترجّلت أنا أيضا ، فخدمه. ثم اعتنقا على ظهور الدوابّ. وسار بين يديه. ووصل الوزير إلى محاذاة التاج. وعبر في سفينة ، وحضر بين يدي الخليفة فشافهه بالوزارة ، وخلعت عليه خلع الوزارة ، وأكّد عليه النهوض بالمهامّ الديوانية ، فنهض بأعباء الوزارة ، وما زال أمره على السداد إلى أن جرى للمستنجد ما جرى من تغلّب عضب الدين أستاذ الدار وأكابر الأمراء عليه ..

(١) انظر عن (أحمد بن أبي القاسم) في : تاريخ إربل ١ / ٢١٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٨٧.

(٢) انظر عن (الحسن بن علي السوادي) في : خريدة القصر (قسم شعراء العراق) ٤ / ٣٦٩ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٨٣ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ١٦٣ ، ١٦٤ رقم ١٣٧.

(٣) السّوادي : نسبة إلى السواد ، والأصل فيه : سواد العراق. (الأنساب ٧ / ١٨٠).

٢٤٤

وحدّث ببغداد عن عمّه محمد بن محمد في سنة سبع وعشرين وخمسمائة.

قال ابن الدّبيثيّ (١) : ثنا عنه أبو الفتح المندائيّ ، ومحمد بن يحيى القاضي ، وأبو طالب بن عبد السّميع.

توفّي بواسط في رمضان ، وله سبع وثمانون سنة.

ـ حرف السين ـ

٢٢٠ ـ سليمان بن أحمد بن عبد الله (٢).

أبو أحمد بن الإمام (....) بي (٣) ، نزيل مرسية.

روى عن : أبي محمد بن برطلة ، وأبي عبد الله بن سعادة ، وجماعة.

قال الأبّار : كان محدّثا ، ورعا ، ديّنا ، خيارا ، واقفا على متون المصنّفات ، ظاهريّ المذهب. توجّه إلى مكّة سنة ستّ ، فكان آخر العهد به. وولد سنة خمس وتسعين رحمه‌الله تعالى.

٢٢١ ـ سليمان بن فيروز (٤).

أبو داود العبشريّ (٥) ، الخيّاط (٦) ، الزّاهد.

سمع : محمد بن عبد السّلام الأنصاريّ ، وأبا الحسن بن الصّوّاف ، وجماعة.

وأجاز له أبو المحاسن الرّويانيّ (٧).

__________________

(١) المختصر المحتاج إليه ٢ / ٢٨٣.

(٢) انظر عن (سليمان بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٣) بياض في الأصل.

(٤) ترجمته في الجزء الضائع من : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ، كما يستفاد من الترجمة.

(٥) لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب.

(٦) مهملة في الأصل.

(٧) الروياني : بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى رويان وهي بلدة بنواحي طبرستان. وأبو المحاسن هذا هو : عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد الروياني. توفي شهيدا سنة ٥٠٢ ه‍. (الأنساب

٢٤٥

وعنه : ابن الأخضر ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ (١).

قال ابن النّجّار : كان صالحا ، ورعا ، زاهدا ، يأكل من كسب يده ، ولا يخرج من مسجده.

ـ حرف الطاء ـ

٢٢٢ ـ طارق بن موسى بن طارق (٢).

أبو جعفر البلنسيّ المقرئ.

أخذ القراءات عن ابن هذيل بعد العشرين وخمسمائة ، ورحل إلى شريح فأخذ عنه.

وروى عن : أبي عبد الله بن المرابط.

وكان بارعا في القراءات.

أخذ عنه : أبو بكر بن لال ، وغيره.

قتل في جمادى الأولى سحرا.

٢٢٣ ـ طاهر بن محمد بن طاهر بن عليّ (٣).

أبو زرعة المقدسيّ ، ثمّ الهمذانيّ.

مولده بالرّيّ في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة في الرابع والعشرين من

__________________

(٦) / ١٨٩ ، ١٩٠).

(١) البندنيجيّ : بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بندنيجين وهي بلدة قريبة من بغداد بينهما دون عشرين فرسخا. (الأنساب ٢ / ٣١٣).

(٢) انظر عن (طارق بن موسى) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ٣٤٤ ، والذيل والتكملة (بقية السفر الرابع) ١٤٧ ، ١٤٨ رقم ٢٧٠.

(٣) انظر عن (طاهر بن محمد) في : تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس) رقم ٥٩٢١ / ورقة ٨٧ ، ٨٨ وقد اختلطت الترجمة بترجمة أخرى ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ١١٩ ، ١٢٠ رقم ٧٤٠ ، والعبر ٤ / ١٩٢ ، ١٩٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٣ ، ٥٠٤ رقم ٣٢٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٨ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٤٠٦ رقم ٤٤١ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٣٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٧.

٢٤٦

رمضان ، بخطّ أبيه ، وسمع بها من محمد بن الحسين المقوّميّ ،. وغيره.

وبالدّون من : عبد الرحمن بن حمد.

وبهمذان من : عبدوس بن عبد الله بن عبدوس.

وبساوة من : محمد بن أحمد الكامخيّ.

وبالكرخ من : مكّيّ بن منصور السّلّار.

وببغداد من : أبي القاسم بن بيان.

وحجّ غير مرّة ، وحدّث بالكثير من مسموعاته.

روى «سنن النّسائيّ» و «سنن ابن ماجة» ، وسكن به أبوه همذان فاستوطنها.

روى عنه : أحمد بن صالح الجيليّ ، وأحمد بن طارق ، وأبو الفرج بن الجوزيّ ، وابن السّمعانيّ ، وعبد الغنيّ ، وابن قدامة ، وابن الأخضر ، وابن الزّبيديّ ، وعبد اللّطيف بن يوسف ، وأحمد بن يحيى البرّاج ، وعبد العزيز بن باقا ، والمهذّب بن فنيدة ، وأبو القاسم عليّ بن الجوزيّ ، وأبو حفص عمر بن محمد السّهرورديّ ، والأنجب بن أبي السّعادات ، وأبو بكر بن بهروز الطّبيب ، وأبو تمّام عليّ بن أبي الفخّار ، وأبو طالب بن القبّيطيّ ، وأبو بكر محمد بن سعيد بن الخازن ، وآخرون.

قال عمر بن عليّ القرشيّ : بدأت بقراءة «سنن ابن ماجة» على أبي زرعة ، قدم علينا حاجّا في العشرين من شوّال ، وقال لنا : الكتاب سماعي من أبي منصور المقوّميّ. وكان سماعي في نسخة عندي بخطّ أبي ، وفيها سماع إسماعيل الكرمانيّ ، فطلبها منّي ، قد بعثها من أكثر من ثلاثين سنة.

قال القرشيّ : وتحقّقنا أنّ له إجازة من المقوّمي ، فقرئ عليه إجازة ، إن لم يكن سماعا.

قلت : وقد سمع من المقوّميّ في شعبان سنة أربع وثمانين «فضائل القرآن» لأبي عبيد ، وعمره ثلاث سنين.

٢٤٧

وقال الدّبيثيّ (١) : توفّي في ربيع الآخر بهمذان ، وما كان يعرف شيئا.

قلت : سمعنا من طريقه الكتب المسمّاة ، «ومسند الشّافعيّ» ، واشتهر اسمه. وقد سمّاه ابن السّمعانيّ في «الذّيل» : داود ، فوهم. وقيل : اسمه الفضل.

قال : وولد سنة ثمانين رحمه‌الله.

قال ابن النّجّار : أبو زرعة طاهر ، طوّف به والده ، وسمّعه ببغداد من أبي الحسن العلّاف ، وابن بيان. وكان تاجرا لا يفهم شيئا من العلم.

وكان شيخا صالحا ، حمل جميع كتب والده ، وكانت كلّها بخطّه ، إلى الحافظ ابن السّلّار ، ووقفها وسلّمها إليه ، فسمعت من يذكر أنّها كانت في ثلاثين غرارة ، رأيت أكثرها في خزانة أبي العلاء.

وقيل : حجّ عشرين حجّة.

ـ حرف العين ـ

٢٢٤ ـ عبد الله بن أحمد بن سعيد (٢).

أبو محمد بن موصول العبدريّ ، البلنسيّ.

روى عن : أبي عليّ بن سكّرة ، وأبي محمد البطليوسيّ ولازمه ، وأبي الحسن بن واجب ، وجماعة.

قال الأبّار : وكان حافظا للفقه بصيرا به مقدّما ، مع الصلاح والزهد.

وجمع كتابا حافلا في «شرح مسلم» ، ولم يتمّه ، و «شرح رسالة ابن أبي زيد» (٣). وكان أبو بكر بن الجدّ يغضّ منه.

أخذ عنه : يحيى بن أحمد الجذاميّ ، وأحمد بن أبي هارون ، وأبو بكر بن خير.

__________________

(١) المختصر المحتاج إليه ١ / ١١٩ ، ١٢٠.

(٢) انظر عن (عبد الله بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبار.

(٣) لم يذكر كحّالة صاحب هذه الترجمة في معجمه ولا في الملحق ، مع أنه من شرطه.

٢٤٨

وثنا عنه : أبو الخطّاب بن واجب ، وأبو عبد الله الدريثيّ ، أجاز لهما في هذه السّنة وانقطع خبره.

٢٢٥ ـ عبد الله بن خلف الكفرطابيّ (١).

النّحويّ.

درس النّحو بحماه مدّة ، وصنّف فيه. وكان يلقّب بسطيح.

ورّخه ابن عساكر (٢).

٢٢٦ ـ عبد الجبّار بن محمد بن عليّ (٣).

أبو طالب المعافريّ ، المغربيّ ، اللّغويّ.

قدم البلاد ، وأقرأ العربيّة. بمصر ، وببغداد ، وانتفع به خلق.

وتوفّي وهو راجع إلى بلاده. وهو شيخ عبد الله بن برّيّ ، النّحويّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن خلف) في : تاريخ دمشق (تراجم حرف العين : عبد الله بن جابر ـ عبد الله بن زيد) ٢٣٦ رقم ٢٦٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٣٨١ ، ٣٨٢ ، وفات «كحّالة» أن يذكره في «معجم المؤلفين» وهو من شرطه.

و «الكفرطابي» : نسبة إلى بلدة كفر طاب بين المعرّة ومدينة حلب. (معجم البلدان).

(٢) وهو قال : ذكر لي القاضي أبو القاسم الحسين بن جسر أنه ولد بشيزر وتوفي فيها ، «قرأ على أبي عبد الله محمد بن يوسف بن عمر المعروف بابن منيرة ، ثم سافر إلى دمشق سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، ثم أقام بمدينة حماة ، يدرس النحو بجامعها مدّة ثنتي عشرة سنة ، وسافر إلى حلب ، فأقام فيها خمس عشرة سنة يدرّس النحو وينظر في البيمارستان ، ثم رجع إلى حماة. وكان رخو الرجلين لا يقدر على المشي إلّا بقائد.

وألّف كتاب «التحف السنيّة في فضائل علم العربية» ، وكتاب «حبل الحاطب» ، وكتاب «مسار في الاسم والفعل والحرف».

ومن شعره ما كتب به إلى أستاذه ابن منيرة وقد حال بينهما الوحل :

يا حجّتي حين ألقى الله منفردا

تفديك نفسي بالأهلين والوطن

بيني وبينك سور الوحل ليس له

باب فقلبي رهين الهمّ والحزن

ما هجر مثلك محمود عواقبه

ولا التّصبّر عن رؤياك بالحسن»

(٣) انظر عن (عبد الجبار بن محمد) في : مرآة الجنان ٣ / ٣٧٩ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٤٠ رقم ٣٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٧٤ رقم ١٤٦٦.

٢٤٩

٢٢٧ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن خلف بن أبي ليلى (١).

أبو بكر الأنصاريّ ، الغرناطيّ ، ثمّ المرسيّ.

قال أبو عبد الله الأبّار (٢) : هو من ولد عبد الرحمن بن أبي ليلى قارئ الكوفة.

سمع : أباه أبا القاسم المتوفّى سنة أربع عشرة ، وأبا عليّ الصّدفيّ ، ولازمه كثيرا. وهو أثبت النّاس فيه ، كان قارئه للنّاس.

وسمع : أبا محمد بن جعفر الفقيه ، وأبا محمد بن عتّاب.

وحجّ فسمع : أبا المظفّر الشّاميّ ، وأبا عليّ بن المرجّى.

وكان عدلا خيّرا ، موصوفا بالإتقان ، متقلّلا ، منقبضا عن النّاس.

بضاعته حمل الآثار مع مشاركته في الأدب ، وغيره.

وقد كتب للأمير أبي إسحاق بن تاشفين ، وامتحن معه لما نكب ، وأخذت كتبه.

وقد أراده أبو العبّاس بن الخلّال على القضاء فامتنع ، ولزم باديته بخارج مرسية إلى أن رغب إليه بأخرة ، فقعد للإسماع ، وتنافسوا في الرواية عنه.

وروى عنه جلّة من شيوخنا.

وتوفّي رحمه‌الله تعالى بالذّبحة ، وله ستّ وسبعون سنة.

٢٢٨ ـ عبد الرحيم بن أبي الوفاء عليّ بن أبي طالب محمد بن عيسى بن عبد الوهّاب بن المرزبان (٣).

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبار ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٦ (دون ترجمة).

(٢) في تكملة الصلة.

(٣) انظر عن (عبد الرحيم بن أبي الوفاء) في : العبر ٤ / ١٩٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣٥ ، وفيه : «عبد الرحمن» ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٥ ، ٥٧٦ رقم ٣٥٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٧.

٢٥٠

أبو مسعود الأصبهانيّ ، الحاجّيّ ، الحافظ المعدّل.

سبط غانم البرجيّ.

سمع من : جدّه غانم ، وأبي عليّ الحدّاد ، وجماعة.

ورحل إلى نيسابور فسمع من : أبي بكر عبد الغفّار الشّيرويّ.

وإلى بغداد فسمع من : أبي القاسم بن الحصين ، وأبي العزّ بن كادش ، وطائفة.

قال ابن السّمعانيّ في ترجمته : شابّ كيّس ، متودّد ، حسن السّيرة ، له أنس بالحديث وهو أحد الشّهود المعدّلين.

قلت : وسمع منه أبو القاسم بن عساكر «المعجم الكبير» للطّبرانيّ ، وله جزء وفيات شيوخه ومن بعدهم من الأصبهانيّين ، سمعناه بإجازة كريمة منه. وأجاز أيضا لابن اللّتّيّ.

وحدّث عنه أيضا الحافظ عبد القادر الرّهاويّ ، وغيره.

وتوفّي في الثّاني والعشرين من شوّال عن بضع وسبعين سنة.

٢٢٩ ـ العزّ بن محمد بن الحسن.

أبو البقاء المصريّ المالكيّ الفقيه.

توفّي بمصر في ربيع الأوّل.

قال أبو الحسن بن المفضّل : وأجاز لنا.

ـ حرف اللام ـ

٢٣٠ ـ لبيب بن شجاع بن مسعود.

أبو الفتوح الوسطانيّ.

توفّي في رمضان ببغداد. وهو والد أبي هريرة محمد.

ـ حرف الميم ـ

٢٣١ ـ محمد بن أحمد بن الحسين بن جابر.

أبو بكر بن أبي نصر الدّينوريّ ، الصّوفيّ ، المقرئ ، ثمّ البغداديّ.

٢٥١

قدم جدّه من الدّينور فسكن بغداد.

وأبو بكر هذا هو والد أبي نصر عمر بن محمد المقرئ.

ولد سنة ثلاث وخمسمائة ، وسمع من : أبي الحصين ، وهبة الله بن الطّبر.

وقرأ القراءات على أبي محمد سبط الخيّاط. وكان صالحا ، ورعا ، عالما.

صحب أبا النّجيب السّهرورديّ مدّة.

روى عنه : ابنه عمر.

وتوفّي بدمشق.

٢٣٢ ـ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي العيش.

أبو عبد الله اللّخميّ ، الطّرطوشيّ ، المعروف بابن الأصيليّ.

رحل في طلب العلم ، وأخذ القراءات عن : منصور بن الخير.

وسمع من : أبي عبد الله بن أبي الخصال ، وأبي القاسم بن ورد ، وجماعة.

وجلس للنّاس للإقراء ، ونفعهم.

سمع منه «الموطّأ» في سنة تسع وخمسين أبو الحسين بن جبير الكنانيّ.

وكتب عنه : ابن عيّاد ، وغيره.

ولد سنة ٤٩٢ ، وتوفّي في هذا العام ، وقيل بعده.

٢٣٣ ـ محمد بن عمر بن عبد العزيز بن مازة (١).

أبو جعفر البخاريّ ، الفقيه الحنفيّ ، شيخ بخارى ورئيسها وابن شيخها.

لقبه : شمس الدّين.

روى عن : أبيه.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عمر) في : الجواهر المضيّة ٢ / ١٠١ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٢٤٣ رقم ١٧٧٣.

٢٥٢

وعنه : أبو البركات محمد بن عليّ الأنصاريّ قاضي أسيوط في مشيخته ، سمع منه ببغداد لمّا قدمها.

عاش خمسا وخمسين سنة.

٢٣٤ ـ محمد بن محمد بن سعد بن محمد.

أبو الفضل بن عساكر الأنباريّ ، الكاتب.

روى «جزء ابن عرفة» عن ابن بيان.

وعنه : أبو الفتوح نصر بن الحصريّ.

ومن شعره : وكتب به إلى المستنجد :

خدمتك فارسا حدثا غنيا

أؤمّل سبب كفّيك الغزيرا

أيجمل أن أفارق بعد حين

جنابك راجلا شيخا فقيرا؟

توفّي رحمه‌الله غريبا بقونية في ربيع الأوّل.

٢٣٥ ـ محمد بن يوسف بن سعادة (١).

أبو عبد الله المرسيّ. مولى سعيد بن نصر. نزيل شاطبة.

أكثر عن : أبي عليّ بن سكّرة ، وصارت إليه عامّة أصوله وكتبه لصهر بينهما.

وتفقّه على : أبي محمد بن جعفر.

ورحل ، فسمع : أبا محمد بن عتّاب ، وأبا بحر بن العاص.

وحجّ فلقي بالإسكندريّة أبا الحجّاج الميورقيّ فصحبه وأخذ عنه.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن يوسف) في : المعجم لابن الأبّار ١٨٣ ـ ١٨٥ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار ٢ / ٥٠٥ ـ ٥٠٧ ، وبغية الملتمس للضبيّ ١٤٢ ، ١٤٣ ، والعبر ٤ / ١٩٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٨ رقم ٣٢٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٩ ، والوافي بالوفيات ٥ / ٢٥٠ رقم ٢٣٢٥ ، والديباج المذهب ٢ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، وبغية الوعاة ١ / ٢٧٧ ، ونفح الطيب ٢ / ١٥٨ ـ ١٦٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٨ ، وإيضاح المكنون ٢ / ٤١ ، وهدية العارفين ٢ / ٩٦ ، والأعلام ٨ / ٢٣ ، ومعجم المؤلفين ١٢ / ١٢٦.

٢٥٣

وسمع بمكّة من : رزين بن معاوية ، وأبي محمد بن غزّال صاحب كريمة.

ولقي بالمهديّة : أبا عبد الله المازريّ ، فسمع منه كتاب «العلم».

قال ابن الأبّار : كان عارفا بالآثار ، مشاركا في التّفسير ، حافظا للفروع ، بصيرا باللّغة ، مائلا إلى التّصوّف. ذا حظّ في علم الكلام ، أديبا ، فصيحا مفوّها ، خطيبا ، مع الوقار ، والحلم ، والسّمت ، والتّلاوة ، والخشوع ، والصّيام.

ولي خطّة الشّورى بمرسية والخطابة ، ثمّ ولي قضاء شاطبة فاستوطنها.

وحدّث وأقرأ. سمع منه أبو الحسن بن هذيل مع تقدّمه «جامع التّرمذيّ» ، وصنّف كتاب «شجرة الوهم المترقّية إلى ذروة الفهم» لم يسبق إلى مثله.

ثنا عنه أكابر شيوخنا ، وكان موته يشاطبة مصروفا عن القضاء.

ودفن في أوّل يوم من سنة ستّ ، وله سبعون سنة.

٢٣٦ ـ محمود بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر (١).

أبو البدائع المسعوديّ ، الخطيبيّ ، المروزيّ ، الكشميهنيّ (٢).

روى هو وأبوه عن أبي منصور محمد بن عليّ الكراعيّ (٣).

روى عنه : أبو القاسم بن صصريّ ، وزين الأمناء.

توفّي ببغداد كهلا.

__________________

(١) انظر عن (محمود بن محمد بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٨٣ رقم ١١٧٦.

(٢) الكشميهنيّ : بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو ، على خمسة فراسخ منها في الرمل. (الأنساب ١٠ / ٤٣٦).

(٣) الكراعي : بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. (الأنساب ١٠ / ٣٧٣ ، ٣٧٤).

٢٥٤

ـ حرف الياء ـ

٢٣٧ ـ يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم (١).

أبو القاسم الوكيل ابن المقرئ أبي المعالي الدّينوريّ ، ثمّ البغداديّ ، البقّال.

سمع : أباه ، وطراد بن محمد الزّينبيّ ، وأبا الحسن بن العلّاف ، وأبا عبد الله النّعاليّ ، وجماعة.

وروى الكثير.

سمع منه : ابن السّمعانيّ ، وعمر بن عليّ القرشيّ.

روى عنه بالإجازة : الحافظ ابن عساكر ، وصاحبه الرشيد أحمد بن مسلمة وبالسّماع : أبو الفرج ابن الجوزيّ ، وابن الأخضر ، وعبد الغنيّ ، وابن قدامة المقدسيّان ، وابن اللّتّيّ ، والموفّق عبد اللّطيف ، والفخر الإربليّ ، وشهاب الدّين السّهرورديّ ، وعبد الله بن باقا ، ومحمد بن عماد الحرّانيّ ، وأبو الكرم محمد بن دلف بن كرم ، وعبد الوهّاب بن محمود الجوهريّ ، وعليّ بن مبارك بن فائق ، وعبد اللّطيف بن محمد القبّيطيّ ، وخلق سواهم.

توفّي في خامس ربيع الأوّل ، وقد جاوز الثّمانين.

روى «صحيح الإسماعيليّ» ، عن أبيه ، عن البرقانيّ ، عنه.

٢٣٨ ـ يوسف المستنجد بالله (٢).

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن ثابت) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٣٦٦ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٣٩ رقم ١٣٣٧ ، وتلخيص مجمع الألقاب ١ / ٤٤٨ ، والتقييد لابن نقطة ٤٨٤ ، ٤٨٥ رقم ٦٥٧ ، وذيل التاريخ المجدّد لمدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ١٥ / ٣٨٧ ، والعبر ٤ / ١٩٤ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٥ ، ٥٠٦ رقم ٣٢٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٤ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦٤ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٣٣ ، وحسن المحاضرة ٢ / ٢٣٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٨.

(٢) انظر عن (المستنجد بالله) في : المنتظم ١٠ / ١٩٢ ـ ١٩٤ و ٢٣٦ رقم ٣٣٦ (١٨ / ١٩٥ رقم=

٢٥٥

أمير المؤمنين أبو المظفّر بن المقتفي لأمر الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله أبي القاسم عبد الله الهاشميّ العبّاسيّ.

خطب له والده بولاية العهد في سنة سبع وأربعين ، فلمّا احتضر أبوه كان عنده حظيّته أمّ عليّ ، فأرسلت إلى الأمراء أن يقوموا معها ليكون الأمر لابنها عليّ ، وبذلت لهم الإقطاعات والأموال ، فقالوا : كيف الحيلة مع وجود وليّ العهد يوسف؟ فقالت : أنا أقبض عليه ، فأجابوها ، وعيّنوا لوزارته أبا المعالي بن الكيا الهرّاسيّ ، وهيّأت هي عدّة من الجواري بسكاكين ، وأمرتهنّ بالوثوب على وليّ العهد المستنجد ، وكان له خويدم ، فرأى الجواري بأيديهنّ السّكاكين ، وبيد عليّ وأمّه سيفين ، فعاد مذعورا إلى المستنجد وأخبره ، وبعثت هي إليه تقول : احضر ، فأبوك يموت. فطلب أستاذ داره ، وأخذه معه في جماعة من الفرّاشين ، ولبس الدّرع ، وشهر سيفا ، فلمّا دخل ضرب واحدة من تلك الجواري جرحها ، فتهاربن ، وأخذ أخاه عليّا وأمّه فحبسها ، فغرّق

__________________

= ٤٢٨٩) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ٢٢٦ ، والتاريخ الباهر ١٥٠ ـ ١٥٢ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٦٠ ـ ٣٦٢ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٨٣ ـ ٤٨٥ ، وتاريخ الزمان ١٥ / ١ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٤ ، وسنا البرق الشامي ١ / ١٠٠ ، وتاريخ إربل ١ / ١٩٦ ، ٢٤٣ ، ومفرّج الكروب ١ / ١٩٣ ـ ١٩٦ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٣٣ ـ ٢٣٦ ، ومرآة الزمان ج ٨ / ٢٨٤ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٧٦ ، والفخري في الآداب السلطانية ٣١٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ رقم ١٣٢٣ ، ومسالك الأبصار (مخطوط) ٢٧ / ٢٧ أ ـ ٢٩ ب ، والعبر ٤ / ١٩٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤١٢ ـ ٤١٨ رقم ٢٧٤ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٧٨ ، وفوات الوفيات ٤ / ٣٥٨ ـ ٣٦٠ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٧ / ١٣٠ أ ـ ١٣٣ ب ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ١٦١ ب ـ ١٦٣ ب ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦٢ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٥٢٥ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، والكواكب الدرية ١٩٢ ـ ١٩٤ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٤٤ ـ ٤٩ ، وزبدة التواريخ ٢٨٢ ، والجوهر الثمين ١ / ٢١٠ ، ٢١١ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٢٩٤ ـ ٣٠٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٦ ، وحسن المحاضرة ٢ / ٩١ ، ٩٢ ، وتاريخ الخلفاء ٤٤٢ ـ ٤٤٤ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٢٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، وأخبار الدول ١٧٦ ، ١٧٧.

٢٥٦

بعض الجواري ، وقتل بعضهنّ ، واستخلف يوم موت أبيه في ربيع الأوّل سنة خمس وخمسين.

وولد سنة ثمان عشرة. وأمّه طاوس كرجيّة. أدركت خلافته (١).

قال ابن الدّبيثيّ (٢) : كان يقول الشّعر. قال : وكان نقش خاتمه : من أحبّ نفسه عمل لها.

قال ابن النّجّار : حكى ابن صفيّة أنّ المقتفي كان قد نزل يوما في المخيّم بنهر عيسى ، والدّنيا صيف ، فدخل إليه المستنجد ، وقد أثّر الحرّ والعطش فيه.

فقال : أيش بك؟

قال : أنا عطشان.

قال : ولم تركت نفسك؟

قال : يا مولانا ، فإنّ الماء في الموكبيّات قد حمي.

فقال : أيش في فمك؟

قال : خاتم يزدن عليه مكتوب اثني عشر إمام ، وهو يسكّن من العطش.

فضحك وقال : وا لك يريد يصيّرك يزدن رافضيّا ، سيّد هؤلاء الأئمّة الحسين ، ومات عطشان.

وقال [سبط] (٣) ابن الجوزيّ في «المرآة» (٤) : ومن شعر المستنجد :

عيّرتني بالشّيب وهو وقار

ليتها عيّرت بما هو عار

 __________________

(١) الكامل في التاريخ ١١ / ٢٥٦ ، ٢٥٧.

(٢) المختصر المحتاج إليه ٣ / ٣٢٤ ، ٣٢٥.

(٣) إضافة على الأصل.

(٤) مرآة الزمان ٨ / ٢٨٤.

٢٥٧

إن تك (١) شابت الذّوائب منّي

فاللّيالي تزينها (٢) الأقمار (٣)

وله في بخيل :

وباخل أشعل في بيته

تكرمة منه لنا شمعه

فما جرت من عينها دمعة

حتّى جرت (٤) من عينه دمعه

وقال ابن الجوزيّ (٥) : أوّل من بايعه عمّه أبو طالب ، ثمّ أخوه أبو جعفر وكان أسنّ من المستنجد ، ثمّ الوزير عون الدّين ، ثمّ قاضي القضاة.

وحدّثني الوزير أبو المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة : حدّثني أمير المؤمنين المستنجد بالله قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام منذ خمس عشر سنة فقال لي : يبقى أبوك في الخلافة خمس عشرة سنة. فكان كما قال.

ورأيته صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل موت أبي بأربعة أشهر ، فدخل بي من باب كبير ، ثمّ ارتفعنا إلى رأس جبل ، وصلّى بي ركعتين وألبسني قميصا ، ثمّ قال لي : قل اللهمّ اهدني فيمن هديت. وذكر دعاء القنوت.

وحدّثني الوزير ابن هبيرة قال : كان المستنجد قد بعث إليّ مكتوبا مع خادم في حياة أبيه ، وكأنّه أراد أن يسرّه عن أبيه ، فأخذته وقلّبته ، وقلت للخادم : قل له : والله ما يمكنني أن أقرأه ، ولا أن أجيب عنه.

قال : فأخذ ذلك في نفسه عليّ. فلمّا ولي دخلت عليه فقلت : يا أمير المؤمنين ، أكبر دليل في نصحي أنّي ما حابيتك نصحا لأمير المؤمنين.

__________________

(١) في المنتظم : «تكن» ، وكذا في : سير أعلام النبلاء ، وغيره.

(٢) في فوات الوفيات : «تزينها».

(٣) البيتان في : مرآة الزمان ٨ / ٢٨٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤١٣ ، وفوات الوفيات ٤ / ٣٦٠.

(٤) في مرآة الزمان ٨ / ٢٨٤.

(٥) في المنتظم ١٠ / ١٩٣ (١٨ / ١٣٩).

٢٥٨

فقال : صدقت ، أنت الوزير.

فقلت : إلى متى؟

فقال : إلى الموت.

فقلت : أحتاج ، والله ، إلى اليد الشّريفة. فأحلفته على ما ضمن لي.

قال ابن الجوزيّ (١) : وحكي أنّ الوزير بعد ذلك خدم بحمل الكثير من خيل ، وسلاح ، وغلمان ، وطيب ، ودنانير ، فبعث أربعة عشر فرسا عرابا ، فيها فرس (٢) يزيد ثمنه على أربعمائة دينار ، وستّ بغلات (٣) ، وعشرة غلمان ترك ، وعشرة زرريّات (٤) ، وخوذة (٥) ، وعشرة تخوت من الثّياب ، وسفط فيه عود ، وكافور ، وعنبر ، وسفط فيه دنانير ، فقبل (٦) منه وطاب قلبه.

وأقرّ المستنجد أصحاب الولايات ، وأزال المكوس والضّرائب.

توفّي رحمه‌الله في ثامن ربيع الآخر. وكان موصوفا بالعدل والرّفق.

أطلق من المكوس شيئا كثيرا ، بحيث لم يترك بالعراق مكسا فيما نقل صاحب «الروضتين» (٧) وقال : كان شديدا على المفسدين والعوانية. سجن رجلا كان يسعى بالنّاس مدّة ، فحضر رجل وبذل فيه عشرة آلاف دينار ، فقال : أنا أعطيك عشرة آلاف دينار ، ودلّني على آخر مثله لأحبسه وأكفّ شرّه (٨).

ومن أخبار المستنجد ، قال ابن الأثير (٩) : كان أسمر ، تامّ القامة ، طويل

__________________

(١) في المنتظم.

(٢) في الأصل : «فيها وفرس». وزاد في المنتظم : «أبيض».

(٣) زاد في المنتظم : «مثمنة».

(٤) في الأصل : «وعشر زرديات».

(٥) في المنتظم : «وخوذ».

(٦) في المنتظم : «فقبلت».

(٧) ج ١ ق ٢ / ٤٨٤ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٣٦٢.

(٨) ج ١ ق ٢ / ٤٨٤ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٣٦٢.

(٩) في الكامل ١١ / ٣٦٠.

٢٥٩

اللّحية. اشتدّ مرضه ، وكان قد خافه أستاذ الدّار عضد الدّين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء ، وقطب الدّين قايماز المقتفويّ أكبر الأمراء ، فلمّا اشتدّ مرض الخليفة اتّفقا وواضعا الطّبيب على أن يصف له ما يؤذيه ، فوصف له الحمّام ، فامتنع لضعفه ، ثمّ أدخلها ، فأغلق عليه باب الحمّام فمات. هكذا سمعت غير واحد ممّن يعلم الحال.

قال (١) : وقيل إنّ الخليفة كتب إلى وزيره مع طبيبه ابن صفيّة يأمره بالقبض على قايماز وابن رئيس الرؤساء وصلبهما. فاجتمع ابن صفيّة بابن رئيس الرؤساء ، وأعطاه خطّ الخليفة ، فاجتمع بقايماز ويزدن ، وأراهما الخطّ ، فاتّفقوا على قتل الخليفة ، فدخل إليه يزدن ، وقايماز العميديّ ، وحملاه ، وهو يستغيث ، إلى الحمّام وأغلقاه عليه فتلف.

قال (٢) : ولمّا مرض المستنجد أرجف بموته ، فركب الوزير بالأمراء والسّلاح ، فأرسل إليه عضد الدّين يقول : إنّ أمير المؤمنين قد خفّ ، وأقبلت العافية. فعاد الوزير إلى داره. وعمد عضد الدّين ابن رئيس الرؤساء وقايماز ، فبايعا المستضيء بالله أبا محمد الحسن بن المستنجد.

قال ابن النّجّار : كان المستنجد موصوفا بالفهم الثّاقب ، والرأي الصّائب ، والذّكاء الغالب ، والفضل الباهر ، له نثر بليغ ، ونظم بديع ، ومعرفة بعمل آلات الفلك والأسطرلاب ، وغير ذلك رحمه‌الله تعالى (٣).

__________________

(١) في الكامل ١١ / ٣٦٠ ، ٣٦١.

(٢) في الكامل ١١ / ٣٦١.

(٣) وقال أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة : أنشدني المستنجد بالله أمير المؤمنين وكان قد مرض وشفي ، فقال : اسمع يا يحيى ما قلت في خيالي :

إذا مرضنا نوينا كلّ صالحة

وإن شفينا ففينا الزّيغ والزّلل

نخشى الإله إذا خفنا ونسخطه

أمنّا فلا يزكو لنا عمل

(تاريخ إربل ١ / ١٩٦).

وأنشد الوزير ابن هبيرة عن المستنجد بالله :

بتقوى الإله نجا من نجا

وفاز وأدرك ما قد رجا

٢٦٠