تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١٨٠ ـ الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ.

أبو نصر ابن قاضي القضاة أبي الحسن الدّامغانيّ.

كان ينوب عن أخيه قاضي القضاة أبي الحسين أحمد في القضاء بالجانب الغربيّ.

وحدّث عن : أبي الغنائم النّرسيّ.

سمع منه : عمر القرشيّ.

توفّي في شوّال.

١٨١ ـ الحسن بن مكّيّ بن جعفر بن إبراهيم.

أبو عليّ المريديّ ، الصّوفيّ ، الفقيه.

قال الشّيخ موفّق الدّين : كان بدويرة السّميساطيّ ، وكان من أهل السّنّة. وكان يتوسوس في تكبيرة الإحرام.

قلت : روى عن الفتح الكروجيّ ، وغيره.

روى عنه : الشّيخ الموفّق ، وغيره.

توفّي في رمضان.

١٨٢ ـ الحسن بن هلال بن محمد بن هلال (١).

أبو محمد بن الصّابيء ، البغداديّ ، الكاتب ، المعروف بالأشرف. من بيت حشمة وكتابة.

سمع : أبا غالب الباقلّانيّ ، وأبا الغنائم النّرسيّ.

روى عنه ، ابن الأخضر ، وغيره.

ولد سنة ستّ وثمانين وأربعمائة (٢).

__________________

(١) انظر عن (الحسن بن هلال) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٢٩ ، ٣٠ رقم ٦٠٢ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٢٩٥ ، رقم ٢٦٧ ، ومعجم الشعراء والأدباء لعزّ الدين بن جماعة (مخطوطة باريس) ورقة ٦٥.

(٢) من شعره :

وقالوا : كريم ، والأقاويل جمّة

وأكثرها يا جاهلون سقيم

٢٢١

١٨٣ ـ الحسين بن عليّ بن محمد ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم عليّ ابن المسلمة (١).

أبو الفضائل البغداديّ.

روى عن : أبي القاسم بن الحصين.

وعنه : عمر بن عليّ.

١٨٤ ـ الحسين بن محمد السّيبيّ (٢).

عامل قوسان (٣) ، أبو المظفّر.

سجن مدّة ، ثمّ قطعت يده ورجله. وحمل إلى المرستان ، فتوفّي.

وله شعر رائق (٤).

__________________

= كما قيل في أرض الهلاك مفازة

وقيل لملدوغ الصلال سليم

(١) انظر عن (الحسين بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٣٩ رقم ٦١٧.

(٢) انظر عن (الحسين بن محمد السيبي) في : المنتظم ١٠ / ٢٣١ رقم ٣٣١ (١٨ / ١٨٨ ، ١٨٩ رقم ٤٢٨٤) وفيه : «السبيبي عامل قوسان» وهو غلط ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٤٩ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٤٠ ، ٤١ رقم ٣٩ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٠٥ ، ١٠٦ ، و «السّيبي» : من بلد السيب ، وهو على الفرات بقرب الحلّة ، وهو بكسر المهملة وسكون المثنّاة تحت ، تليها موحّدة.

(٣) في الأصل : «قومستان». وقومسان : بالضم ثم السكون ، وسين مهملة ، وآخره نون. كورة كبيرة ونهر عليه مدن وقرى بين النعمانية وواسط. (معجم البلدان ٤ / ٤١٣) وانظر الوافي بالوفيات ١٣ / ٤٠.

(٤) قال ابن الجوزي : وكان أديبا لطيفا ، له شعر حسن ، ومما قال من الشعر يتشوّق أهله :

سلام على أهلي وصحبي وجلّاسي

ومن فؤادي ذكرهم راسب راسي

أحبّة قلبي قلّ صبري عنكم

وزاد بكم وجدي وحزني ووسواسي

أعالج فيكم كل هم ولا أرى

لداء همومي غير رؤيتكم آسي

خذوا الواكف المدرار من فيض أدمعي

وحرّ لهيب النّار من كرب أنفاسي

لقد أبدت الأيام لي كل شدّة

تشيب لها الأكباد فضلا عن الرأس

أقول لقلبي والهموم تنوشه

وقد حدّثته النفس بالصبر والياس

وكيف اصطباري عنكم وتجلّدي

على فقدكم ويلي على قلبي القاسي

ومن لي بطيف منكم أن يزورني

على الليلة الليلاء في جنح ديماس

٢٢٢

ـ حرف الخاء ـ

١٨٥ ـ الخضر بن عليّ بن أبي هشام (١).

الدّمشقيّ ، السّمسار.

عمّر تسعين سنة ، وسمع من : نصر المقدسيّ ، وهو آخر من سمع منه ، إلّا أنّه كان رافضيّا.

روى عنه : الحافظ أبو القاسم بن عساكر في «تاريخه» ، وأبو القاسم بن صصريّ في مشيخته.

وقد سمع سنة خمس وثمانين من عبد الله بن الحسن البعلبكّيّ ، ومن أبي البركات أحمد بن طاوس.

١٨٦ ـ خطلخ الدّبّاس (٢).

مولى أبي الفتح بن شاتيل.

سمع معه من : أبي القاسم الرّبعيّ.

سمع منه : عمر العليميّ ، وعمر القرشيّ.

وتوفّي بالموصل في السّنة ظنّا.

١٨٧ ـ خلف بن يحيى بن فضلان (٣).

أبو القاسم البغداديّ ، المؤدّب ، المشاهد.

سمع الكثير ، وحدّث عن : ابن الحصين ، وأبي غالب بن البنّاء ، وهبة الله بن الطّبر.

__________________

(١) انظر عن (الخضر بن علي) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٢ / ٥٠٦ وفيه «بن أبي هاشم» ، ولسان الميزان ٢ / ٣٩٩ رقم ١٦٣٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٢ / ٨١ رقم ٣٨٨.

(٢) انظر عن (خطلخ الدبّاس) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٥٨ ، ٥٩ رقم ٦٤٧.

و «خطلخ» : بالتركية الفصيحة «قتلق» و «قتلغ». ومعناه : القحط أبو المجاعة.

(٣) انظر عن (خلف بن يحيى) في : تلخيص معجم الألقاب ج ٥ رقم ٤٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٥٨ رقم ٦٤٦.

٢٢٣

سمع منه : ابناه فضلان ، وعبد القادر ، وأبو طالب بن عبد السّميع.

مات في رجب.

قال ابن النّجّار : صالح متديّن ، طلب بنفسه ، ولا يعرف العلم. وخطّه في غاية الرداءة ، وأصوله مسخّمة سقيمة ، وفيه غفلة وسلامة. وربّما ألحق اسمه بخطّه في طباق السّماع الّتي بخطّه. ثنا عنه أحمد بن البندنيجيّ.

١٨٨ ـ خليل بن وجيه.

من شيوخ عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

ـ حرف الطاء ـ

١٨٩ ـ طاوس أمّ (١) أمير المؤمنين المستنجد بالله (٢).

ماتت في شهر ذي الحجّة ، وشيّعها الوزير والأمراء قياما في السّفن إلى ترب الرّصافة.

ـ حرف العين ـ

١٩٠ ـ عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن النّقّور (٣).

أبو بكر بن أبي منصور بن أبي الحسين البزّاز.

شيخ ثقة ، مشهور ، من أولاد المحدّثين.

سمع : أباه ، والمبارك بن عبد الجبّار ، وأبا الحسن العلّاف ، وأبا القاسم بن بيان ، وجماعة.

__________________

(١) في الأصل : «بن» ، وهو وهم.

(٢) انظر عن (طاوس أم المستنجد بالله) في : المنتظم ١٠ / ٢٣١ ، ٢٣٢ رقم ٣٣٢ (١٨ / ١٨٩ رقم ٤٢٨٥ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٦٠ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٣٣ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٤١٣ رقم ٤٥٢ ، وتاريخ الخلفاء ٤٧٤ ، وأعلام النساء ٢ / ٣٦٥ ، وحياة الحيوان ١ / ٨١ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٤٥ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٠٩.

(٣) انظر عن (عبد الله بن محمد النقور) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٥٦ رقم ٧٩٣ ، والعبر ٤ / ١٩٠ ، ١٩١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٨ ، ٤٩٩ رقم ٣١٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٨ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ٢ / ٥٠ رقم ١١٣٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٥.

٢٢٤

وروى الكثير.

سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ ، وعمر العليميّ (١) ، وعمر القرشيّ.

وحدّث عنه : الحافظ عبد الغنيّ ، والشّيخ الموفّق ، وعبد العزيز بن باقا ، ومحمد بن إبراهيم الإربليّ ، ومحمد بن عماد ، وطائفة.

قال عمر بن عليّ : أبو بكر بن النّقّور طلب بنفسه وقرأ وكتب ، وكان من أهل الدّين والصّلاح والتّحرّي على درجة رفيعة. قلّ ما رأيت في شيوخنا أكثر تثبّتا (٢) منه. سألته عن مولده فقال : سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.

وقال ابن مشّق : توفّي في عاشر شعبان سنة ٥٦٥.

١٩١ ـ عبد الباقي بن وفاء (٣).

أبو الموفّق الهمذانيّ ، الصّوفيّ.

روى عن : أبي القاسم بن بيان.

وعنه : ابن الأخضر ، وغيره.

وكان معروفا بين الصّوفيّة.

١٩٢ ـ عبد المقسم بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير الميهنيّ.

أبو الفضائل بن أبي البركات.

من بيت المشيخة والتّصوّف.

سمع : أباه ، وأبا حامد الغزّاليّ ، وأبا الفتح عبيد الله بن محمد بن أزدشير بن محمد.

وقدم بغداد وسكنها ، وخدم الفقراء برباط البسطاميّ.

سمع منه : ابناه محمد ، وأحمد ، وجماعة.

__________________

(١) في الأصل : «الحليمي» ، والتصحيح من : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٩.

(٢) في الأصل : «ثبتا».

(٣) انظر عن (عبد الباقي بن وفاء) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٨٤ رقم ٩٠٨.

٢٢٥

وتوفّي في المحرّم ، وله ثمان وسبعون سنة.

١٩٣ ـ عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال (١).

أبو المكارم الأزديّ. المعدّل ، الدّمشقيّ.

أحضره والده أبو طاهر عند عبد الكريم الكفرطابيّ في ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، فروى له جزءا من حديث خيثمة (٢) ، وكان مولده في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

ثمّ سمع من : الشّريف النّسيب ، وأبي طاهر الحنّائيّ ، وأبي الحسن بن الموازينيّ.

وأجاز له الفقيه نصر المقدسيّ ، وأبو الفرج الأسفرائينيّ ، وعبد الله بن عبد الرّزّاق الكلاعيّ ، وجماعة.

روى عنه : الحافظ ابن عساكر وقال : حدّث بقصّة صالحة من مسموعاته ، وحجّ غير مرّة ، وهو كثير الصّلاة والصّوم والتّلاوة والصّدقة.

قلت : وكان من أعيان البلد.

روى عنه : البهاء بن عساكر ، والحافظ عبد الغنيّ ، والموفّق المقدسيّ ، وآخرون.

وتوفّي في عاشر جمادى الآخرة ، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

__________________

(١) انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في : من حديث خيثمة الأطرابلسي ٨٠ ، وتاريخ دمشق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ٢٦٣ رقم ٢٥٤ ، والعبر ٤ / ١٩١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٩ ، ٥٠٠ رقم ٣١٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥١ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٢ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ رقم ٦٣٧.

(٢) هو : خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي. ولد بطرابلس سنة ٢٥٠ وتوفي فيها سنة ٣٤٣ ه‍. انظر كتابنا : من حديث خيثمة الأطرابلسي ـ طبعة دار الكتاب العربيّ ، بيروت ١٩٨٠.

٢٢٦

١٩٤ ـ عثمان بن محمد بن أحمد (١) بن نقاقا (٢).

أبو عمر النجّار.

بغداديّ. روى عن : الفقيه أبي الخطّاب الكلوذانيّ ، وأبي طالب بن يوسف.

روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ ، وغيرهما.

وتوفّي في المحرّم (٣).

١٩٥ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن عثمان (٤).

أبو الحسن ابن القابلة الكلبيّ ، الأندلسيّ ، نزيل مرّاكش.

روى عن : شريح بن محمد ، وأبي بكر بن العربيّ.

قال الأبّار (٥) : وكان عالما ، متقنا ، متقدّما في علم الأصول ، شاعرا مكثرا ، رحمه‌الله تعالى (٦).

__________________

(١) انظر عن (عثمان بن محمد) في : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٢ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ رقم ٤٥٢.

(٢) مضبّبة في الأصل ، وكذا في الذيل لابن النجار.

(٣) وقال ابن النجار : وحدّث باليسير ، وأضرّ في آخر عمره.

(٤) انظر عن (علي بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٨٥٩ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ١٧٥ ، ١٧٦ رقم ٣٤٦.

(٥) في تكملة الصلة.

(٦) وقال ابن عبد الملك المراكشي : رحل وحج وأخذ عن أبي طاهر السلفي ، وأبي عبد الله محمد بن حامد القرشي ، ثم قفل إلى الأندلس وجلب فوائد منها «المصابيح» لأبي محمد بن مسعود ، روايته عن ابن حامد المذكور ، عن المصنّف ، فنزل قرطبة سنة تسع وثلاثين ، وصادف الفتنة التي آثارها أخوه كبيرة أبو بكر محمد الثائر بمارتلة على اللمتونيين ، فخاف الحاج على نفسه واختفى أشهرا بقرطبة عند صديقه أبي بكر بن عتيق بن مؤمن لخلّة كانت قد تأكدت بينهما أسبابها ، فأخذ عنه حينئذ أبو الحسن بن أبي بكر بن مؤمن ، واشتد أسفه على أخيه وما نشب فيه ، ثم تأتّى له الفصول عن قرطبة ، فخرج متردّدا في بلاد الأندلس من مارتلة وشلطيش ، ثم قصد مراكش فاستوطنها. وكان من أحسن الناس خلقا وخلقا ، مشاركا في فنون من العلم كالحديث والفقه وأصوله وعلم الكلام والطب ، شاعرا مجيدا ، سريع الخاطر ، مكثرا ، نبيل المقاصد ، كاتبا بليغا. ووصل إلى مراكش بعد قتل أخيه متسبّبا لصرف أملاكه عليه ، فمرض بها وتوفي سنة خمس أو ست=

٢٢٧

١٩٦ ـ عليّ بن ثروان بن زيد بن الحسن (١).

أبو الحسن الكنديّ البغداديّ ، ابن عمّ تاج الدّين الكنديّ.

أديب شاعر ، هو الّذي أفاد تاج الدّين وأحضره مجالس الأدب ، وحثّه من الصّغر على العلم.

وأصله من بلد الخابور ، قدم بغداد وأخذ عن أبي منصور بن الجواليقيّ.

ذكره القفطيّ في «تاريخ النّحاة» (٢).

وقال الدّبيثيّ (٣) : إنّه سمع من إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وجماعة.

وسكن قبل موته مدينة دمشق ، وحظي عند ملكها نور الدّين (٤).

__________________

= وستين وخمسمائة.

(١) انظر عن (علي بن ثروان) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٢٠ رقم ٩٩١ ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ١ / ٣١٠ ، ومعجم الأدباء ٥ / ١٠٥ ، وإنباه الرواة ٢ / ٢٣٥ ، وتكملة إكمال الإكمال ٦٤ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (مخطوطة الظاهرية) ورقة ١٩٥ ، والمطبوع ٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣٤ رقم ٧١٢ ، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ١ / ٣١٣ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٥٢ رقم ١٦٨١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٦ ، وروضات الجنات ٤٨٥.

(٢) ج ٢ / ٢٣٥.

(٣) المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٢٠.

(٤) وقال ابن النجار : وكتب بخطّه كثيرا ، وضبط ضبطا صحيحا ، وسمع شيئا من الحديث ...

وحدّث باليسير.

وقال أبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحويّ : أنشدني أبو الحسن علي بن ثروان الكندي لنفسه بدمشق ، وكان قد قصد جمال الدولة جحا ابن عم الأمين مبين الدولة حاتم فلم يصادفه ، فعمل بيتين وكتبهما على باب الدار حفرا بالسكين وأنشدنيهما :

حضر الكنديّ مغناكم فلم

يركم من بعد كدّ وتعب

لو رآكم لتجلّى همّه

وانثنى عنكم بحسن المنقلب

وأنشد أسامة بن مرشد الكناني لأبي الحسن علي بن ثروان الكندي :

درّت عليك غوادي المزن يا دار

ولا عفت منك آيات وآثار

دعاء من لعبت أيدي الغرام به

وباعدتها صبابات وأذكار

وأنشد ابن ثروان بدمشق أيضا :

خفّض الدمع ما استطعت فقد

صار لمجراه في الخدود طريقا

كان درّا قبل الفراق ، فلما

رعته بالفراق صار عقيقا

٢٢٨

وتوفّي بعد سنة خمس وستّين.

١٩٧ ـ عليّ بن محمّد بن بركة (١).

أبو الحسن الواسطيّ ، ثمّ البغداديّ الزّجّاج.

روى عنه : أبيّ النرسيّ.

روى عنه : تميم بن أحمد ، وأبو محمد بن قدامة ، وجماعة.

١٩٨ ـ عليّ بن خلف بن غالب (٢).

الأنصاريّ الشّلبيّ ابن غالب ، الإمام القدوة ، العارف ، أبو الحسن ، شيخ الصّوفيّة ، ونزيل قصر قرطبة.

سمع «الموطّأ» من أبي القاسم بن مضاء.

وروى عن : أبي عبد الله بن معمّر.

وقرأ على وليد بن موفّق الجيّانّي «تجريد الصّحاح» لرزين العبدريّ ، عن مؤلّفه ، وكتب السّرّ مدّة لصاحب شقّورة. وله تصانيف.

وكان ذا سنّة واتّباع وتمسّك بالأثر.

أخذ عنه : أيّوب بن عبد الله الفهريّ ، وعبد الجليل القصريّ ، وغيرهما.

وكان مبرّزا في التّصوّف ، خيّرا ، رحيما ، متعبّدا.

__________________

= وقال العماد في الخريدة : كان أديبا ، فاضلا ، أريبا ، كاملا ، قد أتقن اللغة وقرأ الأدب على ابن الجواليقيّ وغيره من صدور العلم وبحوره ، ولم يزل الأدب بمكانه في دمشق مشرقا بنوره في آفاق ظهوره .. رأيته بدمشق مشهودا لفضله بالوفور ، مشهورا بالمعرفة بين الجمهور ، موثوقا بقوله ، معبوقا ، موصوفا من نور الدين بطوله ، وله شعر كثير ، وفضل نظم ونثر ، ولم يقع لي ما أشدّ يد الانقياد عليه ، أو أصرف عنان الانتقاد إليه.

سألت شيخنا أبا اليمن الكندي بدمشق عن مولد ابن عمّه عليّ بن ثروان ووفاته ، فقال : مولده ببغداد في سنة خمسمائة أو قبلها.

(١) انظر عن (علي بن محمد بن بركة) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٣٤ رقم ١٠٣٠.

(٢) انظر عن (علي بن خلف) في : صلة الصلة لابن الزبير ٩٩ ، والتكملة لابن الأبّار ، رقم ١٨٧٠ ، والتشوّف ٢١١ رقم ٨١ ، وسلوة الأنفاس ٢ / ٢٤ ، وجذوة الاقتباس ٢٩٧ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ٢٠٨ ـ ٢١٢ رقم ٤١٥.

٢٢٩

قال ابن الزّبير : بقي إلى سنة ٥٦٥ وبلغ الثّمانين (١).

١٩٩ ـ عليّ بن هبة الله بن محمّد بن النّجّاريّ (٢).

__________________

(١) وقال ابن عبد الملك المراكشي : وكان في فتائه إذ رحل إلى قرطبة قد استكتبه الحاج بن بلكاس اللمتوني فحظي عنده كثيرا واستولى عليه ، وبقي معه كذلك مدة ، ثم رفض ذلك وتخلّى عنه زاهدا فيه ، وتصدّق بما ملكته يمينه أجمع.

قال أبو العباس أحمد بن إبراهيم الأزدي : سمعت أبا الصبر أو عبد الجليل يقول : ورث أبو الحسن بن غالب عن أبيه نحو اثني عشر ألف دينار ، فخرج عنها كلها تورّعا ، فقال له أبو العباس بن العريف : يا أبا الحسن ، هلّا طهّره الثلث؟ ثم إن أبا الحسن أثر الخمول والسياحة ، وطاف البلاد في لقاء العلماء والزهّاد ، وانقطع معهم وألزم نفسه من أنواع المجاهدات كثيرا. ثم لما كانت فتنة الأندلس دارت عليه دوائر كادت تنال منه ، فخلّصه الله منها بجميل صنعه وما عوّد أولياءه من ألطافه ، وفارق الأندلس بعد تردّده في كثير من بلادها حتى استوطن قصر كتامة وصار إمام الصوفية وقدوتهم ، يقصدون إليه ويهتدون بآثاره ويقتبسون من أنواره.

وكان ممكّنا في علوم القرآن ، وله في طريقة التصوّف مصنّفات لا نظير لها منها : «كتاب اليقين» ، وكان له حظ وافر من الأدب وقرض الشعر ، خاطبه القاضي أبو حفص بن عمر في أمر واستدعى منه الجواب فكتب إليه :

وما عسى يصدر من باقل

من كلم سحبان يعيا به

لو جاز أن يسكت ألفا ولا

ينطق خلفا كان أولى به

فرض الجواب اضطرّه صاغرا

أن يدّعي ما ليس من بابه

أردتم من فضلكم أن تروا

معيديا في فضل أثوابه

فهاكم عنوانه معرب

عن فهه بان بإعرابه

لو سكت المسكين يا ويحه

أغرى بمن كان من أحبابه

وكان عالما ، أديبا ، شاعرا ، ديّنا ، فاضلا ، زاهدا ، متواضعا ، إذا رأيته وعظك بحاله وهو صامت مما غلب عليه من الحضور والمراقبة لله تعالى ، وقد جمع الله له محاسن جمّة من العلوم والمعارف والآداب ، وخصوصا علم الحقائق والرياضات وعلوم المعاملات والمقامات والأحوال السنية والآداب السنية. وكان من المحدّثين ، قيّد في الحديث روايات كثيرة ، ولقي من المشايخ الجلّة جملة ، غير أنه كان يغلب عليه المراقبة لله والتأهّب للقائه وحسن الرعاية والإقبال على الدار الآخرة ، وكان قد بلغ الثمانين سنة ، وهو في اجتهاده كما في بدايته ، وكان شيخ وقته علما وحالا وورعا ، أشفق خلق الله على الناس ، وأحسنهم ظنّا بهم.

(٢) انظر عن (علي بن هبة الله) في : مرآة الزمان ٨ / ٢٨١ ، والتكملة لوفيات النقلة ١ / ٢٨١ (في ترجمة ابنه ـ حوادث ٥٩٣ ه‍.) ، ومعجم الألقاب ج ٤ ق ٢ / ٧٩٢ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ١٠٦٧ ، والتاريخ المجدّد لابن النجار (مخطوطة باريس=

٢٣٠

أبو الحسن بن أبي البركات البغداديّ ، والد قاضي القضاة أبي طالب.

شيخ فقيه بارع ، تفقّه على أسعد الميهنيّ.

وسمع : أبا القاسم بن بيان ، وابن نبهان.

ودخل الروم ، وولي قضاء قونية ، وبها توفّي في هذا العام.

ـ حرف الميم ـ

٢٠٠ ـ مجد الدّين (١).

أبو بكر ابن الدّاية ، من أكبر الأمراء النّوريّة ، وهو أخو نور الدّين من الرّضاع ، وصاحب أمره ، وبيت سرّه.

وكان بطلا شجاعا ، ديّنا ، عاقلا ، له خانقاه معروفة بحلب. واتّفق موته وموت العماديّ ، وهما نائب حلب وأعمالها وحاجبه ، فتوفّي ابن الدّاية والعماديّ بدمشق ، فحزن عليهما نور الدّين وبكى لفقدهما ، وقال : قصّ جناحاي ، وأعطى أولاد (٢) العماديّ بعلبكّ ، وقدّم على عساكره بعد مجد الدّين أخاه سابق الدّين عثمان ابن الدّاية.

وللعماديّ تربة مشهورة بقاسيون شماليّ تربة بسركس ، وهي أوّل تربة بنيت في الجبل ، واسمه مكتوب على بابها (٣).

٢٠١ ـ محمد بن بركة بن خلف بن كرما (٤).

__________________

(٢١٣١) ، ورقة ٦٦ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٢٣٨ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ١٧٤ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٢٨٣ رقم ٢١١.

(١) انظر عن (مجد الدين) في : التاريخ الباهر ، ٩١ ، ٩٥ ، ١٢٦ ، ١٣٧ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٥٩ ، ووفيات الأعيان ٧ / ١٥٢ ، والنوادر السلطانية ٤٣ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٥٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٨١ ، ٢٨٢ ، وتاريخ ابن الفرات ج ٤ ج ١ / ١٠٦ ـ ١٠٩ وفيه : «محمد بن أبي بكر» ، وزبدة الحلب ٢ / ٢٥٥ ، ٣٠٢ ، ٣١١ ، ٣١٢ ، ٣٣٠.

(٢) في الأصل : «أولادي».

(٣) في الأصل : «تابها».

(٤) انظر عن (محمد بن بركة) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٨

٢٣١

أبو بكر الصّلحيّ (١) ، الصّوفيّ.

شيخ خيّر صالح ، كريم ، سخيّ.

سمع : أبا عليّ بن المهديّ ، وأبا سعد بن الطّيوريّ ، وأبا طالب اليوسفيّ ، وابن الحصين.

وحدّث بالشّام.

روى عنه : الحافظ ابن عساكر ، وابن أخيه تاج الأمناء أحمد ، وأبو محمد ابن الأستاذ ، وأبو نصر بن الشّيرازيّ.

أخبرنا محمد بن مكّيّ : أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن بركة سنة إحدى وستّين ، أنا محمد بن محمد ، أنا محمد بن محمد بن غيلان ، أنا محمد بن عبد الله الشّافعيّ ، نا عبد الله بن روح ، ومحمد بن ربح قالا : أنا يزيد بن هارون ، نا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التّيميّ ، أنّه سمع علقمة بن وقّاص : سمعت عمر : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّما الأعمال بالنّيّة» (٢).

. الحديث.

مات الصّلحيّ بدمشق في المحرّم سنة ٥٦٦ (٣).

__________________

= رقم ٦٥٢ ، (دون ترجمة).

(١) لعلّه منسوب إلى الصّلح ، وهي كورة فوق واسط. بالكسر ثم السكون ، والحاء المهملة.

(٢) حديث صحيح ومشهور ، رواه البخاري (٦٦٨٩) ، ومسلم (١٩٠٧) ، وأبو داود (٢١٨٦) ، والترمذي (١٦٩٨) ، والنسائي ١ / ٥٨ ـ ٦٠ و ١٥٨ ، ١٥٩ ، وأحمد (١٦٨) و (٣٠٠) ، وابن خزيمة (١٤٢) ، والدار الدّارقطنيّ ١ / ٥٠ ، ٥١ ، ووكيع في الزهد ٣ / ١٣ / ١٢ ، ومالك في موطّأ محمد (٩٨٣) ، والبزّار ١ / ٩٨ ، ٩٩ ، وابن مندة في الإيمان ١ / ١٥٤ ، ١٥٥ رقم ١٧ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ١٤ و ١٤ (١١٢ و ٥ / ٣٩ ، والبغوي في شرح السّنّة (١) ، والقضاعي في مسند الشهاب ٢ / ١٩٥ ، ١٩٦ (رقم ١١٧١ و ١١٧٢ و ١١٧٣) ، والسلفي في معجم السفر ١ / ١١٣ ، ١١٤ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ٢ / ٩٨ ، ٩٩ و ٢١٢ و ٢٧٠ ، ٢٧١ و ٣٩٢.

والحديث بتمامه : «إنما الأعمال بالنّيّة ، وإنما لامرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».

(٣) لهذا كان ينبغي أن يحوّله المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ من وفيات هذه السنة.

٢٣٢

٢٠٢ ـ محمد بن حمزة ابن الشّيخ أبي الحسن عليّ بن الحسن بن الموازينيّ (١).

أبو المعالي السّلميّ ، الدّمشقيّ ، المعدّل.

تفقّه على جمال الإسلام. وسمع ببغداد من أبي القاسم بن بيان ، وبدمشق من الأمين هبة الله بن الأكفانيّ.

قال الحافظ ابن عساكر : وكان متجمّلا ، حسن الاعتقاد. باع أملاكه وأنفقها على نفسه.

قلت : روى عنه أبو القاسم بن صصريّ ، وأبو البركات زين الأمناء.

ومات رحمه‌الله في جمادى الآخرة.

٢٠٣ ـ محمد بن الخصيب بن المؤمّل بن محمد (٢).

أبو عبد الله بن أبي العلاء البغداديّ ، أحد حجّاب الخليفة.

سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا نعيم محمد بن إبراهيم الحماريّ الواسطيّ ، وهبة الله ابن رئيس الرؤساء المتوفّى سنة ستّ وعشرين.

روى عنه : عبد العزيز بن الأخضر ، وجماعة.

وتوفّي في صفر ، وكان يلعب بالحمام.

٢٠٤ ـ محمد بن عبد الرحيم بن سليمان (٣).

أبو حامد وأبو عبد الله القيسيّ (٤) ، الغرناطيّ.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن حمزة) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ رقم ٧١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ (دون ترجمة).

(٢) انظر عن (محمد بن الخصيب) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٣) انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في : الوافي بالوفيات ٣ / ٢٤٥ ، ٢٥٥ رقم ١٢٦١ ، ونفح الطيب ١ / ٦١٧ ، ولسان الميزان ٥ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ رقم ٨٨٩ ، والأعلام ٧ / ٧١ ، ٧٢ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ١٥٨ ، ١٥٩ ، وفهرس المخطوطات المصورة ٢ / ٨١ (لطفي عبد البديع) ، ودليل مؤرّخ المغرب لابن سودة ٣٧٦.

(٤) في لسان الميزان : «العنسيّ» ، وهو تصحيف.

٢٣٣

شيخ مسنّ ، ولد سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة بغرناطة ، وقدم الإسكندريّة سنة ثمان وخمسمائة.

سمع : أبا عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ ، ومرشد بن يحيى المدينيّ ، وهبة الله بن الحسين ، وطائفة.

ودخل خراسان ، ثمّ قدم بعد مدّة إلى بغداد وحدّث بها ، ثمّ قدم الشّام ، وسكن بحلب.

قال ابن عساكر في تاريخه : كان كثير الدّعاوى ، لم يوثّق بما يحكي من المستحيلات. سمعوا منه مجلس البطاقة ، ومات في صفر.

قلت : روى عنه : الشّيخ عليّ بن إدريس الزّاهد ، وأبو القاسم بن صصريّ ، والحسن والحسين ابنا الزّبيديّ ، وأبو محمد ابن الأستاذ (١).

٢٠٥ ـ محمد ابن المحدّث أبي محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن السّمرقنديّ (٢).

أبو منصور.

بغداديّ من بيت الحديث والرواية.

روى عن : أبي القاسم بن بيان.

وعنه : عبد العزيز بن الأخضر ، وأبو الفتوح بن الحصريّ.

٢٠٦ ـ محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة (٣).

__________________

(١) وقال السلفي : سمع عليّ وبقراءتي كثيرا ، ثم سافر واتصل بي أنه يقيم بباب الأبواب ، وقال الحافظ ابن حجر : وكان شيخا فاضلا ، صنّف كتابا في العجائب التي شاهدها ببلاد العرب. ومن شعره :

يكتب العلم ويلقى في سفط

ثم لا يحفظ لا يفلح قطّ

إنما يفلح من يحفظه

بعد فهم وتوقّ من غلط

وقال القطب : رأيت كتابه سمّاه «تحفة الأحباب». (لسان الميزان).

(٢) انظر عن (محمد بن عبد الله السمرقندي) في : ذيل التاريخ المجدد لمدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ٢ / ٧ ، ٨ رقم ٢١٥ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٥٤.

(٣) هو في الجزء الضائع من : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار كما يتّضح من سياق الترجمة.

٢٣٤

أبو المكارم العقيليّ ، الحلبيّ المعروف بابن العديم.

من بيت العلم والقضاء والحشمة. كان كاتبا ، شاعرا ، فاضلا.

سمع من قرابته عليّ بن عبد الله بن أبي جرادة.

ورحل فسمع من : أبي الفضل الأرمويّ ، وجماعة.

وبدمشق من : أبي الفتح نصر الله المصّيصيّ.

قال ابن النّجّار في «تاريخه» : حدّثني أبو القاسم عمر بن هبة الله ، يعني ابن العديم ، سمعت الكنديّ قال : كان أبو المكارم ابن العديم يسمع معنا ، فورد دمشق ودعاه ابن القلانسيّ وكنت حاضرا فجعل لا يسأله عن شيء فيخبره عنه إلّا وقال : بسعادتك. إن قال : ما فعل فلان؟ قال : مات بسعادتك. أو قال : ما فعلت الدّار الفلانيّة؟ قال : خربت بسعادتك. فلقّبناه : القاضي بسعادتك.

توفّي أبو المكارم سنة خمس أو ستّ وستّين.

٢٠٧ ـ محمد بن محمد بن عليّ بن السّكن (١).

أبو عبد الله بن أبي سعد البغداديّ ، ويعرف بابن المعوجّ.

من بيت حجابة وتميّز.

روى عن : نصر بن البطر.

روى عنه : أبو سعد بن السّمعانيّ ، وذكره في كتابه.

ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

وحدّث عنه : محمد بن المبارك بن أيّوب ، وأبو محمد بن قدامة ، وعبد الله بن المظفّر بن عليّ الزّينبيّ ، وأبو عليّ أحمد بن محمد بن المعزّ الحرّانيّ ، وجماعة.

وأجاز لجماعة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : الوافي بالوفيات ١ / ١٧١ ، ١٧٢ رقم ١٠٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ (دون ترجمة).

٢٣٥

وكان صالحا ، كاتبا ، منشئا.

توفّي في ربيع الأوّل ، وله اثنتان وثمانون سنة.

٢٠٨ ـ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن المهتدي بالله.

الخطيب أبو الحارث ابن الشّيخ أبي الغنائم الهاشميّ ، العبّاسيّ.

من بيت خطابة وعدالة.

وكان خطيب جامع القطيعة.

سمع : أباه ، وأبا العزّ محمد بن المختار.

سمع منه : عمر بن عليّ ، وعبد السّلام بن يوسف التّنوخيّ ، ومحمد بن سعد الله الدّجاجيّ.

توفّي رحمه‌الله في ربيع الآخر.

٢٠٩ ـ محمد بن أبي محمد بن ظفر (١).

الشّيخ حجّة الدّين الصّقليّ ، نزيل حماه. وبها توفّي.

له مصنّفات عديدة ، وآداب وفضائل.

اختصر كتاب «الإحياء» ، وألّف كتاب «خير البشر بخير البشر» (٢).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أبي محمد) في : خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٣ / ٤٩ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٤٨ ، ٤٩ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٣٩٥ ـ ٣٩٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٢٢ ، ٥٢٣ رقم ٣٣٦ ، والوافي بالوفيات ١ / ١٤١ ، ١٤٢ ، والعقد الثمين ٢ / ٣٤٤ ـ ٣٤٨ ، وبغية الوعاة ١ / ١٤٢ ، ١٤٣ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١ / ١٢٧ ، وكشف الظنون ٧٤١ ، وهدية العارفين ٢ / ٩٦ ، وتاريخ الأدب العربيّ ٥ / ١٤٧ و ١٥٢.

(٢) وله : «سلوان المطاع في عدوان الأتباع» صنّفه لبعض القوّاد بصقلّية سنة أربع وخمسين وخمسمائة ، وكتاب «الينبوع» في تفسير القرآن الكريم ، وهو كبير. (جاء في : المكتبة الصقلية ٦٦٦ «ينبوع الحياة» ثماني مجلّدات كبار) ، وكتاب «نجباء الأبناء» ، وكتاب «الحاشية على درّة الغوّاص» للحريري صاحب المقامات ، و «شرح المقامات للحريري» وهما شرحان : كبير ، وصغير ، وغير ذلك من التواليف الظريفة المليحة.

قال ابن خلكان : ورأيت في أول الشرح الّذي له يذكر أنه أخبره بها الحافظ أبو الطاهر السلفي عن منشئها الحريري ، والناس يقولون : إن الحافظ السّلفي رأى الحريري في جامع البصرة وحوله حلقة ، وهم يأخذون عنه المقامات ، فسأل عنه ، فقيل له : إنّ هذا قد وضع شيئا من الأكاذيب وهو يمليه على الناس ، فتنكّبه ولم يعرّج عليه ، والله أعلم بالصواب.

٢٣٦

وكان مولده بصقلّية ، ومنشؤه بمكّة.

روى عنه : أبو محمد عبد العظيم بن عبد الغفّار المصريّ ، وغيره.

٢١٠ ـ المبارك بن عليّ بن عبد الباقي (١).

أبو عبد الله البغداديّ ، الخيّاط.

سمع : أبا ياسر محمد بن عبد العزيز الخيّاط ، وأبا الحسن بن العلّاف.

سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ وقال : هو ابن أخت عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وبإفادته سمعنا منه. وهو شيخ صالح ، أمين ، موثوق به ، لقيته ببلخ وسمعت منه ، وسألته عن مولده فقال : سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

قلت : وقال ابن عساكر : سمع بإفادته خاله أبا سعد الأسديّ ، والعلّاف ، وأبا الغنائم النّرسيّ ، وأحمد بن إسماعيل الهمذانيّ. سمعنا منه بدمشق ثمّ سكن ديار بكر (٢).

__________________

= وحكي عن الشيخ تاج الدين الكندي أنه قال : أحلت على ديوان حماة برزق ، فسرت إليها لأجل ذلك ، فلما حللتها جمع الجماعة بيني وبين ابن ظفر المذكور ، وجرت بيننا مناظرة في النحو واللغة ، فأوردت عليه مسائل في النحو فلم يمش فيها ، وكان حاله في اللغة قريبا ، فلما كاد المجلس يتقوّض قال ابن ظفر : الشيخ تاج الدين أعلم مني بالنحو ، وأنا أعلم منه باللغة ، فقلت : الأول مسلم والثاني ممنوع ، وتفرّقنا.

وكان ابن ظفر قصير القامة ، ذميم الخلقة ، غير صبيح الوجه. ويروى لابن ظفر المذكور شعر ، فمن ذلك ما وجدته في بعض المجاميع منسوبا إليه وهو :

حملتك في قلبي فهل أنت عالم

بأنك محمول وأنت مقيم

ألا إنّ شخصا في فؤادي محلّه

وأشتاقه ، شخص عليّ كريم

وأورد له العماد في «الخريدة» عدّة مقاطيع.

(١) انظر عن (المبارك بن علي) في : تاريخ دمشق ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٧١ رقم ١١٣٧ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٤ / ٨٢ رقم ٤٣ ، وسير أعلام النبلاء ٥٠٢٢٠ (دون ترجمة).

(٢) وقال ابن عساكر : سمع ببغداد ، وقدم دمشق ، فسمعت منه بها ، ثم خرج عنها ، وسكن ديار بكر ، وكان شيخا لا بأس به ، ولم يكن عنده شيء من شيوخه ، وإنما وجد سماعه في أجزاء قدم بها ابن خاله محمد بن عبد الخالق.

٢٣٧

قلت : روى عنه : ابن الأخضر ، والقاسم بن عساكر ، وأبو القاسم بن صصريّ ، وزين الأمناء ، وغيرهم.

وتوفّي في شوّال.

٢١١ ـ محمود بن عبد الكريم بن عليّ بن محمد بن إبراهيم (١).

أبو القاسم الأصبهانيّ ، التّاجر ، المعروف بفورجّة (٢).

سمع : أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجة الأبهريّ ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ ، ومحمد بن محمد بن عبد الوهّاب ، وجدّه عليّ بن محمد ، وغيرهم.

وخرّجت له فوائد سمعت منه.

وحدّث بأصبهان ، وبغداد ، وحلوان.

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، ويوسف بن أحمد الشّيرازيّ ، ويوسف العاقوليّ ، وعليّ بن بورنداز (٣) ، وعبد القادر الرّهاويّ ، ومحمد بن ثابت الصّائغ ، ومحمد بن سعيد التّاجر ، ومحمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ ، ومحمد بن محمود الرّويدشتيّ ، ومحمود بن محمد اللّبّاد ، ومعاوية بن محمود الخبّاز الأصبهانيّون.

وتوفّي بأصبهان في صفر ، وبه ختم حديث لوين.

وروى عنه بالإجازة : ابن اللّتّيّ ، وكريمة ، وصفيّة بنت عبد الوهّاب ، وعلم الدّين عليّ بن الصّابونيّ ، وآخرون.

__________________

(١) انظر عن (محمود بن عبد الكريم) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٨٢ ، ١٨٣ رقم ١١٧٢ ، والعبر ٤ / ١٩١ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠١ ، ٥٠٢ رقم ٣١٩ ، وتبصير المنتبه ١٠٨٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٦.

(٢) ضبطه الصفدي هكذا بضم الفاء وبعد الواو والراء جيم مشدّدة. (الوافي ٣ / ٢٤).

(٣) في الأصل «بورندار» بالراء في آخره ، والتصحيح من : سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٩٧ رقم ١٧٥ وهو «علي بن النفيس بن بورنداز بن حسام البغدادي» توفي سنة ٦٢٣ ه‍.

٢٣٨

٢١٢ ـ مودود بن أتابك بن آق سنقر (١).

الملك قطب الدّين ، صاحب الموصل ، المعروف بالأعرج. أخو السّلطان نور الدّين. تملّك الموصل بعد أخيه الأكبر سيف الدّين غازي.

قال ابن خلّكان (٢) : وكان قطب الدّين حسن السّيرة ، عادلا في رعيّته وفي حلمه ، وفي أيّامه عظم الوزير محمد الأصبهانيّ المعروف بالجواد ، وهو الّذي قبض عليه. وكان مدبّر دولته للأمير زين الدّين عليّ والد الملك مظفّر الدّين صاحب إربل.

توفّي في شوّال بالموصل ، وله نيّف وأربعون سنة ، وخلّف عدّة أولاد ، منهم السّلطان عزّ الدّين مسعود ، والسّلطان سيف الدّين غازي صاحب الموصل بعد أبيه.

قال ابن الأثير (٣) : كان ملكه إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصف.

وكان فخر الدّين عبد المسيح الخصيّ هو المدبّر للأمور والحاكم في الدّولة.

قال : وكان قطب الدّين من أحسن الملوك سيرة ، وأعفّهم عن أموال

__________________

(١) انظر عن (مودود بن أتابك) في : التاريخ الباهر ١٤٦ ـ ١٥٠ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٧٢ ـ ٤٧٥ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٩٣ ، ٩٤ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٣ ، وتاريخ الزمان ١٨٣ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٨١ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، والنوادر السلطانية ٤٣ ، وزبدة الحلب ٢ / ٢٩٧ ، ٢٩٨ و ٣١١ و ٣١٨ والأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ٥٥ ، ٥٦ ، ٧١ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ١٠٦ ، ١٣٤ ، ١٦٨ ـ ١٧٣ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٢٢٦ وق ٢ / ٤٣٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٩ ، والدرّ المطلوب ٤٤ ، ٤٥ ، والعبر ٤ / ١٩١ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٢١ ، ٥٢٢ ، رقم ٣٣٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٦.

(٢) في وفيات الأعيان ٥ / ٣٠٢.

(٣) في الكامل ١١ / ٣٥٥ ، ٣٥٦.

٢٣٩

رعيّته ، محسنا إليهم ، كثير الإنعام عليهم ، محبوبا إلى كبيرهم وصغيرهم ، كريم الأخلاق ، حسن الصّحبة لهم ، جمّ المناقب ، قليل المعايب.

ـ حرف الياء ـ

٢١٣ ـ يحيى بن الحسن بن سلامة بن مساعد (١).

أبو الرضا المنبجيّ ، الحنفيّ ، أخو أحمد ، وعليّ.

سمع : أبا القاسم بن بيان ، وشجاعا الذّهليّ ، وأبا العزّ محمد بن المختار.

ولي قضاء المحوّل.

روى عنه : ابن الأخضر ، وغيره.

وتوفّي في ذي الحجّة.

٢١٤ ـ يوسف بن مكّيّ بن عليّ (٢).

أبو الحجّاج الحارثيّ ، الشّافعيّ ، الدّمشقيّ.

إمام جامع دمشق.

قال الحافظ ابن عساكر : كان أبوه حائكا ، فنشأ يوسف وقرأ بروايات ، وتفقّه عند أبي الحسن بن المسلم.

ورحل فسمع من : أبي طالب نور الهدى ، وأبي عليّ بن المهديّ ، وأبي سعد بن الطّيوريّ.

وكان يسمع مع أخي ، ثمّ حجّ وعاد مع حجّاج الشّام ولزم الفقيه

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن الحسن) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٤٠ رقم ١٣٣٩ ، والجواهر المضيئة ٢ / ٢١١.

(٢) انظر عن (يوسف بن مكي) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٨ / ٩٣ ، ٩٤ رقم ٧٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ (دون ترجمة).

٢٤٠