تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

أبي محمد الركليّ (١). وسمع «صحيح مسلم» من طارق بن يعيش.

وسمع «مختصر الطّليطليّ» في الفقه ، من أبي عبد الله بن عيسى (٢) ، وسمع «سنن» أبي داود من طارق أيضا.

وأجاز له أبو الحسين بن البيّاز (٣) ، وخازم بن محمد ، وأبو عليّ بن سكّرة ، وغيرهم.

قال الأبّار (٤) : وكان منقطع القرين في الفضائل ، والزّهد ، والورع ، مع العدالة والتّواضع والإعراض عن الدّنيا ، والتّقلّل منها ، صوّاما قوّاما ، كثير الصّدقة.

كانت له ضيعة فكان يخرج لتفقّدها فتصحبه الطّلبة ، فمن قارئ ، ومن سامع ، وهو منشرح ، طويل الاحتمال على فرط ملازمتهم له وانتيابهم إيّاه ليلا ونهارا. وأسنّ وعمّر. وهو آخر من حدّث عن أبي داود.

وإليه انتهت الرئاسة في صناعة الإقراء عامّة عمره لعلوّ روايته ، وإمامته في التّجويد والإتقان.

وحدّث عن (٥) جلّة لا يحصون ، ورحلوا إليه ، وأقرأ وحدّث نحوا من ستّين سنة.

قال لنا محمد بن أحمد بن سلمون : كان رحمه‌الله يتصدّق على اليتامى والأرامل ، فقالت زوجته : إنّك لتسعى بها في فقر أولادك.

فقال لها : لا والله ، بل أنا شيخ طمّاع أسعى في غناهم.

قلت : قرأ عليه القراءات أبو محمد القاسم بن فيرّه الشّاطبيّ ، وأبو

__________________

(١) في شجرة النور : «الدكالي» ، وهو غلط. و «الركلي» نسبة إلى ركلة من عمل سرقسطة بالأندلس (معجم البلدان ٣ / ٦٤).

(٢) في شجرة النور : «من أبي عبد الله بن يعي ٥» وهو غلط.

(٣) في الأصل غير معجمة.

(٤) في تكملة الصلة.

(٥) في الأصل : «عن».

٢٠١

عبد الله محمد بن نوح الغافقيّ ، وأبو جعفر أحمد بن عليّ الحصّار ، وأبو عبد الله محمد بن سعيد المراديّ ، وأبو عليّ الحسين بن يوسف بن زلال ، وأبو عبد الله محمد بن خلف بن سبع الزّناتيّ ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعادة الشّاطبيّ ، وعمه المعمّر محمد بن عبد العزيز بن سعادة ، وولد ابن هذيل أبو عامر محمد بن عليّ ، وعليّ بن محمد النّفزيّ المعروف بابن فتوح ، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن أحمد بن الموصل الزّاهد ، وغلبون بن محمد بن غلبون الأنصاريّ ، وجعفر بن عبد الله بن سيد بويه الخزاعيّ العابد شيخ الصّوفيّة ، وطائفة سواهم.

وقرأ عليه رواية نافع : محمد بن أحمد بن مسعود الأزديّ ، والحسن بن عبد العزيز التّجيبيّ ، وغيرهما.

وروى عنه الحديث خلق منهم : محمد بن أحمد بن سلمون ، وسبطته زينب بنت محمد بن أحمد الزّهريّة وتوفّيت سنة خمس وثلاثين وستمائة ، وكذا توفّي عامئذ الحسن التّجيبيّ.

وروى عنه بالإجازة محيي الدّين ابن العربيّ نزيل دمشق.

قال الأبّار (١) : توفّي ابن هذيل في سابع عشر رجب يوم الخميس ، ودفن يوم الجمعة ، وصلّى عليه أبو الحسن بن النّعمة ، وحضره السّلطان أبو الحجّاج يوسف بن سعد ، وتزاحم النّاس على نعشه. ورثاه واجب بن عمر بن واجب بقصيدة منها :

لم أنس يوم تهادى (٢) نعشه أسفا

أيدي الورى (٣) وتراميها على الكفن

كزهرة تتهاداها الأكفّ فلا

تقيم في راحة إلّا على ظعن

قال لنا ابن سلمون : هذا صحيح ، كان النّاس يتعلّقون بالنّطق والسّقف

__________________

(١) في تكملة الصلة.

(٢) في التكملة ، والذيل : «تهادت».

(٣) في الأصل : «الورا».

٢٠٢

ليدركوا النّعش بأيديهم ، ثمّ يمسحون بها على وجوههم.

عاش أربعا وتسعين سنة.

١٥٧ ـ عليّ بن محمد بن يحيى بن عليّ بن عبد العزيز (١).

القاضي زكيّ الدّين أبو الحسن ابن القاضي المنتخب أبو المعالي القرشيّ الدّمشقيّ قاضي دمشق هو وأبوه وجدّه.

كان فقيها ، خيّرا ، ديّنا ، محمود السّيرة ، استعفى من القضاء فأعفي ، وذهب إلى العراق فحجّ منها ، ثمّ عاد إلى بغداد ، فأقام بها سنة ، وأدركه الموت.

قال عليّ بن أحمد الزّيديّ : كان نزها ، عالما ، ذا وقار وتديّن.

وقال ابن الدّبيثيّ (٢) : سمع من : عبد الكريم بن حمزة ، وجمال الإسلام عليّ بن المسلم ، وعبد الرحمن بن أبي نفيل.

سمع منه : أبو محمد بن الخشّاب مع تقدّمه ،. وأبو بكر الباقداريّ ، وعمر بن عليّ القرشيّ.

وأنا عنه أبو طالب بن عبد السّميع الهاشميّ ، وأبو محمد بن الأخضر.

وقال محمد بن حمزة بن أبي الصّقر : وفيها ورد الخبر بوفاة القاضي أبي الحسن عليّ بن محمد القرشيّ ببغداد يوم الجمعة ثامن وعشرين شوّال ، ودفن بالقرب من قبر أحمد بن حنبل.

__________________

(١) انظر عن (علي بن محمد بن يحيى) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٣٥٠ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٣٦ ، (في ترجمة ابنه محمد) ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٣٤ رقم ١٠٢٩ ، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام بغداد (مخطوطة باريس ٢١٣١) ورقة ٢١ ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ٣٥٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥١٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، والعبر ٤ / ١٨٨ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٢٣٥ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٩ ، ١٠ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم ١٠٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٢ ، وقضاة دمشق ٤٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٣.

(٢) في المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٣٤.

٢٠٣

قلت : وولد سنة سبع وخمسمائة.

١٥٨ ـ عليّ بن أبي نصر (١).

الشيخ أبو الحن الهيتيّ (٢) ، من سادة مشايخ العراق. صاحب أحوال وكرامات وأخلاق ، وفقر.

صحب الشّيخ عبد القادر ، وغيره.

قال ابن النّجّار : كان يسكن بزريران (٣) بقرب المدائن ، وله بها رباط يقيم به ، وعنده جماعة من المنقطعين إلى الله ، وكان يتكلّم على الخواطر ، وله قبول عظيم بين العوامّ ، ويقال ناهز المائة.

مات رضي‌الله‌عنه في جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمسمائة.

١٥٩ ـ عمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حجّاج (٤).

أبو الحكم الإشبيليّ اللّخميّ.

روى عن : أبي مروان الباجيّ ، وأبي الحسن شريح ، وعبّاد بن سرحان ، وجماعة.

وكان فاضلا ورعا. ولي خطابة إشبيلية وأخذ النّاس عنه.

وعاش بضعا وثمانين سنة.

١٦٠ [عمر] (٥) بن محمد بن عليّ.

أبو نصر الكلوذانيّ (٦).

__________________

(١) انظر عن (علي بن أبي نصر) في : تاريخ إربل ١ / ٥٣ ـ ٥٥ رقم ١١ ، ومعجم البلدان ٣ / ١٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨٤ (دون ترجمة) ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١١٣.

(٢) الهيتي : بكسر الهاء ، نسبة إلى هيت ، مدينة على الفرات فوق الأنبار.

(٣) زريران : بفتح الزاي ، وكسر الراء ، وياء ساكنة ، وراء أخرى ، وآخره نون. قرية بينها وبين بغداد سبعة فراسخ على جادّة الحاجّ إذا أرادوا الكوفة من بغداد.

(٤) انظر عن (عمر بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٥) في الأصل بياض.

(٦) الكلوذاني ، دون الألف الأولى بعد الواو ، وفي الأنساب ١٠ / ٤٦٠ بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كلواذان وهي قرية من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها ، فالنسبة إليها كلواذاني ، وكلوذانيّ.

٢٠٤

سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا عليّ بن نبهان.

قال ابن السّمعانيّ : حدّث بعد خروجي من بغداد.

قلت : ولد سنة خمسمائة.

روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وابن قدامة.

توفّي في صفر.

ـ حرف الميم ـ

١٦١ ـ محمد بن أحمد بن الفرج (١).

الدّقّاق أبو المعالي البغداديّ ، المعروف بابن العشبقيّ. ابن أخت الحافظ ابن ناصر. وهو أخو عبيد الله ويوسف وأبي منصور محمد.

سمع : أبا الحسن بن العلّاف ، وابن بيان ، وأبا الغنائم النّرسيّ ، وأبا طالب يوسف.

روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وابن قدامة ، وابن الحصريّ ، وجماعة.

وكان ثقة.

توفّي في ذي القعدة ، وكان شروطيّا ، شاهدا.

١٦٢ ـ محمد بن عبد الباقي بن أحمد (٢) بن سلمان (٣).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أحمد بن الفرج) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٢) انظر عن (محمد بن عبد الباقي) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٩ رقم ٣٢٥ (١٨ / ١٨٥ رقم ٤٢٧٧) ، والتقييد لابن نقطة ٨٣ رقم ٧٧ ، وبغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) ٢٤ ، وتلخيص مجمع الألقاب ٣ / ٣٣٤ رقم ٢٣١٥ ورقم (١٧٤٨) ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٧٧ ، وذيل التاريخ المجدّد لمدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ٢ / ٧١ ـ ٧٣ رقم ٢٨١ ، والمشتبه ١ / ٤٩ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٠ رقم ١٨٢٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨١ ـ ٤٨٣ رقم ٣٠٤ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٢١٩ ، ٢٢٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦٠ وفيه : «محمد بن عبد الله بن عبد الواحد» ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢٠٩ رقم ١١٩٦ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ / ١ / ٧٧ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ١ / رقم ٢٣٧ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٦ / ورقة ٤٥٣ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٣ ، ٢١٤.

(٣) في العبر ، وشذرات الذهب : «سليمان».

٢٠٥

الحاجب أبو الفتح بن البطّيّ ، البغداديّ.

ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

وأجاز له أبو نصر الزّينبيّ وهو آخر من روى عنه بالإجازة.

وكان أبواه صالحين عادت عليه بركتهما. وعني به الحافظ أبو بكر ابن الخاضبة فسمّعه من : مالك بن أحمد البانياسيّ ، وعليّ بن محمد بن محمد الأنباريّ ، وأبي الفضل عبد الله بن عليّ بن زكري (١) الدّقّاق ، وعاصم بن الحسن ، ومحمد بن أبي نصر الحميديّ ، وعبد الواحد بن فهد العلّاف ، ورزق الله التّميميّ ، وأبي الفضل أحمد بن خيرون ، وطراد ، وابن الخاضبة ، وطائفة سواهم.

ثمّ اتّصل في شبيبته بالأمير يمن أمير الجيوش ، وغلب عليه وعلى جميع أموره. وكان النّاس يقصدونه ويتشفّعون به إلى مخدومه ، وظهر منه خير ومروءة. وكان عفيفا نزها ، متفقّدا للفقراء.

قعد في بيته بعد موت أمير الجيوش ، فكان شيخا صالحا ، محبّا للرواية ، حصّل أكثر مسموعاته ، وطال عمره ، واشتهر ذكره وصار أسند شيخ ببغداد في زمانه.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، وأبو الفرج بن الجوزيّ ، والحافظ عبد الغنيّ ، وفخر الدين محمد بن تيمية ، وموفّق الدّين بن قدامة ، وشهاب الدّين السّهرورديّ ، وعليّ بن أبي الفرج بن كبّة ، وتامر بن مطلق ، وزهرة بنت محمد بن حاضر ، وإسماعيل بن عليّ بن باتكين ، وعليّ بن أبي الفرج بن الجوزيّ ، وسعيد بن محمد بن ياسين ، ومحمد بن محمد بن السّبّاك ، والأنجب بن أبي السّعادات ، ومحمد بن عماد ، والحسين بن عليّ ابن رئيس الرؤساء ، وحنبل بن أحمد الجوسقيّ (٢) ، وأحمد بن يحيى البرّاج ، والموفّق عبد اللّطيف بن يوسف ،

__________________

(١) في الأصل ، والمستفاد «ذكري» بالذال.

(٢) الجوسقي : نسبة إلى جوسق ، قرية من ناحية النهروان من أعمال بغداد. (الأنساب ٣ / ٣٧٠).

٢٠٦

وعبد السّلام الزّاهريّ ، وداود بن معمر بن الفاخر ، وعبد اللّطيف بن عبد الوهّاب الطّبريّ ، ومسمار بن العويس ، والحسن بن الجواليقيّ ، ومحمد بن محمد بن أبي حرب النّرسيّ ، وعليّ بن أبي الفخّار الهاشميّ ، وعبد اللّطيف بن القبّيطيّ ، والمبارك بن عليّ بن المطرّز ، وعبد الله بن عمر بن اللّتّيّ ، ومحمد بن مسعود بن بهروز ، وعبد الله بن المظفّر ابن الوزير عليّ بن طراد ، ومحمد بن ياقوت الجازريّ (١) الصّوفي ، وأحمد بن محمود بن المعزّ الحرّانيّ ، وسعيد بن عليّ بن بكري وبقي إلى قبيل سنة تسع وثلاثين ، وجمال النّساء بنت أبي بكر العرّاف ، وماتت سنة أربعين.

وآخر من روى عنه : إبراهيم بن عثمان الكاشغريّ.

وآخر من روى عنه بالإجازة : عيسى بن سلامة الحرّانيّ.

وتوفّيت نفيسة في أواخر سنة اثنتين وخمسين بعد الشّيخ المجد ، وله مائة سنة وسنة وشهر.

قال ابن نقطة (٢) : حدّث ابن البطّيّ ب «حلية الأولياء» عن حمد الحدّاد ، عن أبي نعيم.

وسمع منه الأئمّة والحفّاظ ، وهو ثقة صحيح السّماع.

وقال ابن مشّق (٣) : توفّي يوم الخميس سابع عشر جمادى الأولى ، ودفن يوم الجمعة بباب أبرز.

وقال الشّيخ الموفّق : ابن البطّيّ شيخنا ، وشيخ أهل بغداد ، في وقته ، وأكثر سماعه على ابن خيرون. وما روى لنا عن رزق الله التّميميّ ، ولا عن الحميديّ ، ولا عن حمد الحدّاد ، غيره.

قال : وكان ثقة سهلا في السّماع.

__________________

(١) الجازري : بفتح الجيم والزاي المكسورة بعد الألف وبعدها راء. هذه النسبة إلى جازرة وهي قرية من أعمال نهروان بالعراق. (الأنساب ٣ / ١٦٢).

(٢) في التقييد ٨٣.

(٣) هو أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد البغدادي البيّع. توفي سنة ٦٠٥ ه‍.

٢٠٧

وقال ابن النّجّار : كان صالحا ، مليح الأخلاق ، حريصا على نشر العلم. صدوقا ، حصّل أكثر مسموعاته شراء ، ونسخا ، وفقها.

سمع منه : ابن ناصر ، وسعد الخير ، والكبار (١).

١٦٣ ـ محمد بن عبد الرحمن بن عبادة (٢).

أبو عبد الله الأنصاريّ ، الأندلسيّ ، المقرئ.

أخذ القراءات عن : أبي القاسم بن النّحّاس ، وشريح ، ومنصور بن الخيّر.

وسمع من : أبي محمد بن عتّاب ، وابن مغيث ، وجماعة.

وتفقّه بأبي الوليد بن رشد ، وأبي عبد الله بن الحاجّ.

وتصدّر للإقراء بجيّان ، وهي بلدة ، ثمّ سكن شاطبة ، وأخذ النّاس عنه.

وكان من مهرة القرّاء.

ولد سنة ثمانين وأربعمائة.

قال الأبّار (٣) : أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله بن سعادة.

١٦٤ ـ محمد بن عبد الملك بن عبد الحميد (٤).

أبو عبد الله (٥) الفارقيّ (٦) ، الزّاهد ، نزيل بغداد ذو العبارات الفصيحة ،

__________________

(١) وقال ابن الجوزي : وكان سماعه صحيحا ، سمعنا منه الكثير. كان يحب أهل الخير ويشتهي أن يقرأ عليه الحديث. (المنتظم).

(٢) انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن عبادة) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ٢ / ٥٠٣ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٦ / ٣٥٠ ، ٣٥١ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٢ رقم ٤٧٦ ، وغاية النهاية ٢ / ١٦٢.

(٣) في تكملة الصلة.

(٤) انظر عن (محمد بن عبد الملك) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٩ رقم ٣٢٧ (١٨ / ١٨٦ رقم ٤٢٨٠) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٥٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٨ ، والعبر ٤ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٠ ، ٥٠١ رقم ٣١٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١١٨ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٤٤ رقم ١٥٠٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦٠ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ٧٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٤.

(٥) في الكامل : «أبو محمد».

(٦) الفارقيّ : نسبة إلى ميّافارقين.

٢٠٨

والمعاني الصّحيحة ، المعرض عن زخارف الدّنيا ، المقبل على العلم والتّقوى ، كذا قال فيه ابن النّجّار.

وقال : قدم بغداد في صباه فاستوطنها. وكان يتكلّم على النّاس كلّ جمعة بعد الصّلاة بجامع القصر ، يجلس على آجرّتين ، ويقوم إذا حمي الكلام.

وسئل أن يعمل له كرسيّ ، فأبى ذلك. وكان يحضر مجلسه العلماء والأعيان ، ويتكلّم على لسان أهل الحقيقة بلسان عذب ، وكلام لطيف ، ومنطق بليغ ، فانتفع به خلق كثير.

وكان من أولياء الله وأصفيائه ، له المقامات ، والرياضات ، والمجاهدات.

دوّن كلامه أبو المعالي الكتبيّ في كتاب مفرد.

روى لي عنه : ابن سكينة ، وابن الحصريّ.

وكان شيخا مليح الصّورة ، ذا تجمّل في ملبوسه وبيته فقر.

وقال ابن الجوزيّ (١) : كان محمد الفارقيّ يتكلّم على النّاس قاعدا ، وربّما قام على قدميه في دار سيف الدّولة من الجامع. وكان يقال إنّه يحفظ كتاب «نهج البلاغة» ويغيّر ألفاظه. وكانت له كلمات حسان في الجملة.

وقال أبو المحاسن القرشيّ : قدم بغداد في صباه ، وسمع من : جعفر السّراج ، وانقطع إلى الخلوة والمجاهدة والعبادة إلى أن لاحت له إمارات القبول. وكان العلماء والفضلاء يقصدونه ويكتبون كلامه الّذي هو فوق الدّرّ.

كان متقلّلا ، خشن العيش.

وقال ابن الدّبيثيّ : كان يتكلّم على النّاس كلّ جمعة من غير تكلّف ولا رويّة والنّاس يكتبون.

وقال أبو أحمد بن سكينة الأمير : سمعت أبا عبد الله الفارقيّ يقول :

المحبّة نار ، زنادها جمال المحبوب ، وكبريتها الكمد ، وخزّانها حرق القلوب ، ووقودها الفؤاد والكبد.

__________________

(١) في المنتظم.

٢٠٩

قال : وسمعته يقول : المحبّ لسطوة سلطان الجمال مغلوب ، وبحسام الحسن مضروب ، مأخوذ عنه ، مسلوب. نجم رغبته غارب عن كلّ مرغوب ، وطالع في فنّ العيوب. مصباح حبّه يتوهّج في زجاجة وجده ، نار الوله بالمحبوب بشهاب شوقه وكمده في قلبه وكبده ساطع لا يهوب.

وقال يحيى بن القاسم التّكريتيّ : سمعت الشّيخ محمد الفارقيّ يقول : الدّنيّ الهمّة عند شهوته مستخدم في اصطبل طبعه يخدم كودن كبره ، وأتان تيهه ، وحمار خرصه ، جواد همّه مقيّد بقيود ذنابه. قد وضع على قدميه شبحة تتعبه من الجري في حلبة المكارم ، وجعل على ظهره جبل الدّكّ منسوجا من الصّفات الذّمائم.

ثمّ قال يحيى : حكى لي أبو الفتح مسعود بن محمد البدريّ قال : دخل يوسف بن محمد بن مفيد الدّمشقيّ على الشّيخ محمد الفارقيّ ومعه فقراء ، فلمّا نظر الفقراء إلى الشّيخ لحقهم وجد ، فصاحوا ، فرفع رأسه وقال : لا تخبزوا فطيرا ، فإنّ الفطير يوجع الفؤاد.

وقال ابن النّجّار : قرأت على يوسف بن جبريل بالقاهرة ، عن القاضي أبي البركات محمد بن عليّ بن محمد الأنصاريّ قال : أنا الإمام الزّاهد العارف أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الفارقيّ بقراءتي ، ولم أر ببغداد من يدانيه من فضله ويضاهيه ، وهو المتكلّم بالعراق ، قال : ثنا شيخنا أبو البقاء المبارك بن الخلّ ، فذكر حديثا.

قلت : ابن الخلّ هو والد الفقيه أبي الحسن ، صوفيّ زاهد ، ذكرناه في سنة عشرين وخمسمائة.

وقال القاضي عمر بن عليّ القرشيّ : محمد بن عبد الملك الفارقيّ العارف ، قدم بغداد قديما ، وسمع بها من جعفر السّراج. كذا قال القاضي.

قال : وانقطع إلى الخلوة والمجاهدة والعبادة ، واستعمل الإخلاص في أعماله إلى أن تحقّق جريان حكمه من قلبه على لسانه.

٢١٠

وكان الفضلاء يقصدونه ويكتبون كلامه الّذي يفوق الدّرّ. وجرى على طريقة واحدة من اختيار العفّة والتّقلّل والتّخشّن ، وردّ ما يفتح عليه إلّا القليل من الإجار.

ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة.

قال ابن الدّبيثيّ : روى لنا عنه جماعة.

وتوفّي في رجب عن سبع وسبعين سنة.

١٦٥ ـ محمد بن عليّ بن المسلم بن محمد بن عليّ بن الفتح (١).

الواعظ أبو بكر ابن جمال الإسلام أبي الحسن السّلميّ الفقيه ، الدّمشقيّ.

سمع : أباه ، وعليّ بن الموازينيّ ، وهبة الله بن الأكفانيّ ، وجماعة.

وكتب وحصّل ودرّس ، ووعظ ، في حياة أبيه. وولي تدريس الأمينيّة بعد أبيه وخطابة دمشق.

وناب في القضاء عن القاضي كمال الدّين أبي الفضل الشّهرزوريّ.

وكان حسن الأخلاق ، قليل التّصنّع.

روى عنه : القاسم بن عساكر ، والحسين بن صصريّ ، وغيرهما.

وتوفّي في شوّال عن اثنتين وستّين سنة.

١٦٦ ـ محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن أميرك (٢).

أبو بكر الأنصاريّ الخازميّ ، بخاء منقوطة ، الهرويّ ، الفقيه الزّاهد.

سمع : أبا الفتح نصر بن أحمد الحنفيّ ، وعبد الرّزّاق بن عبد الرحمن المالينيّ ، وصاعد بن سيّار الدّهّان.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي بن المسلم) في : من حديث خيثمة الأطرابلسي ١٤٥ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٤ / ٥٧ رقم ١١٠٧.

(٢) انظر عن (محمد بن عمر بن أبي بكر) في : الإكمال لابن ماكولا (بالحاشية) ٣ / ٣٣٤ ، والاستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : الحازمي والخازمي ، وذيل التاريخ المجدد لمدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ٢ / ٩٦ ، ٩٧ رقم ٣١٠ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٨٣ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٢٠٣ ، وتوضيح المشتبه ٣ / ٢٧.

٢١١

وبنيسابور : محمد بن أحمد بن صاعد ، وسهل بن إبراهيم المسجديّ ، والفراويّ.

وبسرخس ، وبلخ ، وبغداد ، وغيرها.

وعنه : الحافظ عبد القادر الرّهاويّ ، ونصر الله بن سلامة الهيتيّ ، وعمر بن أحمد بن بكرون ، وآخرون.

ولد سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. وورّخ وفاته حفيده أبو الفتح عمر بن محمد بن محمد الخازميّ.

قال أبو سعد السّمعانيّ : كان فقيها مناظرا ، وأديبا بارعا ، عفيف النّفس ، حسن السّيرة. تفقّه بمرو ، وبخارى.

وقال يوسف بن أحمد الشّيرازيّ : روى عن عيسى بن شعيب السّجزيّ. سمعت منه «غريب الحديث» للخطابيّ.

قال الرهاويّ : سمع من : أبي نصر الشّاميّ ، وأبي الفتح الحنفيّ ، ورحل إلى نيسابور وغيرها. وسافر إلى مرو ، وبرع بها في علم الخلاف. وكان عالما بالفقه ، والنّحو واللّغة ، زاهدا ، متواضعا ، لازما لبيته ، وله ملك يعيش منه هو وأولاده ، وكان يعظ في جامع هراة ، وينال من المتكلّمين. ولمّا رجعت إلى همذان سألني شيخنا الحافظ أبو العلاء : من المقدّم بهراة؟

قلت : أولاد شيخ الإسلام.

فقال : إن كان لهم أمر مشكل إلى من يرجعون؟ قلت : إلى الخازميّ!

١٦٧ ـ المبارك بن عليّ بن محمد بن غنيمة (١).

أبو السّعادات البغداديّ ، الشّروطيّ.

قرأ القراءات على أبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل صاحب أبي العلاء الواسطيّ.

__________________

(١) انظر عن (المبارك بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٧١ رقم ١١٣٦.

٢١٢

وسمع من : شجاع الذّهليّ ، وأبيّ النّرسيّ ، وجماعة.

روى عنه : أبو بكر بن مشق ، وأبو محمد بن الأخضر.

توفّي في ربيع الأوّل ، وله خمس وسبعون سنة.

١٦٨ ـ مسعود بن الحسن بن هبة الله (١).

أبو المظفّر الحلّي ، الضّرير ، المقرئ.

قدم بغداد في صباه ، وقد قرأ على أبي العزّ القلانسيّ ، لكنّه خلط وضبط ، وادّعى أنّه قرأ على أبي طاهر بن سوّار وظهر كذبه ، لأنّه قال : قرأت عليه سنة ستّ وخمسمائة.

وقد حدّث عن : أبي القاسم بن بيان ، وابن ملّة.

وتوفّي في رجب.

استوعبت خبره في «طبقات القرّاء».

١٦٩ ـ معمّر بن عبد الواحد (٢) بن رجاء (٣) بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر بن أحمد.

الحافظ أبو أحمد القرشيّ ، العبشميّ.

من ولد سمرة بن جندب ، من أعيان عدول أصبهان وكبار محدّثيها وفضلاء وعّاظها.

__________________

(١) انظر عن (مسعود بن الحسن) في : ميزان الاعتدال ٤ / ٩٩ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٧ ـ ٥٣٨ رقم ٤٨٣ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٨٧ ، ١٨٨ ، رقم ١١٨٩ وفيه : «مسعود بن الحسين» ، وغاية النهاية ٢ / ٢٩٤ ، ٢٩٥ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٥.

(٢) انظر عن (معمر بن عبد الواحد) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٩ رقم ٣٢٨ (١٨ / ١٨٦ رقم ٤٢٨١) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٢٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٠١ رقم ١٢٣٢ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٩ ـ ١٣٢١ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٨ ، والعبر ٤ / ١٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨٥ ـ ٤٨٧ رقم ٣٠٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٢ رقم ١٨٣٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي ٢٣١ ، ٢٣٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٤.

(٣) في الكامل ، والبداية والنهاية : «رجّار». وهو غلط.

٢١٣

ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة.

وسمع من : أبي الفتح أحمد بن محمد الحدّاد ، وغانم البرجيّ ، وأبي المحاسن الرّويانيّ ، وأبي عليّ الحدّاد ، ومحمد بن أحمد بن المطهّر ، وفاطمة الجوزدانيّة ، وخلق كثير.

ورحل سنة نيّف وعشرين وخمسمائة فسمع : أبا القاسم بن الحصين ، وأحمد بن رضوان ، وأبا العزّ بن كادش ، وأبا بكر الأنصاريّ ، ومن بعدهم.

وعاد إلى أصبهان مشغولا بالسّماع وإفادة الغرباء. وقدم بغداد بعد ذلك سبع مرّات يسمع ويسمّع أولاده.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، وابن الجوزيّ ، والحافظ عبد الغنيّ ، والشّيخ الموفّق ، والسّهرورديّ ، وأبو محمد بن الأخضر ، وعمر بن جابر ، وآخرون آخرهم أبو الحسن بن المقيّر بالسّماع ، وابن مسلمة ، وعيسى الخيّاط بالإجازة.

قال ابن السّمعانيّ : معمّر ، شابّ ، كيّس ، حسن العشرة والصّحبة ، سخيّ النّفس ، متودّد ، يراعي حقوق الأصدقاء ويقضي حوائجهم. وأكثر ما سمعت بأصبهان من الشّيوخ كان بإفادته. كان يدور من الصّباح إلى اللّيل على الشّيوخ شكر الله سعيه ، ثمّ كان ينفّذ إليّ الأجزاء لأنسخها ، ويكتب إليّ وفاة الشّيوخ كتب لي جزءا عن شيوخه ، وحدّثني به (١).

وقال ابن الجوزيّ (٢) : كان من الحفّاظ الوعّاظ ، وله معرفة حسنة بالحديث ، كان يخرّج ويملي. سمعت منه بالمدينة في الروضة. وتوفّي بالبادية ذاهبا إلى الحجّ في ذي القعدة.

وقال ابن النّجّار : كان سريع الكتابة موصوفا بالحفظ والمعرفة ، والثّقة ، والصّلاح ، والمروءة ، والورع. صنّف كثيرا في الحديث ، والتّواريخ ، والمعاجم ، وكان معظّما بأصبهان ، ذا قبول وجاه.

__________________

(١) المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٢٣٢.

(٢) في المنتظم.

٢١٤

أخبرنا عبد الحافظ ، وابن الفرّاء قالا : أنا ابن قدامة سنة ستّ عشر وستّمائة : أنا معمّر بن عبد الواحد ببغداد ، أنا أبو الفتح بن الحدّاد سنة خمسمائة ، أنا ابن عبد كويه ، أنا الطّبرانيّ ، ثنا عليّ بن عبد العزيز ، ثنا القعنبيّ ، ثنا مغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الله أشدّ فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالّته إذا وجدها» (١).

قال ابن مشّق : توفّي في ثالث عشر ذي القعدة بطريق الحجاز ، وولد لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وأربعمائة.

ـ حرف الياء ـ

١٧٠ ـ [ياروق] (٢) بن أرسلان.

التّركمانيّ الأمير.

مقدّم جليل القدر في قومه ، إليه تنسب التّركمان الياروقيّة. وكان عظيم الخلقة ، هائل الشّكل. سكن بظاهر حلب في قبليّ البلد ، وبنى هو وأتباعه هناك أبنية كبيرة ، فبقيت كالقرية. وهي على قويق (٣) نهر حلب.

توفّي في المحرّم من السّنة.

١٧١ ـ يحيى بن عليّ بن خطّاب (٤).

أبو المظفّر الدّينوريّ ، الخيميّ.

__________________

(١) أخرجه مسلم في أول كتاب التوبة (٢) ، والترمذي (٣٥٣٨).

(٢) في الأصل بياض ، والمستدرك من : الروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٥٦ ، ومعجم البلدان ٥ / ٤٢٥ ، ووفيات الأعيان ٦ / ١١٧ ، ١١٨ ، والنوادر السلطانية ٣٩.

و «ياروق» بفتح الياء المثنّاة من تحتها وبعد الألف راء مضمومة ثم واو ساكنة وفي الآخر قاف. (وفيات الأعيان).

(٣) قويق : بضم القاف وفتح الواو وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها قاف ، وهو نهر صغير بظاهر حلب يجري في الشتاء والربيع وينقطع في الصيف ، وقد ذكرته الشعراء في أشعارهم كثيرا خصوصا أبا عبادة البحتري فإنه كرّر ذكره في عدّة قصائد. (وفيات الأعيان).

(٤) انظر عن (يحيى بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٤٥ رقم ١٣٥٠.

٢١٥

شيخ بغداديّ.

سمع : أبا الفضل بن عبد السّلام ، وأبا غالب الباقلّانيّ.

روى عنه : ابنه عبد اللّطيف ، وابن الأخضر ، وأبو الفتوح بن الحصريّ ، والشّيخ الموفّق ، وجماعة.

وتوفّي في ربيع الآخر. ساكن عامل رحمه‌الله.

الكنى

١٧٢ ـ أبو طالب بن الإمام المستظهر بالله (١).

الهاشميّ ، من مشايخ بني العبّاس المتقدّمين الّذين بدار الخلافة.

له برّ ومعروف.

توفّي في رمضان.

__________________

(١) انظر عن (أبي طالب) في : المنتظم ١٠ / ٢٨٨ رقم ٣٢٤ (١٨ / ١٨٥ رقم ٤٢٧٦).

٢١٦

سنة خمس وستين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

١٧٣ ـ أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم (١).

أبو الفضل بن أبي المعالي الجيليّ ، ثمّ البغداديّ ، الحافظ.

أحد الشّهود والعلماء.

سمع : هبة الله بن عبد الله الشروطيّ ، وأبا غالب بن البنّاء ، وأبا القاسم بن الطّبر ، وقاضي المارستان ، وبدر بن عبد الله ، وابن الطّلّاية فمن بعدهم.

وقرأ الروايات على سبط الخيّاط ، وعني بالحديث بعد الأربعين. وكان يقتفي أثر ابن ناصر ويحذو حذوه ، ولازمه مدّة ، واستملى عليه.

وكان مشارا إليه بمعرفة الحديث ، وهو الّذي كان يقرأ الحديث بمجلس ابن هبيرة. وكان مليح الخطّ ، متقنا ، محقّقا ، ورعا ، ديّنا على طريقة السّلف. له تاريخ على السّنين من وفاة أبي بكر الخطيب يذكر فيه الحوادث والوفيات ، ولم يبيّضه.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن صالح) في : المنتظم ١٠ / ٢٣٠ ، ٢٣١ رقم ٣٢٩ (١٨ / ١٨٨ رقم ٤٢٨٢) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٥٩ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٨٣ ، والعبر ٤ / ١٩٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٢ ، ٥٧٣ رقم ٣٥٥ ، والتقييد لابن نقطة ١٤٣ رقم ١٦٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٨ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٤٢١ ، ٤٢٢ رقم ٢٩٣٩ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٠٥ ، والذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣١١ ـ ٣١٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٥ ، وكشف الظنون ٢٧٩ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢١٢ ، وهدية العارفين ١ / ٨٦ ، ومعجم المؤلفين ١ / ٢٥١ ، ٢٥٢.

٢١٧

روى عنه : ابن الأخضر ، والشّيخ الموفّق ، والحافظ عبد الغنيّ ، وآخرون.

وتوفّي في شعبان ، وله خمس وأربعون سنة.

وقال الشّيخ الموفّق : كان ابن شافع إماما ، حافظا ، ثقة ، إماما في السّنّة ، يقرأ الحديث قراءة مليحة بصوت رفيع.

قلت : وروى عنه بالإجازة ابن مسلمة.

قال ابن النّجّار : كان حافظا ، حجّة ، ثبتا ، ورعا ، سنّيا ، صحيح النّقل.

وقال غيره : صلّى عليه خلائق لا يحصون كثرة رحمه‌الله ، وكان عنده حلم وسؤدد.

١٧٤ ـ أحمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان (١).

أبو بكر بن البطّيّ ، أخو أبي الفتح المذكور عام أوّل.

سمع : أبا عبد الله النّعاليّ ، وأبا محمد السرّاج ، وأبا القاسم الرّبعيّ.

روى عنه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وتميم البندنيجيّ ، وابن الأخضر ، وآخرون.

وتوفّي في شعبان.

أجاز لابن مسلمة ، وكان حريصا على المال مقسّطا على نفسه.

١٧٥ ـ أحمد بن عمر بن لبيدة (٢).

أبو العبّاس الأزجيّ ، المقرئ.

قرأ على سبط الخيّاط بالرّوايات ، ولقي جماعة. وسمع الكثير ، واعتنى بالحديث ، وأفاد ، ونسخ ، وكان صدوقا.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الباقي) في : المختصر المحتاج إليه ١ / ١٩٢ ، والوافي بالوفيات ٧ / ١٣ رقم ٢٩٥٨ ، ولسان الميزان ١ / ٢١٠ ، وترجم له المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨٣) في آخر ترجمة أخيه «محمد بن عبد الباقي» برقم (٣٠٤).

(٢) انظر عن (أحمد بن عمر) في : المنتظم ١٠ / ٢٣١ رقم ٣٣٠ (١٨ / ١٨٨ رقم ٤٢٨٣) ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٠٥ وفيه «لبيد» بدل «لبيدة».

٢١٨

روى عن : أبي القاسم بن الحصين ، وجماعة.

وسمع كلّ ما قرئ على ابن ناصر.

روى عنه : عبد الرحمن بن المبارك.

وتوفّي بطريق الحجاز في ذي القعدة.

١٧٦ ـ أحمد بن محمد بن عليّ بن قضاعة (١).

أبو العبّاس البغداديّ.

سمع : أبا القاسم الرّبعيّ ، وأبا القاسم بن بيان.

سمع [منه] (٢) : أبو منصور بن الطّيّان ، وأبو المحاسن القرشيّ.

وحدّث عنه : ابن الأخضر ، والموفّق ، وآخرون.

وتوفّي يوم الأضحى.

١٧٧ ـ أحمد بن المبارك بن محمد بن الشّدنك (٣).

أبو محمد الحريميّ.

شيخ بغداديّ معمّر. ولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة. ولو سمع في صغره للحق أبا القاسم بن البسريّ وطبقته ، ولكنّه سمع بنفسه من عاصم بن الحسن ، ورزق الله التّميميّ ، وطراد الزّينبيّ ، وغيرهم. قاله ابن الدّبيثيّ.

سمع منه : أحمد بن صالح الجيليّ ، وأبو بكر بن مشّق.

وعمّر حتّى قارب المائة.

وما ذكر ابن النّجّار سماعه من عاصم وذويه ، بل قال : وجد سماعه من هبة الله بن المجلي ، وأبي عليّ البردانيّ ، وأبي غالب بن البنّاء.

روى لنا عنه : محمد بن عبد الله بن جرير.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٢) إضافة على الأصل يقتضيها السياق.

(٣) انظر عن (أحمد بن المبارك) في : المختصر المحتاج إليه ج ١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ (دون ترجمة).

٢١٩

قال : وذكر تميم بن البندنيجيّ [أنهما] (١) وضعا طبقة سماعه على عاصم بن الحسن ، وأرادا أن يسمعا فأنكر عليهما (٢) ، وجرت قضيّة فأخفيا التّسميع.

ـ حرف الجيم ـ

١٧٨ ـ [جوهرة] (٣) بنت أحمد بن طاهر.

سمعت : أبا الحسين بن العلّاف.

سمع منها : أبو سعد السّمعانيّ ، وعمر بن عليّ.

وتوفّيت في ذي الحجّة.

ـ حرف الحاء ـ

١٧٩ ـ [حبشيّ] (٤) بن محمد بن شعيب.

أبو الغنائم الشّيبانيّ ، الواسطيّ ، الضّرير. شيخ العربيّة ببغداد.

لازم الشّجريّ ، وبلغ الغاية في النّحو.

وحدّث عن قاضي المرستان (٥).

مات في ذي القعدة.

__________________

(١) إضافة على الأصل يقتضيها السياق.

(٢) في الأصل : «عليهم».

(٣) في الأصل بياض.

(٤) في الأصل بياض والمستدرك من : بغية الوعاة ١ / ٤٩٢ ، ٤٩٣ رقم ١٠٢١ ، وإنباه الرواة ١ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ رقم ٢٢٩ ، وتلخيص ابن مكتوم ٦٥ ، وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة ١ / ٢٩١ ، ٢٩٢ ، ومعجم الأدباء ٧ / ٢١٤ ـ ٢١٦ ، ونكت الهميان ١٣٣ ، ١٣٤ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٢٨٦ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٢١٠ ، وتوضيح المشتبه ٣ / ٧٠ ، وتبصير المنتبه ١ / ٣٩٩ و «حبشيّ» : بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحّدة وكسر الشين المعجمة وياء.

(٥) وقال السيوطي : وسمع شيئا من الحديث ، وكثيرا من كتب الأدب ودواوين العرب من أبي الفضل بن ناصر وأبي بكر بن عبد الباقي ، وحدّث باليسير ، وتخرّج به جماعة ، منهم مصدّق بن شبيب النحويّ ، وكان كثير الثناء عليه. وكان متمكّنا من علم النحو ، قيّما به وبغوامضه ، مع حسن طريقة وديانة ، ولم يكن يهتدي إلى الطريق بغير قائد كما يهتدي العميان حتى سرقت كتبه ، سرقها الّذي يأتيه في كلّ ليلة وهو قريب من منزله. (بغية الوعاة).

٢٢٠