تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

أنا ابن الفرّاء ، وغيره أنّ الشّيخ الموفّق أخبرهم قال : قرئ على نفيسة بنت محمد ، وأنا أسمع : أخبركم أبو عبد الله بن طلحة ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو ، أنا عبّاس بن محمد ، ثنا يعلى بن عبيد ، ثنا الأعمش ، عن سفيان ، عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يموت أحدكم إلّا وهو حسن الظّنّ بالله» (١).

ولابن مسلمة إجازة منها.

ـ حرف الهاء ـ

١٣٠ ـ هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن عساكر (٢).

الفقيه صائن الدّين أبو الحسن (٣) الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، أخو الحافظ أبي القاسم.

قال أبو (٤) القاسم : ولد أخي في رجب سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، وقرأ بالروايات على : أبي الوحش سبيع بن قيراط ، وعلى أحمد بن محمد بن خلف الأندلسيّ مصنّف «المقنع» في القراءات ، وهو من أصحاب أبي الحسين يحيى بن الفرج الخشّاب.

__________________

(١) أخرجه أبو داود في الجنائز (٣١١٣) باب : ما يستحب ، من حسن الظن بالله عند الموت ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٩٣ و ٣٢٥ و ٣٣٠ و ٣٤٥ و ٣٩٠.

(٢) انظر عن (هبة الله بن الحسن) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣ / ٩٣ و ٣٨ / ٥٢٩ ، وتهذيبه ٢ / ٦٧ ، والتقييد لابن نقطة ٤٧٨ ، ٤٧٩ رقم ٦٤٩ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ١ / ٢٨١ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣١١ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٢٠ ، ٢٢١ رقم ١٢٨٣ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٧ / ٦٦ رقم ٢٥ ، والعبر ٤ / ١٨٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٥ ، ٤٩٦ رقم ٣١٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٠ رقم ١٨٢٥ ، وفيه «هبة الله الحسين» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٢١٥ ، ٢١٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٢ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطيّ ٢٤٤ ، ٢٤٥ رقم ١٨٩ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ٢ / ٢٩٧ رقم ١٦٦٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٠ ، والدارس في تاريخ المدارس ١ / ٨٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٠ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق ٢ ج ٥ / ٢٥ ، ٢٦ رقم ١٣٢٠.

(٣) هكذا في الأصل ، وطبقات الإسنوي ، وفي سير أعلام النبلاء وغيره : «أبو الحسين».

(٤) في الأصل : ابن. وهو وهم.

١٨١

وسمع : أبا القاسم النّسيب ، وأبا طاهر الحنّائيّ ، وأبا الحسن بن الموازينيّ. ووجد له سماع من أبي الحسن بن أبي الجزو الراويّ ، عن أبي الحسين بن السّمسار ، فلم يرده ، وقال : لا أحقّ هذا الشّيخ.

وتفقّه مدّة على أبي الحسن بن المسلم ، وعلى الفقيه نصر الله بن محمد.

ورحل إلى بغداد سنة عشر فسمع : أبا عليّ بن نبهان ، وأبا عليّ بن المهديّ ، وأبا الغنائم بن المهتدي بالله ، وأبا طالب الزّينبيّ ، وأبا طالب بن يوسف ، وأصحاب البرمكيّ ، والتّنوخيّ.

وعلّق الخلاف عن أسعد الميهنيّ. وقرأ علي أبي عبد الله بن أبي كدنة المتكلّم شيئا من أصول الفقه. وحجّ سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وأعاد (١) بالأمينيّة لشيخه أبي الحسن السّلميّ ، ودرّس بالزّاوية الغربيّة ، يعني الغزاليّة ، واقتنى وكتب الحديث الكثير. وكان معنيّا بعلوم القرآن ، والنّحو ، واللّغة.

وحدّث ب «طبقات ابن سعد» و «سنن الدّار الدّارقطنيّ». وعرضت عليه الخطابة وغيرهما. فامتنع.

وكان خاله أبو المعالي يجتهد أن ينوب عنه في القضاء فلم يفعل.

وكان ثقة ، ثبتا ، متيقّظا. له شعر كثير.

توفّي في شعبان.

قلت : روى عنه : هو ، وابنه القاسم ، وأبو سعد السّمعانيّ ، وبنو أخيه زين الأمناء الحسن ، وفخر الدّين عبد الرحمن شيخ الشّافعيّة ، وتاج الأمناء أحمد ، وأبو نصر عبد الرحيم بنو محمد بن الحسن ، وأبو القاسم بن صصريّ ، وسيف الدّولة بن غسّان ، ومكرم ، وآخرون.

__________________

(١) في الأصل : «وعاد».

١٨٢

وذكر ابن الدّبيثيّ (١) أنّ الصّائن وقع في الحمّام ففلج أيّاما ثمّ مات ، رحمه‌الله تعالى.

١٣١ ـ هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث (٢).

أبو المظفّر بن السّمرقنديّ. شيخ بغداديّ من بيت الحديث والثّقة والرواية.

سمع : أبا عبد الله النّعاليّ ، وأبا محمد السّرّاج ، وأبا زكريّا التّبريزيّ ، وغيرهم.

ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ ، وأبو المحاسن القرشيّ.

أنا العماد بن بدران ، أنا ابن قدامة ، أنا هبة الله بن السّمرقنديّ ، أنا الحسين بن بسري ، فذكر حديثا.

توفّي في رابع ربيع الآخر.

١٣٢ ـ هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن صصريّ (٣).

أبو الغنائم التّغلبيّ ، الدّمشقيّ المعدّل.

قال الحافظ ابن عساكر : ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

وسمع من : الفقيه نصر الله المصّيصيّ ، وهبة الله بن طاوس.

وتفقّه على : أبي الحسن بن المسلم السّلميّ ، وغيره.

وحفظ القرآن وتأدّب ، وكتب الحديث ، وكان كثير الصّلاة والتّلاوة

__________________

(١) في المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٢١.

(٢) انظر عن (هبة الله بن عبد الله) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٢٤ رقم ١٢٩١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٢٠ رقم ٢٧٧ وفيه قال محقّقه بالحاشية : «لم أعثر على مصدر ترجمته» ، وأعيد في الصفحة ٤٨٠ بترجمة مختصرة جدا.

(٣) انظر عن (هبة الله بن محفوظ) في : من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) ١٧٣ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٧٤ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٥ / ٢٨ رقم ١٣٢٤.

١٨٣

والصّدقة. وأوصى بصدقات في عدّة أشياء من وجوه البرّ.

توفّي في جمادى الآخرة ، ودفن بمقبرة باب توما عند أبيه.

وروى الحديث.

قلت : هو والد الحافظ أبي المواهب وأخيه.

١٣٣ ـ هبة الله بن أبي المحاسن بن أبي بكر (١).

أبو الحسن الجيليّ ، اللّوتميّ ، الزّاهد.

قدم بغداد في صباه وسكنها. وكان زاهدا ، عابدا قانتا ، ورعا ، مدقّقا في الورع ، صاحب رياضات ومجاهدات.

أثنى عليه عمر بن عليّ القرشيّ ، وغيره. وعظّمه ابن الدّبيثيّ ثمّ قال : وقال لي أبو العلاء بن الرأس : لم أر في زمانه مثله.

توفّي في جمادى الآخرة. وقد قال إنّه سمع من ابن الحصين.

ـ حرف الياء ـ

١٣٤ ـ يحيى بن عبد الله بن محمد بن إسحاق (٢).

أبو زكريّا الأنصاريّ ، الأندلسيّ ، اللرّيّ.

روى عن : أبيه ، وعمّه.

وسمع «صحيح البخاريّ» من أبي الوليد بن الدبّاغ. وأخذ النّحو عن أبي بكر عتيق بن الخصم وبحث عليه «كتاب» سيبويه. وأقرأ العربيّة بلريّة وخطب بجامعها.

أخذ عنه أبو عبد الله بن عبّاد وقال : توفّي في ذي الحجّة وله ستّ وخمسون سنة.

١٣٥ ـ يوسف بن عبد الله بن بندار (٣).

__________________

(١) انظر عن (هبة الله بن أبي المحاسن) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٢٩ رقم ١٣٠٣.

(٢) انظر عن (يحيى بن عبد الله) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٣) انظر عن (يوسف بن عبد الله) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٦ رقم ٣٢١ (١٨ / ١٨١ رقم ٤٢٧٣) ، ومعجم البلدان ٢ / ٥٩٨ ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٢ / ٩٤ ، والكامل في التاريخ

١٨٤

الإمام أبو المحاسن الدّمشقيّ ، الشّافعيّ.

تفقّه على : أسعد الميهنيّ ببغداد ، وبرع في الفقه والأصول والخلاف ، وصار انظر أهل عصره (١).

ودرّس بالنّظاميّة ، وحدّث عن : إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن ، وأبي البركات بن البخاريّ.

روى عنه : أبو الخير الجيلانيّ ، وغيره.

ونفّذ رسولا إلى خوزستان فتوفّي هناك في شوّال.

الكنى

١٣٦ ـ أبو بكر بن سليمان (٢).

الأنصاريّ ، الأندلسيّ ، القرطبيّ ، المقرئ.

أخذ القراءات عن : أبي القاسم بن رضا ، والعربيّة عن أبي الحسين بن الطّراوة. ولقّب تلميذ ابن الطّراوة.

وكان يقرئ القرآن والنّحو.

أخذ عنه أبو جعفر بن مضاء ، وأثنى عليه بحسن التّعليم ، وعبد الحقّ الخزرجيّ ، وأبو القاسم أحمد بن بقيّ.

توفّي بقرطبة في هذه السّنة (٣) ، وقيل في الآتية.

__________________

(١١) / ٣٣٣ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٧٤ ، وتاريخ إربل ١ / ٣٦٨ ، وتكملة إكمال الإكمال ٢٤٠ ، ١٣٢ ، ٢٦٢ ، ٣٧٠ ، ومعجم الألقاب ١ / ٣٣٩ و ٥٧٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٣٣ رقم ١٣١٦ وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥١٣ ، ٥١٤ رقم ٣٢٨ ، وأعيد فيه ثانية في صفحة ٤٨٠ دون ترجمة ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٥٤٠ ، ٥٤١ ، وطبقات الشافعية لابن شهبة ١ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ رقم ٣٢٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٥٥ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ٦١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٠.

(١) وقال ابن الجوزي : وكان متعصّبا في مذهب الأشعري. (المنتظم).

(٢) انظر عن (أبي بكر بن سليمان) في : غاية النهاية ١ / ١٨١ رقم ٨٤٣.

(٣) ووقع في غاية النهاية أنه مات سنة ثلاث أو أربع وخمسمائة. وهو وهم ، والصحيح ٥٦٣ ه‍. أو ٥٦٤ ه‍.

١٨٥

سنة أربع وستين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

١٣٧ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن مبادر (١).

أبو بكر الأزجيّ ، الدّقّاق.

سمع : أبا عبد الله بن البسريّ ، وأبا القاسم بن الرّبعيّ.

روى عنه : ابن الأخضر ، وغيره.

وتوفّي في جمادى الأولى.

وأنا عبد الحافظ بن بدران ، وأنا ابن قدامة ، ثنا مبادر ، فذكر حديثا.

وآخر من روى عنه بالإجازة ابن مسلمة.

١٣٨ ـ إبراهيم بن محمود بن نصر بن نصر (٢).

أبو إسحاق الشّاب ، المحدّث ، ابن أبي المجد الحرّانيّ ، ثمّ البغداديّ ، الشّعّار.

أحد من عني بطلب الحديث وكتابته إلى أن توفي ، مع صلاح وخير ومعرفة وفهم.

وسمّعه أبوه من : أبي منصور بن خيرون ، وأبي عبد الله السّلّال ، وجماعة.

ومولده سنة نيّف وثلاثين وخمسمائة.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن مبادر) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٢) انظر عن (إبراهيم بن محمود بن نصر) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

١٨٦

وقد سمع هو بنفسه من نصر بن نصر العكبريّ ، وابن المادح ، وهبة الله الشّبليّ ، فمن بعدهم ، حتّى سمع من أصحاب قاضي المرستان.

سمع منه : عليّ بن أحمد الزّيديّ.

وكان الحازميّ يثني عليه ويصفه بالحفظ ، ويقول : لو عاش ما كان يماثله أحد.

توفّي في حياة والده في شهر رمضان وقد جاوز الثّلاثين ، وقيل : بل عاش سبعا وعشرين سنة.

قال ابن النّجّار : أخبرتنا زهرة بنت حاصر الأنباريّ قالت : ثنا إبراهيم بن محمود الشّعّار لفظا سنة إحدى وستّين : أنا الأرمويّ ، فذكر حديثا.

١٣٩ ـ إبراهيم بن محمد بن خليفة (١).

أبو إسحاق النّفزيّ (٢) ، الدّانيّ ، المقرئ.

أخذ القراءات عن : أبي الحسن بن الدّوش.

وأخذ قراءة ورش عن : أبي الحسن بن شفيع.

وسمع من : ابن تليد ، وابن الخيّاط (٣).

وتصدّر للإقراء ، وحمل النّاس عنه.

قال الأبّار (٤) : كان متحقّقا بالقراءات ، معروفا بالضّبط والتّجويد ، أديبا فصيحا ، عمّر وأسنّ. وكان مولده سنة خمس وسبعين وأربعمائة.

١٤٠ ـ أبق (٥).

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن محمد بن خليفة) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ١ / ١٥٠ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٢٩ رقم ٤٧٢ ، وغاية النهاية ١ / ٢٣ ، ٢٤.

(٢) في غاية النهاية ١ / ٢٣ «النفري» بالراء ، وهو تحريف.

(٣) في الأصل مهملة.

(٤) في تكملة الصلة ١ / ١٥٠.

(٥) انظر عن (أبق) في : ديوان ابن منير الطرابلس (بعنايتنا ـ طبعة دار الجيل ١٩٨٦) ٢٧ ، ٣٢ ، ٣٦ ، ٣٨ ، ٤٧ ، ٦٢ ، ٢٣١ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ ، والتاريخ الباهر ٥٩ ، ٨٨ ، ١٠٦ ـ ١٠٨ ، والكامل في التاريخ ١١ / ١٩٧ ، ١٩٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٧٧ ، وذيل تاريخ دمشق=

١٨٧

الملك المظفّر ، مجير الدّين ، أبو سعيد ، صاحب دمشق ، ابن صاحبها جمال الدّين محمد بن تاج الملك بوري بن طغتكين التّركيّ ، الدّمشقيّ.

ولد ببعلبكّ في ولاية والده على بعلبكّ ، وقدم معه دمشق لمّا وثب عليها وأخذها. فلمّا مات أبوه في سنة أربع وثلاثين أقيم مجير الدّين هذا في الأمر وهو دون البلوغ ، وأتابك زنكيّ إذ ذاك يحاصر دمشق ، فلم يصل منها إلى مقصود ، ورجع إلى حلب.

وكان المدبّر لدولة مجير الدّين الأمير معين الدّين أنر (١) عتيق جدّ أبيه ، والوزير هو الرئيس أبو الفوارس المسيّب بن عليّ الصّوفيّ. فلمّا مات أنر (١) انبسطت يد مجير الدّين قليلا ، وابن الصّوفيّ يدير الأمور. ثمّ بعد مدّة غضب عليه وأخرجه إلى صرخد ، واستوزر أخاه أبا البيان حيدرة بن عليّ بن الصّوفيّ مدّة. ثمّ أقدم عطاء بن جقماط من بعلبكّ وقدّمه على العسكر ، وقتل الوزير أبا البيان ، ثمّ قتل عطاء بعد يسير. ثمّ قدم الملك العادل نور الدّين محمود لمّا بلغته الأمور ، فحاصر دمشق مدّة قليلة ، وتسلّمها بالأمان في صفر سنة تسع وأربعين ، ووفى لمجيد الدّين أبق بما قرّر له ، وسلّم إليه حمص ، فانتقل إليها ، وأقام بها يسيرا ، ثمّ انتقل منها إلى بالس بأمر نور الدّين ، ثمّ توجّه منها إلى بغداد ، فقبله أمير المؤمنين المقتفي لأمر الله ، وأقطعه ، وقرّر له ما كفاه.

وكان كريما جوادا.

ورّخ ابن خلّكان (٢) وفاته في هذه السّنة ببغداد ، ترجمه مختصرا في

__________________

= ٣٠٦ ـ ٣٢٨ ، ووفيات الأعيان ٥ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، وزبدة الحلب ٢ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ و ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، والعبر ٤ / ١٨٥ ، ١٨٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٧ ، ٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٦٥ ، ٣٦٦ رقم ٢٥٣ ، و ٢٠ / ٤٨٣ ، والوافي بالوفيات ٦ / ١٨٨ رقم ٢٦٤١ ، وأمراء دمشق في الإسلام ٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١١ ، ٢١٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٣٠ ، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة ٤٦.

(١) في الأصل : «أنز» بالزاي.

(٢) في وفيات الأعيان ٥ / ١٨٩.

١٨٨

سياق ترجمة نور الدّين. ولم يورّخ ابن عساكر موته.

١٤١ ـ أزهر بن عبد الوهّاب بن أحمد بن حمزة (١).

أبو جعفر البغداديّ ، السّبّاك (٢) ، الأديب.

ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة ، وسمع الكثير ، وعني بالحديث.

وسمع : أبا طالب عبد القادر اليوسفيّ ، وأبا القاسم بن الحصين ، وهبة الله بن الطّبر.

ولازم الحافظ عبد الوهّاب الأنماطيّ فأكثر عنه.

قال ابن الدّبيثيّ : ثنا عنه جماعة ، وسمع منه : عمر بن عليّ ، ومحمد بن مشق. وتوفّي في المحرّم.

قلت : وثّقه ابن الجوزيّ (٣).

ـ حرف الحاء ـ

١٤٢ ـ الحسين بن الخضر بن الحسين بن عبدان.

عفيف الدّين الأزديّ ، الدّمشقيّ.

من بيت حديث وعدالة.

توفّي رحمه‌الله في جمادى الآخرة.

١٤٣ ـ حمد بن عثمان (٤) بن سالار (٥).

المحدّث ، المفيد ، الأوحد ، الجوّال ، أبو محمد الأصبهانيّ ، صاحب «المعجم الكبير». سمع : أبا الوقت ، ومحمد بن أبي نصر هاجر ، وأبا الخير

__________________

(١) انظر عن (أزهر بن عبد الوهاب) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٧ رقم ٣٢٢ (١٨ / ١٨٣ رقم ٤٢٧٤) ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٧٣ رقم ٣٨٠٩ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ٧٥.

(٢) وهكذا في الأصل ونسخة الأصل من المنتظم. وفي المطبوع منه «السّمّاك».

(٣) في المنتظم.

(٤) انظر عن (حمد بن عثمان) في : تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ١ / ٤٥٥ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ١٥٩ رقم ١٧٦.

(٥) في الأصل : «سالم» ، والمثبت عن المصدرين السابقين.

١٨٩

الباغبان ، وأبا العلاء الهمذانيّ ، وعبد العزيز بن محمد الشّيرازيّ ، وابن البطّيّ ، وخلقا.

روى عنه : عبد العزيز بن أحمد بن النّاقد.

مات بالحلّة غريبا في ذي القعدة سنة أربع ، وله ستّ وثلاثون سنة.

ـ حرف الراء ـ

١٤٤ ـ رضيّة بنت الحافظ أبي عليّ البردانيّ (١).

ذكر ابن مشق أنّها توفّيت في شوّال (٢).

ـ حرف السين ـ

١٤٥ ـ سالم بن إبراهيم بن خلف (٣).

أبو الغنائم الأمويّ ، الإسكندرانيّ ، المقرئ.

روى عن : أبي القاسم بن الفحّام.

قال أبو الحسن المقدسيّ : شيخ صالح ، ثقة.

توفّي في جمادى الآخرة ، ومولده سنة ٤٨٥.

١٤٦ ـ سعد الله بن نصر بن سعيد بن عليّ (٤).

__________________

(١) انظر عن (رضيّة بنت البرداني) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٦١ رقم ١٤٠١.

(٢) وكان مولدها سنة ٤٧١ ه‍.

(٣) انظر عن (سالم بن إبراهيم) في : غاية النهاية ١ / ٣٠٠ رقم ١٣١٢.

(٤) انظر عن (سعد الله بن نصر) في : تاريخ إربل ١ / ٩٩ ، ١٠٠ ، والأنساب ٤ / ٣٣٣ ، ٣٣٤ ، والمنتظم ١٠ / ٢٢٨ رقم ٣٢٣ (١٨ / ١٨٤ رقم ٤٢٧٥ ، والتقييد لابن نقطة ٢٩٣ رقم ٣٥٥ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٢ ، ٥٣٣ رقم ٤٧٧ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٢٣٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٧ ، ٧٨ ، رقم ٦٧٨ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨٣ (دون ترجمة) ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٨٦ ، وفوات الوفيات ١ / ٣٤١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٥٨ ، ٢٥٩ ، والذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٠٢ ـ ٣٠٥ ، وغاية النهاية ١ / ٣٠٣ ، رقم ١٣٢٥ ، وفيه : «سعد الله بن نصر بن سعد» ، وتاريخ ابن الفرات ج ٤ ج ١ / ٧٥ ، ٧٦ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٦ / ورقة ٤٥٢ ، ٤٥٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٢ ، وعقود الجمان للزركشي ١٢١.

١٩٠

أبو الحسن بن الدّجاجيّ ، البغداديّ ، الواعظ ، المقرئ.

قرأ ببعض الرّوايات على الزّاهد أبي منصور الخيّاط ، وأبي الخطّاب عليّ بن الجرّاح ، وسمع منهما ، ومن جماعة.

وأقرأ النّاس ووعظهم سنين.

سمع منه : عمر بن عليّ ، ويوسف بن أحمد الشّيرازيّ ، وعبد العزيز بن الأخضر.

وحدّث عنه : ابنه محمد ، ويعيش بن مالك الأنباريّ ، والشّيخ الموفّق ، والأنجب الحمّاميّ ، ومحمد بن حماد ، وآخرون.

ولد سنة ثمانين وأربعمائة ، وتوفّي في شعبان.

قال ابن الجوزيّ (١) : وتفقّه وناظر ووعظ ، وكان لطيف الكلام حلو الإيراد (٢) ، وسئل في مجلس وعظه عن أحاديث الصّفات ، فنهى عن التّعرّض لها ، وأمر بالتّسليم (٣).

__________________

(١) في المنتظم ١٠ / ٢٨٨ (١٨ / ١٨٣).

(٢) زاد في المنتظم : «ملازما للمطالعة إلى أن مات».

(٣) زاد ابن الجوزي : وأنشد :

أبى الغائب الغضبان يا نفس أن يرضى

وأنت التي صيّرت طاعته فرضا

فلا تهجري من لا تطيقين هجره

وإن همّ بالهجران خدّك والأرضا

وقال ابن الجوزي : أنبأنا سعد الله بن نصر قال : كنت خائفا من الخليفة لحادث نزل ، فاختفيت فرأيت في المنام كأني في غرفة أكتب شيئا ، فجاء رجل فوقف بإزائي وقال : أكتب ما أملي عليك ، وأنشد :

ادفع بصبرك حادث الأيّام

وترجّ لطف الواحد العلّام

لا تأيسن وإن تضايق كربها

ورماك ريب صروفها بسهام

فله تعالى بين ذلك فرجة

تخفى على الأبصار والأوهام

كم من نجا من بين أطراف القنا

وفريسة سلمت من الضرغام

وقال : ودفن إلى جانب رباط الزوزني في إرضاء الصوفية لأنه أقام عندهم مدة حياته فبقي على هذا خمسة أيام وما زال الحنابلة يلومون ولده على هذا ويقولون : مثل هذا الحنبلي أيّ شيء يصنع عند الصوفية؟ فنبشه بعد خمسة أيام بالليل وقال : كان قد أوصى أن يدفن عند والديه ودفنه عندهما.

١٩١

وقال عبد الخالق بن أسد في «معجمه» : أنشدنا سعد الله بن الدّجاجيّ الواعظ لنفسه :

ملكتم مهجتي بيعا ومقدرة

فأنتم اليوم أعلالي وأغلالي

علوت فخرا ولكنّي ضنيت هوى

فحبّكم هو أعلالي وأغلالي

 ـ حرف الشين ـ

١٤٧ ـ شاور بن مجير بن نزار بن عشائر (١).

السّعديّ ، الهوازنيّ ، أبو شجاع ملك الدّيار المصريّة ووزيرها.

كان الملك الصّالح طلائع بن رزّيك قد ولّاه إمرة الصّعيد ، ثمّ ندم على توليته حيث لا ينفع النّدم. ثمّ إن شاور تمكّن في الصّعيد ، وكان شجاعا ، فارسا شهما ، وكان الصّالح لمّا احتضر قد وصّى لولده رزّيك أن لا يتعرّض لشاور ولا يهيجه. وجرت أمور ، ثمّ إنّ شاور حشد وجمع وأقبل من الصّعيد على واحات ، واخترق البرّيّة إلى أن خرج من عند تروجة (٢) بقرب إسكندريّة ،

__________________

(١) انظر عن (شاور) في : النوادر السلطانية ٣٦ ـ ٤٠ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٧٨ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٢ ، والنكت العصرية ٦٧ ـ ٧٠ ، ٧٢ ، ٧٧ ، ٧٩ ، ٨١١ ، ٩٢ ، ١٣١ ، ١٣٤ ، ١٣٦ ، ١٥٠ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ٢١٥ ، ٢١٦ ، ٢٧٤ ، ٣٦٠ ، ٣٦٧ ، ونزهة المقلتين ٩ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٣٥ ـ ٣٤١ ، والتاريخ الباهر ١٢٠ ـ ١٤٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٧٧ ، والروضتين ج ١ ق ١ / ١٥٦ ـ ١٥٨ ، وأخبار الدول المنقطعة ١١٢ ـ ١١٦ ، ومفرّج الكروب ١ / ١٥٨ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٣٩ ـ ٤٤٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٥ ، ٤٦ ، والدر المطلوب ١٨ ، ١٩ ، ٢٥ ـ ٣٩ ، ١٤٢ ، والمغرب ٩٦ ، ١٤٠ ، وزبدة الحلب ٢ / ٣١٥ ـ ٣١٧ و ٣٢٣ ، ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، والعبر ٤ / ١٨٦ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥١٤ ـ ٥١٧ رقم ٣٢٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١١٥ ، و ١١٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٥٩ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٩٥ ـ ٩٧ رقم ١١٠ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٤٦ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ٢٨٨ ، ٢ / ٢٥٠ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٢٣٢ والكواكب الدرية ١٧٨ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٤٣ ، وشفاء القلوب ٢٥ ـ ٣٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٢ ، وحسن المحاضرة ٢ / ٢١٥ ، ٢١٦ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٢٠ ، ١٢١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٢ ، وأخبار الدول (طبعة عالم الكتب).

(٢) ضبطها ياقوت في معجمه : «تروجة» بفتح التاء وضمّ الراء. أما ابن خلّكان فضبطها بفتح

١٩٢

وتوجّه إلى القاهرة ودخلها ، فقتل العادل رزّيك بن الصّالح ، ووزر للعاضد. ثمّ إنّه توجّه إلى الشّام ، وقدم دمشق في سنة ثمان وخمسين مستنجدا بالسّلطان نور الدّين على عدوّه ، فأنجده بالأمير أسد الدّين شير كوه بعد أربعة عشر شهرا ، فسيّره معه ، فمضى واستردّ له منصبه ، فلمّا تمكّن قال لأسد الدّين : اذهب فقد رفع عنك العناء ، وأخلفه وعده. فأسف أسد الدّين وأضمر السّوء له. وكان شاور قد استعان بالفرنج ، وحارب بهم المسلمين ، وقدموا على حميّة ، فخافهم أسد الدّين وتحصّن منهم ببلبيس شهورا ، وبقي بها محصورا حتّى ملّت الفرنج من حصاره ، فبذلوا له قطيعة يأخذها وينفصل عن بلبيس.

واغتنم نور الدّين تلك المدّة خلوّ الشّام من الفرنج ، وضرب معهم المصافّ على حارم ، وأسر ملوكهم ، وهي سنة تسع وخمسين.

وقتل شاور في ربيع الآخر سنة أربع. وكان المباشر لقتله عزّ الدّين جرديك النّوريّ.

وقال الرّوحيّ إن السّلطان صلاح الدّين ابن أخي أسد الدّين هو الّذي أوقع بشاور ، وكان في صحبة عمّه أسد الدّين.

وقيل : كان قتله إيّاه في جمادى الأولى ، وذلك أنّ أسد الدّين تمارض ، فعاده شاور ، وكان صلاح الدّين قد ضمن له فخرج عليه ، ففتك به.

ولعمارة اليمنيّ فيه :

ضجر الحديد من الحديد وشاور

في نصر آل محمّد لم يضجر

حلف الزّمان ليأتينّ بمثله

حنثت يمينك يا زمان فكفّر (١)

 __________________

= التاء المثنّاة الفوقية والراء وبعد الواو الساكنة جيم ثم هاء ساكنة. وهي قريبة من الإسكندرية. (وفيات الأعيان ٢ / ٤٤٣).

(١) البيتان من جملة أبيات في النكت العصرية ٨٢.

١٩٣

وله في شاور عند ما ظفر ببني رزّيك وجلس في الدّست :

زالت ليالي بني رزّيك وانصرمت

والحمد والذّمّ فيها غير منصرم

كأنّ صالحهم يوما وعادلهم

في صدر ذا الدّست لم يقعد ولم يقم

كنّا نظنّ وبعض الظّنّ مأثمة

بأنّ ذلك جمع غير منهزم

فمذ وقعت وقوع النّسر خانهم

من كان مجتمعا من ذلك الرّخم

ولم يكونوا عدوّا ذلّ جانبه

وإنّما غرقوا في سيلك العرم

وما قصدت بتعظيمي عداك (١) سوى

تعظيم شأنك فاعذرني ولا تلم

ولو شكرت لياليهم محافظة

لعهدها لم يكن بالعهد من قدم

ولو فتحت فمي يوما بذمّهم

لم يرض فضلك إلّا أن يسدّ فمي (٢)

قال الفقير عمارة : فشكرني شاور وأمراؤه على الوفاء لهم.

١٤٨ ـ شير كوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب (٣).

__________________

(١) في النكت : «سواك».

(٢) النكت العصرية ٦٩ ، ٧٠.

(٣) انظر عن (شير كوه) في : الاعتبار ١٤ ، والنكت العصرية ٧٨ ـ ٨٠ ، ٣٧٠ ، ونزهة المقلتين ١١٢ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٤١ ، ٣٤٢ ، والتاريخ الباهر (انظر فهرس الأعلام) ٢١٨ ، وأخبار الدول المنقطعة ١١٤ ـ ١١٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٧٩ ـ ٤٨١ ، والنوادر السلطانية ٣٦ ـ ٤٠ ، وكتاب الروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٠٥ ، ٤٠٦ و ٤٣٨ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٨٠ ، ٨١ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٢ ، ٢١٣ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، وزبدة الحلب ٢ / ٣٢١ ـ ٣٢٨ ، ومفرّج الكروب ١ / ١٤٨ ـ ١٦٨ ، والمغرب في حلى المغرب ٩٦ ، ١٤٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٥ ، ٤٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٧ ـ ٥٨٩ رقم ٣٦٩ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٧ ، والعبر ٤ / ١٨٦ ، ١٨٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٣ / ١١٥ ـ ١١٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٣٥٢ ـ ٣٥٤ ، والبداية والنهاية ١ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ و ٢٥٥ و ٢٥٩ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٢١٤ ـ ٢١٦ رقم ٢٤١ ، وأمراء دمشق في الإسلام ٤١ ، والدر المطلوب ٢٣٢ ـ ٢٣٥ ، والسلوك للمقريزي ج ١ ق ١ / ٤٣ ، والكواكب الدرّية ١٧٩ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٨١ ـ ٢٨٣ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨١ و ٣٨٧ ـ ٣٨٩ ، وحسن المحاضرة ٢ / ٣ ، ٤ ، ٢١٦ ، وشفاء القلوب ٤٣ ، ٤٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١١ ، وترويح القلوب ٣٨ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٢٣٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٦٠ و «شير كوه» بالعربي : أسد الجبل ، فشير ، أسد ، وكوه : جبل. (وفيات الأعيان ٢ / ٤٨١) و «شاذي» : معناه

١٩٤

الملك المنصور أسد الدّين ، وزير العاضد العبيديّ بمصر.

مولده بدوين (١) ، بلدة من طرف أذربيجان. ونشأ بتكريت ، إذ كان أبوه متولّي قلعتها.

وقيل جدّ مروان هو ابن محمد بن يعقوب.

قال ابن الأثير المؤرّخ : أصلهم من الأكراد الرّواديّة ، وهو فخذ من الهذبانيّة ، وأنكر جماعة من بني أيّوب النّسبة إلى الأكراد وقالوا : إنّما نحن عرب نزلنا عند الأكراد ، وتزوّجنا منهم.

وأسد الدّين هذا كان من كبار أمراء السّلطان نور الدّين ، فسيّره إلى مصر عونا لشاور كما ذكرناه. ولم يف له شاور ، فعاد إلى دمشق.

وسنة اثنتين وستّين عاد أسد الدّين إلى مصر طامعا في أخذها ، وسلك طريق وادي الغزلان ، وخرج عند المفجّ ، فكانت في تلك الوقعة ، وقعة الأشمونيّين. وتوجه ابن أخيه صلاح الدّين إلى الإسكندريّة فاحتمى بها ، وحاصره شاور وعسكر مصر إلى أن رجع أسد الدّين من الصّعيد إلى بلبيس ، وجرى الصّلح بينه وبين المصريّين ، وسيّروا له صلاح الدّين وعاد إلى الشّام.

ولمّا وصل الفرنج ، لعنهم الله إلى بلبيس وأخذوها وقتلوا أهلها ، وسبوا الذّرّية في هذه السّنة ، سنة أربع ، سيّر المصريّون إلى أسد الدّين وطلبوه ومنّوه ، ودخلوا في مرضاته لينجدهم. فمضى إليهم ، وطرد الفرنج عنهم ، وعزم شاور على قتله ، وقتل الأمراء الكبار الّذين معه ، فناجزوه وقتلوه ، وولي أسد الدّين وزارة مصر في ربيع الآخر ، وأقام بها شهرين وخمسة أيّام. ثمّ

__________________

= بالعربي فرحان. (سير أعلام النبلاء ٢٠٠ / ٥٨٨).

(١) دوين : ضبطها المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٨ : بضم أوله ، وكسر ثانيه ، ويقال في النسبة إليها : دويني بفتح ثانيه.

وضبطه ياقوت بفتح أوله. (مهجم البلدان ٢ / ٤٩١).

١٩٥

توفّي فجأة في ثاني وعشرين جمادى الآخرة بالقاهرة ، فدفن بها ، ثمّ نقل إلى مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بوصيّة منه (١).

وقام بالأمر بعده بمصر ابن أخيه الملك صلاح الدّين يوسف بن أيّوب.

وكان أسد الدّين أحد الأبطال المذكورين ، ومن يضرب بشجاعته المثل ، وكانت الفرنج تهابه وتخافه. وقد حاصروه ببلبيس مدّة ، ولم يجسروا أن يناجزوه ، وما لبلبيس سور يحميها ، ولكن لفرط هيبته لم يقدموا عليه.

وكان موته بخانوق عظيم قتله في ليلة. وكان كثيرا ما تعتريه التّخم والخوانيق لكثرة أكله اللّحوم الغليظة ، فيقاسي شدّة شديدة ، ثمّ يتعافى (٢).

ولم يخلف ولدا سوى ناصر الدّين الملك القاهر صاحب حمص.

ـ حرف العين ـ

١٤٩ ـ عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن زيدون (٣).

أبو جعفر المخزوميّ ، القرطبيّ ، نزيل إشبيلية.

شيخ مسند ، من كبار رواة ، الأندلس.

ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

وسمع سنة خمس وتسعين من أبي عليّ الغسّانيّ كتاب «التّقصّي».

وسمع من أبي القاسم الهوزنيّ.

وكان فقيها عالما.

حدّث عنه : أبو موسى بن المالقيّ ، وأبو بكر بن خير.

وتوفّي رحمه‌الله يوم التّروية.

١٥٠ ـ عبد الحاكم بن ظفر بن أحمد بن أحمد بن محمود الثّقفيّ (٤).

__________________

(١) المختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٦.

(٢) كتاب الروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٣٨ ، المغرب ١٤٠.

(٣) انظر عن (عبد الله بن محمد بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٤) انظر عن (عبد الحاكم بن ظفر) في : جزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين ٩٦ رقم ٢٠٧.

١٩٦

أبو محمد الأصبهانيّ.

سمع من : رزق الله التّميميّ.

روى عنه : كريمة إجازة.

وروى عنه بالسّماع جماعة.

١٥١ ـ عبد الخالق بن أسد بن ثابت (١).

الفقيه أبو محمد الدّمشقيّ ، الحنفيّ ، المحدّث ، الأطرابلسيّ الأصل.

تفقّه شافعيّا ، ثمّ تحوّل إلى مذهب أبي حنيفة ، وتفقّه على الفقيه البلخيّ. ورحل في الحديث وجمع ، وخرّج ، ودرّس بالصّادريّة والمعينيّة ، وعقد مجلس الوعظ.

روى عنه : ابن غالب ، ومحمد بن غسّان ، وإسماعيل بن يداش السّلّار ، وغيرهم.

وكان يلقّب تاج الدّين.

سمع : جمال الإسلام عليّ بن المسلم ، وعبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل ، وعليّ بن قيس الغسّانيّ ، ويحيى بن بطريق ، ونصر الله المصّيصيّ ، وابن طاوس بدمشق ، وأحمد بن محمد الزّوزنيّ ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبا محمد سبط الخيّاط وأخاه الحسين ، وعبد الله البيضاويّ ،

__________________

(١) انظر عن (عبد الخالق بن أسد) في : خريدة القصر (شعراء الشام) ١ / ٢٨٢ ، ٢٨٣ (بالحاشية) ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٥٤ رقم ٨٣٥ ، والعبر ٤ / ١٨٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٠ وفيه «أسعد» بدل «أسد» ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٠ رقم ١٨٢٦ ، وفيه «عبد الحق» وهو غلط ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٧ ، ٤٩٨ رقم ٣١٥ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٣٦٨ ـ ٣٧٠ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٨٨ ، ٨٩ رقم ٩١ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ٧٦ ، ٧٧ ، وتاج التراجم لابن قطلوبغا ٣٧ ، والنجوم الزاهر ٥ / ٣٨١ ، والدارس في تاريخ المدارس ١ / ٥٣٨ ، والطبقات السنية ، رقم ١١٥٣ ، ومختصر تنبيه الطالب ٩٣ و ١٠٧ ، وكشف الظنون ١٧٢ و ١٦٥٤ ، و ١٧٣٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٢ ، وهدية العارفين ١ / ٥٠٩ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ١٠٩ ، والحياة الثقافية في طرابلس الشام (تأليفنا) ٢٥١ ، ٢٥٢ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٢ / ١٥٨ ، ١٥٩ رقم ٤٧٢.

١٩٧

وعبد الوهّاب الأنماطيّ ببغداد ، وعمر بن إبراهيم العلويّ بالكوفة ، وهبة الله ابن أخت الطّويل بهمذان ، وعتيق بن أحمد الرّويدشتيّ ، وفاطمة بنت محمد البغداديّ ، وإسماعيل الحمّاميّ ، وطائفة بأصبهان.

وتوفّي بدمشق في المحرّم في أوّل السّنة.

ولي بمعجمه نسخة مليحة (١).

١٥٢ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن قزمان (٢).

أبو مروان القرطبيّ.

ولد سنة تسع وسبعين وأربعمائة.

وسمع من : أبي عبد الله محمد بن فرج ، وأبي عليّ الغسّانيّ ، وأبي الحسن العبسيّ.

وتفقّه عند القاضي أبي الوليد بن رشد.

قال ابن بشكوال (٣) : كان من كبار العلماء وجلّة الفقهاء ، مقدّما في الأدباء والنّبهاء. أخذ النّاس عنه.

وتوفّي في مستهلّ ذي القعدة.

قلت : روى عنه : أبو الخطّاب أحمد بن محمد بن واجب الحافظ البلنسيّ ، وإبراهيم بن عليّ الخولانيّ شيخ عيسى الرّعينيّ ، ومحمد بن أحمد بن اليتيم شيخ لابن مسدي.

١٥٣ ـ عبد السّلام بن عتيق.

__________________

(١) ومن شعره :

قلّ الحفاظ فذو العاهات محترم

والشّهم ذو الفضل يؤذى مع سلامته

كالقوس يحفظ عمدا وهو ذو عوج

وينبذ السّهم قصدا لاستقامته

(سير أعلام النبلاء ، الجواهر المضية ، الوافي بالوفيات).

(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٣٥٣ ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٥٢٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٠ رقم ١٨٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥١٨ رقم ٣٣١ ، وتبصير المنتبه ٣ / ١١٢٧.

(٣) في الصلة ٢ / ٣٥٣.

١٩٨

السّفاقسيّ ثمّ الإسكندريّ ، الفقيه المالكيّ من علماء الثّغر المذكورين.

أخذ عنه أبو الحسن بن المفضّل ، وقال : توفّي في ذي الحجّة.

١٥٤ ـ عبد العزيز بن الحسن بن أبي البسّام.

الحسينيّ الميورقيّ.

ولد ببرقة وأخذ بها العربيّة عن أبي عبيدة الزّاهد.

وولي خطّة الكتابة. وكان عابدا ، صالحا ، مجتهدا.

أخذ عنه من شعره : أبو العبّاس بن مضاء.

١٥٥ ـ عليم بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبيد الله (١).

الحافظ أبو محمد القرشيّ ، العدويّ ، العمريّ ، الأندلسيّ.

أحد الأعلام ، ويكنّى بأبي الحسن أيضا.

ولد بشاطبة سنة تسع وخمسمائة.

وسمع : أبا عبد الله بن مغاور ، وأبا جعفر بن جحدر.

وسمع بدانية من : أبي عبد الله ابن غلام الفرس ، وأبي إسحاق بن جماعة.

ورحل إلى المريّة فسمع بها من : أبي القاسم بن ورد ، وأبي القاسم الحجّاج القضاعيّ ، وجماعة.

قال ابن الأبّار (٢) : كان أحد العلماء الزّهّاد ، وأقرأ القرآن ، ودرّس الفقه. وكان صاحب فنون ، كثير المحفوظات جدّا لا سيمّا الصّحيحين «والموطّأ» (٣).

__________________

(١) انظر عن (عليم بن عبد العزيز) في : صلة الصلة لابن الزبير ١٦٢ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٩٥٣ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ رقم ٧٤٠ ، وله ذكر في ترجمة (طارق بن يعي ٥). انظر الذيل والتكملة ٤ / ١٤٨ ـ ١٥٩ رقم ٢٢١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥١٨ ، ٥١٩ رقم ٣٣٢ وفيه قال محقّقوه بالحاشية : «لم نعثر على مصدر ترجمه».

(٢) في تكملة الصلة.

(٣) زاد المراكشي في الذيل : «والمدوّنة».

١٩٩

وكان يقول : ما حفظت شيئا فنسيته.

وكان كثير الميل إلى السّنن والآثار ، وعلوم القرآن ، مع حظّ من علم النّحو والشّعر ، والميل إلى الزّهد ، مع الورع والتّواضع : وكان معظّما في النّفوس ، ليّن الجانب ، كثير المحاسن (١).

توفّي في ذي القعدة ببلنسية.

١٥٦ ـ عليّ بن محمد بن عليّ بن هذيل (٢).

أبو الحسن البلنسيّ المقرئ ، شيخ القرّاء بالأندلس.

ولد سنة سبعين أو إحدى وسبعين وأربعمائة ، ونشأ في حجر أبي داود سليمان بن نجاح (٣) ، ولازمه بضعة عشر عاما بدانية وبلنسية ، وكان زوج أمّه ، وهو أثبت النّاس فيه. حمل عنه الكثير من العلوم ، وصارت إليه أصوله العتيقة.

أتقن عليه القراءات حتّى برع فيها. وسمع «صحيح البخاريّ» ورواه عن

__________________

(١) وقال المراكشي : وكان بارّا بأصحابه ، حسن العشرة لهم ، كثير الاعتناء بأحوالهم ، سريع البدار إلى قضاء حوائجهم ، يقطع اليوم والأيام في النظر في مصالحهم والسعي الجميل في التهمّم بمآربهم وأمورهم ، محبّبا عند العامة والخاصة ، محتسبا نفسه في تغيير المناكر ، مواظبا على أوراده من أفعال الخير ووظائف البرّ ليلا ونهارا. وكان له بيت قد أعدّه لخلوته والتفرّغ فيه لعبادته وتهجّده وقراءة كتبه معتزلا فيه عن عياله ، فقام فيه ليلة إلى تهجّده على جاري عادته ، ثم إن أهله فقدوا صوته فالتمسوه فوجدوه ميتا.

(٢) انظر عن (علي بن محمد بن هذيل) في : صلة الصلة ٩٧ ، وفهرست ابن خير ٤٢٨ ، وبغية الملتمس للضبيّ ٤١٤ ، رقم ١٢٠٠ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار (مخطوط) ٣ / ورقة ٦٣ (النسخة الأزهرية) ، والمطبوع ، رقم ١٨٥٨ ، ومعجم شيوخ الصدفي ٢٨٤ ، رقم ٢٦٧ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ، السفر الخامس ، ق ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧٢ ، رقم ٦٣٨ ، وصلة الصلة ٩٧ ، ٩٨ ، والعبر ٤ / ١٨٧ ، ١٨٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٠ رقم ١٨٢٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٦ ، ٥٠٧ رقم ٣٢٣ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥١٧ ـ ٥١٩ رقم ٤٦١. وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٤ ، وغاية النهاية ١ / ٥٧٣ ، ٥٧٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٣ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١٤٧ رقم ٤٤٠.

(٣) في شجرة النور : «سليمان بن الحاج» وهو غلط.

٢٠٠