تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقال ابن الدّبيثيّ (١) : حدّث بالكثير ، وثنا عنه : أبو الفرج بن الجوزيّ ، وابن الأخضر ، وأبو طالب الهاشميّ ، وغيرهم. وكان ثقة.

قلت : روى عنه أيضا : الحافظ عبد الغنيّ ، وابن قدامة ، ومنصور بن المعوّج ، وأحمد بن أبي الفتح بن المعزّ الحرّانيّ ، وعدّة.

وأجاز لابن مسلمة.

توفّي في ثالث عشر ذي الحجّة (٢) رحمه‌الله تعالى (٣).

٧٧ ـ المبارك بن المبارك بن صدقة (٤).

أبو الفضل البغداديّ ، السّمسار ، الخبّاز.

سمع : أبا عبد الله بن طلحة النّعاليّ ، وطراد بن محمد الزّينبيّ.

روى عنه : عمر بن عليّ بن أحمد الزّيديّ ، وأحمد بن أحمد البزّاز ، وعمر بن جابر ، والحافظ عبد الغنيّ ، وابن قدامة.

وأجاز للرشيد بن مسلمة.

وتوفّي رحمه‌الله تعالى في تاسع عشر ربيع الآخر ، وله إحدى وتسعون سنة.

٧٨ ـ محمود بن محمد بن هبيرة.

الخطيب أبو غالب ، أخو الوزير عون الله.

روى عن ابن الحسين.

__________________

(١) في المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٧١.

(٢) وقال ابن عساكر : بلغني أن أبا طالب بن خضر توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

(٣) وقال ابن النجار : كان من المكثرين سماعا وكتابة وتحصيلا إلى آخر عمره ، وله في ذلك جدّ واجتهاد ، وكانت له حال واسعة من الدنيا ، فأنفقها في طلب الحديث وعلى أهله إلى أن افتقر ، كتب الكثير ، وحصّل الأصول الحسان ، وكان عفيفا نزها صالحا متديّنا ، يسرد الصوم ، وكان يمشي كثيرا في الطلب ، ويحدّث من لفظه ، ويدور على المكاتب ، ويحدّث الصبيان ، وكان صدوقا مع قلّة معرفته بالعلم وسوء فهمه ، وكان خطّه رديئا كثير السقم. (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨٨ ، ٤٨٩).

(٤) انظر عن (المبارك بن المبارك) في : المعين في طبقات المحدّثين ١٦٩ رقم ١٨١٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٦.

١٤١

وكان زاهدا عابدا ، يخطب بقريته.

توفّي في شعبان. وقد حدّث.

٧٩ ـ مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود بن عبد الله بن إبراهيم (١).

الرئيس المعمّر ، أبو الفرج بن أبي محمد بن الرئيس المعتمد أبي عبد الله الثّقفيّ ، الأصبهانيّ. مسند الوقت ، ورحلة الدّنيا. كان شيخا حسنا ، رئيسا ، جليلا ، ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة (٢) ، وأجاز له الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ الخطيب ، وأبو الغنائم عبد الصّمد بن المأمون ، وأبو الحسين بن المهتدي بالله ، وغيرهم في سنة ثلاث وستّين من بغداد على ما نقله أبو الخير عبد الرحيم بن محمد بن موسى. واتّهم أبو الخير ، وكذّبه في ذلك الحافظ أبو موسى المدينيّ. نقله ابن النّجّار.

وسمع من : جدّه ، وأبي عمرو بن مندة ، وأبي عيسى بن زياد ، والمطهّر بن عبد الواحد البزانيّ ، ومحمد بن أحمد السّمسار ، وإبراهيم بن محمد الطّيّان ، وسهل بن عبد الله بن علي العلويّ ، وأبي نصر محمد بن عمر بن تانه (٣) ، وأبي الخير محمد بن أحمد بن ررا ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ ، وغانم بن عبد الواحد ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الواحد ، وطائفة سواهم.

وخرّجت له الفوائد في تسعة أجزاء. وطال عمره حتّى ألحق الصّغار بالكبار. وتفرّد في الدّنيا عن كثير من شيوخه.

__________________

(١) انظر عن (مسعود بن الحسن) في : التحبير ٢ / ٢٩٨ ، ٢٩٩ رقم ٩٨١ ، والتقييد لابن نقطة ٤٤٥ رقم ٥٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٦٩ ـ ٤٧١ رقم ٢٩٧ ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٣ / ١٨٧ رقم ١١٨٨ ، والعبر ٤ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٩ رقم ١٨١٦ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٤ ، ٢٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٦ ، وجزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين ٩٣ رقم ١٩٩.

(٢) التقييد ٤٤٥.

(٣) تانه : بالتاء المثنّاة بنقطتين ، ونون بعد الألف ، ثم هاء. انظر : الأنساب ٣ / ١٣ ، ١٤ ، تبصير المنتبه ١ / ٥٨ و ١١٥ ، توضيح المشتبه ١ / ٢٣٥ ، والمشتبه ١ / ٤٥ بالحاشية ٢.

١٤٢

روى عنه خلق ، منهم : محمد بن يوسف الآمليّ ، وعبد الله بن أبي الفرج الجبّائيّ ، والحسين بن محمد الجرباذقانيّ (١) ، وعبد الأول بن ثابت المدينيّ ، وعبد القادر الرّهاويّ ، وعبد الملك بن محمد المدينيّ ، ومحمد بن إبراهيم الأصبهانيّ كليّن ، ومحمد بن عليّ الحنبليّ الحافظ ، ومحمود بن محمد الحدّاد ، وأبو ألوفا محمود بن مندة.

وبالإجازة : أبو المنجّا بن اللّتّيّ ، وكريمة وأختها صفيّة.

ولو عاش أحد من أصحابه من نسبة ما عاش هو بعد شيوخه لبقي إلى بعد الخمسين وستّمائة.

توفّي يوم الإثنين غرّة رجب ، وله مائة سنة.

وآخر من روى عنه بالإجازة : عجيبة بنت أبي بكر الباقداريّ.

قال السّمعانيّ : لم يتّفق أن أسمع منه شيئا لاشتغالي بغيره ، وما كانوا يحسنون الثّناء عليه ، والله يرحمه ، وقد حدّثني محمد بن عبد الرحمن الفيج (٢) أنّه قرأ على الرئيس أبي الفرج جميع «تاريخ الخطيب» في سنة ستّين وخمسمائة. وكتب إليّ بالإجازة (٣).

__________________

(١) الجرباذقاني : بفتح الجيم وسكون الراء والباء الموحّدة المفتوحة بعدها الألف وسكون الذال المعجمة والقاف المفتوحة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدتين إحداهما بين جرجان وأستراباذ ، والثانية بين أصبهان والكرج. (الأنساب ٣ / ٢١٨).

(٢) الفيج : اسم لمن يحمل الكتب بسرعة من بلد إلى بلد. (الأنساب ٩ / ٣٥٧) وجمعها : فيوج.

(٣) وقال المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ : ثم تبيّن وهن إجازة الخطيب له ، وامتنع الرجل من الرواية بالإجازة عن البغداديّين بعد ذلك ، وكان في كثرة سماعاته العالية شغل شاغل ، وكان ذا حشمة وأموال ، عاش مائة عام. (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٠ ، ٤٧١).

وقال ابن نقطة : وكان سماعه صحيحا. (التقييد).

وقال ابن السمعاني : كتب إليّ كتابا من بنج ديه بعد عوده من الرحلة أنه كان في سنة ستين وخمسمائة بأصبهان ، وقرأ على الرئيس أبي الفرج الثقفي هذا جميع كتاب «تاريخ مدينة السلام بغداد» لأبي بكر الخطيب بروايته عنه إجازة ، وقرأ عليه كتاب «التوحيد» ، وكتاب «الإيمان» و «الأمالي» ، و «الفوائد» لأبي عبد الله بن مندة الحافظ ، وكتب إليّ الإجازة. وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة فإنّ أبا بكر الخطيب توفي سنة ثلاث وستين ، وله عنه إجازة ، وكان باقيا في سنة ستين وخمسمائة. (التحبير).

١٤٣

ـ حرف الهاء ـ

٨٠ ـ هبة الله بن الحسن بن هلال (١).

أبو القاسم الدّقّاق.

أسند من بقي ببغداد ، وكان يسكن الظّفريّة.

سمع : عاصم بن الحسن العاصيّ البانياسيّ ، والخطيب أبا الحسن الأنباريّ ، وغيرهما.

ولد سنة إحدى وسبعين ، وقيل : سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، وقال : كان شيخا لا بأس به ، ظاهره الخير والصّلاح.

وروى عنه : الحافظ عبد الغنيّ ، والشّيخ الموفّق وقال : هو ، فيما أظنّ ، أقدم مشايخنا سماعا ، ومحمد بن عمر بن الذّهبيّ ، وإسماعيل بن باتكين الجوهريّ ، وعبد اللّطيف بن محمد القبّيطيّ ، وآخرون.

وآخر من روى عنه بالإجازة : الرشيد بن مسلمة.

قال ابن مشق : توفّي في تاسع عشر المحرّم.

ـ حرف الياء ـ

٨١ ـ يزيد بن عبد الجبّار بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ (٢).

أبو خالد الأمويّ ، المروانيّ ، القرطبيّ.

من أولاد أصحاب الأندلس.

__________________

(١) انظر عن (هبة الله بن الحسن) في : العبر ٤ / ١٨٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧١ ، ٤٧٢ رقم ٢٩٨ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٧.

(٢) انظر عن (يزيد بن عبد الجبار) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ٢٤٢ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ٢٣٧.

١٤٤

روى عن : أبيه ، وأبي محمد بن عتّاب ، وعبد الجليل بن عبد العزيز المقرئ ، وابن مغيث ، وطائفة.

وكان بصيرا بالقراءات والعربيّة.

أخذ عنه : أبو جعفر بن يحيى ، وأبو القاسم بن بقيّ.

وجلس للإقراء. وله مصنّف في قراءة نافع رحمه‌الله تعالى.

١٤٥

سنة ثلاث وستين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٨٢ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس (١).

أبو العبّاس التّجيبيّ ، المرسيّ.

أجاز له أبو داود سليمان بن أبي القاسم.

وسمع من : والده ، وأبي عليّ بن سكّرة.

وتفقّه بأبي محمد بن أبي جعفر.

قال الأبّار (٢) : وكان فقيها حافظا ، مدرّسا. ولي قضاء بلده ، وثنا عنه أبو عمر بن عبّاد ، وابنه محمد ، وأبو محمد بن سفيان (٣).

وتوفّي رحمه‌الله في حادي عشر ذي الحجّة.

٨٣ ـ أحمد بن عبد الغنيّ بن محمد بن حنيفة (٤).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ١ / ٧١ ، ومعجم أصحاب الصدفي ٤٦ ، والديباج المذهب ٤٧ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ١ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ رقم ٢٨٨.

(٢) في تكملة الصلة ١ / ٧١.

(٣) وقال المراكشي : وكان فقيها ، حافظا للمسائل ، مدرّسا ، مشاركا في علوم القرآن والآثار ، ذا حظ من الأدب قديم النجابة. قرأ على أبيه «الموطأ» رواية أبي مصعب من حفظه وهو لم يكمل ثلاث عشرة سنة ، وولي الأحكام ببلده سنين عديدة ، بعد أن ولي قضاء شاطبة ، ثم صرف محمود السيرة معروف التواضع والنباهة. ثم قلّد القضاء ببلده ، واستمرت ولايته مشكورة الطريقة مرضيّ الأحوال إلى أن توفي.

(٤) انظر عن (أحمد بن عبد الغني) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٣ رقم ٣١٢ (١٨ / ١٧٧ رقم ٤٢٦٣ ، والتقييد لابن نقطة ١٤٨ رقم ١٧١ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٩١ ، والعبر ٤ / ١٨٠ ،=

١٤٦

الباجسرائيّ (١) أبو المعالي التّاني (٢).

سكن بغداد.

وسمع من : نصر بن البطر ، والحسين بن بسري ، وجعفر بن السّرّاج ، وأبي منصور الخيّاط ، وثابت بن بندار ، وجماعة.

وحدّث بالكثير.

روى عنه : الحافظ عبد الغنيّ ، والشيخ الموفّق ، وأبو طالب عليّ بن محمد الحاجب ، ومحمد بن عماد الحرّانيّ ، وعبد اللّطيف بن القبّيطيّ ، وأبو إسحاق الكاشغريّ ، وآخرون.

روى عنه بالإجازة : الرشيد بن مسلمة.

وقال ابن الجوزيّ (٣) : كان ثقة.

وقال ابن الدّبيثيّ (٤) : خرج إلى همذان لدين عجز عن وفائه ، فأقام بها يسيرا ، ومات في رمضان. ولم يحدّث بها.

٨٤ ـ أحمد بن عليّ بن الرشيد أبي إسحاق إبراهيم بن الزّبير (٥).

__________________

= وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٢ ، ٤٧٣ رقم ٢٩٩ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٧٢ رقم ٣٠١٢ ، ذيل التقييد لقاضي مكة ١ / رقم ٦٦٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٧.

(١) الباجسرائي : بكسر الجيم وسكون السين المهملة ، نسبة إلى باجسرى ، وهي قرية كبيرة بنواحي بغداد على عشرة فراسخ منهل.

(٢) التاني : بالتاء المثنّاة بنقطتين من فوق ، نسبة إلى التناءة ، وهي الدهقنة ، فيقال لصاحب الضياع والعقار : التانئ. (الأنساب ٣ / ١٣) وفي (القاموس المحيط) التانئ أو التاني بالياء المخفّفة لتسهيل الهمزة ، من تنأ.

(٣) في المنتظم.

(٤) في المختصر المحتاج إليه.

(٥) انظر عن (أحمد بن علي بن الرشيد) في : خريدة القصر (شعراء مصر) ١ / ٢٠٠ ، ومعجم الأدباء ٤ / ٥١ ـ ٦٦ ، رقم ٧ ، ومعجم البلدان ١ / ١٩٢ ، والنكت العصرية ٨٦ ، وكتاب الروضتين ج ١ ق ٢ / ٣٧٥ ، ٣٧٦ ، ومعجم السفر للسلفي ١ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ رقم ١١٠ ، والمغرب في حلى المغرب ٢٥٦ ، ووفيات الأعيان ١ / ١٦٠ ـ ١٤ رقم ٦٤ ، والطالع السعيد للأدفوي ٩٨ ـ ١٠٢ رقم ٥٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨٩ ، ٤٩٠ رقم ٣٠٨ ، ومرآة الجنان ٤ / ٣٦٧ ـ ٣٦٩ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٢٠ ـ ٢٢٥ رقم ٣١٧٨ ، وطبقات=

١٤٧

القاضي الرّشيد أبو الحسين الغسّاني الأسوانيّ (١) ، الكاتب ، الشّاعر.

من بيت رئاسة وتقدّم في الدّيار المصريّة.

ذكره السّلفيّ (٢) فقال : ولي النّظر بالإسكندريّة بغير اختياره (٣) في سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، ثمّ قتل ظلما وعدوانا في المحرّم سنة ثلاث.

وأمّا العماد الكاتب فقال (٤) فيه : الخضمّ الزّاخر ، والبحر العباب ، قتله شاور ظلما لميله إلى أسد الدّين شير كوه. كان أسود الجلدة ، سيّد البلدة ، أوحد عصره في علم الهندسة ، والرّياضات ، والعلوم الشّرعيّة ، والآداب ، والشّعريّات. فمن شعره :

جلّت لديّ الرزايا (٥) بل جلت هممي

وهل يضرّ جلاء الصّارم الذّكر

غيري يغيّره عن حسن شيمته

صرف الزّمان وما يلقى من الغير

لو كانت النّار للياقوت محرقة

لكان يشتبه الياقوت بالحجر

لا تغررنّ بأطماري وقيمتها

فإنّما هي أصداف على درر

 __________________

= الشافعية للإسنويّ ١ / ١١٦ ـ ١١٨ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ٧ ـ ١٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٤٩ ، وبغية الوعاة ١ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ ، وكشف الظنون ١٦٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٩٧ و ٢٠٣ ، وروضات الجنات ٧٦ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢٧٣ ، وهدية العارفين ١ / ٨٦ ، ومعجم المطبوعات ٤٤٧ ، وأعيان الشيعة ٩ / ٨٤ ـ ٨٩ ، وتاريخ الأدب العربيّ ٥ / ١٥٥ ، والأعلام ١ / ١٦٨ ، ومعجم المؤلفين ١ / ٣١٥.

(١) الأسواني : بضم أوله ، وسكون السين المهملة ، تليها الواو ، وبعد الألف نون. وفتح أوله ابن السمعاني ، وتابعه ابن الأثير ، وكسر أوله ابن حجر في (تبصير المنتبه ١ / ٤١) ، وصحّح المنذري الضمّ ، وهو المعروف ، نسبة إلى أسوان بلدة بصعيد مصر. (توضيح المشتبه ١ / ١٩٩) وانظر : وفيات الأعيان ١ / ١٦٣ ، ١٦٤.

(٢) في معجم السفر ١ / ٢٢٧.

(٣) وزاد السلفي : وأرضى الناس وبالخصوص الفقهاء في جواريهم .. وكان يحضر عندي ، وقرأ عليّ كثيرا ، ويقول : قد هان عليّ ما أنا فيه من التشاغل بالمكوس في مقابلة ما آخذه عنك من الحديث بعد فراغك من الدروس. وله تأليف ونظم ونثر التحق فيها بالأوائل المجيدين الأفاضل.

(٤) في خريدة القصر ١ / ٢٠٠.

(٥) في الأصل : «الرازيا» وهو غلط.

١٤٨

وسافر رسولا من مصر إلى اليمن ، فمدح جماعة من ملوكها ، منهم عليّ بن حاتم بقوله :

لئن أجدبت أرض الصّعيد وأقحطوا

فلست أنال القحط في أرض قحطان

وقد كفلت لي مأرب بمآربي

فلست على أسوان يوما بأسوان

وإن جهلت حقّي زعانف خندف

فقد عرفت فضلي غطارف (١) همدان (٢)

فحسده الدّاعي لبني عبيد في عدن على ذلك ، فكتب بالأبيات إلى بني عبيد ، فكان سبب الغضب عليه. ثمّ أمسكه وقيّده ، وأنفذه إلى مصر ، فقتله شاور (٣).

وهو أخو المهذّب الشّاعر (٤) المذكور في سنة إحدى (٥).

٨٥ ـ أحمد بن عمر بن حسين بن خلف (٦).

الإمام ، المفتي ، الواعظ ، أبو العبّاس القطيعيّ ، قطيعة باب الأزج.

__________________

(١) في الأصل : «عظارف».

(٢) وفيات الأعيان ١ / ١٦٣.

(٣) ورّخ ياقوت وفاته في سنة ٥٦٢ ه‍. وقال : كان كاتبا شاعرا ، فقيها ، نحويّا ، لغويّا ، ناشئا ، عروضيّا ، مؤرّخا ، منطقيّا ، مهندسا ، عارفا بالطب ، والموسيقى ، والنجوم ، متفنّنا. وله تصانيف معروفة لغير أهل مصر ، منها : كتاب «منية الألمعيّ وبلغة المدّعي» تشتمل على علوم كثيرة ، كتاب «المقامات». كتاب «جنان الجنان وروضة الأذهان» في أربع مجلّدات ، يشتمل على شعر شعراء مصر ، ومن طرأ عليهم. كتاب «الهدايا والطرف». كتاب «شفاء الغلّة في سمت القبلة». كتاب رسائله نحو خمسين ورقة ، كتاب ديوان شعره ، نحو مائة ورقة.

وله ترجمة حافلة في (معجم الأدباء).

(٤) اسمه : «الحسن».

(٥) أي في وفيات سنة ٥٦١ ه‍. رقم (١٠).

(٦) انظر عن (أحمد بن عمر) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٣ رقم ٣١٣ (١٨ / ١٧٧ رقم ٤٢٦٤) ، ومعجم البلدان ٤ / ١٤٢ ، والمختصر المحتاج إليه ج ٢ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٥٩ رقم ٣٢٢١ ، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ١ / ٣٠١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٧ ، ومعجم المؤلفين ٢ / ٢٩.

١٤٩

قال ابن الدّبيثيّ (١) : هو والد شيخينا محمد وعليّ. صحب القاضي أبا يعلى محمد بن محمد ابن القاضي أبي يعلى ، وتفقّه عليه ، وتكلّم في الوعظ.

وسمع : أبا الفرج بن يوسف ، والفضل بن سهل الأسفرائينيّ ، وابن الزّاغونيّ.

سمع منه : ابنه محمد.

وتوفّي رحمه‌الله في رمضان وله إحدى وخمسون سنة.

قال ابن النّجّار : تكلّم في مسائل الخلاف ، وكان حسن المناظرة. لازم أبا يعلى الصّغير حتّى برع في الفقه.

وسمع : أبا منصور القزّاز.

٨٦ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (٢).

الإمام أبو القاسم قاضي قرطبة.

تفقّه على والده ، ولازمه طويلا.

وسمع من : أبي محمد بن عتّاب ، وأجاز له : أبو عبد الله بن الطّلّاعيّ ، وأبو عليّ الغسّانيّ.

قال ابن البشكوال : كان خيّرا ، فاضلا ، عاقلا ، ظهر بنفسه وأبوته ، محبّبا إلى النّاس ، طالبا السّلامة منهم ، بارّا بهم.

توفّي في رابع عشر رمضان. وولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة.

٨٧ ـ أحمد بن محمد بن عليّ بن صالح (٣).

أبو المظفّر الكاغديّ ، الورّاق.

بغداديّ مشهور.

__________________

(١) في المختصر المحتاج إليه.

(٢) انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٨٣ رقم ١٨١.

(٣) انظر عن (أحمد بن محمد بن علي) في : تاريخ إربل لابن المستوفي ١ / ٣٥٧ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٠٣ ، والعبر ٥ / ١٦٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٩.

وذكره في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٤ دون ترجمة. وأعاده في صفحة ٤٧٩.

١٥٠

سمع : أبا بكر الطّريثيثيّ ، وأبا القاسم بن بيان ، وأبا الخطّاب بن الجرّاح ، وأبا الحسين بن الطّيوريّ ، وأحمد بن قريش.

روى عنه : أحمد بن طارق ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وإبراهيم بن عثمان الكاشغريّ ، وآخرون.

توفّي في رجب. وهو راوي مشيخة الفسويّ.

٨٨ ـ أحمد بن المقرّب بن الحسين بن الحسن (١).

أبو بكر بن أبي منصور الكرخيّ ، البغداديّ.

سمع : طراد بن محمد الزّينبيّ ، ونصر بن البطر ، وأبا طاهر بن سوار ، وجعفر السّرّاج ، وابن طلحة النّعاليّ ، وجماعة.

قال أبو سعد السّمعانيّ : شيخ كيّس متودّد ، سمعت منه أحاديث. قال لي : ولدت ليلة عرفة سنة تسع وسبعين وأربعمائة.

قلت : روى عنه : هو ، وابن الجوزيّ ، والحافظ عبد الغنيّ ، وموفّق الدّين المقدسيّ ، وأبو عليّ أحمد بن المعزّ الحرّانيّ ، والحسين بن عليّ ابن رئيس الرؤساء ، وعبد اللّطيف ابن القبّيطيّ ، وأبو بكر محمد بن سعيد بن الخازن ، وطائفة سواهم.

توفّي في ذي الحجّة.

وأجاز لغير واحد.

وأثنى عليه الحفّاظ.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن المقرّب) في : المنتظم ١٠ / ٢٤ رقم ٣١٤ (١٨ / ١٧٧ رقم ٤٢٦٥) ، وتاريخ إربل لابن المستوفي ١ / ١٦٣ ، ١٧٧ ، ١٩٢ ، ٢١٢ ، ٢١٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢١٩ ، والعبر ٤ / ١٨٠ ، ١٨١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٣ رقم ٣٠٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٢ ، وتلخيص مجمع الألقاب ١ / ٥٧٨ ، والوافي بالوفيات ٨ / ١٨٦ رقم ٣٦١٥ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ١ / رقم ٧٩١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٨.

١٥١

ووثّقه ابن الجوزيّ (١).

قال ابن النّجّار : سمع بنفسه من جعفر السّرّاج ، وابن الطّيوريّ ، وكتب بخطّه ، وحصّل. وكان صدوقا متواضعا. ربّما حدّث من لفظه. وكانت له أصول. ثنا عنه أبو أحمد بن سكينة ، وابن الأخضر ، وأبو الفتوح بن الحصريّ.

وقال غيره : قرأ القراءات ، وتفقّه على مذهب الشّافعيّ ، وتصوّف. توفّي في الخامس والعشرين من ذي الحجّة.

٨٩ ـ أحمد بن هبة الله بن عبد القادر بن المنصوريّ (٢).

الهاشميّ ، أبو العبّاس.

بغداديّ شريف.

روى عن عليّ بن عبد الواحد الدّينوريّ (٣).

٩٠ ـ التنتاش بن كمشتكين (٤).

أبو منصور المظفّريّ الصّوفيّ.

ذكر أنّه سمع من : جعفر السّرّاج.

حدّث عن : أبي طاهر بن يوسف.

وعنه : عبد الله بن أحمد الخبّاز.

__________________

(١) في المنتظم.

(٢) انظر عن (أحمد بن هبة الله) في : الوافي بالوفيات ٨ / ٢٢٥ رقم ٣٦٦١.

(٣) وسمع منه شيئا من الحديث ، وحدّث باليسير. وكان يتولّى الخطابة بجامع المنصور.

قال ابن النجار : سمعت شيخنا أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق يقول : حضر الشيخ ابن المنصور الخطيب يوما عند شيخنا أبي منصور ابن الجواليقيّ وكان بعض الطلبة يقرأ عليه «ديوان أبي الطيّب المتنبّي» ، فبلغ قوله :

ووضع النّدى في موضع السيف بالعلى

مضرّ كوضع السيف في موضع النّدى

فاستحسنه الخطيب جدا وقال : لقد أجاد المعنى لأن السيف إذا وضع في الموضع النديّ صدئ ، فضحك الجماعة منه ، وتوفي سنة ثمان وستين وخمسمائة.

أقول : هكذا ورّخه الصفدي نقلا عن ابن النجار. والله أعلم بالصواب.

(٤) انظر عن (التنتاش بن كمشتكين) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

١٥٢

عاش ثمانين سنة.

٩١ ـ الأغر بن عبد السّيّد (١).

أبو الفضل السّلميّ الحاجب.

سمع منه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وأحمد بن طارق.

توفّي في صفر ببغداد.

ـ حرف الباء ـ

٩٢ ـ بندار بن سعد (٢).

أبو النّجم بن الأشقر الأزجيّ.

روى عن : أبي عثمان بن ملّة.

روى عنه : أبو الفتوح محمد بن عليّ الجلاجليّ ، وغيره.

وعاش ثلاثا وثمانين سنة.

ـ حرف التاء ـ

٩٣ ـ تركناز بنت عبد الله بن محمد بن عليّ بن الدّامغانيّ (٣).

أخت جعفر.

من بيت قضاء ورئاسة ببغداد.

سمعت : أبا عبد الله بن طلحة النّعاليّ.

روى عنها : ابن السّمعانيّ ، وعمر بن عليّ القرشيّ ، ومحمد بن محمد بن أبي حرب النّرسيّ ، وسعيد بن محمد بن ياسين ، وغيرهم.

توفّيت في ربيع الآخر.

٩٤ ـ تمنّي بنت عليّ بن محمد بن عليّان البوّاب البغداديّ (٤).

__________________

(١) انظر عن (الأغر بن عبد السيد) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٢) انظر عن (بندار بن سعد) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٣) انظر عن (تركناز بنت عبد الله) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥٨ ، ٢٥٩ رقم ١٣٩٠.

(٤) انظر عن (تمنّي بنت علي) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥٨ رقم ١٣٨٩.

١٥٣

تدعى ستّ القضاة.

روت عن : أبي القاسم الرّبعيّ.

وعنها : عمر القرشيّ ، وعليّ الزّيديّ ، وأبو الفتوح بن الحصريّ.

ـ حرف الجيم ـ

٩٥ ـ جعفر بن أحمد بن عليّ بن المجليّ.

أبو الفضل بن أبي السّعود.

بغداديّ ، من أولاد الشّيوخ.

سمع : أباه ، وأبا القاسم بن بيان.

روى عنه : ابن السّمعانيّ فيما أحسب ، وعبد العزيز بن الأخضر.

وتوفّي رحمه‌الله في ذي الحجّة.

٩٦ ـ جعفر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد (١).

الثّقفيّ ، الكوفيّ الأصل ، قاضي القضاة أبو البركات ابن قاضي القضاة أبي جعفر.

ولي أبوه قضاء العراق سنة خمس وخمسين فاستناب ولده هذا ، ثمّ توفّي بعد أشهر ، فولي مكان والده في صفر سنة ستّ. فلمّا مات الوزير عون الدّين سنة ستّين ناب أبو البركات في الوزارة مضافا إلى قضاء القضاة ، وهذا أمر فظيع كما ترى. فلمّا قدم أبو جعفر أحمد بن البلديّ من واسط في صفر سنة ثلاث وستّين قلّد الوزارة.

سمع أبو البركات من : أبي القاسم بن الحصين ، وهبة الله بن الطّبر ، وجماعة.

__________________

(١) انظر عن (جعفر بن عبد الواحد) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٤ رقم ٣١٥ (١٨ / ١٧٧ ، ١٧٨ رقم ٤٢٦٦) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٣٣ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٧١ ، والعبر ٤ / ١٨١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٢٧ ، والوافي بالوفيات ١١ / ١١١ رقم ١٨٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٥٤ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٠ ، ١١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٨ وذكره في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٤ دون ترجمة.

١٥٤

سمع منه : أبو المحاسن القرشيّ ، وغيره.

وتوفّي في جمادى الآخرة ، وله ستّ وأربعون سنة.

ذكره ابن الدّبيثيّ (١) ، وغيره.

وقال أبو الفرج بن الجوزيّ (٢) : كان سبب موته أنّه طولب بمال أخرجه عليه رجل من أهل الكوفة ، فضاق صدره وأشرف على بيع عقاره ، وكلّمه الوزير ابن البلديّ بكلمات خشنة فقاء الدّم ومات.

وكان جدّه أبو الحسين قاضيا.

٩٧ ـ جوهر بن لولو الإسكندريّ المقرئ.

قال الحافظ ابن المفضّل : عنده الطّرطوشيّ ، وابن الخطّاب.

سمعنا منه رحمه‌الله تعالى.

ـ حرف الحاء ـ

٩٨ ـ الحسين بن عليّ بن حمّاد (٣).

أبو القاسم الجبّائيّ. من كبار الحنابلة. وجبّا (٤) : من قرى السّواد.

وهو أخو المقرئ دعوان (٥).

روى عن : أبي القاسم بن بيان ، وأبيّ النّرسيّ.

روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وغيره.

توفّي في المحرّم.

__________________

(١) في تاريخه.

(٢) في المنتظم.

(٣) انظر عن (الحسين بن علي بن حمّاد) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٣٨ رقم ٦١٦.

(٤) هكذا في الأصل. وفي (معجم البلدان ٢ / ٩٧) : «جبّى» : بالضم ثم التشديد ، والقصر.

قرية من أعمال النهروان ، ينسب إليها أبو محمد دعوان بن علي بن حمّاد الجبائي.

وجبّى في الأصل أعجميّ ، وكان القياس أن ينسب إليها جبّويّ فنسبوا إليها جبّائي على غير قياس ، مثل نسبتهم إلى الممدود ، وليس في كلام العجم ممدود.

(٥) انظر عن (دعوان) في : معجم البلدان ٢ / ٩٧ ، والذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢١٢ ، وغاية النهاية ١ / ٢٨٠ ، ٢٨١ رقم ١٢٦٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٣١ ، وتصحّف اسمه إلى : «عوان».

١٥٥

قال ابن النّجّار : نا عنه ابن الحصريّ ، وكان فقيها ورعا كثير العبادة ، منقطعا ، تفقّه على أبي الخطّاب.

٩٩ ـ الحسين بن محمد بن حسين بن عليّ بن عريب (١).

الإمام أبو عليّ الأنصاريّ ، الطّرطوشيّ ، المقرئ.

أخذ القراءات بطرطوشة عن أبي محمد بن مؤمن ، وبسرقسطة عن ابن الورّاق.

وتفقّه بقاضي طرطوشة أبي العبّاس بن مسعدة. وتأدّب على جماعة.

وأخذ القراءات أيضا على أبي عليّ بن سكّرة ، وأبي الحسن ، وغير واحد.

وكان قد حمل القراءات عن أبي طاهر بن سوار ، وغيره.

وسمع «أدب الكاتب» لابن قتيبة بطرطوشة ، من أبي العرب الصّقليّ الشّاعر ، بقراءته عليه ، ورواه بعلوّ عن أبي عمر بن عبد البرّ.

وأجاز له أبو محمد بن عتّاب ، وغير واحد.

وتصدّر للإقراء ببلده ، والخطابة. وأقرأ بجامع المريّة ، فلمّا دخلها الفرنج استوطن مرسية وتصدّر بها للإقراء ، وقدّم للخطابة.

قال ابن الأبّار (٢) : انفرد في وقته بطريقة الإقراء ، وأخذ النّاس عنه ، وكانت له حلقة عظيمة ، وكان مع فضائله متواضعا ، ليّن الجانب. وكان رجلا صالحا. ثنا عنه : أبو الخطّاب بن واجب ، وأبو محمد بن غلبون.

ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة ، وتوفّي بمرسية في ذي القعدة.

قال : وكانت جنازته مشهودة.

__________________

(١) انظر عن (الحسين بن محمد الطرطوشي) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ١ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، وبغية الملتمس للضبي ٢٦٦ ، والمعجم للصدفي ٨٢ ، ٨٣ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٥٤ رقم ٥٠٥ ، وغاية النهاية ١ / ٢٥١ ، ٢٥٢ ، رقم ١١٤٢ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٤٦ رقم ٤٧.

(٢) في تكملة الصلة ١ / ٢٧٥.

١٥٦

١٠٠ ـ حيدرة بن أبي البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن حمزة (١).

أبو المناقب العلويّ ، الحسينيّ ، الزّيديّ ، الكوفيّ.

سمّعه والده من : طراد الزّينبيّ ، وغيره ببغداد ، وأبي البقاء الحبّال ، وغيره بالكوفة.

وقد ذكره أبو سعد السّمعانيّ فقال : كتبت عنه بالكوفة ، وسمعت أنّه يعظ بها ، وكان النّاس يستبردون وعظه. وكان يدّعي معرفة النّحو واللّغة.

قلت : وروى عنه : أبو نصر محمد بن محمد الكاتب ، والحافظ عبد الغنيّ ، والشّيخ موفّق الدّين وآخرون.

توفّي بالكوفة في ذي الحجّة.

قال الشّيخ الموفّق : قدم علينا من بغداد وروى لنا عن طراد مجلسين من أماليه.

قلت : وآخر أصحابه بالإجازة الرشيد بن مسلمة.

ـ حرف الخاء ـ

١٠١ ـ الخضر بن الفضل بن عبد الواحد (٢).

أبو طاهر الأصبهانيّ الصّفّار ، المعروف برجل (٣).

[ذكره] (٤) ابن السّمعاني في «الذّيل» (٥) ، وقال : أجاز له أبو عمرو بن

__________________

(١) انظر عن (حيدرة بن أبي البركات) في : الأنساب ٦ / ٣٤٢ (الزيدي) ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٥٣ ، ٥٤ رقم ٦٣٩ ، والمعين في طبقات المحدثين ١٦٩ رقم ١٨١٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٢٢.

وذكره في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٤ دون ترجمة ، وأعاده في صفحة ٤٧٩.

(٢) ذكره في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٤ ، ٤٧٥ دون ترجمة ، ومثله في : النجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، وجزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين ٩٤ رقم ٢٠٣.

(٣) هكذا في الأصل بضم الراء والجيم ، أما في النجوم الزاهرة : زحل ، بالزاي والحاء المهملة. ثم أعاده في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٩ بترجمة قصيرة جدا.

(٤) إضافة على الأصل يقتضيها السياق.

(٥) وهو «الذيل على تاريخ بغداد».

١٥٧

مندة ، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيليّ ، وأبو إسحاق الطّيّان. كتب إليّ بالإجازة في سنة خمس وأربعين.

قلت : روى عنه عبد القادر الرّهاويّ ، وجماعة.

وأجاز للحافظ عبد الغنيّ ، ولابن قدامة ، ولابن اللّتّيّ ، وحدّثوا عنه بالإجازة. وهو آخر من حدّث بالإجازة عن المذكورين.

توفّي في ثالث عشر جمادى الأولى. قاله عبد الرحيم الحاجّيّ.

ـ حرف السين ـ

١٠٢ ـ سعد الله بن محمد بن عليّ بن طاهر (١).

أبو الحسن البغداديّ ، الدّقّاق ، المقرئ.

قرأ القراءات على جماعة ، وأقرأ مدّة.

وروى عن : أبي القاسم بن بيان ، وابن نبهان ، وعبد المنعم بن القشيريّ ، وهبة الله بن عبد الله الواسطيّ.

وولد سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.

روى عنه : عبد الوهّاب بن سكينة ، وعبد العزيز بن الأخضر ، والشّيخ الموفّق ، وجماعة (٢).

__________________

(١) انظر عن (سعد الله بن محمد) في : المنتظم ١٠ / ٢٢٤ رقم ٣١٦ (١٨ / ١٧٨ رقم ٤٢٦٨) وفيه : «سعد بن محمد» ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٦ رقم ٦٧٦ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٨٤ ، ١٨٥ رقم ٢٥٧ ، وغاية النهاية ١ / ٣٠٢ رقم ١٣٢٤.

(٢) قال الصفدي : وحدّث بالكثير. وكان شيخا صالحا متديّنا كثير السماع صحيحه ، حاذقا ، حسن الطريق ، مشتغلا بالإقراء.

ومن شعره :

وعسى أن يعود دهر تقضّى

بوصال من بعد طول اجتناب

حركات من الليالي فما تسري

كن إلّا بفرقة الأحباب

ومنه :

سلام مشوق كلّما هبّت الصّبا

تنفّس عن وجد يشيب ضرامه

وحمّلها ما بلّغته ولم يكن

إلى غير من بالغور يهدي سلامه

١٥٨

قال عمر بن عليّ القرشيّ : كان جالسا في مسجده بدرب السّلسلة يقرئ فمال ووقع ميتا ، وذلك في ربيع الآخر (١).

قلت : أجاز للرشيد بن مسلمة ، ولجماعة (٢).

١٠٣ ـ سعد بن أحمد بن إسماعيل (٣).

أبو الفتوح الأسفرائينيّ ، الصّوفيّ.

قال الدّبيثيّ : قدم بغداد في صباه ، وأقام برباط إسماعيل بن أبي سعد.

وسمع من : أبي عبد الله الحميديّ ، وأبي الفوارس طراد الزّينبيّ.

ثمّ صار إلى واسط ، وسكن قرية عبد الله ، تحت واسط بفرسخين ، يخدم الفقراء برباط بها إلى أن مات.

حدّث بواسط. وثنا عنه : موهوب بن المبارك المقرئ ، وأبو الفتح المندائيّ ، وأبو طالب بن عبد السّميع ، وغيرهم.

وتوفّي في صفر وله تسعون سنة.

ـ حرف الشين ـ

١٠٤ ـ شاكر بن عليّ بن أحمد بن عليّ بن محمد (٤).

أبو الفضل الأسواريّ (٥) ، الأصبهانيّ.

__________________

(١) المنتظم.

(٢) وجاء في (غاية النهاية) : سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر أبو الحسن المقري ، يعرف بابن الدقاق ، بغدادي ، قرأ بالروايات على محمد بن إبراهيم الأبيوردي صاحب أبي معشر الطبري ، قرأ عليه عمر بن يوسف الحناط ، وأقرأ في حدود السبعين وخمسمائة.

(٣) انظر عن (سعد بن أحمد) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٨١ ٨٢ رقم ٦٨٣.

(٤) انظر عن (شاكر بن علي) في : التقييد لابن نقطة ٢٩٥ رقم ٣٥٨ ، والعبر ٤ / ١٨١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٨ ، وذكره في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٥ دون ترجمة ، وكذا صفحة ٤٧٩ ، وجزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين ٩٥ رقم ٢٠٥ ، والتحبير ١ / ٣٢٢ رقم ٢٦١.

(٥) الأسواري : بفتح الألف وسكون السين المهملة وفتح الواو وبعدها الألف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى أسوارى وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب ١ / ٢٥٧) وتابعه ابن الأثير في اللباب.

١٥٩

سمع : أبا بكر محمد بن عزيزة ، وأبا مطيع محمد بن عبد الواحد ، وأبا الفتح أحمد بن عبد الله السّوذرجانيّ (١) ، وأبا العلاء محمد بن عبد الجبّار الفرسانيّ (٢) ، وفضلان بن عثمان القيسيّ ، وأبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه ، وجدّه أحمد بن عليّ الأسواريّ ، وجماعة.

وسمع «جامع» التّرمذيّ من أبي الفتح الحدّاد.

وروى عنه جماعة ، وروى عنه بالإجازة ابن اللّتّيّ ، وكريمة.

[توفي] في أواخر رمضان (٣).

ـ حرف الضاد ـ

١٠٥ ـ الضّحّاك بن سليمان بن سالم (٤).

أبو الأزهر الأنصاريّ ، الأديب الشّاعر.

قرأ القرآن على : أبي بكر محمد بن الخضر خطيب المحوّل.

وشعره جيّد مليح (٥).

__________________

= أما ياقوت فجعلها «أسواريّة» وقال في ضبطها : «... وراء مكسورة وياء مشدّدة وهاء».

(١) السّوذرجاني : بضم السين المهملة ، والذال المفتوحة المعجمة ، وسكون الراء ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان ، وهي من قرى أصبهان. (الأنساب ٧ / ١٨٥).

(٢) الفرساني : بكسر الفاء وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب ١٠ / ٢٧٠).

(٣) وقال حمد بن عثمان بن سالار : هو شيخ صالح.

(٤) انظر عن (الضحاك بن سليمان) في : خريدة القصر (قسم شعراء العراق) ، والمذيّل على تاريخ بغداد لابن السمعاني (مخطوطة باريس) ورقة ١٠١ ، ١٠٢ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ١١٨ رقم ٧٣٨.

(٥) وقال السمعاني في المذيّل على تاريخ بغداد : شيخ صالح له حظ من اللغة العربية ، يعلّم الصبيان بالمحوّل ، وله يد باسطة في الشعر. وله :

هبوا الطيف بالزوراء ليس يزور

فما لنجوم الليل ليس تغور؟

نطاول بعد الظاعنين وطالما

قضينا به الأوطار وهو قصير

فإن يمس طرفي ليس ترقا دموعه

فيما ربّما أمسيت وهو قرير

ليالي يلهيني وألهيه أغيد

أغنّ غضيض المقلتين غرير

١٦٠