تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

أبو الأصبغ بن الطّحّان الأندلسيّ ، السّمّانيّ ، الإشبيليّ.

ويكنى أبا حميد أيضا.

ولد سنة ثمان وتسعين وأربعمائة بإشبيليّة. وأخذ القراءات عن أبي العبّاس ابن عيشون ، وأبي الحسن شريح وروى عنهما.

وعن : أبي عبد الله بن عبد الرّزّاق الكلبيّ ، ويحيى بن سعادة ، وأحمد بن بقا صاحب أبي عليّ بن سكّرة.

وروى مصنّف النّسائيّ ، عن أبي مروان بن مسرّة ، وروى أيضا عن جعفر بن مكّيّ : وانتقل بأخرة إلى مدينة فاس. ثمّ حجّ ودخل إلى العراق ، ثمّ إلى الشّام.

وقرأ بواسط القراءات أيضا ، وأقرأها. وكان بارعا في معرفتها وتعليلها.

وله مصنّف في الوقف والابتداء.

قال أبو عبد الله بن الأبّار (١) : حجّ ، وسمع منه ، وجلّ قدره ، وصنّف تصانيف ، وكان أستاذا ماهرا في القراءات.

روى عنه : عبد الحقّ الإشبيليّ ، وعليّ بن يونس.

وأجاز لشيخنا أبي القاسم بن بقيّ. وكانت رحلته سنة أربع وخمسين.

وقال ابن الدّبيثيّ (٢) : سمعت غير واحد يقول : ليس بالمغرب أعلم بالقراءات من ابن الطّحّان. قرأ عليه الأثير أبو الحسن محمد بن الحسن بن أبي العلاء ، وأبو طالب بن عبد السّميع ، ونعمة الله بن أحمد بن أبي الهندباء ، وغيرهم.

__________________

(٢) / ٥٤٨ ، ٥٤٩ رقم ٤٩٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥١ (دون ترجمة) ، والمختصر المحتاج إليه لابن الدبيثي ٣ / ٤٥ ، ٤٦ رقم ٨٢١ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٥٢٩ ، ٥٣٠ رقم ٥٣٣ ، وغاية النهاية ١ / ٣٩٥ ، ونفح الطيب ٢ / ٦٣٤ ، وإيضاح المكنون ٢٩٤ ، ٦٥٦ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ٢٥٤ ، ٢٥٥.

وسيعاد في المتوفين تقريبا في هذه الطبقة ، رقم (٣٩٢).

(١) في تكملة الصلة.

(٢) في المختصر المحتاج إليه.

١٠١

وتوفّي بحلب بعد السّتّين (١).

قلت : كتبته في هذه السّنة ظنّا لا يقينا (٢).

٢٥ ـ عبد الكريم بن محمد بن أبي الفضل بن محمد بن عبد الواحد (٣).

الفقيه أبو الفضائل الأنصاريّ ، الحرستانيّ (٤) ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ.

قال الحافظ ابن عساكر : ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة ، وسمع : جمال الإسلام السّلميّ ، وأبا الحسن بن قبيس (٥). ورحل فسمع ببغداد درس أبي منصور ابن الرّزّاز ، وبخراسان درس محمد بن يحيى. وناب في التّدريس عن ابن عصرون بالأمينيّة. وتوفّي في رمضان (٦).

قلت : هو أخو قاضي القضاة جمال الدّين عبد الصّمد.

٢٦ ـ عبد الواحد بن عليّ بن عبد الوهّاب.

الدّينوريّ ، أخو شعيب.

توفّي قبل شعيب بأيّام في صفر. وله أربع وثمانون سنة.

روى عن أبيه.

وروى عنه أيضا : عمر القرشيّ.

__________________

(١) وقال أيضا : وقدم بغداد فسمع منه عمر القرشي ، وصار إلى واسط ، فقرأ عليه القراءات بها جماعة سنة تسع وخمسين وخمسمائة.

(٢) ومن شعره :

دع الدنيا لعاشقها

سيصبح من رشائقها

وعاد النفس مصطبرا

ونكّب عن خلائقها

هلاك المرء أن يضحي

مجدّا في علائقها

وذو التقوى يذلّلها

فيسلم من بوائقها

(٣) انظر عن (عبد الكريم بن محمد) في : تاريخ دمشق لابن عساكر ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٦٦ ، ٢٦٧.

(٤) الحرستانيّ : بالتحريك وسكون السين ، وتاء فوقها نقطتان. قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص ، بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ. (معجم البلدان ٢ / ٢٤١).

(٥) في مرآة الزمان ٨ / ٢٦٧ «قيس».

(٦) وصفه سبط ابن الجوزي بأنه كان صالحا ثقة.

١٠٢

٢٧ ـ عليّ بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن جعفر (١).

أبو الحسن القرشيّ الحرستانيّ ، الدّمشقيّ.

سمع «جزء الرافقيّ» بحرستا من أبي عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد في سنة ثمانين وأربعمائة. وكان ذاكرا لسماعه. وهو الّذي عرّف الطّلبة بنفسه لمّا رآهم يسمعون بحرستا ، وقال : ما أنسى ابن أبي الحديد وقد طلع إلى هنا ، وسمعنا عليه ، وطلعت إلى هذا الجوز ، وفرطت لهم منه وأنا صبيّ. فدخل الطّلبة ونبشوا سماعه وسمعوا منه.

روى عنه : الحافظ ابن عساكر (٢) ، وابنه القاسم ، ومحمود بن شتيّ (٣) وأبو القاسم بن صصريّ ، وسيف الدّولة محمد بن غسّان ، ومكرم ، وكريمة.

ولم يخبرني أحد أنّه رأى أصل سماع كريمة منه.

توفّي في شوّال.

وآخر من روى لنا الجزء المذكور سنقر القضاعيّ (٤) بحلب ، عن مكرم ، عنه.

٢٨ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن الكرخيّ (٥).

أبو المظفّر (٦).

روى عن : الحسين بن عليّ بن البسريّ.

__________________

(١) انظر عن (علي بن أحمد بن علي) في : تاريخ دمشق لابن عساكر ، ومختصره لابن منظور ١٧ / ١٨٤ رقم ٦٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٢١ رقم ٢٧٩ ، وأعاد ذكره مرتين ٤٥٠ و ٤٥١ على أنه راوي جزء الرافقي.

(٢) وهو قال : لم يكن الحديث من شأنه.

(٣) شتيّ : بضم الشين المعجمة ، وفتح التاء المثنّاة من فوقها ، وتشديد الياء.

(٤) معجم شيوخ الذهبي ١ / ٢٢١ رقم ٣٠٦ وفيه «القضائي».

(٥) انظر عن (علي بن أحمد بن محمد) في : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٣ / ١٥٦ ـ ١٥٨ رقم ٦٣٩.

(٦) قال ابن النجار : من أهل باب الأزج ، وهو أخو القاضي أبي طاهر محمد ، وأبي المعالي الحسن. كان شيخا حسنا نظيفا في صورته وملبسه وطهارته ، وكان منزويا في منزله ، مقبلا على شأنه ، مشتغلا بالخير ، قليل المخالطة للناس.

١٠٣

وتوفّي في المحرّم وله أربع وثمانون سنة (١).

٢٩ ـ عمر بن ثابت بن عليّ (٢).

أبو القاسم البغدادي ، ويعرف بابن الشّمحل (٣).

سمع : أبا منصور الخيّاط ، وأبا الحسين بن العلّاف.

وتوفّي في ذي الحجّة.

وعنه : عمر القرشيّ ، وأحمد بن طارق الكركيّ.

وعاش خمسا وسبعين سنة. وكان ديوانيّا متموّلا ، فبنى مدرسة للحنابلة درّس بها أبو حكيم النّهروانيّ ، ثمّ ابن الجوزيّ. ثمّ قبض عليه وصودر وبيعت المدرسة ولم تثبت وقفيّتها ، وصارت دار الأمير (٤).

ـ حرف الميم ـ

٣٠ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد بن مسعود بن مفرّج (٥).

أبو القاسم الأندلسيّ ، الشّلبيّ (٦) ، المعروف بالقنطريّ.

سمع : أبا بكر بن غالب ، وأبا الحسين بن صاعد ، وجماعة.

وبإشبيليّة : أبا الحاكم بن برّجان ، وأبا بكر بن العربيّ.

وبقرطبة : ابن مغيث ، وابن أبي الخصال ، وطائفة.

قال الأبّار : كان من أهل المعرفة الكاملة بصناعة الحديث ، بعيد الصّيت

__________________

(١) مولده في جمادى الآخرة سنة ٤٧٧ ه‍.

(٢) انظر عن (عمر بن ثابت) في : الوافي بالوفيات ٢٢ / ٤٤٤ ، ٤٤٥ رقم ٣١٨.

(٣) في الأصل «السمحل» بالسين المهملة. وقد ضبطها الصفدي مجوّدا بالشين المعجمة وبعدها ميم وحاء مهملة ولام.

(٤) وفيه يقول الرئيس أبو المكارم بن الآمدي يهجوه :

لست أهجوك يا خبيث بشيء

غير قولي : هذا الفتى ابن الشمحل

اسم سوء فاحذف ثلث حروف

منه أولى وقف على شرّ أصل

ورقيع من يرتجي منك خيرا

يتندّى به وأنت ابن محل

(٥) انظر عن (محمد بن عبد الله بن أحمد) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥٥ رقم ٢٩١.

(٦) الشّلبي : نسبة إلى شلب. بكسر الشين المعجمة وسكون اللام. مدينة من غرب الأندلس ، هي اليوم في البرتغال.

١٠٤

في الحفظ والإتقان ، جمّاعة للكتب. وقد شوور في الأحكام (١).

روى عنه : يعيش بن القديم الشّلبيّ ، وغيره.

وتوفّي بمرّاكش في ذي الحجّة.

٣١ ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن فرج بن سليمان (٢).

أبو عبد الله القيسيّ المكناسيّ ، الشّاطبي ، المعروف بابن تريش المقرئ.

سمع من : أبي عليّ بن سكّرة ، وأبي زيد بن الورّاق ، وأبي محمد بن أبي جعفر ، وأبي عمران بن أبي تليد ، وطائفة.

وله «معجم شيوخه».

وأخذ القراءات عن : أبي بكر إبراهيم بن خلف ، والشّيخ أبي عبد الله بن الفرّاء الزّاهد ، وجماعة.

قال الأبّار (٣) : تصدّر بشاطبة للإقراء ، سالكا طريقة جدّه محمد بن فرج ، فأخذ عنه النّاس. وكان قديم الطّلب ، مشاركا في الحديث والأدب ، يتحقّق في القراءات ، مع براعة الخطّ ، وكتب علما كثيرا.

حدّث عنه : أبو الحجّاج بن أيّوب ، وأبو عمر بن عيّاد ، وأثنى عليه ووصفه بالتّقلّل من الدّنيا ، وقال : توفّي في جمادى الآخرة وله سبع وستّون سنة.

وروى عنه : ابن سفيان ووصفه بالمشاركة في حفظ التّاريخ والبصر بالنّحو.

٣٢ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن محمد بن أبان الحاجب (٤).

__________________

(١) وزاد : وله زيادة على ابن بشكوال في تاريخه.

(٢) انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ٢١٥ ، ٢١٦ ، ومعجم المؤلّفين ١٠ / ١٥٤.

(٣) في التكملة.

(٤) انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في : ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ٢ / ١١٧ ، ١١٨ رقم ٣٤٠ ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ١ / ٨٩.

١٠٥

أبو الفضل ابن الوكيل البغداديّ.

سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا محمد الحسن بن رئيس الرؤساء وتوفّي في جمادى الآخرة.

كتب عنه أبو المحاسن عمر القرشيّ.

٣٣ ـ محمد بن عليّ بن الوزير أبي نصر أحمد بن الوزير نظام الملك أبي عليّ الطّوسيّ (١).

صدر ، إمام ، معظّم ، تفقّه على أسعد الميهنيّ (٢) ، ودرّس بمدرسة جدّهم ببغداد ستّة أعوام ، ثمّ صرف ، ثمّ أعيد سنة سبع وأربعين ، وفوّض إليه نظر أوقافها.

كان ذا جاه عريض ، وحرمة تامّة. ثمّ عزل سنة سبع وخمسين ، واعتقل مديدة ثمّ أطلق ، فحجّ سنة تسع وخمسين. ثمّ سافر إلى الشّام ، فأكرم مورده ، وولي تدريس الغزاليّة إلى أن توفّي.

وقد سمع من : أبي منصور بن خيرون ، وأبي الوقت ، ولم يرو لأنّه مات شابّا.

توفّي في أوائل صفر ، رحمه‌الله تعالى.

٣٤ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن عمر (٣).

أبو رشيد الباغبان (٤) الأصبهانيّ.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي بن الوزير) في : المنتظم ١٠ / ١٠٢ و ١٤٢ و ١٤٧ و ٢٠٣ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٦٧ ، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ٢ / ١١٨ رقم ٣٤١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٨٦ ، ٨٧.

(٢) الميهني : ضبطها ابن السمعاني بكسر الميم ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. وضبطها ياقوت بفتح الميم. وكذا ضبطت في الأصل وجوّدت. وهي نسبة إلى ميهنة إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب ١١ / ٥٨٠ ، معجم البلدان ٥ / ٢٤٧).

(٣) انظر عن (محمد بن علي الباغبان) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥٠ (دون ترجمة) وجزء فيه وفيات جماعة من المحدثين ٩١ رقم ١٩٢.

(٤) الباغبان : بفتح الباء الموحّدة وسكون الغين المعجمة وباء أخرى وفي آخرها النون. هذه

١٠٦

توفّي في أواخر ربيع الأوّل ، وله ثمانون سنة أو نحوها.

٣٥ ـ محمد بن عليّ (١).

الأديب أبو الفتح سبط النّطنزيّ (٢).

توفّي في المحرّم (٣). وكان من الأدباء البلغاء ، له النّظم والنّثر.

سافر البلاد ولقي الأكابر.

وسمع من : أبي عليّ الحدّاد ، وغانم البرجيّ.

وببغداد من : أبي القاسم بن بيان ، وابن نبهان.

كتب عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، والمبارك بن كامل.

وكان محتشما ، نديما للملوك ، يرجع إلى دين وخير.

ونطنز : بليدة بنواحي أصبهان.

ومن شعره :

يا طالبا للعلم كي تحظى به

دينا ودنيا حظوة تعليه

أسمعه ثمّ احفظه ثمّ اعمل به

لله ثمّ انشره في أهليه (٤)

 __________________

= النسبة إلى حفظ الباغ وهو البستان. (الأنساب ٢ / ٤٤).

(١) انظر عن (محمد بن علي الأديب) في : الأنساب ١٢ / ١١١ ، ومعجم البلدان ٥ / ٢٩٢ ، واللباب ٣ / ٣١٦ ، وجزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين ٩٠ رقم ١٨٧.

(٢) النّطنزي : بفتح النون والطاء المهملة وسكون النون الأخرى ، وفي آخرها الزاي.

(٣) أرّخ ياقوت وفاته سنة ٤٩٧ ه‍. وتابعه ابن الأثير. (معجم البلدان واللباب) وهما يخلطان بين وفاة أبي الفتح هذا وبين : الحسين بن إبراهيم الملقّب بذي اللسانين فهو الّذي توفي سنة ٤٩٧ ه‍. (انظر ترجمته في : الأنساب ١٢ / ١١٠ ، ١١١).

(٤) وقال ابن السمعاني : أفضل من بخراسان والعراق باللغة والأدب والقيام بصنعة الشعر ، قدم علينا مرو سنة إحدى وعشرين ، وقرأت عليه طرفا صالحا من الأدب ، واستفدت منه ، واغترفت من بحرة ، ثم لقيته بهمذان ، ثم قدم علينا بغداد غير مرّة في مدّة مقامي بها ، وما لقيته إلّا وكتبت عنه ، واقتبست منه .. سمعت منه أجزاء بمرو من الحديث. وكانت ولادته (...) وثمانين وأربعمائة بأصبهان.

أنشدني أبو الفتح النطنزي لنفسه وكتب لي بخطّه :

إن تراني عريت بعد رياش

فجمال السيوف حين تشام

واختصار الخصور في البيض تمّ

وكذا صحّة الجفون السّقام

(الأنساب).

١٠٧

٣٦ ـ محمد بن محمد بن أحمد.

أبو الأزهر بن غزال ، الواسطيّ ، الكاتب.

ولد سنة خمس وثمانين.

وسمع من : خميس الحوزيّ ، وأبي نعيم محمد بن إبراهيم الجماريّ.

وكان من كبار الكتّاب المتصرّفين.

روى عنه : أحمد بن طارق الكركيّ.

وتوفّي في وسط السّنة.

٣٧ ـ محمد بن محمد بن هبة الله.

أبو بكر الفارسيّ ، البغداديّ ، المغسّل.

روى عن : أبي سعد بن خشيش.

روى عنه : أحمد بن أحمد البندنيجيّ.

وتوفّي في ربيع الآخر.

٣٨ ـ محمد بن يحيى بن محمد بن هبيرة (١).

الرئيس عزّ الدّين ابن الوزير عون الدّين.

ناب في الوزارة عن أبيه مدّة (٢) ، فلمّا توفّي أبوه حبس فهرب من الحبس ، وواعد بدويّا حتّى يهرب به ، فنمّ به وذهب إلى أستاذ الدّار ، فأخبره

__________________

(١) انظر عن (محمد بن يحيى) في : المنتظم ١٠ / ٢١٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٦٧ ، والفخري ٣١٦ ، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج ٤ ق ١ / ٣٤٢ ، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) ١ / ١٠٠ ، والوافي بالوفيات ٥ / ١٩٨ ، ١٩٩ رقم ٢٢٥٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٢.

(٢) عبارة ابن الطقطقي في (الفخري) : «ناب عن الوزارة بعد وفاة والده ، وكان فاضلا رئيسا ، عبقا بالسيادة ، شاعرا رشيق المعاني ، خبيرا بالأدب والحديث النبوي وحبس بعد موت أبيه ، ولم يعلم خبره بعد الحبس ، وروي عنه هذان البيتان أنهما له :

كم منحت الأحداث صبرا جميلا

ولكم خلت صابها سلسبيلا

ولكن قلت للذي ظلّ يلحاني

على الوجد والأسى : سل سبيلا

وقال العماد : كان كبير الشأن ، رفيع المكان. ناب عن والده مدّة وزارته ، وكان روض الدولة به في ريعان نضارته ، وحبس عند موت أبيه إلى يوم ولاية المستضيء بأمر الله ، فأخرج المحبوسين وما خرج ، فعرف أنه درج. وله شعر كثير ، وقلّما نظم شيئا إلّا وعرضه عليّ ، أو سيّره إليّ ، لكنّني فقدته ، ولو وجدته أوردته. (الخريدة).

١٠٨

به ، فأخذه وضربه ضربا مبرّحا وألقي في مطمورة ، ثمّ خنق رحمه‌الله ، وأخرج من دار الخلافة ميتا.

ثمّ خنق أخوه شرف الدّين ظفر (١) في السّنة الآتية.

٣٩ ـ محمد بن أبي القاسم بن بابجوك (٢).

الأستاذ أبو الفضل الخوارزميّ ، البقّال ، النّحويّ ، صاحب التّصانيف.

ويعرف أيضا بألادمي ، لحفظه في النّحو مقدمة الأدميّ تلميذ الزّمخشريّ ، وجلس بعده في حلقته ، واشتهر اسمه وبعد صيته ، وأقبل الطّلبة على تصانيفه.

مات في سلخ جمادى الآخرة ، وقد نيّف على السّبعين.

٤٠ ـ مسعود بن محمد بن أحمد (٣).

القاضي أبو الفضائل المدينيّ ، الخطيب.

توفّي في الخامس والعشرين من ذي الحجّة رحمه‌الله تعالى. قاله عبد الرحيم الطاجيّ.

٤١ ـ مشرف بن أبي سعد محمد بن إبراهيم الخبّاز.

والد ثابت.

شيخ بغداديّ ، سمع بإفادة أخيه المفيد عليّ من : أبي الغنائم بن المهتدي بالله ، ومحمد بن عبد الباقي الدّورقيّ ، وجماعة.

روى عنه : ابنه ، وعبد الرّزّاق الجيليّ.

ومات في صفر.

٤٢ ـ معمّر بن عسكر بن قاسم.

__________________

(١) كنيته أبو البدر ، وهو في الخريدة (قسم العراق) ١ / ١٠١ ـ ١٠٢.

(٢) سيأتي في وفيات السنة التالية ٥٦٢ ه‍. برقم (٧٥).

(٣) انظر عن (مسعود بن محمد) في : جزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين ٩٢ رقم ١٩٥ ، والتحبير الكبير ٢ / ٣٠٠ رقم ٩٨٣.

١٠٩

أبو الحسن المخرّميّ المؤدّب.

سمع : أبا بكر أحمد بن سوسن التّمّار ، وأبا القاسم بن بيان ، وأبا محمد الحريريّ البصريّ.

روى عنه : داود بن معمر بن الفاخر في معجمه.

وكان صالحا يؤدّب ، وهو والد عبد اللّطيف الّذي روى عنه الأبرقوهيّ جزء أبي الجهم.

توفّي في رجب.

٤٣ ـ مكّيّ بن محمد بن هبيرة (١).

كان أسنّ من أخيه الوزير عون الدّين.

كنيته أبو جعفر ، وكان فاضلا ، شاعرا ، فقيها.

نظم الخرقيّ في الفقه وقرئ عليه مرارا ، وولد قبل السّبعين.

وخاف عند ما سقي أخوه ، فنزح عن بغداد ، فأدركه الموت بنواحي الموصل في ذي الحجّة ، وله نحو من تسعين سنة أو أكثر.

ولم يسمع إلّا من المتأخّرين. ولو سمع على مقدار عمره لسمع من أصحاب المخلّص.

ـ حرف الهاء ـ

٤٤ ـ هبة الله بن عبد العزيز بن عليّ.

أبو القاسم الجزريّ ، المعدّل.

سمع : أبا عثمان بن ملّة.

روى عنه : نصر بن الحصريّ بمكّة.

وتوفّي في ذي القعدة ببغداد فيما أرى.

ـ حرف الياء ـ

٤٥ ـ يوسف بن فتّوح.

أبو الحجّاج الأندلسيّ ، المريّيّ ، العشّاب.

__________________

(١) انظر عن (مكّي بن محمد) في : خريدة القصر (قسم شعراء العراق) ١ / ١٢١ ، ١٢٢.

١١٠

سمع : أبا عليّ بن سكّرة ، وخلف بن الإمام.

وكان ذكيّا فاضلا ، ولّي الشّورى ببلده ، ثمّ حجّ ، ونزل بمدينة فاس.

وكان له حظّ من الفقه ، والتّفسير ، ومعرفة النّبات ، كان يجلبه ويتّجر فيه.

روى عنه : أبو الحسن بن النّقرات ، وأبو عبد الله بن الغفّار ، ويحيى بن أحمد الجذاميّ ، ويوسف بن أحمد.

توفّي سنة إحدى أو اثنتين وستّين ، قاله الأبّار.

وقد ذكره ابن فرحون فقال : أخذ بقرطبة عن أبي عليّ الجيّانيّ ، وأبي القاسم خلف ابن الإمام الإشبيليّ ، وتحمّل عنه «الموطّأ» وكان خبيرا بالنّبات. وركب من المرّيّة إلى بجاية ، فغرقت كتبه بموسى بجاية ، فأتى فاس ، وأخفى نفسه عن الرّواية ، ثمّ روى «الموطّأ».

٤٦ ـ يوسف بن المبارك.

أبو الفرج بن البيتيّ الدّلّال.

سمع : أبا القاسم الرّبعيّ ، وجعفر السّرّاج.

وعنه : ابن عساكر ، وابن الأخضر ، وابن الحصريّ.

مات في ذي القعدة.

٤٧ ـ يوسف بن محمد بن سماحة.

أبو الحجّاج الدّانيّ.

سمع من : أبي عليّ الصّدفيّ ابن سكّرة.

وتفقّه بأبي محمد بن أبي جعفر.

وناظر وبرع في الفقه ، وكان مائلا إلى علم الكلام وأصول الفقه ، مشاركا في الحديث.

ولّي قضاء دانية ، ثمّ بلنسية ، وتوفّي على قضائها يوم عيد الفطر ، وله ثمان وتسعون سنة.

١١١

الكنى

٤٨ ـ أبو عاصم بن الحسين بن زينة (١).

الأصبهاني المحدّث.

أجاز لكريمة ، وغيرها. واسمه أحمد.

يروي عن : أحمد بن أبي الفتح الخرقيّ ، وغير واحد.

توفّي في أوائل ربيع الأوّل.

٤٩ ـ أبو الفضائل بن شقران البغداديّ (٢).

قال ابن الجوزيّ : كان في مبدإ أمره يتتلمذ لأبي العزّ الواعظ ، ثمّ صار فقيها ، ثمّ صار معيدا بالنّظاميّة ، ووعظ. وأخذ ينصر مذهب أبي الحسن الأشعريّ ويبالغ ، فتقدّم الوزير ابن هبيرة بخلعة ، فأنزل عن المنبر يوم جلوسه ، ثمّ ترك الوعظ ، وأقام برباط بهروز مدّة.

وتوفّي في صفر ، وهو أحمد المذكور في أول السّنة.

__________________

(١) انظر عن (أبي عاصم بن الحسين) في : جزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين ٩١ رقم ١٩١ ، وتكملة الإكمال لابن نقطة ٣ / ٥٩ رقم ٢٧٨٩.

(٢) انظر عن (أبي الفضائل بن شقران) في : المنتظم ١٠ / ٢١٩ ، ٢٢٠ رقم ٣٠٩ (١٨ / ١٧٣ رقم ٤٢٦٠).

١١٢

سنة اثنتين وستين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٥٠ ـ أحمد بن عبد الملك بن محمد.

أبو البركات البردعانيّ ، ثمّ البغداديّ.

سمع : أبا سعد بن خشيش ، وأبا الحسين بن الطّيوريّ ، وابن العلّاف.

سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ.

وحدّث عنه : ابن الأخضر ، وعبد الرّزّاق الجيليّ ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ.

ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.

ومات في شعبان.

٥١ ـ أحمد بن عليّ بن الخليل (١).

أبو العبّاس الجوسقي (٢) ، المقرئ ، الخطيب ، خطيب صرصر (٣).

سمع : محمد بن عبد الباقي الدّوريّ ، وعبد القادر اليوسفيّ ، وابن الحصين.

روى عنه : ابنه خليل ، وابن الأخضر ، وأحمد بن البندنيجيّ ، ووصفاه بالصّلاح.

مات في رمضان عن أربع وسبعين سنة.

__________________

(١) ترجم ابن السمعاني لأخيه «الخليل بن علي بن الخليل» في : الأنساب ٣ / ٣٧٠.

(٢) الجوسقي : بفتح الجيم وسكون الواو وفتح السين المهملة وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى جوسق وهي قرية من ناحية النهروان من أعمال بغداد.

(٣) صرصر : بالفتح وتكرير الصاد والراء. قريتان من سواد بغداد ، صرصر العليا وصرصر السفلى ، وهما على ضفة نهر عيسى ، وربّما قيل نهر صرصر فنسب النهر إليهما ، وبين السفلى وبغداد نحو فرسخين. (معجم البلدان ٣ / ٤٠١).

١١٣

٥٢ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد (١).

أبو عبد الله الأصبهانيّ ، المعدّل ، المعروف بفلا.

قدم بغداد ، وحدّث عن : غانم البرجيّ ، والحدّاد ، وأبي منصور بن مندويه الشّروطيّ ، وجماعة.

روى عنه : ابن الأخضر ، ونصر بن الحصريّ.

توفّي في سادس شوّال بأصبهان.

٥٣ ـ أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد (٢).

أبو العبّاس الأنصاريّ ، الأندلسيّ.

روى عن : أبي بكر بن غالب بن عطيّة ، وأبي عليّ الصّدفيّ ، وأبي الحسن بن الباذش ، وأبي الوليد بن رشد ، وأبي محمد بن عتّاب ، وغيرهم.

وكان متقنا للقراءات ، والتّفسير ، والكلام ، يغلب عليه علم اللّغة.

حدّث عنه : أبو ذرّ الخشنيّ ، وأبو الخطّاب بن واجب ، وأبو عبد الله الأندرشيّ.

ورّخه الأبّار (٣).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني) في : جزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين ٩٤ رقم ٢٠١ ، وتكملة الإكمال لابن نقطة ٤ / ٢٦٥ و ٦٧٥ رقم ٤٤٩٦ و ٥٠٢٤.

(٢) انظر عن (أحمد بن محمد بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ١ / ٧٠ ، وجذوة الاقتباس ٥٧ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج ١ ق ٢ / ٤٨١ ـ ٤٨٣ رقم ٧٤٠ ، وغاية النهاية ١ / ١٣٦ ، وبغية الوعاة ١ / ٣٨٢ رقم ٧٤٠.

(٣) في التكملة ١ / ٧٠.

وقال المراكشي : وكان مقرئا مجوّدا حسن القيام على تفسير القرآن ، محدّثا ، راوية ، مكثرا ، فقيها ، عارفا بأصول الفقه وعلم الكلام ، حسن المشاركة في كثير من فنون العلم ، يغلب عليه حفظ اللغة والآداب ، مقدّما في كلّ ما ينتحله ، موفور الحظ من علم العربية ، يقرض يسيرا من الشعر ، كتب بخطّه النبيل كثيرا وجوّد ضبطه ، واستقضي ببلده فيما قال أبو العباس بن يوسف بن فرتون ولم يقله غيره ، والمعروف أنه ولي الصلاة والخطبة بجامعه. وكان مشكور الأحوال كلها. وتوفي ببلده في العشر الآخر من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسمائة (!) ابن ثلاث وثمانين سنة. (الذيل والتكملة).

أقول : هكذا وقع في المطبوع أن وفاته سنة ٥٠٢ ، وهو غلط أو وهم أو سقط من

١١٤

٥٤ ـ أحمد بن موهوب بن أحمد.

النّرسيّ.

عن : ابن بيان الرّزّاز ، وابن العلّاف.

وعنه : عمر القرشيّ ، وأبو الفتوح بن الحصريّ.

توفّي في شعبان.

ـ حرف الحاء ـ

٥٥ ـ الخضر بن شبل بن عبد (١).

الفقيه ، أبو البركات الحارثيّ ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، خطيب دمشق ومدرّس الغزاليّة ، والمجاهديّة.

كان فقيها ، إماما ، كبير القدر ، بعيد الصّيت. بنى نور الدّين مدرسته الّتي عند باب الفرج ، وجعله مدرّسها.

وقد قرأ على أبي الوحش سبيع ، وسمع منه ، ومن : ابن الموازينيّ ، وجماعة.

روى عنه : ابن عساكر ، وابنه ، وزين الإسناد أبو نصر بن الشّيرازيّ ، وآخرون.

__________________

= النسخة ، فالسيوطي نقل عنه وفاته سنة اثنتين وستين وخمسمائة ، عن ثلاثين سنة.

ولما ترجم له السيوطي ذكر أنه كان حيّا سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. (بغية الوعاة).

(١) انظر عن (الخضر بن شبل) في : سنا البرق الشامي ١ / ١١٩ ، وتاريخ دمشق لابن عساكر ، والتحبير لابن السمعاني ١ / ٢٦٥ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٧٠ ، ٢٧١ ، وبغية الطلب (مخطوط) ٥ / ١٩٥ أ ـ ١٩٧ أ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٨ / ٧٢ رقم ٢٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٩٢ رقم ٣٧٢ ، والعبر ٤ / ١٧٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢١٨ ، وطبقات الشافعية الوسطى ، له (مخطوط) ورقة ١٨٢ ب ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ١٠٩ رقم ٧٠٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٠ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٣٤٠ رقم ٤٢٠ ، وغاية النهاية ١ / ٢٧٠ رقم ١٢٢٣ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٤٠ ، ٣٤١ رقم ٣٠٦ ، وتكملة غاية النهاية للمحمودي ٢٥٥ رقم ٢٣٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٥ ، والدارس ١ / ١٠٥ ، ١٨٣ وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٥ ، ومختصر تنبيه الطالب ٦٥ و ٧٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ١٦٥.

١١٥

ذكر له ابن عساكر (١) ترجمة حسنة ، فقال : سمع النّسيب أبا طاهر الحنّائيّ ، وأبا الحسن بن الموازينيّ ، وأبا الوحش الملائيّ ، وجماعة كثيرة.

وصحب أبا الحسن بن قيس. وتفقّه على جمال الإسلام ، وأبي الفتح نصر الله المصّيصيّ. وكتب كثيرا من الحديث والفقه ، ودرّس سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

وكان سديد الفتوى ، واسع المحفوظ ، ثبتا في الرّواية (٢) ، ذا مروءة ظاهرة ، لزمت درسه مدّة ، وعلّقت عنه من مسائل الخلاف ، وكان عالما بالمذهب ، يتكلّم في الأصول والخلاف.

ولد في شعبان سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.

وتوفّي في ذي القعدة (٣) ودفن بمقبرة باب الفراديس.

وقد قال السّلفيّ : سمعت أبا البركات الخضر بن شبل صاحبنا بدمشق يقول : سمعت الشّريف النّسيب أبا القاسم يقول : أبو عليّ الأهوازيّ المقرئ ، ثقة ثقة.

٥٦ ـ الحسن بن محمد بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن المطّلب.

أبو عليّ ناظر بعقوبا (٤).

سيّئ السّيرة.

سمع : ابن العلّاف ، وابن نبهان.

وعنه : أحمد بن طارق.

مات في ذي الحجّة.

__________________

(١) في تاريخ دمشق.

(٢) زاد ابن عساكر : «نزه النفس».

(٣) أرّخ الصفدي وفاته بسنة ٥٦٣ ه‍.

(٤) بعقوبا : بالفتح ثم السكون ، وضمّ القاف ، وسكون الواو ، والباء الموحّدة ، ويقال لها باعقوبا أيضا. قرية كبيرة كالمدينة ، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من أعمال طريق خراسان. (معجم البلدان ١ / ٤٥٣).

١١٦

ـ حرف العين ـ

٥٧ ـ عبد الجليل بن أبي سعد منصور بن إسماعيل بن أبي سعد بن أبي بشر بن محمد (١).

أبو محمد الهرويّ ، الفاميّ (٢) ، المعدّل.

قال ابن السّمعانيّ : كان من أهل الخير والصّدق.

سمع : أبا منصور عبد الرحمن بن محمد البوشنجيّ كلار ، وأمّ الفضل بيبى. وتفرّد عنهما ، وأبا إسماعيل شيخ الإسلام. وغيرهم.

قلت : روى عنه : هو ، وابنه عبد الرحيم.

وقال : ولد في سادس شعبان سنة سبعين ، وروى عنه : عبد القادر الرّهاويّ وهو أعلى (٣) شيخ له رواية ، وعبد الباقي بن الواسع الأزديّ ، وآخرون.

ولم يكن بقي في الدّنيا أعلى إسنادا منه ، وبموته ختم حديث البغويّ. بعلوّ رحمه‌الله.

٥٨ ـ عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الباقي بن محمد (٤).

أبو محمد الزّهريّ ، البغداديّ.

قال ابن مشق : توفّي في ثامن عشر ذي الحجّة ، ودفن عند أخيه. ومولده في سنة سبع وسبعين وأربعمائة. ويعرف بابن شقران (٥) ، وهم جماعة إخوة.

__________________

(١) انظر عن (عبد الجليل بن أبي سعد) في : العبر ٤ / ١٧٧ ، ١٧٨ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٩ رقم ١٨١٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥١ رقم ٢٨٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٥.

(٢) الفامي : بفتح الفاء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الحرفة وهي لمن يبيع الأشياء من الفواكه اليابسة ويقال له البقّال. (الأنساب ٩ / ٢٣٤).

(٣) في الأصل : «أعلا».

(٤) انظر عن (عبد الرحمن بن يحيى) في : المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٣ / ٢٢ رقم ٧٨٠.

(٥) شقران : بضم الشين المعجمة وسكون القاف وفتح الراء.

١١٧

سمع هذا من : أبي الفضل أحمد بن خيرون ، والحسين بن محمد السّرّاج ، وهبة الله بن عبد الرّزّاق الأنصاريّ ، وعبد المحسن الشّيحيّ.

سمع منه : أبو الحسن الزّيديّ ، وأبو المحاسن القرشيّ ، وأحمد بن طارق الكركيّ (١) ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وغيرهم.

قال ابن الدّبيثيّ : ولأبي الفضل بن شافع فيه كلام يغمزه به.

قلت : آخر من روى عنه بالإجازة ابن مسلمة.

قال ابن النّجّار : روى لنا عنه : ابن الأخضر ، وعبد الرّزّاق الجيليّ ، وابن الحصريّ ، وعليّ بن مظفّر العكبريّ (٢).

قال عمر بن عليّ : بان لنا تزوير هذا الشّيخ ، وعلمنا منه أشياء تبطل روايته.

وقال أحمد بن شافع : كان ذا هنة ، قد صحب العلماء لو لم يفسد نفسه بنفسه. ولم يكن من أهل هذا الشّأن.

٥٩ ـ عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبّار بن أحمد بن محمد بن جعفر (٣).

__________________

(١) الكركي : بسكون الراء بين الكافين. نسبة إلى كرك نوح. بلدة بأصل جبل لبنان من ناحية البقاع ، يقال إنها منسوبة إلى نوح عليه‌السلام ، وهي غير الكرك بالتحريك ، الحصن المعروف بالأردنّ.

(٢) العكبريّ : بضم العين المهملة ، وسكون الكاف ، وفتح الباء الموحّدة ، وراء. نسبة إلى عكبرا : بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي.

ويقال : بضم الباء أيضا ، والصحيح بفتحها. (الأنساب ٩ / ٢٧).

(٣) انظر عن (عبد الكريم بن محمد) في : تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ١٠ / ١٧٧ ب ، ١١٨ أ ، و (مخطوطة التيمورية) ٢٤ / ١١١ ، والمنتظم ١٠ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ رقم ٣١٧ (١٨ / ١٧٨ ، ١٧٩ رقم ٤٢٦٩) في وفيات ٥٦٣ ه‍. ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٣٣ ، واللباب ١ / ١٣ ـ ٢٦ ، وطبقات فقهاء الشافعية لابن الصلاح (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٩٨٠ ، ٩٨١ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٣٧٨ ، والتقييد لابن نقطة ٣٦٧ ، ٣٦٨ رقم ٤٧٠ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٠٩ ـ ٢١٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٤ ، والعبر ٤ / ١٧٨ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥٦ ـ ٤٦٥ رقم ٢٩٢ ، وتذكرة الحفاظ =

١١٨

الحافظ الكبير أبو سعد ، الملقّب بتاج الإسلام ، ابن الإمام الأوحد تاج الإسلام ، معين الدّين أبي بكر بن الإمام المجتهد أبي المظفّر التّميميّ ، السّمعانيّ ، المروزيّ.

محدّث المشرق ، وصاحب التّصانيف.

ولد في الحادي والعشرين من شعبان سنة ستّ وخمسمائة بمرو ، وحمله والده أبو بكر إلى نيسابور سنة تسع ، وأحضره السّماع من عبد الغفّار الشّيرويّيّ (١) ، وأبي العلاء عبيد بن محمد القشيريّ ، وجماعة.

__________________

= ٤ / ١٣١٦ ـ ١٣١٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٩ رقم ١٨١٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣١ ، والمختصر المحتاج إليه لابن الدبيثي ٣ / ٦٧ رقم ٨٦٦ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ١٨٠ ، ١٨١ رقم ١٧٥ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٧٢ ، ١٧٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٧٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٦٦ ، ٣٦٧ و ٣٧١ ـ ٣٧٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ ـ ١٨٠ ـ ١٨٥ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٥٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٧٥ (سنة ٥٠٦ ه‍.) و ١٢ / ٥٤ (سنة ٥٦٢ ه‍.) والوافي بالوفيات (مخطوطة باريس) رقم ٢٠٦٦ ورقة ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٤٤ ، ٣٤٥ رقم ٣١٠ ، وتاريخ ابن الفرات ٤٢ ج ١ / ١١ ـ ١٣ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠٨. والنجوم الزاهرة ٥ / ٢٧٥ (٥٦٢ ه‍.) و ٥ / ٣٧٨ (٥٦٣ ه‍.) ، وطبقات الحفاظ ٤٧١ ، والأنس الجليل ٢٦٨ ، ومفتاح السعادة ١ / ٢٠٦ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١١٨ (سنة ٥٦٣ ه‍.) ، وكشف الظنون ٣٥ و ٤٩ و ٨٦ و ١٣١ و ١٦١ و ١٦٢ و ١٦٩ و ١٧٩ و ٢٨٨ و ٣٠٣ و ٣٧٠ و ٣٧٤ و ٧٢٩ و ٧٥٦ و ٩٠٢ و ٩٩٨ و ١١٠٨ و ١١٢٣ و ١٧٣٥ ـ ١٧٣٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، وروضات الجنات ٤٤٦ ، وهدية العارفين ١ / ٦٠٨ ، ٦٠٩ ، وإيضاح المكنون ٢ / ٣٠ ، ومعجم المطبوعات ١٠٤٨ ، ١٠٤٩ ، والفهرس التمهيدي ٣٦١ ، وديوان الإسلام ٣ / ٣٩ ، ٤٠ رقم ١١٥٠ ، وتاريخ الأدب العربيّ ٦ / ٦٣ ـ ٦٦ ، والأعلام ٤ / ٥٥ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ٤ ، ٥ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٣ / ٢٣٢ رقم ٥٧٨ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ١١٤ رقم ١٠٥٥ ، وعلم التأريخ عند المسلمين (انظر فهرس الأعلام) ٨١٩ ، وآداب اللغة العربية ٣ / ٦٨ ، وجزء فيه وفيات جماعة من المحدثين ٩٢ رقم ١٩٣.

(١) الشّيرويّي : بكسر الشين المعجمة ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وضم الراء ، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى «شيرويه» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٧ / ٤٦٦) وقد ضبطها محقّق (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥٦) «الشّيروي» بفتح الراء ، وياء واحدة.

١١٩

وأحضره بمرو على : أبي منصور محمد بن عليّ الكراعيّ (١) ، وغيره.

ومات أبوه سنة عشر في أوّلها ، وتربّى أبو سعد بين أعمامه وأهله ، فلمّا راهق أقبل على القرآن والفقه والاشتغال ، وكبر وأحبّ الحديث والسّماع ، وعني بهذا الشّأن ، ورحل قبل الثّلاثين وبعدها إلى خراسان ، وأصبهان ، والعراق ، والحجاز ، والشّام ، وطبرستان ، وما وراء النّهر. فسمع بنفسه من : الفراويّ (٢) ، وزاهر الشّحّاميّ ، وهبة الله السّيّديّ ، وتميم الجرجانيّ ، وعبد الجبّار الحواريّ ، والحسين بن عبد الملك الخلّال ، وسعيد بن أبي الرجاء الصّيرفيّ ، وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ ، وإسماعيل بن أبي القاسم العازليّ ، وأبي سعد أحمد بن الإمام أبي بكر محمد بن ثابت الخجنديّ (٣) ، وأبي نصر أحمد بن عمر الغازي ، وعبد المنعم بن القشيريّ ، وعبد الواحد بن محمد الشّرابيّ ، ومحمد بن حمد الكبريتيّ ، وفاطمة بنت زعبل ، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وعليّ بن عليّ الأمين ، وعبد الرحمن بن محمد الشّيبانيّ الفزار ، وعمر بن إبراهيم العلويّ ، الكوفيّ.

وسمع بمدن كثيرة ، وألّف «معجم البلدان» الّتي سمع بها ، وصنّف كتاب «الأنساب» ، وكتاب «ذيل تاريخ بغداد» ، وكتاب «تاريخ مرو». وعاد إلى وطنه سنة ثمان وثلاثين ، فتزوّج وولد له أبو المظفّر عبد الرحيم ، فاعتنى

__________________

(١) الكراعي : بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. (الأنساب ١٠ / ٣٧٣ ، ٣٧٤).

(٢) الفراويّ : ضبطها ابن السمعاني بضم الفاء وفتح الراء وبعد الألف واو ، وقال : هذه النسبة إلى فراوة وهي بليدة على الثغر مما يلي خوارزم يقال لها رباط فراوة بناها أمير خراسان عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون. (الأنساب ٩ / ٢٥٦) وتابعه ابن الأثير في (اللباب ٢ / ٤١٦) ووقع فيه : «فراو».

أما ياقوت فقال بفتح الفاء. وهي بليدة من أعمال نسا بينها وبين دهستان وخوارزم. (معجم البلدان ٤ / ٢٤٥).

(٣) الخجنديّ : بضم الخاء المعجمة ، وفتح الجيم ، وسكون النون ، وفي آخرها الدال. هذه النسبة إلى خجند ، وهي بلدة كبيرة كثيرة الخير على طرف سيحون من بلاد المشرق ، ويقال لها بزيادة التاء خجندة أيضا. (الأنساب ٥ / ٥٢).

١٢٠