كشف الحقائق

الشيخ علي آل محسن

كشف الحقائق

المؤلف:

الشيخ علي آل محسن


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الصفوة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٢

نزولاً قبل اللاحق ، وهكذا.

وجمع القرآن بهذا النحو لم يتأتَّ لأحد من هذه الأمّة إلا لعليٍّ بن أبي طالب علي السلام.

فقد أخرج ابن سعد وابن أبي داود وغيرهما عن محمد بن سيرين ، قال : لمَّا توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أبطأ علي عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي؟ فقال : لا ، ولكن آليت أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن. فزعموا أنه كتبه على تنزيله. فقال محمد : لو أصيب ذلك الكتاب كان فيه العلم (١).

وقال السيوطي : وأخرجه ابن أشتة في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين ، وفيه أنه يعني عليّا عليه‌السلام كتَب في مصحفه الناسخ والمنسوخ ، وأن ابن سيرين قال : تطلَّبتُ ذلك الكتاب ، وكتبتُ فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه (٢).

وقول الجزائري : «والقصد منه عند واضعه هو تكفير المسلمين من غير آل البيت وشيعتهم».

يردّه أن القول بأن أهل البيت عليهم‌السلام جمعوا القرآن كله

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٢/٢٣٨ ، المصاحف ص ١٦ ، وراجع تاريخ الخلفاء ، ص ١٧٣ ، الإتقان في علوم القرآن ١/١٢٧ ، كنز العمال ٢/٥٥٨ ، حلية الأولياء ١/٦٧ ، الفهرست لابن النديم ، ص ٤١.

(٢) الإتقان في علوم القرآن ١/١٢٧.

٦١

ظاهره وباطنه أي علموا تفسيره وفهموا معانيه وأحكامه كما أرادها الله سبحانه ، وأن غيرهم ليس كذلك لا يلزم منه تكفير أحد من أهل القبلة ، بل إن ذلك من تمام نعم الله على هذه الأمة أن جعل فيهم أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون.

بل حتى لو قلنا : إن المراد بجمع القرآن هنا هو جمع ألفاظه كما ظن الجزائري ، فإن ذلك لا يستلزم تكفير أحد من المسلمين الذين تلقَّوا القرآن من غيرهم ناقصاً قد سقطت بعض آياته أو كلماته ، لأنه يحتمل أن يكون الناقص مما لا يجب الاعتقاد به ، ولا يضر جهله بجاهله ، إذ ليس كل ما في القرآن يجب على كافة المسلمين أن يعرفوه ويعتقدوا به ، وإلا كان واجباً على كل مسلم أن يكون جامعاً لعلوم القرآن وأحكامه ، وعارفاً بمعانيه ، ومعتقداً بمضامينه ، وهذا لا يقول به أحد.

ثمّ إن الجزائري قد ذكر ما يستلزمه اعتقاد أن أهل البيت عليهم‌السلام هم الذين جمعوا ألفاظ القرآن كله دون غيرهم ، وحيث إنَّا قد أوضحنا أن ما فهمه من معنى جمع القرآن غير صحيح ، فإن اللوازم التي ذكرها لا نحتاج إلى تكلّف ردّها ، إلا أنا سنذكرها مع ذلك لبيان فسادها في نفسها ، فنقول :

قال : [يلزم من ذلك] تكذيب كل من ادّعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره أو في مصحفه كعثمان وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن

٦٢

مسعود وغيرهم من مئات أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والجواب :

لقد نص الحديث على كذب كل من ادَّعى العلم بأحكام القرآن وفهم معانيه الظاهرة والباطنة كما أرادها الله تعالى من غير أئمة أهل البيت عليهم‌السلام.

أما تكذيب من ادّعى حفظه عن ظهر قلب أو في مصحف فغير مراد بالحديث كما أوضحنا ، بل إن حفظه بهذا المعنى لا يتَّجه إنكاره البتة ، بسبب وقوعه من كثير من الناس حتى الصِّبْية الذين لم يبلغوا الحلم.

اللهم إلا إذا قلنا : إن مَن جمعه في مصحف أو حفظه لم يجمعه كما أُنزل ، أي مرتباً على حسب النزول ، بأنْ جَمَع المنسوخ منه قبل الناسخ ، والمكي قبل المدني ، والسابق نزولاً قبل اللاحق ، فحينئذ يصح لنا أن نكذّب كل مَن ادّعى جمعه أو حفظه بهذا النحو.

ومن الواضح أن معرفة تفسير القرآن وفهم معانيه كما أرادها الله سبحانه لم تُدّعَ لأحد من علماء الصحابة وغيرهم إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

فقد أخرج أبو نعيم الأصفهاني وابن عساكر وغيرهما عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر

٦٣

والباطن (١).

وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يخبر بذلك مراراً ، كما أخرج ابن سعد وأبو نعيم وغيرهما عن علي عليه‌السلام أنه قال : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً صادقاً ناطقاً (٢).

وأخرج ابن سعد وغيره عن علي عليه‌السلام ، قال : سلوني عن كتاب الله ، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل (٣).

قال الجزائري : [ويلزم] ضلال عامة المسلمين ما عدا شيعة آل البيت ، وذلك أن من عمل ببعض القرآن دون البعض لا شك في كفره وضلاله ، إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملاً على العقائد والعبادات والآداب والأحكام.

وأقول :

لقد أوضحنا المراد بالحديث ، ومعنى الحديث لا يستلزم ما ذكره من ضلال أو كفر عامة المسلمين ، بل حتى لو كان معنى الحديث ما

__________________

(١) حلية الأولياء ١/٦٥ ، ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٣/٣٢.

(٢) حلية الأولياء ١/٦٨ ، الطبقات الكبرى ٢/٣٣٨.

(٣) الطبقات الكبرى ٢/٣٣٨.

٦٤

زعمه هو فلا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة تلقّى القرآن ناقصاً كما مرَّ آنفاً.

وقوله : «إن من عمل ببعض القرآن دون البعض لا شك في كفره وضلاله» غير صحيح ، لأن مَن تلقى القرآن ناقصاً وعمل بما عنده من كتاب الله لا يجوز تكفيره ما لم ينكر شيئاً عُلِم بالضرورة أنه من الدين.

وقوله : «لأنه لم يعبد الله تعالى بكل ما شرع» غير صحيح ، لأن ما يُفترض أنه سقط من القرآن يُحتمل أن لا يكون من الواجبات العبادية ، وعلى فرض كونه منها فقد يكون موضَّحاً في السنّة النبوية الشريفة ، ثمّ إن مَن لم يأتِ ببعض التكاليف لعذر كالجهل ونحوه لا يوصف بالكفر أو الضلال.

وقال : إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملاً على العقائد والعبادات والآداب والأحكام.

وجوابه : أن احتمال ذلك لا يرفع احتمال عدمه ، فلعل ما يُفترض أنه ساقط من القرآن هو من الآداب والسنن ، لا من الأصول التي يجب اعتقادها.

ولو سلّمنا بأن ما يفترض سقوطه من كتاب الله هو من العقائد التي يجب اعتقادها ، فلا يلزم من ذلك الحكم بكفر أحد ، إذ يُحتمَل أن تلك المعتقدات كانت موضّحة أيضاً في سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المتواترة التي أخذ بها المسلمون وحفظوها.

٦٥

قال : هذا الاعتقاد لازمه تكذيب الله في قوله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) وتكذيب الله تعالى كفر ، وأي كفر.

وأقول :

إن الاعتقاد بأن الله سبحانه قد اختص أهل البيت عليهم‌السلام بفهم معاني القرآن الظاهرة والباطنة ، ومعرفة أحكامه كلها ، لا يستلزم تكذيباً لله تعالى ولا لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله كما هو واضح.

بل حتى لو قلنا : إن القرآن الكريم لم يجمعه أحد من هذه الأمة كما أُنزل إلا أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، فإن هذا القول لا ينافي الآية المباركة ، لأن المحصَّل حينئذ أن الله سبحانه حفظ الذِّكْر بأئمة الحق عليهم‌السلام.

وإذا كان هذا الحديث الضعيف المروي في كتاب «الكافي» الدال على أن أهل البيت عليهم‌السلام جمعوا القرآن بالمعنى الذي بيَّنَّاه ، يستلزم تكذيب قول الله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ، فما بالك بالأحاديث الكثيرة التي رواها أهل السنة وصحَّحوها ، التي تدل على سقوط كلمات بل آيات بل سوَر من القرآن الكريم؟!

ألا يدل ذلك على تكذيب الله عزوجل في حفظ كتابه العزيز ، ولا سيّما أن أهل السنة لا يرون أن أحداً من هذه الأمة عنده قرآن غير هذا القرآن الذي هو في أيدي الناس.

وإذا أردت قارئي العزيز أن تطّلع على بعض تلك الأحاديث فإنّا

٦٦

نسوق لك شيئاً منها ، ونقسِّم ما نورده لك إلى طوائف :

الطائفة الأولى : تدل على ذهاب سُوَر من كتاب الله.

ومن ذلك ما أخرجه مسلم وغيره عن أبي الأسود ، قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قرَّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرَّاؤهم ، فاتلوه ولا يطولَنَّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنا نقرأ سورة ، كنا نشبِّهها في الطول والشدة ببراءة ، فأُنسيتها غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة كنا نشبّهها بإحدى المسبِّحات (١) فأُنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون ، فتُكتب شهادةً في أعناقكم فتُسألون عنها يوم القيامة (٢).

الطائفة الثانية : تدل على نقصان سورة براءة والأحزاب.

ومن ذلك ما أخرجه الحاكم والهيثمي وغيرهما عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : ما تقرءون ربعها ، وإنكم تسمُّونها سورة التوبة ، وهي سورة العذاب (٣).

__________________

(١) هي السور التي افتتحت بسبحان وسبَّح ويسَبّح وسبِّح.

(٢) صحيح مسلم ٢/٧٢٦ كتاب الزكاة ، باب (٣٩) لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً.

(٣) المستدرك ٢/٣٣١. وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه

٦٧

وأخرج الحاكم وصحَّحه وأحمد واللفظ له والسيوطي والبيهقي والطيالسي وغيرهم ، عن زر بن حبيش قال : قال لي أُبَي بن كعب : كائن تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كائن تعدُّها؟ قال : قلت : ثلاثاً وسبعين آية. فقال : قط؟ لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة ، ولقد قرأنا فيها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عليم حكيم (١).

وفي لفظ آخر له : قال : كم تقرءون سورة الأحزاب؟ قال : بضعاً وسبعين آية. قال : لقد قرأتُها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل البقرة أو أكثر ، وإن فيها آية الرجم (٢).

الطائفة الثالث : تدل على ذهاب آيات من القرآن ، منها :

١ آية الرجْم : أخرج البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي

__________________

الذهبي. مجمع الزوائد ٧/٢٨. وقال : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. الدر المنثور ٤/١٢٠.

(١) المستدرك ٤/٣٥٩ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. مسند أحمد ٥/١٣٢. السنن الكبرى ٨/٢١١. كنز العمال ٢/٤٨٠. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ٧٣. الدر المنثور ٦/٥٥٨ عن عبد الرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد بن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن منيع والنسائي وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والدار قطني في الأفراد والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة.

(٢) مسند أحمد ٥/ ١٣٢.

٦٨

وأبو داود وابن ماجة ومالك وأحمد والحاكم والبيهقي والهيثمي وغيرهم ، عن عبد الله بن عباس ، قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله قد بعث محمداً صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجْم ، قرأناها ووعيناها وعقلناها ، فرجَم رسول الله ورجَمْنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : «ما نجد الرجم في كتاب الله» فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ... (١)

وفي رواية أبي داود ، قال : وأيم الله لو لا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عزوجل لكتبتُها (٢).

وفي رواية الموطأ ، قال : إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم ، يقول قائل : «لا نجد حدَّين في كتاب الله» ، فقد رجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) صحيح البخاري ٨/٢٠٨ ـ ٢٠٩ كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت. صحيح مسلم ٣/١٣١٧ كتاب الحدود ، باب رجم الثيب في الزنا. سنن الترمذي ٤/٣٨ ـ ٣٩. سنن أبي داود ٤/١٤٤ ـ ١٤٥. سنن ابن ماجة ٢/٣٥٩. الموطأ ، ص ٤٥٨ حديث ١٥٠١ ، المستدرك ٤/٣٥٩ وصححه ووافقه الذهبي. السنن الكبرى ٨/٢١٢ ـ ٢١٣. مجمع الزوائد ٦/ ٥ ـ ٦.

(٢) سنن أبي داود ٤/١٤٤ ـ ١٤٥ وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ٣/٨٣٥ وإرواء الغليل ٨/٣. قال الزركشي في «البرهان في علوم القرآن» ٢/٣٦ : ظاهر قوله : «لو لا أن يقول الناس ... الخ» أن كتابتها جائزة لزم أن تكون ثابتة ، لأن هذا شأن المكتوب.

٦٩

ورجمنا ، والذي نفسي بيده لو لا يقول الناس : «زاد عمر في كتاب الله» لكتبتها : «الشيخ والشيخة فارجموهما البتة» فإنا قد قرأناها (١).

وأخرج الحاكم عن أبي أمامة أن خالته أخبرته ، قالت : لقد أقرأنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آية الرجم : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة (٢).

٢ ـ آية ثانية : ورد ذكرها في حديث طويل أخرجه البخاري عن ابن عباس ، أن عمر قال : ثمّ إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : «أن لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم» (٣).

٣ ـ آية ثالثة : تقدم ذكرها في الطائفة الأولى ، وهي قوله : «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب».

وأخرج أحمد وغيره عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى عمر رحمه‌الله يسأله ، فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى ، هل يرى عليه من البؤس ، ثمّ قال له عمر : كم مالك؟ قال : أربعون

__________________

(١) الموطأ ، ص ٤٥٨.

(٢) المستدرك ٤/٣٥٩ وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي.

(٣) صحيح البخاري ٨/٢١٠ كتاب المحاربين أهل من الكفر والردة ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت.

٧٠

من الإبل. قال ابن عباس : قلت : صدق الله ورسوله : لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب. فقال عمر : ما هذا؟ قلت : هكذا أقرأنيها أُبيّ. قال : فمُرْ بنا إليه. قال : فجاء إلى أُبي ، فقال : ما يقول هذا؟ قال أُبي : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. قال : أفأثبتُها في المصحف؟ قال : نعم (١).

وأخرج الترمذي واللفظ له وأحمد والطيالسي والحاكم والسيوطي والهيثمي وغيرهم عن أُبي بن كعب ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : إن الله أمرني أن أقرأ عليك. فقرأ عليه : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) فقرأ فيها : إن ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة ، لا اليهودية ولا النصرانية ، مَن يعمل خيراً فلن يكفره. وقرأ عليه : ولو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثانياً ، ولو كان له ثانياً لابتغى إليه ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب (٢).

الطائفة الرابعة : تدل على سقوط كلمات من بعض آيات القرآن

__________________

(١) عن مجمع الزوائد ٧/ ١٤١ وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(٢) سنن الترمذي ٥/٦٦٥ ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. مسند أحمد ٥/١٣٢. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ٧٣. المستدرك ٢/٢٢٤ ، ٥٣١ ، وقال الحاكم في الموضعين : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد ٧/١٤٠. الدر المنثور ٨/٥٨٦ ـ ٥٨٨. تفسير القرآن العظيم ٤/ ٥٣٦.

٧١

أو زيادتها.

ومن ذلك ما أخرجه البخاري أن أبا الدرداء سأل علقمة (راوي الحديث) ، قال : كيف كان عبد الله (١) يقرأ (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى). قلت : (والذكر والأنثى). قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

وفي رواية أخرى : فقرأت (والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلى* والذكر والأنثى). قال : أقرأنيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاه إلى فيَّ ، فما زال هؤلاء حتى كادوا يَردُّوني (٣).

ومنه ما أخرجه الحاكم وغيره عن علي رضي الله عنه ، أنه قرأ : والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر (٤).

وأخرج مسلم وغيره عن أبي يونس مولى عائشة ، أنه قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً ، وقالت : إذا بلغتَ هذه الآية

__________________

(١) يعني ابن مسعود.

(٢) صحيح البخاري ٥/٣١ كتاب فضائل أصحاب النبي (ص) ، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما.

(٣) المصدر السابق ٥/٣٥ كتاب فضائل أصحاب النبي (ص) ، باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

(٤) المستدرك ٢/٥٣٤ وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. الدر المنثور ٨/٦٢١. تفسير الطبري ٣٠/١٨٧ وزاد : وإنه فيه : إلى آخر الدهر.

٧٢

فآذنِّي : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى). فلما بلغتُها آذنتُها ، فأملَتْ عليَّ : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

الطائفة الخامسة : تدل على أن المعوذتين ليستا من القرآن.

ومن ذلك ما أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : كان عبد الله يعني ابن مسعود يَحُكّ المعوذتين من مصاحفه ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله (٢).

قال السيوطي : أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طُرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يَحُك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أُمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما (٣).

هذا مع أنهم رووا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : مَن

__________________

(١) صحيح مسلم ١/ ٤٣٧ كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب رقم ٣٦. سنن الترمذي ٢١٧/٥ سنن النسائي ٢٣٦/١ سنن أبي داود ١/ ١١٢.

(٢) سند أحمد بن حنبل ٥ / ١٢٩ ـ ١٣٠ وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٤٩ وقال : رواه عبدالله بن أحمد والطبراني ورجال عبدالله رجال صحيح ، ورجال الطبراني لقات.

(٣) الدر المنثور ٨ /٦٨٣ وراجع يجمع الزوائد ٧/ ١٤٩ قال الهيثمي : رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات.

٧٣

أحبّ أن يقرأ القرآن غضاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (١) يعني ابن مسعود.

ورووا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعرض القرآن على جبريل عليه‌السلام كل عام مرة ، فلما العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين ، وكان آخر القراءة قراءة عبد الله (٢).

ورووا عن مسروق أنه قال : ذكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال : ذلك رجل لا أزال أُحبه ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة ومعاد بن جبل وأُبي بن كعب (٣).

قال الفخر الرازي : إن قلنا إن كونهما من القرآن كان متواتراً في عصر ابن مسعود لزم تكفير من أنكرهما ، وإن قلنا إن كونهما من

__________________

(١) سنن ابن ماجة ١/٤٩. مسند أحمد ١/٧ ، ٢٦ ، ٣٨ ، ٤٤٥ ، ٤٥٤. المستدرك ٣/٢٢٧ ، ٣١٨ وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد ٩/٢٨٧ أخرجه بطرق رجاله بعضها ثقات. وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ١/٢٩ وسلسلة الأحاديث الصحيحة ٥/٣٧٩.

(٢) مجمع الزوائد ٩/٢٨٨ قال الهيثمي : رواه أحمد والبزار ، ورجال أحمد رجال الصحيح.

(٣) صحيح البخاري ٥/٤٥ باب مناقب أبي بن كعب ، ص ٣٤ باب مناقب بن مسعود. صحيح مسلم ٤/١٩١٣ كتاب فضائل الصحابة ، باب ٢٢. سنن الترمذي ٥/٦٧٤. المستدرك ٣/٢٢٥ ، ٥٢٧.

٧٤

القرآن كان لم يتواتر في عصر ابن مسعود لزم أن بعض القرآن لم يتواتر.

قال : وهذا عقدة عصبة (١).

هذا غيض من فيض ، ولو شئنا أن نذكر كل ما وقفنا عليه من هذه الأحاديث لطال بنا المقام ، وخرجنا عن موضوع الكتاب.

وهنا نسأل الجزائري : ألا تدل هذه الأحاديث الصحيحة على تكذيب قول الله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)؟

فإن أجاب : بأن هذه الأحاديث وأمثالها تدل على أن من آيات القرآن الكريم ما نُسخت تلاوته ، بمعنى أن آية الرجم وغيرها كانت مما أُنزل من القرآن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلا أنها نُسخت ، فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بإزالتها من المصاحف ونهى عن التعبد بتلاوتها.

قلنا له : إن ظاهر كثير من الأحاديث يدفع هذا التخريج ، فقد أخرجه مسلم ومالك والترمذي وأبو داود والنسائي وغيرهم عن عائشة ، قال كان فيما أنزل من القرآن «عشر رضعات معلومات يحرمن» ثم نسخن ب«خمس معلومات» فتوفي رسول الله صلى الله عليه واله وهن فيما يفرأ من القرآن (٢).

__________________

(١) فتح الباري ٨/٦٠٤.

(٢) صحيح مسلم ٢/١٠٧٥ كتاب الرضاع ، باب ٦. الموطأ ، ص ٣٢٤ كتاب الرضاعة ،

٧٥

وأخرجه ابن ماجة وأحمد والدارقطني وغيرهم عن عائشة ، قالت : لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً. ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتشاغلنا بموته دخَل داجن (١) فأكلها (٢).

ومنها : ما أخرجه السيوطي عن عائشة ، قالت : كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مائتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف لم يُقْدَر منها إلا على ما هو الآن (٣).

وأخرج عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة «إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلموا تسليماً وعلى الذين

__________________

باب ٣. سنن الترمذي ٣/٤٥٦. سنن أبي داود ٢/٢٢٣ ـ ٢٢٤. سنن النسائي ٦/١٠٠. صحيح سنن أبي داود ٢/٣٨٩. صحيح سنن النسائي ٢/٦٩٦. إرواء الغليل ٧/٢١٨. سنن الدارمي ٢/١٥٧. السنن الكبرى ٧/٤٥٤. كتاب الأم ٥/٢٦.

(١) الداجن : هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم ، وقد يطلق على غير الشاة مما يألف البيوت كالطير وغيرها.

(٢) سنن ابن ماجة ١/٦٢٥ ـ ٦٢٦. مسند أحمد ٦/٢٦٩. سنن الدارقطني ٤/١٧٩. الدر المنثور ٢/٤٧١ في تفسيره الآية ٢٣ من سورة النساء. صحيح سنن ابن ماجة ١/٣٢٨.

(٣) الدر المنثور ٦/٥٦٠. الإتقان في علوم القرآن ٢/٥٢ ـ ٥٣.

٧٦

يصَلّون في الصفوف الأُوَل». قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف (١).

وعن ابن عمر ، قال : لَيقولنَّ أحدكم : «قد أخذتُ القرآن كلّه» ، وما يدريه ما كلّه ، قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقُل : قد أخذتُ منه ما ظهر (٢).

وثانياً : أن ما ذكروه من آية الرجم وغيرها لا يشبه أُسلوبها الأُسلوب القرآني ولا يدانيه ، بل هو كلام ألفاظه ركيكة ، ومعانيه ضعيفة ، لا يصح نسبة مثله إلى الله جل شأنه.

والحاصل أن دلالة هذه الأحاديث على التحريف ثابتة ، لا تندفع بما قالوه من نسخ التلاوة وغيره من الوجوه التي لا يخفى ضعفها.

قال الجزائري : هل يجوز لأهل البيت أن يستأثروا بكتاب الله تعالى وحدهم دون المسلمين إلا من شاءوا من شيعتهم؟!

أقول :

أما كتاب الله العزيز فهو بين أيدي المسلمين ، لم يرفعه الله تعالى منذ أن أنزله على نبيه الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله. وأما فهم معانيه الظاهرة والباطنه ومعرفة أحكامه فهو مما اختص الله به أئمة أهل البيت عليهم‌السلام.

__________________

(١) الإتقان في علوك القرآن ٢/٥٣.

(٢) المصدر السابق ٢/٥٢.

٧٧

وأهل البيت عليهم‌السلام لم يألوا جهداً في هداية الناس وإرشادهم والنصح لهم ، إلا أن كثيراً من الناس أعرضوا عنهم ورغبوا عما عندهم ، وقدموا غيرهم عليهم.

وقوله : «أليس هذا احتكاراً لرحمة الله واغتصاباً لها ، يُنَزَّه أهل البيت عنه» كلام ركيك المعنى ، إذ كيف يتحقق احتكار الرحمة واغتصابها حتى يُنزَّه أهل البيت عليهم‌السلام عنها؟!

إن رحمة الله سبحانه واسعة كما قال الله في كتابه العزيز (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (١) ، إلا أنه تعالى قد يختص بعض عباده برحمة منه كما قال (وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢) ، وقال (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (٣). وفهْم أهل البيت عليهم‌السلام معاني القرآن ومعرفة أحكامه رحمة اختصهم الله سبحانه وتعالى بها فيما اختصّهم به ، وهذا لا محذور فيه.

قال : اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك بُرَآء من هذا الكذب ، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى.

أقول :

لقد أوضحنا فيما تقدم أنا لم نقُل إن كل إمام من أئمة العترة

__________________

(١) سورة الاعراف ، الآية ١٥٦.

(٢) سورة البقرة ، الآية ١٠٥.

(٣) سورة يوسف ، الآية ٥٦.

٧٨

النبوية الطاهرة جمع ألفاظ القرآن الكريم في مصحف ، فإنا قد بيَّنا فساده.

بل الذي ذهب إليه مَن وقفنا على قوله من علماء الشيعة الأبرار أن القرآن كان مجموعاً في زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غير متفرق.

فقد ذكر أمين الإسلام الطبرسي رضوان الله عليه (ت ٥٤٨ ه‍) ما أفاده السيد المرتضى رحمه‌الله في هذه المسألة إذ قال : وذكر [في أجوبة المسائل الطرابلسيات] أيضاً أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مجموعاً مؤلّفاً على ما هو عليه الآن ، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يُدرَس ويُحفظ جميعه في ذلك الزمان ، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنه كان يُعرَض على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويُتلَى عليه ، وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأُبَي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عدة ختمات ، وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتَّباً غير مبتور ولا مبثوث. وذكَر أن مَن خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يُعتَد بخلافهم ، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا صحَّتها ، لا يُرجَع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته (١).

__________________

(١) مجمع البيان ١/١٥.

٧٩

وقال السيد شرف الدين قدس‌سره : إن القرآن عندنا كان مجموعاً على عهد الوحي والنبوة ، مؤلّفاً على ما هو عليه الآن ، وقد عرَضه الصحابة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتَلَوه عليه من أوله إلى آخره ، وكان جبرئيل عليه‌السلام يعارضه صلى‌الله‌عليه‌وآله بالقرآن في كل عام مرة ، وقد عارضه به عام وفاته مرتين ، وهذا كله من الأمور الضرورية لدى المحقّقين من علماء الإمامية ، ولا عبرة ببعض الجامدين منهم ، كما لا عبرة بالحشوية من أهل السنة القائلين بتحريف القرآن والعياذ بالله ، فإنهم لا يفقهون (١).

وهذا ما دلَّت عليه الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة ، فقد أخرج البخاري ومسلم والترمذي وأحمد والطيالسي وغيرهم ، عن أنس رضي الله عنه أنه قال : جمع القرآن على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعة كلهم من الأنصار : أُبَيّ ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت (٢).

قال الجزائري : لازم هذا الاعتقاد أن طائفة الشيعة هم وحدهم أهل الحق والقائمون عليه ، لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملاً غير

__________________

(١) أجوبة مسائل جار الله ، ص ٣٠.

(٢) صحيح البخاري ٥/٤٥ كتاب مناقب الأنصار ، باب مناقب زيد بن ثابت. صحيح مسلم ٤/١٩١٤ ، ١٩١٥ كتاب فضائل الصحابة ، باب رقم ٢٣. سنن الترمذي ٥/٦٦٦. مسند أحمد ٣/٢٣٣ ، ٢٧٧. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ٢٧٠.

٨٠