كشف الحقائق

الشيخ علي آل محسن

كشف الحقائق

المؤلف:

الشيخ علي آل محسن


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الصفوة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٢

خاصة وأهل البيت عليهم‌السلام عامة وبين تكفير أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والحال أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أول من دعا إليها ، حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

وقال : إن عليّا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي (١).

وقال : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (٢).

وهذا هو معنى الولاية التي نعتقد بها ، ولا نعني بها شيئاً آخر غير هذا.

قال الجزائري : وببدعة الإمامة حيكت المؤامرات ضد خلافة المسلمين ، وأُثيرت الحروب الطاحنة بين المسلمين ، وسُفكت دماء ، وهُدم بناء ، وعاش الإسلام مفكك الأوصال ، مزعزع الأركان ، أعداؤه منه كأعدائه من غيره ، وخصومه من المنتسبين إليه كخصومه من الكافرين به.

والجواب :

أن الإمامة والخلافة شيء واحد ، ولهذا ورد التعبير عن أولي

__________________

(١) سبق تخريج مصادر هذا الحديث والذي قبله في صفحة ١٤٣.

(٢) سبق تخريج مصادره في صفحة ٨٢.

٢٤١

الأمر تارة بالأئمة كما في حديث «الأئمة من قريش» ، وتارة بلفظ الخلفاء كما في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة ... كلهم من قريش (١).

وعليه ، فكيف تكون الإمامة بدعة ولا تكون الخلافة كذلك؟!

ثمّ كيف تحاك المؤامرات بالإمامة ضد الخلافة؟!

هذا مع أنا لو سبرنا ما حدث منذ العصر الأول إلى يومنا هذا فإنا لا نجد التاريخ يحدِّث أن ثمة مؤامرات حاكها الشيعة ضد خلافة المسلمين ، أو أن حروباً طاحنة أثارها الشيعة قد وقعت بين المسلمين.

وأما أن الإسلام عاش مفكك الأوصال ، مزعزع الأركان ، فكل ذلك إنما حصَل بسبب ابتعاد المسلمين عن الأخذ بشعائر الإسلام المهمة التي منها اتباع أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وتقديمهم والتمسك بحبلهم ، فإن الناس لما مالوا عنهم إلى غيرهم ، وصارت الخلافة العظمى يتداولها الطلقاء وأبناء الطلقاء ، وصارت أمور المسلمين بيد كل طامع متغلِّب ، آلت الأحوال إلى ما هي عليه الآن.

قال الجزائري : على هذا الأساس أيها الشيعي وُضعت عقائد الشيعة وسُن مذهبها ، فكان ديناً مستقلاً عن دين المسلمين ، له أصوله ومبادئه وكتابه وسنَّته وعلومه ومعارفه. وقد تقدم في هذه الرسالة مصداق ذلك

__________________

(١) سبق تخريج مصادره في صفحة ٨٣.

٢٤٢

وشاهده ، فارجع إليه وتأمله إن كنت فيه من الممترين.

والجواب :

أن الشيعة الإمامية أخذوا عقائدهم من أئمة أهل البيت الذين أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باتباعهم والتمسك بحبلهم ، ونصَّ في أحاديث كثيرة على أنهم هم الناجون الفائزون دون غيرهم ، وقد ذكرنا ما يدل على ذلك فيما تقدم.

وأما أن الشيعة لهم دين مستقل عن دين المسلمين فإثبات ذلك دونه خرط القتاد ، والأحاديث المروية عند أهل السنة تكذِّب ذلك ، بل تثبت بما لا يدع مجالاً للريب أن الشيعة مسلمون مؤمنون محسنون.

فإن تلك الأحاديث دلَّت على أن الإسلام قد بُني على خمس كما روي عن ابن عمر أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت (١).

كما دلَّت على أن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقَدَر خيره وشرِّه. وأن الإحسان هو أن تعبد الله

__________________

(١) صحيح البخاري ١/١٠ كتاب الايمان ، باب رقم ٢. صحيح مسلم ١/٤٥ كتاب الايمان ، باب رقم ٥. سنن الترمذي ٥/٥. سنن النسائي ٨/١٠٧. مسند أحمد ٢/٢٦ ، ٩٣ ، ١٢٠ ، ١٤٣ ، ٤/٣٦٣. صحيح ابن خزيمة ١/١٥٩ ، ٣/١٨٧. السنن الكبرى ٤/١٩٩. الإحسان بترتيب ابن حبان ١/١٨٨ ، ٣/٣. صحيح سنن النسائي ٣/١٠٢٩. إرواء الغليل ٣/٢٤٨.

٢٤٣

كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك كما في حديث سؤال جبرئيل عليه‌السلام الذي تقدَّم ذكره (١).

وأما أصول مذهب الشيعة الإمامية ومبادئه وعلومه ومعارفه فهي معلومة ومبثوثة فيما صنَّفه علماء المذهب قدَّس الله أسرارهم ، وهي غير خافية على الجزائري ولا على غيره ممن كتب ضد الشيعة. وكان الأجدر بالجزائري الذي يزعم هذا الزعم أن ينقل لقارئه شيئاً من أصول ومبادئ وعلوم مذهب الإمامية التي خالفوا بها قواعد الإسلام ، ليتيسَّر له ما يريد ، بدلاً من أن يتجشم تكفير الشيعة بلوازم فاسدة ، لأحاديث ضعيفة قد حمَّلها من الخيالات والأوهام ما لا تحتمله ، ثمّ نسب ذلك كله إلى الشيعة.

قال الجزائري : ولو لا القصد السيئ والغرض الخبيث لما كان للولاية من معنى يفرق المسلمين ، ويبذر الشر والفتنة والعداء فيهم.

والجواب :

أن ولاية أمير المؤمنين وأئمة أهل البيت عليهم‌السلام مضافاً إلى ثبوت وجوبها بالأدلة الصحيحة فهي جامعة لشمل الأمة ، عاصمة لهم من الشقاق والافتراق كما دلَّت على ذلك الأخبار والآثار.

ومن ذلك ما أخرجه الحاكم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما ،

__________________

(١) تقدم في صفحة ١٤٦ من هذا الكتاب.

٢٤٤

أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس (١).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي (٢).

قال الجزائري : إذ المسلمون أهل السنة والجماعة ، والذين هم وحدهم يُطلق عليهم بحق كلمة المسلمين ، لا يوجد بينهم فرد واحد يكره آل بيت رسول الله. فلماذا تمتاز طائفة الشيعة بوصف الولاية ، وتجعلها هدفاً وغاية وتعادي من أجلها المسلمين ، بل وتكفرهم وتلعنهم كما سبق أن عرفت وقدمناه.

والجواب :

أما أن الذين يُطلق عليهم بحق كلمة «المسلمون» هم أهل السنة وحدهم فهذا ادِّعاء محض ، لأن لفظ «المسلم» يصح إطلاقه على كل من شهد الشهادتين ، وأظهر شعائر الإسلام ، ولم ينكر ضروريّا من ضروريات الدين. هذا ما دلَّت عليه الأحاديث النبوية ونصَّ عليه أعلام

__________________

(١) سبق تخريج مصادره في صفحة ١٧٣.

(٢) الجامع الصغير ٢/٦٨٠ ورمز له بالحسن. مجمع الزوائد ٩/١٧٤. المطالب العالية ٤/٧٤ ، ٣٧٤. إحياء الميت ، ص ٣٧ ، ٤٥. الخصائص الكبرى ٢/٢٦٦. فضائل الصحابة ٦٧١/٢.

٢٤٥

أهل السنة.

ومن تلك الأحاديث ما أخرجه البخاري والنسائي وغيرهما ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : من شهد أن لا إله إلا الله ، واستقبل قبلتنا ، وصلى صلاتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فهو المسلم ، له ما للمسلم وعليه ما على المسلم (١).

قال السندي في حاشيته على سنن النسائي : قوله «من صلى صلاتنا» أي من أظهر شعائر الإسلام (٢).

وأخرج البخاري عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن صلَّى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فذاك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله ، فلا تخفروا الله في ذمته (٣).

فكل من أظهر شعائر الإسلام حُكِم بإسلامه ، وحَرُم إيذاؤه بنفي الإسلام عنه ، كما قال سبحانه (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) (٤) ، وذلك لأن الإيمان أمر خفي لا يقدر أحد على الجزم بنفيه.

__________________

(١) صحيح البخاري ١/١٠٣ كتاب الصلاة ، باب فضل استقبال القبلة. سنن النسائي ٧/٧٥ ، ٨/١٠٥ ، ١٠٩.

(٢) سنن النسائي ٨/١٠٥.

(٣) صحيح البخاري ١/١٠٣.

(٤) سورة النساء ، الآية ٩٤.

٢٤٦

وأما أن أهل السنة لا يوجد بينهم فرد واحد يبغض آل البيت فغير صحيح ، لأن كثيراً من علمائهم وإن كانوا يزعمون أنهم يحبّون أهل البيت عليهم‌السلام إلا أن ما يظهر منهم خلاف ذلك.

ويكفي في الدلالة على ذلك أن علماء أهل السنة حكموا بأن التشيع لأهل البيت منقصة قادحة في وثاقة الراوي ، فيضعّفون الرجل لموالاته لأهل البيت عليهم‌السلام ، فيطرحون رواياته ، وإن كان صدوقاً ثبتاً ، وينبزونه بالرفض ، ويصمونه بما لا يحسن من قبيح الصفات ، فصار كل من يحبّهم أو يروي فضائلهم ، أو ينقل مآثرهم ، وينوِّه بذكرهم ، أو يفضّلهم على غيرهم ، شيعيّا مذموماً ، أو رافضيّاً خبيثاً ، لا حرمة له ولا كرامة.

حتى أن الإمام الشافعي الذي هو علَم من أعلام أهل السنة وإمام من أئمتهم قد رُمي بالتشيع لما تجاهر بحب أهل البيت عليهم‌السلام ، فقيل له : إن أناساً لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة لأهل البيت ، فإذا رأوا أحداً يذكر شيئاً من ذلك قالوا : تجاوزوا عن هذا ، فهو رافضي. فأنشأ يقول :

إذا في مجلسٍ نذكر علياً

وابنيهِ وفاطمةَ الزكيَّة

يُقال : تجاوزوا يا قومُ هذا

فهذا من حديثِ الرافضية

برئتُ إلى المهيمنِ من أناسٍ

يرون الرفضَ حبَّ الفاطميهْ (١)

__________________

(١) نور الابصار ، ص ٢٠٠. والأبيات موجودة في الديوان ، ص ٩٠.

٢٤٧

وقيل له : إن فيك بعض التشيع! قال : وكيف؟ قالوا : ذلك لأنك تظهر حب آل محمد. فقال : يا قوم ... أليس من الدين أن أحب قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا كانوا من المتقين ، لأنه كان يحب قرابته ، وأنشد :

يا راكبا قفْ بالمحصَّبِ من مِنى

واهتفْ بساكنِ خيفِها والناهضِ

سحَراً إذا فاضَ الحجيجُ إلى مِنى

فيضاً كملتطمِ الفراتِ الفائضِ

إن كان رفضاً حُبُّ آل محمدٍ

فليشهدِ الثقلانِ أني رافضي(١)

وهناك جمع من الحفَّاظ والرواة والعلماء البارزين من أهل السنّة عُرفوا ببغض أهل البيت عليهم‌السلام ومعاداتهم.

فمن حفاظ الحديث إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : عدَّه الذهبي (٢) والسيوطي (٣) من حفَّاظ الحديث ، وهو من رجال الجرح والتعديل عندهم ، روى له أبو داود والترمذي والنسائي ، ووثَّقه النسائي والدارقطني وابن حبان ، مشهور بالنصب والتحامل على علي عليه‌السلام (٤).

ومنهم : حريز بن عثمان الحافظ أبو عثمان الرحبي : عدَّه

__________________

(١) الانتقاء في فضائل الثلاثة الائمة الفقهاء ، ص ٩١.

(٢) تذكرة الحفاظ ٢/٥٤٩. العبر ١/٣٧٢. ميزان الاعتدال ١/٧٥.

(٣) طبقات الحفاظ ، ص ٢٤٤.

(٤) راجع تهذيب التهذيب ١/١٥٨. ميزان الاعتدال ١/٧٥.

٢٤٨

الذهبي (١) والسيوطي (٢) وابن العماد الحنبلي (٣) من حفَّاظ الحديث ، وهو ناصبي معروف ، روى له البخاري والأربعة ، سُئل عنه أحمد بن حنبل فقال : ثقة ثقة. وقال : ليس بالشام أثبت من حريز. ووثَّقه ابن معين ودحيم وأحمد ابن يحيى والمفضل بن غسان والعجلي وأبو حاتم وابن عدي والقطان. قال ابن المديني : لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثِّقونه. كان يلعن أمير المؤمنين عليه‌السلام وينتقصه وينال منه. قال ابن حبان : كان يلعن عليّا بالغداة سبعين مرة ، وبالعشي سبعين مرة (٤).

وأما النواصب من رواة الأحاديث فكثيرون : منهم : عبد الله بن شقيق العقيلي ، وإسماعيل بن سميع الكوفي الحنفي ، والحصين بن نمير الواسطي ، وزياد بن جبير بن حية الثقفي البصري ، وزياد بن علاقة بن مالك الثعلبي ، وعبيد الله بن زيد بن قلابة الجرمي ، ومحمد بن زياد الألهاني ، ونعيم بن أبي هند الأشجعي ، وخالد ابن سلمة بن العاص المعروف بالفأفاء وغيرهم (٥).

وأما النواصب من علماء أهل السنة فكثيرون أيضاً ، منهم ابن

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ١/١٧٦. سير اعلام النبلاء ٧/٧٩.

(٢) طبقات الحفاظ ، ص ٧٨.

(٣) شذرات الذهب ١/٢٥٧.

(٤) راجع تهذيب التهذيب ٢/٢٠٧. ميزان الاعتدال ١/٤٥٧. تهذيب الكمال ٥/٥٦٨. سير اعلام النبلاء ٧/٧٩. تاريخ بغداد ٨/٢٦٥.

(٥) راجع ما كتبناه عن هؤلاء الرواة في كتابنا دليل المتحيرين ، ص ٣٥٩/٣٥٨.

٢٤٩

تيمية وابن كثير الدمشقي وابن الجوزي وشمس الدين الذهبي وابن حزم الأندلسي وغيرهم ، وهؤلاء وإن نفوا عن أنفسهم النَّصْب إلا أن المتأمل في كتبهم يحصل له الجزم بما قلناه ، ولو لا خشية الإطالة والخروج عن موضوع الكتاب لأقمنا الأدلة الواضحة الدالة على عداوتهم لأهل البيت عليهم‌السلام من كتبهم ومن أقوال العلماء الآخرين فيهم.

قال الجزائري : فلما ذا تمتاز طائفة الشيعة بوصف الولاية ، وتجعلها هدفاً وغاية ، وتعادي من أجلها المسلمين ، بل تكفرهم وتلعنهم كما سبق أن عرفت وقدمناه.

والجواب :

أن الولاية وإن كانت من شعائر الإسلام المؤكدة التي دلَّت عليها آيات الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة ، إلا أن الشيعة لم يجعلوها هدفاً وغاية كما زعم الجزائري يُعادون من أجلها المسلمين ، أو يكفِّرونهم أو يلعنونهم.

بل إن أئمة أهل البيت عليهم‌السلام كانوا يحثُّون شيعتهم ومواليهم على حسن الجوار مع أهل السنة وعلى التلطّف في معاشرتهم (١) ، وأحاديثهم في ذلك كثيرة جداً.

__________________

(١) كل من خالط الشيعة الامامية وجاورهم يتضح له انهم يتوددون إلى اهل السنة ، ولا يحملون حقدا ولا ضغينة على احد منهم. قال الشيخ محمد ابو زهرة في كتابه تاريخ

٢٥٠

منها : صحيحة معاوية بن وهب ، قال : قلت له : كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟ قال : تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم ، فتصنعون كما يصنعون ، فوالله إنهم ليعودون مرضاهم ، ويشهدون جنائزهم ، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ، ويؤدّون الأمانة إليهم (١).

وفي صحيحة زيد الشحام ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : اقرأ على من ترى أنه يطيعني ويأخذ بقولي السلام ، وأوصيكم بتقوى الله عزوجل ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً أو فاجراً ، وعودوا مرضاهم ، وأدّوا حقوقهم ، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق في حديثه ، وأدَّى الأمانة ، وحسن خلقه مع الناس ، قيل : هذا جعفري. فيسرُّني ذلك ، ويدخل عليَّ منه

__________________

المذاهب الاسلامية ١/٥٠ : والاثنا عشرية يوجدون الآن في العراق ... وهم عدد كبير يقارب النصف ، يسيرون على مقتضى المذهب الاثنا عشري في عقائدهم ونظمهم في الاحوال الشخصية والمواريث والوصايا والاوقاف والزكوات والعبادات كلها ، وكذلك أكثر أهل إيران ، ومنهم من ينبثون في بقاع من سوريا ولبنان وكثير من البلاد الاسلامية ، وهم يتوددون إلى من يجاورونهم من السنيين ولا ينافرونهم.

(١) الكافي ٢/٦٣٦.

٢٥١

السرور ، وقيل : هذا أدَب جعفر. وإذا كان على غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه وعاره ، وقيل : هذا أدَب جعفر. فوالله لَحدَّثني أبي عليه‌السلام أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه‌السلام فيكون زينها ، آداهم للأمانة ، وأقضاهم للحقوق ، وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، تسأل العشيرةَ عنه ، فتقول : مَن مثل فلان؟ إنه لآدانا للأمانة ، وأصدقنا للحديث (١).

وفي خبر أبي علي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن لنا إماماً مخالفاً وهو يبغض أصحابنا كلهم. فقال : ما عليك من قوله ، والله لئن كنتَ صادقاً لأنت أحق بالمسجد منه ، فكن أول داخل وآخر خارج ، وأحسن خلقك مع الناس ، وقل خيراً (٢).

والإنصاف أن أهل السنة هم الذين جعلوا موالاة كل الصحابة سبباً لتكفير كل من لا يرى رأيهم ، فقد أفتى جمع من أعلامهم بأن كل من كره واحداً منهم أو طعن في روايته فهو كافر.

قال ابن حجر بعد أن ساق قوله تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) إلى قوله (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) الآية (٣) : ومن هذه الآية أخذ الإمام مالك بكفر الروافض الذين يبغضون

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) وسائل الشيعة ٥/٣٨٢.

(٣) سورة الفتح ، الآية ٢٩.

٢٥٢

الصحابة ، قال : لأن الصحابة يغيظونهم ، ومن غاظه الصحابة فهو كافر.

وقال ابن حجر : وهو مأخذ حسن يشهد له ظاهر الآية ، ومن ثمّ وافقه الشافعي رضي الله عنه في قوله بكفرهم ، ووافقه جماعة من الأئمة (١).

وقال القرطبي : لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله ، فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردَّ على الله رب العالمين ، وأبطل شرائع الإسلام (٢).

قال الجزائري : والإمامة أيضاً : أليس من السخرية والعبث أن يترك الإسلام للمسلمين أمر اختيار مَن يحكمهم بشريعة الإله ربهم وهدي نبيّهم ، فيختارون مَن شاءوا ممن يرونه صالحاً لإمامتهم وقيادتهم بحسب كفاءته ومؤهلاته ، فتقول جماعة الشيعة : لا ، لا ، يجب أن يكون موصى به ، منصوصاً عليه ، ومعصوماً ويوحى إليه ، ومتى يجد المسلمون هذا الإمام؟ أمن أجل هذا تنحاز الشيعة جانباً تلعن المسلمين وتعاديهم؟!

والجواب :

أن الله سبحانه لم يجعل الخلافة شورى ، ولم يترك للمسلمين أمر

__________________

(١) الصواعق المحرقة ، ص ٢٤٣. وراجع تفسير القرآن العظيم ٤/٢٠٤.

(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٦/٢٩٦.

٢٥٣

اختيار مَن يحكمهم ، بل اختار لهم الأصلح لهم في دينهم ودنياهم.

ويدل على ذلك أمور:

١ ـ أن الشورى تسبِّب الاختلاف والتنازع ، وهذا ما وقع بين المسلمين في سقيفة بني ساعدة ، واستمر الخلاف بسبب ذلك إلى يومنا هذا ، مع أن من غايات الشارع المقدس إغلاق كل باب يؤدي إلى النزاع ، وسد كل ثغرة تؤدي إلى الخلاف.

وعليه ، فلا يمكن أن يفتح الله للمسلمين باباً يؤدي إلى الفرقة مع إمكان النص على الخليفة الذي تجتمع عليه الأمة ، وتتَّحد به الكلمة.

٢ ـ أن منصب الخلافة الكبرى والإمامة العظمى من أهم المناصب الدينية التي تترتب عليها أعظم المصالح وأشد المفاسد ، فلا يصح إيكالها إلى الناس الذين لا يعلمون بخفايا النفوس ولا خبايا القلوب ، إذ لا يؤمن حينئذ من اختيار أهل الشقاق والنفاق خلفاء على المسلمين وأئمة للمؤمنين ، فيحرِّفون الكتاب ، ويبدِّلون السنَّة ، ويحرِّمون الحلال ، ويحلِّلون الحرام ، ويتَّخذون عباد الله خِوَلاً ، ومال المسلمين دوَلاً.

٣ ـ أن الشورى مبتنية على اختيار الأكثر ، والله سبحانه لم يجعل ذلك علامة على الحق ، بل ذمَّ الكثرة في آيات كثيرة من كتابه العزيز ، فقال جل شأنه (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ

٢٥٤

يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (١). وقال (لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) (٢). وقال (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (٣) ، وقال (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٤).

وأما قوله تعالى (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) (٥) وقوله (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) (٦) فلا يراد بهما الشورى في الخلافة ، وإلا لكان على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يشاور أصحابه في اختيار الخليفة من بعده ، مع أنه لم يصدر منه ذلك بالاتفاق ، وإنما كان يشاور أصحابه فيما يتعلق بمصالح الحروب ونحوها.

قال ابن كثير : كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشاورهم في الحروب ونحوها (٧).

وقال الفخر الرازي : قال الكلبي وكثير من العلماء : هذا الأمر أي في (وَشاوِرْهُمْ) مخصوص بالمشاورة في الحروب (٨).

__________________

(١) سورة الانعام ، الآية ١١٦.

(٢) سورة الزخرف ، الآية ٧٨.

(٣) سورة يوسف ، الآية ١٠٣.

(٤) سورة الأعراف ، الآية ١٧٨. سورة يوسف ، الآية ٢١. سورة النحل ، الآية ٣٨. سورة الروم ، الآية ٦. سورة القصص ، الآية ٣٠ ، سورة سبأ ، الآية ٣٦.

(٥) سورة آل عمران ، الآية ١٥٩.

(٦) سورة الشورى ٣٨.

(٧) تفسير القرآن العظيم ١/٤٢٠.

(٨) التفسير الكبير ٩/٦٧.

٢٥٥

وقال القرطبي : وقد كان يشاور أصحابه في الآراء المتعلقة بمصالح الحروب (١).

ثمّ إن أهل السنة صحَّحوا خلافة عمر مع أنها لم تكن بمشورة من المسلمين ، وإنما كانت بنصٍّ من أبي بكر.

والحاصل أن مسألة الشورى لا دليل صحيح يدل على أنها من شرائع الإسلام ، ولو كانت كذلك لبُيِّنت أحكامها وحدودها ، فإن أهم أُسُسها وهو مَن يدخل في الشورى ومَن لا يدخل اختلف علماء أهل السنة فيه على أقوال كثيرة (٢) ، فكيف بسائر أحكامها؟!

وهذا دليل واضح على أن مسألة الشورى في اختيار الخلفاء إنما وضعها الناس من عند أنفسهم. ولهذا قال القرطبي : وقد جعل عمر رضي الله عنه الخلافة وهي أعظم النوازل شورى (٣).

أما أن الإمام يجب أن يكون معصوماً فلأن غير المعصوم ظالم لنفسه لوقوع المعاصي منه ، وكل من وقعت منه معصية فهو ظالم لنفسه على الأقل ، فلا يصلح للإمامة العظمى ، لقوله جل وعلا (قالَ إِنِّي

__________________

(١) الجامع لأحكام القرآن ١٦/٣٧.

(٢) قيل : لا يدخل في الشورى إلا أهل المدينة. وقيل : خصوص الصحابة. وقيل : أهل الحل والعقد. وقيل : سائر المسلمين. وقيل غير ذلك.

(٣) الجامع لأحكام القرآن ٤/٢٥١.

٢٥٦

جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (١).

ثمّ إن غير المعصوم لا يُوثق بصحة قوله ، ويُشَك في نفاذ أمره وحكمه ، لاحتمال خطئه ونسيانه وغفلته وجهله وتعمده للكذب ، فلا يتوجه الأمر بطاعته مطلقاً في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) مع أن الله سبحانه ساوى في هذه الآية بين طاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر وهم الأئمة عليهم‌السلام وذلك لانتفاء الخطأ في الكل ، وقد تقدّم بيان ذلك مفصَّلاً (٣).

هذا مضافاً إلى أن الإمامة العظمى والخلافة الكبرى التي يتوقف عليها بقاء الدين واستقامة أمور المسلمين لا يصح أن توكل إلى إمام يصيب ويخطئ ، ويحكم في القضية بحكم ثمّ ينقضه ، ويفتي في المسألة بفتوى ثمّ يبدّلها ، فينمحق الدين وتتبدَّل أحكام شريعة سيد المرسلين مع توالي الأئمة وتطاول الأزمنة.

لأجل ذلك كله وجب أن يكون إمام المسلمين معصوماً منصوصاً عليه.

أما متى يجد المسلمون هذا الإمام؟ فالجواب أنه موجود (٤) ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

(١) التفسير الكبير ٩/٦٧.

(٢) سورة النساء ، الآية ٥٩.

(٣) سورة البقرة ، الآية ١٢٤.

(٤) راجع ما كتبناه في كتابنا دليل المتحيرين ، ص ٣١٥ ـ ٣٢٧ في إثبات أن إمام العصر هو الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ، فإنه جداً ومهم.

٢٥٧

نص على الأئمة من بعده ، فبيَّن أنهم من أهل بيته حيث قال : إني تارك فيكم الثقلين : «كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسَّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً».

وبيَّن المراد بأهل بيته فيما أخرجه مسلم عن عائشة ، قالت : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليه مِرْط مرحَّل من شَعر أسوَد ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).

وبيَّن أن الأئمة من بعده اثنا عشر ، فقال : لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ... كلهم من قريش (٢).

وبيَّن أن هؤلاء الأئمة هم الذين اجتمعت الأمّة على صلاحهم وحسن سيرتهم ، وطيب سريرتهم ، إذ قال في بعض الطرق الصحيحة : كلهم تجتمع عليه الأمة (٣).

__________________

(١) صحيح مسلم ٤/١٨٨٣ كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل اهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي رواية قال (ص) : رب إن هؤلاء أهل بيتي (المستدرك ٣/١٠٨ ـ ١٠٩ وصححه ووافقه الذهبي). وفي رواية أخرى قال : اللهم هؤلاء أهلي (المستدرك ٣/١٤٦ وصححه ووافقه الذهبي أيضا). راجع روايات الباب في كتابنا دليل المتحيرين ص ٢٠٩/٢٠٦.

(٢) سبق تخريج مصادره في صفحة ٨٣.

(٣) أخرجه أبو داود في سننه ٤/١٠٦ ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود

٢٥٨

ومن ذلك كله يتضح أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نص على الأئمة من بعده ، فذكر عددهم وأوصافهم التي لا تنطبق إلا على أئمة أهل البيت الاثني عشر عليهم‌السلام.

هذا مع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد أن يكتب قبل موته كتاباً يبيِّن فيه الخلفاء من بعده ، فأمر بإحضار دواة وكتف (١) ، فعلم القوم بغرضه ، فحالوا بينه وبين كتابة ذلك الكتاب.

فإذا كانوا قد تجَرّءوا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحالوا بينه وبين كتابة أسماء الخلفاء ، فجرأتهم من بعده على جحد النصوص الكلامية سهلة ومتوقعة ، إلا أن ما بقي من النصوص فيه غنىً وكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

قال الجزائري : أيها الشيعي اعلم أنك مسئول عن نجاة نفسك ونجاة أسرتك ، فابدأ بإنقاذهما من عذاب الله ، واعلم أن ذلك لا يكون إلا بالإيمان الصحيح والعمل الصالح ، وأن الإيمان الصحيح كالعمل الصالح لا تجدهما إلا في كتاب الله وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنك وأنت محصور في سجن المذهب الشيعي المظلم لا يمكنك أن تظفر بمعرفة الإيمان الصحيح ولا العمل الصالح إلا إذا فررت إلى ساحة أهل السنة والجماعة ، حيث تجد كتاب الله

__________________

٣ / ٨٠٧.

(١) سبق تخريج مصادره في صفحة ١٣٩.

٢٥٩

خالياً من شوائب التأويل الباطل ، الذي تعمّده المغرضون من دعاة الشيعة للإضلال والإفساد.

والجواب :

أما أن المرء لا يمكنه أن يظفر بالإيمان الصحيح والعمل الصالح إلا إذا فرَّ إلى ساحة أهل السنة والجماعة فهذا ادِّعاء محض ، يدَّعيه أهل السنة ويدَّعي مثله غيرهم ، لأن (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وبما عندهم راضون.

وساحة أهل السنة التي ذكرها رأيناها بعد مزيد الفحص والتتبُّع جدباء مقفرة ، فيها ظلمات بعضها فوق بعض.

ثمّ إن أهل السنة أنفسهم اختلفوا إلى مذاهب عديدة يطعن بعضهم في بعض (١)، فأي ساحة من هذه الساحات هي التي نظفر فيها بمعرفة

__________________

(١) ولو أردنا أن نستقصي هذه الطعون لملأنا الصحف والطوامير ، إلا أنا نذكر يسيراً يغني عن كثير : ومن ذلك ما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن أبي بكر بي أبي داود السجستاني أنه قال يوماً لأصحابه : ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه ، والشافعي وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والحسن بن صالح وأصحابه ، وسفيان الثوري وأصحابه ، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟ فقالوا : يا أبا بكر ، لا تكون مسألة أصح من هذه. فقال : هؤلاء كلهم اتفقوا على ضلال أبي حنيفة.

وقال الأوزاعي وحماد ١٢/ ٤١٩ وسفيان الثوري ١٣/ ٤١٩ وابن عون ١٣ / ٤٢٠ : ما وُلد مولود في الإسلام أضر على الإسلام من أبي حنيفة. راجع ما كتبه الخطيب البغدادي عن ابي حنيفة في تاريخ بغداد ١٢/ ٣١٩ ـ ٤٥١ وكذلك ما كتبه

٢٦٠