كشف الحقائق

الشيخ علي آل محسن

كشف الحقائق

المؤلف:

الشيخ علي آل محسن


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الصفوة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٢

والجواب :

أنا لو صرفنا النظر عن ضعف الرواية ، فهي كما قلنا لا تدل على ما قاله الجزائري ، بل إنها لا تدل على أكثر من أن الله سبحانه إذا فرض طاعة عبد على العباد سواء أكان نبيّا أم إماماً فإنه لا يحجب عنه خبر السماء.

أما أن الأئمة عليهم‌السلام تجب طاعتهم مطلقاً أو في حدود معينة ، وأنهم يوحى إليهم أو يُلهمون أو يتلقَّون علومهم من بعضهم أو من غيرهم ، وأنهم معصومون أو يخطئون ، فهذا لم يرد له بيان في هذه الرواية كما هو واضح.

وعلى كل حال لو تركنا الرواية جانباً ، وأردنا أن ننظر إلى عقيدة الشيعة في طاعة الأئمة عليهم‌السلام ، وفي الوحي إليهم ، فإنا نقول :

أما طاعتهم فهي واجبة مطلقاً ، لأنه قد ثبت في محلِّه أنهم عليهم‌السلام معصومون ، والمعصوم تجب طاعته مطلقاً ، لأن عصمته مانعة من خطئه ، فلا ينطق ولا يأمر إلا بالحق ، والحق أحق أن يُتَّبع.

ويدل على ذلك أيضاً قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ

١٨١

تَأْوِيلاً) (١).

قال الفخر الرازي : إنه تعالى أمر بطاعة الرسول وطاعة أولي الأمر في لفظة واحدة ، وهو قوله (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، واللفظة الواحدة لا يجوز أن تكون مطلقة ومشروطة معاً. فلما كانت هذه اللفظة مطلقة في حق الرسول وجب أن تكون مطلقة في حق أولي الأمر (٢).

قلت : كل مَن أوجب الله طاعته مطلقاً لا بد أن يكون معصوماً ، لئلا تجب طاعته في فعل المعاصي والقبائح وفي ترك الواجبات ، وهو محال.

قال الفخر الرازي : إن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم (٣) في هذه الآية ، ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بد أن يكون معصوماً عن الخطأ ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته ، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ ، والخطأ لكونه خطأ منهيٌّ عنه ، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد ، وإنه محال. فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم ، وثبت أن

__________________

(١) سورة النساء ، الآية ٥٩.

(٢) التفسير الكبير ١٠/١٤٦.

(٣) يعني أن الامر بالطاعة لم يقع مقيدا او مشروطا بشيء ، وهو معنى كونه مطلقا.

١٨٢

كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ ، فثبت قطعاً أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوماً (١).

قلت : وعليه ، فإن قلنا بعصمة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وجبت طاعتهم مطلقاً دون غيرهم.

وإن قلنا بعدم عصمتهم لزم التكليف بالمحال ، إذ أوجب الله علينا طاعة المعصوم ، والمعصوم معدوم حسب الفرض ، لتحقق إجماع المسلمين كافة على أن غيرهم ليس بمعصوم ، والتكليف بالمحال محال على الله ، وبهذا تثبت عصمتهم ووجوب طاعتهم مطلقاً.

وأما الوحي إليهم فإن أُريد به أنهم محدَّثون فهذا لا نمنعه ، وقد تقدم بيانه. وإن أُريد به أنهم عليهم‌السلام يُوحَى إليهم قرآن كما يوحى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهذا لا نقول به ، ولا يدل عليه الحديث المزبور.

قال المجلسي أعلى الله مقامه : «خبر السماء» أي الخبر النازل من السماء ، سواءً نزل عليهم بالتحديث ، أو نزل على مَن قبله.

وقال : وكون مثل هذا العالِم بين العباد لطف ورأفة بالنسبة إليهم ، ليرجعوا إليه في كل ما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم ، والله

__________________

(١) التفسير الكبير ١٠/١٤٤.

١٨٣

أرأف بعباده من أن يمنعهم مثل هذا اللطف ، ويفرض طاعة من ليس كذلك ، فيصير سبباً لمزيد تحيّرهم (١).

قال الجزائري : وهم بذلك أنبياء مرسلون أو كالأنبياء المرسلين سواءً بسواء.

وأقول :

إن القول بأن الله تعالى لا يحجب عن الأئمة عليهم‌السلام خبر السماء لا يستلزم أن يكونوا أنبياء ، إذ يحتمل أنه تعالى يُلهِمهم أخبار السماء وما يحتاج إليه الناس ، أو يحدِّثهم الملَك ، أو أنهم تلقَّوا ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثمّ إنا بيَّنَّا أن الأئمة عليهم‌السلام ليسوا بأنبياء مرسلين ، بل إن القول بنبوة واحد منهم كفر بلا إشكال ، وإنما هم علماء صادقون محدَّثون ملهَمون ، وبهذا نطقت الأخبار الثابتة ، كصحيحة محمد بن إسماعيل ، قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : الأئمة علماء صادقون مفهَّمون محدَّثون (٢).

__________________

(١) مرآة العقول ٣/١٣٠.

(٢) الكافي ١/٢٧١. قال المجلسي في مرآة العقول ٣/١٦٤ : علماء أي هم العلماء المذكورون في قوله تعالى ((هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ)) الآية. صادقون إشارة إلى قوله سبحانه ((وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)). مفهومون من جهة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهمهم القرآن وتفسيره وتأويله وغير ذلك من العلوم والمعارف. محدثون

١٨٤

أمَّا أنهم عليهم‌السلام كالأنبياء المرسلين فهذا لا نمنعه ، إذا كان المراد بذلك أنهم كالأنبياء في أنهم حُجج الله على خلقه ، وأن طاعتهم واجبة على العباد ، وأنهم معصومون ، ويعلمون كل ما يحتاج إليه الناس في دينهم ودنياهم.

وأما إذا أراد بذلك أن الشيعة يعتقدون أن الأئمة عليهم‌السلام كالأنبياء في أنهم يُوحى إليهم قرآن أو كُتُب ، أو في نزول الوحي عليهم ، فهذا محض افتراء على الشيعة ، والحديث الذي ساقه لا يدل عليه بأي دلالة ، كما لا يخفى.

قال الجزائري : واعتقاد نبي يوحي الله إليه بعد النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ردَّة في الإسلام وكفر بإجماع المسلمين ، فسبحان الله كيف يرضى الشيعي المغرور بعقيدة تُفترى له افتراءً ، ويلزم اعتقادها ليعيش بعيداً عن الإسلام كافراً من حيث إنه ما اعتقد هذا الباطل إلا من أجل الإيمان والإسلام ليفوز بهما ويكون من أهلهما.

وأقول :

لا ريب في أن من يعتقد بنبوَّة نبي بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو كافر بإجماع المسلمين ، إلا أن محل الكلام هو أن الشيعة

__________________

من الملك.

١٨٥

الإمامية هل يعتقدون بنبوة واحد من الأئمة عليهم‌السلام أم لا؟

ومن البيِّن أن هذه المسألة لا ينبغي الكلام ولا الخوض فيها ، لأنها فرية بلا مرية ، وبهتان عظيم لم يَسبق الجزائري إليه أحدٌ من العالَمين.

ومن الغريب أن هذا الرجل يعمد إلى أحاديث ضعيفة ، ويحمِّلها من الوجوه الفاسدة ما لا تحتمله ، ثمّ يأتي بما يزعم أنها لوازم يُلزم بها الشيعة ، ويكفِّرهم بها بلا رويَّة ولا خوف من الله ، مع أنه يعلم معتقَد الإمامية في المسألة التي يتحدَّث فيها.

ثمّ كيف يرضى هذا الرجل لنفسه أن يكتب مثل هذه الأباطيل المكشوفة والافتراءات المفضوحة ، ليكفِّر بها طائفة من طوائف المسلمين ، والله جل شأنه يقول (تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) (١) ، ويقول (وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) (٢) ، و (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) (٣).

وبعد هذا كله لا أدري ما هي الغاية التي يريد الجزائري أن يحقِّقها من تسرُّعه في تكفير الشيعة وبهتهم بهذا البهتان العظيم ، مع أن في

__________________

(١) سورة النحل ، الآية ١١٦.

(٢) سورة العنكبوت ، الآية ١٣.

(٣) سورة النحل ، الآية ١٠٥.

١٨٦

تكفير المسلم إيقاعاً للنفس في المهالك ، فقد أخرج مسلم وغيره عن ابن عمر أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيُّما امرئ قال لأخيه : «يا كافر» فقد باء بها أحدهما ، إن كان كما قال ، وإلا رجعتْ إليه.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إذا كفّر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما (١).

هذا مع أن في تكفير مَن شهد الشهادتين مخالفة صريحة لما نصَّ عليه أعلام أهل السنة من عدم جواز تكفير أحد من أهل القبلة بذنب.

قال النووي : اعلم أن مذهب أهل الحق يعني أهل السنة أنه لا يُكفَّر أحد من أهل القبلة بذنب ، ولا يُكفَّر أهل الأهواء والبِدَع (٢).

قال الجزائري : وثانيتهما : قال : عن محمد بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : الأئمة بمنزلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا أنهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي ، فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

(١) صحيح البخاري ٨/٣٢ كتاب الأدب ، باب من كفّر أخاه بلا تأويل فهو كما قال. صحيح مسلم ١/٧٩ كتاب الإيمان ، باب رقم ٢٦. الموطأ ، ص ٥٣٨ ، مسند أحمد ٢/٤٤ ، ٦٠ ، ٧٧ ، ١٠٥ ، ١١٣.

(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ١/١٥٠.

١٨٧

وأقول :

هذا الحديث أيضاً ضعيف السند ، وحسبك أن من جملة رواته عبد الله بن بحر ، وهو ضعيف في الحديث.

قال المامقاني قدس‌سره : عبد الله بن بحر ... وقد ضعَّف الرجل ابن الغضائري ، حيث قال : عبد الله بن بحر كوفي صيرفي ، يروي عن أبي العباس ، ضعيف مرتفع القول (١). ونقَل تضعيفه عن كل من العلَّامة الحلي في الخلاصة ، وابن داود في رجاله ، والشيخ البهائي في الوجيزة (٢).

قلت : وضعفه كذلك المحقق الخوئي (٣) ، وضعف رواياته النجفي في الجواهر (٤) ، والعاملي في المدارك (٥) ، والبحراني في الحدائق (٦) ، والحكيم في

__________________

(١) قال المامقاني في مقباس الهداية ٢/٣٠٥ : قولهم : «مرتفع القول» جعله في الدراية من الفاظ الجرح ، وفسره بأنه لا يقبل قوله ولا يعتمد عليه ... والذي أظن أن المراد بقولهم : «مرتفع القول» أنه من أهل الارتفاع والغلو ، فيكون لذلك جرحا حينئذ لذلك ، فتأمل.

(٢) تنقيح المقال ٢/١٦٩.

(٣) معجم رجال الحديث ١٠/١١٨.

(٤) جواهر الكلام.

(٥) مدارك الأحكام ٨ /٥٦.

(٦) الحدائق الناضرة ٢٤ / ٢٢٢.

١٨٨

المستمسك (١) وغيرهم.

قال الجزائري : هذه الرواية ، فإنها وإن كان في ظاهرها بعض التناقض ، فإنها كسابقتها تقرِّر عصمة الأئمة ووجوب طاعتهم ، وأنهم يُوحى إليهم ، لأن عبارة «الأئمة بمنزلة الرسول إلا في موضوع النساء» صريحة في أنهم يوحى إليهم وأنهم معصومون ، وأن طاعتهم واجبة ، وأن لهم جميع الكمالات والخصائص التي هي للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

والجواب :

أن الرواية المذكورة مع ضعف سندها لا تناقض فيها ، والظاهر أنه ظن أن قوله : «الأئمة بمنزلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» يستلزم القول بأنهم عليه‌السلام يُوحَى إليهم ، وهذا عنده يناقض قوله عليه‌السلام : «إلا أنهم ليسوا بأنبياء» ، مع أن المراد بالعبارة الأولى هو أن الأئمة عليه‌السلام بمنزلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في العصمة ووجوب الطاعة ، وأنهم يعلمون كل ما يحتاج إليه الناس في دينهم ودنياهم.

والمراد بأنهم ليسوا بأنبياء هو أنهم وإن اشتركوا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كثير من الأمور ، إلا أنهم لا يشتركون معه في النبوة وأمر النساء.

__________________

(١) مستمسك العروة الوثقى ١٤ / ٣٣٥.

١٨٩

ومن ذلك يتَّضح أن ليس المراد بأن الأئمة عليهم‌السلام بمنزلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو أنهم يساوون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الفضل ، فإن المسلمين قاطبة سنة وشيعة قد اتفقوا على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو سيِّد ولد آدم من الأولين والآخرين.

وإنما المراد هو أنهم لمَّا كانوا هم القائمين بالأمر من بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإن ذلك يعني أنهم علماء معصومون صادقون مفهَّمون محدَّثون ، يعلمون كل ما يحتاج إليه الناس في أمور دينهم ودنياهم ، وأنهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فتثبت لهم المودة الواجبة ، والطاعة المفروضة. إلا أنهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحل لهم من النساء أكثر من أربع ، فإن ذلك ليس مما تقتضيه الخلافة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما لا يخفى.

هذا وقد نص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غدير خُم على أن أمير المؤمنين عليه‌السلام له ما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، إذ قال : أيها الناس ، ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه (١).

__________________

(١) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ١/١١٨ ، ١١٩ ، ٤/٢٨١ ، ٣٧٠ ، ٣٧٢ ، ٥/٣٤٧ وابن ماجة في السنن ١/٤٣. وابن حبان في صحيحه كما في الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٩/٤٢. وابن أبي عاصم في كتاب السنة ، ص ٥٩٢.

١٩٠

فأثبت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام ما هو ثابت له من الولاية الواجبة والطاعة المفروضة ، كما أثبت لأهل بيته أنهم بمنزلته في أمور لا يختلف فيها الناس ، وهي كثيرة ، منها :

١ ـ الصلاة عليهم : فقد أخرج البخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك وأحمد والدارمي وغيرهم ، عن كعب بن عجرة ، أنه قال : سألْنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلنا : يا رسول الله ، كيف الصلاة عليكم أهل البيت ، فإن الله قد علَّمنا كيف نسلِّم؟ قال : قولوا : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد (١).

__________________

والحاكم في المستدرك ٣/١٠٩ ـ ١١٠ ، ١١٦. وقال : صحيح على شرط الشيخين. والهيثمي في مجمع الزوائد ٩/١٠٤ وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة. وأخرجه كذلك النسائي في خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ص ٩٩ ، ١٠٠. وصححه الألباني في سلسلة الاحاديث الصحيحة ٤/٣٣٠ ، وصحيح سنن ابن ماجة ١/ ٢٦.

(١) صحيح البخاري ٤/١٧٨ كتاب الانبياء ، باب يزفون النسلان في المشي. و ٦/١٥١ كتاب التفسير ، تفسير سورة الاحزاب. و ٨/٩٥ كتاب الدعوات ، باب الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رقم ٣١ ، وباب ٣٢. صحيح مسلم ١/٣٠٥ كتاب الصلاة ، باب الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد التشهد. سنن الترمذي ٥/٣٥٩. سنن أبي داود ١/٢٥٧. سنن النسائي ٣/٤٥. سنن الدارمي ١/٣٩٠. الموطأ ، ص ٨٣. مسند أحمد ١/١٦٢ ، ٣/٢٧ ، ٤/١١٨ ، ٢٤١ ، ٢٤٣ ، ٢٤٤ ، ٥/٢٧٤ ، ٣٧٤ ، ٤٢٤.

١٩١

٢ ـ التطهير من الرجس وإذهاب السوء والفحشاء عنهم : قال عز من قائل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).

٣ ـ تحريم الصدقة عليهم تنزيهاً لهم عنها : فقد روي في الصحيح عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس ، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد (٢).

إلى غير ذلك مما هو معلوم ومشهور.

ثمّ لا أدري لِمَ ينكر الجزائري وجوب طاعة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام مع صحة حديث الثقلين عندهم ، الدال بأتم وأوضح دلالة على وجوب التمسّك بهم والاهتداء بهديهم. بينما لا يرى هو ولا وغيره من أهل السنة غضاضة في طاعة سلاطين الجور والضلال ، بل إنهم يرون أن طاعتهم واجبة ، وأن مَن عصاهم فقد عصي الله ، ومَن

__________________

(١) سورة الاحزاب ، الآية ٣٣.

(٢) صحيح مسلم ٢/٧٥٤ كتاب الزكاة ، باب رقم ٥١. ص ٧٥١ باب رقم ٥٠ وما بعده. وراجع صحيح البخاري ٢/١٥٦ كتاب الزكاة ، باب أخذ صدقة التمر ، ص ١٥٧ باب ما يذكر في صدقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ٣/٧١ كتاب البيوع ، باب رقم ٤ ، ٤/٩٠ كتاب الجهاد ، باب من تكلم بالفارسية ، ٧/٦١ كتاب الطلاق ، باب رقم ١٤. الموطأ ، ص ٥٤٦. سنن أبي داود ٢/١٢٣. سنن الترمذي ٣/٤٦. سنن النسائي ٥/١٠٧. مسند أحمد ١/٢٠٠ ، ٢٧٩ ، ٤٤٤ ، ٤٧٦ ، ٣/٤٩٠ ، ٤/٣٥ ، ٥/٣٥٤ ، ٣٩٠.

١٩٢

فَارقَهم فقد فَارق الجماعَة ، وأحاديثهم الدالة على ذلك كثيرة جداً.

منها : ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال : مَن أطاعني فقد أطاع الله ، ومَن يعصني فقد عصى الله ، ومن يطع الامير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني (١).

ومنها : ما أخرجه البخاري واللفظ له ومسلم وأحمد والدارمي والبيهقي وغيرهم ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر ، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية (٢).

فإذا كان الحال كذلك فأي غضاضة في أن تكون طاعة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام واجبة ، ويكون اتِّباعهم لازماً ، فإنهم أحد الثقلين اللذين حثَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على مراعاتهما والتمسّك بهما ،

__________________

(١) صحيح البخاري ٤/٦٠ كتاب فضل الجهاد والسير ، باب يقاتل من وراء الامام ويتقى به ، ٩/٧٧ كتاب الاحكام ، الباب الاول. مسند أحمد ٢/٢٥٢ ـ ٢٥٣ ، ٣٤٢ ، ٤١٦ ، ٤٦٧.

(٢) صحيح البخاري ٩/٥٩ كتاب الفتن ، باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سترون بعدي امورا تنكرونها ، ٩/٧٨ كتاب الاحكام ، باب السمع والطاعة للامام ما لم تكن معصية. صحيح مسلم ٣/١٤٧٧ كتاب الامارة ، باب رقم ١٣. مسند أحمد ١/٢٧٥ ، ٢٩٧ ، ٣١٠. سنن الدارمي ٢/٢٤١. السنن الكبرى ١٥٧/٨.

١٩٣

وإنهم الذين أوجب الله مودَّتهم ، وأذهب عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً ، وعلى أقل تقدير فطاعتهم أولى من طاعة سلاطين الجور من الطُّلقاء وأبناء الطلقاء وغيرهم.

قال الجزائري : والقصد الصحيح من هذا الاختلاق والكذب الملفَّق أيها الشيعي هو دائماً فصل أمَّة الشيعة عن الإسلام والمسلمين للقضاء على الإسلام والمسلمين ، بحجَّة أن أمَّة الشيعة في غنىً عما عند المسلمين من وحي الكتاب الكريم وهداية السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، وذلك بما لديها من مصحف فاطمة الذي يفوق القرآن الكريم ، والجفر والجامعة وعلوم النبيين السابقين ووحي الأئمة المعصومين الذين هم بمنزلة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا في مسألة نكاح أكثر من أربع نسوة ، وما إلى ذلك مما سَلَخ أمة الشيعة المعتقدة لهذا الاعتقاد من الإسلام ، وسلَّها من المسلمين انسلال الشعرة من العجين.

والجواب :

أنا لا نعلم كيف يتم فصل أمَّة الشيعة عن الإسلام ، إلا إذا قلنا بكفرهم ومروقهم من الدين.

وعليه ، فكيف يكون القصد الصحيح عند مَن اختلق هذا الحديث وهو شيعي على الظاهر هو إخراج أمَّة الشيعة من الإسلام؟!

ثمّ كيف يثبت كفر الشيعة ومروقهم من الدين باعتقادهم أن

١٩٤

أئمة أهل البيت عليهم‌السلام هم الذين تجب مودَّتهم وموالاتهم وطاعتهم ، والاقتداء بهم ، والتمسّك بحبلهم ، ويجب اعتقاد عصمتهم ، وما إلى ذلك مما ثبت لهم بالأدلة الصحيحة ، ولا يثبت كفر أهل السنة باعتقادهم وجوب موالاة كافة الصحابة حتى المنافقين منهم والطلقاء وأبناء الطلقاء ، ووجوب التمسك بهم واقتفاء آثارهم ، كما تجب طاعة سلاطين الجور المتسلِّطين على الأمة بالقوة والقهر ، ويجب اعتقاد عصمة هذه الأمة من الخطأ ، إلى غير ذلك مما هو معلوم من عقائدهم؟!

وأما فصل أمَّة الشيعة عن المسلمين فقد أجبنا عنه فيما تقدَّم ، وقلنا بأنه إن كان مراده بالمسلمين هم مَن يُعرفون بأهل السنة فهؤلاء لا يجب اتِّباعهم ، وإن أراد بهم غيرهم فكل طائفة من طوائف المسلمين قد افترقت عن غيرها في أصولها وفروعها ، والمحذور هو مخالفة الكتاب والسنة ، وأما ما عدا ذلك فلا محذور في مخالفته ألبتة.

وقوله : «إن القصد من اختلاق هذه الأحاديث هو فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين ، للقضاء على الإسلام والمسلمين» لا يخفى ما فيه من الضعف والركاكة (١) ، لأن الأحاديث المذكورة أحاديث

__________________

(١) إن الكاتب ليشعر بالخجل من العلماء والمفكرين والمثقفين وهو يرد على هذا الكلام الركيك المضطرب وأمثاله مما ملأ الجزائري به كتيبه ، ولكن يلجئني إلى رده خوفي من أن ينخدع به بعض ضعفة المؤمنين ، والله المستعان.

١٩٥

ضعيفة ، لا يمكن أن يكون لها هذا الأثر العظيم في فصل الشيعة عن باقي المسلمين ، ولا سيما إذا علمنا بوجود الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي تحث على حسن معاشرة أهل السنة ، والصلاة معهم ، وعيادة مرضاهم ، وحضور جنائزهم ، والشهادة لهم وعليهم ... وما إلى ذلك.

ثمّ إن الشيعة إذا خرجوا من الإسلام ، وفارقوا باقي فِرَق المسلمين أو أهل السنة بخصوصهم كيف يتسبَّب من ذلك القضاء على الإسلام والمسلمين ، وهم لم يشهروا على باقي المسلمين سيفاً ، ولم يكيدوا لهم مكيدة أبداً في سرٍّ أو علانية؟!

والإنصاف أن هذا الحديث وأمثاله لا ينشأ منه فصل الشيعة عن الإسلام ولا عن باقي المسلمين ، وإنما يسبب افتراق المسلمين واختلافهم ما يكتبه هؤلاء الكُتَّاب الذين يسعون باذلين جهدهم لتكفير طائفة عظيمة من طوائف المسلمين ، متشبِّثين بأحاديث ضعيفة لم يفهموا معانيها ، أو فهموها ولكن سوَّلت لهم أنفسهم أمراً ، فحمَّلوها ما لا تحتمل من الوجوه الفاسدة والاحتمالات الواهية ... فكفَّروا مَن شاءوا بلوازم فاسدة ، لمعانٍ غير صحيحة ، لأحاديث ضعيفة.

وقوله : «بحجَّة أن أمة الشيعة في غنىً عما عند المسلمين من وحي الكتاب الكريم وهداية السنة النبوية ... وذلك بما لديها من مصحف فاطمة ... إلى آخره» واضح الضعف ، فإن الشيعة الإمامية لم يفارقوا

١٩٦

باقي فرق المسلمين حتى يتذرعوا لمفارقتهم بأمثال هذه الخيالات الواهية أو بغيرها ، ولم يستغنوا عن كتاب الله العزيز وسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغيرهما. وهذه كتبهم ومصنفاتهم تنص على أن الكتاب والسنة هما أهم مصادر الاستنباط عندهم ، فكيف يستغنون عن الكتاب والسنة بمصحف فاطمة والجفر والجامعة وغيرها من الكتب التي ليست عندهم ، بل لم يرَوها ولم يطَّلعوا على ما فيها؟!

قال الجزائري : أَلا قاتل الله روح الشر التي اقتطعت قطعة عزيزة من جسم أمَّة الإسلام باسم الإسلام ، وأبعدت خلقاً كثيراً عن طريق آل البيت باسم نصرة آل البيت.

وقال : اللهم اقطع يد الاجرام الأولى التي قطعت هؤلاء الناس عنك ، وأضلَّتهم عن سبيلك.

وأقول :

إن روح الشر في حقيقة الأمر هي الروح التي تسعى لإثارة الفُرقة بين المسلمين ، بتكفير طائفة كبيرة من أتباع أهل البيت عليه‌السلام ، وإن يد الاجرام هي اليد التي تكتب من غير حجَّة معتمَدة أو برهان صحيح في الطعن في مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً ، وأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باتِّباعهم والتمسّك بحبلهم.

١٩٧

ومن الواضح أن الذين أشار إليهم الجزائري بيد الاجرام الأولى وروح الشر التي أبعدت الشيعة عن طريق أهل البيت هم علماء الشيعة الأولون قدس الله أسرارهم.

وهذا القول غير مستبعد ممن يلقي الكلام على عواهنه ، ولا يتورَّع عن التهمة بكل وجه قدر عليه.

ومن البيِّن أن علماء الشيعة الأبرار رحم الله الماضين منهم ، وحفظ الباقين هم الصلحاء الأتقياء الزهَّاد العُبَّاد ، الذين لم يسيروا كغيرهم في ركاب سلاطين الجور ، ولم يأكلوا من فتات موائدهم ، ولم يحلِّلوا لهم الحرام ، ويحرِّموا لهم الحلال ، ولم يصحِّحوا أخطاءهم ، ويبرِّروا قبائحهم ، ولو أرادوا ذلك لعرفوا الطريق إليه ، وسَعَوا في الحرص عليه (١).

__________________

(١) قال المناوي في فيض القدير ٢/٤١٩ : لما مات [عمر] بن عبد العزيز أراد القائم من بعده أن يمشي على نمطه ، حتى شهد له أربعون شيخا بأن الخليفة لا حساب عليه ولا عقاب.

ويكفي شهادة المناوي في وصف أكثر علماء زمانه الذين يظهر منه أنهم من علماء أهل السنة ، حيث قال : واكثر علماء الزمان ضربان : ضر منكب على حطام الدنيا ، لا يمل من جمعه ، وتراه شهره ودهره يتقلب في ذلك كالهمج في المزابل ، يطير من عذرة إلى عذرة ، وقد أخذت الدنيا بمجامع قلبه ، ولزمه خوف الفقر وحب الاكثار .... وضرب هم أهل تصنع ودهاء وخداع وتزين للمخلوقين وتملق للحكام ، شحا على رئاستهم ، يلتقطون الرخص ،

١٩٨

وهم مع ذلك لم يغرِّروا بأحد من الشيعة ولا من غيرهم ، وحسبك أنهم أوجبوا على كل مكلَّف أن يأخذ أصول دينه ومعتقداته الحقَّة بالدليل القطعي لا بالاتّباع والتقليد ، وأكَّدوا على ذلك في كتبهم الكلامية ، وهذه طريقة لا يتَّبعها مَن يريد أن يغرِّر بالعوام من الناس ، ويسعى لإضلالهم عن سبيل الله ، وإبعادهم عن دين الله.

وأما قوله : «إن علماء الشيعة قد اقتطعوا الشيعة من جسم أمة الإسلام ، وأبعدوهم عن طريق آل البيت باسم نصرة آل البيت» فيردّه أن متابعة الشيعة لأئمة أهل البيت عليهم‌السلام مما لا يرتاب فيه منصف عاقل ، ولا يشك فيه عالم فاضل. ويدل على ذلك أمور (١) :

أولاً : أن الشيعة الإمامية قصَروا الإمامة في أهل البيت عليهم‌السلام ، وحصَروا التقليد فيهم ، فلا حجة إلا لقولهم ، ولا حق إلا ما صدر منهم.

ولهذا تتابع الشيعة خلفاً عن سلف في تدوين علومهم ، وكتابة أحاديثهم في أصول الدين وفروعه حتى جمعوا الشيء الكثير.

وعليه ، فالداعي إلى متابعتهم والأخذ بهديهم والسير على

__________________

ويخادعون الله بالحيل ، ديدنهم المداهنة ، وساكن قلوبهم المنى ، طمأنينتهم إلى الدنيا ، وسكونهم إلى أسبابها ...

(١) نقلنا هذه الادلة من كتابنا دليل المتحيرين ، ص ٣٥٣/٣٥١.

١٩٩

نهجهم وهو اعتقاد إمامتهم دون سواهم موجود ، والمانع من متابعتهم مفقود ، فلا بد من حصول الاتِّباع وتحقق الموالاة.

وثانياً : اعتراف جمع من أرباب التحقيق من أهل السنة بمتابعة الشيعة لأهل البيت عليهم‌السلام ومشايعتهم لهم.

١ ـ قال الشهرستاني : الشيعة هم الذين شايعوا عليّا رضي الله عنه على الخصوص ، وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصيّة ، إما جليًّا وإما خفيّاً ، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده (١).

وقال في ترجمة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام : وهو ذو علم غزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات ... وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم (٢).

٢ ـ وقال ابن منظور في لسان العرب ، والفيروزآبادي في القاموس المحيط ، والزبيدي في تاج العروس : وقد غلب هذا الاسم أي الشيعة على مَن يتوالى عليّا وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين ، حتى صار لهم اسماً خاصاً ، فإذا قيل : «فلان من الشيعة» ، عُرف أنه منهم (٣).

__________________

(١) الملل والنحل ١/١٤٦.

(٢) المصدر السابق ١/١٦٦.

(٣) لسان العرب ٨/١٨٩. القاموس المحيط ٣/٤٩. تاج العروس ٢١/٣٠٣.

٢٠٠