الطّرائف في معرفة مذاهب الطوائف

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الطّرائف في معرفة مذاهب الطوائف

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : الفرق والمذاهب
المطبعة: مطبعة الخيام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٣

ذلك الناس قال : فقام رسول الله (ص) فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فأني أمرت بسد الأبواب إلا باب علي وقال فيه قائلكم ، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته (١).

ورواه أيضا أحمد بن حنبل عن عمر بن الخطاب عن النبي (ص).

ورواه أيضا أحمد بن حنبل عن عبد الله بن عمر عن النبي (ص) من عدة طرق (٢).

٦٠ ـ ورواه أبو زكريا بن مندة الأصفهاني الحافظ في مسانيد المأمون عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : حدثني المأمون ، قال : حدثني الرشيد ، قال : حدثني المهدي ، قال : حدثني المنصور ، قال : حدثني أبي عن عبد الله ابن العباس قال : قال النبي (ص) لعلي " ع " أنت وارثي. وقال : إن موسى سأل الله تعالى أن يطهر له مسجدا لا يسكنه إلا موسى وهارون وابنا هارون ، وإني سألت الله تعالى أن يطهر مسجدا لك ولذريتك من بعدك. ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك ، فاسترجع وقال : فعل هذا بغيري؟ فقيل : لا ، فقال : سمعا وطاعة ، فسد بابه ، ثم أرسل إلى عمر فقال : سد بابك ، فاسترجع وقال : فعل هذا بغيري؟ فقيل : بأبي بكر ، فقال : إن في أبي بكر أسوة حسنة ، فسد بابه ، ثم ذكر رجلا آخر فسد بابه وذكر كلاما له ثم قال : فصعد رسول الله (ص) المنبر فقال : ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت باب علي ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب علي (٣).

٦١ ـ ورواه الشافعي ابن المغازلي من ثمانية طرق ، فمنها عن حذيفة ابن أسيد الغفاري قال : لما قدم النبي (ص) وأصحاب النبي المدينة لم يكن لهم بيوت يسكنون

__________________

(١) أحمد بن حنبل في مسنده : ٤ / ٣٦٩ ، وكشف الغمة عنه : ٣٣١.

(٢) أحمد بن حنبل في مسنده : ٢ / ٢٦ وكذا رواه عن عمرو بن ميمون في مسنده : ١ / ٣٣٠.

(٣) البحار : ٣٩ / ٣٤.

٦١

فيها ، وكانوا يبيتون في المسجد ، فقال لهم النبي : لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا ، ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد ، وإن النبي (ص) بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال : إن رسول الله (ص) يأمرك أن تخرج من المسجد وتسد بابك ، فقال : سمعا وطاعة ، فسد بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى عمر فقال : إن رسول الله (ص) يأمرك أن تسد بابك الذي في المسجد وتخرج منه ، فقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله غير أني أرغب إلى الله تعالى في خوخة في المسجد ، فأبلغه معاذ ما قاله عمر ، ثم أرسل إلى عثمان وعنده رقية ، فقال : سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى حمزة رضي الله عنه فسد بابه وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، وعلي عليه السلام على ذلك يتردد لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ، وكان النبي (ص) قد بنى له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبي اسكن طاهرا ومطهرا فبلغ رجلا (١) سماه ابن المغازلي قول النبي (ص) لعلي فقال : يا رسول الله تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب؟ فقال له نبي الله : لو كان الأمر لي ما جعلت من دونكم من أحد ، والله ما أعطاه إياه إلا الله وإنك لعلى خير من الله ورسوله ، أبشر ، فبشره النبي (ص) فقتل يوم أحد شهيدا ، ونفس ذلك رجال علي عليه السلام فوجدوا في أنفسهم ، وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي (ص) ، فبلغ ذلك النبي فقام خطيبا فقال : إن رجالا لا يجدون في أنفسهم في أن أسكنت عليا في المسجد ، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته ، إن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه " أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة (٢) وأمر موسى

__________________

(١) وهو حمزة على ما في المناقب.

(٢) يونس : ٨٧.

٦٢

أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلا هارون وذريته ، وأن عليا مني بمنزلة هارون من موسى ، وهو أخي دون أهلي ، ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته ، فمن ساءه ههانا ـ وأومأ بيده نحو الشام (١).

إن عليا أخو النبي صلى الله عليه وآله

٦٢ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده من أكثر من ستة طرق فمنها عن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي (ص) آخى بين الناس وترك عليا عليه السلام حتى بقي آخرهم لا يرى له أخا ، فقال : يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني؟ قال : ولم تراني تركتك؟ إنما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك أحد فقل : أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يدعيها بعدك إلا كذاب (٢).

٦٣ ـ وروى أحمد بن حنبل أيضا عن زيد بن أبي أوفى من طريقين قال : قال رسول الله (ص) لعلي عليه السلام : والذي بعثني بالحق نبيا ما اخترتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي (٣). تمام الخبر.

٦٤ ـ وروى أحمد بن حنبل وابن المغازلي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال : قال رسول الله : مكتوب على باب الجنة " محمد

__________________

(١) المناقب : ٢٥٣ ـ ٢٥٥ والعمدة : ٩١ ، وكشف الغمة : ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ ، والبحار : ٣٩ / ٣١ ـ ٣٢.

(٢) الطبري في الرياض النضرة عن مناقب أحمد بن حنبل : ٢ / ١٦٨.

(٣) ابن شهرآشوب في المناقب عن أحمد بن حنبل : ٢ / ١٨٦.

٦٣

رسول الله على أخو رسول الله " قبل أن يخلق السماوات بألفي عام (١).

ورواه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثالث في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من صحيح أبي داود وصحيح الترمذي (٢).

٦٥ ـ وروى الحافظ أبو بكر بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، قال حدثني أبو الحسن علي بن أحمد بن ميمونة الحلواني المؤدب ، قال حدثني محمد بن إسحاق المقري ، حدثنا علي بن حماد الخشاب ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا وكيع بن الخراج ، حدثنا سليمان بن مهربان ، حدثنا جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على باغضيهم لعنة الله (٣).

٦٦ ـ فمن ذلك عن ابن عمر قال : لما آخى النبي (ص) بين أصحابه ، جاء علي عليه السلام تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد من إخواني؟ قال : سمعت النبي يقول : أنت أخي في الدنيا والآخرة (٤).

ورواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي من أكثر من خمس طرق ، وزاد فيه تفضيلا لعلي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله. وسيأتي حديث في

__________________

(١) ابن المغازلي في المناقب : ٩١ ، والعمدة : ١٢١ ، وذخائر العقبى : ٦٦.

(٢) في مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب عن الترمذي : ٢ / ١٨٥.

(٣) الذهبي في ميزان الاعتدال : ٢ / ٢١٧.

(٤) رواه ابن المغازلي في المناقب : ٣٧ ، وابن الصباغ في الفصول المهمة : ٣٨

ط نجف.

٦٤

المواخاة رواه حذيفة بن اليمان (١).

قوله صلى الله عليه وآله : علي مني وأنا منه

٦٧ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده أخبارا كثيرة في قول النبي " علي مني وأنا منه " منها عن عبد الله بن خطيب قال : قال رسول الله (ص) لوفد ثقيف حين جاؤوه : لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا مني ـ أو قال : مثل نفسي ـ فليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم؟ قال عمر : فوالله ما اشتهيت الإمارة إلا يومئذ ، فجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول هذا فالتفت إلى علي عليه السلام فأخذ بيده ثم قال : هو هذا ، هو هذا ـ مرتين (٢).

٦٨ ـ ورواه أحمد بن حنبل أيضا عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله وزاد فيه : إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي (٣).

٦٩ ـ ورواه أيضا أحمد بن حنبل عن حبشي بن جنادة السلولي من طريقين يقول في أحدهما عن النبي (ص) أنه قال : علي مني وأنا منه ، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي (٤).

ورواه الشافعي ابن المغازلي في كتابه بهذه الألفاظ (٥).

٧٠ ـ وروى أيضا أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي عليه السلام أصحاب الألوية يوم أحد قال جبرئيل :

__________________

(١) المناقب : ٣٧ ـ ٣٩ ، رواها عن خمس طرق.

(٢) البحار : ٣٨ / ٣٢٥ ، وذخائر العقبى : ٦٤.

(٣) أحمد بن حنبل في المناقب على ما في إحقاق الحق : ٥ / ٢٩٣ ، والترمذي في صحيحه : ١٣ / ١٦٤.

(٤) أحمد بن حنبل في مسنده : ٤ / ١٦٥ و ١٤٥.

(٥) المناقب : ٢٢٢ ورواها عن عشر طرق فراجع.

٦٥

يا رسول الله إن هذه لهي المواساة. فقال النبي (ص) : إنه مني وأنا منه ، قال جبرئيل : وأنا منكما يا رسول الله (١). ورواه أيضا من طريق آخر.

٧١ ـ وروى أيضا أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : بعث رسول الله (ص) بعثين على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلي على الناس وإذا افترقتما فكل واحد منكما على جنده. فلقينا بني زيد من اليمن فاقتتلنا فظفر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي عليه السلام من السبي امرأة لنفسه. قال بريدة : وكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله (ص) يخبره بذلك ، فلما أتيت النبي دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله ، فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ بك ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ، ففعلت ما أرسلت به. فقال رسول الله (ص) : يا بريدة لا تقع في علي ، فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي (٢).

٧٢ ـ وروى أبو بكر بن مردويه وهو من رؤساء المخالفين هذا الحديث من عدة طرق : وفي رواية بريدة له زيادة وهي : أن النبي (ص) قال لبريدة : إيه عنك يا بريدة ، فقد أكثرت الوقوع بعلي ، فوالله إنك لتقع برجل هو أولى الناس بكم بعدي. وفي الحديث زيادة أخرى : أن بريدة قال : يا رسول الله استغفر لي ، فقال النبي : حتى يأتي علي فلما جاء علي طلب بريدة أن يستغفر له ، فقال النبي لعلي إن تستغفر له أستغفر له فاستغفر له. وفي الحديث زيادة أخرى : إن بريدة امتنع من مبايعة أبي بكر بعد وفاة النبي (ص) وتبع عليا لأجل ما كان سمعه من نص النبي بالولاية بعده (٣).

__________________

(١) ذخائر العقبى عن أحمد بن حنبل في المناقب : ٦٨ ، والطبري في تاريخه ٣ / ١٧.

(٢) أحمد بن حنبل في مسنده ٥ / ٣٥٦ ، والبحار ٣٨ / ٣٢٥.

(٣) رواه النسائي في الخصائص ٣٣ ، وذخائر العقبى ٦٨.

٦٦

٧٣ ـ ومن ذلك حديث الولاية رواية أبي سعيد مسعود بن ناصر في صحيح السجستاني وهو من المتفق على ثقته رواية بريدة هذا الحديث من عدة طرق ، وفي بعضها زيادات مهمات :

من ذلك أن بريدة قال : إن رسول الله (ص) لما سمع ذم علي غضب غضبا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنضير ، فنظر إلي وقال : يا بريدة إن عليا وليكم بعدي فأحب عليا ، فقمت وما أحد من الناس أحب إلي منه.

ومن ذلك زيادة أخرى : قال عبد الله بن عطاء : حدث بذلك حرب بن سويد بن غفلة فقال : كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث : أن رسول الله (ص) قال : أنافقت بعدي يا بريدة؟

ومن ذلك زيادة أيضا معناها : إن خالد بن الوليد أمر بريدة فأخذ كتابه يقرأ على رسول الله (ص) ويقع في علي. قال بريدة : فجعلت أقرأ وأذكر عليا ، فتغير وجه رسول الله ، ثم قال : يا بريدة ويحك أما علمتم أن عليا وليكم بعدي؟ (١)

٧٤ ـ وروى البخاري في صحيحه في الجزء الرابع من أجزاء ثمانية في ثلثه الأخير في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن عمر بن الخطاب قال : توفى رسول الله (ص) وهو عنه راض ـ يعني علي ابن أبي طالب ـ وقال له رسول الله : أنت مني وأنا منك (٢).

ورواه أيضا البخاري في صحيحه في الجزء الخامس في رابع كراس من أوله من النسخة المنقول منها (٣).

__________________

(١) رواه النيشابوري في المستدرك : ٣ / ١١٠.

(٢) البخاري في صحيحه : ٤ / ٢٠٧.

(٣) البخاري في صحيحه : ٥ / ١٤١ ط الأميرية.

٦٧

٧٥ ـ ورواه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني من باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من عده طرق ، فمنها عن أبي جنادة عن رسول الله (ص) أنه قال : علي مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو علي (١).

٧٦ ـ ورواه الشافعي ابن المغازلي من عده طرق ، وزاد في مدائحه هذا المعنى على كثير من الروايات ، ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي من عده طرق بأسانيدها في كتابه بمعنى واحد ، فمنها قال قال النبي (ص) : علي مني مثل رأسي من بدني (٢).

اختصاص علي عليه السلام بمناقب جليلة

٧٧ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده وابن المغازلي الشافعي في كتابه أن النبي (ص) قال : يا علي إن الله جعل فيك مثلا من عيسى عليه السلام ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له بأهل (٣).

(قال عبد المحمود بن داود) : ولقد جرى لعلي عليه السلام ما يناسب هذا ، أبغضته الخوارج حتى بهتوه وهم أكرهوه ، وأحبته النصيرية حتى جعلوه إلها من دون الله.

٧٨ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده ، ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند علي بن أبي طالب (ع) في الحديث

__________________

(١) إحقاق الحق عن الجمع بين الصحاح : ٥ / ٢٩٥ و ٣١٠.

(٢) المناقب : ٩٢ والخوارزمي في المناقب : ٨٧ ، والبحار : ٣٨ / ٣٢٧.

(٣) المناقب : ٧١ ، وأحمد بن حنبل في مسنده : ١ / ١٦٠.

٦٨

التاسع من أفراد مسلم ورواه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني على حد ثلثه في باب مناقب أمير المؤمنين علي (ع) من صحيح أبي داود ، ومن الباب المذكور أيضا من صحيح البخاري ، ويليه أيضا من صحيح أبي داود أن النبي (ص) قال لعلي عليه السلام : ولا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.

وفي بعض رواياتهم أبي سعيد الخدري : إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا(١).

٧٩ ـ ومن مسند أحمد بن حنبل عن عمار بن ياسر أنه سمع النبي (ص) يقول لعلى : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك (٢).

٨٠ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) : الصديقون ثلاثة : حبيب بن موسى النجار وهو مؤمن آل يس ، وخربيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم.

ورواه أيضا ابن شيرويه في باب الصاد من كتاب الفردوس.

ورواه أيضا الشافعي ابن المغازلي في كتابه كما رواه أحمد بن حنبل وابن شيرويه سواء(٣).

٨١ ـ وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى " والسابقون السابقون * أولئك المقربون " (٤) عن عباد بن عبد الله قال : سمعت عليا (ع) يقول : أنا عبد الله

__________________

(١) أحمد بن حنبل في مسنده : ٦ / ٢٩٢ ، ومسلم في صحيحه : ١ / ٨٦ ، وذخائر العقبى : ٩١ ، والنسائي في خصائصه : ٢٧ ، وإحقاق الحق عن الجمع بين الصحيحين : ٧ / ٢٠٠.

(٢) رواه الطبري في الرياض النضرة : ٢١٥ ، والخطيب في تاريخه : ٩ / ٧١.

(٣) المناقب : ٢٤٦ ، وأخرج في ذيله عن مناقب أحمد بن حنبل.

(٤) الواقعة : ١٠.

٦٩

وأخو رسول الله ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر صليت قبل الناس بسبع سنين (١).

٨٢ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا في المسجد فخرج إلينا رسول الله (ص) وعلي في بيت فاطمة عليها السلام فانقطع شسع نعل رسول الله (ص) فأعطاها عليا يصلحها ثم جاء به فقام علينا فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله. قال: لا قال عمر : أنا هو يا رسول الله. قال : لا ولكنه خاصف النعل.

٨٣ ـ ومن حديث آخر من مسند أحمد بن حنبل : لتنتهين معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان يضرب رقابكم على الدين قيل : يا رسول الله أبو بكر قال : لا قيل : فعمر قال : لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة.

ورواه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثالث في أواخره في باب ذكر غزوه الحديبية من سنن أبي داود وصحيح الترمذي (٢).

٨٤ ـ ومن ذلك من مسند أحمد بن حنبل عن زيد بن منيع قال : قال رسول الله (ص) : لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا يمضي فيهم أمري يقتل المقاتلة ويسبي الذرية. قال : فقام أبو ذر فما راعني إلا برد كف عمر في حجرتي من خلفي قال : من تراه يعني؟ قلت : ما يعنيك به ولكن خاصف النعل ـ يعني عليا (٣).

__________________

(١) إحقاق الحق عنه : ٤ / ٢١١.

(٢) مسند أحمد بن حنبل : ٣ / ٣٣ ط الميمنية ، والنسائي في الخصائص : ٤٠.

(٣) البحار : ٣٨ / ٨٧ ، روى نحوها في المناقب للخوارزمي : ٨٦.

٧٠

٨٥ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن مخدوج بن زيد الهذلي : إن رسول الله (ص) آخى بين المسلمين ثم قال : يا علي أنت أخي بمنزله هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. ثم قال بعد كلام ذكره في وصف حال الأنبياء عليهم السلام يوم القيامة : ألا وإني أخبرك يا علي إن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة ثم أنت أول من يدعي بك لقرابتك ومنزلتك عندي ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير بين السماطين آدم وجميع خلق الله تعالى يستظلون به. ثم ذكر صفة اللواء ثم قال : فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم (ع) في ظلل العرش ثم تكسى حله خضراء من الجنة ثم ينادي مناد من تحت العرش : نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي أبشر يا علي أنك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحيى إذا حييت(١)

حديث الطائر

وإنه (ع) أحب الخلق إلى الله تعالى

٨٦ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى سفينة مولى رسول الله (ص) قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله طيرين بين رغيفين فقدمت إليه الطيرين فقال رسول الله : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك. فجاء علي (ع) فرفع صوته فقال رسول الله (ص) : من هذا؟ قلت : علي قال افتح له ففتحت له فأكل مع النبي حتى فنيا (٢).

__________________

(١) البحار : ٣٩ / ٣١٨ ، الرياض النضرة عن أحمد بن حنبل في المناقب ٢ / ٢٠١.

(٢) رواه سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن أحمد بن حنبل : ٤٤ ، والبحار : ٣٨ / ٣٥٥.

٧١

٨٧ ـ ومما يدل على أن هذا المعنى قد تكرر من النبي (ص) في عدة أطيار وعدة مجالس ما رووه غير هذا الطريق في الجمع بين الصحاح الستة في باب مناقب أمير المؤمنين (ع) من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن بإسناد متصل عن أنس بن مالك قال : كان عند النبي (ص) طائر قد طبخ له فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي (ع) فأكل معه منه (١).

٨٨ ـ ورواه الشافعي ابن المغازلي في كتابه من نحو أكثر من ثلاثين طريقا فمنها ما يدل على أن ذلك قد وقع من النبي (ص) في طائر آخر قال : بإسناده إلى الزبير بن عدي عن أنس قال : أهدي إلى رسول الله (ص) طير مشوي فلما وضع بين يديه قال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك حتى يأكل معي من هذا الطائر قال : فقلت في نفسي : اللهم اجعله رجلا من الأنصار. قال : فجاء علي (ع) فقرع الباب قرعا خفيفا فقلت : من هذا؟ فقال علي فقلت : إن رسول على حاجة. فانصرف قال : فرجعت إلى رسول الله (ص) وهو يقول الثانية : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. قال: فقلت في نفسي : اللهم اجعله رجلا من الأنصار. قال : فجاء علي (ع) فقرع الباب فقلت : ألم أخبرك أن رسول الله على حاجة؟ فانصرف قال : فرجعت إلى رسول الله (ص) وهو يقول الثالثة : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. قال فجاء علي (ع) فضرب الباب ضربا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : افتح افتح افتح ثلاثا. قال : نظر إليه رسول الله (ص) قال : اللهم وإلي ، اللهم وإلي

__________________

(١) إحقاق الحق عن الجمع بين الصحاح : ٥ / ٣٢٠ ، والترمذي في صحيحه : ١٣ / ١٧٠.

٧٢

اللهم وإلي قال فجلس مع رسول الله فأكل معه الطير (١).

وفي بعض الروايات عن ابن المغازلي أن النبي (ص) قال لعلي (ع) : ما أبطأك؟ قال : هذه ثالثة ويردني أنس قال النبي (ص) : يا أنس ما حملك على ما صنعت؟ قال : رجوت أن يكون رجلا من الأنصار فقال لي : يا أنس أوفي الأنصار خير من علي؟ أوفي الأنصار أفضل من علي (٢).

علم علي (ع) بالفتن وقوله سلوني قبل أن تفقدوني

٨٩ ـ ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه في أول كراس من جزء منه في النسخة المنقول منها في تأويل " غافر الذنب " أعني " حم تنزيل الكتاب (٣) " عن ابن عباس قال : كان علي (ع) يعرف بها الفتن قال وأراه زاد في الحديث : وكل جماعه كانت في الأرض ومن كل قرية كانت أو تكون في الأرض (٤).

٩٠ ـ وروي أن عليا (ع) قال على المنبر : سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن كتاب الله تعالى فما من آية إلا وأنا أعلم حيث نزلت بحضيض جبل أو سهل أرض وسلوني عن الفتن فما من فتنة إلا وقد علمت من كسبها ومن يقتل فيها (٥) قال : وقد روي عنه نحو هذا كثير (٦)

وروى مسلم في صحيحه في الجزء الخامس منه (٧).

__________________

(١) المناقب : ١٦٣ ـ ١٦٤ ، والبحار : ٣٨ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦ ، والفصول المهمة : ٣٧.

(٢) المناقب : ١٦٦ ، والعمدة : ١٣٠ ، والخوارزمي في المناقب : ٥٩ ، وذخائر العقبى ٦١.

(٣) المؤمن : ١.

(٤) البحار : ٤٠ / ١٨٩.

(٥) رواه القندوزي في ينابيع المودة عن أحمد بن حنبل : ٧٤ ط نجف.

(٦) روى العسقلاني في الإصابة عن أبي الطفيل : ٢ / ٥٠٩.

(٧) روى الخوارزمي في المناقب : ٤٧ ط نجف.

٧٣

٩١ ـ وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن سعيد قال لم يكن أحد من أصحاب النبي (ص) يقول " سلوني " إلا علي بن أبي طالب (ع) (١).

ما جاء في فضائله علیه السلام

٩٢ ـ ومن ذلك ما رواه ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في قافية الواو عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله " وقفوهم إنهم مسؤولون (٢) " عن ولاية علي بن أبي طالب (ع) (٣).

٩٣ ـ ومن مسند أحمد بن حنبل عن السدي عن أبي صالح قال : لما حضرت عبد الله بن عباس الوفاة قال اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (٤).

٩٤ ـ ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب قال : قال رسول الله (ص) : إذا كان يوم القيامة يضرب الله لي عن يمين العرش قبة من ذهب حمراء ويضرب الله لأبي إبراهيم (ع) قبة من ذهب حمراء ويضرب لعلي (ع) قبة من زبرجد خضراء فما ظنك بحبيب بين خليلين؟ (٥).

٩٥ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده في حديث ليله بدر قال قال رسول الله (ص) من يستقي لنا من الماء؟ فأحجم الناس فقام علي (ع)

__________________

(١) روى الطبري في ذخائر العقبى عن مناقب أحمد بن حنبل : ٨٣ ، والاستيعاب : ٣ / ٤٠.

(٢) الصافات : ٢٤.

(٣) إحقاق الحق عن الديلمي في الفردوس : ٣ / ١٠٥ ، والعمدة : ١٥٧ ، والبحار : ٣٦ / ٧٨.

(٤) البحار : ٤٠ / ٦٨.

(٥) المناقب : ٢٢٠ ، والبحار : ٣٩ / ٢٣٤.

٧٤

فاحتضن قربه ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل تأهبوا لنصره محمد وحزبه فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه فلما حاذوا البئر سلموا على علي (ع) من عند ربهم عن آخرهم إكراما وتبجيلا (١).

قوله صلى الله عليه وآله

" من آذى عليا فقد آذاني "

٩٦ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده والشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب من عدة طرق أن النبي (ص) قال يا أيها الناس من آذى عليا فقد آذاني وزاد فيه ابن المغازلي عن النبي (ص) : يا أيها الناس من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا. فقال جابر بن عبد الله الأنصاري : يا رسول الله وإن شهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله؟ فقال يا جابر كلمة يحتجزون بها أن لا تسفك دماؤهم وتؤخذ أموالهم وأن لا يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (٢).

٩٧ ـ وروى أحمد في مسنده بإسناده عن عمرو بن شاس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبية قال خرجنا مع علي (ع) إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت عليه في نفسي فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله فدخلت المسجد غداه غدا رسول الله (ص) في أناس من أصحابه فلما رآني حدد إلى النظر حتى إذا جلست قال يا عمرو

__________________

(١) البحار : ٣٩ / ١١٣.

(٢) مسند أحمد : ٣ / ٤٨٣ ، ومناقب ابن المغازلي : ٥٢.

٧٥

أما والله لقد آذيتني فقلت أعوذ بالله أن أؤذيك يا رسول الله فقال بلى من آذى عليا آذاني(١).

تزويج علي (ع) بفاطمة عليها السلام وقول الرسول كل نسب منقطع

ما خلا نسبي وعده مناقب لعلي عليه السلام

٩٨ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده من عدة طرق فمنها عن عبد الله بن بريده عن أبيه أن أبا بكر وعمر خطبا إلى رسول الله (ص) فاطمة عليها السلام فقال إنها صغيرة فخطبها علي (ع) فزوجها منه (٢).

٩٩ ـ ومما يناسب ذلك ما رواه أحمد بن حنبل أيضا في مسنده بإسناده إلى المستطيل قال إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي (ع) أم كلثوم فاعتل بصغرها فقال له: لم أكن أريد الباه ولكن سمعت رسول الله (ص) يقول : كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي وكل قوم فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم (٣).

١٠٠ ـ ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي في كتابه بإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي (ع) : إنك قسيم الجنة والنار وإنك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب(٤).

١٠١ ـ ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي أيضا في كتابه عن أنس وغيره

__________________

(١) مسند أحمد : ٣ / ٤٨٣ ، والمستدرك : ٣ / ١٢٢ ، والبحار : ٣٩ / ٣٣٤.

(٢) البحار : ٤٠ / ٦٨.

(٣) ذخائر العقبى عن مناقب أحمد : ١٢١ ، وابن المغازلي في المناقب : ١٠٨ ، البحار : ٤٢ / ٩٧.

(٤) المناقب : ٦٧ ، والبحار : ٣٩ / ٢٠٩.

٧٦

قال كنت عند النبي (ص) فأتى علي عليه السلام مقبلا فقال أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة (١).

١٠٢ ـ ومن ذلك ما رواه أيضا الشافعي ابن المغازلي بإسناده عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) : أتاني جبرئيل (ع) بدرنوك من درانيك الجنة فجلست عليه فلما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني فما علمني شيئا إلا وعلمت عليا فهو باب مدينة علمي ثم دعاه إليه فقال يا علي سلمك سلمي وحربك حربي وأنت العلم بيني وبين أمتي بعدي(٢).

١٠٣ ـ ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي أيضا في كتابه من عدة طرق بأسانيدها أن النبي (ص) قال لعلي عليه السلام : لو لاك ما عرف المؤمنون بعدي (٣).

١٠٤ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي الزبير قال قلت لجابر : كيف كان علي بن أبي طالب فيكم؟ قال ذاك من خير البشر ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم إياه (٤).

١٠٥ ـ ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين صحيح مسلم والبخاري في الحديث الحادي والعشرين من المتفق عليه من مسند سهل بن سعد أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان أمير المدينة يذكر عليا (ع) عند المنبر. قال فيقول ماذا؟ قال يقول له أبو تراب فضحك وقال ما سماه به إلا النبي (ص) وما كان له اسم أحب إليه منه. فاستعظمت الحديث وقلت يا

__________________

(١) المناقب : ٤٥ و ١٩٧.

(٢) المناقب : ٥٠.

(٣) المناقب : ٧٠.

(٤) العمدة : ١١١.

٧٧

أبا عباس كيف كان ذلك؟ قال دخل علي (ع) على فاطمة عليها السلام ثم خرج فاضطجع في المسجد فدخل رسول الله (ص) على ابنته فاطمة عليها السلام وقبل رأسها ونحرها وقال لها أين ابن عمك؟ قالت في المسجد. فخرج النبي (ص) فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلط التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول : اجلس أبا تراب ـ مرتين (١)

ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيده في كتابه بمعنى واحد فمنها : قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي مني مثل رأسي من بدني (٢).

آيات في شأن علي علیه السلام

١٠٦ ـ ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده يرفعه إلى عبد الله مسعود قال قال رسول الله (ص) : أنا دعوة أبي إبراهيم قال قلنا يا رسول الله كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم (ع) " إني جاعلك للناس إماما " فاستخف الفرح قال يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي؟ فأوحى الله تعالى إليه : أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به. قال يا رب ما العهد الذي لا تفي به؟ قال لا أعطيك لظالم من ذريتك عهدا. قال إبراهيم عندها : يا رب ومن الظالم من ذريتي؟ قال له: من يسجد للصنم من دوني يعبدها. قال إبراهيم عندها : " فاجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس " قال النبي (ص) فانتهت

__________________

(١) البخاري في صحيحه : ١ / ١١٤ ، ومسلم في صحيحه : ٤ / ١٨٧٤ ، والفصول المهمة : ٣٩ ، والاستيعاب : ٣ / ٥٤ ، والبحار : ٣٥ / ٦٤.

(٢) المناقب : ٣٨ / ٨٧ ، والخوارزمي في المناقب : ٨٧.

٧٨

الدعوة إلي وإلى علي ، لم يسجد أحدنا لصنم قط ، فاتخذني نبيا واتخذ عليا وصيا (١)

١٠٧ ـ ومن ذلك ما رواه الثعلبي في تفسير قول تعالى " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " عن عباس قال لما نزلت هذه الآية ضرب رسول (ص) يده على صدره وقال أنا المنذر وأومأ بيده إلى صدر علي فقال وأنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي(٢).

١٠٨ ـ ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها عن النبي صلى الله عليه وآله ومعناها واحد أن النبي (ص) قال علي سيد العرب (٣).

١٠٩ ـ ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي بأسانيده عن مجاهد قال في تفسير قوله تعالى " والذي جاء بالصدق وصدق به " قال والذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وآله وصدق به علي (ع) (٤).

١١٠ ـ ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي في قوله تعالى " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " قال رسول (ص) : أنا على بينة من ربه وعلى الشاهد منه (٥).

ورواه أيضا الثعلبي في تفسير قوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا "

١١١ ـ ومن ذلك ما رواه الفقيه ابن المغازلي في كتابه من عدة طرق بأسانيدها عن النبي (ص) أن النبي قال : إن ملكي علي بن أبي طالب ليفتخران على سائر الأملاك لكونهما مع علي لأنهما لم يصعدا إلى الله منه قط بشئ يسخطه (٦).

__________________

(١) المناقب : ٢٧٦.

(٢) إحقاق الحق عنه : ١٤ / ١٤٩ ، وتفسير الطبري ١٣ / ٦٣.

(٣) المناقب : ٢١٤.

(٤) المناقب : ٢٦٩ ، البحار : ٣٥ / ٤١٢.

(٥) المناقب : ٢٧٠ ، والبحار : ٣٥ / ٣٩٣.

(٦) المناقب : ١٢٧ ، وعلل الشرائع : ١٤.

٧٩

١١٢ ـ ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها عن النبي (ص) أيضا معناه واحد أن النبي ناجى عليا يوم الطائف فطالت مناجاته إياه فقيل له : لقد طالت مناجاتك اليوم عليا؟ فقال ما أنا ناجيته ولكن الله ناجاه (١).

صعوده على منكب النبي (ص)

١١٣ ـ ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي في كتاب المناقب من جملته حديث عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) يوم فتح مكة لعلي : أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟ قال بلى يا رسول الله قال فأحملك فتناوله قال بل أنا أحملك يا رسول الله. فقال لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ولكن قف يا علي فضرب رسول الله (ص) بيده إلى ساقي علي فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ثم قال له : ما ترى يا علي؟ قال أرى أن الله عز قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها. فقال له : تناول الصنم يا علي فتناوله ثم رمى به (٢).

وروى هذا الحديث الحافظ عندهم محمد بن موسى في كتابه الذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالى " قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" (٣) يأتي من هذه الألفاظ والمعاني وأرجح في تعظيم علي بن أبي طالب (علیه السلام).

وذكر محمد بن علي المازندراني في كتاب البرهان في أسباب نزول

__________________

(١) المناقب : ١٢٤ ورواه عن خمسة طرق.

(٢) المناقب : ٢٠٢.

(٣) بني إسرائيل : ١٨.

٨٠