الطّرائف في معرفة مذاهب الطوائف

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الطّرائف في معرفة مذاهب الطوائف

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : الفرق والمذاهب
المطبعة: مطبعة الخيام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٣

فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " كما رووه في كتبهم فإنه لا يشك عاقل أنه قصد إن كتاب الله وعترته الذين لا يفارقون كتابه يقومان مقامه بعد وفاته وإن التمسك بهم أمان من الضلال والله إنني قد قلت هذا المقال وليس لي غرض فاسد بحال وقد ذكروا أخبارا كثيرة بهذا المعنى.

١٨٤ ـ ومن ذلك في تصريح النص على علي (ع) بالخلافة بعده ما رواه أبو سعيد مسعود السجستاني واتفق عليه مسلم في صحيحه والبخاري وأحمد ابن حنبل في مسنده من عدة طرق بأسانيد متصلة إلى عبد الله بن عباس وإلى عائشة قال لما خرج النبي (ص) إلى حجة الوداع نزل بالجحفة فأتاه جبرئيل (ع) فأمره أن يقوم بعلي (ع) فقال (ص) أيها الناس ألستم تزعمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض أبغضه وانصر من نصره وأعز من أعزه وأعن من أعانه قال ابن عباس : وجبت والله في أعناق القوم (١).

١٨٥ ـ ومن ذلك ما رواه مسعود السجستاني بإسناده إلى عبد الله بن عباسأيضا قال أراد رسول (ص) أن يبلغ بولاية علي (ع) فأنزل الله تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك الآية فلما كان يوم غدير خم فحمد الله وأثنى عليه وقال ألست إني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه تمام الحديث (٢).

ومن ذلك في المعنى ما رواه الثعلبي في تفسير سوره آل عمران في قوله

__________________

(١) الغدير عن السجستاني : ١ / ٥٢ ، والبحار : ٣٧ / ١٨٠.

(٢) البحار : ٣٧ / ١٠٨ ـ ١٨١.

١٢١

تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " (١) بأسانيده فمنها قال قال رسول الله (ص) أيها الناس إني قد تركت فيكم الثقلين خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ـ أو قال إلى الأرض ـ وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (٢).

١٨٦ ـ ومن ذلك ما رواه الحميدي في المعنى في الجمع بين الصحيحين في مسند زيد بن أرقم من عدة طرق فمنها : بإسناده إلى النبي (ص) قال قام رسول الله فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعد ووعظ وذكر ثم قال أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحث على كتاب الله ورغب فيه ـ ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.

وفي إحدى روايات الحميدي فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها الخبر (٣).

نزول آية التطهر في آل محمد

١٧٨ ـ ومن ذلك في تعيين النبي (ص) لأهل بيته المشار إليهم : فمن

__________________

(١) آل عمران : ١٠٣.

(٢) ينابيع المودة عن الثعلبي : ٢٤١ و ١١٩ ، والبحار : ٢٣ / ١١٧.

(٣) البحار : ٢٣ / ١١٧ ، والعمدة : ٣٥ ، وإحقاق الحق عن الجمع بين الصحيحين ٩ / ٣٢٣ ، ومسلم في صحيحه : ٤ / ١٨٧٤.

١٢٢

ذلك من صحيح البخاري في الجزء الرابع من ثمانية أجزاء ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه أيضا من أجزاء ستة عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وآله غداه وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (١).

١٨٨ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره بإسنادهما إلى شداد بن عمار قال دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم فلما قاموا قال لي لم شتمت هذا الرجل؟ قلت رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم فقال ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله (ص) قلت بلى قال أتيت فاطمة أسألها عن علي عليه السلام فقالت توجه إلى رسول الله فجلست أنتظر حتى جاء رسول الله فجلس ومعه علي والحسن والحسين عليهم السلام أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ـ أو قال كساءا ـ ثم تلا هذه الآية " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (٢) ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق (٣)

__________________

(١) صحيح مسلم : ٧ / ١٣٠ ، ولم نجده في صحيح البخاري ، ذخائر العقبى : ٢٤ والطبري في تفسيره : ٢٢ / ٥.

(٢) الأحزاب : ٣٣.

(٣) أحمد بن حنبل في مسنده : ٤ / ١٠٧ ، وإحقاق الحق عن تفسير الثعلبي : ٩ / ٢

والبحار : ٣٥ / ٢١٧ ، وابن المغازلي في المناقب : ٣٠٥ ، والطبري في تفسير : ٢٢ / ٦ ، والحسكاني

في شواهد التنزيل : ٢ / ٤١ ـ ٤٢.

١٢٣

١٨٩ ـ ومن ذلك في المعنى ما يدل على أن واثلة بن الأسقع رأى ذلك من النبي (ص) عدة دفعات فمن أخرى رواية واثلة بن الأسقع في دفعة أخرى من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى واثلة بن الأسقع قال طلبت عليا عليه السلام في منزلة فقالت فاطمة ذهب يأتي برسول الله (ص) قال فجاءا جميعا فدخلا ودخلت معهما فأجلس عليا عن يساره وفاطمة عن يمينه والحسن والحسين بين يديه ثم الالتقع عليهم بثوبه وقال " إنما يريد الله

ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (١)

١٩٠ ـ ومن ذلك في المعنى دفعة أخرى عن واثلة مما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى شداد بن عبد الله عن واثلة بن الأسقع قال رأيتني ذات يوم وقد جئت رسول الله (ص) وهو في بيت أم سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه الأيمن وقبله وجاء الحسين فأخذه وأجلسه على فخذه اليسرى وقبله وجاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا عليا فجاء ثم أغدف عليهم كساءا خيبريا كأني انظر إليه ثم قال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (٢).

١٩١ ـ ومن ذلك ما روته أم سلمة رضي الله عنها في تعيين أهل بيت محمد (ص) وإنه ذكر أسماءهم وحققهم لأمته في عدة مجالس وعدة أوقات فمن ذلك ما في مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى عطية الطفاوي عن أبيه أن أم سلمة حدثته قالت بينما رسول الله (ص) في بيتي يوما إذ قال الخادم إن عليا وفاطمة في السدة قالت فقال لي قومي فتنحى لي عن أهل بيتي. قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة والحسن والحسين

__________________

(١) ذخائر العقبى عن أحمد : ٢٣ ، والبحار : ٣٥ / ٢١٨.

(٢) ينابيع المودة عن أحمد : ١٢٩ ، والعمدة ، ١٧ ، والبحار : ٣٥ / ٢١٩ ، شواهد التنزيل : ٢ / ٤٤.

١٢٤

عليهم السلام وهما صبيان صغيران قالت فأخذ الصبيين فوضعهما حجره وقبلهما واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى وقبل فاطمة وأغدف عليهم خميصة سوداء ثم قال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي قالت فقلت فأنا يا رسول الله؟ قال وأنت على خير (١).

١٩٢ ـ ومن ذلك في المعنى من مسند أحمد بن حنبل عن أم سلمة دفعة أخرى عن عطاء بن أبي رياح قال حدثني من سمع أم سلمة تذكر أن النبي (ص) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه قال ادعى لي زوجك وابنيك قالت فجاء علي وحسن وحسين عليهم السلام فدخلوا وجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو وهم على منامه له ولي وكان وتحته كساء خيبري. قالت وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله تعالى هذه الآية " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قالت فأخذ فضل الكساء وكساهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء وقال هؤلاء أهل بيتي وخاصتي اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت فأدخلت رأسي البيت وقلت وأنا معكم يا رسول الله؟ قال إنك لعلى خير إنك لعلى خير (٢)

وروى الثعلبي هذا الحديث بهذه الألفاظ والمعاني في تفسير هذه الآية غير الرواية المتقدمة.

١٩٣ ـ ومن ذلك في مسند أحمد بن حنبل في المعنى قول النبي (ص) دفعة أخرى بإسناده إلى شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول الله قال لفاطمة ايتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا قالت ثم وضع

__________________

(١) العمدة : ١٦. والبحار : ٣٥ / ٢١٩ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ٦ / ٣٠٤ ، وذخائر العقبى : ٢٢.

(٢) أحمد بن حنبل في مسنده : ٦ / ٢٩٢ ، والبحار : ٣٥ / ٢٢٠ ، وشواهد التنزيل ٢ / ٨٣.

١٢٥

يده عليهم وقال اللهم إن هؤلاء آل محمد (ص) فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال إنك على خير (١).

١٩٤ ـ ومن ذلك قوله (ص) دفعة أخرى من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى سهل قال قالت أم سلمة زوجة النبي (ص) حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق وقالت قتلوه قتلهم الله غروه وأذلوه لعنهم الله فإني رأيت رسول الله ص) وقد جاءته فاطمة غدوة ببرمة قد صنعت عصيدة تحملها في طبق حتى وضعتها بين يديه فقال لها أين ابن عمك؟ قالت هو في البيت قال اذهبي فادعيه وائتيني بابنيه قالت فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد وعلي يمشي في أثرهم حتى دخلوا على رسول فأجلسهما في حجره وجلس علي (ع) عن يمينه وجلست فاطمة عن يساره قالت أم سلمة فاجتذب من تحتي كساء خيبريا كان بساطا لنا على المثابة في المدينة فلفه النبي وأخذ طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قلت يا رسول الله ا لست من أهلك؟ قال : بلى قالت فأدخلني في الكساء بعد ما قضى دعاؤه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة عليهم السلام (٢).

أقول ورأيت في بعض رواية هذا الحديث عن أم سلمة وقالت : وكنا على منامه فلا أعلم أيها أصح منامه أو المثابة (٣)؟

__________________

(١) أحمد بن حنبل في مسنده : ٦ / ٢٩٦ ، والبحار : ٣٥ / ٢٢٠ ، والحسكاني في شواهد التنزيل : ٢ / ٧٨.

(٢) أحمد بن حنبل في مسنده : ٦ / ٢٩٨ ، والبحار : ٤٥ / ١٩٩ ، والطبري في تفسيره ٢ / ٧ ، وشواهد التنزيل : ٢ / ٦٩ و ٧٤ ، وذخائر العقبى : ٢٢.

(٣) اختار الأولى العلامة المجلسي حيث قال : وأقول : في أكثر نسخ الطرائف في حديث سهل : كان بساطا لنا على المثابة ، وفي بعضها : على المنامة ، وهو أظهر.

١٢٦

١٩٥ ـ ومن ذلك في المعنى في تفسير الثعلبي عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال نزلت الآية في خمسة في وفي علي وفي حسن وحسين وفاطمة عليهم السلام " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (١). ورواه أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي في الجزء الرابع من التفسير الوسيط بين المقبوض والبسيط ـ وهو معتبر عندهم ـ عند تفسيره لآية الطهارة وهو من علماء المخالفين لأهل البيت (٢).

١٩٦ ـ ومن ذلك في المعنى أيضا من تفسير الثعلبي في تأويل هذه الآية أيضا بإسناده إلى مجمع من بني حارث بن تيم الله قال دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي قالت أرأيت خروجك يوم الجمل قالت إنه كان قدرا من الله تعالى فسألتها عن علي عليه السلام قالت سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول الله (ص) لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقد جمع رسول الله يغدف عليهم ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (٣).

١٩٧ ـ ومن ذلك في المعنى في تفسير الثعلبي في تأويل هذه الآية بإسناده إلى جعفر بن أبي طالب الطيار رضي الله عنه قال لما نظر رسول الله (ص) إلى الرحمة هابطة من السماء قال من؟ ـ يدعو مرتين ـ قالت زينب أنا يا رسول الله فقال ادعي لي عليا وفاطمة والحسن والحسين قال فجعل حسنا عن يمينه وحسينا عن شماله وعليا وفاطمة تجاهه ثم غشيهم كساء خيبريا

__________________

(١) الطبري في تفسيره : ٢٢ / ٥ ، وإحقاق الحق عن الثعلبي : ٩ / ٤٣.

(٢) رواه في أسباب النزول : ٢٦٦ ، وإحقاق الحق عنه في الوسيط : ١٤ / ٤٧.

(٣) إحقاق الحق عن تفسير الثعلبي : ٩ / ١٠ ، والبحار : ٣٥ / ٢٢٢ ، والحسكاني في شواهد التنزيل : ٢ / ٣٨ ـ ٣٩.

١٢٧

ثم قال اللهم إن لكل نبي أهلا وهؤلاء أهل بيتي فأنزل الله عز وجل " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فقالت زينب يا رسول الله ألا أدخل معكم؟ فقال رسول الله : مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله تعالى (١).

١٩٨ ـ ومن ذلك في المعنى من تفسير الثعلبي أيضا في تأويل هذه الآية بإسناده إلى أبي داود عن أبي الحمراء قال أقمت بالمدينة تسعة أشهر كيوم واحد وكان رسول الله (ص) يجئ في كل غداه فيقوم على باب علي وفاطمة عليهما السلام فيقول الصلاة " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (٢).

١٩٩ ـ ومن ذلك في المعنى من صحيح أبي داود ـ وهو من كتاب السنن ـ وموطأ مالك عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر لما نزلت هذه الآية قريبا من ستة أشهر يقول الصلاة يا أهل البيت " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (٣).

٢٠٠ ـ ومن ذلك في نحو هذا المعنى في مسند عائشة في الجمع بين الصحيحين للحميدي في الحديث الرابع والستين من أفراد مسلم من طريقين

__________________

(١) إحقاق الحق عن تفسير الثعلبي : ٩ / ٥٢ ، والبحار : ٣٥ / ٢٢٢ ، وشواهد التنزيل ٢ / ٣٢.

(٢) إحقاق الحق عن تفسير الثعلبي : ٩ / ٦٣ ، والبحار : ٣٥ / ٢٢٣ ، والطبري في تفسيره : ٢٢ / ٦.

(٣) أحمد بن حنبل في مسنده : ٣ / ٢٥٩ ، والطبري في تفسيره : ٢٢ / ٥ ـ ٦ ، والحسكاني في شواهد التنزيل : ٢ / ١١ و ١٢ ، والبحار : ٣٥ / ٢٢٢ ، والترمذي في صحيحه : ٢ / ٢٩ ، وأحمد بن حنبل في مسنده : ٣ / ٢٥٢.

١٢٨

أحدهما أن النبي (ص) خرج ذات غداه وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها جاء علي فأدخله ثم قال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (١).

٢٠١ ـ ومن ذلك في صحيح أبي داود في الجزء الثالث في باب مناقب الحسن والحسين (ع) بإسناده عن النبي (ص) مثل هذه الألفاظ والمعاني المنقولة في الجمع بين الصحيحين للحميدي سواء.

ومن ذلك في صحيح أبي داود في موضع آخر منه في تفسير قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " بإسناده إلى النبي (ص) مثل لفظه في الجمع بين الصحيحين للحميدي وزاد في آخره : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (٢).

٢٠٢ ومن ذلك في صحيح مسلم في الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله من النسخة المنقول منها في باب فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بإسناده سعد بن أبي وقاص يذكر في الحديث عن النبي (ص) عدة فضائل لعلي بن أبي طالب (ع) خاصه ويقول في أواخره : لما نزلت هذه الآية " فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي.

__________________

(١) إحقاق الحق عن الجمع بين الصحيحين : ٩ / ١٣ ، ومسلم في صحيحه : ٤ / ١٨٨٢ ، والحسكاني في شواهد التنزيل : ٢ / ٣٣ ، وينابيع المودة : ١٠٧ ، والكشاف : ١ / ١٩٣.

(٢) ابن المغازلي في المناقب : ٣٠٢ ، وشواهد التنزيل : ٢ / ٩٢ ، والاستيعاب : ٢ / ٣٧.

١٢٩

ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه في الجزء الرابع أيضا أواخره في حد كراسين من النسخة المنقول منها قال : دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي (١).

(قال عبد المحمود) : قال لي الشيعي عند هذا انظر إلى تصريح النبي (ص) في أخبار الثقلين التي اجتمع المسلمون تصحيحها أنه خلف لأمته بعد وفاته كتاب ربه وعترته وأهل بيته وأن أهل بيته لا يفارقون كتابه وأن التمسك بهم أمان من الضلال ثم انظر إلى تعيين النبي (ص) لأهل بيته في هذه الأحاديث التي أطبق علماء المسلمين كافه على تصديقها وأن أهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين (ع).

ثم انظر إلى علم المسلمين وإطباقهم واتفاقهم على أن فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام متفقون على أن إمامهم ورئيسهم والذي يوجبون الاقتداء به هو علي بن أبي طالب (ع) بلا خلاف بينهم فقد صارت هذه الأحاديث التي أطبق المسلمون على تصحيحها دالة دلالة صريحة على أن النبي (ص) عين لهم على استخلافه لعلي بن أبي طالب (ع) ووجوب التمسك به وبمن يعينه للخلافة من ذريته (ع) وظهرت الحجة للنبي (ص) على أمته.

فهل ترى النبي (ص) أبقى عذرا لمسلم في ترك خلافته وركوب مخالفته وقد تقدمت عدة أحاديث من صحيح البخاري وغيره يتضمن أن الحق مع

__________________

(١) الطبري في تفسيره : ٢٢ / ٧ ، والحسكاني في شواهد التنزيل : ٢ / ١٦ و ١٧ ، ومسلم في صحيحه : ٤ / ١٨٧١ ، والبحار : ٣٥ / ٢٢٧ ، والنسائي في الخصائص : ٤ ، وممن روى آية التطهير في أهل البيت القندوزي في ينابيع المودة : ١٠٧ ـ ١٠٩ ، والخوارزمي في المناقب : ٢٢ ـ ٢٥.

١٣٠

علي يدور معه حيث ما دار وأنه لا يفارق الحق ولا يفارق كتاب الله حتى يردا الحوض على رسول الله (ص) (١).

آية المودة واهدنا الصراط المستقيم

٢٠٣ ـ ومن ذلك في تصريح النبي (ص) بالدلالة على وجوب لزوم أهل بيته ما رواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " بإسناده قال إن رسول الله نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم (٢).

٢٠٤ ـ ومن ذلك ما رواه الثعلبي أيضا في تفسير " اهدنا الصراط المستقيم " (٣) قال قال مسلم بن حيان : سمعت أبا بريده يقول صراط محمد وآل محمد (٤).

الأئمة أمان لأهل الأرض

٢٠٥ ـ ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده قال : قال رسول الله (ص) النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض (٥).

ورواه أيضا المعروف عندهم بصدر الأئمة موفق بن أحمد المكي في كتابه بإسناده إلى علي (ع) وابن عباس عن النبي (ص) بهذه الألفاظ

__________________

(١) تقدم تحت الرقم : ١٤٥ ـ ١٥٠.

(٢) إحقاق الحق عن الثعلبي : ٣ / ٦ ، والخوارزمي في المناقب : ٩١.

(٣) الفاتحة : ٦.

(٤) إحقاق الحق عن الثعلبي : ٣ / ٥٣٤.

(٥) العمدة : ١٦١ ، والبحار ٢٧ / ٣١٠ ، وينابيع المودة : ٢٠ ، وذخائر العقبى : ١٧.

١٣١

قوله (ص) مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح

٢٠٦ ـ ومن ذلك في تصريحه (ص) بوجوب التلزم بأهل بيته من كتاب المناقب للفقيه الشافعي ابن المغازلي في عدة أحاديث فمنها بإسناده إلى بشر ابن المفضل قال سمعت الرشيد يقول سمعت المهدي يقول سمعت المنصور يقول حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك (١).

٢٠٧ ـ ورواه ابن المغازلي أيضا بإسناده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق(٢).

٢٠٨ ـ ومن ذلك رواية ابن المغازلي في كتابه أيضا في هذا المعنى بإسناده من طريقين إلى ابن المعتمر وإلى سعيد بن المسيب بروايات معا عن أبي ذر قال قال رسول الله (ص) مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (٣).

٢٠٩ ـ ومنها رواية ابن المغازلي بإسناده إلى سلمة بن الأكوع عن أبيه قال قال رسول الله (ص) مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا (٤).

__________________

(١) المناقب : ١٣٢ ، والبحار : ٢٣ / ١٢٤ ، والعمدة : ١٨٧.

(٢) المناقب : ١٣٤ ، وذخائر العقبى : ٢٠.

(٣) المناقب : ١٣٣ ـ ١٣٤ ، وفي رواية ابن المسيب زيادة وهي : ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال.

(٤) المناقب : ١٣٢ ـ ١٣٣ ، ورواه القندوزي في ينابيع المودة : ٢٧ ـ ٢٨ ، والبحار : ٢٣ / ١٢٤.

١٣٢

قوله (ص) إن عليا وصيي ووزيري

ومن ذلك في تصريح النبي (ص) أن عليا وصيه ووزيره وقد تقدم طرف من ذلك عند ذكر ابتداء خلق النبي (ص) (١) وطرف منه أيضا عند تفسير قوله تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين " (٢) وفي موضع قوله (ص) علي مني (٣) وغير ذلك مما تقدم ذكره.

٢١٠ ـ فمن ذلك من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى أسماء بنت عميس قالت سمعت رسول الله (ص) يقول اللهم إني أقول كما قال أخي موسى : اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثير أو نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا (٤).

٢١١ ـ ومن ذلك ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي في المناقب بإسناده إلى نافع مولى ابن عمر قال : قلت لابن عمر : من خير الناس بعد رسول الله (ص) قال ما أنت وذاك لا أم لك ثم قال استغفر الله خيرهم بعده من كان يحل له ما يحل له ويحرم عليه ما يحرم عليه قلت من هو؟ قال علي بن أبي طالب (ع) سد أبواب المسجد وترك باب علي وقال له لك في هذا المسجد ما لي وعليك فيه ما علي وأنت وارثي ووصيي تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنتي كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني (٥).

__________________

(١) تحت الرقم : ٢.

(٢) تحت الرقم : ١٣.

(٣) تحت الرقم : ٦٤.

(٤) إحقاق الحق عن أحمد في فضائل الصحابة : ٤ / ٥٦ ، والبحار : ٣٨ / ١٤٤ ، وذخائر العقبى : ٦٣.

(٥) المناقب : ٢٦١ ، والبحار : ٣٩ / ٣٣.

١٣٣

٢١٢ ـ ومن ذلك في المعنى ما رواه ابن المغازلي بإسناده أيضا في كتاب المناقب يرفعه إلى أيوب الأنصاري أن رسول الله (ص) مرض مرضه فدخلت عليه فاطمة عليها السلام تعوده وهو ناقة من مرضه فلما رأت ما برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها فقال لها : يا فاطمة إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعه فاختار أباك فبعثه نبيا ثم اطلع إليها الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا أما علمت أن لكرامة الله إياك زوجك أعظمهم حلما وأقدمهم سلما وأعلمهم علما؟ فسرت بذلك فاطمة عليها السلام واستبشرت ثم قال لها رسول الله (ص) يا فاطمة له ثمانية أضراس ثواقب إيمانه بالله ورسوله وحكمته وتزويجه فاطمة وسبطاه الحسن والحسين عليهما السلام وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقضاؤه بكتاب الله يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين والآخرين قبلنا ـ أو قال الأنبياء ـ ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصينا أفضل الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزه عمك ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمك ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة (١).

٢١٣ ـ ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي أيضا بإسناده قال دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم فلما بصر به قال له يا سليمان تصدر؟ قال أنا صدر حيث جلست ثم قال حدثني الصادق عليه السلام قال حدثني الباقر (ع) قال حدثني السجاد عليه السلام قال حدثني الشهيد أبو عبد الله (ع) قال حدثني أبي وهو الوصي علي بن أبي طالب (عليه السلام)

__________________

(١) المناقب : ١٠١ ، والبحار : ٣٧ / ٦٥.

١٣٤

قال حدثني النبي (ص) قال أتاني جبرئيل آنفا فقال تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية ولمحمد بالنبوة ولعلي بالوصية ولولده بالإمامة ولشيعته بالجنة قال : فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له : تذكر قوما فتعلم من لا نعلم فقال الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والسجاد علي بن الحسين والشهيد الحسين بن علي والوصي وهو التقي علي بن أبي طالب عليه السلام (١).

قوله تعالى " كمشكاة فيها مصباح "

٢١٤ ـ ومن ذلك ما رواه الشافعي ابن المغازلي بإسناده قال : سألت أبا الحسن (ع) عن قوله عز وجل " كمشكاة فيها مصباح " الآية قال " المشكاة " فاطمة (ع) والمصباح الحسن والحسين والزجاجة كأنها كوكب دري قال كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين " يوقد من شجرة مباركة " الشجرة المباركة إبراهيم " لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " قال فيها إمام بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " (٢) قال : يهدي الله لولايتنا من يشاء " (٣).

ومن ذلك ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " وقد تقدم طرق منه (٤).

__________________

(١) البحار : ٣٨ / ٩٤ ـ ٩٥ ، والمناقب : ٢٨١ ـ ٢٨٢.

(٢) النور : ٣٥.

(٣) المناقب : ٣١٧ ، والبحار : ٢٣ / ٤١٦.

(٤) تقدم تحت الرقم : ١٤١ ـ ١٤٤.

١٣٥

اعترافات في فضائل علي (عليه السلام)

٢١٥ ـ قال الثعلبي سمعت أبا منصور الجمشاذي يقول سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا الحسن علي بن الحسن يقول سمعت أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (ص) من الفضائل ما جاء لعلي (ع) (١).

ومن ذلك ما ذكره الغزالي في كتاب المنقذ من الضلال ما هذا لفظه والعاقل يقتدي بسيد العقلاء علي عليه السلام حيث قال لا يعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله فشهد أن عليا سيد العقلاء وفي ذلك ما فيه.

ومن ذلك عن الغزالي في رسالة العلم اللدني قال ما هذا لفظه وقال أمير المؤمنين (ع) أن رسول الله (ص) أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم وفتح لي كل باب ألف باب وقال أيضا لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الفرقان بفرقانهم وهذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم بل يتمكن المرء في هذه المرتبة بقوة العلم اللدني وكذا قال (ع) لما حكى عن عهد موسى (ع) إن شرح كتابه كان أربعين حملا : لو أذن الله تعالى ورسوله (ص) لأشرح في شرح الفاتحة حتى يبلغ أربعين وقرا.

قال الغزالي وهذه الكثرة والسعة والافتتاح في العلم لا يكون إلا من لدن إلهي سماوي.

أقول أنا : فهل كان ذلك لأحد من الصحابة أو القرابة أو بلغ إليه أحد من

__________________

(١) الخوارزمي في المناقب : ٣ ، والاستيعاب : ٣ / ٥١.

١٣٦

علماء الإسلام وكيف في العقول والأفهام تقديم أبي بكر وعمر وعثمان على علي (ع) لولا جهل الجاهلين وغلط القائلين (١).

(قال عبد المحمود) : رأيت كتابا كبيرا مجلدا في مناقب أهل البيت عليهم السلام تأليف أحمد بن حنبل فيه أحاديث جليلة قد صرح فيها نبيهم محمد (ص) بالنص على علي بن أبي طالب (ع) بالخلافة على الناس ليس فيها شبهة عند ذوي الإنصاف وهي حجة عليهم وفي خزانة مشهد علي بن أبي طالب (ع) بالغري من هذا الكتاب المذكور نسخة موقوفة من أراد الوقوف عليها فليطلبها من خزانته المعروفة.

ومن ذلك ما رواه أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري في كتاب الإستيعاب فإنه ذكر لعلي بن أبي طالب (ع) فضائل ونصوصا صريحة عليه من نبيهم بالخلافة والتفضيل على الأصحاب ثم اعترف بالعجز عن حصر فضائله وذكر فواضله (٢).

ومن ذلك ما رواه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه كتاب المناقب من الأخبار الشاهدة تواترا وتصريحا بفضائل علي بن أبي طالب (ع) وتحقيق النص عليه ولقد تصفحت شيئا يسيرا من كتاب أبي بكر بن مردويه وهو من أعيان رجال الأربعة المذاهب فوجدت فيه مائة واثنين وثمانين منقبة رواها عن نبيهم محمد (ص) في علي بن أبي طالب (علیه السلام) فيها تصريح بالنص على خلافته وأنه القائم مقامه في أمته ثم ظفرت بأصل لكتاب المناقب لابن مردويه فوجدت ثلاث مجلدات وهي عندي ويتضمن نصوصا صريحة على مولانا علي بن أبي طالب (علیه السلام).

__________________

(١) راجع البحار : ٤٠ / ١٢٥.

(٢) الإستيعاب : ٣ / ٢٦ ـ ٦٧ المطبوع على هامش الإصابة.

١٣٧

ومن ذلك ما ذكره الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في الكتاب الذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر وهو من رجال الأربعة المذاهب وعلمائهم وسيأتي التفاسير التي استخرجه منها (١) وقد ذكر في الكتاب المذكور تصريحاتهم من نبيهم محمد (ص) بالنص على علي بن أبي طالب (ع) بالخلافة وفضائل عظيمة.

ومن ذلك ذكره ما ذكره الأصفهاني أسعد بن عبد القاهر بن شفروه في كتاب الفائق فإنه تضمن نصوصا صريحة من نبيهم محمد (ص) على علي بن أبي طالب (ع) بالخلافة أيضا ومناقب جليلة وقد رأيت منه نسخة بخزانة مشهد علي بن أبي طالب (ع) بالغري.

ومن ذلك ما ذكره موفق بن أحمد الخوارزمي أخطب الخطباء وهو من أعيان علماء الأربعة المذاهب في كتاب الأربعين في مناقب أمير المؤمنين (ع) فإنه متضمن نصوصا من نبيهم (ص) على علي بن أبي طالب (ع) وفضائل عظيمة جليلة ولا يسع تسمية الكتب في ذلك والفضائل.

٢١٦ ـ ومن ذلك ما رواه المعروف بحجه الإسلام ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي ـ وهو من أعيان أهل السنة صاحب الكتاب المعروف (الغرب والمغرب) والإيضاح في شرح المقامات في شرح كتاب المناقب فقال في أول الكتاب ما هذا لفظه : ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بل ذكر شئ منها إذ ذكر جميعها يقصر عنها باع الاحصاء بل

__________________

(١) وهي ١ ـ تفسير أبي يوسف. ٢ ـ تفسير ابن حجر. ٣ ـ تفسير مقاتل بن سليمان ٤ ـ تفسير وكيع. ٥ ـ تفسير القطان ٦ ـ تفسير قتادة ٧ ـ تفسير حرب الطائي ٨ ـ تفسير السدي ٩ ـ تفسير مجاهد ١٠ ـ تفسير مقاتل بن حيان ١١ ـ تفسير أبي صالح ١٢ ـ تفسير الشيرازي.

١٣٨

ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقه الاستقصاء يدل على صدق ما ذكرته ما أنبأني به صدر الحفاظ الحسن بن العطاء الهمداني رفعه إلى أن قال حدثنا صدر الأئمة أخطب الخطباء موفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي قال أخبرني السيد الإمام المرتضى شرف الدين أبو الفضل الحسيني في كتابه إلي من مدينة الري جزاه الله عني خيرا أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن أبي طالب الحسيني الشيباني بقراءتي عليه أخبرنا الشيخ العالم أبو النجم محمد بن عبد الوهاب ابن عيسى السمان الرازي أخبرنا الشيخ العالم أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري أخبرنا محمد بن علي بن جعفر الأديب بقراءتي عليه حدثني المعافي بن زكريا أبو الفرج عن محمد بن أبي الثلج عن الحسن ابن محمد بن بهرام عن يوسف بن موسى القطان عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) : لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب (ع) (١).

حديث الغدير

ومن ذلك ما ذكره النبي (ص) لعلي بن أبي طالب عليه السلام بمنى ويوم غدير خم من التصريح بالنص عليه والإرشاد إليه في مقام يشهد له بيان المقال ولسان الحال بأنه الخليفة والقائم مقامه في أمته.

وقد صنف العلماء بالأخبار كتبا كثيرة في حديث يوم الغدير ووقائعه في الحروب وذكر فضائل اختص بها من دون غيره وتصديق ما قلناه.

وممن صنف تفصيل ما حققناه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني

__________________

(١) الخوارزمي في المناقب : ١ ـ ٢ ، والبحار : ٤٠ / ٧٣ ـ ٧٤ ـ ٧٥.

١٣٩

الحافظ المعروف بابن عقده وهو ثقة عند أرباب المذاهب وجعل ذلك كتابا محررا سماه " حديث الولاية " وذكر الأخبار عن النبي (ص) بذلك وأسماء الرواة من الصحابة والكتاب عندي وعليه خط الشيخ العالم الرباني أبي جعفر الطوسي وجماعة من شيوخ الإسلام لا يخفى صحة ما تضمنه على أهل الأفهام وقد أثنى على ابن عقدة الخطيب صاحب تاريخ بغداد وزكاه.

وهذه أسماء من روى عنهم حديث يوم الغدير ونص النبي (ص) على علي عليهما الصلاة والسلام والتحية والإكرام بالخلافة وإظهار ذلك عند الكافة ومنهم من هنأ بذلك :

أبو بكر عبد الله بن عثمان عمر بن الخطاب عثمان بن عفان علي بن أبي طالب (ع) طلحة بن عبيد الله الزبير بن العوام عبد الرحمن بن عوف سعيد بن مالك العباس بن عبد المطلب الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) الحسين بن علي بن أبي (ع) عبد الله بن عباس عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عبد الله بن مسعود عمار بن ياسر أبو ذر جندب

بن جنادة الغفاري سلمان الفارسي أسعد بن زرارة الأنصاري خزيمة بن ثابت الأنصاري أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري سهل بن حنيف الأنصاري حذيفة بن اليمان عبد الله بن عمر بن الخطاب البراء بن عمر بن عازب الأنصاري رفاعة بن رافع سمره بن جندب سلمة بن الأكوع الأسلمي زيد ثابت الأنصاري أبو ليلى الأنصاري أبو قدامة الأنصاري سهل بن سعد الأنصاري. عدي بن حاتم الطائي ثابت بن زيد بن وديعة كعب بن عجره الأنصاري أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري هاشم بن عتبه بن أبي وقاص الزهري المقداد بن عمرو الكندي عمر بن أبي سلمة عبد الله بن أبي عبد الأسد المخزومي عمران بن حصين الخزاعي يزيد بن الخصيب الأسلمي جبله

١٤٠