تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

قال ابن السّمعاني : إمام فاضل ، حسن الأخلاق ، بهيّ المنظر. قدم بغداد قبل الثّمانين وأربعمائة ، وسمع بها : قاضي القضاة أبا بكر محمد بن المظفّر السّامي ، وطرادا الزّينبيّ ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف ، ونصر بن البطر.

وسمع بالموصل : أبا نصر بن ودعان وأثبت عليه أحاديث.

وقال لي : ولدت في المحرّم سنة ستّ وستين وأربعمائة بالموصل.

ثمّ ظفرت بوفاته ، وأرّخها ابن خلّكان وابن النّجّار سنة اثنتين وخمسين (١).

 ـ حرف السين ـ

٤٧ ـ [سرخاك] (٢).

الأمير الكبير فخر الدّين ، متولي قلعة بصرى.

قتل في شوّال غيلة بالقلعة بتدبير من زوج بنته الأمير عليّ بن جولة ومن وافقه من أعيان خاصّته مع أنّه كان رحمه‌الله يبالغ في التّحرّز والتيقّظ ، لكنّه الأجل.

٤٨ ـ سعد بن محمد بن أبي عبيد (٣).

أبو محمد الدّستجرديّ (٤) ، المروزيّ ، خطيب دستجرد. فقيه صالح.

__________________

(١) وذكر المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ في (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٢) : وما وقع لنا حديثه بعلوّ وله مصنّفات : «منهج التوحيد» ، و «تحريم الغيبة» ، و «أخبار المنامات» ، و «لؤلؤة المناسك» ، و «مناقب الأبرار» ، و «فرح الموضح على مذهب زيد بن ثابت» ، و «منهج المريد».

(٢) في الأصل بياض ، واستدركت الاسم من : كتاب الروضتين ج ١ ق ١ / ٢٨٦.

(٣) انظر عن (سعد بن محمد) في : معجم البلدان ٢ / ٤٥٤ ، ٤٥٥.

(٤) الدستجردي : ضبطها ابن السمعاني بفتح الدال وسكون السين المهملتين ، وكسر التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين وكسر الجيم وسكون الراء وكسر الدال المهملة ، (الأنساب

٨١

سمع : أبا الفتح عبيد الله (١) بن محمد الهشاميّ ، ومحمد بن إسماعيل اليعقوبيّ.

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

وتوفّي [في] رمضان رحمه‌الله (٢).

٤٩ ـ سنجر بن السّلطان ملك شاه بن السّلطان ألب رسلان بن السّلطان جغربيك بن ميكائيل بن سليمان بن سلجوق (٣).

سلطان خراسان ، وغزنة ، وما وراء النّهر. وخطب له بالعراق ، والشّام ، والجزيرة ، وأذربيجان ، وأرّان ، وديار بكر ، والحرمين (٤). ولقبه السّلطان

__________________

(٥) / ٣٠٩) أما ياقوت فضبطها مثله ولكن بفتح التاء. (معجم البلدان ٢ / ٤٥٤).

وهذه النسبة إلى عدّة من القرى اسمها دستجرد ، منها بمرو قريتان ، ومنها بطوس قريتان أيضا ، ومنها ببلخ ، ومنها بسرخس ، ومنها بأصبهان عدّة قرى تسمّى كل واحدة دستجرد. وقال البشاري : دستجرد مدينة بالصغانيان.

أما دستجرد المقصودة هنا فهي دستجرد مرو ، قرية عند الرمل من نواحيها.

(١) في معجم البلدان «عبد الله».

(٢) وكان مولده سنة ٤٧٧ ه‍.

(٣) انظر عن (سنجر بن ملك شاه) في : الأنساب ٧ / ١٥٩ (السنجاري) ، والمنتظم ١٠ / ١٧٨ رقم ٢٦٣ (١٨ / ١٢١ رقم ٤٢١٣) ، ومعجم البلدان ٣ / ٢٦٢ (سنجر) ، وتاريخ دولة آل سلجوق ٢٣٦ ـ ٢٥٩ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) ٢٣٠ ، ٢٣٨ ، ٢٥٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٢٧ ، ٤٢٨ ، والروضتين ج ١ ق ١ / ٢٨٨ ، وآثار البلاد وأخبار العباد ٣٨٦ ، ٣٩٦ ، ٤١٥ ، ٤٧٣ ، ٥٨٧ ، وزبدة التواريخ ٢٣٣ ، ونهاية الأرب ٢٦ / ٣٨٩ ـ ٣٩١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٣٣ ، والعبر ٤ / ١٤٧ ، ١٤٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٦٢ ـ ٣٦٥ رقم ٢٥٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٢ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٤٧١ ، ٤٧٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٧ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٠١ ، ومآثر الإنافة ٢ / انظر فهرس الأعلام ٣٨٣ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٥٦ و ٧٠ و ٧٣ و ٧٤ ، والكواكب الدرّية ١٥٤ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٢٩٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٦ ، ٣٢٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦١ ، ١٦٢ وفيه : «أحمد سنجر» ، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) ٢ / ١٦٩ ، ١٧٧ ، ٤٥٦ ، ٤٦٣ ، ٤٦٤ ، وتاج العروس ٣ / ٢٨٠ ، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة ٣٣٣.

(٤) قال ابن الأثير : أطاعه السلاطين وخطب له على أكثر منابر الإسلام بالسلطنة نحو أربعين سنة ، وكان فيها يخاطب بالملك عشرين سنة. (الكامل ١١ / ٢٢٢).

٨٢

الأعظم معزّ الدين ، أبو الحارث ، واسمه بالعربيّ أحمد بن الحسن بن محمد بن داود. كذا ساقه ابن السّمعانيّ ، وقال في أبيه الحسن إن شاء الله.

ثمّ قال : ولد بسنجار (١) من بلاد الجزيرة في رجب سنة تسع (٢) وسبعين (٣) وأربعمائة حين توجّه أبوه إلى غزو الرّوم ، ونشأ ببلاد الخزر ، وسكن خراسان ، واستوطن مرو (٤).

وقال ابن خلّكان (٥) : تولّى المملكة نيابة عن أخيه بركياروق سنة تسعين وأربعمائة ، ثمّ استقلّ بالسّلطنة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.

وقال ابن السّمعانيّ : وكان في أيّام أخيه يلقّب بالملك المظفّر إلى أن توفّي أخوه السّلطان محمد بالعراق في ذي الحجّة سنة إحدى عشرة ، فلقّب بالسّلطان.

وقال : ورث الملك عن آبائه وزاد عليهم. ملك البلاد ، وقهر العباد ، وخطب له على أكثر منابر الإسلام. وكان وقورا ، حييّا ، سخيا ، كريما ، مشفقا ، ناصحا لرعيّته ، كثير الصّفح. صارت أيّام دولته تاريخا للملوك ، وجلس على سرير الملك قريبا من ستّين سنة. أقام ببغداد ، وانصرف منها إلى خراسان ، ونزل مرو ، وكان يخرج منها ويعود.

قال : وحكى أنه دخل مع أخيه محمد إلى الإمام المستظهر بالله ، قال : فلمّا وقفنا بين يديه ظنّ أني أنا هو السّلطان ، فافتتح كلامه ، فخدمت وقلت : يا مولانا أمير المؤمنين السّلطان هو وأشرت إلى أخي. ففوّض إليه السّلطنة ، وجعلني وليّ العهد بعده بلفظه (٦).

__________________

(١) سنجار : بكسر السين ، وسكون النون ، وفتح الجيم ، والراء. مدينة بالجزيرة ، ولد بها سنجر فسمي باسمها. (الأنساب ٧ / ١٥٩ ، معجم البلدان ٣ / ٢٦٢).

(٢) في تاريخ دولة آل سلجوق ، ص ٢٣٦ : مولده سنة ٤٧١ ه‍.

(٣) في الأصل : «تسع وتسعين» ، وهو غلط.

(٤) الكامل ١١ / ٢٢٢.

(٥) في وفيات الأعيان ٢ / ٤٢٨.

(٦) المنتظم.

٨٣

قال ابن السّمعانيّ : واتّفق أنّ في سنة إحدى وتسعين لمّا هزم عساكر أخيه والأمير حبشيّ كان فتحا عظيما في الإسلام ، فإن أكثر ذلك العسكر كان ممّن يميل عن الحقّ. فبلغ ذلك الإمام أبا الحسن عليّ بن أحمد المدينيّ المؤذّن ، فصلّى ركعتين ، وسجد شكرا لله تعالى.

ثمّ أجاز للسّلطان سنجر جميع مسموعاته ، فقرأت عليه بها أحاديث.

وكان قد حصل له طرش (١).

قال ابن الجوزي (٢) : واتّفق أنّه حارب الغزّ ، يعني قبل الخمسين ، فأسروه ، ثمّ تخلص بعد مدّة وجمع إليه أطرافه بمرو.

وقال ابن خلّكان (٣) : كان من أعظم الملوك همّة ، وأكثرهم عطاء.

ثمّ قال : ذكر أنّه اصطبح خمسة أيّام متوالية ، ذهب في الجود كلّ مذهب ، فبلغ ما ذهب من العين سبعمائة ألف دينار ، سوى الخلع والخيل (٤).

قال : وقال خازنه : اجتمع في خزائنه من الأموال ما لم يسمع أنّه اجتمع في خزائن أحد من ملوك الأكاسرة. وقلت له يوما : حصل في خزائنك ألف ثوب ديباج أطلس ، وأحبّ أن تنظرها. فسكت ، فأبرزت جميعها فحمد الله ، ثمّ قال : يقبح بمثلي أن يقال : مال إلى المال. وأذن للأمراء في الدّخول ، فدخلوا عليه ، ففرّق عليهم الثّياب وتفرّقوا (٥).

قال : اجتمع عنده من الجواهر ألف وثلاثون رطلا ، ولم يسمع عند أحد من الملوك يقارب هذا.

وقال ابن خلّكان (٦) : ولم يزل أمره في ازدياد إلى أن ظهرت عليه الغزّ في سنة ثمان وأربعين ، وهي واقعة مشهورة استشهد فيها الفقيه محمد بن

__________________

(١) المنتظم.

(٢) في المنتظم.

(٣) في وفيات الأعيان.

(٤) تاريخ دولة آل سلجوق ٢٥١.

(٥) تاريخ دولة آل سلجوق ٢٥١ ، ٢٥٢.

(٦) في وفيات الأعيان.

٨٤

يحيى فكسروه وانحل نظام ملكه ، وملكوا نيسابور ، فقتلوا بها خلقا كثيرا ، وأسروا السّلطان سنجر ، وأقام في أسرهم خمس سنين (١).

قلت : بل بقي في أسرهم ثلاث سنين وأربعة أشهر.

وتغلّب خوارزم شاه على مرو ، يعني بعده. وتفرّقت مملكة خراسان.

وتوفّي في رابع عشر ربيع الأوّل سنة اثنتين بعد خلاصه من الأسر (٢) ، وانقطع بموته استبداد الملوك السّلجوقيّة بخراسان. واستولى على أكثر مملكته السّلطان خوارزم شاه أتسز بن محمد بن نوشتكين.

أتسز توفّي قبله ، فلعلّه أراد خوارزم شاه أرسلان بن أتسز بن محمد ، والله أعلم.

وقال ابن السّمعانيّ : توفّي في رابع وعشرين ربيع الأول ، وهو الصّحيح. وأظنّ ذلك غلطا من النّاسخ. ودفن في قبّة بناها وسمّاها دار الآخرة.

قال ابن الجوزيّ (٣) : ولمّا بلغ خبر موته إلى بغداد قطعت خطبته ، ولم يعقد له العزاء ، فجلست امرأة سليمان للعزاء ، فرآها المقتفي بالله وأقامها.

وقال ابن السّمعانيّ : تسلطن بعده ابن أخته الخاقان محمود بن محمد بن بغراجان.

 ـ حرف الصاد ـ

٥٠ ـ صلاح [الدّين] (٤).

متولّي حمص.

__________________

(١) وأسرت خاتون زوجة السلطان وبقيت في الإسار إلى أن فديت بخمسمائة ألف دينار. (تاريخ دولة آل سلجوق ٢٥٤).

(٢) هكذا قال العماد باختصار البنداري في تاريخ دولة آل سلجوق ٢٣٦.

(٣) في المنتظم.

(٤) في الأصل بياض ، والمستدرك من : ذيل تاريخ دمشق ٣٤٧ ، وكتاب الروضتين ج ١ ق ١ / ٢٨٦.

٨٥

وكان قد تقدّم عند الأتابك زنكيّ بالمناصحة وسداد الرأي ، فلمّا شاخ عجز عن ركوب الفرس. وكان يحمل في المحفّة.

وخلفه من بعده في حمص أولاده ، ثمّ تملّكها أسد الدّين وذريّته.

 ـ حرف الطاء ـ

٥١ ـ طاهر بن حيدرة بن مفوّز بن أحمد بن مفوّز (١).

أبو الحسن المعافريّ ، الشّاطبيّ.

سمع : أخاه أبا بكر ، وأبا علي الصّدفيّ.

وأجاز له عمّه طاهر بن مفوّز الحافظ.

قال الأبّار (٢) : وكان فقيها حافظا ، مقدّما في علم الفرائض يلجأ إليه في ذلك. وولي قضاء شاطبة. ثم استعفى فأعفي.

روى عنه : ابناه أبو بكر عبد الله ، ومفوّز.

وتوفّي في المحرّم.

 ـ حرف العين ـ

٥٢ ـ عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي (٣).

أبو منصور التّميميّ ، الموصليّ ، الدّمشقيّ.

قرأ القرآن على أبي الوحش سبيع.

__________________

(١) انظر عن (طاهر بن حيدرة) في : تكملة الصلة لابن الأبار ٣٤٢ ، ومعجم شيوخ الصدفي ٩١ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (بقية السفر الرابع) ١٥٣ رقم ٢٧٩.

(٢) في تكملة الصلة ٣٤٢.

(٣) انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في : تاريخ دمشق (المطبوع) ٣٩ / ٤١٥ ، ٤١٦ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٣ (دون ترجمة).

٨٦

وسمع : الشّريف النّسيب ، وأبا طاهر الحنّائيّ ، وأبا الحسن بن الموازينيّ. وكتب الحديث بخطّ حسن.

وكان شاهدا متودّدا.

روى عنه : ابن عساكر (١) ، وابن السّمعانيّ ، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن يحيى القاضي ابن الزّكيّ ، وأبو المواهب بن صصريّ ، وأخوه أبو القاسم.

توفّي في رمضان (٢).

٥٣ ـ عبد الصّبور بن عبد السّلام بن أبي الفضل (٣).

أبو صابر الهرويّ ، الفاميّ ، التّاجر.

قال ابن السّمعانيّ : ولد في رمضان سنة سبعين وأربعمائة. وكان صالحا ، كثير الخير ، مشتغلا بنفسه.

سمع : أبا إسماعيل عبد الله الأنصاريّ ، وأبا عامر محمود بن القاسم الأزديّ ، ونجيب بن ميمون الواسطيّ ، وإلياس بن مضر البالكيّ.

وحدّث «بجامع التّرمذي» عن أبي عامر (٤).

وكان من التّجّار المعروفين ، صدوقا أمينا. ورد بغداد حاجّا سنة تسع وثلاثين وحدّث بها «بجامع التّرمذيّ» ، ورواه أيضا بهمذان.

__________________

(١) وهو قال : وكان من جملة الشهود المعدّلين ، مؤثرا لموادّة الناس ، تاركا لمشارّتهم ، مشغولا بشغله عمّا سواه.

(٢) وكان مولده في شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

(٣) انظر عن (عبد الصّبور بن عبد السلام) في : التقييد ٣٨٦ رقم ٥٠٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، والعبر ٤ / ١٤٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٢٨ ، ٣٢٩ رقم ٢٢٢ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٢.

(٤) التقييد ٣٨٦.

٨٧

قلت : روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وابنه عبد الرحيم ، وأبو الحسن عليّ بن نجا الواعظ الحنبليّ ، وأحمد بن الحسن العاقوليّ (١) ، وآخرون.

توفّي بهراة في شعبان.

٥٤ ـ عبد القاهر بن عليّ بن أبي جرادة (٢).

الأمين مخلص الدّين العقيليّ ، الحلبيّ ، ناظر خزانة الملك نور الدّين بحلب.

قال أبو يعلى حمزة : راعني فقده لأنّه كان خيّرا ، بليغا ، حسن البلاغة.

نظما ونثرا ، بديع الكتابة ، يتوقّد ذكاء. وكانت بيننا مودّة من الصّبى بحكم تردّده إلى دمشق. ورثيته بأبيات ، فذكر منها :

وقد كان ذا فضل وحسن بلاغة

ونظم كدرّ في قلائد حور

يفوق بحسن اللّفظ كلّ فصاحة

وخطّ بديع في الطّروس منير (٣)

__________________

(١) وقال ابن نقطة : حدثنا عنه أحمد بن الحسن العاقولي بأحاديث ، (التقييد).

(٢) انظر عن (عبد القاهر بن علي) في : ذيل تاريخ دمشق ٣٤٥ ، وكتاب الروضتين لأبي شامة ج ١ ق ١ / ٢٨٦.

(٣) وبقيّة الأبيات :

فجعت بخلّ كان يونس وحشتي

تذكره في غيبة وحضور

فتى كان ذا فضل يصول بفضله

وليس له من مشبّه ونظير

وقد كان ذا ...

يفوق بحسن اللفظ ...

وقد كنت ذا شوق إليه إذا نأى

فقد صرت ذا حزن بغير سرور

سأشكو زمانا روعتني صروفه

بفقدي من أهوى بغير مجير

وما نافعي شكوى الزمان وقد غدا

على كل ملك في الزمان خطير

وأجناده بالمرهفات تحوطه

وكل شجاع فاتك ونصير

سقى الله قبرا ضمّه بمجلجل

بكل أصيل حادث وبكور

ليصبح كالروض الأنيق إذا بدا

بزهر يروق الناظرين نضير

برحمة من يرجى لرحمة مثله

وغفران ربّ للعباد غفور

٨٨

٥٥ ـ عبد الملك بن عليّ بن حمد (١).

أبو الفضل الهمذانيّ ، البزّاز.

عاش اثنتين وثمانين سنة.

سمع : أحمد بن عمر البيّع ، وفند الشّعرانيّ ، والدّونيّ (٢).

وببغداد : أبا سعد الصّيرفيّ.

مات في ربيع الأوّل (٣).

٥٦ ـ عبد الملك بن مسرّة بن فرج بن خلف بن عزير (٤).

أبو مروان اليحصبيّ ، الشّنتمريّ (٥) ، ثمّ القرطبيّ. أحد الأئمّة الأعلام.

أخذ «الموطّأ» عن أبي عبد الله بن الطّلّاع سماعا ، واختصّ بالقاضي أبي الوليد ابن رشد ، وتفقّه معه.

وصحب أبا بكر بن مفوّز ، فانتفع به معرفة الحديث.

__________________

(١) انظر عن (عبد الملك بن علي) في : التقييد ٣٥٦ ، ٣٥٧ رقم ٤٤٧ ، وتاريخ إربل ١ / ٢٩٩ ومنه «عبد الملك بن علي بن محمد» ، ومعجم الألقاب ١ / ٥٣٣ و ٣ / ٦٠ و ٥٧٠ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (مخطوطة كمبرج) ورقة ٤٩.

(٢) سمع منه عبد الملك سنن النسائي في سنة خمس وتسعين وأربعمائة. سمعها منه جماعة منهم : أبو محمد عبد اللطيف بن أبي النجيب السهروردي ، وسليمان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي. (التقييد).

(٣) قال ابن المستوفي : حدّث عنه مسعود بن عبد الله البغدادي بإربل في كتابه الأربعين ، عن شيوخه. (تاريخ إربل ١ / ٢٩٩).

وقال ابن نقطة : ثقة صدوق. (التقييد).

(٤) انظر عن (عبد الملك بن مسرّة) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٣٤٨ ، وبغية الملتمس للضبي ٣٨٢ رقم ١٠٧٩ ، والعبر ٤ / ١٤٨ ، وفهرسة ابن خير ٤٩٣ ، ٥١٢ ، ٥١٧ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ١٤٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٠ وفيه : «عبد الملك بن ميسرة» ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٢.

و «عزير» بضم العين المهملة ، وفتح الزاي ، وسكون الياء ، ثم راء.

(٥) الشّنتمري : بفتح الشين المعجمة ، وسكون النون ، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها ، وفتح الميم ، وكسر الراء ، وتشديد الياء. قال ياقوت : وأظنّه يراد به مريم بلغة الإفرنج ، وهو حصن بالأندلس من أعمال شنت بريّة. (معجم البلدان ٣ / ٣٦٧) وانظر : الروض المعطار ٣٤٧. وفي الأصل : «السنتمري» بالسين المهملة.

٨٩

قال ابن بشكوال (١) : كان ممن جمع الله له الحديث والفقه ، مع الأدب البارع ، والخط الحسن ، والدّين ، والورع ، والتّواضع والهدي الصّالح. كان على منهاج السّلف المتقدّم.

أخذ النّاس عنه ، وكان أهلا لذلك لعلوّ ذكره ، ورفعة قدره.

توفّي لثمان بقين من رمضان.

آخر من سمع منه أبو القاسم بن بقيّ. قاله ابن الزّبير.

٥٧ ـ عبد الوهّاب بن محمد بن أحمد بن غالب (٢).

أبو العرب التّجيبيّ ، الأندلسيّ ، البلنسيّ ، المعروف بالبقسانيّ ، نسبة إلى قرية بغربيّ بلنسية.

سمع : أبا الحسن بن واجب ، وأبا محمد بن خيرون ، وخليص بن عبد الله ، وأبا علي الصّدفيّ ، وأبا بحر الأسديّ ، وأبا محمد بن أبي جعفر الفقيه. وأجاز له طائفة آخرون.

وكان خطيبا مفوّها ، فصيحا ، شاعرا ، ذا لسان وبلاغة وعربيّة ، وله مشاركة في العلوم.

ولي قضاء المريّة ، وحدّث (٣).

أخذ عنه : أبو عمر بن عيّاد ، وأبو الحسن بن سعد الخير ، وأبو

__________________

(١) في الصلة.

(٢) انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبار ، رقم ١٩٧٠ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ، السفر ٥ ق ١ / ٩٤ ، ٩٥ رقم ١٧٢.

(٣) وقال ابن الأبار : وترك الرواية عنه شيوخنا البلنسيون ولا بأس به فيما قرأ أو سمع ، ولم يكن مسموعه من الحديث متسعا.

وكان عارفا بالفقه ، بصيرا بفقد الشروط ، مشاركا في النحو والعروض ، حافظا للآداب واللغات ، ممتع المجالسة ، ذاكرا لغرائب الأخبار ، وملح الحكايات وطرف الفوائد ، أديبا شاعرا محسنا ، خطيبا بالغا ، حسن الخط ، كتب الكثير وأحكم ضبطه. ولاه بأخرة من عمره أبو الحسن زيادة الله بن الحلّال قضاء لرية سنة أربعين وخمسمائة. مولده ببلنسية في شعبان سنة تسع وسبعين وأربعمائة.

٩٠

مروان بن الجلّاد.

وتوفّي في المحرّم عن ثلاث وسبعين سنة.

٥٨ ـ عثمان بن عليّ بن محمد بن عليّ (١).

أبو عمرو البيكنديّ (٢) ، مسند أهل بخارى.

قال ابن السّمعانيّ : ولد في شوّال سنة خمس وستّين وأربعمائة ، وكان إماما فاضلا ، ورعا ، عفيفا ، نزها ، قانعا باليسير ، كثير العبادة ، ثقة ، صالحا.

سمع : أبا محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزّبيدي المعمّر ، وأبا بكر بن الحسين خواهرزاده ، وأبا الخطّاب الطّبريّ القاضي ، والإمام محمد بن أحمد بن أبي سهل الفقيه ، وطائفة كبيرة.

روى عنه : تاسع شوّال ، وشيّعه أمم. وهو آخر من حدّث عن الإمام أبي المظفّر عبد الكريم الأندقيّ (٣).

٥٩ ـ عليّ بن أحمد بن الحسين بن أبي نصر بن الأشعث بن حاشد (٤).

الكندكينيّ (٥) ، السّغديّ ، السّمرقنديّ (٦).

__________________

(١) انظر عن (عثمان بن علي) في : الأنساب ١ / ٣٦٣ ، والعبر ٤ / ١٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٣٦ ، ٣٣٧ رقم ٢٢٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٥ رقم ١٧٧٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٢.

(٢) البيكندي : نسبة إلى بيكند ، بلدة كبيرة قريبة من بخارى. وقد تحرّفت في شذرات الذهب إلى «السكندري».

(٣) توفي الأندقي سنة ٤٨١ ه‍. وقال ابن السمعاني : روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ببخارا ولم يحدّثنا عنه سواه. (الأنساب ١ / ٣٦٣).

(٤) انظر عن (علي بن أحمد) في : الأنساب ١٠ / ٤٨٥ ، ومعجم البلدان ٤ / ٤٨٢ ، واللباب ٣ / ١١٤ ، ١١٥.

(٥) الكندكيني : بفتح الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وكسر الكاف الثانية وسكون الياء المنقوطة بنقطتين وفي آخرها نون أخرى. نسبة إلى كندكين وهي قرية على نصف فرسخ من الدبّوسية من سغد سمرقند.

(٦) قال ابن السمعاني : والده كان قاضي كندكين. وورد هو على كبر السّنّ بخارى ، وبها لقيناه.

٩١

روى بالإجازة عن السّيد محمد بن محمد بن زيد.

سمع منه : ابن السّمعانيّ ، وولده عبد الرحيم.

توفّي في ربيع الأوّل.

٦٠ ـ عليّ بن الوزير أبي عليّ الحسن بن عليّ بن صدقة (١).

صدر معظّم (٢) ، يلقّب شرف الدّولة (٣).

سمع : أبا القاسم الرّبعيّ ، وغيره.

وعنه : أبو سعد السّمعانيّ (٤).

٦١ ـ عليّ بن الحسن بن عليّ.

أبو الحسن بن شليها الدّمشقيّ.

سمع : أبا القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ ، وأبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسيّ ، وأبا الفضل بن الفرات.

__________________

= وسمعنا منه. وذكر أن السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي ورد قريتهم ، فقرأ والده له عليه ورقة من الكتاب ، واستجاز الباقي ، ووجدنا سماعه في الجزء الثالث من كتاب «الحروف» للحسن بن سفيان ، عن القاضي أبي علي الحسن بن عبد الملك بن الحسين النسفي ، عن أبي نعيم الغوبديني ، عن أبي القاسم النسوي ، عن المصنّف ، وقرأنا عليه. وذكر ما يقتضي أن ولادته في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، أو قبلها بسنة أو سنتين.

(١) انظر عن (علي بن الوزير أبي علي) في : المنتظم ١٠ / ١٧٨ ، ١٧٩ رقم ٢٦٤ (١٨ / ١٢١ رقم ٤٢١٤) ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٢ / ٨٠٨ وج ٥ / رقم ١٨٥٣ ، والفخري ٣١١ ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٣ / ١٢٦ رقم ١٠٠٦ والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٢٢٥ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٢٨ و ٢٣١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٧٥ و ٢٧٦.

(٢) كنيته : أبو القاسم.

(٣) ويلقّب : قوام الدين ، ومؤتمن الدولة.

(٤) وقال ابن طباطبا : بيته بيت مشهور بالوزارة معروف بالرياسة. وكان مؤتمن الدولة حسن الصورة والخلق لكن لا علم عنده بقوانين الوزارة ، وكان كثير التعبّد والصدقة. استوزره الخليفة المقتفي لأمر الله. قالوا : كان هذا مؤتمن الدولة الوزير قليل الاشتغال بالعلم ، وكان ضعيف القراءة في الكتب ، وكان قد أدمن في قراءة جزء واحد من أجزاء القرآن وفي كتاب واحد من كتب الأدب ، فكان لا يزال الجزء المذكور والكتاب بين يديه يقرأ فيهما قراءة جيدة ، فخفي على الناس حاله مدّة وزارته. فلما مات ظهر ذلك عنه. ولم يكن له من السيرة ما يؤثر. (الفخري).

٩٢

روى عنه : ابن عساكر ، وابنه القاسم ، وغيرهما.

وتوفّي رحمه‌الله في رمضان.

٦٢ ـ عليّ بن صدقة بن عليّ بن صدقة (١).

الوزير أبو القاسم قوام الدّين. استوزره أمير المؤمنين المقتفي سنتين ، ثمّ عزله سنة خمس وأربعين.

توفّي في الثّالث والعشرين من جمادى الأولى.

ذكره ابن الجوزيّ.

قال ابن النّجّار : هو ابن أخي الوزير جلال الدّين.

٦٣ ـ عليّ بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الضّحاك (٢).

أبو الحسن الفزاريّ ، الغرناطيّ ، المعروف بابن المقري.

روى عن : أبي الوليد بن بقوي ، وشريح بن محمد ، وأبي الحسن بن مغيث ، وجماعة.

قال الأبّار (٣) : اعتنى بالحديث ، وشارك في غيره. وعرف بصحّة العقل.

حدّث عنه : أبو بكر بن أبي زمنين ، وأبو جعفر بن شراحيل ابن أخته ، وأبو الحسن بن جابر القرطبيّون (٤).

__________________

(١) انظر عن (علي بن صدقة) في : المنتظم ١٠ / ١٧٨ ، ١٧٩ (١٨ / ١٢١ رقم ٤٢١٤) ، وانظر الترجمة السابقة رقم (٦٠).

(٢) انظر عن (علي بن محمد) في : صلة الصلة ٩٤ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٧٥٤ ، والديباج المذهب ٢١٠ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ، السفر الخامس ، ق ١ / ٢٨٢ ـ ٢٨٥ رقم ٥٦٦ ، وكشف الظنون ١٠٥٩ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ١٧٧.

(٣) في التكملة ، رقم ١٧٥٤.

(٤) وقال المراكشي : وكان محدّثا نبيلا ، حافظا للتواريخ وطبقات الرواة وتعديلهم وتجريحهم ، مميّزا صحيح الحديث من سقيمه ، عني بهذا الشأن طويلا ، ماهرا في علمي الكلام وأصول الفقه ، أديبا ، وله مصنّفات كثيرة في الحديث وتواريخه والكلام ، منها : شرح إرشاد أبي=

٩٣

٦٤ ـ عمر بن عبد الله بن عليّ بن محمد بن محمد بن أبي طاهر (١).

أبو حفص الحربيّ ، المقرئ شيخ صالح ، خيّر ، قيّم بكتاب الله.

سمع بنفسه الكثير ، وأفاد غيره. وتلا للكسائي ، على ثابت بن بنذار.

وسمع : أبا عبد الله النّعاليّ ، وأبا الخطّاب القارئ ، وأبا بكر الطّريثيثي ، وأبا الفوارس الزّينبيّ ، وجماعة.

روى عنه : الحسين بن أحمد بن الحباريّ النّساج ، وعمر بن طبرزد ، وابن اللّتّيّ ، وآخرون.

وهو الّذي روى عنه ابن اللّتّي الجزء الأوّل من «مشيخة الفسويّ» و «الأمالي والقراءة» لابن عفّان.

توفي في حادي عشر شعبان.

وقرأ عليه : ريحان بن تنكان الضّرير المقرئ ، وعبد العزيز بن النّاقد.

٦٥ ـ عيسى بن محمد بن فتّوح بن فرج (٢).

الأستاذ أبو الأصبغ الهاشميّ ، الأندلسيّ ، المقرئ ، المعروف بابن المرابط. نزيل بلنسية.

__________________

= المعالي ، وأصول الفقه ، وأجوبة على مسائل اقتضى منه الجواب عليها ، وردّ على مقالات في أنواع شتّى ظهر في ذلك كلّه إدراكه وحسن نظره ، وكتب بخطّه كثيرا وجوّده على شدّة إدماجه.

مولده آخر جمادى الآخرة سنة ٥٠٩ ه‍. وفي هامش نسخة خطية من : الذيل والتكملة تعليقة نصّها : «هكذا قال المصنف اثنتين وخمسين ، تبع في ذلك لابن الأبار. وقال شيخنا أبو جعفر ابن الزبير : توفي في الكائنة بغرناطة سنة سبع وخمسين وخمسمائة ، خرج في جملة من خرج من غرناطة يريد وادي آش ففقد قبل أن يصل إليها ولم يوقع له على خبر».

وفي الديباج المذهب : توفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.

(١) انظر عن (عمر بن عبد الله الحربي) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٣ (دون ترجمة) ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٥٠٩ رقم ٤٦٠ ، والعبر ٤ / ١٤٩ ، وغاية النهاية ١ / ٥٩٣ ، ٥٩٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٥٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٢.

(٢) انظر عن (عيسى بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، وغاية النهاية ١ / ٦١٤ رقم ٢٥٠٢.

٩٤

أخذ القراءات عن : أبي زيد الورّاق ، وأبي عبد الله بن ثابت ، وأبي بكر بن الصّبّاغ الهدهد.

وتصدّر للإقراء. وكان من جلّة المقرءين.

أخذ عنه القراءات : أبو عبد الله بن الحبّاب (١).

وحدّث عنه : أبو عمر بن عيّاد ، وابنه محمد ، وأبو عبد الله بن سعادة.

وتوفّي في رجب ، وقد جاوز السّبعين. قاله الأبّار.

 ـ حرف القاف ـ

٦٦ ـ أبو القاسم بن الخليفة المستظهر بالله (٢).

توفّي في ثامن عشر جمادى الأولى ، وحمل إلى التّربة الّتي للخلفاء في الماء.

ومضى معه الوزير وأرباب الدّولة ، وجلسوا للعزاء يومين. ثمّ خرج توقيع بإقامتهم من العزاء.

وكان أصغر أولاد المستظهر ، وأخا أمير المؤمنين المقتفي.

 ـ حرف الميم ـ

٦٧ ـ محمد بن الحسين (٣).

الأديب الكامل أبو المكارم بن الآمديّ ، البغداديّ.

من فحول الشّعراء. تأخّر حتّى مدح ابن هبيرة.

ومات في هذه السّنة (٤).

__________________

(١) في الأصل : «الخيار».

(٢) انظر عن (أبي القاسم ابن المستظهر بالله) في : المنتظم ١٠ / ١٧٩ رقم ٢٦٦ (١٨ / ١٢٢ رقم ٤٢١٦).

(٣) انظر عن (محمد بن الحسين) في : الوافي بالوفيات ٣ / ١٧ رقم ٨٧٥.

(٤) من شعره :

أبا حسن كففت عن التقاضي

بوعدك لاعتصابك بالمطال

٩٥

٦٨ ـ محمد بن خذاداذ بن سلامة (١).

الفقيه أبو بكر البغدادي ، الحدّاد (٢).

كان إماما أصوليّا ، مناظرا ، من أعيان الحنابلة.

تفقّه على أبي الخطّاب ، وسمع عن : ابن طلحة النّعاليّ ، وطراد ، وابن البطر.

روى عنه : ابن الأخضر ، وثابت بن مشرّف (٣).

وتوفّي في جمادى الأولى.

٦٩ ـ محمد بن سليمان بن خلف.

أبو عبد الله النّفزيّ (٤) ، الشّاطبيّ ، المعروف بابن بركة.

__________________

= ومن ذمّ السؤال فلي لسان

فصيح دابه حمد السؤال

جزى الله السؤال الخير أنّى

عرفت به مقادير الرجال

(١) انظر عن (محمد بن خذاداذ) في : الأنساب ١١ / ١١٥ ، والإستدراك ٢ / ٤١٤ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٣٦ ، ٣٧ رقم ٩٢٢ والذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣١ رقم ١١٧ ، وتوضيح المشتبه ٣ / ٤٠٩.

وفي الأصل : «خداذاد» ، والتصحيح من المصادر. وهو بدال مهملة بين ذالين معجمتين.

(٢) ذكره ابن السمعاني في نسبة «المباردي» ، وقال : كان ينقش المبارد مثل أبيه.

(٣) وقال ابن السمعاني : سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد.

وقال ابن نقطة : حدّث ، وسماعه صحيح. وحدّث عنه ابن عساكر.

وذكره ابن القطيعي فقال : من أهل القرآن والفقه ، وطريقته في النسخ معروفة بالسرعة. ومما أنشده لنفسه :

لما رأيت أوار الحبّ في كبدي

أجريت دمعي على الخدّين مهمولا

وقلت : يا قلب صبرا بعد بينهم

ليقضي الله أمرا كان مفعولا

وقال ابن النجار : كان فقيها مناظرا ، أصوليا ، تفقّه على أبي الخطاب ، وعلّق عنه مسائل الخلاف ، وقرأ الأدب ، وقال الشعر. وكان خطّه رديئا.

روى لنا عنه : ابن الأخضر ، وثابت بن شرف ، وكان صدوقا.

(٤) النّفزي : بفتح النون ، ثم سكون الفاء ، وزاي. نسبة إلى نفزة. مدينة بالأندلس. وقال السّلفي : نفزة بكسر النون ، قبيلة كبيرة منها بنو عميرة وبنو ملحان المقيمون بشاطبة. (معجم البلدان ٥ / ٢٩٦).

٩٦

سمع من : أبي عمران بن أبي تليد ، وأبي جعفر بن جحدر ، وأبي عليّ بن سكّرة.

وأخذ رواية نافع عن : أبي الحسن بن شفيع. وكان إماما مفتيا ، نافذا في عقد الشروط ، متقدّما فيها.

روى عنه : المعمّر أبو عبد الله بن سعادة ، وابن أخته محمد بن أحمد النّحويّ.

وقد جاوز السّبعين ، وتوفي رحمه‌الله تعالى في هذا العام أو بعده.

٧٠ ـ محمد بن صافي بن خلف (١).

أبو عبد الله الأنصاريّ ، الأندلسيّ ، قاضي أوريولة.

يروي عن : أبي عليّ بن سكّرة ، وأبي محمد بن أبي جعفر الفقيه.

٧١ ـ محمد بن عبد الحميد بن الحسين بن الحسن (٢).

أبو الفتح الأسمنديّ (٣) ، السّمرقنديّ ، المعروف بالعلاء العالم.

قال ابن السّمعانيّ (٤) : كان فقيها ، مناظرا ، بارعا ، صنف تصنيفا في الخلاف ، وسار في البلدان ، وتخرّج على الإمام الأشرف (٥) ، وصار من فحول المناظرين.

وسمع من : عليّ بن عمر الخرّاط ، وغيره.

لقيته بسمرقند ، وكان يقول لي : أنا تلميذ والدك ، فإنّي دخلت مرو لأتفقّه على مذهبه.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن صافي) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٢) انظر عن (محمد بن عبد الحميد) في : الأنساب ١ / ٢٥٥ ، ٢٥٦ ومعجم البلدان ١ / ١٨٩ ، واللباب ١ / ٥٩ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢١٨ رقم ١٢٠٩.

(٣) الأسمندي : بضم الألف وسكون السين المهملة وفتح الميم وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى أسمند وهي قرية من قرى سمرقند.

(٤) وفي الأنساب ١ / ٢٥٦.

(٥) في الأنساب : «أشرف العلويّ».

٩٧

قال ابن السّمعانيّ : كان على التّفسير. ولم أسمع منه لأنّه كان مدمنا للخمر على ما سمعت عامّة النّاس يقولون ، ولم يكن يخفي ذلك. وسمعت أبا الحسن إبراهيم بن مهديّ بن قلينا الإسكندرانيّ يقول : سمعت من أثق به أنّ العلاء العالم قال : ليس في الدّنيا راحة إلّا في شيئين : كتاب أطالعه ، وباطية خمر أشرب منها.

ولد في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بسمرقند ، وقدم بغداد حاجّا في سنة اثنتين هذه.

وقال أبو سعد : حدّثني ولدي أبو المظفّر ، نا أبو الفتح محمد بن عبد الحميد ، نا عليّ بن إسماعيل الخرّاط ، ثنا عليّ بن أحمد بن الربيع ، نا أبي ..

فذكر حديثا (١).

٧٢ ـ محمد بن عبد اللّطيف بن محمد بن ثابت (٢).

العلّامة أبو بكر الخجنديّ (٣) ، ثمّ الأصبهانيّ.

سمع : أبا عليّ الحدّاد ، وجماعة.

وقال ابن السّمعاني : لقبه صدر الدّين. كان صدر العراق في وقته على الإطلاق ، إماما ، مناظرا ، فحلا ، واعظا ، مليح الوعظ ، سخيّ النّفس ، جوادا

__________________

(١) وقال ابن السمعاني : وسمع ولدي أبو المظفّر منه أحاديث ، ولما وافى مرو منصرفا من الحجاز والحج والزيارة سنة ثلاث وخمسين قرأت عليه أحاديث بقرية سيد (؟) على طرف البرية. (الأنساب ١ / ٢٥٦).

أقول : هذا يعني أن وفاته تأخّرت إلى ما بعد سنة ٥٥٢ ه‍.

(٢) انظر عن (محمد بن عبد اللطيف) في : المنتظم ١٠ / ١٧٩ رقم ٢٦٨ (١٨ / ١٢٢ رقم ٤٢١٨ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٢٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٣٣ ، والعبر ٤ / ١٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٨٦ ، ٣٨٧ رقم ٢٦٠ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٠ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢٨٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦ / ١٣٣ ، ١٣٤ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٩٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٧ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٠٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٣.

(٣) الخجنديّ : نسبة إلى خجند ، وهي بلدة كبيرة على طرف سيحون من بلاد المشرق ، ويقال لها أيضا : خجندة. بزيادة التاء. (الأنساب ٥ / ٥٢).

٩٨

مهيبا. دخل بغداد مرّات ، وكان حسن التّقدّم عند السّلطان. كان السّلطان محمود يصدر عن رأيه. وكان بالوزراء أشبه منه بالعلماء.

وكان يروي الحديث على المنبر من حفظه.

قال ابن الجوزيّ (١) : قدم بغداد ، وتولّى تدريس النّظاميّة ، وكان مليح المناظرة. حضرت مناظرته وهو يتكلّم بكلمات معدودة كأنّها الدّرر. ووعظ بجامع القصر والنّظاميّة. وما كان يداري في الوعظ ، وكان مهيبا ، وحوله السّيوف.

قال ابن السّمعانيّ : خرج إلى أصبهان من بغداد ، فنزل قرية بين همذان والكرج ، نام في عافية وأصبح ميتا في الثّامن والعشرين من شوّال فحمل إلى أصبهان.

قال ابن الأثير (٢) : وقعت لموته فتنة عظيمة قتل فيها خلق بأصبهان.

٧٣ ـ محمد بن عبيد الله بن نصر بن السّريّ (٣).

أبو بكر بن الزّاغونيّ (٤) ، البغداديّ ، المجلّد.

سمّعه أخوه الإمام أبو الحسن من : أبي القاسم بن البسريّ ، وأبي نصر الزّينبيّ ، وعاصم بن الحسن ، وأبي الفضل بن خيرون ، ومالك البانياسيّ ، ورزق الله التّميميّ ، وطراد ، وطائفة.

وطال عمره ، وتفرّد في عصره.

__________________

(١) في المنتظم.

(٢) في الكامل ١١ / ٢٢٨.

(٣) انظر عن (محمد بن عبيد الله) في : المنتظم ١٠ / ١٧٩ رقم ٢٦٧ (١٨ / ١٢٧ رقم ٤٢١٧) ، ومعجم البلدان ٣ / ١٢٧ ، والتقييد ٨٠ ، رقم ٧٣ ، وتاريخ إربل ١ / ١٠٢ و ١٣١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٩ ، والعبر ٤ / ١٥٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، رقم ١٨٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٥ رقم ١٧٧٩ وفيه «محمد بن عبد الله» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٣٣٨ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٠٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٤ ، وتاج العروس ٩ / ٢٢٦.

(٤) الزّاغوني : نسبة إلى زاغونى. قال ياقوت : قرية ما أظنها إلّا من قرى بغداد.

٩٩

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وابن الجوزيّ ، وعمر بن طبرزد ، والتّاج الكنديّ ، وابن ملاعب ، ومحمد بن عبد الله بن البنّاء الصّوفيّ ، وعبد السّلام بن يوسف العبرتيّ (١) ومحاسن بن عمر الخزائنيّ ، وأبو عليّ الحسن بن إسحاق بن الجواليقيّ ، وعبد السّلام بن عبد الله الدّاهريّ (٢) ، وأبو الحسن محمد بن أحمد القطيعيّ وهو آخر من روى عنه بالسّماع.

أخبرنا عليّ بن أحمد العلويّ ، أنا محمد بن أحمد القطيعيّ ، أنا أبو بكر بن الزّاغونيّ ، أنا أبو نصر الزّينبيّ ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو القاسم البغويّ ، ثنا أبو الربيع الزّهرانيّ ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيّوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن بلال ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى بين العمودين تلقاء وجهه في جوف الكعبة.

أخرجه مسلم (٣) ، عن أبي الربيع ، فوافقناه.

قال ابن السّمعانيّ : أبو بكر بن الزّاغونيّ ، شيخ صالح ، متديّن ، مرضيّ الطّريقة. قرأت عليه أجزاء ، وكان له دكّان يجلّد فيها. ولد سنة ثمان وستّين وأربعمائة ، وتوفّي في الثّالث والعشرين من ربيع الآخر.

قلت : وفي هذا الشّهر سمع منه : الدّاهريّ. وآخر من روى عنه بالإجازة ابن المقيّر. عاش بعده نيّفا وتسعين سنة.

__________________

(١) في الأصل : «اليرني» والتصحيح من : المشتبه في الرجال ٢ / ٤٧٧ ، والنسبة إلى عبرتا : بفتح العين المهملة والباء الموحّدة ، وتاء مثناة من فوقها. وهي كرخ عبرتا. (التكملة لوفيات النقلة ٣ / ١٣٧ رقم ٢٠١٣ ، توضيح المشتبه ٦ / ٣٨٥ و ٧ / ٣١٥) ، وقال ياقوت : كرخ عبرتا. وعبرتا : من نواحي النهروان ينسب إليه أبو محمد عبد السلام بن يوسف بن محمد بن عبد السلام العبرتي الكرخي من كرخ عبرتا وهو خطيبها. سمع من أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي مجلدين من أماليه الرابع والخامس ، وهو حيّ في سنة ٢٦٠ فيما أحسب. (معجم البلدان ٤ / ٤٤٩) قلت هكذا وقع في المعجم ، وهو سهو ، والصحيح ٦٢٠ ه‍. إذ المعروف أن العبرتي هذا توفي سنة ٦٢٢ ه‍.

(٢) الداهري : بالدال المهملة المشدّدة. نسبة إلى الداهرية ، قرية من قرى نهر عيسى ، من أعمال بغداد. (توضيح المشتبه ٤ / ٢٦١ ، وانظر المشتبه ١ / ٣٣١).

(٣) في الحج (٣٨٩) باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره ، والصلاة فيها.

١٠٠