تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

حضر السّلطان : يا سلطان العالم ، محمد بن عبد الله أمرني أن أجلس ، ومحمد أبو عبد الله منعني أن أجلس ، يعني المقتفي.

وكان إذا نبغ واعظ سعى في قطع مجلسه. وكان يلقّب بالبرهان. فلمّا مات السّلطان أهين الغزنويّ ، وكان معه قرية فأخذت منه ، وطولب بمغلّها عند القاضي. وحبس ثم أطلق ، ومنع من الوعظ.

وتشفّع في أمر القرية ، فقال المقتفي : ألا ترضى أن نحقن دمه (١)؟

ما زال الغزنوي يلقى الذّلّ بعد العزّ الوافر (٢).

وتوفّي في المحرّم.

وهو والد المسند أبي الفتح أحمد بن عليّ الغزنويّ ، راوي التّرمذيّ (٣).

__________________

(١) وقال ابن الجوزي : وحدثني عبد الله بن نصر البيع قال : أخذت من الغزنوي القرية التي كانت وقفت عليه ، فاستدعاني وسألني أن أقول لابن طلحة صاحب المخزن أن يسأل فيه وقال :

هذه القرية اشترتها خاتون من الخليفة والّذي وقع عليه الشهادة صاحب المخزن فهو أعرف الخلق بالحال. قال : فجئت فأخبرته ، فقال : أنا رجل منقطع عن الأشغال ، وكان قد تزهد وترك العمل فعدت إليه فأخبرته فقال : لا بدّ من إنعامه في هذا ، فكتب صاحب المخزن إلى المقتفي : هذا رجل قد أوى إلى بلدكم ، وهو منسوب إلى العلم ، فقال المقتفي : أو لا يرضى أن يحقن دمه؟

(٢) وقال أبو بكر بن الحصري : سمعته يقول : من الناس من الموت أحبّ إليه من الحياة ، وعنى نفسه ، وكان لا يحتمل الذلّ ، فمرض ، فحكى الطبيب الداخل عليه أنه قد ألقى كبده ، وكان مرضه في المحرّم هذه السنة ، فبلغني أنه كان يعرق في مرضه ويفيق ويقول : رضا وتسليم.

وقال ابن الأثير : وكان له قبول عظيم عند السلاطين والعامّة والخلفاء ، إلّا أنّ المقتفي أعرض عنه بعد موت السلطان مسعود لإقبال السلطان عليه. (الكامل)

(٣) ومن شعره :

كم حسرة لي في الحشا

من ولد إذا نشا

وكم أردت رشده

فما نشا كما أشا

وله :

يحسدني قومي على صنعتي

لأنني في صنعتي فارس

سهرت في ليلي واستنعسوا

هل يستوي الساهر والناعس؟

٦١

٢٤ ـ عليّ بن حيدرة بن جعفر بن المحسن (١).

أبو طالب الحسينيّ ، العلويّ ، الشريف الدّمشقيّ ، نقيب العلويّين.

سمع : أبا القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ ، والفقيه نصر بن إبراهيم.

روى عنه : ابن عساكر ، وولده القاسم ، وأبو المواهب ، وأبو القاسم ابنها صصريّ ، وغيرهم.

وهو راوي السّابع من «فضائل الصّحابة» لخيثمة (٢).

__________________

= وله :

فما تصنع بالسيف

إذا لم تك قتّالا

فغيّر حلية السيف

وضعه لك خلخالا

ولما مال الناس إلى ابن العبادي قلّ زبونه فكان يبالغ في ذمّه ، فقام بعض أذكياء بغداد في مجلس العبادي فأنشده :

لله قطب الدين من واعظ

طبّ بأدواء الورى آس

مذ ظهرت حجّته في الورى

قام بها البرهان في الناس

(المنتظم) وورد في (تاريخ إربل ١ / ١٩٧) : الشيخ أبو الحسن النوري ، والمرجّح أنه هو «أبو الحسين الغزنوي» ، قال : أنشدنا ابن الجواليقيّ :

ذهب المبرّد وانقضت أيامه

وسينقضي بعد المبرّد ثعلب

بيت من الآداب أصبح نصفه

خربا وباقي بيتها فسيخرب

فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا

للدهر أنفسكم على ما يسلب

وتزوّدوا من ثعلب فبكأس ما

شرب المبرّد من قليل يشرب

وأرى لكم أن تكتبوا أنفاسه

إن كانت الأنفاس مما يكتسب

(١) انظر عن (علي بن حيدرة) في : مشيخة ابن عساكر (مخطوط) ١ / ورقة ١٤٣ ، وتاريخ دمشق ، له ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٧ / ٢٧٧ رقم ١٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٥٠ ، ٢٥١ رقم ١٦٨.

(٢) فضائل الصحابة ، كتاب في الحديث ، وضعه المسند الحافظ خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي ، المتوفى سنة ٣٤٣ ه‍. ولم يصلنا منه سوى الجزء الثالث ، منه نسخة خطّية ضمن مجموع رقم ١١٠ قسم ٣ في المكتبة الظاهرية ، ونسخة أخرى ضمن مجموع رقم ٩٢ / ٨ قسم ٣ بالظاهرية أيضا ، وقد قمت بتحقيقهما ونشرتهما في كتاب بعنوان «من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي» ، وأصدرته دار الكتاب العربيّ ، بيروت ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م.

٦٢

توفّي في جمادى الآخرة ، ودفن بمقابر باب الصّغير.

٢٥ ـ عليّ بن أبي تراب بن فيروز.

أبو الحسن الزّنكوي (١) ، ثمّ البغداديّ ، الخيّاط.

سمع : أبا الفضل محمد بن عبد السّلام ، وأبا الحسين بن المبارك بن الصّيرفيّ.

قال ابن السّمعانيّ : كتب لي جزءا عن شيوخه ، وقرأته عليه وولد سنة أربع وسبعين.

ومات في ثاني ربيع الأوّل.

 ـ حرف الميم ـ

٢٦ ـ محمد بن عبد الله (٢) بن خيرة (٣).

أبو الوليد القرطبيّ.

قال ابن بشكوال (٤) : روى عن جماعة من شيوخنا وصحبنا عندهم ، وكان من جلّة العلماء الحفّاظ ، متفنّنا في المعارف كلّها ، جامعا لها ، كثير الدّراية ، واسع المعرفة ، حافل الأدب (٥).

وتوفي بزبيد في شوّال ، وله اثنتان وستّون سنة (٦).

__________________

(١) لم أجد هذه النسبة.

(٢) انظر عن (محمد بن عبد الله القرطبي) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٩٢ رقم ١٣٠٢ ، والديباج المذهب ٣٢١ ، والمقفّى الكبير للمقريزي ٦ / ١٠٥ ، ١٠٦ رقم ٢٥٤٨.

(٣) خيرة : بكسر الخاء المعجمة وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.

(٤) في الصلة ٢ / ٥٩٢ ، ٥٩٣.

(٥) مولده سنة ٤٨٩ ه‍.

(٦) وقال المقريزي : خرج من قرطبة في الفتنة بعد ما درّس بها وانتفع الناس به فروع الفقه وأصوله ، وأقام بالإسكندرية ، خوفا من بني عبد المؤمن بن علي ، ثم قال : كأني والله بمراكبهم قد وصلت إلى الإسكندرية ، فسافر إلى مصر بعد ما روى عنه السلفي ، وأقام بها مدّة. ثم قال : والله ما مصر والإسكندرية بمتباعدتين ، فسافر إلى الصعيد ، وحدّث في قوص بالموطأ ، ثم قال : والله ما يصلون إلى مصر ويتأخّرون عن هذه البلاد! فمضى إلى مكة وأقام بها. ثم قال : وتصل إلى هذه البلاد ولا تحجّ؟ ما أنا إلّا هربت منه إليه! ثم دخل اليمن ،=

٦٣

٢٧ ـ محمد بن عبد الخالق (١).

الإمام أبو المحامد السّمرقنديّ ، الكنديّ (٢).

ورع ، عارف بالفقه ، له حلقة إشغال.

كتب عنه أبو سعد السّمعانيّ (٣). وكندي من قرى سمرقند (٤).

٢٨ ـ محمد بن عبيد الله بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد (٥).

أبو عبد الكرخي ، البغداديّ ، الرّطبيّ (٦). من كرخ جدّان (٧) ، لا كرخ بغداد.

__________________

= فلما رآها قال : هذه أرض لا يتركها بنو عبد المؤمن ، فتوجّه إلى الهند ، فأدركته وفاته بها سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.

وقيل : بل مات بزبيد من مدن اليمن.

وكان من كبار فقهاء المالكية ، يتصرّف في علوم شتّى ، حفظة للآداب ، عارفا بشعراء الأندلس ، وكان علمه أو في من منطقه. ولم يرزق فصاحة ولا حسن إيراد.

(١) انظر عن (محمد بن عبد الخالق) في : الأنساب ١٠ / ٤٨٧ ، ومعجم البلدان ٤ / ٤٨٢ ، واللباب ٣ / ١١٥ ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٥٥٤ ، وتوضيح المشتبه ٧ / ٣٤١ ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : الكندي والكندي.

(٢) الكندي : بضم الكاف.

(٣) وهو قال : كان فقيها فاضلا ، وإماما مبرّزا ، ورعا ، حسن السيرة. كانت له حلقة يوم الجمعة في جامعها. وسمعت منه أحاديث يسيرة ، (الأنساب).

(٤) وهي إحدى قرى ساغرج. (توضيح المشتبه).

(٥) انظر عن (محمد بن عبيد الله بن سلامة) في : الأنساب ٦ / ١٣٧ بالحاشية و ١٠ / ٣٩٢ ، ومشيخة ابن عساكر (مخطوط) ٢ / ورقة ١٩١ ، وتاريخ إربل (انظر فهرس التراجم) ٢ / ٣٣٣ رقم ٤ ، ومعجم الآداب لابن الفوطي ١ / ١٨١ ، والاستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : الرطبي والزطني ، والمشتبه في الرجال ١ / ٣١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٧٧ رقم ١٨٥ ، والعبر ٤ / ١٤٤ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٦١٥ رقم ١٧٧٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، وتوضيح المشتبه ٤ / ٢٠٢ ، والقاموس المحيط (مادّة : الرطب) ، وتبصير المنتبه ٢ / ٦٢٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٩ ، وتاج العروس ١ / ٢٧١.

(٦) الرطبي : بضم الراء ، وفتح الطاء ، وفي آخرها باء موحّدة.

(٧) كرخ جدّان : بضم الجيم. قال ياقوت : وسمعت بعضهم يفتحها ، والضم أشهر ، والدال مشدّدة ، وآخره نون. زعم بعض أهل الحديث أن كرخ باجدّا وكرخ جدان واحد ، وليس بصحيح. فأمّا باجدّا فهو كرخ سامرّا ، وأما كرخ جدّان فإنه بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خانقين عن بعد ، وهو الحدّ بين ولاية شهرزور والعراق. (معجم البلدان ٤ / ٤٤٩).

٦٤

وهو ابن أخي الكرخي القاصّ أبي العبّاس أحمد بن سلامة ابن الرّطبيّ.

كان أحد الشّهود المعدّلين. كان جميل الأمر ، لازما بيته ، مشتغلا بما يعنيه (١).

سمع : أبا القاسم بن البسريّ ، وأبا نصر الزّينبيّ ، وعاصم بن الحسن ، وجماعة. وتوفّي في شوّال.

وكان مولده في سنة ثمان وستّين وأربعمائة (٢).

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وعبد الخالق بن أسد ، وداود بن ملاعب ، وابن الأخضر ، وعمر بن أحمد بن بكرون ، ومحمد بن عليّ بن يحيى بن الطّرّاح ، وجماعة.

٢٩ ـ محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله (٣).

أبو الفتح بن أبي الحسن البسطاميّ ، ثمّ البلخيّ (٤). أخو الحافظ أبي شجاع عمر.

قال ابن السّمعانيّ : كان إماما صالحا ، كثير العبادة ، متواضعا (٥).

سمع الكثير ببلخ من : أبيه ، وأبي هريرة عبد الرحمن بن عبد الملك بن يحيى القلانسيّ ، وأبي القاسم أحمد بن محمد الخليليّ ، وإبراهيم بن أبي نصر الأصبهانيّ ، والوزير نظام الملك.

__________________

(١) الأنساب ١٠ / ٣٩٢.

(٢) الأنساب.

(٣) انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في : التحبير ٢ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ رقم ٨٦٨ ، والأنساب ٥ / ٢٠٤ ، ومعجم البلدان ٢ / ٤٩٠ ، واللباب ١٢ / ٣٩٣ ، والجواهر المضيّة ٢ / ١١٩.

(٤) زاد ابن السمعاني : «الخورنقي». وهي قرية على نصف فرسخ من بلخ ، يقال لها خبنك. (معجم البلدان / ٢ / ٤٩٠).

(٥) عبارته في التحبير : شيخ من أهل العلم ، خيّر ، عفيف كثير العبادة ، متواضع ، متودّد ، سليم الجانب ... كتبت عنه الكثير ببلخ ، وبقريته الخورنق. كانت له إجازة عن أبي علي الوخشي الحافظ ، ومن جملة ما سمعت منه كتاب «المحتضرين» لأبي بكر بن أبي الدنيا ، بروايته عن أبي علي الوخشي إجازة .. وكتاب التاريخ لأبي عيسى الترمذي.

وقال في الأنساب : وكان يحضر أيام الجمعات جامع بلخ فأقرأ عليه أيضا.

٦٥

وأجاز له الحافظ أبو عليّ الوخشي القاضي.

ولد في رمضان ستة ثمان وستّين وأربعمائة.

وتوفّي في رمضان أيضا. روى عنه بالإجازة عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

٣٠ ـ محمود بن إسماعيل بن قادوس (١).

القاضي ، أبو الفتح المصريّ الكاتب ، صاحب ديوان الإنشاء بالدّيار المصريّة.

أصله من دمياط ، وهو أحد من اشتغل عليه الفاضل ، وكان يعظّمه ويصفه ويسميه ذا البلاغتين. وكان لا يتمكّن من اقتباس فوائده غالبا إلّا في ركوبه من القصر إلى منزله ، ومن منزله إلى القصر ، فيسايره الفاضل ويجاريه في فنون الإنشاد والشّعر.

وله فيمن يوسوس ويكثر التكبير وقت الإحرام :

وفاتر النيّة عنينها

مع كثرة الرعدة والهزّة

يكبّر (٢) سبعين (٣) في مرّة

كأنّه صلى (٤) على حمزة (٥)

__________________

(١) انظر عن (محمود بن إسماعيل) في : خريدة القصر (قسم شعراء مصر) ١ / ٢٢٦ ، والروضتين ١ / ق ١ / ٢٥٩ ، ٢٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٥ وحسن المحاضرة ١ / ٣٢٤ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٢٣١ وفيه وفاته سنة ست وخمسين وخمسمائة. وهو غلط.

(٢) في الروضتين ، والخريدة : «مكبّر».

(٣) في الكامل ، طبعة دار الكتاب العربيّ : «التسعين».

(٤) في الكامل ، طبعة دار الكتاب العربيّ : «يصلي».

(٥) البيتان في : الخريدة ١ / ٢٦٦ ، والكامل ، والروضتين ١ / ق ١ / ٢٥٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٥ وله في وصف كتاب :

مداده في الطرس لما بدا

قبله الصّب ومن يزهد

كأنما قد حلّ فيه اللّمى

أو ذاب فيه الحجر الأسود

ومن شعره :

زارني في الدّجا فنمّ عليه

طيب أردانه لهذي الرقباء

والثّريا كأنها كف خود

برزت من غلالة زرقاء

٦٦

٣١ ـ مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش (١).

السّلجوقيّ ، صاحب الروم.

مات بقونية ، وتملّك بعده ولده قلج أرسلان.

٣٢ ـ المرتضى بن محمد بن إسماعيل بن الحسين (٢).

أبو القاسم العلويّ. شيخ معمّر (٣).

سمع : نجيب بن ميمون الواسطيّ.

مات بسجستان في ذي الحجّة ، ورّخه أبو سعد.

 ـ حرف النون ـ

٣٣ ـ نبا بن محمد بن محفوظ (٤).

__________________

(١) انظر عن (مسعود بن قلج) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٢١٠.

(٢) انظر عن (المرتضى بن محمد) في : التحبير ٢ / ٢٩٤ رقم ٩٧٤ ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني ، ورقة ٢٥٩ أ ، ٢٥٩ ب.

(٣) قال ابن السمعاني : من أهل هراة. كان علويا حسن السيرة ، من بيت مشهور ، عمّر العمر الطويل حتى أقعد في داره ... وأظنّ أنّ لي عنه إجازة.

(٤) انظر عن (نبا بن محمد) في : ذيل تاريخ دمشق ٣٣٣ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٢١٣ ، ٢١٤ ، والروضتين ج ١ ق ١ / ٢٦٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، والعبر ٤ / ١٤٤ ، ١٤٥ ، والمشتبه في الرجال ١ / ١٢٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٢٦ ، ٣٢٧ ، رقم ٢١٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٥ رقم ١٧٧٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٢٩٨ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٣١٨ ـ ٣٢٠ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٣٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٥ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٣٣ ، ٣٣٤ رقم ٣٠٠ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٤٩٣ وتبصير المنتبه ١ / ٢٢١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٤ ، وبغية الوعاة ٢ / ٣١٢ ، ومختصر تنبيه الطالب ١٦٠ ، ١٦١ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٠ ، وتاج العروس ٩ / ١٥٢ و ١٠ / ٣٥٥ ، وهدية العارفين ٢ / ٤٨٩ ، ومنتخبات التواريخ لدمشق ٤٨١ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ٧٥.

و «نبا» : بنون بعدها الباء الموحدة كما في : المشتبه ١ / ١٢٢ ، وتبصير المنتبه ١ / ٢٢١ ، وقد تصحفت في : الكامل في التاريخ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ، والبداية والنهاية إلى «بنا» بتقديم الباء الموحّدة على النون ، وتحرّفت في مرآة الزمان إلى «بيان».

وذكره كحّالة في (معجم المؤلّفين) مرتين : ٣ / ٧٩ باسم «بنا» بتقديم الباء على النون ، وهو غلط ، و ١٣ / ٧٥ على الصواب ، ولم يتنبّه إلى أنهما واحد.

٦٧

الشّيخ أبو البيان رضي‌الله‌عنه ، شيخ الطّائفة البيانيّة بدمشق.

كان كبير القدر ، عالما ، عاملا ، زاهدا ، قانتا ، عابدا ، إماما في اللّغة ، فقيها ، شافعيّ المذهب ، سلفيّ المعتقد ، داعية إلى السّنّة. له تواليف ومجاميع ، وشعر كثير ، وأذكار مسموعة مطبوعة ، وقبره يزار بمقابر باب الصّغير.

ولم يذكره ابن عساكر في «تاريخه» ، ولا ابن خلّكان في «الأعيان».

توفّي وقت الظّهر يوم الثّلاثاء ثاني ربيع الأوّل ، ودفن من الغد ، وشيّعه خلق عظيم.

وقرأت بخطّ السّيف بن المجد الشّيخ الفقيه أبو البيان نبا بن محمد بن محفوظ القرشيّ ، الشّافعيّ ، رحمه‌الله ، المعروف بابن الحورانيّ (١) ، سمع :

أبا الحسين عليّ بن الموازينيّ ، وأبا الحسين عليّ بن أحمد بن قبيس المالكيّ.

وكان حسن الطّريقة ، قد نشأ صبيّا إلى أن قضى متديّنا ، عفيفا ، محبّا للعلم والأدب والمطالعة للغة العرب.

قلت : روى عنه : يوسف بن عبد الواحد بن وفا السّلميّ ، والقاضي أسعد بن المنجّا ، والفقيه أحمد العراقيّ ، وعبد الرحمن بن الحسين بن عبدان ، وغيرهم.

أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الخالق بن عبد السّلام : أنا العلّامة أبو محمد بن قدامة : حدّثني أبو المعالي أسعد بن المنجّا قال : كنت يوما قاعدا عند الشّيخ أبي البيان ، رحمه‌الله ، فجاءه ابن تميم الّذي يدعى الشّيخ الأمين ، فقال الشّيخ بعد كلام جرى بينهما : ويحك ، ما أنحسكم ، فإنّ الحنابلة إذا قيل لهم : ما الدّليل على أنّ القرآن بحرف وصوت؟ قالوا : قال الله كذا ، وقال رسوله كذا ، وذكر الشّيخ الآيات والأخبار ، وأنتم إذا قيل لكم : ما الدّليل على أنّ القرآن معنى في النّفس؟ قلتم : قال الأخطل إنّ الكلام من الفؤاد .. أيش

__________________

(١) في الأصل : «الحوارني». والتصحيح من ذيل تاريخ دمشق ٣٣٣ ، وغيره.

٦٨

هذا نصرانيّ خبيث بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم الكتاب والسّنة!!.

وحدّث أبو عبد الله بن إبراهيم المعدّل في «تاريخه» قال : حكى جماعة من ثقات الدّمشقيّين أنّ طائفة من أصحاب الشّيخ أبي البيان ، بعد وفاته بأربع سنين ، اجتمعوا وجمعوا دراهم واتّفقوا على أن يبنوا لهم مكانا يجتمعون فيه للذّكر ، واشتروا أخصاصا وبواري ومصابيح ، وشرعوا في حفر الأساس ، والفقراء قد فرحوا وهم يعملون ، فبلغ ذلك نور الدّين ، فسيّر إليهم من منعهم ، فنزل إليهم الرسول من القلعة ، فالتقاه الشّيخ نصر صاحب أبي البيان ، فقال له : أنت رسول محمود بمنع الفقراء من البناء؟ قال : نعم. قال : ارجع إليه وقل بعلامة ما قمت في جوف اللّيل وسألت الله أن يرزقك ولدا ذكرا من فلانة وواقعتها لا تتعرّض إلى جماعة الشّيخ ولا تمنعهم.

فعاد الرسول إلى السّلطان وأخبروه فقال : والله العظيم ما تفوّهت بهذا لمخلوق. ثمّ أمر بعشرة آلاف درهم ومائة حمل خشب ليبنوا بها. فبنوا الرباط ، ووقف عليه مزرعة بجسرين.

هذه الحكاية منقطعة لا تصحّ.

وقال الشّيخ محمد بن إبراهيم الأرمويّ : أخبرني والدي ، عن جدّي ، عن الشّيخ عبد الله البطائحيّ قال : رأيت الشّيخ أبا البيان والشيخ رسلان مجتمعين بجامع دمشق ، فسألت الله أن يحجبني عنهما حتّى لا يشتغلا بي ، وتبعتهما حتّى صعدا إلى أعلى (١) مغارة الدّم ، وقعدا يتحدّثان ، وإذا بشخص قد أتى كأنّه طائر في الهواء ، فجلسا بين يديه كالتّلميذين ، وسألاه عن أشياء من جملتها : على وجه الأرض بلد ما رأيته؟ قال : لا ، فقالا : هل رأيت مثل دمشق؟ قال : ما رأيت مثلها. وكانوا يخاطبونه يا أبا العبّاس ، فعلمت أنّه الخضر عليه‌السلام ، فقلت : لو أنّ صحّة هذه الحكاية عن عبد الله البطائحيّ

__________________

(١) في الأصل : «أعلا».

٦٩

فهو ظنّ منه في أنّ ذلك الشّخص الخضر ، ومن النّاس من يقول إنّ الخضر مرتبة من وصل إليها يسمّى الخضر كالقطب والغوث ، والله أعلم (١).

 ـ حرف الواو ـ

٣٤ ـ الواثق بن تمّام بن محمد بن عليّ بن أبي عيسى (٢).

أبو منصور الهاشميّ ، العبّاسيّ ، العيسويّ ، البغداديّ ، العتّابيّ (٣).

سمع : عبد الخالق بن هبة الله المفسّر ، ومحمد بن عبد الله المستعمل.

روى عنه : يحيى بن الحسين الأواني (٤) ، وعبد العزيز بن الأخضر.

توفّي في شعبان عن بضع وثمانين سنة (٥).

 ـ حرف الياء ـ

٣٥ ـ يحيى بن سلامة بن الحسين بن عبد الله (٦).

__________________

(١) وقال ابن القلانسي : وكان حسن الطريقة مذ نشأ ، صيّنا إلى أن قضى ، متديّنا ، ثقة ، عفيفا ، محبّا للعم والأدب والمطالعة للغة العرب ، وكان له عند خروج سريره لقبره في مقابر الصغيرة المجاورة لقبور الصحابة من الشهداء رضي‌الله‌عنهم يوم مشهور من كثرة المناسقين والمتأسفين عليه. (ذيل تاريخ دمشق).

وقال سبط ابن الجوزي : وحكى لي بعض مشايخه بدمشق أن أبا البيان دخل يوما من باب الساعات إلى جامع دمشق ، فنظر إلى أقوام في الحائط الشمالي وهم يبلون أعراض الناس ، فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهمّ كما أنسيتهم ذكرك فأنسهم ذكري (مرآة الزمان ٨ / ٢٢٨).

(٢) انظر عن (الواثق بن تمّام) في : معجم الألقاب لابن الفوطي ٤ / ٨٦٢ ، وتاريخ إربل ١ / ١٩٨.

(٣) ووصف بالمقرئ المحدّث.

(٤) الأواني : بفتح الهمزة والواو المخفّفة ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أوانا وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند صريفين على الدجلة (الأنساب ١ / ٣٧٩).

(٥) وكان مولده سنة ٤٦٦ ه‍. وقال ابن الفوطي إن ابن الجوزي ذكره في تاريخه ، ولكنه غير موجود في المطبوع من (المنتظم).

(٦) انظر عن (يحيى بن سلامة) في : الأنساب ٤ / ١٥٤ (الحصكفي) و ٨ / ٢٥٦ ، ٢٥٧ (الطنزي) ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٢ / ٤٣١ ـ ٥٤٠ ، والمنتظم ١٠ / ١٨٣ ـ ١٨٨ رقم ٢٧٦ (١٨ / ١٢٨ ـ ١٣٣ رقم ٤٢٢٧) وفيات سنة ٥٥٣ ه‍ ، ومعجم البلدان ٤ / ٤٤ ، ومعجم الأدباء ٢٠ / ١٨ ، ١٩ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ وفيات سنة ٥٥٣ ه‍.) وفيه :

٧٠

الخطيب ، معين الدّين أبو الفضل الحصكفيّ ، نسبة إلى حصن كيفا (١).

تأدّب ببغداد على أبي زكريّا التّبريزيّ.

وقرأ الفقه وجوّده ، ثمّ نزل ميّافارقين وولي خطابتها والفتوى بها.

واشتغل عليه أهلها. وله ديوان معروف ، وخطب ، ورسائل.

قال العماد في «الخريدة» (٢) : كان علّامة الزّمان في علمه ، ومقرئ العصر في نثره ونظمه ، له الرجيع البديع ، والتّجنيس النّفيس ، والتّقسيم المستقيم ، والفضل السّائر المقيم (٣).

ومن شعره :

وخليع بثّ أعذله

ويرى عذلي من العبث

قلت : إنّ الخمر مخبثة

قال : حاشاها من الخبث

قلت : فالأرفاث تمنعها (٤)

قال : طيّب العيش في الرّفث

قلت : منها القيء قال : أجل

شرفت عن مخرج الحدث

وسأجفوها (٥) ، فقلت : متى؟

قال : عند الكون في الجدث (٦)

__________________

= «يحيى بن سلامة بن الحسن بن محمد» ، واللباب ١ / ٣٦٩ و ٢ / ٢٨٦ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٣٢ في وفيات ٥٥٣ ه‍. ، ووفيات الأعيان ٦ / ٢٠٥ ـ ٢١٠ ، وتاريخ إربل ٥ / ٢٥١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٣٤ ، والبدر السافر (مخطوط) ورقة ٢٢٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٣ ، ٩٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٣٣٠ ـ ٣٣٢ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٨ ـ ٢٤٠ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥١١ ـ ٥١٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٢٩٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٨ ، ١٦٩ ، وذيل تاريخ الأدب العربيّ ١ / ٧٣٣ ، والأعلام ٩ / ١٨٣ ، وفهرس مخطوطات الموصل للحلبي ٤٨. وسيعاد في وفيات ٥٥٣ ه‍. برقم (١٦٧).

(١) حصن كيفا : بين جزيرة ابن عمر وميافارقين.

(٢) قسم شعراء الشام ٢ / ٤٣١.

(٣) وقال ابن الأثير : الأديب بميافارقين ، وله شعر حسن ورسائل جيّدة مشهورة ، وكان يتشيّع ، ومولده بطنزة. (الكامل).

(٤) في الكامل : «تتبعها».

(٥) في الكامل : «وسأسلوها».

(٦) الكامل في التاريخ ١١ / ٢٤٠ ، معجم الأدباء ٧ / ٢٨٢ ، عيون التواريخ ١٢ / ٥١١.

٧١

وله في مغنّ :

ومطرب قوله بالكره مسموع

محجّب عن بيوت النّاس ممنوع

غنّى فبرّق عينيه وحوّل لحييه

فقلنا : الفتى ، لا شكّ ، مصروع

وقطّع الشّعر حتى ودّ أكثرنا

أنّ اللّسان الّذي في فيه مقطوع

لم يأت دعوة أقوام بأمرهم

ولا مضى قطّ إلّا وهو مصفوع

توفّي الخطيب الحصكفيّ سنة إحدى وخمسين ، وقيل : سنة ثلاث.

٣٦ ـ يحيى بن عبد الباقي بن محمد (١).

أبو بكر البغداديّ ، الغزّال.

سمع : مالكا البانياسي ، ورزق الله التّميميّ ، وحمد الحدّاد الأصبهانيّ ، وجماعة (٢).

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، وأحمد بن حمزة بن الموازينيّ ، وجماعة.

وتوفّي في شوّال.

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن عبد الباقي) في : المنتظم ١٠ / ١٦٨ رقم ٢٦٠ (١٨ / ١١٠ رقم ٤٢١٠) ، والتقييد ٤٨٥ رقم ٦٥٨ ، وتجريد الوافي بالوفيات لابن حجر (مخطوط) ورقة ٢٥٨.

(٢) وقال ابن نقطة : سمع «مسند أبي داود الطيالسي» و «حلية الأولياء» من حمد بن أحمد الحدّاد ... حدثنا عنه غير واحد من أشياخنا ، فسماعه صحيح. (التقييد).

٧٢

سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة

 ـ حرف الألف ـ

٣٧ ـ أحمد بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن الخرّاز (١).

أبو عليّ الحريميّ (٢) ، البغداديّ.

قال ابن السّمعانيّ : شيخ صالح ، مستور ، متديّن ، لازم لمسجده.

سمع : أبا الغنائم محمد بن عليّ الدّقّاق ، وولد في سنة خمس وسبعين وأربعمائة قرأت عليه جزءا من «أمالي المحامليّ» ـ قلت : هو الجزء الأوّل ، لأنّه كان يرويه عن أبي الغنائم ، وتفرّد به ـ وما كأنّه روى سواه.

بلى ، روى جزءا عن محمد بن أحمد بن الجبّان العطّار ، عن أحمد بن عمر بن الإسكاف ، وروى جزءا عن ، طراد الزّينبيّ ، وآخر عن مالك البانياسيّ.

وتوفّي في أوّل ذي الحجّة.

وقد روى عنه : عبد الخالق بن أسد ، وعمر بن طبرزد ، وأبو عليّ الحسين بن الزّبيديّ ، ومحمد وعبد الواحد ابنا المبارك ابن المستعمل.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن أحمد) في : الإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، والعبر ٤ / ١٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٢٧ رقم ٢٢٠ ، والمشتبه في الرجال ١ / ١٦١ ، وتبصير المنتبه ١ / ٣٣١ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦١ وقد اختلطت ترجمته فيه بترجمة شمس الملوك إبراهيم بن رضوان.

(٢) الحريمي : بفتح الحاء المهملة وكسر الراء ، بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم.

نسبة إلى الحريم الطاهري محلّة كبيرة ببغداد بالجانب الغربي منها.

٧٣

واخر من روى عنه بالإجازة ابن المقيّر ، فأخبرنا صبيح فتى صواب المالقيّ ، أنا ابن المقيّر ، أنا أبو عليّ أحمد بن أحمد إجازة ، أنا محمد بن عليّ بن أبي عثمان ، أنا عبد الله بن البيّع ، أنا عبد الله المحامليّ ، ثنا يوسف بن موسى ، نا جرير ، ومحمد بن فضيل ، عن مغيرة ، عن أمّ موسى قالت : سمعت عليّا رضي الله يقول : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها. فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه ، فضحكوا ، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما تضحكون لرجل عند الله في الميزان أثقل يوم القيامة من أحد» (١).

قيل اسم أمّ موسى حبيبة.

وقال ابن النّجّار : كان شيخا صالحا ، له سمت حسن ، وعليه وقار وسكينة.

قال لي بعض أهل العلم إنّهم يقولون إنّ وجهه يشبه وجه أبي بكر الصّدّيق رضي‌الله‌عنه.

٣٨ ـ أحمد بن أحمد بن محمد بن اليعسوب.

أبو الفتح البغداديّ.

سمع : أبا غالب محمد بن عبد الواحد القزّاز ، وأبا العزّ محمد بن المختار.

وكان أديبا شاعرا.

__________________

(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند ١ / ١١٤ و ٤٢٠ و ٤٢١ ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ١٥٥ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ١٣٧ ، والبسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٥٤٦ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣١٧ ، وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه.

وأخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ ٣٥ رقم ٨٧ من طريق : أبي عتّاب ، عن شعبة ، عن معاوية بن قرّة ، عن أبيه.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٩ / ٧٥ رقم ٨٤٥٢ و ٨٤٥٣ و ٨٤٥٤.

وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٣٩٩.

والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٨٩ وقال : رواه البزّار ، والطبراني ، ورجالهما رجال الصحيح.

٧٤

روى عنه : أبو المنجّا بن اللّتّيّ.

قال ابن النّجّار : توفّي رحمه‌الله في سادس عشر جمادى الآخرة.

٣٩ ـ أحمد بن بختيار بن عليّ بن محمد (١).

القاضي أبو العبّاس المندائي (٢) ، الواسطيّ.

ولد سنة ستّ وسبعين وأربعمائة (٣) ، ورحل إلى بغداد.

وسمع من : أبي القاسم بن بيّان ، وأبي غالب أحمد بن المعبّر ، وأبي عليّ بن نبهان.

وكان فقيها ، إماما ، بارعا في كتابة الشّروط ، بارعا في اللّغة والأدب ، ولي قضاء واسط مدّة ، وهو والد أبي الفتح المندائيّ.

وحدّث عن الحريريّ «بالمقامات» ، وصنّف كتاب «القضاة» وغير ذلك (٤). وكان ثقة صدوقا (٥).

قال أبو سعد السّمعانيّ : قرأت عليه «مقامات الحريريّ».

وتوفّي في نصف جمادى الأولى.

قلت : وقد أجاز لابن المقيّر.

وعنه : ابنه ، وجماعة (٦).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن بختيار) في : معجم الأدباء ٢ / ٢٣١ ، ٢٣٢ ، والمنتظم ١٠ / ١٧٧ ، ١٧٨ رقم ٢٦٢ (١٨ / ١٢٠ رقم ٤٢١٢) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢١٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩٣ (دون ترجمة) ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٦٢٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦ / ١٤ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤٣٦ رقم ١١١٣ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٦١ ، ٢٦٢ رقم ٢٧٥٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٦ ، وتبصير المنتبه ٤ / ١٣٩٩ ، وبغية الوعاة ١ / ١٢٩ ، وكشف الظنون ٢٩١ و ٣٠٠ ، ومعجم المؤلفين ١ / ١٧٢.

(٢) المندائي : بفتح الميم وسكون النون ، ودال مهملة ، ويقال : الماندائي. وفي (الكامل) : «الماندايّ». وقد تحرّفت هذه النسبة في (البداية والنهاية) إلى : «المارداني».

(٣) معجم الأدباء ٢ / ٢٣١.

(٤) وصنّف كتاب «تاريخ البطائح».

(٥) وقال ابن الجوزي : وكان يسمع معنا على شيخنا ابن ناصر ، (المنتظم).

(٦) وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشّاب : أنشدني صديقنا الشيخ أبو العباس أحمد بن بختيار لنفسه في ابن المرخّم :

٧٥

٤٠ ـ أحمد بن جبير بن محمد بن سعيد بن جبير (١).

الوزير أبو جعفر الكنانيّ ، من ولد بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة.

كان من وجوه أهل بلنسية.

روى عن : صهره أبي عمران بن أبي تليد ، وأبي عبد الله بن خلصة وعليه قرأ الأدب.

ووزر لمروان بن عبد العزيز عند ثورته وخروجه ببلنسية لمّا انقرضت دولة الملثّمين. وامتحن يوم خلع مروان ، فقبض عليه الجند ، ثمّ انتقل إلى شاطبة (٢).

__________________

= قد نلت بالجهل أسبابا لها خطر

يضيق فيها على العقل المعاذير

مصيبة عمّت الإسلام قاطبة

لا يقتضي مثلها حزم وتدبير

إذا تجاري ذوو الألباب جملتها

قالوا : جهول أعانته المقادير

(معجم الأدباء ٢ / ٢٣٢ ، ٢٣٣).

وقال الصفدي : إن ابن المندائي من نواحي البطيحة ، نشأ بها وقرأ الأدب على أبي محمد الحريري ، ودخل واسط بعد الخمسمائة واستوطنها وتفقّه بها للشافعي على قاضيها أبي عبد الله الفارقيّ وشهد عنده ، وسمع الحديث من جماعة ، وولي قضاء الكوفة نيابة عن أبي الفتح ابن البيضاوي قاضي الكوفة وعزل ، ثم قدم بغداد وولي الإعادة بالنظاميّة ، وكتب بخطه الكتب المطوّلة من الفقه والحديث والتاريخ ، وكان يكتب خطا حسنا صحيحا.

أورد له ابن النجار :

إذا وعدت نعجّل ما وعدت به

فالمطل من غير عذر آفة الجود

فإن تعذّر مطلوب بمانعة

فاليأس أقرب مشكور ومحمود

إنّ السؤال وإن قلّت مصادره

يوفي على كل مأمول ومعهود

وصون ماء المحيّا للفتى شرف

وفي القناعة عزّ غير مفقود

وأورد له أيضا :

خلق أرقّ من النسيم إذا سرى

سحرا على روض الربيع الزاهر

لو خالط البحر الأجاج أعاده

عذبا يروق صفاؤه للناظر

(الوافي بالوفيات ٦ / ٢٦٢).

(١) انظر عن (أحمد بن جبير) في : تكملة الصلة لابن الأبار ١ / ٦٣ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ، ج ١ ق ١ / ٧٩ ـ ٨١ رقم ٩٠.

(٢) شاطبة : بالطاء المهملة والباء الموحّدة ، مدينة في شرقي الأندلس وشرقيّ قرطبة. (معجم البلدان ٣ / ٣٠٩).

٧٦

روى عنه : ولده أبو الحسين محمد بن أحمد (١).

٤١ ـ أحمد بن عمر بن محمد بن لقمان (٢).

أبو اللّيث النّسفي ، ثمّ السّمرقنديّ ، الفقيه ، مجد الدّين الواعظ.

قال ابن السّمعاني : كان فقيها ، فاضلا ، واعظا ، كاملا ، سمّعه أبوه من جماعة.

وكان مولده في سنة سبع وخمسمائة بسمرقند.

وكان أبوه حافظا. قدم مجد الدّين بغداد حاجّا ، ثمّ ردّ إلى وطنه (٣) ، فلمّا وصل إلى قومس (٤) خرج طائفة كبيرة من أهل القلاع الإسماعيليّة وقطعوا الطّريق على القافلة ، وقتلوا مقتلة عظيمة من الحاجّ والعلماء ، أكثر من سبعين نفسا ، منهم مجد [الدين] النّسفيّ رحمه‌الله.

٤٢ ـ أحمد بن هبة الله بن أحمد.

أبو الفضائل بن الزّيتونيّ (٥) ، الهاشميّ ، العبّاسيّ ، الواثقيّ ، البغداديّ.

سمع : طرادا الزّينبيّ ، وثابت بن بندار.

__________________

(١) وهو صاحب الرحلة المعروفة برحلة ابن جبير.

ومن شعر أحمد بن جبير وقد قاله عند ما امتحن :

لا تكترث لعلّه

واصبر في الله العوض

وإذا سلمت فلا يكن

لك في حطامك من غرض

فالنفس عندي جوهر

والمال عندي كالعرض

(٢) انظر عن (أحمد بن عمر) في : المنتظم ١٠ / ١٧٧ رقم ٢١١ (١٨ / ١٢٠ رقم ٤٢١١) ، وعيون التواريخ ١٢ / ٤٩٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٦ وفيه : «أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل» ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٦.

(٣) وقال ابن الجوزي : وكان ينشد وقت الوداع :

يا عالم الغيب والشهادة

مني بتوحيدك الشهادة

أسأل في غربتي وكربي

منك وفاة على الشهادة

(٤) قومس : بالضم ثم السكون ، وكسر الميم ، وسين مهملة. كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع ، وهي في ذيل جبال طبرستان وأكبر ما يكون في ولاية ملكها ، وقصبتها المشهورة دامغان ، وهي بين الري ونيسابور. (معجم البلدان ٤ / ٤١٤).

(٥) الزّيتوني : بفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف وضم التاء ثالث الحروف بعدها الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى اسم الجدّ. (الأنساب ٦٠ / ٣٣٩).

٧٧

روى عنه : المبارك بن كامل مع تقدّمه في معجمه ، وثابت بن مشرف ، وعمر بن أحمد العلويّ.

وتوفّي في صفر وله اثنتان وثمانون سنة.

٤٣ ـ إبراهيم بن رضوان بن تتش بن ألب أرسلان (١).

شمس الملوك ، أبو نصر.

ولد سنة ثلاث وخمسمائة ، ونزل على حلب محاصرا لها في سنة ثمان عشرة وخمسمائة ، وكان معه الأمير دبيس بن صدقة الأسديّ. صاحب الحلّة ، وبغدوين (٢) ملك الفرنج.

وفي سنة إحدى وعشرين قدم أبو نصر إبراهيم هذا إلى حلب أيضا فدخلها وملكها ، وفرحوا به ، ونادوا بشعاره. وخرج صاحب أنطاكية فأتاها ونازلها ، فتردّدت الرّسل لمّا ضايق حلب ، فركب أبو نصر وعزيز الدّولة في خلق عظيم ، فتراسلوا ، فانعقدت الهدنة ، وحلف لهم ، وحملوا إليه ما افترضه ، ولطف الله.

ثمّ بعد مدّة سار أبو نصر ، وأعطاه الأتابك زنكي نصيبين ، فملكها إلى أن مات في ثاني عشر شعبان سنة اثنتين وخمسين.

قال ابن العديم في «تاريخه» (٣) : أخبرني بذلك بعض أحفاده.

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن رضوان) في : بغية الطلب (التراجم الخاصة بالسلاجقة) انظر فهرس الأعلام ٣٩١ ، وزبدة الحلب ٢ / ٢٣٨ ، ٢٤٣ ، ومفرّج الكروب ١ / ٣٩ ، العبر ٤ / ١٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٢٨ رقم ٢٢١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٢٩٩ ، ٣٠٠ ، والوافي بالوفيات ٥ / ٣٤٧ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٠٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦١ وقد سقط من ترجمته جزء ، واختلط الباقي بترجمة أحمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن الخرّاز.

(٢) يرد في مصادر المؤرّخين المسلمين : «بغدوين» و «بلدوين».

(٣) زبدة الحلب.

٧٨

 ـ حرف الحاء ـ

٤٤ ـ الحسن (١) بن الحسين بن الحسين (٢).

الأستاذ أبو عليّ (٣) الأندقيّ (٤) ، العارف ، شيخ الصّوفيّة ، وكبير القوم بما وراء النّهر. صحب يوسف بن أيّوب الهمذانيّ الزّاهد بمرو مدّة طويلة وكان يسافر معه.

وجالس جدّه أبا المظفّر عبد الكريم بن أبي حنيفة الأندقيّ الفقيه المذكور في سنة إحدى وثمانين.

قال أبو سعد السّمعانيّ : هو شيخ عصره أبو عليّ الأندقيّ من أهل بخارى. وأندقى من قرى بخارى. ظهرت بركته على جماعة كثيرة من أهل العلم والدّين ، وكان صاحب طريقة حسنة في ترتيبه المريدين ودعاء الخلق إلى الله تعالى ، مع ما رزقه الله تعالى من صفاء الوقت ، ودوام العبادة والرياضة ، واتّباع الأثر والسّنة النّبويّة.

وكان مهيبا ، حسن الكلام ، يتكلّم على الخواطر ، وابتلي وامتحن ، وظهر له جماعة من الخصوم ممّن قصد قتله ، فصبر ودفع الله عنه ، وسلّمه من أيديهم.

ولد في ذي الحجّة سنة ثلاث وستّين وأربعمائة.

وتوفّي في السّادس والعشرين من رمضان ، وله تسع وثمانون سنة.

قلت : ذكره أبو سعد في «الأنساب» (٥) ، وفي معجم ولديه.

__________________

(١) في الأصل : «الحسين» والتصحيح من المصادر.

(٢) انظر عن (الحسن بن الحسين) في : الأنساب ١ / ٣٦٣ ، ٣٦٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٩٣ (دون ترجمة).

(٣) كنيته «أبو محمد» في (الأنساب).

(٤) الأندقيّ : بفتح الألف وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى أندقي وهي قرية من قرى بخارا على عشرة فراسخ. (الأنساب ١٠ / ٣٦٣).

(٥) وفيه قال : لقيته أولا بمرو في خانقاه الشيخ (يوسف بن أيوب الهمدانيّ) ولم أكن عرفته ، ثم =

٧٩

وروى عنه ولده عبد الرحيم حديثا واحدا بروايته عن يوسف الهمذانيّ.

٤٥ ـ الحسين بن سعد (١).

أبو شجاع ابن القواريريّ (٢) ، البغداديّ ، البزّاز ، أخو يعيش بن سعد قاضي باب البصرة.

سمع : ثابت بن بندار ، وابن سوسن التّمّار.

قال ابن الأخضر : كان متكلّما أشعريّا.

وقال السّمعانيّ : شيخ صالح.

روى عنه : هو ، وابن عساكر.

مات في شوّال.

٤٦ ـ الحسين بن نصر بن محمد بن الحسين بن القاسم بن خميس (٣).

الجهنيّ (٤) ، الكعبيّ (٥) ، الموصليّ ، القاضي أبو عبد الله ، قاضي رحبة مالك بن طوق.

__________________

= لقيته ببخارا وتردّدت إليه وتبرّكت به ، وكان يكرمني غاية الإكرام ، والله تعالى يرحمه ويجزيه أحسن الأجزاء ، سمعت منه أحاديث يسيرة بروايته عن شيخنا يوسف الهمدانيّ متبركا به.

(١) انظر عن (الحسين بن سعد) في : معجم شيوخ ابن السمعاني ، ومشيخة ابن عساكر.

(٢) القواريري : بفتح القاف والواو ، والراء المكسورة بعد الألف والياء المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الراءين. هذه النسبة إلى القوارير. وهي عمل القارورة وبيعها. (الأنساب ١٠ / ٢٥٤).

(٣) انظر عن (الحسن بن نصر) في : معجم البلدان ٢ / ١٩٤ ، واللباب ١ / ٣١٨ ، ووفيات الأعيان ٢ / ١٣٩ ، ١٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩١ ، ٢٩٢ رقم ١٩٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٧٨ رقم ٦٦ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٨١ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٨٨ ، ٤٨٩ ، وكشف الظنون ٣٠ ، ٣٥٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٢ ، وإيضاح المكنون ٢ / ٥٥٧ ، وهدية العارفين ١ / ٣١٣ ، والفهرس التمهيدي ٤٤٨ ، وفهرس مخطوطات التاريخ بالظاهرية ٦٩٥ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٦٦ ، وفهرس المخطوطات المصورة ، لطفي عبد البديع ٢ / ١٦٧.

(٤) الجهنيّ : بضم الجيم وفتح الهاء وفي آخرها النون : هذه النسبة إلى جهينة وهي قرية من قرى الموصل. قال ابن الأثير إنّ ابن السمعاني فاته أن يذكرها مع أن منها شيخه هذا. (اللباب ١ / ٣١٨ ، وانظر : معجم البلدان ٢ / ١٩٤ ، ووفيات الأعيان ٢ / ١٣٩).

(٥) الكعبي : بفتح الكاف وسكون العين المهملة وبعدها ياء موحّدة ، هذه النسبة إلى بني كعب ، وهم أربع قبائل ينسب إليها. قال ابن خلكان : ولا أعلم المذكور إلى أيّها ينتسب. (وفيات الأعيان ٢ / ١٤٠).

٨٠