تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ناحية ، واجتمع طائفة من ملوكهم ، وعلى الكل بيمند صاحب أنطاكية ، فكشفوا عن حارم ، وترحّل عنها صاحب ماردين ، فقصدهم نور الدّين رضي‌الله‌عنه ، فالتقى الجمعان ، فحملت الفرنج على ميمنة الإسلام فهزمتها ، فيقال إنّهم انهزموا عن خديعة قرّرت ، فتبعتهم الفرنج الفرسان ، فمال المسلمون من الميسرة ، فحصدت رجاله الفرنج ، ثم ردّت الفرسان عليهم اللّعنة ، فأحاط بهم المسلمون ، واشتدّت الحرب ، وطاب القتل في سبيل الله ، وكثر القتل في الفرنج والأسر ، فكان في جملة الأسرى سلطان (١) أنطاكية ، وصاحب طرابلس ، والدّوك مقدّم الرّوميّين ، وابن جوسلين. وزادت عدّة القتلى منهم على عشرة آلاف ، فلله الحمد على هذا الفتح المبين (٢).

[فتح قلعة بانياس]

ثمّ سار نور الدّين بعد أن افتتح حارم ، فافتتح قلعة بانياس في آخر السّنة. وكان لها بيد الفرنج ستّة عشر عاما (٣). ولمّا عاد منها إلى دمشق ، قال ابن الأثير (٤) : كان في يده خاتم بفصّ ياقوت يسمّى الجبل لكبره وحسنه ،

__________________

(١) هكذا ، والشائع استعمال مصطلح : «صاحب أنطاكية».

(٢) التاريخ الباهر ١٢٢ ـ ١٢٦ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٣٠١ ـ ٣٠٤ ، كتاب الروضتين ١ / ق ٢ / ٣٣٩ ـ ٣٤٢ ، زبدة الحلب ٢ / ٣١٩ ، تاريخ إربل ١ / ٢٧٣ (٥٥٨ ه‍.) ، مفرج الكروب ١ / ١٤٤ ، مرآة الزمان ١ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، تاريخ الزمان ١٧٦ ، سنا البرق الشامي ٦١ ، ٦٢ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٤١ ، الدرّ المطلوب ٣٢ ، ٣٣ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤١٥ ، العبر ٤ / ١٢٦ ، دول الإسلام ٣ / ٧٤ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٦٨ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٤٨ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٤١ ، تاريخ ابن الفرات ٨ / ٧٩ ، الإعلام والتبيين ٢٨ ، ٢٩ ، مشارع الأشواق ٢ / ٩٣٤ ، تاريخ ابن سباط ١ / ١١٥ ، تاريخ طرابلس ١ / ٥١٣ وقيل قتل في هذه الموقعة : أبو القاسم عيسى بن لل الكردي الفقيه الشافعيّ ، صاحب كتاب «الاعتقاد». (تاريخ إربل ١ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ رقم ١٦٩).

(٣) التاريخ الباهر ١٣٠ ، ١٣١ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، زبدة الحلب ٢ / ٣٢١ ، مرآة الزمان ٨ / ٢٥١ ، كتاب الروضتين ج ١ ق ٢ / ٢٣٦ ، الأعلاق الخطيرة ٢ / ١٤١ ، ١٤٢ ، تاريخ الزمان ١٧٧ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٤١ ، العبر ٤ / ١٦٧ ، دول الإسلام ٢ / ٧٤ ، الكواكب الدرّية ١٦٨ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٦٧ ، تاريخ ابن سباط ١ / ١١٥.

(٤) في الكامل ١١ / ٣٠٥ ، والتاريخ الباهر ١٣١ ، وانظر : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤١٥.

٤١

فسقط من يده في شعرة بانياس ، فنفذ وراءه من فتّش عليه فلقيه ، فقال فيه بعض الشّعراء :

إن يمتري (١) الشّكّاك فيك بأنّ (٢)

المهديّ مطفئ جمرة الدّجّال

فلعودة الجبل الّذي أضللته (٣)

بالأمس بين غياطل (٤) وجبال

في أبيات (٥).

[مقتل الملك أيتكين]

وفيها قتل الملك أيتكين صاحب هراة في مصاف بينه وبين عسكر الغور (٦).

[استيلاء ملك مازندران على قومس وبسطام]

وفيها استولى ملك مازندران على قومس ، وبسطام ، بعد أن هزم تنكز مملوك المؤيّد أي أبه (٧).

__________________

(١) في التاريخ الباهر : «تمتر».

(٢) في الروضتين : «فإنك».

(٣) في الروضتين : «أظللته».

(٤) في الروضتين : «عناطل».

(٥) انظر الأبيات في : التاريخ الباهر ١٣١ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٠٥ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٣٥٦ ، ٣٥٧ ، وديوان ابن منير الطرابلسي (بعنايتنا) ٢٦٩ ، ٢٧٠ رقم ١٢٨ وقد علّق «أبو شامة» على هذا بقوله :

«هذه الأبيات لابن منير بلا شك ، ولكن في غير هذه الغزاة ، فإنّ ابن منير قد سبق أنه توفي سنة ثمان وأربعين ، وفتح بانياس كما تراه في سنة ستين. وقد قرأت في ديوان ابن منير ، وقال يمدحه ، يعني نور الدين ، ويهنئه بالعود من غزاة ، وضياع فص ياقوت جبل من يده لاشتغاله بالصيد ، شراؤه ألف ومائة دينار.

وفي نسخة : ووجد أن خاتما ضاع منه في الصيد قيمته ألف ومائة دينار ، وأنشده إياها بقلعة حمص ، فذكر القصيدة أولها :

يوماك يوم ندي ويوم نزال

(الروضتين)

(٦) الكامل في التاريخ ١١ / ٣١١ ، ٣١٢.

(٧) الكامل في التاريخ ١١ / ٣١٢.

٤٢

[رجوع ملك القسطنطينية بالخيبة]

وفيها سار ملك القسطنطينيّة ، لعنه الله ، بجيش عرمرم وقصد الإسلام والبلاد الّتي لقلج أرسلان وابن دانشمند ، فكان التّركمان يبيتونهم ويغيرون عليهم باللّيل حتّى قتلوا منهم نحوا من عشرة آلاف ، فرجعوا خائبين. وكفى الله شرّهم ، وطمع المسلمون فيهم ، وأخذوا لهم عدّة حصون (١).

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١١ / ٣١٣ ، ٣١٤ ، دول الإسلام ٢ / ٧٤ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤١٥ ، العبر ٤ / ١٦٧ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٤١.

٤٣

سنة ستين وخمسمائة

[القبض على الأمير ثوبة البدويّ]

فيها خرج الخليفة إلى الصّيد ، فقبض على الأمير ثوبة البدويّ ، وسجن ثمّ أهلك ، وكان قد واطأ عسكر همذان على الخروج (١).

[مولد أربعة توائم]

وفي يوم النحر ولدت امرأة من درب بهروز يقال لها بنت أبي العزّ (٢) الأهوازي أربع بنات ، ولم يسمع بمثل هذا (٣).

[طرد الغزّ عن هراة]

وفيها كاتب أهل هراة المؤيّد صاحب نيسابور ، فبعث إليهم مملوكه تنكز ، فتسلّمها وطرد الغزّ عن حصارها (٤).

[الفتنة بأصبهان]

وفيها وقعت فتنة عظيمة آلت إلى الحرب بأصبهان بين صدر الدّين عبد اللّطيف بن الخجنديّ وغيره من أصحاب المذاهب ، وسببها التّعصّب للمذاهب ، فدام القتال بين الفريقين ثمانية أيّام ، قتل فيها خلق كثير ، وأحرق كثير من الدّروب والأسواق. قاله ابن الأثير (٥).

آخر الطبقة

__________________

(١) المنتظم ١٠ / ٢١٠ (١٨ / ١٦٢).

(٢) في المنتظم : «بنت أبي الأعزّ».

(٣) المنتظم ١٠ / ٢١٠ (١٨ / ١٦٣) ، دول الإسلام ٢ / ٧٤ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤١٦ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٤٩ ، تاريخ الخميس ٢ / ٤٠٨ ، الكواكب الدرّية ١٦٨ ، مرآة الزمان ٨ / ٢٥١.

(٤) الكامل في التاريخ ١١ / ٣١٦.

(٥) في الكامل ١١ / ٣١٩ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤١٦ ، العبر ٤ / ١٦٩ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٤٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٤٩ ، شذرات الذهب ٤ / ١٨٨.

٤٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

المتوفون في هذه الطبقة

سنة إحدى وخمسين وخمسمائة

 ـ حرف الألف ـ

١ ـ أحمد بن أبي المجد صاعد بن أبي الغنائم (١).

الحربيّ (٢) الإسكاف والد عبد الله بن أبي المجد ، وهو أخو عمر بن عبد الله الحربيّ لأمّه (٣).

روى عن : أبي طلحة النّعاليّ ، والمطرّف بن الطّيوريّ ، وجماعة.

روى عنه : محمد بن محمد بن ياسين.

وكان صالحا. حافظا للقرآن ، يؤمّ النّاس ، ويغسّل الموتى ب ... (٤).

توفّي في شعبان عن سبعين سنة رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) لم أجده.

(٢) الحربيّ : بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة. هذه النسبة إلى محلة معروفة بغربي بغداد ، بها جامع وسوق. قال أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد : إذا جاوزت جامع المنصور فجميع المحالّ يقال لها الحربية مثل النصرية ، والشارسوك ، ودار البطيخ ، والعتابين ، وغيرها. كلها من الحربية ، (الأنساب ٤ / ٩٩) وانظر :

معجم البلدان ٢ / ٢٣٧.

(٣) ذكره ، ابن السمعاني في : الأنساب ٤ / ١٠٠.

(٤) في الأصل بياض.

٤٥

٢ ـ أحمد بن الفرج بن راشد (١).

أبو العبّاس المدنيّ (٢) ، ثمّ البغداديّ. قاضي دجيل.

ولد سنة تسعين وأربعمائة.

وسمع من : أبي غالب بن رزيق ، وغيره.

كتب عنه أبو سعد السّمعانيّ وقال : كان يسمّع معنا ولده من القاضي أبي سكر (٣).

٣ ـ أتسز بن محمد بن أنوشتكين (٤).

الملك خوارزم شاه.

أصابه فالج فعالجوه بكل ممكن فلم يبرأ ، فأعطوه حرارات عظيمة (٥) بغير أمر الطّبيب ، فاشتدّ مرضه وخارت قواه ، ومات في جمادى الآخرة ، وكان يقول عند الموت : (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) (٦).

وولد في رجب سنة تسعين ، وامتدّت أيّامه.

وتملّك بعده ابنه أرسلان فقتل نفرا من أعمامه (٧).

وكان أتسز عادلا ، عافّا عن أموال الرعيّة ، محبّبا إليهم ، خيّرا ، ذا

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن الفرج) في : الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٠ رقم ١١٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٧ ، ١٥٨.

(٢) المدنيّ : نسبة إلى المدينة وهي قرية فوق الأنبار.

(٣) وشهد ابن الفرج عند قاضي القضاة الزينبي.

(٤) انظر عن (أتسز بن محمد) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٢٠٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٣٠ ، والعبر ٤ / ١٤٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ رقم ٢١٥ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٨ ، والوافي بالوفيات ٦ / ١٩٥ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٤٢.

(٥) في الكامل : «فاستعمل أدوية شديدة الحرارة».

(٦) سورة الحاقّة ، الآيتان ٢٨ و ٢٩.

(٧) زاد ابن الأثير : وسمل أخا له ، فمات بعد ثلاثة أيام ، وقيل بل قتل نفسه

٤٦

إحسان. وكان تحت طاعة السّلطان سنجر (١).

٤ ـ آمنة بنت الشّريف أبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله الهاشميّ.

سمعت : أبا عبد الله النّعاليّ ، وطراد.

كتب عنها : ابن السّمعاني.

وتوفّيت في رجب.

روى عنها : ابن الأخضر.

٥ ـ إسماعيل بن عليّ بن الحسين بن أبي نصر (٢).

أبو القاسم النّيسابوريّ ، ثمّ الأصبهانيّ ، الصّوفيّ المعروف بالحمّاميّ.

شيخ معمّر ، عالي الرواية. ولد في حدود سنة خمسين وأربعمائة. وبكّر به أبوه بالسّماع.

فسمع : أبا مسلم محمد بن عليّ بن مهربزد (٣) صاحب ابن المقرئ ، وأبا منصور بكر بن محمد بن حيد ، ومسعود بن ناصر السّجزيّ الحافظ ، وأبا الفتح عبد الجبّار بن عبد الله بن برزة الواعظ ، وأبا سهل حمد بن ولكيز ، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن عليّ العطّار ، وعبد الله بن محمد الكرونيّ ، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمر النّقّاش ، وأبا بكر بن أسيد ، والحسن بن عمر بن يونس ، وعائشة بنت الحسن الوركانيّة ، وانفرد بالرواية عنهم.

وأوّل سماعه سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، وعاش بعد ما سمع نيّفا وتسعين سنة. ولعلّ الّذين اتّفق لهم هذا لا يصلون إلى عشرة أنفس ليس فيهم

__________________

(١) الكامل ١١ / ٢٠٩.

(٢) انظر عن (إسماعيل بن علي) في : تاريخ إربل ١ / ٤٠٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٥ رقم ١٧٧٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ رقم ١٦١ ، والعبر ٤ / ١٤٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٢٩٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٨.

(٣) في الأصل : «مهر برد» براءين مهملتين.

٤٧

الأصمّ ، ولا الطّبراني ، ولا القطيعيّ ، ولا ابن غيلان ، ولا الجوهريّ ، ولا ابن البطر ، ولا ابن الحصين ، ولا أبو الوقت ، ولا السّلفي ، ولا ابن كليب ، ولا الكنديّ ، ولا ابن اللّتّيّ.

روى عنه : السّلفي ، وابن عساكر ، وابن السّمعاني ، وأبو موسى ، ويوسف بن أحمد بن إبراهيم البغداديّ وقال : أنبا الشيخ المعمّر الممتّع بالسّمع والبصر والعقل ، وقد جاوز المائة ، أبو القاسم الصّوفيّ ، أنا أبو مسلم محمد بن عليّ النّخويّ سنة تسع وخمسين ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ، ثنا عبدان بن أحمد الجواليقيّ ، ثنا عمر بن عيسى ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع ابن حدس ، عن عمّه أبي رزين قال : قلت لرسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] : أين كان ربّنا قبل أن يخلق السّماوات والأرض؟ قال : كان في غمامة (١) فوقه هواء وتحته هواء.

قلت : أنا به جماعة ، عن محمد بن عبد الواحد المدينيّ ، أنّ أبا القاسم إسماعيل أخبرهم ، فذكره مثله ، إلّا أنّ عندنا عمر بن موسى ، وهو الصّحيح.

روى عنه أيضا : أبو المجد زاهر بن أبي طاهر الثّقفيّ ، وعبد الخالق بن أسد الدّمشقيّ ، وأحمد بن محمد بن أحمد ويرج ، وإسماعيل بن ماشاذة ، وحمزة بن أبي المطهّر الصّالحاني ، وخضر بن معمّر بن الفاخر ، وأخوه يوسف ، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن المستملي ، ومحمد بن محمود بن خمار تاش الواعظ ، ومحمد بن محمود الصّبّاغ ، ومودود بن مسعود الفهّاد ، وأحمد بن محمد الفاريابيّ ، وأحمد بن محمد بن عثمان الأصبهانيّون.

وآخر من روى عنه محمد بن عبد الواحد المذكور.

وسماع السّلفيّ منه في سنة نيف وتسعين وأربعمائة.

__________________

(١) في الأصل : غماما.

٤٨

أخبرنا أبو عليّ الخلّال أنّ كريمة الأسديّة أخبرتهم عن عبد الرحيم بن أبي ألوفا الحافظ قال : توفّي أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن الحمّاميّ يوم السّبت السّابع من صفر سنة إحدى وخمسين.

 ـ حرف التاء ـ

٦ ـ تركانشاه بن محمد بن تركانشاه.

الحاجب أبو المظفّر البغدادي المراتبيّ.

سمع : هبة الله بن أحمد الموصليّ ببغداد ، والإمام أبا المحاسن الرّويانيّ بالرّيّ ، وجماعة.

وتوفّي في رابع عشر ذي القعدة وله سبع وستّون سنة.

روى عنه : ابن الأخضر.

 ـ حرف الجيم ـ

٧ ـ جابر بن محمد (١).

أبو الحسين اللّاذانيّ ، الأصبهانيّ ، القصّار.

سمع : أبا منصور بن شكرويه ، ورزق الله.

روى عنه : أبو سعد السّمعاني (٢) ، وقال : مات في شوّال.

 ـ حرف الحاء ـ

٨ ـ حذيفة بن يحيى (٣).

أبو بكر البطائحيّ (٤) المقرئ.

__________________

(١) انظر عن (جابر بن محمد) في :

التحبير ١ / ١٥٢ رقم ٧٩ ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني ، ورقة ٦٢ ب ، ٦٢ أ.

(٢) وهو قال : كتبت عنه بأصبهان.

(٣) انظر عن (حذيفة بن يحيى) في : الأنساب ٢ / ٢٤٠.

(٤) البطائحي : بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد

٤٩

شيخ صالح ، سمع : أبا عليّ بن المهديّ ، وأبا طالب الزّينبيّ.

وعنه : السّمعانيّ (١) ، وعمر بن طبرزد.

وعاش إحدى وستّين سنة.

٩ ـ الحسن بن أحمد بن محمد (٢).

أبو عليّ البحيريّ (٣) ، الملقاباذي (٤) ، النّيسابوريّ.

سمع : أحمد بن محمد الشّجاعيّ ، وأبا سعد (٥) البحيري (٦).

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ وقال : توفّي في شوال (٧) ، أو ذي القعدة (٨).

__________________

= الألف وفي آخرها الحاء ، هذه النسبة إلى البطائح وهي موضع بين واسط والبصرة وهي عدّة قرى مجتمعة في وسط الماء. (الأنساب ٢ / ٢٣٩).

(١) وهو قال عنه : شاب صالح ، سديد ، من أهل القرآن ، سمع معي وبقراءتي الكثير من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وكان سمع قبلنا من أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزيني (كذا) ، وأبي الخير المبارك بن الحسين الغسّال ، وغيرهما ، سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد. وكانت ولادته في سنة تسعين وأربعمائة.

(٢) انظر عن (الحسن بن أحمد) في : التحبير ٢ / ٤٥٥ رقم ١٨ (بالملحق) ، ومعجم البلدان ٥ / ١٩٣ وفيهما : «الحسن بن محمد بن أحمد».

(٣) البحيري : بفتح الباء الموحّدة وكسر الراء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء ، هذه النسبة إلى بحير وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٢ / ٩٧). وقد تحرّفت هذه النسبة إلى «البحتري» في : الأنساب ، ومعجم البلدان ، والمثبت هو الصحيح ، فالبحيري من بيت العدالة والتزكية بنيسابور ، وينسب أيضا إلى ملقاباذ.

(٤) الملقاباذي : بالضم ثم السكون ، والقاف ، وآخره ذال معجمة محلّة بأصبهان ، وقيل : بنيسابور. (معجم البلدان).

(٥) في (معجم البلدان) : «أبا سعد محمد بن المظهّر بن يحيى العدل البحتري». وورد في (التحبير) مرتين :

ففي ترجمة الملقاباذي المذكور ، برقم (١٨) : «أبا سعد المظهر بن يحيى العدل البحتري».

وفي الترجمة رقم (٩٥٤) ورد : «أبا القاسم المطهر بن بجير بن محمد البجيري».

(٦) تحرّفت في التحبير (بالملحق) رقم (١٨) إلى «البحتري» ، وفي الترجمة رقم (٩٥٤) إلى «البجيري» ، وفي (معجم البلدان) إلى «البحتري».

(٧) وكانت ولادته في سنة ٤٧٠ ه‍.

(٨) عبارة «أو ذي القعدة» ليست في (معجم البلدان).

٥٠

١٠ ـ الحسين بن الحسن بن محمد (١).

أبو القاسم بن البنّ الأسدي ، الدّمشقيّ ، الفقيه.

سمع : أبا القاسم بن أبي العلاء ، وسهل بن بشر ، وأبا عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، وأبا البركات بن طاوس ، والفقيه نصر المقدسيّ وعليه تفقّه.

وخلط على نفسه لكنّه تاب توبة نصوحا. وكان حسن الظّنّ بالله. قاله الحافظ ابن عساكر (٢) وقال : قال : ولدت في رمضان سنة ستّ وستّين وأربعمائة.

قلت : روى عنه : هو ، وابنه القاسم ، والحافظ أبو المواهب بن صصريّ ، وأخوه أبو القاسم بن صصريّ وهو آخر من حدّث عنه ، وأبو القاسم بن الحرستانيّ ، وأبو محمد الحسن بن عليّ بن الحسين الأسديّ حفيده ، وآخرون.

وتوفّي في نصف ربيع الآخر ، ودفن بمقبرة باب الفراديس (٣).

 ـ حرف السين ـ

١١ ـ سلمان بن مسعود بن الحسن (٤).

أبو محمد البغداديّ ، الشّحّام.

__________________

(١) انظر عن (الحسين بن الحسن) في : التحبير ١ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، رقم ١٣١ ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني ، ورقة ٨٩ أ ، ٨٩ ب ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ٩٨ رقم ٩٩ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٩٥ و ٢ / ٦٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٤٦ ، ٢٤٧ رقم ١٦٢ ، والعبر ٤ / ١٤٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٥ رقم ١٧٧٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٥٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٤ ، والدارس ١ / ١٨٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٩٤.

(٢) مختصر تاريخ دمشق.

(٣) قال ابن عساكر : كان متديّنا ثم تغيّرت حاله وأدمن الخمر ، ثم تاب ، وكان إذا قرئ عليه الحديث الّذي فيه : (ما من حافظين رفعا إلى الله ما حفظا ، فيرى الله في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا ، إلا قال الله لملائكته : اشهدوا أني قد غفرت ما بين طرفي الصحيفة) ، فرح به ورجا أن يجري أمره كذلك.

(٤) انظر عن (سلمان بن مسعود) في : المنتظم ١٠ / ١٦٦ رقم ٢٥٧ (١٨ / ١٠٨ رقم ٤٢٠٧) ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧.

٥١

سمع الكثير بنفسه من : أبي المعالي ثابت بن بندار ، وجعفر السّرّاج ، والمبارك بن عبد الجبّار الصّيرفيّ ، وعليّ بن محمد العلّاف ، وطائفة.

وخرّج له الحافظ اليونازتيّ (١) خمسة أجزاء فوائد.

قال أبو سعد السّمعانيّ : سمعت عليه ، وهو شيخ صالح ، مشتغل بكسبه.

توفّي في المحرّم ، وولد سنة سبع وسبعين.

قال ابن الجوزيّ (٢) : قرأت عليه كثيرا من حديثه ، وكان من أهل السّنّة ، صحيح السّماع.

قلت : روى عنه : عبد الخالق بن أسد ، وأبو الحسن محمد بن أحمد القطيعيّ.

وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المقيّر.

توفّي في الثّاني والعشرين من المحرّم. كذا أرّخه السّمعانيّ.

ثمّ قرأت بخطّ عمر بن الحاجب قال : سمعت أبا الحسن القطيعيّ يقول في وفاة سلمان الشّحّام إنّها سهو لأنّه أجاز في ذي القعدة من السّنة لأبي دحروج ، وقرأ عليه فيها في ربيع الأوّل ابن الخشّاب جزءا.

 ـ حرف الشين ـ

١٢ ـ [شكر] (٣) بنت سهل بن بشر بن أحمد الأسفرائينيّ.

أمة العزيز.

__________________

(١) اليونارتي : بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفتح النون وسكون الراء وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. هذه النسبة إلى يونازت ، وهي قرية على باب أصبهان. (الأنساب ١٢ / ٤٣٣ ، ٤٣٤).

(٢) في المنتظم.

(٣) في الأصل بياض. والمستدرك من : تاريخ دمشق (تراجم النساء) ١٩٨ ، وأعلام النساء ٢ / ٣٠٢ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق ٢ ج ٥ / ١٨٩ ، ١٩٠ رقم ١٥٦٤.

٥٢

سمعت بدمشق من : أبيها ، وأبي نصر أحمد الطريثيثيّ.

ومولدها بصور في سنة اثنتين وسبعين.

روى عنها : الحافظ ابن عساكر ، وغيره.

وتوفّيت بدمشق في جمادى الأولى.

 ـ حرف الصاد ـ

١٣ ـ صدقة بن محمد بن حسين بن المحلبان.

أبو القاسم سبط ابن السّياف البغداديّ.

شيخ متجمّل ، ظاهره الخير ، وكان على العمائر.

سمع الكثير من : مالك البانياسيّ ، وأبي الفضل بن خيرون ، وأحمد بن عثمان بن نفيس الواسطيّ ، وأبي الفضل حمد الحداد.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، وجماعة.

وتوفّي في وسط جمادى الأولى.

وروى عنه : ابن الأخضر ، وعبد الرزّاق.

 ـ حرف العين ـ

١٤ ـ عبد [الله] (١) بن محمد بن حسين بن المحلبان.

الكرجيّ الأديب ، شيخ معمّر.

ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

روى عنه : أبو موسى المدينيّ ، وقال : سمعت منه بالكرخ.

١٥ ـ عبد الحميد بن مظفّر بن أحمد.

أبو نصر البنّاء ، الصّوفيّ ، الهرويّ.

سمع : حاتم بن محمد الأزديّ ، ومحمد بن أبي عمر النّرسيّ ، والحسين بن محمد الكتبيّ.

__________________

(١) في الأصل بياض.

٥٣

حدّث ببغداد ، وسمع منه : أبو سعد السّمعانيّ.

قلت : عاش نيّفا وتسعين سنة.

١٦ ـ عبد السّميع بن أبي تمّام عبد الله بن عبد السّميع.

الهاشميّ ، أبو المظفّر الواسطيّ. من ذرّية جعفر بن سليمان الأمير.

قرأ القرآن على : المبارك بن محمد بن الرّوّاس ، وأحمد بن محمد بن العكبريّ ، والقلانسي.

ورحل إلى بغداد فقرأ على : أبي الخطّاب الجرّاح ، وثابت بن بندار.

وسمع من : جعفر السّرّاج.

قرأ عليه بحرف أبي عمرو أبو محمد بن سكينة.

وأخذ عنه : السّمعاني.

ولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة. وكان عابدا ، صوّاما ، مات رحمه‌الله في ذي القعدة.

١٧ ـ عبد القاهر بن عبد الله بن حسين (١).

أبو الفرج الشّيبانيّ ، الحلبيّ ، الشاعر المعروف بالوأواء.

له ديوان مشهور. تردّد إلى دمشق غير مرّة ، وأقرأ بها النّحو. وكان حاذقا به. وصنف «شرح المتنبّي» ، ومدح جماعة من الأكابر.

توفّي في شوّال بحلب. وكان من فحول الشّعراء.

١٨ ـ عبد الملك بن محمد بن هشام بن سعد (٢).

__________________

(١) انظر عن (عبد القاهر بن عبد الله) في : ديوان ابن منير (جمعنا) ٧١ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٢٤ / ٢٩٨ ، وإنباه الرواة ٢ / ١٨٦ ، ١٨٧ ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ١ / ٧٦ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ١٦٩ ، ١٧٠ رقم ١٦٢ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢١٧) ، والوافي بالوفيات (مصوّر) ١٩ / ٤١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٢٦٢ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٤٩٢ ، وبغية الوعاة ١ / ٣١٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٨.

(٢) انظر عن (عبد الملك بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبار ، رقم ١٧١٥ ، ومعجم شيوخ الصدفي ٢٥١ رقم ٢٣٢ ، وبغية الملتمس للضبيّ ٣٧٤ رقم ١٠٥٥ ، والذيل والتكملة لكتابي

٥٤

الإمام أبو الحسن بن الطلّاء ، القيسيّ ، الشّلبيّ. من كبار أئمّة الأندلس. كان أبوه طلّاء في اللّجم.

وسمع أبو الحسن من : أبي عبد الله بن شبرين (١) ، وأبي الحسين (٢) بن الأخضر ، وأبي محمد بن عتّاب ، وأبي الحسن شريح ، وأبي بحر بن العاص ، وأبي الوليد بن ظريف ، وخلق كثير.

أجاز له : أبو عبد الله بن الطّلّاع ، وأبو عليّ الغسّانيّ ، وأبو القاسم الهوزنيّ.

وأجاز له من بغداد أبو الفضل بن خيرون ، وغيره.

قال أبو عبد الله الأبّار (٣) : وكان من أهل العلم بالحديث والعكوف عليه ، مع المعرفة باللّغة والآداب والنّسب والمشاركة في الأصول.

ولي خطابة مدينة شلب (٤) مدّة.

وتوفّي في صفر.

وكان مولده في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.

قال : وأجاز روايته لجميع المسلمين قبل موته بيومين (٥).

__________________

= الموصول والصلة ، السفر ٥ ق ١ / ٤٢ ـ ٤٤ رقم ٩٢.

(١) أخذ عنه علم الكلام وأصول الفقه.

(٢) في الذيل ٤٣ «أبو الحسن» ، واختلف إليه كثيرا في علوم اللسان وعليه معوّله فيها.

(٣) في تكملة الصلة.

(٤) شلب : بكسر أوله وسكون ثانيه ، وآخره باء موحّدة. قال ياقوت : هكذا سمعت جماعة من أهل الأندلس يتلفّظون بها ، وقد وجدت بخط بعض أدبائها : شلب. بفتح الشين. وهي مدينة بغربي الأندلس يتلفّظون بها ، وقد وجدت بخط بعض أدبائها : شلب. بفتح الشين. وهي مدينة بغربي الأندلس بينها وبين باجة ثلاثة أيام ، وهي غربي قرطبة ، وهي قاعدة ولاية أشكونية. (معجم الأدباء ٣ / ٣٥٧).

(٥) وقال المراكشي : وكان محدّثا حافظا ، متّسع الرواية ، حسن الخط ، ضابطا ، متقنا ، بصيرا بالحديث ، عاكفا عليه ، عارفا بالفقه وأصوله ، وعلم الكلام. وافر الحظ من علوم اللسان نحوا وأدبا ولغة ونسبا ، معروف الفضل ، كريم الخلق ، جميل العشرة ، واستقضي بحصن مرجيق في فتنة ابن قسيّ ، وشوور ببلده وخطب به ، ثم صرف عنهما معا ، واستمرّ على إمامة الفريضة بجامع بلده إلى أن توفي به ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقين من صفر. (الذيل والتكملة ٤٤).

٥٥

١٩ ـ عبد الواسع بن المؤمن بن أميرك.

أبو محمد الهرويّ الصّيرفيّ.

شيخ صالح ، عابد ، قانت.

سمع الكثير من : شيخ الإسلام عبد الله الأنطاكيّ ، وأبي عطاء عبد الرحمن الجوهريّ ، وأبي عامر الأزديّ ، وجماعة.

قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ : سمعت منه قدر خمسة عشر جزءا من أمالي الأنصاريّ.

وتوفّي رحمه‌الله في خامس رمضان.

٢٠ ـ عتيق بن أحمد بن عبد الرحمن (١).

أبو بكر الأزديّ ، الأندلسيّ ، الأوريوليّ (٢).

حجّ سنة تسع وثمانين وأربعمائة ، ولقي بمكّة أبا الفوارس طراد الزّينبيّ فسمع منه ، وطال عمره ، وتفرّد عنه في الأندلس بالرواية.

وقد حجّ سنة عشرين وخمسمائة أيضا ، وجاور.

وسمع من : أبي عبد الله الرّازيّ صاحب «السّداسيّات» ، وزين العبدريّ ، وزاهر الشّحّاميّ ، وجماعة من القادمين للحجّ.

قال الأبّار (٣) : وكان ثقة ، معتنيا بالرّواية.

روى عنه : أبو طاهر السّلفيّ ، وأبو القاسم بن بشكوال ، وأبو عمر بن عيّاد ، وأبو بكر بن أبي ليلى ، وغيرهم.

__________________

(١) انظر عن (عتيق بن أحمد) في : صلة الصلة ٥٥ ، وتكملة الصلة لابن الأبار ، رقم ١٩٣٦ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ، السفر ٥ ق ١ / ١١٤ ، ١١٥ رقم ٢٢١ ، والعبر ٤ / ٣٤٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٤٧.

(٢) الأوريولي : بضم الأول وسكون الراء ثم ياء مضمومة ولام ، نسبة إلى أوريولة مدينة بالأندلس قريبة من مرسية. (معجم البلدان).

(٣) في تكملة الصلة.

٥٦

وكان مولده بأوريولة سنة ٤٦٧ وبها توفّي.

قلت : رواية السّلفّي عنه في «الوجيز» له.

وسمع منه السّمعانيّ بمكّة مجلسا.

٢١ ـ العزيز بن محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد.

القاضي أبو المفاخر الصّاعديّ ، النّيسابوريّ. قاضي نيسابور.

ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

وسمع : أبا بكر بن خلف ، وأبا القاسم عبد الرحمن الواحديّ ، وعليّ بن محمد الجوزجانيّ (١) ، وغيرهم.

وبكّروا به وسمّعوه حضورا.

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ ، وقال : توفّي في صفر.

٢٢ ـ عليّ بن أحمد بن الحسين بن محمويه (٢).

الإمام أبو الحسن اليزديّ ، الشّافعيّ ، المقرئ ، المحدّث ، الزّاهد ، نزيل بغداد.

ولد بيزد (٣) في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ظنّا.

وسمع : الحسين بن الحسن بن جوان شير ، وأبا المكارم محمد بن عليّ الفسويّ (٤) ، ومحمد بن الحسين بن بلّوك.

__________________

(١) الجوزجاني : نسبة إلى مدينة بخراسان مما يلي بلخ يقال لها : الجوزجان. (الأنساب ٣ / ٣٦١).

(٢) انظر عن (علي بن أحمد) في : الأنساب ١٢ / ٤٠٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٥ رقم ١٧٧٥ ، والعبر ٤ / ١٤٣ ، ١٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٣٤ ـ ٣٣٦ رقم ٢٢٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ وفيه : «علي بن محمويه» ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣١ ، ٥٣٢ ، رقم ٤٧٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٢١١ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٥٦٤ ، ٥٦٥ ، وفيه : «علي بن الحسين بن أحمد» ، ومرآة الجنان ٣ / ٢٩٨ ، وغاية النهاية ١ / ٥١٧ ، والفلاكة والمفلوكين ١٢٤ ، ١٢٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٩ ، وهدية العارفين ١ / ٦٩٨.

(٣) يزد : بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الدال المهملة. مدينة من كور إصطخر فارس بين أصبهان وكرمان. (الأنساب ١٢ / ٣٩٩).

(٤) تحرّفت هذه النسبة في : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٢١١ إلى : «الفوي». وهي :=

٥٧

ورحل إلى أصبهان فقرأ بها على : أبي الفتح أحمد بن محمد الحدّاد ، وأبي سعد المطرّز ، وأبي عليّ الحدّاد.

وسمع من : أحمد بن محمد بن الحافظ أبي بكر بن مردويه.

وسمع بهمذان من : ناصر بن مهدي المشطبيّ ، وبالدّون (١) من عبد الرحمن بن حمد الدّوني.

ودخل بغداد سنة خمسمائة فسمع بها : الحسين بن الطّيوريّ ، وأبا القاسم عليّ بن الحسين الرّبعيّ ، وأبا سعد بن خشيش ، وأبا الحسن العلّاف ، وجماعة.

وتفقّه على الإمام أبي بكر الشاشيّ. ورحل إلى واسط ، وتفقّه على قاضيها أبي عليّ الفارقيّ.

وسمع بالكوفة ، والبصرة ، والحجاز. وصنّف في الفقه ، والحديث ، والزهد.

وحدّث «بسنن النّسائيّ» ، عن الدّونيّ.

قال أبو سعد السّمعانيّ : فقيه ، فاضل ، زاهد ، حسن السّيرة ، عزيز النّفس ، سخيّ بما يملك ، قانع بما هو فيه ، كثير الصّوم والعبادة. صنّف تصانيفا في الفقه ، وأورد فيها أحاديث بأسانيده. سمعت منه وسمع منّي.

وكان حسن الأخلاق دائم البشر ، متواضعا. وكان له عمامة وقميص بينه وبين أخيه ، إذا خرج ذاك قعد ذا ، وإذا خرج ذا قعد الآخر (٢).

__________________

= بفتح الفاء والسين. نسبة إلى نساء وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها : بسا. (الأنساب ٩٠ / ٣٠٥).

(١) الدّون : بضم أوله ، وآخره نون. قرية من أعمال دينور ، (معجم البلدان ٢ / ٤٩٠).

(٢) وقال ابن السمعاني : الأخوان الإمامان علي ومحمد ابنا أحمد بن الحسين بن محمويه اليزديان ، نزلا بغداد ، وكانا من الدين والعلم بمكان. سمعت منهما. وكان عليّ يقول : أنا وأخي نحيي الليل ، أنا أطالع النصف الأول ، ومحمد أخي يصلّي النصف الأخير. كتبت عنهما ببغداد. (الأنساب ١٢ / ٤٠٠).

٥٨

وقال ابن النّجّار في «تاريخه» : كان من أعيان الفقهاء مشهوري العبّاد.

سمعت أبا يعلى حمزة بن عليّ يقول : كان شيخنا أبو الحسن اليزديّ يقول لنا : إذا متّ فلا تدفنوني إلّا بعد ثلاث ، فإنّي أخاف أن يكون بي سكتة.

وكان جثيثا صاحب بلغم. وكان يصوم رجب ، فلمّا كان سنة موته قبل رجب بأيّام قال : قد رجعت عن وصيّتي ، ادفنوني في الحال ، فإنّي رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النّوم وهو يقول : يا عليّ ، صم رجب عندنا.

قال : فمات ليلة رجب.

قال : وقرأت بخطّ أحمد بن شافع وفاته في تاسع عشر جمادى الآخرة ، وقال : زادت مصنّفاته على خمسين مصنّفا.

قلت : روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وعبد الخالق بن أسد ، وعبد الملك بن ياسين الدّولعيّ الخطيب ، وعليّ بن أحمد بن سعيد الواسطيّ الدّبّاس وقرأ عليه القراءات ، وأبو أحمد عبد الوهاب بن سكينة ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وآخرون.

٢٣ ـ عليّ بن الحسين بن عبد الله (١).

أبو الحسين الغرنويّ (٢) الواعظ ، نزيل بغداد.

سمع بغزنة من حمزة بن الحسين القائنيّ «صحيح البخاريّ» بروايته عن العيّار.

__________________

(١) انظر عن (علي بن الحسين) في : المنتظم ١٠ / ١٦٦ ـ ١٦٨ رقم ٢٥٨ (١٨ / ١٠٨ ـ ١١٠ رقم ٤٢٠٨) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢١٦ ، ٢١٧ ، وتاريخ إربل ١ / ١٩٧ وفيه : «أبو الحسن النوري» ، ومرآة الزمان وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) ٢ / ٢٨٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ رقم ٢١٧ ، والوافي بالوفيات ٢١ / ٢٩ ، ٣٠ رقم ١١ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٤٩٣ ، ٤٩٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٣ ، ٣٢٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٩.

(٢) الغزنويّ : بفتح الغين المعجمة والزاي الساكنة المعجمة ، وفي آخرها النون المفتوحة. هذه النسبة إلى غزنة وهي بلدة أول بلاد الهند. (الأنساب ٩ / ١٤٢).

٥٩

وسمع ببغداد (١) : أبا سعد بن الطّيوريّ ، وابن الحسين.

قال أبو الفرج بن الجوزي (٢) : كان مليح الإيراد ، لطيف الحركات ، بنت له زوجة المستظهر بالله رباطا بباب الأزج (٣) أوقفت عليه الوقوف ، وصار له جاه عظيم لميل الأعاجم إليه.

وكان السّلطان يأتيه يزوره والأمراء والأكابر. وكثرت عنده المحتشمون والقرّاء ، واستعبد كثيرا من العلماء والفقراء بنواله وعطائه. وكان محفوظه قليلا (٤).

وسمعته يقول : حزمة حزن خير من أعدال أعمال.

وقال ابن السمعانيّ : سمعته يقول : ربّ طالب غير واجد ، وواجد غير طالب.

وقال : نشاط القائل على قدر فهم المستمع.

وقال ابن الجوزيّ : كان يميل إلى التشيّع ويدلّ بمحبّة الأعاجم له ، ولا يعظّم بيت الخلافة كما ينبغي ، فسمعته يقول : تتولّانا وتغفل عنّا ، فما تصنع بالسّيف إذا لم تكن قتّالا ، فغيّر حلية السيف وضعها لك خلخالا. ثمّ قال :

تولّي اليهود فيسبّون نبيّك يوم السّبت ، ويجلسون عن يمينك يوم الأحد. ثمّ صاح : اللهمّ هل بلّغت.

قال : فبقيت هذه الأشياء في النّفوس حتى منع من الوعظ. ثمّ قدم السّلطان مسعود ، فجلس بجامع السّلطان ، فحدّثني فقيه أنّه لمّا جلس قال لمّا

__________________

(١) وكان قدم إليها سنة ٥١٦.

(٢) في المنتظم.

(٣) بالتحريك. محلّة معروفة ببغداد.

(٤) في المنتظم زيادة : فكان يردّد ما يحفظه.

قال ابن الجوزي : وحدّثني جماعة من الفقراء أنه كان يعيّن لهم ما يقرءون بين يديه ويتحفّظ الكلام عليه.

سمعته يوما يقول في مجلس وعظه : الحكمة في المعراج لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه رأى ما في الجنة والنار ليكون يوم القيامة على سكون لا انزعاج فيه فلا يزعجه ما يرى لتقدّم الرؤية ، ولهذا المعنى قلبت العصا حيّة يوم التكليم لئلا ينزعج موسى عند إلقائها بين يدي فرعون.

٦٠