تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

شيخ صالح ، دمشقيّ. سمع مجالس من الفقيه نصر.

وروى عنه : ابن عساكر (١) ، وابنه ، وأبو المواهب الثّعلبيّ ، وعبد الخالق بن أسد ، ومكرم بن أبي الصّقر ، وكريمة القرشيّة ، وآخرون.

توفّي الحاجّ حسّان في تاسع عشر رجب ، ودفن بباب الفراديس عن نيّف وثمانين سنة (٢).

٣٣١ ـ الحسين بن محمد بن الحسين بن حما.

البغداديّ ، سبط أبي سعد محمد بن عبد الملك الأسديّ.

سمع من : جدّه أبي سعد.

وحدّث في هذه السّنة.

روى عنه : أبو الفتوح بن الحصريّ ، وغيره.

 ـ حرف الخاء ـ

٣٣٢ ـ خزيفة (٣) بن سعد بن الحسن بن الهاطر (٤).

__________________

(١) وهو قال : وكان قد ترك الصرف قبل أن يموت بمدّة ، وحجّ وحسنت طريقته ، ولازم صلاة الجماعة.

(٢) وقال سبط ابن الجوزي : وكتب عنه الحافظ ابن عساكر لعبد الملك بن جهور القرطبي :

الموت يقبض ما أطلقت من أهلي

لو صحّ عقلي طلبت الفوز في مهل

ما ينقضي أمل إلّا أتى أمل

والدهر في ذا وذا لم ينقضي شغلي

من أين أرضيك إلّا أن توفقني

هيهات هيهات بالتوفيق من قبلي

فارحم بعزّتك اللهمّ ملتهفا

مما أتى واغتفر ما كان من زللي

(مرآة الزمان).

(٣) انظر عن (خزيفة بن سعد) في : الإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب حذيفة وخزيفة ، والعبر ٤ / ١٧٠ وفيه «حذيفة» ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٣٨ ، ٤٣٩ رقم ٢٨٥ ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ١٤٤ رقم ٧٧٤ ، وفيه : «الحسين» بدل «الحسن» ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٤٤ وفيه «حذيفة» ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٢٨٩ ، وتبصير المنتبه ١ / ٤٣١ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٩ وفيه : «حذيفة».

و «خزيفة» بالخاء المعجمة والزاي.

(٤) في (الإستدراك) و (تبصير المنتبه) ومختصر ابن الدبيثي : «الهاطرا» بزيادة ألف في آخره ،

٣٠١

أبو المعمّر الأزجيّ ، الورّاق.

ولد سنة ثمانين وأربعمائة.

شيخ صالح ، مسند.

سمع : ابن البطر ، وأبا الفضل بن خيرون ، وأبا الحسن بن أيّوب البزّاز ، وجماعة.

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، ومحمد بن المبارك بدمشق ، وشهاب الدّين السّهرورديّ ، وآخرون.

توفّي في العشرين من رجب. وقد روى عنه بالإجازة الرشيد أحمد بن مسلمة.

 ـ حرف الراء ـ

٣٣٣ ـ رستم بن عليّ بن شهريار بن قارن (١).

ملك مازندران.

كان ملكا شجاعا مخوفا ، استولى في العام الماضي على بسطام وقومس ، واتّسعت ممالكه.

مات في ثامن ربيع الأوّل ، فكتم ابنه علاء الدّين الحسن موته أيّاما حتّى تمكّن وثبت ملكه. ثمّ خرج عليه صاحب جرجان ونازعه في الملك فلم يبال به.

__________________

= وكذا زادها المؤلّف الذهبي ، رحمه‌الله ، في (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٢٥) عند ما ذكره في وفيات سنة ٥٦٠ ه‍. وعند ما أفرد ترجمته برقم (٢٨٥) حذف الألف من آخره. وسيعيده المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ بعد قليل باسم «عبد الله» رقم (٣٣٧) وفي المرّتين يقرأ : «المهاطر».

وفي تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس) : «ابن الهاطور».

(١) انظر عن (رستم بن علي) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٣١٥ ، والعبر ٤ / ١٧٠ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ١٢٠ رقم ١٥٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٨٩.

٣٠٢

 ـ حرف السين ـ

٣٣٤ ـ سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله (١).

أبو المظفّر النّيسابوريّ ، ثمّ الخوارزميّ ، الوزير المعروف بالفلكيّ (٢).

سمع : أبا الحسين المؤدّب ، ونصر الله بن الحمد الخشناميّ (٣).

وسافر إلى خوارزم ، ووزر لصاحبها. وكان ذا رأي وشهامة وكفاية وحسن سيرة وسخاء ومكارم. ثمّ إنّه خاف من صاحب خوارزم فحجّ وتصدّق بأموال كثيرة ، وتزهّد ، وتعبّد.

وحدّث ببغداد ودمشق ، وسكن بخانقاه السّميساطيّ (٤) ، وجدّد بها الصّفّة الغربيّة والبركة والقناة الّتي بها من ماله. وتولّى النّظر في وقف الخانقاه.

وكان ثقة ، متواضعا ، صالحا ، حسن الاعتقاد. أثنى عليه ابن عساكر وغيره. ووقع لنا جزء الفلكيّ عن الشّيخين المذكورين.

روى عنه : ابن عساكر ، وأبو القاسم بن صصريّ ، وأخوه أبو المواهب ، وأبو عبد الله بن المجاور ، وزين الأمناء ، ومكرم ، ومحمد بن غسّان.

ومات في شوّال ، ودفن بمقابر الصّوفيّة.

__________________

(١) انظر عن (سعيد بن سهل) في : تاريخ دمشق ، ومختصره ٩ / ٣٠٣ ، ٣٠٤ رقم ١٤٨ ، وتاريخ إربل ١ / ٤٠٦ ، ومعجم الألقاب ٣ / ٤٩٥ ، ٤٩٦ ، والعبر ٤ / ١٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ رقم ٢٨٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٨ رقم ١٨٠٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣١ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٢٢٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٠ ، والدارس ٢ / ١٢٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٨٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ١٣١ ، ١٣٢.

(٢) تحرّفت نسبته في شذرات الذهب إلى «العلكي» بالعين بدل الفاء.

(٣) الخشنامي : بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح النون وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى بعض أجداده وهو خشنام. (الأنساب ٥ / ١٣٠).

(٤) تقع بالقرب من الباب الشمالي للجامع الأموي يفصل بينها وبين الجامع الحائط فقط. وهي نسبة إلى أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الدمشقيّ السميساطي ، من أكابر دمشق ، توفي سنة ٤٥٣ ه‍. (انظر : مختصر تنبيه الطالب ١٤٤ ـ ١٤٦ ، والدارس ٢ / ١١٨ وما بعدها ، ومنادمة الأطلال ٢٧٦ ـ ٢٧٨).

٣٠٣

٣٣٥ ـ [...] (١) بن عبد المطّلب.

السّيّد أبو عليّ العلويّ ، الأصبهانيّ.

توفّي في رجب.

 ـ حرف الطاء ـ

٣٣٦ ـ [طغرل] (٢) شاه بن محمد بن الحسين.

الشّيخ أبو المعالي الكاشغريّ.

توفّي بأصبهان في ثاني جمادى الأولى (٣).

 ـ حرف العين ـ

٣٣٧ ـ [عبد الله] (٤) بن أحمد بن عبد الله بن سبعون (٥).

أبو محمد القيروانيّ الأصل ، البغداديّ.

سمع : أباه ، وأبا الفضل بن خيرون.

وحدّث في هذا العام (٦).

روى عنه : عمر بن عليّ القرشيّ ، ونصر بن الحصريّ (٧).

__________________

(١) في الأصل بياض ، ولم أعرفه.

(٢) في الأصل بياض ، والمثبت عن : الأنساب ١٠ / ٣٢٦.

(٣) قال ابن السمعاني : سمع معنا الحديث الكثير بنيسابور ، عن أبي عبد الله الفراوي ، وأبي القاسم الشجاعي ، وأبي محمد عبد الجبار بن محمد الخواريّ ، وطبقتهم. وكان واعظا حسن الوعظ ، سكن هراة ، ونفق سوقه عندهم ، وصاهر بعض الأتراك ، ولقيته بهراة في النوبة الثانية سنة ست وأربعين وخمسمائة ، وسمع بقراءتي أجزاء ، وسمّع أولاده ، وسمع بنفسه «الصحيح» مع ولدي من أبي الوقت السجزيّ ، بروايته عن الداوديّ ، عن الحمّوئي ، عن الفربري ، عن البخاري. وكتب بخطّه أحاديث يسيرة ، وسمعت منه ذلك.

(٤) في الأصل بياض ، والمستدرك من مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (عبد الله بن أحمد القيرواني) في : المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٢ / ١٢٧ رقم ٧٥٤.

(٦) قال ابن الدبيثي : بقي إلى سنة ستين وخمسمائة.

(٧) قال الدكتور مصطفى جواد في تحقيقه للمختصر بالحاشية رقم ٢٩٥ : «هذه الترجمة سقطت

٣٠٤

٣٣٨ ـ [عبد الله] (١) بن سعد بن الحسن (٢) بن الهاطر.

الوزّان ، لقبه خزيفة. ذكرته في الخاء (٣).

٣٣٩ ـ [عبد الله] (٤) بن عليّ بن الحسين.

أبو محمد الكوفيّ ، العطّار.

سمع بدمشق : أبا البركات بن طاوس.

وحدّث.

وتوفّي بدمشق في ذي القعدة.

وكان كثير التّلاوة.

روى عنه : أبو القاسم بن صصريّ.

٣٤٠ ـ [عبد القاهر] بن أحمد بن محمد بن الطّوسيّ.

أبو عليّ. نزيل الموصل.

أخو عبد الله خطيب الموصل ، وعبد الرحمن ، ومحمد ، وعبد الوهّاب.

سمع من : جعفر السّراج ، وغيره.

وتوفّي يوم عيد الأضحى.

٣٤١ ـ [عبد المحسن] (٥) بن عبد المنعم بن عليّ بن منيب.

الفقيه أبو محمد الكفرطابيّ (٦) ، ثمّ الشّيزريّ (٧).

__________________

= من نسخة باريس مع القسم الضائع منها».

(١) في الأصل بياض. والمستدرك من ترجمته التي تقدّمت باسم «خزيفة» رقم (٣٣٢).

(٢) هكذا هنا والترجمة المتقدّمة. وفي مختصر ابن الدبيثي «الحسين».

(٣) قال ابن الدبيثي : «عبد الله بن سعد بن الحسين بن الهاطرا أبو المعمّر الوزّان الأزجي. يعرف بخزيفة ، وبه سمّاه ابن السمعاني في تاريخه». (المختصر ٢ / ١٤٤ رقم ٧٧٤).

(٤) في الأصل بياض.

(٥) في الأصل بياض. والمثبت من : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٦١.

(٦) الكفرطابي : بسكون الراء ، وطاء مهملة ، وبعد الألف باء موحّدة. نسبة إلى كفرطاب بلدة بين المعرة ومدينة حلب في برّيّة معطشة. (معجم البلدان ٤ / ٤٧٠).

(٧) في طبقات السبكي : «الشيرازي» وهو غلط. و «الشيزري» : بتقديم الزاي على الراء وفتح=

٣٠٥

رحل ، وسمع من : أبي القاسم بن الحصين ، وأبي العزّ بن كادش ، وطبقتهما.

وتفقّه بالنّظاميّة ، وسكن دمشق.

روى عنه : أبو القاسم بن صصريّ.

وكان ثقة ، خيّرا.

٣٤٢ ـ [عبد الملك] (١) بن أحمد بن أبي يدّاس (٢).

أبو مروان الصّنهاجيّ ، الجيّانيّ.

قرأ القرآن والعربيّة على أبي بكر بن مسعود.

وأخذ بالمرّية عن : أبي الحجّاج القضاعيّ ، وغيره.

وأقرأ بشاطبة القرآن والعربيّة.

روى عنه : أبو عبد الله بن سعادة المعمّر (٣).

٣٤٣ ـ [عبد الواحد] (٤) بن إبراهيم بن أحمد (٥).

أبو الفضل (٦) بن القزّة (٧) الدّمشقيّ.

__________________

= أوله. نسبة إلى شيزر : قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرّة. (معجم البلدان ٣ / ٣٨٣).

(١) في الأصل بياض ، والمثبت من : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٧١٩ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج ٥ ق ١ / ٩ ، ١٠ رقم ٢ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٠٨ رقم ١٥٦٣.

(٢) يدّاس : بتشديد الدال المهملة.

(٣) قال ابن عبد الملك : كان شاعرا نحويا لغويا ، أديبا ذاكرا للآداب ، راوية للأخبار ، ذا حظّ من قرض الشعر .. خرج من بلده بعد أربعين وخمسمائة ، فنزل شاطبة ، وتصدّر بها لإقراء القرآن وتدريس العربية ، ثم تحوّل إلى شعوره وأقرأ بها وخطب يجامعها إلى أن مات .. ومولده بجيان سنة عشر وخمسمائة أو نحوها.

(٤) في الأصل بياض. والمستدرك من المصادر.

(٥) انظر عن (عبد الواحد بن إبراهيم) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ٢٤٦ رقم ٢٣١ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٥٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩٧ ، (مذكور في آخر الترجمة رقم (٢٧١) ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٥٢٧ ، وتبصير المنتبه ٣ / ١١٢٨.

(٦) في مرآة الزمان : «أبو الفضائل».

(٧) في المرآة : «قرة».

٣٠٦

روى «صحيح البخاريّ» عن الفقيه نصر عن عليّ بن موسى السّمسار ، عن أبي زيد المروزيّ ، عن الفربريّ.

وسمع مجلسا من نصر أيضا.

روى عنه : ابن عساكر ، وقال : سألته عن مولده فقال : سنة خمس وسبعين وأربعمائة.

ومات في ذي الحجّة.

قال : وكان قد اختلط.

قلت : وروى عنه : عليّ بن محمد بن جمال الإسلام ، وأبو القاسم بن صصريّ ، وغيرهما.

وقد روى بالإجازة عن : عاصم بن الحسين العاصميّ (١).

٣٤٤ ـ [عبيد الله] بن خليفة.

أبو الحسين البطليوسيّ.

ولّي قضاء إشبيلية في الدّولة اللّمتونيّة بعد القاضي أبي بكر بن العربيّ ثمّ عزل ، وتوفّي في شوّال.

٣٤٥ ـ عتيق بن عبد العزيز.

أبو بكر السّمرقنديّ ، الدّرغميّ (٢) ، ثمّ النّيسابوريّ ، الأديب الأوحد.

له المحفوظات في اللّغة والشّعر الجيّد.

__________________

(١) وقال ابن عساكر : أنشدني :

يا صاحب المعروف كن تاركا

تردادي الحاجة في حاجته

فشرّ معروفك ممطوله

وخيره ما كان من ساعته

لكلّ شيء آفة تتّقى

وحبسك المعروف من آفته

(٢) الدّرغميّ : بفتح الدال المهملة والغين المعجمة بينهما الراء الساكنة وفي آخرها الميم هذه النسبة إلى درغم وهي ناحية بسمرقند على فرسخين منها مشتملة على قرى عدة. (الأنساب ٥ / ٣٠٠).

٣٠٧

سمع : عبد الغفّار بن شيرويه ، وغيره.

ولد سنة سبع وسبعين.

ومات في حدود السّتين.

٣٤٦ ـ عطاء بن عبد المنعم.

أبو الغنائم الأصبهانيّ.

حجّ في هذا العام ، فحدّث ببغداد عن غانم البرجيّ.

روى عنه : أبو الفتوح بن الحصريّ ، وغيره.

٣٤٧ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن أبي العبّاس (١).

أبو الحسن الأصبهانيّ ، المعروف باللّبّاد.

سمع : رزق الله بن عبد الوهّاب التّميميّ ، وأبا بكر محمد بن أحمد بن ماجة ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ ، ورجاء بن عبد الواحد بن قولويه ، وأبا نصر عبد الرحمن بن محمد السّمسار ، وجماعة.

وأجاز له أبو بكر بن خلف الشّيرازيّ.

وخرّج له معمّر بن الفاخر جزءا ، وروى عنه جماعة.

وروى عنه بالإجازة ، أبو المنجا ابن اللّتّي ، وكريمة.

وتوفّي في ثامن عشر شوّال.

٣٤٨ ـ عليّ بن أحمد بن مقاتل بن مطكود (٢).

أبو الحسن السّوسيّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، الشّاغوريّ ، ويعرف بابن المعلّم.

سمع جزءا واحدا من أبي القاسم عليّ بن محمد المصّيصيّ ، وهو آخر من حدّث عنه.

__________________

(١) انظر عن (علي بن أحمد اللبّاد) في : العبر : ٤ / ١٧١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥١ رقم ٢٣٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٨٩.

(٢) انظر عن (علي بن أحمد بن مقاتل) في : تاريخ دمشق ، ومختصره ١٧ / ١٩٠ رقم ٧٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ رقم ١٦٤ ، وذكره دون ترجمة في الصفحة ٢٠ / ٤٢٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٠.

٣٠٨

قال ابن عساكر (١) : وكان قبل أن يحجّ يتولّى توظيف ما يوجد من مزارع الشّاغور. وتوفّي في رمضان.

قلت : روى عنه : أبو القاسم بن صصريّ ، وزين الأمناء أبو البركات ، ومكرم ، وجماعة.

وهو أخو نصر بن أحمد.

٣٤٩ ـ عليّ بن محمد بن الحسن بن علّان.

أبو الحسن البوّاب.

سمع : أبا الحسين بن الطّيوريّ.

وولد في سنة سبعين. وكان يمكنه أن يسمع من أبي نصر الزّينبيّ ، لكنّ السّماع قسميّة.

توفّي في المحرم.

٣٥٠ ـ عمر (٢) بن محمد بن أحمد بن عكرمة (٣).

أبو القاسم بن البزريّ (٤) ، الشّافعيّ ، العلّامة ، فقيه أهل الجزيرة.

__________________

(١) في تاريخ دمشق.

(٢) في الأصل : «علي» والتصحيح من المصادر.

(٣) انظر عن (عمر بن محمد بن أحمد) في : معجم البلدان ٢ / ١٣٨ ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : البزري والبرزي ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٢١ ، وفيه : «عمر بن عكرمة» ، ووفيات الأعيان ٣ / ٤٤٤ ، ٤٤٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٢ ، ٤٣ ، والعبر ٤ / ١٧١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٢ رقم ٢٤٠ ، وصفحة ٤٢٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٠٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٤٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٢٥١ ـ ٢٥٣ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٤٣٣ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ رقم ٢٩٣ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٠ ، وكشف الظنون ٢ / ١٩١٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٨٩ ، وهدية العارفين ١ / ٧٨٤ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٣٠٦ ، والأعلام ٥ / ٢٢٢.

(٤) البزري : بتقديم الزاي ، ثم راء ، وقد تحرّفت هذه النسبة في (الكامل ١١ / ٣٢١) إلى : البرزي ، بتقديم الراء.

٣٠٩

رحل إلى بغداد ، واشتغل على الكيا الهرّاسيّ ، وأبي حامد الغزاليّ ، وجماعة.

وبرع في المذهب ودقائقه ، وقصده الطّلبة من البلاد وتفقّهوا به.

وصنّف كتابا كبيرا شرح فيه إشكالات «المهذّب». وكان من الدّين والعلم بمحلّ رفيع.

قال القاضي ابن خلّكان (١) : كان أحفظ من بقي في الدّنيا على ما يقال لمذهب الشّافعيّ. وكان ينعت بزين الدّين جمال الإسلام.

انتفع به خلق كثير ، ولم يخلف بالجزيرة مثله (٢).

وكان قد قرأ أوّلا على أبي الغنائم محمد بن الفرج السّلميّ الطّارقيّ ، قليلا من الفقه ، فمات أبو الغنائم سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.

توفّي ابن البزريّ في أحد الربيعين ، وله تسع وثمانون سنة. والبزريّ : نسبة إلى عمل البزر وبيعه ، والبزر في تلك البلاد اسم للدّهن المستخرج من حبّ الكتّان وبه يستصبحون.

وكان مولده في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.

٣٥١ ـ [عمر] (٣) بن بهليقا (٤).

الطّحّان ، البغداديّ.

عمّر جامع العقيبة (٥) بالجانب الغربيّ من بغداد.

__________________

(١) في وفيات الأعيان ٣ / ٤٤٤.

(٢) وقال ابن الأثير : وكان واحد عصره في الفقه تأتيه الفتاوى من العراق وخراسان وسائر البلاد.

(الكامل).

(٣) في الأصل بياض. والمستدرك من المصادر.

(٤) انظر عن (عمر بن بهليقا) في : المنتظم ١٠ / ٢١٢ رقم ٣٠٢ (١٨ / ١٦٤ ، ١٦٥ رقم ٤٢٥٣) ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٤٩.

(٥) في المنتظم : عمّر جامع العقبة ، وكان مسجدا لطيفا فاشترى ما حوله وأوسعه وسمعت همته حتى استأذن أن يجعله جامعا فأذن له إلّا أنّ أكثر المواضع التي اشتراها كانت تربا فيها

٣١٠

وتوفّي في ذي القعدة.

 ـ حرف الميم ـ

٣٥٢ ـ محمد بن أبي سعد أحمد بن محمد بن البروديّ.

أبو الفتوح الصّوفيّ.

سمع : الزّينبيّ ، وابن البطر.

وعنه : ابن سكينة ، وابن الأخضر.

مات في جمادى الآخرة سنة تسع.

٣٥٣ ـ محمد بن حمزة بن الحسن بن المفرّج.

أبو عبد الله بن أبي يعلى الأزديّ ، الدّمشقيّ ، الشّروطيّ.

سمع : أباه ، وعليّ بن طاهر النّحويّ ، وسبيع ابن المقرئ.

مات في شعبان ، وله إحدى وسبعون سنة.

٣٥٤ ـ محمد بن عبد الله بن المسلم بن أبي سراقة (١).

أبو المجد الهمذانيّ ، ثمّ الدّمشقيّ.

سمع : أبا الحسين بن الموازينيّ ، وعبد المنعم بن الغمر الكلابيّ ، وحيدرة بن أحمد.

سمع منه : أبو الفتح.

وتولّى عمالة الجامع (٢) ، ثمّ عمالة الحشريّة.

__________________

= موتى فأخرجوا وبيعت ، وكان المسجد الأول مما يلي على الباب والمنارة. وتوفي يوم الإثنين ثامن عشر ذي القعدة من هذه السنة ودفن من على باب الجامع بعيدا من حائطه ثم نبش بعد أيام وأخرج فدفن ملاصقا لحائط الجامع ليشتهر ذكره بأنه باني الجامع ، فتعجّب من هذا من له فطنة وقال : هذا رجل سعى في نبش خلق من الموتى وأخرجهم وجعل تربتهم مسجدا فقضي عليه بأن نبش بعد دفنه.

(١) أنظره عن (محمد بن عبد الله بن المسلم) في : تاريخ دمشق ، ومختصره لابن منظور ٢٢ / ٣٣٠ رقم ٣٨٨.

(٢) في تاريخ دمشق : عمالة أوقاف الجامع ، وتولّى عمالة المواريث الحشرية والجزية بدمشق.

٣١١

مات في شعبان أو رمضان.

روى عنه : أبو المواهب ، وأبو القاسم ابنا صصريّ.

٣٥٥ ـ محمد بن عبد الله بن العبّاس بن عبد الحميد المعدّل (١).

أبو عبد الله الحرّانيّ ، ثمّ البغداديّ (٢). أحد العدول الكبار.

كيّس ، متودّد.

سمع : هبة الله بن عبد الرّزّاق الأنصاريّ ، ورزق الله التّميميّ ، وطراد بن محمد الزّينبيّ ، وأبا الفتح أحمد بن محمد الحدّاد ، وأبا سعد المطرّز ، ويحيى بن مندة الحافظ ، وغيرهم.

ورحل إلى أصبهان.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، وقال : سألته عن مولده فقال : سنة أربع وثمانين وأربعمائة.

قلت : وروى عنه ابن الجوزيّ (٣) وقال : كان لطيفا ظريفا ، جمع كتابا سمّاه «روضة الأدباء» (٤) ، وهو آخر من مات من شهود القاضي أبي الحسن الدّامغانيّ (٥).

وروى عنه : ابنته خديجة ، وعبد اللّطيف بن محمد القبّيطي.

وله شعر حسن (٦).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عبد الله بن العباس) في : المنتظم ١٠ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ٣٠٣ (١٨ / ١٦٥ رقم ٤٢٥٤) ، والعبر ٤ / ١٧١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ رقم ٢٤١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٨ رقم ١٨٠٣ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٣٣٠ ، ٣٤٠ ، ٣٤١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٢٥٠ رقم ١٣٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٦٨ ، ٣٦٩ ، وكشف الظنون ٩١٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٨٩ ، وهدية العارفين ٢ / ٩٤.

(٢) زاد ابن رجب في نسبته : «الأزجي».

(٣) في المنتظم ١٠ / ٢١٢ (١٨ / ١٦٥).

(٤) وزاد : «فيه نتف حسنة».

(٥) شهد عند الدامغانيّ في سنة ٥٠٤ ه‍. (المنتظم).

(٦) قال ابن الجوزي : زكّاه أبو سعد المخرمي ، وأبو الخطّاب الكلوذاني .. وسمعت منه أشياء ، ولي منه إجازة. وزرته يوما فأطلت الجلوس عنده فقلت : قد ثقّلت. فأنشدني :

٣١٢

توفّي في ثاني عشر جمادى الأولى (١).

وآخر من روى عنه بالإجازة : الرّشيد أحمد بن سلمة (٢).

٣٥٦ ـ محمد بن عبد الجبّار بن جوريّة.

الأصبهاني.

توفّي في ربيع الآخر.

٣٥٧ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن يوسف بن العلّاف.

أبو طاهر بن أبي الحسين ابن حجاب الدّيوان ومن بيت العلم.

سمع : أباه ، وابن طلحة النّعاليّ ، وابن البطر.

روى عنه : ابن الأخضر ، وغيره.

وتفرّد بإجازته الرشيد بن مسلمة.

وتوفّي في ثاني عشر شعبان ، ولم يكن مرضيّا.

٣٥٨ ـ محمد بن أبي خازم محمد بن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفرّاء (٣).

القاضي أبو يعلى الصّغير ، شيخ الحنابلة.

تفقّه على : أبيه ، وعمّه القاضي أبي الحسين.

__________________

= لأن سمّيت إبراما وثقلا

زيارات رفعت بهنّ قدري

فما أبرمت إلا حبل ودّي

ولا ثقّلت إلّا ظهر شكري

(١) في المنتظم : «جمادى الآخرة».

(٢) وسمع منه ابن القطيعي وقال : كان ثقة مأمونا ، عالما ، لطيفا ، صاحب نادرة ، حسن المعاشرة ، (الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٥٠).

(٣) انظر عن (محمد بن أبي خازم) في : المنتظم ١٠ / ٢١٣ رقم ٣٠٤ (١٨ / ١٦٥ ، ١٦٦ رقم ٤٢٥٥) والعبر ٤ / ١٧١ ، ١٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، رقم ٢٤٢ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٢٤٤ ـ ٢٥٠ رقم ١٢٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٤٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٠ ، والدرّ المنضّد في رجال أحمد ورقة ٧١ أ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٩٠ ، وهدية العارفين ٢ / ٩٤ ، ومعجم المؤلفين.

٣١٣

وكان من أنبل الفقهاء وأنظرهم وأفصحهم.

وفي سنة ثمان وعشرين زكّي ، ثمّ بعد ذلك ولي قضاء واسط ، فبقي بها مدّة ، ثمّ عزل عن القضاء والعدالة ، ولزم العلم والمقام بمنزلة إلى أن توفّي وقد أسنّ (١).

سمع : الحسن بن محمد التككيّ ، وأبا الحسن بن العلّاف ، وأبا الغنائم بن النّرسيّ.

روى عنه : أبو الفتح المندائيّ ، وأبو محمد بن الأخضر ، وغيرهما (٢).

وتوفّي في ربيع الآخر ببغداد ، وله ستّ وستّون سنة. والأصحّ أنّه توفّي في خامس جمادى الأولى ، وقد درّس وأفتى وأفاد وتخرّج به خلق. وكانت جنازته مشهودة.

٣٥٩ ـ محمد بن محمد بن عمر بن [قرطف] (٣).

أبو الفتح النّعمانيّ ، الشّاعر المشهور ، يعرف بابن الأديب.

__________________

(١) قال ابن الجوزي : ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة .. وأفتى ودرّس ، وكان له ذكاء وفهم جيّد ، وتولّى القضاء بباب الأزج وبواسط ، ثم أشهد قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغانيّ على نفسه ببغداد أنه قد عزله عن القضاء فذكر عنه أنه لم يلتفت إلى العزل ، ثم خاف من حكمه بعد العزل فتشفّع بابن أبي الخير صاحب البطيحة إلى الخليفة حتى أمنه ، فقدم بعد إحدى عشرة سنة وقد ذهب بصره ، فلازم بيته ، فلما مرض طلب أن يدفن في دكة أحمد بن حنبل. قال لي عبد المغيث : بعث بي إلى الوزير فقال : في الدكة جدّي لأمّي. فأنكر الوزير هذا وقال : كيف تنبش عظام الموتى؟

(٢) وقال ابن القطيعي : قرأت عليه شيئا من المذهب ، وحضرت درسه ، ولم ير مثله في حسن عبارته ، وعذوبة محاورته ، وحسن سمته ، ولطافة طبع ، ولين معاشرة ، ولطف تفهيم. عطر بالرياسة ، خليق بالتصدر ، جدّ واجتهد حتى صار انظر أهل زمانه ، وأوحد أقرانه ، ذو خاطر عاطر ، وفطنة ناشئة. أعرف الناس باختلاف أقوال الفقهاء. ظهر علمه في الآفاق. ورأى من تلاميذه من ناظر ودرّس وأفتى في حياته. وصنّف القاضي أبو يعلى تصانيف كثيرة منها : «التعليقة» في مسائل الخلاف ، كبيرة ، و «المفردات» ، وكتاب «شرح المذهب» وهو مما صنفه في شبيبته ، وكتاب «النكت والإشارات في المسائل المفردات» (الذيل على طبقات الحنابلة).

(٣) انظر عن (محمد بن محمد بن عمر) في : الوافي بالوفيات ١ / ١٢٦ رقم ٣٨ ، والمستدرك منه ، وفي الأصل بياض. وقد جوّد الصفدي ضبطه فقال : قرطف بالقاف والراء والطاء المهملة والفاء على وزن قطرب.

٣١٤

ولد سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ببغداد ، ومات في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة.

وكان من ظرفاء البغداديّين وشعرائهم. وله مع براعته في النّظم كتابة في غاية الحسن.

روى عنه من شعره : أبو سعد السّمعانيّ ، وأبو أحمد بن سكينة ، وأحمد بن طارق الكركيّ (١).

أنبأنا جماعة ، عن ابن سكينة : أنشدنا أبو الفتح ابن الأديب لنفسه :

عاطل وهو بالمناقب خالي

نسب المجد غير عمّ وخال

شبه قرب الشّخوص وفي

نقد المعاني تباين الأشكال

ما استطال القنا بطول الأنابيب

ولكن بالصبر يوم النّزال

ربّ حسن يعود قبحا إذا لم

ترو عنه مما حسن الأفعال

يوجد التّبر في التّراب كما

يستخرج المسك من [دم] (٢) الغزال

وبالإسناد له :

طليق دمع أسير القلب عاينه

كل بعينك فانظر ما يعانيه

تنام عن سهر لا تلتقي قصّر

أجفانه كلّما طالب بلياليه

تحيى على زفرات الشّوق أضلعه

وأنت في غفلة عمّا يلاقيه

منها :

سهم على القلب قبيل السّمع موقفه

قد أتبعته بسهم كفّ راميه

وليلة الجزع لمّا بات يرشقني

ثغر الزّجاجة والصّهباء من فيه

شربت كأس مدام من سلافته

فبحت بكاس عتاب من تجنّيه

__________________

(١) تقرأ في الأصل : «التركي» ، وهو من الكرك بالبقاع من أصل جبل لبنان. وقد تقدّم التعريف بهذه النسبة.

(٢) في الأصل بياض.

٣١٥

وبه له :

لم يبق بعد المفرق الأشيب

لديك من ملهى ولا ملعب

أنذرت الخمسين أنيابها

بعد ذهاب العمر المذهب

أنسيت ما فات كأنّ الّذي

مضى من الأيّام لم يحسب

هل هو إلّا أمد منتهى

إلى بعيد الدّار لم يعقب

مسافة قد تطمع في قطعها

بغير زاد وبلا مركب

يا ويح من أنفق أيّامه

في طلب المتجر والمكسب

ما هو آت غير مستبعد

قد آن وضع الحامل المقرب

وكلّ عام يرتجي المنى

وهنّ قد سوّفن الوعد بي

وليس لي همّ سوى وقفة

في حرم المدفون في يثرب (١)

٣٦٠ ـ محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن زيد (٢).

الشّريف أبو طالب العلويّ ، الحسينيّ ، البصريّ ، النّقيب ، نقيب الطّالبيّين بالبصرة ثمّ عزل من النّقابة.

قال ابن السّمعانيّ : قدم بغداد عدّة نوب ، وانحدرت في صحبته إلى البصرة واجتمعت به. وكان ظريفا مطبوعا.

__________________

(١) وأورد له ابن النجار من قصيدة :

كلا السّوادين من قلبي ومن بصري

فداء ما بيّض الفودين من شعري

صبغ على الرأس موقوف قضيت به

ما شئت من لذة تلهى ومن وطر

مرّ الجديد به حينا فأخلقه

وإنّما ذلك الأخلاق للعمر

ما ساعد تنقضي إلّا وقد أخذت

شطرا من السمع أو شطرا من البصر

لو فكّر المرء في أطوار خلقته

ما كان في غيرها يوما بمقبر

(٢) انظر عن (محمد بن محمد بن محمد العلويّ) في : التقييد ١٠٧ ، ١٠٨ رقم ١٢٠ ، والعبر ٤ / ١٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٢٣ ـ ٤٢٥ رقم ٢٨١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٨ رقم ١٨٠٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٤٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٩٠.

٣١٦

وكان أصحابنا البصريّين يقولون إنّه يكذب كثيرا ، فاحشا في أحاديث النّاس.

وروى ببغداد عن أبي علي البسريّ.

قال : وسمع منه ، ومن : جعفر العبّادانيّ ، وأبي عمر الحسن بن عليّ بن محمد بن غسّان النّحويّ ، ومحمد بن عليّ بن العلّاف المؤدّب.

قال ابن نقطة (١) : قدم بغداد سنة خمس وخمسين ، وحدّث بها على أبي عليّ بكتاب «السّنن» لأبي داود الجزء الأوّل بالسّماع المتّصل ، والباقي إجازة ، إن لم يكن سماعا.

ثنا عنه : أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السّميع ، وسماعه من التّستريّ سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.

وقال عمر بن عليّ القرشيّ في «معجمه» : أنا الشّريف أبو طالب محمد بن أبي الحسين محمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عليّ بن ماعز (٢) ابن الأمير عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسين بن الحسن بن عليّ (٣) بن أبي طالب الهاشميّ ، العلويّ ، ويعرف بابن أبي زيد ، وسألته عن مولده فقال : في ربيع الأوّل سنة إحدى وستّين وأربعمائة.

وتوفّي في ربيع الأوّل سنة ستّين.

قلت : وقال ابن السّمعانيّ : ولد سنة تسع وستّين وأربعمائة.

وقال ابن النّجّار : سألت النّقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن محمد ،

__________________

(١) في التقييد ١٠٧.

(٢) في الأصل : «ياعز» ، والتصحيح من : التقييد.

(٣) هكذا في الأصل ، وفي التقييد ١٠٧ «جعفر بن الحسن بن علي» ، وفي سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٢٤ «جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي».

٣١٧

عن والده متى ولد؟ قال : سنة تسع وستّين.

قلت : وروى أبو طالب ببغداد كتاب «السّنن». استقدمه الوزير ابن هبيرة وألزمه ، وسمع منه الكتاب.

وقد حدّث أبو الفتوح بن الحصريّ عنه بالسّماع المتّصل ، وقال :

أخبرت أنّ سماعه ظهر بعد ذلك (١).

قال ابن نقطة (٢) : وهذا القول عندي فيه نظر ، لأنّا لم نسمع أحدا قاله غير ابن الحصريّ ، والصّحيح عندي ما قيّده أبو المحاسن القرشيّ ، يعني الجزء الأول فقط ، وآخره عند كراهة مسّه الذّكر في الاستبراء.

قال ابن نقطة : وحدّثني أبو مسعود (٣) محمد بن محمد بن جعفر البصريّ الفقيه قال :

قال لي عليّ بن الحسن ابن المعلّمة : لمّا ورد [إلى بغداد] (٤) وأقرأنا «السّنن» على أبي زيد النّقيب ، كتب لي أبو المحاسن القرشيّ (٥) يطلب منّا سماع الشّيخ في «سنن أبي داود» ، فطلبت (٦) فلم أجد سماعه إلّا في جزء واحد (٧).

__________________

(١) قال ابن نقطة : حدّث عنه بالسنن شيخنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري البغدادي المجاور بمكّة ، ورأيت بمصر بعض طلبة الحديث قد كتب من مصر إلى مكة استجازة إلى ابن الحصري وسأله أن يبين عنه إسناده بالسنن : هل فيه إجازة أم لا؟ فكتب إليه : أنه بالسماع المتصل ، وكذلك حدّث بها بمكة ، وقال : أخبرت أن سماعه ظهر بعد ذلك ، (التقييد).

(٢) في التقييد ١٠٨ وهو تعقيب على ما تقدّم.

(٣) في التقييد ١٠٨ «أبو السعود».

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق للتوضيح.

(٥) في التقييد ١٠٨ «الدمشقيّ».

(٦) في التقييد : «فطفت».

(٧) زاد ابن نقطة : وسألت شيخنا أبا طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي الواسطي بها في الرحلة الثانية عن كتاب «السنن» وسماع ابن أبي زيد فيه ، فقال لي : سمعت منه أشياء في أول الكتاب وسمعت الناس يتكلمون في روايته ، فما أخرجت في مشيختي عنه

٣١٨

قلت : عاش ستّا وتسعين سنة ، وقد رواه المقداد بن أبي القاسم القيسي بدمشق ، أعني «السّنن» كلّه ، عن ابن الحصريّ ، بسماعه عن العلويّ ، عن التّستريّ لجميع الكتاب سماعا ، فالله أعلم بحقيقة الأمر.

أنبئونا عن أحمد بن طارق : أنشدنا أبو طالب العلويّ لنفسه :

لا تشكون دهرا [سطا] (١)

شكواكه عين الخطا

واصبر على حدثانه

إن جار يوما وامتطى (٢)

الدّهر دهر قلّب

يوماه بؤس أو عطا (٣)

٣٦١ ـ محمد بن سعود بن عبد الملك بن خنيس (٤).

أبو الكرم الغسّال ، البزّار. بغداديّ ، مطبوع ، صاحب نوادر ، وحكايات ، وأشعار ، وله بضاعة يتّجر فيها إلى الحجاز والرّيّ.

سمع من : جعفر السّرّاج ، وأبي القاسم الزّيلعيّ ، وجماعة.

قال ابن السّمعانيّ : كتبت عنه ، وقال لي : ولدت سنة أربع وتسعين وأربعمائة.

وقال ابن مشّق : توفّي في سابع عشر ربيع الأوّل.

روى عنه : ابن الأخضر ، وابن الحصريّ (٥).

__________________

= شيئا خيفة أن يكون إسناده لا يصحّ ، فقلت له : إنّ سماعه بالجزء الأول صحيح متصل ، ثم قرأت عليه منه.

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء.

(٢) في الأصل : «امتطا».

(٣) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٢٥.

(٤) انظر عن (محمد بن سعود) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٣٢١ وفيه «محمد بن سعد».

(٥) قال ابن الأثير : وله شعر حسن ، فمن قوله :

أفدي الّذي وكّلني حبّه

بطول إعلال وإمراض

ولست أدري بعد ذا كلّه

أساخط مولاي أم راض

٣١٩

٣٦٢ ـ [مرجان] (١) الخادم (٢).

قال ابن الجوزيّ : كان يقرأ القرآن ، ويعرف شيئا من مذهب الشّافعيّ ، وتعصب على الحنابلة فوق الحدّ. [حتّى أنّ الحطيم الّذي كان برسم الوزير ابن هبيرة بمكة يصلّي فيه ابن الطيّاخ الحنبلي مضى مرجان وأزاله من غير تقدّم بغضا للقوم ، وناصبني] (٣) دون الكلّ ، وبلغني أنّه كان يقول : مقصودي [قلع هذا] (٤) المذهب ، ولمّا مات الوزير ابن هبيرة سعى بي إلى الخليفة فقال : عنده كتب مثل كتب الحريريّ (٥) ، فقال الخليفة : هذا محال ، فإنّ فلانا كان عنده أحد عشر دينار [ألأبي حكيم وكان حشريّا] (٦) فما فعل لها شيئا حتى [طالعنا] (٧). فدفع عنّي شرّه (٨).

ومات في ذي القعدة.

٣٦٣ ـ [...] (٩) بن عبد الله بن عزيزة.

أبو الغنائم الأصبهانيّ.

توفّي في جمادى الأولى.

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) انظر عن (مرجان الخادم) في : المنتظم ١٠ / ٢١٣ رقم ٣٠٥ (١٨ / ١٦٦ رقم ٤٢٥٦) ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٥٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٥٠.

(٣) ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم.

(٤) في الأصل بياض. والمستدرك من المنتظم.

(٥) في المنتظم : «عنده كتب من كتب الوزير».

(٦) إضافة من المنتظم.

(٧) في الأصل بياض. والمستدرك من المنتظم.

(٨) وزاد ابن الجوزي : ولقد حدّثني سعد الله البصري وكان رجلا صالحا ، وكان مرجان حينئذ في عافية ، قال : رأيت مرجان في المنام ومعه اثنان قد أخذا بيده ، فقلت : إلى أين؟ قالا : إلى النار. قلت : لما ذا؟ قالا : كان يبغض ابن الجوزي. ولما قويت عصبيّته لجأت إلى الله سبحانه ليكفيني شرّه فما مضت إلّا أيام حتى أخذه السّدّ فمات يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة من هذه السنة ودفن بالترب.

(٩) في الأصل بياض ، لم أتبيّنه.

٣٢٠