تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سمع من : القاضي أبي سعيد بن أبي صالح البغويّ ، الدّبّاس.

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ وقال : ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

وتوفّي بهراة في ربيع الأوّل.

٢٠٥ ـ عبد الكريم بن أبي الفتح عبيد الله (١) بن الإمام أبي القاسم القشيريّ (٢).

أبو المعالي الواعظ.

سمع : أباه ، والفضل بن أحمد الجرجانيّ.

لقيه السّمعانيّ بأسفرايين ، وقال : كان بنيسابور ويقع في الرّوافض ، فقتلوه في أحد الجمادين سنة ستّ هذه.

٢٠٦ ـ عبد الملك بن عبد السّلام بن عبد الملك بن الصّدر (٣).

التّيميّ (٤) ، البغداديّ (٥).

سمع : الحسين بن محمد السّرّاج.

وحدّث وتوفّي في رمضان ، وهو مقلّ.

سمع منه : أحمد بن طارق الكركيّ (٦).

__________________

(١) ذكر ابن السمعاني أباه «أبا الفتح عبيد الله» في ترجمة جدّه الإمام أبي القاسم عبد الكريم. في (الأنساب ١٠ / ١٥٦).

(٢) القشيريّ : بضم القاف ، وفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بني قشير. (الأنساب ١٠ / ١٥٢ ، ١٥٣).

(٣) انظر عن (عبد الملك بن عبد السلام) في : المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٣ / ٣٠ رقم ٧٩٢ ، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار (مخطوطة المجمع العلمي العراقي المصوّرة) ورقة ١٥ أ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١ / ١٠٤ ـ ١٠٦ رقم ٣١.

(٤) كنيته : أبو محمد.

(٥) في التاريخ المجدّد : ويعرف بابن الأبيض أيضا من ساكني دار القزّ.

(٦) وسمع منه : عمر القرشي.

٢٠١

٢٠٧ ـ عبد ال [وهّاب] (١) بن محمد بن الحسين (٢).

أبو الفتح بن الصّابونيّ ، المالكيّ (٣) ، المقرئ ، الخفّاف.

وهو من قرية المالكيّة الّتي على الفرات (٤).

ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة (٥).

وسمع من : أبي عبد الله النّعاليّ ، ونصر بن البطر ، وأبا طاهر محمد بن أحمد بن قيداس ، وثابت بن بندار ، والمبارك بن الطّيوريّ ، وخلقا كثيرا.

وسمع ونسخ ، وحصّل الأصول ، وروى الكثير. وقرأ القراءات على أبي بكر بن بدران الحلوانيّ ، وأبي العزّ القلانسيّ.

وأقرأ النّاس ، وكان قيّما بالرّوايات ومعرفتها ، ثبتا ، صالحا ، حسن الطّريقة.

روى عنه : عبد العزيز بن الأخضر ، وسبطه عمر بن كرم.

قال ابن السّمعانيّ : هو شيخ صدوق ، قيّم بكتاب الله ، يأكل من كدّ يده كتبت عنه (٦).

وقال عمر بن عليّ القرشيّ : توفّي في صفر.

قلت : وله أربعون حديثا. رواها عنه عمر بن كرم (٧).

__________________

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من مصادر الترجمة.

(٢) انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في : الأنساب ١١ / ٩٦ ، ومعجم البلدان ٥ / ٤٣ ، ٤٤ ، واللباب ٣ / ١٥٢ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٢٣ ، ٢٦ رقم ٤٦٦ ، والعبر ٤ / ١٦٠ ، ١٦١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٧ رقم ١٧٩٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ رقم ٢٤٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣١٢ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١ / ٣٨٦ ـ ٣٨٨ رقم ٢٢٩ ، وغاية النهاية ١ / ٤٨١ رقم ٢٠٠٢ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٦١ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٧.

(٣) وهو حنبليّ المذهب.

(٤) وقال ابن النجار : من سكان الجعفرية.

(٥) وقيل : سنة ٤٨١ ه‍. (ذيل تاريخ بغداد ١ / ٣٨٨).

(٦) وقال ابن السمعاني : سمعت منه أجزاء في دكّانه بدرب الدّواب. (الأنساب).

(٧) وقال ابن النجار : وله دكان يبيع فيه خفاف النساء. (معرفة القراء ٢ / ٥٢٤).

٢٠٢

٢٠٨ ـ عبد المنعم بن أبي سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه.

أبو محمد الأصبهانيّ.

روى عن : أبي الخير بن ررا (١).

روى عنه : محمود بن مندة أبو ألوفا.

توفّي في الثّالث والعشرين من شعبان.

٢٠٩ ـ عدنان بن محمد بن عدنان (٢).

أبو هاشم الزّينبيّ.

سمع من : أبي القاسم الرّبعيّ ، وأبي سعد بن خشيش.

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وعبد العزيز بن الأخضر (٣).

٢١٠ ـ عليّ بن محمد بن طاهر بن عليّ (٤).

أبو تراب التّميميّ ، الكرمينيّ (٥) ، أحد الأئمّة الكبار.

قال ابن السّمعانيّ : أديب عديم النّظير ، حافظ ، لأصول اللّغة. لا نعرف في زماننا له نظيرا. ومع هذا الفضل كان ورعا ، عفيفا ، كثير التّلاوة والتّهجّد ، متديّنا ، متقنا لما ينقله.

سمع من : القاضي أبي بكر محمود بن مسعود ، وغيره.

لقيته ببخارى ، ومات بكرمينية في صفر.

قلت : وروى عنه : ابنه عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

__________________

(١) براءين مفتوحتين.

(٢) انظر عن (عدنان بن محمد) في : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٢ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ رقم ٤٧٥.

(٣) وكان مولده ليلة الثلاثاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين وأربعمائة. (الذيل ٢ / ٢٤٨).

(٤) انظر عن (علي بن محمد) في : الأنساب ١٠ / ٤٠٥ ، ٤٠٦ و ٤٠٧.

(٥) الكرميني : بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والنون في آخرها. هذه النسبة إلى كرمينية ، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر على ثمانية عشر فرسخا من بخارى.

٢٠٣

٢١١ ـ العلاء بن عليّ بن محمد بن عليّ (١).

أبو الفرج بن السّواديّ (٢) ، الواسطيّ ، الكاتب ، الشّاعر المشهور ، من بيت تقدّم وحشمة.

وقد كان أبو الفضل هبة الله بن الفضل القطّان هجا قاضي القضاة أبا القاسم الزّينبيّ بقصيدته الّتي أوّلها :

يا أخي الشّرط أملك

لست للثّلب (٣) أترك

وهي زيادة على مائة بيت مشهورة.

فأحضر الزّينبيّ أبا الفضل وصفعه ، وحبسه مدّة. ثمّ بعد ذلك مدح أبو الفرج هذا قاضي القضاة الزّينبيّ لمّا قدم من واسط ، فتأخّرت عنه جائزته ، وتردّد مرّات ، فما أجدى ، فاجتمع بابن القطّان وشرح له حاله ، ثمّ كتب إلى صديق لقاضي القضاة الزّينبيّ :

يا أبا الفتح الهجاء (٤) إذا

جاش صدر منه متّسع

وقوافي الشّعر دانية (٥)

ولها الشّيطان متّبع

فاحذروا كافات منحدر

ما لكم في صنعه طمع (٦)

واتّصلت الأبيات بالزّينبيّ ، فأجاز ابن السّواديّ وأرضاه.

ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بواسط ، والسّواديّ نسبة إلى سواد العراق.

__________________

(١) انظر عن (العلاء بن علي) في : وفيات الأعيان ٣ / ٤٨١ ، ٤٨٢ رقم ٥١٠.

(٢) السّوادي : بفتح السين المهملة والواو ، وبعد الألف دال مهملة ، هذه النسبة إلى سواد العراق ، وإنما قيل له السواد لأنّ العرب لما رأت خضرة الأشجار قالت : ما هذا السواد؟ فبقي الاسم عليه.

(٣) في الأصل : «للترك» والتصحيح من : وفيات الأعيان ٣ / ٤٨٢.

(٤) في الأصل : «أهجا».

(٥) في وفيات الأعيان : «واثبة».

(٦) وفيات الأعيان ٣ / ٤٨٢.

٢٠٤

ومن شعره :

أشكو إليك ومن صدودك أشتكي

وأظنّ من شغفي بأنّك منصفي

وأصدّ عنك مخافة من إن يرى

منك الصدود فيشتفي من يشتفي (١)

٢١٢ ـ عمر بن أحمد بن أبي الحسن (٢).

الإمام أبو محمد الفرغانيّ (٣) ، المرغينانيّ (٤). نزيل سمرقند.

فقيه ، إمام ، ورع ، متواضع.

سمع ببلخ من : أبي جعفر محمد بن الحسين السّمنجانيّ (٥) ، وإسماعيل بن أحمد البيهقيّ ، ومحمد بن أبي القصر السّجزيّ.

روى عنه : عبد الرحيم بن أبي سعد السّمعانيّ.

وتوفّي رحمه‌الله في المحرّم سنة ستّ (٦) وله سبعون سنة.

٢١٣ ـ عمر بن محمد بن عبد الملك (٧) بن بنكي (٨).

__________________

(١) الوفيات ٣ / ٤٨١.

(٢) انظر عن (عمر بن أحمد) في : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٨٥.

(٣) الفرغاني : بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين : أحدهما فرغانة وهي ولاية وراء الشاش من بلاد المشرق وراء نهر جيحون وسيحون. (الأنساب ٩ / ٢٧٤ ، ٢٧٥).

(٤) المرغيناني : بفتح الميم ، وسكون الراء ، وكسر الغين ، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفتح النون ، وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى مرغينان ، وهي بلدة من بلاد فرغانة. (الأنساب ١١ / ٢٤٨).

(٥) السّمنجاني : بكسر السين والميم ، وسكون النون ، والجيم. نسبة إلى سمنجان ، بليدة من طخارستان وراء بلخ ، وهي بين بلخ وبغلان. (الأنساب ٧ / ١٥٠).

(٦) في الأصل : «اد».

(٧) انظر عن (عمر بن محمد) في : الأنساب ٩ / ٢٦٦ ، والتحبير ١ / ٥٣٣ ـ ٥٣٥ رقم ٥٢٠ ، ومعجم البلدان ١ / ٥٢٤ و ٤ / ٢٤٧ ، واللباب ٢ / ٤١٩ ، ٤٢٠.

(٨) بنكي : بفتح الباء الموحّدة ، وسكون النون ، وكاف وياء. وزاد في (التحبير ١ / ٥٣٣) : «بن مذكور».

٢٠٥

أبو حفص الفرخوزديزجيّ (١) ، النّسفيّ (٢) ، نزيل بخارى.

شيخ صالح ، عالم ، متميّز.

سمع : أبا بكر البلدي (٣).

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

وعاش خمسا وستين سنة (٤).

__________________

(١) في الأصل : «الفرخودويزجي» ، والتصويب من مصادر الترجمة.

و «الفرخوزديزجيّ» : بالفاء المفتوحة ، وسكون الراء ، وضم الخاء المعجمة ، وسكون الواو ، والزّاي ، وكسر الدال المهملة ، وياء منقوطة من تحتها باثنتين ، وفتح الزاي ، وكسر الجيم. نسبة إلى : فرخوزديزه. وهي قرية من قرى نسف على بعد فرسخين منها من العوالي. (انظر : الأنساب) وفي (معجم البلدان) : على بعد فرسخ.

(٢) زاد في معجم البلدان ١ / ٥٢٤ ، والتحبير ١ / ٥٣٤ : «البيراني» (بالراء المهملة) من أهل بيران قرية عند فرخوزديزه على فرسخ من نسف.

أقول : وردت في المطبوع من (التحبير» : «فرخورديزه» بالراء بدل الزاي.

وقد علّقت الأستاذة منيرة ناجي سالم في تحقيقها للتحبير ١ / ٥٣٤ بالحاشية رقم (٦٩٥) أن في (الأنساب ٢ / ٣٦٥ ، ٣٦٦) و (اللباب ١ / ١٩٧) : «البيزاني : بكسر الباء وسكون الياء ، نسبة إلى بيزان وهو جدّ أبي علي محمد بن همام بن سهل بن بيزان الكاتب. وأرى أنها تصحيف البيراني».

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لا أظنّ أن لأبي علي محمد بن همام بن سهل بن بيزان الكاتب علاقة بصاحب الترجمة «عمر بن محمد» ، ولهذا أرى أن «البيزاني» ليست تصحيفا ل «البيراني». وعلى المتأمّل أن يراجع المصادر المذكورة للتحقّق.

(٣) قال ابن السمعاني : «سمعه بنسف مع أخيه الأكبر أحمد ، ثم سمع مع أخيه عثمان الأصغر ، وسمع الثلث من «الجامع الصحيح» للبجيري ، وكذلك سمع «أخبار مكة» لأبي الوليد الأزرقي. سمعت منه». (التحبير ١ / ٥٣٤) وقال في (الأنساب ٩ / ٢٦٦) : «.. وكتاب أخبار مكة للأزرقي إلا جزءين من أوله بروايته عن أبي بكر البلدي ، ولم يسمع منه أحد الحديث قبلي».

وقد وقع في المطبوع : «البخاري» بدل : «البجيري» وهو غلط فليصحّح ، إذ ليس للبخاريّ كتاب باسم «الجامع الصحيح». و «البجيري» هو : أبو حفص عمر بن محمد بن بجير الخشوفغني. ولد سنة ٢٢٣ ومات سنة ٣١٠ ه‍.

(٤) مولده تقديرا سنة ٤٩١ ه‍.

٢٠٦

 ـ حرف القاف ـ

٢١٤ ـ قاسم بن هاشم بن فليتة بن قاسم بن أبي هاشم (١).

العلويّ ، الحسنيّ ، صاحب مكة.

كان ظالما جبّارا ، صادر المجاورين وأهل مكّة ، وهرب من عسكر الخليفة ، فلمّا وصل أمير الحاجّ أرغش رتّب مكانه عمّه عيسى ، فبقي كذلك إلى رمضان من السّنة المقبلة ، فجمع قاسم العرب ، وقصد عمّه ، فهرب منه ، فأقام بمكّة أيّاما ولم يكن له مال يوصله إلى العرب. ثمّ إنّه قتل قائدا كان معه ، فتغيّرت نيّات أصحابه وكاتبوا عسكر عيسى فقدم. وهرب قاسم ، فصعد جبل أبي قبيس ، فسقط عن فرسه ، فأخذه أصحاب عيسى فقتلوه. فتألّم لقتله عمّه وغسّله ، ودفنه عند أبيه فليتة (٢).

واستقرّ الأمر لعيسى.

ينبغي أن يحوّل إلى سنة سبع.

 ـ حرف الميم ـ

٢١٥ ـ [محمد] (٣) بن أحمد بن محمد.

القاضي أبو طاهر بن الكرخيّ (٤) ، قاضي باب الأزج (٥).

__________________

(١) انظر عن (قاسم بن هاشم) في : النكت العصرية ٣٢ ، والكامل في التاريخ ١١ / ١١٣ و ٢٧٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٣٩ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٤٣٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٦٣ ، ٦٤ ، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) ٢ / ٣١٣ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٤٧ ، ٤٨.

(٢) وقال قاضي مكة : ووجدت بخط بعض المكّيّين ما يقتضي أنه قتل سنة ست وخمسين. (شفاء الغرام ٢ / ٣١٣).

(٣) في الأصل بياض. والمستدرك من : المنتظم ١٠ / ٢٠٢ رقم ٢٩٢ (١٨ / ١٥١ رقم ٤٢٤٣) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٦٤.

(٤) في طبقات السبكي : «الكرجي» بالجيم.

(٥) باب الأزج : محلّة مشهورة ببغداد.

٢٠٧

ولي قضاء واسط أيضا ، وطالت أيّامه في القضاء (١) ، وهو الّذي حكم بفسخ خلافة الراشد.

توفّي في ربيع الأوّل (٢).

سمع من النّعاليّ ، والحسين بن البسريّ.

وعنه : ابن الأخضر.

٢١٦ ـ [محمد] (٣) بن أحمد بن صدقة.

الوزير جلال الدّين أبو الرّضا.

وزر للراشد بالله ، وكان هو المدبّر لأموره. وكان الراشد مهيبا ، جبّارا ، ذا سطوة ، فخاف منه ابن صدقة ، فصار إلى متولّي الموصل الأتابك زنكي ، ثمّ صلح أمره عند الراشد ، فعاد إلى بغداد ، فلما خرج الراشد من بغداد سنة ثلاثين تأخّر الوزير ابن صدقة عنه ، فلمّا خلع الراشد وبويع المقتفي استخدم ابن صدقة في غير الوزارة.

وكان يرجع إلى خير ودين وحدّث عن أبي الحسين بن العلّاف.

سمع منه : أحمد بن شافع ، وعمر بن عليّ القرشيّ.

ولد سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.

وتوفّي في شعبان ببغداد.

وروى عنه : أحمد بن طارق الكركيّ (٤).

__________________

(١) قال ابن الجوزي : ولي قضاء باب الأزج ، وقضاء واسط ، وقضاء الحريم ، وقد ولي في زمن خمسة خلفاء : المستظهر ، والمسترشد ، والراشد ، والمقتفي ، والمستنجد.

(٢) وهو يعرف بشرف القضاة. قال ابن السمعاني : شافعيّ المذهب وهو أحد نواب قاضي القضاة الزينبي ببغداد ، مرضيّ الطريقة في القضاء والأحكام وحسن المعاشرة ، مليح المجالسة ... سألته عن مولده فقال : في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.

(طبقات السبكي).

(٣) في الأصل بياض ، والمستدرك من : العبر ٤ / ١٦١ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٧.

(٤) الكركي : بفتح الكاف وسكون الراء المهملة ، نسبة إلى قرية الكرك في أصل جبل =

٢٠٨

٢١٧ ـ [محمد] (١) ابن المقرئ أبي طاهر أحمد بن عبيد الله بن سوار.

أبو الفتوح البغداديّ ، الوكيل (٢).

سمع : أباه ، وطرادا ، وأبا الفضل عبد الله بن محمد الدّقّاق ، وجماعة.

وعنه : ثابت بن مشرّف ، وغيره.

وكان عسرا في التّحديث.

ومات في جمادى الآخرة.

٢١٨ ـ محمد بن أحمد بن عبد الكريم بن محمد (٣).

أبو محمد بن المادح (٤) التّميميّ ، البغداديّ.

شيخ معمّر عالي الرّواية. كان يروي السّتّة أجزاء ونحوها.

سمع : أبا نصر الزّينبيّ ، وأبا الغنائم بن أبي عثمان ، وأبا الحسن الأنباريّ ، وابن البطر.

__________________

= لبنان ، وليس هو من قلعة الكرك ، بفتح الراء ، التي بالأردن. (انظر : معجم البلدان ٤ / ٤٥٢).

وهو : أحمد بن طارق بن سنان بن محمد ، أبو الرضا القرشي العلويّ الكركي ، وكان رافضيّا. ولد ببغداد سنة ٥٢٧ ومات سنة ٥٩٢ ه‍.

انظر ترجمته في كتابنا : موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٥ رقم ١٤٣ وفيه ذكرت مصادر الترجمة.

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من سياق التراجم.

(٢) الوكيل : اسم لمن يتوكّل لأحد على باب دار القاضي أو يكون كذاخدي واحد من المعروفين في قضاء حوائجه ومهمّاته. (الأنساب ١٢ / ٢٨٥).

و «كذاخدي» : تركية. يقال : كتخدا ، أي وكيل أعمال.

(٣) انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الكريم) في : العبر ٤ / ١٦١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩١ رقم ٢٦٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٧ رقم ١٧٩٣ وفيه «محمد بن عبد الكريم» ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٦١ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٨.

(٤) تحرّف في شذرات الذهب إلى «ابن المارح» بالراء.

٢٠٩

روى عنه : إبراهيم بن محمود الشّعّار ، وأحمد بن طارق ، وعمر بن محمد الدّينوريّ ، وأحمد بن يحيى بن هبة الله ، وعبد الحقّ بن محمد بن المقرون ، وعبد الرحمن بن عمر بن الغزّال ، ونصر بن أبي الفرج بن الحصريّ ، وعليّ بن بورنداز (١) ، وثابت بن مشرّف ، وعبد اللّطيف بن عبد الوهّاب بن محمد الطّبريّ ، وأبو الحسن محمد بن محمد بن أبي حرب النّرسيّ ، وطائفة سواهم.

وتوفّي في ذي القعدة ، وكان [أبوه] (٢) ينوح على الصّحابة بالقصائد ، ويمدحهم في المواسم بصوت طيّب ملحّن.

٢١٩ ـ محمد بن عليّ بن إبراهيم بن زبرج (٣).

أبو منصور البغداديّ ، النّحويّ ، المعروف بالعتّابيّ (٤) ، صاحب الخطّ المنسوب.

أخذ العربيّة عن : أبي السّعادات بن الشّجريّ ، وأبي منصور بن الجواليقيّ.

وسمع من : قاضي المرستان.

__________________

(١) في الأصل : «بورندار» براءين مهملتين. والتحرير من (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩١) ولم أقف على هذا الاسم في المصادر التي تحت يدي.

(٢) إضافة على الأصل اعتمادا على السير ٢٠ / ٣٩١.

(٣) انظر عن (محمد بن علي بن إبراهيم) في : معجم الأدباء ٨ / ٢٥١ رقم ٥٧ ، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ٢ / ١١٣ ، ١١٤ رقم ٣٣٦ ، والمختصر المحتاج إليه لابن الدبيثي ١ / ٨٨ وإنباه الرواة ٣ / ١٨٨ رقم ٦٨٧ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٣٨٩ رقم ٦٥٨ ، والوافي بالوفيات ٤ / ١٥٢ رقم ١٦٨١ ، وبغية الوعاة ١ / ١٧٣ رقم ٢٩١ و «زبرج» بالزاي المكسورة ، وسكون الباء الموحّدة ، والراء المكسورة ، وآخره جيم.

(٤) العتّابيّ : بفتح العين المهملة وتشديد التاء المثنّاة من فوقها وبعد الألف باء موحّدة. هذه النسبة إلى العتّابين ، وهي إحدى محالّ بغداد في الجانب الغربيّ منها ، وكان أبو منصور المذكور قد تركها وسكن في الجانب الشرقي. (وفيات الأعيان ٤ / ٣٨٩).

٢١٠

وكان من كبار النّحاة ، وخطّه يتنافس فيه الفضلاء (١).

توفّي في جمادى الأولى ، وقد جاوز السّبعين (٢) رحمه‌الله تعالى.

٢٢٠ ـ محمد بن عمر بن محمد بن محمد (٣).

أبو عبد الله الشّاشيّ (٤) ، فقيه ، عابد ، خيّر.

تفقّه بمرو علي محيي السّنّة البغويّ ، وحدّث عنه «بالأربعين الصّغرى» له.

رواها عنه عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

وتوفّي في شعبان ، وله بضع وسبعون سنة.

٢٢١ ـ محمد بن محفوظ بن مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل.

الثّقفيّ ، الأصبهانيّ ، أبو طالب الرئيس.

توفّي في ذي القعدة. قاله عبد الرحيم الحاجّيّ.

٢٢٢ ـ محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يعيش (٥).

__________________

(١) قال ابن خلّكان : وكتب الكثير ، وكل كتاب يوجد بخطّه فهو مرغوب فيه.

وقال ياقوت : كان إماما في النحو والعلوم العربية ، وتصدّر للقرّاء ، وكتب الخطّ المليح مع الصحّة والضبط ، وكان بينه وبين أبي محمد بن الخشّاب البغدادي النحويّ منافرات ومناظرات. (معجم الأدباء ١٨ / ٢٥١).

زاد الصفدي : كان يقول ابن الخشّاب : الناس يتعجّبون إذا رأوا حمارا عتّابيا فكيف لا أتعجّب إذا رأيت عتّابيا حمارا؟ ويقول : عندي ثلاث نسخ ب «الإيضاح» ، و «التكملة» ، لا تطيب نفسي أن أفرّط في واحدة. منهنّ واحدة بخطّي ، وأخرى بخطّ شيخي ابن الجواليقيّ ، وأخرى بخطّ العتّابيّ ، كلّما نظرت فيها ضحكت عليه. (الوافي بالوفيات ٤ / ١٥٢).

(٢) وكان مولده سنة ٤٨٤ ه‍.

(٣) انظر عن (محمد بن عمر) في : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٩٢.

(٤) الشاشي : بالألف الساكنة بين الشينين المعجمتين. هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون يقال لها : الشاش ، وهي من ثغور الترك.

(٥) انظر عن (محمد بن محمد اللخمي) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

٢١١

أبو عبد الله اللّخميّ ، البلنسيّ ، نزيل شاطبة.

روى عن : أبي عليّ بن سكّرة ، وأبي محمد بن خيرون.

وحجّ سنة ستّ وخمسمائة ، وأقام بمصر مدّة.

وسمع : أبا بكر عبد الله بن طلحة بن الفابريّ ، وأبا الحسن بن الفرّاء ، وأبا عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ ، وأبا بكر الطّرطوشيّ ، ورافع بن دغش.

قال أبو عبد الله الأبّار : كان ثقة ولم يكن له كبير معرفة.

حدّث عنه صهره أبو عبد الله بن الخبّاز ، وأبو عمر بن عبّاد.

وكان مولده سنة ٤٨٠.

٢٢٣ ـ محمد بن المؤيّد بن عبد المنعم بن روج.

الأصبهانيّ ، أبو عبد الله.

توفّي في آخر السّنة.

٢٢٤ ـ محمود بن محمد (١).

الخاقان التّركيّ ، صاحب ما وراء النّهر ، وابن أخت السّلطان سنجر السّلجوقيّ.

قد ذكرنا من أخباره في الحوادث ، وأنّه ولي ملك خراسان من تحت يد الغزّ ، لا بارك الله فيهم ، فلمّا كان في وسط سنة ستّ هذه سار بالغزّ ، وحاصر نيسابور شهرين ، وكان من تحت حكمة الغزّ ، فأظهر أنّه يريد الحمّام ، وهرب من الغزّ إلى المؤيّد أي أبه صاحب نيسابور.

ثمّ ترحّلت الغزّ عن نيسابور بعد أشهر ، فعاثوا وأفسدوا ، ونهبوا طوس ، والمشهد. ثمّ أمهله المؤيّد إلى رمضان من سنة سبع الآتية ، فقبض عليه وعلى ابنه الملك جلال الدّين محمد ، وكحّلهما ، وسجنهما ، واستولى على ذخائر محمود وجواهره ، وقطع خطبته ، وخطب لنفسه بعد الخليفة ، فلم تطل

__________________

(١) انظر عن (محمود الخاقان) في : العبر ٤ / ١٦١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩٢ (دون ترجمة) ، ومرآة الجنان ٣ / ٣١٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٨ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٤٢.

٢١٢

أيّامهما في الحبس. ومات السّلطان محمود ، ثمّ مات بعده ابنه محمد. وكان قد أكرمهما في الحبس بعض الشّيء ، ونقل إليهما سراريهما ، ولا أعلم متى توفّيا ، فلعلّه في سنة ثمان وخمسين.

٢٢٥ ـ مقبل (١) بن أحمد بن بركة بن الصّدر (٢).

أبو القاسم القرشيّ ، التّيميّ ، الطّلحيّ ، البغداديّ ، القزّاز ، المعروف بابن الأبيض الحنبليّ ، فقيه ، إمام ، فرضيّ ، صالح ، مقرئ ، مجوّد.

قرأ بالرّوايات على : أبي غالب محمد بن عبد الواحد القزّاز ، وسمع من ثابت بن بندار ، وأبي الحسن المبارك بن الجبّار ، وأبي القاسم الرّبعيّ ، والعلّاف ، وجماعة.

وولد في سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.

وعاش سبعين سنة.

روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وزنجان بن تيكان ، ومحمد بن محمد بن اليعسوب ، وثابت بن مشرف ، وغيرهم.

وتوفّي في ربيع الآخر ، قاله ابن النّجّار.

وآخر من روى عنه : ابن اللّتّيّ.

٢٢٦ ـ منصور بن أبي فوناس.

أبو عليّ ، فقيه مشاور.

روى بالأندلس عن : أبي عليّ الصّدفيّ ، وأبي محمد بن عتّاب.

ومات في عشر التّسعين.

يعرف بالزّرهونيّ.

__________________

(١) في الأصل «مقاتل» ، والتصحيح عن مصدر ترجمته ، وعمّا سيأتي في ترجمة أخيه : «سلامة بن أحمد» في وفيات السنة ٥٥٨ ه‍. برقم (٢٧٣).

(٢) انظر عن (مقبل بن أحمد) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩٢ (دون ترجمة).

٢١٣

تفقّه به أهل فاس ، وحدّث عنه جماعة.

٢٢٧ ـ منصور بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن أبي جعفر بن الميني.

الكشميهنيّ (١) ، الأمير أبو الغنائم ابن الأمير أبي جعفر ، صاحب التّقدّم والرئاسة بمرو.

نظر في الفلسفة والنّجوم ، وضيّع أمواله في اللهو والعشرة ، وقلّ ما بيده ، وأصابته في الآخر زمانة من النّقرس.

سمع : أبا المظفّر منصور بن السّمعانيّ ، وأبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد القاضي ، وجماعة.

وعنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

وتوفّي في رمضان وله خمس وثمانون سنة وأشهر.

 ـ حرف الهاء ـ

٢٢٨ ـ هبة الله بن عبد العزيز بن المفرّج بن عمرو بن مسلمة.

أبو المعالي التّنوخيّ ، الدّمشقيّ ، المعدّل ، الطّيّبيّ.

سمع : هبة الله بن الأكفانيّ.

روى عنه : أبو القاسم بن الصّصرى.

وقد حجّ مرّات. وكان صالحا ، كثير الصّدقة.

توفّي في رجب ، ودفن بقاسيون.

__________________

(١) الكشميهني : بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. نسبة إلى قرية من قرى مرو ، على خمسة فراسخ منها في الرمل إذا خرجت إلى ما وراء النهر (الأنساب ١٠ / ٤٣٦).

وضبطها ياقوت بفتح الميم. (معجم البلدان ٤ / ٤٦٣).

٢١٤

 ـ حرف الياء ـ

٢٢٩ ـ يحيى بن محمد بن يحيى بن سعيد بن سعدون بن زيدون (١).

أبو بكر القهرميّ ، القرطبيّ.

روى عن : أبيه وتفقّه به. وروى عن : أبي عبد الله بن الطّلاع ، وخازم بن محمد ، وأبي عبد الله بن حمدين ، وأبي عبد الله بن خليفة المروانيّ ، وجماعة.

قال الأبّار : وكان فقيها ، حافظا ، مشاورا في الأحكام. ثمّ انتقل إلى قرطبة إلى لبلة وتجوّل في الأندلس.

حدّث عنه : أبو القاسم القنطريّ ، وأبو بكر بن خير ، وأبو القاسم بن الملجوم.

وكان مولده في رمضان سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

وتوفّي بإشبيليّة.

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

٢١٥

سنة سبع وخمسين وخمسمائة

 ـ حرف الألف ـ

٢٣٠ ـ أحمد بن عمر بن أبي بكر بن خالويه.

الأصبهانيّ.

في رمضان.

٢٣١ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن الفتح.

الأصبهانيّ.

سمع : عبد الوهّاب بن أبي عبد الله بن مندة.

روى عنه : أبو الوفاء محمود بن مندة.

وتوفّي في ربيع الآخر.

٢٣٢ ـ أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد بن ناقة (١).

أبو العبّاس المسليّ (٢) الكوفيّ.

شيخ محدّث سمع بنفسه ، ورحل إلى بغداد ، ونسخ وحصّل.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن يحيى) في : الأنساب ١١ / ٢١٦ ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : نافه وناقة ، واللباب ٣ / ٢١٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٧ رقم ١٧٩٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩٣ (دون ترجمة) ، والوافي بالوفيات ٨ / ٢٣١ ، وتبصير المنتبه ٤ / ١٣٦٥ ، وبغية الوعاة ١ / ٣٩٥ وفيه «ناقد» بدل «ناقة».

(٢) المسلي : بضم الميم وسكون السين المهملة ، نسبة إلى مسلية محلّة بالكوفة. وقد تحرّفت هذه النسبة في (الوافي) إلى «المسكي» بالكاف ، وفي (بغية الوعاة) إلى «المسبكي».

٢١٦

سمع : أبا البقاء الحبّال ، وأبا الغنائم النّرسيّ ، وهبة الله بن أحمد الموصليّ ، وأبا محمد التّككيّ.

وله شعر وسط.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ (١).

ومولده في سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

وممّن روى عنه : مسمار بن العويس ، ونصر الله بن محمد بن مدلّل.

وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المقيّر.

وتوفّي يوم عيد الفطر بالكوفة (٢).

٢٣٣ ـ أحمد بن أبي المظفّر محمد بن أبي مطيع أحمد بن محمد (٣).

القاضي أبو مطيع الهرويّ ، ثمّ المروزيّ.

عالم ، فاضل ، كثير المحفوظ (٤).

سمع : عبد الرحمن بن أحمد السّرخسيّ ، وأبا عمرو الفضل (٥) بن أحمد بن متّويه.

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ ، وقال : توفّي في ربيع الأوّل.

وكان مولده في نصف ذي الحجّة سنة سبع وسبعين.

__________________

(١) وهو قال : وكان شيخا ، فاضلا ، شاعرا ، له أنس بالحديث ، سمع الكثير ، وجمع كتابا في الحديث سمّاه «الأمثال» ... كتبت عنه أولا ببغداد لما قدمها ، ثم بالكوفة ، وكنت أقرأ عليه بالكوفة على باب داره في بني مسلية. (الأنساب).

(٢) أجمعت المصادر على وفاته في سنة ٥٥٩ ه‍.

(٣) انظر عن (أحمد بن أبي المظفر) في : التحبير ٢ / ٤٥١ رقم ١١ (بالملحق) ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني ، ورقة ٢٥ أ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦ / ٤٤ ، ٤٥ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤٣٢ ، ٥٣٣.

(٤) في التحبير : كان شيخا ، عالما ، بهيّ المنظر ، كثير المحفوظ ، واعظا ، مليح الوعظ ، يحفظ الحكايات وأحوال الناس.

(٥) في الأصل : «أبا عمرو بن الفضل» ، وهو وهم. والتصحيح من : التحبير ١ / ٢٦٨ ، والأنساب ٤٧٢ ب ، واللباب ٣ / ٢٣.

٢١٧

٢٣٤ ـ أسعد بن الحسين (١).

أبو المعالي بن الشّهرستاني ، الدّمشقيّ.

سمع : أبا البركات بن طاوس ، وأبا طاهر محمد بن الحسين الحنّائيّ ، وهبة الله بن الأكفانيّ.

روى عنه : أبو القاسم بن عساكر.

كان خيّرا نزل الرّبوة مدّة (٢).

 ـ حرف الباء ـ

٢٣٥ ـ جهيس بن عبد الخالق بن زاهر بن طاهر (٣).

الشّحّاميّ ، أبو هريرة النّيسابوريّ.

سمع : جدّه ، وأبا سعد محمد بن أحمد بن صاعد.

كتب عنه أبو سعد السّمعانيّ ، وقال : مات تحت الهدم.

__________________

(١) انظر عن (أسعد بن الحسين) في : تاريخ دمشق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٤ / ٣٢٦ ، ٣٢٧ رقم ٣٣١ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٦٦ ، ٤٦٧.

(٢) وقال ابن عساكر : سمعت منه شيئا يسيرا ، وكان خيّرا ، وسكن الربوة مدّة ، فكان يحسن إلى زوّارها ، ثم أخرج منها فانقطع ، وسكن النّيرب. وكان له بستان بين النهرين يظلّ أكثر أوقاته فيه منفردا عن الناس.

حكى عن أبي محمد ابن الأكفاني ، بسنده عن حسين الصيرفي ، قال : قال لي العتّابيّ : قدمت على أبي ومعي حمار موقر كتبا ، فقال لي : يا كلثوم ، ما على حمارك؟ قلت : كتب يا أبه.

فقال : والله ، إن ظننت عليه إلّا مالا. فعدلت كما أنا إلى يعقوب بن صالح أخي عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس ، فدخلت عليه فأنشدته ، فقلت :

حسن ظنّي إليك أصلحك الله

دعاني فلا عدمت الصلاحا

ودعاني إليك قول رسول الله

إذا قال مفصحا إفصاحا :

إن أردتم حوائجا من وجوه

فتنقّوا لها الوجوه الصّباحا.

فلعمري لقد تنقّيت وجها

ما به خاب من أراد النجاحا

فقال لي : يا كلثوم ، ما حاجتك؟ قلت : بدرتان. قال : فأمر لي بها. قال : فأتيت أبي وهما معي ، فقلت له : يا أبه ، هذا بالكتب التي أنكرت.

(٣) انظر عن (جهيس) في : معجم شيوخ ابن السمعاني.

٢١٨

 ـ حرف الحاء ـ

٢٣٦ ـ [الحسن] (١) بن عليّ بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم.

القاضي أبو ثابت النّسفيّ ، البزدويّ (٢).

سمع جميع «مسند الحسن بن سفيان» من أبي عليّ الحسن بن عبد الملك النّسفيّ.

وسمع من عليّ بن محمد بن خدام (٣) صاحب أبي الفضل منصور الكاغديّ «مسند» عليّ بن عبد العزيز البغويّ (٤).

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

توفّي بسمرقند وله ثمانون سنة (٥).

٢٣٧ ـ الحسين بن عليّ بن القاسم (٦) بن مظفّر بن الشّهرزوريّ (٧).

الموصليّ ، أبو عبد الله قاضي بغداد ، مشاركا لأبي البركات جعفر الثّقفيّ.

__________________

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من : الأنساب ٢ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، ومعجم البلدان ١ / ٤٠٩ ، ٤١٠.

(٢) البزدويّ : بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وفي آخرها الواو ، هذه النسبة إلى بزدة وهي قلعة حصينة على ستة فراسخ من نسف على طريق بخارا.

(الأنساب) وكان أبوه من هذه القرية.

(٣) خدام : بالخاء المعجمة والدال المهملة.

(٤) وولّي أبو ثابت القضاء بسمرقند ، وكذلك ولّي القضاء ببخارى ثم عزل ، فانصرف إلى بزدة فسكنها ، وسمع الحديث ورواه.

(٥) ومولده سنة نيّف وسبعين وأربعمائة.

(٦) انظر عن (الحسين بن علي بن القاسم) في : المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدّبيثي ٢ / ٣٧ رقم ٦١٤.

(٧) الشّهرزوري : بفتح الشين المعجمة ، وسكون الهاء ، وضم الراء والزاي ، وفي آخرها راء. هذه النسبة إلى شهرزور ، وهي بلد بين الموصل وزنجان ، بناها زور بن الضحّاك ، فقيل «شهرزور» يعني : بلد زور. (الأنساب ٧ / ٤١٧) وبعضهم يضبط الراء بالفتح ، مثل ياقوت في (معجم البلدان).

٢١٩

روى عن : أبي البركات محمد بن محمد بن خميس.

أخذ عنه : عمر بن عليّ القرشيّ.

وتوفّي في جمادى الآخرة (١).

٢٣٨ ـ حمزة بن أحمد بن فارس (٢) بن المنجّا بن كرّوس (٣).

أبو يعلى السّلميّ ، الدّمشقيّ.

ولد يوم النّحر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة (٤).

وسمع من : نصر بن إبراهيم الفقيه ، وسهل بن بشر الأسفرائينيّ ، ومكّيّ بن عبد السّلام الرّميليّ.

قال ابن عساكر (٥) : كتبت عنه بعد ما تاب ، وكان شيخا حسن السّمت ، توفّي في صفر.

قلت : وروى عنه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وأخوه عبد الوهّاب بن عليّ ، والقاضي عبد الرحمن بن سلطان القرشيّ ، وأبو القاسم بن صصريّ.

__________________

(١) قال ابن الدبيثي في أصل كتابه : «من البيت المشهور بالقضاء والولاية والتقدّم. قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وولي القضاء بها مطلقا في يوم الخميس ثامن عشر صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة مع قاضي القضاة ابن البركات جعفر بن عبد الواحد ابن الثقفي ، وأسكن بدار بباب العامة من دار الخلافة ، وكان يجلس للحكم بباب النوبي المحروس. وفي شهر ربيع الآخر من السنة تقدّم إلى الشهود بمدينة السلام أن يحضروا مجلسه ويشهدوا عنده وعليه فيما يسجّله ، وأذن له أن يسجّل عن الإمام المستنجد بالله ، فحضر الشهود عنده وسمع البيّنة يوم الأربعاء سابع عشري الشهر المذكور ، وهو أول مجلس أثبت فيه بدعوى الوكلاء المثبتين على المديرين وقد سمع الحديث بالموصل.

(٢) انظر عن (حمزة بن أحمد) في : تاريخ دمشق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ٢٥٧ رقم ٢٣٩ ، العبر ٤ / ١٦٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ رقم ٢٦٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٧ رقم ١٧٩٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٦٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٤٤٢.

(٣) في الأصل : «كردوس» والتصحيح من المصادر.

(٤) تاريخ دمشق.

(٥) في تاريخ دمشق.

٢٢٠