تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سنة سبع وأربعين وخمسمائة.

قلت : تفرّد في وقته عن أبي عليّ الشّافعيّ.

روى عنه : ابن عساكر ، والقاضي أبو المعالي أسعد بن المنجّا ، وثابت بن مشرّف ، وعبد السّلام بن عبد الله الدّاهريّ ، وأبو الحسن محمد بن أحمد القطيعيّ ، وطائفة.

وآخر من روى عنه بالإجازة ابن المقيّر.

وسماعه من الشّافعيّ في الخامسة من عمره فإنّه قال : ولدت في إحدى الجمادين سنة ثمان وستّين.

وهو من أولاد إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس.

قال ابن النّجّار : كان صدوقا ، زاهدا ، عابدا. قرأت بخطّه قال : سمعت الحديث من أبي عليّ الشّافعيّ سنة اثنتين وسبعين ولي من العمر سبع سنين.

قلت : وهذا مخالف لما مرّ (١).

١٢٣ ـ أحمد بن محمد بن زيادة الله (٢).

قاضي القضاة أبو العبّاس بن الخلّال (٣) الثّقفيّ ، المرسيّ.

روى عن : أبي عليّ بن سكّرة ، وصحب أبا بكر بن فتحون.

وتفقّه على أبي القاسم بن أبي حمزة.

ومال إلى الفقه والمسائل. وولّي القضاء بأوريولة ، ثمّ استعفى ثمّ ولّي

__________________

(١) وقال ابن نقطة : حدّث بصحيح مسلم عن أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري نزيل مكة .. وكان موصوفا بالخير والصلاح ، ثقة في الرواية ، حدّثنا غير واحد من شيوخنا عنه. (التقييد).

(٢) انظر عن (أحمد بن محمد بن زيادة الله) في : بغية الملتمس للضبيّ ١٦٨ رقم ٣٦٧ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار ٦ / ٦٤ ، ومعجم أصحاب الصدفي ٤٠ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج ١ ق ٢ / ٤٢٥ ، ٤٢٦ رقم ٦٢٧.

(٣) في الذيل والتكملة «الحلال» بالحاء المهملة. والمثبت يتفق مع : بغية الملتمس.

١٤١

القضاء للأمير محمد بن سعد ، ثمّ قبض عليه وسجنه ، وأخذ أمواله ، ثمّ قتله (١).

روى عنه : أبو بكر عتيق بن عطّاف ، وعبد المنعم الخزرجيّ ، وابن واجب (٢).

١٢٤ ـ أحمد بن مهلهل بن (٣) [عبد الله بن أحمد] (٤).

أبو العبّاس البرداني (٥) ، البغداديّ ، الضّرير ، العبد الزّاهد.

كان فقيها ، عابدا ، قانتا لله. تفقّه على أبي الخطّاب الكلوذانيّ (٦).

وسمع من : أبي غالب البقّال. ومن أبي طالب بن يوسف ، وغيره.

وحدّث.

__________________

(١) وكان مولده سنة ٤٩٨ ه‍.

(٢) وقال المراكشي : وكان فقيها مشاورا ، ذاكرا للمسائل ، بصيرا بالفتاوى في النوازل ، مشاركا في الأدب ، ولي خطّة الشورى ، واستقضي بأوريولة ، واستعفى منها فأعفي وعاد إلى الفتيا إلى أن قلّده الأمير محمد بن سود القضاء بمرسية وأعمالها مضافا إلى قضاء قضاته بسائر أعماله كلّها بعد أن خلّصه من نكبة محمد بن عياض الأمير قبله ، وأطلعه من معتقله ، وفوّض إليه في أموره ، فكان قاضي قضاة شرق الأندلس كافة ، ولم يكن بالحصيف الرأي ولا الراجح العقل ، وسعي به عند أميره محمد بن سعد فقبض عليه واستصفى أمواله وغرّبه إلى أندة ، واعتقل بها شهورا ثمّ قتل ليلا.

(٣) انظر عن (أحمد بن مهلهل) في : المشتبه في الرجال ١ / ٦١ ، والذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٦ ، ٢٣٧ رقم ١٢٢ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٤٢٧ ، وتبصير المنتبه ١ / ١٣٧ وفيه «محمد بن مهلهل» ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٠ ، ١٧١.

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل.

(٥) البرداني : بفتح الباء الموحدة ، وسكون الراء. نسبة إلى قرية بردانية. (توضيح المشتبه ١ / ٤٢٧).

وقد وقع في (الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٦) : «قرية برد».

(٦) الكلوذاني أو الكلواذانيّ : بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كلواذان وهي قرية من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب ١٠ / ٤٦٠). وأبو الخطاب الكلوذاني هو : محفوظ بن أحمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٥١٠ ه‍. (انظر ترجمته ومصادرها في الطبقة الحادية والخمسين (٥٠١ ـ ٥٢٠ ه‍.) ص ٢٥١ رقم ٣٠٢).

١٤٢

وكان المقتفي لأمر الله يزوره ، والنّاس كافّة.

وبردانية : قرية من قرى إسكاف. وكان يعرف بالأزجيّ.

توفّي في جمادى الأولى (١).

 ـ حرف الجيم ـ

١٢٥ ـ جعفر بن زيد بن جامع (٢).

أبو زيد الحمويّ ، الشّاميّ.

قدم بغداد ، وسمع : أبا سعد أحمد بن عبد الجبّار الصّيرفيّ ، وأبا طالب بن يوسف ، وأبا القاسم بن الحسين ، وأبا العلاء بن كادش ، وغيرهم.

ذكره ابن السّمعانيّ (٣) وذكر أنّه سمع من أبي الحسين بن الطّيوريّ ، وهو وهم من ابن السّمعانيّ. ثمّ قال : شيخ صالح ، كثير العبادة ، دائم التّلاوة.

كتبت عنه أحاديث يسيرة.

قلت : ذكره ابن النّجّار (٤) ، فقال : ويكنّى أبا الفضل ، حمويّ نزل بغداد ، إلى حين وفاته كان نقطعيا. سمع الكثير من : أبي الحسين بن المبارك ، وأبي سعد أحمد بن عبد الجبّار. بهذا قال ابن النّجّار أيضا ومشى فيه خلف أبي سعد.

__________________

(١) وذكره ابن القطيعي وقال : سمعت أبا الحسن البراندسي الفقيه يقول : كان هذا الشيخ يصلّي في كل يوم أربعمائة ركعة.

وقال ابن النجار : كان منقطعا في مسجده لا يخالط أحدا ، مشتغلا بالله عزوجل. وكان الإمام المقتفي يزوره ، وكذلك وزيره ابن هبيرة ، والناس كافة يتبركوا به.

(٢) انظر عن (جعفر بن زيد) في : المنتظم ١٠ / ١٩١ رقم ٢٧٩ (١٨ / ١٣٦ ، ١٣٧ رقم ٤٢٣٠ ، والعبر ٤ / ١٥٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٤٠ ، ٣٤١ رقم ٢٣٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٧ ، والوافي بالوفيات ١١ / ١٠٥ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٢٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٣١ ، وكشف الظنون ٨٥٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧١ ، وهدية العارفين ١ / ٢٥٣.

(٣) في معجم شيوخه.

(٤) في الجزء الضائع من ذيل تاريخ بغداد.

١٤٣

قال : وكتب بخطّه كثيرا ، وجمع وخرّج ، وكان مشهورا بالصّلاح. وكان مولده سنة ثلاث أو خمس وثمانين وأربعمائة.

روى عنه : أبو الفرج بن الجوزيّ (١) ، وأبو عبد الله بن الزّبيديّ وعنده عنه «رسالة البرهان» من تصنيفه ينتصر فيها لقدم القرآن ويردّ على المخالفين.

توفّي في ذي الحجّة (٢).

قرأت على أحمد بن مؤمن : أخبركم الحسين بن المبارك ، أنا أبو الفضل جعفر بن زيد الحمويّ في رسالته ، أنا أبو العزّ العكبريّ ، أنا أبو طالب الحربيّ ، ثنا عليّ بن عبد العزيز ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا يونس بن عبد الأعلى : سمعت الشّافعيّ يقول : بنيت هذه الصّفات الّتي جاء بها القرآن ووردت بها السّنّة ، وانتفى التّشبيه عنه ، كما نفى ذلك عن نفسه ، فقال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (٣).

 ـ حرف الحاء ـ

١٢٦ ـ الحسن بن أحمد (٤).

أبو المعالي بن الكرخيّ ، الأزجيّ ، المعدّل.

سمع : ابن طلحة النّعاليّ ، والحسين بن البسريّ.

وعنه : ابن السّمعانيّ وأثنى عليه ، وابن الأخضر.

متعبّد ورع.

مات في ذي القعدة عن أربع وسبعين سنة رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) وهو قال : قرأ القرآن وكان كثير الدراسة .. وانقطع عن مخالطة الناس متشاغلا بنفسه. (المنتظم).

(٢) ودفن في صفّة ملاصقة لمسجده في محلّته المعروفة بقطفتا. (المنتظم).

(٣) سورة الشورى ، الآية : ١١.

(٤) انظر عن (الحسن بن أحمد) في : معجم شيوخ ابن السمعاني.

١٤٤

١٢٧ ـ الحسن بن جعفر بن عبد الصّمد بن المتوكّل على الله (١).

أبو عليّ الهاشميّ ، العبّاسيّ ، البغداديّ.

سمع : أبا الحسن بن العلّاف ، وأبا غالب الباقلّانيّ ، وجماعة.

روى عنه : ابن السّمعانيّ وقال : له معرفة : بالأدب والشّعر (٢) ، قال لي إنّه ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

وكان شيخا صالحا ، له أصول ببعض ما سمع.

وقال ابن النّجّار : صنّف كتاب «سرعة الجواب» (٣) أتى فيه بكلّ مليح.

وقال أبو الفرج بن الجوزي (٤) : كان فيه لطف وظرف. جمع مسيرة المسترشد ، وسيرة المقتفي (٥).

وتوفّي في جمادى الآخرة (٦).

قلت : وكان يلقّب بهاء الشّرف.

روى عنه : عبد المغيث بن زهير ، وعبد الله بن عمر بن اللّتّيّ ، وغيرهما (٧).

__________________

(١) انظر عن (الحسن بن جعفر) في : المنتظم ١٠ / ١٩١ رقم ٢٨٠ (١٨ / ١٣٧ رقم ٤٢٣١) ، والعبر ٤ / ١٥٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، رقم ٢٦١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٧ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٤١٤ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٢٠ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٣ ـ ٢٣٦ ، رقم ١٢٠ ، وفيه : «الحسين» ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧١ ، وهدية العارفين ١ / ٢٧٨.

(٢) الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٣.

(٣) اسمه الكامل : «سرعة الجواب ومداعبة الأحباب». (الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٣).

(٤) في المنتظم.

(٥) وجمع لنفسه مشيخة.

(٦) هكذا ورّخه ابن الجوزي. أما ابن القطيعي فقال إنه توفي ليلة الاثنين لخمس عشرة ليلة مضت من جمادى الأولى من السنة المذكورة.

(٧) وقال ابن رجب : وكان يؤمّ في مسجد ابن الثعلبي الزاهد.

وقال ابن النجار : وكان أديبا فاضلا ، يقول الشعر ، ويروي الحكايات والنوادر. وكان صالحا ، متديّنا ، صدوقا.

ومن شعره مما كتبه في بعض الأجايز :

١٤٥

١٢٨ ـ حمّاد بن مجد بن هبة الله الغسّانيّ.

الدّمشقيّ الشّيخ أبو محمد القطائفيّ ، المقرئ.

قرأ القرآن على أبي الوحش سبيع ، وأقرأه. وكان شيخا مستورا.

توفّي في رمضان.

 ـ حرف الزاي ـ

١٢٩ ـ زيد بن سعد بن عليّ بن أحمد بن عليّ (١).

__________________

= أجزت للسادة الأخيار ما سألوا

فليرووا عنّي بلا بخس ولا كذب

مهما أحيوه من شعر ومن خبر

ومن جميع سماعاتي من الكتب

وليحذروا السهو والتصحيف من غلظ

ويسلكوا سنّة الحفّاظ في الأدب

وذكر له ابن النجار قصيدة طويلة مطلعها :

الدهر يعقب ما يضرّ وينفع

والصبر أحمد ما إليه المرجع

والمرء فيما منه كان مصيره

حينا ، وليس عن المنيّة مدفع

فاحذر مفاجئات المنون ، فإنه

لا يلتجى منها ولا يستشفع

ومن شعره :

يا ذا الّذي أضحى يصول ببدعة

وتشيّع وتمشعر وتمعزل

لا تنكرنّ تحنبلي وتسنّني

فعليهما يوم المعاد معولي

إن كان ذنبي حبّ مذهب أحمد

فليشهد الثّقلان أنّي حنبلي

ومن شعره أيضا :

بشرقيّ بغداد لي حاجة

سأقضي وما خلتها تنقضي

ديون على ماطل ظالم

ووجد بمستكبر معرض

أحنّ إليه حنين المحبّ

ويهجرني هجر المبغض

ومن شعره :

ألا بأبي من صدّ عنّي ، وإنّه

على صدّه شخص إليّ حبيب

تجنّبني خوف الوشاة وفي الحشا

رسيس جوى ما ينقضي ووجيب

ولي كبد حرّى عليه قريحة

وقلب معنّى في هواه يذوب

هموا نسبوا حبّي إلى غير عفّة

وظنّوا بنا سوءا وذلك حوب

ووالله ، ما حدّثت نفسي بريبة

وحاشا لمثلي أن يقال مريب

= (١) انظر عن (زيد بن سعد) في : معجم شيوخ ابن السمعاني.

١٤٦

أبو إسماعيل العلويّ ، الحسنيّ ، الهمذانيّ.

سمع : أبا الفتح عبدوس بن عبد الله ، وأبا العلاء محمد بن طاهر.

روى عنه : ابن السّمعانيّ.

مات بهمذان ، وله ثمانون سنة.

 ـ حرف السين ـ

١٣٠ ـ سعيد بن الحسين بن شنيف (١).

أبو عبد الله الدّارقزّيّ (٢). أمين القضاة. وهو والد الحسين بن شنيف.

سمع : الحسين بن محمد السّرّاج ، وابن طلحة النّعاليّ.

روى عنه : ابنه ، وعمر بن طبرزد ، وعبد العزيز بن الأخضر (٣).

توفّي في آخر السّنة (٤).

ذكره ابن السّمعانيّ ، لكنّه غلط فسمّاه عبد الله.

 ـ حرف الظاء ـ

١٣١ ـ ظهير بن أبي سعد بن عليّ الرّفّاء (٥).

أبو الفتوح الهمذانيّ.

كذا سمّاه السّمعانيّ ، وسمّاه ابن عساكر : خبّاثا.

سمع : عبدوس بن عبد الله.

وتوفّي في شوّال ، وله تسعون سنة.

__________________

(١) انظر عن (سعيد بن الحسين) في : المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٢ / ٨٥ رقم ٦٨٨ ، والذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٧ رقم ١٢٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧١ ، ١٧٢.

(٢) الدارقزّي : بفتح القاف وكسر الزاي المشدّدة ، نسبة إلى دار القزّ ، وهي محلّة كبيرة ببغداد في طرف الصحراء (معجم البلدان ٢ / ٤٢٢).

(٣) قال ابن رجب : تفقّه في المذهب ، وكان إماما بجامع دار القزّ ، وأمينا للقاضي بمحلّته وما يليها. وكان شيخا صالحا ، ثقة.

(٤) ومولده سنة ٤٧٩ ه‍.

(٥) انظر عن (ظهير بن أبي سعد) في : مشيخة ابن عساكر ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني.

١٤٧

 ـ حرف العين ـ

١٣٢ ـ عبد الحليم بن محمد (١) بن أبي القاسم (٢) بن عليّ بن أبي الفوارس.

أبو محمد البرّانيّ (٣) ، البخاريّ ، المعروف بالحليميّ ، النّحويّ ، المقرئ.

قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ : كان أديبا فاضلا ، ومقرئا صالحا ، عالما بالنّحو. كان يعلّم الصّبيان ، ويقرئ القرآن ، وله حلقة بجامع بخارى يختم فيها القرّاء يقرءون عليه.

سمع : عثمان الفضيليّ ، وعبد الله بن عطاء الهرويّ ، وأبا الفضل بكر الزّرنجريّ ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق.

سمعت منه كتاب «الزّهد» (٤) لهناد بن السّريّ (٥). وكان مولده ، تقديرا ، في سنة ثلاث وتسعين بالبرّانيّة.

وتوفّي ببخارى في رجب.

١٣٣ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن أبي القاسم بن أحمد.

أبو القاسم المروزيّ ، المؤذّن ، المقرئ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الحليم بن محمد) في : الأنساب ٢ / ١٢٢ ، ١٢٣.

(٢) في الأنساب ٢ / ٢٢٢ «بن أبي بكر».

(٣) البرّاني : بفتح الباء المعجمة بنقطة وتشديد الراء المهملة : منسوب إلى قرية فراني ببخارا على خمسة فراسخ منها.

(٤) عني بطبعه ونشره عبد الله بن إبراهيم الأنصاري ، بتحقيق محمد أبو الليث الخيرآبادي ، وصدر في مجلّدين كبيرين على نفقة أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ١٤٠٦ ه‍. / ١٩٨٦ م.

(٥) توفي سنة ٢٤٣ ه‍. تقدّمت ترجمته في الجزء الخاص بحوادث ووفيات ٢٤١ ـ ٢٥٠ ه‍. ص ٥٢٩ ـ ٥٣١ رقم ٥٧٨.

١٤٨

قرأ بالرّوايات على الأستاذ أبي محمد الكركانجيّ فأتقنها : وسمع بمرو ، ثمّ سمع ببغداد «جزء الأنصاريّ» وغيره على قاضي المارستان.

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

ولد سنة ستّ وثمانين وأربعمائة ، وتوفّي في ذي القعدة.

١٣٤ ـ عبد الرحمن بن محمد بن منصور (١).

أبو القاسم الحضرميّ ، الإسكندريّ.

ولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة.

وسمع من : أبي إسحاق الحبّال ، وعبد المحسن الشّيحيّ ، التّاجر.

ورّخه ابن المفضّل المقدسيّ. وأبوه ممّن قرأ على ابن نفيس.

وقرأ عليه ابن الخطيّة من سنة عشر.

ورأيت في «معجم السّفر» للسّلفيّ : أنا أبو القاسم الحضرميّ قال : أنا زيد بن الحسين الطّحّان سنة سبعين وأربعمائة ، ثنا المحسن بن جعفر بن أبي الكرام ، نا أبو بكر أحمد بن عبيد الحمصيّ ، ثنا موسى بن عيسى بن المنذر ، فذكر حديثا.

قال السّلفيّ : عبد الرحمن من أولاد المحدّثين. توفّي أبوه قبل دخولي الثّغر بمديدة قريبة ، وهو محمد بن منصور بن محمد بن الفضل بن منصور بن أحمد بن يونس بن عبد الرحمن بن اللّيث بن المغيث بن عبد الرحمن بن العلاء بن الحضرميّ. أخرج إليّ هذه النّسبة عبد الرحمن بخطّ أبيه.

كتب عبد الرحمن بخطّه كتبا كبارا ، وكتب عن أجزاء كثيرة.

قلت : وقد سمّع ولديه أحمد ومحمد من أبي عبد الله الرّازيّ.

قال ابن المفضّل : توفّي في رمضان.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في : المقفّى الكبير للمقريزي ٤ / ٩٧ رقم ١٤٦٢ ، وذكره المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ عرضا في ترجمة ابنيه : محمد وأحمد ، في (سير أعلام النبلاء ٢١ / ٢١٦ ، ٢١٧ رقم ١٠٦ و ١٠٧).

١٤٩

١٣٥ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عدنان بن محمد بن عليّ (١).

أبو شجاع الزّينبيّ ، الخريميّ.

قال ابن السّمعاني : أحد الأشراف ، سمع الكثير بقراءة شجاع الذّهليّ ، فسمع : ثابت بن بندار ، وأبا سعد بن خشيش.

كتبت عنه ، وتوفّي في ذي القعدة.

١٣٦ ـ عبد الواحد بن محمد بن مهذّب بن المفضّل (٢).

أبو المجد التّنوخيّ ، المعرّي.

سمع من أبيه بالمعرّة في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة نسخة أبي هدبة عن آبائه. وسكن دمشق حين أخذت الفرنج المعرّة.

وسمع : أبا القاسم بن النّسيب ، وغيره.

ثمّ انتقل إلى المعرّة بعد مدّة طويلة حين استنقذت من العدوّ.

روى عنه : أبو سعد بن السّمعانيّ ، وغيره.

١٣٧ ـ عبد الواسع بن عطاء بن عبيد الله بن أحمد.

أبو أحمد الهرويّ ، الصّيرفيّ ، أخو عبد المعزّ وعبد الفتّاح.

سمع من : القاضي صاعد بن سيّار الكنانيّ.

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ ، وقال : توفّي رحمه‌الله في ربيع الآخر.

١٣٨ ـ عبد الوهّاب بن إسماعيل بن محمد بن عمر (٣).

أبو الفتح النّيسابوريّ الصّيرفيّ سبط أبي القاسم القشيري.

عالم فاضل ، مليح الخطّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في : معجم الشيوخ ابن السمعاني.

(٢) انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في : تاريخ دمشق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ رقم ٢٥٦.

(٣) انظر عن (عبد الوهاب بن إسماعيل) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٤١ (دون ترجمة).

١٥٠

سمع الكثير ، وسمع : فاطمة بنت أبي عليّ الدّقّاق جدّته ، وأبا بكر بن خلف ، والفضل بن أحمد الجرجانيّ.

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

وتوفّي في شوّال وله إحدى وثمانون سنة.

روى عنه : المؤيّد الطّوسيّ.

١٣٩ ـ [عبد الوهاب] (١) بن عيسى.

أبو محمد (٢) اليشكريّ ، المغربيّ ، الفقيه المالكيّ ، نزيل دمشق.

قدمها سنة خمس وثلاثين ، واعتنى به بعض الأمراء. واجتمع عليه جماعة من المغاربة. ودرّس ووعظ وفتح عليه ، فلمّا قتل الفندلاويّ رحمه‌الله جلس أبو محمد في حلقة المالكيّة. ثمّ بنى السّلطان نور الدّين دار الحجر الذّهب عند المارستان ، وجعلها مدرسة ، وولّى هذا تدريسها.

وتوفّي في رجب.

١٤٠ ـ عليّ بن عليّ بن نصر.

أبو الحسن بن أبي تراب البصريّ الأديب ، الشّاعر.

سمع ببغداد من : أبي البركات الوكيل ، وأبي الحسين الطّيوريّ.

وعنه : حمزة بن القبّيطيّ.

مات في ذي الحجّة عن بضع وتسعين سنة.

١٤١ ـ عمر بن محمد بن الحسن بن عبد الله (٣).

أبو حفص الهمذانيّ ، المعروف بالزّاهد.

ورد بغداد بعد الخمسمائة ، وتفقّه على أسعد الميهنيّ.

__________________

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من الروضتين ج ١ ق ١ / ٤٢.

(٢) في الروضتين : «أبو القاسم».

(٣) انظر عن (عمر بن محمد) في : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٨٧.

١٥١

قال ابن السّمعانيّ : كان ورعا ، صالحا ، متديّنا.

ثمّ ورد خراسان ، وسكن مرو مدّة.

وصحب يوسف الهمذاني الزّاهد ، وكان يروّض نفسه ويداوم على التّهجّد والصّوم وأكل الحلال. وكان لا يخاف في الله لومة لائم ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

وصحب ببغداد الشّيخ حمّاد الدّبّاس ، ثمّ سكن قرية بأرض مرو ، وتأهّل ورزق الأولاد ، واشتغل بالعبادة ودعوة الخلق إلى الحقّ.

وسمع «صحيح البخاريّ» من أبي طالب الحسين بن محمد الزّينبيّ.

روى عنه : أبو سعد ، وقال : توفّي في أحد الربيعين أو الجمادين ، وله أربع وستّون سنة.

 ـ حرف الفاء ـ

١٤٢ ـ فاطمة بنت سعد الله بن سعد بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد الميهنيّ (١).

أمّ عطيّة.

قدمت بغداد وأقامت ، وروت عن : محمد بن أحمد الكامخيّ ، ومحمد بن الحسن الأسفرائينيّ.

وعنها : عمر بن كرم.

توفّيت في جمادى الآخرة رحمها الله.

 ـ حرف الميم ـ

١٤٣ ـ محمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز.

الفقيه أبو ثابت المستملي البخاريّ ، الصّفّار. إمام الجامع.

__________________

(١) قيّدها في الأصل بفتح الميم. وضبطها ابن السمعاني بكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب ١١ / ٥٨٠).

١٥٢

سمع : أبا عليّ النّسفيّ.

روى عنه : عبد الرحيم بن السّمعانيّ.

وتوفّي في رمضان ببخارى ، وله سبع وثمانون سنة رحمه‌الله تعالى.

١٤٤ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن مكتوم بن الربيع.

أبو القاسم الشّيبانيّ ، الخوارزميّ ، الصّوفيّ.

تغرّب ورأى المشايخ ودخل الشّام بعد الخمسمائة.

وسمع بأصبهان ، وخدم بمرو يوسف الهمذانيّ.

وتوفّي في ربيع الأوّل في عشر التّسعين.

١٤٥ ـ محمد شاه بن محمود بن محمد بن ملك شاه (١).

السّلجوقيّ. طلب أن يخطب له ببغداد ، فلم يجب إلى ذلك ، فسار إليها وحاصرها على ما هو مذكور في الحوادث (٢).

ثمّ رحل عن بغداد ، وتوفّي في ذي الحجّة بقرب همذان بعلّة السّلّ وله ثلاث وثلاثون سنة (٣).

وكان موصوفا بالعقل والكرم والتأنّي في أموره. واختلفت الأمراء بعده ، فطائفة طلبت أخاه ملك شاه ، وطائفة طلبت أخاه الآخر سليمان شاه وهم الأكثر ، وطائفة طلبت أرسلان الّذي مع إلدكز (٤).

__________________

(١) انظر عن (محمد شاه) في : المنتظم ١٠ / ١٩١ رقم ٢٨١ (١٨ / ١٣٧ رقم ٤٢٣٢) ، وبغية الطلب (قسم السلاجقة) ٣٠١ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٧٠ ، وتاريخ دولة آل سلجوق ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ ، ٢٦٢ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٥٠ ، ٢٥١ ، والعبر ٤ / ١٥٥ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٤٠ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥١٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٨ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٣٧ ـ ٣٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٢.

(٢) انظر حوادث سنة ٥٥٢ ه‍. وما بعدها.

(٣) وكان مولده في سنة ٥٢٢ ه‍.

(٤) تاريخ دولة آل سلجوق ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، والكامل ١١ / ٢٥١ وفيه : وكان حليما كريما عاقلا ، كثير التأنّي في أموره.

١٥٣

١٤٦ ـ مسعود بن عبد الله بن أبي يعلى.

أبو عليّ الشّيرازيّ ، ثمّ البغداديّ الخيّاط.

سمع : الحسين بن الطّيوريّ ، وأبا سعد بن خشيش.

روى عنه : محمد بن أحمد بن عليّ الصّوفيّ.

توفّي في المحرّم عن ثمان وسبعين سنة.

١٤٧ ـ مسعود بن محمد بن عبد الغفّار بن عبد السّلام (١).

أبو سعد الغياثيّ ، الماهانيّ ، المروزيّ فقيه عالم بمذهب أبي حنيفة ، واعظ كثير المحفوظ ، كثير الرغبة في تحصيل المال.

سمع : أبا نصر محمد بن محمد الماهانيّ ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق.

روى عنه : ابن السّمعانيّ (٢) ، وولده.

وتوفّي في ذي الحجّة. وعظ ببغداد.

١٤٨ ـ منجح بن مفلح بن أحمد بن محمد (٣).

أبو سعد بن أبي الفتح الروميّ ، البغداديّ.

سمع : أبا عبد الله النّعاليّ ، وأبا طاهر الباقلّانيّ ، وجماعة.

وكان فقيها ، يعمل الورق.

كتب عنه : أبو سعد بن السّمعانيّ ، وقال : توفّي في جمادى الآخرة.

روى عنه بالإجازة ابن المقيّر.

 ـ حرف النون ـ

١٤٩ ـ نيروز بن مسلم بن عبدون بن أبي فوناس.

الإمام أبو عليّ الرزهونيّ الفاسيّ.

__________________

(١) انظر عن (مسعود بن محمد) في : الأنساب ٩ / ١٩٩ ، والتحبير ٢ / ٣٠٤.

(٢) وقال : سمعت منه شيئا يسيرا بالآخرة.

(٣) انظر عن (منجح بن مفلح) في : الإكمال (بالحاشية) ٣ / ٣٧١ ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : الدومي ، والرومي ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٦٥ (في ترجمة أبيه رقم ١٠٠).

١٥٤

مولده سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ، ودخل إلى الأندلس ، وسمع من : أبي عليّ بن سكّرة ، وعبّاد بن سرحان.

وكان فقيها بارعا ، تخرّج به أهل فاس.

ورّخه ابن فرتون وقال : ثنا عنه محمد بن أحمد بن وسون ، وعبد الرحيم بن الملجوم.

 ـ حرف الياء ـ

١٥٠ ـ يحيى بن نزار المنبجيّ (١).

فاضل ، شاعر محسن.

قال ابن الجوزيّ (٢) : كان يحضر مجلسي ، وجد في أذنه ثقلا فخاف الطّرش ، فاستدعى طرقيّا فامتصّ أذنه حتّى خرج شيء من مخّه ، وكان سبب موته.

وقد ذكره أبو سعد بن السّمعانيّ.

وقدم الشّام ومدح السّلطان نور الدّين ، فمن شعره :

لو صدّ عني دلالا أو معاتبة

لكنت أرجو تلاقيه وأعتذر

لكن ملالا فلا أرجو لعطفه

جبر الزّجاج عسير حين ينكسر (٣)

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن نزار) في : المنتظم ١٠ / ١٩١ رقم ٢٨٢ (١٨ / ١٣٧ رقم ٤٢٣٣) ، وخريدة القصر (قسم العراق) ٢ / ٢٣٤ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٢٩٣ ـ ٢٩٧ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥١٩.

(٢) عبارته في المنتظم : «كان فيه فضل وأدب ، ويقول الشعر ، وكان يحضر مجلسي ، ويدهشه كلامي».

(٣) عيون التواريخ.

١٥٥

سنة خمس وخمسين وخمسمائة

 ـ حرف الألف ـ

١٥١ ـ أحمد بن عبد الجليل (١).

أبو العبّاس التّدميريّ (٢) ، الأندلسي.

روى عن : أبي عليّ بن سكّرة ، وأبي محمد بن عطيّة ، وجماعة.

وكان عالما باللّغة والنّحو ، مصنّفا نبيلا. أدّب أولاد صاحب مراكش.

وتوفّي بفاس (٣).

١٥٢ ـ أحمد بن محمد بن الحسين.

أبو بكر البغداديّ ، المراوحيّ المقرئ.

سمع : ابن بيان ، وأبيّا النّرسيّ ، وأبا الخطّاب الكلوذاني.

روى عنه : ابن الأخضر ، وغيره.

وكان يؤمّ بمسجد.

توفّي في شعبان.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الجليل) في : بغية الوعاة ١ / ٣٢١ رقم ٦٠٨ ، وكشف الظنون ٥٠٨ ، ٦٠٤ ، ٢٧٣ ، والأعلام ١ / ١٤٠ ، ومعجم المؤلفين ١ / ٢٦٠.

(٢) التدميري : بالضم ثم بالسكون ، وكسر الميم ، وياء ساكنة ، وراء ، نسبة إلى تدمير ، كورة بالأندلس تتّصل بأحواز كورة جيّان ، وهي شرقيّ قرطبة. (معجم البلدان ٢ / ١٩).

(٣) من مصنفاته : التوطئة في النحو ، وشرح الفصيح ، وشرح أبيات الجمل ، ومختصره ، وشرح شواهد الغريب للعزيريّ ، وغير ذلك.

١٥٦

١٥٣ ـ أحمد بن هبة الله بن محمد بن البيضاويّ.

أبو طالب.

سمع : ثابت بن بندار ، وغيره.

روى عنه : عمر بن عليّ القرشيّ الحافظ.

توفّي في شوّال. وكان من الحجّاب.

١٥٤ ـ إبراهيم بن منبّه بن عمر.

أبو أميّة الغافقيّ ، الأندلسيّ. من أهل المريّة.

أخذ القراءات عن : ابن شفيع.

وسمع : أبا عليّ بن سكّرة ، وابن رغيبة ، وأبا محمد بن عتّاب.

وحجّ ، فسمع من سلطان بن إبراهيم المقدسيّ.

وولي الخطابة والقضاء بمرسية.

سمع منه : أبو القاسم بن حنيش ، وغيره.

ولم تحفظ وفاته ، لكنّه حدّث في هذا العام «بصحيح البخاريّ» عن رجل ، عن كريمة.

 ـ حرف الباء ـ

١٥٥ ـ بزان (١) بن مامين (٢).

الأمير الكبير مجاهد الدّين الكرديّ ، أحد الموصوفين بالشّجاعة ، والرّأي ، والسّماحة ، وصاحب الصّدقات الكثيرة.

مات بداره عند باب الفراديس ، ودفن بمدرسته الجماليّة ، ولم يخل من باك عليه ومتأسّف لفقده. ورثي بقصائد.

__________________

(١) في الأصل : «بزار» ، وفي الكامل لابن الأثير : طبعة دار الكتاب العربيّ ، «نزار» ، والمثبت عن ذيل تاريخ دمشق ، والكامل طبعة دار صادر ، والروضتين.

(٢) انظر عن (بزان بن مامين) في : ذيل تاريخ دمشق ٣٥٩ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٠٧ ، والروضتين ج ١ ق ١ / ٣٠٩ ، ودول الإسلام ٢ / ٧١ وفيه : «نزار» ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٤٢ وفيه : «نزار».

١٥٧

وكان من أمراء دمشق ، وبقي في الإمرة زمانا.

ورّخه حمزة التّميميّ أو إنسان بعده ، فإنّ حمزة [مات في هذه السنة] (١).

وقد توفّي في أوائل العام.

 ـ حرف الحاء ـ

١٥٦ ـ حمزة بن أسد بن عليّ بن محمد (٢).

__________________

(١) ما بين الحاصرتين مكانه بياض في الأصل. وقد أضفته على الأصل لاقتضاء السياق.

ويظهر أنّ المؤلّف الذهبيّ ـ رحمه‌الله ـ شكّ في أن يكون حمزة التميمي المعروف بابن القلانسي ترجم له ، بل هو الّذي ترجم له في تاريخه ، وقال إنه موصوف بالشجاعة والبسالة والسماحة مواظب على بثّ الصّلات والصدقات في المساكين والضعفاء والفقراء مع الزمان وكل عصر ينقضي وأوان ، جميل المحيّا ، حسن البشر في اللقاء.

ورثي بهذه الأبيات المختصرة :

كم عاقل وسهام الموت مصمية

تصميه في غفلة منه ونسيان

بينا تراه سريع الخطو في وطر

حتى تراه سريعا بين أكفان

كذاك كان بزان في إمارته

ما بين جند وأنصار وأعوان

هبّت رياح الرزايا في منازله

فغادرتها بلا أنس وجيران

أمسى بقبر وحيدا جنب مدرسة

بلا رفيق ولا خلّ وإخوان

ما عاينت نعشه عين مؤرّقة

إلّا بكته بأنواء وتهتان

فرحمة الله لا ينفكّ زائره

لحدا حوى جسمه منه بغفران

ولا أغبّت ثراه كلّ مرعدة

تهمي عليه بغيث ليس بالواني

حتى تروّضه منها بصيّبها

بكل زهر غضيض ليس بالغاني

ما دامت الشهب في الأفلاك دائرة

وناحت الورق ليلا بين أغصان

من يفعل الخير في الدنيا فقد ظفرت

يداه بالحمد من قاص ومن دان

(٢) انظر عن (حمزة بن أسد) في : تاريخ دمشق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ٢٥٩ رقم ٢٤١ ، ومعجم الأدباء ١٠ / ٢٧٨ ـ ٢٨٠ ، وتلخيص مجمع الآداب ١ / ٩١٢ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ٢٥٩ رقم ٢٤١ ، والعبر ٤ / ١٥٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٨٨ ، ٣٨٩ ، ٣٨٩ رقم ٢٦٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٦ رقم ١٧٨٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٣٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٤ ، وفيه : «حمزة بن راشد» ، ومنتخبات=

١٥٨

أبو يعلى التّميميّ ، الدّمشقيّ ، العميد بن القلانسيّ ، الكاتب.

حدّث عن : سهل بن بشر ، وحامد بن يوسف التّنّيسيّ.

قال الحافظ ابن عساكر (١) : سمع منه بعض أصحابنا ، ولم أسمع منه.

قال : وكان أديبا كاتبا. تولّى رئاسة دمشق مرّتين ، وكان يكتب له في سماعه أبو العلاء المسلم بن القلانسيّ ، فذكر أنّه هو ذاته. كذلك كان يسمّى.

وقد صنّف تاريخا للحوادث (٢) من بعد سنة أربعين وأربعمائة إلى حين وفاته (٣).

وقرأت من شعره :

يا نفس لا تجزعي من شدّة عرضت

وأيقني من إله الخلق بالفرج

كم شدّة عظمت (٤) ثمّ انجلت ومضت

من بعد تأثيرها في المال والمهج (٥)

توفّي في ربيع الأوّل.

قلت : روى عنه : ابن صصريّ ، ومكرم بن أبي الصّقر ، وجماعة.

وجمع بين كتابة الإنشاء وكتابة الحساب ، وحمدت ولايته. وتوفّي في عشر التّسعين (٦).

__________________

= التواريخ لدمشق ٤٧٧ ، ومعجم المطبوعات العربية لسركيس ٢١٨ ، ٢١٩ ، وكنوز الأجداد لمحمد كردعلي ٢٩٥ ـ ٢٩٨ ، وتاريخ الأدب العربيّ ٦ / ٦٨ ، ٦٩ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٧٧ ، والأعلام ٢ / ٣٠٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٤٤٢ ، ٤٤٣.

(١) في تاريخه.

(٢) هو : ذيل تاريخ دمشق. نشره آمدروز ، وطبعته مطبعة الآباء اليسوعيين ببيروت ١٩٠٨ ، ثم نشرته دار حسّان بدمشق ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م. بتحقيق د. سهيل زكار.

(٣) الصحيح أن تاريخه يبدأ بسنة ٣٦٠ ه‍.

(٤) في تاريخ دمشق وتهذيبه ومختصره ومعجم الأدباء : «كم شدّة عرضت».

(٥) تاريخ دمشق ، والتهذيب ، والمختصر ، ومعجم الأدباء ١٠ / ٢٨٠.

(٦) ومن شعره :

يا من تملّك قلبي طرفه فغدا

معذّبا بين أشواق وأشجان

١٥٩

١٥٧ ـ حمزة بن عليّ بن هبة الله بن الحسن بن عليّ (١).

الثّعلبي (٢) ، أبو المعالي ، الدّمشقيّ ، المعروف بأبي الحبوبيّ (٣) ، البزّار.

سمع : أبا القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ ، وأبا الفتح المقدسيّ ، وسهل بن بشر الأسفرائينيّ.

سمّعه عمّه أبو المجد معالي بن هبة الله.

قال ابن عساكر (٤) : كان شيخا لا بأس به. سمعته يقول : ولدت في آخر

__________________

= امنن بوصل لعلّي أستجير به

من سطوة البين في صدّ وهجران

ما لي منيت بممنوع يعذّبني

ولا يزيد فؤادي غير أحزان

لا برّد الله قلبي من تحرّقه

إن شبت حبّي له يوما بسلوان

إذا ترنّم قمريّ على فنن

في ليلة زاد في حزني وأشجاني

وكم أسرّ غرامي ثم أعلنه

وليس يخفى بكم سرّي وإعلاني

لا برّد الله شوقي إن نويت لكم

تغيّرا ما بأشكال وألوان

وله أيضا :

إيّاك تقنط عند كلّ شديدة

فشدائد الأيام سوف تهون

وانظر أوائل كلّ أمر حادث

أبدا فما هو كائن سيكون

(١) انظر عن (حمزة بن علي) في : مشيخة ابن عساكر (مخطوط) ٢ / ورقة ٥٨ ، وتاريخ دمشق ، له ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : الحبوبي والحني ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ رقم ٢٥٢ ، والعبر ٤ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ رقم ٢٤٧ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٢٥٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٦ رقم ١٧٨٨ ، والطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٣٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٤٤٩.

(٢) في الأصل غير معجمة ، والمثبت عن مصادر الترجمة.

(٣) الحبوبي : بحاء مهملة مضمومة ، وموحّدتين بينهما واو. وقد تحرّفت في شذرات الذهب ، وتهذيب تاريخ دمشق إلى : «الحبري».

(٤) في تاريخ دمشق.

١٦٠