تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

فمنّة الشّيخ بما قد روى

كمنّة الغيث على النّبت

بارك فيه الله من حامل

خلاصة الفقه إلى المفتي

انتهزوا الفرصة يا سادتي

وحصّلوا الإسناد في الوقت

فإنّ من فوّت ما عنده

يصير ذا الحسرة والمقت (١)

٩٤ ـ عبد الجبّار بن عبد الجبّار بن محمد بن ثابت بن أحمد (٢).

أبو محمد الثّابتيّ (٣) ، الخرقيّ (٤) ، المروزيّ.

فقيه بارع فاضل. تفقّه على تاج الإسلام أبي بكر بن السّمعانيّ ، وعلى الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المرورّوذيّ ، ثمّ اشتغل في الحساب والهندسة ، وتجاوزها إلى علوم الأوائل ، ومع ذلك كان حسن الصّلاة (٥).

سمع الكثير من الحديث فانتفع به ، وجمع تاريخا لمرو (٦).

وسمع : أبا بكر محمد بن السّمعانيّ ، وإسماعيل بن أحمد البيهقيّ.

روى عنه : عبد الرحيم بن السمعاني ، وقال : ولد بقرية خرق في سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

وتوفي بمرو يوم عيد الفطر. قاله أبو سعد وحدّث عنه في «التّحبير».

__________________

(١) في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣١٠ : أنبأنا طائفة عن ابن النجار قال : أنشدنا داود بن معمر بأصبهان ، أنشدنا محمد بن الفضل العقيلي لنفسه في سنة إحدى وخمسين. وذكر الأبيات.

(٢) انظر عن (عبد الجبار بن عبد الجبار) في : التحبير ١ / ٤٢١ ، ٤٢٢ رقم ٣٨٠ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ١٤٣ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٣٣١ ، ٣٣٢ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٣٩ رقم ٣٨ ، والجواهر المضيّة ١ / ٣٠٥ ، والفوائد البهية ٧٨ ، ٧٩.

(٣) تحرّفت هذه النسبة في (طبقات الشافعية للإسنويّ) إلى : «التابتي».

(٤) تحرّفت هذه النسبة في (طبقات الشافعية للإسنويّ) إلى : «الحرقي».

(٥) زاد في (التحبير) : «نظيف الثياب».

(٦) وقال ابن السمعاني : جمع تاريخا لمرو غير مسند ذكر فيه أحوال الأئمة والمحدّثين والعلماء أستحسنه. سمعت منه أحاديث يسيرة قبل خروجي إلى الرحلة.

١٢١

٩٥ ـ عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم (١) بن شهر مرد (٢) ابن مهرة.

الحافظ الكبير ، أبو مسعود الأصبهاني كوتاه (٣).

ذكره الحافظ أبو موسى ، وروى عنه ، وقال فيه : أوحد وقته في علمه مع طريقته وتواضعه. ثنا لفظا وحفظا (٤) على منبر وعظه سنة تسع عشرة (٥) وخمسمائة ، وسمعته يقول : ولدت سنة ستّ وسبعين وأربعمائة.

وقال ابن السّمعانيّ (٦) : من أولاد المحدّثين : حسن السّيرة ، مكرم الغرباء ، فقير ، قنوع ، صحب والدي مدّة مقامه بأصبهان ، وسمع بقراءته الكثير ، وله معرفة تامّة بالحديث ، وهو من متقدّمي أصحاب شيخنا إسماعيل الحافظ (٧).

سمع : رزق الله التّميميّ ، وأحمد بن عبد الرحمن الذّكوانيّ ، وأبا بكر بن ماجة الأبهريّ ، وأبا عبد الله الثّقفيّ ، وجماعة كبيرة من أصحاب أبي سعيد النّقّاش ، وأبي نعيم.

__________________

(١) انظر عن (عبد الجليل بن محمد) في : الأنساب ٣ / ٣٤١ ، ٣٤٢ ، والتحبير ١ / ٤٣٢ ـ ٤٣٤ رقم ٣٩٢ ، والمنتظم ١٠ / ١٨٢ رقم ٢٧٣ (١٨ / ١٢٦ ، ١٢٧ رقم ٤٢٢٤) ، ومعجم البلدان ٢ / ٧٦) واللباب ١ / ٣٠٢ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٤ ، ١٣١٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٢٩ ـ ٣٣١ رقم ٢٢٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٦ رقم ١٧٨٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، والعبر ٤ / ١٥٢ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٥٠ رقم ٤٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٤ ، وتبصير المنتبه ١٣٢٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٩ ، وطبقات الحفاظ ٤٧١ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٧ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ١٠٧ رقم ١٠٥٤.

(٢) في الأصل : «شهرد» والتصحيح من : التحبير.

(٣) كوتاه : بالفارسية : القصير. وفي نسبه زيادة : «الجوباري». نسبة إلى جوبارة محلّة معروفة بأصبهان (التحبير).

(٤) في المنتظم : كان واحد بلدته حفظا وعلما ونفعا وصحّة عقيدة.

(٥) في شذرات الذهب : «سبع عشرة».

(٦) في التحبير ١ / ٤٣٢ ، ٤٣٣.

(٧) زاد في التحبير : «وعنه أخذ العلم وتخرّج عليه ، غير أنه وقع بينهما شيء قبل أن دخلت أصبهان فإن أبا مسعود كان يقول في النزول بالذات. والإمام إسماعيل الحافظ كان ينكر عليه ويقول : إنّ السلف ما نقل عنهم هذا».

١٢٢

كتبت عنه وحضرت مجلس إملائه ، وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه ثناء حسنا ، ويفخّم أمره ، ويصفه بالحفظ والإتقان.

قال أبو سعد (١) : ولمّا وردت أصبهان كان لا يخرج من داره إلّا لحاجة مهمّة كان شيخه إسماعيل الحافظ هجره ومنعه من حضور مجلسه لمسألة جرت في النّزول ، وكان كوتاه يقول : أقول النّزول بالذّات ، وكان شيخنا إسماعيل ينكر هذا ، وأمره بالرجوع عن هذا الاعتقاد ، فما فعل ، فهجره لهذا (٢).

قلت : ورحل بعد الخمسمائة إلى بغداد ، وحجّ وسمع ، ورحل إلى نيسابور ، ولقي أبا بكر الشّيرويّيّ (٣).

وقد روى عن ابن ماجة (٤) بجزء لوين (٥) ، وكان عاليا له. وقد روى عنه الكبار.

وقال ابن السّمعانيّ : ثنا عبد الخالق بن زاهر بنيسابور ، نا أبو العلاء صاعد بن سيّار الحافظ إملاء ، ثنا عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بمدينة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا روح بن محمد ، أنا أبو الحسن الخرجانيّ (٦) ، أنا ابن خرّزاذ ،

__________________

(١) في التحبير ١ / ٥٣٣.

(٢) وقال ابن السمعاني : سمعت منه بأصبهان وقرأت عليه ، وكتبت عنه مجلسا في إملائه.

(٣) الشيرويّيّ : بكسر الشين المعجمة ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، ضم الراء ، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى شيرويه ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٧ / ٤٦٦).

(٤) هو أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري الأصبهاني. سمع جزء لوين من أبي جعفر بن المرزبان ، وتفرّد بعلوّه في الدنيا. توفي سنة ٤٨١ ه‍.

(٥) لوين : هو الحافظ أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي. توفي سنة ٢٤٦ ه‍. (تقدّمت ترجمته في الطبقة ٢٥ (حوادث ووفيات ٢٤١ ـ ٢٥٠ ه‍. / ص ٤٣٨ رقم ٤٣٧).

(٦) الخرجاني : بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء ثم جيم. نسبة إلى خرجان ، محلّة كبيرة بأصبهان. وهو : علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الخرجاني الأصبهاني. توفي سنة ٤٢٠ ه‍. (تقدّمت ترجمته في الطبقة ٤٢ ـ حوادث ووفيات ٤٠١ ـ ٤٢٠ ه‍ ـ ص ٤٨٥ ، ٤٨٦ رقم ٤٠٩).

١٢٣

ثنا عليّ بن روحان ، نا أحمد بن سنان : سمعت شيبان بن يحيى يقول : ما أعلم طريقا إلى الجنّة أقصر ممّن سلك طريق الحديث.

قلت : وهذا من جملة ما روته كريمة بالإجازة عن عبد الجليل كوتاه ، وبين وفاتها ووفاة صاعد بن سيّار مائة وعشرون سنة ، وذلك مستفاد في السّابق واللّاحق (١).

وقد روى عنه : ابن عساكر ، ويوسف بن أحمد الشّيرازيّ ، وآخرون.

وتوفّي في أوّل شعبان ، وقيل في ثامنه (٢) ، رحمه‌الله.

٩٦ ـ عبد الرحمن بن مدرك بن عليّ (٣).

أبو سهل التّنوخيّ ، المعرّيّ ، الشّاعر.

زلزلت حماه في رجب ، فهلك جماعة تحت الردم منهم أبو سهل.

روى عنه من شعره أبو اليسر شاكر التنوخيّ الكاتب مقطّعات ، فيها قوله :

سارقته نظرة طال بها

عذاب قلبي وما له ذنب

يا جور حكم الهوى ويا عجبا

تسرق عيني ويقطع القلب

٩٧ ـ عبد الكريم بن الحسن بن أحمد بن يحيى (٤).

أبو القاسم التّميميّ ، النّيسابوريّ ، الكاتب.

رئيس فاضل ، لغويّ ، شاعر.

__________________

(١) ليس المقصود هنا كتاب «السابق واللاحق» للخطيب البغدادي.

(٢) قال ابن السمعاني : توفي في أواخر سنة خمس أو أوائل سنة ست وخمسين وخمسمائة ، وقيل : صوابه في آخر رجب سنة ثلاث وخمسين ، وبخط أحمد النايني : مستهل شعبان ليلة الخميس سنة ثلاث وخمسين.

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن مدرك) في : عيون التواريخ ١٢ / ٥٠٧ ، وتاريخ دمشق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ٣٤ ، ٣٥ رقم ٢٩ ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٢ / ٤٦ ، ٤٧ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ رقم ٣٢٢.

(٤) انظر عن (عبد الكريم بن الحسن) في : معجم الشيوخ ابن السمعاني.

١٢٤

سمع : إسماعيل بن زهر النّوقانيّ ، وأبا إسحاق الشّيرازيّ الفقيه ، وأبا بكر بن خلف ، وغيرهم.

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وابنه عبد الرحيم ، والمؤيّد الطّوسيّ.

قال أبو سعد : كان صحيح السّماع.

توفّي رحمه‌الله في رمضان.

ومن شعره :

سئمت تكاليف هذا الزّمان

إلى كم أقاسي وحتّى متى

فهل من إياب لوصل مضى

وصل من ذهاب لهجر أتى

٩٨ ـ عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر (١).

الإمام أبو الفتح الباقرحيّ (٢) ، البغداديّ ، من بيت الحديث.

تغرّب وجال في الآفاق. وسمع ببغداد ، وخراسان.

سمع : أباه ، وأبا الحسن العلّاف.

وتفقه على الكيا الهرّاسيّ.

وبخراسان على الغزاليّ. وسمع بها من : إسماعيل بن الحسن الفرائضيّ ، وعبد الغفّار الشّيرويّيّ (٣).

وكان فقيها فاضلا ، سكن غزنة. ومولده سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.

وتوفّي بغزنة في في أواخر العام ظنّا.

__________________

(١) انظر عن (عبد الواحد بن الحسن) في : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١٥ / ٢١٨ ـ ٢٢٢ رقم ١٢٠ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٦٨.

(٢) الباقرحي : بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد. (الأنساب ٢ / ٤٨).

وقد تحرّفت النسبة في طبقات السبكي إلى «الباقرجي» بالجيم.

(٣) تقدّم التعريف بهذه النسبة في حاشية الترجمة رقم (٩٥).

١٢٥

قال ابن النّجّار : كان مقدّما في الأدب وفي التّرسّل درّس بالنّظاميّة ثم عزل بأسعد الميهنيّ (١).

٩٩ ـ عليّ بن عساكر بن سرور (٢).

أبو الحسن المقدسيّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، الخشّاب ، الكيّال.

سمع : الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم ببيت المقدس ، وأبا عبد الله الحسن بن أبي الحديد بدمشق وكان قد جاء إليها تاجرا ، ثمّ سكنها بعد أخذ القدس.

وكان يصحب الفقيه نصر الله المصّيصيّ.

ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، وسمع سنة سبعين من أبي الفتح.

وتوفّي في سنّ أبي الوقت صحيح الذّهن والجسم (٣).

__________________

(١) وقال ابن النجار : قدم بغداد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان سنجر بن ملك شاه وابن أخيه محمود بن محمد إلى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه ليدرّس بها ، فأجيب إلى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه ، فألزمهم الديوان بمتابعته ، فدرّس بها إلى شعبان من السنة المذكورة ، ثم وصل أسعد الميهني. حدّث ابن الباقرحي ببغداد بيسير. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه ، وروى عنه في كتاب «سلوة الأحزان ، من جمعه.

وقال إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الفرّاء : سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن ابن الباقرحي يقول : بتّ ليلة مفكرا في قلّة حظّي من الدنيا ، فرأيت في النوم مغنيا يغنّي ، فالتفت إليّ وقال : اسمع أي شيخ :

أقسمت بالبيت العتيق وركنه

والطائفين ومنزل القرآن

ما العيش في المال الكثير وجمعه

بل في الكفاف وصحّة الأبدان

(٢) انظر عن (علي بن عساكر) في : مشيخة ابن عساكر (مخطوط) ١ / ورقة ١٤٧ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٨ / ١٣٥ رقم ٤٢ ، والعبر ٤ / ١٥٢ ، ١٥٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ رقم ٢٤٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٦ رقم ١٧٨٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥١٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٧ ، ١٦٨.

(٣) مختصر تاريخ دمشق.

١٢٦

روى عنه : أبو القاسم بن عساكر ، وابنه القاسم ، وأبو القاسم بن صصريّ ، وآخرون.

توفّي في شوّال.

١٠٠ ـ علي بن هبة الله بن عليّ بن عبد الملك بن يوسف.

الصّوفيّ ، أبو الحسن.

كان كثير الكلام فيما لا يعنيه.

روى عن : ثابت بن بندار ، والحسين بن عليّ بن البسريّ ، وغيرهما.

وتوفّي إن شاء الله في هذه السّنة.

١٠١ ـ عمر بن أحمد بن منصور بن أبي بكر محمد بن القاسم بن حبيب (١).

العلّامة أبو حفص بن الصّفّار النّيسابوريّ ، ختن أبي نصر القشيريّ على ابنته.

ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

وسمع بقراءة جدّه إسماعيل بن عبد الغافر بن أبي بكر بن خلف ، وأبي المظفّر موسى بن عمران ، وأبي تراب عبد الباقي المراغيّ ، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحديّ ، وأبي الحسن المدينيّ ، وجماعة.

روى عنه : ابنه أبو سعد عبد الله ، وابن ابنه القاسم بن عبد الله ، وأبو سعد بن السّمعانيّ ، وابنه المظفّر عبد الرحيم ، والمؤيّد الطّوسيّ ، ومنصور الفراويّ ، ويحيى بن الربيع الواسطيّ الفقيه ، وسليمان الموصليّ ، وأخوه

__________________

(١) انظر عن (عمر بن أحمد) في : المنتخب من السياق ٣٧٢ رقم ١٢٣٨ ، والتقييد ٣٩٥ رقم ٥١٧ ، والعبر ٤ / ١٥٣ ، ومعجم الألقاب ق ١ / ٤٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ رقم ٢٢٩ ، والمشتبه ١ / ٢٣٣ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٣١٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٦ رقم ١٧٨٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٢٤٠ ، ٢٤١ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ١٤٢ ، ٧٤٣ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٤١٩ رقم ٣٠٠ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥١٦ ، وتبصير المنتبه ٦٦١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٨.

١٢٧

عليّ ، وأبو الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعيّ ، وزينب الشّعريّة ، وآخرون.

ولقبه : عصام الدّين. وكان من كبار أئمّة الشّافعيّة.

قال حفيده القاسم : كان جدّي نظيرا لمحمد بن يحيى ، وكان يزيد على ابن يحيى بعلم الأصلين.

وقال ابن السّمعانيّ : إمام ، بارع ، مبرّز ، جامع لأنواع الفضل من العلوم الشّرعيّة ، وكان سديد السّيرة ، مكثرا من الحديث.

توفّي يوم عيد الأضحى.

وقد ذكره عبد الغافر (١) فقال : شابّ فاضل ، ديّن ورع ، أصيل ، من أحفاد الإمام أبي بكر بن فورك ، والفقيه أبي بكر الصّفّار ، ومن أسباط أبي القاسم القشيريّ. نشأ معي وفي حجر الوالد مع أخيه أبي بكر ، وسمعا الكثير بإفادة جدّهما والدي ، وأدركا إسناد السّيد أبي الحسن ، والحاكم ، وعبد الله بن يوسف ، وهذا الإمام أحد وجوه الفقهاء الآن ، يرجى له البقاء إن شاء الله إلى وقت الرّواية (٢).

١٠٢ ـ عيسى بن هارون.

أبو موسى المغربيّ ، المالكيّ.

__________________

(١) في المنتخب من السياق ٣٧٢.

(٢) وقال ابن نقطة : حدّث بمسند الإمام أبي عبد الله ، الشافعيّ ، عن نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي ، وعلي بن أحمد المديني ، وحدّث أيضا عن أبي القاسم الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي حرب ، وقدم بغداد وحدّث بها عن أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيره. وكان ثقة.

حدّثنا عنه جماعة من أشياخنا ، وحدّث عنه بالمسند يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز الفقيه أبو علي الواسطي ، وثنا عنه سليمان ، وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي بغيره.

رأيت بخط عمر بن الصفار في إجازة يذكر أن مولده في شهور سنة سبع وستين وأربعمائة.

وكانت وفاته في ذي القعدة من سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. قاله ابن الإخوة الغرناطي ، وكان عمر ثقة. (التقييد).

١٢٨

مدرس حلقة المالكيّة بدمشق. إمام في المذهب والفرائض.

 ـ حرف الميم ـ

١٠٣ ـ محمد بن أحمد بن ثابت (١).

أبو العزّ بن الشّيرجيّ (٢) ، البغداديّ.

روى عن : أبي الحسن بن أيّوب ، وأبي سعد بن خشيش.

وعنه : أبو سعد السّمعانيّ ، ومحمد بن أبي غالب الباذرائيّ.

توفّي في رمضان.

١٠٤ ـ محمد بن أحمد بن أبي القاسم (٣).

أبو بكر النّسفيّ ، اللّؤلؤيّ ، نزيل بخارى.

سمع بنسف من : أبي بكر محمد بن أحمد البلديّ.

روى عنه : عبد الرحيم السّمعانيّ.

وتوفّي في نصف ربيع الآخر ببخارى.

١٠٥ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن يعلى.

أبو البركات ابن الصّائغ البغداديّ ، المؤدّب.

كان مليح الخطّ ، جيّد النّظم.

صحب أبا النّجيب السّهرورديّ مدّة طويلة.

وحدّث عن : أحمد بن عبد القادر بن يوسف.

روى عنه : المبارك بن كامل ، ويوسف بن مقلّد.

وعاش إحدى وثمانين سنة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أحمد الشيرجي) في : معجم شيوخ ابن السمعاني.

(٢) الشيرجي : بكسر الشين المعجمة ، وسكون الياء ، وفتح الراء ، وفي آخرها الجيم ، هذه النسبة إلى بيع دهن الشيرج ، وهو دهن السمسم ، وببغداد يقال لمن يبيع الشيرج : الشيرجي والشيرجاني. (الأنساب ٧ / ٤٥٤).

(٣) انظر عن (محمد بن أحمد اللؤلؤي) في : الأنساب ١١ / ٤٠.

١٢٩

١٠٦ ـ محمد بن محمد بن عبد الله بن معاذ (١).

أبو بكر اللّخميّ ، الإشبيليّ ، المعروف بالفلنقيّ.

أخذ القراءات من شريح ، وخلفه في حلقته ، وترحّل إلى قلعة حمّاد ، فقرأ بها على أبي بكر عتيق بن محمد المقرئ تلميذ العبّاس بن نفيس المصريّ.

وروى عن : أبي الحسن بن الأخضر ، وأبي مروان الباجيّ ، وأبي محمد بن عتّاب.

قال الأبّار (٢) : كان إماما في صناعة الأقراء ، مجوّدا ، مسندا ، مشاركا في العربيّة ، مليح الخطّ ، له تأليف في القراءات «سمّاه كتاب الإنماء إلى مذاهب السّبعة القراء».

أخذ عنه : أبو الحسن نجبة ، وأبو محمد بن عبيد الله ، وأبو ذرّ الخشنيّ.

واستوطن فارس وأقرأ بها.

وتوفي في المحرّم.

وآخر من تلا عليه بالسّبع الإمام محمد بن البوت الفاسيّ.

١٠٧ ـ محمد بن أبي منصور معمر بن أحمد بن محمد (٣).

أبو روح العبديّ اللّنبانيّ (٤) ، الأصبهانيّ.

روى عن : أبي مطيع ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ ، ورزق الله.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في : تكملة الصلة لابن الأبار ٢ / ٤٨٨ ، ومعرفة القرّاء الكبار ٢ / ٥٢٩ ، ٥٣٠ رقم ٤٧٣ ، والوافي بالوفيات ١ / ١٢٦ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٤٢ رقم ٣٤٢٠.

(٢) في تكملة الصلة.

(٣) انظر عن (محمد بن أبي منصور) في : الأنساب ١١ / ٣٣ ، وتوضيح المشتبه ٧ / ٣٦٢.

(٤) اللّنباني : بضم اللام ، وسكون النون ، وفتح الباء المنقوطة بواحدة ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان ، ولها باب يعرف بهذه المحلّة ، يقال له : باب لنبان.

١٣٠

روى عنه : محمد بن أبي المكارم المدينيّ شيخ الأبرقوهيّ ، وأحمد بن عمر بن لبيدة ، وعليّ بن يعيش ، وجماعة.

حجّ ، وحدّث ببغداد.

ومات في شوّال. وقع لنا حديثه عاليا.

١٠٨ ـ المبارك بن أحمد بن زريق (١).

أبو الفتح الواسطيّ ، الحدّاد مقرئ أهل واسط وإمام جامعها ، وأحد الموصوفين بالحذق في القراءات.

قرأ علي : أبي العزّ القلانسيّ ، وسبط الخيّاط.

وسمع من : أبي نعيم الجماريّ (٢) ، وخميس الحوزيّ ، وأبي القاسم بن الحصين.

وصنّف في القراءات.

روى عنه : ابنه المبارك بن المبارك ، وابن إبراهيم بن البنّاء.

قال ابن الدّبيثيّ (٣) : سمعت الثّناء عنه جميلا.

وتوفّي في المحرّم.

١٠٩ ـ المبارك بن أحمد بن محمد.

أبو القاسم البغداديّ ، الصّيرفيّ ، صاحب أبي بكر المزرفيّ.

سمع : طرادا الزّينبيّ ، والنّعاليّ ، وهبة الله بن عبد الرّزّاق.

وعنه : ابن سكينة ، وعبد العزيز بن الأخضر.

__________________

(١) انظر عن (المبارك بن أحمد) في : المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٣ / ١٦٦ رقم ١١١٤ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٤٣ رقم ٤٨٤ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣١١ (دون ترجمة) ، وغاية النهاية ٢ / ٣٧ رقم ٢٦٤٩.

وهو في الأصل : «رزيق» بتقديم الراء ، وفي بعض المصادر «زريق» بتقديم الزاي.

(٢) في الأصل «الحماري» بالحاء المهملة. والتصويب من : معرفة القراء ، ومختصر ابن الدبيثي.

(٣) في المختصر.

١٣١

وكان شيخا صالحا ، عاش نيّفا وسبعين سنة.

وتوفّي في ربيع الأوّل سنة ثلاث.

١١٠ ـ المبارك بن أحمد بن منصور (١).

أبو محمد بن الشّاطر (٢) ، بغداديّ.

روى عنه : أبي سعد الأسدي (٣).

روى عنه : ابن الأخضر (٤) ، وغيره.

وتوفّي في رمضان.

١١١ ـ المبارك بن المبارك بن عليّ بن نصر (٥).

الإمام الزّاهد الكبير ، أبو محمد بن التّعاويذيّ (٦) ، الجوهريّ.

ولد سنة ٤٧٦ ، وسمع : النّعاليّ ، وطرادا الزّينبيّ ، وابن البطر

وحصّل الأجزاء ، وصحب الشّيخ حمّادا الدّبّاس.

قال ابن النّجّار (٧) : كان يتكلّم على لسان القوم ، وله رياضات ومقامات. ثنا عنه : ابن سكينة ، وابن الأخضر ، وابن الحصريّ. وكان صدوقا (٨).

__________________

(١) انظر عن (المبارك بن أحمد) في : المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٣ / ١٦٦ رقم ١١١٥.

(٢) في المختصر : «أبو محمد بن أبي السعادات ابن الشاطر».

(٣) وروى عن : هبة الله بن علي بن الشريحي.

(٤) وهو عبد العزيز بن الأخضر ، وأبو المحاسن القرشي.

(٥) انظر عن (المبارك بن المبارك) في : الأنساب ٣ / ٥٩ ، ٦٠ ، واللباب ١ / ٢١٧.

(٦) التّعاويذي : بفتح التاء والعين المهملة وكسر الواو بعد الألف ، بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الذال المعجمة ، هذه النسبة إلى كتابة التعاويذ.

(٧) في الجزء المفقود من ذيل تاريخ بغداد.

(٨) وقال ابن السمعاني : كان شيخا صالحا ، سديد السيرة ، يقعد في سوق الجوهريين ببغداد ، وكان الناس يتبركون به ، ولعلّ والده كان يرقي ويكتب التعاويذ .. كتبت عنه أحاديث يسيرة ، وعلّقت عنه بيتين من شعره أنشدناهما من لفظه لنفسه.

١٣٢

توفّي في جمادى الأولى في سنة ثلاث.

١١٢ ـ المباركة بنت أبي بكر محمد بن منصور بن عمر الكرخيّ.

وتعرف بستّ الإخوة ، أخت أبي البدر الكرخيّ.

سمعت من : عاصم بن الحسين.

وتوفّيت في ذي الحجّة.

روى عنها : ابن طبرزد ، وابن الأخضر ، وثابت بن مشرّف ، وآخرون.

١١٣ ـ مسعود بن محمد بن غانم بن محمد (١).

أبو المحاسن الغانميّ (٢) الهرويّ ، الأديب.

ولد بطوس ، ونشأ بنيسابور ، وتفقّه ببلخ ، وسكن هراة.

أجاز له : الأستاذ أبو القاسم القشيريّ ، وأبو صالح المؤذّن.

وسمع «مسند الهيثم» من أبي القاسم أحمد بن محمد الخليليّ.

وسمع : أبا إسحاق إبراهيم الأصبهانيّ ، وأبا جعفر السّمنجاني (٣) ، وغيرهم.

قال ابن السّمعانيّ (٤) : كان إماما فاضلا ، ورعا ، كثير العبادة. كان يتورّع عند طعام والده لاختلاطه بالدّولة. وعمّر العمر الطّويل في طاعة الله. وكان سريع النّظم ، ويسمّي أشعاره «السّحريّات».

__________________

(١) انظر عن (مسعود بن محمد) في : الأنساب ٩ / ١٢٠ ، والتحبير ٢ / ٣٠١ ، ٣٠٢ ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب الغانمي والقائمي ، واللباب ٢ / ٣٧٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٩ ، ٣٦٠ رقم ٢٥٠ ، والجواهر المضيّة ٢ / ١٧٠ ، ١٧١.

(٢) الغانمي : بفتح الغين المعجمة وكسر النون وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى غانم وهو اسم لجدّ المنتسب إليه.

(٣) السّمنجاني : بكسر السين والميم ، وسكون النون والجيم. نسبة إلى سمنجان : بليدة من طخارستان وراء بلخ ، وهي بين بلخ وبغلان. (الأنساب ٧ / ١٥٠).

وأبو جعفر السمنجاني توفي سنة ٥٠٤ ه‍.

(٤) في التحبير.

١٣٣

ولد سنة أربع وستّين وأربعمائة ، وتوفّي في ربيع الأوّل.

قلت : هو آخر من روى عن القشيريّ.

وروى عنه : ابن السّمعانيّ (١) ، وولده عبد الرحيم ، وابن عساكر.

سمع منه عبد الرحيم «مسند الهيثم بن كليب» ، و «رسالة القشيريّ».

١١٤ ـ مسعود (٢) بن محمد بن شنيف (٣).

الورّاق (٤) ، أخو أحمد.

سمع : أبا غالب محمد بن محمد العطّار ، والحسين بن محمد السّرّاج.

سمع منه : أحمد بن يحيى بن هبة الله ، وابن عمّه الحسين بن شنيف ، وابن اللّتّيّ (٥) ، وإبراهيم بن محمود الشّعّار ، وغيرهم.

كنيته أبو الفتح.

توفّي في شعبان سنة ثلاث وخمسين.

 ـ حرف النون ـ

١١٥ ـ نصر بن منصور بن حسين (٦).

أبو القاسم بن العطّار ، الحرّانيّ ، التّاجر ، نزيل بغداد.

كان متموّلا ، كثير الصّدقات ، وفكّ الأسارى ، وصلة المحدّثين ، مع

__________________

(١) وهو قال : كتبت عنه الكثير ، وسمعت منه جميع مسند الهيثم بن كليب ، والشمائل لأبي عيسى الترمذي ، وغيرهما من الفوائد ، وكتبت عنه من أشعاره الشيء الكثير. (الأنساب).

(٢) في الأصل : «منصور» ، والمثبت عن مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (مسعود بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٣ / ١٩٠ رقم ١١٩٨.

(٤) كنيته : أبو الفتح.

(٥) في المختصر : «أبو المنجي ابن الليثي».

(٦) انظر عن (نصر بن منصور) في : المنتظم ١٠ / ١٨٣ رقم ٢٧٥ (١٨ / ١٢٧ ، ١٢٨ رقم ٤٢٢٦) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٣٩ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٣٠ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٠٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٨.

١٣٤

الدّين والخير.

قال ابن الأخضر : سألته يوما عن زكاة ماله فضحك وقال : سبعة آلاف دينار.

قال ابن النّجّار : حدّثونا أنّه غرق له مركب ، فأحضر الغوّاصين ، فلم يزالوا يصعدون ما فيه حتّى قال : قد بقي طشت وإبريق ، فإنّ هذا المال مزكّى لا يضيع منه شيء. فغاصوا فوجدوه.

توفّي في شعبان ببغداد ، وله أربع وثمانون سنة (١). ولم يرو شيئا.

وكان يحفظ القرآن.

قال أبو المظفّر (٢) : كان خصّيصا بجدّي ، يحبّه ويحسن إليه. حكى لي جماعة عنه أنّ عينه ذهبت ، قال : فتوضّأت من دجلة ، وإذا بفقير عليه أطمار رثّة ، فقلت : امسح على عيني. فمسح عليها ، فعادت صحيحة ، فناولته دنانير ، فامتنع وقال : إن كان معك رغيف فنعم. فقمت وأتيت بخبز ، فلم أره (٣).

فكان نصر رحمه‌الله لا يمشي إلّا وفي كمّه خبز.

وسمعت جماعة يحكون أنّ نصرا اشترى مملوكا تركيّا بألف دينار ، وأعطاه تجارة بألف دينار ، وجهّزه إلى بلاد التّرك. وكان جدّي قد جمع كتاب «المغفّلين» فكتب نصر إليه فعاتبه ، وقال : أنا من جملة المحبّين لك ، وأنت تلحقني بالمغفّلين؟ فقال : بلغني كذا وكذا ، وكيف يعود إليك وقد صار ببلاده

__________________

(١) وكان مولده بحرّان سنة ٤٨٤ ه‍.

(٢) في مرآة الزمان ٨ / ٢٣٠.

(٣) وقال ابن الجوزي : وحدّثني أبو محمد العكبريّ قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، فقلت : يا رسول الله امسح بيدك عيني فإنّها تؤلمني ، فقال : اذهب إلى نصر ابن العطار يمسح عينك. قال : فقلت في نفسي : أترك رسول الله وأمضي إلى رجل من أبناء الدنيا ، فعاودته القول : يا رسول الله امسح عيني بيدك ، فقال لي : أما سمعت الحديث «إن الصدقة لتقع في يد الله» وهذا نصر قد صافحته يد الحق فامض إليه. قال : فانتبهت فقصدته ، فلما رآني قام فتلقّاني حافيا ، فقال : الّذي رأيته في المنام قد تقدّم في حقك بشيء. فقرأ على عيني الفاتحة والمعوّذات ، فسكن الألم ووجدت العافية. (المنتظم).

١٣٥

ومعه ألف دينار؟ قال : فإنّه عاد. قال جدي : أمحو اسمك واكتب اسمه.

قلت : هو والد الوزير ظهير الدّين منصور العطّار (١) المقتول في سنة ٧٥ (٢).

 ـ حرف الياء ـ

١١٦ ـ يحيى بن محمد بن عليّ بن محمد (٣).

أبو طاهر بن أبي الفتوح الطّائيّ ، الهمذانيّ سلّار الحاجّ ، وأخو المحدّث أبي الفتوح محمد صاحب «الأربعين».

حج أكثر من عشرين حجة.

قال ابن السّمعانيّ : كان جلدا ، خيّرا متحرّيا ، عارفا بالطّرق ، دخّالا في الأمور.

سمع بهمذان : أبا الحسن طريف بن محمد الحيريّ ، وأبا المظفر محمد بن أحمد الأبيورديّ الأديب.

سمعت منه بالحجاز ، وكان يختم القرآن كلّه في ليلة قائما في مسجد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

توفّي في شعبان.

١١٧ ـ يحيى بن سلامة (٤).

__________________

(١) الكامل ١١ / ٢٣٩ وهو أستاذ دار المضيء.

(٢) وقال سبط ابن الجوزي إنه كان يأتي إليه في كل سنة فقير من دار القزّ فيعطيه من الزكاة خمس دنانير. ومضت مدة ولم يذهب إليه ، فعبر ذلك الفقير يوما إلى خان الحسبة وتحت يده منديل فيه ثياب عتابي ونصر جالس في الخان ، فناداه : يا فقير ، تعال خذ رسمك. فقال له : أنا اليوم لا يجب عليّ الزكاة. قال : وكيف؟ قال : الخمس دنانير التي أعطيتني إياها اتّجرت بها فصارت عشرين دينارا ، فبكى نصر وقال : الحمد لله على هذه النعمة.

(٣) انظر عن (يحيى بن محمد) في : مشيخة ابن السمعاني.

(٤) تقدّم برقم (٣٥).

١٣٦

تقدّم في سنة إحدى وخمسين.

وقال أبو الفرج بن الجوزيّ : توفّي سنة ثلاث في ربيع الأوّل بميّافارقين ، ثمّ ذكر له أشعارا كثيرة.

١١٨ ـ يحيى بن عبد الملك بن شعيب (١).

أبو زكريّا الكافوريّ (٢) ، التّاجر ، الصّالح.

ورع ، خيّر ، صحب حمّاد الدّبّاس ولازمه ، وجمع كلامه بعد وفاته.

سمع : أبا غالب النّعاليّ ، وأبا الحسين بن الطّيوري.

وعنه : ابن الأخضر.

مات في جمادى الآخرة في عشر الثّمانين (٣).

الكنى

١١٩ ـ أبو إسحاق بن المستظهر (٤).

أخو الخليفة المقتفي لأمر الله.

توفي في منتصف المحرّم ، واغتم عليه الخليفة غما شديدا.

وماتت بعده والدته بيومين.

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن عبد الملك) في : الأنساب ١٠ / ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، واللباب ٣ / ٧٧.

(٢) الكافوري : بفتح الكاف وضم الفاء وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى كافور ، وهو من الطيب وبيعه.

(٣) قال ابن السمعاني : بغدادي المنشأ والمقام ، كان ساكنا ، سليم الجانب ، عفيفا ، ذا سمت ووقار صاحب الشيخ حمّادا الدباس وانتفع بصحبته ولازمه ، وكان قد جمع كلامه بعد وفاته .. سمعت منه أحاديث يسيرة ، وكانت ولادته سنة ست وسبعين وأربعمائة بحلب.

(٤) انظر عن (أبي إسحاق بن المستظهر) في : المنتظم ١٠ / ١٨٢ رقم ٢٧٢ (١٨ / ١٢٦ رقم ٤٢٢٣).

١٣٧

١٢٠ ـ أبو بكر السّمرقنديّ (١).

ظهير الدّين.

من كبار الحنفيّة. درّس بدمشق بمسجد خاتون (٢).

__________________

(١) انظر عن (أبي بكر السمرقندي) في : تاريخ دمشق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٨ / ١٩٨ رقم ١٤٢.

(٢) وقال ابن عساكر : قدم دمشق وأقام بها مدّة ، وعقد له مجلس التدريس في الخزانة الشرقية بالشام من جامع دمشق التي جعلت مسجدا ، ثم فوّض إليه التدريس بمسجد خاتون إلى أن مات بدمشق في شوّال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.

١٣٨

سنة أربع وخمسين وخمسمائة

 ـ حرف الألف ـ

١٢١ ـ أحمد بن عبد الله بن بركة (١).

أبو القاسم بن ناجية (٢) الحربيّ (٣) ، الفقيه.

تفقّه على أبي الخطّاب ، وبرع في مذهب أحمد ، ثمّ صار حنفيّا ، ثمّ تحوّل شافعيّا ، وكان إماما بارعا ، بصيرا بالفقه ، فقيه النّفس ، قيّما بالمناظرة ، مليح الوعظ ، ديّنا.

قال ابن السّمعانيّ : اجتمعت به يوما فقال لي : أنا السّاعة متّبع الدّليل ما أقلّد أحدا.

سمع من : ثابت بن بندار.

وحدّث.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الله بن بركة) في : المنتظم ١٠ / ١٩٠ رقم ٢٧٧ (١٨ / ١٣٦ رقم ٤٢٢٨) وفيه : «أحمد بن معالي بن بركة» ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣١٥ رقم ٢٠٩ ، والوافي بالوفيات ٧ / ١١٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٤٠ ، وفيه : «أحمد بن معالي بن بركة» ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٧٠.

(٢) تصحّفت في (الوافي بالوفيات) إلى : «باجية» بالباء الموحّدة بدل النون. وناجية هي أمّه.

وهو : أحمد بن معالي ، كما في : المنتظم ، والبداية والنهاية ، وذيل طبقات الحنابلة. وفي : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣١٥ : أبو القاسم أحمد بن أبي المعالي عبد الله ، ومثله في : الوافي بالوفيات ، ثم قال : يعرف بأحمد بن معالي بن ناجية.

(٣) تقدّم التعريف بنسبة «الحربي» في الترجمة الأولى من هذه الطبقة ، بالحاشية رقم (٢).

١٣٩

وتوفّي في جمادى الآخرة.

روى عنه : ابن الأخضر ، وأحمد بن يحيى بن هبة الله.

ومولده سنة ٤٧٥ (١).

١٢٢ ـ أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عليّ بن إسماعيل بن سليمان بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن الأمير إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس (٢).

أبو جعفر (٣) العبّاسيّ ، المكّيّ ، نقيب الهاشميّين بمكّة.

سمع من : أبي عليّ بن عبد الرحمن الشّافعيّ ، وغيره ، وأبي مكتوم عيسى بن أبي ذرّ ، وعبد القاهر بن عبد السّلام العبّاسيّ المقرئ.

ورد بغداد وحدّث بها وبأصبهان. وولد سنة ثمان وستّين وأربعمائة.

وتوفّي في شعبان.

قال أبو سعد : شيخ ، ثقة ، صالح ، متواضع ، ما رأيت في الأشراف مثله (٤). قدم علينا أصبهان ، وأنا بها ، لدين ركبه ومعه خمسة أجزاء فسمعت منه. وسمع في الكهولة ونسخ الكتب. ثمّ قدم أصبهان راجعا من كرمان في

__________________

(١) وقال ابن الجوزي : تفقه على أبي الخطاب الكلواذاني ، وبرع في النظر. سمعت درسه مدّة وكان قد انتقل إلى مذهب الشافعيّ ثم عاد إلى مذهب أحمد ووعظ ، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب ، وكان سبب موته أنه ركب دابّة فانحنى في مضيق ليدخله فاتكأ بصدره إلى قربوس السرج فأثّر فيه وانضم إلى ذلك إسهال فضعفت القوة وكان مدّة يومين أو ثلاثة. (المنتظم).

(٢) انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد العزيز) في : المنتظم ١٠ / ١٩١ رقم ٢٧٨ (١٨ / ١٣٦ رقم ٤٢٢٩) ، والتقييد ١٨٠ رقم ٢٠٠ ، وتاريخ إربل (تراجم الأعلام) ٢ / ٤٩ والتكملة لوفيات النقلة ١ / ١٢٨ ، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ٣ / ١٠٠ ، والعبر ٤ / ١٥٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٣١ ، ٣٣٢ ، رقم ٢٢٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٦ رقم ١٧٨٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ١ / ٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٧ ، والعقد الثمين ٣ / ١٤٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٣١ ، وشذرات ٤ / ١٧٠.

(٣) وأبو العباس أيضا : كما في التقييد ١٨٠.

(٤) وقال ابن الجوزي نحوه في (المنتظم).

١٤٠