تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وكان غاية في حسن التّجليد اصطفاه المقتفي بالله لتجليد خزانة كتبه ، رحمه‌الله تعالى (١).

٧٤ ـ محمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الخلّ (٢).

الإمام أبو الحسن بن أبي البقاء البغداديّ ، الفقيه الشّافعيّ.

كان إماما بارعا ، خبيرا بالمذهب.

تفقه على : أبي بكر الشّاشيّ ، والمستظهريّ. ودرّس ، وأفتى ، وصنّف ، وتفرّد بالفتوى ببغداد في المسألة الشّرعيّة.

وصنّف كتابا سمّاه «توجيه التّنبيه على صورة الشّرح» وهو مختصر ، وذاك أوّل شرح صنّف للتّنبيه. وصنّف كتابا في أصول الفقه.

وقد سمع الحديث من جماعة من الكبار ، وحدّث عن أبي عبد الله النّعاليّ ، ونصر بن أبي الخطّاب بن البطر ، وثابت بن بندار ، وأبي عبد الله بن البسريّ ، وجعفر السّرّاج ، وأبي بكر الطريثيثيّ ، وأبي الفضل محمد بن عبد السّلام الأنصاريّ ، وأبي غالب الباقلّانيّ ، وأبي الحسن بن الطّيوريّ ، وآخرين.

__________________

(١) وقال ابن نقطة : حدّث بكتاب «الصحيح» لمسلم عن أبي الفتح ـ ويقال ـ أبو الليث ـ نصر بن الحسن بن القاسم الشاشي التنكيّ ... وكان ثقة. (التقييد).

(٢) انظر عن (محمد بن المبارك) في : المنتظم ١٠ / ١٧٩ ، ١٨٠ رقم ٢٦٩ (١٨ / ١٢٢ ، ١٢٣ رقم ٤٢١٩ ، وتاريخ إربل (انظر تراجم الأعلام) ٢ / ٤٢ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢١٧ وذكره في وفيات سنة ٥٥١ ه‍. ، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح ١ / ٢٤٤ ، ٢٤٥ رقم ٦٦ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٣١ ، ومعجم الألقاب ٤ / ٨٧٠ ، والعبر ٤ / ١٥٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٠ ـ ٣٠٢ رقم ٢٠٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، والمشتبه ١ / ١٦٨ ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ١ / ١٨٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٩ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٣٦ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٣٨١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦ / ١٧٦ ، ١٧٧ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٨٦ ، ٤٨٧ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقي ٢٧ أوب ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٣٨ ، ٣٣٢ ، رقم ٢٩٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٧ ، وكشف الظنون ١ / ٤٨٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٤ ، ١٦٥ ، وهدية العارفين ٢ / ٩٣ ، والأعلام ٧ / ٢٣٩ ، ومعجم المؤلفين ١١ / ١٧٠ ، وديوان الإسلام ٢ / ٢٤١ ، ٢٤٢ رقم ٨٨٢.

١٠١

روى عنه : عبد الخالق بن أسد ، وأبو سعد بن السّمعانيّ ، وأحمد بن طارق الكركي ، والفتح بن عبد السّلام ، وجماعة آخرهم وفاة أبو الحسن القطيعيّ.

وقيل : كان النّاس يتحيّلون على أخذ خطّه في الفتاوى لحسن خطّه لا للحاجة إلى الفتيا.

ولد سنة خمس وسبعين وأربعمائة.

قال ابن السّمعانيّ : هو أحد الأئمّة الشّافعيّة ببغداد ، برع في العلم وهو مصيب في فتاويه ، وله السّيرة الحسنة والطّريقة الجميلة. خشن العيش ، تارك للتكلّف ، على طريقة السّلف. حلس (١) بمسجده الّذي بالرّحبة لا يخرج منه إلّا بقدر الحاجة (٢).

وقال أبو الفرج بن الجوزي (٣) : توفّي في المحرّم. ودفن بالورديّة (٤).

وتوفّي أخوه :

أبو الحسين أحمد بن الخلّ الشّاعر (٥) في ذي القعدة من السّنة أيضا.

قلت : وكان فقيها أيضا ، وعاش سبعا وسبعين سنة (٦).

__________________

(١) حلس : بالحاء المهملة وسكون اللام ، أي ملازم له.

(٢) طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح ١ / ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، وزاد ابن السمعاني : وهو الّذي تفرّد في الفتوى بالسريجية الساعة ببغداد.

(٣) في المنتظم ١٠ / ١٨٠ (١٨ / ١٢٣).

(٤) في المنتظم : «باللوزية». وذكر ابن الأثير وفاته في سنة ٥٥١ ه‍. وقال : جمع بين العلم والعمل ، وكان يؤمّ بالخليفة في الصلاة. (الكامل ١١ / ٢١٧).

(٥) انظر عن (أحمد بن الخلّ) في : وفيات الأعيان ٤ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٢ (في ترجمة أخيه محمد بن المبارك) ، والوافي بالوفيات ٧ / ٣٠٣ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٨٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٥ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٤٩٩.

وقيل : اسم أبي الحسين : الحسن. كذا سمّاه ابن النجار. (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٢).

وفي تاريخ إربل ١ / ١٧٢ رقم ٧٧ ترجمة لأبي على الحسن بن أبي الحسن محمد بن خلّ الإربلي الكردي. توفي سنة ٥٥٨ ه‍.

(٦) في السير : مات عن سبعين سنة.

١٠٢

وقع الجزء الأوّل من مشيخة أبي الحسن لنا بعلوّ (١).

٧٥ ـ محمد بن عمر بن عبد الصّمد.

أبو الفتح المطيع البلخيّ ، الفقيه الحنفيّ.

سمع : أبا القاسم أحمد بن محمد الخليليّ.

أخذ عنه : السّمعانيّ.

مات في شعبان عن اثنتين وستّين سنة.

٧٦ ـ محمد بن مسعود بن أحمد بن الشّدنك (٢).

أبو الغنائم الميدانيّ ، البغداديّ. كان يسكن الميدان عند دار البساسيريّ.

قال ابن السّمعانيّ : شيخ صالح : مستور. سمع : أبا الحسين عاصم بن الحسن. كتبت عنه.

وتوفّي في الثّامن والعشرين من ربيع الأوّل.

قلت : وسمع : ابن رزق الله التّميميّ ، وغيره.

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وهبة الله بن وجيه بن السّقطيّ ، وعبد العزيز بن الأخضر.

٧٧ ـ محمد بن يحيى بن محمد بن مذّال (٣).

أبو الفضل بن النّفيس البغداديّ ، العطّار.

__________________

(١) وقال أبو الحسين أحمد بن حمزة ابن الموازيني الشافعيّ في «الأربعين» له : أنشدنا الإمام المفتي أبو الحسن محمد بن المبارك ابن الخلّ الشافعيّ ببغداد قال : أنشدنا الإمام أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ لنفسه :

لاح شيب بمفرقي يتلالأ

وتولى عنّي الشباب فزالا

لاذ بالفكر في القيامة قلبي

وتذكّرت النار والأغلالا

لا وربّ العباد لا حلت عن طاعة

ربّي ولو بقيت خيالا

لا تلم هاربا إلى الله خوفا

من ذنوب قد أورثته خبالا

لا تظنّنّ ما حييت بخلّاقك

سوءا سبحانه وتعالى

(طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح ١ / ٢٤٥).

(٢) انظر عن (محمد بن مسعود) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٣ (دون ترجمة) ، والوافي بالوفيات ٥ / ٢١ رقم ١٩٨١.

(٣) انظر عن (محمد بن يحيى) في : معجم شيوخ ابن السمعاني.

١٠٣

شيخ صالح ، روى عن : أبي الحسين بن الطّيوريّ.

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وابن سكينة ، وأبو الفرج بن الجوزيّ.

توفّي في صفر.

٧٨ ـ مبشّر بن أحمد بن محمود بن عبد الله بن أحمد (١).

أبو الفتوح النّكويّ ، الأصبهانيّ ، الزّاهد ، الواعظ.

سمع : رزق الله التّميميّ ، وأبا منصور بن شكرويه ، وأبا حفص عمر بن أحمد السّمسار.

روى عنه : ابن السّمعانيّ وقال : سألته عن مولده فقال : في حدود سنة تسع وسبعين وأربعمائة.

وروى عنه : يوسف بن المبارك الخفّاف.

وقال معمّر بن الفاخر : توفّي مبشّر بن أبي سعد الزّاهد رحمه‌الله في الثّامن والعشرين من صفر.

٧٩ ـ محمود بن إبراهيم (٢).

أخو أبي بكر (٣) الصّالحانيّ ، الزّاهد.

سمع : أبا الخير بن ررا.

كتب عنه : أبو سعد بن السمعانيّ (٤).

٨٠ ـ محمود بن حسين بن محمد (٥).

الأصبهانيّ.

__________________

(١) انظر عن (مبشر بن أحمد) في : معجم شيوخ ابن السمعاني.

(٢) انظر عن (محمود بن إبراهيم) في : التحبير ٢ / ٢٧٠ ، ٢٧١ ، رقم ٩٣٧ ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني ، ورقة ٢٥٢ ب.

(٣) كنيته : أبو محمد.

(٤) وهو قال : شيخ صالح. سمعت منه أوراقا من تاريخ أصبهان لأبي بكر بن مردويه ، بروايته عن أبي الخير ، عنه.

(٥) انظر عن (محمود بن حسين) في : التحبير ٢ / ٢٧٨ رقم ٩٤٥ ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني ، ورقة ٢٥٤ ب.

١٠٤

سمع : رزق الله التّميميّ ، والثّقفيّ (١).

ويكنّى أبا الفتح.

روى عنه : السّمعانيّ ، وقال : مات في شوّال (٢) رحمه‌الله تعالى.

٨١ ـ المغيث بن يونس بن محمد بن مغيث (٣).

أبو يونس القرطبيّ ، من بيت العلم والرواية.

روى عن : أبيه ، وأبي القاسم بن صواب ، وأبي بحر بن العاص ، وجماعة. وشوور بقرطبة. وشرّق (٤) بنفسه وببيته ، وتوفّي رحمه‌الله في رجب عن ستّ وستّين سنة (٥).

٨٢ ـ [منصور] (٦) بن محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد (٧).

برهان الدّين أبو القاسم بن أبي سعد بن أبي نصر الصّاعديّ ، النّيسابوريّ ، قاضي نيسابور.

سمع من : جدّه أبي نصر ، وأبي بكر بن خلف الشّيرازيّ ، وأبي القاسم عبد الرحمن الواحديّ ، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ ، وغيرهم.

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وابنه عبد الرحيم.

وقال أبو سعد : كان جيّد الولاية ، مشتغلا بالعبادة. لزم الجامع مدّة معتكفا. وكان شديد الامتناع عن التّحديث (٨).

__________________

(١) هو الرئيس أبو عبد الله القاسم الثقفي.

(٢) وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.

(٣) انظر عن (المغيث بن يونس) في : بغية الملتمس للضبّي ٤٦٩ ، ٤٧٠ رقم ١٣٧١.

(٤) في البغية : «وشهد».

(٥) مولده سنة ٤٨٦ ه‍.

(٦) في الأصل بياض ، والمستدرك من مصادر الترجمة.

(٧) انظر عن (منصور بن محمد) في : التحبير ٢ / ٣١٥ ، ٣١٦ رقم ١٠١٤ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٤ ، والجواهر المضيّة ٢ / ١٨٣ ، ١٨٤ ، والعسجد المسبوك (مخطوط) ورقة ٧١ ب.

(٨) وعبارته في التحبير : من بيت العلم والقضاء ، وكان حميد السيرة في ولايته ، وقورا ،

١٠٥

وقال عبد الرحيم بن السّمعاني في «معجمه» ، وهو كلام أبيه على لسان عبد الرحيم : كان إماما ، فاضلا. عالما ، مهيبا ، وقورا ، قصير اليد عن أموال النّاس ، غير أنّه كان شديد الميل إلى مذهب أهل العذل ، يعني المعتزلة ، قرأ والدي عليه جزءا ضخما بجهد. وسمعت منه الأوّل من «تاريخ نيسابور» بروايته عن موسى بن عمران ، عنه.

توفّي في ربيع الآخر (١).

 ـ حرف النون ـ

٨٣ ـ ناصر بن سلمان بن ناصر بن عمران بن محمد (٢).

أبو الفتح ، العلّامة بن أبي القاسم الأنصاريّ ، النّيسابوريّ.

قال ابن السّمعانيّ (٣) : كان إماما ، مناظرا ، بارعا في الكلام ، حاز قصب السّبق فيه على أقرانه. وصار في عصره واحد ميدانه.

وصنّف التّصانيف ، وترسّل من جهة السّلطان سنجر إلى الملوك. مولده سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

قال : وكان صاحب أوقاف الممالك ، وكان لا يتورّع عن مال الوقف ، ولا عن بيع رقاب أوقاف المساجد والرّبط. وكان يقول : يجب صرفها إليّ لأنيّ أذبّ عن الدّين.

سمع : أباه ، وأبا الحسن المدينيّ المؤذّن ، والفضل بن عبد الواحد التّاجر.

__________________

= ساكنا ، حسن الطريقة ، مشتغلا بالعبادة ، لزم الجامع القديم بنيسابور ، وكان أكثر أوقاته معتكفا فيه .. فرأت عليه شيئا يسيرا بجهد. ثم لما رحلت بابني أبي المظفّر إلى نيسابور ، قرأت عليه جزءا. وقدم علينا مرو في سنة اثنتين وخمسين.

(١) وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وأربعمائة بنيسابور.

(٢) انظر عن (ناصر بن سلمان) في : التحبير ٢ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ رقم ١٠٤٨ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٣١٧ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٦٥.

(٣) في التحبير ٢ / ٣٣٨.

١٠٦

وتوفّي بمرو في جمادى الأولى.

قلت : روى عنه : عبد الرحيم السّمعاني ، وأبوه.

٨٤ ـ [نصر] (١) بن نصر بن عليّ بن يونس (٢).

أبو القاسم العكبريّ (٣) الواعظ ، الشّافعيّ.

قال ابن السّمعانيّ : شيخ واعظ ، متودّد ، متواضع.

وقال ابن النّجّار : كان يتكلّم في الأعزية.

سمع : أبا القاسم بن البسريّ ، وعاصم بن الحسن التنكتيّ.

ثنا عنه : ابن ابنه محمد بن عليّ ، وأبو أحمد بن سكينة ، وابن الأخضر ، وعبد السّلام الدّاهريّ ، وعمر بن كرم ، وجماعة.

قلت : وروى عنه : ابن السّمعانيّ ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن الشّيخ عبد القادر ، وعبد الرحمن بن عمر بن الغزّال ، وسعيد بن محمد بن الرزاز ، وداود بن ملاعب الوكيل ، ويوسف بن عمر بن نظام الملك ، والحسن بن إسحاق بن الجواليقيّ ، وأبو الحسن القطيعيّ وهو آخرهم.

وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المقيّر.

قال ابن الجوزي (٤) : كان ظاهر الكياسة ، يعظ وعظ المشايخ ، ويتخيّره النّاس لعمل الأعزية.

ولد سنة ستّ وستين وأربعمائة ، وتوفي في ذي الحجّة. ونشأ ولده أبو محمد على طريقته إلى أن مات سنة خمس وسبعين.

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) انظر عن (نصر بن نصر) في : المنتظم ١٠ / ١٨٠ رقم ٢٧٠ (١٨ / ١٢٣ رقم ٤٢٢١ ، والعبر ٤ / ١٥٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ رقم ٢٠٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٦٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٥ رقم ١٧٨٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٣٢٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٦.

(٣) تحرّفت النسبة في شذرات الذهب إلى «الطبري».

(٤) في المنتظم.

١٠٧

 ـ حرف الياء ـ

٨٥ ـ يحيى بن عيسى بن حسن بن إدريس (١).

أبو البركات الأنباري ، الواعظ ، الزّاهد ، بغداديّ كبير القذر.

ذكره أبو الفرج بن الجوزي (٢) فقال : قرأ القرآن على جماعة ، وسمع من : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وغيره.

وقرأ النحو على الزّبيديّ وصحبه مدّه.

وتفقّه على القاضي الحرّانيّ ، ووعظ. وكان يبكي على المنبر من حين صعوده إلى حين نزوله. وتعبّد في زاويته نحو خمسين سنة. وكان ورعا حتّى إنّه عطش مرّة فجيء بماء [بارد] من بعض دور الحكّام فلم يشرب.

وكان لا يفعل شيئا إلّا بنيّة. وكان من جياد أهل السّنّة ورزق أولادا صالحين فسمّاهم أبا بكر ، وعثمان ، وعمر ، وعليّ. وكان أمّارا بالمعروف نهّاء عن المنكر مستجاب الدّعوة ، له كرامات ومنامات صالحة ، رأى في بعضها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

وكان هو وزوجته يصومان النّهار ويقومان اللّيل ، ويحييان بين العشائين ، ولا يفطران إلّا بعد العشاء. وحتّما أولادهما القرآن ، وأقرءا جماعة من النّساء والرجال ، فلمّا توفّي إلى رحمة الله قالت زوجته : اللهمّ لا تحييني بعده. فماتت بعده بخمسة عشر يوما (٤).

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن عيسى) في : المنتظم ١٠ / ١٨٠ رقم ٢٧١ (١٨ / ١٢٣ ، ١٢٤ ، رقم ٤٢٢٢) ، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ٣ / ٢٤٦ ، ٢٤٧ رقم ١٣٥٥ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٢٩ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٠٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٧.

(٢) في المنتظم.

(٣) زاد ابن الجوزي : وفي بعضها أحمد بن حنبل ، فقال المروذي : يا أبا عبد الله هذا من أصحابنا. فقال : وهل يشك فيه؟

(٤) في مرآة الزمان : فعاشت خمسة وعشرين يوما.

١٠٨

سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة

 ـ حرف الألف ـ

٨٦ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل.

المقدسيّ. جدّ الحافظ الضّياء.

قرأت بخطّ الحافظ حفيده أنّه توفّي في شعبان بجبل قاسيون بجنينة الحمصيّ. وكان قد هاجر من نحو سنة. وخلّف من الولد عبد الرحمن ، وإبراهيم والد البهاء ، وعبد الواحد والد الضّياء ، والرّضا ، وفاطمة. وأمّهم مباركة عمّة الشّيخ موفّق الدّين.

وقد حجّ فأخذتهم العرب ، وسلم له ذهب جعله في شمعة ألزقها بكفّه.

 ـ حرف الجيم ـ

٨٧ ـ جعفر بن الحسن بن منصور (١).

أبو الفضل الكثيري القومسيّ ، البياريّ (٢) المعبّر. وكان كثير جدّه لأمّه.

ذكره ابن السّمعانيّ فقال : أديب ، فاضل ، شاعر ، عابر (٣).

سمع : عبد الواحد بن القشيريّ ، وطبقته.

__________________

(١) انظر عن (جعفر بن الحسن) في : التحبير ٢ / ٤٥٤ ، ٤٥٥ رقم ١٧ (بالملحق) ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني ، ورقة ٦٤ ب ، ومعجم البلدان ١ / ٥١٧.

(٢) البياري : بالكسر. مدينة لطيفة من أعمال قومس ، بين بسطام وبيهق.

(٣) أي مفسّر للأحلام.

١٠٩

وتوفّي ببخارى عن اثنتين وثمانين سنة (١).

روى عنه : هو ، وولده عبد الرحيم (٢).

 ـ حرف الحاء ـ

٨٨ ـ الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد (٣).

أبو عليّ الموسياباذي (٤) ، الصّوفيّ ، الهمذانيّ.

سمع : الفضل بن أبي حرب الجرجانيّ ، وأبا الفتح عبدوس بن محمد الهمذانيّ.

مات في نصف رجب ، وله تسعون سنة ، فإنّه ولد في المحرّم سنة اثنتين وستّين.

روى عنه : السّمعاني في «التّحبير» (٥).

وقال ابن النّجار : سمع من أحمد بن عيسى بن عباد الدّينوري صاحب ابن لال.

وعنه : المبارك بن كامل.

__________________

(١) مولده سنة ٤٧١ ه‍.

(٢) وقال ابن السمعاني : أنشدني أبو الفضل البياري من حفظه لنفسه ببخارى :

محق الزمان لها عواقب تنقضي

لا بدّ فاصبر لانقضاء أوانها

إنّ المحالة في إزالة شرّها

قبل الأوان تكون من أعوانها

(٣) انظر عن (الحسن بن أحمد) في : التحبير ١ / ١٧٦ رقم ٩٥ ، والأنساب ١١ / ٥٢٠ ، ومعجم البلدان ٥ / ٢٢٢ ، والمختار من ذيل تاريخ بغداد لابن السمعاني (مخطوط) ورقة ١٩٨.

(٤) الموسياباذي : بضم الميم ، وكسر السين المهملة ، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفتح الباء المنقوطة بواحدة بين الألفين ، وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى موسياباذ ، وهي إحدى قرى همذان. (الأنساب). وقيّدها ياقوت : «موسياباذ» بفتح السين المهملة. (معجم البلدان) وقال : منسوبة إلى رجل اسمه موسى.

(٥) وفيه قال : كان شيخا ، صالحا ، ظريفا ، كيسا ، حسن الأخلاق ، له رباط بهمذان يخدم الصوفية فيه بنفسه ، ويعتقدون فيه ... كتبت عنه بهمذان في النوبة الثانية.

١١٠

وله رباط بهمذان. وكان ظريفا مطبوعا ، رحمه‌الله تعالى.

٨٩ ـ الحسن بن إبراهيم بن زكوّن.

أبو عليّ القلانسيّ.

دخل إلى الأندلس ، وسمع منه ابن سكّرة ، وطبقته.

توفّي ليلة عيد الفطر.

٩٠ ـ الحسن بن عليّ بن عبد الملك بن يوسف.

أبو محمد الإسكافيّ. وإسكاف (١) بلدة بالنّهروان.

كان حافظا للقرآن. قرأ على الشّيخ أبي منصور الخيّاط وسمع منه ، ومن : أبي الفرج القزوينيّ ، وأبي الفضل محمد بن عبد السّلام الأنصاريّ ، وأبي محمد السّرّاج.

روى عنه : أحمد بن صالح الجبليّ ، وأحمد بن طارق ، وعبد العزيز بن الأخضر.

توفّي في ربيع الآخر عن ثمانين سنة ببغداد.

 ـ حرف السين ـ

٩١ ـ سعيد بن محمد بن عبد الواحد (٢).

أبو الفخر الكرابيسيّ (٣) ، الهمذانيّ ، الصّوفيّ ، الرجل الصّالح.

سمع : جدّه عبد الأحد بن عليّ ، وعبد الغفّار بن منصور السّمسار ، وعبد الرحمن الدّونيّ.

__________________

(١) إسكاف : بكسر الألف وسكون السين المهملة وفي آخرها الفاء. ناحية ببغداد على صوب النهروان وهي من سواد العراق. (الأنساب ١ / ٤٥).

(٢) انظر عن (سعيد بن محمد) في : معجم شيوخ ابن السمعاني.

(٣) الكرابيسي : نسبة إلى بيع الثياب.

١١١

مات في شوّال عن ثمانين سنة غير أشهر.

أخذ عنه السّمعانيّ.

 ـ حرف العين ـ

٩٢ ـ عبد الله بن محمد بن نبهان بن محرز (١).

أبو محمد الغنويّ (٢) ، الزّمن ، أخو الشّيخ أبي إسحاق الغنويّ.

شيخ صالح ، ساكن ، مقرئ. تلا على أبي الخطّاب بن الجرّاح.

قال ابن السّمعانيّ : ولد بالرّافقة ونشأ بحرّان وسكن بغداد. وأجاز له على يد أخيه طراد الزّينبيّ ، ورزق الله التّميميّ ، وجماعة.

وسمع من : أبي القاسم بن بنان ، وجماعة.

كتبت عنه ، وقال لي : ولدت سنة ثمان وسبعين.

وتوفّي رحمه‌الله في ثاني عشر ربيع الآخر.

٩٣ ـ عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق (٣).

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن محمد) في : معجم الشيوخ لابن السمعاني.

(٢) الغنوي : بفتح الغين المعجمة والنون ، وكسر الواو. هذه النسبة إلى غنيّ وهو غني بن يعصر وقيل أعصر ، واسمه منبّه بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. (الأنساب ٩ / ١٨٤).

(٣) انظر عن (عبد الأول) في : التحبير ١ / ١١١ ، ٦١٢ في ترجمة أبيه «عيسى» ، والأنساب ٧ / ٤٧ ، والمنتظم ١٠ / ١٨٢ ، ٣٨٣ رقم ٢٧٤ (١٨ / ١٢٧ رقم ٤٢٢٥) ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : السجزيّ ، والشجري ، ومعجم البلدان ٣ / ٤١ ، والتقييد ٣٨٦ ، ٨٧ رقم ٥٠١ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٢٣٩ ، واللباب ٢ / ١٠٥ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، والروضتين ١ / ٣٠٤ ، والعبر ٤ / ١٥١ ، ١٥٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٣ ـ ٣١١ رقم ٢٠٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٦٥ رقم ١٧٨١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٢٨ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٥ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٥٠ ـ ١٥٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٣٨ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ١٠ / ٨ ، والوفيات لابن قنفذ ٢٨٢ رقم ٥٥٣ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٥٠٦ ، ٥٠٧ وفيه :

«عبد الأول بن شعيب» ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٦٦ ، ودول الإسلام ٤ / ٣٧٩ رقم ٢١٨٣.

١١٢

مسند الوقت ، أبو الوقت بن أبي عبد الله السجزيّ (١) الأصل ، الهرويّ ، المالينيّ (٢) ، الصّوفيّ ، رحمه‌الله.

ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

وسمع «الصّحيح» ، و «منتخب مسند عبد» ، و «كتاب الدّارميّ» ، من جمال الإسلام أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدّاوديّ في سنة خمس وستّين ببوشنج ، حمله أبوه إليها ، وهي مرحلة من هراة (٣).

وسمع من : أبي عاصم الفضيل بن يحيى ، ومحمد بن أبي مسعود الفارسيّ ، وأبي يعلى صاعد بن هبة الله الفضيليّ ، وبيبى بنت عبد الصّمد الهرثميّة ، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف البوسنجيّ كلار ، وأحمد بن أبي نصر الكوفانيّ (٤) كاكو ، وعبد الوهّاب بن أحمد الثّقفيّ ، وأبي القاسم أحمد بن محمد العاصميّ ، ومحمد بن الحسين الفضلويي ، وأبي عطاء عبد الرحمن بن أبي عاصم الجوهريّ ، وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي ، وشيخه شيخ الإسلام عبد الله الأنصاريّ ، وأبي المظفّر عبد الله بن عطاء البغاوردانيّ ، وأبي سعد حكيم بن أحمد الأسفرائينيّ ، وأبي عدنان القاسم بن عليّ القرشيّ ، وأبي القاسم عبد الله بن عمر الكلوذانيّ ، وأبي الفتح نصر بن أحمد الحنفيّ ، وغيرهم.

__________________

(١) السّجزيّ : بكسر السين المهملة ، وسكون الجيم ، وفي آخرها. الزاي. هذه النسبة إلى سجستان. قال ابن ماكولا : هذه النسبة على غير قياس. (الأنساب ٧ / ٤٣).

(٢) الماليني : بالياء المنقوطة باثنتين تحتها ، بعد اللام المكسورة ، وفي آخرها النون ، هذه النسبة إلى مالين ، وهي في موضعين. أحدهما قرى مجتمعة على فرسخين من هراة يقال لجميعها مالين ، وأهل هراة يقولون : مالان. ومالين أيضا قرية من قرى باخرز. (الأنساب ١١ / ١٠٠) وأبو الوقت منسوب إلى الأولى.

(٣) التحبير ١ / ٦١١ ، ٦١٢.

(٤) في الأصل : «الكرماني» ، والتصحيح من : التقييد ٣٨٦ ، وتوضيح المشتبه ٧ / ٣٤٥ وفيه :

«الكوفاني» بضم أوله ، وسكون الواو ، وفتح الفاء ، تليها ألف ، ثم نون مكسورة.

١١٣

وحدّث بخراسان ، وأصبهان ، وكرمان ، وهمذان ، وبغداد ، واشتهر اسمه وازدحم عليه الطّلبة ، وبقي كلّما قدم مدينة تسامع به الخلق وقصدوه. وسمع منه أمم لا يحصون.

روى عنه : ابن عساكر (١) ، وابن السّمعانيّ ، وابنه عبد الرحيم ، وأبو الفتح بن الجوزيّ ، ويوسف بن أحمد الشّيرازيّ ، وأحمد بن حمد اللّيثيّ الأصبهانيّ ، وحامد بن محمود الرّوذراوريّ المؤدّب ، والحسن بن محمد بن عليّ بن نظام الملك ، والحسين بن أحمد الخبّازيّ ، والحسين بن معاذ الهمذانيّ ، وسفيان بن إبراهيم بن مندة ، وأبو ذرّ سهيل بن محمد البوسنجيّ (٢) ، وأبو الضوء شهاب الشّذبانيّ ، وأبو روح عبد المعزّ ، وعبد الجبّار بن بندار الهمذانيّ القاضي ، وعبد الجليل بن مندويه ، وأحمد بن عبد الله السّلميّ العطّار ، وعثمان بن عليّ الوركانيّ الهمذانيّ ، وعثمان بن محمود الأصبهانيّ ، وفضل الله بن محمد البوسنجيّ ، ومحمد بن ظفر بن الحافظ الطّرقيّ ، وأخوه محمود ، ومحمد بن عبد الرّزّاق الأصبهانيّ ، ومحمد بن عبد الفتّاح البوسنجيّ ، ومحمد بن عطيّة الله الهمذانيّ ، ومحمد بن محمد بن سرايا البلديّ الموصليّ ، ومحمد بن مسعود البوسنجيّ ، ومحمود بن الواثق البيهقيّ ، ومحمود شاه بن محمد بن إسماعيل اليعقوبيّ الهرويّ ، ومقرّب بن عليّ الهمذاني الزّاهد ، ويحيى بن سعد الرّازيّ الفقيه ، ويوسف بن عمر بن محمد بن عبيد الله بن نظام الملك البغداديّ ، وحمّاد بن هبة الله الحربيّ ، وعمر بن طبرزد ، وأبو منصور بن سعيد بن محمد الرّزّاز ، وعمر بن محمد الدّينوريّ السّديد الصّوفيّ ، ويحيى بن عبد الله بن السّهرورديّ ، وأنجب بن عليّ الدارقزيّ الدّلّال ، وعبد العزيز بن أحمد بن النّاقد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي العزّ الواسطيّ نزيل الموصل ، ومحمد بن أحمد بن هبة الله الرّوذراوريّ ، وداود بن بندار الجيليّ ، وأبو العبّاس محمد بن عبد الله

__________________

(١) في مشيخته (مخطوط) ورقة ٩٨ أ.

(٢) ترد : البوسنجي والبوشنجي.

١١٤

الرشيديّ المقرئ ، ويحيى بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، ومحمد بن أبي عليّ الشّطرنجيّ ، وعليّ بن أبي الكرم العمريّ ، وأحمد بن ظفر بن الوزير ابن هبيرة ، وإسماعيل بن محمد بن خمارتكين ، وعبد الواحد بن المبارك الخريميّ ، ومحمد بن أحمد بن العريسة الحاجب ، ومحمد بن هبة الله بن المكرم ، وعبد الغني بن عبد العزيز بن البندار ، ومظفّر بن أبي السّعادات بن حرّكها ، وعليّ بن يوسف بن صبوخا ، وأحمد بن يوسف بن صرما ، ومحمد بن أبي القاسم الميبذي (١) ، وزيد بن يحيى البيع ، وعبد اللّطيف بن المعمّر بن عساكر ، وعمر بن محمد بن أبي الرّيّان ، وأسعد بن عليّ بن صعلوك ، والنّفيس بن كرم ، وعبد الله ابن إبراهيم الهمذاني الخطيب ، وأبو جعفر عبد الله ابن شريف الرحبة ، وعبد الرحمن بن أبي العزّ ابن الخبّازة ، ومحمد بن عمر بن خليفة الرّوبانيّ (٢) ، وأبو المحاسن محمد بن عبيد الله بن المراتبيّ البيّع ، وأبو الحسن عليّ بن بورنداز ، وأبو حفص عمر بن أعزّ السّهرورديّ (٣) ، وأبو هريرة محمد بن ليث بن الوسطاني ، وصاعد بن عليّ الواعظ بإربل ، وأبو بكر محمد بن المبارك المستعمل ، وأبو عليّ الحسن بن الجواليقيّ ، وأبو الفتح محمد بن النّفيس بن عطاء ، وأبو نصر المهذّب بن قنيدة ، وعبد السّلام بن عبد الرحمن بن سكينة ، وعبد الرحمن بن عتيق بن صيلا ، وأبو الرّضا محمد بن أبي الفتح المبارك بن عصيّة ، وعبد السّلام بن عبد الله بن بكر بن الزّبيديّ ، وعمر بن كرم الحمّاميّ ، وأمة الرّحيم بنت عفيف

__________________

(١) الميبذي : بفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وضمّ الباء المنقوطة بواحدة ، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى ميبذ وهي بلدة بنواحي أصبهان من كور إصطخر فارس قريبة من يزد. (الأنساب ١١ / ٥٥٧).

وفي سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٥ «الميندي» ، بضم النون بدل الباء الموحّدة ، ودال مهملة.

(٢) الرّوباني : بالباء الموحّدة ، كما نصّ المؤلّف رحمه‌الله على ذلك في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٥.

(٣) في الأصل : «الشهرزوريّ» ، والتصحيح من : التكملة لوفيات النقلة ٣ / ٢٠٢ رقم ٢١٥٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٥.

١١٥

النّاسخ ، وعبد الخالق بن أبي الفضل بن عريبة ، وظفر بن سالم البيطار ، وإبراهيم بن عبد الرحمن المواقيتيّ ، وعبد البرّ بن أبي العلاء الهمذانيّ ، وأحمد بن شيرويه بن شهروار الدّيلميّ وبقي إلى سنة خمس وعشرين ، وعبد الله بن عبد الله عتيق ابن باقا (١) ، وزكريّا بن علي التغلبي ، وعليّ بن أبي بكر بن روزبه القلانسيّ ، ومحمد بن عبد الواحد المدينيّ ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعيّ ، وأبو المنجّا عبد الله بن عمران اللّتّيّ ، وأبو بكر محمد بن مسعود بن بهروز.

وآخر من ذكر أنّه سمع منه أبو سعد ثابت بن أحمد بن أبي بكر محمد بن الخجنديّ الأصبهانيّ ، نزيل شيراز ، فإن كان سمع منه فسماعه عنه في الخامسة ، فإنّه ولد سنة ثمان وأربعين.

وسماع الأصبهانيّين من أبي الوقت سنة اثنتين وخمسين أو قبلها.

وتوفّي هذا الخجنديّ في سنة سبع وثلاثين.

وروى عنه بالإجازة : جهمة أخت رشيد بن مسلمة الدّمشقيّ وتوفّيت سنة ثمان وثلاثين ، وأبو الكرم محمد بن عبد الواحد بن أحمد المتوكّلي ، ويعرف بابن شفتين ، ومات سنة أربعين ، وكريمة بنت عبد الوهّاب القرشيّة وتوفّيت في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وهي آخر من روى عنه بالإجازة الخاصّة.

وذكره ابن السّمعانيّ فقال : شيخ صالح ، حسن السّمت والأخلاق ، متودّد ، متواضع ، سليم الجانب ، استسعد بصحبة الإمام عبد الله الأنصاريّ وخدمه مدّة ، وسافر إلى العراق ، وخوزستان ، والبصرة ، وقدم بغداد ونزل رباط البسطاميّ ، فيما ذكره لي وسمعت منه بهراة ، ومالين.

وكان صبورا على القراءة ، محبّا للرواية. وحدّث «بالصّحيح» ،

__________________

(١) في السير ٢٠ / ٣٠٥ «وعبد الرحمن مولى ابن باقا».

١١٦

«ومسند عبد» ، والدّارميّ ، عدّة نوب. وسمعت أنّ أباه سمّاه محمدا ، فسمّاه الإمام عبد الله الأنصاريّ عبد الأوّل ، وكنّاه بأبي الوقت.

وقال الصّوفيّ : ابن وقته.

وقال أبو سعد في «التّحبير» (١) في ترجمة والد أبي الوقت إنّه ولد بسجستان في سنة عشر وأربعمائة ، وإنّه سمع من عليّ بن بشرى اللّيثيّ الحافظ كتاب «مناقب الشّافعيّ» لمحمد بن الحسين الآبريّ (٢) ، إلّا مجلسا واحدا ، وهو من باب ما حكى عنه مالك إلى باب سخائه وكرمه ، بسماعه من الآبريّ.

وقال : سكن هراة ، وهو صالح معمّر ، له جدّ في الأمور الدّينيّة ، حريص على سماع الحديث وطلبه حمل ابنه أبا الوقت على عاتقه إلى بوشنج ، وكان عبد الله الأنصاريّ يكرمه ويراعيه.

قال : وسمع بغزنة من الخليل بن أبي يعلى ، وبهراة من أبي القاسم عبد الوهّاب بن محمد بن عيسى الخطّابيّ. وكتب إليّ بالإجازة لمسموعاته سنة سبع وخمسين ، ومات بمالين هراة في ثاني عشر شوّال سنة اثنتي عشرة ، وقيل : سنة ثلاث عشرة. عاش مائة وثلاث سنين.

وقال زكيّ الدّين البرزاليّ وغيره : طاف أبو الوقت العراق ، وخوزستان ، وحدّث بهراة ، ومالين ، وبوشنج ، وكرمان ، ويزد ، وأصبهان ، والكرج ، وفارس ، وهمذان. وقعد بين يديه الحفاظ والوزراء ، وكان عنده كتب وأجزاء. وسمع عليه من لا يحصى ولا يحصر.

__________________

(١) ج ١ / ٦١١ ، ٦١٢.

(٢) الآبريّ : بفتح الألف الممدودة وضم الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء المهملة.

هذه النسبة إلى آبر وهي قرية من قرى سجستان. (الأنساب ١ / ٨٩) وهو توفي سنة ٣٦٣ ه‍.

وانظر ترجمته ومصادرها في (حوادث ووفيات ٣٥١ ـ ٣٨٠ ه‍) ص ٣١٣.

١١٧

وقال ابن الجوزيّ (١) : كان صبورا على القراءة عليه ، وكان شيخا صالحا كثير الذكر والتّهجّد والبكاء ، على سمت السّلف. وعزم في هذه السّنة على الحجّ ، وهيّأ ما يحتاج إليه فمات (٢).

وقال الحافظ يوسف بن أحمد في «الأربعين البلديّة» له ، ومن خطّه نقلت : ولمّا رحلت إلى شيخنا شيخ الوقت ومسند العصر ورحلة الدنيا أبي الوقت ، قدّر الله لي الوصول إليه في آخر بلاد كرمان على طرف بادية سجستان ، فسلّمت عليه وقبّلته ، وجلست بين يديه ، فقال لي : ما أقدمك هذه البلاد؟

قلت : كان قصدي إليك ، ومعوّلي بعد الله عليك. وقد كتبت ما وقع إليّ من حديثك بقلمي ، وسعيت إليك بقدمي لأدرك بركة أنفاسك ، وأحظى بعلوّ إسنادك.

فقال : وفقك الله وإيّانا لمرضاته ، وجعل سعينا له ، وقصدنا إليه ، لو كنت عرفتني حقّ معرفتي لما سلّمت عليّ ، ولا جلست بين يديّ. ثمّ بكى بكاء طويلا وأبكى من حضره ، ثمّ قال : اللهمّ استرنا بسترك الجميل ، واجعل تحت السّتر ما ترضى به عنّا. وقال : يا ولدي ، تعلم أنّي رحلت أيضا لسماع الصّحيح ماشيا مع والدي من هراة إلى الدّاوديّ ببوشنج ، وكان لي من العمر دون عشر سنين ، فكان والدي يضع على يديّ حجرين ويقول : احملهما فكنت من خوفه أحفظهما بيديّ ، وأمشي وهو يتأمّلني ، فإذا رآني قد عييت أمرني أن ألقي حجرا واحدا ، فألقيه ويخفّ عني ، فأمشي إلى أن يتبيّن له تعبي ، فيقول لي : هل عييت؟

__________________

(١) في المنتظم ١٠ / ١٨٣.

(٢) وقال ابن الأثير : وكان قدم إلى بغداد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة يريد الحج ، فسمع الناس بها عليه «صحيح البخاري» ، وكان عالي الإسناد ، فتأخّر لذلك عن الحجّ ، فلما كان هذه السنة عزم على الحجّ فمات. (الكامل ١١ / ٢٣٩).

١١٨

فأخافه فأقول : لا.

فيقول : لم تقصّر في المشي؟

فأسرع بين يديه ساعة ، ثمّ أعجز ، فيأخذ الحجر الآخر من يدي ويلقيه عنّي ، فأمشي حتّى أعطب ، فحينئذ كان يأخذني ويحملني على كتفه (١).

وكنّا نلتقي على أفواه الطّرق بجماعة من الفلّاحين وغيرهم من المعارف ، فيقولون : يا شيخ عيسى ، ادفع إلينا هذا الطّفل نركبه وإيّاك إلى بوشنج ، فيقول : معاذ الله أن نركب في طلب أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورجاء ثوابه والانتفاع به.

وكان ثمرة ذلك حسن نيّة والدي ، رحمه‌الله ، أنّي انتفعت بسماع هذا الكتاب وغيره ، ولم يبق من أقراني أحد سواي ، حتّى صارت الوفود ترحل إليّ من الأمصار.

ثمّ أشار إلى صاحبنا عبد الباقي بن عبد الجبّار الهرويّ أن يقدّم لي شيئا من الحلواء ، فقلت : يا سيّدي قراءتي بجزء عليّ بن الجهم أحبّ إليّ من أكل الحلواء. فتبسّم وقال : إذا دخل الطّعام خرج الكلام. وقدّم لنا صحنا فيه حلواء الفانيذ. فأكلنا ، ثمّ أخرجت الجزء وسألته إحضار الأصل ، فأحضره وقال : لا تخف ولا تحرص ، فإنّي قد قبرت ممّن سمع عليّ خلقا ، فسل الله السّلامة. فقرأت الجزء وسررت به ، ويسّر الله سماع «الصّحيح» وغيره مرارا ، ولم أزل في صحبته وخدمته إلى أن توفّي في بغداد في ليلة الثّلاثاء من ذي القعدة.

قلت : بيّض لليوم ، وهو سادس الشّهر.

__________________

(١) وقال أبو سعد بن السمعاني : سمعت أن والده عيسى حمله على رقبته من هراة إلى بوسنج ، وسمّعه «مسند الدارميّ» ، و «صحيح البخاري» ، و «المنتخب من حديث عبد بن حميد» ، وسمعت أن والده سمّاه محمدا فسمّاه الإمام عبد الله الأنصاري :

عبد الأول ، وكنّاه بأبي الوقت.

١١٩

قال : ودفنّاه بالشّونيزيّة. قال لي : تدفنّي تحت أقدام مشايخنا بالشّونيزيّة. ولمّا احتضر سندته إلى صدري ، وكان مشتهرا بالذّكر ، فدخل عليه محمد بن القاسم العوفيّ ، فأكبّ عليه وقال : يا سيّدي ، قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان آخر كلامه لا إله إلّا الله دخل الجنّة» (١). فرفع طرفه إليه ، وتلا هذه الآية : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) (٢) فدهش إليه هو ومن حضر من الأصحاب ، ولم يزل يقرأ حتى ختم السّورة ، وقال : الله الله الله ، ثمّ توفي وهو جالس على السّجّادة (٣).

وقال ابن الجوزيّ (٤) : حدّثني محمد بن الحسين التكريتيّ الصّوفيّ قال : أسندته إليّ فمات وكان آخر كلمة قالها : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ).

قرأت بخطّ الحافظ يوسف بن أحمد : أنشدنا الزّينبيّ أبو الفضل محمد بن الفضل بن بركاهويه لنفسه وقد دخل على أبي الوقت في النّظاميّة بأصبهان ، وشاهد اجتماع العلماء والحفّاظ في مجلسه عند الإمام صدر الدّين محمد بن عبد اللّطيف الخجنديّ ، والحافظ أبو مسعود كوتاه يقرأ عليه الصّحيح :

أتاكم الشّيخ أبو الوقت

بأحسن الأخبار عن ثبت

طوى إليكم علمه ناشرا

مراحل الأبرق والخبث

ألحق بالأشياخ أطفالكم

وقد رمى الحاسد بالكتب

__________________

(١) أخرجه أبو داود في الجنائز ، رقم ٣١١ باب في التلقين ، وأحمد في المسند ٥ / ٢٣٣ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ١ / ٣٥١ ، ووافقه الذهبي في تلخيصه.

(٢) سورة يس ، الآيتان ٢٦ و ٢٧.

(٣) وقال ابن شافع في تاريخه : كان شيخا صالحا ، ألحق الصغار بالكبار ، ورأى في رئاسة التحديث ما لم ير أحد من أبناء جنسه.

وقال ابن نقطة : وكان حاضر الذهن ، مستقيم الرأي وسماعه بعد الستين وأربعمائة ، وصحب شيخ الإسلام ـ يعني أبا إسماعيل ـ نيفا وعشرين سنة. (التقييد).

(٤) في المنتظم ١٠ / ١٨٣.

١٢٠