تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٣

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وتوفّي في شهر رمضان سنة تسع وثمانين.

وجدّهم أحمد يروي عن : ابن أبي الدّنيا ، والحارث بن أبي أسامة.

٣٣١ ـ منصور بن محمد بن عبد الجبّار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبّار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله (١).

الإمام أبو المظفّر السّمعانيّ التّميميّ المروزيّ ، الفقيه الحنفيّ ثمّ الشّافعيّ.

تفقّه على والده الإمام أبي منصور حتّى برع في مذهب أبي حنيفة وبرّز على أقرانه (٢).

وسمع : أباه ، وأبا غانم أحمد بن عليّ الكراعيّ (٣) وهو أكبر شيوخه ، وأبا بكر التّرابيّ.

وبنيسابور : أبا صالح المؤذّن ، وجماعة.

وبجرجان : أبا القاسم الخلّال.

وببغداد : (٤) عبد الصّمد بن المأمون ، وأبا الحسين بن المهتدي بالله.

__________________

(١) انظر عن (منصور بن محمد) في : التحبير (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٥٧٠ ، والأنساب ٧ / ١٣٩ ، ١٤٠ ، والمنتظم ٩ / ١٠٢ رقم ١٤٧ (١٧ / ١٧ / ٣٧ ، ٣٨ رقم ٣٦٦٨) ، والمنتخب من السياق ٤٤٢ ـ ٤٤٤ رقم ١٤٩٧ ، والتدوين في أخبار قزوين ٤ / ١١٨ ـ ١٢١ ، واللباب ٢ / ١٣٨ ، ١٣٩ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢١١ (في ترجمة حفيده) ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٣ رقم ١٥٦٠ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١١٤ ـ ١١٩ رقم ٦٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٨ ، والعبر ٣ / ٣٢٦ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ورقة ٥٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥١ ، ١٥٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢١ ـ ٢٦ وفيه : «منصور بن أحمد» ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٢٩ ، ٣٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٣ ، ١٥٤ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٨١ ، ٢٨٢ رقم ٢٤٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٠ ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ٢ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ رقم ٦٥١ ، ومفتاح السعادة ٢ / ٣٣٢ ، وكشف الظنون ١٠٧ ، ١٥١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٣ ، ٣٩٤ ، وهدية العارفين ٢ / ٤٧٣. وديوان الإسلام ٣ / ٣٧ ، ٣٨ رقم ١١٤٨ ، والرسالة المستطرفة ٤٣ ، والأعلام ٨ / ٢٤٣ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ٢٠.

(٢) المنتظم ٩ / ١٠٢ (١٧ / ٣٧).

(٣) الكراعي : بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. اشتهر بهذه النسبة أهل بيت بمرو ، من رواة الحديث. منهم أبو غانم الكراعي هذا. (الأنساب ١٠ / ٣٧٤).

(٤) ورد إليها سنة ٤٦١ ه‍. (المنتظم).

٣٢١

وبالحجاز : أبا القاسم سعد بن عليّ ، وأبا عليّ الشّافعيّ ، وطائفة سواهم.

قال حفيده الحافظ أبو سعد : نا عنه عمّي الأكبر ، وعمر بن محمد السّرخسيّ ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ (١) ، ومحمد بن أبي بكر السّنجيّ ، وإسماعيل بن محمد التّيميّ الحافظ أبو القاسم ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي ، وأبو سعد البغداديّ ، وجماعة كثيرة سواهم.

ودخل بغداد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة ، وسمع الكثير بها. واجتمع بأبي إسحاق الشّيرازيّ ، وناظر أبا نصر بن الصّبّاغ في مسألة (٢).

وانتقل إلى مذهب الشّافعيّ. وسار إلى الحجاز في البرّيّة. وكان الرّكب قد انقطع لاستيلاء العرب ، فقصد مكّة في جماعة ، فأخذوا ، وأخذ جدّي معهم ، ووقع إلى حلل العرب ، وصبر إلى أن خلّصه الله ، وحملوه إلى مكّة ، وبقي بها في صحبة الشيخ أبي القاسم الزّنجانيّ (٣).

وسمعت محمد بن أحمد المدينيّ يحكي عن الحسين بن الحسن الصّوفيّ المروزيّ ، عن أبي المظفّر السّمعانيّ قال : لمّا دخلت البادية انقطعت ، وقطعت العرب علينا الطّريق ، وأسرنا ، وكنت أخرج مع جمالهم أرعاها. وما قلت لهم إنّي أعرف شيئا من العلم ، فاتّفق أنّ مقدّم العرب أراد أن يزوّج (٤) بنته من رجل ، فقالوا : نحتاج أن نخرج إلى بعض البلاد ، ليعقد هذا العقد بعض الفقهاء. فقال واحد من المأخوذين : هذا الرجل الّذي يخرج مع جمالكم إلى الصّحراء فقيه خراسان. فاستدعوني ، وسألوني عن أشياء ، فأجبتهم ، وكلّمتهم بالعربيّة ، فخجلوا واعتذروا ، وعقدت لهم العقد ، وقرأت الخطبة ، ففرحوا ، وسألوني أن أقبل منهم شيئا ، فامتنعت ، فحملوني إلى مكّة في وسط السّنة (٥).

__________________

(١) الفاشاني : بفتح الفاء والشين المعجمة ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من مرو يقال لها : فاشان. وقد يقال لها بالباء. وبهراة قرية أخرى يقال لها باشان بالباء الموحّدة. (الأنساب ٩ / ٢٢٥ ، ٢٢٦) وقد تحرّفت في (الأنساب ٧ / ١٤٠) إلى : «القاشاني» بالقاف.

(٢) زاد في التدوين في أخبار قزوين ٤ / ١١٨ «أحسن الكلام فيها».

(٣) التدوين ٤ / ١١٨ وفيه نقص يمكن تداركه من هنا عند قوله : «وكان الطريق قد انقطع من بغداد إلى مكة بسبب استيلاء. فركبت تلك السنة ..». وتمام الجملة : «بسبب استيلاء العرب».

(٤) في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٢ : «يتزوج» ، وهو غلط.

(٥) طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ٢٢.

٣٢٢

وذكره أبو الحسن عبد الغافر في «سياقه» (١) ، فقال : هو وحيد عصره في وقته فضلا ، وطريقة ، وزهدا ، وورعا ، من بيت العلم والزّهد. تفقّه بأبيه ، وصار من فحول أهل النّظر ، وأخذ يطالع كتب الحديث (٢) ، وحجّ ، فلمّا رجع إلى وطنه ، ترك طريقته الّتي ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة ، وتحوّل شافعيّا. أظهر ذلك في سنة ثمان وستّين وأربعمائة. واضطرب أهل مرو لذلك ، وتشوّش العوامّ (٣) ، إلى أن وردت الكتب من جهة بلكابك من بلخ في شأنه والتّشديد عليه ، فخرج من مرو في أوّل رمضان ، ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسويّ ، وطائفة من الأصحاب ، وخرج في خدمته جماعة من الفقهاء وصار إلى طوس ، وقصد نيسابور ، فاستقبله الأصحاب استقبالا عظيما.

وكان في نوبة نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد محمد بن منصور ، فأكرموا مورده ، وأنزلوه في عزّ وحشمة (٤) ، وعقد له مجلس التّذكير في مدرسة الشّافعيّة.

وكان بحرا في الوعظ ، حافظا لكثير من الرّوايات والحكايات والنّكت والأشعار ، فظهر له القبول عند الخاصّ والعامّ. واستحكم أمره في مذهب الشّافعيّ. ثمّ عاد إلى مرو ، ودرّس بها في مدرسة أصحاب الشّافعيّ ، وقدّمه نظام الملك على أقرانه ، وعلا أمره ، وظهر له الأصحاب (٥). وخرج إلى أصبهان ، ورجع إلى مرو. وكان قبوله كلّ يوم في علوّ. واتّفقت له تصانيف

__________________

(١) المنتخب من السياق ٤٤٢ ، ونقل عنه الرافعي باختصار في (التدوين ٤ / ١١٩).

(٢) في المنتخب : «وبقي على ذلك حنفيّ المذهب يدرس ويناظر ويطالع كتب الحديث ، وخرج في شبابه إلى الحج.

وقدم نيسابور ، وحضر مجلس المناظرة ، وتكلم في المسائل بحضرة إمام الحرمين ، فارتضى كلامه وخاطره ، وأثنى عليه ، وأقرّ له بفقه خاطره وطبعه.

سمعت من واثق به أنه قال : لو لا عقلة قليلة في لسانه لقبض على حربائه ، ولسبق بفضله درجة أقرانه». (٤٤٢ ، ٤٤٣).

(٣) وقالوا : طريقة ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة ثم تحوّل عنها؟! (المنتظم).

(٤) زاد في المنتخب ٤٤٣ : «وقام عميد الحضرة بكفايته مع من معه».

(٥) زاد عبد الغافر الفارسيّ : «واتفق له الحضور بعد ذلك إلى نيسابور ، بعد ما شاب ، وسمع بقراءتي الكثير ، وكان راغبا في ذلك ، قلّ ما كان يحضر مجلسا إلّا ويأمرني بالقراءة. وكانت قراءاتي أحبّ إليه من قراءة نفسه». (٤٤٤).

٣٢٣

في الخلاف مشهورة ، مثل كتاب «الاصطلام» ، وكتاب «البرهان» ، و «الأمالي» في الحديث. وتعصّب للسّنّة والجماعة وأهل الحديث. وكان شوكا في أعين المخالفين ، وحجة لأهل السّنّة.

قال أبو سعد : (١) صنّف في التّفسير ، والفقه ، والأصول ، والحديث ، «فالتّفسير» في ثلاث مجلّدات ، وكتاب «البرهان» (٢) و «الاصطلام» (٣) الّذي شاع في الأقطار ، وكتاب «القواطع» في أصول الفقه.

وله في الآثار كتاب «الانتصار» و «الرّدّ على المخالفين» (٤) ، وكتاب «المنهاج لأهل السّنّة» ، وكتاب «القدر».

وأملى قريبا من تسعين مجلسا (٥).

وسمعت بعض المشايخ يحدّث عن رفيق جدّي في الحجّ الحسين بن الحسن الصّوفيّ قال : اكترينا حمارا ركبه الإمام أبو المظفّر إلى خرق ، وهي ثلاثة فراسخ من مرو ، فنزلنا بها ، وقلت : ما معنا إلّا إبريق خزف ، فلو اشترينا آخر. فأخرج من جيبه خمسة دراهم ، وقال : يا حسين ، ليس معي إلّا هذا ، خذ واشتر ما شئت ، ولا تطلب بعد هذا منّي شيئا. فخرجنا على التّجريد ، وفتح الله لنا (٦).

سمعت شهردار بن شيرويه بهمذان يقول : سمعت منصور بن أحمد الإسفزاريّ (٧) ، وسأله أبي ، فقال : سمعت أبا المظفّر السّمعانيّ يقول : كنت على

__________________

(١) في الأنساب ٧ / ١٣٩.

(٢) قال ابن السمعاني : وهو مشتمل على قريب من ألف مسألة خلافية. وانظر : وفيات الأعيان ٣ / ٢١١.

(٣) هو مختصر كتاب البرهان. ردّ فيه على أبي زيد الدّبوسي ، وأجاب عن الأسرار التي جمعها. (الأنساب ٧ / ١٣٩). وله كتاب «الأوسط» اختصره من «البرهان» أيضا ، ووقع في الأنساب :«الأوساط» ، وانظر : وفيات الأعيان.

(٤) في (الأنساب ٧ / ١٣٩) : «الردّ على القدرية» ، وكذا في (وفيات الأعيان ٣ / ٢١١).

(٥) وقال ابن السمعاني : «وقد جمع الأحاديث الألف الحسان من مسموعاته عن مائة شيخ له ، عن كل شيخ عشرة أحاديث». (الأنساب ٧ / ١٤٠).

(٦) طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ٢٤.

(٧) الإسفزاري : بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر الفاء وفتح الزاي وفي آخرها الراء بعد الألف. هذه النسبة إلى إسفزار «وهي مدينة بين هراة وسجستان. (الأنساب ١ / ٢٣٩).

٣٢٤

مذهب أبي حنيفة ، فبدا لي أن أرجع إلى مذهب الشّافعيّ ، وكنت متردّدا في ذلك. فحججت ، فلمّا بلغت سميراء (١) ، رأيت ربّ العزّة في المنام ، فقال لي :عد يا أبا المظفّر. فانتبهت ، وعلمت أنّه يريد مذهب الشّافعيّ ، فرجعت إلى مذهب الشّافعيّ (٢).

وقال الحسين بن أحمد الحاجّيّ : خرجت مع الإمام أبي المظفّر إلى الحجّ ، فكلّما دخلنا بلدة نزل على الصّوفيّة ، وطلب الحديث من المشيخة. ولم يزل يقول في دعائه : اللهم بيّن لي الحقّ من الباطل. فلمّا دخلنا مكّة ، نزل على أحمد بن عليّ بن أسد ، ودخلت في صحبة سعد الزّنجانيّ ، ولم يزل معه حتّى صار ببركته من أصحاب الحديث. فخرجنا من مكّة ، وتركنا الكلّ ، واشتغل هو بالحديث (٣).

قرأت بخطّ أبي جعفر الهمذانيّ الحافظ قال : سمعت أبا المظفّر يقول :كنت في الطّواف ، فوصلت إلى الملتزم ، وإذا برجل قد أخذ بطرف ردائي ، فالتفتّ ، فإذا أنا بالإمام سعد الزّنجانيّ ، فتبسّمت إليه ، فقال : أما ترى أين أنت؟

هذا مقام الأنبياء والأولياء. ثمّ رفع طرفه إلى السّماء وقال : اللهمّ كما أوصلته إلى أعزّ المكان ، فأعطه أشرف عزّ في كلّ مكان وزمان. ثمّ ضحك إليّ ، وقال لي : لا تخالفني في سرّك ، وارفع معي يدك إلى ربّك ، ولا تقولنّ البتّة شيئا ، واجمع لي همّتك ، حتّى أدعو لك ، وأمّن أنت ، ولا تخالفني عهدك القديم.

فبكيت ، ورفعت معه يدي ، وحرّك شفتيه ، وأمّنت.

ثمّ قال : مر في حفظ الله ، فقد أجيب فيك صالح دعاء الأمّة.

فمضيت من عنده ، وما شيء في الدّنيا أبغض إليّ من مذهب المخالفين (٤).

قرأت بخطّ أبي جعفر أيضا : سمعت الإمام أوحد عصره في علمه أبا

__________________

(١) سميراء : منزل بطريق مكة بعد توز مصعدا وقبل الحاجز. (معجم البلدان ٣ / ٢٥٥).

(٢) التدوين في أخبار قزوين ٤ / ١١٨.

(٣) طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ٢٣.

(٤) طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ٢٣ ، ٢٤.

٣٢٥

المعالي الجوينيّ يقول : لو كان من الفقه ثوبا طاويا لكان أبو المظفّر بن السّمعاني طرازه (١).

وقرأت بخطّه : سمعت الإمام أبا عليّ بن أبي القاسم الصّفّار يقول : إذا ناظرت أبا المظفّر السّمعانيّ ، فكأنّي أناظر رجلا من أئمّة التّابعين (٢) ، ممّا أرى عليه من آثار الصّالحين سمتا ، وحسنا ، ودينا.

سمعت أبا الوفاء عبد الله بن محمد الدّشتيّ المقرئ يقول : سمعت والدك أبا بكر محمد بن منصور السّمعانيّ يقول : سمعت أبي يقول : ما حفظت شيئا فنسيته (٣).

سمعت أبا الأسعد هبة الرحمن القشيريّ يقول : سئل جدّك أبو المظفّر في مدرستنا هذه ، بحضور والدي ، عن أحاديث الصّفات فقال : عليكم بدين العجائز (٤).

ثمّ قال : غصت في كلّ بحر ، وانقطعت في كلّ بادية ، ووضعت رأسي على كلّ عتبة ، ودخلت من كلّ باب. وقد قال هذا السّيّد ، وأشار إلى أبي عليّ الدّقّاق ، أو إلى أبي القاسم القشيريّ : لله وصف خاصّ لا يعرفه غيره (٥).

ولد جدّي في ذي الحجّة سنة ستّ وعشرين وأربعمائة.

__________________

(١) المصدر نفسه ٤ / ٢٥.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) المنتظم ٩ / ١٠٢ (١٧ / ٣٨).

(٤) المنتظم ٩ / ١٠٢ (١٧ / ٣٨) ، وانظر تعليق الشيخ شعيب الأرنئوط على هذا القول في حاشية سير أعلام النبلاء ١٩ / ١١٩ وسئل عن قوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) [سورة طه ، الآية : ٥] فقال :

جئتماني لتعلما سرّ سعدي

تجداني بسرّ سورى شحيحا

إنّ سعدى لمنية المتمنّي

جمعت عفّة ووجها صبيحا

(٥) ومن شعره :

خليليّ إن وافيتما دارمية

بذات الغضا فالجزع فالهضبات

أنيخا على عمد قلوصيكما بها

ولا تنيا في نهزة العرصات

وقولا لها إن أنتما تلقيانها :

تركنا الّذي تدرين في زفرات

من البين في نار من الوجد في حوى

فقيل قرار دائم الحسرات

(التدوين ٤ / ١٢٠ ، ١٢١).

٣٢٦

وتوفّي يوم الجمعة الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل (١).

ـ حرف الهاء ـ

٣٣٢ ـ هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد (٢).

أبو الوليد الكنانيّ الطّليطليّ ، ويعرف بالوقّشي (٣).

ووقّش قرية على اثني عشر ميلا من طليطلة.

أخذ العلم عن : أبي عمر الطّلمنكيّ ، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب ، وأبي عمرو السّفاقسيّ ، وأبي عمر بن الحذّاء ، وجماعة.

قال أبو القاسم صاعد : أبو الوليد الوقّشيّ أحد رجال الكمال في وقته ، باحتوائه على فنون المعارف ، وجمعه لكلّيات العلوم. هو من أعلم النّاس بالنّحو ، واللّغة ، ومعاني الشّعر ، وعلم العروض ، وصناعة البلاغة. بليغ (٤) ، شاعر ، حافظ للسّنن وأسماء الرّجال. بصير بالاعتقادات وأصول الفقه ، واقف على كثير من فتاوى فقهاء الأمصار ، نافذ في علوم الشّروط والفرائض ، متحقّق بعلم الحساب والهندسة ، مشرف على جميع آراء الحكماء ، حسن النّقد للمذاهب ، ثاقب الذّهن ، يحمع إلى ذلك آداب الأخلاق ، مع حسن المعاشرة ، ولين الكنف ، وصدق اللهجة (٥).

وقال ابن بشكوال : (٦) أنبا عنه أبو بحر الأسديّ ، وكان مختصّا به ، وكان يعظّمه ويقدّمه على من لقيه من شيوخه ، ويصفه بالاستبحار في العلوم. وقد

__________________

(١) وقع في المنتخب من السياق ٤٤٤ أنه توفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة!.

(٢) انظر عن (هشام بن أحمد) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٦٥٣ ، ٦٥٤ ، رقم ١٤٣٧ ، ومعجم البلدان ٥ / ٢٣٣ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٣٤ ـ ١٣٦ رقم ٧١ ، والمطرب لابن دحية ٢٢٣ ، ولسان الميزان ٦ / ١٩٣ ، ١٩٤ ، رقم ٦٨٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، ونفح الطيب ٣ / ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، ٤ / ١٣٧ ، ١٣٨ ، ١٦٢ ، ١٦٣ ، وإيضاح المكنون ١ / ٥٦٩ و ٢ / ١١٧ ، وروضات الجنات ٤ / ٢٣٢ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ١٤٧ ، ١٤٨ ، والأعلام ٩ / ٨٠.

(٣) قيّدها في معجم الأدباء : «الوقشي» بسكون القاف.

(٤) في الصلة ٢ / ٦٥٤ : «بليغ مجيد».

(٥) الصلة ٢ / ٦٥٣.

(٦) في الصلة ٢ / ٦٥٣ ، ٦٥٤.

٣٢٧

نسبت إليه أشياء الله أعلم بحقيقتها ، وسائله عنها ومجازيه بها.

وكان الشّيخ أبو محمد الريواليّ يقول فيه (١) :

وكان من العلوم بحيث يقضى

له في كلّ علم بالجميع

وقال عتيق بن عبد الحميد : توفّي في جمادى الآخرة. وكان مولده سنة ثمان وأربعمائة.

وقال القاضي عياض : كان غاية في الضّبط والإتقان ، نسّابة ، له تنبيهات وردود على كبار التّصانيف التّاريخية والأدبية ، وناهيك من حسن كتابه في «تهذيب الكنى» لمسلم ، الّذي سمّاه بعكس الرّتبة ، ومن تنبيهاته على أبي نصر الكلاباذيّ ، و «مؤتلف» الدّار الدّارقطنيّ. ولكنّه اتّهم بالاعتزال ، وظهر له تأليف في القدر ، والقرآن. فزهد فيه النّاس ، وتركه جماعة من الكبار (٢).

__________________

(١) في الصلة ٢ / ٦٥٣ : «وكان شيخنا أبو عليّ الرّيوالي يقول : والله ما أقول فيه إلّا كما قال الشاعر».

(٢) معجم البلدان ٥ / ٣٨١ ، وفيه : «وظهر له تأليف في القدر والقرآن وغير ذلك من أقاويلهم ، وزهد فيه الناس ، وترك الحديث عنه جماعة من كبار مشايخ الأندلس ، وكان أبو بكر بن سفيان بن العاصم قد أخذ عنه ، وكان ينفي عنه الرأي الّذي زنّ به ، والكتاب الّذي نسب إليه ، وقد ظهر الكتاب ، وأخبر الثقة أنه رآه ، عليه سماع ثقة من أصحابه ، وخطّه عليه».

وقد ظهر الكتاب ، وأخبر الثقة أنه رآه ، عليه سماع ثقة من أصحابه ، وخطّه عليه».

وقال ياقوت في معجم الأدباء ١٩ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ :«كان من أعلم الناس بالعربية واللغة ، والشعر ، والخطابة ، والحديث ، والفقه ، والأحكام ، والكلام. وكان أديبا ، كاتبا ، شاعرا ، متوسّعا في ضروب المعارف ، متحقّقا بالمنطق والهندسة ، ولا يفضله عالم بالأنساب ، والأخبار ، والسير ... وولي قضاء طلبيرة من أعمال طليطلة قاعدة الأمير المأمون بن يحيى بن الظافر بن ذي النون. وصنّف كتاب «نكت الكامل» للمبرّد ، وغيره :ومن شعره :

قد أثبتت فيه الطبيعة أنّها

بدقيق أعمال المهندس ماهره

عنيت بعارضه فخطّت فوقه

بالمسك خطّا من محيط الدائرة

وقال :

برّح بي أنّ علوم الورى

اثنان ما أن لهما من مزيد

حقيقة يعجز تحصيلها

وباطل تحصيله لا يفيد

(في البيت الأخير إقواء).

٣٢٨

سنة تسعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٣٣٣ ـ أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن زكريّا بن دينار (١).

أبو يعلى العبديّ البصريّ ، الفقيه ، شيخ مالكيّة العراق ، ويعرف بابن الصّوّاف (٢). كان ينزل القسامل (٣) ، إحدى محالّ البصرة.

ولد سنة أربعمائة.

وسمع بالبصرة : محمد بن عبد الرحمن الكازرونيّ (٤) ، ومحمد بن أحمد بن داسة ، وعليّ بن هارون التّميميّ ، والحسن القسامليّ ، وإبراهيم بن طلحة بن غسّان ، وجماعة.

وقدم بغداد سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وسمع بها من : أبي عليّ بن شاذان ، وأبي بكر البرقانيّ.

روى عنه : أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ ، وقاضي سبتة أبو بكر عتيق النّفراويّ (٥) ، وجابر بن محمد البصريّ ، وأبو الحسن الصّوفي البوشنجيّ (٦) ، وآخرون.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد العبديّ) في : ترتيب المدارك ٤ / ٧٩١ ، والمنتظم ٩ / ١٠٣ رقم ١٤٨ (١٧ / ٤٠ رقم ٣٦٦٩) ، والعبر ٣ / ٣٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٦ ، ١٥٧ رقم ٨٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٢ ، والديباج المذهب ١ / ١٧٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٤ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١١٦.

(٢) تحرّفت إلى «السواف» في (مرآة الجنان ٣ / ١٥٢).

(٣) قال ياقوت : قسامل : بالفتح ، قبيلة من اليمن ثم الأزد. يقال لهم القساملة ، لهم خطّة بالبصرة تعرف بقسمل ، هي الآن عامرة آهلة بين عظم البلد وشاطئ دجلة ، ورأيتها ، وهي علم مرتجل لا أعرف غيره في اللغة. (معجم البلدان ٤ / ٣٤٦).

(٤) الكازروني : بفتح الكاف وسكون الزاي وضم الراء ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كازرون ، وهي إحدى بلاد فارس. (الأنساب ١٠ / ٣١٨).

٣٢٩

وتفقّه على القاضي أبي الحسن عليّ بن هارون المالكيّ ، وصنّف التّصانيف ، ودرّس بالبصرة ، وتخرّج به الأصحاب.

تفقّه عليه أبو منصور بن باخي (١) ، وأبو عبد الله بن ضابح (٢) ، ومالكيّة البصرة.

قال القاضي عياض : (٣) كان يملي الحديث (٤) وعلى رأسه مستمليان يسمعان النّاس.

سمع منه عالم عظيم.

وقال أبو سعد السّمعانيّ : كان فقيها ، مدرّسا ، متزهّدا ، خشن العيش ، مجدّا في عبادته ، ذا سمت ووقار (٥).

وكان جابر بن محمد البصريّ يقول : ثنا أبو يعلى العبديّ فريد عصره.

وكان به معرفة بالحديث.

وقال غيره : كان إماما ، زاهدا ، عابدا ، إماما في عشرة أنواع من العلم (٦).

قال جابر : توفّي في ثالث عشر رمضان (٧).

قلت : قد أكمل تسعين سنة ، رحمه‌الله.

٣٣٤ ـ أحمد بن محمد (٨).

__________________

(٥) في الأصل : «النفراوي» بالراء المهملة. والتصحيح من : ترتيب المدارك ٤ / ٧٩١.

(٦) في الأصل : «البوسنجي» بالسين المهملة ، وترد هكذا في بعض المصادر. وهي نسبة إلى بوشنج قرب هراة.

__________________

(١) تحرّف في ترتيب المدارك إلى : «باقي».

(٢) تحرّف في ترتيب المدارك إلى : «صالح».

(٣) في ترتيب المدارك ٤ / ٧٩١.

(٤) في الترتيب : «وكان يملي في كل جمعة في جامع البصرة».

(٥) المنتظم ٩ / ١٠٣ (١٧ / ٤٠) ، الديباج المذهب ١ / ١٧٥.

(٦) المنتظم ٩ / ١٠٣ (١٧ / ٤٠).

(٧) وقال القاضي عياض : تأخّرت وفاته ، فتوفي فيما بلغني سنة تسع وثمانين وأربعمائة. (ترتيب المدارك ٤ / ٧٩١).

(٨) لم أجد مصدر ترجمته.

٣٣٠

أبو بكر بن أبي طالب البغداديّ المقرئ الملقّن ، ويعرف بابن الكسائيّ.

سمع : أبا الحسن القزوينيّ ، وأبا محمد الخلّال.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الخالق اليوسفيّ.

توفّي في ذي الحجّة.

٣٣٥ ـ أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عليّ (١).

أبو الحسن الشّجاعيّ النّيسابوريّ أمين مجلس القضاء بنيسابور.

كان من ذوي الرّأي الكامل. ومن الشّافعيّة المتعصّبين لمذهبه.

وكان له ثروة ودنيا ورئاسة ، وولي أوقافا وأنظارا ، ولم يكن بالمتحرّي فيها. وقد أملى سنين.

وحدّث عن أصحاب الأصمّ ، كأبي بكر الحيريّ ، وغيره.

وكان مولده في سنة عشر وأربعمائة. وتوفّي في ثامن عشر المحرّم سنة تسعين.

روى عنه : عبد الغافر بن إسماعيل ، ومن «تاريخه» اختصرته ، ومحمد بن جامع خيّاط الصّوف ، وعمر بن أحمد الصّفّار ، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الخطيب ، وعبد الخالق بن زاهر ، وعبد الله بن الفراويّ ، وهبة الرحمن القشيريّ.

روى عنه : عبد الغافر بن إسماعيل.

أمّا :

٣٣٦ ـ أبو حامد أحمد بن محمد الشّجاعيّ الفقيه (٢).

فقد ذكرنا وفاته ببلخ في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. وهو أشهر من ذا.

٣٣٧ ـ إبراهيم بن عبد الوهّاب بن محمد بن إسحاق بن مندة (٣).

الشّيخ الصّالح أبو إسحاق.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في : المنتخب من السياق ١١٤ ، ١١٥ رقم ٢٤٨.

(٢) تقدّم برقم ٤٠.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن عبد الوهاب) في : المنتظم ٩ / ١٠٣ ، ١٠٤ رقم ١٤٩ (١٧ / ٤٠ رقم ٣٦٧٠).

٣٣١

توفّي في ذي الحجّة في طريق الحجّ رحمه‌الله (١).

سمع : ابن ريدة ، وأبا يعلى الصّابونيّ ، وعدّة.

روى عنه : السّلفيّ ، وغيره.

٣٣٨ ـ أرغش النّظاميّ (٢).

الأمير.

مملوك نظام الملك. كان من أكبر أمراء دولة بركياروق ، فزوّجه بنت عمّه.

وثب عليه باطنيّ بالرّيّ فقتله.

٣٣٩ ـ إسماعيل بن عثمان بن عمر (٣).

أبو عثمان الإبريسميّ النّيسابوريّ.

ذكره عبد الغافر فقال : ثقة صالح مشتغل بالتّجارة.

حدّث عن : أبي القاسم السّرّاج ، وأبي بكر الحيريّ ، وأبي إسحاق الأسفرائينيّ.

قلت : روى عنه : عبد الله بن الفراويّ ، والعبّاس بن محمد العصاريّ (٤) ومحمد بن جامع الصّيرفيّ.

قال عبد الغافر : سمعت منه. وتوفّي في ربيع الأوّل.

ـ حرف الباء ـ

٣٤٠ ـ برسق الأمير (٥).

من كبار الدّولة الملكشاهيّة.

وثب عليه ديلميّ من الباطنيّة فضربه بسكّين بين كتفيه ، فقضى عليه.

وكان برسق من أصحاب طغرلبك. وهو أوّل شحنة ولي بغداد للسّلجوقيّة.

__________________

(١) وكان مولده في صفر سنة ٤٣٢ ه‍. وكان كثير التعبّد والتهجّد.

(٢) انظر عن (أرغش النظامي) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٧١.

(٣) تقدّمت ترجمته مختصرة في وفيات السنة السابقة ، برقم (٣٠٧).

(٤) هكذا في الأصل.

(٥) انظر عن (برسق الأمير) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٧١ ، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بعصر السلاجقة) ١٤٨ ، ٢٠٤ ، ٣٣٥ ، ٣٦٢ ، وزبدة التواريخ ١٤٨ ، ١٩٢.

٣٣٢

٣٤١ ـ بنجير بن منصور بن عليّ (١).

أبو ثابت الهمذانيّ. شيخ الصّوفيّة.

روى عن : شيخه جعفر الأبهريّ ، ومحمد بن عيسى ، وأبي الفضل عمر بن إبراهيم الهرويّ ، وغيرهم.

قال شيرويه : سمعت منه عامّة ما مرّ له. وكان صدوقا.

توفّي في ذي الحجّة ، وأنا تولّيت غسله. وكان شيخ وقته ، ووحيد عصره في خدمة الفقراء واحتمالهم ، رحمه‌الله.

قلت : أجاز للسّلفيّ.

ـ حرف الحاء ـ

٣٤٢ ـ الحسن بن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشّجاعيّ (٢).

النّيسابوريّ.

توفّي في المحرّم.

٣٤٣ ـ الحسين بن عليّ بن محمد بن مسلمة بن نجاح (٣).

القاضي أبو عليّ الأزديّ.

سمع : أبا عثمان الصّابونيّ بدمشق.

روى عنه : جمال الإسلام.

وتوفّي في ربيع الأوّل (٤).

٣٤٤ ـ الحسين بن محمد بن الحسين (٥).

أبو القاسم الدّهقان (٦) المقرئ الصّريفينيّ (٧) ، صريفين الكوفة. ختم عليه

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (الحسين بن علي) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ١٦١ رقم ١٣٣ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٤٩ ، ٣٥٠.

(٤) وكان مولده سنة ٤١٧ ه‍.

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) الدّهقان : بكسر الدال المهملة وسكون الهاء وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه اللفظة لمن كان مقدم ناحية من القرى ومن يكون صاحب الضيعة والكروم. (الأنساب ٥ / ٣٧٩).

(٧) الصّريفينيّ : بفتح الصاد المهملة ، وكسر الراء ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، والفاء بين الياءين ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى صريفين. (الأنساب ٨ / ٥٨).

٣٣٣

القرآن خلق. وكان أحد العارفين بمذهب زيد بن عليّ. وكان الزّيديّة ، يستفتونه.

سمع من : جناح بن نذير المحاربيّ ، وزيد بن جعفر العلويّ.

وحدّث ، وعاش ستّا وثمانين سنة.

روى عنه : ابن السّمرقنديّ ، وإسماعيل الطّلحيّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأحمد بن سعد العجليّ الهمذانيّ ، وغيرهم.

توفّي في المحرّم.

٣٤٥ ـ الحسين بن محمد بن أحمد (١).

القزّاز. أبو نصر العتّابيّ.

سمع : عبد الملك بن بشران.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وغيره.

ومات في صفر.

٣٤٦ ـ الحسين بن المظفّر بن الحسن (٢).

أبو عبد الله الصّائغ.

ويعرف بصهر ابن لؤلؤ البغداديّ.

معمّر ، ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

وسمع : أبا بكر أحمد بن طلحة المنقّيّ.

روى عنه أيضا : عبد الوهّاب.

وتوفّي في خامس المحرّم.

ـ حرف الذال ـ

٣٤٧ ـ ذو النّون بن سهل (٣) أبو بكر الأشنانيّ (٤) الأصبهانيّ.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) الأشناني : بضم الألف وسكون الشين المنقوطة وفتح النون الأولى وكسر الثانية. هذه النسبة

٣٣٤

سمع : أبا نعيم.

روى عنه : السّلفيّ.

ـ حرف السين ـ

٣٤٨ ـ ستيك بنت الشّيخ أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصّابونيّ (١).

فقيرة ، عابدة ، صوفيّة.

ولدت سنة خمس عشرة وأربعمائة.

وسمعت من : أبي الحسن الطّرّازيّ صاحب الأصمّ.

وعنها : عبد الله بن الفراويّ ، ومحمد بن عبد الكريم المطرّز.

ماتت في جمادى الأولى (٢).

٣٤٩ ـ سعد بن عبد الله بن أبي الرجاء محمد بن عليّ (٣).

القاضي أبو المطهّر بن القاضي الأثير الأصبهانيّ.

حجّ في هذه السّنة.

وحدّث ببغداد «بمسند الحارث» ، عن أبي نعيم.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، ومحمد بن ناصر.

٣٥٠ ـ سعد بن عبد الرحمن (٤).

الفقيه أبو محمد الأستراباذيّ (٥).

سمع : أبا الحسين الفارسيّ ، وأبا حفص بن مسرور الكنجروذيّ (٦).

__________________

= إلى بيع الأشنان وشرائه. (الأنساب ١ / ٢٨٠).

(١) انظر عن (ستيك) في : المنتخب من السياق ٢٤٩ ، ٢٥٠ رقم ٧٩٩.

(٢) وقد أنفقت ما كان لها على الفقراء والمتصوّفة.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) انظر عن (سعد بن عبد الرحمن) في : المنتخب من السياق ٢٤١ رقم ٧٦٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ١٦٦ ، وطبقات الشافعية الوسطى ، له (مخطوط) ورقة ١٨٦ أ ، والديباج المذهب ١ / ١٢٨ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٧١ رقم ٢٢٨.

(٥) الأستراباذي : بفتح الألف ، وسكون السين المهملة ، وكسر التاء المثنّاة ، وقيل بفتحها. وقد تقدّم التعريف بهذه النسبة.

(٦) الكنجروذي : بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو ، وفي آخرها الدال

٣٣٥

وكان فقيها بارعا ، إماما ، مختصّا بإمام الحرمين.

وتفقّه أيضا على القاضي حسين المرورّوذيّ.

توفّي في نصف شوّال.

ـ حرف الشين ـ

٣٥١ ـ شعبة بن عبد الله بن عليّ (١).

أبو بكر الطّوسيّ الأثريّ.

سمع : عبد الرحمن بن حمدان النّصرويّ ، وأبا حسّان المزكّي.

ومات في رجب (٢).

ـ حرف العين ـ

٣٥٢ ـ عبد الرحمن بن عليّ بن القاسم (٣).

أبو القاسم الصّوريّ العدل.

ويعرف بابن الكامليّ.

سمع : أبا الحسين بن أبي نصر ، وأبا عليّ الأهوازيّ ، وسليم (٤) بن أيّوب ، وجماعة.

روى عنه : أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه ، وغيث الأرمنازيّ ، وابن أخيه

__________________

= المعجمة. نسبة إلى كنجروذ ، قرية على باب نيسابور. (الأنساب ١٠ / ٤٧٩).

(١) انظر عن (شعبة بن عبد الله) في : الأنساب ١ / ١٣٦ وفيه اسمه «سعد» بدل «شعبة».

(٢) قال ابن السمعاني : كان رجلا سنّيّا ، حسن السيرة ، مواظبا على العبادات وحضور مجالس الخير .. وكانت ولادته في سنة ثلاث عشر وأربعمائة .. وكانت أصابته سقطة في آخر عمره واختلّ بعض أعضائه حتى كاد يمشي بجهد ويتعارج.

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن علي الصوري) في : الفقيه والمتفقّه للخطيب ١ / ٣٩ ، ٧٨ ، ١١٦ ، ١٥٧ ، ١٩٧ ، ٢٣٦ و ٢ / ٧٤ ، ١٤٦ ، ٢٠٥ وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٧ / ١٣٧ و ٢٣ / ١١٧ و ٢٨ / ٤٦٣ ، وتاريخ دمشق ، بتحقيق دهمان ١٠ / ٢٥٥ ، والتحبير لابن السمعاني ٢ / ٢١٤ ، ومعجم السفر للسلفي (مصوّرة دار الكتب المصرية) ق ٢ / ٤٣٠ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٤ / ٣١٠ رقم ٢٢٦ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٨٧ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ٥٧ ـ ٥٩ رقم ٧٧٢.

(٤) في الأصل : «سليمان» ، وهو غلط ، والصواب ما أثبتناه.

٣٣٦

أحمد بن الحسين الكامليّ.

وسكن صور (١) ، وبها توفّي في رمضان.

وولد سنة تسع عشرة (٢).

٣٥٣ ـ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف (٣).

أبو نصر الأصبهانيّ السّمسار.

آخر من حدّث عن. أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجانيّ.

روى عنه ، وعن : عليّ بن ميلة الفقيه ، وأبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ ، وغيرهم.

روى عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في المحرّم.

وسئل عنه إسماعيل الحافظ فقال : شيخ لا بأس به.

٣٥٤ ـ عبد الرحيم بن أحمد بن عليّ (٤).

أبو الحسن النيسابورىّ الدّرديرانيّ.

شيخ صالح عفيف.

سمع : أبا بكر الحيريّ ، ومن بعده.

وعنه : عبد الغافر ، وقال : توفّي في ربيع الأوّل (٥).

__________________

(١) وقد كتب عبد الرحمن بخطّه أنه انتقل من بيت المقدس إلى صور وسكنها.

(٢) ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب : «عمر عبد السلام تدمري» : وسمع بصور : أبا الفرج بن برهان الغزّال ، وبصيداء : أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصيداوي. وروى عن بكر بن محمد بن علي بن حيدر بن عبد الجبار بن النضر النيسابورىّ المتوفى سنة ٤٦٤ ه‍. وقال حين سئل أين سمع منه؟ ما سمعت منه إلّا بصور. وممن روى عنه : أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين بن القاسم الرمليّ الحافظ المتوفى ٤٩٢ وقد سمعه بصور ، وأبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد العسقلاني.

وهو سمع الجزء الأول من كتاب «الفقيه والمتفقّه» على الخطيب البغدادي بجامع صور في شهر ربيع الأول سنة ٤٥٩ مع ولديه أبي علي الحسن ، وأبي طاهر الحسين.

(انظر كتابنا : موسوعة علماء المسلمين ٣ / ٥٧ ـ ٥٩).

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في : العبر ٣ / ٣٢٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٤ ، ٣٥ ، رقم ٢٠ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ورقة ٧٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٩.

(٤) انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد) في : المنتخب من السياق ٣٢٣ رقم ١٠٦٨.

(٥) وكان مولده في سنة ٤٠٥ ه‍.

٣٣٧

٣٥٥ ـ عبد الملك بن منصور بن حمد بن محمد بن زائدة (١).

أبو المعالي الكاتب.

أصبهانيّ من شيوخ السّلفيّ القدماء.

مات في جمادى الأولى.

سمع : ابن حسنويه.

٣٥٦ ـ عبد المهيمن بن الحسين بن محمد بن القاسم (٢).

أبو منصور الهاشميّ البغداديّ.

توفّي في حدود هذه السّنة.

سمع : أبا عليّ بن شاذان.

وعنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وعمر المغازليّ ، وغيرهما.

٣٥٧ ـ عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدوس (٣).

أبو الفتح بن أبي محمد الرّوذباريّ (٤) ، الفارسيّ ، ثمّ الهمذانيّ.

رئيس همذان.

سمع : أباه ، وعمّ أبيه عليّ بن عبدوس ، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الدّوسيّ ، شيخ روى عن الأصمّ ، وأبا طاهر الحسين بن سلمة ، ومحمد بن عيسى المحتسب ، ورافع بن محمد القاضي ، وحمد بن سهل ، وحميد بن المأمون ، والحسين بن محمد بن فنجويه.

وسمع بالدّينور : أبا نصر الكسّار.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (عبدوس بن عبد الله) في : مقدّمة مسند الفردوس ١ / ١٣ ، والتقييد لابن نقطة ٣٩٣ ، ٣٩٤ رقم ٥١٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٣ رقم ١٥٦١ ، وفيه : «عبدوس بن محمد» ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٩٧ ، ٥٨ رقم ٥٤ ، والعبر ٣ / ٣٢٩ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١ / ٤٢٦ ـ ٤٣٠ رقم ٣٢٦ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ورقة ٧٩ ، ٨٠ وفيه : «عبد بن عبد الله» ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٢ ، ولسان الميزان ٤ / ٩٥ رقم ١٨١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٥.

(٤) الرّوذباريّ : بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الباء الموحّدة وفي آخرها الراء بعد الألف. هذه اللفظة لمواضع عند الأنهار الكبيرة يقال لها الروذبار ، وهي بلاد متفرقة منها موضع على باب الطابران بطوس يقال لها : الروذبار. (الأنساب ٦ / ١٨٠).

٣٣٨

وبنيسابور : منصور بن رامش ، وأبا عثمان الصّابونيّ ، وعبد الغافر الفارسيّ ، وجماعة.

أجاز له أبو بكر أحمد بن عليّ بن لال ، وأبو عبد الرحمن السّلميّ ، وأبو الحسن بن جهضم.

وكان أسند من بقي بهمذان.

حدّث ببغداد في سنة ستّ وستّين ، فروى عنه : أبو الحسين بن الطّيوريّ ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وأبو الفضل محمد بن بنيمان (١) الهمذانيّ.

قال شيرويه : وسمعت من عبدوس ، وكان صدوقا ، متقنا ، فاضلا ، ذا حشمة وصيت ، حسن الخطّ ، حلو المنطق. كفّ بصره ، وصمّت أذناه في آخر عمره. وسماع القدماء (٢) منه أصحّ إلى سنة نيّف وثمانين (٣).

ومات في جمادى الآخرة ، وأنا غسّلته.

وقال : ولدت سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

وقال محمد بن طاهر : لمّا دخلت همذان بأولادي ، كنت سمعت أنّ «سنن النّسائيّ» يرويه عبدوس ، فقصدته ، وأخرج إليّ الكتاب ، والسّماع فيه ملحق بخطّه ، سماعا طريّا. فامتنعت من قراءته. وبعد مدّة خرجت بابني أبي زرعة إلى الدّونيّ (٤) ، وقرأته على هارون بن حمدلة (٥).

__________________

(١) في الأصل : «نيمان».

(٢) في لسان الميزان ٤ / ٩٥ «وسماع الغرباء».

(٣) زاد في لسان الميزان : «وخمسمائة». وهذا غلط. فهو لم يعش إلى ذلك الوقت ، وزاد أيضا :

ودخلت عليه يوما في سنة تسع وثمانين وكان لا يرى ولا يسمع.

(٤) في الأصل : «الدون». والتصحيح من : (الاستدراك لابن نقطة ـ مخطوط ـ ورقة ١٧٧) و (معجم البلدان ٢ / ٤٩٠) وهو : أبو محمد عبد الرحمن بن حمد ـ وقيل محمد ـ بن الحسين بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن إسحاق الدوني الصوفي الزاهد .. توفي سنة ٥٠١ ه‍. قال يحيى بن مندة : قرأنا عليه كتاب السنن لأبي عبد الرحمن النسائي بسماعه من القاضي أبي نصر أحمد بن الحسين الكسار ، عن أحمد بن السّنّيّ ، عنه. (الاستدراك) وانظر : معجم البلدان.

و «الدّونيّ» : نسبة إلى دون. بضم أوله ، وآخره نون. قرية من أعمال دينور.

٣٣٩

قلت : أبو زرعة آخر من روى عن عبدوس. له عنه جزءان من حديث الأصمّ ، رواهما عبد اللّطيف بن يوسف ، عنه.

وأنا (١) التّاج عبد الخالق ، عن الموفّق ، عن أبي زرعة ، عن عبدوس بحديث واحد (٢).

٣٥٨ ـ عليّ بن طاهر بن أحمد بن الملقب (٣).

أبو الحسن الموصليّ البزّاز.

سمع : أبا الحسن محمد بن محمد بن مخلد.

روى عنه : ابنه إسماعيل ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

وقرأ القرآن على ابن شيطا.

وتوفّي في رجب ، وله ستّ وثمانون سنة.

٣٥٩ ـ عليّ بن عبد الملك (٤).

أبو الحسن الدّبيقيّ المالكيّ.

مات بعكّا في جمادى الأولى.

ورّخه هبة الله بن الأكفانيّ.

٣٦٠ ـ عليّ بن محمد بن محمد بن عليّ الحاكم (٥).

__________________

= وينسب أيضا إلى دونة. قرية من قرى نهاوند. وقرية بهمذان أيضا ، والنسبة إليها دوني ، وقد نسب إلى التي بنهاوند : دونقي. وقال أبو زكريا بن مندة : دونة قرية بين همذان ودينور على عشرة فراسخ من همذان. وقيل : على خمسة عشر فرسخا. وقيل : هي من رستاق همذان.

وقد تحرّف اللفظ في (لسان الميزان ٤ / ٩٥) إلى «الدؤلي»!.

(٥) لم يذكر في لسان الميزان : «هارون بن حمدلة» ، بل فيه : «وقرأت عليه الكتاب وكان سماعه صحيحا».

__________________

(١) اختصار : «وأخبرنا».

(٢) وقال ابن حجر : «وقد أكثر عنه صاحب مسند الفردوس». (لسان الميزان) ، ووقع فيه أنه مات سنة خمس وتسعين وخمسمائة وقد وهم في ذلك.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (علي بن محمد) في : المنتخب من السياق ٣٩٠ رقم ١٣١٦.

٣٤٠