تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٣

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

قال : ومات في تاسع ذي القعدة.

٣١٦ ـ عبد الجبّار بن عبد الواحد بن أحمد بن سبويه (١).

أبو الفضل بن أبي طاهر ، التّاجر الأصبهانيّ.

حدّث عن : أبي نعيم.

سمع منه : المؤتمن السّاجيّ ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبو الفتح بن عبد السّلام.

ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وتوفّي ببغداد في شوّال سنة تسع وثمانين.

٣١٧ ـ عبد المحسن بن محمد بن عليّ بن أحمد بن عليّ (٢).

أبو منصور الشّيحيّ (٣) التّاجر السّفّار المعروف بابن شهدانكة (٤) من أهل محلّة النّصريّة ببغداد.

سمع الكثير من : أبي منصور محمد بن محمد بن السّواق ، وأبي بكر أحمد بن محمد بن الصّقر ، وعبد العزيز بن عليّ الأزجيّ ، وابن غيلان ، وأبي محمد الخلّال ، والعتيقيّ ، وطبقتهم.

وكتب بخطّه أكثر مسموعاته.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (عبد المحسن بن محمد) في : الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٤٨٣ ، والمنتظم ٩ / ١٠٠ رقم ١٤١ (١٧ / ٣٤ رقم ٣٦٦٢) ، والأنساب ٧ / ٤٤٢ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٢٤ / ٣٦٦ ، ومعجم البلدان ٣ / ٣٧٩ ، واللباب ٢ / ٢٢٠ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ١٨٩ رقم ١٨٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٢ رقم ١٥٥٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٧ ، والعبر ٣ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٢ ـ ١٥٤ رقم ٧٩ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٣٤٩ ، وعيون التواريخ ١٣ / ورقة ٥٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٣ وفيه «عبد المحسن بن أحمد» ، وتبصير المنتبه ٧٢١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٢ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ٢٣٣ رقم ٩٢٨.

(٣) تحرّفت في البداية والنهاية إلى : «الشنجي» و «الشيحي» : بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وفي آخرها حاء مهملة مكسورة. هذه النسبة إلى «شيحة» وهي قرية من قرى حلب. (الأنساب ٧ / ٤٤٢).

(٤) في الأصل : «شهرانكه» بالراء. وتحرّفت في : البداية والنهاية إلى : «شهداء مكة».

٣٠١

وسمع بمصر : أبا الحسن الطّفّال ، وأبا القاسم عليّ بن محمد الفارسيّ ، وعبد الملك بن مسكين.

وبدمشق : أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر ، وأبا القاسم الحنّائيّ ، وأبا عبد الله محمد بن يحيى بن سلوان.

وبالرّحبة : عبيد الله بن أحمد الرّقّيّ ، وطائفة سواهم.

وكتب بخطّه أكثر مصنّفات الخطيب.

وروى الكثير.

حدّث عنه : شيخه أبو بكر الخطيب ، وأبو السّعود أحمد بن عليّ ، وأبو حامد العبدريّ ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام ، وسعيد بن محمد الرّزّاز الفقيه ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ ، وأبو الفضل بن ناصر ، وخلق سواهم.

سئل إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فقال : شيخ فاضل ثقة (١).

وقال شجاع الذّهليّ : كان صدوقا (٢).

وقال أبو عامر العبدريّ : كان من أنبل من رأيت وأوثقه (٣).

وقال أبو عليّ الصّدفيّ : كان فقيها نبيلا كيّسا ثقة. وكان عنده أصل أبي بكر الخطيب بتاريخه ، خصّه به.

قلت : لأنّه فيما قال السّمعانيّ هو الّذي حمل الخطيب إلى العراق ، فأهدى إليه الخطيب تاريخه بخطّه.

وقال غيث بن عليّ : سألته عن مولده ، فقال : سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وأوّل سماعي سنة سبع وعشرين (٤).

وقال أبو عليّ البردانيّ : كان من المتموّلين. وكان أمينا سريّا ، كتب

__________________

(١) تاريخ دمشق ٢٤ / ٣٦٦.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) المصدر نفسه.

(٤) تاريخ دمشق ٢٤ / ٣٦٦.

٣٠٢

كثيرا. وتوفّي في جمادى الأولى.

قال السّمعانيّ : سمعت شيخا لنا يقول : إنّ الخطيب لمّا حدّث بالجزء الأوّل من «تاريخه» استأذنه أبو الفضل بن خيرون أو شجاع الذّهليّ في التّسميع في أيّ موضع يكتب ، فقال : استأذنوا الشّيخ عبد المحسن ، فإنّ النّسخة له ، ولو كان عندي شيء أعزّ منه أهديته له (١).

وقال أبو الفضل محمد بن عطّاف : كان شيخنا عبد المحسن على طريقة حسنة مرضيّة ، حسن العناية بالعلم ، وكان مالكيّا ثقة أمينا. قال لي : ولدت في رجب سنة إحدى وعشرين (٢).

وقال ابن ناصر : توفّي شيخنا عبد المحسن بن الشّيحيّ في سادس عشر جمادى الأولى (٣).

قلت : وأبوه من شيحة ، قرية من قرى حلب (٤).

٣١٨ ـ عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد (٥).

__________________

(١) انظر : المنتظم ٩ / ١٠٠ (١٧ / ٣٤) وفيه : «رحل إلى الشام وديار مصر فسمع بها من جماعة ، وأكثر عن أبي بكر الخطيب بصور ، وأهدى إليه الخطيب تاريخ بغداد بخطّه وقال : لو كان عندي أعزّ منه لأهديته له ، لأنه حمل الخطيب من الشام إلى العراق ، وروى عنه الخطيب في تصانيفه ، فسمّاه «عبد الله» وكان يسمّى عبد الله ، وكان ثقة خيّرا ديّنا».

(٢) تاريخ دمشق ٢٤ / ٣٦٦.

(٣) في المنتظم : «جمادى الآخرة».

ووقع في (الأنساب) و (اللباب) أن وفاته في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.

وفي (تاريخ دمشق) و (مختصره) : توفي سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، ومثله في (معجم البلدان).

أما في (السير) و (المشتبه) و (العبر) و (التذكرة) و (التبصير) وغيره فوفاته كما هنا في سنة ٤٨٩ ه‍.

(٤) وقال ابن السمعاني : كان له أنس في الحديث وأكثر منه. كتبت عن أصحابه. (الأنساب).

و «أقول» : سمع بصور : الخطيب البغدادي ، وعبد الوهاب بن الحسن بن عمر بن برهان الغزّال وحدّث بطرابلس ، فأخذ عنه بها : أبو الليث نصر بن الحسن بن القاسم التنكتي الشاشي المتوفى سنة ٤٨٦ ه‍. (انظر : موسوعة علماء المسلمين ٣ / ٢٣٣).

(٥) انظر عن (عبد الملك بن إبراهيم) في : المنتظم ٩ / ١٠٠ رقم ١٤٢ (١٧ / ٣٤ ، ٣٥ رقم ٣٦٦٣) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٦١ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجّار ١ / ٨ ـ ١٤ رقم ٣ ،

٣٠٣

أبو الفضل المقدسيّ الهمذانيّ الفرضيّ. نزيل بغداد.

كان واحد عصره في الفرائض.

سمع : الحسن بن محمد الشّاموخيّ (١) بالبصرة ، وعبد الواحد بن هبيرة العجليّ ، وجماعة (٢).

روى عنه : ابن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ (٣).

وقيل : كان معتزليّا (٤).

__________________

= وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٣١ ، ٣٢ رقم ١٨ ، وعيون التواريخ ١٣ / ورقة ٥٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٣ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٥٢٩ ، ونكت الهميان ٥٤ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٧٤ رقم ٢٣٢ ، ولسان الميزان ٤ / ٥٧ ، وكشف الظنون ١٢٥٢ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ١٧٩.

(١) الشّاموخي : بفتح الشين المعجمة ، وضم الميم ، وفي آخرها الخاء المعجمة ، هذه النسبة إلى «شاموخ» وهي قرية بنواحي البصرة. (الأنساب ٧ / ٢٦٤).

(٢) قال ابن الجوزي : روى عنه أشياخنا ، وكان يعرف العلوم الشرعية والأدبية ، وإلّا أن علم الفرائض والحساب انتهى إليه ، وكان قد تفقّه على أقضى القضاة أبي الحسن الماوردي. وكان يحفظ «غريب الحديث» لأبي عبيد ، و «المجمل» لابن فارس ، وكان عفيفا زاهدا ، وكان يسكن درب رياح ، وكان الوزير أبو شجاع قد نصّ عليه لقضاء القضاة ، فأجابه المقتدي ، فاستدعاه ، فأبى أشدّ الإباء ، واعتذر بالعجز وعلوّ السّنّ ، وعاود الوزير أن لا يعاود ذكره في هذه الحال. (المنتظم ٩ / ١٠٠ و ١٧ / ٣٥).

(٣) وهو قال : سمعت أبا الحسن بن أبي الفضل الهمذاني يقول : كان والدي إذا أراد أن يؤدّبني يأخذ العصا بيده ويقول : نويت أن أضرب ابني تأديبا كما أمر الله ، ثم يضربني. قال أبو الحسن : وإلى أن ينوي ويتمّ النيّة كنت أهرب. (المنتظم).

(٤) وقال ابن النجار : سكن بغداد إلى حين وفاته ، وكان يتولّى بقطيعة الكرخ ، وكان فقيها فاضلا على مذهب الشافعيّ وإماما في الفرائض والحساب وقسمة التركات ، وإليه مرجوع الناس في ذلك وعليه معتمدهم ، وكان من الصلاح والعبادة والنسك والزهد والورع والعفّة والنزاهة على طريقة اشتهر بها وعرفها الخاص والعام ، وأريد على أن يلي قضاء القضاة فامتنع.

وقال أبو الحسن أحمد بن عبد الله الآبنوسي : سمعت شيخي أبا الفضل الهمذاني يقول :خرجت من همذان ولم أخلف بها أحدا أعرف بالفرائض بجلال قدرهم وغزارة علمهم. ثم قال الآبنوسي : وكان الهمذاني ينسب إلى الاعتزال والنصرة لرأيهم.

وقال شيرويه الديلميّ في كتاب «طبقات الهمدانيين» : عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد الفقيه الفرضيّ أبو الفضل المعروف بالمقدسي ، سكن بغداد ، سمعت منه ، وكان إماما زاهدا.

وقال ابن النجار : قرأت في كتاب «الفنون» لأبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه بخطّه ، قال : أبو الفضل الهمذاني كان شيخا عالما في فنون اللغة والعربية والفرائض والحساب ، وأكبر علمه الفقه. وكان على طريقة السلف ، زاهدا ورعا متديّنا ، وكان شافعيا.

وقال السلفي : سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي الفضل الهمذاني فقال : إمام ،

٣٠٤

توفّي في رمضان ببغداد ، وهو والد المؤرّخ محمد.

٣١٩ ـ عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج (١).

الإمام أبو مروان الأمويّ ، مولاهم القرطبيّ.

إمام اللّغة بالأندلس. غير مدافع.

روى عن : أبيه ، ويونس بن عبد الله القاضي ، وإبراهيم بن محمد الإفليليّ (٢) ، ومكّيّ بن أبي طالب ، وأبي عمرو السّفاقسيّ ، وجماعة.

روى عنه : أبو عليّ الصّدفيّ ، وقال : هو أكثر من لقيته علما وبضروب الآداب ومعاني القرآن والحديث (٣).

وقال القاضي أبو عبد الله بن الحاجّ : كان شيخنا أبو مروان بن سراج يقول :

__________________

= مدرّس ، عارف بالفقه والفرائض ، وله تصنيف في الفرائض ، كتبه عنه الناس ، وكان يذهب إلى الاعتزال ، حضرته وعلّقت عنه شيئا من الفقه.

ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذاني في «تاريخه» أن والده توفي في ثامن عشر شهر رمضان سنة تسع وثمانين وأربعمائة. قال : وكان يدرس العلوم الشرعية والأدبية ، ومما انتشرت تصانيفه في تعلّم الفرائض والحساب ، ومن جملة ما كان على حفظه «مجمل اللغة» لابن فارس ، و «غريب الحديث» لأبي عبيد ، وتوفي وقد قارب الثمانين ، ولم يكن يخبر بمولده. ولم نعرف أنه اغتاب أحدا قط أو ذكره بما يستحي منه ، وكان الوزير أبو شجاع لما نص على والدي في أن يلي قضاء القضاة امتنع من الدخول في ذلك ، واعتذر بالعجز وعلوّ السّنّ ، وقال : لو كانت ولايتي متقدّمة لاستعفيت منه اليوم ، وأنشد :

إذا المرء أعيته السيادة ناشئا

فمطلبها كهلا عليه شديد

(ذيل تاريخ بغداد).

(١) انظر عن (عبد الملك بن سراج) في : قلائد العقيان للفتح بن خاقان ١٩٠ ، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ، قسم ٢ مجلّد ٢ / ٨٠٨ ـ ٨١٢ ، وترتيب المدارك للقاضي عياض ٤ / ٨١٦ (في ترجمة أبيه : سراج بن عبد الله) ، والصلة لابن بشكوال ٢ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ رقم ٣٦٣ ، وخريدة القصر وجريدة العصر للعماد (قسم شعراء الأندلس) ٢ / ٥٠١ ـ ٥٠٣ ، وبغية الملتمس للضبّي ٣٨٠ رقم ١٠٦٨ ، وإنباه الرواة للقفطي ٢ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ رقم ٤١٠ ، والمغرب في حلي المغرب ١ / ١١٥ ، ١١٦ رقم ٥٢ ، والإعلام بوفيات الإعلام ٢٠١ ، والعبر ٣ / ٣٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٣٣ ، ١٣٤ رقم ٧٠ ، وتلخيص ابن مكتوم ١١٩ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ورقة ٥٦ ، ٥٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٠ ، والديباج المذهب لابن فرحون ٢ / ١٧ ، وبغية الوعاة للسيوطي ٢ / ١١٠ رقم ١٥٦٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١٢٢ رقم ٣٥١.

(٢) تصحف في : ترتيب المدارك ٤ / ٨١٦ إلى «الإقليلي» بالقاف.

(٣) الصلة ٢ / ٣٦٣.

٣٠٥

حدّثنا وأخبرنا واحد ، ويحتجّ بقوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (١) فجعل الحديث والخبر واحدا (٢).

وقال القاضي عياض (٣) : الوزير أبو مروان الحافظ اللّغويّ النّحويّ إمام الأندلس في وقته في فنّه ، وأذكرهم للسان العرب ، وأوثقهم على نقله (٤).

وكان أبوه أبو القاسم قاضي قرطبة من أفضل العلماء.

قال عياض : وأخبرني ابنه أبو الحسين الحافظ أنّ أبا محمد مكّيّا المقرئ كان يعرض عليه بعض مصنّفاته ، ويأخذ رأيه فيها. وإليه كانت الرحلة من أقطار الأندلس (٥).

وقال اليسع بن حزم : لكن ابن سراج زين الإيمان ، وحسنة الزّمان ، العلّامة ، النّسّابة ، ذو الدّعوة المستجابة ، والتّسهيل والإجابة. كان المعتمد يزوره ويعظّمه.

وقال أبو الحسن بن مغيث : كان أبو مروان من بيت خير وفضل ، من مشاهير الموالي بالأندلس. كان جدّهم سراج من موالي بني أميّة ، على ما حكاه أهل النّسب ، إلّا أنّ أبا مروان قال لي غير مرّة أنّه من العرب ، من كلب بن وبرة ، أصابهم سباء (٦).

__________________

(١) سورة الزلزال ، الآية : ٤.

(٢) الصلة ٢ / ٣٦٤.

(٣) في ترتيب المدارك ٤ / ٨١٦.

(٤) عبارة القاضي عياض في (الترتيب) : «إمام الأندلس في وقته في علم لسان العرب وضبط لغاتها وأذكرهم لشوارد أشعارها وأوثقهم في ذلك. وإليه كانت الرحلة من جميع جهات الأندلس».

(٥) وزاد في (الترتيب) : «واحتاج الكثير بعد من شيوخه إلى الأخذ عنه والاستفادة منه».

(٦) جاء في هامش الأصل من كتاب «الصلة» ما نصّه :

«سراج جدّهم الأعلى يتولّى بني أميّة. وهو من خاصّتهم وأهل الجاه فيهم والحظوة عندهم. قال الحافظ أبو علي الطبني : أخرج شيخنا أبو مروان بن سراج محمد ، وأكتبه عبد الرحمن بن معاوية بن سراج في أديم فيه الهؤنة كنسخته : بسم الله الرحمن الرحيم. هذا عهد واحد من عبيد الرحمن بن مطيع يقال له سراج رعاية لنشأته عنده وتحذير له عين (كذا : استكتبه الخدمة ونزع إلى السلم وسبل الجهاد ، وقد أذنت له في الدخول مع خاصة قريش ووسط قلادتهم وجهات عهدي هذا جاريا في عقبه وكل صبيّ في داره من عنقي ... ينزله الآمر بعدي فليمكّن له في أيامه وليبسط له حسنة العينين من دواب الجبال في دولتي. وكتب في رجب سنة أربع وخمسين ومائة». (الصلة ٢ / ٣٦٤ بالحاشية رقم ٢).

٣٠٦

اختلف إليه كثيرا ولازمته ، وكان واسع الرّواية والمعرفة ، حافلهما ، بحر علم ، عالما بالتّفاسير ، ومعاني القرآن ، ومعاني الحديث ، أحفظ النّاس للسان العرب ، وأصدقهم فيما يحمله ، وأقومهم بالعربيّة والأشعار والأخبار والأيّام والأنساب (١). عنده يسقط حفظ الحفّاظ ودونه يكون علم العلماء. فاق الناس في وقته ، وكان حسنة من حسنات الزّمان ، وبقيّة الأشراف والأعيان (٢).

وقال أبو عليّ الغسّانيّ : سمعته يقول : مولدي في ثاني عشر ربيع الأوّل سنة أربعمائة. ومتّع بجوارحه على اعتلاء سنّه ، إلى أن توفّي ، وهو حسن البقيّة ، متوقّد الذّهن ، سريع الخاطر ، في تاسع ذي الحجّة يوم عرفة (٣) ، وصلّى عليه ابنه أبو الحسن سراج. رحمه‌الله (٤).

__________________

(١) في الصلة ٢ / ٣٦٤ «والأنساب والأيام».

(٢) الصلة ٢ / ٣٦٤ وفيه : «وبقية من الأشراف والأعيان».

(٣) وقع في (بغية الملتمس ٣٨٠) أن وفاته كانت في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

(٤) وكان أبو علي قرأ عليه كثيرا من كتب اللغة ، والغريب ، والأدب ، وقيّد ذلك كلّه عنه ، وكانت الرحلة في وقته إليه ، ومدار أصحاب الآداب واللغات عليه. وكان وقور المجلس لا يجسر أحد على الكلام فيه لمهابته وعلوّ مكانته. (الصلة ٢ / ٣٦٣ ، ٣٦٤).

وقال ابن بسّام في (الذخيرة ق ١ مجلد ٢ / ٨١١) : «أحيا كثيرا من الدواوين الشهيرة الخطيرة التي أحالتها الرواة الذين لم تكمل لهم الأداة ، ولا استجمعت لديهم تلك المعارف والآلات ، واستدرك فيها أشياء من سقط واضعيها ، ووهم مؤلّفيها ككتاب «البارع» لأبي علي البغدادي ، و «شرح غريب الحديث» للخطابي ، وقاسم بن ثابت السرقسطي ، وكتاب «أبيات المعاني» للقتبي ، وكتاب «النبات» لأبي حنيفة ، وكتاب «الأمثال» للأصبهاني ، وغير ذلك من كتب الحديث وتفسير القرآن مما لم يحضرني ذكره ، ولم يمكن حصره ..».

وقال العماد في (الخريدة ٢ / ٥٠١) : «الوزير الفقيه أبو مروان بن سراج. ذكر أنه درس علوما درست معالمها ، ودعا للرفع آدابا تداعت دعائمها ، فتح أقفال المبهمات ، وبيّن أغفال المشكلات ، وشرح وأوضح ، وفضح مناضليه. وفصح ، ولما طوي بساط عمره طويت المعارف ، وتنقّص فضلها الوافر ، وتقلّص ظلّها الوارف ، ووصفه بالضجر عند السؤال ، فما كاد يجيب ، والمستفيد منه يكاد لتغيظه بخيب».

وقال ابن خاقان في (القلائد ١٩٠) : «أودى فطويت المعارف ، وتقلّص ظلّها الوارف ، إلّا أنه كان يضجر عند السؤال فما يكاد يفيد ، ويتفجّر غيظا على الطالب حتى يتبلّد ولا يستفيد».

وجعله الحجاريّ أصمعيّ الأندلس. وأخبر أن صاحب «سفط اللآلي» أثنى عليه وعلى بيته. وذكر أن عبد الملك بن أبي الوليد بن جهور عتبة في كونه جاء لزيارته ، وأبو مروان لا يزوره ، فقال : أعزّك الله ، أنت إذا زرتني قال الناس : أمير زار عالما تعظيما للعلم ، واقتباسا منه ، وأنا إذا زرتك قيل : عالم زار أميرا للطمع في دنياه والرغبة في رفده ، ولا يصون علمه. فتعجّبوا من جوابه. (المغرب في حلي المغرب ١١٥ ، ١١٦).

٣٠٧

وأبا بكر الحيريّ ، وأبا سعيد الصّيرفيّ ، وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي ، ومحمد بن محمد بن بالويه الصّائغ ، والحسين بن عبد الرحمن التّاجر ، وعبد الرحمن بن بالويه ، وعليّ بن أحمد بن عبدان الشّيرازيّ ، وأبا عمرو محمد بن عبد الله الرّزجاهيّ (١) ، وعليّ بن محمد بن خلف ، وأبا حازم عمر بن أحمد العبدويّ ، وجماعة بنيسابور.

وهلال بن محمد الحفّار ، وأبا الحسين بن بشران ، وابن الفضل القطّان ، والغضائريّ (٢) ، والإياديّ (٣) ، وجماعة ببغداد (٤).

وأبا عبد الله بن نظيف بمكّة.

روى عنه : إسماعيل بن محمد الحافظ (٥) ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازيّ ، وأبو طاهر أحمد بن حامد الثّقفيّ ، ونعمان بن محمد الكندوج ، وشيبان بن عبد الله المؤدّب ، وبندار بن غانم ، وعبد الجبّار بن محمد بن عليّ الصّالحانيّ.

ـ حرف القاف ـ

٣٢٠ ـ القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود (٦).

__________________

(١) الرّزجاهي : بفتح الراء وسكون الزاي وفتح الجيم وفي آخرها الهاء. هذه النسبة إلى رزجاه ، وهي قرية من قرى بسطام وهي مدينة بقومس. (الأنساب ٦ / ١١٠).

(٢) الغضائريّ : بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.

هذه النسبة إلى الغضارة ، وهو إناء يؤكل فيه الطعام. (الأنساب ٩ / ١٥٥).

(٣) الإيادي : بكسر الألف وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال. هذه النسبة إلى إياد بن نزار بن معد بن عدنان وتشعّبت منه القبائل. (الأنساب ١ / ٣٩٤).

(٤) سمعهم بها في سنة ٤١٣ ه‍. (التقييد ٤٣٠).

(٥) هو أبو الفتح الطرسوسي. (التحبير ١ / ١٠٨).

(٦) انظر عن (القاسم بن الفضل) في : التحبير ((انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٥٤٥ ، والمنتخب من السياق ٤٢٢ رقم ١٤٣٩ ، والتقييد لابن نقطة ٤٣٠ ، ٤٣١ رقم ٥٧٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٣ رقم ١٥٥٨ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠١ ، ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٨ ـ ١١ رقم ٥ ، والعبر ٣ / ٣٢٥ ، ودول الإسلام ٢ / ١٨ ، والإعلام في تاريخ الإسلام لابن قاضي شهبة (مخطوط) حوادث سنة ٤٨٩ ه‍ ، وكشف الظنون ٥٥ ، ٥٢٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٣ ، والرسالة المستطرفة ٧٧ ، وتاريخ الأدب العربيّ ٦ / ١٧٨ ، ومعجم المؤلفين ٨ / ١١٠.

٣٠٨

أبو عبد الله الثّقفيّ الأصبهانيّ. رئيس أصبهان وكبيرها ومسندها.

ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.

وأوّل سماعه في ذي الحجّة سنة ثلاث وأربعمائة.

سمع : أبا الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار البرجيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حولة الأبهريّ ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ ، وأبا بكر بن مردويه (١) ، وعليّ بن فيلة الفرضيّ ، وأحمد بن عبد الرحمن اليزديّ ، وجماعة بأصبهان.

ومحمد بن محمد بن محمش (٢) ، ومحمد بن الحسين السّلميّ ، ويحيى بن إبراهيم المزكّي ، وأبو المطهّر الصّيدلانيّ القاسم بن الفضل ، وأبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ ، وأبو رشيد محمد بن عليّ بن محمد الباغبان (٣) ، وأبو عبد الله الحسن بن العبّاس الرّستميّ ، وحفيده مسعود بن القاسم الثّقفيّ ، والحافظ أبو طاهر السّلفيّ ، وأبو رشيد عبد الله بن عمر الأصبهانيّ ، وخلق سواهم.

قال السّمعانيّ : كان ذا رأي وكفاءة وشهامة. وكان أيسر أهل عصره ثروة ونعمة وبضاعة ونقدا (٤).

وكان منفقا كثير الصّدقة ، دائم الإحسان إلى الطّارئين والمقيمين وأهل الحديث عموما ، وإلى العلويّة خصوصا ، كثير الإنفاق عليهم. وصرف في آخر عمره ، يعني عن رئاسة البلد ، وصودر ، فدفع مائة ألف دينار حمر في مدّة يسيرة ، لم يبع في أدائها ضياعا ولا عقارا ، ولا أظهر من نفسه انكسارا إلى أن خرج من عهدة ذلك. وكان رجلا من رجال الدّنيا. وعمّر حتّى سمع منه ، الكثير ، وانتشرت عنه الرّواية في الأقطار ، ورحلت الطّلبة من الأمصار. وكان صحيح السّماع ، غير أنّه كان يميل إلى التّشيّع على ما سمعت جماعة من أهل أصبهان.

__________________

(١) سمعه في سنة ٤٠٣ ه‍. (التقييد ٤٣٠).

(٢) سمعه في سنة ٤٠٩ ه‍. (التقييد ٤٣٠).

(٣) الباغبان : بسكون الغين المعجمة. نسبة إلى حفظ الباغ ، وهو البستان. (الأنساب ٢ / ٤٤).

(٤) انظر : المنتخب من السياق ٤٢٢.

٣٠٩

وقال يحيى بن مندة : لم يحدّث في وقته أوثق في الحديث منه وأكثر سماعا ، وأعلى (١) إسنادا ، إلا أنّه كان يميل إلى الرّفض فيما قيل. سمع «تاريخ يعقوب الفسويّ» من ابن الفضل القطّان ، عن ابن درستويه ، عنه. وسمع «تاريخ ابن معين» من أبي عبد الرحمن السّلميّ (٢).

حكي لي أنّه ولد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ، وقيل : سنة سبع (٣).

وقال غيره : توفّي في رجب (٤).

وقال السّلفيّ. (٥) كان الرّئيس الثّقفيّ عظيما كبيرا في أعين النّاس ، على مجلسه هيبة ووقار. وكان له ثروة وأملاك كثيرة.

وذكر ابن السّمعانيّ في تخريج لولده عبد الرّحيم فقال : كان محمود السّيرة في ولايته ، مشفقا على الرّعيّة. سمعت أنّ السّلطان ملك شاه أراد أن يأخذ مالا من أهل البلد أصبهان ، فقال الرئيس : أنا أعطي النّصف ، ويعطي الوزير ، يعني النّظام ، وأبو سعد المستوفي النّصف. فما قام حتّى وزن ما قال.

وظنّي أنّ المال كان أكثر من مائة ألف دينار أحمر.

وكان يبرّ المحدّثين بمال كثير ، ورحلوا إليه من الأقطار.

ـ حرف الميم ـ

٣٢١ ـ محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور (٦).

__________________

(١) في الأصل : «وأملا».

(٢) التقييد ٤٣٠.

(٣) التقييد ٤٣٠.

(٤) المنتخب ٤٢٢ ، التقييد ٤٣٠.

(٥) وقد سمع منه في سنة ٤٨٨ ه‍. (التقييد ٤٣١).

(٦) انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الباقي) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣٦ / ٣٣٠ ، والمنتظم ٠ / ١٠١ رقم ١٤٣ (١٧ / ٣٥ ، ٣٦ رقم ٣٦٦٤) ، وسؤالات السلفي لخميس الحوزي ١٢٠ رقم ١١٧ ، ومعجم الأدباء ١٧ / ٢٢٦ ـ ٢٣٠ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٦٠ ، ٢٦١ ، وفيه : «محمد بن عبد الباقي» ، وتاريخ إربل لابن المستوفي ١ / ٥١ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢١ / ٢٨٢ رقم ١٩٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٣ رقم ١٥٥٩ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٤ ـ ١٢٢٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٠٩ ـ ١١٣ رقم ٦١ ، ودول الإسلام ٢ / ١٨ ، والعبر ٣ / ٣٢٥ ، ٣٢٦ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٦٥ ،=

٣١٠

الحافظ أبو بكر ابن الخاضبة (١) ، البغداديّ الدّقّاق.

مفيد بغداد ، والمشار إليه في القراءة الصّحيحة مع الصّلاح والورع.

حدّث عن : أبي بكر الخطيب ، وأبي جعفر ابن المسلمة ، وأبي الحسين ابن النّقّور ، وعبد الرّحيم بن أحمد البخاريّ ، وأحمد بن عليّ الدّينوريّ.

وأكثر عن أصحاب المخلّص.

ورحل إلى الشّام ، والقدس.

وسمع بدمشق من : إمام الجامع عبد الصّمد بن محمد بن تميم (٢).

وأقدم شيخ له : مؤدّبه أبو طالب عمر بن محمد بن الدّلو (٣) ، فإنّه يروي عن أبي عمر بن حيّويه ، وتوفّي سنة ستّ وأربعين وأربعمائة.

وسمع بالقدس من : محمد بن مكّيّ بن عثمان الأزديّ ، وعبد الرّحيم البخاريّ ، وأبي الغنائم محمد بن الفرّاء (٤).

روى عنه : أبو عليّ بن سكّرة.

وكان محبوبا إلى النّاس كلّهم ، فاضلا ، حسن الذّكر. ما رأيت مثله على طريقته. وكان لا يأتيه مستعير كتابا إلّا أعطاه ، أو دلّه عند من هو.

وسمعت أبا الوفاء بن عقيل الحنبليّ الإمام يقول ، وذكر شدّة أصابته بمطالبة طولب بها ، وأنّه كانت له عند ذلك خلوات يدعو ربّه فيها ويناجيه ، فقرأ في مناجاته : فلئن قلت لي يا ربّ : هل واليت فيّ وليّا؟ أقول : نعم يا رب ، أبو

__________________

= والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٤٨ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٥ ، ٦ رقم ٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥١ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ورقة ٥٥ ، ٥٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٣ ، ولسان الميزان ٥ / ٥٧ ، وطبقات الحفاظ ٤٤٨ ، ٤٤٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٣ ، معجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ١٤٩ رقم ١٠٠٩.

(١) تحرّفت في (البداية والنهاية ١٢ / ١٥٣) إلى : «الحاضنة».

(٢) تاريخ دمشق ٣٦ / ٣٣٠ ، وقال ابن عساكر : اجتاز بدمشق ، وكتب الحديث الكثير بخط حسن صحيح وكان مفيد بغداد في زمانه ، وكان رجلا صالحا ، حسن الأخلاق ، متواضعا.

(٣) كان يسكن بنهر طابق ، وكان رجلا صالحا. (معجم الأدباء ١٧ / ٢٢٩) حكى عنه ابن الخاضبة حكاية طريفة ، وقيل إن الحكاية جرت مع ابن الخاضبة نفسه.

(٤) تحرّفت في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١١٠ إلى «الغرّاء».

٣١١

بكر ابن الخاضبة. ولئن قلت هل عاديت فيّ عدوّا؟ أقول : نعم يا ربّ فلانا ، ولم يسمّه لنا.

فأخبرت ابن الخاضبة بقوله. فقال : اغترّ الشّيخ.

وقال ابن السّمعانيّ : نسخ «صحيح مسلم» سنة الغرق بالأجرة سبع مرّات.

وقال ابن طاهر : ما كان في الدّنيا أحسن قراءة للحديث من ابن الخاضبة في وقته ، لو سمع بقراءته إنسان يومين لما ملّ من قراءته (١).

وقال السّلفيّ : (٢) سألت أبا الكرم الحوزيّ عن ابن الخاضبة ، فقال : كان علّامة في الأدب ، قدوة في الحديث ، جيّد اللّسان ، جامعا لخلال الخير. ما رأيت ببغداد من أهلها أحسن قراءة للحديث منه ، ولا أعرف بما يقوله.

وقال ابن النّجّار : كان ابن الخاضبة ورعا ، تقيّا ، زاهدا ، ثقة ، محبوبا إلى النّاس. روى اليسير.

وقال أبو الحسن عليّ بن محمد الفصيحيّ : ما رأيت في أصحاب الحديث أقوم باللّغة من ابن الخاضبة.

وقال السّلفيّ : سألت أبا عامر العبدريّ عنه ، فقال : كان خير موجود في وقته. وكان لا يحفظ ، إنّما يعوّل على الكتب.

وقال ابن طاهر : سمعت ابن الخاضبة ، وكنت ذكرت له أنّ بعض الهاشميّين حدّثني بأصبهان ، أنّ الشّريف أبا الحسين بن الغريق (٣) يرى الاعتزال ، فقال لي : لا أدري ، ولكن أحكي لك حكاية : لمّا كان في سنة الغرق (٤) وقعت داري على قماشي وكتبي ، ولم يكن لي شيء. وكان عندي الوالدة والزّوجة والبنات ، فكنت أنسخ للنّاس ، وأنفق عليهنّ ، فأعرف أنّني كتبت «صحيح مسلم»

__________________

(١) المستفاد من ذيل تاريخ بغداد.

(٢) في سؤالاته لخميس الحوزي ١٢٠.

(٣) في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١١٢ «أبا الحسين بن المهتدي بالله».

(٤) وكان ذلك في سنة ٤٦٦ ه‍. كما ورد في هامش (معجم الأدباء ١٧ / ٢٢٧ الحاشية ٢).

٣١٢

في تلك السّنة سبع مرّات ، فلمّا كان ليلة من اللّيالي رأيت كأنّ القيامة قد قامت ، ومناديا ينادي : أين ابن الخاضبة؟ فأحضرت ، فقيل لي : ادخل الجنّة. فلمّا دخلت الباب ، وصرت من داخل استلقيت على قفاي ، ووضعت إحدى رجليّ على الأخرى ، وقلت : استرحت والله من النّسخ (١). فرفعت رأسي ، فإذا ببغلة في يد غلام فقلت : لمن هذه؟ فقال : للشّريف أبي الحسين ابن الغريق. فلمّا أصبحت نعي إلينا الشّريف (٢).

وقال ابن عساكر : (٣) سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن عطّاف يحكي أنّه طلع في بعض بني الرؤساء ببغداد إصبع زائدة ، فاشتد تألّمه منها ليلة ، فدخل عليه ابن الخاضبة ، فشكا إليه وجعه ، فمسح عليها وقال : أمرها يسير.

فلمّا كانت اللّيلة الثانية نام وانتبه ، فوجدها قد سقطت. أو كما قال.

توفّي رحمه‌الله في ثاني ربيع الأوّل ببغداد ، وكان يوما مشهودا ، وختم على قبره ختمات (٤).

٣٢٢ ـ محمد بن الحسن (٥).

أبو بكر الحضرميّ ، المعروف بالمراديّ القيروانيّ.

__________________

(١) إلى هنا في (معجم الأدباء).

(٢) المنتظم ٩ / ١٠١ (١٧ / ٣٦) ، معجم الأدباء ١٧ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٦ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ١١٢ ، عيون التواريخ ٣ / ٥٦ ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٦ ، الوافي بالوفيات ٢ / ٩٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٥٣.

(٣) في تاريخ دمشق ٣٦ / ٣٣٠.

(٤) قال ابن الجوزي : كان معروفا بالإفادة ، وجودة القراءة ، وحسن الخط ، وجودة النقل ، وجمع علم القراءات والحديث ، وأكثر من أبي بكر الخطيب ، وأصحاب المخلص ، والكتاني. حدّثنا عنه شيوخنا وكانوا يثنون عليه ، وعاجلته المنيّة قبل الرواية. (المنتظم).

وأنشده أبو علي إسماعيل بن قليّة ببيت المقدس :

كتبت إليك إليّ الكتاب

وأودعته منك حسن الخطاب

لتقرأه أنت لا بل أنا

وينفذ مني إليّ الجواب

وقال ياقوت : إنما ذكرت ابن الخاضبة في كتابي هذا وإن لم يكن ممن اشتهر بالأدب لأشياء منها أنه كان قارئا ورّاقا ، وله حكايات ممتعة ، ولم يكن بالعاري من الأدب بالكلية. (معجم الأدباء ١٧ / ٢٣٠).

(٥) انظر عن (محمد بن الحسن) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٦٠٤ ، ٦٠٥ رقم ١٣٢٦ ، ومعجم المؤلفين ٩ / ١٨٨.

٣١٣

دخل الأندلس ، وأخذ عنه أهلها.

روى عنه : أبو الحسن المقرئ ابن الباذش ، وقال فيه : كان رجلا نبيها ، عالما بالفقه ، وإماما في أصول الدّين ، وله في ذلك تصانيف حسان مفيدة ، وله حظّ وافر من البلاغة والفصاحة.

وقال أبو العبّاس : دخل قرطبة في سنة سبع وثمانين رجل من القرويّين ، وهو أبو بكر المراديّ ، له نهوض في علم الاعتقادات ، ومشاركة في الأدب والقريض. اختلف إلى أبي مروان بن سراج في سماع «التّبصرة» لمكّي ، وحدّثني بكتاب «فقه اللّغة» مشافهة ، عن عبد الرحمن بن عمر التّميميّ القصديريّ ، عن محمد بن عليّ التّميميّ ، عن إسماعيل بن عبدوس النّيسابوريّ ، عن مصنّفه أبي منصور الثّعالبيّ ، وبلغني موته سنة ٨٩.

قلت : له رسالة «الإيماء إلى مسألة الاستواء».

٣٢٣ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن عمير الزّاهد (١).

أبو عبد الله العميريّ الهرويّ ، الرجل الصّالح.

ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

وأوّل سماعه سنة سبع وأربعمائة.

سمع من أبيه عليّ بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير ، عن العبّاس بن الفضل النّضرويّ (٢).

وسمع من : عليّ بن أبي طالب الخوارزميّ ، وعليّ بن جعفر القهندزيّ (٣) ، وعبد الرحمن بن محمد أبي الحسن الدّيناريّ ، ومحمد بن أبي اليمان منصور

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي العميري) في : الأنساب ٩ / ٦١ ، والمنتظم ٩ / ١٠١ رقم ١٤٤ (١٧ / ٣٦ رقم ٣٦٦٥) ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٢ رقم ١٥٥٥ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٩ ـ ٧١ رقم ٣٨ ، والعبر ٣ / ٣٢٦ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ورقة ٥٧ ، والوافي بالوفيات ٤ / ١٤١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٤.

(٢) النّضرويّ : بفتح النون وسكون الضاد ، وضم الراء. وآخره ياء.

(٣) في الأصل : «القهندري» بالموضعين ، بالراء المهملة ، وهي : القهندزي : بضم القاف ، والهاء ، وسكون النون ، وضم الدال المهملة ، وزاي مكسورة. نسبة إلى قهندز : المدينة الداخلة المسوّرة. (الأنساب ١٠ / ٢٧٤ ، معجم البلدان ٤ / ٤١٩).

٣١٤

الخطيب ، وأبي إسماعيل محمد بن عبد الرحمن الحدّاد ، ويحيى بن عبد الله البزّاز ، ومحمد بن إبراهيم بن أميّة ، وأبي بشر الحسن بن محمد بن أحمد القهندزيّ ، وشعيب بن محمد البوسنجيّ (١) ، وضمام بن محمد الشّعرانيّ ، وخلق كثير بهراة ، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيريّ النّيسابوريّ بها. وأبي عليّ بن شاذان ، وطبقته ببغداد.

وقال الفاميّ في «تاريخ هراة» : العميريّ تفرّد عن أقرانه ، وتوحّد عن أبناء زمانه بالعلم والزّهد في الدّنيا ، والإتقان في الرّواية ، والرّغبة في التّحديث ، والتّجرّد من الدّنيا ، والإعراض عن حطامها ، والإقبال على الآخرة.

وقال محمد بن عبد الواحد الدّقّاق : أبو عبد الله العميريّ ليس له نظير بخراسان ، فكيف بهراة.

وقال في رسالته : ولم أر في شيوخي كالإمام الزّاهد المتقن أبي عبد الله العميريّ ، رحمة الله عليه.

وقال غيره : كان فقيها إماما ورعا قدوة ، واسع الرواية ، حدّث بالكثير.

وقد حجّ في سنة عشرين وأربعمائة.

قال السّمعانيّ : ودخل بلاد اليمن ، ورجع ، فقدم بغداد سنة ثلاث وعشرين.

وسمع بمكّة من محمد بن الحسين الصّنعانيّ.

وبنيسابور من : أبي بكر الحيريّ ، وأبي سعيد الصّيرفيّ.

وببغداد من : الحرفيّ ، وابن شاذان ، وعثمان بن دوست.

وبهراة من : يحيى بن عمّار ، وأبي يعقوب القرّاب ، ومحمد بن جبريل بن ماح.

روى عنه : أبو طاهر المقدسيّ ، والمؤتمن السّاجيّ ، وأبو عبد الله الدّقّاق ، وأبو الوقت عبد الأوّل ، وعليّ بن حمزة ، والجنيد بن محمد ، والقاسم بن عمر

__________________

(١) البوسنجي : بضم الباء الموحّدة ، وسكون الواو ، وفتح السين المهملة ، وسكون النون ، وجيم مكسورة. ويقال : بوشنجي بالشين المعجمة.

٣١٥

الفصّاد ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ ، وأبو النّضر الفاميّ.

وقال أبو جعفر محمد بن أبي عليّ : قال لي أبو إسماعيل الأنصاريّ :احفظ الشّيخ أبا عبد الله العميريّ ، واكتب عنه ، فإنّه متقن. مع ما كان بينهما من الوحشة.

قال أبو جعفر : وكان فقيها محدّثا سنّيّا.

وسئل إسماعيل الحافظ عنه ، فقال : إمام زاهد.

توفّي العميريّ رحمه‌الله في المحرّم.

٣٢٤ ـ محمد بن عليّ بن محمد الحماميّ (١).

أبو ياسر البغداديّ.

قال السّمعانيّ : كان إماما في القراءات ، ضابطا لها. كتبت بخطّه الكثير من القراءات والحديث والكتب الكبار في معاني القرآن.

وكان ثقة.

قرأ على : أبي بكر محمد بن عليّ بن موسى الحنّاط.

ورحل إلى غلام الهرّاس فأكثر عنه.

وسمع من : أبي جعفر ابن المسلمة ، وجماعة.

وتوفّي في المحرّم (٢).

٣٢٥ ـ محمد بن عليّ (٣).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي الحمامي) في : المنتظم ٩ / ١٠١ ، ١٠٢ رقم ١٤٥ (١٧ / ٣٦ رقم ٣٦٦٦) ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٦٦ ، ٤٦٧ (دون رقم) ، وغاية النهاية ٢ / ٢١٤ رقم ٣٢٩٥.

(٢) وقد أنشد :

دحرجني الدهر إلى معشر

ما فيهم للخير مستمتع

إن حدّثوا لم يفهموا لفظه

أو حدّثوا ضجّوا فلم يسمعوا

(المنتظم).

وقد صنّف كتاب «الإيجاز» في القراءات ، قرأ عليه به أبو بكر المزرفي. قال ابن الجميزي :قرأت بهذا الكتاب على شيخنا ابن أبي عصرون ، وقرأ به على المزرفي. (معرفة القراء الكبار).

(٣) تقدّمت ترجمته برقم (٢٩٠).

٣١٦

القاضي أبو سعيد البغويّ الدبّاس.

مرّ في العام الماضي.

أعدته لقول بعضهم : توفّي سنة تسع وثمانين.

روى عنه : محمد بن عبد الرحمن الحمدونيّ ، وأحمد بن ياسر المقرئ ، وأبو الفضل اللّيث بن أحمد ، وعبد الصّمد بن محمد الخطيب ، وعبد الرحمن بن محمد بن عمر ، وخلق.

٣٢٦ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن هميماه (١).

أبو نصر الرّامشيّ النّيسابوريّ المقرئ ، ابن بنت الرئيس منصور بن رامش.

سمع من أصحاب الأصمّ.

وسمع بمكّة ، والعراق ، والشّام ، وهراة.

وحدّث عن : أبي الفضل عمر بن إبراهيم الزّاهد ، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج ، وعليّ بن محمد الطّرازيّ ، وعليّ بن محمد بن عليّ السّقّاء ، والحسين بن محمد بن فنجويه الثّقفيّ ، ومحمد بن الحسين بن التّرجمان والرّمليّ ، وأبي علي بن أبي نصر التّميميّ ، وأبي العلاء بن سليمان المقرئ.

قال عبد الغافر : (٢) ولد سنة أربع وأربعمائة. وسمع مع أخواله. وعقد مجلس الإملاء في المدرسة العميديّة فأملى (٣) سنين.

وأنشدني لنفسه :

سوّد أيّامي المشيب

وابيضّت الرّوضة العشيب

وكان روض الشّباب غضّا

نوّار أشجاره رطيب

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد الرامشي) في : الأنساب ٦ / ٥٠ ، وفيه «محمد بن محمد بن محمد بن هميماه» ، والمنتظم ٩ / ١٠٢ رقم ١٤٦ (١٧ / ٣٧ رقم ٣٦٦٧) ، والمنتخب من السياق ٦٤ رقم ١٣٠ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٤٥ وفيه «همماه» ، وبغية الوعاة ١ / ٢١٨ رقم ٣٩٢.

(٢) في المنتخب ٦٤.

(٣) في الأصل : «فأملا».

٣١٧

فصار عيشي مرير طعم

وعيش ذي الشّيب لا يطيب

وله :

وكنت صحيحا والشّباب منادمي

فأنهلني صفو الشّراب (١) وعلّني

وزدت على خمس ثمانين حجّة

فجاء مشيبي بالضّنى (٢) فأعلّني (٣)

قال ابن عساكر : كان عارفا بالنّحو وعلوم القرآن. حدّثنا عنه : عمر بن أحمد الصّفّار ، وعبد الله بن الفراويّ (٤).

وقال عبد الغافر : (٥) لمّا طعن في السّنّ تبرّز في القراءات وعلوم القرآن ، وكان له حظّ صالح من النّحو. وهو إمام في فنّه. ارتبطه نظام الملك في المدرسة المعمورة بنيسابور ، ليقرئ في المسجد المبنيّ فيها ، فتخرّج به جماعة (٦).

وتوفّي في جمادى الأولى.

قلت : وروى عنه : عبد الخالق بن زاهر ، وإسماعيل العصائديّ ، وجماعة (٧).

__________________

(١) في بغية الوعاة : «الشباب».

(٢) في الأصل : «بالضنا».

(٣) بغية الوعاة ١ / ٢١٨ وفيه زيادة بيت :

سئمت تكاليف الحياة وعلّتي

وما في ضميري من عسى ولعلّني

وله :

إن تلقك الغربة في معشر

قد أجمعوا فيك على بغضهم

قدارهم ما دمت في دارهم

وأرضهم ما دمت في أرضهم

(٤) وقال ابن الجوزي : سافر الكثير ، وسمع الكثير ، ورحل في طلب القراءات والحديث. وكان مبرّزا في علوم القرآن ، وله حظّ في علم العربية ، وأملى بنيسابور سنين. (المنتظم).

(٥) في المنتخب ٦٤.

(٦) وزاد عبد الغافر : ولم يزل يفيد إلى آخر عمره. وله شعر كثير ، وفيه أسباب وآداب من آداب المنادمة. سمع حضرا وسفرا .. وغالب ظني أنه لقي أبا العلاء المعرّي في سفره.

(٧) ومن شعره :

ولما برزنا للرحيل وقرّبت

كرام المطايا والركاب تسير

وضعت على صدري يديّ مبادرا

فقالوا : محبّ للعناق يشير

فقلت : ومن لي بالعناق وإنّما

تداركت قلبي حين كاد يطير

وقال :

٣١٨

٣٢٧ ـ محمد بن عبد الواحد بن محمد (١).

أبو بكر الأصبهانيّ.

سمع : أبا منصور بن مهريزد صاحب أبا عليّ الصّحّاف.

قال أبو طاهر السّلفيّ : لم يمت أحد من شيوخي قبله ، ولا أنا (٢) عن ابن مهرزاد (٣) سواه.

قلت : مات قبيل الرئيس الثّقفيّ (٤).

٣٢٨ ـ محمد بن محمد بن عبد الرحمن (٥).

أبو عبد الله المدينيّ المقرئ.

سمع مجلسا من أحمد بن عبد الرحمن اليزديّ في سنة تسع وأربعمائة.

وهو من كبار شيوخ السّلفيّ ، لا أعلم وفاته ، بل سمع منه في هذه السّنة.

قال السّلفي : هو أوّل من كتبت عنه الحديث.

ثمّ وجدت في «تاريخ ابن النّجّار» قد زاد في نسبه محمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن بهمن بن كوشيذ.

سمع : القاضي أبا بكر اليزديّ ، وأبا بكر بن أبي عليّ المزكّي ، وعبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله ، ومحمد بن صالح العطّار.

وحدّث ببغداد.

سمع منه : أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ ، والسّلفيّ.

وقال أبو زكريّا يحيى بن مندة : كان شروطيّا ، ثقة ، أمينا ، أديبا ، ورعا.

__________________

=وإذا لقيت صعوبة في حاجة

فاحمل صعوبتها على الدينار

وابعثه فيما تشتهيه فإنه

حجر يليّن سائر الأحجار

(معجم الأدباء ١٩ / ٤٥).

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) اختصار : أخبرنا.

(٣) هكذا في الأصل ، وقد تقدّم أنه «مهريرد».

(٤) هو : القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي رئيس أصبهان. وقد تقدّمت ترجمته برقم (٣٢٠).

(٥) انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الرحمن) في : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٢ ، ٧٣ رقم ٤٠ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٤١ رقم ٣٤١٦.

٣١٩

قرأ كتاب «الحجّة» لأبي عليّ الفارسيّ ، على أبي عليّ المرزوقيّ ، ولزمه مدّة.

ولد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. ومات في حادي عشر شعبان سنة ٨٩.

٣٢٩ ـ مظهر بن أحمد بن عبد الله (١).

أبو سعد المضريّ (٢) السّكريّ الأصبهانيّ.

قدم بغداد للحجّ.

وحدّث عن : أبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ ، وأبي الحسين بن فاذشاه.

روى عنه : عمر بن ظفر ، وغيره.

وله شعر حسن.

توفّي في شعبان.

٣٣٠ ـ معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبان (٣).

أبو منصور العبديّ اللّنبانيّ (٤) الأصبهانيّ.

شيخ الصّوفيّة.

قال السّلفيّ : هو شيخ شيوخ أصبهان. لم يكن يدانيه في رتبته أحد. روى لنا عن : أبي الحسين بن فاذشاه (٥) ، وأبي بكر بن رندة (٦) ، وعليّ بن أحمد بن مهران الصّحّاف.

وله إجازة من أبي عليّ بن شاذان.

وتفقّه على أبي محمد الكرونيّ الشّافعيّ ، ورزق جاها وهيبة عند السّلاطين.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) المضريّ : بضم الميم ، وفتح الضاد المعجمة ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى مضر ، وهي القبيلة المعروفة التي ينسب إليها قريش وهو مضر بن نزار بن معد بن عدنان. (الأنساب ١١ / ٣٥٧).

(٣) انظر عن (معمر بن أحمد) في : الأنساب ١١ / ٣٢ ، ٣٣ ، والتحبير ٢ / ٥٣ ، ومعجم البلدان ٤ / ٢٦٦ ، والعبر ٣ / ١٢٩.

(٤) اللّنبانيّ : بضم اللام وسكون النون ، ثم باء موحدة من تحتها وألف ونون. نسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان. (الأنساب ١١ / ٣٢).

(٥) في الأنساب ١١ / ٣٣ : «فاذمشاه».

(٦) رندة : بضم الراء المهملة ، وسكون النون ، وفتح الدال المهملة.

٣٢٠