تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٣

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وميورقة جزيرة قريبة من الأندلس.

سمع بالأندلس ، ومصر ، والشّام ، والحجاز ، وبغداد واستوطنها.

وكان من كبار أصحاب أبي محمد بن حزم الفقيه.

قال : ولدت قبل العشرين وأربعمائة.

سمع : ابن حزم ، وأخذ عنه أكثر كتبه ، وأبا العبّاس أحمد بن عمر العذريّ ، وأبا عمر بن عبد البرّ.

ورحل سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، فسمع بإفريقية كثيرا ، ولقي كريمة (١) بمكّة.

وسمع بمصر : القاضي أبا عبد الله القضاعيّ ، وعبد العزيز بن الضّرّاب ، وابن بقاء الورّاق ، والحافظ أبا زكريّا البخاريّ.

وبدمشق : أبا القاسم الحسين الحنّائيّ ، وعبد العزيز الكتّانيّ ، وأبا بكر الخطيب.

وببغداد : أبا الغنائم بن المأمون ، وأبا الحسين بن المهتدي بالله ، والطّبقة.

وبواسط : أبا غالب بن بشران اللّغويّ.

ولم يزل يسمع ويكثر حتّى كتب عن أصحاب الجوهريّ.

روى عنه : شيخه الخطيب في مصنّفاته ، وأبو نصر بن ماكولا ، وأبو عليّ بن سكّرة ، وأبو الحسن بن سرحان ، وأبو بكر بن طرخان ، وهبة الله بن الأكفانيّ ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ ، والحافظ إسماعيل بن محمد ، وصدّيق بن عثمان التّبريزيّ ، وأبو إسحاق الغنويّ ، وأبو الفضل محمد بن ناصر ، وطائفة آخرهم أبو الفتح بن البطّيّ.

سمع الكثير ورحل وتعب. وكان من كبار الحفّاظ.

كان ثقة ، متديّنا ، بصيرا بالحديث ، عارفا بفنونه ، خبيرا بالرجال ، لا سيما بأهل الأندلس وأخبارها ، مليح النّظر ، حسن النّغمة في قراءة الحديث ، صيّنا ورعا ، جيّد المشاركة في العلوم.

__________________

(١) هي كريمة المروزية ، وقد لقيها في أول رحلته. (تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٨).

٢٨١

وكان ظاهريّ المذهب ، ويسرّ ذلك بعض الشّيء (١).

قال ابن طرخان : سمعته يقول : كنت أحمل للسّماع على الكتف سنة خمس وعشرين وأربعمائة ، وأوّل ما سمعت من الفقيه أبي القاسم أصبغ بن راشد. وكنت أفهم ما يقرأ عليه. وكان ممّن تفقّه على أبي محمد بن أبي زيد.

وأصل أبي من قرطبة ، من محلّة يقال لها الرصافة ، وسكن جزيرة ميورقة ، وبها ولدت (٢).

قال يحيى بن البنّاء : كان الحميديّ من حرصة واجتهاده ينسخ باللّيل في الحرّ ، فكان يجلس في إجّانة (٣) ماء يتبرّد به.

وقال الحسين بن محمد بن خسرو : جاء أبو بكر بن ميمون ، فدقّ على الحميديّ ، وظنّ أنّه قد أذن له فدخل ، فوجده مكشوف الفخذ ، فبكى الحميديّ وقال : والله لقد نظرت إلى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت (٤).

وقال ابن ماكولا : لم أر مثل صديقنا الحميديّ في نزاهته وعفّته وورعه وتشاغله بالعلم. صنّف تاريخا للأندلس (٥).

وقال السّلفيّ : سألت أبا عامر محمد بن سعدون العبديّ ، عن الحميديّ فقال : لا يرى قطّ مثله ، وعن مثله يسأل! جمع بين الفقه والحديث والأدب ، ورأى علماء الأندلس. وكان حافظا.

قلت : لقي حفّاظ العصر ابن عبد البرّ ، وابن حزم ، والخطيب ، والحبّال.

وقال يحيى بن إبراهيم السّلماسيّ : قال أبي : لم تر عيناي مثل الحميديّ في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم.

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢١.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٢٢.

(٣) الإجّانة : بكسر الألف وتشديد الجيم. وعاء يغسل فيه الثياب.

(٤) تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٩.

(٥) هو كتاب «جذوة المقتبس» ، وقد طبع أكثر من مرّة. والخبر في : الصلة ٢ / ٥٦٠. وقال أبو الفداء : «وله تاريخ كرّاسة واحدة أو كرّاستان ، ختمه بخلافة المقتدي». (المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٨).

٢٨٢

قال : وكان ورعا تقيّا إماما في الحديث وعلله ورواته ، متحقّقا في علم التّحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث ، بموافقة الكتاب والسّنّة ، فصيح العبارة ، متبحّرا في علم الأدب والعربيّة والتّرسّل. وله كتاب «الجمع بين الصّحيحين» (١) ، و «تاريخ الأندلس» ، و «جمل تاريخ الإسلام» ، وكتاب «الذّهب المسبوك في وعظ الملوك» ، وكتاب في التّرسّل (٢) ، وكتاب «مخاطبات الأصدقاء» (٣) ، وكتاب ما جاء من الآثار في حفظ الجار» ، وكتاب «ذمّ النّميمة» (٤).

وله شعر رصين في المواعظ والأمثال.

قلت : وقد جاء عن الحميدي أنّه قال : صيّرني «الشهاب» شهابا. وكان يسمع عليه كثيرا ، عن مصنّفه القضاعيّ.

وقال ابن سكّرة : كان يدلّني على المشايخ ، وكان متقلّلا من الدّنيا ، يموّنه ابن رئيس الرؤساء. ثمّ جرت لي معه قصص أوجبت انقطاعي عنه. وكان يبيت عند ابن رئيس الرؤساء كلّ ليلة.

وحدّثني أبو بكر ابن الخاضبة أنّه لم يسمعه يذكر الدّنيا قطّ (٥).

وقال أبو بكر بن طرخان : سمعت أبا عبد الله الحميديّ يقول : ثلاثة كتب من علوم الحديث يجب تقديم الهمم بها : كتاب «العلل» وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الدّار الدّارقطنيّ ، وكتاب «المؤتلف والمختلف» وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الأمير ابن ماكولا (٦) ، وكتاب «وفيات الشّيوخ» وليس فيه كتاب ، وقد كنت أردت أن أجمع في ذلك كتابا ، فقال لي الأمير : رتّبه على حروف المعجم ، بعد أن ترتّبه على السّنين (٧).

__________________

(١) سمّاه الدمياطيّ : «تجريد الصحيحين للبخاريّ ومسلم والجمع بينهما». (المستفاد ٣٥).

(٢) هو : «تسهيل السبيل إلى علم الترسيل» كما في : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٣٥.

(٣) في الوافي بالوفيات ٤ / ٣١٧ : «كتاب ترسّل مخاطبات الأصدقاء».

(٤) وله أيضا : «المتشاكه في أسماء الفواكه» ، و «نوادر الأطباء» ، و «تفسير غريب ما في الصحيحين» و «بلغة المستعجل» ، و «التذكرة» ، و «الأماني الصادقة» ، و «نخبة المشتاق في ذكر صوفية العراق» ، و «وفيات الشيوخ» و «ديوان شعره» ، وله كتب أخرى تعتبر مفقودة.

(٥) الصلة ٢ / ٥٦٠.

(٦) كتاب الإكمال.

(٧) الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٦١ ، معجم الأدباء ١٨ / ٢٨٤.

٢٨٣

قال ابن طرخان : فشغله عنه الصّحيحان ، إلى أن مات (١).

قلت : قد فتح الله بكتابنا هذا ، يسّر الله إتمامه ، ونفع به ، وجعله خالصا من الرّياء والرّئاسة (٢).

وقد قال الحميديّ في «تاريخ الأندلس» : أنا (٣) عمر بن عبد البرّ ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الجهنيّ ، بمصنّف أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، قراءة عليه ، عن حمزة بن محمد الكنانيّ ، عن النّسائيّ.

وللحميديّ رحمه‌الله تعالى :

كتاب الله عزوجل قولي

وما صحّت به الآثار ديني

وما اتّفق الجميع عليه بدءا

وعودا فهو عن حقّ مبين

فدع ما صدّ عن هذا وخذها

تكن منها على عين اليقين (٤)

وقال القاضي عياض : محمد بن أبي نصر أبو عبد الله الأزديّ الأندلسيّ ، سمع بميورقة من أبي محمد بن حزم قديما. وكان يتعصّب له ، ويميل إلى قوله.

وكانت قد أصابته فيه فتنة ، ولمّا شدّد على ابن حزم وأصحابه خرج الحميديّ إلى المشرق (٥).

ومن شعره :

طريق الزّهد أفضل ما طريق

وتقوى الله تأدية الحقوق

فثق بالله يكفك واستعنه

يعنك ودع (٦) بنيّات الطّريق (٧)

وله :

__________________

(١) الصلة ٢ / ٥٦١.

(٢) ويقول طالب العلم وخادمه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : قد فتح الله عليّ بتحقيق ما تقدّم من هذا الكتاب الجليل إلى هنا ، وأسأله تعالى أن ييسّر لي إنجازه والانتفاع به ، ويجعل عملي فيه خالصا من الرياء والسّمعة.

(٣) اختصار : «أخبرنا».

(٤) الأبيات في : معجم الأدباء ١٨ / ٢٨٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٢٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٢ ، ونفح الطيب ٢ / ١١٥.

(٥) تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٠.

(٦) في السير ونفح الطيب : «وذر».

(٧) البيتان في : سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٢٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٢ ، ونفح الطيب ٢ / ١١٥.

٢٨٤

لقاء النّاس ليس يفيد شيئا

سوى الهذيان من قيل وقال

فاقلل من لقاء النّاس إلّا

لأخذ العلم أو إصلاح حال (١)

قال السّمعانيّ : روى لنا عنه : يوسف بن أيّوب الهمذانيّ ، وإسماعيل الحافظ ، ومحمد بن عليّ الحلّابيّ ، والحسين بن الحسن المقدسيّ ، وغيرهم.

وتوفّي في سابع عشر ذي الحجّة ، ودفن بمقبرة باب أبرز بالقرب من قبر الشيخ أبي إسحاق الشّيرازيّ ، وصلّى عليه الفقيه أبو بكر الشّاشيّ بجامع القصر. ثمّ نقل في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة إلى مقبرة باب حرب ، ودفن عند قبر بشر الحافي.

ونقل ابن عساكر في «تاريخه» إنّ الحميديّ أوصى إلى الأجلّ مظفّر ابن رئيس الرؤساء أن يدفن عند بشر بن الحارث ، فخالف وصيّته ، فلمّا كان بعد مدّة رآه في النّوم يعاتبه على ذلك ، فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين (٢) ، وكان كفنه جديدا ، وبدنه طريّا ، يفوح منه رائحة الطّيب.

ووقف كتبه رحمه‌الله (٣).

وقع لنا «تذكرة الحميديّ» بعلوّ (٤).

__________________

(١) البيتان في : الصلة ٢ / ٥٦١ ، ومعجم الأدباء ١٨ / ٢٨٦ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٨٣ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٢٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٤٩ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٣١٨ وفيه «الصلاح» ، ونفح الطيب ٢ / ١١٤.

(٢) التقييد لابن نقطة ١٠٢.

(٣) المنتظم ٩ / ٩٦ (١٧ / ٢٩) ، معجم الأدباء ١٨ / ٢٨٤.

(٤) ومن شعره :

كل من قال في الصحابة سوءا

فاتّهمه في نفسه وأبيه

وأحقّ الأنام بالعدل من لم

ينتقصهم بمنطق من فيه

وإذا القلب كان بالودّ فيهم

دلّ أنّ الهدى تكامل فيه

وقال :

من لم يكن للعلم عند فنائه

أرج فإنّ بقاءه كفنائه

بالعلم يحيى المرء طول حياته

وإذا انقضى أحياه حسن ثنائه

(الوافي بالوفيات ٤ / ٣١٨).

و «أقول» : نزل الحميدي صيدا فسمع بها من أبي الحسين عبد الله بن علي بن عبد الله بن المخ الوكيل الصيداوي. (الإكمال ٧ / ٢١٥).

٢٨٥

٢٩٣ ـ محمد بن محمد بن جماهر (١).

أبو بكر الحجريّ الطّليطليّ.

روى عن : عمه جماهر ، وقاسم بن هلال ، وأبي عمر بن سميق.

وحجّ (٢) ، وسمع من : أبي العبّاس بن نفيس ، والقضاعيّ.

وكان شديد العناية بالسّماع ، وليس عنده كبير علم.

ورّخه ابن بشكوال.

٢٩٤ ـ محمد بن منصور بن عمر (٣).

أبو بكر الكرخيّ ، الفقيه الشّافعيّ.

والد أبي البدر إبراهيم الكرخيّ.

فقيه صالح ، سمع : أبا الحسن بن مخلد ، وأبا عليّ بن شاذان.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

توفّي في جمادى الأولى.

٢٩٥ ـ موسى بن محمد بن موسى (٤).

أبو عمران الأصبهانيّ ، ثمّ البغداديّ المؤدّب.

سمع : عبد الملك بن بشران ، وغيره.

روى عنه : أبو غالب بن البنّاء ، وابنه سعيد بن البنّاء.

ـ حرف النون ـ

٢٩٦ ـ نجيب بن ميمون بن سهل بن عليّ (٥).

أبو سهل الواسطيّ ، ثمّ الهرويّ.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٦١ ، ٥٦٢ رقم ١٢٣١.

(٢) سنة ٤٥٢ ه‍.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (نجيب بن ميمون) في : المنتخب من السياق ٤٧٠ رقم ١٦٠٣ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٩٣ ب ، والتقييد لابن نقطة ٤٧٠ رقم ٦٣٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٢ رقم ١٥٥٦ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠١ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٦ ، ٣٧ رقم ٢٣ ، والعبر ٣ / ٣٢٤ ، وعيون التواريخ ١٣ / ٥١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٢ وفيه : «محبب» وهو تحريف.

٢٨٦

سكن أبوه هراة.

وسمع نجيب من : والده ، ومن : أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ ، ورافع بن عصم الضّبّيّ ، وطائفة من مسندي هراة في زمانه.

روى عنه : ابن طاهر المقدسيّ ، ووجيه الشّحّاميّ ، وأبو النّصر الفامي ، وخلق سواهم منهم : عبيد الله بن حمزة الموسويّ ، وأخوه عليّ بن حمزة ، والمطهّر بن يعلى العلويّ ، ومحمد بن المفضل الدّهّان ، والجنيد بن محمد القائنيّ ، ومحمد بن ريحان النّسائيّ ، وأبو الفتح نصر بن سيّار ، وعليّ بن سهل الشّاشيّ ، وأمة الله بنت محمد العارف ، وعبد الملك بن عبد الله العلويّ.

قال الدّقّاق : ليس بقي في الدّنيا من يروي عن الخالديّ سواه (١).

وسمع من : حاتم بن محمد بن أبي حاتم الهرويّ ، وأحمد بن عليّ بن أحمد الشّارعيّ ، ومحمد بن منصور الجولكيّ (٢) ، ومحمد بن محمد الأزديّ القاضي.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٧.

(٢) أثبتها الشيخ شعيب الأرنئوط في (سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٧) : «الحوتكي». وقال في الحاشية : «قال ابن دريد في «الاشتقاق» : ومن بطونهم بنو حوتكة بمصر ، و «الحوتك» : الصغير من كل شيء ، وقال محقّقه الأستاذ عبد السلام هارون : في ديارنا المصرية بلدة تسمّى «الحواتكة» من أعمال أسيوط!!

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر بن عبد السلام تدمري» :لقد ذهب الشيخ الفاضل بعيدا في استشهاده بقول ابن دريد ، فمحمد بن منصور نسبته «الجولكي» كما هنا ، وليس «الجوتكي» كما أثبته هو. والتحرير من كتاب (الأنساب لابن السمعاني ٣ / ٣٧٥ ، ٣٧٦ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٤٥٣ ، ٤٥٤ ، واللباب لابن الأثير ١ / ٢٥٤).

ففي : تاريخ جرجان ٤٥٣ ، ٤٥٤ رقم ٨٨٦ : «أبو سعد محمد بن منصور بن الحسن بن محمد بن علي الجولكي. كان رئيس جرجان في أيام الأمير فلك المعالي إلى أن توفي .. كتب عنه بجرجان جماعة من أهل نيسابور وأهل هراة وبست وغزنة ... ومات أبو سعد محمد بن منصور رحمة الله عليه في الثامن من شعبان سنة عشر وأربعمائة وكان مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة».

وقال ابن السمعاني في (الأنساب ٣ / ٣٧٥) :

«الجولكي» : بضم الجيم بعدها الواو واللام المفتوحة وفي آخرها الكاف ، هذه النسبة إلى جولك وهو جولك الغازي البكراباذي ، قيل إنه استشهد على باب رباط دهستان مع مائة نفر من الغزاة ، وحكى جولك أن جماعة معه كانوا برباط دهستان من الغزاة ، فقال : دخل يوما شيخ

٢٨٧

وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ، ومات في الثّاني والعشرين من رمضان سنة ثمان.

ـ حرف الهاء ـ

٢٩٧ ـ هبة الله بن محمد بن الطّيّب (١).

أبو القاسم بن أبي بكر الصّبّاغ.

من سراة البغداديّين.

سمع : أباه ، وعثمان بن دوست ، وغيرهما.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعمر بن ظفر الشّيبانيّ ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام.

قال ابن ناصر : توفّي في سادس ذي القعدة.

ـ حرف الياء ـ

٢٩٨ ـ يعقوب بن سليمان بن داود (٢).

أبو يوسف الأسفرايينيّ. نزيل بغداد وخازن كتب النّظاميّة.

حدّث «بسنن النّسائيّ» عن أبي نصر الكسّار.

وحدّث عن : عبد العزيز الأزجيّ ، والطّبريّ.

وتوفّي في العشرين من ذي القعدة.

٢٩٩ ـ يلبر بن خطلع (٣).

__________________

= على دابّة وغلام له على بغل من بابها فنزل عن الدابّة ، ودفعها إلى الغلام ولم نره تلك الليلة ، وخرجنا من الغد فخرج معنا فسألناه عن اسمه ونسبه فقال : أنا من بغلان ، واسمي قتيبة بن سعيد ...

ثم قال ابن السمعاني (ص ٣٧٦) : «وظنّي أن المنتسب إلى جولك هذا : الرئيس أبو سعد محمد بن منصور بن الحسن بن محمد بن علي الجولكي من أهل جرجان ، وولي بها الرئاسة في أيام الأمير فلك المعالي إلى أن توفي».

إلى أن قال : روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، وأبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي. وقد تابعه ابن الأثير في (اللباب).

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

٢٨٨

أبو منصور الفانيذيّ الكرخيّ.

سمع مشيخة أبي عليّ بن شاذان منه.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

وكان صالحا ، صحيح السّماع.

توفّي في جمادى الآخرة.

الكنى

* ـ أبو شجاع الوزير (١).

اسمه محمد كما تقدّم.

__________________

(١) تقدّمت ترجمته برقم (٢٨٣).

٢٨٩

سنة تسع وثمانين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٣٠٠ ـ أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن (١) بن خداداد (٢).

أبو طاهر الكرجيّ (٣) الباقلّانيّ (٤).

ولد سنة ستّ عشرة وأربعمائة (٥).

وسمع : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا القاسم بن بشران ، وأبا بكر البرقانيّ.

وسمع كتبا كبارا ، وتفرّد بها ، من ذلك : «سنن سعيد بن منصور» ، تفرّد به عن أبي عليّ بن شاذان. ولأبي طاهر السّلفيّ منه إجازة (٦) ، بمرويّاته.

روى عنه : ابن ناصر ، وعمر الدّهستانيّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو عليّ بن سكّرة.

وهو ابن خال ابن خيرون.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن الحسن) في : المنتظم ٩ / ٩٨ رقم ١٣٥ (١٧ / ٣٢ رقم ٣٦٥٦) ، والتقييد لابن نقطة ١٣٤ ، ١٣٥ رقم ١٥١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠١ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٤٤ ، ١٤٥ رقم ٧٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٧ ، والعبر ٣ / ٣٢٤ ، وعيون التواريخ ١٣ / ورقة ٥٦ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٣٠٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٢.

(٢) في الأصل : «خزداذ» والتصحيح من المصادر.

(٣) تحرّفت في (المنتظم) بطبعتيه إلى «الكرخي» ، وكذا في : تذكرة الحفاظ ، ومرآة الجنان ، وشذرات الذهب.

(٤) في المنتظم بطبعتيه : «الباقلاوي».

(٥) التقييد ١٣٥.

(٦) وهو قال : سألت شجاعا الذهلي ببغداد عن أبي طاهر الباقلّاني أحمد بن الحسن بن أحمد ، فقال : هو شيخ صالح ، جميل الأمر ، سمعنا منه شيئا صالحا من حديثه ، وكان ثقة. (التقييد ١٣٤ ، ١٣٥).

٢٩٠

قال السّمعانيّ : كان شيخا عفيفا ، زاهدا ، منقطعا إلى الله ، ثقة ، فهما ، لا يظهر إلّا يوم الجمعة.

سمعت عبد الوهّاب الحافظ يقول : كان أبو طاهر الباقلّانيّ أكثر معرفة من أبي الفضل بن خيرون. وكان زاهدا حسن الطّريقة (١) ، وما كان له حلقة في الجامع ، ولا قرئ عليه فيه حديث. كان يقول لأصحاب الحديث : أنا لكم من السّبت إلى الخميس ، ويوم الجمعة أنا بحكم نفسي للتّبكير (٢) والتّلاوة.

وسمعت عبد الوهّاب يقول : جاء نظام الملك إلى بغداد ، وأراد أن يسمع من شيوخها ، فكتبوا له أسماء الشّيوخ ، وكتبوا في جملتهم اسمه ، وسألوه أن يحضر دار نظام الملك حتّى يسمع منه. فامتنع ، وألحّوا عليه ، فما أجاب ، ثمّ قال : إنّ ابن خيرون قرابتي ، وما انفردت أنا بشيء ، بل كلّ ما سمعت أنا سمعه هو ، وهو في خزانة الخليفة على عملكم ، فسمعوا منه (٣).

توفّي في رابع ربيع الآخر.

٣٠١ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن مظاهر (٤).

أبو جعفر الأنصاريّ الطّليطليّ.

روى عن : خاله جماهر بن عبد الرحمن ، ومحمد بن إبراهيم بن عبد السّلام الحافظ ، وقاسم بن هلال ، وجعفر بن عبد الله ، وجماعة كثيرة.

وعني بسماع العلم ولقاء الشّيوخ. وكان ذا بصر بالمسائل ، وميل إلى الأثر. صنّف «تاريخ فقهاء طليطلة» (٥).

رواه عنه : القاضي أبو الحسن بن بقيّ.

وكان ثقة.

__________________

(١) التقييد ١٣٤.

(٢) أي للتبكير إلى صلاة الجمعة.

(٣) المنتظم ٩ / ٩٨ (١٧ / ٣٢).

(٤) انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٧٠ رقم ١٥١ وفيه «مطاهر» بالطاء المهملة.

(٥) في الصلة : «وقضاتها».

٢٩١

٣٠٢ ـ أحمد بن عمر بن الأشعث (١).

ويقال : ابن أبي الأشعث. أبو بكر السّمرقنديّ المقرئ.

نزيل دمشق ، ثم نزيل بغداد.

سمع : أبا عثمان الصّابونيّ ، وأبا عليّ بن أبي نصر ، وأبا عليّ الأهوازيّ وقرأ عليه بالروايات.

روى عنه : أبو الكرم الشّهرزوريّ ، وابنه أبو القاسم إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبو الفتح بن البطّيّ.

وقال أبو الحسن عليّ بن أحمد بن قبيس الغسّانيّ : كان أبو بكر يكتب المصاحف من حفظه. وكان إذا فرغ من الوجه كتب الوجه الآخر إلى أن يجفّ ، ثمّ يكتب الوجه الّذي بينهما فلا يكاد أن يزيد ولا ينقص ، مع كونه يكتب في قطع كبير ، وقطع لطيف (٢).

قال : وكان مزّاحا.

وخرج مع جماعة في فرجة ، فقدّموه يصلّي بهم ، فلمّا سجد بهم تركهم في الصّلاة ، وصعد شجرة ، فلمّا طال عليهم ، رفعوا رءوسهم من السّجدة ، فلم يجدوه ، ثمّ إذا به في الشّجرة يصيح : نوّ نوّ ، فسقط من أعينهم وانتحس ، وخرج إلى بغداد ، وترك أولاده بدمشق (٣).

قلت : ثمّ أرسل أخذ أهله. وسمّع ابنيه بدمشق سنة بضع وخمسين.

وببغداد سنة نيّف وستّين وأربعمائة. وأقرأ القرآن ببغداد.

قال ابن النّجّار : هو من أهل سمرقند ، سافر إلى الشّام ، وكان محمودا ، متقنا ، عارفا بالرّوايات ، محقّقا في الأخذ ، متحرّيا ، صدوقا ورعا. وكان يكتب على طريقة الكوفيّين ، ويجمع بين نسخ المصحف من حفظه ، وبين الأخذ على ثلاثة ، ويضبط ضبطا حسنا.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عمر) في : المنتظم ٩ / ٩٨ رقم ١٣٦ (١٧ / ٣٢ رقم ٣٦٥٧) ، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة ـ أحمد بن محمد بن المؤمّل) ٧٥ ، ٧٦ رقم ٥٣ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٣ / ١٩٢ ، ١٩٣ رقم ٢٣٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٤١٦.

(٢) تاريخ دمشق ٧٥.

(٣) تاريخ دمشق ٧٥.

٢٩٢

ثنا ابن الأخضر ، ثنا ابن البطّيّ : أنا أحمد بن عمر السّمرقنديّ : أنبا الحسين بن محمد الحلبيّ : ثنا أحمد بن عطاء الرّوذباريّ إملاء بصور.

قلت : مات الحلبي (١) سنة ستّ وثلاثين ، وهو أقدم شيخ للسّمرقنديّ.

قال : الحسين بن محمد البلخيّ : كان شيخنا أبو بكر السّمرقنديّ لا يكتب لأحد خطّه إذا قرأ عليه ، إلّا أن يكون مجوّدا في الغاية. وما رأيته كتب إلّا لمسعود الحلاويّ ، وقال : ما قرأ عليّ أحد مثله. فجاء إليه الطّبّال ، فقرأ ختمات ، وأعطى (٢) ولد الشّيخ دنانير ، فردّها الشّيخ وقال : لا أستحلّ أن أكتب له.

قال البلخيّ : وكان أبو بكر لمّا جاء من دمشق اتّصل بعفيف القائمي الخادم ، فأكرمه وأنزله ، فكان إذا جاءه الفرّاش بالطّعام بكى ، فسأله عن بكائه ، فقال : إنّ لي بدمشق أولادا في ضيق.

فأخبر الفرّاش عفيفا ، فأرسل من جاء بهم من دمشق ، فجاءوا أباهم بغتة ، ولم يزالوا في ضيافة عفيف حتّى مات (٣).

ولد أبو بكر سنة ثمان وأربعمائة ، ومات في سادس عشر رمضان.

قال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في «تاريخه» : هو مشهور في التّقدّم بالقرآن ونسخ المصاحف ، جعل دأبه أن ينسخ ، ويقرئ جماعة بروايات مختلفة ، يردّ على المخطئ منهم. فكان له في هذا كلّ عجيبة ، رحمه‌الله.

قلت : قرأ عليه جماعة ، وكانت قراءته على الأهوازيّ في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.

٣٠٣ ـ أحمد بن محمد بن عليّ (٤).

__________________

(١) هو : أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد بن المنيقير الحلبي الأنصاري الشاهد. ذكر الحدّاد أنه ثقة مأمون. (تاريخ دمشق ـ مخطوطة التيمورية ـ ١١ / ١٨٦ ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ١٧٣ رقم ٥١١).

(٢) في الأصل : «أعطا».

(٣) تاريخ دمشق ٧٥ / ٧٦.

(٤) انظر عن (أحمد بن محمد الهروي) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣ / ٣٦٦ ، ٣٦٧ ، والمطبوع (أحمد بن عتبة ـ أحمد بن محمد بن المؤمّل ٣٦٠ ، ٣٦١ رقم ١٩١) ، وغاية النهاية=

٢٩٣

أبو بكر الهرويّ المقرئ الضّرير.

سكن دمشق ، وسمع بها : رشأ بن نظيف ، وأبا عليّ الأهوازيّ ، وعليّ بن الخضر السّلميّ.

وسمع بصور من : عبد الوهّاب بن برهان.

سمع منه : عمر الدّهستانيّ ، وطاهر الخشوعيّ ، وأبو محمد بن صابر ووثّقه.

وتوفّي بالقدس في ربيع الآخر.

قرأ على الأهوازيّ ، وعاش اثنتين وثمانين سنة ، وولد بهراة.

وقد صنّف في القراءات الثّمان كتابا سمّاه «التّذكرة».

قرأ عليه القراءات : إبراهيم بن حمزة ابن الجرجرائيّ (١) ، وغيره.

٣٠٤ ـ إسماعيل بن حمد بن محمد بن خيران (٢).

أبو محمد الهمذانيّ البزّاز.

سمع : أبا الحسين الفارسيّ ، وعمر بن مسرور.

وحدّث ببغداد.

روى عنه : محمد بن سعدون العبدريّ أبو عامر ، وأبو البركات بن السّقطيّ.

وكان محدّثا مكثرا.

٣٠٥ ـ إسماعيل بن حمزة بن فضالة (٣).

أبو القاسم الهروي الحنفيّ العطّار.

عالم صدوق. حدّث بصحيح الإسماعيليّ ، عن الحسين بن محمد الباشانيّ.

__________________

= ١ / ١٢٥ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢٧٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٦٦ ، ٦٧ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ١ / ٤١٠ ، ٤١١ رقم ٢٣٣ ، ومعجم المؤلفين ٢ / ١٣٦.

(١) أثبته محقق تاريخ دمشق «الجرجاني» ، وأشار في الحاشية إلى وروده : «الجرجرائي» في ثلاث نسخ خطّية ، وهو كما أثبتناه.

(٢) انظر عن (إسماعيل بن حمد) في : ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٨٩ رقم ٣٨ وفيه إسماعيل بن أحمد البزار».

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

٢٩٤

وسمع أيضا من سعيد بن العبّاس القرشيّ.

روى عنه : الجنيد بن محمد [القائنيّ] (١) ، والقاسم بن الحسين الحصيريّ ، مات في ربيع الأوّل.

٣٠٦ ـ إسماعيل بن عبد الملك (٢).

الفقيه أبو القاسم الطّوسيّ ، الفقيه المعروف بالحاكميّ.

قدم دمشق. عديل (٣) الإمام أبي حامد الغزاليّ.

وسمع من : نصر المقدسيّ في سنة تسع وثمانين.

قال أبو المفضّل يحيى بن عليّ القرشيّ القاضي : كان أعلم بالأصول من الغزاليّ ، وكان شافعيّا (٤).

قلت : لا أعلم وفاته متى هي (٥).

٣٠٧ ـ إسماعيل بن عثمان بن عمر (٦) الأبريسميّ (٧).

نيسابوريّ (٨).

روى عن : أبي سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ.

روى عنه : زاهر الشّحّاميّ ، وغيره.

__________________

(١) بياض في الأصل. وأضفتها من : الأنساب ١٠ / ٣٧ وفيه : القائني : بفتح القاف ، والياء المنقوطة باثنتين بعد الألف من تحتها ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قاين ، وهي بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان. ثم ذكر الجنيد بن محمد منها.

(٢) انظر عن (إسماعيل بن عبد الملك) في : المنتظم ١٠ / ٥٢ رقم ٦١ (١٧ / ٣٠٢ رقم ٤٠٠٤) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٤ / ٣٦٧ رقم ٣٨٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٠٩ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٣٣ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٧.

(٣) في المنتظم : كان رفيق أبي حامد الغزالي ، وكان أكبر سنّا من الغزالي ، وكان الغزالي يكرمه ويخدمه.

(٤) وكان أبو المفضل يثني عليه ، إلا أنه كان في لسانه ما يمنعه من الكلام.

(٥) وفاته في سنة ٥٢٩ ه‍. كما في المنتظم ، وطبقات الإسنوي ، والبداية والنهاية.

وعلى هذا فينبغي أن تحوّل هذه الترجمة من هنا وتؤخّر إلى الطبقة الثالثة والخمسين.

(٦) انظر عن (إسماعيل بن عثمان) في : المنتخب من السياق ١٤٤ ، ١٤٥ رقم ٣٣٢.

وسيعاد في وفيات السنة التالية برقم (٣٣٩).

(٧) الأبريسمي : بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين وفي آخرها الميم. هذه اللفظة لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها. (الأنساب ١ / ١١٦).

(٨) كنيته : أبو عثمان.

٢٩٥

وقيل : توفّي سنة تسعين (١).

٣٠٨ ـ أمة الرحمن بنت أبي القاسم عبد الواحد بن حسين بن الجنيد (٢).

امرأة عالمة صالحة ، متبرّك بها.

سمعت أبا القاسم بن بشران.

روى عنها : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وابن عبد السّلام الكاتب.

وولدت سنة أربعمائة ، وعمّرت.

ـ حرف الحاء ـ

٣٠٩ ـ الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن عمر (٣).

أبو عبد الله بن السّرّاج البغداديّ النّصريّ.

كان من أهل الصّلاح والسّداد.

سمع : أبا القاسم الحرفيّ ، وعثمان بن دوست العلّاف ، وعبد الملك بن بشران ، ونصر بن علالة.

روى عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وعبد الخالق اليوسفيّ ، ومسعود بن محمد بن شنيف ، وآخرون.

توفّي في صفر.

أخبرونا عن ابن اللّتّيّ ، عن مسعود ، عنه ، بجزء ابن عفّان.

٣١٠ ـ حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد (٤).

أبو القاسم القرشيّ الأسديّ الزّبيريّ البغداديّ.

شيخ صالح.

سمع : أبا القاسم الحرفيّ (٥) ، وأبا عليّ بن شاذان.

__________________

(١) وقال عبد الغافر : مستور ، ثقة ، صالح. يعقد على حانوته في سوق المناديليين ، سليم الجانب ، مشتغل بما يعنيه ، ملازم لحرفته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمتها.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) انظر عن (حمزة بن محمد) في : المنتظم ٩ / ٩٩ رقم ١٣٨ (١٧ / ٣٣ رقم ٣٦٥٩).

(٥) تحرّفت في (المنتظم) إلى «الخرقي». انظر : الأنساب ـ مادّة الحرفي.

٢٩٦

روى عنه : الأنماطيّ ، وعمر بن ظفر ، وابن ناصر ، وآخرون.

توفّي في شعبان عن نيّف وثمانين سنة (١).

ـ حرف السين ـ

٣١١ ـ سليمان بن أحمد بن محمد (٢).

أبو الربيع الأندلسيّ السّرقسطيّ.

دخل بغداد ، وسمع بها من : أبي القاسم بن بشران ، وأبي العلاء الواسطيّ ، وجماعة (٣).

وكان عارفا باللّغة ، لكن قال ابن ناصر : كان كذّابا ، وكان يلحق اسمه.

قال السّمعانيّ : ثنا عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وابنه منصور (٤) بن سليمان.

وسألت أبا منصور بن خيرون عنه ، فأساء القول فيه ، وقال : نهاني عمّي أبو الفضل أن أقرأ عليه (٥).

__________________

(١) ولد سنة ٤٠٨ ه‍. وقال ابن الجوزي : روى عنه مشايخنا ، وكان صالحا ديّنا ثقة.

(٢) انظر عن (سليمان بن أحمد) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٢٠٠ رقم ٤٥٣ ، والمنتظم ٩ / ٩٩ رقم ١٣٩ (١٧ / ٣٣ ، ٣٤ رقم ٣٦٦٠) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ٢ / ١٥ رقم ١٥٠٥ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٧٧ رقم ٢٥٥٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٩٥ رقم ٣٤٢٤ ، ولسان الميزان ٣ / ٧٥ ، ٧٦ رقم ٢٧٦.

(٣) وقال ابن بشكوال : روى عن عبد العزيز بن أحمد بن مغلّس القيسي ، وغيره. وحدّث ببغداد ، حكى ذلك الحميدي وأخذ عنه بها. (الصلة ١ / ٢٠٠).

وقال ابن حجر : له سماع ببغداد ومصر ، وأخذ القراءات عن أبي العلاء الواسطي واستوطن ببغداد وكان يؤدّب الأطفال. (لسان الميزان).

(٤) في لسان الميزان : «ابنه أبو المنصور».

(٥) وزاد : «وقال : فيه كان تساهل في دينه». وقال هبة الله بن علي المقرئ : أنشدنا أبو الربيع سليمان بن أحمد السرقسطي : أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان لنفسه :

أنا صائم طول الحياة وإنما

فطري الحمام ويوم ذاك أعيد

كونان من صبح وليل كوّنا

شعري وأضعفني الزمان الأيد

قالوا : فلان جيد لصديقه

لا ، يكذبوا ، ما في البرية جيّد

فأميرهم نال الإمارة بالخنا

وتقيّهم بصلاته يتصيّد

كن من تشاء مهجّنا أو خالصا

فإذا رزقت غنى فأنت السيّد

٢٩٧

وتوفّي في ربيع الآخر (١).

ـ حرف الشين ـ

٣١٢ ـ شافع بن عليّ بن أبي الفضل الطريثيثيّ (٢).

الصّوفيّ.

من ساكني نيسابور.

شيخ صالح ظريف ، له مجاهدة وحفظ أوقات وجمع همّة. صحب السّادة وحجّ ، وسمع بمكّة : أبا الحسن بن صخر. وبالبصرة : إبراهيم بن طلحة بن غسّان.

روى عنه : وجيه الشّحّاميّ.

ولد سنة أربعمائة ، وتوفّي في ذي الحجّة.

ـ حرف الظاء ـ

٣١٣ ـ ظفر بن هبة الله بن القاسم (٣).

أبو نصر الكسائيّ الهمذانيّ التّانيّ (٤).

قال شيرويه : روى عن : ابن المحتسب ، وعليّ بن إبراهيم بن حامد ، وأبي طاهر بن سلمة ، وابن عبدان ، وأبي بكر الأردستانيّ (٥).

سمعت منه وولداي شهردار وزينب ، وهو شيخ.

__________________

(١) وقع في لسان الميزان ٣ / ٧٦ أنه توفي سنة تسع وسبعين وأربعمائة ، عن ثمانين سنة.

(٢) تقدّمت ترجمته في وفيات السنة الماضية ، برقم (٢٦٦).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) التّاني : بالتاء المشدّدة المعجمة من فوقها بنقطتين والنون بعد الألف. هذه النسبة إلى التناية وهي الدهقنة ، ويقال لصاحب الضياع والعقار : التاني. (الأنساب ٣ / ١٣).

(٥) الأردستاني : بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرّيّة عند ازوارة بينهما ، وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان.

قال ابن السمعاني : ورأيت بخط والدي ـ رحمه‌الله ـ وكان ضبطها عن الحافظ الدقّاق بكسر الألف والدال. (الأنساب ١ / ١٧٧).

٢٩٨

توفّي في جمادى الأولى ، وصلّينا عليه يوم الجمعة.

ـ حرف العين ـ

٣١٤ ـ عبد الله بن الحسين بن عليّ بن حسين الأمويّ (١).

أبو محمد السّعيدانيّ ، البصريّ. من ولد أمير مكّة عتّاب بن أسيد (٢) رضي‌الله‌عنه.

كان أبو محمد محتسب البصرة. وقد سمع الكثير من : عليّ بن هارون المالكيّ ، والمبارك بن عليّ بن حمدان ، والحسن بن أحمد الدّبّاس ، وطلحة بن يوسف المواقيتيّ ، وجماعة.

ورحل إلى بغداد ، وسمع وحدّث.

ولد سنة تسع وأربعمائة ، وأوّل سماعه سنة ثمان عشرة.

وكان حافظا محدّثا ، حدّث عنه : أبو عبد الله البارع ، وأبو غالب الماورديّ.

ووثّقه الحافظ جابر بن محمد البصريّ ، وقال : عنه أخذت علم الحديث.

وقد كتب عن السّعيدانيّ : أبو عبد الله الحميديّ ، ومكّيّ الرّميليّ ، وشجاع الذّهليّ.

وقد تقدّم ذكره (٣).

ورّخ ابن النّجّار وفاته في هذه السّنة.

٣١٥ ـ عبد الله بن يوسف (٤).

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن الحسين) في : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٩ ، ٨٠ رقم ٤٣.

(٢) انظر ترجمة «عتاب بن أسيد» ومصادرها في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب ـ ص ٩٧ ، ٩٨.

(٣) لم أقع عليه فيما تقدّم من تراجم.

(٤) انظر عن (عبد الله بن يوسف) في : المنتخب من السياق ٢٨٢ رقم ٩٣١ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٩ ، ١٦٠ رقم ٨٦ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢١٩ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٣٥٨ رقم ٣٢٣ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٦٨٤ ، ٦٨٥ رقم ٥٨٢ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ رقم ٢٣٠ ، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي ٣٦٧ ، وكشف الظنون ١١٠٥ ، ١٨٤٠ ، وهدية العارفين ١ / ٤٥٣ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ١٤٦.

٢٩٩

القاضي أبو محمد الجرجانيّ المحدّث.

صنّف «فضائل الشّافعيّ» و «فضائل أحمد بن حنبل». ودخل هراة.

وتوفّي في ذي القعدة.

وسماعاته في حدود الثّلاثين وأربعمائة.

روى عنه : وجيه الشّحّاميّ ، وغيره ، وعبد الغافر الفارسيّ.

سمع من : عمر بن مسرور ، وأبي الحسين الفارسيّ ، وأبي سعد الكنجروذيّ (١) ، وأبي عثمان البحيريّ ، وطبقتهم ، ومن بعدهم فأكثر.

وهو ثقة صاحب حديث.

قال السّمعانيّ : ولد بجرجان سنة تسع وأربعمائة سمع من : حمزة السّهميّ ، وأحمد بن محمد الخندقيّ (٢) ، ومحمد بن عليّ بن محمد الطّبريّ ، وكريمة بنت محمد المغازليّ ، والأربعة سمعوا من ابن عديّ.

وسمع من : أبي نعيم عبد الملك بن محمد الأستراباذيّ (٣) ، الصّغير صاحب الإسماعيليّ.

روى لنا عنه : الجنيد بن محمد القائنيّ (٤) ، وعبد الملك بن عبد الله العدويّ ، وأخوه أبو الفتح سالم ، وعليّ بن حمزة الموسويّ ، وهبة الرحمن القشيريّ ، وآخرون (٥).

__________________

(١) في الأصل : «الكنجرودي» بالدال المهملة. والمثبت عن (الأنساب ١٠ / ٤٧٩) وفيه : الكنجروذي : بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى كنجروذ ، وهي قرية على باب نيسابور في ربضها ، وتعرّب فيقال لها : جنزروذ.

(٢) الخندقي : بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة ، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى الخندق وهو موضع بجرجان ، ومحلّة كبيرة بها حوالي وهدة. (الأنساب ٥ / ١٩١).

(٣) الأستراباذي : بفتح الألف وسكون السين المهملة ، وكسر التاء المثنّاة من فوقها بنقطتين. قاله ابن السمعاني وابن الأثير. وقال ياقوت : بفتح التاء. وقد تقدّم التعريف بها.

(٤) في الأصل : «القاني» وهو تحريف.

(٥) وقال عبد الغافر الفارسيّ : سمع الكثير بجرجان ونيسابور وهراة وغيرها. وجمع وصنّف الأربعين ، وخرّج الفوائد للمشايخ. وأول ما قدم نيسابور مع خاله الفقيه على الزَبَحي. (المنتخب ٢٨٢).

٣٠٠