تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٣

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١٦٤ ـ مالك بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم (١).

أبو عبد الله بن الفرّاء البانياسيّ الأصل ، البغداديّ.

كان يقول : سمّاني أبي مالكا ، وكنّاني بأبي عبد الله ، وسمّتني أمّي عليا ، وكنّتني أبا الحسن. فأنا أعرف بهما.

قال السّمعانيّ : (٢) كان يسكن في غرفة بسوق الرّيحانيّين ، شيخ صالح ثقة ، متديّن ، مسنّ. عمّر حتّى أخذ عنه الطّلبة ، وتكابّوا عليه.

سمع : أبا الحسن بن الصّلت ، وأبا الفتح بن أبي الفوارس ، وأبا الحسن بن بشران ، وابن الفضل القطّان.

سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه ، فقال : شيخ صالح مسن.

وقال أبو محمد بن السّمرقنديّ : كان مالك آخر من حدّث عن ابن الصّلت ، وكان ثقة. سمعته يقول : ولدت سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

وقال أبو عليّ بن سكّرة وقد روى عنه : كان شيخا صالحا مالكيّا. وقعت النّار ببغداد بقرب حجرته ، وقد زمن ، فأنزل في قفّة إلى باب الحجرة ، فوجد النّار عند الباب فتركه الّذي أنزله وفرّ ، فاحترق (٣) هو رحمه‌الله.

قلت : روى عنه : أبو عامر محمد بن سعدون العبدريّ ، وأبو الفضل بن ناصر السّلاميّ ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ ، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن تاج القرّاء ، وخلق كثير.

قال أبو محمد السّمرقنديّ : احترق سوق الرّيحانيّين وسط النّهار في تاسع جمادى الآخرة وهلك فيه. جماعة منهم شيخنا مالك البانياسيّ.

قلت : آخر من روى عنه : أبو الفتح بن البطّيّ رحمهم‌الله.

__________________

(١) انظر عن (مالك بن أحمد) في : الأنساب ٢ / ٦٤ ، والمنتظم ٩ / ٦٩ رقم ١٠٦ (١٦ / ٣٠٨ رقم ٣٦٢٨) ، واللباب ١ / ١١٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤١ رقم ١٥٤٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، ٢٠٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٢٦ ، ٥٢٧ رقم ٢٦٧ ، والعبر ٣ / ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٤٢ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٣٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٦.

(٢) في الأنساب ٢ / ٦٤.

(٣) الأنساب ، المنتظم.

١٦١

١٦٥ ـ مسعود بن عبد العزيز (١).

أبو ثابت بن السّمّاك الرّازيّ الفقيه الحنفيّ.

قدم بغداد فتفقّه بها على أبي عبد الله الصّيمريّ ، وأبي الحسن القدوريّ ، ثمّ على قاضي القضاة أبي عبد الله.

وبرع في المذهب والخلاف. وأفتى ودرّس ، ونفّذ رسولا من الديوان إلى صاحب غزنة ، فأدركه أجله بخراسان في شعبان.

روى عن : ابن غيلان ، والصّيمريّ.

سمع منه : إسماعيل بن محمد بن الفضل ، وعبد الله بن السّمرقنديّ.

١٦٦ ـ ملك شاه (٢) السّلطان جلال الدّولة أبو الفتح ابن السّلطان ألب أرسلان محمد بن داود السّلجوقيّ.

أوصى إليه أبوه بالملك ، ووصّى به وزيره نظام الملك ، وأوصى إليه أن يفرّق البلاد على أولاده ، وأن يكون مرجعهم إلى ملك شاه ، وذلك في سنة خمس

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (ملك شاه) في : المنتظم ٩ / ٦٩ ـ ٧٤ رقم ١٠٧ (١٦ / ٣٠٨ ـ ٣١٣ رقم ٣٦٢٩) ، وزبدة التواريخ للحسيني ١٤٧ ـ ١٥٣ ، وتاريخ دولة آل سلجوق ٨٠ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٠ ـ ٢١٤ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٢٨٣ ـ ٢٨٩ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٢٠٥ ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢١ ، وتاريخ الفارقيّ ٢٢٩ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ١٢٠ ، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٨٦ ، ١٩٢ ، ١٩٤ ، ١٩٦ وبغية الطلب (التراجم الخاصة بعصر السلاجقة) انظر فهرس الأعلام ٤٠٦ ، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٦ (وتحقيق سويّم) ٢٢ ، وزبدة الحلب لابن العديم ٢ / ١٠٦ ، والروضتين لأبي شامة ١ / ٦٤ ، والتاريخ الباهر ١٠ ـ ١٢ ، ومفرج الكروب لابن واصل ١ / ٢٢ ، والفخري ٢٩٦ ، ٢٩٨ ، وآثار البلاد وأخبار العباد ٢٨٠ ، ٣٩٣ ، ٣٩٦ ، ٤١٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٣ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٢٥١ و ٢٦ / ٣٣٣ ـ ٣٣٥ و ٢٧ / ٦٦ ، والدرّة المضيّة ٤٣٦ ـ ٤٣٨ ، ودول الإسلام ٢ / ١٣ ، ١٤ ، والعبر ٣ / ٣٠٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٤ ـ ٥٨ رقم ٣٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٠ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٩ ـ ١٤١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٤٢ ، ١٤٣ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٣ و ٧ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٧٨ و ٥ / ١٣ ، والسلوك للمقريزي ج ١ ق ١ / ٣٣ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٣٤ ، ١٣٥ ، وتاريخ الخلفاء ٤٢٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٦ ، وأخبار الدول للقرماني ٢ / ١٦٥ ، ٤٥٥ ، ٤٥٦ ، ٤٦٧ ، ٤٦٩ ، ٤٧٣ ، ٥١٣ ، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة ٥٢ ، ٧٣.

١٦٢

وستّين. فخرج عليه عمّه صاحب كرمان ، فتواقعا وقعة كبيرة بقرب همذان ، فانهزم عمّه ، ثمّ أتي به أسيرا فقال : أمراؤك كاتبوني. وأحضر كتبهم في خريطة ، فناولها لنظام الملك ليقرأها ، فرمى بها في منقل نار بين يديه ، فأحرقها ، فسكنت قلوب الأمراء ، وبذلوا الطّاعة. وكان ذلك سبب ثبات ملكه. وخنق عمّه بوتر. وتمّ له الأمر ، وملك من الأقاليم ما لم يملك أحد من السّلاطين ، فكان في مملكته جميع بلاد ما وراء النّهر ، وبلاد الهياطلة (١) ، وباب الأبواب ، وبلاد الروم ، والجزيرة ، والشّام.

وملك من مدينة كاشغر ، وهي أقصى (٢) مدينة بالتّرك إلى بيت المقدس طولا ، ومن القسطنطينيّة إلى بلاد الخزر وبحر الهند عرضا.

وكان من أحسن الملوك سيرة ، ولذلك كان يلقّب بالسّلطان العادل ، وكان منصورا في حروبه ، مغرى بالعمائر وحفر الأنهار ، وعمّر الأسوار والقناطر ، وعمّر جامعا ببغداد ، وهو جامع السّلطان ، وأبطل المكوس والخفّارات في جميع بلاده. كذا نقل ابن خلّكان في «تاريخه» (٣) ، فالله أعلم.

قال : وصنع بطريق مكّة مصانع للماء ، غرم عليها أموالا كثيرة. وكان لهجا بالصّيد ، حتّى قيل إنّه ضبط ما اصطاده بيده ، فكان عشرة آلاف وحش ، فتصدّق بعشرة آلاف دينار ، وقال : إنّي خائف من الله تعالى لإزهاق الأرواح من غير مأكلة.

شيّع مرّة الحاجّ. فتعدّى العذيب (٤) ، وصاد في طريقه وحشا كثيرا ، يعني هو وجنده ، فبنى هناك منارة ، من حوافر حمر الوحش وقرون الظّباء ، وهي باقية تعرف بمنارة القرون (٥).

وأمّا السّبل فأمنت في أيّامه أمرا زائدا ، ورخصت الأسعار ، وتزوّج أمير

__________________

(١) الهياطلة : مفردها هيطل. اسم لبلاد ما وراء النهر ، وهي بخارى وسمرقند وخجند.

(٢) في الأصل : «أقصى».

(٣) وفيات الأعيان ٥ / ٢٨٤.

(٤) العذيب : هو ماء بين القادسية والمغيثة ، بينه وبين القادسية أربعة أميال. (معجم البلدان ٤ / ٩٢).

(٥) وفيات الأعيان.

١٦٣

المؤمنين المقتدي بالله بابنته. وكان السّفير بينهما الشّيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ ، وكان زفافها إلى الخليفة سنة ثمانين وأربعمائة ، وفي صبيحة دخول الخليفة بها عمل وليمة هائلة لعسكر ملك شاه ، كان فيها أربعون ألفا منّا سكّر ، فأولدها جعفرا (١).

ودخل ملك شاه بغداد مرّتين. وكان ليس للخليفة معه سوى الاسم ، وقدمها ثالثا متمرّضا.

وكان المقتدي قد جعل ولده المستظهر بالله وليّ العهد ، فألزم ملك شاه الخليفة أن يعزله ، ويجعل ابن بنته. جعفرا وليّ العهد ، وكان طفلا ، وأن يسلّم بغداد إلى السّلطان ويخرج إلى البصرة. فشقّ ذلك على الخليفة ، وبالغ في استنزال السّلطان ملك شاه عن هذا الرأي ، فأبى ، فاستمهله عشرة أيّام ليتجهّز ، فقيل إنّه جعل يصوم ويطوي ، فإذا أفطر جلس على الرّماد يدعو على ملك شاه ، فقوي به مرضه ، ومات في شوّال.

وكان نظام الملك قد مات من أكثر من شهر ، فقيل إنّ ملك شاه سمّ في خلال تخلّل به فهلك ، ولم تشهده الدّولة ، ولا عمل عزاؤه ، وحمل في تابوت إلى أصبهان ، فدفن فيها في مدرسة عظيمة ، ووقى الله شرّه (٢). وتزوّج المستظهر بالله بخاتون بنته الأخرى.

١٦٧ ـ منصور بن أحمد بن محمد (٣).

أبو المظفّر البسطاميّ ، ثمّ البلخيّ ، الفقيه الحنفيّ. أحد الأعلام.

كان ذا حشمة وأموال وجاه وتقدّم.

سمع : أباه ، وعبد الصّمد بن محمد العاصميّ ، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقيّ.

كذا قال السّمعانيّ إنّه سمع من الجوزقيّ ، وهو وهم.

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٠ ، ١٦١ ، وفيات الأعيان ٥ / ٢٨٨.

(٢) وفيات الأعيان ٥ / ١٨٨.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

١٦٤

قال : وأبا عليّ بن شاذان ، وأبا طاهر عبد الغفّار المؤدّب ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن الطّبيز بدمشق ، وأبا القاسم الزّيديّ بحرّان ، ومصر ، وحلب ، وهراة.

روى عنه : السّمعانيّ محمد بن القاسم بن المظفّر الشّهرزوريّ ، وعمر بن عليّ المحموديّ قاضي بلخ.

وتوفّي ببلخ في رمضان.

ـ حرف الهاء ـ

١٦٨ ـ هبة الله بن عبد الوارث بن عليّ (١).

أبو القاسم الشّيرازيّ ، الثّقة الحافظ الجوّال.

سمع بخراسان ، والعراق ، والجبال ، وفارس ، وخوزستان ، والحجاز ، واليمن ، ومصر ، والشّام ، والجزيرة.

وحدّث عن : أبي بكر محمد بن الحسن بن اللّيث الشّيرازيّ ، وأحمد بن عبد الباقي بن طوق ، وعبد الباقي بن فارس المقرئ ، وعبد الجبّار بن عبد العزيز بن قيس الشّيرازيّ ، وأبي جعفر ابن المسلمة ، وعبد الصّمد بن المأمون ، وعبد الرّزّاق بن شمة ، (٢) وأحمد بن الفضل الباطرقانيّ (٣) ، وخلق كثير.

__________________

(١) انظر عن (هبة الله بن عبد الوارث) في : التحبير ١ / ٣٣٥ ، ٣٦٨ ، ٥٩٨ و ٢ / ٦٦ ، ١٤٥ ، ١٤٩ ، ٤٤٥ ، والمنتظم ٩ / ٧٤ ، ٧٥ رقم ١٠٩ (١٦ / ٣١٤ رقم ٣٦٣١) ، والمنتخب من السياق ٤٧٧ رقم ١٦٢١ ، وأدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني ١٣١ (طبعة ليدن) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣ / ٣٤٢ و ١٨ / ٢٦٦ و ٢٠ / ٢١٢ و ٢٣ / ١١٨ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٨ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ٢٧ / ٦٧ ، ٦٨ رقم ٢٨ ، والعبر ٣ / ٣١٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧ ـ ١٩ رقم ١١ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٥ ، ١٢١٦ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٢٤٦ ـ ٢٤٨ رقم ١٩١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٤٤ ، وملخص تاريخ الإسلام لابن الملّا (مخطوطة مكتبة الأوقاف ببغداد) ٧ / ٦٩ أ ، والأعلام لابن قاضي شهبة (وفيات سنة ٤٨٥ ه‍.) ، وطبقات الحفاظ ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، وفيه «هبة الله بن عبد الرزاق» ، وكشف الظنون ٢٩٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٥٩ و ٧ / ٤٩ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ١٤٢ ، ١٤٣ رقم ١٧٦٤ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ١٨١ رقم ١٠٠٤ ، والأعلام ٨ / ٧٣.

(٢) هكذا في الأصل وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٥ ، أما في العبر ٣ / ٢٤٢ ، والمستفاد ٢٤٧ «سمه» بالسين المهملة.

(٣) الباطرقاني : بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه

١٦٥

وصنّف «تاريخ شيراز».

قال السّمعانيّ : كان ثقة صالحا ديّنا خيّرا ، حسن السّيرة. كثير العبادة ، مشتغلا بنفسه. خرّج التّخاريج ، واستفاد وأفاد ، وسمّع جماعة من الطّلبة ببركته وقراءته ، وانتفعوا بصحبته.

وورد بغداد سنة سبع وخمسين.

روى لنا عنه : أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب ، وعمر بن أحمد الصّفّار ، وأحمد بن ياسر المقرئ ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الباشانيّ (١) ، وأبو القاسم إسماعيل الحافظ ، وأبو بكر اللّفتوانيّ ، (٢) وغيرهم.

وسكن في آخر عمره مرو ، وتوفّي بها.

وقال ابن عساكر : (٣) روى عنه نصر المقدسيّ ، وغيث بن عليّ.

وثنا عنه : هبة الله بن طاوس ، وأبو نصر اليونارتيّ (٤) ، فحدّثنا عنه ابن طاوس : ثنا أبو زرعة أحمد بن يحيى الخطيب بشيراز إملاء : أنا الحسن بن سعيد المطّوّعيّ ، ثنا أبو مسلم الكجّيّ ، فذكر حديثا.

وقال عبد الغافر في «تاريخه» (٥) : هو شيخ عفيف ، صوفيّ ، فاضل. طاف البلاد ، وسمع الكثير ، وخطّه مشهور معروف. وكان كثير الفوائد (٦).

وقال محمد بن محمد الفاشانيّ : كنت إذا مضيت إلى أبي القاسم هبة الله ،

__________________

= النسبة إلى باطرقان ، وهي إحدى قرى أصبهان. (الأنساب ٢ / ٤٠).

(١) الباشاني والفاشاني : بفتح الفاء والشين نسبة إلى فاشان ، قرية من قرى مرو ، وقد تصحفت في المنتظم ١٠ / ٥٤ إلى «القاساني» ، وفي الجواهر المضيّة ٢ / ١٢٢ إلى «القاشاني».

(٢) اللّفتواني : بفتح اللام وسكون الفاء وضم التاء ، (الأنساب) ، وقال ياقوت : بفتح التاء. نسبة إلى لفتوان ، قرية من قرى أصبهان. (معجم البلدان).

(٣) في تاريخ دمشق ٤٥ / ٤٨١.

(٤) اليونارتي : نسبة إلى يونارت ، قرية على باب أصبهان.

(٥) في المنتخب ٤٧٧.

(٦) عبارته في (المنتخب) : قدم نيسابور مرارا وسمع ، وكان قد طاف البلاد ، وصحب أبا الليث نصر بن الحسن التنكتي الشاشي ، وسمع معه من مشايخ العراق ، ومن أبي بكر الخطيب.

وسمع معنا وفارقنا ، ثم جاء نعيه من مرو سنة ست وثمانين وأربعمائة.

روى عنه أبو الحسن إجازة وقال : أجاز لنا الرواية عنه بجميع مسموعاته عن أبي بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الحافظ.

١٦٦

وكان قد نزل برباط يعقوب الصّوفيّ بظاهر مرو ، أخذ بيدي وأخرجني إلى الصّحراء وقال : اقرأ ما تريد ، فالصّوفيّة يتبرّمون بمن يشتغل بالعلم والحديث ، ويقولون : هم يشوّشون علينا أوقاتنا.

وقال عمر أبو الفتيان الرّؤاسيّ : إنّ هبة الله مات بمرو في شهور سنة ستّ وثمانين.

وقال أبو نصر اليونارتيّ : توفّي هبة الله بمرو بالبطن في رمضان سنة خمس وثمانين.

وقال محمد بن محمد الفاشانيّ : احتاج هبة الله ليلة مات إلى القيام سبعين كرّة ، أقلّ أو أكثر ، وفي كلّ نوبة يغتسل في النّهر ، إلى أن توفّي على الطّهارة (١) ، رحمه‌الله.

وقال المؤتمن السّاجيّ : بذل نفسه في طلب الحديث جدّا ، وسألني ، فخرّجت له جزءين في صلاة الضّحى ، ففرح بهما شديدا (٢).

__________________

(١) انظر المنتظم ١٦ / ٣١٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٩ ، والمستفاد ٢٤٨.

(٢) وقال ابن الجوزي : «وكان حافظا متقنا ثقة صالحا خيّرا ورعا ، حسن السيرة ، كثير العبادة ، مشتغلا بنفسه ، وخرّج التخاريج ، وصنّف ، وانتفع جماعة من طلاب الحديث بصحبته ... ودخل صريفين ، فرأى أبا محمد الصريفيني ، فسأله : هل سمعت شيئا من الحديث؟ فأخرج إليه أصوله فقرأها عليه ، وكتب إلى بغداد. فأخبر الناس ، فرحلوا إليه». (المنتظم).

وقال الدمياطيّ : سافر كثيرا ، وتغرّب في طلب الحديث ، كثير الكتب ، حسن الخلق جميل الطريقة ، كان يختلف إلى سماع الحديث إلى أن مات. (المستفاد).

وقال ابن الأثير : الحافظ ، أحد الرحّالين في طلب الحديث شرقا وغربا ، وقدم الموصل من العراق. وهو الّذي أظهر سماع «الجعديات» لأبي محمد الصريفيني ولم يكن يعرف ذلك. (الكامل). وقال ابن كثير : «له تاريخ حسن». (البداية والنهاية).

و «أقول» : دخل هبة الله في رحلته طرابلس وسمع بها عبد الرحمن بن علي بن أبي العيش الأطرابلسي المتوفى سنة ٤٦٤ ، وطاهر بن عبد العزيز البغدادي المقرئ الّذي حدّث بطرابلس ، وطاهر بن محمد بن سلامة القضاعي المصري الّذي حدّث بطرابلس وتوفي بعد سنة ٤٦٣ ه‍.

ودخل بيروت وروى ، فسمعه بها عبد الله بن الحسن الديباجي العثماني.

وروى هبة الله عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عبد الله بن المخ الصيداوي. (انظر :موسوعة علماء المسلمين ٥ / ١٤٢ ، ١٤٣).

١٦٧

سنة ست وثمانين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

١٦٩ ـ أحمد بن عليّ بن أحمد (١).

أبو الحسين التّغلبيّ الأرتاحيّ (٢).

توفّي بدمشق.

روى عن : أبي الحسن الحنّائيّ.

روى عنه : ابن صابر شيئا.

١٧٠ ـ أحمد بن عليّ بن قدامة (٣).

القاضي أبو المعالي الحنفيّ ، من بني حنيفة ، البغداديّ ، الكرخيّ ، الشّيعيّ ، من أجلاد الرّافضة وعلمائهم وصلحائهم. له خبرة بالكلام والجدل والفقه.

قرأ على : الشّريف المرتضى ، وعلى أخيه الشّريف الرضيّ.

روى عنه : الحسن بن محمد الأستراباذيّ الفقيه ، وأحمد بن محمد العطارديّ (٤) الكرخيّ.

ذكره ابن السّمعانيّ في «الذّيل».

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في : تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة ـ أحمد بن محمد بن المؤمل) ١٩ رقم ١٣.

(٢) الأرتاحي : نسبة إلى أرتاح ، حصن منيع من العواصم من أعمال حلب. (معجم البلدان).

(٣) انظر عن (أحمد بن علي بن قدامة) في : طبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) ٢١.

(٤) العطاردي : بضم العين ، وفتح الطاء ، وكسر الراء ، والدال المهملات. هذه النسبة إلى «عطارد» هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٨ / ٤٧٦).

١٦٨

وتوفّي في شوّال (١).

١٧١ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم (٢).

الخبّاز الأصبهانيّ المؤدّب.

مات في المحرّم.

عبد صالح ، خيّر.

سمع من : أبي منصور بن معمّر ، وأبي الحسن الجرجانيّ.

١٧٢ ـ أحمد بن محمد بن أبي العبّاس (٣).

اللّبّاد.

قتل في آخر شعبان (٤).

١٧٣ ـ إبراهيم بن محمد (٥).

أبو إسحاق البجليّ البوشنجيّ (٦).

سكن دمشق ، وأمّ بمسجد دار بطّيخ (٧). وكان يكتب المصاحف ، ثمّ ولي

__________________

(١) وقال آغا بزرك الطهراني : كان قاضي الأنبار ، ومن تلاميذ المفيد ، وقد قرأ عليه «الإرشاد إلى معرفة حجج الله على العباد» في سنة ٤١١ ، ويرويه عنه السيد الأجلّ أبو الفتح يحيى بن محمد بن نصر بن علي بن حبا في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة على ما هو في أول بعض نسخ «الإرشاد».

وفي «نزهة الأدباء» لعبد الرحمن بن محمد الأنباري ، تلميذ أبي السعادات ابن الشجري أنه توفي سنة ٤٨٦ في خلافة المقتدي ، وكان له معرفة بالفقه والشعر ، وكان أديبا.

ويروي عنه القاضي عماد الدين الحسن بن محمد بن أحمد الأسترابادي قاضي الري ، كما في «المناقب» لابن شهرآشوب.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (أحمد اللبّاد) في : المنتظم ٩ / ٧٧ رقم ١١١ (١٧ / ٦ رقم ٣٦٣٣).

(٤) قال ابن الجوزي : أبهريّ الأصل أصبهانيّ المولد والمنشأ ، أحد عدول أصبهان. رحل البلاد وسمع الكثير ، وجمع الشيوخ ، وكان ثقة ، حسن الخلق ، سليم. مضت أموره على السداد. قتل في أيام الباطنية مظلوما في شوال هذه السنة.

(٥) انظر عن (إبراهيم بن محمد) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٤ / ١٦٠ رقم ١٥٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٩٨.

(٦) البوشنجيّ : بضم الباء الموحّدة ، وسكون الواو ، وفتح الشين المعجمة ، وسكون النون ، وكسر الجيم. نسبة إلى بوشنج : بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة. (معجم البلدان ١ / ٥٠٨).

(٧) انظر عنها في : الدارس في تاريخ المدارس ١ / ٤٥١ و ٢ / ١١٩.

١٦٩

إمامة الجامع مدّة.

وسمع : أبا عليّ بن أبي نصر التّميميّ ، ورشأ بن نظيف ، والأهوازيّ.

روى عنه : أبو القاسم بن عبدان ، وأبو القاسم بن جابر.

توفّي في المحرّم ، وكان ثقة صالحا.

مولده سنة ٤٠٧.

١٧٤ ـ إسماعيل بن عليّ بن عبد الله (١).

الحاكم أبو الحسن النّاصحيّ الحنفيّ النّيسابوريّ.

روى عن : عبد الله بن يوسف الأصبهانيّ ، والحاكم أبي الحسن بن السّقّاء ، وأبي سعيد الصّيرفيّ.

وعنه : عبد الغافر ، وقال : مات في جمادى الآخرة (٢).

ـ حرف الباء ـ

١٧٥ ـ بلال بن الحسين السّقلاطونيّ (٣).

سمع. أبا القاسم بن بشران.

وعنه : أبو الوفاء بن الحصين ، وغيره.

مات سنة ٤٨٧.

ـ حرف التاء ـ

١٧٦ ـ تاج الملك.

الوزير.

اسمه مرزبان. يأتي (٤).

__________________

(١) انظر عن (إسماعيل بن علي) في : المنتخب من السياق ١٤٤ رقم ٣٢٩.

(٢) وقال : ولد حوالي أربعمائة كما أظنّ ، والله أعلم.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته. كما لم أجد «السقلاطوني» في كتب الأنساب.

(٤) برقم (٢٠١).

١٧٠

ـ حرف الحاء ـ

١٧٧ ـ الحسن بن عنبس بن مسعود (١).

أبو محمد الرّافقيّ (٢). الشّيخ المعمّر الشّيعيّ ، العارف بمذهب القوم.

ذكر الكراجكيّ (٣) أنّه اجتمع به بالرّافقة (٤) ، ورأى له حلقة عظيمة يقرءون عليه مذهب الإمامية. وكان بصيرا بالأصول.

يذكر أنّه قرأ على الشّيخ المفيد ، ولقي القاضي عبد الجبّار.

مات وقد نيّف على المائة (٥).

١٧٨ ـ الحسين بن عبد العزيز (٦).

أبو عبد الله النّحّاس البزّاز.

بغداديّ ، سمع : عبد الملك بن بشران.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

وسمع : ابن أبي الفوارس ، وأبي الحسين بن بشران.

١٧٩ ـ حمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهرة (٧).

__________________

(١) انظر عن (الحسن بن عنبس) في : لسان الميزان ٢ / ٢٣٢ رقم ١٠١٨ ، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) ٥ / ٢٢١.

(٢) الرافقي : بفتح الراء وكسر الفاء والقاف. هذه النسبة إلى الرافقة ، وهي بلدة كبيرة على الفرات يقال لها : الرقة الساعة ، والرقة كانت بجنبها فخربت ، فقالوا : الرقة. (الأنساب ٦ / ٤٩).

وقد تصحّفت في (لسان الميزان) إلى «المرافقي» بالميم في أولها.

(٣) هو محمد بن علي بن عثمان أبو الفتح الكراجكي الخيمي المتوفى بصور سنة ٤٤٩ ه‍.

و «الكراجكي» : بفتح الكاف والجيم في (الأنساب ١٠ / ٣٧٢ ، وبضم الجيم في (معجم البلدان ٤ / ٢٤٧).

(٤) في (لسان الميزان) : «بالمرافقة» ، وهو غلط.

(٥) وقال ابن حجر : مات سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، ويقال : سنة ست وثمانين وأربعمائة ، ومن شيوخه : الصفورائي ، وأبو جعفر بن بابويه. وكانت له خصوصية بالصاحب ابن عباد.

(لسان الميزان).

وقد علّق على قول ابن حجر المحسن الأمين بقوله : «والعجب أنه لا ذكر له في رجال أصحابنا». (أعيان الشيعة).

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

(٧) انظر عن (حمد بن أحمد) في : التحبير ١ / ٥٣٧ ، والمنتظم ٩ / ٨٨ رقم ١٢٨ (١٧ / ١٩ رقم

١٧١

أبو الفضل الأصبهانيّ الحدّاد ، أخو المقرئ أبي عليّ الحدّاد.

قدم بغداد حاجّا سنة خمس وثمانين ، وحدّث بكتاب «الحلية» لأبي نعيم ، عنه (١).

وسمع : أبا الحسن عليّ بن ميلة ، وعليّ بن عبدكويه ، وأبا سعيد بن حسنويه ، وأبا بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ ، وعليّ بن أحمد بن محمد بن حسين ، وجماعة.

قال السّمعانيّ : كان إماما صحيح السّماع ، محقّقا ، فاضلا في الأخذ (٢).

ثنا عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، ومحمد بن البطّيّ ، وغير واحد (٣).

قلت : ورّخه بعض الأصبهانيّين في هذا العام في جمادى الأولى.

وقال السّمعانيّ : ورد نعيّه من أصبهان إلى بغداد في ذي الحجّة سنة ثمان وثمانين (٤).

__________________

= ٣٦٤٩) ، والتقييد لابن نقطة ٢٥٥ رقم ٣١٢ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٥٤ ، والعبر ٣ / ٣١١ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٣١٢ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٥٤ ، والعبر ٣ / ٣١١ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٠ ، ٢١ رقم ١٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٤٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٧ وسيعاد في وفيات سنة ٤٨٨ ه‍. برقم (٢٦٠).

وقد وردت «مهرة» هكذا في الأصل ، والتقييد ٢٥٥ ، وهامش الأصل من سير أعلام النبلاء.

أما في المطبوع من (سير أعلام النبلاء) : «مهران».

وفي المنتظم ـ في طبعتيه القديمة والحديثة ـ : «مسهرة».

(١) وحدّث بمسند أبي داود للطيالسي. (التقييد ٢٥٥).

(٢) المنتظم ، التقييد.

(٣) وقال السلفي. سألت أبا عامر العبدري عن حمد الحدّاد ، فقال : كتبنا عنه ، قلّ من رأيت مثله في الثقة ، كان يقابل ، ولا يثق بغيره.

وقال أبو علي الصدفي : كان فاضلا جليلا عند أهل بلده ، وكانت له مهابة.

وقال ابن النجار : قرأت بخط أبي عامر محمد بن سعدون : حجّ حمد الحدّاد ، ثم انصرف ، فنزل بالحريم ، وحدّث بكتاب «الحلية» وغير ذلك ، سمعت منه ، وكان ذا وقار وسكينة ، يقظا فطنا ، ثقة ثقة ، حسن الخلق ، رحمه‌الله. (سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢١).

(٤) أرّخ ابن الجوزي ، وابن نقطة وفاته في هذه السنة ٤٨٨ ه‍.

١٧٢

ـ حرف الخاء ـ

١٨٠ ـ خلف بن أحمد بن داود (١).

أبو القاسم الصّدفيّ البلنسيّ.

سمع : أبا عمر بن عبد البرّ ، وأبا الوليد الباجيّ.

وتفقّه وقال الشّعر.

ومات في ذي الحجّة في حصار بلنسية.

ـ حرف السين ـ

١٨١ ـ سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان (٢).

الحافظ أبو مسعود الأصبهانيّ الملنجيّ (٣).

سمع الكثير ، ورحل وتعب.

قال السّمعانيّ : كانت له معرفة بالحديث. جمع الأبواب ، وصنّف التّصانيف ، وخرّج على الصّحيحين (٤).

سمع : بأصبهان أبا عبد الله الجرجانيّ ، وأبا بكر بن مردويه ، وأبا سعد أحمد بن محمد المالينيّ ، وأبا نعيم الحافظ ، وأبا سعيد النّقّاش ، وابن جولة الأبهريّ ، وجماعة كثيرة.

وببغداد : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا بكر البرقانيّ ، وأبا القاسم بن بشران ،

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (سليمان بن إبراهيم) في : التحبير ١ / ١٦٩ ، ٢١٢ ، ٢٧٩ ، ٣١١ ، ٥١٦ ، ٦٠١ و ٢ / ٤١ ، ١٢٣ ، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٦٤ ، ٢٠٣ ، ٣١٣ ، ٣٧٤ ، ٤١٨ ، ٤٢٥ ، والأنساب ١١ / ٤٧٣ ، ٤٧٤ ، والمنتظم ٩ / ٧٨ رقم ١١٢ (١٧ / ٦ رقم ٣٦٣٤) ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤١ رقم ١٥٤١ ، والعبر ٣ / ٣١١ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢١ ـ ٢٤ رقم ١٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٠ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٧ ـ ١٢٠٠ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٩٥ رقم ٣٤٢٦ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٧٧ رقم ٢٥٥٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٤٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٤٥ ، ولسان الميزان ٣ / ٧٦ ، ٧٧ رقم ٢٧٨ ، وطبقات الحفاظ ٤٤٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، والرسالة المستطرفة ٣٠ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ٩٧ رقم ٩٩٦.

(٣) الملنجيّ : بكسر الميم وفتح اللام ، وسكون النون وفي آخرها جيم. هذه النسبة إلى قرية بأصبهان ، يقال لها ملنجة قد قيل إنها محلّة بأصبهان. (الأنساب ١١ / ٤٧٣).

(٤) انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٣ ، ولسان الميزان ٣ / ٧٦.

١٧٣

وأبا بكر بن هارون المنقّيّ (١) ، وأبا القاسم الحرفيّ ، وطبقتهم.

سمع منه : شيخه أبو نعيم.

وروى عنه : أبو بكر الخطيب مع تقدّمه ، وثنا عنه : إسماعيل بن محمد التّيميّ ، وأحمد بن عمر الغازي ، وهبة الله بن طاوس ، وخلق ببلاد عديدة.

وسألت أبا سعد البغداديّ عنه ، فقال : لا بأس به ، ووصفه بالرحلة والجمع والكثرة. وقد كنّا يوما في مجلسه ، وكان يملي ، فقام سائل وطلب شيئا ، فقال سليمان : من شؤم السّائل أن يسأل أصحاب المحابر.

وسألت إسماعيل الحافظ عنه ، فقال : حافظ ، وأبوه حافظ (٢).

وقال أبو عبد الله الدّقّاق في «رسالته» : سليمان بن إبراهيم الحافظ له الرحلة والكثرة ، وأبوه إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ ، وهما أصحاب أبي نعيم ، تكلّم في إتقان سليمان ، والحفظ : الإتقان ، لا الكثرة (٣).

قال السّمعانيّ : وسألت أبا سعد البغداديّ عن سليمان نوبة أخرى ، فقال :شنّع (٤) عليه أصحاب الحديث في جزء ما كان له به سماع. وسكتّ أنا عنه (٥).

وقال يحيى بن مندة في «طبقات الأصبهانيّين» في ترجمة سليمان : إلّا أنّه في سماعه كلام. سمعت من الثّقات أنّ له أخا يسمّى إسماعيل ، وكان أكبر منه ، فحكّ اسمه وأثبت اسم نفسه مكانه ، وهو شيخ شره لا يتورّع ، لحّان وقاح (٦).

وقال عبد الله بن السّمرقنديّ إنّ سليمان ولد في رمضان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.

__________________

(١) المنقي : بضم الميم وفتح النون ، وكسر القاف. هذه النسبة إلى من ينقّي الحنطة. (الأنساب ١١ / ٥٠٤).

(٢) انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٣ ، ولسان الميزان ٣ / ٧٦.

(٣) انظر المصادر السابقة.

(٤) في الأصل : «شنعوا» وهو غلط.

(٥) انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٣.

(٦) انظر المصدرين السابقين. ويقال : وقح الرجل : إذا صار قليل الحياء ، فهو وقح ووقاح. (لسان العرب).

١٧٤

وقال غيره : توفّي في ذي القعدة (١).

وممّن روى عنه : أبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ ، وأبو عليّ شرف بن عبد المطّلب الحسينيّ ، ومحمد بن طاهر الطّوسيّ ، ومحمد بن عبد الواحد المغازليّ ، ومسعود بن الحسن الثّقفيّ ، ورجاء بن حامد المعدانيّ (٢).

أنبأنا المسلم بن علّان ، وغيره قالوا : أنا أبو اليمن الكنديّ ، أنا أبو منصور القزّاز ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا سليمان بن إبراهيم أبو مسعود ، ثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن الحسين القطّان ، نا إبراهيم بن الحارث البغداديّ ، نا يحيى بن أبي بكر ، نا زهير ، ثنا أبو إسحاق ، عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «والله ما ترك رسول الله عند موته دينارا ولا درهما ، ولا عبدا ولا أمة ، ولا شيئا إلّا بغلته البيضاء ، وسلاحه ، وأرضا جعلها صدقة» (٣).

أخبرناه محمد بن الحسن الأرمويّ : (٤) أخبرتنا كريمة القرشيّة ، عن محمد بن الحسن الصّيدلانيّ قال : أنا سليمان الحافظ ، فذكره.

هذا حديث عال ، وقع لنا موافقة ، من حيث أنّ البخاريّ رواه عن إبراهيم بن الحارث ، وأنّ الخطيب رواه عن سليمان. وعاش الصّيدلانيّ هذا بعد الخطيب مائة سنة وخمس سنين ، ولله الحمد.

ـ حرف العين ـ

١٨٢ ـ عبد الله بن عليّ بن أحمد بن محمد بن زكريّ (٥).

__________________

(١) وقال المؤلّف في (ميزان الاعتدال ٢ / ١٩٥) : بقي إلى سنة خمس وثمانين وأربعمائة. وقال ابن السمعاني : وتوفي سنة نيّف وثمانين وأربعمائة. (الأنساب ١١ / ٤٧٤).

(٢) المعداني : بفتح الميم ، وسكون العين ، وفتح الدال نسبة إلى معدان ، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه.

(٣) أخرجه البخاري في أول الوصايا (٢٧٣٩) برواية إبراهيم بن الحارث ، ومن طرق أخرى برقم (٢٨٧٣) و (٢٩٦٢) و (٣٠٩٨) و (٤٤٦١) ، وأحمد في مسندة ٤ / ٢٧٩ ، والنسائي في الأحباس ٦ / ٢٢٩.

(٤) الأرمويّ : بضم الألف ، وسكون الراء ، وضم الميم. نسبة إلى أرمية ، وهي من بلاد أذربيجان. (الأنساب ١ / ١٩٠).

(٥) انظر عن (عبد الله بن علي الدقاق) في : المنتظم ٩ / ٧٨ رقم ١١٤ (١٧ / ٦ رقم ٣٦٣٦) ،

١٧٥

أبو الفضل الدّقّاق الكاتب. بغداديّ مشهور.

سمع : أبا الحسين بن بشران ، وأبا الحسن الحمّاميّ.

وعنه : إسماعيل بن محمد ، وأبو سعد البغداديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ ، ومحمد بن أحمد بن سوار.

قال عبد الوهّاب الأنماطيّ : كان صالحا ديّنا ، ثقة.

وقال القاضي عياض : سألت أبا عليّ بن سكّرة عن عبد الله بن زكريّ فقال : كان شيخا عفيفا ، كنّا نقرأ عليه في داره.

وقال غيره : ولد سنة أربعمائة في آخرها. وكانت وفاته في ذي القعدة.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن : أنا عبد الله بن أحمد ، أنا هبة الله بن الحسن الدّقّاق ، أنا أبو الفضل عبد الله بن عليّ ، أنا عليّ بن محمد ، أنا محمد بن عمرو ، ثنا سعدان بن نصر ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير بن عبد الله قال : كنّا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إنّكم سترون ربّكم عزوجل ، ولا تضامّون في رؤيته ، كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر ، فمن استطاع منكم أن لا يغلب على صلاة قبل طلوع الشّمس ولا غروبها ، فليفعل»

(١).

١٨٣ ـ عبد الله بن عمر بن مأمون (٢).

إمام أهل سجستان. شيخ كبير القدر.

سمع : عليّ بن بشرى اللّيثيّ ، وجماعة بسجستان.

__________________

= والمعين في طبقات المحدّثين ١٤١ رقم ١٥٤٢ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٠٣ ، ٦٠٤ رقم ٣٠٢ ، والعبر ٣ / ٣١٢ وفيه «ابن ذكري» بالذال ، وهو تحريف ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٨.

(١) أخرجه البخاري في الرقاق ٧ / ٢٠٥ باب : الصراط جسر جهنم ، من طريق الزهري ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي هريرة ، في حديث طويل ، وفي التوحيد ٨ / ١٧٩ باب قول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) من طريق زائدة ، عن بيان بن بشر ، عن قيس ، عن جرير ، وأبو داود في السّنّة (٤٧٢٩) باب في الرؤية ، بالسند المذكور. والترمذي في الجنة (٢٦٧٥) باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى ، وأحمد في المسند ٣ / ١٦ ، ١٧ ، ٢٦ ، ٢٧.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

١٧٦

أكثر الحافظ أبو محمد الرّهاويّ ، عن حفيده أبي عروبة ، عنه.

مات في ذي الحجّة.

١٨٤ ـ عبد الباقي بن أحمد البزّاز (١).

دمشقيّ.

يروي عن : أبي الحسن بن السّمسار.

روى عنه : عبد الله ، وعبد الرحمن ابنا صابر (٢).

١٨٥ ـ عبد الحميد بن محمد (٣).

الفقيه أبو محمد بن الصّائغ القيروانيّ.

سكن سوسة ، وأدرك أبا بكر بن عبد الرحمن ، وأبا عمران الفاسيّ. وتفقّه بالعطّار ، وجماعة.

وله تعليقة على «المدوّنة». وعليه تفقّه المازريّ المهدويّ ، وأبو عليّ بن البربريّ ، وجماعة.

طلبه صاحب المهديّة تميم بن المعزّ بن باديس ليكون مفتي البلد ، فأقام عنده مدّة.

وتوفّي في هذا العام.

__________________

(١) انظر عن (عبد الباقي بن أحمد) في : ذيل تاريخ مولد العلماء ووفاتهم ١٦٤ ، وتاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود ـ عبد الحميد بن بكار) ٤١١ ، ٤١٢ ، ولسان الميزان ٣ / ٣٨٣ رقم ١٥٣٥.

(٢) قال أبو القاسم بن صابر : ولد شيخنا القاضي أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله البزاز في شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعمائة.

سمعت أبا محمد بن طاوس يذكر أن أبا الحسن صهر الأهوازي أخرج له جزءا قد زوّر السماع فيه لنفسه من الأهوازي بمداد ، فلم يقرأه عليه ، وكان فيه سماع ابن الموازيني ، أو ابن الحنّائيّ ، فقرأه عليه.

وقال أبو محمد بن الأكفاني : وفيها ـ يعني سنة ثمانين وأربعمائة ـ توفي أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله في شهر رمضان بدمشق.

وقال ابن عساكر : وذكره أبو محمد بن صابر فيما نقلت من خطه أنه مات ليلة الخميس العاشر من شهر رمضان ، وأنه كذّاب.

وكان عبد الباقي قد وقف خزانة فيها كتب على الزاوية الغربية من ساحة جامع دمشق.

(٣) انظر عن (عبد الحميد بن محمد) في : مدرسة الحديث في القيروان ٢ / ٩٦٥.

١٧٧

١٨٦ ـ عبد الحميد بن منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله (١).

الأستاذ أبو محمد البجليّ ، الجريريّ ، العراقيّ ، المقرئ المجوّد.

شيخ القرّاء بسمرقند.

توفّي في ذي الحجّة بسمرقند.

روى عن : الحسين بن عبد الواحد الشّيرازيّ.

روى عنه : محمد بن عمر كاك البخاريّ (٢).

١٨٧ ـ عبد الحميد.

أبو محمد التّونسيّ الزّاهد.

تفقّه على : أبي عمران الفاسيّ ، وأبي إسحاق التّونسيّ.

ومال إلى الزّهد والتّقشّف ، وسكن مالقة ، واستقر أخيرا بأغمات ، ودرس النّاس عليه الفقه ، ثمّ تركه لمّا رآهم نالوا به الخطط والعمالات ، وقال : صرنا بتعليمنا لهم كبائع السّلاح من اللّصوص.

قال ابن بشكوال : وكان ورعا متقلّلا من الدّنيا ، هاربا عن أهلها.

توفّي بأغمات رحمه‌الله.

١٨٨ ـ عبد القادر بن عبد الكريم بن حسين (٣).

أبو البركات الدّمشقيّ الخطيب.

أصله من الأنبار.

سمع : محمد بن عوف ، وغيره.

__________________

(١) انظر عن (عبد الحميد بن منصور) في : غاية النهاية ١ / ٣٦١ رقم ١٥٤٥ وفيه اسمه : «عبد الحميد بن منصور بن أحمد بن إبراهيم فخر الإسلام ابن الشيخ منصور العراقي».

(٢) قال ابن الجزري : مقريء حاذق متصدّر ، تلا بالروايات على أبيه ، واختصر كتاب الإشارة وسمّاه «البشارة من الإشارة» في القراءات العشر ، واختيار أبي حاتم. وقفت عليه ولا بأس به ، لا أعرف من قرأ عليه ، وأظنّه بعد إلى حدود العشرين وأربعمائة».

«أقول» هكذا ورد عند ابن الجزري ، وليس في ترجمته إشارة إلى أنه كان بسمرقند. مما يشكّك في أن تكون ترجمته هي لصاحب الترجمة هنا. خاصّة وأن تاريخ الوفاة لا يتفق مع إثبات صاحب الترجمة في وفيات هذه السنة. وهذا يجعلنا نظنّ أن الاسم هو نفسه لصاحب الترجمة ـ على الأرجح ـ ، أما الترجمة فهي مركّبة عليه أو مقحمة. والله أعلم.

(٣) انظر عن (عبد القادر بن عبد الكريم) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ١٦٧ رقم ١٥٨.

١٧٨

روى عنه : الخضر بن عبدان ، ونصر بن مقاتل.

ووثّقه أبو محمد بن صابر.

خطب بدمشق لبني العبّاس وللمصريّين (١).

١٨٩ ـ عبد الواحد بن محمد بن عليّ بن أحمد (٢).

الشّيخ القدوة ، أبو الفرج الفقيه الحنبليّ ، الواعظ الشّيرازيّ الأصل ، الحرّاني المولد.

وكان يعرف في بغداد بالمقدسيّ.

سمع بدمشق من : أبي الحسن عليّ بن السّمسار ، ومن : عبد الرّزّاق بن الفضل الكلاعي ، وشيخ الإسلام أبي عثمان الصّابونيّ.

ورحل إلى بغداد ، ولزم القاضي أبا يعلى ، وتردّد إليه سنين عديدة ، ونسخ واستنسخ تصانيف القاضي ، وبرع في الفقه.

وسافر إلى الرّحبة ، ثمّ رجع إلى دمشق ، وبثّ بها مذهب أحمد ، وبأعمال بيت المقدس.

وصنّف التّصانيف في الفقه والأصول.

قال أبو الحسين بن الفرّاء (٣) : صحب والدي ، وسافر إلى الشّام وحصل له الأتباع والغلمان.

__________________

(١) وقال ابن عساكر : ولد أبو البركات الخطيب سنة تسع عشرة وأربعمائة بدمشق ، وتوفي سنة ست وثمانين وأربعمائة. ثقة ، لم يكن الحديث من شأنه.

(٢) انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في : طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ رقم ٦٨٥ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٢٥ / ١٠٣ ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢٥ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٢٨ ، ودول الإسلام ٢ / ١٥ ، والعبر ٣ / ٣١٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٥١ ـ ٥٣ رقم ٣٢ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤١ رقم ١٥٤٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٤٢ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٦٨ ـ ٧٣ رقم ٢٨ ، والدارس في تاريخ المدارس ٢ / ٦٥ ، ٦٦ ، والأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل ١ / ٢٩٧ وفيه : «عبد الواحد بن أحمد بن محمد» ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ١ / ٣٦٠ ـ ٣٦٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٨ ، وإيضاح المكنون ١ / ١٥٥ و ٢ / ٢٨٧ ، وهدية العارفين ٦٣٤ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ٢١٢.

(٣) في طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٨.

١٧٩

قال : وكانت له كرامات ظاهرة ، ووقعات مع الأشاعرة ، وظهر عليهم بالحجّة في مجالس السّلاطين بالشّام.

قال أبو الحسين : ويقال إنّه اجتمع بالخضر مرّتين ، وكان يتكلّم على الخاطر ، كما كان يتكلّم على الخاطر الزّاهد ابن القزوينيّ ، وكان تتش يعظّمه ، لأنّه تمّ له معه مكاشفة (١). وكان ناصرا لاعتقادنا ، متجرّدا في نشره.

وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول (٢).

وأرّخ وفاته ابن الأكفانيّ في يوم الأحد الثّامن والعشرين من ذي الحجّة بدمشق (٣).

قلت : وقبره مشهور بجبّانة باب الصّغير ، يزار ويقصد ، ويدعى (٤) عنده.

وله ذرّيّة فضلاء ، وكان أبوه الشّيخ أبو عبد الله صوفيّا من أهل شيراز ، قدم الشّام ، وكان يعرف بالصّافي.

ذكر له ابن عساكر (٥) ترجمة لأبي الفرج فقال : سكن دمشق وكان صوفيّا.

__________________

(١) منها أن تتش لما عزم على المجيء إلى بغداد في الدفعة الأولى لما وصلها السلطان ، سأله الدعاء ، فدعا له بالسلامة ، فعاد سالما.

فلما كان في الدفعة الثانية استدعاه السلطان وهو ببغداد لأخيه تتش ، فرعب وسأل أبا الفرج الدعاء له. فقال له : لا تراه ولا تجتمع به. فقال له تتش : هو مقيم ببغداد ، وقد برزت إلى عنده ولا بدّ من المصير إليه. فقال : لا تراه. فعجب من ذلك. وبلغ هيت. فجاءه الخبر بوفاة السلطان ببغداد. فعاد إلى دمشق ، وزادت حشمة أبي الفرج عنده ، ومنزلته لديه.

قال ابن أبي يعلى : وبلغني أن بعض السلاطين من المخالفين كان أبو الفرج يدعو عليه ويقول : كم أرميه ، ولا تقع الرمية به؟ فلما كان في الليلة التي هلك ذلك المخالف فيها ، قال أبو الفرج لبعض أصحابه : قد أصبت فلانا ، وقد هلك. فأرّخت تلك الليلة. فلما كان بعد بضعة عشر يوما ، ورد الخبر بوفاة ذلك الرجل في تلك الليلة التي أخبر أبو الفرج بهلاكه فيها. (طبقات الحنابلة).

(٢) طبقات الحنابلة : وذكر ابن رجب منها : «المبهج» و «الإيضاح» و «التبصرة في أصول الدين» و «مختصر في الحدود» وفي أصول الفقه ، ومسائل الامتحان». (ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٧١).

(٣) وقع في (طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٩) أنه توفي بدمشق سنة ست وأربعمائة! وهذه وهم ، وقد سقطت كلمة «وثمانين» من الطباعة. وورّخ ابن القلانسي وفاته كما قال ابن الأكفاني. (ذيل تاريخ دمشق ١٢٥).

(٤) في الأصل : «ويدعا».

(٥) هكذا في الأصل. والصحيح أن يقال : ذكر ابن عساكر.

١٨٠