تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٣

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

أبو طاهر الأصبهاني المؤدّب.

ـ حرف الجيم ـ

١٣٩ ـ جعفر بن يحيى بن إبراهيم (١).

أبو الفضل التّميميّ المكّيّ الحكّاك.

قال السّمعانيّ : كان ثقة ، متقنا خيّرا صالحا ، كثير السّماع. كان يترسّل عن أمير مكّة إلى الخلفاء.

سمع : أبا الحسن بن صخر ، وأبا ذرّ الهرويّ ، وأبا نصر السّجزيّ.

وانتقى ببغداد على أبي الحسن بن النّقّور. وتكلّم على التّخريج بكلام مفيد. سمع من أئمّة ، وثنا عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وإسماعيل بن محمد الحافظ ، ومحمد بن ناصر.

وقد سمع بأصبهان من أصحاب أبي بكر المقرئ. وكان مولده في سنة ستّ عشرة وأربعمائة.

سألت عبد الوهّاب الأنماطيّ عنه ، فقال : ثقة مأمون.

وتوفّي في رابع عشر صفر.

أمير مكّة هو ابن أبي هشام ، كان جعفر يتولّى ما يدفع إليه من المال ، فيقبضه مع كسوة الكعبة (٢).

ـ حرف الحاء ـ

١٤٠ ـ الحسن بن الحسين بن جعفر (٣).

أبو عليّ بن الدّينارآباذيّ (٤) الخطيب.

__________________

(١) انظر عن (جعفر بن يحيى) في : دمية القصر (طبعة بغداد) ١ / ١٤٩ ، ١٥٠ رقم ١٧ ، والمنتظم ٩ / ٦٤ رقم ١٠٢ (١٦ / ٣٠٢ رقم ٣٦٢٤) ، والعبر ٣ / ٣٠٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٣١ ، ١٣٢ رقم ٦٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٨ ، والوافي بالوفيات ١١ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٤٠ ، والعقد الثمين ٣ / ٤٣٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٣.

(٢) المنتظم ٩ / ٦٤ (١٦ / ٣٠٢).

(٣) انظر عن (الحسن بن الحسين) في : معجم البلدان ٢ / ٥٤٥.

(٤) في الأصل : «الدينارباذي باذي» ، والمثبت عن (معجم البلدان) وفيه : دينارآباذ : من قرى همذان قرب أسداباذ.

١٤١

حدّث بهمذان مرّات (١) عن : القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله التّيميّ اللّبّان ، وعبد الصّمد بن أحمد الهيثميّ ، وأحمد بن منصور الحنفيّ.

قال شيرويه : سمعت منه (٢) ، وكان شيخا ، فاضلا متديّنا.

توفّي في شعبان بدينارآباد.

١٤١ ـ الحسن بن عليّ بن إسحاق بن العبّاس (٣).

الوزير أبو عليّ الطّوسيّ ، الملقّب نظام الملك قوام الدّين (٤).

ذكره السّمعانيّ فقال : كعبة المجد ، ومنبع الجود. كان مجلسه عامرا

__________________

(١) آخرها في جمادى الأولى سنة ٤٨٣.

(٢) بهمذان وبدينارآباذ.

(٣) انظر عن (الحسن بن علي الطوسي) في : الأنساب ٦ / ٣٧ ، والمنتظم ٩ / ٦٤ ـ ٦٨ رقم ١٠٣ (١٦ / ٣٠٢ ـ ٣٠٧ رقم ٣٦٢٥) ، وأخبار الحمقى والمغفلين ٩٠ ، وزبدة التواريخ للحسيني ١٣٩ ـ ١٤٦ ، وتاريخ دولة آل سلجوق ٨١ ، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٦ (وتحقيق سويّم) ٢٢ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٢٠٤ ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢١ ، وتاريخ الفارقيّ ٢٢٩ ، ومعجم البلدان ٣ / ١٣ و ٤ / ٥٠ ، والمنتخب من السياق ١٨٩ رقم ٥٣٣ ، والتدوين في أخبار قزوين ٢ / ٤١٩ ـ ٤٢٢ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٠٤ ـ ٢٠٦ ، والتاريخ الباهر ٩ ، ١٠ ، ورحلة ابن جبير ٢٠٥ ، والروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة ١ / ٢٥ ، ٢٦ ، و ٦٢ ـ ٦٤ ، وبغية الطلب لابن العديم (تراجم عصر السلاجقة) ٨٦ ـ ٩٣ ، وطبقات النووي (مخطوط) ورقة ٧٣ ، ٧٤ ، ووفيات الأعيان ٢ / ١٢٨ ـ ١٣١ ، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٩٢ ـ ١٩٥ ، وآثار البلاد وأخبار العباد ٣٠١ ، ٣٠٢ ، ٣٣٨ ، ٣٥٣ ، ٣٩٧ ، ٢١١ ، ٤١٢ ، ٤٤٧ ، ٤٧٤ ، ٦٠٢ ، ونهاية الأرب للنويري ٢٣ / ٢٥١ و ٢٦ / ٣٣٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٢ ، والفخري ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، ودول الإسلام ٢ / ١٣ ، والعبر ٣ / ٣٠٧ ، ٣٠٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٩٤ ـ ٩٦ رقم ٥٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٥ ، والدرّة المضيّة ٤٣٦ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ١٢٣ ـ ١٢٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٥ ـ ١٣٨ وفيه : «الحسين» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ١٣٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٤٠ ، ١٤١ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ١٣٥ ، و ٥ / ١١ ـ ١٣ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٣٦ ، ١٣٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٣ ـ ٣٧٥ ، وروضات الجنات ٢٢١ ، وأعيان الشيعة ٢٢ / ٢٢٥ ، والأعلام ٢ / ٢٠٢.

(٤) قال اليافعي : «وهذا أول ما بلغناه من التلقيب بفلان الدين ، ثم استمرّ ذلك إلى يومنا ، وإنما كانوا يلقّبون بفلان الدولة والملك من يعظم شأنه عندهم ، ثم عمّوا التلقيب بالدين فيما بعد حتى في السوقية والفجرة لقّبوهم بنور الدين وشمس الدين وزين الدين وكمال الدين ، وأشباه ذلك ممّن هم ظلام الدين وشين الدين ونقص الدين ، وأشباه ذلك من أضداد الدين» (مرآة الجنان ٣ / ١٣٥ ، ١٣٦).

١٤٢

بالقرّاء والفقهاء ، أمر ببناء المدارس في الأمصار ، ورغّب في العلم كلّ أحد. سمع الحديث ، وأملى في البلاد ، وحضر مجلسه الحفّاظ.

وابتداء حاله أنّه كان من أولاد الدّهاقين بناحية بيهق (١) ، وأنّ أباه كان يطوف به على المرضعات ، فيرضعنه حسبة ، فنشأ ، وساقه التّقدير إلى أن علق بشيء من العربيّة ، وقاده ذلك إلى الشّروع في رسوم الاستيفاء. وكان يطوف في مدن خراسان ، فوقع إلى غزنة في صحبة بعض المتصرّفين ، ووقع في شغل أبي عليّ بن شاذان المعتمد عليه ببلخ من جهة الأمير جغري ، حتّى حسن حاله عند ابن شاذان ، إلى أن توفّي (٢). وكان أوصى به إلى السّلطان ألب أرسلان ملك بلخ يومئذ ، فنصبه السّلطان مكان ابن شاذان ، وصار وزيرا له ، فاتّفق وفاة السّلطان طغرلبك ، ولم يكن له من الأولاد من يقوم بالأمر ، فتوجّه الأمر إلى ألب أرسلان ، وتعيّن للملك ، وخطب له على منابر خراسان ، والعراق ، وكان نظام الملك يدبّر أمره ، فجرى على يده من الرّسوم المستحسنة ونفي الظّلم ، وإسقاط المؤن ، وحسن النّظر في أمور الرّعيّة ، ورتّب أمور الدّواوين أحسن ترتيب ، وأخذ في بذل الصّلات وبناء المدارس والمساجد والرّباطات ، إلى أن انقضت مدّة السّلطان ألب أرسلان في سنة خمس وستّين. وطلع نجم الدّول الملكشاهيّة وظهرت كفاية نظام الملك في دفع الخصوم حتّى توطّدت أسباب الدّولة ، فصار الملك حقيقة لنظامه ، ورسما للسّلطان ملك شاه بن ألب أرسلان. واستمرّ على ذلك عشرين سنة (٣).

وكان صاحب أناة وحلم وصمت. ارتفع أمره ، وصار سيّد الوزراء من سنة خمس وخمسين وإلى حين وفاته.

حكى القاضي أبو العلاء الغزنويّ في كتاب «سرّ السّرور» : أنّ نظام الملك صادف في السّفر رجلا في زيّ العلماء ، قد مسّه الكلال ، فقال له : أيّها الشّيخ ، أعييت أم عييت؟ فقال : أعييت يا مولانا. فتقدّم من حاجبه أن يركبه جنبيّا ، وأن

__________________

(١) المنتظم.

(٢) قال ابن الجوزي : «فكان يكتب له ، وكان يصادره كل سنة ، فهرب منه ، فقصد داود بن ميكائيل والد السلطان ألب أرسلان».

(٣) المنتظم.

١٤٣

يصلح من شأنه ، وأخذ في اصطناعه. وإنّما أراد بسؤاله اختباره ، فإنّ عيى في اللّسان ، وأعيى : تعب.

وروي عن عبد الله السّاوجيّ أنّ نظام الملك استأذن ملك شاه في الحجّ ، فأذن له ، وهو إذ ذاك ببغداد. فعبر الجسر ، وهو بتلك الآلات والأقمشة والخيام ، فأردت الدّخول عليه ، فإذا فقير تلوح عليه سيماء القوم ، فقال لي : يا شيخ ، أمانة ترفعها إلى الوزير. قلت : نعم. فأعطاني ورقة ، فدخلت بها ، ولم أفتحها ، فوضعتها بين يدي الصّاحب ، فنظر فيها وبكى بكاء كثيرا ، حتّى ندمت وقلت في نفسي : ليتني نظرت فيها.

فقال لي : أدخل عليّ صاحب الرّقعة. فخرجت فلم أجده ، وطلبته فلم أره ، فأخبرت الوزير ، فدفع إليّ الرّقعة ، فإذا فيها : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فقال لي : اذهب إلى حسن ، وقل له : أين تذهب إلى مكّة؟ حجّك هنا. أما قلت لك أقم بين يدي هذا التّركيّ ، وأغث أصحاب الحوائج من أمّتي؟.

فبطّل النّظام الحجّ ، وكان يودّ أن يرى ذلك الفقير.

قال : فرأيته يتوضّأ ويغسل خريقات ، فقلت : إنّ الصّاحب يطلبك.

فقال : ما لي وله ، إنّما كان عندي أمانة أدّيتها.

قال ابن الصّلاح : كان السّاوجيّ هذا شيخ الشّيوخ ، نفق على النّظام حتّى أنفق عليه وعلى الفقراء باقتراحه في مدّة يسيرة قريبا من ثمانين ألف دينار (١).

رجعنا إلى تمام التّرجمة :

__________________

(١) المنتظم ١٦ / ٣٠٣ ، وقال ابن الجوزي :

«وكان للنظام من المكرمات ما لا يحصى ، كلّما سمع الأذان أمسك عمّا هو فيه ، وكان يراعي أوقات الصلوات ، ويصوم الإثنين والخميس ، ويكثر الصدقة ، وكان له الحلم والوقار ، وأحسن خلاله مراعاة العلماء ، وتربية العلم ، وبناء المدارس والمساجد والرباطات والوقوف عليها ، وأثره العجيب ببغداد هذه المدرسة وسقوفها الموقوف عليها ، وفي كتاب شرطها أنها وقف على أصحاب الشافعيّ أصلا وفرعا ، وكذلك الأملاك الموقوفة عليها شرط فيها أن يكون على أصحاب الشافعيّ أصلا وفرعا كذلك شرط في المدرّس الّذي يكون بها والواعظ الّذي يعظ بها ومتولّي الكتب ، وشرط أن يكون فيها مقريء القرآن ، ونحويّ يدرّس العربية ، وفرض لكلّ قسطا من الوقف. وكان يطلق ببغداد كل سنة من الصلات مائتي كرّ ، وثمانية عشر ألف دينار» (المنتظم ١٦ / ٣٠٤).

١٤٤

وكان ملك شاه منهمكا في الصّيد واللهو.

سمع النّظام من أبي مسلم محمد بن عليّ بن مهريز الأديب. بأصبهان ، ومن : أبي القاسم القشيريّ ، وأبي حامد الأزهريّ ، وهذه الطّبقة.

روى لنا عنه : عمّي أبو محمد الحسن بن منصور السّمعانيّ ، ومصعب بن عبد الرّزّاق المصعبيّ ، وعليّ بن طراد الزّينبيّ.

قلت : ونصر بن نصر العكبريّ ، وغيرهم.

قال : وكان أكثر ميله إلى الصّوفيّة.

وحكي عن بعض المعتمدين ، قال : حاسبت نفسي ، وطالعت الجرائد ، فبلغ ما قضاه الصّدر من ديوان واحد من المنتمسين المقبولين عنده في مدّة سنين يسيرة ثمانين ألف دينار حمر (١).

وقيل إنّه كان يدخل عليه أبو القاسم القشيريّ ، وأبو المعالي الجوينيّ ، فيقوم لهما ، ويجلس في مسندة كما هو (٢). ويدخل عليه الشّيخ أبو عليّ الفارمذيّ فيقوم ويجلس بين يديه ، ويجلسه مكانه ، فقيل له في ذلك ، فقال : أبو القاسم وأبو المعالي وغيرهما ، إذا دخلوا عليّ يثنون عليّ ويطروني بما ليس فيّ ، فيزيدني كلامهم عجبا وتيها ، وهذا الشّيخ يذكّرني عيوب نفسي ، وما أنا فيه من الظّلم ، فتنكسر نفسي ، وأرجع عن كثير ممّا أنا فيه (٣).

مولده يوم الجمعة من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ، وأدركته الشّهادة سامحه الله ورحمه في شهر رمضان ، فقتل غيلة وهو صائم ، وذلك بين أصبهان وهمذان. أتاه شاب في زيّ صوفيّ ، فناوله ورقة ، فتناولها منه ، فضربه بسكّين في فؤاده ، وقتل قاتله (٤).

__________________

(١) انظر : المنتظم ١٦ / ٣٠٣.

(٢) رواية ابن خلّكان تختلف عمّا هنا. فهو يقول : «وكان إذا قدم عليه إمام الحرمين أبو المعالي ، وأبو القاسم القشيري صاحب الرسالة بالغ في إكرامهما وأجلسهما في مسندة». (وفيات الأعيان ٢ / ١٢٩).

(٣) المنتظم ١٦ / ٣٠٣.

(٤) وقال الحسيني : «ولما التجأ الحسن بن الصبّاح إلى قلعة ألموت ، سدّ نظام الملك مسالك تلك القلعة بالعسكر ، بعد ما تأكّدت فتنة ابن الصبّاح ، وانتشر شررها وكثر ضرّها ، فخرج رجلان من القلعة ، ونعال فرسهما معكوسة ، فظنّ العسكر المحيط بالقلعة أنهما دخلا القلعة. فخرج نظام=

١٤٥

وقيل : إنّ السّلطان سئم منه ، واستكثر ما بيده من الأموال والأقطاع ، فدسّ هذا عليه (١) ، ولم يبق بعده السّلطان إلّا مدّة يسيرة (٢).

وهو أوّل من بنى المدارس في الإسلام ، بنى نظاميّة بغداد (٣) ، ونظاميّة نيسابور ، ونظاميّة طوس ، ونظامية أصبهان (٤).

وقال القاضي ابن خلّكان (٥) إنّ نظام الملك دخل على الإمام المقتدي بالله ، فأذن له في الجلوس ، وقال له : يا حسن ، رضى الله عنك كرضى أمير المؤمنين عنك.

وكان النّظام إذا سمع الأذان أمسك عمّا هو فيه حتّى يفرغ المؤذّن (٦).

__________________

= الملك من الحمّام ، وهو في المحفّة ، فاستقبله واحد من هذين الرجلين ، على هيئة متظلّم ، من موضع سماطه وضربه بسكّين وهرب ، فعثر بأطناب الخيمة ، فقتلوه». (زبدة التواريخ ١٣٩ ، ١٤٠).

(١) وقال الحسيني : «سبب قتله أن تاج الملك أبا الغنائم صاحب خزانة السلطان ملك شاه ، والناظر في أمر دوره ، وفي وزارة أولاده ، قد أفسد قلب السلطان على الوزير نظام الملك ، وظهر من السلطان ملل ، وأراد عزله ، فلم يقدر على ذلك ، لميل العساكر والأجناد إليه. وكان الوزير نظام الملك قد أنافت مماليكه على عشرين ألف ، فلما عجزوا عنه أوثبوا عليه رجلا ديلميّا في صورة مستمنح ، ضربه بسكّين كما ذكر». (زبدة التواريخ ١٤٠ ، ١٤١).

(٢) قيل مات بعده بثلاثة وثلاثين يوما. (ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢١ ، وتاريخ دولة آل سلجوق للبنداري ٨٢). وقيل مات بعد خمسة وثلاثين يوما. (الكامل في التاريخ ١٠ / ٧٣ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٢٨٨). وقيل كان بين السلطان وبينه ستة وثلاثون يوما. (زبدة التواريخ ١٤١).

(٣) وكمّل بناء النظامية ببغداد على يد أبي سعد الصوفي في سنة ٤٦٨ ه‍. (زبدة التواريخ ١٤٢).

(٤) وقال أبو شامة : ومدارسه في العالم مشهورة لم يخل بلد منها ، حتى جزيرة ابن عمر التي هي في زاوية من الأرض لا يؤبه لها بنى فيها مدرسة كبيرة حسنة ، وهي التي تعرف الآن بمدرسة رضي الدين. (الروضتين ١ / ٦٢).

(٥) في وفيات الأعيان ٢ / ١٢٨.

(٦) المنتظم ١٦ / ٣٠٤ ، وفيات الأعيان ٢ / ١٢٩ ، وقال أبو شامة : وكان من جملة عباداته أنه لم يحدث إلّا توضّأ ولا توضّأ إلّا صلّى. وكان يقرأ القرآن حفظا ويحافظ على أوقات الصلوات محافظة لا يتقدّمه فيها المتفرّغون للعبادة حتى إنه كان إذا غفل المؤذّن أمره بالأذان ، وإذا سمع الأذان أمسك عن كل ما هو فيه واشتغل بإجابته ثم بالصلاة. (الروضتين ١ / ٦٣).

وحكي أن السلطان ألب أرسلان دخل مدينة نيسابور فاجتاز على باب مسجد ، فرأى جمعا من الفقهاء على باب ذلك المسجد في ثياب رثّة ، لا خدموا للسلطان ولا دعوا له ، فسأل السلطان نظام الملك عنهم ، فقال : هؤلاء طلبة العلم وهم أشرف الناس نفسا ، لاحظ لهم من الدنيا ،=

١٤٦

ومن شعره :

بعد الثّمانين (١) ليس قوّه

قد (٢) ذهبت شرّة (٣) الصّبوّه

كأنّني والعصا بكفّي

موسى ولكن بلا نبوّه (٤)

قال شيرويه في «تاريخ همذان» : قدم نظام الملك علينا في سنة سبع وسبعين إرغاما لأنوفنا بما أصابنا من الجور والظّلم.

روى عن : أبي مسلم الأديب صاحب ابن المقرئ ، وأبي سهل الحفصيّ ، وإسماعيل بن حمدون ، وبندار بن عليّ ، وأحمد بن الحسن الأزهريّ ، وأميرك القزوينيّ ، ويوسف الخطيب ، وقاضينا عبد الكريم بن أحمد الطّبريّ.

وسمعت منه بقراءة أبي الفضل القومسانيّ.

وقتل بغندجان (٥) ليلة الجمعة حادي عشر رمضان.

وقال السّلفيّ : سمعت صواب بن عبد الله الخصيّ ببغداد يقول : قتل

__________________

= ويشهد زيّهم على فقرهم ، فأحسّ بأن قلب السلطان لان لهم ، فعند ذلك قال : لو أذن السلطان بنيت لهم موضعا وأجريت لهم رزقا ليشتغلوا بطلب العلم ودعاء دولة السلطان. فأذن له ، فأمر نظام الملك ببناء المدارس في جميع مملكة السلطان ، وأن يصرف عشر مال السلطان الّذي هو مختصّ بالوزير في بناء المدارس ، وهو أول من سنّ هذه السّنّة الحسنة. (آثار البلاد وأخبار العباد ٤١٢).

(١) في مرآة الجنان ٣ / ١٣٧ «ثمانين».

(٢) ليست في المرآة.

(٣) في المرآة : «نشوة».

(٤) وقيل إنّ هذين البيتين لأبي الحسن محمد بن أبي الصقر الواسطي. (وفيات الأعيان ٢ / ١٢٩ ، مرآة الجنان ٣ / ١٣٧).

ويروى له أيضا ـ أي لنظام الملك ـ :

تقوّس بعد طول العمر ظهري

وداستني الليالي أيّ دوس

فأمسي والعصا تمشي أمامي

كأنّ قوامها وتر بقوس

(وفيات الأعيان ٢ / ١٣٠).

(٥) في الأصل : «بغنديجان» ، والتصحيح من : معجم البلدان ٤ / ٢١٦ ، وهي بالضم ثم السكون ، وكسر الدال ، وجيم ، وآخرها نون. بليدة بأرض فارس في مفازة قليلة الماء معطشة.

ووردت في (آثار البلاد وأخبار العباد ٤١٣) : «قيدسجان».

١٤٧

مولاي نظام الملك شهيدا بقرب نهاوند في رمضان.

قال : وكان آخر كلامه أن قال : لا تقتلوا قاتلي ، فقد عفوت عنه. وتشهّد ومات.

وقد طوّل ابن النّجّار في سيرة النّظام (١).

١٤٢ ـ حندور بن فتّوح بن حميد (٢).

أبو محمد الزّناتيّ ، الفقيه المالكيّ الأصيليّ.

أصله من أصيلا.

نزل سبتة ، وأخذ عن : أبي إسحاق بن يربوع ، ويوسف بن أبي مسلم.

وسافر للتّجارة إلى الأندلس.

انفرد برئاسة الفتيا بسبتة في دولة برغواطة. وكان صالحا خيّرا ، والخير أغلب عليه من العلم.

__________________

(١) وقال ابن الجوزي : ونقلت من خط أبي الوفاء بن عقيل قال : رأينا في أوائل أعمارنا ناسا طاب العيش معهم ، من العلماء والزهّاد وأعيان الناس. وأما النظام فإنّ سيرته بهرت العقول جودا وكرما وحشمة وإحياء لمعالم الدين ، فبنى المدارس ، ووقف عليها الوقوف ، ونعش العلم وأهله ، وعمّر الحرمين ، وعمّر دور الكتب ، وابتاع الكتب فكانت سوق العلم في أيامه قائمة ، والعلماء مستطيلين على الصدور من أبناء الدنيا ، وما ظنّك برجل كان الدهر في خفارته ، لأنه كان قد أفاض من الإنعام ما أرضى الناس ، وإنما كانوا يذمّون الدهر لضيق أرزاق واختلال أحوال ، فلما عمّهم إحسانه أمسكوا عن ذمّ زمانهم». (المنتظم ١٦ / ٣٠٦).

وقال إسماعيل بن محمد الحافظ : كنا بمجلس نظام الملك ، فأملى :

أفّ للدنيا الدنيّه

دراهم وبليّه

فقال المستملي : وتليّه؟ فقيل له : وبليّه. فقال : ومليّه! فضحك الجماعة ، فقال النظام :اتركوه. (أخبار الحمقى والمغفّلين ٩٠).

وقال الرافعي : وكان له مجالس إملاء ، وخرّج له الفوائد أحمد بن محمد بن أبي العباس الأصبهاني في مجلّدة ضخيمة. (التدوين ٢ / ٤٢٠).

وأنشد الأمير شبل الدولة مقاتل التكريتي :

كان الوزير نظام الملك لؤلؤة

ثمينة صاغها الرحمن من شرف

عزّت ولم تعرف الأيام قيمتها

فردّها غيرة منه إلى الصدف

(الروضتين ١ / ٦٤).

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

١٤٨

ـ حرف الخاء ـ

١٤٣ ـ خلف بن مروان (١).

أبو القاسم الأمويّ القرطبيّ المقرئ.

أخذ عن : مكّيّ بن أبي طالب ، ومسلم بن أحمد الأديب.

وحجّ ، ولقي : أبا محمد بن الوليد (٢).

وكان صالحا ، متواضعا ، ديّنا ، ورعا ، نحويّا ، لغويّا ، يؤمّ يجامع قرطبة (٣) ويقرئ القرآن ويعلّم النّحو (٤).

قال ابن بشكوال : (٥) أنبا عنه جماعة من شيوخنا ، ووصفوه بما ذكرته.

ولد سنة سبع وأربعمائة.

وتوفّي في سابع ذي الحجّة.

ـ حرف العين ـ

١٤٤ ـ عبد الله بن محمد بن أبي أحمد (٦).

أبو أحمد الطّوسيّ الصّوفيّ.

شيخ جليل طيّب الوقت. فتى (٧) من الفتيان.

خدم الفقراء ، ولقي الأستاذ. أبا عليّ الدّقّاق في صباه.

وسمع : أبا بكر الحيريّ ، وغيره.

روى عنه : عبد الغافر الفارسيّ ، وقال : توفّي رحمه‌الله في عاشر ذي القعدة.

__________________

(١) انظر عن (خلف بن مروان) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ١٧١ ، ١٧٢ رقم ٣٩١ وفيه : «خلف بن رزق».

(٢) لقيه بمصر فأجاز له ما رواه.

(٣) هو جامع الزّجّاجين.

(٤) وكان حسن التلقين ، جيّد التعليم ، ونفع الله به.

(٥) في الصلة ١ / ١٧٢.

(٦) انظر عن (عبد الله بن محمد) في : المنتخب من السياق ٢٨٤ رقم ٩٣٥.

(٧) في الأصل : «فتا».

١٤٩

١٤٥ ـ عبد الباقي بن الحسن بن عليّ الشّاموخيّ (١).

الزّاهد ، خطيب البصرة.

روى عن : أبيه.

روى عنه : أبو عليّ بن سكّرة ، وقال : كان مشهورا بزهد وخير وأمر بمعروف. وكان العامّة حزبه. قدم بغداد ، فأدركه أجله بها. وكانت جنازته حفلة. لقد تجمّعت الصّوفيّة وجماعة من الأئمّة ، وختم على قبره عدّة ختم.

توفّي في ربيع الآخر سنة خمس.

١٤٦ ـ عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا (٢).

أبو القاسم الحريميّ (٣) البغداديّ الشّاعر.

شاعر مجوّد ، صنّف عدّة كتب منها : «تفسير الفصيح» لثعلب ، و «الأغاني» ، وغير ذلك. إلّا أنّه كان معثّرا ثلّابة ، يطعن على الشّريعة (٤) ، ويذهب إلى رأي الأوائل ، وله مقالة في التّعطيل ، لعنه الله.

وكان كثير المجون والهزل ، سمع أبا القاسم الحرفيّ.

ترجمه السّمعانيّ ، وقال : روي لنا عنه ، ثنا عنه : ابن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو الفضل بن ناصر.

وسألت عبد الوهّاب عنه ، فقال : ما كان يصلّي. وكان يقول : في السّماء نهر من خمر ، ونهر من لبن ، ونهر من عسل ، لا ينقط منه شيء ، بل ينقط هذا الّذي يخرّب البيوت ، ويهدم السّقوف (٥).

__________________

(١) انظر عن (عبد الباقي بن الحسن) في : الأنساب ٧ / ٢٦٤ ، وكنيه «أبو محمد».

«الشاموخي» : بفتح الشين المعجمة ، وضم الميم ، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى «شاموخ» وهي قرية بنواحي البصرة.

(٢) انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في : المنتظم ٩ / ٦٨ ، ٦٩ رقم ١٠٤ (١٦ / ٣٠٧ ، ٣٠٨ رقم ٣٦٢٦) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٤١ وفيه : «باقيا» ، ولسان الميزان ٣ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ٧٥.

(٣) الحريمي : بفتح الحاء المهملة وكسر الراء بعدهما الياء آخر الحروف ، وفي آخرها الميم. نسبة إلى الحريم الطاهري ، محلّة كبيرة ببغداد بالجانب الغربي منها. (الأنساب ٤ / ١٢٥).

(٤) المنتظم ٩ / ٦٨ (١٦ / ٣٠٧) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٨.

(٥) المنتظم.

١٥٠

مات في المحرّم وله خمس وسبعون سنة (١). اللهمّ لا ترحم الزّنادقة.

١٤٧ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن الفضل بن شجاع بن هاشم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء بن نوفل (٢).

أبو محمد الخزاعيّ النّيسابوريّ الشّيعيّ.

نزيل الرّيّ. محدّث حافظ رحّال ، كثير الفضائل ، لكنّه غال في التّشيّع.

سمع ببغداد : هناد بن إبراهيم النّسفيّ ، وابن المهتدي بالله ، وأبا الحسين بن النّقّور.

ورحل إلى الشّام ، والحجاز ، وخراسان.

قال ابن السّمعانيّ : ثنا عنه : أبو البركات عمر بن إبراهيم الزّيديّ ، وأبو حرب المجتبى ابن الدّاعي بن الحسنيّ ، وأحمد بن عبد الوهّاب الصّيرفيّ.

كلاهما بالرّيّ.

طالعت عدّة مجالس من أماليه بالرّيّ ، فرأيت فيها مجلسا أملاه في إسلام أبي طالب ، غير أنّه كان مكثرا من كتب الحديث ، وله به أنسة (٣).

وتوفّي سنة خمس (٤).

__________________

(١) وقال أبو الحسن علي بن محمد الدّهان : دخلت على أبي القاسم بن ناقيا بعد موته لأغسّله ، فوجدت يده مضمومة ، فاجتهدت على فتحها ، فإذا فيها مكتوب :

نزلت بجار لا يخيب ضيفه

أرجّي نجاتي من عذاب جهنّم

وإني على خوفي من الله واثق

بأنعامه ، والله أكرم منعم

(المنتظم ، الكامل في التاريخ ، البداية والنهاية).

(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في : التحبير ١ / ٣٢٧ و ٢ / ٣٢٨ ، وفهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم لابن بابويه ١٠٨ رقم ٢١٩ ، والكنى والألقاب للقمّي ٣ / ١٧٣ ، ولسان الميزان ٣ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ رقم ١٥٩٥ ، وهدية العارفين ١ / ٥١٨ ، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) ١٠٤ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ١١٧ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ١٥٢ (في ترجمة ابن البرّاج).

(٣) لسان الميزان ٣ / ٤٠٤ وفيه : «وله به الشغف».

(٤) وقع في لسان الميزان ٣ / ٤٠٥ : «مات سنة خمس وأربعين وأربعمائة».

أما إسماعيل باشا البغدادي فذكر وفاته في حدود سنة ٥١٠ (هدية العارفين ١ / ٥١٨) ، وكذا قال كحّالة في (معجم المؤلفين ٥٥ / ١١٧).

١٥١

وقد قال ابن أبي طيِّئ : كان عبد الرحمن الخزاعيّ من أعلم النّاس بالحديث ، وأبصرهم به وبرجاله. ثنا شيخنا رشيد الدّين ، عن أبيه قال : حضرت مجلس الإمام الخزاعيّ ، فكان في مجلسه أكثر من ثلاثة آلاف محبرة (١) مستملي.

وكان إذا قيل له في الحديث : هل جاء في «الصّحيحين»؟ قال : ذروني من المكسورين ، والله لو حوققنا ، وأنصف النّاس فيهما لما سلم لهما إلّا القليل.

قال : وما سئل عن حديث إلّا وعرف علّته وصحّته من سقمه. وكان يقول :أذاكر بمائة ألف حديث ، وأحفظ مائة ألف حديث.

وكان يقول : لو أنّ لي سلطانا يشدّ على يدي ، لأسقطت خمسين ألف حديث يعمل بها ، ليس لها صحّة ولا أصل (٢).

قلت : عين ما مدحه به ابن أبي طيّ من هذه الفضائل هو عين ما ندّمه به ، فإنّ هذا كلام من في قلبه غلّ على الإسلام وأهله ، لا بارك الله فيه (٣).

١٤٨ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن شاه (٤).

الفقيه أبو أحمد السّيقذنجيّ (٥). نسبة إلى قرية على ثلاثة فراسخ من مرو.

__________________

(١) لسان الميزان ٣ / ٤٠٤ ، ٤٠٥.

(٢) لسان الميزان ٣ / ٤٠٥.

(٣) وقال ابن بابويه : «شيخ الأصحاب بالري ، حافظ واعظ ثقة ، سافر في البلاد شرقا وغربا ، وسمع الأحاديث عن المؤالف والمخالف ، وله تصانيف منها : «سفينة النجاة» في مناقب أهل البيت ، «العلويات» ، «الرضويات» ، «الأمالي» ، «عيون الأخبار» ، مختصرات في المواعظ والزواجر.

وأخبرنا بها جماعة منهم : السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسني ، وابن أخيه الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي ، عنه ، رحمه‌الله.

وقد قرأ على السيدين : علم الهدى المرتضى ، وأخيه الرضيّ ، والشيخ أبي جعفر الطوسي ، والمشايخ سالار ، وابن البرّاج ، والكراجكي ، رحمهم‌الله جميعا». (فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم ١٠٨).

(٤) انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد بن شاه) في : الأنساب ٧ / ٢٢٥.

(٥) السّيقذنجيّ : بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وفتح القاف والذال المعجمة ، وسكون النون ، وفي آخرها الجيم.

١٥٢

كان يعرف بفقيه الشّاه.

سمع : الإمام أبا بكر عبد الله بن أحمد القفّال ، وعبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيريّ (١) ، وغيرهما.

ذكره ابن السّمعانيّ في «الأنساب» وقال : ثنا عنه محمد بن أبي بكر السّنجيّ ، وأبو حنيفة محمد بن النّعمان ، ومحمد بن أبي سعيد ، وغيرهم.

قال : توفّي بعد سنة خمس وثمانين وأربعمائة (٢).

١٤٩ ـ عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي نصر السّقّاء النّيسابوريّ (٣).

الصّوفيّ ، أبو نصر.

له حال عجيب في السّماع.

سمع عبد الرحمن النّصرويّ. وحدّث.

١٥٠ ـ عبد الرحمن بن محمد بن الحسن (٤).

أبو سلم الصّبّاغ الأصبهانيّ.

توفّي في رجب.

١٥١ ـ عبد الصّمد بن عبد الملك بن عليّ (٥).

أبو سعد النّيسابوريّ العدل الحنفيّ.

مشهور ، نبيل ، ثقة ، محترم (٦).

سمع : أبا بكر الحيريّ ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السّرّاج ، وأبا سعيد الصّيرفيّ.

__________________

(١) الشّيرنخشيريّ : بكسر الشين المعجمة ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وسكون الراء ، وفتح النون ، وسكون الخاء ، وكسر الشين الأخرى ، بعدها ياء أخرى ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى «شيرنخشير» وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ في الرمل. (الأنساب ٧ / ٤٦٣).

(٢) فإنه حدّث في هذه السنة. وكان صالحا حسن السيرة.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (عبد الصمد بن عبد الملك) في : المنتخب من السياق ٣٥١ رقم ١١٦٢.

(٦) وزاد عبد الغافر الفارسيّ : «من أهل التزكية والتعديل ، من أركان مجلس القضاء في عصره».

١٥٣

وحدّث باليسير.

قدم بغداد ليحجّ فتوفّي رحمه‌الله بها في شوّال.

١٥٢ ـ عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة المرسيّ (١).

سمع من : أبيه ، وأبي عمرو الدّانيّ.

وأجاز له أبو عبد لله بن عائذ ، وغيره.

مات في جمادى الآخرة.

روى عنه : ولده أحمد.

١٥٣ ـ عروة بن أحمد بن محمد بن عروة (٢).

الحاكم أبو القاسم النّيسابوريّ (٣) الحنفيّ.

من أركان مجلس الحكم.

سمع الكثير ، وحدّث عن : أبي بكر الحيريّ ، وجماعة.

وأكثر عن المتأخّرين.

وتوفّي في رمضان.

ـ حرف الفاء ـ

١٥٤ ـ الفضل بن القاسم بن سعيد بن عثمان بن سعيد (٤).

أبو سعيد الهرويّ القطّان.

روى عن : إسحاق بن يعقوب القرّاب ، وأقرانه.

وعاش ثنتين وسبعين سنة.

ـ حرف الميم ـ

١٥٥ ـ محمد بن الحسين بن عبد الله بن فنجويه (٥).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (عروة بن أحمد) في : المنتخب من السياق ٤٠٢ رقم ١٣٦٧ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٧٣ أ.

(٣) في الأصل : «السابوري».

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

١٥٤

أبو بكر الثّقفيّ الدّينوريّ ثمّ الهمذانيّ.

روى عن : أبيه أبي عبد الله ، وأبي عمر البسطاميّ ، وسعد بن عبد الله القطّان.

قال شيرويه : كتبت عنه. وكان شيخا صويلحا.

عاش تسعين سنة.

١٥٦ ـ محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب (١).

أبو عبد الله بن السّقّاط الأندلسيّ ، قاضي قونكة (٢).

حجّ سنة خمس عشرة وأربعمائة. وسمع «الصّحيح» من أبي ذرّ (٣).

وأخذ كتاب الجوزقيّ عن : أبي بكر بن عقال ، عن المؤلّف.

وأخذ عن : أبي بكر المطّوّعيّ ، ومحمد بن خميس.

ونسخ بمكّة «صحيح البخاريّ» (٤).

قال ابن بشكوال : كان سريع الكتابة ، حسن الخطّ ، ثقة فيما رواه وعني به.

وروى بالأندلس عن : أبي القاسم خلف بن أبي مسرور (٥) صاحب أبي محمد الباجيّ ، عن المنذر بن المنذر ، وأبي عمر الطّلمنكيّ ، وأبي عمرو الدّانيّ.

وأخذ عن : أبي الحسن بن بطّال كتابه في «شرح البخاريّ».

وولي القضاء بمدينته قونكة. وكان محبّبا إلى أهلها ، امتحن في آخر عمره ، وذهب ماله وكتبه.

وتوفّي بدانية سنة خمس وثمانين أو نحوها.

وولد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن خلف) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥٨ ، ٥٥٩ رقم ١٢٢٧ ، ومعجم البلدان ٤ / ٤١٥.

(٢) قونكة : بالضم ثم سكون الواو والنون. مدينة بالأندلس من أعمال شنت بريّة.

(٣) سمعه منه في سنة ٤١٥ ه‍. وأجاز له.

(٤) وصنع الحبر من ماء زمزم.

(٥) في الصلة : «سرور».

١٥٥

١٥٧ ـ محمد بن خلف بن سعيد بن وهب (١).

الأندلسيّ ، المريّيّ (٢) ، القاضي أبو عبد الله بن المرابط ، قاضي المريّة ومفتيها وعالمها.

سمع : أبا القاسم المهلّب بن أبي صفرة ، وأبا الوليد بن ميقل (٣).

وأجاز له أبو عمر الطّلمنكيّ ، وأبو عمرو الدّانيّ.

وصنّف كتابا كبيرا في «شرح البخاريّ» ، ورحل إليه النّاس ، وسمعوا منه.

وكان من العالمين بمذهب مالك.

قال القاضي عياض : (٤) أخذ عنه : شيخنا أبو عبد الله بن عيسى التّميميّ ، وقاضي القضاة أبو عليّ بن سكّرة ، وأبو محمد بن أبي جعفر الفقيه ، وغيرهم.

توفّي في شوّال.

١٥٨ ـ محمد بن سعدون بن عليّ بن بلال (٥).

أبو عبد الله القيروانيّ الفقيه المالكيّ.

سمع من : أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الفقيه ، ومحمد بن محمد بن النّاطور (٦) ، وحجّ ، فسمع بمصر من أبي الحسن عليّ بن منير ، وجماعة ، ومن :

__________________

(١) انظر عن (محمد بن خلف بن سعيد) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥٧ ، ٥٥٨ رقم ١٢٢٤ ، ومعجم البلدان ٥ / ١١٩ ، ١٢٠ ، والعبر ٣ / ٣٠٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٦ ، ٦٧ رقم ٣٦ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٤٦ ، ٤٧ ، والديباج المذهب ٢ / ٢٤٠ ، وكشف الظنون ٢ / ١٣٦١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٥ ، وهدية العارفين ٢ / ٧٦ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١٢٢ ، والأعلام ٦ / ٣٤٨ ، ومعجم المؤلفين ٩ / ٢٨٤.

(٢) المريّيّ : بفتح الميم وكسر الراء المهملة وتشديد الياءين. نسبة إلى المريّة.

(٣) ميقل : بكسر الميم ، وسكون الياء المثنّاة من تحتها ، وضم القاف ، وآخرها لام.

(٤) لم يترجم له في (ترتيب المدارك).

(٥) انظر عن (محمد بن سعدون) في : ترتيب المدارك للقاضي عياض ٤ / ٧٩٩ ، ٨٠٠ ، والصلة لابن بشكوال ٢ / ٦٠٢ ، ٦٠٣ رقم ١٣٢٢ ، وفهرسة ابن خير الإشبيلي ٤٣٤ ، ومعالم العلماء ٣ / ١٩٨ ، والغنية ٦٧ ، ٩٢ ، ١٥٠ ، ١٥٣ ، ٢٠٨ ، ٢٢٨ ، والحلل الموشيّة ج ١ ق ١ / ٢٧١ ، والوفيات لابن قنفذ ٢٩٤ ، والديباج المذهب ٢٧٣ ، ٣١٨ ، وكشف الظنون ١ / ٣٣٤ ، وهدية العارفين ١ / ٧٧ ، وفهرس الفهارس ٢ / ٣٦٩ ، والأعلام ٧ / ٨ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ٢٣ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١١٧ رقم ٣٢٨ ، وتراجم المؤلفين التونسيين ٣ / ٣٥ ، ومدرسة الحديث في القيروان ٢ / ٧١٣ رقم ٣٣ وصفحة ١٧ ، و ٧٩٩.

(٦) في الأصل : «الناظور» بالظاء المعجمة. وسيعيده ولكن بالطاء المهملة.

١٥٦

أبي حمّصة الحرّانيّ ، والطّفّال.

وبمكة من : أبي ذرّ الهرويّ ، وأبي بكر محمد بن عليّ المطّوّعيّ ، وأبي الحسن بن صخر القاضي.

وتفقّه على : أبي عبد الله ، وأبي الحسن ابني الأجدابيّ (١) ، وأبي القاسم اللّبيديّ ، وابن النّاطور ، وأبي عليّ الزّيّات الفقيه ، وأحمد بن محمد القرشيّ.

روى عنه : أبو عليّ الغسّانيّ ، وأبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ ، وأبو الحسن طاهر بن مفوّز ، وأبو بحر سفيان بن العاص ، فمن بعدهم.

وكان عالما بالأصول والفروع ، بارعا في المذهب.

صنّف كتاب «إكمال التّعليق» لأبي إسحاق التّونسيّ على «المدوّنة» (٢).

وقال ابن بشكوال : (٣) أنبا عنه ، من شيوخنا أبو بحر بن العاص ، وأبو عليّ الصّدفيّ ، وأبو الحسن بن مغيث ، ومحمد بن عبد العزيز القاضي ، وأبو محمد بن أبي جعفر ، وأبو عامر بن حبيب (٤).

وتوفّي بأغمات في جمادى الأولى (٥). وحدّث بقرطبة ، وبلنسية ، والمريّة.

١٥٩ ـ محمد بن طاهر بن ممّان بن الحسن (٦).

أبو العلاء الهمذانيّ النّجّار العابد ، المعروف بابن الصّبّاغ.

روى عن : ابن المحتسب ، وأبي سعيد بن شبانة ، وعليّ بن إبراهيم بن حامد ، وعليّ بن شعيب ، وأحمد بن زنجويه العمريّ ، ومحمد بن عيسى ، وأبي الفضل الهرويّ ، وأبي بكر الأردستانيّ ، وخلق كثير.

__________________

(١) الأجدابي : بفتح الألف وسكون الجيم وفتح الدال المهملة ، والباء الموحدة. نسبة إلى أجدابيا ، مدينة في برقة جنوبي بنغازي.

(٢) ترتيب المدارك ٤ / ٧٩٩.

(٣) في الصلة ٢ / ٦٠٣.

(٤) وقال القاضي عياض : اشتغل بالتجارة فطاف ببلاد المغرب والأندلس ، وأخذ عنه هناك الناس ، وسمعوا منه كثيرا ، ولم يكن له أصول حسنة. (ترتيب ٤ / ٨٠٠).

(٥) ورّخ القاضي عياض وفاته بسنة ٤٨٦ ه‍. وقال : ومولده عام ثلاثة عشر.

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

١٥٧

قال شيرويه : سمعت منه عامّة ما مرّ له ، وكان أحد العبّاد في الجبل ، صوّاما قوّاما ، لا يفتر عن عبادة الله باللّيل والنّهار. ثقة صدوقا.

توفّي رضي‌الله‌عنه في ذي الحجّة.

١٦٠ ـ محمد بن عليّ بن حامد (١).

الإمام أبو بكر الشّاشيّ ، الفقيه الشّافعيّ ، صاحب الطّريقة المشهورة (٢).

تفقّه ببلده على الإمام أبي بكر السّنجيّ ، وكان من انظر أهل زمانه (٣) ، ثمّ ارتحل إلى حضرة السّلطان بغزنة ، فأقبل الكلّ عليه ، وقيّدوه بالإحسان والتّبجيل ، واستفاد علماؤهم منه ، وتأهّل ، وولد له الأولاد ، ثمّ في آخر أمره بعد ما ظهرت له التّصانيف استدعاه نظام الملك إلى هراة ، وأشار عليهم بتسريحه ، وكان يشقّ عليهم مفارقة تلك الحضرة ، فما وجدوا بدّا من امتثال أمر الصّاحب ، فجهّزوه مكرّما بأولاده إلى هراة ، فدرّس بها مدّة بالمدرسة النّظاميّة بهراة (٤) ، ثمّ قصد نيسابور زائرا.

قال عبد الغافر الفارسيّ : قدمها في رمضان سنة إحدى وتسعين (٥) ـ كذا قال ـ ولم يتّفق لي الالتقاء به لغيبتي إلى غزنة. وأكرم أهل نيسابور (٦) مورده ، فسمعت غير واحد من الفقهاء يقول : إنّه لم يقع منهم الموقع الّذي كانوا يعتقدونه فيه ، فلقد كان بعيد الصّيت ، عظيم الاسم بين الفقهاء ، ولم تجر مناظرته على الدرجة المشهورة به. وعاد إلى هراة. وحدّث عن منصور الكاغديّ ، عن الهيثم بن كلب. وأنبا عنه والدي.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي بن حامد) في : المنتخب من السياق ٦٦ رقم ١٣٨ وفيه وفاته سنة ٤٩٥ ه‍. ، العبر ٣ / ٣٠٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٢٥ ، ٥٢٦ رقم ٢٦٦ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٧٩ ، والطبقات الوسطى ، له (مخطوط) ورقة ٩٩ أ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٨ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٩٤ ، ٩٥ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٧٨ رقم ٢٣٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٥ ، وهدية العارفين ٢ / ٧٦ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ٣١٦. وسيعاد في الطبقة التالية برقم (٢٢٩).

(٢) في الجدل. كما في (طبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٩٤).

(٣) المنتخب ٦٦.

(٤) المنتخب ٦٦.

(٥) هذا القول لم يرد في المطبوع من (المنتخب).

(٦) في الأصل : «نيسار».

١٥٨

وكان مولده بالشّاش سنة سبع وتسعين وثلاثمائة (١) وتوفّي في شوّال سنة خمس وتسعين وأربعمائة بهراة. كذا قال عبد الغافر في وفاته ، فيما قرأت بخطّ أبي عليّ البكريّ.

وقال غيره ، فيما قرأت بخطّ الحافظ الضّياء ، في جزء «وفيات على السّنين» : سنة خمس وثمانين ، فيها مات السّلطان ملك شاه ، والإمام أبو بكر محمد بن عليّ الشّاشيّ بهراة في سادس شوّال ، وهو ابن أربع وتسعين سنة.

وفيها قتل نظام الملك ، ودفن بأصبهان.

نقلت ترجمته من «تاريخ» عبد الغافر.

ثمّ نقلت من كلام أبي سعد السّمعانيّ أنّ ولادته في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.

قال : وتوفّي في شوّال سنة خمس وثمانين ، وزرت قبره بهراة.

روى لنا عنه : محمد بن محمد السّنجيّ الخطيب ، وأبو بكر محمد بن سليمان المروزيّان.

١٦١ ـ محمد بن عليّ بن أحمد بن مبارك الدّمشقيّ (٢).

أبو عبد الله البزّاز.

سمع : أبا عثمان الصّابونيّ ، ومحمد بن عوف المزنيّ ، وجماعة.

روى عنه : جمال الإسلام أبو الحسن ، وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشيّ ، والخضر بن عبدان.

وعاش ستّين سنة.

١٦٢ ـ محمد بن عيسى بن فرج (٣).

__________________

(١) المنتخب ٦٦.

(٢) انظر عن (محمد بن علي) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٣ / ٦٦ رقم ٩٨.

(٣) انظر عن (محمد بن عيسى) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥٨ رقم ١٢٢٥ ، ومعجم البلدان ٥ / ١٦١ وفيه «محمد بن عتيق» ، وبغية الملتمس للضبيّ ١١٠ ، ١١١ ، والعبر ٣ / ٣٠٨ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٤٣ ، ٤٤٤ رقم ٣٨٠ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٢٩٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٨ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ رقم ٣٣٤٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٦ وفيه «فرح» بالحاء المهملة.

١٥٩

أبو عبد الله التّجيبيّ المغاميّ (١) الطّليطليّ المقرئ صاحب أبي عمرو الدّانيّ. روى عنه ، وعن : مكّيّ بن أبي طالب ، وأبي الربيع سليمان بن إبراهيم.

قال ابن بشكوال : كان عالما بوجوه القراءات ، ضابطا لها ، متقنا لمعانيها ، إماما ديّنا. أنبا عنه غير واحد من شيوخنا ، ووصفوه بالتّجويد والمعرفة.

وقال ابن سكّرة : أجاز لنا ، وهو مشهور بالتّقدّم والإمامة في الإقراء ، وشدّة الأخذ على القرّاء والالتزام للسّمت والهيبة معهم. ومن شيوخه مكّيّ ، وأبو عمر الطّلمنكيّ. (٢)

ومغام : حصن بثغر طليطلة.

وولد في ربيع الأوّل سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.

وقد وصف كتبه.

١٦٣ ـ محمد بن نصر بن الحسن (٣).

أبو بكر الجميليّ (٤) البخاريّ الخطيب.

قال السّمعانيّ : كان إماما فاضلا ورعا ، سديد السّيرة. خطب مدّة بجامع بخارى.

وسمع من : منصور بن عبد الرحيم الكاغديّ ، والحسين بن الخضر النّسفيّ ، وعبد العزيز بن أحمد الحلوائيّ ، وجماعة.

روى لنا عنه : عثمان بن عليّ البيكنديّ.

ولد في حدود سنة أربعمائة ومات في ثامن شوّال.

__________________

(١) المغامي : بفتح أوله ، والغين المعجمة.

(٢) في الصلة ٢ / ٥٥٨.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) الجميلي : بفتح الجيم وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى جميل ، وهو جدّ لبعض المنتسب إليه. (الأنساب ٣ / ٣٠٤).

١٦٠