تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٣

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقرّبته لأذبحه خوفا من غائلته ، فقال : يا هذا ، أخذت مالي ، فدعني أرجع إلى عيالي فأكدّ عليهم. وبكى وتضرّع إليّ ، فلم أرقّ له ، فلمّا آيس من الحياة التفت إلى حجلين على جبل وقال : اشهدا لي عليه عند الله أنّه قاتلي ظلما. فقتلته ، فلمّا رأيت الحجلة الآن ذكرت حمقه في استشهاده الحجل عليّ.

قال ابن مروان : فحين سمعت قوله اهتززت حتّى ما أملك نفسي ، وقلت :قد والله شهدت الحجلتان عليك عند من أقادك بالرجل. وأمرت بأخذه ، وكتّفوه ، ثمّ ضربت رقبته بين يديّ ، فلم آكل حتّى رأيت رأسه يتبرأ من بدنه.

قلت للوزير : قد والله ذكر التّنوخيّ في كتاب «النّشوار» (١) مثل هذه الحكاية بعينها ، عن الراسبيّ عامل خورسان (٢) ، لا تزيد حرفا ، ولا تنقص حرفا. وعجبنا من اتّفاق الحكايتين (٣).

توفّي فخر الدّولة في يوم الثّلاثاء ثامن صفر سنة ثلاث بالموصل.

١٠٦ ـ محمد بن المؤمّل بن محمد بن إسحاق (٤).

أبو صالح النّيسابوريّ البشتيّ (٥).

شيخ صالح عابد.

سمع : أبا عبد الرحمن السّلميّ ، وأبا زكريا المزكّي. وتوفّي بأصبهان.

__________________

(١) نشوار المحاضرة ـ ج ٣ / ٢٠٨ ـ ٢١٠ رقم الحكاية (١٣٦).

(٢) هكذا في الأصل وهو كان عامل جنديسابور.

(٣) في الهامش : قال كاتبه : ورأيت في كتاب «الإمتاع والمؤانسة» ما معناه أنّ حكيما قصد مجمعا للحكماء فقطع عليه الطريق فأخذ ما معه وطلب قتله فاستقال فلم يقل فلما آيس من الحياة كلّم طيورا ، لا أدري أحجلا قال أم غيرها ، وقال : أبلغي الحكماء أنهم قتلوني ظلما. ثم إن اللصوص حضروا ذلك المجمع ورأوا تلك الطيور فقال بعضهم لبعض : أترى هذه الطيور تبلّغ عن ذلك القتيل؟ فسمع بعض الحكماء قولهم فأخبر الملك فاستحضرهم وهدّدهم فأقرّوا فقتلهم.

(٤) انظر عن (محمد بن المومل) في : الأنساب ٢ / ٢٢٨ ، ٢٢٩.

(٥) البشتي : هذه النسبة إلى بشت ، بضم الباء الموحّدة والشين المعجمة والتاء المنقوطة من فوقها بنقطتين ، وهي ناحية بنيسابور كثيرة الخير. وقيل : بشت ، عرب خراسان لكثرة أدبائها وفضلائها. (الأنساب ٢ / ٢٢٦).

١٢١

روى عنه : سفيان بن مندة ، وإسماعيل الحافظ ، وعبد الخالق الشّحّاميّ (١).

١٠٧ ـ الموفّق بن طاهر (٢).

أبو نصر الجوزقيّ (٣) الإمام.

سمع بهراة : أبا الفضل عمر بن أبي سعد ، وأبا يعقوب القرّاب.

ـ حرف الهاء ـ

١٠٨ ـ هبة الله بن عليّ بن بندار بن أحمد بن فورك بن بطّة (٤).

أبو منصور الأديب.

أظنّه أصبهانيّا.

الكنى

١٠٩ ـ أبو القاسم (٥).

المحسّن بن محمد بن المحسّن بن سبسنويه الأصبهانيّ الطّرّاق.

سمع : أبا بكر بن مردويه.

ورّخه ابن مندة.

__________________

(١) وقال ابن السمعاني : كان حسن الخلق ، خيّرا ، كثير العبادة والصلاة. لم يكثر من الحديث لاشتغاله بالقرآن .. خرج إلى العراق وحدّث بالري.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) الجوزقيّ : بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى جوزقين ، أحدهما إلى جوزق نيسابور ، والآخر من جوزق هراة.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

١٢٢

سنة أربع وثمانين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

١١٠ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي عليّ أحمد بن عبد الرحمن (١).

أبو الحسين الهمذانيّ الذّكوانيّ (٢) الأصبهانيّ.

سمع : جدّه أبا بكر ، وأبا الفرج عثمان بن أحمد البرجيّ ، وأبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، وأبا طاهر السّيرنجانيّ ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ.

روى عنه : الحفاظ إسماعيل الطّلحيّ ، وأبو نصر الغازي ، وأحمد بن محمد أبو سعد البغداديّ ، ومحمد بن أبي نصر اللّفتوانيّ ، وعبد الجليل كوتاه ، وعدّة.

وعاش تسعين سنة.

توفّي يوم عرفة ، وكان صدوقا نبيلا.

١١١ ـ أرتق بن أكسب التّركمانيّ (٣).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في : الأنساب ٦ / ١٥ ، ١٦ ، والعبر ٣ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٠٣ ، ١٠٤ رقم ٥٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧١.

(٢) الذّكواني : بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وفتح الواو بعدها الألف وفي آخرها النون.

هذه النسبة إلى ذكوان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.

(٣) انظر عن (أرتق بن أكسب) في : زبدة الحلب ٢ / ٨٤ ، ٩٧ ، ٩٩ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٣٤ ، ١٣٦ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ووفيات الأعيان (١ / ١٩٩) و ٢ / ٤٥١ و ٣ / ٤١٨ و ٥ / ١٢٨ و ٧ / ١٨٨ ، والأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ١٤٧ ، ٣٨٣ و ٢ / ٥٥٤ ، وتاريخ الفارقيّ ١٩٣ ، ٢٠٠ ، ٢٠٨ ، ٢١٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٨.

١٢٣

جدّ الملوك الأرتقيّة.

كان أميرا مطاعا ، تغلّب على حلوان والجبل ، وكثر أتباعه ، فسار إلى الشّام. وملك ولده سقمان بيت المقدس.

وذرّيته هم ملوك ماردين من مائتي سنة وإلى وقتنا هذا.

١١٢ ـ الياس بن مضر بن محمد (١).

أبو عمرو التّميميّ الهرويّ ، شيخ المزكّين بهراة.

كان فاضلا أديبا.

سمع : عبد الرحمن بن أحمد السّرخسيّ ، ويحيى بن عمّار الواعظ ، والقاضي محمد بن محمد الأزديّ ، ومحمد بن عليّ الباشانيّ ، وعدّة.

وعنه : عبد الصّبور بن عبد السّلام الفامي ، وحفيدته جوهرناز بنت مضر.

مات في صفر ، وله أربع وثمانون سنة.

ـ حرف الحاء ـ

١١٣ ـ الحسن بن أحمد بن الحسن (٢).

أبو عليّ الدّقّاق.

توفّي في رمضان.

أصبهانيّ ، ثقة ، حافظ. وبصحبة محمد بن عبد الواحد الدّقّاق لأبي عليّ الدّقّاق عرف محمد بالدّقّاق.

وكان أبو عليّ أحد الرّحّالين. كتب الكثير بخطّه ، وسمع العالم بقراءته ، وكانت له معرفة وفهم.

سمع منه : مكّيّ الرّميليّ ، وابن طاهر.

حدّث عن : ابن ريذة ، وأصحاب ابن المقرئ.

وحدّث «بالمعجم الصّغير».

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

١٢٤

١١٤ ـ الحسين بن عليّ بن خلف بن جبريل (١).

الألمعيّ الكاشغريّ (٢).

رحل ، وسمع من : عبد العزيز الأزجيّ (٣) ، ومحمد بن عليّ الصّوريّ ، ومحمد بن محمد بن غيلان ، وأبي عبد الله العلويّ الكوفيّ.

روى عنه : محمد بن محمود السّره مرد ، وأبو سفيان العبدوييّ ، بسرخس (٤).

وكان بكّاء خائفا واعظا ، لا يخاف في الله لومة لائم. تاب على يديه خلق كثير ، لكنّ في حديثه مناكير.

قال السّمعانيّ : قال محمد بن عبد الحميد : كان الكاشغريّ يضع الأحاديث.

قال السّمعانيّ (٤) : وقرأت بخطّ عطاء بن مالك النّحويّ فهرست تصانيف أبي عبد الله الكاشغريّ : «المقنع في تفسير القرآن» ، كتاب «التّوبة» ، كتاب «الورع» ، كتاب «الزّهد». إلى أن ذكر السّمعانيّ له أكثر من مائة تصنيف (٥) ، سائرها في التّصوّف والآداب الدّينيّة (٦).

__________________

(١) انظر عن (الحسين بن علي بن خلف) في : الأنساب ١٠ / ٣٢٤ ، ومعجم البلدان ٤ / ٤٣٠ ، ٤٣١ ، واللباب ٣ / ٧٦ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٢١٦ رقم ٩٠١ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٧٤ رقم ١٥٣٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ٥٤٤ رقم ٢٠٣٣ ، ولسان الميزان ٢ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ رقم ١٢٥٤ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ١٥٢ ، ١٥٣ رقم ٤٩٢ ، وطبقات المفسّرين للسيوطي ١١ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٣١ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ٢٢٦ قم ١٥٠.

وسيعاد في المتوفين ظنا بهذه الطبقة برقم (٣٨٤).

(٢) الكاشغري : بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها : كاشغر. (الأنساب ١٠ / ٣٢٤) يسافر إليها من سمرقند وتلك النواحي ، وهي في وسط بلاد الترك. (معجم البلدان).

(٣) في الأصل : «الأوجي». والتصحيح من (الأنساب ١ / ١٩٧) الأزجي : بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب الأزج وهي محلّة كبيرة ببغداد.

(٤) قال السمعاني : وما أظنّ أنّ أحدا حدّثني عنه سواهما.

(٥) وقال إنها تربو على مائة وعشرين مصنّفا.

(٦) وقال شيرويه الديلميّ : عامّة حديثه مناكير إسنادا ومتنا لا نعرف لتلك الأحاديث وجها.

وقال محمد بن عبد الحميد العبدويي : وكان ابنه عبد الغافر ينكر عليه ، وعاش الحسين بعده عشر سنين ، وكان يدعى بالفضل.

وقال ابن النجار : كان شيخا صالحا متديّنا إلّا أنه كتب الغرائب ، وقد ضعّفوه واتّهموه بالوضع.

١٢٥

ثمّ ورّخ وفاته فقال : بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة.

١١٥ ـ الحسين بن محمد (١).

أبو عليّ الدّلفيّ (٢) المقدسيّ ، ثمّ البغداديّ الزّاهد.

توفّي في ذي الحجّة.

قال أبو عليّ بن سكّرة : لم ألق ببغداد أزهد منه. وقد سمع من أبي بكر محمد بن جعفر الميماسيّ بعسقلان. وتفقّه على أبي نصر بن الصّبّاغ ببغداد.

وروى عنه : هبة الله بن عليّ بن مجلّي ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ.

وسمع منه أبو بكر ابن الخاضبة (٣).

ـ حرف الطاء ـ

١١٦ ـ طاهر بن مفوّز بن أحمد بن مفوّز (٤).

الحافظ أبو الحسن المعافريّ الشّاطبيّ صاحب أبي عمر بن عبد البرّ ، اختصّ به ، وهو من أثبت النّاس فيه ، وأكثرهم عنه.

وسمع من : أبي العبّاس العذريّ ، وأبي الوليد الباجيّ ، وأبي شاكر الخطيب ، وأبي الفتح السّمرقنديّ.

وسمع بقرطبة من : حاتم بن محمد ، وأبي مروان بن حيّان.

__________________

= وقال ابن حجر : متّهم بالكذب. (لسان الميزان).

(١) انظر عن (الحسين بن محمد الدلفي) في : الأنساب ٥ / ٣٣١ ، ٣٣٢.

(٢) الدّلفي : بفتح الدال المهملة وفتح اللام وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى دلف ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.

(٣) وقال ابن السمعاني : سكن كرخ بغداد ، وكان فقيها فاضلا ورعا .. واشتغل بالعبادة.

(٤) انظر عن (طاهر بن مفوّز) في : ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٩ ، والصلة لابن بشكوال ١ / ٢٤٠ ، ٢٤١ ، وبغية الملتمس للضبيّ ٣٢٧ ، والعبر ٣ / ٣٠٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٠ رقم ١٥٣٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٢ ، ١٢٢٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٨٨ ، ٨٩ رقم ٤٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٤ ، ١٣٥ ، طبقات الحفاظ ٤٤٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧١ وفيه : «طاهر بن منور» ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ١٠٤ رقم ١٠٠٧.

١٢٦

وكان من أهل العلم والذّكاء ، عني بالحديث أتمّ عناية ، وشهر بحفظه وإتقانه ومعرفته. وكان حسن الخطّ ، جيّد الضّبط ، مع الفضل ، والصّلاح ، والورع ، والانقباض ، والوقار.

وكان أخوه عبد الله أزهد النّاس بالأندلس.

توفّي أبو الحسن في رابع شعبان ، وفيه ولد سنة تسع وعشرين (١).

عنه : أبو عليّ بن سكّرة (٢).

ـ حرف العين ـ

١١٧ ـ عبد الخالق بن الحسن بن أحمد بن المحتسب (٣).

أبو سعد النّيسابوريّ.

شيخ صالح ، سمع من : ابن محمش ، وأبي بكر الحيريّ ، والصّيرفيّ ، وجماعة.

توفّي في المحرّم. وولد سنة أربعمائة.

روى عنه : عبد الغافر.

١١٨ ـ عبد الرحمن بن أحمد (٤) بن علّك (٥).

أبو طاهر السّاويّ (٦) ، أحد أئمّة الشّافعيّة.

ولد بأصبهان بعد الثّلاثين وأربعمائة ، وحمل إلى سمرقند ، فتفقّه بها.

__________________

(١) وقع في الصلة ١ / ٢٤١ : «سنة سبع وعشرين وأربعمائة».

(٢) وقال ابن بشكوال : روى عن أبي عمر بن عبد البر كثيرا ، ثم زهد فيه لصحبته السلطان ، وعن أبي تمّام القطيني ، وأبي العباس العذري ، وغيرهم. وكان من أهل العلم والفهم والصلاح والورع والزهد مشهورا بذلك كله ، وتوفي سنة خمس وسبعين وأربعمائة!

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في : المنتظم ٩ / ٥٨ ، ٥٩ رقم ٩٣ (١٦ / ٢٩٥ ، ٢٩٦ رقم ٣٦١٥) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٠٠ ، ٢٠١ وفيه : «عبد الرحمن بن محمد» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٢١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٢.

(٥) في الأصل : «علل».

(٦) في طبقات الشافعية : «الساري». (بالراء).

و «الساوي» : بفتح السين المهملة ، وفي آخرها الواو بعد الألف. نسبة إلى ساوة : بلدة بين الري وهمذان. (الأنساب ٧ / ١٩).

١٢٧

وصحب عبد العزيز النّخشبيّ (١) ، وأخذ منه علم الحديث.

سمع : أبا الربيع طاهر بن عبد الله الإملاقيّ (٢) ، وأحمد بن منصور المغربيّ النّيسابوريّ ، وأبا الحسين بن النّقّور.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، ومحمد بن عليّ الأسفرائينيّ. نزيل مرو.

توفّي ببغداد (٣).

١١٩ ـ عبد الرّزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد (٤).

أبو الفتح الحسناباذيّ (٥) الأصبهانيّ.

روى عن : أبي عبد الله الجرجانيّ ، وأبي الحسين بن بشران المعدّل. وله رحلة إلى بغداد.

روى عنه : إسماعيل الحافظ ، وهبة الله بن طاوس الدّمشقيّ.

١٢٠ ـ عبد الغفّار بن محمد بن أحمد (٦).

أبو مطيع الطّيوريّ الأصبهانيّ الأديب.

سمع : أبا عبد الله الجرجانيّ ، وأبي الفرج البرجيّ.

__________________

(١) النّخشبي : بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين ، وفي آخرها الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى نخشب ، وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر عرّبت فقيل لها : النسفي. (الأنساب ١٢ / ٥٩ ، ٦٠ و ٨٠).

(٢) لم أجد هذه النسبة.

(٣) قال ابن الأثير : وهو من رؤساء الفقهاء الشافعية ، وهو الّذي تقدّم ذكره في فتح سمرقند ، ومشى أرباب الدولة السلطانية كلهم في جنازته ، إلّا نظام الملك ، فإنه اعتذر بعلوّ السّنّ ، وأكثر البكاء عليه ، ودفن عند الشيخ أبي إسحاق بباب أبرز وزار السلطان قبره. (الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٠١).

(٤) انظر عن (عبد الرزاق بن عبد الكريم) في : الأنساب ٤ / ١٣٩.

(٥) الحسناباذي : بفتح الحاء المهملة وسكون السين وبعدهما النون المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى حسناباذ ، وهي قرية من قرى أصبهان.

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

١٢٨

١٢١ ـ عبد الملك بن عليّ بن خلف بن محمد بن النّضر بن شغبة (١).

أبو القاسم الأنصاريّ البصريّ الحافظ ، الزّاهد.

قال أبو سكّرة : أدركته وقد ترك كلّ شيء وأقبل على العبادة. وهو في نهاية السّنّ. فدخلت عليه مسجده بعد صلاة الصّبح ، فوجدته مستقبل القبلة يدعو ويبكي ، فانحنيت لأقبّل رأسه ، فانقبض عنّي ، فقالوا لي : دعه. فتركته حتّى أكمل غرضه ، ثمّ قرأت عليه شيئا من الحديث ، ولم أتكرّر عليه. ورزق الشّهادة في آخر عمره.

قال : وكان عنده جملة من «سنن أبي داود» ، عن أبي عمر الهاشميّ ، وكان كثير الحديث.

وقال السّمعانيّ : شيخ متقن ، حافظ ، ثقة ، مكثر. سمع : أبا عمر الهاشميّ ، ويوسف بن غسّان ، والحسن بن بشّار السّابوريّ ، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن أبي مسلم ، وعليّ بن هارون التّميميّ المالكيّ ، وغيرهم.

ثنا عنه : أبو نصر الغازي بأصبهان ، وجابر الأنصاريّ بالبصرة.

وقد روى عنه أبو نصر بن ماكولا (٢) ، وحضر مجلس إملائه.

قتل ابن شغبة في هذا العام رحمه‌الله.

وروى عنه : ابن طاهر المقدسيّ ، وعبد الله بن السّمرقنديّ ، وأبو غالب الماورديّ.

١٢٢ ـ عليّ بن الحسن بن عليّ (٣).

الزّاهد أبو الحسن الصّندليّ ، النّيسابوريّ الحنفيّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الملك بن علي) في : الإكمال لابن ماكولا ٥ / ٦٤ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٣٩٦ ، والعبر ٣ / ٣٠٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤١ رقم ١٥٣٨ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٠ ، ٥١ رقم ٣١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٥ ، وفيه : «عبد الله» ، وتبصير المنتبه ٢ / ٧٨٢ ، وطبقات الحفاظ ٤٤٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧١ ، ٣٧٢ ، وتاج العروس ١ / ٣٢٣ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ١٢٣ رقم ٩٩٥. و «شغبة» بالتحريك ، والغين المعجمة.

(٢) انظر : الإكمال ٥ / ٦٤.

(٣) انظر عن (علي بن الحسن) في : المنتخب من السياق ٣٩١ رقم ١٣٢١ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٦٨ أ.

١٢٩

ذكره عبد الغافر فقال : وجه أئمّة أصحاب أبي حنيفة في عصره ، وصاحب القبول الخارج عن الحدّ المعهود.

شرح «آثار الطّحاويّ» عن : أبي بكر أحمد بن عليّ الأصبهانيّ (١).

وتوفّي في ربيع الآخر.

ودفن في مدرسته.

١٢٣ ـ عليّ بن الحسن بن طاوس بن سكر (٢).

كذا في «تاريخ ابن النّجّار» (٣) ، وفي «المشتبه» (٤) : سكّر.

أبو الحسن العاقوليّ (٥) ، المعروف بتاج القرّاء (٦).

سكن دمشق ، وسمع بها من : أبي الحسين بن أبي نصر التّميميّ ، وابن سلوان المازنيّ.

وسمع بغداد من : أبي القاسم بن بشران ، والقاضي أبي عبد الله الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، وأحمد بن عليّ التّوّزيّ (٧) ، وجماعة.

__________________

(١) هكذا في الأصل ، وفي (المنتخب) : «سمع ـ لا اعتناء به بل اتفاقا ـ مثل شرح آثار الطحاوي عن أبي بكر أحمد بن علي الأصبهاني بطريقة ، وسمع التفاريق ، وما روى كثير شيء وأظن أنّ الآثار قرئت عليه وسمعت منه».

(٢) انظر عن (علي بن الحسن بن طاوس) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٢٩ / ٢٠ ، والأنساب ٣٠١ أ(٧ / ٩٧) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٠١ وفيه : «علي بن الحسين» ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٧ / ٢١٦ ، ٢١٧ رقم ١٠٩ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٣٦٣ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١٧ / ٢٧١ ـ ٢٧٣ رقم ٧٤٨ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ٣١٩ رقم ١٠٦٣.

وقد ضبطت في الأصل : «سكر» بكسر السين المهملة ، وسكون الكاف.

أما المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ فقال : وفي تاريخ بن النجار : سكر ، بفتح السين وكسر الكاف. (المشتبه).

(٣) ذيل تاريخ بغداد ١٧ / ٢٧١.

(٤) ١ / ٣٦٣.

(٥) العاقولي : بفتح العين المهملة ، وضم القاف ، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى دير العاقول ، وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد ، وقد ينسب إليها ب «الدير عاقولي» أيضا. (الأنساب ٨ / ٣١٧).

(٦) ومع ذلك لم يذكره المؤلّف في (معرفة القراء الكبار) ولا ابن الجزري في (غاية النهاية في طبقات القراء).

(٧) التّوّزي : بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد الواو وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى=

١٣٠

روى عنه : غيث الأرمنازيّ (١) ، ونصر الله بن محمد المصّيصيّ ، وإبراهيم أبو البركات الخشوعيّ ، ونصر بن أحمد السّوسيّ.

قال غيث : كان فكها ، حسن المحادثة ، لا بأس به. حدّثني أنّه نسخ إحدى وثمانين ختمة ، ونحوا من ثلاثين ألف ورقة ، مثل «الصّحيحين» ، و «سنن أبي داود». ورأيته يكتب في تعليقة القاضي أبي الطّيّب ، وكان سريع الكتابة جدّا (٢).

قال ابن الأكفانيّ : توفّي بصور في شعبان ، وله نحو من سبعين سنة (٣).

وقال ابن عساكر : كان ثقة (٤).

١٢٤ ـ عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسن بن عثمان بن قريش (٥).

أبو الحسن الحربيّ النّصريّ (٦) ، من محلّة النّصريّة ، البنّاء.

قال السّمعانيّ : كان صالحا ، ثقة ، صدوقا.

سمع : أحمد بن محمد بن الصّلت الأهوازيّ ، وأبا الحسن الحمّاميّ ، وأبا القاسم الحرفيّ (٧).

__________________

= بعض بلاد فارس وقد خفّفها الناس ويقولون : الثياب التّوزية ، وهو شدّد ، وهو توج. (الأنساب ٣ / ١٠٤).

(١) الأرمنازي : نسبة إلى بلدة أرمناز بقرب صور. وقيل نسبة إلى بلدة أرمناز التي بنواحي حلب.

(٢) وقال غيث : وكان يكتب في كل يوم إذا أملي عليه نحوا من أربع كراريس. (ذيل تاريخ بغداد ١٧ / ٢٧٣).

(٣) قيل توفي سنة ٤٨٤ ، وقيل ٤٨٣ ه‍. وقال ابن عساكر : كان بلغ السبعين أو نيّف عليها.

(تاريخ دمشق).

(٤) وقال غيث بن علي : رأيت ليلة يوم السبت الحادي والعشرين من رمضان سنة أربع وثمانين جمال القراء هذا ـ رحمه‌الله ـ في المنام وحاله وزيّه صالح. فسألته عن حاله ، فذكر خيرا ، فقلت : أليس قد متّ؟ قال بلى. قلت : فكيف رأيت الموت؟ قال : حسن أو جيّد ، وهو مستبشر ، قلت : غفر لك ودخلت الجنة؟ قال : نعم. قلت : فأيّ الأعمال أنفع؟ قال : ما ثمّ شيء أنفع من الاستغفار ، أكثر منه. (تاريخ دمشق).

(٥) انظر عن (علي بن الحسين) في : المنتظم ٩ / ٥٩ رقم ٩٥ (١٦ / ٢٩٦ رقم ٣٦١٧) ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥١٨ ، ٥١٩ رقم ٢٦١.

(٦) النصري : بفتح النون وسكون الصاد المهملة وفي آخرها راء مهملة. هذه النسبة إلى بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ..

(٧) الحرفي : بضم الحاء المهملة وسكون الراء المهملة.

١٣١

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، ومحمد بن ناصر ، وآخرون.

توفّي في ذي الحجّة.

ومن آخر أصحابه أحمد بن هبة الله بن الفرضيّ (١) المقرئ ، وعبد الخالق بن يوسف.

١٢٥ ـ عليّ بن أحمد بن عبد الله بن البطر (٢).

أبو الحسن الدّقّاق ، أخو أبي الفضل محمد وأبي الخطّاب.

سمع من : أبي عليّ بن شاذان.

وحدّث عن : ابن رزقويه ، فتكلّموا فيه.

مات في صفر.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأحمد بن عليّ الدّلّال ، وغيرهما.

١٢٦ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن حميد (٣).

أبو الحسن الواسطيّ النّاقد (٤) البزّاز.

سمع : أبا الحسين بن بشران ، وابن الفضل القطّان.

وكان صالحا مستورا.

روى عنه : عبد الوهاب الأنماطيّ ، وعبد الخالق بن البدن.

مات في رجب.

ـ حرف الميم ـ

١٢٧ ـ محمد بن أحمد بن محمد (٥).

__________________

(١) الفرضيّ : بضم الفاء وسكون الراء المهملة ، وضاد معجمة. (المشتبه ٢ / ٥٠٦).

(٢) انظر عن (ابن البطر) في : المنتظم ٩ / ٥٩ رقم ٩٤ (١٦ / ٢٩٦ رقم ٣٦١٦) وفي الطبعة الجديدة «ابن النظر» وهو تحريف.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) الناقد : بفتح النون وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة ـ هذه اللفظة لجماعة من نقّاد الحديث وحفّاظه ، لقّبوا به لنقدهم ومعرفتهم. وجماعة من الصيارفة حدّثوا فنسبوا إلى ذلك العمل. (الأنساب ١٢ / ٢٠).

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

١٣٢

أبو الحسن البغداديّ العطّار الجبّان (١).

روى عن : أبي الحسين بن بشران ، وغيره.

وعن : أحمد بن عمران الإسكافيّ.

روى عنه : حفيده أبو المعالي محمد بن محمد شيخ ابن اللّتّيّ.

١٢٨ ـ محمد بن أحمد بن عليّ بن حامد (٢).

أبو نصر (٣) الكركانجيّ (٤) المروزيّ ، الأستاذ المقرئ ، صاحب أبي الحسين الدّهّان.

قال أبو سعد السّمعانيّ : كان إماما في علوم القرآن ، له مصنّفات في ذلك مثل كتاب «المعوّل» ، وكتاب «التذكرة» (٥). طوّف الكثير إلى العراق ، والحجاز ، والشّام ، والجزيرة ، والسّواحل في القراءة على الشّيوخ ، إلى أن صار أوحد عصره. وكان زاهدا ورعا.

حكى لي بعض المشايخ أن أبا نصر المقرئ قال : غرقت نوبة في البحر (٦) ، فكنت أغوص (٧) في الماء ، ويلعب بي الموج ، فنظرت إلى الشّمس ، فرأيتها قد زالت.

__________________

(١) الجبّان : بفتح الجيم والباء المشدّدة الموحّدة وفي آخرها النون بعد الألف ، هذه اللفظة لمن يحفظ في الصحراء الغلّة ، وغيرها. أخذت من الجبّانة وهي الصحراء. (الأنساب ٣ / ١٧٤).

(٢) انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في : الأنساب ١٠ / ٣٩٨ ، والمنتظم ٩ / ٦٠ (١٦ / ٢٩٧ رقم ٣٦٢١) ، ومعجم الأدباء ١٧ / ٢٣٠ ـ ٢٣٣ ، وفيه قال محقّقه في الحاشية : «لم نعثر له على ترجمة سوى ترجمته هذه» ، واللباب ٣ / ٩٢ ، ٩٣ ، والأعلام لابن شهبة (وفيات ٤٨٤ ه‍) ، والعبر ٣ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٨٨ ، ٨٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٥ ، وغاية النهاية ٢ / ٧٢ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٣٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٢ ، ومعجم المؤلفين ٨ / ٢٩٥ ، والأعلام ٥ / ٣١٦.

(٣) في الأنساب ، واللباب : «أبو حامد».

(٤) الكركانجي : بضم الكاف والراء بين الكافين والنون بعد الألف وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى كركانج ، وهو اسم بلدة خوارزم ، يقال لها : الكركانجية. (الأنساب).

(٥) في (معجم الأدباء ١٧ / ٢٣١) : «التذكرة لأهل البصرة».

(٦) زاد في (معجم الأدباء ١٧ / ٢٣١) : «وانكسر المركب».

(٧) في (معجم الأدباء) : «أخوض».

١٣٣

قال : فغصت في الماء ، ونويت فرض الظّهر ، وشرعت في الصّلاة ، فخلّصني الله ببركة ذلك.

قرأ بمرو على أستاذه أبي الحسن عبد الله (١) بن محمد الدّهّان ، وبنيسابور على : محمد بن عليّ الخبّازيّ ، وسعيد بن محمد المعدّل ، وببغداد على أبي الحسن الحمّاميّ مسند العراق في القراءات ، وبالموصل على الحسين بن عبد الواحد المعلّم ، وبحرّان على أبي القاسم عليّ بن محمد الشّريف الزّيديّ ، وبدمشق على الحسين بن عبيد الله الرّهاويّ ، وبصور على أحمد بن محمد المصريّ ، وبمصر على إسماعيل بن عمرو بن راشد الحدّاد.

مولده في سنة تسعين وثلاثمائة تقريبا. وتوفّي في ذي الحجّة سنة أربع وثمانين ، فالله أعلم. والصّواب الأوّل (٢).

ذكره مؤرّخ خوارزم.

أخذ عنه خلق كثير (٣).

__________________

(١) هكذا في الأصل. وفي (معجم الأدباء ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٠١) : «عن أبي الحسين عبد الرحمن».

(٢) لم يذكر المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ ما هو الأول! وأقول : أرّخ ابن السمعاني وفاته بسنة ٤٨١ ه‍. (الأنساب ١٠ / ٣٩٨).

(٣) وقال ابن السمعاني إن أبا نصر الكركانجي قال : نصف القرآن في قوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) ، [سورة الكهف ، الآية ٧٤] النون والكاف من النصف الأول ، والراء والألف من النصف الثاني. قال : وسمعت المقرئ أبا عبد الله محمد بن عبد الرزاق الحداد بسرخس يقول : سمعت المقرئ أبا نصر محمد بن أحمد ، الكركانجي بجيرنج يقول : أردت أن أقرأ القرآن على بعض القراء بالشام برواية وقعت له عالية ، فامتنع عليّ ، ثم قال لي : تقرأ عليّ كل يوم عشرا وتدفع إليّ مثقالا من الفضة ، فقبلت ذلك منه شئت أو أبيت. قال : فلما وصلت إلى المفصّل ، أذن لي كل يوم في قراءة سورة كاملة ، وكنت أرسل غلماني في التجارة إلى البلاد ، وأقمت عنده سنة وخمسة أشهر أو ستة حتى ختمت. واتفق أن لم يردّ عليّ في هذه الرواية خلافا من جودة قراءتي ، فلما قرب أن أختم الكتاب جمع أصحابه الذين قرءوا عليه في البلاد القريبة منه وأمرهم أن يحمل إليّ كل واحد منهم شستكة قيمتها دينارا أحمر ، وفيها من دينارين إلى خمسة ، وقال لهم المقرئ : اعلموا أن هذا الشاب قرأ عليّ الرواية الفلانية ولم أحتج أن أردّ عليه ، ووزن لي في كل يوم مثقالا من الفضّة ، وأردت أن أعرف حرصه في القراءة مع الجودة. وردّ عليّ ما كان أخذه منّي ، ودفع إليّ كلّ ما حمله أصحابه من الشساتك والذهب فامتنعت ، فأظهر الكراهية حتى أخذت ما أشار إليه وخرجت من تلك البلدة. (معجم الأدباء ١٧ / ٢٣٢ ، ٢٣٣).

١٣٤

١٢٩ ـ محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم (١).

أبو منصور القزوينيّ (٢) ، راوي «سنن ابن ماجة» ، عن القاسم بن أبي المنذر الخطيب.

سمع الكثير في سنة ثمان وأربعمائة وبعدها من القاسم (٣).

ومن : الزّبير بن محمد بن أحمد بن عثمان ، وعبد الجبّار بن أحمد المتكلّم ، وجماعة.

وحدّث بالرّيّ في هذه السّنة.

ولم أقع بوفاته (٤).

وقد سأله ابن ماكولا عن مولده ، فقال : في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

روى عنه : ملكداذ (٥) بن عليّ العمركيّ ، وعليّ بن شافعيّ ، وعبد الرحمن بن عبد الله الرّازيّ ، وأبو العلاء زيد ، وأبو المحاسن مسعود ابنا عليّ بن منصور الشّروطيّان ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ ، وابنه أبو زرعة المقدسيّ ، وهو

__________________

(١) انظر عن (محمد بن الحسين) في : الأنساب ١١ / ٤٥١ ، ٤٥٢ ، والتحبير في المعجم الكبير ١ / ٣٩٥ ، والتدوين في أخبار قزوين ١ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، والعبر ٣ / ٣٠٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤١ رقم ١٥٣٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٢.

(٢) زاد ابن السمعاني في نسبته : «المقوّمي». وزاد الرافعي : «المقوّمي الهيثمي».

(٣) قال الرافعي : شيخ مشهور ، عارف بالحديث واللغة والشعر ، وقد سمع وكتب الكثير ، وانتشر من روايته «سنن أبي عبد الله بن ماجة» سمعه من أبي طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب سنة تسع وأربعمائة ، وسمع من الكبار بالريّ وقزوين ، وسمع أبا الحسن بن علي بن الحسن بن إدريس ، ومن مسموعه منه كتاب «السّنة» لأبي الحسن القطان ، بروايته عن ابن إدريس ، عنه الزبير بن الزبيري ، ومن مسموعه منه الصحيفة التي يرويها داود بن سليمان الغازي عن علي بن موسى الرضا ، بروايته عن ابن مهرويه ، عن داود ، وأبي الفتح الراشدي ، وأبي محمد الزاذاني ، وعبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم الصوفي ، وغيرهم. (التدوين ١ / ٢٦٣) وله سماع من أبي الفتح الراشدي في سنة ٤٠٨ وسنة ٤١٧ ه‍.

(٤) قال ابن السمعاني : كانت وفاة المقوّمي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة. (الأنساب ١١ / ٤٥٢).

وقال الرافعي : توفي أبو منصور سنة سبع أو ثمان وثمانين وأربعمائة. (التدوين ١ / ٢٦٤).

(٥) في التدوين ٤ / ١٠٩ : «ملكداد» بالدال المهملة. وهو : ملكداد بن علي بن أبي عمرو بن إلياس القزويني أبو بكر العمركي الخبّاز ، وربّما سمّى نفسه : عبد الله.

قال الرافعي : ورأيت بخطّه في مواضع وكتب : عبد الله بن علي القزويني. وهو إمام كبير ، توفي سنة ٥٣٥ ه‍. (التدوين ٤ / ١٠٩ و ١١١).

١٣٥

آخر من حدّث عنه (١).

١٣٠ ـ محمد بن الحسن بن محمد بن سليم (٢).

القاضي أبو بكر الأصبهانيّ.

سمع : أبا عبد الله الجرجانيّ ، وأبا بكر بن مردويه ، وجماعة.

ورحل فسمع ببغداد من : أبي عليّ بن شاذان ، وغيره.

روى عنه : مسعود الثّقفيّ ، والحسن الرّستميّ ، وعامة الأصبهانيّين.

ومات بأصبهان في ذي القعدة.

١٣١ ـ محمد بن عبد الله بن الحسين (٣).

قاضي القضاة أبو بكر النّاصحي النّيسابوريّ.

سمع : أبا بكر الحيريّ ، وأبا سعيد الصّيرفيّ ، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسيّ.

قال فيه عبد الغافر بن إسماعيل (٤) : قاضي القضاة ابن إمام الإسلام أبي محمد النّاصحيّ ، أفضل عصره في أصحاب أبي حنيفة ، وأعرفهم بالمذهب ، وأوجههم في المناظرة ، مع حظّ وافر من الأدب وحفظ الأشعار والطّبّ (٥). أقعد في التّدريس في حياة والده في مدرسة السّلطان ، وفوّض إليه أمرها وأمور أوقافها ، وهي الآن برسم أولاده. ثمّ ولي القضاء بنيسابور في أيّام السّلطان ألب أرسلان ، فبقي في القضاء عشر سنين (٦). ونال من الحشمة

__________________

(١) أنشد أبو منصور القزويني لعلي بن محمد الخراز :

دنيا تدور بأهلها في كلّ يوم مرتين

فغدوّها لتجمع ورواحها تشتيت بين

(التدوين ١ / ٢٦٤).

(٢) انظر عن (محمد بن الحسن) في : التحبير في المعجم الكبير ١ / ٦١٦.

(٣) انظر عن (محمد الناصحي) في : المنتظم ٩ / ٦٠ رقم ١٠٠ (١٦ / ٢٩٧ رقم ٣٦٢٢) ، والمنتخب من السياق ٦٧ ، ٦٨ رقم ١٤٠ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٦٣٠ ، والعبر ٣ / ٣٠٦ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٩٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٩ ، ٢٠ رقم ١٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٥ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٣٣٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٨ ، وفيه : «محمد بن عبد الله بن الحسن» ، والجواهر المضيّة ٣ / ٣٣٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٨ ، وفيه : «محمد بن عبد الله بن الحسن» ، والجواهر المضيّة ٢ / ٦٤ ، ٦٥ ، ولسان الميزان ٥ / ٢٢٣ رقم ٧٧٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٢ ، والفوائد البهية ١٧٩ ، ١٨٠.

(٤) في المنتخب ٦٧.

(٥) زاد عبد الغافر : وكان يذهب إلى الاعتزال.

(٦) وقال عبد الغافر : ولم تحمد سيرته في القضاء.

١٣٦

والدّرجة لأصله وفضله وبراعته. وكان فقيه النّفس ، حسن الإيراد تكلّم في مسائل مع إمام الحرمين أبي المعالي. شاهدت ذلك ، وكان الإمام يثني عليه. وبقي على ذلك إلى ابتداء الدّولة الملكشاهيّة ، فشكي قلّة تعاونه في قبض يده ووكلاء مجلسه وأصحابه عن الأموال ، وفشا منهم زيادة البسط في التّركات ، وأشرف بعض الحقوق على الضّياع من فتح أبواب الرّشا ، فعزل ، ولم يهمل لعظمته ، فولي قضاء الرّيّ. وكانت تلك الدّيار أكثر احتمالا ، فبقي على ذلك إلى أن توفّي منصرفه من الحجّ في رجب.

قلت : وقد شاخ.

روى عنه : عبد الوهّاب بن الأنماطيّ ، وأبو بكر الزّاغونيّ ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق ، وجماعة.

ومات على فراسخ من أصبهان في غرّة رجب.

١٣٢ ـ محمد بن عبد السّلام بن عليّ بن عفّان (١).

أبو الوفاء البغداديّ الواعظ.

مذكر حسن الوعظ ، رضيّ السّيرة. له صيت وقبول.

سمع : أبا عليّ بن شاذان.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

وتوفّي في جمادى الآخرة.

١٣٣ ـ محمد بن عبد السّلام بن عليّ بن نظيف (٢).

أبو سعد البغداديّ ، الضّرير.

سمع : أبا طالب عمر الزّهريّ ، وأبا الحسين النّهروانيّ ، وعبد الملك بن بشران.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وعبد الخالق بن عبد الصّمد.

توفّي رحمه‌الله في ذي القعدة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عبد السلام) في : المنتظم ٩ / ٥٩ رقم ٩٧ (١٦ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ رقم ٣٦١٩).

(٢) انظر عن (ابن نظيف) في : المنتظم ٩ / ٦٠ رقم ٩٨ (١٦ / ٢٩٧ رقم ٣٦٢٠).

١٣٧

١٣٤ ـ محمد بن معن بن محمد بن أحمد بن صمادح (١).

السّلطان أبو يحيى التّجيبيّ الأندلسيّ ، الملقّب بالمعتصم.

كان جدّه محمد صاحب مدينة وشقة (٢) ، فحاربه ابن عمّه منذر بن يحيى ، فعجز عنه ، فترك له وشقة وهرب. وكان من الدّهاة. وكان ابنه معن مصاهرا لعبد العزيز بن عامر صاحب بلنسية والمريّة ، فاستخلف معنا على المريّة ، فخانه وتملّكها ، وتمّ له الأمر. ثمّ انتقل ملكها إلى ولده المعتصم ، وكان حليما جوادا ، مدحه الشّعراء ، وهو أحد من داخل ابن تاشفين واختصّ به. ثمّ إنّ ابن تاشفين عزم على أخذ البلاد من المعتصم ، وكان معه المريّة وبجّانة والصّمادحيّة ، فأظهر المعتصم العصيان ، وكان له مع الله سريرة ، فلم يكن بينه وبين حلول النّاقرة إلّا أيّاما يسيرة ، فمات واستراح وهو في عزّه وبلده.

وقد روى عن أبيه ، عن جدّه مختصره في «غريب القرآن».

روى عنه : إبراهيم بن أسود الغسّانيّ.

حكت جارية قالت : إنّني لعنده وهو يوصي ، وقد غلب ، وجيش ابن تاشفين بحيث نعدّ خيامهم ، ونسمع أصواتهم ، إذا سمع وجبة من وجباتهم ، فقال : لا إله إلّا الله ، نغّص علينا كلّ شيء حتّى الموت.

فدمعت عينيّ ، فلا أنساه وهو يقول بصوت ضعيف :

__________________

(١) انظر عن (محمد بن معن) في : قلائد العقيان للفتح بن خاقان ٤٧ ، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ق ١ مجلّد ٢ / ٧٢٩ ـ ٥٣٦ ، وخريدة القصر وجريدة العصر للعماد ٢ / ٨٣ ـ ٨٩ ، والمطرب لابن دحية ٣٤ ـ ٣٨ ، ١٢٦ ، والمعجب للمراكشي ١٩٦ ، والحلّة السيراء ٢ / ٧٨ ـ ٨٨ رقم ١٢٥ ، وانظر صفحات ٨٩ و ١٦٥ و ١٨٦ و ١٩٦ ، والمغرب في حلى المغرب ٢ / ١٩٥ ـ ١٩٨ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٣٩ ـ ٤٥ رقم ٦٨٧ ، والروض المعطار ٥٣٨ ، والبيان المغرب ٣ / ١٦٧ و ٤ / ١٢٢ ، ١٤٢ ، ١٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٩٢ ـ ٥٩٤ رقم ٣١٣ ، والعبر ٣ / ٣٠٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٥ ، وشرح رقم الحلل ١٧٧ ، والوافي بالوفيات ٥ / ٤٥ ـ ٤٧ ، وأعمال الأعلام ١٩٠ ، وتاريخ ابن خلدون ٤ / ١٦٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٧٢ ، ٣٧٣ ، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة ٩٠.

«والصمادح» : بضم الصاد المهملة. وهو الصلب الشديد. (القاموس المحيط).

(٢) وشقة : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وقاف. بليدة بالأندلس. (معجم البلدان).

١٣٨

ترفّق بدمعك لا تفنه

فبين يديك (١) بكاء طويل (٢)

توفّي في ربيع الآخر.

ـ حرف الياء ـ

١٣٥ ـ يحيى بن عبد الله بن أحمد (٣).

أبو بكر الغافقيّ القرطبيّ المعروف بالرّشتسانيّ (٤).

حجّ وأخذ عن : أبي محمد بن الوليد.

وسمع بإشبيليّة من : أبي عبد الله بن منظور ، وكتب للقاضي أبي عبد الله بن بقيّ.

وكان ثقة فاضلا.

أخذ عنه : أبو الحسن بن مغيث.

وتوفّي في ذي القعدة.

__________________

(١) في الوافي بالوفيات : «يدي».

(٢) الذخيرة ق ١ مجلّد ٢ / ٧٣٤ ، المغرب في حلى المغرب ٢ / ١٩٦ ، وفيات الأعيان ٥ / ٤٤ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٩٤ ، الوافي بالوفيات ٥ / ٤٦.

(٣) انظر عن (يحيى بن عبد الله) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٦٧٠ رقم ١٤٧٧.

(٤) هكذا في الأصل. وفي الصلة : «الرشتشاني».

١٣٩

سنة خمس وثمانين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

١٣٦ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله (١).

أبو الحسن المحميّ النّيسابوريّ (٢).

١٣٧ ـ أحمد بن محمد (٣).

أبو غالب الأدميّ (٤) القارئ بين يديّ الوعّاظ.

سمع : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا القاسم الحرفيّ.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

مات في ذي الحجّة ببغداد.

ـ حرف التاء ـ

١٣٨ ـ تميم بن عبد الواحد (٥).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في : المنتخب من السياق ١٠٩ رقم ٢٤٠.

(٢) قال عبد الغافر الفارسيّ : «المحمي العثماني ، شيخ مستور ، ثقة ، من أولاد الرؤساء والمحمية. كان يسكن في غالب أحواله الرستاق بناحية الرخ ، وكان يدخل البلد أحيانا ، فحملني الوالد إليه في بعض قدماته وسمعنا منه.

حدّث عن الزيادي ، والحيريّ ، والصيرفي. وما سمع منه إلّا القليل لغيبته عن البلد. وكان اتفاق مولده سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة ، وتوفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين وأربعمائة بنيسابور».

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) الأدميّ : بفتح الألف والدال المهملة وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى من يبيع الأدم. (الأنساب ١ / ١٦١).

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

١٤٠