تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٣

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

٧٥ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن جعفر (١).

أبو سعد الرّستميّ (٢) البغداديّ.

ولد سنة أربعمائة.

وسمع : أبا الحسين بن بشران ، وأبا الفضل القطّان.

روى عنه : إسماعيل بن محمد الحافظ ، وعبد الوهاب الأنماطيّ.

وكان رجلا خيّرا.

توفّي رحمه‌الله في ربيع الأوّل.

٧٦ ـ محمد بن منصور بن عمر بن عليّ (٣).

أبو بكر ابن الإمام الفقيه أبي القاسم الكرخيّ ، (٤) الفقيه الشّافعيّ ، والد الشّيخ أبي البدر إبراهيم الكرخيّ.

صالح ، متديّن ، عالم.

روى عنه : إسماعيل بن أحمد السّمرقنديّ ، وعبد الوهاب الأنماطيّ.

ومات في جمادى الأولى.

وأمّا أبوه فمن كبار أئمّة الشّافعيّة ، سمع أبا طاهر المخلّص ، ودرس على الأستاذ أبي حامد الأسفرائينيّ ، وصنّف واشتغل.

٧٧ ـ محمد بن نعمة (٥).

أبو بكر الأسديّ ابن القيروانيّ الصابر.

روى عن : أبي عمران الفاسيّ ، ومروان بن عليّ البونيّ (٦) ، وعليّ بن أبي طالب الصابر.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) الرستمي : بضم الراء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى رستم وهو اسم لبعض أجداد المنتسب. (الأنساب ٦ / ١١٥).

(٣) انظر عن (محمد بن منصور) في : الأنساب ١٠ / ٣٩٣ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٠٦.

(٤) قال ابن السمعاني : من أهل كرخ جدّان.

(٥) انظر عن (محمد بن نعمة) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٦٠٣ رقم ١٣٢٣.

(٦) البوني : بالباء الموحّدة المضمومة ، وواو ، ونون. نسبة إلى بونة : بلد بإفريقية. (المشتبه ١ / ١٠١).

١٠١

وله كتب في التّعبير. سكن المريّة ، وحمل النّاس عنه.

قال ابن بشكوال : سمعت بعضهم يضعّفه.

توفّي سنة إحدى أو اثنتين وثمانين.

٧٨ ـ مرزوق بن فتح بن صالح (١).

أبو الوليد القيسيّ الأندلسيّ الطّلبيريّ.

روى عن : محمد بن موسى بن عبد السّلام ، والوليد بن فتّوح ، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب ، وأبي محمد الشّنجاليّ ، وجماعة.

وحجّ سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. ولقي أبا ذرّ ، فسمع منه.

وسمع بمصر. وكان من أهل المعرفة والتّيقّظ والمحافظة على الرواية.

ترجمه ابن بشكوال ، وقال : أنبا عنه غير واحد.

وتوفّي في جمادى الآخرة.

ـ حرف الهاء ـ

٧٩ ـ هبة الله بن أبي الصّهباء (٢) محمد بن حيدر (٣) القرشيّ.

الشّريف العدل أبو السّنابل.

شيخ نبيل رئيس ، من أهل نيسابور.

سمع : الأستاذ أبا إسحاق الأسفرائينيّ ، وأبا بكر الحيريّ ، وعبد الله بن يوسف بن بامويه ، وابن محمش ، ويحيى بن إبراهيم المزكّي ، وأبا عبد الرحمن السّلميّ ، وجماعة.

روى عنه : عبد الخالق بن زاهر ، وعائشة بنت أحمد الصّفّار ، ووجيه الشّحّاميّ ، ومحمد بن جامع الصّوّاف ، وآخرون.

__________________

(١) انظر عن (مرزوق بن فتح) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٦٣٠ ، ٦٣١ رقم ١٣٨٧.

(٢) انظر عن (هبة الله بن أبي الصهباء) في : التحبير ١ / ٢٢٧ ، ٤٦١ ، ٥٧٢ و ٢ / ٤٤٢ ، والمنتخب من السياق ٤٧٦ رقم ١٦١٦ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٩٤ ب ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٨٩ رقم ٣١٠ ، وتبصير المنتبه ٣ / ١٠٨٤.

(٣) هكذا في الأصل. وفي (المنتخب) : «جندب».

١٠٢

وكان ثقة مكثرا ، روى الكثير.

وقد سمع «سنن النّسائيّ» من : الحسين بن فنجويه الدّينوريّ ، ولد سنة إحدى وأربعمائة. وعاش نيّفا وثمانين سنة وهو من أولاد الأمير عبد الله بن عامر بن كريز العبشميّ (١).

٨٠ ـ هبة الله بن عليّ بن محمد بن أحمد بن المجلي (٢).

الحافظ أبو نصر البغدادي البابصريّ.

ولد سنة اثنتين وأربعمائة.

وسمع : عبد الصّمد بن المأمون ، وأبا جعفر ابن المسلمة ، وابن المهتدي بالله ، وطبقتهم.

وعنه : أخوه أبو السّعود أحمد بن عليّ ، وأبو البركات بن أبي سعد ، وهبة الله بن الشّبليّ.

وله تصانيف وخطب.

قال السّمعانيّ : فاضل ، ديّن ، ثقة. وله تخريجات وجموع ، وكتب الكثير ، أدركته المنيّة شابّا.

قلت : مات في جمادى الأولى.

٨١ ـ هبة الله بن محمد بن عليّ بن عبد الغفّار (٣).

أبو القاسم البغداديّ ابن السّمسميّ المذهّب.

سمع : أبا عليّ بن شاذان.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

ومات فجأة في ربيع الأوّل.

وكان مليح الكتابة ، يكتب المصاحف وغيرها ويذهّبها ويزوّقها.

وكان في الطّبقة العليا في التّذهيب. وكان حسن الخلق والخلق ، متودّدا مطبوعا.

__________________

(١) العبشميّ : بفتح العين المهملة ، وسكون الباء الموحّدة ، وفتح الشين المعجمة. هذه النسبة إلى بني عبد شمس بن عبد مناف. (الأنساب ٨ / ٣٦٨).

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

١٠٣

٨٢ ـ هبة الله بن محمد بن أحمد (١).

أبو طاهر الجنزيّ (٢) المؤدّب.

توفّي بأصبهان في سابع جمادى الآخرة.

ـ حرف الواو ـ

٨٣ ـ الوليد بن عبد الملك بن أبي عمرو عبد الوهّاب بن الحافظ بن مندة (٣).

الأصبهانيّ ، أبو غالب التّاجر.

مات في السفر.

* * *

وقد توفّي بأصبهان في هذه السّنة جماعة لا أعرفهم.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) الجنزي : بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الزاي المكسورة ، هذه النسبة إلى جنزة وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة من ثغرها. (الأنساب ٣ / ٣٢٣ ، ٣٢٤).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

١٠٤

سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٨٤ ـ أحمد بن عثمان بن أحمد بن نفيس (١).

أبو البركات (٢) الواسطيّ.

حدّث بواسط وبغداد عن : التّبانيّ (٣) ، وعليّ بن خزفة ، وأبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التّميميّ ، وغير واحد.

روى عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وسعد بن عبد الكريم الغندجانيّ (٤) الواسطيّ ، وأبو محمد عبد الله بن عليّ سبط الخيّاط.

توفّي في جمادى الأولى ، وله إحدى وثمانون سنة. وكان مؤدّبا (٥).

٨٥ ـ أحمد بن يحيى بن هلال (٦).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عثمان) في : المشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت ٢٨٢ ، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي ٤٦ ، ٤٧ رقم ٣ ، وصفحات ٧٥ و ٨٠ و ٩١ و ١١٢ ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٤٨٦ ، وتبصير المنتبه ١٣٦٨.

(٢) في المشتبه ، والتبصير : «أبو العباس».

(٣) في الأصل : «التبائي». وما أثبتناه هو الصحيح ، وهو بضم التاء وتخفيف الباء كغراب.

(٤) في الأصل : «العندجاني» بالعين المهملة ، وما أثبتناه هو الصحيح. وهو بفتح الغين المعجمة وسكون النون ، وفتح الدال المهملة ، والجيم ، ونون. نسبة إلى غندجان : وهي بلدة من كور الأهواز من بلاد الخوز. (الأنساب ٩ / ١٧٩).

(٥) وقال الحوزي : «وكان يقول : قد أجاز لي الجاذري ، وسمعت منه ، غير أنّا لم نر سماعه في الأصول ، وكان لا بأس به. مولده سنة اثنتين وأربعمائة ، ومات ببغداد بعد الثمانين وأربعمائة ، وكان عنده أبو الفضل التميمي. سمع منه لما قدم واسط مجتازا إلى مهذّب الدولة أبي الحسن علي بن نصر أمير البطائح».

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

١٠٥

أبو الفضل بن العدّاد البغداديّ الحنّاط المقرئ. إمام النّظاميّة

روى عن : أبي القاسم بن بشران.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

توفّي في جمادى الآخرة.

٨٦ ـ إسماعيل بن محمد النّوحيّ (١).

القاضي (٢).

ـ حرف الجيم ـ

٨٧ ـ جعفر بن محمد بن جعفر (٣).

المكتفي بالله العبّاسيّ. أحد المعمّرين.

عاش ستّا وتسعين سنة (٤).

وفاته السّماع من المخلّص ، وطبقته.

حدّث عن : أبي القاسم بن بشران.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ (٥).

ـ حرف الخاء ـ

٨٨ ـ خواهرزاده (٦).

__________________

(١) انظر عن (إسماعيل بن محمد) في : المشتبه في الرجال ١ / ١١٨.

(٢) جاء في هامش الأصل : ث. يحوّل من سنة إحدى عشرة وخمسمائة إلى هنا.

(٣) انظر عن (جعفر بن محمد) في : المنتظم ٩ / ٥٣ ، ٥٤ رقم ٨٥ (١٦ / ٢٩٠ رقم ٣٦٠٧).

(٤) في المنتظم : وبلغ تسعا وستين سنة.

(٥) وقال ابن الجوزي : حدّث عنه شيخنا عبد الوهاب وأثنى عليه ووصفه بالخيرية.

(٦) انظر عن (خواهرزاده) في : الأنساب ٥ / ٢٠١ و ١٠ / ٧٧ ، واللباب ١ / ٤٦٨ ، والعبر ٣ / ٣٠٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١١ ، وسير أعلام النبلاء ١٣ / ١٤ ، ١٥ رقم ٨ ، والجواهر المضية ١ / ١٨٣ ، ١٨٤ (دون رقم) و ٣ / رقم ١٢٨٩ ، وتاج التراجم لابن قطلوبغا ٤٦ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠٢ ، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده ٢ / ٢٧٦ ، وكشف الظنون ٥٦٩ ، ١٢٢٣ ، ١٥٨٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٧ ، والفوائد البهيّة ١٦٣ ، ١٦٤ ، ومعجم المؤلفين ٩ / ٢٥٣.

وقال ابن أبي الوفاء القرشي : هذه اللفظة : «خواهرزاده» تقال لجماعة من العلماء ، كانوا أولاد أخت عالم. والمشهور بهذه النسبة عند الإطلاق اثنان ، متقدّم في الزمن ، ومتأخّر عنه.

فالمتقدّم : أبو بكر محمد بن الحسين البخاري ، ابن أخت القاضي أبي ثابت محمد بن أحمد

١٠٦

شيخ الحنفيّة ، اسمه محمد بن الحسين بن محمد. أبو بكر البخاريّ القديديّ (١) الحنفيّ الفقيه ، ابن أخت القاضي أبي ثابت محمد بن أحمد البخاريّ ، ولهذا قيل له بالعجميّ : خواهرزاده ، وتفسيره : ابن أخت عالم.

كان أبو بكر إماما كبير الشّأن ، بحرا في معرفة المذهب ، وطريقته أبسط طريقة للأصحاب. وكان يحفظها (٢).

سمع : أباه ، وأبا الفضل منصور بن نصر الكاغديّ ، وأبا نصر أحمد بن عليّ الخارقيّ ، وسعيد بن أحمد الأصبهانيّ ، والحاكم أبا عمر محمد بن عبد العزيز القنطريّ.

وأملى ببخارى مجالس ، وخرّج له أصحاب أئمّة. وكان عالم ما وراء النّهر.

روى عنه : عثمان بن عليّ البيكنديّ ، وعمر بن محمد بن لقمان النّسفيّ ، وغيرهما.

توفّي ببخارى في جمادى الأولى.

ذكره السّمعاني في «الأنساب» (٣).

ـ حرف العين ـ

٨٩ ـ عاصم بن الحسن بن محمد بن عليّ بن عاصم بن مهران (٤).

__________________

= البخاري ، وقد تكرّر ذكره بلقبه هكذا في «الهداية» ، وهو مراد صاحب «الهداية». (الجواهر المضية ٢ / ١٨٣).

والمتأخّر : خواهرزاده الإمام بدر الدين محمد بن محمود الكردري. (الجواهر ٢ / ١٨٤).

وذكره ابن السمعاني مرتين ، الأولى باسم «خواهرزاده» : بضم الخاء المعجمة وفتح الواو والهاء ، بينهما الألف ، والراء الساكنة ، والزاي المفتوحة بعدها ألف أخرى ، وفي آخرها الذال المعجمة والهاء. (الأنساب ٥ / ٢٠١).

والثانية في نسبته : «القديدي».

(١) القديدي : بضم القاف والياء الساكنة ، آخر الحروف بين الدالين المهملتين. هذه النسبة إلى قديد ، وهو منزل بين مكة والمدينة. (الأنساب ١٠ / ٧٧).

(٢) الأنساب ١٠ / ٧٧.

(٣) ذكره مرتين كما تقدّم. وقيل اسمه : الحسن بن الحسين ، ويعرف ببكر خواهرزاده

(٤) انظر عن (عاصم بن الحسن) في : الأنساب ٨ / ٣١٤ ، ٣١٥ ، والمنتظم ٩ / ٥١ ، ٥٢ رقم ٨٢=

١٠٧

أبو الحسين العاصميّ (١) البغداديّ ، العطّار الكرخيّ الشّاعر.

أحد ظرفاء البغداديّين وأكياسهم. كان صاحب ملح ونوادر ، وله الشّعر الرّائق ، مع الصّلاح والورع والعفّة.

سمع الكثير ، ورحل إليه الطّلبة واشتهر اسمه ، وسار نظمه ، (٢) وحدّث عن : أبي الحسين بن المتيّم الواعظ ، وأبي عمر بن مهديّ ، وهلال الحفّار ، وأبي الحسين بن بشران ، ومحمد بن عبد العزيز البرذعيّ.

روى عنه : الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب «المؤتنف» (٣) ، وإسماعيل بن محمد ، وأبو نصر أحمد بن عمر ، وأبو سعد أحمد بن محمد الأصبهانيّون ، وهبة الله ابن طاوس ، ونصر الله بن محمد المصّيصيّ الدّمشقيّان ، ووجيه الشّحّاميّ ، وأبو عبد الله الفراوي النّيسابوريّان ، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفيّ ، ومحمد بن ناصر ، وسعيد بن البنّاء ، وأحمد بن عبد الباقي قفرجل ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وهبة الله بن الحسن الدّقّاق ، ومحمد بن عبد العزيز البيّع ، وابن البطّيّ ، وخلق سواهم.

قرأت على الأبرقوهيّ : أخبرك محمد بن هبة الله بن عبد العزيز أنّ عمّه أبا بكر البيّع أخبرهم : أنا عاصم بن الحسن ، أنا عبد الواحد بن محمد ، نا المحامليّ ، ثنا أحمد بن إسماعيل ، ثنا الدّراورديّ ، عن العلاء بن عبد الرحمن ،

__________________

= (١٦ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ رقم ٣٦٠٤) (في وفيات ٤٨٢ ه‍.) ، واللباب ٢ / ٣٠٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٠ رقم ١٥٣٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٩٨ ـ ٦٠٠ رقم ٣١٦ ، والعبر ٣ / ٣٠٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٤ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي ١٣٣ ، ١٣٤ رقم ٩١ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٢٨ و ١٣١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٨ ، وهدية العارفين ١ / ٤٣٥ ، وإيضاح المكنون ١ / ٥١٦ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ٥٢ ، والأعلام ٣ / ٢٤٨.

(١) العاصمي : بفتح العين المهملة ، وكسر الصاد المهملة ، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى عاصم وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٨ / ٣١٤) وفيه : «أبو الحسن».

(٢) وقال ابن السمعاني : مطبوع النادرة ، مليح المحاورة ، وكان له شعر رقيق مليح في الغزل ووصف الخمر في غاية الحسن ، ما عرف له صبوة ولا اشتغال قط بمعاناة ذلك.

(٣) وتوفي قبله بعشرين سنة. (الأنساب ٨ / ٣١٥).

وفي (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٣٤) : «المؤتلف والمختلف».

١٠٨

عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلّا من ثلاث : من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له» (١).

قال السّمعانيّ : سألت أبا سعد أحمد بن محمد الحافظ ، عن عاصم بن الحسن ، فقال : كان شيخا ، متقنا ، أديبا ، فاضلا ، كان حفّاظ بغداد يكتبون عنه ، ويشهدون بصحّة سماعه.

قال : وسمعت الحافظ عبد الوهّاب بن المبارك يقول : ضاع الجزء الرابع من جزء عبد الرّزّاق ، لابن عاصم. وكان سماعه ، قرءوه عليه بالسّماع قبل أن ضاع ، ثمّ بعد أن ضاع ما كان يرويه إلّا إجازة ، فلمّا كان قبل موته بأيّام جاءني شجاع الذّهليّ وقال : وجدت أصل ابن عاصم الرابع ، تعال حتّى نسمعه منه.

فمضينا وأريناه الأصل ، فسجد لله ، وقرأنا عليه بالسّماع.

قال لي عبد الوهّاب : كان عاصم عفيفا ، نزه النّفس صالحا ، رقيق الشّعر ، مليح الطّبع. قال لي : مرضت ، فغسلت ديوان شعري (٢).

توفي عاصم في جمادى الآخرة (٣) ، وقد استكمل ستّا وثمانين سنة (٤).

وقال أبو عليّ بن سكّرة : كان عاصم ثقة فاضلا ، ذا شعر كثير ، كان يلزمني ، وكان لي منه مجلس يوم الخميس ، لو أتاه فيه ابن الخليفة لم يمكنه.

أنبأني أبو اليمن بن عساكر : أنشدنا أبو القاسم بن صصريّ : أنشدنا أبو

__________________

(١) أخرجه مسلم في الوصيّة (١٦٣١) باب : ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته ، والدارميّ في الوصايا ، باب ١٤ ، والترمذي في الأحكام (١٣٩٠) باب ما جاء في الوقف ، والنسائي في الوصايا ٦ / ٢٥١ ، وأحمد في المسند ٢ / ٣٧٢.

(٢) المنتظم ٩ / ٥٢ (١٦ / ٢٨٧).

(٣) ذكره ابن الجوزي في وفيات سنة ٤٨٢ ه‍. (المنتظم) وتابعه : أبو الفداء في المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٩ ، وابن الوردي في تتمّته ٢ / ٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ١٣٦ ، وذكره ابن تغري بردي مرتين في وفيات ٤٨٢ ه‍. ووفيات ٤٨٣ ه‍. (النجوم ٥ / ١٢٨ و ١٣١).

(٤) وقال السلفي : سألت الذهلي عن عاصم بن الحسن العاصمي فقال : حدّث عن جماعة ، وله شعر مطبوع ، وكان صدوقا ، من أهل السّنّة ، وقد سمعت منه. مولده سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. (المستفاد ١٣٤).

١٠٩

المظفّر ابن التّريكيّ من كتابه : أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه :

لو كان يعلم من أحبّ بحالي

لرثى لقلبي من جري البلبال

لكنّه ممّا ألاقي سالم ،

من أين يعلم بالكئيب الخالي؟

لهفي على صلف أحلّ قطيعتي

ظلما ، وحرّم زورتي ووصالي

يقظان يبخل باللّقاء ، فليته

في النّوم يسمح لي بطيف خيال (١)

٩٠ ـ عبد الله بن عليّ بن محمد (٢).

__________________

(١) ومن شعره :

ما ذا على متلوّن الأخلاق

لو زارني وأبثّه أشواقي

وأبوح بالشكوى إليه تذلّلا

وأفضّ ختم الدمع من آماقي

فعساه يسمح بالوصال المدنف

ذي لوعة وصبابة مشتاق

أسر الفؤاد ولم يرقّ لموثق

ما ضرّه لو جاد بالإطلاق

إن كان قد لسعت عقارب صدغه

قلبي ، فإنّ رضابه درياقي

يا قاتلي ظلما بسيف صدوده

حاشاك تقتلني بلا استحقاق

ما مذهبي شرب السلاف وإنني

لأحب شرب سلافة الأرياق

وسقيتني دمعي وما يروي به

ظمأي ولكن لا عدمت الساقي

ومن شعره :

لهفي على قوم بكاظمة

ودّعتهم والركب معترض

لم تترك العبرات مذ بعدوا

لي مقلة ترنو وتغتمض

رحلوا فطرفي دمعه هطل

جار وقلبي حشوه مرض

وتعرضوا لا ذقت فقدهم

عني وما لي عنهم عوض

أقرضتهم قلبي على ثقة

بهم فما ردّوا الّذي اقترضوا

وله :

أتعجبون من بياض لمّتي

وهجركم قد شيّب المفارقا

فإن تولّت شرتي فطالما

عهدتموني مرخيا غرانقا

لما رأيت داركم خالية

من بعد ما ثوّرتكم الأيانقا

بكيت في ربوعها صبابة

فأنبتت مدامعي شقائقا

(المنتظم ، المختصر في أخبار البشر ، تاريخ ابن الوردي) ومن شعره أيضا :

واتلفي من ساخط معرض

مذ علق القلب به ما رضي

أمرض قلبي طول هجرانه

فديته لو شاء لم يمرض

فدمع عيني ما رقا مذ جفا

وجفنها الساهر لم يغمض

وليس لي من حبّه مهرب

فما احتيالي وبهذا قد قضي

(المستفاد ١٣٤).

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

١١٠

أبو القاسم المروزيّ الكنانيّ القرينينيّ (١).

عالم صيّن.

سمع : أبا بكر محمد بن الحسن بن عبويه الأنباريّ ، وأزدشير بن محمد الهشاميّ.

حدّث في هذا العام ، ولم تضبط وفاته.

روى عنه : الحسن بن عليّ القطّان ، وغيره.

٩١ ـ عبد الرّزّاق بن عمر بن بلدج (٢).

أبو بكر الشّاشيّ المقرئ.

رحل إلى مصر ، وأخذ عن : عبد الباقي بن فارس المقرئ ، وخلف بن أحمد الحوفيّ ، وجماعة.

روى عنه : الحسين بن الحسن بن البنّ ، وأبو الحسن بن المسلم.

وتوفّي رحمه‌الله بدمشق في جمادى الآخرة.

٩٢ ـ عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة (٣).

أبو نصر التّرياقيّ (٤) الهرويّ.

سمع «جامع التّرمذيّ» سوى الجزء الأخير منه (٥) ، وهو من أوّل مناقب ابن عبّاس ، من عبد الجبّار الجراحيّ.

__________________

(١) رسمت في الأصل : «القرينسي» ، والمثبت عن : الأنساب ١٠ / ١٢٦ وفيه : «القرينيني : بفتح القاف وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وبأخرى بين النونين. هذه النسبة إلى القرينين ، وهي بليدة على وادي مرو ، يقال لها : بركدين ، وإنما قيل لها : القرينين لأن في الذكر كان يقرن بينهما وبين مروالروذ.

(٢) انظر عن (عبد الرزاق بن عمر) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ٩٥ رقم ٧٥.

(٣) انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في : الأنساب المتفقة لابن القيسراني ٣٣ ، والأنساب ٣ / ٥٠ ، ومعجم البلدان ٢ / ٢٨ ، واللباب ١ / ٢١٤ ، والعبر ٣ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٠ رقم ١٥٣٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ٩ / ٦ ، ٧ رقم ٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٨.

(٤) الترياقي : بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الراء وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى شيئين أحدهما إلى عمل الترياق وهو شيء ينفع من السموم ويدفعها. والثاني : ينسب إلى ترياق وهي قرية من قرى هراة ، ومنها صاحب الترجمة.

(٥) لوفاته. كما في (الأنساب).

١١١

سمعه منه : المؤتمن السّاجيّ ، وأبو الفتح عبد الملك الكروخيّ.

وترياق : قرية من قرى هراة.

وسمع أبو نصر أيضا من : القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ ، وأبي الفضل الجاروديّ.

وكان ثقة أديبا.

توفّي في رمضان ولد سنة ٩٤ (١).

٩٣ ـ عبد الغنيّ بن بازل (٢).

أبو محمد الألواحيّ (٣) المصريّ.

من بليدة ألواح.

شيخ ، صالح ، فقيه شافعيّ.

رحل ، وسمع : أبا إسحاق الرمليّ ، وأبا الحسن الماورديّ ، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ ، وأبا عثمان البحيريّ.

روى عنه : أبو سعد أحمد بن البغداديّ ، وإسماعيل بن عليّ الحماميّ (٤).

٩٤ ـ عليّ بن عبد الله بن فرح (٥).

أبو الحسن الجذاميّ (٦) الطّليطليّ المقرئ ، خطيب طليطلة.

__________________

(١) في (سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧) : «وعمّر أربعا وتسعين سنة».

(٢) انظر عن (عبد الغني بن بازل) في : الأنساب ١ / ٣٤٢ ، ومعجم البلدان ٥ / مادة : الواحات ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ وفيه : «نازل» بالنون.

(٣) الألواحي : بفتح الألف وسكون اللام وفتح الواو وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى ألواح وهي بلدة بنواحي مصر مما يلي برّيّة طريق المغرب. (الأنساب).

(٤) وقال ابن النجار : كان شيخا صالحا ديّنا حسن الطريقة ، صبورا ، فقيرا. وقرأت في كتاب أبي الفضل كماز بن ناصر بن نصر الحدادي المراغي أنه توفي في الثالث عشر من المحرّم سنة ست وثمانين وأربعمائة ودفن في هذا اليوم ، وصلّى عليه الإمام أبو بكر الشاشي.

قال السبكي : ووقع في تاريخ شيخنا الذهبي أنه توفي سنة ثلاث وثمانين ، والأشبه ما في «تاريخ ابن النجار». (طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ٢٣٧ ، ٢٣٨).

(٥) انظر عن (علي بن عبد الله) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٢١ رقم ٩٠١ ، وجاء في هامش أصله المخطوط : كذا بخطه بالحاء المهملة. أي : «فرح» ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٣٨ رقم ٣٧٣ ، وغاية النهاية ١ / ٥٥٣ ، ٥٥٤ رقم ٢٢٦٠.

(٦) الجذامي : بضم الجيم وفتح الذال المعجمة. هذه النسبة إلى جذام ولخم ، وجذام قبيلتان من=

١١٢

ويعرف بابن الإلبيريّ (١).

أخذ عن : مكّيّ بن أبي طالب ، وعن : أبي القاسم وليد بن العربيّ المقرئ ، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب ، وأبي الربيع بن صهيبة ، ومحمد بن مساور ، وجماعة كثيرة.

وأقرأ النّاس بالرّوايات ، وكان عارفا بها ، عاقلا وقورا ثقة ، صالحا واعظا مذكّرا. قدم قرطبة ، فقدّم إلى الإقراء بجامعها في سنة ثلاث وثمانين ، فأقرأ النّاس بها نحو شهرين ، ومات رحمه‌الله.

ومولده سنة عشر وأربعمائة.

٩٥ ـ عليّ بن محمد بن محمد بن الطّيّب (٢).

أبو الحسن الواسطيّ المغازليّ ، ويعرف بابن الجلّابيّ (٣).

سمع الكثير ، وسمّع ابنه أبا عبد الله. وذيّل «تاريخ واسط» في كراريس.

سمع : عليّ بن عبد الصّمد الهاشميّ ، وأبا غالب بن بشران.

روى عنه : ابنه.

ونزل ليتوضّأ فغرق في دجلة في صفر ببغداد ، وثمّ أحدر إلى واسط (٤).

٩٦ ـ عليّ بن محمد بن عليّ بن الطّرّاح (٥).

أبو الحسن المدير (٦). والد يحيى بن الطّرّاح.

__________________

= اليمن نزلتا الشام ، وجذام هو الصدف بن شوال بن عمرو بن دعمي بن زيد بن حضرموت (الأنساب ٣ / ٢٠٩ ، ٢١٠).

(١) الإلبيري : الألف فيه ألف قطع وليس ألف وصل. وبعضهم يقول : يلبيرة ، وربّما قالوا : لبيرة. وهي نسبة إلى كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي كورة كبيرة قبرة ، بين القبلة والشرق من قرطبة ، بينها وبين قرطبة تسعون ميلا. (معجم البلدان ١ / ٢٤٤).

(٢) انظر عن (علي بن محمد) في : الأنساب ٣ / ٤٠٠.

(٣) الجلّابي : بضم الجيم وتشديد اللام ، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجلّاب.

(٤) وقال ابن السمعاني : من أهل واسط العراق ، كان فاضلا عارفا برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه. رأيت له ذيل التاريخ لواسط وطالعته وانتخبت منه.

(٥) انظر عن (علي بن محمد الطرّاح) في : الأنساب ١١ / ٢٠٠.

(٦) المدير : بضم الميم. هذا الاسم لمن يدير السّجلّات التي حكم بها القاضي على الشهود حتى

١١٣

سمع : أبا القاسم بن بشران ، ومن بعده.

روى عنه : ابنه يحيى ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ وأثنى عليه.

توفّي في ذي الحجّة (١).

٩٧ ـ عيسى بن إبراهيم (٢).

أبو الأصبغ السّرقسطيّ.

روى عن : أبي عمر الطّلمنكيّ ، وغيره.

وكان من أهل المعرفة والأدب والفهم.

حدّث عنه : أبو عليّ بن سكّرة.

ـ حرف القاف ـ

٩٨ ـ القاسم بن عبد الرحمن بن محمد (٣).

أبو سعد الخلقانيّ (٤) النّيسابوريّ.

حدّث عن : ابن محمش ، وأبي عبد الرحمن السّلميّ ، وأبي بكر الحيريّ.

وتوفّي في ربيع الآخر عن ثمانين سنة (٥).

روى عنه : عبد الغافر في «تاريخه».

ـ حرف الميم ـ

٩٩ ـ محمد بن أحمد الخبّاز (٦).

أبو الحسن اللّحّاس البغداديّ.

__________________

= يكتبوا شهادتهم عليها ، ويقال ببغداد لهذا الرجل في ديوان الحكم «المدير».

(١) وقال ابن السمعاني : كان شيخا خيّرا صالحا.

(٢) انظر عن (عيسى بن إبراهيم) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٣٨ رقم ٩٤١.

(٣) انظر عن (القاسم بن عبد الرحمن) في : المنتخب من السياق ٤٢١ ، ٤٢٢ رقم ١٤٣٨ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٧٦ ب.

(٤) الخلقاني : بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بيع الخلق من الثياب ، وغيرها. (الأنساب ٥ / ١٦٣).

(٥) وكان ولد سنة ٤٠٣ ه‍.

(٦) انظر عن (محمد الخباز) في : المنتظم ٩ / ٥٥ رقم ٩١ (١٦ / ٢٩١ رقم ٣٦١٣).

١١٤

عن : أبي الحسن بن رزقويه ، وأبي الحسين بن بشران ، وابن أبي الفوارس.

وعنه : أبو عليّ أحمد بن أحمد بن الخرّاز ، وحفيده أبو المعالي محمد بن محمد.

مات في ثامن رجب (١).

١٠٠ ـ محمد بن إسماعيل بن محمد بن السّريّ بن بنّون بن حميد (٢).

أبو بكر التّفليسيّ (٣) ، ثمّ النّيسابوريّ الصّوفيّ ، المقرئ.

شيخ صالح مستور ، سليم النّفس ، صوفيّ الطّبع (٤).

سمع من : أبي يعلى حمزة المهلّبيّ ، وعبد الله بن بامويه ، وأبي صادق الصّيدلانيّ ، وأبي عبد الرحمن السّلميّ ، وجماعة من أصحاب الأصمّ.

وأملى وحدّث سنين. وكان مولده في سنة أربعمائة في رجبها.

روى عنه : عبد الغافر بن إسماعيل وأثنى عليه (٥) ، وإسماعيل بن المؤذّن ، ووجيه الشّحّاميّ ، وآخرون.

توفّي في سلخ شوّال.

وقد سئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال : شيخ صالح يتبرّك بدعائه. سمع الكثير من المهلّبيّ.

__________________

(١) قال ابن الجوزي : حدّثنا عنه عبد الوهاب وقال : كان رجلا صالحا وكان مزّاحا.

(٢) انظر عن (محمد بن إسماعيل التفليسي) في : الأنساب ٣ / ٦٥ ، ٦٦ ، والمنتخب من السياق ٥٦ رقم ١٠٧ ، والعبر ٣ / ٣٠٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١١ ، ١٢ رقم ٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٣١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٣ وفي الهامش كتب : «ث.

جميل».

(٣) التفليسي : بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وسكون الفاء وكسر اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى تفليس وهي آخر بلدة من بلاد أذربيجان مما يلي الثغر. (الأنساب).

(٤) وقال ابن السمعاني : وكان ثقة صدوقا مكثرا من الحديث. (الأنساب).

والعبارة المثبتة في المتن لعبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب).

(٥) انظر : المنتخب من السياق.

١١٥

١٠١ ـ محمد بن ثابت بن حسن (١).

أبو بكر الخجنديّ (٢) ، أحد فحول المتكلّمين.

كان يعظ ويتكلّم في كلّ فنّ ، ويقع كلامه من القلوب الموقع العظيم.

استوطن أصبهان ونفق على أهلها وصار من رؤساء علمائها ومحتشميهم ، وتفقّه به جماعة في مذهب الشّافعيّ ، وانتشر ذكره ، وولي تدريس نظاميّة أصبهان (٣).

وتفقّه على أبي سهل الأبيورديّ (٤). وحدّث عن والده.

وتوفّي في ذي القعدة.

ـ محمد بن الحسين.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن ثابت) في : المنتخب من السياق ٦٨ ، ٦٩ رقم ١٤٤ ، والعبر ٣ / ٣٠٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٤ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٨١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٥٠ ، ٥١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٨.

(٢) الخجنديّ : بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الدال ، هذه النسبة إلى خجند ، وهي بلدة كبيرة كثيرة الخير على طرف سيحون من بلاد المشرق ويقال لها بزيادة التاء خجندة أيضا. (الأنساب ٥ / ٥٢).

(٣) وقال ابن السمعاني : إمام غزير الفضل ، حسن السيرة ، تفقّه فبرع في الفقه حتى صار من جملة رؤساء الأئمّة حشمة ونعمة وتخرّج به وبكلامه جماعة من أهل العلم ، وانتشر علمه في الآفاق ، وولاه نظام الملك مدرسته التي بناها بأصبهان ، درّس الفقه بها مدّة ، وكانت له يد باسطة في النظر والأصول.

وقال السبكي : وأظنّه صاحب كتاب «زواهر الدرر في نقض جواهر النظر» ، وهذا الكتاب يرويه فخر الإسلام الشاشي ، عنه. رواه عباد بن سرحان بن مسلم بن سيد الناس من فضلاء المغرب. دخل بغداد وسمع بها من رزق الله بن التميمي وغيره. وقد روى هذا الكتاب عن الشاشي عنه. ذكر ذلك ابن الصلاح في ترجمة الشاشي ، وقد أخلّ ابن النجار في الذيل بذكر الخجنديّ. مع ذكر ابن السمعاني له ، ونقل القاضي مجلي في ذخائره وجهين عن روضة المناظر للخجندي ، وما أراه إلا هذا ، فيمن نذر صلاة مؤقتة وأخرجها عن وقتها هل تقبل ، ولكن المذهب أنها لا تقبل ، وهذا الوجه المستغرب ذكره الشيخ أبو إسحاق في النكت احتمالا لنفسه. وفي فتاوى ابن الصبّاغ أن واقعة وقعت بأصبهان وهي حاكم حكم بقياس ثم ظهر له أنه منصوص بنص يوافق ما حكم به ، فأفتى الخجنديّ بأن الحكم نافذ. وقال ابن الصباغ : نافذ من حين الحكم. قال السبكي : وقد ثبت في كتاب «الأشباه والنظائر» أن ما قاله الخجنديّ أصح. (طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ٥١).

(٤) الأبيورديّ : بفتح الألف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى أبيورد وهي بلدة من بلاد خراسان. وقد ينسب إليها الباوردي. (الأنساب ١ / ١٢٨).

١١٦

أبو بكر البخاريّ الفقيه. هو خواهرزاده ، تقدّم ذكره (١).

١٠٢ ـ محمد بن سهل بن محمد بن أحمد (٢).

أبو نصر الشّاذياخيّ (٣) السّرّاج.

كان أسند من بقي بنيسابور.

سمع : أبا نعيم عبد الملك بن الحسن ، وعبد الله بن يوسف بن مامويه ، والإمام سهل الصّعلوكيّ ، وابن محمش ، وجماعة.

روى عنه : ابن طاهر المقدسيّ ، وإسماعيل بن محمد الحافظ ، وعبد الله بن الفراويّ ، ومحمد بن جامع خيّاط الصّوف ، وآخرون ، والحافظ عبد الغافر وقال : شيخ نظيف طريف ، مختصّ بمجالس الصّاعديّة للمنادمة والخدمة.

سمع الكثير.

وتوفّي في صفر وله تسعون سنة.

١٠٣ ـ محمد بن عبد الله بن محمد (٤).

أبو نصر الأصبهانيّ المعروف بالصّيقل (٥).

قدم بغداد حاجّا ، فحدّث بها عن : الحسين بن إبراهيم الجمّال ، وأبي الحسين بن فاذشاه ، وأبي ذرّ محمد بن إبراهيم الصّالحانيّ.

كتب عنه أبو بكر ابن الخاضبة.

__________________

(١) انظر الترجمة رقم (٨٨).

(٢) انظر عن (محمد بن سهل) في : المنتخب من السياق ٦٤ رقم ١٢٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٠ رقم ١٥٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٢٩ رقم ٢٦٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، والعبر ٣ / ٣٠٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٩.

(٣) الشاذياخي : بفتح الشين المعجمة ، والذال المعجمة الساكنة ، والياء المفتوحة المنقوطة باثنتين من تحتها بين الألفين ، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى موضعين أحدهما إلى باب نيسابور ، مثل قرية متصلة بالبلد ، بها دار السلطان. وثانيهما : شاذياخ قرية ببلخ على أربعة فراسخ منها. (الأنساب ٧ / ٢٤٠ ، ٢٤١ و ٢٤٢).

أما ياقوت فقال بكسر الذال المعجمة.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) الصّيقل : بفتح الصاد المهملة ، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وبفتح القاف ، وفي آخرها اللام ، وقد تلحق الياء في آخرها للنسبة إليها ، وهذه النسبة إلى صقال الأشياء الحديدية كالسيف والمرآة والدرع وغيرها. (الأنساب ٨ / ١٢٥).

١١٧

وروى عنه : ابن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وعبد الملك بن عليّ بن يوسف ، وغيرهم.

ذكره ابن النّجّار.

١٠٤ ـ محمد بن عليّ بن الحسن (١).

أبو طالب بن الواسطيّ ، الكرخيّ ، البزّاز ، النّيليّ ، (٢) التّاجر ، السّفّار.

سمع ، وكتب بخطّه ، وحدّث بنيسابور وهراة.

وسمع : ابن غيلان ، وأبا محمد الخلّال ، وأبا الطّيّب الطّبريّ ، وأبا القاسم التّنوخيّ ، وجماعة.

روى عنه : المؤتمن السّاجيّ ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق ، وأبو البركات عبد الله بن الفراويّ.

ومات بنيسابور.

١٠٥ ـ محمد بن محمد بن جهير (٣).

الوزير فخر الدّولة (٤) أبو نصر التّغلبيّ (٥) ، مؤيّد الدّين. ناظر ديوان حلب ،

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي) في : المنتظم ٩ / ٥٤ رقم ٨٨ (١٦ / ٢٩١ رقم ٣٦١٠).

(٢) النّيلي : بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى النيل ، وهي بليدة على الفرات بين بغداد والكوفة. (الأنساب ١٢ / ١٨٦).

(٣) انظر عن (محمد بن محمد بن جهير) في : الأنساب ٣ / ٣٩٦ ، والمنتظم ٩ / ٥٤ رقم ٨٧ (١٦ / ٢٩٠ ، ٢٩١ رقم ٣٦٠٩) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ٢٠١ ، ٢٠٢ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٣ ، ٥٧ ـ ٥٩ ، ١٠٩ ـ ١١١ ، ١٢٩ ، ١٣٤ ـ ١٣٦ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٥٨ ، ١٨٢ ، ١٨٣ ، واللباب ١ / ٣١٨ ، وتاريخ دولة آل سلجوق ٨٠ ، ووفيات الأعيان ٥ / ١٢٧ ـ ١٢٤ ، والفخري ٢٩٣ ـ ٢٩٥ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٩ ، ٢١٠ ، ٢١٣ ـ ٢١٥ ، ٢١٨ ، وزبدة الحلب ٢ / ٨٤ ، ٨٥ ، ١٠٨ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٧٠ ، وتاريخ الفارقيّ (انظر فهرس الأعلام) ٣٠٤ ، والأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ٤٨ ، ١٠٣ ، ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٣٦٣ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، ٣٧٠ ، ٣٧١ ، ٣٩٢ ـ ٣٨٤ ، ٣٨٦ ، ٣٨٩ ـ ٣٩٣ و ٤٠٤ وق ٢ / ٥٥٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٩ ، والعبر ٣ / ٣٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٠٨ ، ٦٠٩ رقم ٣٢٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٤ ، والوافي بالوفيات ١ / ١٢٢ ـ ١٢٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٦ ، ١٣٧ ، وتاريخ ابن خلدون ٤ / ٣٢٠ ، ٣٢١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٣٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٩ ، ٣٧٠ ، والأعلام ٧ / ٢٢.

(٤) في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٠٨ «فخر الدين».

(٥) هكذا في الأصل والعبر ٣ / ٣٠٤ ، أما في سير أعلام النبلاء «الثعلبي» ومثله في وفيات الأعيان ، وغيره.

١١٨

ووزير ميّافارقين.

كان من رجال العالم حزما ودهاء ورأيا. سعى إلى أن قدم بغداد ، وتوصّل إلى أن ولي وزارة أمير المؤمنين القائم بأمر الله في سنة أربع وخمسين وأربعمائة. ودامت دولته مدّة.

ولمّا بويع المقتدي بالله أقرّه على الوزارة عامين ، ثمّ عزله في حدود سنة سبعين.

وفي سنة ستّ وسبعين استدعاه السّلطان ملك شاه ، فعقد له على ديار بكر ، وسار معه الأمير أرتق بن أكسب صاحب حلوان. فلمّا وصلوا فتح زعيم الرؤساء أبو القاسم بن الوزير أبي نصر مدينة آمد ، بعد أن حاصرها حصارا شديدا.

ثمّ فتح أبوه فخر الدّولة ميّافارقين بعد أشهر.

وكان رئيسا جليلا ، مدحه الشّعراء ، وعاش نيّفا وثمانين سنة. وتوفّي بالموصل. وكان قد قدمها متولّيا من جهة ملك شاه في سنة اثنتين وثمانين.

وكان الخليفة قد أعاده إلى الوزارة مدّة ، قبل سنة ثمانين ، وفي حدودها.

وولد في ثالث المحرّم سنة اثنتين وأربعمائة.

قال ابن النّجّار في «تاريخه» : ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذانيّ أنّه نشأ بالموصل ، وبها ولد. وكان مشتغلا بالتّجارة. ثمّ تركها.

وصحب قراوش بن المقلّد بن المسيّب أمير عبادة. فلمّا قبض الأمير بركة على أخيه قرواش قرب منه أبو نصر ، وأنفذه رسولا إلى القسطنطينيّة.

ثمّ كاتبه ابن مروان صاحب ديار بكر ، فورد عليه ووزر له في أوّل سنة ستّ وأربعين وأربعمائة ، وذلك في آخر أيّام ابن مروان. فاستولى أبو نصر على الأمور ، ووصل إلى ما لم يصل إليه غيره بشهامته وإقدامه على صعاب الأمور ، فأقام الهيبة ، وأكثر العطاء والبذل. وكاتبه ملوك الأطراف بالشّيخ الأجلّ النّاصح كافي الدّولة. ومدحه الشّعراء ، وقصده العلماء. فلمّا مات ابن مروان سنة ثلاث وخمسين أقام ولده نصر بن أبي نصر في الإمرة ، فحاربه إخوته سعيد ، وأبو الفوارس ، واختلفوا ، فسفّر أبو نصر أمواله ، وكاتب القائم في وزارته ، وبذل له

١١٩

ثلاثين ألف دينار ، فخرج إليه طراد النّقيب ، وأظهر أنّه في رسالة إلى ابن مروان ، فلمّا عاد طراد من ميّافارقين خرج ابن جهير لتوديعه ، فصحبه إلى بغداد ، ومعه ولداه عميد الدّولة أبو منصور محمد ، وزعيم الرؤساء أبو القاسم ، فتلقّاه أرباب الدّولة. ووزر للقائم ، ولقّبه فخر الدّولة. وكانت الخطبة بالشّام جميعه إلى عانة تقام للمصريّين ، فكاتب فخر الدّولة أهل دمشق ، وبني كلب ومحمود بن الرّوقليّة (١) صاحب حلب والمتميّزين بها وجماعتهم أصدقاؤه ، يدعوهم إلى الدّعوة العبّاسية ، فأجابوه ، وجاءت رسلهم بالطّاعة.

قال : وعزل القائم في سنة ستّين ، وأخرج من بغداد ، ورشّح للوزارة أبو يعلى كاتب هزارسب ، وطلب من همدان ، فأتته المنية بغتة لسعادة ابن جهير فطلبه القائم وأعاده إلى الوزارة. وبقي إلى أن عزل في أول سنة سبعين ، فإنّ السّعاة سعت بينه وبين نظام الملك وزير السّلطان ، فكلّف النّظّام السّلطان أن يكتب إلى الخليفة يطلب منه أن يعزل ابن جهير ، فعزله. ثمّ صارت الوزارة إلى ولده عميد الدّولة.

قال محمد بن أبي نصر الحميديّ : حدّثني أبو الحسن محمد بن هلال بن الصّابيء : حدّثني الوزير فخر الدّولة بن جهير : حدّثني نصير الدّولة أبو نصر صاحب آمد وميّافارقين قال : كان بعض مقدّمي الأكراد معي على الطّبق ، فأخذت حجلة مشويّة ، فناولته ، فأخذها وضحك.

فقلت : ممّ تضحك؟

قال : خبر.

فألححت عليه ، ودافع عن الجواب ، حتّى رفعت يدي وقلت : لا آكل حتّى تعرّفني.

فقال : شيء ذكّرتنيه الحجلة ، كنت أيّام الشّباب قد أخذت تاجرا وما معه ،

__________________

(١) هكذا في الأصل بالراء المهملة. ويأتي في بعض المصادر بالزاي المعجمة.

١٢٠