منار الهدى في النصّ على إمامة الأئمّة الإثني عشر

الشيخ علي البحراني

منار الهدى في النصّ على إمامة الأئمّة الإثني عشر

المؤلف:

الشيخ علي البحراني


المحقق: السيد عبدالزهراء الخطيب
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار المنتظر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٢٠

ومنتقما من الجاحدين لحقهم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) (١).

وقال : حدثنا احمد بن زياد قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن ابي الحسن علي بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : (انا سيد من خلق الله وانا خير من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وانبياء الله المرسلين ، وانا صاحب الشفاعة والحوض الشريف ، وانا وعلي ابوا هذه الأمة من عرفنا فقد عرف الله عزوجل ومن انكرنا فقد انكر الله عزوجل ، ومن علي سبطا امتي وسيدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين ، ومن ولد الحسين (عليه‌السلام) تسعة طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي تاسعهم قائمهم ومهديهم) (٢).

وقال : حدثنا ابي (رضي الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن ابان بن خلف عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال : دخلت على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) واذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول : (انت سيد ابن سيد انت امام ابن امام اخو امام ابو ائمة ، انت حجة ابن حجة ابو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم) (٣).

ومثل هذه الأخبار من طرق اصحابنا ذكر جميعه يحتاج الى كتاب مفرد اضعاف كتابنا هذا ، وكلها كما تصرح بامامة ائمتنا الاثني عشر ، وتنص على خلافتهم وقصر الامامة فيهم دون غيرهم ، تنادي بعصمتهم عن الخطأ

__________________

(١) أيضا ٢٥٣.

(٢) أيضا ٢٥٤.

(٣) أيضا ٢٥٥.

٦٨١

ولزومهم الحق حيث نطقت بان طاعتهم طاعة الله وطاعة رسوله ، والتمسك بهم موجب للنجاة وكل ذلك دال على العصمة كما قررنا سابقا.

وروى الصدوق أيضا من طريق الخصم ما يقارب هذا المعنى عن ابن مسعود وجابر بن سمرة بطرق متعددة نحن نقتصر على ذكر بعض منها قال (رحمه‌الله) حدثنا احمد بن الحسن القطان قال : حدثنا ابو عبد الله احمد بن محمد بن ابراهيم بن ابي الرجا (١) البغدادي قال : حدثنا محمد بن عبدوس الحراني قال : حدثنا عبد الغفار بن الحكم قال : حدثنا منصور بن ابي الأسود عن مطرف عن الشعبي عن عمه قيس بن عبيد قال : كنا جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود فجاء اعرابي فقال : ايكم عبد الله قال عبد الله بن مسعود : انا عبد الله قال : هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من خلفاء قال : نعم اثنى عشر عدة نقباء بني اسرائيل (٢).

قال : (رحمه‌الله) حدثنا ابو علي احمد بن الحسن بن علي عبدويه قال : حدثنا ابو يزيد محمد بن يحيى بن خلف المروزي الرقي في شهر ربيع الأول سنة الثانية والثلاثمائة قال : حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين المعروف بإسحاق بن راهويه قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : حدثنا هشام بن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه اذ يقول له شاب : هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة قال : انك لحدث السن وان هذا ما سألني عنه احد قبلك ، نعم عهد إلينا نبينا (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) انه يكون من بعده اثنى عشر خليفة بعدد نقباء بني اسرائيل (٣).

__________________

(١) في الاكمال «الرجال» بدل «الرجا»

(٢) اكمال الدين ٢٦٥.

(٣) أيضا ٢٦٥.

٦٨٢

وقال : حدثنا احمد بن الحسن القطان قال : حدثنا ابو علي محمد بن علي بن اسماعيل السكري المروزي قال : حدثنا سهل بن عمار النيسابوري قال : حدثنا عمرو بن رزين بن عبد الله قال : حدثنا سفيان عن سعيد بن عمر عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : جئت مع ابي الى المسجد ورسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) يخطب فسمعته يقول : (يكون من بعدي اثني عشر) يعني اميرا ثم خفض من صوته فلم ادر ما يقول فقلت لأبي ما قال : قال قال : (كلهم من قريش) (١).

وقال (رحمه‌الله) حدثنا عبد الله بن محمد الصائغ قال : حدثني ابو الحسن احمد بن محمد بن يحيى القصراني قال : حدثني ابو علي بشر بن موسى بن صالح قال : حدثنا ابو الوليد خلف بن الوليد البصري عن اسرائيل عن سماك قال : سمعت جابر بن سمرة السوري يقول : سمعت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) يقول : (يقوم من بعدي اثنى عشر اميرا) ثم تكلم بكلمة لم افهمها فسألت القوم قالوا : قد قال : (كلهم من قريش) (٢) نحمد الله الذي سدد مذهبنا وافلج حجتنا وارشدنا الى سبيل الهدى.

وهذه خطبة امير المؤمنين التي اشتملت على كثير من المطالب التي تكلمنا فيها روى ابراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات (٣) عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندب عن ابيه قال خطب علي (عليه‌السلام) بعد فتح

__________________

(١) أيضا ٢٦٧.

(٢) اكمال الدين ٢٦٧.

(٣) نقلها ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ٦ / ٩٤ عن كتاب الغارات للثقفي وانظر الغارات ص ٣٠٢ والظاهر من رواية الثقفي ان هذا الخطاب قرء بالنيابة عن امير المؤمنين (عليه‌السلام).

٦٨٣

مصر وقتل محمد بن ابي بكر فقال : (اما بعد فان الله بعث محمدا نذيرا للعالمين وامينا على التنزيل شهيدا على هذه الأمة وانتم معاشر العرب يومئذ على شردين ، وفي شردار ، منيخون على حجارة خشنة ، وحيات صم ، وشوك مبثوث في البلاد ، وتشربون الماء الخبيث ، وتأكلون الطعام الخبيث ، تسفكون دماءكم ، وتقتلون اولادكم ، وتقطعون ارحامكم ، وتأكلون اموالكم بينكم بالباطل ، سبلكم خائفة ، والأصنام فيكم منصوبة ، ولا يؤمن اكثركم كم بالله الا وهم مشركون ، فمن الله عزوجل عليكم بمحمد فبعثه الله إليكم رسولا من انفسكم بلسانكم فعلمكم الكتاب والحكمة والفرائض والسنة ، وامركم بصلة ارحامكم ، وحقن دمائكم ، وصلاح ذات البين ، وان تؤدوا الأمانات الى اهلها ، وان توفوا بالعهد ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها ، وان تعاطفوا وتباروا وتباذلوا وتراحموا ، ونهاكم عن التناهب والتظالم والتحاسد والتباغي والتقاذف ، وعن شرب الحرام ، وبخس المكيال ، ونقص الميزان ، وتقدم إليكم الا تزنوا ولا تربوا ولا تأكلوا اموال اليتامى ظلما ولا تعثوا في الأرض مفسدين ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ، وكل خير يدنى الى الجنة ويباعد من النار امركم به ، وكل شر يدنى الى النار ويباعد من الجنة نهاكم عنه ، فلما استكمل مدته توفاه الله سعيدا حميدا فيا لها مصيبة خصت الأقربين ، وعمت المسلمين ، ما اصيبوا قبلها بمثلها ولن يعاينوا بعدها اختها ، فلما مضى لسبيله تنازع المسلمون الأمر بعده ، فو الله ما كان يلقى في روعي (١) ولا يخطر ببالي ان العرب تعدل هذا الأمر بعد محمد عن اهل بيته ، ولا انهم منحوه عني ، فما راعني (٢) الا انثيال الناس على أبي بكر واجفالهم (٣) ليبايعوه ، فامسكت يدي (٤) ورأيت اني احق بمقام محمد (صلى الله

__________________

(١) الروع بضم الراء ـ : الخلد.

(٢) راعني : افزعني تقول للشيء الذي يفجؤك ما راعني الا كذا.

(٣) اجفالهم : ذهابهم مسرعين.

(٤) امسكت يدي : اي امتنعت من البيعة.

٦٨٤

عليه وآله وسلم) في الناس ممن تولي الأمر من بعده ، فلبثت بذاك ما شاء الله حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الاسلام تدعوا الى محق دين (١) الله ، وملة محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فخشيت ان لم انصر الاسلام واهله ان ارى فيه ثلما وهدما يكون المصاب بهما علي اعظم من فوت ولاية اموركم التي انما هي متاع ايام قلائل ثم تزول وما كان منها كما يزول السراب ، وكما ينقشع السحاب ، فمشيت عند ذلك الى ابي بكر فبايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون (٢) ، فتولى ابو بكر تلك الأمور وسدد وقارب واقتصد ، وصحبته مناصحا واطعته فيما اطاع الله فيه جاهدا ، وما طمعت ان لو حدث به حدث وانا حي ان يرد الى الأمر الذي بايعته فيه طمع مستيقن ، ولا يئست منه يأس من لا يرجوه ، ولو لا خاصة ما كان بينه وبين عمر لظننت انه لا يدفعها عني ، فلما احتضر بعث الى عمر فولاه فسمعنا وأطعنا وناصحنا ، وتولى عمر الأمر فكان مرضي السيرة ، ميمون النقيبة ، حتى اذا احتضر قلت في نفسي ، لن يعد لها عني وليس بدافعها لغيري فجعلني

__________________

(١) محق الدين ابطاله.

(٢) وذلك ما حاصله ان بعض المرتدين من العرب ارادوا بيات المدينة وبلغ المسلمين ذلك فاستعدوا للأمر فخرج علي (عليه‌السلام) بنفسه مع المسلمين لحمايتها وكان على نقب من انقابها فما لبثوا الا قليلا حتى طرق القدم المدينة غارة مع الليل فما ذر قرن الشمس الا وقد ولوهم الأدبار وغلبوهم على عامة ظهرهم ورجعوا ظافرين فهذا ما اشار إليه (عليه‌السلام) وكأنه جواب لمن يقول انه عمل لأبي بكر وجاهد بين يديه فبين عذره في ذلك وقال انه لم يكن كما ظنه القائل ولكنه من باب دفع الضرر عن الدين والمسلمين وهذا واجب على كل حال ونقله ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٧ / ١٥٤ عن تاريخ الطبري وانظر تاريخ الطبري ٣ / ٢٤٤ ط الاستاذ محمد ابو الفضل ابراهيم حوادث ١١ سنة ١١.

٦٨٥

سادس ستة فما كانوا لولاية واحد منهم اشد كراهية لولايتي عليهم ، كانوا يستمعون عند وفاة رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) احاج (١) أبا بكر واقول يا معشر قريش انا اهل البيت احق بهذا الأمر منكم أما كان فينا من يقرأ القرآن ويعرف السنة ويدين يدين الحق فخشى القوم ان انا وليت عليهم الا يكون لهم من نصيب ما بقوا فاجمعوا اجماعا واحدا فصرفوا الولاية الى عثمان واخرجوني منها رجاء ان ينالوها ويتداولوها اذ يئسوا ان ينالوها من قبلي ، ثم قالوا هلم فبايع والا جاهدناك فبايعت مستكرها وصبرت محتسبا فقال قائلهم : يا بن ابي طالب انك على هذه الأمر لحريص فقلت : انتم احرص مني وابعد أينا احرص انا الذي طلبت تراثي وحقي الذي جعلني الله ورسوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) اولى به أم انتم حين تضربون وجهي دونه وتحولون بيني وبينه ، فبهتوا والله لا يهدي القوم الظالمين ، اللهم اني استعينك (٢) على قريش فانهم قطعوا رحمي واكفئوا إنائي (٣) وصغروا منزلتي واجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم فسلبونيه ثم قالوا الا ان في الحق ان تأخذه وفي الحق ان تمنعه فاصبر كمدا أو مت اسفا (٤) فنظرت فاذا ليس معي رافد ولا ذاب ولا ناصر ولا مساعد الا اهل بيتي فضننت بهم عن المنية ، فاغضيت على القذى وتجرعت ريقي على الشجى ، وصبرت من كظم الغيظ على امر من العلقم ، والم للقلب من حزّ الشفار ، حتى اذا نقمتم على عثمان اتيتموه فقتلتموه ، ثم جئتموني لتبايعوني فابيت عليكم وامسكت يدي فنازعتموني وبسطتم يدي فكففتها ، ومددتموها فقبضتها وازدحمتم علي حتى ظننت ان بعضكم قاتل بعض ، أو انكم قاتلي ، فقلتم بايعنا لا نجد

__________________

(١) في شرح النهج «لجاج».

(٢) وفيه «استعديك».

(٣) وفيه «واضاعوا إياي».

(٤) وفيه «اسفا حنقا».

٦٨٦

غيرك ، ولا نرضى الا بك بايعنا لا نفترق ولا نختلف فبايعتكم ودعوت الناس الى بيعتي ، فمن بايع طوعا قبلته ومن ابى لم اكرهه وتركته ، فبايعني فيمن بايعني طلحة والزبير ولو ابيا ما اكرهتهما كما لم اكره غيرهما فما لبثا الا يسيرا حتى بلغني عنهما انهما خرجا من مكة متوجهين الى البصرة في جيش ما منهم رجل الا قد اعطاني الطاعة ، وسمح لي بالبيعة ، فقدما على عاملي ، وخزان بيت مالي وعلى اهل مصري الذين كلهم على بيعتي وفي طاعتي فشتتوا كلمتهم وافسدوا جماعتهم ، فقتلوا طائفة منهم غدرا وطائفة صبرا ومنهم طائفة غضبوا لله فشهروا سيوفهم ، وضربوا بها حتى لقوا الله عزوجل صادقين ، والله لو لم يصيبوا منهم الا رجلا واحدا معتمدين لقتله لحل به قتل ذلك الجيش باسره ، فدع ما انهم قتلوا من المسلمين اكثر من العدة التي دخلوا بها عليهم وقد أدال الله منهم فبعدا للقوم الظالمين ، ثم اني نظرت في أمر أهل الشام فاذا اعراب أحزاب وأهل طمع جفاة طغاة يجتمعون من كل أوب ممّن كان ينبغي ان يؤدب وان يولي عليه ، ويؤخذ علي يديه ، ليسوا من المهاجرين ولا الأنصار ولا التابعين باحسان ، فسرت إليهم فدعوتهم الى الطاعة والجماعة فابوا الا شقاقا وفراقا ، ونهضوا في وجوه المسلمين ينظمونهم بالنبل ، ويشجرونهم (١) بالرماح ، فهناك نهدت (٢) إليهم بالمسلمين فقاتلتهم ، فلما اعضهم السلاح ووجدوا الم الجراح رفعوا المصاحف يدعونكم الى ما فيها ، فأنبئكم انهم ليسوا بأهل دين ولا قرآن ، وانهم رفعوها مكيدة وخديعة وو هنا وضعفا فامضوا على حقكم وقتالكم ، فابيتم علي وقلتم : اقبل منهم فان اجابوا الى الكتاب جامعونا على ما نحن عليه من الحق ، وان ابوا كان اعظم لحجتنا عليهم ، فقبلت منهم ، وكففت

__________________

(١) يشجرونهم بالرماح : يطعنونهم.

(٢) نهدت : نهضت.

٦٨٧

عنهم ، فكان الصلح بينكم وبينهم على رجلين يحييان ما احيى القرآن ، ويميتان ما أمات القرآن ، فاختلف رأيهما ، وتفرق حكمهما ونبذا ما في القرآن ، وخالفا ما في الكتاب ، فجنبهما الله السداد ودلاهما في الضلالة ، فانحرفت فرقة منا فتركناهم ما تركونا حتى اذا عاثوا في الأرض يقتلون ويفسدون أتيناهم فقلنا ادفعوا إلينا قتلة اخواننا ثم كتاب الله بيننا وبينكم ، قالوا : كلنا قتلهم ، وكلنا استحل دماءهم وشدت علينا خيلهم ورجالهم وصرعهم الله مصارع الظالمين ، فلما كان ذلك من شأنهم امرتكم ان تمضوا من فوركم ذلك الى عدوكم فقلتم : كلت سيوفنا ، ونفذت نبالنا ، ونصلت اسنة رماحنا ، وعاد اكثرها قصدا (١) فارجع بنا الى مصرنا لنستعد باحسن عدتنا فاذا رجعت زدت في مقاتلنا بعدد من هلك منا وفارقنا فان ذلك اقوى لنا على عدونا فاقبلت بكم حتى اذا اظللتم على الكوفة امرتكم ان تنزلوا بالنخيلة ، وان تلزموا معسكركم ، وان تضموا قواصيكم ، وان توطنوا على الجهاد انفسكم ، ولا تكثروا زيارة ابنائكم ونسائكم ، فان اهل الحرب لمصابروها ، واهل التشمير فيها الذين لا يتفادون من سهر ليلهم ، ولا ظمأ نهارهم ، ولا خمص بطونهم ، ولا نصب أبدانهم ، فنزلت طائفة منكم معي معذرة ، ودخلت طائفة منكم المصر عاصية فلا من بقي منكم صبر ، وثبت ولا من دخل المصر عاد ورجع ، فنظرت الى معسكري وليس فيه خمسون رجلا فلما رأيت ما اتيتم دخلت إليكم ، فلما اقدر على ان تخرجوا الى يومنا هذا فما تنتظرون؟ أما ترون اطرافكم قد انتقصت والى مصركم قد فتحت؟ والى شيعتي بها قد قتلت؟ والى مسالحكم تعرى؟ والى بلادكم تغزى؟ وانتم ذوو عدد كثير وشوكة وبأس شديد ، فما بالكم يا لله انتم فمن اين تؤتون! وما لكم تؤفكون ولو انكم عزمتم واجمعتم لم تراموا ، الا ان القوم تراجعوا

__________________

(١) القصد جمع قصدة وهي القطعة المتكسرة.

٦٨٨

وتناشبوا وتناصحوا وانتم قد ونيتم وتغاششتم وافترقتم ما انتم عندي على هذا بسعداء فانتهوا واجمعوا على حقكم وتجردوا لحرب عدوكم قد بدت الرغوة عن الصريح وبين الصبح لذي عينين انما تقاتلون الطلقاء وابناء الطلقاء ، واولى الجفاء من اسلم كرها وكان لرسول الله أنف (١) الاسلام كله حربا ، اعداء الله والسنة والقرآن ، واهل البدع والأحداث ، ومن كان بوائقة تتقى وكان على الاسلام مخوفا أكلة الرشا ، وعبدة الدنيا لقد انهى الي ان ابن النابغة لم يبايع معاوية حتى اعطاه وشرط له أتية هي اعظم مما في يده من سلطانه ، الا صفرت يد هذا البائع دينه بالدنيا ، وخزيت امانة هذا المشترى نصرة فاسق غادر باموال المسلمين ، وان فيهم من شرب فيكم الخمر وجلد الحد ، يعرف بالفساد في الدين ، وبالفعل السيئ ، وان فيهم من لم يسلم حتى رضخ له رضيخة (٢) فهؤلاء قادة القوم ومن تركت ذكر مساويه من قادتهم مثل من ذكرت منهم ، بل هو شر ويود هؤلاء الذين ذكرت لو ولوا عليكم فاظهروا فيكم الكفر والفساد والفجور والتسلط بجبرية ، واتبعوا الهوى وحكموا بغير الحق ، ولأنتم على ما كان فيكم من تواكل وتخاذل خير منهم واهدى سبيلا ، فيكم العلماء والفقهاء والنجباء والحكماء ، وحملة الكتاب ، والمتهجدون بالأسحار ، وعمار المساجد بتلاوة القرآن ، أفلا تسخطون وتهتمون ان ينازعكم [الولاية عليكم سفهاؤكم ، والأشرار الأرذال منكم فاسمعوا قولي ، واطيعوا] (٣) امري فو الله لأن اطعتموه لا تغووا ، وان عصيتموه لا ترشدوا خذوا للحرب اهبتها واعدوا عدتها ، فقد شبت نارها ، وعلا سناؤها ، وتجرد لكم فيها الفاسقون كي يعذبوا عباد الله ، ويطفئوا نور الله ،

__________________

(١) انف كل شيء اوله.

(٢) الرضيخة : العطية القليلة تعطى للانسان يصانع عن شيء آخر يطلب منه كالأجر والمراد قوم من المؤلفة قلوبهم اسلموا بعد الفتح.

(٣) ما بين المعقوفين ساقط من المتن.

٦٨٩

الا انه ليس أولياء الشيطان من اهل الطمع والمكر والجفاء بأولي بالجد في غيهم وضلالهم من اهل البر والزهادة والأخبات في حقهم وطاعة ربهم ، والله لو لقيتهم فردا وهم ملأ الأرض ما باليت ، ولا استوحشت ، واني من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي نحن فيه لعلى ثقة وبينة ويقين وبصيرة واني الى لقاء ربي لمشتاق ، ولحسن ثوابه لمنتظر ، ولكن اسفا يعتريني وحزنا ان يلي امر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعبادة خولا ، والفاسقين حزبا ، وايم الله لو لا ذلك لما اكثرت تأنيبكم (١) ، وتحريضكم ولتركتكم اذ ونيتم (٢) حتى القاهم بنفسي متى حم الى لقائهم ، فو الله اني لعلى الحق ، واني للشهادة لمحب ، فانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون) (٣) ولا تثاقلوا الى الأرض فتقروا (٤) بالخسف (٥) وتبوروا بالذل ، ويكن نصيبكم الأخسر ان اخا الحرب اليقظان ، ومن ضعف اودي ، ومن ترك الجهاد كان كالمغبون المهين.

اللهم اجمعنا واياهم على الهدى وزهدنا واياهم في الدنيا ، واجعل الآخرة خيرا لنا ولهم من الأولى.

انتهت الخطبة الجليلة واولها المشتمل على ذكر الثلاثة مصرح بنصب الله ورسوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) امير المؤمنين إماما وخليفة ، وان الخلافة

__________________

(١) التأنيب : اشد اللوم.

(٢) ونيتم : فترتم.

(٣) التوبة : ٤١. والفاء من كلام الامام متصلة بالآية الكريمة.

(٤) تثاقلوا ـ بالتشديد ـ اصله تثاقلوا.

(٥) تقرّوا بالخسف : تعترفوا بالضيم وتبوروا : تهلكوا وفي رواية نهج البلاغة «تبوءوا» اي ترجعون به.

٦٩٠

ميراثه من النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، وهو قوله (عليه‌السلام) (انا الذي طلبت تراثي وحقي الذي جعلني الله ورسوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) اولى به) وهو نص مذهب اصحابنا الامامية وابن ابي الحديد يروى هذه الخطبة ويصححها ويعدل عما اشتملت عليه فلا يعمل به ، ولا يلتفت إليه كما هي عادته فيما يدل على مذهب الحق ويهدى الى سبيله ، من الأعراض عنه ، وترك دليله ، وصرح انه لم يبايع أبا بكر الا لخوفه على الاسلام من ارتداد من ارتد من العرب لا لأنه صحيح الامامة والا لبايعه قبل ذلك ، وصرح بان السبب الذي دعا القوم الى منعه من الخلافة علمهم انه اذا وليها لن ينالوها ابدا ، واذا كانت في غيره رجوا تداولها بينهم ، وصرح أيضا بانه بايع عثمان مستكرها حين قال له القوم : بايع والا جاهدناك ولم يجد عليهم ناصرا ، وصرح ان اولئك الجماعة من الظلمة حيث قال بعد ذكر حديثهم معه فبهتوا والله لا يهدي القوم الظالمين ، وهم في الحكم عند الخصوم سواء وكذا عندنا.

واما قوله في ابي بكر سدد وقارب واقتصد فنحن نقول بذلك فان أبا بكر لم يكن كثير الظلم للرعية ولسنا نقول انه مثل عثمان في احداثه ومعاوية في ظلم الناس وانما الداء الدوي فيه قعوده في منصب غيره بعلم منه وكذلك قوله (عليه‌السلام) في عمر فكان مرضى السيرة ميمون النقيبة يريد انه كان عند الناس كذلك ، وكان مراده من وصف الرجلين مقابلتهما بعثمان ليبين ان سيرتهما كانت مرضية عند المخاطبين بخلاف عثمان فانه كان غير مرضي السيرة وظهر منه ما اوجب عند العامة قتله بما نقموه عليه من افعاله مع ما في ذلك من التقية واستصلاح العامة بمدح الرجلين وابطال دعوى معاوية في زعمه الطلب بدم الثالث لأن قتله انما كان لما نقمه عليه الناس من مخالفة الشيخين في السيرة فليس لمعاوية ان يطالب بدم رجل قتل بسبب اعدائه وهذا من احسن الاستصلاح والطف الاحتجاج.

٦٩١

واما قوله (عليه‌السلام) (والله لو لم يصيبوا منهم الا رجلا واحدا متعمدين لقتله لحل به قتل ذلك الجيش باسره) فهو وان كان في الظاهر مشكلا من جهة جواز قتل الجماعة بالواحد من غير دية ما زاد عن واحد والمعروف في الحكم انه لو اشترك جماعة في قتل رجل كان لوليه ان يقتل واحدا من اولئك القوم والباقون يدفعون الى ورثته ما زاد من ديته على قدر ما عليه من دية المقتول الأول أو يقتل القاتلين جميعا ويدفع الى ورثة الجميع ما زاد عن دية الواحد مقسطا عليهم لكنه في الحقيقة ظاهر ومطابق للشرع لأن مراده من التعمد استحلال قتل المؤمن أو قتله لايمانه ولا خلاف ان قاتل النفس على احد هذين الوجهين مستحق للخلود في النار لأنه يكون مرتدا فلا فرق حينئذ بين ان يكون القاتل واحدا او جماعة قلوا او كثروا فهذا فقه كلامه (عليه‌السلام) وهو الحق الذي لا مرية فيه وقوله (عليه‌السلام) : (فما لكم تؤفكون) يعني تصرفون عن الحق او عن طاعة امرى ، او عن قتال عدوكم وحماية حوزتكم ونصر من كان على ما انتم عليه وحفظ البلاد التي في ايديكم لئلا يملكها عدوكم وهذا أنسب بالسياق ، والكلام تعجب من تقاعدهم عن الجهاد حتى طمع فيهم العدو وتجرى على أخذ اطرافهم وبلدانهم مع معرفتهم انهم على الحق وان عدوهم على الباطل وذلك موضع العجب اذ يعجز أهل الحق عن القيام به والجهاد دونه ويقوم اهل الباطل دون باطلهم يجالدون وقوله : (بدت الرغوة عن الصريح) مثل لزوال الشبهة وانكشاف الحال عن فسق معاوية وتابعية ووجوب قتالهم لبغيهم وضلالهم وعدم عملهم بالكتاب العزيز فلا حجة في ترك جهادهم والرغوة الزبد الذي يعلوا اللبن ومثله قوله : (وبين الصبح لذي عينين) وهو كناية أيضا عن وضوح الأمر وظهوره يقول بان للبصير استحقاق معاوية واصحابه القتل لنبذهم الحق واقتحامهم في غمرة الباطل.

وقوله (ع) : (ألا صفرت يد هذا البائع دينه) صفرت كتعبت خلت من

٦٩٢

ثمن ما باعه وهو اشارة الى قصة عمرو بن العاص ومعاوية حيث شرط عمرو على معاوية لما دعاه الى معونته على حرب امير المؤمنين ان يعطيه مصر طعمة له ولولده فتبا له كانه يظن ان معاوية لا يزول ملكه ولا يتغير امره ، ولقد لبث عمرو قليلا فهلك ولم يف له معاوية بجميع ما شرط له ولم يعط ولده مصر بعد ارتحاله الى الجحيم والعذاب الأليم ، وهكذا حال القوم سجيتهم الغدر وشيمتهم المكر وبضاعتهم التي يبثونها في الناس الكذب يخدعون به الطغام ، ويجلبون به اللئام كجلب الأغنام ، فبعدا لهم كما بعدت ثمود.

وقوله : (وخزيت امانة هذا المشترى نصرة فاسق غادر باموال المسلمين) خزيت اي ذلت وهانت من باب تعب أيضا.

قوله : (حتى رضخت له رضيخة) رضخت مبينا للمفعول من رضخ كنفع والرضيخة فعيلة بفتح الفاء مال ليس بالكثير أي لم يسلم حتى جعلت له عطية يسيرة اسلم لأجلها لا رغبة في الاسلام وهو معاوية وقادة القوم رؤسائهم الذين رضخت لهم الرضائخ على الاسلام جماعة منهم ابو سفيان وابناه معاوية ويزيد ، وحكيم بن حزام بن خويلد ، وسهيل بن عمرو ، والحارث بن هشام بن المغيرة ، وحويطب بن عبد العزي ، وصفوان بن امية وعمير بن وهب الحميان ، وعينة بن حصن الفزاري والأقرع بن حابس التميمي وعباس بن مرداس السلمي ، وجماعة غيرهم أيضا وهم المؤلفة قلوبهم الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم وذكرهم اهل السير.

قوله : (تواكل وتخاذل) وهو اتكال القوم بعضهم على بعض وخذلان بعضهم بعضا فتضيع بذلك امورهم وتنتشر كلمتهم ويحصل فيهم الوهن والضعف عن مقاومة عدوهم ، ولم شعثهم وشعب صدعهم ، والتهجد قراءة القرآن في جنح الليل في الصلوات ، والمنازعة كالمجاذبة وهي طلب كل واحد ما في يد آخر.

٦٩٣

وقوله : (فو الله لأن اطعتموه لا تغووا وان عصيتموه لا ترشدوا) ضمير المفعول في الفعلين يعود الى قوله امري وهو صريح في ملازمته الصواب في جميع الأحوال ومصاحبته للرشد في جميع الأقوال ، وان من اطاع امره هدى الى الحق ومن عصاه فارق الرشد ، وهذه هي العصمة التي ندعيها له وللأئمة من ولده واقمنا عليها الشواهد الصحيحة واثبتنا عليها الحجج القائمة ومثله قوله : (فو الله اني لعلى الحق) والتأنيب التلويم على القعود عن الجهاد ، والتحريض دعاؤهم الى الحرب واغراؤهم بها ، وونيتم من الونى اي ضعفتم وفترتم ، والتثاقل الى الأرض كناية عن عدم النهوض الى اصلاح امرهم وجهاد عدوهم فتقروا بالخسف اي بالهوان قال الشاعر.

ولا يقيم على ضيم يراد به

الا الأذلان عير الحي والوتد

هذا على الخسف مربوط برمته

وذا يشج فلا يرثى له احد

وتبوءوا بالذل ترجعون ملابسين له ، واودي هلك اي من ضعف عن عدوه هلك لضعفه عن المدافعة والمغبون الخاسر ، والمهين الذليل المحتقر ، والزهد ترك زهرة الدنيا وادناه كما روى عن الصادق (عليه‌السلام) (طلب الحلال) والزهد في الشيء الرغبة عنه ، والميل الى غيره ، وبقي في الخطبة اشياء قد نبهنا عليها فيما سبق من مباحث هذا الكتاب واشارات الى امور يطول شرحها وقد تكفلت ببيانها كتب السير والتواريخ فهي لا تخفى على من له اطلاع بها وما رمنا اثباته هنا قد انتهى وبلغنا بحمد الله في توضيحه الى الغاية القصوى وفقنا الله للعمل بما يرضيه وعصمنا عن التهجم على معاصيه وثبتنا على دينه القويم ، وهدانا الى صراطه المستقيم ، ورزقنا صدق النية واعطانا خير الأمنية ، وبصرنا سبيل الهدى ودلنا على سفينة النجاة التي من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى ، وختم لنا بالسعادة وأماتنا على الملة واحيانا حياة طيبة وجعلنا للصالحين رفيقا ، ورفعنا عنده في الجنة درجة ،

٦٩٤

واتانا من الخير نصيبا وقربنا إليه زلفى ، ورزقنا شفاعة نبينا وسيدنا محمد المصطفى وآله الكرام المشفعين في يوم الجزاء ، وسقانا من حوضه بكأسه الأوفى شربة لا ظمأ بعدها ابدا اللهم اجب دعوتنا ، وانصر ملتنا وافلج حجتنا وعجل فرج ولينا وانصرنا به نصرا عزيزا ، وافتح لنا به فتحا مبينا بحق نبيك وحبيبك خاتم الأنبياء وآله النجباء ، انك على كل شيء قدير وبالاجابة جدير ، وقد وقع الفراغ من تأليف هذا الكتاب وجمعه وتحريره وزبره وتنميقه وسطره في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام من سنة ١٢٩٥ والحمد لله أولا وآخرا ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين الى يوم الدين ، ثم انتقل من السواد الى البياض بعد امضاء العزيمة والانتهاض على يد مؤلفة الفقير الى الله علي بن عبد الله في اليوم ١٩ من شهر رجب الأصب سنة ١٢٩٦ والحمد لله على نعمة الختام والفوز بالكمال والتمام كما تم تنقيحه وتصحيحه ، وتخريج مصادره ، والتعليق عليه على يد العبد الفقير الى الله الغني عبد الزهراء الحسيني الخطيب في ايام آخرها اوّل شعبان سنة ١٤٠٢ اثناء إقامتي في قرية الدراز في البحرين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

٦٩٥
٦٩٦

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الأبيات لخادم مصنف الكتاب في تاريخه ومدح المصنف قلتها بعد نسخ الكتاب وانا الأقل خادم المصنف وتلميذ المؤلف تراب اقدام العلماء احمد بن محمد بن سرحان البحراني (١).

منار الهدى يهدي لمن هو يبصر

ويكمد اعداء الى الحق ينكر

عباراته در تألق نورها

والفاظه شهب لدى الدر تزهر

معانيه اقمار تجاوب مثلها

وابوابه حاطت بها فهي تبهر

اجل من الشافي (٢) وان كان سابقا

فكم حاز فضلا لاحق متأخر

مقدمة فيه حوت جل كنهه

وفصلان كالبدرين بل هما انور

به ذبلت من دوحة الشرك اغصن

وحل بها جدب فها هي تحسر

وقامت به للدين راية رفعة

على شمس هذا الأفق تعلو وتفخر

اقام لما قد كاد من دين احمد

يمال ومن نص الخلافة ينكر

لقد اثبتت بالنص فيه إمامة

لخير الورى وهو الوصي المطهر

وعترته الهادين في كل ريبة

غيوث الورى شبه الأهلة نور

__________________

(١) ناظم الأبيات ابن اخت المؤلف كما في الذريعة.

(٢) يريد الشافي في الامامة للشريف المرتضى وهذا من المبالغة في الشعر والا فكل من كتب في الامامة فمن الشافي استمد وعليه اعتمد.

٦٩٧

فيا قد رعاك الله لست بماين

ولا مدع ما ليس فيك فافخر

رضعت ثدي العلم مذ كنت يافعا

وجاريت فيه اهله لست تقصر

حوى صدرك الواعي العلوم باسرها

فها هي في الآفاق تنمو وتنشر

فيا لك من صدر حوى كل حكمة

واسرار علم الله فيه تستر

فعلمك مشهور وفضلك ظاهر

وجاهك اجلى من سنى البدر انور

وربيت في حجر البلاغة لم تزل

تجاوب فيها اهلها ثم تقهر

فها انت بحر العلم في العصر كله

فليس سواك اليوم بالفضل يذكر

وردت حياض المجد عند صفائها

فارويت منها صافيا لا يكدر

منار الهدى الفته طالبا به

نجاة من الباري فهيهات تخسر

لقد قلت فيه مادحا ومؤرخا

منار الهدى يشفى الصدور ويبهر

١٢٩٥

٦٩٨

مصادر التحقيق

أسباب النزول للواحدي

ط القاهرة ١٣٨٨ ه

الاستيعاب لابن عبد البر

حاشية الاصابة

اسد الغابة لابن الاثير

ط مصر ١٢٨٠

إسعاف الراغبين لابن الصبّان المالكي

هامش نور الابصار

الإشارات لابن سينا

ط القاهرة ١٩٦٨ م

إكمال الدين للصّدوق

ط النجف الاشرف ١٣٨٩

إلزام الناصب للحائري

ط النجف الاشرف

الامامة والسياسة لابن قتيبة

ط القاهرة ١٣٧٧

أنوار البدرين للشيخ علي البلادي

ط النجف الاشرف

البداية والنهاية لابن كثير

ط القاهرة

تاريخ بغداد للخطيب

ط القاهرة ١٣٦٠

تاريخ دمشق لابن عساكر

مخطوطة الظاهرية

تاريخ الرسل والملوك للطبري

ط الحسينية ، وليدن أيضا

تفسير الرازي

المطبعة البهية / القاهرة ١٣٠٢

تفسير العيّاشي

ط إيران ١٣٨٠

تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي

ط النجف الاشرف.

تهذيب اللغة للازهري

ط الدار المصرية للتأليف والنشر ١٣٨٧

٦٩٩

حلية الأولياء لابي نعيم

ط القاهرة ١٣٥١

الخصائص للنسائي

ط النجف وط مصر

دعائم الاسلام للقاضي النعمان

ط مصر

الدر المنثور للسيوطي

ط القاهرة ١٣٤٨

ذخائر العقبى للمحب الطبري

ط القاهرة ١٣٥٦

الرياض النضرة للمحبّ الطبري

ط القاهرة

سفينة البحار للقمي

ط النجف الاشرف

سنن ابن ماجة

ط الهند.

سنن البيهقي

ط حيدرآباد ١٣٤٤

سنن الترمذي

ط القاهرة

السيرة النبويّة لابن هشام

ط دار الجيل / بيروت ١٩٧٥ م

الشافي للمرتضى

ط ايران ١٣٠١ ه

شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد

ط محمد ابو الفضل ابراهيم

شهداء الفضيلة للاميني

ط النجف الاشرف

صحيح البخاري

ط القاهرة ١٣٢٠ ه

صحيح مسلم

ط القاهرة ١٢٩٠ ه

صفين لنصر بن مزاحم

ط القاهرة

الصواعق المحرقة لابن حجر

ط القاهرة

الطبقات الكبرى لابن سعد

ط ليدن

عبقرية الشريف الرضي للدكتور زكي مبارك

ط القاهرة

العقد الفريد لابن عبد ربّه المالكي

ط دار الترجمة والنشر ، القاهر

عيون الاثر لابن سيد الناس

دار الآفاق الجديدة / بيروت

الغارات لابن هلال الثقفي

ط ايران

الغدير للاميني

ط ثانية

٧٠٠