القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - المقدمة

القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ

وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ

أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)

البقرة : ١٥٩

٣

تقديم : آية الله جعفر السبحاني

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الإمام البخاري في صحيحه

صحيح البخاري أحد الصحاح الّذي حاز على منزلة كبيرة لدى أهل السنّة ، وقد نقلوا عن البخاري انّه قال : لم أخرج في هذا الكتاب إلّا صحيحاً وما تركت من الصحيح أكثر. (١)

وقال ابن حجر الهيتمي بأنّ صحيح البخاري وصحيح مسلم هما أصحّ الكتب بعد كتاب الله وإجماع من يعتد به. (٢)

إلى غير ذلك من كلمات الإطراء المبثوثة في المعاجم وكتب التراجم ، ولسنا الآن في مقام البحث والنقاش في مدى صحّة هذه الكلمات ، وكفانا في ذلك الكتاب الماثل بين يديك الّذي يوقفك على حقيقة الأمر ، غير انّ ثمة أُموراً نقف عندها قليلاً :

الأوّل : يوجد في صحيح البخاري روايات التجسيم والتشبيه بوفرة وإن حاول شُرّاح الصحيح تأويلها غير انّها فشلت جميعاً ، لأنّ ظهورها بمكان يحد من تأويلها والتلاعب بها ، والسبب وراء هذه الكثرة من روايات التجسيم يعود

__________________

(١). ابن حجر العسقلاني : هدى الساري : ص ٧ ؛ مقدمة صحيح البخاري : ١ / ١٠.

(٢). الصواعق المحرقة : ١٨.

٤