كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الإثني عشر

أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي

كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الإثني عشر

المؤلف:

أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي


المحقق: السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه‌كمري الخوئي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات بيدار
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٤٢

على تلقي الأخبار التي وردت بالنص على (١) الإمام فلان ثم فلان بالمقبول (٢) كلا ولا يجوز على أمثالهم افتعال الكذب بهذه (٣) المقدمات ولو جاز على أمثالهم افتعال الكذب لجاز لقائل من البراهمة أن (٤) يقول إذا كانت الإمامية وحالهم في دهرنا الحال التي نعرف (٥) وقد استوفوا جميع شرائط التواتر ثم كانت أخبارهم التي رووها عندكم (٦) لم تكن لها (٧) أصل وإنما افتعلوها محبة لأئمتهم فلم أنكرتم قولنا وتعجبتم منا لما زعمنا أن المسلمين يحيلون فيما يحكون من براهين نبيهم على السراب (٨) ويريدون أن يطمسوا (٩)

____________________

(١) في ط " على أن الإمام " وفي م : علم الإمام.

(٢) في ن ، ط ، م : فلان بن فلان ثم فلان بالقبول.

(٣) في ط ، م " فهذه " وليس ما بين القوسين في ن.

(٤) ليس " أن يقول " في ن.

(٥) في ن ، ط ، م : تعرف.

(٦) في ط : عنكم.

(٧) ليس " لها " في ن ، م.

(٨) كذا في النسخ؟

(٩) في ن ، ط ، م " أن يطمسوا " قال في هامش المتن : الظاهر والله تعالى أعلم أن جملة : ويريدون أن يطموا نور الشمس معترضة وضمير يريدون راجع إلى البراهمة ، أي البراهمة في هذا القول مرادهم طم الشمس وستر الحق أن قالوا ومع هذا اعتراضهم وارد على أهل السنة.

٢٠١

نور الشمس وهذه أخبار افتعلوها لنبيهم فلا بد (١) في هذا من أحد الأمرين إما الاعتراف بصحة أخبار الإمامية في النصوص على الأئمة الاثني عشر فيصح بصحتها مذهبهم أو الانقياد للبراهمة ليس بين الحق والباطل واسطة يمكن التعلق بها وإثبات الإمامة أحسن من نفي النبوة والحمد لله.

فإن قال قائل فلم لم ينقلوا (٢) هذه الأخبار أسلافنا ولم يثبتوها في كتبهم ولم ينشروها في الآفاق حتى سمعناها كما سمعتم فرويناها كما رويتم أو يجوز على العدد الكثير وعلى من يتواتر به الخبر أن يكتموا خبرا يحتاج إليه الأمة أشد حاجة (٣) وهو في الأمر العظيم الخطير الشريف الرفيع وقد توعدوا على كتمانه ووعدوا على إذاعته (٤) للأسباب التي ذكرتم.

فإن قلتم نعم قلنا وإذا جاز عليهم الكتمان لخبر هذا سبيله لتلك الأسباب فلم لا يجوز عليهم تعمد الكذب فيما أحسوا وعاينوا وما الفرق بين الكتمان والكذب.

قلنا لهم إنا لا نجيز وقوع الكتمان من العدد الكثير إلا بعد أن يتغير حالهم ويحتال عليهم محتال في إدخال شبهة عليهم يزيلهم بها

____________________

(١) في ن ، ط ، م : محبة لنبيهم ولا بد.

(٢) في ط : ينقل.

(٣) في ن ، م " اسبد " وهو تصحيف قطعا. وفي ن ، ط ، م : الحاجة.

(٤) في ط " ازاعته " وفي ن ، م : اذاغته.

٢٠٢

عن دينهم فإذا تغيرت الحال وعملت الشبهة وزال القوم عن الذي (١) أمكن أن يعرضوا عما قد كانوا سمعوه وعاينوه فإذا أعرضوا أمكن وقوع الكتمان على أن (٢) الأيام وتطاولها وبما يعرض فيها من غلبة سلطان جائر يقصد للذين يدينون دين الحق فيقتلهم ويشردهم ويخوفهم حتى تمسكت (٣) العلماء ويتخذ الناس رؤساء (٤) جهالا فيضلون ويضلون.

والدليل على صحة ذلك (٥) وما ادعيناه أنا وجدنا قوم موسى ع لما تغيرت حالهم وتمكنت الشبهة قلوبهم (٦) أعرضوا عما (٧) كانوا سمعوه ووعوه (٨) من موسى على نبينا وعليه‌السلام إن ربهم الذي لا مثل له ولم يلتفتوا إلى ما في عقولهم (٩) من أن الصانع لا يشبهه (١٠)

____________________

(١) في ط ، ن ، م " عن الدين " وفي هامش المتن : كانوا عليه.

(٢) ليس " أن " في ط ، ن ، م وفي ط " مر " بدل " أن ".

(٣) في ط ، ن ، م : يسكت.

(٤) في ط ، ن ، م : رؤسا.

(٥) ليس " ذلك و" في ن ، ط ، م.

(٦) في ط ، ن ، م في قلوبهم.

(٧) في م : قد كانوا.

(٨) في ن " ودعوه من قول " وفي ط " عن قول " وفي م : من قول.

(٩) في ط ، ن ، م " في عقولهم " وفي هامش المتن : " يحكم به " وأيضا في الهامش " يصفون " وعلمهما ب‍ " ظ ".

(١٠) في ن ، ط ، م : لا يشبه.

٢٠٣

صنعته ولا إلى ما كان يذكرهم به هارون حتى هموا بقتله و (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) (١) وهذا عند ما / قال (٢) هارون (يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ) (٣)

وبين وقوع الكتمان على هذه الجهة وبين وقوع الكذب فصل واضح وهو أن الكتمان إذا وقع على هذه الجهة وقع بشبهة يمكن معها أن يتوهم القوم أنهم على صواب والكذب لا يمكن وقوعه من هذه الجهة ألا ترى أنه تمكن (٤) المحتالون من الرؤساء أن يقولوا للقوم الذين سمعوا خبرا (٥) إن معنى هذا الكلام وغرض المخاطب لكم به لم يكن ما سبق إلى قلوبكم وقد غلطتم وأخطأتم ونحن أعلم بمراده ومقصوده وإن أنتم لم تقبلوا منا أفسدتم الإسلام فعند ذلك يتمكن الشيطان (٦) وينجو (الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا (٧) الْحُسْنى (٨))

____________________

(١) طه : ٩١.

(٢) في ن ، ط ، م : قال لهم.

(٣) طه : ٩٠.

(٤) في ن : أنه يمكن للمحتالون.

(٥) ليس " خبرا " في ط.

(٦) في هامش المتن : منهم.

(٧) في م : من الله.

(٨) الأنبياء : ١٠١.

٢٠٤

وليس يمكن للرؤساء أن يقولوا تعالوا حتى نحرض (١) خبر الصنعة ونذيعه لأنهم إذا قالوا ذلك كتفوا (٢) عما تحته صدورهم وظهر أمرهم (٣) للعامة ويتبين (٤) نفاقهم.

فصح بما وصفناه أن الكتمان يجوز وقوعه على وجه لا يجوز وقوع الكذب عليه وكان ما وصفناه واضحا (٥).

فإن قال قائل أخبرونا (٦) عن عداوة الناصبة واتباع بني أمية أشد في باب العداوة أو محبة الأمة لتأكيد أمر النبي ص ونفي (٧) المطاعن عن آياته في باب المحبة وأخبرونا عن خوف الإمامية من نشر خبر النص أشد أو خوف المطاعن (٨) عليه.

فإن قالوا بل محبة الأمة لتأكيد أمر الذي (٩) أشد وكذلك خوف

____________________

(١) في ن ، ط " نتحرض خبرا ـ في ط : حتى ـ نضعه في م : نتحرص خبرا نصنعه ".

(٢) في ط ، ن ، م " كشفوا " في ط " تحبه " وفي ن " يحبه " وفي م " نحبه ".

(٣) في ن : أمورهم.

(٤) في ن ، ط ، م : وتبين.

(٥) في ن ، ط " واضحا بينا " في م فصلا واضحا بينا.

(٦) في ن ، م : أخبروني.

(٧) ليس " ونفي المطاعن " في ط وكذا فيه : الظاعن آياته.

(٨) في ط : الطاعن.

(٩) في ط ، ن م ، " النبي " بدل " الذي ".

٢٠٥

أعداء النبي ص قلنا فما الفرق بينكم وبين ما (١) قال إن المشركين من العرب قد عارضوا كثيرا من القرآن بكلام ادعوا (٢) أنه أفصح منه وأجزل وأجود نظاما وأظهروا ذلك (٣) على رءوس الناس والمحافل (٤) والمواسم ووقع فيه التنازع والتجاذب إلا أن المشاهدين (٥) له ومن بيننا وبينهم كتموا ذلك حتى نسي ذكره وأما أهل الملة فلمحبتهم لتأييد أمر النبي ص وكراهتهم إفساد (٦) حجته وأما (٧) الأعداء فللخوف من السيف وهلاك الأنفس والأهل والأولاد وإن (٨) أجزتم ذلك خرجتم من الإسلام وإن أنكرتم (٩) سئلتم الفرق وأنى لكم بالجواب.

فأقول إن أقرب ما يدل عليه في الفصل بين ما قلناه وبين ما عارضنا به خصمنا أن أعداء النبي من اليهود والنصارى والملحدين

____________________

(١) في ط ، ن ، م " من " بدل " ما ".

(٢) ليس " ادعوا " في ط.

(٣) في ط ، ن ، م بعد ذلك " وذلك ".

(٤) في م : وفي المحافل.

(٥) في ن : الشاهدين.

(٦) في ن ، ط ، م : لفساد.

(٧) ليس " أما " في ط ، ن ، م.

(٨) في ط ، ن ، م " فإن " وفي ن ، م " أخرتم " بعد الخاء الراء.

(٩) في ط ، ن ، م : وإن تركتم.

٢٠٦

يظهرون منذ يوم بعث الله عزوجل النبي ع نبيا (١) إلى (٢) هذا التكذيب به والجحد لآياته ويجتهدون في التعلق عليه والطلب مما (٣) يقدح في نبوته وليس (٤) يجوز وهذه حالتهم (٥) أن يسمعوا ما يكون لهم حجة فيه عليه فيكتموا ذلك عن أهل نحلتهم ودينهم ولأن بعضهم لا يتبع (٦) بعضا ودواعي إذاعة ذلك فيهم ونشره بينهم وافرة وقد حقنوا دماءهم بالجزية (٧) فلو كان القرآن قد عورض بكلام لحفظوه (٨) ووعوه ونشروه بينهم وأدوه إلى أتباعهم لأن الكتمان لا يجوز وقوعه ودواعي الإذاعة وأسباب النشر (٩) وافرة وحالهم لم يتغير ولو كان ذلك بينهم لكنا (١٠) على تطاول الأيام وطول المناظرة

____________________

(١) ليس " نبيا " في ن.

(٢) في ط ، ن ، م : إلى يومنا هذا.

(٣) في ط ، ن ، م : لما.

(٤) في ط ، ن ، م : فليس.

(٥) في ط ، ن : حالهم.

(٦) في ط ، ن ، م : لا يبقى.

(٧) ليس " بالجزية " في ط.

(٨) في ن " تحفظوه " وفي ن ، ط : ودعوه.

(٩) في ن ، ط ، م : الشر.

(١٠) في ن ، ط ، م : لكان.

٢٠٧

والمقايسة نسمع (١) ذلك منهم لأنهم يظهرون لنا في حال المناظرة من الطعن في القرآن والاستخفاف به ما يفي (٢) بإذاعته أنه لو عورض (٣) أيضا لنقلوه إلى بلدان المشركين حتى يذيع (٤) هناك ويشهر ويظهر ويتعلق به الملحدون واحتجوا به (٥) عند المناظرة والمقايسة وكان عددهم العدد الكثير الذي يتواتر الخبر ببعضهم علمنا أنهم صادقون وكان (٦) وصفنا فصلا بيننا وبين خصمنا في معارضته إيانا وله (٧) المنة.

ثم نقول لهم أخبرنا عنك إذا سألك (٨) اليهود فقالت أخبرنا عن عداوة أسلافنا في باب العداوة أشد أو محبة أمتكم لتأكيد أمر نبيها فإن قلت إن أحدهما أرجح سألوك البراهين وإن قلت إنهما متكافئان قالوا لك فإن جاز على أسلافنا على كثرة عددهم وتباعد

____________________

(١) في ط " سمع " وفي ن ، م : يسمع.

(٢) في ط : ما بقي.

(٣) في ط : لو عرض.

(٤) في ط : يدفع.

(٥) في ن ، ط : فلما لم يقع هذا صح أن القرآن لم يعارض أصلا ولما وجدنا القائلين بالنص وإن كانوا يكتمون خبر النص من أعدائهم قد نشروه وأذاعوه في أوليائهم وبثوه ـ وأضاف في م : واحتجوا به.

(٦) في م : وكان ما وصفنا.

(٧) في ن ، ط ، م : والمنة لله.

(٨) في ن ، ط ، م : إذا سألتك.

٢٠٨

ديارهم وأوطانهم واشتمال شروط التواتر على بعضهم فضلا عن جميعهم وتدينهم أن (١) موسى نبي صادق أن (٢) يسمعوا منه كلاما هو بلغتهم (٣) بشارة نبيكم ثم توكيد الله عزوجل على ذلك بأن يتلو (٤) به التوراة فيسمعونه ويعونه ويفهمونه (٥) ثم يذهبون (٦) كلهم عن ما (٧) يخطره نبيكم ببالهم (٨) حتى يقولوا بلسان واحد إن موسى لم يبشر بك ويجحدوا ذلك وينكرونه هذا وكتابكم يشهد بآيات نجدها (٩) مكتوبا في التوراة فلم لا يجوز أن يكون رجل (١٠) قد جاء إلى نبيكم وأصحابه متوافرون فعارض القرآن بكلام ادعى أنه أفصح منه وأجزل وأفخم وأجود نظما وسمع ذلك منه أصحابه وفهموه ثم وثبوا به فقتلوه ثم هم وهذه حالهم يجدون هذا بينهم غير أنهم يذهبون عنه

____________________

(١) في ن ، ط ، م : بأن.

(٢) في ن ، ط : أن ويسمعوا.

(٣) في ن ، م : بلغهم.

(٤) في ن ، ط ، م : يتلوا.

(٥) في ط : ويضمونه.

(٦) في ن ، م : يدهنون.

(٧) في ط " عندما يخطره " وفي ن ، م : عنه ما يخطره بينكم.

(٨) في ط : بباله.

(٩) في ط " يجحد " وفي ن ، م : يجحدها.

(١٠) في ط : رجلا.

٢٠٩

عند ما يخطره الجاحدون (١) لنبوته ببالهم حتى يقولوا بلسان واحد إن القرآن لم يعارض فكل شيء فصل كما (٢) خصمنا بينه وبين اليهود فهو بعينه ما هو أحسن منه فصلنا فيما عارض به حذو النعل بالنعل.

ومما يؤكد أمر (٣) هؤلاء الرواة موافقة أهل بيت الطهارة لهم فيما (٤) نقلوه وهم الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى فضائلهم (٥) ومنازلهم عند الله في كتابه وعلى لسان نبيه ع مثل آية المباهلة ومثل آية التطهير ومثل ما ذكر في سورة هل أتى وغيرها من الآيات ومثل قول رسول الله ص النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض وقوله ع مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وكقوله إني مخلف (٦) فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ونظائرها كثيرة.

ولا خلاف بين المسلمين أن أولهم علي بن أبي طالب والحسن

____________________

(١) في ط ، ن : الجاهلون.

(٢) ليس " كما " في ، ن ، ط ، م.

(٣) في ط ، ن " من " بدل " أمر " وفي ن وضع " أمر " فوقه وعلمه ب‍ " ظ " وفي م : أمن.

(٤) في ط " فيها " وهو تصحيف والصواب : فيما.

(٥) في ط ، ن ، م : وذكر.

(٦) في ن : متخلف.

٢١٠

والحسين وأن علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ونظائرهم داخلون في جملتهم غير خارجين عنهم وقد سمع كل واحد منهم هذه الآيات في عصره وزمانه ولم ينكر على (١) نقل هذه الأخبار بل قبلها بأحسن القبول وأدى كل سلف منهم إلى خلفه حتى اشتهر (٢) أمر الجماعة في قبولها (٣) وأدائها إلى نظرائها مع خوف بني أمية وسلف (٤) ولد العباس ولم يخف على مخالفيهم اعتقاداتهم في قبول هذه الأخبار وحثهم رعيتهم على استعمالها والدينونة (٥) بها وليس يمكن أحدا (٦) من مخالفينا أن يصح مخالفة واحد منهم عليها وإنكارا على من اعتقدها إلى يومنا هذا فكيف يجوز ويصح أن يحكم على هذه الأخبار بهذه المقدمات بالكذب والإفك هذا مما لا يصح في العقل ولا يجوز في التقدير لمن آمن بالله واليوم الآخر.

وما (٧) ذكر موافقة أهل بيت الطهارة في قبولها على الترتيب

____________________

(١) في ن ، م : على من نقل.

(٢) في ط ، ن ، م : حتى شهر.

(٣) في ط " في قبولها نظائرها وأدائها إلى نظائرها " وفي ن ، م كذلك إلا أنه بدل نظائرها " نظرائها ".

(٤) في ن ، ط ، م : وسيف.

(٥) في ن ، م " والدينوية " وهو تصحيف والصواب ما في المتن.

(٦) في ن ، م " أحد ".

(٧) في ط ، ن ، م : وسأذكر.

٢١١

مبوبا (١) ونص كل (٢) منهم على صاحبه بروايات صحيحة يزول بمثلها الشك والريب ليعلم المنصف المتدين أن (٣) الأمر على غير ما ذكره الخصم والله الموفق (٤) وهو حسبي (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

____________________

(١) في ط " هبوطا " وفي م : هبوبا.

(٢) في ط ، ن ، م : كل واحد.

(٣) ليس " أن " في ن ، ط ، م.

(٤) في ن ، ط " والله الموفق للصواب " وليس ما بين القوسين في م ، ط ، ن.

٢١٢

باب

(ما جاء عن أمير المؤمنين ع ما يوافق (١))

(هذه الأخبار ونصه على ابنيه الحسن والحسين)

(عليهما السلام)

حدثني علي بن الحسين (٢) بن مندة قال حدثنا محمد بن الحسن (٣) الكوفي المعروف بأبي الحكم قال حدثنا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم قال حدثني (٤) سليمان بن حبيب قال حدثني شريك عن حكيم بن جبير عن إبراهيم النخعي (٥) عن علقمة بن قيس قال خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة

____________________

(١) في ط : موافق.

(٢) في ن ، ط ، م " الحسن ".

(٣) في ن ، ط ، م : الحسين.

(٤) في ن : حدثنا.

(٥) ليس " النخعي " في ط.

٢١٣

خطبته اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها ألا وإني ظاعن (١) عن قريب ومنطلق إلى المغيب فارتقبوا الفتنة الأموية والمملكة الكسروية وإماتة ما أحياه الله وإحياء ما أماته الله (٢) واتخذوا صوامعكم في (٣) بيوتكم وعضوا (٤) على مثل جمر الغضا و (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً (٥) كَثِيراً) فذكره أكبر لو كنتم تعلمون.

ثم قال وتبنى مدينة يقال لها زوراء (٦) بين دجلة ودجيل والفرات فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر مزخرفة بالذهب والفضة واللازورد المستسقى والمرموم (٧) والرخام وأبواب العاج والأبنوس والخيم والقباب والشارات (٨) وقد عليت (٩) بالساج والعرعر

____________________

(١) قال في المصباح المنير : ظعن ظعنا من باب نفع : ارتحل.

(٢) ليس " الله " في ن.

(٣) ليس " في " في ن ، ط ، م.

(٤) في ط ، ن ، م : وعضوا ، عض به وعليه : أمسكه بأسنانه والغضا : شجر وخشبه من أصلب الخشب ولهذا يكون في فحمه صلابة ويبقى جمره زمنا طويلا لا ينطفئ أي اصبروا على بلية عظيمة الصبر عليها كعض جمر الغضا.

(٥) ليس " ذكرا " في ط ، ن ، م.

(٦) في ط ، ن ، م : الزوراء.

(٧) في ط ، ن ، م : والمرمر.

(٨) في ن ، ط ، م : والستارات.

(٩) في ن : غليت.

٢١٤

والسنوبر (١) والمشث (٢) وشدت (٣) بالقصور وتوالت (٤) ملك بني الشيبصان (٥) أربعة وعشرون ملكا على (٦) عدد سني الملك فيهم السفاح والمقلاص والجموح (٧) والخدوع (٩) والمظفر والمؤنث والنطار والكبش والكيسر والمهتور والعيار (١٠) والمصطلم والمستصعب

____________________

(١) في ن ، ط ، م : والصنوبر : الصنوبر وزان سفرجل شجر معروف لا يزال مخضرا ويتخذ منه الزفت.

(٢) في ط ، م " والشب " وفي ن " والشيب " والشب شئ يشبه الزاج وقيل نوع منه وقيل حجارة منها الزاج وأشباهه وقيل : من الجواهر التي أنبتها الله في الأرض يدبغ به يشبه الزاج.

(٣) في ن ، ط ، م : وشيدت.

(٤) في ن ، ط ، م : وتوالت عليها.

(٥) في ن : " بني الشيبصان " قال في البحار : الشيبصان اسم الشيطان وإنما عبر عنهم بذلك لأنهم كانوا شرك شيطان " أي بنو العباس ".

(٦) ليس " على " في ن ، وفي بعض النسخ : على عدد سني الكديد.

(٧) في ن ، م " والحموح " وفي ط " والجموع " وفي بعض النسخ : " الجموح " بالجيم وهو المهدي العباسي.

(٨) في ن " والخذوع " وفي بعض النسخ " الهذوع " وفي البعض " المجذوع " وفي بعض آخر " المخدوع " وفي بعض " المجروح " وهو الهادي.

(٩) ليس " والكيسر " في ن ، ط.

(١٠) في ط " والعشار ".

٢١٥

والغلام (١) والرهباني والخليع واليسار (٢) والمترف والكديد والأكثر (٣) والمسرف (٤) والأكلب والوشيم (٥) والصلام (٦) والغيوق وتعمل القبة الغبراء (٧) ذات الغلاة الحمراء وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحة (٨) الأقاليم بالقمر (٩) المضيء بين الكواكب الدرية.

ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ويقارب (١٠) من الجاري ويقع فيه هرج وشغب (١١) وتلك علامات الخصب و (١٢) من العلامة إلى العلامة عجب فإذا انقضت العلامات

____________________

(١) في ط ، ن ، م " والعلام ".

(٢) في ط ، ن " والسيار ".

(٣) في ط ، ن " والاكتب ".

(٤) في ط " والمترف " وفي ن " والمسرق ".

(٥) في ط ، ن ، م " والوسيم ".

(٦) في ط " والظلام " في بعض النسخ : " والصيلام والعينوق " وفي بعضها " الظلام والعيوق ".

(٧) في ن ، م " الغبراء ".

(٨) ليس " أجنحة " في ط ، ن ، م.

(٩) في ط ، ن ، م " كالقمر ".

(١٠) في ن ، م " ويغارب من الجاري " وفي ط " ويقارب من الحاوي " وفي بعض النسخ " يقارب من الحادي ".

(١١) في ن ، ط " ومرج " وفي ن ، م ليس " و" بين " مرج " و" شغب ".

(١٢) ليس " و" في ن.

٢١٦

العشرة إذ ذاك يظهر بنا القهر (١) الأزهر وتمت كلمة الإخلاص لله على التوحيد.

فقام إليه رجل يقال له عامر بن كثير فقال يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمة الحق وألسنة الصدق بعدك قال نعم إنه بعهد (٢) عهده إلي رسول الله ص أن هذا الأمر يملكها (٣) اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين ولقد قال النبي ص لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا فيه (٤) مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي ورأيت اثني عشر نورا فقلت يا رب أنوار من هذه فنوديت يا محمد هذه أنوار الأئمة من ذريتك قلت يا رسول الله أفلا تسميهم لي قال نعم أنت الإمام والخليفة بعدي تقضي ديني وتنجز عداتي وبعدك ابناك الحسن والحسين بعد الحسين ابنه علي زين العابدين وبعده ابنه محمد يدعى بالباقر (٥) وبعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق وبعد جعفر ابنه

____________________

(١) في ن ، ط ، م " القمر " بدل " القهر " وفي بعض النسخ " منا القمر الأزهر ".

(٢) في ن ، ط ، م : لعهد.

(٣) في ن ، ط ، م : يملكه.

(٤) في ن ، ط ، م : فإذا مكتوب عليه.

(٥) في ط ، م : الباقر.

٢١٧

موسى يدعى بالكاظم وبعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا وبعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي / وبعد علي ابنه الحسن يدعى بالأمين والقائم من ولد الحسن (١) سميي وأشبه الناس بي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

قال الرجل يا أمير المؤمنين فما بال قوم وعوا (٢) ذلك من رسول الله ص ثم دفعوكم عن هذا الأمر وأنتم الأعلون نسبا نوطا (٣) بالنبي وفهما بالكتاب والسنة فقال (٤) ع أراد قلع أوتاد الحرم وهتك ستور الأشهر الحرم من بطون البطون ونور نواظر العيون بالظنون الكاذبة والأعمال البائرة بالأعوان الجائرة (٥) في البلدان المظلمة بالبهتان المهلكة (٦) بالقلوب الخربة فراموا هتك الستور الزكية وكسر آنية (٧) الله التقية ومشكاة يعرفها الجمع (٨)

____________________

(١) في بعض النسخ : من ولد الحسين.

(٢) في ن " وعو " وفي ط " ادعوا ".

(٣) ليس " نوطا " في ط. قال في المجمع : ناط الشئ ينوط نوطا علقه ، وكل شئ علق في شئ فهو نوط.

(٤) في ط ، م : قال عليه السلام أرادوا.

(٥) في م : الجابرة.

(٦) في م ليس " المهلكة ".

(٧) في ط " وكسرانية إليه البقية " وفي ن " وكسرانية الله النقية ".

(٨) في ط ، ن ، م : الجميع وعين الزجاجة.

٢١٨

وغير الزجاجة ومشكاة المصباح وسبيل (١) الرشاد وخيرة الواحد القهار حملة بطور (٢) القرآن فالويل لهم طمطام (٣) النار ومن رب كبير متعال بئس القوم من خفضني (٤) وحاولوا الأدهان في دين الله فإن ترفع (٥) عنا محن البلوى حملناهم من الحق على محضه وإن يكن الأخرى (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) (٦)

حدثني محمد بن علي رحمه‌الله قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن زيد بن (٨) محمد بن قابوس عن النظر (٨) بن التبري عن أبي داود سليمان بن سفيان المسرق (٩) عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن

____________________

(١) في ن ، ط ، م : سبل.

(٢) في ن ، ط ، م : بطون.

(٣) في ن ، ط ، م " من طمطام " يقال : طمطم الرجل أي سبح في طمطام البحر ، أي وسطه. أقرب الموارد.

(٤) في ن " حفضي وحالوا " وفي م " خفضي وحالوا ".

(٥) في ن : ترقع.

(٦) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٤٢٩ وفيه أتى في عقبها قائم الحق.

(٧) في الكافي : منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي ...

(٨) في ن " النضر بن السهى " وفي ط ، م : النضر بن السري.

(٩) في ن ، م " المسترق " وفي ط " المشرق " وفي الكافي أيضا المسترق.

٢١٩

الحارث بن المغيرة البصري (١) عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته متفكرا ينكث (٢) في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكث (٣) في الأرض أرغبة منك فيها فقال والله ما رغبت فيها ولا ما (٤) في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولد (٥) يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما ويكون له حيرة وغيبة (٦) يضل (٧) فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون (٨) والحديث بتمامه.

حدثنا محمد بن علي رحمه‌الله قال حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن يحيى العطار (٩) عن سهل عن زياد الآدمي وأحمد

____________________

(١) في ط " النصرى " بالنون بعده الصاد.

(٢) في ط ، الكافي : ينكت. نكت الأرض بقضيب أو بإصبع : ضربها به فأثر فيها يفعلون ذلك حال التفكر.

(٣) في ط والكافي : تنكت.

(٤) ليس " ما " في ط ، ن ، م.

(٥) في ن ، ط ، م ، الكافي " مولود ".

(٦) في ن بعد غيبة " له ".

(٧) في ن ، ط ، م : تضل.

(٨) الكافي ١ / ٣٣٨ وغيبة النعماني ص : ٢٩ وفيهما تتمة الخبر مع اختلاف بينهما ، وأيضا في الاختصاص ص ٢٠٤.

(٩) في ط ، م " القطان " ، في ن " القطاني " وبهامشها " العطار ".

٢٢٠