تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

في مرضه : رأيت رجلا دفع إلي كتابا ، فأخذته ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى محمد بن عثمان القومسانيّ ، سلام عليكم.

وسمعت إبراهيم بن محمد القزّاز الشيخ الصّالح يقول : رأيت ابن عبدان ليلة مات أبو الفضل القومسانيّ ، فأخذ بيدي ساعة ، ثمّ قرأ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (١) يريد موته.

سمعت أبا الفضل القومسانيّ يقول : روي عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سلّم أنه كان يقول :«اللهمّ أمتعني بسمعي وبصري ، واجعلهما الوارث مني» (٢).

معناه مشكل ، فإنّ العلماء قالوا : كيف يكون سمعه وبصره يرثانه بعده دون سائر أعضائه؟ فتأولوه أنه أراد بذلك الدّعاء لأبي بكر وعمر ، بدليل قوله : «إني لا غنى بي عنهما ، فإنّهما من الدّين بمنزلة السّمع والبصر من الرّأس» (٣). فكأنه دعا بأن يمتع بهما في حياته ، وأن يرثاه خلافة النبوة بعد وفاته. ولا يجد العلماء لهذا الحديث وجها ولا تأويلا غير هذا (٤).

__________________

(١) سورة الرعد ، الآية ٤١.

(٢) الحديث بتمامه ، عن ابن عمر قال : فلما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : «اللهمّ أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منّا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا». رواه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ١ / ٥٢٨) ، وتابعه الذهبي في (تلخيص المستدرك) ، وأخرجه الترمذي في الدعوات (٣٥٠٢) وحسنه ، وابن السّني في (عمل اليوم والليلة ٤٤٠) ، وأخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة بلفظ : «كان من دعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :اللهمّ متّعني بسمعي وبصري ، واجعلهما الوارث مني ، وانصرني على من ظلمني ، وأرني فيه ثاري». (المستدرك ١ / ٥٢٣ ، التلخيص للذهبي) ، وسنده صحيح.

(٣) الحديث قويّ وصحيح ، رواه الترمذي (٣٦٧١) ، والحاكم في (المستدرك ٣ / ٦٩) من حديث : عبد الله بن حنطب ، ولفظه : «هذان السمع والبصر يعني أبا بكر وعمر». وأخرجه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ٨ / ٤٥٩ ، ٤٦٠) من حديث جابر بن عبد الله ، ولفظه : «أبو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس». وانظر : مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ٥٢ ، ٥٣.

(٤) قال البغوي في (شرح السّنة ٥ / ١٧٥) : «قيل : أراد بالسمع : وعي ما يسمع والعمل به ، وبالبصر : الاعتبار بما يرى. وقيل : يجوز أن يكون أراد بقاء السمع والبصر بعد الكبر وانحلال القوى ، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى ، والباقين بعدها ، وردّ الهاء إلى الإمتاع ،=

٦١

فرأيت أبا هريرة في النّوم ، وكنت مارا في مقبرة سراكسلهر فقال لي :أتعرفني؟ فقلت : لا. قال : أنا أبو هريرة. أصبت ما قلت ، أنا رويت هذا الحديث وكذا أراد به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما فسرت.

سمعت أبا الفضل يقول : مرضت حتّى غلب على ظنّي أنّي سأموت ، فاشتد الأمر وعندي أبي وعمر خادم لنا ، فكان أبي يقول : يا بنيّ أكثر من ذكر الله. فأشهدته وعمر علي نفسي ، أني على دين الإسلام ، وعلى السّنة. فرأيت وأنا على تلك الحال كأن هيبة دخلت قلبي ، فنظرت فإذا أنا برجل يأتي من جهة القبلة ، ذو هيبة وجمال ، كأنه يسبح في الهواء ، فازددت له هيبة. فلما قرب مني قال لي : قل.

قلت : نعم. وهبته أن أقول له : ما ذا أقول.

وكرر علي وقال : قل.

قلت : نعم ، أقول.

فقال : قل الإيمان يزيد وينقص ، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته ، وأن الله تعالى يرى في الآخرة ، وقل بفضل الصّحابة ، فإنّهم خير من الملائكة بعد الأنبياء.

قلت : لست أطيق أن أقول ذلك من الهيبة.

فقال : قل معي. فأعاد الكلام فقلتها معه. فتبسم وقال : أنا أشهد لك عند العرش.

فلمّا تبسّم سكن قلبي ، وذهبت عني الهيبة ، فأردت أن أسأله هل أنا ميت؟

فكأنه عرف فقال : أنا لا أدري. أو قال : من أين أدري؟

فقلت في نفسي : هذا ملك. وعوفيت من المرض.

وسمعته يقول : أصابني وجع شديد ، فرأيت في المنام كأن قائلا يقول لي :أقرأ على وجعلك الآيات التي فيها اسم الله الأعظم.

فقلت : ما هي؟

__________________

= فلذلك وحده ، فقال : «واجعله الوارث منّا».

٦٢

قال : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلى قوله (اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (١) فقرأته فعوفيت (٢).

وسمعته يقول : أتاني رجل من خراسان فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتاني في منامي وأنا في مسجد المدينة ، فقال لي : إذا أتيت همذان فاقرأ على أبي الفضل بن زيرك مني السّلام.

قلت : يا رسول الله ، لما ذا؟

قال : لأنه يصلي عليّ في كلّ يوم مائة مرة.

وقال : أسألك أن تعلمنيها.

فقلت : إنّي أقول كلّ يوم مائة مرة أو أكثر : اللهمّ صلّ على محمد النبيّ الأميّ ، وعلى آل محمد ، جزى (٣) الله محمدا ، صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عنا ما هو أهله. فأخذها عني ، وحلف لي : وإني ما كنت عرفتك ولا اسمك حتى عرفك لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فعرضت عليه برا لأني ظننته متزيدا في قوله ، فما قبل مني وقال : ما كنت لأبيع رسالة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعرض من الدّنيا.

ومضى فما رأيته بعد ذلك.

٣٠ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن المهديّ بالله (٤).

الهاشميّ العبّاسيّ البغداديّ الشاعر. ويعرف بابن الحندقوقيّ (٥).

سمع : أبا الحسن بن رزقويه ، وأبا الحسين القطّان.

وسمع بالبصرة من القاضي أبي عمر الهاشميّ (٦).

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

توفي في ذي الحجة ، وهو في عشر الثمانين.

__________________

(١) سورة الأنعام. الآيات ١٠١ ـ ١٠٣.

(٢) انظر : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٣٤ ، ٤٣٥.

(٣) في الأصل : «جزا».

(٤) انظر عن (محمد بن علي الهاشمي) في : المنتظم ٨ / ٣٢٢ رقم ٤٠٣ (١٦ / ٢٠٤ رقم ٣٤٩٧).

(٥) في الأصل : «الجندقوقي» بالجيم.

(٦) وقال ابن الجوزي : وكان سماعه صحيحا.

٦٣

٣١ ـ محمد بن عمر (١).

أبو طاهر الأصبهانيّ ، النّقاش.

٣٢ ـ محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله (٢).

أبو الخير (٣) المروزيّ الصّفار.

آخر من روى «صحيح البخاري» في الدّنيا بعلوّ.

رواه عن أبي الهيثم الكشميهنيّ.

قال ابن طاهر المقدسيّ : ظهر سماعه على الأصل بالصّحيح ، فقرئ عليه. ثم استحضره الوزير نظام الملك ، وسمعوا منه. فسقط يوما عن دابته ، وحمل إلى بيته فمات (٤).

قلت : روى عنه : أبو بكر محمد بن إسماعيل المروزيّ الخراجيّ ، والحافظ أبو جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ ، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهنيّ الخطيب ، وهو آخر أصحابه.

قال الحافظ ابن طاهر : سمعت عبد الله بن أحمد السّمرقنديّ يقول : لم يصحّ لهذا الرجل ، أبي الخير بن أبي عمران ، من الكشميهنيّ سماع ، وإنما وافق الاسم الاسم ، وكان هذا آخر من روى الكتاب بمرو.

حمل إلى الوزير نظام الملك ليقرأ عليه ، وفقرئ عليه بعضه ، وطرحته البغلة فمات ، ولم يتمّ. وقد رأيت أهل مرو يحكون : إذا قيل إن أبا الخير بن أبي عمران سمع من أبي الهيثم ، ويشيرون إلى أنّ هذا غير ذلك (٥).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته ، ولم يزد المؤلّف في ترجمته.

(٢) انظر عن (محمد بن أبي عمران) في : التقييد لابن نقطة ١٠٩ ، ١١٠ رقم ١٢٤ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٢ ـ ٣٨٤ رقم ١٨٧ ، والعبر ٣ / ٢٧٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٤٩٩ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٦٣٨ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٥٢ ، والوافي بالوفيات ٥ / ٨٧ ، ولسان الميزان ٥ / ٤٠١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤١.

(٣) في تذكرة الحفاظ : «أبو الحسين» وهو وهم.

(٤) التقييد ١١٠.

(٥) انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ٥٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٣ ، والوافي بالوفيات ٥ / ٨٧ ، ولسان الميزان ٥ / ٤٠١.

٦٤

وقال أبو سعد السّمعانيّ : كان صالحا سديد السّيرة. حدّث بالبخاريّ ، وحدّث ببعض «الجامع» للترمذيّ ، عن أحمد بن محمد بن سراج الطّحان. وعمر ، وصار شيخ عصره. تكلّم بعضهم في سماعه ، وليس بشيء. أنا رأيت سماعه في القدر الموجود من أصل أبي الهيثم ، وأثنى عليه والدي (١).

وقال الأمير ابن ماكولا : سألت أبا الخير عن مولده ، فقال : كان لي وقت ما سمعت «الصّحيح» عشر سنين (٢).

وسمع في سنة ٨٨ ، وتوفي في رمضان.

٣٣ ـ محمد بن المهدي (٣).

وهو محمد بن عبد العزيز بن العبّاس ابن المهديّ الهاشميّ البغداديّ ، والد أبي عليّ محمد.

روى عن : أبي عمر الهاشميّ البصريّ.

وعنه : ابنه.

٣٤ ـ مهديّ بن نصر (٤).

أبو الحسن الهمذانيّ الفقيه المشظي (٥).

روى عن : نافع القاضي ، وطاهر الإمام.

قال شيرويه : صدوق ، سمعت منه

__________________

(١) انظر : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٣ ، ولسان الميزان ٥ / ٤٠١.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٣ ، لسان الميزان ٥ / ٤٠١.

(٣) في (تاريخ بغداد ٢ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ رقم ٨٦٢) يوجد أيضا :

«محمد بن عبد العزيز بن العباس بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن المهدي بن المنصور بن محمد» ... ، وهذا توفي سنة ٤٤٤ ه‍.

فلعل صاحب الترجمة ابنه.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) في الأصل : «المشطي» ، و «المشظّيّ» : بكسر الميم ، وفتح الشين المعجمة ، وفي آخرها الظاء المعجمة المشددة ، هذه النسبة إلى المشظ وهو اسم لجد البياع بن قيس بن عبد مالك بن مخزوم بن سفيان بن المشظ. (الأنساب ١١ / ٣٣٢ ، ٣٣٣ ، اللباب ٣ / ٢١٧).

٦٥

ـ حرف الهاء ـ

٣٥ ـ هبة الله بن حسين بن المهلّب البزّاز (١).

أبو محمد.

بغداديّ.

سمع : أبا عمر بن مهديّ ، وأبا الحسين بن بشران ، وابن رزقويه ، وغيرهم.

روى عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وأبو بكر القاضي ، وأبو نصر الغازي.

قال ابن خيرون : كان سماعه صحيحا.

قال السّمعانيّ : كان من ملاح البغداديين ممن يشار إليه في الدّعابة والولع. مات في ربيع الآخر.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

٦٦

سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٣٦ ـ أحمد بن الحسن بن محمد (١).

أبو العباس القارئ مسكويه.

مات في جمادى الآخرة.

٣٧ ـ أحمد بن محمد بن أحمد (٢).

أبو ذرّ الإسكاف.

حدّث بأصبهان عن : أبي سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ.

روى عنه : سعيد بن أبي الرجاء.

٣٨ ـ أحمد بن محمد بن عثمان (٣).

الأستاذ أبو عمر (٤) البشخوانيّ (٥).

شيخ الصّوفية.

كان مولده في سنة أربعمائة ، وهو من ذرية الحسن بن سفيان النّسويّ.

وبشخوان : (٦) من قرى نسا.

ولي الخطابة ونيابة القضاء ، ثمّ ترك ذلك وتجرد ، وحجّ ورجع ، فخدم أبا

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (أحمد بن محمد البشخواني) في : المنتظم ٨ / ٣٢٤ رقم ٤٠٤ (١٦ / ٢٠٦ ، ٣٠٧ رقم ٣٤٩٨) ، والمنتخب من السياق ١١٦ رقم ٢٥٤.

(٤) في المنتخب : «أبو عمرو» ، والمثبت يتفق مع : المنتظم.

(٥) في المنتظم : «السنخواني» ، والمثبت يتفق مع : المنتخب.

(٦) لم يذكرها ياقوت في (معجم البلدان).

٦٧

سعيد الميهنيّ ، وأبا القاسم القشيريّ ، وظهرت عليه أحوال الطريقة ، وصار من أصحاب الكرامات ، وسمع من شيخ الإسلام أبي عثمان الصّابونيّ ، وبني بقريته الخانقاه ، وصار شيخ تلك الناحية (١).

أضر في آخر عمره.

وذكره السّمعانيّ (٢)

ـ حرف التاء ـ

ـ تبع.

تقدم في السنة الماضية في تقريبها

ـ حرف الحاء ـ

٣٩ ـ الحسن بن إسماعيل بن صاعد بن محمد (٣).

قاضي القضاة أبو عليّ الحنفي النّيسابوريّ.

سمع الكثير من : أبي يعلى حمزة ، وعبد الله بن يوسف ، وأبي الحسن بن عبدان.

توفي في جمادى الأولى (٤).

٤٠ ـ الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن العباس بن جعفر بن أبي جعفر المنصور العباسيّ (٥).

أبو عليّ المكيّ (٦) الشافعيّ الحنّاط.

__________________

(١) المنتظم.

(٢) في غيرها (الأنساب).

(٣) انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في : المنتخب من السياق ١٨٧ رقم ٥٢٣.

(٤) قال عبد الغافر : شيخ محترم ... لم يحدّث.

(٥) انظر عن (الحسن بن عبد الرحمن) في : الأنساب المتفقة لابن القيسراني ٨٤ رقم ١٣٦ ، والأنساب لابن السمعاني ٧ / ٢٥٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ رقم ١٨٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٥٠٠ ، والعبر ٣ / ٢٧٨ ، ومرآة الجنان ٣٤ / ١٠٣ ، والعقد الثمين ٤ / ٨٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١١٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٢.

(٦) تصحفت «المكيّ» في (مرآة الجنان ٣ / ١٠٣) إلى «المالكي».

٦٨

شيخ ثقة ، كان يبيع الحنطة.

روى عن : أحمد بن إبراهيم بن فراس ، وعبيد الله بن أحمد السّقطيّ.

وغيرهما.

روى عنه : أبو المظفر منصور السّمعانيّ ، وعبد المنعم بن القشيريّ ، ومحمد بن طاهر ، وأحمد بن محمد العباسيّ المكيّ ، وطائفة من حجاج المغاربة ، وغيرهم.

قيل إنّه توفي في شهر ذي القعدة. وكان أسند من بقي بالحجاز.

وثقة ابن السّمعانيّ في «الأنساب» (١).

وقال محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ : كنت أقرأ على هبة الله بن عبد الوارث الشّيرازيّ فقال : قرأت على أبي عليّ الشافعيّ بمكّة :

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بفخ ............... (٢)

قال هبة الله : فقرأته بالتّصحيف بفجّ.

فقال أبو عليّ ، وأخرجني إلى ظاهر مكة ، وأتى بي إلى موضع فقال : يا بني ، هذا هو الفخ ، بالخاء المعجمة ، وهو الموضع الّذي تمنى بلال أن يكون به.

وقد سأل ابن السّمعانيّ إسماعيل بن محمد الحافظ ، عن أبي عليّ المذكور فقال : عدل ثقة ، كثير السّماع (٣).

__________________

= وقال ابن القيسراني : سئل عن هذه النسبة فقال : كان أبي يسمع الحديث ، وكان في القوم رجل يسمّى الحسن بن عبد الرحمن المالكي ، فكتب لنفسه : الشافعيّ ، ليقع الفرق بينهما ، فثبت علينا هذا النسب. (الأنساب المتفقة ٨٤).

(١) ٧ / ٢٥٦.

(٢) تتمّة البيت : «بفخ وعندي إذخر وجليل».

وفخ : من فجاج مكة بينه وبين مكة ثلاثة أميال. وقيل : ستة أميال.

والإذخر : نبات يظهر بمكة طيّب الرائحة.

والجليل : نوع من النبات وهو ما يسمونه التمام.

والبيت كان يقوله بلال مؤذّن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا تركته الحمّى ، حيث يضطجع بفناء البيت ثم يرفع عقيرته به. (انظر : سيرة ابن هشام ـ بتحقيقنا ـ طبعة دار الكتاب العربيّ ٢ / ٢٣٠).

(٣) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٤ ، ٣٨٥.

٦٩

٤١ ـ الحسين بن عليّ بن أبي شريك الحاسب (١).

كان آية في الهندسة والحساب ، ولم يكن بذاك.

سمع : عبد الودود بن عبد المتكبر.

روى عنه : أبو القاسم هبة الله الحاسب

ـ حرف العين ـ

٤٢ ـ عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن عثمان (٢).

أبو محمد بن أبي الخير البغداديّ السكّريّ. صاحب الزّاهد عبد الصّمد.

كان أمينا مطبوعا ، صحيح الأصول.

سمع : أبا أحمد الفرضيّ ، ومحمد بن بكران الرازيّ.

روى عنه : أبو نصر الغازي بأصبهان ، ويحيى بن الطّراح ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

وكان يعرف بابن المطوعة (٣).

٤٣ ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف (٤).

أبو المطرف المعافريّ ، الفقيه البلنسيّ.

قاضي بلنسية.

روى عن : خلف بن هانئ الطّرطوشيّ (٥).

روى عنه : أبو بحر سفيان بن العاص الأسديّ ، وأبو الليث السّمرقنديّ.

وسمع خلف من أحمد بن الفضل الدينَوَريّ (٦).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (عبد الله بن أحمد السكري) في : المنتظم ٨ / ٣٢٤ رقم ٤٠٥ (١٦ / ٢٠٧ رقم ٣٤٩٩).

(٣) وكان مولده في سنة ٣٩٥ ه‍.

(٤) انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٣٤٠ رقم ٧٢٧.

(٥) في الأصل : «الطرسوسي» ، وهو وهم.

(٦) قال ابن بشكوال : وقد نيف على الثمانين ، ومولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قرأت مولده ووفاته بخط النميري.

٧٠

٤٤ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبّاس (١).

أبو محمد القرطبيّ المقرئ.

قرأ على : مكيّ بن أبي طالب بالروايات.

وسمع من : حاتم بن محمد ، وأبي عبد الله محمد بن عتّاب.

قال ابن بشكوال (٢) : كان من جلّة المقرءين ، وخيارهم. عارفا بالقراءات ، ضابطا لها ، مجوّدا ، مع الدّين والعفاف.

أنبا عنه جماعة. وتوفي رحمه‌الله في ذي الحجة (٣).

٤٥ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسلم (٤) أبو سعيد الأبهريّ المالكيّ.

سمع بمصر من : عليّ بن منير ، وعبد الله بن الوليد الأندلسيّ.

وحدّث بدمشق (٥).

روى عنه : نصر المقدسيّ ، وهبة الله بن الأكفانيّ ، ونصر الله المصيصيّ ، وآخرون.

٤٦ ـ عبد الملك بن الحسين بن خيران (٦).

أبو نصر الدّلال. سمع : أبا بكر بن الإسكاف.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد القرطبي) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ رقم ٧٢٦ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٣٩ رقم ٣٧٤ وفيه «عياش» وغاية النهاية ١ / ٣٧٧ رقم ١٦٠٦.

(٢) في الصلة.

(٣) قال ابن بشكوال : ومولده سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وثلاثمائة. الشك من ابن شعيب ، قال لي ذلك أبو جعفر الفقيه.

(٤) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الأبهري) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ٣٠ رقم ٢١.

(٥) ببعض كتاب «الصحيح» لمسلم.

(٦) انظر عن (عبد الملك بن الحسين) في : المنتظم ٨ / ٣٢٤ رقم ٤٠٦ وفيه : «عبد الملك بن أحمد» ١٦ / ٢٠٧ رقم ٣٥٠٠) وفيه : «عبد الملك بن الحسن بن أحمد بن أحمد بن خيرون» ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٠ وفيه «ابن خيرون».

٧١

مات في جمادى الأولى.

٤٧ ـ عليّ بن عبد الرحمن بن محمد (١).

أبو القاسم المحميّ (٢).

شيخ رئيس من بيت الرواية والتزكية (٣).

سمع : ابن محمش ، وأبا بكر الحيريّ ، وجماعة.

مولده سنة أربعمائة (٤).

روى عنه : إسماعيل بن عبد الرحمن العصائديّ (٥) ، وغيره.

٤٨ ـ عليّ بن أبي القاسم بن عبد الله بن عليّ (٦).

أبو الحسن السرقسطيّ ، نزيل طليطلة.

حجّ ، وأخذ عن أبي ذر الهرويّ ، وأبي الحسن بن صخر ، والقاضي عبد الوهاب المالكيّ ، وجماعة.

وكان رجلا صالحا ، فاضلا ، لم تكن له خبرة بالإسناد. وفي كتبه تخليط كثير (٧).

توفي في ربيع الأول ، وكانت له جنازة مشهودة بقرطبة

__________________

(١) انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في : المنتخب من السياق ٣٨٦ رقم ١٣٠٣ ، والمختصر الأول للمنتخب (مخطوط) ورقة ٦٥ ب.

(٢) المحميّ : بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة ، هذه النسبة إلى محم ، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية. (الأنساب ١١ / ١٧٣).

(٣) وصفه عبد الغافر بأنه «مشهور موسر مذكور».

(٤) لم يؤرّخ عبد الغافر لمولده.

(٥) العصايدي : بفتح العين والصاد المهملتين ، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال ، هذه النسبة إلى عمل «العصيدة». (الأنساب ٨ / ٤٦٣).

(٦) انظر عن (علي بن أبي القاسم) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤١٩ رقم ٨٩٦.

(٧) قال ابن بشكوال : كتب إلى شيخنا أبي محمد بن عتّاب بإجازة ما رواه ، وأراني خطّه بذلك وفيها تسمية بعض روايته وكتبه ، فرأيت فيها تخليطا كثيرا وزيادة في الإسناد ونقصا. ولم يكن هذا الشأن بابه ، وإنما كان الغالب عليه الخير والصلاح وإقراء القرآن.

وقدم قرطبة في آخر عمره ... وكان منقبضا منذ دخل قرطبة ، وأقام فيها سبعة أشهر في الفندق الّذي نزل فيه ، ولم يتعرض للقاء أحد.

٧٢

ـ حرف الفاء ـ

٤٩ ـ الفضل بن عبد الله بن محمد بن المحبّ (١).

قال عبد الغافر : توفي في المحرم سنة اثنتين (٢).

وقال غيره : توفي في سنة ثلاث وسبعين وهو هناك

ـ حرف الميم ـ

٥٠ ـ محمد بن حسّان بن محمد (٣).

أبو بكر الملقاباذيّ (٤) النيسابوريّ.

سمع «مسند أبي عوانة» من أبي نعيم (٥) ، وحدّث به.

وكان من كبار الفقهاء.

روى عنه : وجيه الشّحاميّ ، وعبيد الله بن جامع الفارسيّ ، وأحمد بن سهل المطرزيّ ، وآخرون من آخرهم وفاة أبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحنزبارانيّ.

قال أبو سعد : محمد بن أبي الوليد حسان بن محمد بن القاسم فقيه ، ثقة ، عدل مشتغل بنفسه ، غير دخّال في الأمور ، أدرك الأسانيد العالية.

سمع : أبا الحسن العلويّ ، وعبد الله بن يوسف ، وابن محمش.

__________________

(١) انظر عن (الفضل بن عبد الله) في : المنتخب من السياق ٤١٠ رقم ١٣٩٦ ، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة ٧٥ أ ، والأنساب ١١ / ١٥٨ ، والعبر ٣ / ٢٧٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٥٠٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٨ ، ٣٧٩ رقم ١٨٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٣.

وسيعاد في وفيات سنة ٤٧٣ ه‍. برقم (٨٧).

(٢) وقال : «الأستاذ الواعظ أبو القاسم ، مستور من أهل بيت الحديث والعلم ، حدّث أبوه وجدّه ، وكلّهم من أهل الصلاح والزهد ، وهذا معروف بالوعظ والتخرج فيه. وله تصانيف مستفادة.

سمع عن الخفاف ، والسيد أبي الحسن ، وأبي طاهر ، وابن يوسف ، وطبقتهم ، ثم عن أصحاب الأصمّ ، وقرأ عليه». (المنتخب ٤١٠).

(٣) انظر عن (محمد بن حسّان) في : المنتخب من السياق ٥٩ رقم ١١٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٠ ، ٣٩١ رقم ١٩١.

(٤) الملقاباذي : بالضم ثم السكون والقاف وآخره ذال معجمة. نسبة إلى محلّة بأصبهان ، وقيل بنيسابور. (معجم البلدان).

(٥) أي الأسفرائيني.

٧٣

وروى عنه جدّي أبو المظفر في الأحاديث الألف (١) ولد في المحرّم سنة أربع وتسعين وثلاثمائة. ومات بنيسابور في ذي القعدة سنة اثنتين.

٥١ ـ محمد بن الحسن بن محمد بن الأنماطيّ الخزاعيّ الكوفيّ (٢).

أبو عبد الله.

سمع : أبا عبد الله بن محمد بن عبد الله الجعفيّ القاضي ، وغيره.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

ولد سنة أربعمائة.

ومات في شوّال.

٥٢ ـ محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن دينار بن يزدانيار (٣).

أبو جعفر السّعيديّ الهمذاني الصّوفيّ. ويعرف بالقاضي.

روى عن : يوسف بن أحمد بن كجّ ، وأبي عبد الله بن فنجويه ، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الطوسي ، وعبد الرحمن بن الإمام ، وأحمد بن الحسن الإمام ، وأحمد بن عمر حموش ، ونصر بن الحارث ، وجماعة كبيرة.

قال شيرويه : سمعت منه ، وكان ثقة صدوقا فقيرا. وكان أصم ، وكنت إذا دخلت بيته ضاق لما أرى من حاله.

توفي في جمادى الأولى. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.

٥٣ ـ محمد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمد (٤).

أبو عبد الله الفارسيّ الهرويّ.

راوي جزء أبي الجهم ، ونسخة مصعب الزّبيريّ ، وأجزاء ابن صاعد الستة وغير ذلك عن عبد الرحمن بن أبي شريح.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩١.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) انظر عن (محمد بن أبي مسعود) في : المعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٥٠١ ، والعبر ٣ / ٢٧٨ ، ودول الإسلام ٢ / ٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٦ ، ٣٧٧ رقم ١٨٣ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١١٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٢.

٧٤

روى عنه : محمد بن طاهر المقدسيّ ، وعبد السلام بن أحمد بن بكبرة (١). وأبو الفتح محمد بن علي المضريّ (٢) ، وأبو الوقت عبد الأول ، وأهل هراة.

ورحل ابن طاهر إليه بالقصد إلى هراة ، فحكى أنه منع من الدّخول ، فتنازل إلى أن يدخل ويقرأ عليه حديثا واحدا ، فأذن له. فلمّا دخل عليه قرأ عليه الحديث الّذي في ذكر خيبر ، وقد رواه البخاري (٣) بواسطة ثلاثة بينه وبين مالك ، والشيخ يروي هذا الحديث بواسطة ثلاثة كالبخاريّ ، فقال لابن طاهر : لم اخترت هذا الحديث.

فوصف له علوّه فيه. فقال : اقرأ باقي الجزء. ولازمه حتّى أكثر عنه (٤).

توفي في شوّال.

٥٤ ـ محمد بن عبد العزيز بن محمد (٥).

أبو يعلى بن المناطقي (٦) البغداديّ الدّلال في الملك.

سمع : ابن رزقويه ، وأبا الحسين بن بشران (٧).

وعنه : أحمد بن المجليّ ، وإسماعيل بن السمرقنديّ.

ومات في رمضان.

__________________

(١) بكبرة : بفتح الباءين الموحدتين ، بينهما كاف ساكنة. وقد تقدّم.

(٢) هكذا ضبطت في الأصل. وفي (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٧) : «المصري».

(٣)

في المغازي ، باب غزوة خيبر (٤٢٣٤) ، وتمام الحديث عن المسندي : حدّثنا معاوية بن عمرو ، حدّثنا أبو إسحاق الفزاري ، حدّثنا مالك ، قال : حدّثني ثور ، قال : حدّثني سالم مولى ابن مطيع أنه سمع أبا هريرة رضي‌الله‌عنه يقول : افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ، ثم انصرفنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مزعم أهداه له أحد بني الضباب ، فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ جاءه سهم غائر حتى أصاب ذلك العبد ، فقال الناس : هنيئا له الشهادة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بلى والّذي نفسي بيده إنّ الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا» ، فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشراك أو بشراكين ، فقال : هذا شيء كنت أصبته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «شراك أو شراكان من نار».

(٤) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٧.

(٥) انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في : المنتظم ٨ / ٣٢٥ رقم ٤٠٨ (١٦ / ٢٠٨ رقم ٣٥٠٢).

(٦) في المنتظم تحرفت إلى : «المناتقي» في الطبعتين.

(٧) وقال ابن الجوزي : وكان سماعه صحيحا.

٧٥

٥٥ ـ محمد بن عليّ بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة (١).

أبو بكر الزوزنيّ (٢) الصوفيّ.

ولد الشيخ أبي الحسن.

سمع : أبا الحسن بن مخلد ، وأبا القاسم الخرقيّ (٣).

روى عنه : أبو علي البردانيّ ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

ومات رحمه‌الله في ذي القعدة عن ستّين سنة (٤).

٥٦ ـ محمد بن قاسم بن هلال التّنّيسيّ (٥).

الطليطلي ، الفقيه (٦).

حدّث عن : أبيه ، وأبي عمر الطلمنكيّ.

توفي في جمادى الآخرة (٧).

٥٧ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز (٨).

أبو منصور العكبريّ (٩) الأخباريّ النديم ، فارسيّ الأصل.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي الزوزني) في : الأنساب ٦ / ٣٢٢ ، والمنتظم ٨ / ٣٢٥ رقم ٤١٠ (١٦ / ٢٠٩ رقم ٣٥٠٤).

(٢) الزوزني : بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى زوزن ، وهي بلدة كبيرة حسنة بن هراة ونيسابور. (الأنساب ٦ / ٣٢٠).

(٣) في الأصل : «الحرضي» ، والتحرير من (المنتظم).

(٤) وصفه ابن السمعاني بأنه شيخ صالح.

(٥) انظر عن (محمد بن قاسم) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥١ رقم ١٢٠٧ وفيه نسبته «القيسي».

(٦) كنيته : أبو عبد الله.

(٧) قال ابن بشكوال : «وكان له حظّ من الفقه والآثار ، والآداب».

(٨) انظر عن (محمد بن أحمد العكبريّ) في : تاريخ بغداد ٣ / ٢٣٩ رقم ١٣١٩ ، والمنتظم ٨ / ٣٢٥ رقم ٤٠٩ (١٦ / ٢٠٨ ، ٢٠٩ رقم ٣٥٠٣) ، والأنساب ٩ / ٢٨ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١١٧ وفيه : «محمد بن عبد العزيز العكبريّ» ، والعبر ٣ / ٢٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ رقم ١٩٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٢.

(٩) العكبريّ : بضم العين وفتح الباء الموحدة ، وقيل بضم الباء أيضا ، والصحيح بفتحها ، بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي وهي أقدم من بغداد. (الأنساب ٩ / ٢٧ ، ٢٨).

٧٦

كان راوية للأخبار والحكايات ، مليح النّادرة ، حادّ الخاطر ، طيب العشرة ، من أولاد المحدّثين.

ولد سنة اثنتين (١) وثمانين وثلاثمائة.

وسمع بالكوفة من : محمد بن عبد الله الجعفيّ ، وببغداد من : هلال الحفّار ، وابن رزقويه ، وأبي الحسن بن بشران.

روى عنه : عبد الله النحويّ ، والحسين سبط الخياط ، ويحيى بن الطّراح ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

وقال الخطيب : (٢) كتبت عنه ، وكان صدوقا (٣).

وقال عبد الله بن عليّ سبط الخياط : كان يتشيّع (٤).

وقال ابن خيرون : إنه خلط في غير شيء ، وسمع لنفسه فيه (٥).

وتوفي في رمضان.

قال أبو سعد السمعانيّ : قول ابن خيرون لا يقدح فيه ، لأن عمدة قدحه كونه استعار منه جزءا ، فنقل فيه سماعه وردّه وما زالت الطلبة يفعلون ذلك (٦).

قلت : وقع لنا «المجتبى» لابن دريد بعلو من طريقه ، سمعناه من أبي حفص ابن القواس ، عن الكنديّ إجازة : أنا سبط الخياط ، أنا أبو منصور النديم ، أنا أبو الطّيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان العكبريّ ، أنا أبو بكر بن دريد.

__________________

(١) في الكامل : «مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة». (١٠ / ١١٧) ، ووقع في تاريخ بغداد : «في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة» ، وهو وهم. حيث أضيفت «وأربعمائة» بين حاصرتين.

(٢) في تاريخ بغداد ٣ / ٢٣٩.

(٣) وكذا قال ابن الأثير في (الكامل ١٠ / ١١٧).

(٤) المنتظم سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٢.

(٥) قال ابن الجوزي : ذكره أبو الفضل بن خيرون فغمزه وقال : خلط ، ونسبه إلى التشيع ، وقال :

استعار مني جزءا فسمع لنفسه فيه. ومن الجائز أن يكون قد عارض نسخة فيها سماعه ، فلا يجوز القطع بالتضعيف من أمر محتمل ، والأثبت في حاله أنه صادق ، إلا أنه كان صاحب جد وهزل ، وكان نديما ، يحكي الحكايات المستحسنة ، وكان مليح النادرة ، وله هيئة حسنة ، وما زال يخالط أبناء الدنيا.

(٦) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٣.

٧٧

والنّديم أيضا بنزول ، عن ابن أيّوب الشّافعيّ ، عن ابن الجراح ، عنه (١).

٥٨ ـ محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور (٢).

أبو بكر بن الحافظ أبي القاسم الطبري (٣) اللالكائي (٤) ثم البغداديّ. ثقة ، مكثر. سمعه أبوه من هلال الحفّار ، وأبي الحسين بن بشران ، وأبي الحسين بن الفضل القطان.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبو محمد سبط الخيّاط ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

ومولده في ذي الحجة سنة تسع وأربعمائة (٥).

قلت : فيكون سماعه من الحفار حضورا.

توفي في جمادى الأولى.

وكان شافعيّ المذهب ، تبادر من أورده في علماء الشافعية ، فإنّه ليس هناك (٦).

__________________

(١) وقال أبو نصر أحمد بن محمد الطوسي : أنشدنا أبو منصور بن عبد العزيز العكبريّ :

أطيل تفكري في أي ناس

مضوا عنا وفيمن خلفونا

هم الأحياء بعد الموت حقّا

ونحن من الخمول الميتونا

لذلك قد تعاطيت التحافي

وإن خلائقي كالماء لينا

ولم أبخل بصحبتهم لدهر

ولكن هات ناسا يصحبونا

(المنتظم).

(٢) انظر عن (محمد بن هبة الله) في : الأنساب ١٢ / ٣٧٢ ، ٣٧٣ ، والمنتظم ٨ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ رقم ٤٠٧ (١٦ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ رقم ٣٥٠١) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١١٧ ، واللباب ٣ / ٤٠١ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤٧ ، ٤٤٨ رقم ٢٣٠ ، وطبقات ابن الصلاح ، ورقة ٣٦ ب ، والوافي بالوفيات ٥ / ١٥١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٣٦٦ ، ٣٦٧.

(٣) انظر ترجمة أبيه أبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور ، في (تاريخ بغداد ١٤ / ٧٠ ، ٧١ رقم ٧٤١٨).

(٤) اللالكائيّ : بفتح اللام ألف واللام والكاف بعدها الألف وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة إلى بيع اللوالك ، وهي التي تلبس في الأرجل. (الأنساب ١٢ / ٣٧٢).

(٥) الأنساب ١٢ / ٤٧٣ ، اللباب ٣ / ٤٠١ ، المنتظم.

(٦) وقال ابن السمعاني : «كان شيخا مأمونا ثقة ، صدوقا».

٧٨

٥٩ ـ محمد بن يحيى بن سعيد (١).

أبو عبد الله السّرقسطيّ ، خطيب سرقسطة. ويعرف بابن سماعة.

حدّث عن : أبي عمر الطّلمنكيّ.

روى عنه : أبو عليّ بن سكرة.

وهو مشهور بالصّلاح التّامّ (٢)

ـ حرف النون ـ

٦٠ ـ نصر بن أحمد بن مروان الكردي (٣).

صاحب ديار بكر.

مات عن سنّ عالية (٤) ، وتملّك ابنه منصور سنة اثنتين وسبعين (٥)

__________________

(١) انظر عن (محمد بن يحيى) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥١ رقم ١٢٠٥.

(٢) وكان خطيب سرقسطة. توفي ودفن هو وأبو الحسين بن القاضي أبي الوليد الباجي ، وصلي عليهما في وقت واحد ، وموضع واحد.

(٣) انظر عن (نصر بن أحمد) في : الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ٢١٧ ، ٢٥٧ ، ٣٦٦ ـ ٣٧١ ، ٣٧٥ ، ٣٧٦ ، ٣٧٨ (٣٧٩) ، ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ٣٨٨ ، ٣٨٩ وج ٣ ق ٢ / ٥٥٢ ، وتاريخ الفارقيّ ١٤٧ ، ١٦٣ ، ١٧٧ ـ ١٨٢ ، ١٨٥ ـ ١٩٢ ، ١٩٧ ـ ٢٠٠ ، ٢٠٢ ـ ٢٠٤ ، ٢٠٦ ، ٢١٨ ، ٢٤٨ ، ٢٥٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٤ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٨٠ ، والدّرّة المضية ٤٠٥.

وهو الملقب : «نظام الدين».

(٤) قال ابن الأزرق الفارقيّ : كان ملكا عادلا ، خفيف الوطأة ، حسن السيرة ، كثير الإحسان إلى الناس. وعمرت ميافارقين في أيامه أحسن عمارة ، ولقي الناس منه الخير والبركة في ولايته.

وكان يتفقد أحوال الناس ويسأل عن أحوالهم ومن غاب منهم ، وما شوهدت ميافارقين أعمر ممّا كانت في أيام نظام الدين ، ولا أغنى من أهلها في أيامه ، وعلا في سور ميّافارقين وسور آمد مواضع عديدة ، واسمه على المواضع ظاهرا وباطنا ، وبنى الجسر على دجلة شرقيّ آمد تحت الصخرة وباب التل ، وغرم عليه من ماله بتولّي الوزير أبي الفضل إبراهيم بن الأنباري في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. (تاريخ الفارقيّ ١٩٩ ، ٢٠٠).

وقال ابن شدّاد : «مات بميّافارقين في ذي الحجّة ، فكانت ولايته ثلاثين سنة وأشهرا». (الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ٣٧٩).

وقد أرخ ابن أيبك الدواداريّ وفاته في سنة ٤٧١ ه‍. (الدرّة المضية ٤٠٥).

(٥) تاريخ الفارقيّ ٢٠٠ ، ٢٠١.

٧٩

حرف الهاء ـ

٦١ ـ هياج بن عبيد بن حسين (١).

الفقيه الزّاهد أبو محمد الحطينيّ. وحطين قرية بين عكّا وطبرية (٢) ، بها قبر شعيب عليه‌السلام فيما قيل.

سمع : أبا الحسن عليّ بن موسى السّمسار ، وعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الطبيز ، ومحمد بن عوف المزنيّ ، وجماعة بدمشق ، وأبا ذرّ الهرويّ بمكّة ، وعبد العزيز الأزجيّ ، وغيره ببغداد.

ومحمد بن الحسين الطّفّال ، وعليّ بن حمصة بمصر.

والسّكن بن جميع بصيداء.

ومحمد بن أحمد بن سهل بقيساريّة.

روى عنه هبة الله الشّيرازيّ في «معجمه» فقال : أنا هيّاج الزّاهد الفقيه ، وما رأت عيناي مثله في الزّهد والورع (٣).

__________________

(١) انظر عن (هيّاج بن عبيد) في : الأنساب المتفقة (الطبعة الجديدة) ٥٦ ، والمنتظم ٨ / ٣٢٦ رقم ٤١٢ (١٦ / ٢٠٩ ، ٢١٠ رقم ٣٥٠٦) ، والأنساب ٤ / ١٧٠ ، وفيه : «هياج بن محمد بن عبيد» ، ومعجم البلدان ٢ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، وفيه مثل الأنساب ، والمشترك وضعا والمفترق صقعا ١٣٨ ، واللباب ١ / ٣٧٤ ، وفيه مثل الأنساب ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٧ / ١٦٤ ، ١٦٥ رقم ٧٨ ، وفيه : «هياج بن عبيد بن الحسين ، ويقال : ابن عبيد الله بن الحسن» ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٣ ـ ٣٩٥ رقم ١٩٤ ، والعبر ٣ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ودول الإسلام ٢ / ٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٥٢٩ ، (دون ترجمة) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٢٧ ، ٤٢٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٠ ، ١٢١ ، وفيه : «هياج بن عبد الله» ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٢ ، والعقد الثمين ٧ / ٣٨٠ ، ٣٨١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٠٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٢ ، ٣٤٣.

(٢) قال القيسراني في الأنساب المتفقة ٥٦ : «بين أرسوف وقيسارية ، خرج منها شيخنا الفقيه الزاهد أبو محمد هيّاج بن عبيد الحطيني المقيم بالحرم» ، وكذا في : (الأنساب ٤ / ١٧٠) وقال : «الحطيني بكسر الحاء والطاء المهملتين وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها والنون».

أما ياقوت فقال مثل المؤلف الذهبي : حطّين قرية بين عكا وطبرية بالشام ، ونسب هياجا إليها. (المشترك ١٣٨) وتابعه ابن الأثير في (اللباب ١ / ٣٧٤) وعلّق على قول ابن السمعاني بأن حطين بين أرسوف وقيسارية غير صحيح. غير أن ابن عساكر ذكر أن هياجا من حطين ، بين أرسوف وقيسارية. (مختصر تاريخ دمشق ٢٧ / ١٦٤).

(٣) الأنساب المتفقة ٥٦ سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٤ ، طبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٨٢ ، العقد=

٨٠