تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

نظرت في كلامه بان لك سوء تصرفه.

ورأيت له ترتيبا في «غريب» أبي عبيد قد خبط كثيرا وصحف (١).

حدّث عنه : أولاده أحمد ومحمد ويحيى ، وابن الحصين ، وإسماعيل بن السّمرقندي ، وأبو منصور القزّاز ، وأحمد بن ظفر المغازليّ.

قال شجاع الذهليّ : كان أحد القرّاء المجودين ، سمعنا منه قطعة من تصانيفه (٢).

وقال المؤتمن السّاجيّ : كان له رواه ومنظر ، ما طاوعتني نفسي للسماع منه (٣).

وقال إسماعيل بن السّمرقنديّ : كان واحد من المحدثين اسمه الحسن بن أحمد بن عبد الله النّيسابوريّ. سمع الكثير ، فكان ابن البناء يكشط «بوريّ» منه ويمد السّين ، فتصير «البنّاء» كذا قيل إنّه كان يفعل ذلك (٤).

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨١.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨١ ، لسان الميزان ٢ / ١٩٥ وزاد فيه : «ولا أذكر عنه أكثر من هذا». قال السلفي : كأنه أشار إلى ضعفه.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨١ ، لسان الميزان ٢ / ١٩٥ ، وفيه زيادة : «قال السلفي : كان يتصرف في الأصول بالتغيير والحكّ».

(٤) المنتظم ٨ / ٣٢٠ (١٦ / ٢٠١) ، ومعجم الأدباء ٧ / ٢٦٧.

قال ابن الجوزي تعليقا على ذلك : «وهذا بعيد الصحة لثلاثة أوجه ، أحدها أنه قال : كذا قيل.

ولم يحك عن علمه بذلك فلا يثبت هذا.

والثاني : أن الرجل مكثر لا يحتاج إلى الاستزادة لما يسمع ، ومتدين ، ولا يحسن أن يظن بمتدين الكذب.

والثالث : أنه قد اشتهرت كثرة رواية أبي علي بن البنّاء ، فأين هذا الرجل الّذي يقال له :الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابورىّ؟ ومن ذكره؟ ومن يعرفه؟ ومعلوم أن من اشتهر سماعه لا يخفى ، فمن هذا الرجل؟ فنعوذ بالله من القدح بغير حجّة».

وقال المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ : «هذا جرح بالظنّ ، والرجل في نفسه صدوق ، وكان من أبناء الثمانين ـ رحمه‌الله ـ وما التّحنبل بعار ـ والله ـ ولكنّ آل مندة وغيرهم يقولون في الشيخ :إلّا أنه فيه تمشعر. نعوذ بالله من الشرّ». (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٢).

وقال ابن رجب : وكان نقيّ الذهن ، جيد القريحة ، تدلّ مجموعاته على تحصيله لفنون من العلوم ، وقد صنف قديما في زمن شيخه الإمام أبي يعلى في المعتقدات وغيرها ، وكتب له خطّه عليها بالإصابة والاستحسان.

وقد رأيت له في مجموعاته من المعتقدات ما يوافق بين المذهبين : الشافعيّ ، وأحمد. ويقصد=

٤١

٨ ـ الحسن بن عليّ بن محمد بن أحمد بن جعفر (١).

الحافظ أبو عليّ البلخيّ (٢) الوخشيّ (٣) ، ووخش : من أعمال بلخ (٤).

رحّال حافظ كبير. سمع بدمشق من : تمّام الرّازيّ (٥) ، وعقيل بن عبدان.

وببغداد من : أبي عمر بن مهديّ.

__________________

= به تأليف القلوب ، واجتماع الكلمة ، مما قد استقرّ له وجود في استنباطه ، مما أرجو له به عند الله الزلفى في العقبي. فلقد كان من شيوخ الإسلام النصحاء. الفقهاء الألباء ، ويبعد غالبا أن يجتمع في شخص من التفنن في العلوم ما اجتمع فيه.

وقد جمع من المصنّفات في فنون العلم فقهاء وحديثا ، وفي علم القراءات والسير والتواريخ والسنن ، والشروح للفقه ، والكتب النحوية إلى غير ذلك جموعا حسنة ، تزيد على ثلاثمائة مجموع ، كذا قرأته محققا بخط بعض العلماء.

وذكر ابن رجب أسماء مؤلفاته. ثم أورد ما أنشده ابن البنّاء لنفسه على البديهة :

إذا غيبت أشباحنا كان بيننا

رسائل صدق في الضمير تراسل

وأرواحنا في كل شرق ومغرب

تلاقى بإخلاص الوداد تواصل

وثم أمور لو تحققت بعضها

لكنت لنا بالعذر فيها تقابل

وكم غائب والقلب منه مسالم

وكم زائر في القلب منه بلابل

فلا تجزعن يوما إذا غاب صاحب

أمين ، فما غاب الصديق المجامل

(ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٣ ، ٣٤ و ٣٥ و ٣٦ ، ٣٧).

(١) انظر عن (الحسن بن علي البلخي) في : الإكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٩١ ، والأنساب ١٢ / ٢٢٨ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٠ / ٢١٦ ، ٢١٧ ، والمنتخب من السياق ١٨٢ ، ١٨٣ ، رقم ٤٩٨ ، ومعجم البلدان ٥ / ٣٦٥ ، واللباب ٣ / ٣٥٥ ، والمختصر الأول للسياق ، ورقة ١٦ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ٥٢ رقم ١٣ ، والعبر ٣ / ٢٧٥ ، والمشتبه في أسماء الرجال ٢ / ٦٥٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٦٥ ـ ٣٦٧ رقم ١٧٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٥ رقم ١٤٩٤ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧١ ـ ١١٧٤ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٠٠٢ ، ١٠٠٣ رقم ٦٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٠ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ١٦٣ رقم ١٣٦ ، ولسان الميزان ٢ / ٢٤١ ، ٢٤٢ رقم ١٠١٣ ، وتبصير المنتبه ٤ / ١٤٧٩ ، وطبقات الحفاظ ٤٣٩ ، وكشف الظنون ١٦٣ ، ٥٠٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٣٩ ، وإيضاح المكنون ١ / ٣٤٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ومعجم المؤلفين ٣ / ٢٦٠ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ١١٨ ، ١١٩ رقم ٤٣٨ ، ومعجم طبقات الحفاظ ٧٦ رقم ٩٩٠.

(٢) تحرفت هذه النسبة إلى «التجيبي» في (مرآة الجنان ٣ / ١٠٠).

(٣) بخاء معجمة.

(٤) الإكمال ، الأنساب ، معجم البلدان ، اللباب ، المشتبه ، التبصير.

(٥) لم يذكره «الدوسري» في مقدمة (الروض البسّام) ١ / ٤٩.

٤٢

وبالبصرة من : أبي عمر الهاشميّ.

وبمصر من : أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس.

وبخراسان من أصحاب الأصمّ.

قال أبو بكر الخطيب : علقت عنه ببغداد ، وأصبهان (١).

وقال ابن السّمعانيّ : كان حافظا فاضلا ثقة ، حسن القراءة. رحل إلى العراق ، والجبال ، والشّام ، والثّغور ، ومصر. وذاكر الحفاظ.

وسمع ببلخ من أبي القاسم عليّ بن أحمد الخزاعيّ ، وبنيسابور من أبي زكريّا المزكي ، والحيريّ ، وببغداد من أبي مهديّ ، وابن أبي الفوارس ، وبأصبهان من أبي نعيم.

روى لنا عنه : عمر بن محمد بن عليّ السّرخسيّ ، وعمر بن عليّ المحموديّ.

روى عنه الخطيب في تصانيفه ، وذكر الحافظ عبد العزيز النّخشبيّ أنّه كان يتّهم بالقدر.

قال السّمعانيّ : ولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

وتوفي في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ببلخ (٢).

قلت : انتقى على أبي نعيم خمسة أجزاء مشهورة «بالوخشيات» ، وسمعنا جزءا من حديثه رواه من حفظه.

سئل عن إسماعيل بن محمد التّيميّ فقال : حافظ كبير (٣).

قلت : روى عن الوخشيّ كتاب «السّنن» لأبي داود : الحسن بن عليّ الحسينيّ البلخيّ ، والّذي قيد وفاته صاحبه عمر السّرخسيّ. وقد حدّث المحموديّ عنه في سنة ست وأربعين وخمسمائة وقال : كنت قد راهقت لما

__________________

(١) تاريخ دمشق ١٠ / ٢١٦ ، الأنساب ١٢ / ٢٢٨ نقلا عن «المؤتنف» للخطيب ، وهو «المؤتلف والمختلف» كما في (المستفاد من تاريخ بغداد ١٠٢). وانظر : (كشف الظنون ٢ / ١٦٣٧).

(٢) انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٢ ، ولسان الميزان ٢ / ٢٤١ ، وقول السمعاني ليس كلّه في (الأنساب ١٢ / ٢٢٨).

(٣) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٦٦.

٤٣

توفي الوخشيّ وحضرت جنازته ، فلما وضعوه في القبر ، سمعنا صيحة ، فقيل إنّه لما وضع في القبر خرجت الحشرات من المقبرة ، وكان في طرفنا وادي ، فانحدرت إليه الحشرات ، فذهبت وأبصرت البيض الصّغار ، والعقارب ، والخنافس ، وهي منحدرة إلى الوادي بعينيّ ، والنّاس ما كانوا يتعرّضون لها (١).

قال ابن النّجار : سمع ببلخ من عليّ بن أحمد الخزاعيّ ، وبهمذان محمد بن أحمد بن مزدين (٢) ، وبحلب ، وبعكا (٣).

وسمع منه نظام الملك ببلخ ، وصدره بمدرسته ببلخ.

وقال : جعت بعسقلان أيّاما حتّى عجزت عن الكتابة ، ثم فتح الله (٤).

وقال فيه إسماعيل التّيميّ : حافظ كبير (٥).

__________________

(١) انظر : تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٦٦ ، ولسان الميزان ٢ / ٢٤١.

(٢) في الأصل : «مردين» بالراء المهملة.

(٣) انظر تاريخ دمشق ١٠ / ٢١٦ ، ٢١٧.

(٤) قال ابن السمعاني : كان يتّهم بالقدر. ووقعت له قصّة ببغداد ، فأمر الخليفة بتغريقه ، فهرب إلى مصر ، ثم رجع بعد مدّة ، فأقام ببغداد شبه المختفي. ثم رجع إلى بلخ ، فسمع به نظام الملك ، فبنى له مدرسة ورتبه فيها مسمعا للحديث ، فحدّث.

وقال الوخشي يوما : رحلت ، وقاسيت الذل والمشاق ، ورجعت إلى وخش ، وما عرفت أحد قدري ، فقلت : أموت ولا ينتشر ذكري ، ولا يترحّم أحد عليّ ، فسهل الله ، ووفق نظام الملك حتى بنى هذه المدرسة ، وأجلسني فيها أحدّث ، لقد كنت بعسقلان أسمع الحديث من أبي بكر بن مصحّح ، وغيره. فضاقت علي النفقة ، وبقيت أياما مع لياليها ما وجدت شيئا من الطعام ، فأخذت جزءا من الحديث لأكتبه ، فعجزت عن الكتابة للضعف الّذي لحقني ، فمضيت إلى دكان خباز وقعدت قريبا منه ، وكنت أشم رائحة الخبز وأتقوى بها إلى أن كتبت الجزء ، ثم فتح الله بعد ذلك.

(٥) تاريخ دمشق ١٠ / ٢١٧ ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٠٣.

«أقول» : أخذ الوخشيّ عن الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي المتوفى سنة ٤١٤ ه‍. وروى عنه : (تاريخ دمشق ١٠ / ٢١٦ ، موسوعة علماء المسلمين ٢ / ١١٨).

وقال ابن السمعاني : كنت علقت عنه أحاديث يسيرة ببغداد ، وأصبهان. (الأنساب ١٢ / ٢٢٨).

وقال يحيى بن مندة : الوخشيّ قدم أصبهان سنة سمع عشرة ، ورحل منها سنة إحدى وأربعين ، كثير السماع ، قليل الرواية ، أحد الحفاظ ، عارف بعلوم الحديث ، خبير بأطراف من اللغة والنحو. (تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٣).

وقال عبد الغافر الفارسيّ : قدم نيسابور وسمع بها مرارا ، ثم ارتحل إلى الحجار فسمع بها ،=

٤٤

٩ ـ الحسين بن عقيل (١) بن محمد بن عبد المنعم بن ريش (٢) الدمشقيّ البزار (٣).

الشاعر (٤).

سمع : عبد الرحمن بن أبي نصر (٥).

روى عنه : الخطيب مع تقدّمه ، وأبو الحسن بن المسلم الفقيه (٦)

ـ حرف السين ـ

١٠ ـ سعد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن حسين (٧).

__________________

= وبمصر وبالعراق ، والشام ، والجبال ، وجدّ واجتهد في جمع الصحيح. (المنتخب من السياق ١٨٢).

ورّخ ابن الأكفاني تاريخ وفاته في حاشية أصله بسنة ٤٥٦ ، وقال ابن عساكر : وقيل : إن هذا التاريخ وهم. (تاريخ دمشق ١٠ / ٢١٧).

(١) انظر عن (الحسين بن عقيل) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٠ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، ومعجم الأدباء ١ / ١٢٤ ـ ١٢٦ ، رقم ٩ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ١١١ رقم ١٣١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٠٧ وفيه : «الحسين بن أحمد بن عقيل» ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١١ ، ٣١٢ وقال محقق «معجم الأدباء» بالحاشية : «لم نعثر له على ترجمة سوى ترجمته في ياقوت»!.

(٢) في مختصر تاريخ دمشق : «عبد المنعم بن هاشم بن ريش».

(٣) في الأصل : «البزاز» بالزاي في آخره والتصحيح من المصادر.

(٤) كنيته : أبو علي ، ويقال : أبو عبد الله. (تاريخ دمشق).

(٥) حدّث عنه في مسجد الزلاقة سنة ٤٦٧ ه‍. بسنده عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سلّم قال :«إذا صلّى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذي بهما أحدا ، ليجعلهما تحت رجليه أو ليصل فيهما».

(٦) قال ياقوت : كان أديبا شاعرا ، وله عناية بالحديث». وذكر له أبياتا ، منها قوله :

على لام العذار رأيت خالا

كنقطة عنبر بالمسك أفرط

فقلت لصاحبي هذا عجيب

متى قالوا بأنّ اللّام تنقط؟

(معجم الأدباء ١٠ / ١٢٤ ـ ١٢٦)

(٧) انظر عن (سعد بن علي) في : الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٢٩ ، والأنساب ٦ / ٣٠٧ ، والمنتظم ٨ / ٣٢٠ رقم ٣٩٢ (١٦ / ٢٠١ رقم ٣٤٨٦) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٥ / ١٧٧ ، ١٧٨ ، ومعجم البلدان ٣ / ١٥٢ ، ١٥٣ ، ومختصر تاريخ دمشق ٧ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ رقم ١١٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٥ ـ ٣٨٩ رقم ١٨٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٤٩٥ ، والعبر ٣ / ٢٧٦ ، ودول الإسلام ٢ / ٥ ، وتذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٧٤ ـ ١١٧٨ ، والمشتبه في أسماء الرجال ١ / ٣٢٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٠ ، ١٠١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٠ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٨٠ رقم ٢٤٥ ، والعقد الثمين ٤ / ٥٣٥ ، ٥٣٦ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٦٦١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٠٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ ،=

٤٥

أبو القاسم الزّنجانيّ (١) ، الحافظ الزّاهد.

سمع : أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف ، وأبا عليّ الحسين بن ميمون الصّدفيّ بمصر ، وبغزة عليّ بن سلامة ، وبزنجان محمد بن أبي عبيد (٢) وبدمشق عبد الرحمن بن ياسر ، وأبا الحسن الحبّان ، وجماعة.

روى عنه : أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه ، وأبو المظفر منصور السّمعانيّ الفقيه ، ومكيّ الرميليّ ، وهبة الله بن فاخر ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ ، وعبد المنعم القشيريّ ، وآخرون.

وجاور بمكة زمانا ، وصار شيخ الحرم.

قال أبو الحسن محمد بن أبي طالب الفقيه الكرجيّ : سألت محمد بن طاهر عن أفضل من رأى ، فقال : سعد الزّنجانيّ ، وعبد الله بن محمد الأنصاري ، فسألته أيهما أفضل؟ فقال : عبد الله كان متفننا ، وأمّا الزّنجانيّ فكان أعرف بالحديث منه. وذلك أني كنت أقرأ على عبد الله فأترك شيئا لأجربه ، ففي بعض يردّ ، وفي بعض يسكت ، والزّنجانيّ ، كنت إذا تركت اسم رجل يقول : تركت بين فلان وفلان اسم فلان (٣).

قال ابن السّمعانيّ : صدق. كان سعد أعرف بحديثه لقلته ، وعبد الله كان مكثرا (٤).

قال أبو سعد السّمعانيّ : سمعت بعض مشايخي يقول : كان جدّك أبو المظفر قد عزم على أن يقيم بمكة ويجاور بها ، صحبة الإمام سعد بن عليّ ، فرأى ليلة من اللّيالي والدته كأنّها قد كشفت رأسها وقالت له : يا بنيّ ، بحقيّ

__________________

= وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٩٤.

وقد أضاف «بيرند راتكه» محقّق : الوافي بالوفيات ، كتاب «صفة الصفوة» إلى مصادر ترجمة الزنجاني. ولم أجده فيه. انظر : الوافي ١٥ / ١٨٠ بالحاشية رقم (٢٤٥).

(١) الزّنجاني : بفتح الزاي ، وسكون النون ، وفتح الجيم ، وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى زنجان وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل ، منها يتفرّق القوافل إلى الريّ وقزوين وهمذان وأصبهان. (الأنساب ٦ / ٣٠٦).

(٢) في معجم البلدان ٣ / ١٥٢ «محمد بن عبيد». والمثبت عن الأصل والمصادر.

(٣) انظر : تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٧٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٨.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٨.

٤٦

عليك إلّا ما رجعت إلى مرو ، فإنّي لا أطيق فراقك.

قال : فانتبهت مغموما ، وقلت : أشاور الشّيخ سعد ، فمضيت إليه وهو قاعد في الحرم ، ولم أقدر من الزّحام أن أكلّمه ، فلما تفرّق النّاس وقام تبعته إلى داره ، فالتفت إليّ وقال : يا أبا المظفر ، العجوز تنتظرك. ودخل البيت.

فعرفت أنّه تكلّم على ضميري ، فرجعت مع الحاجّ تلك السنة (١).

قال أبو سعد : كان أبو القاسم حافظا ، متقنا ، ثقة ، ورعا ، كثير العبادة ، صاحب كرامات وآيات. وإذا خرج إلى الحرم يخلوا المطاف ، ويقبّلون يده أكثر ممّا يقبلون الحجر الأسود (٢).

وقال محمد بن طاهر : ما رأيت مثله ، سمعت أبا إسحاق الحبّال يقول : لم يكن في الدّنيا مثل أبي القاسم سعد بن عليّ الزنجانيّ في الفضل. وكان يحضر معنا المجالس ، ويقرأ الخطأ بين يديه ، فلا يردّ على أحد شيئا ، إلا أن يسأل فيجيب (٣).

قال ابن طاهر : وسمعت الفقيه هيّاج بن عبيد إمام الحرم ومفتيه يقول : يوم لا أرى فيه سعد بن عليّ لا أعتد أني عملت خيرا.

وكان هيّاج يعتمر ثلاث مرّات (٤). وسيأتي ذكره (٥).

قال ابن طاهر : كان الشيخ سعد لمّا عزم على المجاورة عزم على نيف وعشرين عزيمة أنّه يلزمها نفسه من المجاهدات والعبادات. ومات بعد أربعين

__________________

(١) انظر : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٩ / ٢٤٨ ، والخبر ليس في : تاريخ دمشق لابن عساكر ، ولعله من زيادات ابن منظور ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٥ ، ٣٨٦.

(٢) الأنساب ٦ / ٣٠٧ ، المنتظم ٨ / ٣٢٠ (١٦ / ٢٠١) ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٥.

(٣) انظر : تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٧٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٦ ، وهذا الخبر يتناقض مع الخبر السابق الّذي جاء فيه أن ابن طاهر جربه في الحفظ ، فكان يردّ في بعض الحديث ، ويسكت في بعضها ، ويقول : تركت بين فلان وفلان اسم ف* * *

(٤) أي يعتمر في اليوم ثلاث عمر. انظر : معجم البلدان ٣ / * * * ١١٧٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٦.

(٥) في وفيات سنة ٤٧٢ ه‍. برقم (٦١).

٤٧

سنة ولم يخلّ منها بعزيمة واحدة (١).

وكان يملي بمكة ، ولم يكن يملي بها حين تولّى مكة المصريون وإنما كان يملي سرّا في بيته (٢).

وقال ابن طاهر : دخلت على الشيخ أبي القاسم سعد وأنا ضيق الصّدر من رجل من أهل شيراز لا أذكره ، فأخذت يده فقبلتها ، فقال لي ابتداء من غير أن أعلمه بما أنا فيه : يا أبا الفضل ، لا تضيق صدرك ، عندنا في بلاد العجم مثل يضرب ، يقال : بخل أهوازيّ ، وحماقة شيرازيّ ، وكثرة كلام رازيّ (٣).

ودخلت عليه في أول سنة سبعين لمّا عزمت على الخروج إلى العراق حتّى أودّعه ، ولم يكن عنده (٤) خبر من خروجي ، فلمّا دخلت عليه قال :أراحلون فنبكي ، أم مقيمونا؟

فقلت : ما أمر الشيخ لا نتعدّاه.

فقال : على أي شيء وعزمت؟ قلت : على الخروج إلى العراق لألحق مشايخ خراسان.

فقال : تدخل خراسان ، وتبقى بها ، وتفوتك مصر ، ويبقى في قلبك.

فأخرج إلى مصر ، ثمّ منها إلى العراق وخراسان ، فإنّه لا يفوتك شيء.

ففعلت ، وكان في ذلك البركة.

سمعت سعد بن عليّ ـ وجرى بين يديه ذكر الصّحيح الّذي خرّجه أبو ذرّ الهرويّ ـ فقال : فيه عن أبي مسلم الكاتب ، وليس من شرط الصّحيح (٥).

قال أبو القاسم ثابت بن أحمد البغداديّ : رأيت أبا القاسم الزّنجانيّ في

__________________

(١) المنتظم ٨ / ٣٢٠ (١٦ / ٢٠١).

(٢) يعني خوفا من دولة العبيدة. انظر : تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٧٥ ، ١١٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٧.

(٣) معجم البلدان ٣ / ١٥٣.

(٤) في الأصل : «عندي». وصحّحته ليستقيم المعنى.

(٥) انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٧.

٤٨

المنام يقول لي مرة بعد أخرى : إنّ الله بنى لأهل الحديث بكلّ مجلس يجلسونه بيتا في الجنة (١).

ولد سعد في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة ، أو قبلها.

وتوفي في سنة إحدى وسبعين (٢) ، أو في أواخر سنة سبعين (٣) بمكة.

وله قصيدة مشهورة في السنّة (٤).

وقد سئل عنه إسماعيل الطلحيّ فقال : إمام كبير عارف بالسنة.

١١ ـ سلمان بن الحسن بن عبد الله (٥).

أبو نصر ، صاحب ابن الذّهبية البغداديّ رجل صالح معمر.

__________________

(١) تاريخ دمشق ١٥ / ١٧٨ ، ومختصر تاريخ دمشق ٩ / ٢٤٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٩٤.

(٢) وهو المشهور. قال المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ : «توفي الزنجاني في أول سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، وله تسعون عاما ، ولو أنه سمع في حداثته للحق إسنادا عاليا ، ولكنه سمع في الكهولة». (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٨) (تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٧٦).

(٣) في (الأنساب ٦ / ٣٠٧) : توفي بمكة سنة سبعين وأربعمائة. وبها ورّخه ياقوت الحموي في (معجم البلدان ٣ / ١٥٣).

(٤) منها :

تدبر كلام الله واعتمد الخبر

ودع عنك رأيا لا يلائمه أثر

ونهج الهدى فالزمه وأقتد بالألى

هم شهدوا التنزيل علك تنجبر

وكن موقنا أنا وكلّ مكلف

أمرنا يقفوا الحقّ والأخذ بالحذر

وحكم فيما بيننا قول مالك

قدير حليم عالم الغيب مقتدر

سميع بصير واحد متكلم

مريد لما يجري على الخلق من قدر

فمن خالف الوحي المبين بعقله

فذاك امرؤ قد خاب حقا وقد خسر

وفي ترك أمر المصطفى فتنة فذر

خلاف الّذي قد قاله واتل واعتبر

ومنها :

وما أجمعت فيه الصحابة حجة

وتلك سبيل المؤمنين لمن سبر

ففي الأخذ بالإجماع ـ فاعلم ـ سعادة

كما في شذوذ القول نوع من الخطر

(سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٧ ، ٣٨٨ و ٣٨٩).

وقال الذهبي : وقد كان الحافظ سعد بن علي هذا من رءوس أهل السّنة وأئمة الأثر وممّن يعادي الكلام وأهله ، ويذمّ الآراء والأهواء ... (تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٧).

(٥) انظر عن (سلمان بن الحسن) في : المنتظم ٨ / ٣٢١ رقم ٣٩٤ (١٦ / ٢٠٢ رقم ٣٤٨٨).

٤٩

روى عن : أبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد صاحب الصفّار (١).

روى عنه : محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وعبد الوهاب الأنماطيّ (٢).

وقال : عاش أكثر من مائة سنة (٣).

مات أبو نصر في رجب.

١٢ ـ سهل بن عمر بن محمد بن الحسين (٤).

أبو عمر بن المؤيد أبي المعالي البسطامي ثمّ النّيسابوريّ.

من بيت الإمامة والحشمة وهو ختن عمّه الموفّق بابنته.

روى عن : أبي الفضل عمر بن إبراهيم الهرويّ ، وأصحاب الأصم (٥).

توفي في شوّال

ـ حرف الطاء ـ

١٣ ـ طاهر بن محمد شاه فور (٦).

أبو المظفر الطوسيّ.

مات بطوس في شوّال.

يروي عن : ابن محمش الزّياديّ ، وغيره.

وعنه : زاهر الشّحاميّ.

__________________

(١) وسمع أيضا : الخرقي. (المنتظم).

(٢) وهو أثنى عليه وشهد له بالخير والصلاح.

(٣) كان مولده سنة ٣٦٦ ه‍.

(٤) انظر عن (سهل بن عمر) في : المنتخب من السياق ٢٤٦ رقم ٧٨٢.

(٥) قال عبد الغافر الفارسيّ : «سمع من أصحاب الأصم فمن بعدهم من الطبقة الثانية ولم يرزق الرواية لأنه توفي في حدّ الكهولة وقت المغرب».

(٦) انظر عن (طاهر بن محمد) في : تبيين كذب المفتري ٢٧٦ ، وفيه : «شاهفور بن طاهر» ، والمنتخب من السياق ٢٥٣ رقم ٨١٤ ، وفيه : «شاهفور بن طاهر» أيضا ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠١ ، ٤٠٢ رقم ١٩٩ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ١٧٥ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٥٢ رقم ٢٠٨ ، والعقد المذهب لابن الملقن ٣٣٠ ، وطبقات المفسرين للداوديّ ١ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ٢٠٦ وفيه : «شاهفور بن طاهر» ، وطبقات المفسّرين للأدنه ورقة ٣٤ أ ، وكشف الظنون ١ / ٢٦٨ ، ٣٤٠ ، وهدية العارفين ١ / ٤٣٠ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٣١٠.

٥٠

وكان إماما مفسرا أصوليا (١).

وسمّاه عبد الغافر (٢) : شاهفور

ـ حرف العين ـ

١٤ ـ عبد الله بن سبعون (٣) بن يحيى.

أبو محمد المسلميّ القيروانيّ.

محدّث عارف. سكن بغداد ونقل بخطّه الكثير ، وقرأ بنفسه.

سمع : أبا القاسم عبد العزيز الأزجيّ (٤) ، وأبا طالب بن غيلان ، وجماعة.

وبمكّة : أبا نصر السجزيّ ، وأبا الحسن بن صخر.

وبمصر : عليّ بن منير.

روى عنه : أبو القاسم السّمرقنديّ ، وأبو الحسن بن عبد السّلام.

توفي في رمضان.

١٥ ـ عبد الباقي بن محمد بن غالب (٥).

__________________

(١) قال ابن عساكر : ارتبطه نظام الملك بطوس. (تبيين كذب المفتري ٢٧٦).

(٢) في المنتخب من السياق ٢٥٣ وفيه قال : الإمام الكامل الفقيه الأصولي المفسر ، جامع بارع ، صنف التفسير الكبير المشهور ، وصنف في الأصول ، وسافر في طلب العلم ، وحصّل الكثير.

سمع عن أصحاب الأصمّ ، وأصحاب أبي علي الرفّاء ، والطبقة ، وكان له اتصال مصاهرة بالأستاذ أبي منصور البغدادي الإمام. روى عنه أبو الحسن الحافظ إجازة وإذنا.

وقال الداوديّ : وأنشد الإمام شاهفور لنفسه :

ليس الجواد هو المبذول لماله

إنّ الجواد هو المحقر للندى

من غير شكر يبتغيه بجوده

كلا ، ولا من لذاك ولا أذى

وذكر أبياتا أنشدها هلال بن العلاء. (طبقات المفسّرين ١ / ٢٨٣).

أما كتاب في التفسير فهو في (كشف الظنون ١ / ٢٦٨) : «تاج التراجم في تفسير القرآن للأعاجم» ، وله : «التبصير في الذين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين» ، طبع في القاهرة سنة ١٩٥٥ بعناية العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري.

(٣) انظر عن (عبد الله بن سبعون) في : المنتظم ٨ / ٣٢١ رقم ٣٩٥ (١٦ / ٢٠٢ رقم ٣٤٨٩) ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٠ وفيه : «شمعون».

(٤) الأزجي : بفتح الألف والزاي. هذه النسبة إلى باب الأزج ، وهي محلّة كبيرة ببغداد. (الأنساب ١ / ١٩٧).

(٥) انظر عن (عبد الباقي بن محمد) في : تاريخ بغداد ١١ / ٩١ ، رقم ٥٧٨١ ، والمنتظم ٨ / ٣٢١ رقم ٣٩٨ (١٦ / ٢٠٣ رقم ٣٤٩٢) ، والعبر ٣ / ٢٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠٠ ، ٤٠١ رقم=

٥١

أبو منصور بن العطّار الأزجي (١) ، وكيل أميري المؤمنين : القائم ، والمقتدي.

قال السّمعاني : كان حسن السّيرة ، جميل الأمر ، صحيح السماع.

سمع : أبا طاهر المخلص ، وأحمد بن محمد بن الجنديّ.

روى عنه : يوسف بن أيوب الهمذانيّ ، وعبد المنعم القشيريّ ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي ، وآخرون.

قلت : كان قليل الرّواية ، رئيسا.

قال الخطيب (٢) : كتبت عنه ، وكان صدوقا. قال لي : ولدت سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.

توفي ابن العطّار في ربيع الآخر (٣).

١٦ ـ عبد الحميد بن الحسن بن محمد (٤).

أبو الفرج الهمذانيّ الدّلال الفقاعيّ (٥).

روى عن : أبي بكر بن لال ، وعبد الرحمن الإمام ، وعبد الرحمن المؤدب الهمذانيين.

قال شيرويه : سمعت منه وليس التّحديث من شأنه. وسماعه مع أخيه عليّ.

ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

وتوفي في ثامن عشر ذي القعدة.

__________________

=١٩٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٤٩٦ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٠.

(١) تقدم التعريف بهذه النسبة في الترجمة السابقة (١٤).

(٢) في تاريخ بغداد ١١ / ٩١.

(٣) وقال المؤلف الذهبي : «وسماعاته قليلة». (سيرة أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠١).

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) الفقاعي : بضم الفاء وفتح القاف وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الفقاع وعمله. (الأنساب ٩ / ٣٢٢).

٥٢

١٧ ـ عبد الرحمن بن عليّ بن عبد الله بن منصور الطّبري (١).

قال السّمعانيّ : أبو القاسم بن الزّجاجي (٢) كان ينزل باب الطّاق من بغداد ، وكان خيرا ثقة صدوقا.

سمع من : أبي أحمد الفرضيّ ، وثنا عنه أبو بكر الأنصاريّ ، وأبو محمد بن الطّراح ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي (٣).

توفي في ربيع الأول (٤) ١٨ ـ عبد الرحمن بن علوان بن عقيل (٥).

أبو القاسم (٦) الشّيبانيّ البغداديّ ، أخو عبد الواحد.

سمع من : عبد القاهر بن عترة. (٧)

روى عنه : قاضي المرستان ، ووثقه أبو الفضل بن خيرون (٨).

١٩ ـ عبد العزيز بن عليّ بن أحمد بن الحسين الأنماطي (٩).

أبو القاسم ابن بنت السّكريّ العتابيّ (١٠). من محلة العتابين ببغداد.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في : الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٠٧ بالمتن والحاشية ، والأنساب ٦ / ٢٥٩ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٣٣٥.

(٢) الزجاجيّ : بضم الزاي وفتح الجيم المخفّفة ، وكسر الجيم الأخرى. نسبة إلى بيع الزجاج وعمله.

(٣) قال ابن ماكولا : «سمعت منه». (الإكمال).

(٤) وقال ابن السمعاني : «توفي في حدود سنة سبعين وأربعمائة ببغداد». (الأنساب).

(٥) انظر عن (عبد الرحمن بن علوان) في : المنتظم ٨ / ٤٢١ رقم ٣٩٧ (١٦ / ٢٠٢ رقم ٣٤٩١).

(٦) في المنتظم : أبو أحمد.

(٧) بكسر العين المهملة وسكون التاء المثناة. (المشتبه ٢ / ٤٨٢).

(٨) قال ابن الجوزي : توفي يوم الإثنين رابع ربيع الآخر ، وقد حدّثنا عنه أشياخنا.

(٩) انظر عن (عبد العزيز بن علي الأنماطي) في : تاريخ بغداد ج ١ / ٤٦٩ ، ٤٧٠ ، رقم ٥٦٥٠ ، والأنساب ٨ / ٣٧٧ ، والمنتظم ٨ / ٣٢١ ، ٣٢٢ رقم ٣٩٩ (١٦ / ٢٠٣ رقم ٣٤٩٣) ، ومعجم الآداب لابن الفوطي ٣ / ٥٥٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٥ ، ٣٩٦ رقم ١٩٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٤٩٧ ، والعبر ٣ / ٢٧٦ ، ٢٧٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠١ وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٠.

(١٠) بفتح العين المهملة ، وتشديد التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين ، والباء المنقوطة بواحدة بعد الألف. (الأنساب ٨ / ٣٧٦).

٥٣

قال الخطيب (١) : حدّث عن أبي طاهر المخلّص. كتب عنه ، وكان سماعه صحيحا. قلت : روى عنه : أبو بكر الأنصاريّ ، وعبد الوهاب الأنماطيّ ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

وقال عبد الوهاب الأنماطيّ : هو ثقة (٢).

ولد أبو القاسم في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ، ومات في رجب. وآخر من حدّث عنه أحمد ابن الطّلايه (٣).

قرأت على أحمد بن إسحاق : أنا المبارك بن أبي الجود ، أنا أحمد بن أبي غالب الزّاهد ، أنا عبد العزيز بن عليّ سنة ثمان وستين وأربعمائة : أنا محمد بن عبد الرحمن الذّهبيّ ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن أبي فديك : أخبرني ابن أبي ذئب ، عن شرحبيل ، عن أبي سعيد الخدريّ ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سلّم قال : «لأن يتصدق الرجل في حياته بدرهم خير من أن يتصدّق بمائة دينار عند موته» (٤).

٢٠ ـ عبد القاهر بن عبد الرحمن (٥).

__________________

(١) في تاريخ بغداد ١٠ / ٤٦٩.

(٢) المنتظم ٨ / ٣٢٢ (١٦ / ٢٠٣) وهو قال : «وكنا عنده يوما نقرأ عليه ، فاحتاج إلى القيام ، فقلنا له : تقيم ساعة ، ما بقي إلا ورقة ، فأقعدنا وقرأنا عليه ، ثم قلنا : قد فرغت الورقة ، فقال : وأنا أيضا قد بلت في ثيابي».

(٣) هو الشيخ الزاهد أبو الخير أحمد بن أبي غالب بن الطّلاية العتابي. وكان سمع منه في محلّته في مسجده. (الأنساب ٨ / ٣٧٧).

(٤) صححه ابن حبّان (٨٢١) ، وأخرجه أبو داود في السنن (٢٨٦٦) في أول باب الوصايا ، عن طريق أحمد بن صالح بهذا الإسناد ، مع إن إسناده ضعيف لضعف شرحبيل ، وهو ابن سعد الخطميّ ، انظر : الضعفاء الكبير للعقيليّ ٢ / ١٨٧ رقم ٧١٣ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٢٠.

(٥) انظر عن (عبد القاهر بن عبد الرحمن) في : دمية القصر للباخرزي ٢ / ١٠ ـ ١٣ رقم ٢٤٠ ، والجامع الكبير لابن الأثير ٦٤ ، ٧٦ ، ٨٣ ، ونزهة الألباء ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، وإنباه الرواة ٢ / ١٨٨ ـ ١٩٠ ، وآثار البلاد وأخبار العباد ٣٥١ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٩٣ و ٣ / ٣٣٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٣٢ ، ٤٣٣ رقم ٢١٩ ، والعبر ٣ / ٢٧٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٥ ، وتلخيص ابن مكتوم ١١٢ ، ١١٣ ، وفوات الوفيات ٢ / ٣٦٩ ، ٣٧٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٤٢ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤٩١ ،=

٥٤

أبو بكر الجرجانيّ النّحويّ المشهور.

أخذ النحو بجرجان عن : أبي الحسين محمد بن الحسن الفارسيّ ابن أخت الشيخ أبي عليّ الفارسيّ.

وعنه أخذ عليّ بن أبي زيد الفصيحيّ (١).

وكان من كبار أئمة العربيّة. صنّف كتاب «المغني في شرح الإيضاح» (٢).

في نحو من ثلاثين مجلدا ، وكتاب «المقتصد» (٣) في شرح «الإيضاح» أيضا ، ثلاث مجلدات ، وكتاب «إعجاز القرآن» (٤) الكبير ، وكتاب «إعجاز القرآن» الصّغير ، وكتاب «العوامل المائة» (٥) ، وكتاب «المفتاح» ، وكتاب «شرح الفاتحة» في مجلد ، وكتاب «العمد (٦) في التصريف» ، وكتاب «الجمل» (٧) وهو مشهور. وله كتاب «التلخيص» في شرح هذا «الجمل» (٨).

وكان شافعيّ المذهب ، متكلما على طريقة الأشعريّ ، مع دين وسكون.

وقد ذكره السّلفي في معجمه فقال : كان ورعا قانعا ، دخل عليه لص وهو

__________________

= ٤٩٢ ، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة ٢ / ٩٤ ، ٩٥ ، وطبقات الشافعية ، له ١ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ رقم ٢١٥ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٠٨ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٠٦ ، وتاريخ الخلفاء ٤٢٦ ، وطبقات المفسرين للداوديّ ١ / ٣٣٠ ، ٣٣١ ، ومفتاح السعادة ١ / ١٧٧ ، وكشف الظنون ١ / ٨٣ ، ١٢٠ ، ٢١٢ ، ٤٥٣ ، ٤٥٤ ، ٦٠٢ ، ٧٥٩ و ٢ / ١١٦٩ ، ١١٧٩ ، ١٦٢١ ، ١٧٦٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٠ ، ٣٤١ ، وإيضاح المكنون ١ / ٥١٦ ، وديوان الإسلام ٣ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ رقم ١٤٣٦ ، وهدية العارفين ١ / ٦٠٦ ، وروضات الجنات ٣٤٣ ، والأعلام ٤ / ١٧٤ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ٣١٠.

(١) وفيات الأعيان ٢ / ٩٣ ، و ٣ / ٣٣٧ ، والفصيحي توفي سنة ٥١٦ ه‍.

(٢) كتاب «الإيضاح» لأبي على الفارسيّ المتوفى سنة ٣٧٧ ه‍.

(٣) وهو مختصر لكتاب «المغني». ورد في (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة ١ / ٢٥٩ «الاقتصاد».

(٤) طبع في مصر.

(٥) وهو في النحو ، وقد طبع في ليدن سنة ١٦١٧ م. ، ثم في كلكتّة سنة ١٨٠٣ م. ، ثم في بولاق بمصر سنة ١٢٤٧ ه‍.

(٦) ورد باسم «العمدة» في : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ، وفوات الوفيات ، وكشف الظنون.

(٧) في وفيات الأعيان ٢ / ٩٣ و ٣ / ٣٣٧ : «الجمل الصغرى».

(٨) ومن مؤلفاته المشهورة غير هذه : كتاب «أسرار البلاغة» في علم البيان ، وكتاب «دلائل الإعجاز» في علم المعاني ، وهما مطبوعان.

٥٥

في الصّلاة فأخذ ما وجد ، وعبد القاهر ينظر ، فلم يقطع صلاته (١).

سمعت أبا محمد الأبيوردي يقول : ما مقلت عينيّ لغويا مثله. وأمّا في النحو فعبد القاهر.

وله نظم ، فمنه :

كبير على العقل لا ترمه (٢)

ومل إلى الجهل ميل هائم

 وعش (٣) حمارا تعش سعيدا (٤)

فالسّعد في طالع البهائم(٥)

توفي عبد القاهر ، رحمه‌الله سنة إحدى وسبعين ، وقيل : سنة أربع وسبعين ، فالله أعلم.

٢١ ـ عليّ بن أحمد بن عليّ (٦)

أبو القاسم السّمسار الأصبهانيّ.

مات في ربيع الأول.

__________________

(١) انظر : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٤٢ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤٩٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٣٣ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٦٠.

(٢) في فوات الوفيات : «كبر على العقل يا خليلي».

(٣) في الفوات : «وكن».

(٤) في الفوات : «بخير».

(٥) والبيتان في فوات الوفيات ٣ / ٣٧٠ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٦٠ وله أبيات أخرى ، منها :

لا تأمن النفثة من شاعر

ما دام حيا سالما ناطقا

فإن من يمدحكم كاذبا

يحسن أن يهجوكم صادقا

وله أيضا.

أرخ باثنتين وخمسينا

فليت شعري ما قضى فينا

نسر بالحول إذا ما انقصى

وفي تقضيه تقضينا

(فوات الوفيات ٢ / ٣٧٠).

وقال ابن الأنباري : أخذ عن أبي الحسين محمد .. وكان يحكي عنه كثيرا ، لأنه لم يلق شيخا مشهورا في علم العربية غيره ، لأنه لم يخرج عن جرجان في طلب العلم ، وإنما طرأ عليه أبو الحسين ، فقرأ عليه. (نزهة الألباء ٢٦٤).

وقال القزويني : «كان عالما فاضلا أديبا عارفا بعلم البيان. له كتاب في إعجاز القرآن في غاية الحسن ما سبقه أحد في ذلك الأسلوب ، من لم يطالع ذلك الكتاب لا يعرف قدره ، ودقّة نظره ، ولطافة طبعه ، واطلاعه على معجزات القرآن». (آثار البلاد ٣٥١).

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

٥٦

٢٢ ـ عليّ بن محمد بن أحمد بن حمدان بن عبد المؤمن (١).

أبو الحسن الميدانيّ ، ميدان زياد الّذي على باب نيسابور (٢).

سكن همذان.

روى عن : محمد بن يحيى العاصميّ ، وأبي حفص بن مسرور.

ورحل فسمع من : عبد الملك بن بشران ، وبشر الفاتنيّ ، وطائفة كبيرة.

قال شيرويه : سمعت منه. وكان ثقة ، صدوقا ، معنيّا بهذا الشأن ، متقنا ، اهدا ، صامتا ، لم تر عيناي مثله.

وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول : لم ير أبو الحسن الميدانيّ مثل (٣) نفسه.

قال شيرويه : ازدحموا على جنازته ، وأطنبوا في وصفه وفضله.

توفي يوم الجمعة ثامن عشرة صفر.

قلت : روى عنه هبة الله بن الفرج.

٢٣ ـ علي بن محمد بن عليّ بن هارون (٤).

أبو القاسم التّيميّ الكوفيّ ابن الإدلابيّ النّيسابوريّ.

حدث عن : أبي بكر بن المزكّي ، وعبد الرحمن بن محمد السّراج ، وأبي بكر الحيريّ ، وابن نظيف المصريّ ، وعبد الملك بن بشران.

وحدّث ببغداد «بمسند الشافعيّ».

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبو البركات بن أبي سعد ، ومحمد بن طلحة الرّازي.

وكان ثقة.

مات في ربيع الأول سنة إحدى وسبعين.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) الأنساب ١١ / ٥٦٢.

(٣) في الأصل : «مثله».

(٤) انظر عن (علي بن محمد بن علي) في : المنتظم ٨ / ٣٢٢ رقم ٤٠٢ (١٦ / ٢٠٤ رقم ٣٤٩٦).

٥٧

٢٤ ـ عمر بن عبد الملك بن عمر بن خلف (١).

أبو القاسم بن الرّزاز (٢).

أحد عدول بغداد وفقهائها.

سمع : أبا الحسن بن رزقويه ، وأبا القاسم الحرفيّ ، وابن شاذان.

روى عنه : ابن السمرقنديّ.

توفي في رجب (٣).

٢٥ ـ عمر بن عبد الله بن عمر (٤).

أبو الفضل بن البقال البغداديّ الأزجي المقرئ.

قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّاميّ.

وسمع : أبا أحمد بن أبي مسلم الفرضيّ.

وختم عليه خلق.

وكان ورده كل يوم ختمة.

روى عنه : أبو بكر الأنصاريّ ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وأحمد بن عمر الغازي (٥).

__________________

(١) انظر عن (عمر بن عبد الملك) في : المنتظم ٨ / ٣٢٢ رقم ٤٠٠ (١٦ / ٢٠٣ رقم ٣٤٩٤) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٨ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٥١٧ رقم ٣٦٩ وقد أحال السيدان : محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا بمراجعة وتصحيح نعيم زرزور في تحقيقهم لكتاب المنتظم (طبعة دار الكتب العلمية ، ببيروت) إلى كتابي : الأنساب ، وتاريخ بغداد ، لينظر إلى صاحب الترجمة. فوهموا بذلك ، (انظر حاشية المنتظم ١٦ / ٢٠٣ رقم ٤). فالمذكور في (تاريخ بغداد ١٠ / ٤٣٣ رقم ٥٥٩٧) هو والد صاحب الترجمة هذا «عبد الملك بن عمر بن خلف» المتوفى سنة ٤٤٨ ه‍. ولم يأت الخطيب على ذكر صاحب الترجمة «عمر بن عبد الملك» مطلقا. ومثله في (الأنساب ٦ / ١٠٨) لابن السمعاني الّذي ينقل عن الخطيب. فليصحح.

(٢) الرزّاز : بفتح الراء وتشديد الزاي المفتوحة والألف بين الزايين المعجمتين. هذه النسبة إلى الرزّ وهو الأرز ، وهو اسم لمن يبيع الرزّ. (الأنساب ٦ / ١٠٥).

(٣) قال ابن الجوزي : كان زاهدا ، وابتلي بمرض أقعد منه.

وقال السبكي : مولده سنة ست وأربعمائة.

(٤) انظر عن (عمر بن عبد الله) في : المنتظم ٨ / ٣٢٢ رقم ٤٠١ (١٦ / ٢٠٣ ٢٠٤ رقم ٤٠١) وفيه «عمر بن عبيد الله».

(٥) وثقه ابن الجوزي.

٥٨

وكان مولده سنة ٣٩٥

ـ حرف الفاء ـ

٢٦ ـ الفضيل بن يحيى بن الفضيل (١).

أبو عاصم الفضيليّ الهرويّ ، الفقيه.

راوي المائة وغيرها.

عن : عبد الرحمن بن أبي شريح ، وأقرانه.

ذكره أبو سعد السمعانيّ (٢) ، فقال : كان فقيها ، مزكيا ، صدوقا ، ثقة. عمّر حتّى حمل عنه الكثير (٣).

روى عنه : أبو الوقف.

وكان مولده في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ، وتوفي في جمادى الأولى.

روى عن : أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ ، وأبي الحسين بن بشران.

وقدم بغداد.

وروى عنه : عبد السلام بكبرة (٤) ، ومحمد بن الحسين العلويّ

ـ حرف الميم ـ

٢٧ ـ محمد بن عبد الله بن أبي توبة (٥).

أبو بكر الكشميهنيّ.

__________________

(١) انظر عن (الفضيل بن يحيى) في : العبر ٣ / ٢٧٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٧ ، ٣٩٨ رقم ١٩٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٤٩ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ١٠ ، ١١ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠١ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٥٩٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤١.

وقد ورد اسمه في الأصل ، وفي (المعين في طبقات المحدّثين) : «الفضل» ، وكذا في : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٧.

(٢) في غير كتاب (الأنساب).

(٣) انظر : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٥ / ٣١٠.

(٤) بكبرة : بفتح الباءين الموحدتين ، بينهما كاف ساكنة ، ثم الراء المفتوحة. انظر : المشتبه في الرجال ١ / ٩٠ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٥٩٦.

(٥) انظر عن (محمد بن عبد الله بن أبي توبة) في : شرح السّنة للبغوي ٥ / ١٧٤ رقم ١٣٧٤.

٥٩

توفي بمرو ، وكان واعظا فقيها.

تفقه على أبي بكر القفال ، وسمع من جماعة (١).

٢٨ ـ محمد بن عبد الواحد بن عبد الله (٢).

أبو بكر المستعمل (٣) السّمسار.

سمع : البرقانيّ ، وأبا علي بن شاذان.

روى عنه : عبد الله ، وإسماعيل ابنا السّمرقنديّ.

٢٩ ـ محمد بن عثمان بن أحمد (٤) بن محمد بن عليّ بن مزدين (٥).

أبو الفضل القومسانيّ (٦) ، ثمّ الهمذانيّ ، ويعرف بابن زيرك.

قال شيرويه : هو شيخ عصره ووحيد وقته في فنون العلم ، روى عن :أبيه ، وعمّه أبي منصور محمد ، وخاله أبي سعد عبد الغفار ، وابن جانجان ، وعليّ بن أحمد بن عبدان ، ويوسف بن كجّ ، والحسين بن فنجويه (٧) الثّقفيّ ، وعبد الله بن الأفشين ، وجماعة.

وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السّلميّ ، وأبي الحسن بن رزقويه.

وسمعت منه عامة ما مرّ له. وكان صدوقا ثقة ، له شأن وحشمة. وله يد في التّفسير ، حسن العبارة والخط ، فقيها ، أديبا ، متعبدا. توفي في سلخ ربيع الآخر. وقبره يزار ويتبرّك به.

وسمعته يقول : ولدت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

قال شيرويه : سمعت عبد الله بن مكيّ : سمعت أبا الفضل القومساني يقول

__________________

(١) روى عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن الحارث. روى عنه البغوي.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) هكذا في الأصل. ولم أتبين صحّتها.

(٤) انظر عن (محمد بن عثمان بن أحمد) في : معجم البلدان ٤ / ٤١٤ ، والعبر ٣ / ٢٧٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٣٣ ـ ٤٣٥ رقم ٢٢٠ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠١ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٨٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤١.

(٥) في : معجم البلدان : والوافي بالوفيات : «مردين» بالراء المهملة.

(٦) القومساني : أو القومسيّ : ناحية يقال لها بالفارسية : كومش ، وهي من بسطام إلى سمنان ، وهما من قومس ، وهي على طريق خراسان ، إذا توجّه العراقيّ إليها. (الأنساب ١٠ / ٢٦١).

(٧) في الأصل : «منجويه» ، وفي (العبر) : «فتحويه».

٦٠