تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ثنا عنه : ابنا أخيه عليّ ومحمد ابنا طرد ، وأبو الفضل الأرمويّ ، والفراويّ ، ووجيه الشّحاميّ ، وأبو تمام أحمد بن محمد المؤيد بالله ، ومحمد بن القاسم الشّهرزوريّ ، والمظفر بن أبي أحمد القاضي بسنجار ، وإسماعيل الحافظ ، وأبو نصر الغازي ، وآخرون.

ثمّ قال : أنا فلان وفلان ، إلى أن سمّى سبعة عشر رجلا قالوا : ثنا أبو نصر الزّينبيّ ، أنا المخلص ، ثنا البغويّ ، نا أبو نصر التّمّار ، عن حمّاد ، فذكر حيث «يوم يقوم النّاس لرب العالمين».

وقد وقع لي عاليا في أول المخلصيّات.

وقال السّمعانيّ : سمعت أبا الفضل محمد بن المهتدي بالله يقول : كان أبو نصر إذا قرئ عليه اللّحن ردّه لكثرة ما قرئت عليه تلك الأجزاء.

قلت : كان أبو نصر أسند من بقي. وكذا أخوه طراد (١) ، وكذا أخوهما نور الهدى الحسين (٢) ، ومات سنة ٥١٢ عن اثنتين وتسعين سنة.

قال السّمعاني : سمعت إسماعيل الحافظ بأصبهان يقول : رحل أبو سعد البغداديّ إلى أبي نصر الزّينبي ، فدخل بغداد ، ولم يلحقه ، فحين أخبر بموته خرق ثوبه ، ولطم ، وجعل يقول : من أين لي علي بن الجعد ، عن شعبة؟

سألت إسماعيل الحافظ ، عن أبي نصر فقال : زاهد صحيح السّماع ، آخر من حدّث عن المخلص (٣).

قلت : آخر من حدّث عنه هبة الله الشّبليّ القصّار ، وبقي بعده يروي بالإجازة عن أبي نصر أبي الفتح بن البطّيّ.

قال السّمعانيّ : ولد في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. وتوفي في حادي وعشرين من جمادى الآخرة (٤).

__________________

(١) توفي سنة ٤٩١ ه‍. (الأنساب ٦ / ٣٤٦).

(٢) الأنساب ٦ / ٣٤٦.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤٤.

(٤) وهو قال في (الأنساب ٦ / ٣٤٦) : «توفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة».

٢٨١

٣٠٥ ـ محمد بن محمد بن عليّ (١).

أبو الحسين البجليّ الكوفيّ ، ويعرف بالرزيّ.

عن : أبي الطّيب أحمد بن علي الجعفري بن عشيق سمع منه سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

روى عنه : أبو الحسن بن الطّيوريّ ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

ومات في جمادى الآخرة سنة سبع.

٣٠٦ ـ محمد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن المسلمة (٢).

أبو عليّ.

سمع من : جدّه أبا الفرج ، وهلالا الحفار.

وعنه : أبو بكر قاضي المرستان ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ.

توفي في رمضان وله ثمانون سنة (٣).

قال ابن النّجار : (٤) كان زاهدا متعبدا ، له كرامات.

وسئل عنه المؤتمن بن أحمد فقال : كان شيخا شديدا في السّنة ثبتا في الحديث ، لا يخرج إلا لجمعة.

٣٠٧ ـ محمد بن أبي القاسم عبد الجبّار بن عليّ الأسفرائينيّ (٥).

أبو بكر الإسكاف المتكلم إمام الجامع المنيعيّ.

سمع : أبا عبد الرحمن السّلمي ، وأبا إسحاق الأسفرائيني المتكلم ، وجماعة.

__________________

= وقال ابن الجوزي : كان ثقة ، وعاش ثلاثا وتسعين سنة ، فلم يبق في الدنيا من سمع أصحاب البغوي غيره ، وكان آخر من حدث عن المخلص. وحدّثنا عنه أشياخنا ، وآخر من حدثنا عنه سعيد بن أحمد بن البناء. (المنتظم).

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (محمد بن أبي جعفر) في : المنتظم ٩ / ٣٣ رقم ٤٦ (١٦ / ٢٦٤ رقم ٣٥٦٨).

(٣) قال ابن الجوزي : ولد سنة إحدى وأربعمائة.

(٤) في الجزء الّذي لم يصلنا من (ذيل تاريخ بغداد).

(٥) لم أجد مصدر ترجمته. و «الإسفرائيني» : بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى إسفرايين ، وهي بليدة بنواحي نيسابور على متصف الطريق من جرجان. (الأنساب ١ / ٢٣٥).

٢٨٢

أخذ عنه : أبو المظفّر السّمعانيّ ، والكبار.

قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ : ثنا عنه : إسماعيل العصائديّ ، وأحمد بن العبّاس الشّقانيّ ، وأبو القاسم محمد بن الحسين العلويّ.

مات في جمادى الأولى سنة سبع بنيسابور.

٣٠٨ ـ مسعود بن سهل بن حمك (١).

أبو الفتح العميد النّيسابوريّ. أحد الأكابر.

حدّث في هذا العام ببغداد.

في شوّال.

عن : علي بن أحمد بن عبدان ، والحسين بن محمد بن فنجويه الثقفيّ.

روى عنه : أبو محمد ، وأبو القاسم ابنا السّمرقنديّ.

وقد تزهد وحجّ ، وأنفق الأموال على الصّوفية والعباد. ولبس المرقعة.

وكان مولده سنة ٤٥٨ (٢).

٣٠٩ ـ المعتزّ بن عبيد الله بن المعتزّ بن منصور (٣).

أبو نصر البيهقيّ ، ولد الرئيس أبي مسلم.

سمع : عليّ بن محمد بن عليّ بن السقاء الأسفرايينيّ ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السّراج.

__________________

(١) انظر عن (مسعود بن سهل) في : المنتخب من السياق ٤٣٥ رقم ١٤٧٤ ، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة ٧٨ ب.

وسيعيده المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في وفيات السنة التالية (٤٨٠ ه‍.) وهو برقم (٣٣٧).

(٢) هكذا ورد في الأصل ، وهذا وهم. فلعلّ الصحيح (٤٠٨) ، إذ كيف يولد سنة ٤٥٨ ويتوفى سنة ٤٧٩ ه‍. وقد حجّ ، وأصبح عميدا وأحد الأكابر؟

وقد قال عبد الغافر الفارسيّ : «معروف في دولة السلطان ملك شاه ، والمتصرفين في أعمال بعض أمراء الدولة ، خير راغب في الخيرات ، محبّ الأهل الصلاح ، منفق على المتصوفة.

سمع عن النصروي ، وطبقته من مشايخ نيسابور ، وسمع بالعراق وفارس والجبال.

روى عنه أبو الحسن ، عن أبي سعد عبد الرحمن بن حمدان العدل النصروي».

وأقول : لم يؤرخ عبد الغافر لوفاته ، بل ذكره في الطبقة الثالثة من كتابه فيمن اسمه «مسعود» ، وفيها من توفي سنة ٤٩٩ ه‍. وما قبل ذلك.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

٢٨٣

روى عنه : أبو البركات بن الفراويّ ، وعبد الرحمن بن عبد الصّمد الفاينيّ (١) المقرئ.

عاش خمسا وسبعين سنة.

٣١٠ ـ منصور بن دبيس بن عليّ بن مزيد الأسديّ (٢).

أمير العرب بهاء الدولة ، صاحب الحلّة والنّيل.

كان فارسا شجاعا مذكورا. أديبا شاعرا. ذا رأي وسماحة. قرأ الأدب وأخبار الجاهليّة وأشعارها.

وقرأ النّحو على : عبد الواحد بن برهان.

وكان عادلا حسن السيرة.

مات في الكهولة سامحه الله. وولي بعده ولده سيف الدّولة صدقة بن منصور

ـ حرف الواو ـ

٣١١ ـ واقد بن الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل (٣).

الخطيب أبو زيد بن أبي يعلى القزوينيّ ، صاحب أبي الحسن عليّ بن إبراهيم القطان.

قال شيرويه : سمعت منه بهمذان وقزوين. وكان فقهيا ، فاضلا ، صدوقا ، مفتيا (٤)

__________________

(١) هكذا رسمت في الأصل ولم أتبين صحتها.

(٢) انظر عن (منصور بن دبيس) في : الكامل في التاريخ ٩ / ٥٩٢ ، ٦٢٩ ، ٦٤٩ و ١٠ / ٢٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ١٢١ ، ١٣٥ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٩١ رقم ٦٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢ ، ٣.

(٣) انظر عن (واقد بن الخليل) في : التدوين في أخبار قزوين ٤ / ٢٠٢ ، ٢٠٣.

(٤) التدوين ٤ / ٢٠٢ وقال : «سمع الحديث من أبيه أبي يعلى ، وأبي الحسن بن إدريس ، وسمع فضائل القرآن لأبي عبيد من الزبير بن محمد الزبيري ... سمع منه البلديون والغرباء بقزوين ، وسمع منه بهمذان ، وبأصفهان أيضا.

حدّث الإمام أبو سعد السمعاني في «المذيّل» ، عن محمد جامع خياط الصوف ، وقال : أنشدنا عبد الله بن الحسن الحافظ ، أنشدنا واقد بن أبي يعلى القزويني ، أنشدنا عمر بن حرسي المغربي لبعض أمراء مصر :

٢٨٤

ـ حرف الهاء ـ

٣١٢ ـ هبة الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي بالله (١).

أبو الحسن بن أبي الحسين بن الغريق. أحد الأعيان ، وخطيب جامع القصر.

سمع : أبا بكر البرقانيّ.

روى عنه : ابن السّمرقنديّ. وكان أفصح خطباء بغداد.

قتل رحمه‌الله في صفر في الفتنة (٢)

ـ حرف الياء ـ

٣١٣ ـ يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد (٣).

أبو الحسين العلويّ الحسينيّ (٤) الزّيديّ الشّجريّ الرّازيّ.

__________________

=يا نائيا عن محلّ القلب لم يبن

أنت اقتراحي على الأيام والزمن

إن بحث باسمك لم آمن عليك و

إن كتمت حبك لم آمن على يدي

كان ـ رحمه‌الله ـ يعرف الحديث وينظر في التواريخ ، ويحسن أطرافا من الأدب والشعر والأمثال والكتابة.

ورأيت بخط والدي أن الإمام أبا سليمان الزبيري حكى له عن جدّه من أمّه أبي الواقد بن الخليل أنه سئل عن حاله في وقت النزع فقال : إن تركنا عبدناه ، وإن دعانا لبيناه ، ثم أنشد بيت علي رضي‌الله‌عنه :

ستعرض عن ذكري وتنسى مودّتي

ويحدث بعدي الخليل خليل

رأيت بخط الحافظ علي بن عبد الله بن بابويه ، سمعت أبا سليمان الزبيري يقول : توفي الخليل سنة ست وثمانين وأربعمائة».

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :

إن صحت رواية القزويني ، فينبغي أن تحول هذه الترجمة من هنا إلى الطبقة التاسعة والأربعين التالية.

(١) انظر عن (هبة الله بن محمد) في : المنتظم ٩ / ٣٤ رقم ٥٠ (١٦ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ رقم ٣٥٧٢).

(٢) قال ابن الجوزي : ولد في سنة تسع عشرة وأربعمائة ، وروى عن البرقاني ، وغيره ، وكان إليه القضاء بعد أبيه ، وخرج في أيام الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة ، فوقع فيه سهم ، فمات ودفن يوم الجمعة تاسع عشر صفر عند أبيه خلف القبة الخضراء.

(٣) انظر عن (يحيى بن الموفق بالله) في : المنتظم ٩ / ٣٥ رقم ٥١ (١٦ / ٢٦٦ رقم ٣٥٧٣) ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٢ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٤٧ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ١٩٢ رقم ١٨١٢.

(٤) في (المنتظم) : «الحسني».

٢٨٥

كان مفتي الزّيدية ، ومقدّمهم وعالمهم. وكان متفننا من العلم ، والأدب ، واللّغة.

سمع : ابن غيلان ، والصّوريّ ، والعتيقيّ ببغداد ، وأبا بكر بن ريذة ، وابن عبد الرّحيم الكاتب بأصبهان.

روى عنه : محمد بن عبد الواحد الدّقاق ، ونصر بن مهديّ العلويّ ، وأبو سعد يحيى بن طاهر السّمان.

وكان ممّن عني بالحديث والرحلة فيه.

توفي بالريّ في سنة تسع وسبعين.

٢٨٦

سنة ثمانين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٣١٤ ـ أحمد بن الحسن بن عليّ بن عمر بن جعفر بن عبد السلام (١).

أبو نصر بن الحدّاد الأزديّ التّبريزيّ (٢). قدم في صفر إلى همذان ، وحدّث عن : محمد بن منصور الميمذيّ (٣).

قال شيرويه : قرأت عليه مصنفا له في أصول السّنة ، فأنكرت عليه مسائل فيه ، فرجع إليّ فيها.

٣١٥ ـ أحمد بن عليّ بن محمد (٤).

أبو نصر الهباريّ (٥) ، البصريّ.

شيخ مسن يخضب. قدم مرو ، وحدّث «بسنن أبي داود» عن : أبي عمر الهاشميّ (٦). وحدّث بالسّنن ببخارى ، واتهم في ذلك. قال محمد بن عبد الواحد فيه : كذّاب لا تحلّ الرواية عنه.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) التبريزي : بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها ، وسكون الباء الموحدة ، وكسر الراء ، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى تبريز وهي من بلاد أذربيجان أشهر بلدة بها. (الأنساب ٢ / ٢١).

(٣) الميمذي : بالياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها ، بين الميمين ، وفي آخرها الذال المعجمة ، هذه النسبة إلى ميمذ ، مدينة بأذربيجان أو أرّان.

(٤) انظر عن (أحمد بن علي) في : المغني في الضعفاء ١ / ٥٠ رقم ٣٨٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٢٢ ، رقم ٤٨٥ ، ولسان الميزان ١ / ٢٢٦ رقم ٧٠٦.

(٥) الهباري : بفتح الهاء والباء المشدّدة ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى هبّار. وهو اسم جدّ عبد العزيز بن علي بن هبّار الهباري. (الأنساب ١٢ / ٣٠٦).

(٦) فسمعه منه الإمام أبو بكر بن السمعاني ثم تبين أنه لم يسمع الكتاب ، فرجع أبو بكر عن روايته عنه.

٢٨٧

وكذا كذبه غيره.

وحدّث بمرو في هذا العام (١). وسيعاد.

٣١٦ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر (٢).

أبو الحسن البغداديّ الأوانيّ (٣) البزّاز.

سمع : أبا عليّ بن شاذان.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

وتوفي في شوّال.

٣١٧ ـ أحمد بن محمد بن أحمد (٤).

أبو القاسم العاصميّ (٥) البوشنجيّ.

سمع : أبا الحسين بن العالي ، وعفيف بن محمد الخطيب.

روى عنه : أبو الوقت ، وعبد الجليل بن منصور العدل.

مات في المحرّم عن نحو من ثمانين سنة.

٣١٨ ـ أحمد بن أبي الربيع محمد بن أحمد بن عبد الواحد (٦).

الحافظ أبو طاهر الأستراباذيّ (٧).

سمع : أباه ، وأبا سعد المالينيّ ، وعليّ بن عمر الأسداباذيّ (٨).

__________________

(١) وقال ابن حجر : مات سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ، وكذبه أيضا أهل العراق وطعنوا فيه.

(لسان الميزان).

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) الأوانيّ : بفتح الهمزة والواو المخفّفة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أوانا وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند صريفين على الدجلة. (الأنساب ١ / ٣٧٩).

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) العاصمي : بفتح العين المهملة ، وكسر الصاد المهملة ، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى «عاصم» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٨ / ٣١٤).

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

(٧) الإستراباذي : بكسر أوله ، وسكون السين المهملة ، وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين. وقد تقدّم التعريف بهذه النسبة.

(٨) الأسداباذي : بفتح الألف ، والسين والدال المهملتين ، والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال. هذه النسبة إلى أسداباذ وهي بليدة على منزلة من همذان إذا خرجت إلى العراق. (الأنساب ١ / ٢٢٤).

٢٨٨

روى عنه : الرّستميّ ، وطائفة.

مات في رجب.

٣١٩ ـ إسماعيل بن عبد الله بن موسى (١).

أبو القاسم السّاويّ (٢).

توفي في جمادى الأولى. كان صدوقا فاضلا ، أملى مجالس (٣).

سمع : أبا بكر الحيريّ (٤).

ورحل فسمع ببغداد : أبا محمد السّكريّ ، وابن الفضل القطّان ، وجماعة.

روى عنه : زاهر الشّحاميّ ، وابنه عبد الخالق ، وأخوه وجيه ، وعبد الله بن الفراويّ

ـ حرف الحاء ـ

٣٢٠ ـ الحسن بن عليّ بن العلاء بن عبدويه (٥).

أبو عليّ البشتيّ (٦) ، وبشت : بالمعجمة ، ناحية من أعمال نيسابور ، غير

__________________

(١) انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في : المنتظم ٩ / ٣٩ رقم ٥٢ (١٦ / ٢٧١ رقم ٣٥٧٤) ، والمنتخب من السياق ١٤٢ ، ١٤٣ ، رقم ٣٢٦ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٣ وفيه : «إسماعيل بن إبراهيم بن موسى».

(٢) السّاوي : بفتح السين المهملة ، وفي آخرها الواو بعد الألف. نسبة إلى ساوة : بلدة بين الري وهمذان. (الأنساب ٧ / ١٩).

(٣) وقال ابن الأثير : «سمع الحديث الكثير من أبي سعيد الصيرفي وغيره ، وروى عنه الناس ، وكان ثقة». (الكامل ١٠ / ١٦٣).

(٤) وقال عبد الغافر الفارسيّ : من أولاد التجار والمياسير ، ثقة فاضل ، كان له حظ في الأدب ومعرفة بالعربية وقرابة مع الرئيس منصور بن رامش ... وعقد له مجلس الإملاء يوم الجمعة قبل الصلاة في الحظيرة المنسوبة إلى الشّحام للمحدّثين ، وأملى نحوا من سنتين ، وابتدأ في الإملاء بعد وفاة أبي عبد الرحمن الشحامي يوم الجمعة الرابع من رجب سنة تسع وسبعين وأربعمائة. وتوفي ليلة الثلاثاء من جمادى الأولى سنة ثمانين وأربعمائة. (المنتخب).

وقال ابن الجوزي : سافر البلاد وعبر وراء النهر ، روى عنه أشياخنا ، وكان ثقة فاضلا له حظ من الأدب ومعرفة بالعربية. (المنتظم).

(٥) انظر عن (الحسن بن علي البشتي) في : الأنساب ٢ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، والمنتخب من السياق ١٨٧ ، ١٨٨ ، رقم ٥٢٨.

(٦) البشتي : بضم الباء الموحدة ، والشين المعجمة ، والتاء المنقوطة من فوقها بنقطتين ، وهي ناحية بنيسابور كثيرة الخير ، وقيل : بشت عرب خراسان لكثرة أدبائها وفضلائها. (الأنساب).

٢٨٩

بست التي بالمهملة.

كان واعظا فاضلا ، كبير القدر (١). لكنه كان قليل العقل ، يأكل في الطّرق ، ويسفّه ، ويطرق على الأبواب.

ثم عمي ، وبقي في حال زري ، فكان يؤذيه الصبيان ، ويبسط هو لسانه فيهم.

قاله ابن السّمعانيّ.

سمع : ابن محمش الزّياديّ ، وأبا عبد الرحمن السّلميّ ، وعليّ بن محمد السقاء ، وغيرهم.

روى عنه : أبو الأسعد هبة الرحمن ، وشريفة بنت الفراويّ ، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذّن ، وآخرون.

توفي في رمضان. وكان أبوه أبو الحسن من كبار الشّافعية

ـ حرف الشين ـ

٣٢١ ـ شافع بن صالح بن حاتم (٢).

الفقيه أبو محمد الجيليّ (٣) الحنبليّ ، الفقيه الزّاهد.

قدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة ، ولزم القاضي أبا يعلى ، وكتب معظم مصنفاته ، وبرع في الأصول والفروع ، وسمع الحديث ، ودرس وأفاد. وكان ذا تقشف.

وعنه سمع من ابن غيلان

__________________

(١) قال ابن السمعاني : وكان شيخا فاضلا فصالا متكلما واعظا من بيت العلم. وكانت ولادته في سنة خمس وأربعمائة.

(٢) انظر عن (شافع بن صالح) في : المنتظم ٩ / ٣٩ رقم ٥٣ (١٦ / ٢٧١ رقم ٣٥٧٥) ، وطبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٧ رقم ٦٨٣ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٢٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٤.

(٣) الجيلي : بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، هذه النسبة إلى بلاد متفرّقة وراء طبرستان ويقال لها : كيلي ، وكيلان ، فعرب ونسب إليها وقيل : جيلي وجيلاني. (الأنساب ٣ / ٤١٤).

٢٩٠

ـ حرف العين ـ

٣٢٢ ـ عبد الله بن الحسين (١).

الإمام أبو الفضل ابن الجوهريّ المصريّ الواعظ.

من جلة مشايخ بلده ومن بيت العلم.

روى عن : أبي سعد الماليني.

أخذ عنه : أبو عبد الله الحميديّ ، وغيره.

وكان أبوه من كبار العلماء والصّلحاء.

أنشد أبو الفضل على كرسي وعظه :

أقبل جيش الهجر في موكب

بين يديه علم يخفق

وصار قلبي في صحار الهوى

كأنما النّار له تحرق

مات في سابع عشر شوّال منه السّنة (٢).

وروى عنه : عليّ بن المشرف الأنماطيّ ، وطائفة من مشيخة السّلفي.

واسم جده سعيد.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن الحسين) في : أخبار مصر لابن ميسر ٢ / ٢٨ ، واتعاظ الحنفاء ٢ / ٣٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٩٥ رقم ٢٥٨ وفيه قال محققاه : لم نعثر له على مصادر ترجمة!

(٢) وقال ابن ميسر : كان يعظ بجامع عمر ، وحدّث عن جماعة من المصريين ، وله كلام كثير في الوعظ ، والزهد. وبيت بني الجوهري بيت دين وعلم ووعظ.

ولما كان الغلاء اجتمع إليه ذات يوم الناس وسألوه الحضور بجامع عمرو للذكر ، فقال : من يحضر عندي؟ ومن معي؟ فقيل له : لا بد من ذلك ، ففعل وتصدّى للوعظ على عادته. وكان من قوله : أبشروا ، هذه سنة ثلاث ، وأشار بيده وهي منغلقة كلها ، وستدخل سنة أربع ويفتح الله ، ورفع بنصره ، وبعدها سنة خمس ويفتح الله ، ورفع خنصره ، فكان كما قال :وأنشد مرة في مجلس وعظه :

ما يصنع الليل والنهار

ويستر الثوب والجدار

على كرام بني كرام

تحيروا في القضاء وحاروا

ومن كلامه : قد اختلّ أمر الدين والدنيا ، وضاق الوصول إليهما ، فمن طلب الآخرة لم يجد معينا عليها ، ومن طلب الدنيا ، وجد فاجرا سبقه إليها.

وأنشد المستنصر :

عساكر الشكر قد جاءت مهيئة

وللملوك ارتياب في تأتيها

بالباب قوم ذو ضعف ومسكنة

يستصغرون لك الدنيا وما فيها

(أخبار مصر ، اتعاظ الحنفاء).

٢٩١

٣٢٣ ـ عبد الله بن سهل بن يوسف (١).

أبو محمد الأنصاريّ الأندلسيّ ، المرسي المقرئ.

أخذ عن : أبي عمر الطّلمنكيّ ، ومكيّ ، وأبي عمرو الدّانيّ.

ورحل فأخذ بالقيروان عن مصنف «الهادي» في القراءات ، وأبي عبد الله محمد بن سفيان ، وأبي عبد الله محمد بن سليمان الأبيّ (٢).

وكان ضابطا للقراءات وطرقها ، عارفا بها ، حاذقا بمعانيها.

أخذ الناس عنه.

قال أبو عليّ بن سكرة : هو إمام أهل وقته في فنه ، لقيته بالمرية.

لازم أبو عمرو الدّانيّ ثمانية عشر عاما ، ثمّ رحل ولقي جماعة. وأقرأ بالأندلس ، وبعد صيته. فمن شيوخه : الطّلمنكيّ ، ومكيّ ، وأبو ذرّ الهرويّ ، وأبو عمران الفاسيّ ، وأبو عبد الله بن غالب ، وحسن بن حمّود التّونسيّ ، وعبد الباقي بن فارس الحمصيّ.

قال : وجرت بينه وبين أبي عمرو شيخه عند قدومه منافسة ، وتقاطعا ، وكان أبو محمد شديدا على أهل البدع ، قوالا بالحق مهيبا ، جرت له في ذلك أخبار كثيرة ، وامتحن بالتّغرّب ، ولفظته البلاد ، وغمزه كثير من الناس ، فدخل سبتة ، وأقرأ بها مديدة ، ثمّ خرج إلى طنجة ، ثم رجع إلى الأندلس ، فمات برندة (٣).

قال ابن سكرة ، عزمت على القراءة عليه ، فقطع عن ذلك قاطع.

قال القاضي عياض : وقد حدّث عنه غير واحد من شيوخنا ، وثنا عنه

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن سهل) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٢٨٦ رقم ٦٣٠ ، وبغية الملتمس ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٣٦ ـ ٤٣٨ رقم ٣٧٢ ، والعبر ٣ / ٢٩٦ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٤٣٧ ، وغاية النهاية ١ / ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ولسان الميزان ٣ / ٢٩٨ رقم ١٢٤٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٤.

(٢) الأبيّ : بضم الألف ، نسبة إلى أبية ، مدينة بإفريقية من قرى تونس. (توضيح المشتبه ١ / ١٤٤ ، تبصير المنتبه ١ / ٣١).

(٣) زبدة : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، ومعقل حصين بالأندلس من أعمال تاكرنا. وهي مدينة قديمة على نهر جار. وقال السلفي : رندة حصن بين إشبيلية ومالقة. (معجم البلدان ٣ / ٧٣).

٢٩٢

شيخنا أبو إسحاق بن جعفر. وحدّث عنه خالي أبو بكر محمد بن عليّ.

وقال أبو الأصبغ بن سهل : أشكلت عليّ مسائل من علم القرآن ، لم أجد في من لقيت من يشفيني ، حتّى لقيته.

قال : وكانت بينه وبين القاضي أبي الوليد الباجيّ منافرة عظيمة ، بسبب مسألة الكتابة ، فكان ابن سهل يلعنه في حياته ، وبعد موته ، فأدى ذلك أصحاب الباجيّ إلى القول في ابن سهل ، والإكثار عليه.

قلت : وقرأ عليه بالروايات أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المذكور في أسانيد الشّاطبيّ (١).

٣٢٤ ـ عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله (٢).

أبو الحسن البزّاز. صهر المقرئ أبي علي الأهوازيّ.

دمشقيّ ، سمع من : الأهوازيّ ، وأبي عثمان الصّابونيّ ، وابن سلوان المازنيّ.

روى عنه : أبو القاسم الخضر بن عبدان.

وذكر هبة الله بن طاوس أن هذا زور سماعا لنفسه في جزء (٣).

٣٢٥ ـ عبد الرحيم بن أبي عاصم بن الأحنف (٤).

أبو سعد الهروي الزّاهد.

__________________

(١) وقع في المطبوع من الصلة ١ / ٢٨٩ أنه توفي سنة ثمان وأربعمائة وهو وهم.

(٢) انظر عن (عبد الباقي بن أحمد) في : ذيل تاريخ مولد العلماء لابن الأكفاني ، ورقة ١٦٤ ، وتاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود ـ عبد الحميد بن بكار) ٣٩ / ٤١١ ، ٤١٢ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٤ / ١٥٤ رقم ٨١ ، ولسان الميزان ٣ / ٣٨٣ رقم ١٥٣٥.

(٣) قال ابن طاوس إن أبا الحسن أخرج له جزءا قد زور السماع فيه لنفسه من الأهوازيّ بمداد ، فلم يقرأه عليه. وكان فيه سماع ابن الموازيني ، أبو ابن الحنائي ، فقرأه عليه.

وكتب أبو محمد بن صابر بخطه أنه مات ليلة الخميس ، العاشر من شهر رمضان ، وأنه كذّاب. وكان عبد الباقي قد وقف خزانة فيها كتب على الزاوية الغربية من ساحة جامع دمشق. (تاريخ دمشق ٤١٢).

ووقع في (لسان الميزان ٣ / ٣٨٣) أنه توفي سنة خمس وثمانين وأربعمائة.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

٢٩٣

سمع من : أبي محمد حاتم بن محمد بن يعقوب الميت في سنة ٤٥٤.

٣٢٦ ـ عبد الملك بن الحسن بن خبرون بن إبراهيم (١).

أبو القاسم الدّبّاس ، أخو الحافظ أبي الفضل أحمد.

كان من خيار البغداديّين وسراتهم وصلحائهم.

سمع من : البرقانيّ ، وعبد الملك بن بشران.

روى عنه : ابنه المقرئ أبو منصور محمد ، وعبد الوهاب الأنماطيّ.

ومات في ذي الحجّة.

٣٢٧ ـ عبد الواحد بن إسماعيل (٢).

الإمام أبو القاسم البوشنجيّ (٣) الفقيه.

٣٢٨ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن اللّيث (٤).

أبو الحسن الناتقيّ ، ثم النّيسابوريّ.

سمع : أبا طاهر بن محمش.

وعنه : زاهر الشّحاميّ ، وبنته سعيدة بنت زاهر ، وعائشة بنت الصّفار ، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ ، وغيرهم.

__________________

(١) انظر عن (عبد الملك بن الحسن) في : المنتظم ٩ / ٣٩ ، ٤٠ رقم ٥٦ (١٦ / ٢٧٢ رقم ٣٥٧٨).

(٢) انظر عن (عبد الواحد بن إسماعيل) في : المنتخب من السياق ٣٤٠ ، ٣٤١ رقم ١١٢١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٨٣ ، ٢٨٤.

(٣) في (المنتخب) : «البوسنجي».

قال عبد الغافر : أبو القاسم الفقيه ، الفاضل ، الورع ، الدّين ، من وجوه الفقهاء والمدرسين والمناظرين والعاملين بعلمهم ، الجارين على منهاج السلف الصالحين ، في وفور الفضل والاشتغال بالعلم ولزم الفقر والقناعة.

تفقّه على أبي إبراهيم الفقيه الضرير.

سمع على كبر السّنن معنا كتاب «حلية الأولياء» تصنيف أبي نعيم الأصبهاني بتمامه على أبي صالح المؤذّن ، بقراءة أبي الحسن علي بن سهل بن العباس ، عليه.

توفي كهلا يوم الإثنين السابع والعشرين من المحرّم سنة ثمانين وأربعمائة.

(٤) انظر عن (علي بن أحمد) في : المنتخب من السياق ٣٨٨ رقم ١٣١٠ ، والمختصر الأول للسياق ، ورقة ٦٧ ب.

٢٩٤

توفي في سلخ جمادى الأولى (١).

٣٢٩ ـ عليّ بن أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف (٢).

أبو الحسن الفارسيّ ثمّ النيسابوريّ.

سمع : ابن محمش ، وأبا بكر الحيريّ ، وجماعة.

حدّث عنه : عبد الخالق بن زاهر ، وغيره.

أرّخه السّمعاني (٣) في رابع ربيع الأول (٤)

ـ حرف الفاء ـ

٣٣٠ ـ فاطمة بنت الحسن بن عليّ (٥).

أمّ الفضل البغدادية الكاتبة ، المعروفة ببنت الأقرع.

كانت تكتب طريقة ابن البوّاب.

كتب النّاس وجوّدوا على خطّها ، وهي التي أهلت لكتابة كتاب الهدنة إلى ملك الرّوم من الدّيوان العزيز (٦).

يضرب المثل بحسن خطّها. وكان لما سماع عال.

روت عن : أبي عمر بن مهديّ ، وغيره.

روى عنها : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وأبو البركات الأنماطيّ ، وأبو سعد البغداديّ ، الأصبهانيّ ، وقاضي المرستان ، وغيرهم.

قال السّمعانيّ : سمعت محمد بن عبد الباقي : سمعت فاطمة بنت الأقرع

__________________

(١) قال عبد الغافر : مستور صالح.

(٢) انظر عن (علي بن أبي بكر) في : المنتخب من السياق ٣٨٩ رقم ٣٣١١ ، والمختصر الأول للسياق ورقة ٦٧ ب.

(٣) لم يذكره في (الأنساب).

(٤) وفي (المنتخب) : ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. وبيض لوفاته.

(٥) انظر عن (فاطمة بنت الحسن) في : المنتظم ٩ / ٤٠ رقم ٥٧ (١٦ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ رقم ٣٥٧٩) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٣ ، وفيه : «فاطمة بنت علي» وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٨٠ ، ٤٨١ رقم ٢٤٤ ، والعبر ٣ / ١٣٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٥.

(٦) المنتظم.

٢٩٥

قالت : كتبت ورقة لعميد الملك أبي نصر الكندريّ ، فأعطاني ألف دينار (١).

توفّيت في المحرّم.

٣٣١ ـ فاطمة بنت الأستاذ أبي عليّ الحسن بن عليّ الدّقاق (٢).

أمّ البنين النّيسابورية الحرّة الزّاهدة ، زوجة أبي القاسم القشيريّ وأمّ أولاده.

سمعت : أبا نعيم عبد الملك الأسفرائينيّ ، وأبا الحسن العلويّ ، وعبد الله بن يوسف الأصبهاني ، وأبا عليّ الروذباريّ ، وأبا عبد الله الحاكم ، وأبا عبد الرحمن السّلميّ ، وغيرهم.

روى عنها : سبطها أبو الأسعد هبة الرحمن ، وعبد الله بن الفراويّ ، وزاهر الشّحاميّ ، وآخرون.

وأول سماع لها من أبي الحسن العلويّ ، وذلك في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. وعمرت تسعين سنة.

وكانت عابدة ، قانتة ، متهجدة ، متبتلة.

توفيت في ثالث عشر ذي القعدة.

قال أبو سعد السمعانيّ : كانت فخر نساء عصرها ، ولم ير نظيرها في سيرتها ، كانت عالمة بكتاب الله ، فاضلة.

إلى أن قال : سمعت من أبي نعيم ، والعلويّ.

ثمّ قال : ولدت سنة إحدى وأربعمائة ، وهذا غلط بين والصواب أنّها ولدت قبل ذلك بمدّة (٣).

__________________

(١) المنتظم ٩ / ٤٠ (١٦ / ٢٧٣).

(٢) انظر عن (فاطمة بنت الدقاق) في : المنتخب من السياق ٤١٩ ، ٤٢٠ رقم ١٤٣١ ، والمختصر الأول للسياق ، ورقة ٧٦ أ ، والعبر ٣ / ٢٩٦ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٧٩ ، ٤٨٠ رقم ٢٤٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١١٩ رقم ١٥٢١ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٥.

(٣) قال عبد الغافر الفارسيّ : ولدت سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وهي السنة التي بنى فيها (أبوها)=

٢٩٦

٣٣٢ ـ الفضل بن محمد بن أحمد (١).

أبو القاسم المدينيّ البقال.

مات في رمضان

ـ حرف الميم ـ

٣٣٣ ـ محمد بن إبراهيم بن عليّ (٢).

العلّامة أبو الخطّاب الكعبيّ الطبريّ بشيخ الشافعية ببخارى.

تفقّه بأبي سهل أحمد بن عليّ الأبيوردي (٣).

وكان من العلماء الزّهاد ، تخرّج به الأصحاب.

قال السّمعانيّ : (٤) حتى كان يقعد بين يديه أكثر من مائتي فقيه على ما قيل.

سمع من شيخه أبي سهل ، والحسن بن أبي المبارك الشّيرازيّ الحافظ ، ومكيّ بن عبد الرّزّاق الكشميهنيّ (٥) ، ومحمد بن عبد العزيز القنطريّ ، وعبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذيّ ، والمظفر بن أحمد.

نا عنه عثمان بن عليّ البيكنديّ (٦).

__________________

= المدرسة المباركة ، ولمّا ترعرعت زوجها من الإمام زين الإسلام بعد أن استجمعت أنواع الفضائل.

وقال : نشأت في تربية أبيها وتعليمه وتأديبه وتهذيبه وتلقينه إياها الاعتقاد وآداب الصوفية وكلمات التوحيد.

وكانت حافظة لكتاب الله تقرأه آناء الليل والنهار ، وعارفة بالكتاب. عقد لها أبوها مجلس التذكير وحفظها المجالس لعزّتها عليه ، ولم يكن له إذا ذاك ابن ، فكان إقباله على هذه البنت.

.. وخرج لها الفوائد ، وقرئ عليها الكثير. وكانت بالغة في العبادة والاجتهاد ، مستغرقة الأوقات في الطهارة والصلاة ، ورزقت الأولاد الستة من الذكور والإناث أفراد عصرهم.

وعاشت في الطاعة تسعين سنة ما عرفت ما ورثته من أبيها وأمّها وما شرعت في الدنيا ، فكان زين الإسلام يقوم بالسعي فيما كان لها.

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) تقدم التعريف بهذه النسبة.

(٤) لم يذكره في (الأنساب).

(٥) تقدم التعريف بهذه النسبة.

(٦) البيكنديّ : قيدت في (الأنساب ٢ / ٣٧٣) بفتح الباء الموحدة. وفي (معجم البلدان) بالكسر ،=

٢٩٧

مات ببخارى في ربيع الأوّل.

٣٣٤ ـ محمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد (١).

أبو طاهر الحلبيّ المعروف بابن الملحيّ.

روى عن : رشأ بن نظيف ، وأبي عليّ الأهوازيّ ، وجماعة.

وعنه : ابن الأكفانيّ (٢).

٣٣٥ ـ محمد بن أبي سعد أحمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان (٣).

أبو الفضل البغداديّ ، ثمّ الأصبهانيّ.

من بيت العلم والحديث. كان واعظا ، عالما ، فصيحا ، حلو المنطق ، عارفا بالتّفسير ، له مشيخة خرّج فيها عن جماعة منهم : أبوه ، وأبو الحسين بن فاذشاه ، وابن ريذة ، وعبد العزيز بن أحمد بن فادويه ، وغيرهم.

روى عنه : ابنه الحافظ أبو سعد أحمد ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهاب ابن الأنماطيّ.

حجّ ، ورجع ، فأدركه أجله ببغداد ، في صفر ، (٤) رحمه‌الله.

٣٣٦ ـ محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم بن هلال بن الصّابيء (٥)

__________________

= وفتح الكاف وسكون النون ، نسبة إلى بلدة بيكند بين بخارى وجيحون.

(١) انظر عن (محمد بن الحسن) في : تالي تاريخ مولد العلماء (مخطوط) ورقة ١٦٤ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢ / ١٠٢ ، ١٠٣ رقم ١١٥.

(٢) وهو ورّخ وفاته ، وقال أبو محمد بن صابر : ثقة.

وقال أبو القاسم النسيب : إن مولد أبي طاهر في ربيع الأول سنة عشرين وأربعمائة.

(٣) انظر عن (محمد بن أبي سعد) في : المنتظم ٩ / ٤٢ رقم ٦٠ (١٦ / ٢٧٥ رقم ٣٥٨٢) ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣١ ، ٥٣٢ رقم ٢٧٢.

(٤) وكان مولده في سنة ٤٢٣ ه‍.

(٥) انظر عن (محمد بن هلال) في : أخبار الحمقى والمغفّلين ٩٨ ، والمنتظم ٧ / ١٥٧ و ٨ / ١٨٨ ، ٢١٦ و ٩ / ٤٢ ، ٤٣ رقم ٦١ (١٦ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ رقم ٣٥٨٣) ، والأذكياء لابن الجوزي ١٢١ ، ومعجم الأدباء ١ / ١٧٠ ، ١٩٤ و ٥ / ١٦٣ ، ٣٠٤ و ٦ / ٢٥١ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٦٣ ، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج ٤ ق ٢ / ١١٦٣ ، ١١٦٤ ، وتاريخ الحكماء لابن القفطي ١١٠ ، وغرر الخصائص للوطواط ٢٤٠ ، ٢٧١ ، ووفيات الأعيان ٦ / ١٠١ ـ ١٠٥ رقم=

٢٩٨

أبو الحسن البغداديّ ، غرس النّعمة.

من بيت الكتابة والبلاغة والتاريخ. جمع ذيلا على تاريخ أبيه (١).

وكان عاقلا ، لبيبا ، رئيسا مبجلا (٢).

سمع : أبا عليّ بن شاذان ، وغيره.

روى عنه : ابن السّمرقنديّ ، والأنماطيّ.

__________________

(٣١١) (في ترجمة أبيه هلال بن المحسّن رقم ٧٨٥) ، ومرآة الزمان (وفيات ٤٨٠ ه‍.) ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٤ ، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار (مخطوطة باريس ، رقم ٢١٣١ عربي) ، والوافي بالوفيات ١ / ٥٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٢٦ ، وكشف الظنون ١٤١٩ ، ١٤٧١ ، ٢١٤٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٢٧٩ ، وهدية العارفين ٢ / ٧٥ ، ودائرة المعارف الإسلامية ٤ / ٢٢ ، والأعلام ٧ / ٣٥٧ ، ومعجم المؤلفين ١٢ / ٩٣ ، ومقدّمة رسوم دار الخلافة لميخائيل عواد ٢١ ـ ٢٥ ، ومقدّمة كتابة : الهفوات النادرة بتحقيق الدكتور صالح الأشتر ، طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق ١٣٨٧ ه‍. / ١٩٦٧ م.

(١) قال الخطيب عن هلال بن المحسّن : ورأيت له تصنيفا جمع فيه حكايات مستملحة وأخبارا نادرة ، وسمّاه كتاب «الأماثل والأعيان ومنتدى العواطف والإحسان» وهو مجلد واحد ، ولا أعلم هل صنف سواه أم لا. (تاريخ بغداد ١٤ / ٧٦ ، المنتظم ٨ / ١٧٦ ، معجم الأدباء ١٩ / ٢٩٤ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٠١) وقد ذيل هلال بن المحسن على تاريخ ثابت بن سنان. وابن سنان ذيله على تاريخ الطبري.

(٢) قال ابن الجوزي : وكان له صدقة ومعروف ، وخلف سبعين ألف دينار .. ونقلت من خطّ أبي الوفاء بن عقيل قال : حضرنا عند بعض الصدور فقال : هل بقي ببغداد مؤرّخ بعد ابن الصابي؟ فقال : القوم : لا. فقال لا حول ولا قوة إلا بالله ، يخلو هذا البلد العظيم من مؤرّخ حنبلي ـ يعني ابن عقيل نفسه ـ هذا مما يجب حمد الله عليه ، فإنه لما كان البلد مملوء بالأخيار وأهل المناقب قيض الله لها من يحكيها ، فلما عدموا وبقي المؤذي والذميم الفعل أعدم المؤرخ ، وكان ستر عورة.

وحكى عنه هبة الله بن المبارك السقطي أنه كان يجازف في تاريخه ، ويذكر ما ليس بصحيح ، قال : وقد ابتنى بشارع ابن عوف دار كتب ، ووقف فيها نحوا من أربعمائة مجلد في فنون العلوم ، ورتب بها خازن يقال له ابن الأقساسي العلويّ ، وتكرّر العلماء إليها سنين كثيرة ما لم تزل له أجرة ، فصرف الخازن وحك ذكر الوقف من الكتب وباعها ، فأنكرت ذلك عليه فقال :قد استغني عنها بدار الكتب النظامية.

فقال ابن الجوزي : بيع الكتب بعد وقفها محظور. فقال : قد صرفت ثمنها في الصدقات.

(المنتظم) وجاء في (البداية والنهاية ١٢ / ١٣٤) أن غرس النعمة أنشأ دارا ببغداد فيها أربعة آلاف مجلّد.

وقال الصفدي في (الوافي بالوفيات ١ / ٥٠) إن ابن الأقساسي الخازن على مكتبة غرس النعمة لم يكن أمينا عليها ، فأساء السيرة ، وباع كثيرا من هذه الكتب

٢٩٩

وتوفي في ذي القعدة عن ستّين سنة ، أو أربع وستّين سنة (١). وله أيضا كتاب «الربيع» (٢) ، وكتاب «الهفوات» (٣).

٣٣٧ ـ مسعود بن سهل بن حمك (٤).

أبو الفتح النّيسابوريّ ، نزيل مرو.

كان أحد الرؤساء المتمولين.

روى عن : عليّ بن أحمد بن عبدان الأهوازيّ ، وجماعة.

توفي في حدود هذه السّنة. وقد ذكر سنة تسع أيضا (٥).

__________________

(١) وهو ولد سنة ٤١٦ أو ٤١٧ ه‍.

(٢) هو ذيل على كتاب «نشوار المحاضرة» للمحسن بن علي التنوخي. ابتدأ تأليفه في سنة ٤٦٨ ه‍. (معجم الأدباء ١٧ / ٩٢).

(٣) اسمه الكامل : «الهفوات النادرة من المعقّلين الملحوظين ، والسقطات البادرة من المغفّلين المحظوظين» ، وطبع باسم «الهفوات النادرة».

(٤) تقدّمت ترجمة (مسعود بن سهل) في وفيات السنة السابقة ٤٧٩ ه‍. برقم (٣٠٨).

(٥) راجع تعليقي هناك على ذلك.

٣٠٠