تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وحدّث بالقدس ، والبحرين ، وبغداد.

حكى عنه : شيخاه : الخطيب ، والكتّانيّ ، وعمر الرّواسيّ.

وأثنى عليه الحافظ ابن ناصر وقال : انحدر إلى البصرة وتوفي بها.

وقال : سمعت أبا غالب محمد بن الحسن الماورديّ يقول : قدم علينا أبو الحسن سنة تسع وستّين ، فسمع السّنن من أبي عليّ التّستريّ ، وأقام عنده نحوا من سنتين (١) ، ثم ذهب بعد ذلك إلى عمان. والتقيت به بمكّة في سنة ثلاث وسبعين. وأخبرني أنه ركب البحر إلى بلاد الزنج (٢) ، وكان معه من العلوم أشياء ، فما نفق عندهم إلا النحو.

وقال : لو أردت أن أكسب منهم آلافا لأمكن ذلك ، وقد حصل لي نحو من ألف دينار ، وأسفوا على خروجي من عندهم.

ثمّ إنّه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها ، فلمّا وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل ، فمات بعد رجوعه من الحجّ (٣).

وقال ابن عساكر : (٤) ثنا عنه هبة الله بن الأكفانيّ ووثقه.

قلت : وذكر وفاته هبة الله في هذه السنة (٥). وأما ابن السّمعانيّ وغيره

__________________

= للمراكشي ١٦٤) ، وسمع بها : أبا نصر أحمد بن محمد بن سعد الطريثيثي. (ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٣ / ٨١).

(١) زاد ابن عساكر : وحضر يوما عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي وكان ذا معرفة بالنحو والقراءة ، وقرأ عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه ، وكان عليه ثياب خلقة ، فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه ، فلما مضى قلت له في إجلاسه إلى جنبه ، فقال : قد قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فيه ، وهذا يدل على فضل كثير. (تاريخ دمشق).

(٢) تحرفت في ذيل بغداد ٣ / ٨٥ إلى «الزرنج».

(٣) تاريخ دمشق ، وغيره.

(٤) في تاريخ دمشق ٢٨ / ٤٣٨.

(٥) وقال ابن عساكر : وقول الماوردي في وفاته أصح من قول ابن الأكفاني لأنه شاهد ذلك.

أي وفاته في سنة ٤٧٤ ه‍. (تاريخ دمشق).

وعلق المراكشي على ذلك بقوله : «ليس في مساق هذا الحكاية ما يقتضي مشاهدة وفاته ، وإن كان قد ذكر أنه لقيه بمكّة ـ شرفها الله ـ فتأمله ، اللهمّ إلا أن يكون الماوردي عند ابن عساكر أضبط لهذا الشأن من ابن الأكفاني ، أو يكون ـ عند ابن عساكر ـ الماوردي شاهد ذلك من وجه آخر ، فالله أعلم». (الذيل والتكملة ، السفر ٥ ق ١ / ١٦٥).

٢٠١

فقالوا : توفي سنة أربع وسبعين ، وهو أشبه (١).

٢١٠ ـ عليّ بن محمد (٢).

أبو الحسن الغزنويّ (٣).

ولي قضاء دمشق في أيام تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان. وفي هذه السنة ضرب وسجن وولي القضاء نجم القضاة.

ذكره ابن عساكر مختصرا

__________________

(١) وقال ابن النّجار : قرأت في كتاب أبي القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، وأنبأنا به عنه محمد بن جعفر العباسي قال : أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري لعبد المحسن الصوري :

وليلة أفردتني بالسهاد فلم

أكن بما أفردتني فيه أفردها

نام الخليّون من حولي فقلت لهم :

ما كل عين لها عين يسهدها

أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف قال : كتب لي أبو الفرج غيث بن علي الصوري قال : أنشدني الشريف أبو الحسن علي بن حمزة الجعفري قال : أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد الأندلسي :

وسائلة لتعلم كيف حالي

فقلت لها بحال لا تسر

دفعت إلى زمان ليس فيه

إذا فتشت عن أهليه حرّ

وقال ابن النجار : قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق البازكلي بخطّه قال : توفي أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري المغربي ، منصرفه من الحج بطريق البصرة على مسيرة ثلاثة أيام عنها بكاظمة أو غيرها في صفر سنة خمس وسبعين وأربعمائة. (ذيل تاريخ بغداد ٣ / ٨٣ و ٨٥).

وقال خميس الحوزي : «قدم علينا وكان فاضلا في النحو ، متقدما في العربية ، وكان يتتبّع أسماء من يحضر السماع فيكتبها عن آخرها ولا يخل بأحد ، فقيل له في ذلك فقال : هذا عاجل ثوابه ، وإلا فمن أين لنا علم بطول العمر حتى نرويه؟

وانحدر من عندنا إلى البصرة ، فسمع بها من أصحاب أبي عمرو ، قال لي ابن البازكلي أبو الحسن وكان إماما في الخير ، بارعا في العلوم ، غاية في الصلاح : سمعت أبا الحسن الأنصاري هذا يقول للشاكر أبي عمر الحسن بن علي بن غسّان ، وقد أنشده شعرا له : هذا شعر فيه روح.

وخرج إلى مكة فمات في طريقها ، وكانت له معرفة بالحديث حسنة ، وكان على وجهه أثر العبادة». (سؤالات الحافظ السلفي ١٢٠ ، ١٢١).

وذكر ابن عساكر أبياتا أنشدها أبو الحسن علي الميورقي للأستاذ أبي محمد غانم بن وليد المخزومي المالقي النحويّ ، ولابن رشيق القيرواني. (تاريخ دمشق).

(٢) انظر عن (علي بن محمد الغزنوي) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣٧ / ٣٨٥.

(٣) الغزنوي : بفتح الغين المعجمة ، والزاي الساكنة ، ونون. نسبة إلى غزنة وهي أول بلدة من بلاد الهند. (الأنساب ٩ / ١٤٢).

٢٠٢

ـ حرف الفاء ـ

٢١١ ـ الفضل بن محمد (١).

أبو عليّ الفارمذيّ (٢).

توفي رحمه‌الله في شهر ربيع الآخر. وكان شيخ الصوفية في زمانه.

ذكره عبد الغافر (٣) فقال : هو شيخ الشيوخ في عصره وزمانه ، (٤) المنفرد بطريقته في التذكير التي (٥) لم يسبق إليها في عبارته وتهذيبه ، وحسن آدابه (٦) ، ومليح استعاراته (٧) ، ودقيق إشاراته ورقة ألفاظه ، (٨) ووقع كلامه في القلوب.

دخل نيسابور ، وصحب زين الإسلام القشيريّ (٩) ، وأخذ في الاجتهاد البالغ. وكان ملحوظا من الإمام بعين العناية ، موفرا عليه منه طريقة الهداية (١٠). وقد مارس في المدرسة أنواعا من الخدمة ، وقعد سنين في التّفكير ، وعبر قناطر المجاهدة ، حتّى فتح عليه ، لوامع من أنوار المشاهدة.

ثمّ عاد إلى طوس ، واتصل بالشّيخ (١١) أبي القاسم الكركانيّ الزّاهد (١٢)

__________________

(١) انظر عن (الفضل بن محمد) في : الأنساب ٩ / ٢١٩ ، والمنتخب من السياق ٤١٣ ، ٤١٤ رقم ١٤٠٧ ، ومعجم البلدان ٤ / ٢٢٨ ، واللباب ٢ / ٤٠٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦٥ رقم ٢٩٤ ، والعبر ٣ / ٢٨٨ ، ودول الإسلام ٢ / ٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٢٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى ٤ / ٩ ، ١٠ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٥ ، ٣٥٦.

(٢) الفارمذيّ : ضبطها ابن السمعاني بفتح الراء والميم ، وضبطها ياقوت بسكون الراء وفتح الميم.

وهي نسبة إلى فارمذ : قرية من قرى طوس.

(٣) في (المنتخب من السياق ٤١٣).

(٤) كلمة : «وزمانه» ليست في المطبوع من المنتخب.

(٥) في (المنتخب) : «الّذي».

(٦) في المطبوع من (المنتخب) : «أدائه».

(٧) في المطبوع من (المنتخب) : «استعارته».

(٨) في (المنتخب) زيادة : «الفائقة».

(٩) العبارة في (المنتخب) : «تعلّم العلم في صباه ، ثم دخل نيسابور ودخل مدرسة القشيرية وانخرط في سلك خدم الإمام زين الإسلام ، وإرادة طريقة التصوف».

(١٠) في (المنتخب) زيادة بعدها : «ملقنا ما يليق بحاله من الأذكار ، إلى أن انفتح عينه ، ونفذ في الطريقة».

(١١) زاد في (المنتخب) : «العارف».

(١٢) كلمة «الزاهد» غير موجودة في المطبوع.

٢٠٣

مصاهرة ، وصحبة (١) ، وجلس للتذكير ، وعفي على من كان قبله بطريقته (٢) ، بحيث لم يعهد قبله مثله في التذكير. وصار من مذكري الزمان (٣) ، ومشهوري المشايخ. ثمّ قدم نيسابور ، وعقد المجلس (٤) ، ووقع كلامه في القلوب (٥) ، وحصل له قبول عند نظام الملك خارج عن الحدّ ، وكذلك عند الكبار.

وسمعت ممن (٦) أثق به أنّ الصّاحب خدمه بأنواع (٧) من الخدمة ، حتّى تعجب الحاضرون منه (٨).

وكان ينفق على الصوفية أكثر مما يفتح له به (٩). وكان مقصدا من الأقطار للصوفية (١٠).

وكان مولده في سنة سبع وأربعمائة.

وسمع من : أبي عبد الله بن باكويه ، وأبي حسان المزكي ، وأبي منصور البغداديّ ، وابن مسرور ، وجماعة.

روى عنه عبد الغافر ، وعبد الله بن عليّ الحركوشيّ ، وعبد الله بن محمد

__________________

(١) زاد بعدها في (المنتخب) : «وإرادة ، ولزم ما عهده من الطريقة. وانفتح لسانه ، وساعده من التوفيق بيانه ، حتى قعد ...».

(٢) زاد بعدها في (المنتخب) : «وتيسر له إدراج المعاني الدقيقة ، والإشارات الرقيقة في ألفاظه الرشيقة».

(٣) العبارة في (المنتخب) : «.... لم يعهد قبله مثله ، وظهر كلامه وقبوله ولم يزل يترقى وتصعد أشباره رصه (كذا) وانتظام أمره ، إلى أن صار من مذكوري الزمان». (٤١٣ ، ٤١٤).

(٤) في (المنتخب) : «وعقد له المجلس. واجتمع عليه الطائفة».

(٥) في (المنتخب) زيادة : «وأحضر ولده الإمام أبا المحاسن نيسابور لسماع الحديث ، وسمعه الكثير ، من ذلك «متفق» الجوزي ، سمعته معهم من الشيخ أحمد بن منصور بن خلف المغربي ، بقراءة عمر بن أبي الحسن الدهستاني.

وعاد إلى طوس ، واتفق له سفرات إلى البلاد وإلى مرو ، وقبول عند الصاحب».

(٦) في (المنتخب) : «من».

(٧) في (المنتخب) : «خدمه بنفسه بأنواع».

(٨) زاد في (المنتخب) : «وأكرمه».

(٩) العبارة في (المنتخب) : «وكان ينفق ما يفتح له من الإرفاق على الصوفية ، وما كان يدخر الكثير».

(١٠) زاد في (المنتخب) : «والغرباء والطارئين بالإرادة. وكان لسان الوقت».

٢٠٤

الكوفيّ العلويّ ، وأبو الخير صالح السقّاء ، وآخرون (١).

٢١٢ ـ أبو الفضل بن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيريّ (٢).

توفي في صفر

ـ حرف الميم ـ

٢١٣ ـ محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سلة (٣).

أبو الطّيب الأصبهانيّ.

عن : أبي عليّ الحسن بن عليّ بن أحمد البغداديّ.

وعنه : الحافظ أبو سعد البغداديّ ، وأبو القاسم الطّلحيّ ، وأبو الخير الباغبان ، وآخرون.

حدّث في ذي الحجة من السّنة ، وانقطع خبره.

٢١٤ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم (٤).

أبو الفضل ابن العلامة أبي الحسن المحامليّ (٥).

الفقيه الشافعيّ.

سمع : أبا الحسين بن بشران ، وأبا عليّ بن شاذان ، وجماعة.

أخذ عنه : مكيّ الرميليّ ، وغيره.

وكان من الأذكياء.

مات في رجب عن إحدى وسبعين سنة (٦).

__________________

(١) وقال عبد الغافر : «وخرج له (الأربعين) و (الفوائد) وقرئ عليه». (المنتخب من السياق ٤١٤).

(٢) لم أقف على مصدر ترجمته. وقد ذكر ابن السمعاني أباه أبا بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الحيريّ الحرشيّ القاضي المتوفى سنة ٤٢١ ه‍. مرتين في (الأنساب ٤ / ١٠٨ ـ ١١٠ الحرشيّ ـ و ٤ / ٢٨٩ ـ الحيريّ).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) انظر عن (محمد بن أحمد المحاملي) في : المنتظم ٩ / ١٣ رقم ١٥ (١٦ / ٢٣٧ رقم ٣٥٣٧).

(٥) المحامليّ : بفتح الميم ، والحاء المهملة ، والميم بعد الألف ، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى المحامل التي يحتمل فيها الناس على الجمال إلى مكة. (الأنساب ١١ / ١٥٢).

(٦) وقال ابن الجوزي : ولد سنة ست وأربعمائة ... وتفقّه على أبيه ، وأبوه صاحب التعليقة ، وحدث=

٢٠٥

٢١٥ ـ محمد بن سعيد بن محمد بن فروخ زاد (١).

القاضي أبو سعيد النوقانيّ (٢) ، والفرخزادي (٣) الطوسيّ.

قال السّمعاني : (٤) فاضل ، عالم ، سديد السّيرة ، مكثر من الحديث.

وسمع من : ابن محمش ، وعبد الله بن يوسف الأصبهانيّ ، والسّلميّ ، ويحيى المزكّي ، وأبي عمر البسطاميّ.

وسمع من : الثعلبيّ أكثر تفسيره.

مولده سنة تسعين. وقيل : نيف وتسعين وثلاثمائة.

حدث عنه : أبو سعد محمد بن أحمد الحافظ ، والعباس بن محمد العصاريّ (٥) ، وأحمد بن محمد بن بشر النوقانيّ ، ومحمد بن أحمد بن عثمان النوقانيّ ، وصخر بن عبيد الطابرانيّ (٦).

توفي سنة سبع وسبعين (٧).

قرأت على ابن عساكر ، عن عبد الرّحيم بن السّمعانيّ : أنا محمد بن أحمد بن عثمان بنوقان : أنا محمد بن سعيد ، أنا أبو طاهر محمش ، أنا صاحب ابن أحمد ، نا أبو عبد الرحمن المروزيّ ، نا ابن المبارك نا مبارك بن فضالة :

__________________

= عنه مشايخنا ، وكان فهما فطنا ، ثم إنه دخل في أشغال الدنيا.

(١) انظر عن (محمد بن سعيد) في : المنتخب من السياق ٦٨ رقم ١٤١ وفيه : «محمد بن سعد».

(٢) النوقاني : بفتح النون ، وسكون الواو ، وفتح القاف ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى نوقان. وهي إحدى بلدتي طوس. (الأنساب ١٢ / ١٦١).

وفي معجم البلدان ٥ / ٣١١ بضم النون. بينما قيدها في (المشترك وضعا ٤٢٣) بالفتح.

(٣) لم أجد هذه النسبة في المصادر.

(٤) لم يذكره في (الأنساب).

(٥) العصاري : بفتح العين والصاد المهملتين وفي آخرها راء. نسبة إلى العصار. وهي إحدى الحرف. (الأنساب ٨ / ٤٦٢).

(٦) الطابراني : بفتح الطاء المهملة ، والباء المنقوطة بواحدة بعد الألف ، وفتح الراء ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «طابران» وهي إحدى بلدتي طوس ، وقد تخفف ويسقط عنها الألف ، ولكن النسبة الصحيحة إليها : «الطابراني. (الأنساب ٨ / ١٦٧).

(٧) بيض عبد الغافر الفارسيّ لوفاته في (المنتخب) وقال إنه : شيخ مشهور ، سمع الحديث ، وقدم نيسابور مرات ، وسمع الزيادي ، وعبد الله بن يوسف ، والطبقة ، ولم يتفق لي السماع منه. أما الإجازة فصحيحة بخط الوالد.

٢٠٦

حدثني الحسن ، عن أنس ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره إلى خشبة ، فلما كثر النّاس قال : «ابنوا لي منبرا للحديث»

(١).

٢١٦ ـ محمد بن عمار (٢).

أبو بكر المهريّ (٣) الأندلسي ، ذو الوزارتين.

شاعر الأندلس. كان هو وابن زيدون (٤) الأندلسيّ القرطبيّ كفرسي رهان.

وكان ابن عمار قد اشتمل عليه المعتمد بن عباد ، وبلغ الغاية القصوى ، إلى أن استوزره ، ثمّ جعله نائبا له على مرسية ، فعصى بها على المعتمد ، فلم يزل يحتال عليه ويتلطف إلى أن وقع في يده ، فذبحه صبرا بيده ، لعصيانه (٥) ،

__________________

(١) رواه أحمد في المسند ٣ / ٢٢٦.

(٢) انظر عن (محمد بن عمّار) في : قلائد العقيان للفتح بن خاقان ٨٥ ، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام ، ق ٢ مجلد ١ / ٣٦٨ ـ ٤٣٣ ، وخريدة القصر (قسم شعراء الأندلس) ق ٤ ج ٢ / ٥٩ ، وبغية الملتمس ١١٣ رقم ٢٢٧ ، والمطرب لابن دحية ١٦٩ ، والمعجب للمراكشي ٧٧ ، والحلّة السيراء لابن الأبار ١ / ٢٠٥ و ٢ / ٦٢ ، ٦٣ ، ٨٤ ، ١١٦ ، ١١٩ ـ ١٢٤ (١٣١ ـ ١٦٥ رقم ١٣٣) ، ١٧٣ ، ١٧٤ ، ٣٠٠ ، والمغرب في حليّ المغرب ١ / ٣٨٩ ـ ٣٩١ ، رقم ٢٧٩ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٤٢٥ ـ ٤٢٩ رقم ٦٦٩ ، ورايات المبرزين لابن سعيد ٢٥ ، وأعمال الأعلام ١٦٠ ، والعبر ٣ / ٢٨٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٨٢ ـ ٥٨٤ رقم ٣٠٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٢٠ ، ١٢١ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٢٢٩ ـ ٢٣٤ رقم ١٧٦٠ ، ونفح الطيب ١ / ٦٥٢ ـ ٦٥٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٦ ، ٣٥٧ ، وهدية العارفين ٢ / ٧٤ ، ومعجم المؤلفين ١١ / ٧٤.

وللدكتور صلاح خالص مؤلف به عنه جمع فيه شعره ، وطبع في بغداد سنة ١٩٥٧. ونشر الدكتور ثروت أباظة دراسة عنه في كتيب صدر ضمن سلسلة «اقرأ» المصرية.

(٣) في الأصل : «المهدي» ، والصحيح ما أثبتناه ، وهو بفتح الميم وسكون الهاء ، والراء. هذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. قبيلة كبيرة. (الأنساب ١١ / ٥٣٩ ، اللباب ٣ / ٢٧٥).

وقال ياقوت : مهرة بالفتح ثم السكون. هكذا يرويه عامة الناس ، والصحيح مهرة بالتحريك.

وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه. (معجم البلدان ٥ / ٢٣٤).

(٤) هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون الأندلسي ، توفي ٤٦٣ ه‍.

وتقدمت ترجمته في الطبقة السابقة.

(٥) وفيات الأعيان ٤ / ٤٢٥ ، وزعموا أن المعتمد أخذ طبرزينا ودخل إليه ، ففزع كما كان في قيوده إلى تقبيل رجليه ، فضربه به ، ثم أمر فأجهز عليه.

مما يشهد أنه باشر قتله قول عبد الجليل بن وهبون يرثيه ببيت مفرد وهو :

عجبا لمن أبكيه ملء مدامعي

وأقول : لا شك يمين القاتل

وأخبر ذو الوزارتين صاحب المدينة أبو محمد عبد الله بن سلام ـ بتخفيف اللام ـ الشلبي ، وكان من صميم إخوان ابن عمار ، قال : إني لفي أرجى ما كنت لإقالة ابن عمّار ، وقد هيأت=

٢٠٧

ولكونه هجا المعتمد وآباءه ، بقوله :

مما يقبح عندي ذكر أندلس

سماع معتمد فيها ومعتضد

أسماء (١) مملكة في غير موضعها

كالهر يحكي (٢) انتفاخا صولة الأسد(٣)

وقيل : قتله في سنة تسع وسبعين (٤).

__________________

= لخروجه مجلسا من أحسن مجالس دوري يقيم فيه ريثما تخلى له دوره ، إذا رسول المعتمد يستدعيني ، فما شككت في تمام ما كنت أريده لابن عمّار ، فلما وصلت فصيل العصر ، إذا هو متشحط في دمائه ، ممرغ في ثيابه ، طريح في قيده. فقال لي الفتيان : يقول لك السلطان : هذا صديقك الّذي كنت أعددت له ، سير به وأنزله ، فأمرت من حضرني من الحرس بسحبه في أسماله ، طورا على وجهه وتارة على قذاله ، إلى أساس جدار قريب من سواقي القصر ، فطرح في حوض محتفر للجيار ، وهدم عليه شفيره. (الحلة السيراء ٢ / ١٥٩ ، ١٦٠).

(١) في ديوان ابن رشيق ٦٠ : «ألقاب».

(٢) في الأصل : «تحكي» ، والتصحيح من الديوان ، ووفيات الأعيان ، وغيره.

(٣) البيتان لابن رشيق القيرواني في ديوانه ٥٩ ، ٦٠ ، وقد نسبهما المؤلف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ لابن عمار ، هنا وفي سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٨٣ متابعة لابن خلكان الّذي ذكرهما في (وفيات الأعيان ٤ / ٤٢٨) ولم ينسبهما غيرهما ممّن ترجم لابن عمّار إلّا لابن رشيق.

(٤) قيل : قتله سنة ٤٧٧ ه‍. وقيل ٤٧٩ ه‍. ويقال ٤٧٨ ه‍.

وقيل في قتله إن من أقوى الأسباب لذلك أن ابن عمّار هجا المعتمد بشعر ذكر فيه أمّ بنيه المعروفة بالرميكية. واشتهر من ذلك قوله من القصيدة الطائرة :

ألا حيّ بالغرب حيا حلالا

أناخوا جمالا وحازوا جمالا

ومنها :

تخيرتها من بنات الهجان

رميكية لا تساوي عقالا

فجاءت بكل قصير الذراع

لئيم النجارين عمّا وخالا

ومنها :

فيا عامر الخيل يا زيدها

منعت القرى وأبحت العيالا

وأفحش غاية الفحش ، ولم يفكر في العواقب. ثم إنه خرج من مرسية لإصلاح بعض الحصون ، فثار عليه في مرسية ابن رشيق فأغلق أبوابها في وجهه ، فعدل إلى المؤتمن بن هود ، ورغبه في أن يوجه معه جيشا ليأخذ له شقورة من يد عتاد الدولة ، فخدعه عتاد الدولة حتى حصل في سجنه ، وبعث فيه ابن صمادح مالا لعداوته له ، وكذلك ابن عبّاد ، فقال ابن عمار :

أصبحت في السوق ينادى على

رأسي بأنواع من المال

تالله لا جار على ماله

من ضمني بالثمن الغالي

وآل أمره إلى أن باعه من ابن عباد ، فجاء به ابنه الراضي إلى إشبيلية على أسوأ حال ، وسجنه ابن عباد في بيت في قصره. ولم يزل يستعطفه وهو لا يتعطف له ، إلى أن كان ليلة يشرب ، فذكرته الرميكية به ، وأنشدته هجاءه فيه ، وقالت له : قد شاع أنك تعفو عنه ، وكيف يكون ذلك بعد ما نازعك ملكك ، ونال من عرض حرمك ، وهذان لا تحتملهما الملوك. فثار عند ذلك ، وقصد البيت الّذي هو فيه ، فهش إليه ابن عمّار ، فضربه بطبرزين شق به رأسه ، ورجع إلى=

٢٠٨

ومن شعره :

أدر الزجاجة فالنّسيم قد انبرى (١)

والنّجم قد صرف العنان عن السري (٢)

والصبح قد أهدى لنا كافوره

لما استردّ اللّيل منّا العنبرا

منها :

ملك إذا ازدحم الملوك بمورد

ونحاه لا يردوه (٣) حتّى يصدرا

أندى على الأكباد من قطر النّدى (٤)

وألذّ في الأجفان من سنة الكرى

قدّاح زند المجد لا ينفك من

نار الوغى إلا إلى نار القرى (٥)

جلّلت (٦) رمحك من رءوس كماتهم

لمّا رأيت الغصن يعشق مثمرا

والسّيف أفصح من زياد خطبة

في الحرب إن كانت يمينك منبرا(٧)

وله :

عليّ وإلا ما بكاء الغمائم؟

وفي والا ما نياح (٨) الحمائم؟

وعنى أثار الرّعد صرخة طالب

لثأر وهزّ البرق صفحة جارم

وما لبست زهر النجوم جدادها

لغيري ولا قامت له في مآتم

منها :

أبي الله أن تلقاه إلا مقلدا

حميلة سيف أو حمالة غارم(٩)

 __________________

= الرميكية ، وقال : قد تركته كالهدهد.

(المغرب ١ / ٣٩٠ ، ٣٩١ ، وفيات الأعيان ٤ / ٤٢٨ ، ٤٢٩).

(١) في الأصل : «النبرا».

(٢) في الأصل : «السرا».

(٣) في قلائد العقيان ، ووفيات الأعيان : «يردون».

(٤) في الأصل : «الندا».

(٥) في الأصل : «القرا» ، وحتى هنا في : وفيات الأعيان ٤ / ٤٢٦.

(٦) في الوافي بالوفيات : «أثمرت» ، وكذا في المغرب ١ / ٣٩١.

(٧) الأبيات في : قلائد العقيان ٩٦ ، والمغرب في حلى المغرب ١ / ٣٩١ وفيه الأبيات : الأول والثاني ، والرابع والخامس ، والوافي بالوفيات ٤ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ما عدا البيت الأخير.

(٨) في وفيات الأعيان ، والوافي بالوفيات : «فيم نوح».

(٩) ورد هذا البيت في : الذخيرة :

أبى أن يراه الله غير مقلد

حمالة سيف أبو حمالة غارم

والأبيات في : الذخيرة ق ٢ مجلد ١ / ٣٧٦ من قصيدة طويلة ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٨٤ ،=

٢٠٩

وقد جال ابن عمّار في الأندلس ، ومدح الملوك والرؤساء ، حتى السوقة ، حتى أنه مدح رجلا مرة ، فأعطاه مخلاة شعيرا لحماره ، وكان ذلك الرجل فقيرا. ثم آل بابن عمّار الأمر إلى أن نفق على المعتمد ، وولاه مدينة شلب (١) ، فملأ لصاحب الشعير مخلاة دراهم ، وقال للرسول : قل له : لو ملأتها برا لملأناها تبرأ (٢).

ولمّا استولى على مرسية خلع المعتمد ، ثمّ عمل عليه أهل مرسية فهرب ولجأ إلى بني هود بسرقسطة ، فلم يقبلوه ، ثمّ وقع إلى حصن شقورة فأحسن متوليه نزله ، ثمّ بعد أيّام قيده ، ثم أحضر إلى قرطبة مقيدا على بغل بين عدلي تبن ليراه النّاس (٣).

وقد كان قبل هذا إذا دخل قرطبة اهتزت له ، فسجنه المعتمد مدّة ، فقال في السّجن قصائد لو توسّل بها إلى الزمان لنزع عن جوره ، أو إلى الفلك لكف عن دوره ، فكانت رقى لم تنجع ، وتمائم لم تنفع ، منها :

سجاياك ـ إن عافيت ـ أندى وأسجح (٤)

وعذرك ـ إن عاقبت ـ أجلى وأوضح

وإن كان بين الخطّتين مزية

فأنت إلى الأدنى من الله تجنح (٥)

حنانيك في أخذي برأيك ، لا تطع

عداي (٦) ، ولو أثنوا عليك (٧) وأفصحوا

أقلني بما بني وبينك من رضى

له نحو روح الله باب مفتح

ولا تلفت قول الوشاة ورأيهم (٨)

فكل إناء بالذي فيه يرشح(٩)

 __________________

= وورد البيت الأول فقط في : الحلة السيراء ٢ / ١٤٨ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٤٢٧ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٢٣٢ مع أبيات أخرى.

(١) شلب : بكسر الشين المعجمة ، وسكون اللام وبعدها باء موحدة. مدينة بالأندلس على ساحل البحر. (وفيات الأعيان ٤ / ٤٢٨).

(٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٨٣.

(٣) الحلة السيراء ٢ / ١٥١.

(٤) في الحلة : «وأسمح».

(٥) في الحلة : «أجنح».

(٦) في الحلة : «وشاتي».

(٧) في الحلة : «عليّ».

(٨) في الحلة : «ولا تستمع زور الوشاة وإفكهم».

(٩) الأبيات من قصيدة طويلة في : الذخير ، والحلة السيراء ٢ / ١٥٣ ، والمعجب لعبد الواحد=

٢١٠

٢١٧ ـ محمد بن محمد بن أصبغ (١).

أبو عبد الله الأزديّ القرطبيّ ، خطيب قرطبة.

جوّد القرآن على مكّيّ بن أبي طالب.

وأخذ عن : حاتم بن محمد ، ومحمد بن عتاب ، وجماعة.

وكان فاضلا ، دينا ، متواضعا ، مقرئا ، كثير العناية بالعلم.

ولا نعلمه حدّث.

٢١٨ ـ محمد بن محمود بن سورة (٢).

الفقيه أبو بكر التّميميّ النّيسابوريّ ، ختن أبي عثمان الصّابونيّ على ابنته.

سمع : ابن محمش الزّياديّ ، وأبا عبد الرحمن السّلمي.

روى عنه : زاهر ووجيه ابنا الشّحاميّ ، وجماعة.

توفي في ربيع الأول.

وروى عنه : سعيدة بنت زاهر ، وعبد الله بن الفراويّ.

٢١٩ ـ محمد بن محمد بن جعفر (٣).

أبو الحسن النّاصحي النّيسابوري الفقيه (٤).

كان دينا ورعا فاضلا.

روى عن : أصحاب الأصمّ.

روى عنه : عبد الغافر بن إسماعيل.

يروي عن : الحيريّ ، والسّلميّ.

وتفقه على أبي محمد الجوينيّ (٥).

__________________

= المراكشي ١٢٦ ، ١٢٧.

(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥٤ رقم ١٢١٤ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٣٩ رقم ٣٤٠٣.

(٢) انظر عن (محمد بن محمود بن سورة) في : المنتخب من السياق ٦٢ رقم ١٢١.

(٣) انظر عن (محمد الناصحي) في : المنتخب من السياق ٦٣ رقم ١٢٢ ، والأنساب ١٢ / ١٦ ، ١٧.

(٤) وكانت ولادته سنة ٤٠٣ ه‍.

(٥) جاء في المنتخب أنه توفي في شعبان سنة تسع وسبعين وأربعمائة ، وكذا في الأنساب ١٢ / ١٧.

ولهذا ينبغي أن تحوّل هذه الترجمة من هنا وتؤخر إلى وفيات سنة ٤٧٩ ه‍.

٢١١

٢٢٠ ـ مسعود الرّكاب (١).

الحافظ.

قال ابن النّجار : قدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة ، فسمع من بشرى مولى فاتن ، وجماعة.

وبواسط من : أحمد بن المظفّر العطّار.

سمع منه الصوريّ (٢) ، وهو شيخه.

وقال عبد الغافر الفارسيّ : (٣) كان متقنا ورعا ، قصير اليد ، زجّى عمره كذلك (٤) إلى ان ارتبطه نظام الملك ببيهق مدّة ، ثمّ بطوس للاستفادة منه (٥). وكان يسمع إلى آخر عمره.

وقال أحمد بن ثابت الطّرفيّ : سمعت ابن الخاضبة يقول : كان مسعود

__________________

(١) انظر عن (مسعود الركاب) في : الأنساب ٧ / ٤٧ ، والمنتظم ٩ / ١٤ (١٦ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ رقم ٣٥٣٨) ، والمنتخب من السياق ٤٣٤ رقم ١٤٧٢ ، والمختصر الأول من السياق ٧٨ أ ، والتقييد لابن نقطة ٤٤٤ رقم ٥٩٣ ، والإستدراك ، له (مخطوط) ورقة ٢٥٣ ب ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٢ ـ ٥٣٥ رقم ٢٧٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٦ ـ ١٢١٨ ، والعبر ٣ / ٢٨٩ ، والمعين في طبقات المحدثين ١٣٧ رقم ١٥١٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٢٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٧ ، وطبقات الحافظ ٤٤٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٧ ، والأعلام ٧ / ٢٢١.

وسيعيده المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في الترجمة التالية ، ويذكر اسمه كاملا.

(٢) هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري ، توفي سنة ٤٤١ ه‍.

(٣) في (المنتخب من السياق ٤٣٤).

(٤) في المطبوع من (المنتخب) : «زجى عمره وكذلك».

(٥) إلى هنا ينتهي النقل عن (المنتخب). وقد قال فيه عبد الغافر أيضا :

«أبو سعيد الركاب الحافظ ، أحد حفاظ عصرنا المتقنين المكثرين ، جال في الآفاق ، وسمع الكثير الخارج عن القياس بخراسان ، وببلده ، وبالعراق ، وبالجبال ، وكتب الكثير ، وجمع الأبواب ، وصنف التصانيف الحسان ، وكتب من الطبقات والتواريخ والمجموعات ، والكتب المصنفة في علم الحديث. ما لا يحصى ...

وكان من المختصين بعناية ناصح الدولة أبي محمد الفندورجي ، وكان يجري عليه من جهة الصاحب مرسوما مشاهرة يفي بما يحتاج إليه.

توفي بنيسابور في المكتب النظامي ...

وجمع لنفسه معجم الشيوخ في أجزاء ، وجمع الفوائد ، وأملى سنين ، وأملى بطوس مدة ، وانتخب على المشايخ الكثير ، عددنا في كتبه قريبا من ستين مجموعا من التواريخ سوى سائر الأجناس». (المنتخب ٤٣٤ ، ٤٣٥) ، وانظر : المنتظم.

٢١٢

قدريا. سمعته قرأها : فحج آدم ، بالنّصب (١).

٢٢١ ـ مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله بن أحمد (٢).

أبو سعيد السجزيّ (٣) الرّكاب الحافظ. أحد الرّحالين والحفاظ ، صنف التّصانيف وجمع الأبواب ، وسمع بسجستان من : أبي الحسن عليّ بن بشرى ، وأبي سعيد عثمان النوقانيّ (٤).

وبهراة من : محمد بن عبد الرحمن الدبّاس وسعيد بن العباس القرشيّ ، وأبي أحمد منصور بن محمد بن محمد الأزديّ.

وبنيسابور من : أبي حسان محمد بن أحمد المزكّي ، وأبي سعد النّصروييّ (٥) وأبي حفص بن مسرور.

وببغداد من : ابن غيلان ، وأبي محمد الخلال ، والتّنوخيّ.

وبأصبهان من : ابن ريذة (٦) ، وخلق كثير.

روى عنه : محمد بن عبد العزيز العجليّ المروزيّ ، وأبو بكر عبد الواحد بن الفضل الطوسيّ ، وأبو نصر الغازي ، وهبة الرحمن بن القشيريّ ، وأبو الغنائم النّرسيّ والحافظ أبو بكر الخطيب مع تقدّمه ، ومحمد بن عبد الواحد

__________________

(١) المنتظم ٩ / ١٤ (١٦ / ٢٣٨) ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٣.

(٢) في الهامش : «ث. المترجمان المسعودان ، أي هذا والّذي قبله ، واحد. ولم ينبّه المصنف على ذلك.

(٣) السجزيّ : بكسر السين المهملة ، وسكون الجيم ، وفي آخرها زي. هذه النسبة إلى سجستان إحدى بلاد كابل ، على غير قياس. والقياس : السجستاني. (الأنساب ٧ / ٤٧).

وقد تصحّفت هذه النسبة في : لمنتظم) بطبعتيه القديمة والجديدة إلى «الشجري» ـ ولعمري ـ كيف لا يصحّح محققو الطبعة الجديدة هذا الغلط ، أو يشيرون إلى اختلافه عن المصادر التي اعتمدوها على الأقل؟

وورد في (شذرات الذهب ٣ / ٣٥٧) : «الشجري».

(٤) تقدم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم (٢١٥).

(٥) النصرويي : بفتح النون ، وسكون الصاد المهملة ، والراء المضمومة ، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى نصرويه ، وهو في أجداد المنتسب. (الأنساب ١٢ / ٩١).

(٦) في الأصل : «ريدة» وهو : أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني ابن ريذة.

٢١٣

الدّقاق وقال : ولم أر فيهم ـ يعني المحدّثين ـ أجود إتقانا ولا أحسن ضبطا منه (١).

وقال زاهر الشّحامي : كان مسعود بن ناصر يذهب إلى رأي القدرية ، ويميل إليهم ـ وكان يقرأها في الحديث : فحج آدم موسى (٢) وقد روى أبو بكر الخطيب عن مسعود.

وتوفي بنيسابور في جمادى الأولى ، وصلّى عليه أبو المعالي الجوينيّ ، ووقف كتبه بنيسابور ، وكانت كثيرة نفيسة (٣).

٢٢٢ ـ منصور بن عبد الله بن محمد بن منصور المنصوريّ (٤).

الفقيه أبو القاسم الطّوسيّ.

روى عن أصحاب الأصم ، مثل أبي بكر الحيريّ ، وأبي سعيد الصّيرفيّ ، وروى عنه عبد الغافر وقال : توفي ليلة عيد الأضحى ، وكان صالحا مكثرا (٥)

ـ حرف النون ـ

٢٢٣ ـ نصر بن بشر (٦).

أبو القاسم الشّافعيّ (٧).

سمع : أبا عليّ بن شاذان وجماعة.

وتفقه على القاضي أبي الطّيب.

ونزل البصرة.

سمع منه : الحميديّ ، وشجاع الذهليّ.

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٣.

(٢) المنتظم ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٣ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٧.

(٣) المنتظم ٩ / ١٤ (١٦ / ٢٣٨)

(٤) انظر عن (منصور بن عبد الله) في : المنتخب من السياق ٤٤١ رقم ١٤٩١ ، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة ٧٩ ب.

(٥) وقال عبد الغافر : «صالح عفيف مستور ، محبّ للعلم وأهله ، مواظب على حضور المجالس للتدريس والحديث.

ولد سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.

وسمع من [الطبقة] الثانية ، ثم عن المتأخرين مداوما عليه إلى موته».

(٦) انظر عن (نصر بن بشر) في : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٩ وفيه : «نصر بن بشر بن علي العراقي».

(٧) وقال السبكي : نزيل البصرة ، ولي القضاء ببعض نواحيها. سمع أبا القاسم بن بشران ...

٢١٤

سنة ثمان وسبعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٢٢٤ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسين (١).

الشيخ أبو الحسن الكيّاليّ النّيسابوريّ المشّاط المقرئ.

شيخ ثقة ، جليل ، عالم ، ذو ثروة وحشمة.

روى عن : أبي نصر محمد بن الفضل بن عقيل ، وابن محمش الزياديّ ، وعبد الله بن يوسف الإصبهان.

ثمّ سمع الكثير مع ابنه مسعود من : أبي بكر الحيريّ ، وأبي الحسن السّقاء ، وأبي سعد الصيرفيّ.

ذكره عبد الغافر فأثنى عليه وقال : قيل كان له سماع من أبي الحسين الخفّاف (٢).

ولد سنة أربع وثمانين. وتوفي في سابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان.

روى عنه : عبد الغافر المذكور ، وإسماعيل بن المؤذّن ، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائديّ (٣) وأحمد بن الحسن الكاتب ، وآخرون.

وقلّ ما روى.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد) في : المنتخب من السياق ١٠٩ رقم ٢٣٩.

(٢) وقال في ترجمته : «شيخ مشهور ، ثقة ، رجل من الرجال ذوي الرأي الصائب والتدريس النافع والأمانة والصيانة والثروة من الضياع. كنا نزوره ونقرأ عليه أجزاء من تصانيف ابن أبي الدنيا وغيره».

(٣) العصائدي : بفتح العين والصاد المهملتين ، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال. هذه النسبة إلى عمل «العصيدة». (الأنساب ٨ / ٤٦٣).

٢١٥

٢٢٥ ـ أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلذان بن عمر بن منيب (١).

أبو العباس العذريّ الدّلائيّ (٢). ودلاية من عمل المرية.

رحل مع أبويه فدخلوا مكّة في رمضان سنة ثمان وأربعمائة ، وجاوروا بها ثمانية أعوام ، فأكثر عن أبي العبّاس الرّازيّ راوي «صحيح مسلم» ، وأبي الحسن بن جهضم ، وأبي بكر بن نوح ، وعليّ بن بندار القزويني.

وصحب أبا ذرّ ، وسمع منه «البخاري» سبع مرّات.

وسمع من جماعة من الحجّاج ، ولم يسمع بمصر شيئا (٣).

وكتب بالأندلس عن أبي عليّ البجانيّ الحسين بن يعقوب صاحب سعيد بن فحلون ، وعن أبي عمر بن عفيف ، والقاضي يونس بن عبد الله ، والمهلّب بن أبي صفرة ، وأبي عمرو (٤) السّفاقسيّ (٥).

وكان معنيا بالحديث ، ثقة ، مشهورا ، عالي الإسناد ، ألحق الأصاغر بالأكابر (٦)

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عمر) في : جذوة المقتبس للحميدي ١٣٦ ـ ١٣٩ ، والأنساب ٥ / ٣٨٩ ، والصلة لابن بشكوال ١ / ٦٦ ـ ٦٧ ، وبغية الملتمس للضبيّ ١٩٥ ـ ١٩٧ ، ومعجم البلدان ٢ / ٤٦٠ ، واللباب ١ / ٥٢٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦٧ ، ٥٦٨ رقم ٢٩٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٧ رقم ١٥١٤ ، والعبر ٣ / ٢٩٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٢٢ ، وتبصير المنتبه ٥٧٠ ، ١٤٠٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، وإيضاح المكنون ١ / ١٠٤ و ٢ / ٦٥٦ ، وهدية العارفين ١ / ٧٨٠ وشجرة النور الزكية ١ / ١٢١ رقم ٣٤٤ ، ومدرسة الحديث في القيروان ٢ / ٧٥٢ ، ومعجم المؤلفين ٢ / ٢٩.

(٢) الدّلائيّ : بفتح الدال المهملة وبعدها اللام ألف ، هذه النسبة إلى دلاية ، وهي بلدة قريبة من المرية ، وهي بلدة على ساحل من سواحل بحر الأندلس. (الأنساب ٥ / ٣٨٩).

(٣) هكذا في الصلة ١ / ٩٧ ، بينما ورد في (الأنساب ٥ / ٣٨٩) أنه سمع «بمصر جماعة».

(٤) هكذا ضبط في الأصل وجود. في (الصلة ١ / ٦٧) : «عمر» بفتح العين المهملة وسكون الميم وتنوين الراء بكسرتين ، مما يعني أنها : «عمرو» ، ولكن سقطت الواو من المطبوع.

وفي سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦٧ «عمر».

(٥) السفاقسي : بفتح أوله ، وبعد الألف قاف (مضمومة) وآخره سين مهملة. مدينة من نواحي إفريقية ، جل غلاتها الزيتون وهي على ضفّة الساحل ، بينها وبين سوسة يومان ، وبين قابس ثلاثة أيام. (معجم البلدان ٣ / ٢٢٣).

(٦) قال ابن بشكوال : «كان معتنيا بالحديث ونقله وروايته وضبطه ، مع ثقته وجلالة قدره وعلو إسناده». (الصلة ١ / ٦٧).

٢١٦

حدث عنه : إماما الأندلس : أبو عمر بن عبد البرّ وأبو محمد بن حزم ، وأبو الوليد الوقشيّ ، وطاهر بن مفوز ، وأبو عليّ الغسانيّ ، وأبو عبد الله الحميديّ وأبو عليّ الصّدفيّ ، وأبو بحر سفيان بن العاص ، والقاضي أبو عبد الله بن شبرين ، وجماعة كثيرة (١).

وولد في رابع ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.

ومات في سلخ شعبان (٢). وصلى عليه ابنه أنس.

وقد صنف كتاب «دلائل النّبوة» ، وكتاب «المسالك والممالك» (٣).

قلت : أحسبه آخر من روى عن ابن جهضم في الدّنيا.

قال ابن سكرة : أنا أبو العباس العذريّ ، ثنا محمد بن نوح الأصبهانيّ بمكة ، ثنا أبو القاسم الطبرانيّ ، فذكر حديثا.

٢٢٦ ـ أحمد بن عيسى بن عباد بن عيسى بن موسى (٤).

أبو الفضل الدينَوَريّ ، المعروف بابن الأستاذ.

قدم همذان قبل السّبعين ، وحدّث عن : أبيه أبي القاسم ، وأبي بكر بن لال ، وأحمد بن تركان ، وعبد الرحمن الإمام ، وعبد الرحمن الصّفار ، وطاهر بن

__________________

(١) الصلة ١ / ٦٧.

(٢) قال الحميدي : وسمعنا منه بالأندلس ، وكان حيّا بها وقت خروجي في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. (جذوة المقتبس ١٣٧).

وقال ابن السمعاني : سمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الحافظ ، وقال : كان حيا قبل سنة خمسين وأربعمائة. (الأنساب ٥ / ٣٨٩). «أقول» : قارن قول ابن السمعاني بما قاله الحميدي في كتابه.

وقال ابن بشكوال : رحل إلى المشرق مع أبويه سنة سبع وأربعمائة ، ووصلوا إلى بيت الله الحرام في شهر رمضان سنة ثمان ، وجاورا به أعواما جمة ، وانصرف عن مكة سنة ست عشرة ... قال أبو علي : أخبرني أبو العباس أن مولده في ذي القعدة ليلة السبت لأربع خلون منه سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، وتوفي رحمه‌الله في آخر شعبان سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ، ودفن بمقبرة الحوض بالمرية ، وصلى عليه ابنه أنس بتقديم المعتصم بالله محمد بن معن. (الصلة ١ / ٦٦ و ٦٧) ومثله في (بغية الملتمس ١٩٧).

(٣) سماه ياقوت : «نظام المرجان في المسالك والممالك» (معجم البلدان ٢ / ٤٦٠) ومثله في : إيضاح المكنون ٢ / ٦٥٦.

(٤) انظر عن (أحمد بن عيسى) في : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٨٤ ، ٥٨٥ رقم ٣٠٥ و ١٨ / ٦٠٦ ، ٦٠٧ رقم ٣٠٥ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٧٢.

٢١٧

ماهلة ، وأبي عمر بن مهديّ ، وعلي البيع ، وجماعة.

قال شيرويه : سمعت منه بهمذان ، والدّينور ، وكان صدوقا. سألته عن مولده فقال : ولدت سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

ومات بالدّينور سنة ثمان (١).

قلت : فيكون عمره سبعا وتسعين سنة ، وكان رحمه‌الله مسند تلك الدّيار في زمانه.

٢٢٧ ـ أحمد بن محمد (٢).

أبو العباس النّيسابوري التّاجر الصّوفيّ ، المعروف بأحمد محمود. خادم الفقراء في مدرسة الحدّادين (٣) سنين.

وقد خدم الشّيخ محمود الصوفي مدة ، ولذا نسب إليه.

وقد ورث عن أبيه أموالا جمة ، أنفقها على الفقراء.

وقد تخرّج به جماعة ، وكان له نفس صادق ، وقبول بين الأكابر. يفتح على يديه ولسانه للفقراء أنواع الفتوح.

وقد سمع من أبي حفص بن مسرور.

وتوفي رحمه‌الله بناحية جوين في شعبان كهلا.

٢٢٨ ـ أحمد بن محمد بن الحسن بن فورك (٤).

أبو بكر الزهريّ النيسابوريّ سبط الأستاذ أبي بكر بن فورك كان أحد الكتاب والمترسلين ، يلبس الحرير.

سمع «مسند الشّافعيّ» من أبي بكر الحيريّ».

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٨٤ ، ٥٨٥ و ١٨ / ٦٠٧.

(٢) انظر عن (أحمد بن محمد النيسابورىّ) في : المنتخب : من السياق ١١٧ ، ١١٨ رقم ٢٦٠.

(٣) وقع في المطبوع من (المنتخب) : «الحداد».

(٤) انظر عن (أحمد بن محمد الزهري) في : المنتظم ٩ / ١٧ رقم ١٧ (١٦ / ٢٤٣ رقم ٣٥٣٩) ، والمنتخب من السياق ١١١ ، ١١٢ رقم ٢٤٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٧ ، ولسان الميزان ١ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ رقم ٩٠٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٢١ وفيه : «أحمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم».

٢١٨

وسمع من أبي حفص بن مسرور (١) ، وجماعة.

وكان زوج بنت القشيريّ ، ذكيّا ، مناظرا ، واعظا ، شهما ، مقبلا على طلب الجاه والتقدم ، وبسببه وقعت فتنة ببغداد بين الحنابلة والأشاعرة.

وقد روى عنه : إسماعيل بن محمد التّيميّ الحافظ ، وأبو القاسم إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وغيرهما.

ووعظ ببغداد ، ونفق سوقه وزادت حشمته وأملاكه ببغداد ، وتردد مرات إلى المعسكر. وكان نظام الملك يكرمه ويحترمه.

قال ابن ناصر : كان داعية إلى البدعة (٢) ، يأخذ مكس الفحم من الحدادين.

٢٢٩ ـ أحمد بن محمد بن الحسن بن داود الأصبهانيّ (٣).

الخيّاط ، سبط محمد بن عمر الجرواءانيّ (٤).

مات فجأة في سلخ ذي القعدة.

٢٣٠ ـ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى بن خليل بن ماسويه.

أبو العباس بن الحداد الأنصاريّ البلنسيّ.

__________________

(١) في الأصل : «مسرور» بإسقاط الراء الثانية.

(٢) قال ابن حجر : قول ابن ناصر يريد أنه كان أشعريا.

وقال ابن خيرون : وكان سماعه صحيحا.

وقال ابن السمعاني : كان متكلما فاضلا ، واعظا ، درس الكلام على ابن الحسين القزاز ، وتزوج بنت القشيري الوسطى ، ولزم العسكر ، ... وكان سماعه بخط أبي صالح المؤذن. سألت عنه الأنماطي فقال : كان يأخذ مكس الفحامين.

ووقع في (لسان الميزان ١ / ٣٠٥) أنه مات في شعبان سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، وهذا غلط.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته. بل وجدت جدّه لأمه «محمد بن عمر» في : (الأنساب ٤ / ٢٣٦).

(٤) في الأصل : «الجرواني» ، والتصحيح من : الأنساب وغيره : بفتح الجيم وسكون الراء ، والألفين الممدودتين بعد الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جرواآن. وهي محلة كبيرة بأصبهان يقال لها بالعجمية كرواآن.

أما محمد بن عمر فكان زاهدا ورعا صلبا في السّنّة ، وليّا من أولياء الله. ولد سنة ٣٧٦ وتوفي سنة ٤٤٢ ه‍. (الأنساب ٣ / ٢٣٦ ، ٢٣٧).

٢١٩

حجّ سنة اثنتين وخمسين ، ودخل إلى خراسان ، وعاد إلى مصر.

وكان واسع العلم والرّواية.

ذكره ابن الأبار في «تاريخه».

٢٣١ ـ إسماعيل بن أحمد بن عبد العزيز (١).

أبو القاسم السّياريّ العطّار النّيسابوريّ.

شيخ ، معتمد ، رئيس.

صحب أبا محمد الجوينيّ ، وسمع ابن محمش الزّياديّ.

وحدّث ببغداد بعد السّبعين.

وتوفّي سنة ثمان.

* * *

ثم حضر إلي تاريخ عبد الغافر فإذا فيه :

٢٣٢ ـ إسحاق بن أحمد بن عبد العزيز بن حامد (٢).

أبو يعقوب المحمدآبادي آباذي الزاهد ، المعروف بإسحاقك.

شيخ ثقة من العباد ، عديم النّظير في زهده وورعه. وكان من أصحاب أبي عبد الله. قليل الاختلاط بالناس ، محتاط في الطهارة والنظافة.

ولد سنة أربعمائة.

وسمع من أبي سعيد الصّيرفيّ.

وتوفّي عاشر جمادى الأولى سنة ٧٨ (٣).

٢٣٣ ـ إسماعيل بن عمرو بن محمد بن أحمد بن جعفر (٤).

أبو سعيد البحيريّ (٥) النّيسابوريّ.

حدّث في هذا العام ـ لمّا حجّ ـ بهمذان ، عن : أبيه أبي عثمان ، وأبي

__________________

(١) انظر عن (إسماعيل بن أحمد السياري) في : المنتخب من السياق ١٥٠ رقم ٣٤٢.

(٢) انظر عن (إسحاق بن أحمد) في : المنتخب من السياق ١٦٠ رقم ٣٨٦.

(٣) هكذا في الأصل.

(٤) انظر عن (إسماعيل بن عمرو) في : المنتخب من السياق ١٤٧ ـ ١٤٩ رقم ٣٣٩ ، والإستدراك لابن نقطة ، (في حاشية «الإكمال» ١ / ٤٦٦.

(٥) البحيري : بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء ، بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء ، هذه النسبة إلى بحير وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٢ / ٩٧).

٢٢٠