تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

المبتدعة من القدرية والرّافضة وغيرهم. فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السّنة ، ويجب على الناظر في مر المسلمين تأديبه بما يرتدع به كلّ أحد. وكتب إبراهيم بن عليّ الفيروزآبادي (١).

وقال : خرجت إلى خراسان ، فما دخلت بلدة ولا قرية إلا كان قاضيها ، أو خطيبها ، أو مفتيها ، تلميذي ، أو من أصحابي (٢).

ومن شعره :

أحب الكأس من غير المدام

وألهو بالحسان (٣) بلا حرام

وما حبي لفاحشة ولكن

رأيت الحبّ أخلاق الكرام(٤)

وله :

سألت النّاس عن خل وفيّ

فقالوا : ما إلى هذا سبيل

تمسك إن ظفرت بود (٥) حرّ

فإنّ الحرّ في الدنيا قليل(٦)

وله :

حكيم يرى (٧) أنّ النّجوم حقيقة

ويذهب في أحكامها كل مذهب

يخبّر عن أفلاكها وبروجها

وما عنده علم بما في المغيب(٨)

 __________________

(١) تبيين كذب المفتري ٣٣٢.

(٢) المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٥ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٦٣ ، طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٨٩ ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٤٥ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٨١.

(٣) في مرآة الجنان ٣ / ١١٠ «وأهوى للحسان».

(٤) البيتان في : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٦٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ١١٠.

(٥) في وفيات الأعيان ، والبداية والنهاية : «بذيل».

(٦) البيتان في : تبيين كذب المفتري ٢٧٨ ، والمنتظم ٩ / ٨ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١١٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٦٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٩٣ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٨٣ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٦٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١١٨ ، والفتح المبين ١ / ٢٥٦ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٨١ وفيه : وهذا قريب من قول بعض الناس :

أكثر وطء الناس من شبهة

أو من زنا والحل فيهم قليل

فابن حلال نادر نادر

والنادر كالمستحيل

(٧) في طبقات الشافعية للسبكي : «رأى».

(٨) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٩٤.

١٦١

ولسلار العقبي.

كفاني إذا عنّ (١) الحوادث صارم

ينيلني المأمول (٢) في الأثر والأثر

يقدّ ويغري (٣) في اللقاء كأنّه

لسان أبي إسحاق في مجلس النظر(٤)

ولعاصم بن الحسن فيه :

تراه من الذّكاء نحيف جسم

عليه من توقّده دليل

إذا كان الفتى ضخم المعالي (٥)

فليس يضيره (٦) الجسم النّحيل(٧)

ولأبي القاسم عبد الله بن ناقيا (٨) يرثي أبا إسحاق ، رحمه‌الله تعالى :

أجرى المدامع بالدّم المهراق

خطب أقام قيامة الآماق (٩)

خطب شجا منا القلوب بلوعة

بين التّراقي ما لها من راق

ما لليالي لا تألّف (١٠) شملها

بعد ابن بجدتها أبي إسحاق

إن قيل : مات ، فلم يمت من ذكره

حيّ على مرّ الليالي باقي(١١)

 __________________

(١) في : مرآة الجنان ٣ / ١١٧ : «إذا عزّ» ومثله في المنتظم.

(٢) تحرفت في المنتظم في الطبعتين إلى «المأكول»!

(٣) في : مرآة الجنان : «تقد ويقرى».

(٤) مرآة الجنان ٣ / ١١٧ ، المنتظم ٧٩ (١٦ / ٢٢٩) ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٨٩

(٥) في سير أعلام النبلاء : «المعاني».

(٦) في وفيات الأعيان ، والوافي بالوفيات : «يضره» ،

(٧) البيتان في : وفيات الأعيان ١ / ٣١ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٦٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ١١٧ والوافي بالوفيات ٦ / ٦٤

(٨) وقيل عبد الباقي بن محمد بن ناقيا الأديب الشاعر ـ توفي سنة ٤٨٥ ه‍. (وفيات الأعيان ٢ / ٢٨٤).

(٩) في مرآة الجنان ٣ / ١١٨ : «الإباق».

(١٠) في مرآة الجنان : «تؤلف» ، وكذا في وفيات الأعيان ، وسير أعلام النبلاء.

(١١) الأبيات في : وفيات الأعيان ١ / ٣٠ ما عدا البيت الثاني ، وكلها في : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٦٣ ، وهي في مرآة الجنان ٣ / ١١٨ ما عدا البيت الثاني ، وفي الوافي بالوفيات ٦ / ٦٤ البيتان الأول والثالث.

ومن شعر أبي إسحاق الشيرازي.

لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا

وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد

وقلت : يا عدتي في كل نائبة

ومن عليه لكشف الضرّ أعتمد

وقد مددت يدي والضرّ مشتمل

إليك يا خير من مدّت إليه يد

فلا تردّنها يا ربّ خائبة

فبحر جودك يروي كل من يرد

١٦٢

توفي ليلة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة ، ودفن من الغد ، وأحضر إلى دار المقتدي بالله أمير المؤمنين ، فصلى عليه ، ودفن بباب أبرز. وجلس أصحابه للعزاء بالمدرسة النّظامية. وكان الّذي صلّى عليه صاحبه أبو عبد الله الطبريّ.

ولما انقضى العزاء رتب مؤيد الدّولة ابن نظام الملك أبا سعد المتولي مدرسا ، فلما وصل الخبر إلى نظام الملك ، كتب بإنكار ذلك ، وقال : كان من الواجب أن تغلق المدرسة سنة من أجل الشّيخ. وعاب على من تولّى مكانه ، وأمر أنّ يدرس الشيخ أبو نصر عبد السّيد بن الصّبّاغ مكانه (١)

__________________

= وقال ابن السمعاني : أنشدنا أبو المظفر شبيب بن الحسين القاضي ، أنشدني أبو إسحاق ـ يعني الشيرازي ـ لنفسه :

جاء الربيع وحسن ورده

ومضى الشتاء وقبح برده

فاشرب على وجه الحبيب

ووجنتيه وحسن خدّه

قال ابن السمعاني : قال لي شبيب : ثم جاء بعد أن أنشدني هذين البيتين بمدة كنت جالسا عند الشيخ ، فذكر بين يديه أن هذين البيتين أنشدا عند القاضي يمين الدولة حاكم صور ، بلدة على ساحل بحر الروم ، فقال لغلامه : أحضر ذاك الشأن ـ يعني الشراب ـ فقد أفتانا به الإمام أبو إسحاق. فبكى الإمام ودعا على نفسه ، وقال : ليتني لم أقل هذين البيتين قط. ثم قال لي :كيف تردّها من أفواه الناس؟ فقلت : يا سيدي هيهات! قد سارت به الركبان. (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ، ٤٤ ، ٤٥ ، الوافي بالوفيات ٦ / ٦٥) وفيه «عين الدولة حاكم صور» وهو الصحيح. وهو ابن أبي عقيل.

وقال ابن الخاضبة : كان ابن أبي عقيل يبعث من صور إلى الشيخ أبي إسحاق البذلة والعمامة المثمنة ، فكان لا يلبس العمامة حتى يغسلها في دجلة ، ويقصد طهارتها.

وقيل إن أبا إسحاق نزع عمامته ـ وكانت بعشرين دينارا ـ وتوضأ في دجلة ، فجاء لصّ ، فأخذها ، وترك عمامة ، رديئة بدلها ، فطلع الشيخ ، فلبسها ، وما شعر حتى سألوه وهو يدرس ، فقال : لعلّ الّذي أخذها محتاج. (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٥٩).

(١) المنتظم ٩ / ٨ (١٦ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ، وفيات الأعيان ١ / ٣١ ، طبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ١٣١ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٢٥ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٦١.

وقال ابن الأثير : «أكثر الشعراء مراثيه. فمنهم : أبو الحسن الخباز ، والبندنيجيّ ، وغيرهما ، وكان رحمة الله عليه ، واحد عصره علما وزهدا وعبادة وسخاء ، وصلي عليه في جامع القصر ، وجلس أصحابه للعزاء في المدرسة النظامية ثلاثة أيام ، ولم يتخلف أحد عن العزاء.

وكان مؤيد الملك بن نظام الملك ببغداد ، فرتب في التدريس أبا سعد عبد الرحمن بن المأمون المتولي ، فلما بلغ ذلك نظام الملك أنكره ، وقال : كان يجب أن تغلق المدرسة بعد الشيخ أبي إسحاق سنة. وصلي عليه بباب الفردوس ، وهذا لم يفعل على غيره. وصلى عليه الخليفة المقتدي بأمر ، الله ، وتقدّم في الصلاة عليه أبو الفتح ابن رئيس الرؤساء ، وهو ينوب في الوزارة ،=

١٦٣

ـ حرف الطاء ـ

١٦٣ ـ طاهر بن الحسين بن أحمد بن عبد الله (١).

أبو ألوفا القوّاس البغدادي ، الفقيه الحنبليّ الزّاهد ، من أهل باب البصرة.

ولد سنة تسعين وثلاثمائة (٢).

وسمع من : هلال الحفار ، وأبي الحسين بن بشران ، وأبي سهل محمود العكبريّ ، وجماعة.

روى عنه : أبو محمد ، وأبو القاسم ابنا السّمرقنديّ ، وأبو البركات عبد الوهاب الأنماطيّ ، وعليّ بن طراد ، وآخرون.

ذكره السّمعانيّ فقال : من أعيان فقهاء الحنابلة وزهادهم ، أجهد نفسه في الطّاعة والعبادة ، واعتكف في بيت الله تعالى خمسين سنة. وكان يواصل ليله بنهاره. وكان قارئا للقرآن ، فقيها ، ورعا ، خشن العيش (٣). كانت له حلقة بجامع المنصور.

قال عبد الوهاب الأنماطيّ : سأله رجل في حلقته عن مسألة ، فقال : لا أجيبك حتّى تقوم وتخلع سراويلك وتتكشف. وكان قد رآه كذلك في الحمّام.

فقال : هذا لا يمكن ، وأنا أستحيي.

فقال : يا فلان ، فهؤلاء بعينهم هم الذين رأوك في الحمام بلا مئزر ، أيش الفرق بين هنا وبين الحمام؟ فخجل (٤).

__________________

= ثم صلي عليه بجامع القصر ، ودفن بباب أبرز». (الكامل ١٠ / ١٣٢ ، ١٣٣).

(١) انظر عن (طاهر بن الحسين) في : المنتظم ٩ / ٨ ، ٩ رقم ٦ / ١٦ / ٢٣١ رقم ٣٥٢٨) ، وطبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٤ رقم ٦٧٨ ، والعبر ٣ / ٢٨٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٥٢ رقم ٢٣٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ١١٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٥ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٣٩٤ رقم ٤٢١ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٨ ـ ٤٢ رقم ١٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥١ ، ٤٥٢.

(٢) طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٤ ، ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٨.

(٣) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٩.

(٤) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٠.

١٦٤

وذكر الشيخ فصلا في النهي عن كشف العورة (١).

توفي يوم الجمعة سابع عشر شعبان

ـ حرف العين ـ

١٦٤ ـ العبّاس بن أحمد بن محمد بن العباس بن بكران (٢).

أبو الفضل الهاشميّ البغداديّ.

روى عن : الحسين بن الحسين الغضائريّ.

روى عنه : قاضي المرستان ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

توفي في جمادى الآخرة.

١٦٥ ـ عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله (٣).

__________________

(١) وقال ابن أبي يعلى : «تفقه على الوالد السعيد ، وكانت له حلقة بجامع المنصور يفتي ويعظ. وكان يقرأ القرآن ويدرس الفقه في مسجده بباب البصرة. وكان قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وغيره ... وكان ثقة صالحا ، أمارا بالمعروف ، ملازما لمسجده ، وأقام فيه خمسين سنة تقريبا» (طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٤).

وقال ابن عقيل : كان حسن الفتوى ، متوسطا في المناظرة في مسائل الخلاف ، إماما في الإقراء ، زاهدا شجاعا مقداما ، ملازما لمسجده ، يهابه المخالفون ، حتى إنه لما توفي ابن الزوزني ، وحضره أصحاب الشافعيّ ـ على طبقاتهم وجموعهم ـ في فورة أيام القشيري وقوّتهم بنظام الملك حضر ، فلما بلغ الأمر إلى تلقين الحفار قال له : تنحّ حتى ألقنه أنا ، فهذا كان على مذهبنا ، ثم قال : يا عبد الله وابن أمته ، إذا نزل عليك ملكان فظان غليظان ، فلا تجزع ولا ترع ، فإذا سألاك فقل : رضيت بالله ربّا ، وبالإسلام دينا ، لا أشعريّ ولا معتزليّ ، بل حنبليّ سني. فلم يتجاسر أحد أن يتكلم بكلمة ، ولو تكلم أحد لفضخ رأسه أهل باب البصرة ، فإنّهم كانوا حوله قد لقن أولادهم القرآن والفقه ، وكان في شوكة ومنعة ، غير معتمد عليهم ، لأنه أمة في نفسه. (ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٠).

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في : الإكمال لابن ماكولا ٣ / ٥١ ، بالحاشية ، والأنساب ٥ / ٣٩ ، والمنتظم ٩ / ٩٩ ، ١٠٠ رقم ١٤٠ (١٧ / ٣٤ رقم ٣٦٦١) ، ومعجم الأدباء ١٢ / ٤٦ ، ٤٧ ، رقم ١٩ ، ومعجم البلدان ٢ / ٣٤٤ ، واللباب ١ / ٣٤٣ ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) ١ / ورقة ١٥٤ ب ـ ١٥٥ أ ، وإنباه الرواة ٢ / ٩٨ ، رقم ٣١٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥٨ ، ٥٥٩ ، رقم ٢٨٧ ، والمشتبه في الرجال ١ / ١٨٤ ، وتلخيص ابن مكتوم ٨٨ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٧١ ، ٤٧٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٣ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٥ رقم ١ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ رقم ٢١٠ ، وتبصير المنتبه ١ / ٣٦٢ ، والنجوم=

١٦٥

أبو حكيم الخبريّ (١) الفقيه الفرضيّ.

تفقّه على : أبي إسحاق الشّيرازيّ.

وبرع في الفرائض ، والحساب ، والعربية ، واللّغة.

وسمع من : الحسين بن حبيب القادسيّ ، والحسين بن عليّ الجوهريّ.

وصنف الفرائض ، وشرح كتاب «الحماسة» ، و «ديوان البحتريّ» ، و «ديوان المتنبي» ، و «ديوان الشريف الرّضي». وكان متدينا صدوقا.

روى عنه : ابن بنته أبو الفضل محمد بن ناصر ، وأبو العزّ بن كادش.

قال السّلفيّ : سألت الذهليّ ، عن أبي حكيم فقال : كان يسمع معنا من الجوهريّ ومن بعده. وكان قيما بعلم الفرائض ، وله فيها مصنف ، وله معرفة بالآداب صالحة.

قال ابن ناصر : كان جدي أبو حكيم يكتب المصاحف ، فبينما هو يوما (٢) قاعدا مستندا يكتب ، وضع القلم واستند ، وقال : والله إنّ هذا موت مهنأ ، موت طيب. ثمّ مات (٣).

ورّخ أبو طاهر الكرجيّ موته في ذي الحجة (٤).

١٦٦ ـ عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن بن إبراهيم (٥).

__________________

= الزاهرة ٥ / ١٥٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٩ رقم ١٣٥٢ ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ١٧٢ ، ١٧٣ ، وكشف الظنون ٦٩٢ ، ٧٧٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٣ ، وروضات الجنات ٤٤٩ ، وهدية العارفين ١ / ٤٥٢ ، والأعلام ٤ / ١٨٧ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ١٧ ، ١٨.

(١) الخبريّ : بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء المنقوطة بنقطة واحدة في آخرها الراء المهملة ، هذه النسبة إلى خبر ، وهي قرية بنواحي شيراز من فارس. (الأنساب ٥ / ٣٩).

(٢) في الأصل : «يوم».

(٣) المنتظم ٩ / ٩٩ ، ١٠٠ (١٧ / ٣٤) ، معجم الأدباء ١٢ / ٤٧ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥٩ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٠٤ ، طبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٧٢ ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٥٤ ، بغية الوعاة ٢ / ٢٩.

(٤) اختلف في تاريخ وفاته ، فقد قال ابن نقطة في (الإستدراك) إنه توفي سنة ٤٩٦ ه‍. ووردت وفاته في (المنتظم) و (البداية والنهاية) و (النجوم الزاهرة) سنة ٤٨٩ ه‍. ولم يؤرّخ القفطي لوفاته.

(٥) انظر عن (عبد الله بن عطاء) في : الموضوعات لابن الجوزي ٢ / ١٥٠ ، والضعفاء والمتروكين ،=

١٦٦

أبو محمد الإبراهيميّ الهرويّ.

أحد من عني بهذا الشأن.

وسمع : أبا عمر عبد الواحد المليحيّ ، وجمال الإسلام أبا الحسن الداوديّ ، وأبا إسماعيل شيخ الإسلام.

ورحل فسمع ببغداد من : أبي الحسن بن النّقور ، وعبد العزيز بن السّكريّ ، وهذه الطّبقة.

وسمع بأصبهان ، ونيسابور.

روى عنه : زاهر الشّحاميّ ، وأبو بكر سبط الخياط ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ (١) وأبو المعالي النّحاس ، وغيرهم.

قال يحيى بن مندة : كان أحد من يفهم الحديث ويحفظ ، صحيح النّقل ، حسن الفهم ، سريع الكتابة ، حسن التّذكير (٢).

وقال هبة الله السّقطيّ (٣) : كان يصحف في الأسماء والمتون ، ويصرّ على غلطه ، وكان متهافتا ، تظهر على لسانه الأباطيل ، ويركّب الأسانيد ، فمن ذلك ما ثنا قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد العبديّ ، نا الحسين بن محمد الدّينوريّ ، ثنا عبيد الله بن محمد بن شنبة ، ثنا محمد بن موسى بن زياد الأصبهانيّ ، نا الحسن بن محمود بن وكيع ، ثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة ،

__________________

= له ٢ / ١٣٢ رقم ٣٠٧٢ ، والمنتظم ٩ / ٩ رقم ٧ (١٦ / ٢٣١ ، ٢٣٢ رقم ٣٥٢٩) ، والمنتخب من السياق ٢٩٠ رقم ٩٥٨ ، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي ١١٨ ، ١١٩ رقم ١١٤ ، والتقييد ٣٢٤ رقم ٣٨٧ ، والعبر ٣ / ٢٨٤ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٤٦٢ رقم ٤٤٥٣ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٣٤٧ رقم ٣٢٦٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ١١٩ وفيه : «عبد الله بن العطار» ، ١٣٠٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، والمنهج الأحمد ، الورقة ٢٠٠ (للعليمي).

(١) هكذا في الأصل. وفي (ذيل طبقات الحنابلة) : «الزعفرانيّ».

(٢) ذيل طبقات الحنابلة / ٤٥.

(٣) قال الذهبي : لكن السقطي تالف. وترجمه في (الميزان ٤ / ٢٩٢ رقم ٩٢٠٤) وقال إن ابن السمعاني قال : ادّعى السماع من شيوخ لم يرهم. وقال ابن ناصر : ليس بثقة ظهر كذبه سنة ٤٧٦.

وقال سبط ابن العجمي : وكان الذهبي يشير بقوله : «وكذبه هبة الله السقطي» ، إلى أنّ كلامه ليس بقادح فيه ، لأنه ليس بعدل في نفسه. (الكشف الحثيث ٢٣٨).

١٦٧

عن أبيه ، عن عائشة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أدوا الزّكاة وتحروا بها أهل العلم ، فإنّه أبر وأتقى»

(١).

قال السّمعانيّ : محمد بن موسى ، وشيخه ، مجهولان ، وهو موضوع لا شك فيه (٢).

توفي الإبراهيميّ راجعا من الحج بقرب العراق سامحه الله.

وروى عنه وجيه الشّحاميّ.

__________________

(١) الموضوعات لابن الجوزي ٢ / ١٥٠ ، ذكره في باب : تحري العلماء بالزكاة وقال عقبه : وقد ذكره عبد الله بن المبارك السقطي ، فاتهم به عبد الله بن عطاء وقال : كان يركّب الأسانيد على متون. وربّما كانت موضوعة فيها هذا الحديث. ثم تعقب السقطي ، ورجال الإسناد كلّهم مجاهيل لجماعة فيه معروفين ، ثم قال : والمتن موضوع بلا شك.

(٢) قال الحافظ ابن حجر : «الحسن بن محمود مجهول لا يعرف ، أتى بخبر موضوع ، عن سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي‌الله‌عنها ، مرفوعا : «أدّوا الزكاة وتحرّوا بها أهل العلم فإنّهم أبر وأتقى». رواه الحافظ أبو محمد عبد الله بن عطاء الإبراهيمي ، ثنا عبد الرحمن بن محمد العبديّ ، ثنا الحسين بن محمد بن عنبة بالنون والباء الموحدة ، ثنا عبد الله بن محمد بن شنبة ، ثنا أبو جعفر محمد بن موسى بن زياد الأصبهاني ، ثنا الحسن بن محمود بهذا ، قال هبة الله السقطي : كان الإبراهيمي يركب الأسانيد على متون ، وربّما كانت موضوعة ، وساق له هذا الحديث ، ثم قال : وهذا الحديث منكر المتن والإسناد ، فإنه لا يعرف ابن عنبة ، ولا ابن شنبة. ورجال الإسناد كلهم مجاهيل ، والإسناد مركب إلى سفيان بن وكيع. وأما المتن فلا يعرف ، وإنما وضعه الإبراهيمي مستطعما للعوام. قال أبو سعد ابن السمعاني : أما قوله إن رجال الإسناد كلهم مجاهيل ، فليس كذلك ، بل أكثرهم معروفون ، فإن شيخ الإبراهيمي هو أبو القاسم بن مندة ، وشيخه هو الحسين بن عبد الله بن فنجويه حافظ كبير مصنف ، ولعل عنبة في نسبة ، وابن شنبة شيخ لابن فنجويه ، أكثر عنه في تصانيفه ، وأما محمد بن موسى ، والحسن بن محمود فمجهولان ، والمتن باطل. (لسان الميزان ٢ / ٢٥٥ ، ٢٥٦ رقم ١٠٦٢).

وقال ابن رجب في ابن عطاء الإبراهيمي : أحد الحفّاظ المشهورين الرّحالين .. كتب بخطّه الكثير ، وخرّج التخاريج للشيوخ ، وحدّث. ووثّقه طائفة من حفاظ وقته في الحديث ، منهم :المؤتمن الساجي.

وقال شهردار (شيرويه) الديلميّ عنه : كان صدوقا حافظا ، متقنا ، واعظا ، حسن التذكير. وقد تكلّم فيه هبة الله السقطي ، والسقطي مجروح لا يقبل قوله فيه مقابلة هؤلاء الحفّاظ. وقد رد كلامه فيه ابن السمعاني ، وابن الجوزي ، وغيرهما.

وخرّج الإبراهيمي شيوخ الإمام أحمد وتراجمهم. (ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٤ ، ٤٥).

وقال المؤتمن الساجي : كان ثقة ، وما رأيت أهل بلده راضين عنه. (لسان الميزان ٣ / ٣١٦).

١٦٨

وقال خميس الحوزي : (١) رأيته ببغداد ملتحقا (٢) بأصحابنا ، متخصّصا بالحنابلة ، يخرّج لهم أحاديث الصّفات ، وأضداده يقولون : هو يضعها ، وما علمت ذلك فيه (٣).

١٦٧ ـ عبد الله بن عليّ بن بحر (٤).

أبو بكر.

توفي ببوسنج في رجب.

١٦٨ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن زياد (٥).

أبو عيسى الأصبهاني التّانيّ (٦) ، الأديب.

كان يشبه الصّدر الأوّل.

عنده «جزء لوين» ، و «غريب القرآن» للقتبيّ.

مات في شعبان سنة ست.

وجد سماعه في آخر عمره.

روى عنه : مسعود الثقفيّ ، وغيره.

١٦٩ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عاصم (٧).

أبو عطاء الهرويّ الجوهريّ.

روى عن : محمد بن محمد بن جعفر المالينيّ ، وأبي منصور محمد بن محمد الأزديّ ، وأبي حاتم بن أبي حاتم محمد بن يعقوب ، وجماعة.

روى عنه : أبو الوقت السجزيّ ، ووجيه ، وعبد الجليل بن أبي سعد الهرويّ.

توفي في شعبان.

__________________

(١) في سؤالات السلفي له ١١٨.

(٢) في السؤالات : «ملتحفا» بالفاء.

(٣) زاد السلفي : «وكان يعرف». (السؤالات ١١٩).

(٤) لم أقف على مصدر ترجمته.

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) تقدم التعريف بهذه النسبة في ترجمته (محمد بن عمر بن محمد بن تانة) برقم (١٥٢).

(٧) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٩٤ ، ٤٩٥ رقم ٢٥٧.

١٦٩

قال السّمعانيّ : كان شيخا ثقة ، صدوقا. تفرد عن أبي معاذ الشّاه ، والمالينيّ.

سمع منه جماعة كثيرة.

ولد سنة سبع أو ثمان وثمانين وثلاثمائة. حدّثنا عنه أحمد بن أبي سهل الصوفيّ ، وعبد الواسع بن أميرك.

١٧٠ ـ عبد السّميع بن عبد الودود بن عبد المتكبر بن هارون بن عبيد الله بن المهتدي بالله (١).

أبو أحمد الهاشميّ ، أخو الحسن.

سمع : أبا الحسين بن بشران.

سمع منه : الحميديّ ، وشجاع الذّهليّ.

قال إسماعيل بن السّمرقنديّ : سألته عن مولده فقال : سنة أربع وأربعمائة.

مات في جمادى الأولى سنة ٧٦.

١٧١ ـ عبد الوهاب بن أحمد بن جبلة (٢).

الفقيه أبو الفتح الخزّاز (٣) البغداديّ ثم الحرانيّ ، الحنبليّ.

مفتي حران عالمها.

تفقّه على القاضي أبي يعلى ولازمه ، وكتب عنه تصانيفه.

وسمع من : أبي بكر البرقانيّ ، وأبي علي بن شاذان ، وأبي عليّ الحسن بن شهاب العكبريّ.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في : طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٥ رقم ٦٧٩ ، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) ج ١ / الورقة ٨٨ ب ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٢٩ ، ١٣٠ ، وفيه : «ابن حلبة» ، والعبر ٣ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، والمشتبه في الرجال ١ / ١٦٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦٠ ، ٥٦١ ، رقم ٢٨٩ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٢ ـ ٤٤ رقم ٢٠ ، وتبصير المنتبه ١ / ٢٥٨ و ٣٣٣ وقد تصحّفت هنا «جلبة» إلى : «حلية» بالحاء المهملة والياء المثناة ، و ١ / ٣٤٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٢.

(٣) في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٢ «الجزار» وهو تصحيف.

١٧٠

سمع منه : هبة الله الشّيرازيّ ، ومكيّ الرّميليّ (١) ، والرّحالة بحران.

وقتل شهيدا مظلوما.

قال أبو الحسن بن أبي يعلى (٢) : ولي أبو الفتح بن تجلبة قضاء حرّان من قبل الوالد ، وكتب له سجلّا ، وكان ناشرا للمذهب ، داعيا له في تلك الدّيار.

وكان مفتيها وواعظها وخطيبها وقاضيها.

قتل رحمه‌الله على يد ابن قريش العقيليّ في سنة ستّ وسبعين (٣) ، عند اضطراب أهل حرّان على ابن قريش ، لما أظهر سبّ السّلف رضي‌الله‌عنهم (٤).

قلت : جاء في حديث ماكسين (٥) من «أربعين السّلفي». وقال السّلفي : أنا أحمد بن محمد بن حامد الحرّاني قاضي ماكسين ، أنبا عبد الوهاب ، فذكر حديثا (٦).

١٧٢ ـ عتيق (٧).

أبو بكر المغربيّ الواعظ المعروف بالبكري (٨).

كان من غلاة الأشاعرة ودعاتهم. هاجر إلى باب نظام الملك ، فنفق عليه ،

__________________

(١) وقع في (شذرات الذهب ٣ / ٣٥٢) : «الدميلي» بالدال ، وهو خطأ.

(٢) في طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٥.

(٣) وقع في (تبصير المنتبه ١ / ٣٣٤) أنه قتل سنة ٤٩٦ وهذا خطأ.

(٤) انظر : الكامل في التاريخ ١٠ / ١٢٩ ، ١٣٠ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٣.

(٥) ماكسين : بكسر الكاف. بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة. (معجم البلدان).

(٦)

قال عبد الوهاب بن أحمد بن جلبة : حدّثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الدقاق ، حدّثنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي ، حدّثنا محمد بن بشير ، حدّثنا عبد الرحمن بن جرير ، حدّثنا أبو حازم ، عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«من اتقى الله تعالى كل لسانه ولم يشف غيظه».

(ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٣).

(٧) انظر عن (عتيق) في : المنتظم ٩ / ٣ ، ٤ (في حوادث سنة ٤٧٥ ه‍.) (١٦ / ٢٢٤ ، ٢٢٥) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٢٤ ، ١٢٥ ، والعبر ٣ / ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦١ ، ٥٦٢ رقم ٢٩٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ١١٩ ، ١٢٠ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٢ / ١٨٥ ـ ١٨٧ رقم ٤٠٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٣.

(٨) قال ابن النجار : «عتيق بن عبد الله البكري ، أبو بكر الواعظ ، من ولد محمد بن أبي بكر الصّديق رضي‌الله‌عنه ، من أهل المغرب ، كان مليح الوعظ ، فاضلا ، عارفا بالكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري». (ذيل تاريخ بغداد ٢ / ١٨٥).

١٧١

وكتب له كتابا بأن يجلس بجوامع بغداد. فقدم وجلس للوعظ ، وذكر ما يلطخ به الحنابلة من التّجسيم ، وهاجت الفتن ببغداد ، وكفر بعضهم بعضا. ولمّا همّ بالجلوس بجامع المنصور ، قال نقيب النقباء : اصبروا لي حتى أنقل أهلي من هذه النّاحية ، لأني أعلم أنه لا بد من قتل ونهب يكون.

ثمّ إنّ أبواب الجامع أغلقت سوى باب واحد ، فصعد البكريّ على المنبر ، والأتراك بالقسيّ والنّشّاب حوله ، كأنّه حرب.

فنعوذ بالله من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن.

ولقبوه بعلم السّنة وأعطوه ذهبا وثيابا ، فتعرّض لأصحابه قوم من الحنابلة ، فكبست دور بني القاضي أبي يعلى ، وأخذت كتبهم ، ووجد فيها كتاب «الصفات». فكان يقرأ بين يدي البكريّ وهو على منبر الواعظ ، وهو يشنع عليهم.

وكان عميد بغداد أبو الفتح بن أبي اللّيث ، فخرج البكري إلى المعسكر شاكيا منه ، فلمّا عاد مرض ومات.

ولما تكلّم بجامع المنصور رفع من الإمام أحمد وقال : (وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا) (١) فجاءته حصاة ، وأخرى ، فأحسن بذلك النّقيب ، فكشف عن الأمر ، فكانوا ناسا من الهاشميين من أصحاب أحمد اختفوا في السقوف ، فأخذهم فعاقبهم.

مات في جمادى الأولى (٢). ذكره ابن النّجار (٣).

١٧٣ ـ عليّ بن أحمد بن عبد الله (٤).

الأستاذ أبو الحسن الطبريّ.

توفي في شهر ربيع الآخر.

١٧٤ ـ عليّ بن الحسين بن الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية ١٠٢.

(٢) انظر : المنتظم ٩ / ٣ ، ٤ (١٦ / ٢٢٤ ، ٢٢٥) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٢٤ ، ١٢٥.

(٣) في ذيل تاريخ بغداد ٢ / ١٨٥ ، ١٨٦.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

١٧٢

محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (١).

الحسنيّ أبو طالب الهمذانيّ.

قال شيرويه : وحيد زمانه في الفضل والخلق ، وطراز البلد.

روى عن : جده لأمّه أبي طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة ، وأبي منصور القومسانيّ ، وعبد الله بن حسّان ، ورافع بن محمد القاضي ، وأبي بكر عبد الله بن أحمد بن بيهس.

ورحل فسمع بنيسابور من : أبي سعد الفضل بن عبد الرحمن بن حمدان النّضروبي (٢) ، وأبي حفص بن مسرور ، وأبي الحسين عبد الغافر الفارسيّ.

وسمع بأصبهان من أبي ريذة (٣) ، وعبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذيّ (٤) ، وأحمد بن محمد بن النعمان ، وعامّة أصحاب ابن المقرئ.

وسمع بالدّينور من : أبي نصر أحمد بن الحسين بن بوان الكسار ، وعامة مشايخ زمانه.

سمعت منه واستمليت عليه. وكان صدوقا ، حسن الخلق ، خفيف الرّوح ، كريم الطّبع ، ملجأ أصحاب الحديث ، أديبا ، فاضلا ، من أدباء وقته.

ولد سنة إحدى وأربعمائة. وتوفي في جمادى الأولى ، ودفن في داره.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) النّضروبي : بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وضم الراء وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى نضرويه ، وهو اسم بعض أجداد المنتسب إليه ، (الأنساب ١٢ / ١٠٥).

(٣) في الأصل بدال مهملة. وهو بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وذال معجمة.

(٤) في الأصل : «الحسيناباذي» وهو غلط ، والصحيح ما أثبتناه.

«الحسناباذي : بفتح الحاء المهملة وسكون السين ، وبعدهما النون المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين ، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب ٤ / ١٣٨) وكذا قال في (اللباب).

أما ياقوت فقال بفتحتين ونون. (معجم البلدان ٢ / ٢٥٩).

١٧٣

١٧٥ ـ عليّ بن عبد الله بن سعيد (١).

أبو الحسن النّيسابوريّ.

التّاجر الحنفيّ الفقيه.

شيخ ثقة.

سمع الكثير من أصحاب الأصمّ.

وتوفي في عاشر رجب ، وله خمس وثمانون سنة (٢).

١٧٦ ـ عمر بن عمر بن يونس بن كريب (٣).

أبو حفص الأصبحيّ السرقسطيّ. نزيل طليطلة.

روى عن : عليّ بن موسى بن حزب الله ، ويحيى بن محارب ، وأبي عمرو الدّانيّ ، وخلف بن هشام العبدريّ القاضي.

وكان فاضلا ثقة.

عمر وأسنّ. قاله ابن بشكوال.

١٧٧ ـ عمر بن واجب بن عمر بن واجب (٤).

أبو حفص البلنسيّ.

روى عن : أبي عمر الطلمنكيّ.

وسمع من أبي عبد الله بن الحذاء «صحيح مسلم».

وكان صاحب أحكام بلنسية.

روى عنه : حفيده أبو الحسن محمد بن واجب بن عمر ، وأبو عليّ بن سكرة

__________________

(١) انظر عن (علي بن عبد الله) في : المنتخب من السياق ٣٨٤ ، ٣٨٥ رقم ١٢٩٦ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٥٧٥ رقم ٩٧٩ ، والطبقات السنية ، رقم ١٥٦١.

(٢) وكان مولده سنة ٣٩١ ه‍. (المنتخب).

(٣) انظر عن (عمر بن عمر) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٠٢ ، ٤٠٣ رقم ٨٦٦.

(٤) انظر عن (عمر بن واجب) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٠٣ رقم ٨٦٧ وفيه : «عمر بن محمد بن واجب».

١٧٤

ـ حرف الفاء ـ

١٧٨ ـ فرج (١).

مولى سيد بن أحمد الغافقيّ الكتبيّ.

أبو سعيد الطّليطليّ.

حجّ وسمع : أبا ذرّ الهرويّ.

وكان صالحا ثقة.

روى عنه : عبد الرحمن بن عبد الله المعدل ، وغيره

ـ حرف الميم ـ

١٧٩ ـ محمد بن أحمد بن عمر بن شبويه (٢).

أبو نصر الأصبهانيّ التّاجر.

سمع بنيسابور من : أبي بكر الحيريّ ، وأبي سعيد الصيرفيّ.

روى عنه : الرستميّ ، ومسعود الثقفيّ.

توفي في المحرّم.

١٨٠ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل (٣).

أبو طاهر بن أبي الصقر (٤) اللّخميّ الأنباريّ ، الخطيب.

له مشيخة في جزءين ، سمعناها.

وله رحلة إلى الشّام ، والحجاز ، ومصر.

وسمع : عبد الرحمن بن أبي نصر التّميميّ ، وأبا نصر بن الحبّان ، وأبا عبد الله بن نظيف ، ومحمد بن الحسين الصنعانيّ ، وإسماعيل بن عمرو الحداد المصريّ ، وعبد الوهاب المري ، وأبا العلاء بن سليمان المعريّ ، وأبا محمد

__________________

(١) انظر عن (فرج) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٦٢ رقم ٩٨٨.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (محمد بن أحمد اللخمي) في : المنتظم ٩ / ٩ رقم ٨ (١٦ / ٢٣٢ رقم ٣٥٣٠) ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٨ ، ٥٧٩ رقم ٢٩٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٧ رقم ١٥٠٩ ، والعبر ٣ / ٢٨٥ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٨٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١١٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٤.

(٤) في المنتظم (بطبعتيه) : «ابن أبي السقر».

١٧٥

الجوهريّ ، وصلة بن المؤمل المصريّ.

وكان دخوله إلى مصر سنة ثلاث وعشرين.

وأكبر شيوخه ابن أبي نصر.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وعبد الله بن عبد الرزّاق بن الفضيل ، وإسماعيل بن أحمد السّمرقنديّ ، وأبو الفتح محمد بن أحمد الأبياريّ الخلال ، وعبد الوهاب الأنماطيّ ، والحافظ ابن ناصر ، وموهوب بن أحمد بن الجواليقيّ.

وآخر من روى عنه أبو بكر بن الزّعفرانيّ.

ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

قال السّمعانيّ : سمعت خليفة بن محفوظ بالأنبار يقول : كان ابن أبي الصّقر صواما قواما (١). سأله بعض النّاس : كم مسموعات الشّيخ؟

قال : وقر جمل (٢) ، سوى ما شذ عني.

قال خليفة : وكان قد أصيب ببعضها.

وقال السّمعاني : سمعت خطيب الأنبار أبا الفتح بن الخلّال يقول : خرج شيخنا ابن أبي الصقر إلى الرحلة قبل سنة ثمان عشر وأربعمائة.

وله شعر ، فمنه :

حبيب خص بالكرم

إمام الحسن في الأمم

بوجه نور جوهره

يريك البدر في الظلم.

مهذبة خلائقه

شما بالأصل والشيم

حلفت على الوداد له

برب البيت والحرم

لأنت أعزّ من بصري

عليّ وكلّ ذي رحم (٣)

فقال : لك الوفاء بذا

ولو لم تأت بالقسم(٤)

 __________________

(١) المنتظم.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٩.

(٣) في الأصل : «داحم».

(٤) وأنشد لابن الرومي البيتين :

يا دهر صافيت اللئام مواليا

أبدا وعاديت الأكارم عامدا=

١٧٦

توفي في رحمه‌الله بالأنبار في جمادى الآخرة.

١٨١ ـ محمد بن أحمد بن الحسن بن جردة (١).

أبو عبد الله العكبريّ التّاجر.

كان رأس ماله نحو مائتي درهم يتجر بها من عكبرا إلى بغداد ، فاتسعت عليه الدّنيا ، إلى أن ملك ثلاثمائة ألف دينار. وصاهر أبا منصور بن يوسف على بنته ، وبنى (٢) دارا عظيمة في غاية الكبر والحسن (٣) ، واتخذ لها بابين ، وعلى كلّ باب مسجدا (٤).

ولمّا دخل البساسيريّ بغداد بذل لقريش بن بدران عشرة آلاف دينار حتّى حمى داره ، واختفت عنده زوجة السّلطان طغرلبك فلما قدم طغرلبك بغداد جاء إلى داره متشكرا.

وله بر معروف ، وأوقاف ، وآثار جميلة.

روى شعرا عن الوزير أبي القاسم المغربيّ.

وروى عنه : أبو العز بن كادش ، وغيره.

ومات في عاشر ذي القعدة عن إحدى وثمانين سنة. وكان سبط الخياط إمام مسجده الكبير (٥).

١٨٢ ـ محمد بن أحمد بن علّان (٦).

أبو الفرج الكرجيّ (٧) ، ثمّ الكوفيّ.

__________________

=فغدرت كالميزان ترفع ناقصا

أبدا وتخفض لا محالة زائدا

(النجوم الزاهرة ٥ / ١١٨).

(١) انظر عن (محمد بن أحمد العكبريّ) في : المنتظم ٩ / ٩ ، ١٠ رقم ٩ (١٦ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ رقم ٣٥٣١) ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٥ ، ١٢٦ وفيه : «جرادة».

(٢) في الأصل : «وبنا».

(٣) قيل : وكانت تشتمل على ثلاثين دارا وعلى بستان وحمام. (المنتظم).

(٤) قيل : إذا أذن في أحدهما لم يسمع الآخر. (المنتظم).

(٥) وكان لا يخرج عن حال التجار في ملبسه ومأكله. وهو الّذي بني المسجد المعروف به بنهر معلى ، وقد ختم فيه القرآن ألوف. (المنتظم).

(٦) انظر عن (محمد بن أحمد بن علان) في : الأنساب ١٢ / ٣٢٤ (مادة الهرواني) وفيه : «محمد بن محمد بن علّان الخازن».

(٧) تقدّم التعريف بهذه النسبة.

١٧٧

ثقة ، مسند ، مشهور.

روى عن : أبي الحسن بن النّجّار ، وأبي عبد الله الهروانيّ (١).

كتب عنه : أبو الغنائم النرسي (٢) ، وغيره.

وآخر من بقي من أصحابه أبو الحسن بن غبرة (٣) الّذي أجاز لكريمة.

قال النرسيّ : كان ثقة ، من عدول الحاكم.

توفي في شعبان.

١٨٣ ـ محمد بن الحسن بن محمد بن القاسم (٤) بن المنثور (٥).

أبو الحسن الجهنيّ الكوفيّ.

من الرؤساء لكنه سيّئ المعتقد ، شيعيّ.

وهو آخر من حدث عن محمد بن عبد الله الجعفيّ الهروانيّ.

توفي في شعبان.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعمر بن إبراهيم الحسينيّ ، ومحمد بن طرخان.

وعاش اثنتين وثمانين سنة.

١٨٤ ـ محمد بن الحسين (٦).

أبو بكر البغداديّ البنّاء. ويعرف بأخي فبيدة ، بالضّم وبموحدة.

سمع : البرقانيّ ، وأبي عليّ بن شاذان.

__________________

(١) هو محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي القاضي الكوفي المعروف بابن الهرواني. توفي سنة ٤٠٢ ه‍.

و «الهروانيّ» : بفتح الهاء والراء والواو وفي آخرها النون. (الأنساب ١٢ / ٣٢٤).

(٢) هو : محمد بن علي بن ميمون النرسي الكوفي ـ توفي سنة ٥٠٧ ه‍.

و «النّرسي» : بفتح النون وسكون الراء ، وكسر السين المهملة ، هذه النسبة إلى النّرس ، وهو نهر من أنهار الكوفة ، عليه عدّة من القرى. (الأنساب ١٢ / ٦٩).

(٣) غبرة : بالتحريك والغين والمعجمة والباء الموحدة بنقطة من تحتها. وهو : محمد بن محمد بن غبرة الحارثي الكوفي. (المشتبه في الرجال ٢ / ٤٨٢).

(٤) انظر عن (محمد بن الحسن) في : لسان الميزان ٦ / ١٣٦ رقم ٤٥٤.

(٥) في الأصل : «المنثور» ، والتصحيح من لسان الميزان.

(٦) انظر عن (محمد بن الحسين) في : المشتبه في الرجال ٢ / ٥٣٦.

١٧٨

وعنه : إسماعيل ، وعبد الله ابنا السّمرقنديّ.

وكان مقرئا خيرا ، مات في شهر رجب.

ذكره ابن نقطة.

١٨٥ ـ محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح (١).

أبو عبد الله الرّعينيّ الإشبيليّ المقرئ ، مصنف كتاب «الكافي» ، وكتاب «التّذكير» (٢) وخطيب إشبيلية.

كان من جلة المقرّبين في زمانه بالأندلس.

رحل وحجّ ، وسمع من أبي ذرّ الهرويّ ، وأجاز له مكيّ القيسيّ.

وسمع بمصر من : أبي العبّاس بن نفيس ، وأبي القاسم الكحّال ، وبإشبيليّة من : عثمان بن أحمد القيشطاليّ (٣).

وقرأ بالروايات بمكة على القنطريّ ، وبمصر على ابن نفيس (٤).

روى عنه : ابنه الخطيب أبو الحسن شريح ، وقال : توفي عصر يوم الجمعة الرابع من شوال ، وله ٨٤ عاما إلا ٥٥ يوما (٥).

١٨٦ ـ محمد بن طلحة بن محمد (٦).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن شريح) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥٣ رقم ١٢١٢ ، وفهرست ابن خير الإشبيلي ٣٢ ، ٣٥ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٢ ، ٤٢٦ ، وبغية الملتمس ٨١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٦ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٣٤ ، ٤٣٥ رقم ٣٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥٤ ، ٥٥٥ رقم ٢٨٤ ، والعبر ٣ / ٢٨٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٢٠ ، والوفيات لابن قنفذ ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، وغاية النهاية ٢ / ١٥٣ ، وكشف الظنون ١٣٧٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٤ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢٢١ ، وهدية العارفين ٢ / ٧٤ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ٦٦.

(٢) في الصلة : «التذكرة».

(٣) هكذا في الأصل ، وفي الصلة ٢ / ٤٠٤ «القيشطيالي» ، وفي غاية النهاية «القسطالي» ، وفي سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥٤ «القيجطالي» ، والمثبت هو الصحيح.

(٤) وكان رأسا في القراءات ، بصيرا بالنحو والصرف ، فقيها كبير القدر ، حجة ، ثقة. (الصلة ٢ / ٥٥٣).

(٥) في غاية النهاية ٢ / ١٥٣ ، ولد سنة ٣٨٨ ه‍.

(٦) انظر عن (محمد بن طلحة) في : المنتخب من السياق ٦٣ رقم ١٢٣ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣٨ / ١٣٣ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٢ / ٢٤٩ رقم ٣٠٧.

١٧٩

أبو مسعد (١) الجنابذيّ (٢) النيسابوريّ التاجر.

سمع من أصحاب الأصم.

وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن الطّبيز.

روى عنه : عبد الغافر بن إسماعيل وقال : كان صالحا ثقة كثير البرّ (٣).

وروى عنه بالإجازة وجيه الشّحاميّ (٤).

١٨٧ ـ محمد بن عليّ بن أحمد بن الحسين (٥).

أبو الفضل السّهلكيّ (٦) البسطاميّ (٧) الفقيه.

__________________

(١) هكذا في الأصل. وفي المنتخب : «أبو سعد» ، وفي تاريخ دمشق ، ومختصره : «أبو سعيد».

(٢) الجنابذيّ : بضم الجيم وفتح النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة بعد الألف وفي آخرها الذال المعجمة ، هذه النسبة إلى كونابذ ويقال لها بالعربية جنابذ ، وهي قرية بنواحي نيسابور. (الأنساب ٣ / ٣٠٦).

(٣) عبارته في (المنتخب) : «ثقة ، معتمد ، منفق على الصالحين ، سمع أصحاب الأصم بنيسابور ، وسمع ببغداد ودمشق».

(٤) وكان مولده سنة ٤٠٢ ه‍.

(٥) انظر عن (محمد بن علي) في : الإكمال ٧ / ٤٥ ، والمنتخب من السياق ٦٨ رقم ١٤٢ ، والأنساب ٢ / ٢١٤.

(٦) لم ترد هذه النسبة في (الأنساب).

(٧) البسطاميّ : بالباء المفتوحة المنقوطة بواحدة ، وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة. هذه النسبة إلى بسطام وهي بلدة بقومس مشهورة. (الأنساب ٢ / ٢١٣).

أما ابن ماكولا فقال : أوله باء معجمة بواحدة مكسورة. (الإكمال ٧ / ١٤٤).

وفي (معجم البلدان) اسم البلدة : بسطام بالكسر ، وكذا في (اللباب) وجزم ابن الأثير بأنّ الصواب بالكسر مطلقا سواء أكان نسبه إلى البلد أو إلى الجد.

وقيد المؤلف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ والد صاحب الترجمة «على بن أحمد بن بسطام البسطامي» بالكسر ، وقال : نسبة إلى الجد ، (المشتبه في الرجال ١ / ٧٥).

وقال ابن ناصر الدين الدمشقيّ : «وهذه التفرقة بين الترجمتين : من كان منسوبا إلى البلد فبالفتح ، ومن كان منسوبا إلى الجد ، فبالكسر ، فرقها ابن السمعاني ، وتبعه ـ والله أعلم ـ أبو العلاء الفرضيّ ، ومنه أخذ المصنف : فقال أبو الحسن علي بن الأثير في كتابه «مختصر أنساب ابن السمعاني» : فيا ليت شعري أي فرق بين الاسمين حتى يجعل أحدهما مفتوحا والآخر مكسورا ، إنما الجميع مكسورا ، لأنه اسم أعجميّ عرب بكسر الباء.

ولهذا لم يذكره الأمير في «الإكمال» ، ولا استدركه ابن نقطة عليه ، لأن النسبتين واحدة. والله أعلم». توضيح المشتبه ١ / ٥٠٨).

«أقول» : بلى ذكره الأمير ابن ماكولا في باب : القسطاني والبسطامي ج ٧ / ١٤٥ فقال : «وقد لحقنا ببسطام الشيخ أبا الفضل محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي=

١٨٠