تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

من ينصب اللّيل ينل راحته

عند الصّباح يحمد القوم السّرا

له :

إذا كنت أعلم علما يقينا

بأنّ جميع حياتي كساعه

فلم لا أكون ضنينا بها

وأجعلها في صلاح وطاعة؟(١)

وله يرثي أمّه وأخاه رحمهما‌الله تعالى :

رعى الله قبرين (٢) استكانا ببلدة

هما أسكناها في السّواد من القلب

لئن غيبا عن ناظري وتبوءا

فؤادي لقد زاد التّباعد في القرب

يقرّ بعيني (٣) أن أزور رباهما (٤)

وألزق (٥) مكنون التّرائب بالتّرب (٦)

وأبكي ، وأبكي ساكنيها لعلني

سأنجد من صحب وأسعد (٧) من سحب

فما ساعدت ورق الحمام أخا أسى

ولا روّحت ريح الصبا عن أخي كرب (٨)

ولا استعذبت عيناي بعدهما كرى (٩)

ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب

أحن ويثني اليأس نفسي على الأسى

كما اضطرّ محمول على المركب الصّعب(١٠)

 __________________

(١) البيتان في : الإكمال ٧ / ٤٦٨ ، والذخيرة ق ٢ ج ١ / ٩٨ ، وترتيب المدارك ٤ / ٨٠٧ ، والأنساب ٢ / ١٩ ، والصلة ١ / ٢٠١ ، ٢٠٢ ، وتاريخ دمشق ١٦ / ٦٤٣ ، ومعجم الأدباء ١١ / ٢٥٠ ، والمغرب في حلي المغرب ١ / ٤٠٤ ، وقلائد العقيان ٢١٥ ، ٢١٦ ، وخريدة القصر ج ٤ ق ٢ / ٥٠٠ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، والروض المعطار ٧٥ ، وبغية الملتمس ٣٠٣ ، ومختصر تاريخ دمشق ١٠ / ١١٧ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٨٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٤٢ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٨١ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٩ ، وفوات الوفيات ٢ / ٦٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٢٥٢ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٣٧٤.

(٢) في المغرب ، وقلائد العقيان ، وتاريخ دمشق : «رعى الله قلبين».

(٣) في ترتيب المدارك : «العيني».

(٤) في القلائد ، ونفح الطيب : «ثراهما».

(٥) في ترتيب المدارك ، ومعجم الأدباء : «وألصق» وكذا في المغرب ، ونفخ الطيب.

(٦) في المغرب : «في الترب».

(٧) في ترتيب المدارك : «وأمطر».

(٨) هذا البيت لم يرد في معجم الأدباء.

(٩) في الأصل : «كرا» ، وفي الخريدة : «بعد كما كرى».

(١٠) الأبيات في : ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٧ ، ومعجم الأدباء ١٠ / ٢٥٠ ، ٢٥١ ، والمغرب ١ / ٤٠٤ ، وقلائد العقيان ٢١٦ ، وخريدة القصر ج ٤ ق ٢ / ٥٠٠ ، ونفح الطيب ٢ / ٨٢ ، وتاريخ دمشق ١٦ / ٤٤٥.

١٢١

وله :

إلهي (١) ، قد أفنيت عمري بطالة

ولم يثنني عنها وعيد ولا وعد

وضيعته ستين عاما أعدها

وما خير عمر إنّما خيره العدّ

وقدمت إخواني وأهلي ، فأصبحوا

تضمّهم أرض ويسترهم لحد

وجاء نذير الشّيب لو كنت سامعا

لوعظ نذير ليس من سمعه بدّ

تلبست بالدنيا ، فلمّا تنكرت

تمنيت زهدا حين لا يمكن الزّهد

وتابعت نفسي في هواها وغيها

وأعرضت عن رشدي وقد أمكن الجهد

ولم آت ما قدّمته عن جهالة

يمكنني عذر ولا ينفع الجحد

وها أنا من ورد الحمام على مدى

أراقب أن أمضي إليه وأن أعدو

ولم يبق إلا ساعة إن أضعتها

فما لي في التوفيق نقد ولا وعد

قال ابن سكرة : توفي بالمرية لتسع عشرة ليلة خلت من رجب (٢).

ذكره ابن السمعانيّ (٣) فقال : باجة بين إشبيلية وشنترين من الأندلس.

وذكر ابن عساكر في تاريخه (٤) أنّ أبا الوليد قال : كان أبي من باجة القيروان تاجرا ، كان يختلف إلى الأندلس. وهذا أصحّ

__________________

(١) في الأصل : «إلا هي».

(٢) وقال ابن سكرة وقد ذكر شيخه هذا أبا الوليد : ما رأيت مثله ، وما رأيت على سمته ، وهيئته ، وتوقير مجلسه. وقال هو أحد أئمة المسلمين. (الصلة ١ / ٢٠٢).

وقال القاضي عياض : «كان أبو الوليد ـ رحمه‌الله ـ فقيها نظارا محققا راوية محدّثا ، يفهم صيغة الحديث ورجاله ، متكلما أصوليا ، فصيحا ، شاعرا مطبوعا ، حسن التألف ، متقن المعارف. له في هذه الأنواع تصانيف مشهورة جليلة ، ولكن أبلغ ما كان فيها في الفقه وإتقانه ، على طريق النظار من البغداديين وحذاق القرويين ، والقيام بالمعنى والتأويل ، وكان وقورا بهيّا مهيبا ، جيّد القريحة ، حسن الشارة» (ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٣).

وقال القاضي عياض : وكان جاء إلى المرية سفيرا بين رؤساء الأندلس يؤلّفهم على نصرة الإسلام ، ويروم جمع كلمتهم مع جنود ملوك المغرب المرابطين على ذلك ، فتوفي قبل تمام غرضه. (ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٨).

(٣) في الأنساب ٢ / ١٩ ، ٢٠.

(٤) تاريخ دمشق ١٦ / ٤٤٤ ، مختصر تاريخ دمشق ١٠ / ١١٦.

١٢٢

ـ حرف العين ـ

١١٦ ـ العباس بن محمد بن عبد الواحد بن العباس (١).

أبو الفضل الدّارانيّ.

أصبهانيّ.

توفي في صفر.

١١٧ ـ عبد الله بن عبد العزيز بن الشداد (٢).

بغداديّ.

سمع من : أبي الحسن بن رزقويه ، ومحمد بن فارس الغوريّ.

روى عنه : قاضي المرستان ، وعبد الوهاب الأنماطيّ.

وكان صدوقا.

١١٨ ـ عبد الرحمن بن منصور بن رامش الزّاهد (٣).

أبو سعد الدينَوَريّ ، نزيل نيسابور.

سمع : أباه وأبا طاهر بن محمش ، وعبد الله بن يوسف الأصبهانيّ ، والحاكم أبا عبد الله ، وجماعة.

وكان ثقة ، صوفيا ، نبيلا ، رئيسا ، كثير الكتابة (٤).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن منصور) في : المنتخب من السياق ٣١٤ ، ٣١٥ رقم ١٠٣١ ، والتقييد ٣٣٧ رقم ٤٠٧ وهو في ترجمة «الحسين بن محمد بن الحسين بن فنجويه الدينَوَريّ» رقم ٢٩٨ ص ٢٤٨.

(٤) وقال عبد الغافر الفارسيّ : «جليل ، مشهور ، أصيل ، صوفي ، ثقة في الحديث ، كثير السماع والأصول ، مستقيم الخط ، كثير الكتابة. ولد في حجر الرئاسة ، وهو أكبر أولاد أبيه ... اختصّ بصحبة شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني وسمع منه الكثير ، وكان نائبا مدة في الرئاسة عن أبيه في زمان الكبار من الصدور ، فلقي الحشمة التامة والثروة والنعمة ، ثم ترك ذلك ومال إلى التصوف وصحب أوحد وقته أبا سعيد بن أبي الخير ، وتحول إلى خانقانك وكذلك كان يحضر مجلس أبي القاسم ويأخذ عنه الطريقة ، وكان بعد وفاة أبيه معدودا من جملة الصوفية.

سمع من أبيه وعن مشايخ بغداد ، وكتب عن الدار الدّارقطنيّ ، وعقد له مجلس الإملاء في المدرسة النظامية يوم الجمعة وقت العصر ، ثم ترك ذلك ، وكان يقرأ عليه بعد صلاة الجمعة من مسموعاته مثل (غريب الحديث) لأبي عبيد ، و (سنن أبي عبد الرحمن النسائي) ، و (معاني=

١٢٣

روى عنه : زاهر ووجيه ابنا الشّحاميّ ، وعبد الغافر الفارسيّ.

توفي في شعبان.

١١٩ ـ عبد القاهر بن عبد الرحمن (١).

أبو بكر الجرجانيّ.

قيل : توفي فيها. وقد مرّ.

١٢٠ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن عليّ (٢).

أبو القاسم البسريّ (٣) البغداديّ البندار. والد الحسين.

قال أبو سعد السمعانيّ : كان شيخا صالحا ، ثقة ، فهما ، عالما ، عمر ، وحدّث بالكثير ، وانتشرت عنه الرّواية (٤).

__________________

= الفراظ والمذبح) ، و (أنساب الزبير بن بكار) ، و (المتفرقات) ، وغير ذلك إلى وقت وفاته ...

وكان مولده سنة أربع وأربعمائة في شهر رمضان». (المنتخب من السياق ٣١٤ ، ٣١٥).

توفي عن مرض طويل. (التقييد ٣٣٧).

(١) تقدّمت ترجمة (عبد القاهر بن عبد الرحمن) في وفيات سنة ٤٧١ ه‍. برقم (٢٠).

(٢) انظر عن (علي بن أحمد البسري) في : تاريخ بغداد ١١ / ٣٣٥ ، والإكمال ١ / ٤٨٦ ، والأنساب ٢ / ٢١١ ، والمنتظم ٨ / ٣٣٣ رقم ٤٢٨ (١٦ / ٢٢١ رقم ٣٥٢٢) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٢٢ ، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ١ / ٤٨٠ ، وتاريخ إربل لابن المستوفي ١ / ٤٢ ، والاستدراك لابن نقطة (مخطوط) ج ١ / ورقة ٥٦ أ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٤٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، ودول الإسلام ٢ / ٦ ، والعبر ٣ / ٢٨١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٥٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠٢ ، ٤٠٣ رقم ٢٠٠ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٨٣ ، وتبصير المنتبه ١ / ١٥٣ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٥٠٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٦.

(٣) قال ابن السمعاني في مادّة «البسريّ» : وجماعة من أهل العراق نسبوا إلى بيع البسر وشرائه وفيهم كثرة ، وظني أن أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار منهم ، وهو شيخ بغداد في عصره. (الأنساب ٢ / ٢١١).

وقال ابن نقطة : الصحيح في هذه النسبة أنها إلى البسرية. قرية على فرسخين من بغداد. (الإستدراك ١ / ورقة ٥٦ أ).

وقال ابن ناصر الدين الدمشقيّ : اعترض ابن نقطة على أبي الفضل بن طاهر حيث قال في أبي القاسم بن البسري : إنه منسوب إلى بيع البسر وشرائه ، وفيهم كثرة من العراقيين. (انظر :الأنساب المتفقة ٣٤ رقم ٢٠) فقال ابن نقطة : ولا تعرف هذه النسبة عندنا إلى بيع البسر البتّة ، ولا يقال لمن يبيع البسر بسريّ بغداد ، والّذي هو الصحيح عندي في هذه النسبة أنها إلى البسرية : قرية على فرسخين من بغداد. واعترض عليه أيضا في قوله : وفيهم كثرة ، بأنه إنما هو أبو القاسم وابنه ، وهو الّذي ذكره المصنف بعد. (توضيح المشتبه ١ / ٥٠٤).

(٤) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠٣.

١٢٤

سمع : أبا طاهر المخلّص ، وأبا أحمد الفرضيّ ، وأبا الحسن بن الصّلت المجبر ، وإسماعيل بن الحسن الصّرصريّ ، وأبا عمر بن مهديّ ، وجماعة.

وأجاز له : نصر بن أحمد بن الخليل المرجي ، وأبو عبد الله بن بطة (١) ، وأبو الحسن محمد بن جعفر التّميميّ.

وكان حسن الأخلاق متواضعا ، ذا هيبة ورواء (٢).

قال الخطيب (٣) : كتبت عنه ، وكان صدوقا (٤).

قال أبو سعد : وسألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ عنه فأثنى عليه وقال : شيخ ثقة (٥).

وسأله الخطيب عن مولده فقال : في صفر سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة (٦).

روى عنه : أبو الفضل محمد بن المهتدي بالله ، وعليّ بن طراد الزّينبيّ ، وإسماعيل بن أحمد السّمرقنديّ ، والزّاهد يوسف بن أيّوب الهمذانيّ ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي ، وأبو منصور موهوب الجواليقيّ (٧) ، والإمام أبو الحسن عليّ بن الزّاغونيّ (٨) ، وأخوه أبو بكر محمد ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ ، والحافظ عبد الوهاب الأنماطي ، وأبو القاسم سعيد بن البنّاء ، وأبو الفضل محمد بن ناصر ، ونصر بن نصر العكبريّ ، وخلق كثير.

وآخر من روى عنه بالإجازة ، والله أعلم ، أبو المعالي بن اللّحاس.

__________________

(١) المنتظم ٨ / ٣٣٣ (١٦ / ٢٢١).

(٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠٣.

(٣) في تاريخ بغداد ١١ / ٣٣٥.

(٤) وقال ابن الأثير : «وكان ثقة صالحا». (الكامل ١٠ / ١٢٢).

(٥) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠٣.

(٦) ومثله في (الكامل ١٠ / ١٢٢).

(٧) الجواليقيّ : بفتح الجيم والواو وكسر اللام بعد الألف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى الجواليق وهي جمع جوالق ، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها. (الأنساب ٣ / ٣٣٥).

(٨) الزاغوني : بالزاي ، بعدها ألف ، والغين المعجمة ، والواو ، والنون. قال ياقوت : زاغونى قرية ما أظنّها إلا من قرى بغداد. وذكر منها أبا الحسن علي المتوفى سنة ٥٢٧ ه‍. (معجم البلدان ٣ / ١٢٦ ، ١٢٧).

١٢٥

وتوفي في سادس رمضان.

١٢١ ـ عليّ بن محمد بن أحمد (١).

أبو الحسن البغداديّ الصّابونيّ.

سمع : أبا عمر بن مهديّ.

روى عنه : عبد الوهاب الأنماطيّ.

وتوفي رحمه‌الله في ذي الحجّة

ـ حرف القاف ـ

١٢٢ ـ قتيبة بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الله (٢).

أبو رجاء العثمانيّ النّسفيّ الحافظ ، نافلة أبي العبّاس المستغفريّ.

سمع الكثير بسمرقند ، وأملى بها وبنسف مجالس كثيرة.

روى عنه : المستغفريّ ، وعبد الملك بن القاسم ، وطائفة.

قال عمر بن محمد النّسفيّ في كتاب «القند» : مولده سنة تسع وأربعمائة ، وهو أول من سمعت منه ، أملى علينا في صفر من السّنة. وتوفي في ربيع الآخر

ـ حرف الميم ـ

١٢٣ ـ محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس (٣).

أبو عبد الله الشّيرازيّ (٤) الكاغذيّ (٥).

كان له دكان يبيع فيها الكتب ببغداد. وكان ظاهريّ المذهب.

ولد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة بشيراز. وسمع بها من :

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (محمد بن إبراهيم) في : ميزان الاعتدال ٣ / ٤٤٩ ، ٤٥٠ رقم ٧١٢٠ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٤٥ رقم ٥٢١٥ ، ولسان الميزان ٥ / ٢٦ رقم ١٠٠.

(٤) تحرفت هذه النسبة في (المغني في الضعفاء) إلى : «الرازيّ».

(٥) الكاغذيّ : بفتح الغين وكسر الذال المعجمتين. هذه النسبة إلى عمال الكاغذ الّذي يكتب عليه وبيعه ، وهو لا يعمل في المشرق إلا بسمرقند. (الأنساب ١٠ / ٣٢٦).

١٢٦

عبد الرحمن بن محمد الرّشيقيّ.

وبمصر من : ابن نظيف الفراء.

وبدمشق من : الحسين بن محمد الحلبيّ.

روى عنه : أبو الحسين بن الطيوريّ ، وأبو بكر قاضي المرستان ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، ومحمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوريّ.

قال شجاع بن فارس : كان غير ثقة (١).

وقال ابن ناصر : سمع لنفسه (٢).

وقال أحمد بن خيرون : توفي في نصف المحرم.

وحدّث عن أبي القاسم بن بشران.

قال : وقيل إنّه حدّث عن أبي حيّان التّوحيديّ (٣) ، ولم يكن له عنه ما يعول عليه.

١٢٤ ـ محمد بن الحسن بن الحسين (٤).

أبو عبد الله المروزيّ المهر بندقشائي (٥). نسبة إلى قرية على بريد من مرو.

كان إماما ورعا ، عابدا ، فقيها ، مفتيا.

سمع الكثير ، وتفقّه على أبي بكر القفال (٦).

__________________

(١) قال السلفي : سألت شجاعا الذهلي عن هذا فقال : سمعنا منه وكان غير موثوق به فيما يدّعيه من السماع. (لسان الميزان ٥ / ٢٦) (ميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٠).

(٢) وروى شيئا لم يسمعه. (لسان الميزان).

(٣) في لسان الميزان : «الترمذي» ، وزاد : وعن رجل ، عن ابن خلاد الرامهرمزيّ ، ولم يكن له عنهما ما يعول (في المطبوع : يقول) عليه ، ولا أصل صحيح.

وقال هبة الله السقطي : عرفني عن مولده سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

وقال ابن حجر : وقع لنا من حديثه في مشيخة قاضي المرستان. (لسان الميزان).

(٤) انظر عن (محمد بن الحسن بن الحسين) في : الأنساب ١١ / ٥٣٤ ، ومعجم البلدان ٥ / ٢٣٣ ، واللباب ٣ / ٢٧٣ وقد تقدّمت ترجمته باختصار في وفيات سنة ٤٧٣ ه‍. برقم (٨٩).

(٥) المهربندقشائي : بكسر الميم ، وسكون الهاء ، وفتح الراء ، والباء الموحدة ، وسكون النون ، وفتح الدال المهملة ، وسكون القاف ، وفتح الشين المعجمة ، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى مهربندقشائي ، وهي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو ، في الرمل ، خرب أكثرها. (الأنساب ١١ / ٥٣٣).

وقال ياقوت : والعامة يسمونها بندكشاي. (معجم البلدان ٥ / ٢٣٣).

(٦) الأنساب ١١ / ٥٣٤.

١٢٧

وسمع منه ، ومن : مسلم بن الحسن الكاتب ، ومحمد بن محمود السّاسجرديّ (١).

ورحل إلى هراة ، فسمع أبا الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعد ، وأبا أحمد محمد بن محمد المعلّم ، وأحمد بن محمد بن الخليل.

روى عنه : محمد بن أبي ناصر المسعوديّ ، ومحمد بن أبي النّجم البزاز ، ومصعب بن عبد الرّزاق ، وعبد الواحد بن أبي عليّ الفارمذيّ (٢) ، وآخرون.

توفي في سنة أربع. وقيل : سنة ثلاث ، وقد ذكرته فيها مختصرا.

١٢٥ ـ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أحمد بن العجوز (٣).

الفقيه أبو عبد الله الكتاميّ السّبتيّ.

من كبار فقهاء المالكية ، وعليه وعلى ابن الثّريا كانت العمدة في الفتوى.

أخذ عن أبي إسحاق التونسيّ بالقيروان. وكانت بينه وبين المذكور وبين حمود مطالبات ومشاحنات ، جرت عليه منها محنة بسبب كلمة قالها. وذلك أنه خطب الخطيب فقال : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ) (٤) عدّة. فقال النّاس :أخطأ الخطيب ، أبدل مكان (قوّة) (عدّة). فقال هو : الوزن واحد. فقيل : كفر. وأفتى عليه أولئك الفقهاء بالاستتابة ، فسجن ، ثمّ أخرج ، فرحل إلى فاس ، فولّاه أمير المؤمنين ابن تاشفين قضاء فاس ، فأحسن السّيرة.

تفقّه عليه أبو عبد الله بن عيسى التّميميّ ، والفقيه أبو عبد الله بن عبد الله.

__________________

(١) هكذا في الأصل. أما في (الأنساب ١١ / ٥٣٤) : «الساسنجردي».

ولم يذكر ابن السمعاني نسبة «الساسنجردي» في (الأنساب) ، بل ذكر «السّاسجردي» : بالألف بين السينين المهملتين وكسر الجيم ، وسكون الراء ، وفي آخرها الدال المهملة ، هذه النسبة إلى ساسجرد ، وهي قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ منها على طرف الرمل. (الأنساب ٧ / ٨).

(٢) الفارمذي : بفتح الفاء والراء والميم ، بينهما الألف وفي آخرها الذال المعجمة ، هذه النسبة إلى فارمذ وهي قرية من قرى طوس. (الأنساب ٩ / ٢١٨).

(٣) انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في : ترتيب المدارك ٤ / ٧٨٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥١ رقم ٢٨٠ ، والديباج المذهب ١ / ٤٧٦.

(٤) سورة الأنفال ، الآية ٦٠.

١٢٨

توفي في رمضان ، وخلف ثلاثة أولاد : عبد الرحمن وهو فقيههم وكبيرهم ، وعبد الله ، وعبد الرحيم.

١٢٦ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن جعفر بن جولة (١).

أبو بكر الأبهريّ الأصبهانيّ المؤدب.

روى عن : محمد بن إبراهيم الجرجانيّ.

وعنه : مسعود الثقفيّ.

توفي في حدود هذا العام.

١٢٧ ـ محمد بن محمد بن أحمد (٢).

أبو جعفر الشّاماتيّ النّيسابوريّ الأديب.

سمع : عبد الله بن يوسف الأصبهانيّ ، وأبا طاهر بن محمش ، وأبا عبد الرحمن السّلميّ.

روى عنه : الحافظ عبد الغافر وقال : شيخ فاضل ، عفيف (٣). تخرّج به جماعة من المتأدبين ، وله الخطّ المنسوب المشهور بالحسن ، والحظّ الوافر في التّأديب (٤).

وروى عنه : وجيه الشحامي ، وأبو نصر الغازي.

أخبرنا أحمد بن هبة الله : أنا إسماعيل بن عثمان كتابة : أنا وجيه بن طاهر حضورا : أنا أبو جعفر محمد بن محمد ، أنا أبو عبد الرحمن السّلميّ : نا جدي إسماعيل بن نجيد قال : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وسئل هل تكفر من قال : القرآن مخلوق؟ قال : نعم. ولم لا أكفّره وقد سمعت المزنيّ ، والرّبيع يقولان : من قال القرآن مخلوق فهو كافر. وقالا : سمعنا الشّافعيّ يقول :من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ثمّ قال : وما لي لا أكفره وقد كفره مالك ، وابن

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في : المشتبه في الرجال ١ / ٢٧٤ ، و «جولة» بالجيم المضمومة.

(٢) انظر عن (محمد بن محمد الشاماتي) في : المنتخب من السياق ٦٣ روق ٦٢٤.

(٣) زاد في (المنتخب) : «مفيد».

(٤) زاد عبد الغافر : «وعنده الإسناد العالي عن أصحاب الأصمّ ، وعبد الله بن يوسف الزيادي وغيره ـ رأيته وهو شيخ منحن طاعن في السن ، وسمعت منه بقراءة والدي ، وكان مؤدّبه».

١٢٩

أبي ذئب قالا : من قال القرآن مخلوق لا يستتاب ، بل يقتل ، فإنّه كفر به وارتداد.

١٢٨ ـ محمد بن محمد بن المختار (١).

أبو الفتح الواسطي النّحويّ.

أخذ عن : أبي القاسم بن كردان ، وأبي الحسن بن دينار.

وسمع من : أبي الحسن بن عبد السّلام بن عبد الملك البزاز ، ومحمد بن أحمد السقطيّ.

وكان حسن الفهم ، متيقظا في الشّهادة (٢).

عاش تسعين سنة (٣) قاله خميس الحوزيّ (٣).

١٢٩ ـ محمد بن مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار (٤).

أبو طالب القيسيّ ، القرطبيّ.

روى الكثير عن أبيه ، وعن : يونس بن عبد الله القاضي ، وأبو القاسم بن الإفليليّ.

وولي إمامة (٥) جامع قرطبة ، وأحكام السّوق (٦).

وكان عالما ، مشكور السّيرة (٧).

توفي في المحرم عن ستين سنة (٨).

١٣٠ ـ محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه (٩).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد بن المختار) في : سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي ٥٣ ، ٥٤ رقم ١٠ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٥ ، وبغية الوعاة ١ / ٢٢١.

(٢) زاد الحوزي : وكان حسن الإيراد ، جيد المحفوظ.

(٣) ووقع في (معجم الأدباء) أنه مات سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، وهو خطأ.

(٤) انظر عن (محمد بن مكي) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥٢ ، ٥٥٣ رقم ١٢١٠.

(٥) وقع في : الصلة : «أمانة».

(٦) قال ابن بشكوال : وولي أحكام الشرطة والسوق بقرطبة مع الأحباس.

(٧) وقال ابن بشكوال : وكان له حظ وافر من الأدب ، وكان حسن الخط ، جيد التقييد.

(٨) وكان مولده سنة ٤١٤ ه‍.

(٩) انظر عن (محمد بن يحيى) في : تاريخ بغداد ٣ / ٤٣٥ ، والمنتخب من السياق ٧٥٧ ٥٨ رقم ١٠٩ ، والتقييد لابن نقطة ١٢٣ رقم ١٣٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، وسير أعلام=

١٣٠

أبو بكر المزكي (١) النيسابوريّ ، المحدّث ابن المحدّث أبي زكريّا بن المزكي أبي إسحاق.

قال عبد الغافر الحافظ (٢) : هو من أظراف المشايخ الذين لقيناهم ، وأكثرهم سماعا وأصولا. جمع لنفسه (٣) فبلغ عدد شيوخه خمسمائة شيخ. وكان يروي عن نحو من خمسين من أصحاب الأصمّ.

وأكثر عن أبيه ، وعن أبي عبد الرحمن السلميّ.

وأملى ببغداد ، فحضر مجلسه القاضي أبو الطيب الطبريّ ، وحضرة أكثر من خمسمائة محبرة (٤). وأوصى لي بعد وفاته بالكتب والأجزاء (٥).

وقال أبو سعد السّمعانيّ : كان من أظراف الشيوخ وأرغبهم في التّجمل والنّظافة ، وأحفظهم لأيام المشايخ خرج إلى الحجّ ، وبقي بالعراق وغيرها نحو من عشرين سنة ، ثمّ رجع إلى نيسابور وأملى ، ورزق الرواية ، ومتّع بما سمع.

سمع : أبا عبد الله الحاكم ، وعبد الله بن يوسف ، ومحمد بن محمد بن محمش ، والسّلميّ.

__________________

= النبلاء ١٨ / ٣٩٨ ـ ٤٠٠ رقم ١٩٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٥٠٥ ، والعبر ٣ / ٢٨١ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٩ ، والوافي بالوفيات ٥ / ١٩٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٦.

(١) المزكّي : بضم الميم ، وفتح الزاي ، وفي آخرها الكاف المشددة. هذا اسم لمن يزكّي الشهود ويبحث عن حالهم ويبلّغ القاضي حالهم. (الأنساب ١١ / ٢٧٨).

(٢) في : المنتخب ٥٧.

(٣) في التقييد : «جمع للنسبة الفوائد».

(٤) في المطبوع من «التقييد» : «حبرة».

(٥) عبارة عبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب) : «المحدّث ابن المحدّث الظريف العزيز الّذي نشأ في حجور الأئمة والرؤساء لمكان أبيه وحرمة جدّه. أما جدّه أبو إسحاق المزكي فهو محدّث خراسان والعراق ، وقد ذكره الحاكم ، وأما أبوه أبو زكريا فهو محدّث وقته ، خرج له الفوائد أحمد بن علي بن فنجويه الحافظ وكان سمع مشايخ خراسان والعراق ... وأما أبو بكر فأظرف من رأينا من المشايخ وأجرأهم على سيرة الأسلاف ، وأرغبهم في التجميل ونظافة الثياب ، وأحفظهم لأيام المشايخ ، وكان من المكثرين.

وسمع عبد الله بن يوسف ، والحاكم أبا عبد الله ، والزيادي ، والقاضي أبا زيد.

ولقد عقد له مجلس الإملاء بمدينة السلام. يحكى أنه كان يحرز في مجلس إملائه أكثر من خمسمائة محبرة». (ص ٥٧).

١٣١

ثنا عنه : وجيه الشّحاميّ ، وهبة الرحمن القشيريّ ، وأبو نصر الغازي (١).

وقال الخطيب في ترجمته في تاريخه : (٢) أنا محمد بن يحيى ، نا عبد الرحمن بن بالويه : نا محمد بن الحسين القطان ، ثنا قطن ، فذكر حديثا.

وقع لنا عاليا في مجلس ابن بالويه هذا (٣).

قال السّمعاني : كان الخطيب متوقفا فيه ، فإنّه قال (٤) كتبت عنه ، ثمّ عاد إلي بعد ستّ سنين ، فحدّث عن الحاكم ، ولم يكن حدّث فيما تقدّم. ولم نر له أصلا ، وإنما كان يروي من فروع (٥).

وتوفي في رجب وله ثمانون سنة

ـ حرف الياء ـ

١٣١ ـ يعقوب بن أحمد (٦).

أبو سعد (٧) الأديب النّيسابوريّ.

من علماء العربية.

روى عن : أبي بكر الحيريّ وغيره.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠٠.

(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٤٣٥.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٩.

(٤) في تاريخ بغداد ٣ / ٤٣٥.

(٥) علق المؤلف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ على هذا بقوله : «هذا لا يدلّ على شيء». (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٩).

وقال عبد الغافر : «وله فوائد خرجها لنفسه ، ذكر عن كل شيخ حديثا واحدا ، يبلغ عدد مشايخه فيها قريبا من خمسمائة أكثر من العوالي». (المنتخب ٥٨).

وقال ابن نقطة ، نقلا عن عبد الغافر أنه قال : «وأوصى لي بعد وفاته بالكتب الأجزاء». (التقييد ١٢٣).

(٦) انظر عن (يعقوب بن أحمد) في : تتمة يتيمة الدهر ٢ / ٢٠١ رقم ١١٨ ، ودمية القصر للباخرزي ٢ / ٢٣٦ ـ ٢٤٣ رقم ٣٦٢ ، والمنتخب من السياق ٤٨٨ ، ٤٨٩ ، رقم ١٦٦١ ، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة ٩٦ ب ، وفيها اسمه : «يعقوب بن أحمد بن محمد بن أحمد» ، وإنباه الرواة ١ / ١٩٧ و ٣ / ١٠ ـ ١٢ ، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة ٥٣٩ ، ومعاهد التنصيص للعباسي ٣ / ٢٠٣ ، وبغية الوعاة ٢ / ٣٤٧ رقم ٢١٥٦ ، وكشف الظنون ١ / ٢٥٣ ، وتاريخ الأدب العربيّ ١ / ٣٤١ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ٢٤١.

(٧) كنيته في (المنتخب) : «أبو يوسف» وكذا في : (دمية القصر) ، و (البغية).

١٣٢

روى عنه : وجيه الشّحاميّ.

وتوفي في رمضان.

قال : عبد الغافر (١) فيه : أستاذ البلد في العربية واللّغة ، كثير التّصانيف والتّلامذة.

تلمذ للحاكم أبي سعيد بن دوست ، وقرأ عليه الأصول.

وقرأ الحديث الكثير على المشايخ. وأفاد أولاده.

وحدّث عن : أبي القاسم السّرّاج ، وابن فنجويه ، وطبقة أصحاب الأصمّ.

ثمّ روى عنه عبد الغافر حديثا (٢).

١٣٢ ـ يونس بن أحمد بن يونس (٣).

أبو الوليد الأزديّ الطليطليّ. ويعرف بابن شوقه.

روى عن : قاسم بن هلال ، وأبي عمر بن سميق ، وجماهر بن عبد الرحمن.

وكان خيرا ، فاضلا ، زاهدا ، له بصر بالفقه ، وتصرف في الحديث ، وفيه مروءة (٤).

توفي بمجريط (٥).

__________________

(١) عبارته في (المنتخب) : «استاذ البلد وأستاذ العربية واللغة ، معروف مشهور ، كثير التصانيف والتلامذة ، مبارك النفس ، جم الفوائد ، والنكت ، والطّرف ، مخصوص بكتب أبي منصور الثعالبي.

تلمذ للحاكم أبي سعد بن دوست وقرأ الأصول عليه وعلى غيره. وصحب الأمير أبا الفضل الميكالي ، ورأى العميد أبا بكر القهستاني ...».

(٢) صنّف : البلغة ، وجونة الندّ. (بغية الوعاة ٢ / ٣٤٧).

وله نثر حسن وشعر بارع كقوله في الثعالبي مؤلّف «تتمّة الدهر» :

لئن كنت يا مولاي أغليت قيمتي

وأغليت مقداري وأورثتني مجدا

وقصرّت في شكريك فالعذر واضح

وهل يشكر المولى إذا أكرم العبد؟

(٣) انظر عن (يونس بن أحمد) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٦٨٧ رقم ١٥١٥.

(٤) وقال ابن بشكوال : كان الأغلب عليه من الحديث ما فيه الزهد والرقائق ، ... وكان بارّا بإخوانه ، جميل المعاشرة لهم ، أحسن الناس خلقا ، وأكثرهم بشاشة ، لا يخرج من منزلة إلا لأمر مؤكّد.

(٥) وهي حاليا : مدريد.

١٣٣

سنة خمس وسبعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

١٣٣ ـ أحمد بن الحسن الماندكانيّ (١).

أبو نصر الأصبهاني المعروف بالقاضي (٢).

توفي في شوّال (٣).

١٣٤ ـ أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسنويه (٤).

أبو نصر الخراسانيّ (٥).

سمع : أبا بكر الحيريّ ، والصّيرفيّ ، والطّرازيّ

ـ حرف الباء ـ

١٣٥ ـ بديل بن عليّ بن بديل (٦).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن الحسن) في : معجم البلدان ٥ / ٤٤ وفيه : «أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن». و «الماندكاني» : نسبة إلى ماندكان ، من قرى أصبهان.

(٢) في معجم البلدان : «يعرف بقاضي الليل».

(٣) في معجم البلدان : «شعبان».

(٤) انظر عن (أحمد بن عبد الله بن محمد) في : المنتخب من السياق ١١٥ رقم ٢٤٩ وفيه «حسكويه».

(٥) قال عبد الغافر : أبو نصر النيسابورىّ التاجر ابن أبي بكر بن حسكويه ، معروف ، مشهور ، من أولاد المشايخ ، وبيته بيت التجارة ، وجدّه أبو عمرو بن حسكويه رئيس الباعة والتجار في وقته ، وأبوه أبو بكر من دهاة الرجال ومعاملي السلطان.

وهذا الشيخ أبو نصر كان يعيش متجملا في خفّة وتراجع من الثروة والضياع والعقار. وقيد سكنت وريحهم وانقرضت دولتهم.

(٦) انظر عن (بديل بن علي) في : معجم البلدان ١ / ٣٨٢.

١٣٤

أبو محمد (١) البرزنديّ (٢) الشّافعي.

سكن بغداد ، وتفقّه ، وسمع من : أبي الطّيّب الطّبريّ ، والبرمكيّ (٣).

وكتب الكثير ـ روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبو العزّ بن كادش ، وجماعة.

صالح ، خير ، من أهل السّنة.

قال ابن خيرون : مات في جمادى الآخرة.

١٣٦ ـ بكر بن محمد بن أبي سهل (٤) السّبعيّ (٥) الصّوفيّ.

أبو عليّ النّيسابوريّ.

حدّث ببغداد عن : أبي بكر الحيريّ (٦).

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

وكان جدّه مثريا فوقف سبع أملاكه ، فلذا قيل له السبعيّ (٧).

توفي ببغداد.

__________________

(١) في معجم البلدان : «أبو القاسم».

(٢) البرزندي : بفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الراء وفتح الزاي وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى برزند وهي بلدة من ديار أذربيجان من نواحي تفليس. (الأنساب ٢ / ١٤٨).

(٣) في الأصل : «البرملي».

(٤) انظر عن (بكر بن محمد) في : الأنساب ٧ / ٣٢ ، واللباب ٢ / ١٠٠ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٣٥١.

(٥) السبعيّ : بضم السين المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة ، وفي آخرها العين المهملة. (الأنساب ٧ / ٣١).

(٦) قال ابن السمعاني : ورد بغداد وحدّث بها بجزء من فوائد الفقيه أبي عثمان سهل بن الحسين النيسابورىّ سنة خمس وستين وأربعمائة.

قال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ : قرأت بخط أبي : سألت أبا علي بكر بن أبي بكر السبعي عن مولده ، فقال : في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة بنيسابور ، وذكر أنه سمع من أبي بكر الحيريّ ، وأبي سعيد الصيرفي ونظرائهما.

(٧) في الأنساب : قال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ : قال أبي ، وسألته : لم سميت السبعي؟

فقال : جدّة لنا أوصت بسبع مالها ، فيها سمّيت السبعية.

وتابعه (اللباب ٢ / ١٠٠).

١٣٥

ـ حرف الجيم ـ

١٣٧ ـ جعفر بن عبد الله بن أحمد القرطبيّ ، ثم الطّليطليّ (١).

أبو أحمد.

قرأ القرآن على أبي المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعيّ ، وسمع منه الكثير في سنة إحدى عشرة وأربعمائة (٢).

وقرأ الأدب على : قاسم بن محمد بن المروانيّ ، وحكم بن منذر.

وأخذ أيضا عن : أبي محمد بن عبّاس الخطيب ، وغير واحد.

قال ابن بشكوال : (٣) وكان ثقة فيما رواه ، فاضلا مقبضا. سمع النّاس منه. وأخذ عنه أبو عليّ الغسّانيّ ، وأنبا عنه محمد بن أحمد الحاكم وقال لي :قتل بداره ظلما ليلة عيد الأضحى ، ومولده سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.

قلت : هذا من مسندي الأندلس في عصره ، وشيخه القنازعيّ ، قرأ على الأنطاكيّ

ـ حرف الحاء ـ

١٣٨ ـ الحسن بن محمد بن محمد بن حمّويه (٤).

أبو عليّ النّيسابوريّ ، الصّفار الفقيه.

سمع : أبا بكر الحيريّ.

وعنه : زاهر الشّحاميّ ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيريّ ، وغيرهما.

مات في صفر (٥).

__________________

(١) انظر عن (جعفر بن عبد الله) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ١٢٩ رقم ٢٩٥.

(٢) قال ابن بشكوال : تلا عليه القرآن ، وسمع منه الحديث ثلاثة أعوام سنة إحدى عشرة ، واثنتي عشرة ، وثلاث عشرة.

(٣) في الصلة.

(٤) انظر عن (الحسن بن محمد بن محمد) في : المنتخب من السياق ١٨٦ ، ١٨٧ رقم ٥٢٢.

(٥) قال عبد الغافر الفارسيّ : كتب وسمع من أصحاب الأصم كالقاضي والصيرفي ، ثم من بعدهم من مشايخ الوقت.

قرأت من خطّ الفقيه صالح بن أبي صالح المؤذن أنه قال : سألته عن مولده؟ فقال : ولدت سنة أربع وأربعمائة.

١٣٦

١٣٩ ـ الحسين بن عبد الله بن عليّ (١).

أبو عبد الله بن عريبة الرّبعيّ (٢) البغداديّ ، والد أبي القاسم عليّ.

سمع مع ولده من : أبي الحسن بن مخلد البزّاز.

روى عنه : أبو بكر محمد بن عبد الباقي.

وتوفي في ذي الحجّة.

١٤٠ ـ حمد بن الفضل بن أحمد بن منصور الرّازيّ (٣).

الفقيه.

توفي في ربيع الآخر

ـ حرف الخاء ـ

١٤١ ـ خلف بن محمد بن جعفر (٤).

أبو القاسم الأندلسيّ.

من أهل المريّة.

حجّ ، وأخذ عن : أبي عمران الفاسيّ ، وأبي ذر عبد بن أحمد.

روى عنه : أبو جعفر بن أحمد بن سعيد.

ولي خطابة بلده (٥). وعاش ثمانين سنة

ـ حرف السين ـ

١٤٢ ـ سهل بن عبد الله بن عليّ (٦).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) الربعيّ : بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى ربيعة بن نزار. ويقال الربعي أيضا لمن ينتسب إلى ربيعة الأزد. (الأنساب ٦ / ٧٦ ، ٧٧).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) انظر عن (خلف بن محمد) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ١٧١ رقم ٣٨٩ وفيه : «خلف بن أحمد بن جعفر الجراوي».

(٥) قال ابن بكشوال : أخبرنا عنه أبو جعفر أحمد بن سعيد في كتابه إلينا وغيره من شيوخنا ، وكان معتنيا بالعلم ، راوية له ، وتولى الخطابة بالمريّة ، ثم أقعد عنها.

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

١٣٧

أبو الحسن الغازي (١) الأصبهانيّ الزّاهد.

سمع : عثمان بن أحمد البرجيّ ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ ، وابن مردويه.

روى عنه : مسعود الثقفيّ ، وأبو عبد الله الرستميّ.

مات في ربيع الآخر.

ـ حرف العين ـ

١٤٣ ـ عبد الله بن أحمد بن أبي الحسين (٢).

أبو الحسين النّيسابوريّ الشاماتيّ ، الأديب.

سمع من : أبي الحسين بن عبد الغافر ، وغيره.

وأدب بالعربية بنيسابور ، وصنف شرحا «لديوان المتنبي» ، وشرحا «للحماسة» وشرحا «لأمثال أبي عبيد» وغير ذلك.

وتوفي في رابع عشر رجب (٣).

١٤٤ ـ عبد الله بن مفوز بن أحمد بن مفوز (٤).

أبو محمد المعافريّ الشّاطبيّ.

روى الكثير عن أبي عمر بن عبد البرّ ، ثم زهد فيه لصحبته السّلطان.

وروى عن : أبي تمام القطينيّ ، وأبي العبّاس العذريّ.

وكان رحمه‌الله مشهورا بالعلم والزّهد. وهو أخو الحافظ طاهر.

__________________

(١) بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي. هذه النسبة إلى الغزو والجهاد مع الكفّار. (الأنساب ٩ / ١١٤).

(٢) انظر عن (عبد الله بن أحمد الشاماتي) في : المنتخب من السياق ٢٨٧ رقم ٩٤٩ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٣١ رقم ٢٤ ، وبغية الوعاة ٢ / ٣٢ رقم ١٣٥٧ ، وكشف الظنون ١ / ٦٩٢ ، وهدية العارفين ١ / ٤٥٢ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ٢٣.

(٣) وقال عبد الغافر : مشهور بالتأديب في نيسابور ، مبارك النفس ، بالغ في التخريج والإرشاد.

وتوفي وما سمع منه كثير شيء. (المنتخب).

(٤) انظر عن (عبد الله بن مفوز) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٢٨٤ رقم ٦٢٤.

١٣٨

١٤٥ ـ عبد الوهاب بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة (١).

أبو عمرو (٢) العبديّ (٣) الأصبهانيّ.

وكان أصغر من أخويه عبد الرحمن ، وعبيد الله. وكان حسن الأخلاق ، متواضعا ، رحيما باليتامى والأرامل ، حتّى كان يقال له أبو الأرامل (٤).

وسمع الكثير من والده ، وسمع من : إبراهيم بن خرشيد قوله ، وأبي عمر بن عبد الوهاب ، وأبي محمد الحسن بن يوه.

وسمع بمكّة الحسن بن أحمد بن فراس.

ووقع لنا أجزاء من حديثه. وروى بالإجازة عن أبي الحسين الخفاف القنطريّ ، وأبي عبد الله الحاكم ، وجماعة.

وحديثه في هذا الوقت بالإجازة من العوالي.

روى عنه : إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ ، ومحمد بن طاهر (٥) ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي ، وأخوه خالد بن عمر ، وأبو سعيد البغداديّ ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن الفتح الفيج (٦) ، والحسن بن العبّاس الرّستميّ ، وأبو الخير محمد بن أحمد بن الباغبان ، ومسعود بن الحسن الثقفيّ ، وآخرون.

ورحل النّاس إليه من البلدان.

__________________

(١) انظر عن (عبد الوهاب بن محمد العبديّ) في : مقدّمة كتاب الإيمان لابن مندة ١ / ٦٠ ، والمنتظم ٩ / ٥ رقم ٢ / ١٦ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ رقم ٣٥٢٤) ، والمنتخب من السياق ٣٥٥ رقم ١١٧٤ ، والتقييد لابن نقطة ٣٧٠ ، ٣٧١ رقم ٤٧٤ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٢٨ ، ودول الإسلام ٢ / ٦ ، والعبر ٣ / ٢٨٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤٠ ـ ٤٤٢ رقم ٢٢٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٥٠٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٣ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٨.

(٢) في البداية والنهاية : «أبو عمر» ، وهو تحريف.

(٣) تقدّم التعريف بهذه النسبة.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤١.

(٥) وهو قال : رحلت إلى طوس إلى أبي عمرو بن مندة من أجل حديث واحد. (التقييد ٣٧١).

(٦) هو الأصبهاني الفرضيّ. و «الفيج» بكسر الفاء ، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وجيم. (المشتبه في الرجال ٢ / ٤٩٨).

١٣٩

قال أبو سعد السّمعانيّ : رأيت الناس بأصبهان مجمعين على الثناء عليه والمدح له. وكان شيخنا إسماعيل الحافظ كثير الثّناء عليه والرّواية عنه. وكان يفضله على أخيه أبي القاسم (١).

وقال ابنه أبو زكريا يحيى : توفي ليلة تاسع عشر من جمادى الآخرة (٢).

قرأت على فاطمة بنت سليمان ، وغيرها ، عن محمود بن إبراهيم ، أنّ أبا الخير محمد بن أحمد أخبرهم : أنبا عبد الوهاب بن محمد : ثنا أبي : سمعت الحسين بن عليّ النيسابوريّ : سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : دخل إليّ جماعة من الكلابية ، وسمّاهم بأسمائهم ، قال : فقلت لهم : إن كان كما تزعمون أن الله لم يكن خالقا حتّى خلق الخلق ، فأنتم تزعمون أن الله ليس بالآخر ، والله يقول (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) (٣) ، وأنّه ليس بمالك يوم الدين ، لأن يوم الدّين يوم القيامة. فبهتوا ورجعوا.

وقال السلفيّ : سألت المؤتمن السّاجيّ ، عن أبي عمرو بن مندة فقال : لم أر شيخنا أقعد منه وأثبت منه في الحديث. قرأت عليه إلى أن فاظت نفسه ، ولم أفجع بموت شيخ لقيته كما فجعت به رحمه‌الله (٤).

١٤٦ ـ عليّ بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن إبراهيم بن بشر (٥).

أبو الحسن الحفصيّ.

من أهل أستراباذ (٦). قدم بغداد ، وسمع من : هلال الحفار ، وغيره.

__________________

(١) انظر : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤١.

(٢) وكان مولده سنة ٣٨٦ ه‍. (التقييد ٣٧١).

(٣) سورة الحديد ، الآية ٢.

(٤) وقال عبد الغافر الفارسيّ : «شيخ جليل نبيل من بيت العلم والحديث ، وأبوه من مشاهير أئمّة الحديث. قدم نيسابور ، وحدث ، وخرج». (المنتخب ٣٥٥).

«أقول» : وهو راوي كتاب «الإيمان» لأبيه محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة الحافظ المتوفى سنة ٣٩٥ ه‍. وقام بتحقيقه الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي ، ونشرته مؤسسة الرسالة في بيروت ، طبعة ثانية ١٤٠٦ ه‍. / ١٩٨٥ م. ، في مجلدين.

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) أستراباذ : بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحدة بين الألفين ، وفي آخرها الذال المعجمة. وقد يلحقون فيه ألفا أخرى بين التاء=

١٤٠