تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وروى عنه من شعره : أبو القاسم النّسيب ، وأبو المفضل يحيى بن عليّ القرشيّ.

وقال ابن ماكولا : (١) لم أدرك بالشام أشعر منه.

وقال النسيب : مولده بدمشق في سنة ٣٩٤. وورد أنّ أباه كان من أمراء العرب. وقد مدح في شعره ملوكا وأكابر ، وتوفي بحلب في شعبان (٢).

ومن شعره :

طالما قلت للمسائل عنهم

واعتمادي هداية الضّلال

إن ترد علم حالهم عن يقين

فالقهم في مكارم أو نزال

تلق بيض الأعراض (٣) سود مثار النّقع

خضر الأكناف حمر النضال(٤)  

وله :

أسكان نعمان الأراك تيقنوا

بأنكم في ربع قلبي سكان

ودوموا على حفظ الوداد فطال ما

منينا (٥) بأقوام إذا استحفظوا (٦) خانوا

سلوا الليل عني قد تناءت دياركم

هل اكتحلت بالنّوم لي فيه أجفان

 __________________

(١) في الإكمال ٢ / ٣٧٠.

(٢) كتب أبو الفرج غيث بن علي الصوري بخطّه : ذكر لي الشريف النسيب أن مولد أبي الفتيان في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة بدمشق ، وقرأته بخطه أيضا قال : وذكر لي ـ يعني أبا تراب عليّ بن الحسين الربعي ـ عن أبي الفتيان أنه مات وقد بلغ التسعين. وأنه قال : كنت في سنة أربعمائة وحدودها غلاما مشتدا أقاتل مع صالح. (مختصر تاريخ دمشق ٢٢ / ١٩٠).

ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :اختلف المؤرخون في تاريخ وفاته ، ففي (الكامل في التاريخ) و (المختصر في أخبار البشر) و (تاريخ ابن الوردي) توفي سنة ٤٧٢ ه‍.

وفي (مرآة الجنان) ذكر مرتين ، مرة في وفيات سنة ٤٧١ ه‍. (ج ٣ / ١٠١ ، ١٠٢) ، ومرة في وفيات سنة ٤٧٣ ه‍. (ج ٣ / ١٠٣) وقال : توفي السلطان الغنوي! أما ولادته فتحرفت في (شذرات الذهب) إلى : «أربع وسبعين وثلاثمائة».

(٣) في الوافي بالوفيات : «بيض الوجوه».

(٤) الأبيات في ديوانه ٢ / ٢٦٠ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٤٤١ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤١٣ ، ٤١٤ والبيتان الثاني والثالث في : الوافي بالوفيات ٣ / ١٢٠.

(٥) في مختصر تاريخ دمشق : «بلينا».

(٦) في المختصر : «إذا حفظوا».

١٠١

وهل جردت أسياف برق دياركم

فكانت لها إلا جفوني أجفان(١).

٩٢ ـ محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن (٢).

أبو سعيد الكرابيسيّ الصّفار المؤذّن.

سمعه أبوه من : عبد الله بن يوسف بن مامويه ، وأبي عبد الرحمن السّلمي.

روى عنه : وجيه الشّحاميّ ، وغيره.

ومات في ذي الحجّة.

وروى عنه أيضا : عبد الغافر بن إسماعيل.

__________________

(١) الأبيات في الديوان ، القصيدة رقم ٦٤٥ ، ومختصر تاريخ دمشق ٢٢ / ١٩١.

وقد لقي ابن حيّوس جماعة من الملوك والأكابر ومدحهم ، وأخذ جوائزهم ، وكان منقطعا إلى بني مرداس أصحاب حلب ، وله فيهم القصائد الأنيقة ، ودخل طرابلس وصور. قال الصفدي :كان أوحد زمانه في الفرائض ، واستخلف من قبل الحكّام على الفرائض والتزويجات.

دخل طرابلس في أوائل سنة ٤٦٤ ه‍. بعد أن ترك دمشق مغيظا محنقا وخائفا يترقّب ، وإلى ذلك يشير بقوله :

وللحمية لا عن زلة حكمت

بالبعد فارقت أفدانا وخلانا

تخيفني بلد حتى أعود إلى

أخرى كأني عمران بن حطّانا

ولم يكد يستقرّ في طرابلس ويترفق في الوصل إلى صاحبها القاضي أمين الدولة ابن عمّار حتى توفي أمين الدولة في منتصف رجب من سنة ٤٦٤ ، وخلفه ابن أخيه جلال الملك ابن عمار ، فقال ابن حيّوس قصيدة يرثي بها أمين الدولة ويعزي جلال الملك :

ذد بالعزاء الهمّ عن طلباته

لا تسخطنّ الله في مرضاته

لك من سدادك مخبر بل مذكر

إن الزمان جرى على عادته ..

وكتب ابن حيّوس وهو بطرابلس إلى سديد الملك ابن منقذ وهو بحلب :

أمّا الفراق فقد عاصيته فأبى

وطالت الحرب إلا أنه غلبا

أراني البين لمّا حمّ عن قدر

وداعنا كل جدّ بعده لعبا

وحين أتى سديد الملك إلى طرابلس نصح ابن حيّوس بالخروج من طرابلس لنفور بني عمّار منه ومن مواقفه نحو الفاطميين ، وأشار عليه بالذهاب إلى حلب ، فانتقل إليها سنة  ٦٥ ه‍ وانقطع إلى بني مرداس ، وبها التقى بالشاعر ابن الخياط الدمشقيّ ونصحه بأن ينزل طرابلس.

وقد نزل ابن حيّوس مدينة صور ، وكتب بها إلى قاضيها الناصح عين الدولة أبي الحسن بن عياض يعاتبه في وقوف ما كان له في دار وكالته ، ويشكو إليه ابن السمسار الّذي سطا على ماله وعامله بالجور :

كلانا إذا فكرت فيه على شفا

وقد مرّ في التعليل والمطل ما كفا

وإني لأخفي ما لقيت صيانة

لعرضك فامنن قبل أن يبرح الخفا

(٢) انظر عن (محمد بن عبد العزيز الكرابيسي) في : المنتخب من السياق ٦١ رقم ١١٧.

١٠٢

وسمع أيضا من : ابن محمش ، وأكثر عن السّلميّ. وكان من الصّالحين الثّقات.

روى عنه أيضا : هبة الرحمن بن القشيريّ ، وجامع السّقاء ، ومحمد بن منصور الكاغذيّ بالإجازة (١).

٩٣ ـ محمد بن محمد بن عليّ (٢).

أبو الفضل العكبريّ المقرئ.

من نبلاء القرّاء. قرأ على أبي الفرج عبد الملك النهروانيّ ، وأبي الحسن الحماميّ ، والحسن بن محمد بن الفحّام.

وأتقن القراءات.

وسمع من : ابن رزقويه. وكان صدوقا.

توفي في ربيع الآخر بعكبرا عن سنّ عالية.

روى عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وأخوه.

وقد حدث عن ابن رزقويه (٣) ، وكان ضريرا.

ويقال له الجوزرانيّ (٤) ، بجيم ثمّ زاي.

٩٤ ـ محمد بن يحيى الهاشميّ السرقسطيّ (٥).

__________________

(١) قال عبد الغافر الفارسيّ : «ثقة مستور ، من بيت الحديث. كان أبوه من المختصين بزين الإسلام جدي قديما ، ومن منتابي المدرسة. كتب الكثير وجمع ، وسمع ابنه أبا سعيد من مثل عبد الله بن يوسف والزيادي ، وأكثر عن السلف ، وكتب أكثر تصانيفه وسمعها هو وابنه أبو سعيد منه.

وأبو سعيد من عباد الله الصالحين ، سليم الجانب. أذن في خان عبد الكريم سنين ، وتوفي فجأة في ذي الحجة». (المنتخب).

(٢) انظر عن (محمد بن محمد بن علي) في : الأنساب ٣ / ٣٦٤ ، ومعجم البلدان ٢ / ١٨٢ ، واللباب ١ / ٣٠٨ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٣٤ رقم ٣٦٩ ، وغاية والنهاية ٢ / ٢٥٨ ، ٢٥٩ رقم ٣٤٥٥.

(٣) في الأنساب : سمع الحديث من أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزّاز.

(٤) الجوزانيّ : بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي والراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جوزران ، قرية بنواحي عكبرا من سواد بغداد. (الأنساب ٣ / ٣٦٤).

(٥) انظر عن (محمد بن يحيى) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥٢ رقم ١٢٠٩ ، وهو في طبعة الدار المصرية : «محمد بن هاشم» بإسقاط اسم أبيه «يحيى».

١٠٣

توفي في هذه الحدود (١) سمع بمصر : أبا العباس بن نفيس (٢).

وكان يحفظ «صحيح البخاري» كلّه ، و «الموطّأ» رحمه‌الله (٣).

٩٥ ـ محمود بن جعفر بن محمد (٤).

أبو المظفر الأصبهانيّ الكوسج التميميّ.

سمع من : عمّ أبيه الحسين بن أحمد الكوسج ، والحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان البغداديّ ثمّ الأصبهانيّ ، وغير واحد.

وسئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال : عدل مرضيّ رحمه‌الله

ـ حرف النون ـ

٩٦ ـ نصر بن أحمد بن مزاحم الخطيب (٥).

أبو الفتح السّمنجانيّ (٦) البلخيّ.

سمع : أبا عليّ بن شاذان البزّاز ، وغيره.

روى عنه : أبو بكر محمد بن عبد الباقي القاضي ، وأبو غالب بن البنّاء.

وكتب عنه : أبو الفضل بن خيرون مع تقدّمه.

وكان يترسل إلى الأطراف من الدّيوان. وقد سمع ببخارى من : منصور بن نصر الكرمينيّ ، وغيره (٧).

__________________

(١) كنيته : أبو عبد الله.

(٢) سمع منه : «مسند الجوهري».

(٣) سئل أبو علي بن سكرة عنه فقال : رجل صالح ، كان يحفظ الموطأ ، والبخاري ، وغير شيء ، ورأيته يقرأ من حفظه كتاب البخاري على الناس فيما بين العشاءين بالسند والمتابعة ، لا يخلّ بشيء من ذلك.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (نصر بن أحمد) في : الأنساب ٧ / ١٥٠ ، ١٥١ ، والمنتظم ٨ / ٣٢٩ رقم ٤١٨ (١٦ / ٢١٤ رقم ٣١٥٢).

(٦) السمنجاني : بكسر السين والميم ، وسكون النون ، والجيم. نسبة إلى سمنجان : بليدة من طخارستان وراء بلخ ، وهي بين بلخ وبغلان. (الأنساب).

(٧) قال ابن السمعاني : كان شيخا ثقة مشهورا.

١٠٤

٩٧ ـ نصر بن المظفر بن طاهر البوسنجي (١).

ابو الحسن.

توفي بأصبهان في رجب

ـ حرف الهاء ـ

٩٨ ـ هيّاج بن عبيد الحطينيّ الزّاهد (٢).

ورد أيضا أنه توفي في ذي الحجة من هذه السّنة.

وقد مرّ في سنة اثنتين

ـ حرف الياء ـ

٩٩ ـ يحيى بن أبي نصر الهرويّ (٣).

الفقيه أبو سعد.

سمع من : أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ القاضي ، وأبي بكر الحيريّ.

١٠٠ ـ يحيى بن محمد بن الحسن (٤).

أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الحسينيّ الكوفيّ.

روى عن : محمد بن عبد الله الجعفيّ.

وعنه : ابن الطيوريّ ، والمؤتمن السّاجيّ ، وإسماعيل بن السمرقنديّ ، وأبو الفضل الأرمويّ.

ولد سنة ٣٩٥ ـ ومات سنة ٧٣.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته. ويقال : بوسنجي وبوشنجي : بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة وسكون النون ، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة يقال لها بوشنك. (الأنساب ٢ / ٣٣٢ ، ٣٣٣).

(٢) تقدم برقم (٦١).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) تقدّمت ترجمته في وفيات سنة ٤٧٢ ه‍. برقم (٦٢) وهو هناك : «يحيى بن محمد بن الحسين».

وقد جاء في حاشية الأصل : «ث. توفي السنة الماضية».

١٠٥

سنة أربع وسبعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

١٠١ ـ أحمد بن عبد العزيز بن عليّ (١).

أبو طالب الشروطيّ (٢) الجرجاني ، ثم البغداديّ.

ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

وسمع : أباه ، وبكر بن شاذان الواعظ ، وأبا عليّ بن شاذان.

وأول سماعه سنة أربع وأربعمائة من أبيه عن بشر الأسفرائينيّ.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، ويحيى بن الطّراح.

وتوفي في المحرم.

١٠٢ ـ أحمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عمرو بن منتاب (٣).

أبو محمد بن أبي عثمان البصريّ ، ثمّ البغداديّ الدقّاق ، المقرئ.

كان ثقة ، مكثرا من الحديث ، مهيبا ، جليلا. ختم عليه جماعة.

سمع : أباه ، وإسماعيل بن الحسن الصّرصريّ ، وأحمد بن محمد المجبر ، وأبا عمر بن مهديّ ، وأبا أحمد الفرضيّ ، والحسن بن القاسم الدبّاس ، وابن البيّع.

وعنه : مكّيّ الرميليّ ، وهبة الله الشّيرازيّ ، وعبد الغافر بن الحسين الكاشغريّ ، وعمر الرؤاسيّ ، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وإسماعيل بن

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في : المنتظم ٨ / ٣٣٢ رقم ٤٢١ (١٦ / ٢١٩ رقم ٣٥١٥).

(٢) الشروطيّ : بضم الشين المعجمة ، والراء ، وبعدهما الواو ، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة لمن يكتب الصّكاك والسجلات ، لأنها مشتملة على «الشروط» ، فقيل لمن يكتبها «الشروطي». (الأنساب ٧ / ٣٢١).

(٣) انظر عن (أحمد بن علي الدقاق) في : المنتظم ٨ / ٣٣٢ ، ٣٣٣ رقم ٤٢٣ (١٦ / ٢١٩ ، ٢٢٠ رقم ٣١٥٧).

١٠٦

السّمرقنديّ ، ومحمد بن عبد الملك بن خيرون.

ومولده سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.

قال يحيى بن الطّراح : أنا أبو محمد بن أبي عثمان : أنا الحسن بن القاسم سنة أربعمائة حضورا ، أنا أحمد وكيل أبي صخرة ، فذكر حديثا.

وقال إسماعيل بن السّمرقنديّ : سئل أبو محمد أخو أبي الغنائم بن أبي عثمان أن يستشهد ، فامتنع ، فكلّف ، فقال : أصبروا إلى غد. ودخل البيت ، فأصبح ميتا رحمه‌الله.

ومثلها حكاية نصر بن عليّ الجهضمي لما ورد عليه الكتاب بتوليته القضاء ، فاستصبرهم وبات يصلي إلى السّحر ، فسجد طويلا ومات.

توفي أبو محمد في ذي القعدة ، وشيعه قاضي القضاة الدّامغانيّ ، والشيخ أبو إسحاق ، وخلائق ، وأمهم أخوه أبو الغنائم.

١٠٣ ـ أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عليّ (١).

أبو طاهر الخوارزميّ القصار (٢).

سمع : أبا عمر بن مهديّ ، وإسماعيل بن الحسن الصّرصريّ.

روى عنه : ابنه محمد ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وجماعة.

مات في ذي الحجة. وكان صحيح السّماع ، فاضلا (٣).

١٠٤ ـ أحمد بن محمد بن عبد الله شاهكويه (٤).

الصوفي.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد الخوارزمي) في : الأنساب ١٠ / ١٦٥ ، والمنتظم ٨ / ٣٣٢ رقم ٤٢٠ (١٦ / ٢١٨ ، ٢١٩ رقم ٣٥١٤).

(٢) قال ابن السمعاني : القصار : هو الّذي يقصر الثياب ، ولعلّ بعض أجداد المنتسب إليه يستعمل هذا الشغل ومثل هذا الانتساب ـ أعني ـ إلى الحرف ، اختص بها أهل خوارزم وآمل طبرستان. (الأنساب ١٠ / ١٦٥) وفي المنتظم : «القصاري».

(٣) وقال ابن السمعاني : سكن بغداد ، وكان رسولا من حضرة الخلافة إلى غزنة ، ولم يكن يعرف شيئا غير أنه كان فطنا كيسا. هكذا ذكره لي عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي.

وكانت ولادته سنة ٣٩٥ ه‍.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

١٠٧

كأنه أصبهانيّ.

١٠٥ ـ أحمد بن المطهر بن الشيخ أبي نزار محمد بن عليّ (١).

أبو سعد العبديّ العبقسيّ (٢) الأصبهانيّ.

روى عن : جدّه ، والحافظ أبي بكر بن مردويه.

١٠٦ ـ أحمد بن هبة الله بن محمد بن يوسف بن صدقة (٣).

أبو بكر الرحبيّ (٤) الدبّاس (٥).

قيل إنّه من ولد سعد بن معاذ رضي‌الله‌عنه.

كان شيخا معمرا ، نيف على المائة ، ويسكن بغداد محلّة النّصرية.

سمع : أبا الحسين بن بشران ، ومحمد بن الحسين القطّان.

روى عنه : أبو بكر الأنصاريّ ، وأبو القاسم السّمرقنديّ.

قال شجاع الذهليّ : حدّثني غير مرة أنّه ولد سنة سبعين وثلاثمائة.

وقال ابن ناصر : مات أبو بكر الرحبيّ في رجب ، وقد بلغ مائة وأربع سنين.

وقال ابن النّجار : كان يذكر أنّه سمع من أبي الحسين بن سمعون ، والمخلّص ، وأنّ أصوله ذهبت في النهب.

١٠٧ ـ إبراهيم بن عقيل بن حبش (٦).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) العبديّ : بفتح العين المهملة ، وسكون الباء المنقوطة بواحدة ، وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى عبد القيس في ربيعة بن نزار ، والمنتسب إليه مخير بين أن يقول : «عبدي» أو «عبقسي» (الأنساب ٨ / ٣٥٥ ، ٣٥٦).

(٣) انظر عن (أحمد بن هبة الله) في : المنتظم ٨ / ٣٣٢ رقم ٤٢٢ (١٦ / ٢١٩ رقم ٣٥١٦) ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٤٨ رقم ٢٧٧.

(٤) الرّحبيّ : بفتح الراء ويكون الحاء المهملتين ، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة ، هذه النسبة إلى الرحبة ، وهي بلدة من بلاد الجزيرة في آخر حدّ هاب على أول حدّ الشام يقال لها : رحبة مالك بن طوق على شط الفرات. (الأنساب ٦ / ٨٨ ، ٨٩).

(٥) الدبّاس : بفتح الدال المهملة وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها السين المهملة. هذه الحرفة لمن يعمل الدبس أو يبيعه. (الأنساب ٥ / ٢٦٧).

(٦) انظر عن (إبراهيم بن عقيل) في : تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي ١ / ٨٢ ،=

١٠٨

أبو إسحاق القرشيّ الساميّ (١) النّحوي ، المعروف بالمكبريّ (٢).

روى عن : عليّ بن أحمد الشّرابيّ ، وعن خيثمة الأطرابلسيّ (٣).

روى عنه : الخطيب في كتاب «التلخيص» (٤).

__________________

= والإكمال ٢ / ٣٥٦ و ٦ / ٢٣٩ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤ / ٢٧٣ ، ومعجم الأدباء ١ / ٢٠٦ ، رقم ٢٢ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٢٢ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٤ / ٨٤ رقم ١٠٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٩ رقم ١٥٠ ، والكشف الحثيث ٤٢ رقم ١٤ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٥٦ ، رقم ٢٤٩٦ ، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملا ٧ / ٩٩ ب ، ولسان الميزان ١ / ٨٢ ، ٨٣ رقم ١ / ٢٢٩ وبغية الوعاة ١ / ٤١٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٣١ ، ٢٣٢ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ١ / ٢٣٦ ، ٢٣٧ ، رقم ٣٦ ، ومعجم المؤلفين ١ / ٦٠ وقد اختلف في اسم الجدّ ، فقيل : «حبش» ، وقيل : «جيش» ، وقيل «حبيش». وأورد ابن ماكولا صاحب الترجمة مرتين ، فقال في الأولى : «إبراهيم بن عقيل بن جيش .. حدّث عن علي بن أحمد الشرابي ، عن خيثمة. كتب عنه أصحابنا ولم أكتب عنه». (الإكمال ٢ / ٣٥٦) وقال في الثانية : «إبراهيم بن عقيل بن حبيش» ، وأي أثبت الباء الموحدة بعد الحاء المهملة. بينما نقل ابن عساكر عن ابن ماكولا قوله الأول فقط : «جيش بجيم مفتوحة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ، وعقيل بفتح العين». (تاريخ دمشق ٤ / ٢٧٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٣١) ، وفي (معجم الأدباء ١ / ٢٠٦) قال محققه بالحاشية : «جاء في عنوان الترجمة ما نصّه : إبراهيم بن عقيل بن حبش» بدلا من جيش. وأثبت العنوان وضبطه : «إبراهيم بن عقيل (بضم العين) بن جيش» هكذا بتحريك الجيم والياء والمثناة من تحتها!

وورد في (الكامل في التاريخ ١٠ / ١٢٢) طبعة صادر : «عقيل بن حبش» بضم العين.

وفي (مختصر تاريخ دمشق ٤ / ٨٤) : «إبراهيم بن عقيل بن جيش».

وفي (ميزان الاعتدال ١ / ٤٩) : «إبراهيم بن عقيل بن حبيش».

ومثله في (الكشف الحثيث ٤٢).

وفي (الوافي بالوفيات ٦ / ٥٦) : «إبراهيم بن عقيل بن جيش».

وفي (لسان الميزان ١ / ٨٢) : «إبراهيم بن عقيل بن جيش».

وفي (بغية الوعاة ١ / ٤١٩) : «إبراهيم بن عقيل بن جيش».

(١) السّامي : بالسين المهملة. نسبة إلى سامة بن لؤيّ بن غالب. (الأنساب ٧ / ١٦).

(٢) هكذا في الأصل ، وتاريخ دمشق ، ومختصره ، وتهذيبه ، وكتابنا : موسوعة علماء المسلمين.

أما في (معجم الأدباء ١ / ٢٠٦) فقد ضبطه محققه : «المكبريّ» بكسر الباء الموحدة. وكذا في (الوافي بالوفيات ٦ / ٥٦).

وتحرفت في (الكشف الحثيث ٤٢) إلى : «البكريّ».

وفي (لسان الميزان ١ / ٨٢) إلى : «الكبري».

وضبطها محقّق (بغية الوعاة ١ / ٤١٩) : «المكبريّ» بتشديد الباء الموحدة المكسورة.

(٣) هو : خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (٢٥٠ ـ ٣٤٣ ه‍.) انظر عنه كتابنا : من حديث خيثمة الأطرابلسي ـ طبعة دار الكتاب العربيّ بيروت ١٩٨٠ م.

(٤) هو كتاب : «تلخيص المتشابه في الرسم» ، وقد حققته الباحثة سكينة الشهابي ، وصدر بدمشق=

١٠٩

ضعفه ابن الأكفانيّ (١) ، واطلع عليه بتركيب سند مستحيل للنّحو (٢).

١٠٨ ـ أرسلان تكين بن الطنطاش (٣).

أبو الحارث التركيّ.

__________________

= في جزءين.

وقال الخطيب : كان صدوقا.

وفي قوله نظر.

(١) وهو قال : توفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة ، ودفن بباب الصغير ، ثم عدّ من كتب عنه ، ثم قال : وكتب عنه الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في كتابه الّذي سماه : «تلخيص المتشابه في الرسم ، وحماية ما أشكل منه من بوادر التصحيف والوهم» في ترجمة إبراهيم بن عقيل وهو بالضم ، وإبراهيم بن عقيل بالفتح».

وكان أبو إسحاق يذكر أنّ عنده تعليقة أبي الأسود الدّؤلي التي ألقاها عليه علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، وكان كثيرا ما يوعد بها ولا سيما لأصحاب الحديث ، وكان كثيرا ما يوعدني بها فأطلبها منه وهو يرجئ الأمر إلى أن وقعت إليّ في حال حياته ، دفعها إليّ الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد بن منصور المالكي ، وكان كتبها عنه على ما ذكر لي إذ حملها إلي المعروف برزين الدولة المصمودي لما كان يقرأ عليه شيئا من علم العربية وسمعها منه في سنة ست وستين وأربعمائة ، وإذا به قد ركّب عليها إسنادا لا حقيقة له ، عن شيخ له ، عن يحيى بن أبي بكر الكرماني ، عن إسرائيل ، قال : فبينت ذلك للفقيه أبي العباس وقلت له : إنّ ابن أبي بكر مات سنة ثمان ومائتين فكيف يمكن أن يكون بين هذا وبينه رجل واحد ، فرجع عنه.

قال ابن الأكفاني : ولم يقع أمر هذا الإسناد وهذه التعليقة للشيخ الخطيب ولا وقف عليه لابن ابن عقيل كان لا يظهر ذلك ، وهذه التي سماها التعليقة في أول «أمالي» أبي القاسم الزّجّاجي نحوا من عشرة أسطر ، فجعلها هذا الشيخ قريبا من عشرة أوراق ، وصورة الإسناد ، قال :حدّثني أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن نصر بن يعقوب بالبصرة ، حدّثني يحيى بن أبي بكر الكرماني ، حدّثني إسرائيل ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، قال : وحدّثني محمد بن عبيد الله ، عن الحسن بن عيّاش ، عن عمّه ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، قال : وحدثني محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عيّاش ، عن عمّه ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، أن أبا الأسود دخل على عليّ. فذكرها. (تاريخ دمشق ٤ / ٢٧٣ ، لسان الميزان ١ / ٨٣).

وانظر : أمالي الزّجاجي ـ ص ٢٣٨ ، ٢٣٩.

(٢) وقال ابن عساكر : حدّث عن ابن الشرابي بجزءين أحدهما عن جدّه أبي بكر بن محمد بن علي الرمادي الشرابي البغدادي ، والآخر عن خيثمة بن سليمان. (تاريخ دمشق ٤ / ٢٧٣).

وقال ياقوت : «وله كتاب في النحو ، رأيته قدر «اللّمع» ، وقد أجاز فيه». (معجم الأدباء ١ / ٢٠٧).

«أقول» : هكذا وردت «أجاز» بالزاي ، ولعلها : «أجاد» بالدال المهملة. وقد وردت هكذا ، بالدال ، في (الوافي بالوفيات ٦ / ٥٦).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته. وهمزة «ألطنطاش» همزة قطع.

١١٠

ببغداد. ويعرف أبوه بسيف المجاهدين.

روى عن : أبي علي بن شاذان.

وعنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ.

مات في جمادى الأولى

ـ حرف الحاء ـ

١٠٩ ـ الحسين بن عبد الرحمن بن عليّ الجنابذيّ (١).

أبو عليّ الفقيه.

حدّث عن : ابن محمش ، وأبي إسحاق الأسفرائيني ، والحيريّ.

ومات رحمه‌الله بنيسابور.

١١٠ ـ الحسين بن عليّ بن عبد الرحمن بن محمد بن محمود (٢).

أبو بكر النّيسابوريّ الحاكم الحنفيّ الدّهان.

من أعيان مذهبه.

روى عن : أبي الحسن بن عبدان ، وجماعة من أصحاب الأصمّ.

وتوفي في ذي الحجّة (٣).

١١١ ـ حمد بن عبد العزيز (٤).

أبو القاسم الأصبهانيّ المعدل.

حدّث في هذه السّنة عن : أبي عبد الله الجرجانيّ.

روى عنه : مسعود الثقفي ، والحسن بن العباس الرستميّ.

١١٢ ـ حمد بن محمد بن أحمد بن العباس (٥).

__________________

(١) انظر عن (الحسين بن عبد الرحمن) في : المنتخب من السياق ٢٠٣ رقم ٦٠٨.

و «الجنابذيّ» : بضم الجيم وفتح النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة بعد الألف وفي آخرها الذال المعجمة ، هذه النسبة إلى كونابذ ويقال لها بالعربي جنابذ وهي قرية بنواحي نيسابور. (الأنساب ٣ / ٣٠٦).

(٢) انظر عن (الحسين بن علي) في : المنتخب من السياق ٢٠٠ رقم ٥٩٤.

(٣) وكان مولده سنة ٣٩٠ ه‍.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (حمد بن محمد الأسدي) في : المنتخب من السياق ٢١٣ رقم ٦٥٢ ، وطبقات

١١١

أبو عبد الله الأسديّ الزّبيريّ (١) الآمليّ.

ولي القضاء والرئاسة بآمل ، وطبرستان سنين.

وكان من رجال الدّهر رأيا وكفاءة.

وصاهر نظام الملك. وكان يلقّب بناصر السّنة.

روى عن : أبيه ، وناصر العمريّ ، وأبي محمد الجوينيّ.

وتوفي في ربيع الأول ، وله بضع وخمسون سنة

ـ حرف الدال ـ

١١٣ ـ دبيس بن عليّ بن مزيد الأسديّ (٢).

نور الدّولة (٣) أمير عرب العراق.

كان نبيلا ، جوادا ، ممدّحا ، بعيد الصّيت.

__________________

= الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ١٦٤ وفيه : «حمد بن محمد بن العباس بن محمد بن موسى» ، والوافي بالوفيات ١٣ / ١٦٠ رقم ١٧٨.

(١) قال السبكي : يتصل نسبه بالزبير بن العوام. سمع الحديث الكثير وسافر في طلبه إلى خراسان ، ولقي الأئمة.

قال شيرويه : قدم علينا همذان وسمعت منه ببغداد.

وقال ابن السمعاني : ولد قبل العشرين وأربعمائة ، وتوفي بنيسابور ليلة الجمعة لخمس بقين من ربيع الأول ، وحمل تابوته إلى آمل ودفن بها.

وقال الصفدي : كان له تقدّم عند السلاطين والوزراء ، وكان يطوف مع العسكر ، ويراسل به إلى الأطراف. وقد جمع في الحديث السنن وفضائل الصحابة ، وغير ذلك من التاريخ. وكان متمسكا بآثار السلف ، وله لسان في النظر والوعظ ، وقدم بغداد وناظر في حلق الفقهاء ، فأبان عن فضل وافر. (الوافي بالوفيات).

(٢) انظر عن (دبيس بن علي* في : دمية القصر ١ / ١٤٥ ، ١٤٦ رقم ١٢ ، والمنتظم ٨ / ٣٣٣ رقم ٤٢٦ (١٦ / ٢٢٠ رقم ٣٥٢٠) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٢١ ، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٩٢ ، وخريدة القصر (قصم شعراء العراق) ج ٤ ق ١ / ١٥٣ ـ ١٨٣ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٠٩ ـ ١١١ ، ومعجم البلدان (مادّة : الحلّة) ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٩١ (في ترجمة ، صدقة بن منصور رقم ٦٠٢) ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٥٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٦ ، وفيه «دبيس بن مزيد» ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥٧ ، ٥٥٨ رقم ٢٨٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٢٥٦ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٥١٠ رقم ٦٠٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٣ ، وتاريخ ابن خلدون ٤ / ٥٩٠ ـ ٦٢٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١١٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ١٣٨ ، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة ٢٠٧ ، والأعلام ٢ / ٣٣٧.

(٣) كنيته : أبو الأغرّ.

١١٢

عاش ثمانين سنة (١) ، ومات في شوّال فرثاه الشّعراء فأكثروا (٢).

وولي بعده ابنه بهاء الدّولة أبو كامل منصور ، فسار إلى السلطان ، وخلع عليه الخليفة أيضا ، وأعطاه الحلّة كأبيه (٣)

ـ حرف السين ـ

١١٤ ـ سعد بن محمد بن يحيى (٤).

أبو المظفر الجوهريّ الأصبهانيّ ، المؤدب الضّرير.

حدّث أيضا في هذه السّنة عن عثمان البرجيّ.

وعنه : مسعود ، والرّستميّ.

وهو أخو سعيد شيخ السّاميّ.

١١٥ ـ سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث (٥).

__________________

(١) وكان مولده سنة ٣٩٤ ه‍. وولي الإمارة سنة ٤٠٨ ه‍. وقيل إنّ سنة كان في ذلك الوقت أربع عشرة سنة. وأقام أميرا نيفا وستين سنة. (المنتظم ، الوافي بالوفيات).

وقال ابن خلكان : وكانت إمارته سبعا وستين سنة. وكان أبو الحسن علي بن أفلح الشاعر المشهور كاتبا بين يديه في شبيبته. (وفيات الأعيان ٢ / ٤٩١).

(٢) ومن شعره :

حدا الحادي بشعري حين ساروا

وبالأسحار بقظهم أنيني

وكنت علي فراقهم معينا

لذلك لم أجد صبري معيني

ومنه أيضا.

حبّ عليّ بن أبي طالب

للناس مقياس ومعيار

يخرج من في أصلهم مثل ما

تخرج غش الذهب النار

(الوافي بالوفيات ١٣ / ٥١٠).

(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٢١ و ١٥٠ ، وتوفي سنة ٤٧٩ ه‍. وستأتي ترجمته برقم (٣١٠).

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (سليمان بن خلف) في : الإكمال ١ / ٤٦٨ ، وقلائد العقيان ٢١٥ ، ٢١٦ ، والذخيرة لابن بسام ق ٢ مجلد ١ / ٩٤ ـ ١٠٥ ، وترتيب المدارك ٤ / ٨٠٢ ـ ٨٠٨ ، والأنساب ٢ / ١٩ ، و ٢٠ ، والصلة لابن بشكوال ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠٢ رقم ٤٥٤ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٦ / ٤٤٢ ، ٤٤٦ ، والزيادات على الأنساب المتفقة لأبي موسى الأصبهاني ١٥٨ رقم ١٢ ، وبغية الملتمس للضبي ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، والمغرب في حلي المغرب ١ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، وتاريخ قضاة الأندلس ٩٥ ، ومعجم الأدباء ٤ / ٢٤٦ ـ ٢٥١ رقم ٧٩ ، واللباب ١ / ١٠٣ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي ٢٠٤ ، وخريدة القصر (قسم=

١١٣

الإمام أبو الوليد التجيبيّ (١) القرطبيّ الباجيّ (٢).

صاحب التّصانيف.

أصله بطليوسي (٣) ، وانتقل آباؤه إلى باجة ، وهي مدينة قريبة من إشبيلية.

ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.

أخذ عن : يونس بن عبد الله بن مغيث ، ومكيّ بن أبي طالب ، ومحمد بن إسماعيل ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث ، وجماعة.

ورحل سنة ستّ وعشرين ، فجاور ثلاثة أعوام.

__________________

= شعراء الأندلس) ج ٢ ق ٢ / ٣٣٧ ، ٤٩٩ ، ٥٠٠ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٠ / ١١٥ ـ ١١٧ رقم ٦٩ ، والروض المعطار ٧٥ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ٢٢٣ ، ٢٢٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٥٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٥ ـ ٥٤٥ رقم ٢٧٤ ، والعبر ٣ / ٢٨٠ ، ٢٨١ ، ودول الإسلام ٢ / ٦ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٨ ـ ١١٨٣ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٤٠ ، و ٢ / ٢٦٢٨ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٨٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ٩٠٨ ، ١٠٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢٢ ، ١٢٣ ، وفوات الوفيات ٢ / ٦٤ ، ٦٥ ، رقم ١٧٣ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٣٧٢ ـ ٣٧٤ رقم ٥٢٠ ، والديباج المذهب ١ / ٣٧٧ ـ ٣٨٥ ، والوفيات لابن قنفذ ٢٥٥ رقم ٤٧٤ ، وشرح ألفية العراقي ٢ / ٦١ ، ٦٢ ، وتبصير المنتبه ١ / ١١٧ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٣١٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١١٤ ، وطبقات الحفاظ ٤٤٠ ، ٤٤١ ، وطبقات المفسّرين للسيوطي ١٤ ، وتاريخ الخلفاء ، له ٤٢٦ ، وطبقات المفسرين للداوديّ ١ / ٢٠٢ ـ ٢٠٧ ، ونفح الطيب ٢ / ٦٧ ـ ٨٥ ، وكشف الظنون ١٩ ، ٢٠ ، ٤١٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، وروضات الجنات ٣٢٢ ، وإيضاح المكنون ١ / ٤٨ ، ٧٤ ، وهدية العارفين ١ / ٣٩٧ ، وديوان الإسلام ١ / ٢٣١ ، و ٢٣٢ ويضاح المكنون ١ / ٤٨ ، ٧٤ ، وهدية العارفين ١ / ٣٩٧ ، وديوان الإسلام ١ / ٢٣١ ، ٢٣٢ رقم ٣٥١ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١٢٠ ، ١٢١ رقم ٣٤١ ، والرسالة المستطرفة ٢٠٧ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٢٥٠ ـ ٢٥٢ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ٣١٧ ، ٣١٨ رقم ٦٥٦ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ٩٨ رقم ٩٩٢ وص ٢٣٥ رقم ١٩٧ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٢٦١.

(١) التجيبيّ : بضم التاء المعجمة بنقطتين من فوق وكسر الجيم وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها في آخرها باء منقوطة بواحدة هذه النسبة إلى تجيب وهي قبيلة وهو اسم امرأة وهي أم عديّ وسعد ابني أشرح بن شبيب بن السكون. (الأنساب ٣ / ٢٤).

(٢) الباجي : بالباء المفتوحة المنقوطة بنقطة من تحتها والجيم المكسورة بعد الألف. هذه النسبة إلى ثلاثة مواضع أحدها إلى باجة وهي بلدة من بلاد الأندلس. (الأنساب ٢ / ١٨).

(٣) بطليوسي : بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة وسكون اللام وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى بطليوس وهي مدينة من مدن الأندلس من بلاد المغرب. (الأنساب ٢ / ٢٤١).

١١٤

ولزم أبا ذرّ ، وكان يروح معه إلى السّراة (١) ، ويتصرّف في حوائجه ، وحمل عنه علما كثيرا.

وذهب إلى بغداد ، فأقام بها ثلاثة أعوام (٢). وأظنّه قدمها من على الشّام ، لأنه سمع بدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن الطّبيز (٣) ، وعليّ بن موسى السّمسار ، والحسين بن جميع (٤).

وسمع ببغداد : أبا طالب عمر بن إبراهيم الزهريّ ، وعبد العزيز الأزجيّ (٥) ، وعبيد الله بن أحمد الأزهريّ ، وابن غيلان ، والصوريّ (٦) ، وجماعة.

وأخذ الفقه عن : أبي الطّيب الطبريّ ، وأبي إسحاق الشّيرازيّ.

وأقام بالموصل على أبي جعفر السّمنانيّ سنة يأخذ عنه علم الكلام والأصول (٧).

وأخذ أيضا عن القاضي : أبي عبد الله الحسين بن عليّ الصّيمريّ (٨) الحنفيّ ، وأبي الفضل ابن عمروس (٩) المالكيّ ، وأحمد بن محمد العتيقيّ ، وأبي

__________________

(١) السّراة : الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة. وهي باليمن أخصّ. (معجم البلدان ٣ / ٢٠٤).

(٢) الصلة ١ / ٢٠١.

(٣) الطبيز : بضم الطاء المهملة ، وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة ، والزاي آخر الحروف.

وقد توفي أبو القاسم بن الطبيز في حدود سنة ٤٣٠ ه‍. (المشتبه ٢ / ٤١٨).

(٤) هو : الحسين بن جميع الصيداوي المعروف بالسّكن. توفي سنة ٤٣٧ ه‍. انظر عنه في : (معجم الشيوخ لابن جميع بتحقيقنا).

وقد ورد في الأصل : «الحسن» ، والتصحيح من مصادر ترجمته في كتابنا : موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ١٦٥ ـ ١٧٢ رقم ٥٠٩.

وانظر : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٦ / ٢٤٢ ففيه رواية سليمان بن خلق عن ابن جميع.

(٥) تقدم التعريف بهذه النسبة.

(٦) هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري المتوفى سنة ٤٤١ ه‍. (الصلة ١ / ٢٠١).

(٧) الصلة ١ / ٢٠١.

(٨) الصيمريّ : بفتح الصاد المهملة ، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفتح الميم ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى موضعين. أحدهما منسوب إلى نهر من أنهار البصرة يقال له «الصيمر» ، عليه عدّة قرى. منه أبو عبد الله المذكور. (الأنساب ٨ / ١٢٧ ، ١٢٨).

(٩) في الديباج المذهب ١ / ٣٧٨ «عروس» ، وهو تحريف.

١١٥

الفتح (١) الطناجيريّ ، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة (٢) ، وطبقتهم.

حتّى برع في الحديث وبرز فيه على أقرانه ، وأحكم الفقه وأقوال العلماء.

وتقدم في علم النّظر بالكلام.

ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلوم كثيرة (٣).

روى عنه : الحافظ أبو بكر الخطيب ، والحافظ أبو عمر بن عبد البرّ ، وهما أكبر منه ، ومحمد بن أبي نصر الحميدي ، وعليّ بن عبد الله الصقليّ ، وأحمد بن عليّ بن غزلون ، وأبو عليّ بن سكرة الصّدفيّ ، وابنه العلّامة الزّاهد أبو القاسم أحمد بن سليمان ، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد القاضي ، وأبو بكر محمد بن الوليد الطّرطوشيّ (٤) ، وابن شبرين (٥) القاضي ، وأبو عليّ بن سهل السّبتيّ (٦) ، وأبو بحر سفيان بن العاص ، ومحمد بن أبي الخير القاضي ، وآخرون.

وتفقّه به جماعة كثيرة.

وكان فقيرا قانعا ، خدم أبا ذرّ بمكّة (٧).

قال القاضي عياض (٨) : وأجر نفسه ببغداد لحراسة درب. وكان لمّا رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذّهب للغزل ، ويعقد الوثائق.

__________________

(١) هكذا في الأصل ، والصلة ١ / ٢٠١ ، وجاء في هامش الأصل للصلة : «الفرج» وأشير فوقها بعلامة الصحة. وفي (الأنساب ٨ / ٢٥١) : «أبو الفرج» أيضا.

«الطناجيري» : بفتح الطاء المهملة ، والنون ، والألف ، وكسر الجيم ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى «طناجير» وهي جمع طنجير ، ولعلّ واحدا من أجداده يعمل بهذا. (الأنساب).

(٢) في ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٢ «رومة» وهو تحريف.

(٣) الصلة ١ / ٢٠١ ، ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٣.

(٤) الطرطوشي : بسكون الراء بين الطاءين المهملتين المضمومتين ، وبعدهما الواو ، وفي آخرها الشين المعجمة ، هذه النسبة إلى طرطوشة ، وهي بلدة من آخر بلاد المسلمين بالأندلس ، (الأنساب ٨ / ٢٣٤).

(٥) شبرين : بالشين المعجمة ، والباء المنقوطة بواحد من تحتها ، وراء مهملة.

(٦) السبتي : بفتح السين المهملة ، نسبة إلى مدينة سبتة بالمغرب.

(٧) الصلة ١ / ٢٠١ ، ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٢.

(٨) في ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٤ ، ٨٠٥.

١١٦

وقال لي أصحابه : كان يخرج إلينا للقراءة عليه ، وفي يده أثر المطرقة ، إلى أن فشا علمه ، وهنيت (١) الدّنيا به ، وعظم جاهه ، وأجزلت صلاته ، حتّى مات عن مال وافر. وكان يستعمله الأعيان في التّرسل بينهم ، ويقبل جوائزهم. وولي قضاء مواضع من الأندلس.

صنف كتاب «المنتقى» (٢) في الفقه ، وكتاب «المعاني» في شرح «الموطّأ» ، عشرين مجلدا ، لم يؤلف مثله. وكان قد صنف كتابا كبيرا جامعا بلغ فيه الغاية سماه كتاب «الإستيفاء» (٣) ، وصنف كتاب «الإيماء» (٤) في الفقه ، خمس مجلدات ، وكتاب «السراج» (٥) في الخلاف. لم يتمم ، و «مختصر المختصر (٦) في مسائل المدونة» ، وكتاب «اختلاف الموطّآت» (٧) ، وكتاب «الجرح والتّعديل» (٨) ، وكتاب «التّسديد إلى معرفة التّوحيد» (٩) وكتاب «الإشارة» في أصول الفقه ، وكتاب «إحكام الفصول في أحكام الأصول» (١٠) ، وكتاب «الحدود» (١١) ، وكتاب «شرح المنهاج» (١٢) ، وكتاب «سنن الصّالحين وسنن العابدين» (١٣) ، وكتاب «سبل (١٤)

__________________

(١) في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٨ : «وهيتت».

(٢) شرح فيه «موطّأ» مالك ، وفرع عليه تفريعا حسنا. وقد طبع بسبعة أجزاء بعناية ابن شقرون ، في مصر سنة ١٩١٤ م.

قال ياقوت : «والمنتقى مختصر الاستيفاء». (معجم الأدباء ١١ / ٢٤٨).

(٣) قال القاضي عياض : لم يصنع مثله ، في مجلدات. (ترتيب ٤ / ٨٠٦).

(٤) وهو مختصر لكتاب «المنتقى». (ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٦ ، معجم الأدباء ١١ / ٢٤٨ ، ٢٤٩).

(٥) في ترتيب المدارك : «السراج في عمل الحجاج» ، وفي معجم الأدباء «السراج في ترتيب الحجاج».

(٦) في ترتيب المدارك ، ومعجم الأدباء : «المهذب في اختصار المدونة».

(٧) في الأصل : «احلاف الموطّآت» ، والمثبت عن : ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٦ ، ومعجم الأدباء ١١ / ٢٤٩ ، وفي شجرة النور الزكية ١ / ١٢١ «اختصار الموطّآت».

(٨) في ترتيب المدارك ، ومعجم الأدباء : «التعديل والتجريح لمن خرّج عنه البخاري في الصحيح».

(٩) في ترتيب المدارك : «التسديد إلى معرفة طرق التوحيد» ، وفي خريدة القصر ج ٤ ق ٢ / ٤٩٩ «التسديد في أصول الدين» ، وفي الديباج المذهب : «التشديد إلى معرفة طريقة التوحيد» ، وفي الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٧٣ : «التشديد ...».

(١٠) في خريدة القصر ج ٤ ق ٢ / ٤٩٩ : «الوصول إلى معرفة الأصول».

(١١) في الأصول. (معجم الأدباء).

(١٢) في ترتيب المدارك : «تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجّاج».

(١٣) في ترتيب المدارك : «... وسنن العائدين» وهو تحريف. وفي معجم الأدباء : «السنن في

١١٧

المهتدين» ، وكتاب «فرق الفقهاء» (١) ، وكتاب «تفسير القرآن» ، لم يتمه ، وكتاب «سنن المنهاج وترتيب الحجاج» (٢).

ابن عساكر : (٣) حدّثني أبو محمد الأشيريّ : سمعت أبا جعفر بن غزلون الأمويّ الأندلسيّ : سمعت أبا الوليد الباجيّ يقول : كان أبي من تجار القيروان من باجة القيروان ، وكان يختلف إلى الأندلس ويجلس إلى فقيه بها يقال له أبو بكر بن سماح (٤) ، فكان يقول : ترى أرى لي ابنا مثلك؟ فلمّا أكثر من ذلك القول قال : إن أحببت ذلك (٥) فأسكن قرطبة ، والزم أبا بكر القبريّ (٦) ، وتزوج بنته ، عسى أن ترزق ولدا مثلي. ففعل ذلك ، فجاءه أبو الوليد ، وآخر صار صاحب صلاة (٧) ، وثالث كان من الغزاة (٨).

وقال أبو نصر بن ماكولا (٩) : أمّا الباجيّ ذو الوزارتين أبو الوليد سليمان بن خلف القاضي ، فقيه ، متكلّم ، أديب ، شاعر ، رحل وسمع بالعراق ، ودرس الكلام على القاضي السّمنانيّ ، وتفقّه على أبي إسحاق الشيرازي ، ودرس وصنف.

__________________

= الدقائق (!) والزهد».

(١٤) في ترتيب المدارك : «سبيل».

__________________

(١) لم يذكره القاضي عياض ، وهو في معجم الأدباء.

(٢) هو : «تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجاج» كما في (ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٧) ، وهو :

«السراج في ترتيب الحجّاج» كما في (معجم الأدباء ١١ / ٢٤٩) ومن مؤلفاته أيضا :كتاب تهذيب الزاهر لابن الأنباري ، والناسخ والمنسوخ ، لم يتمّ ، وكتاب الأنصار لأعراض الأئمة الأخيار. (ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٧) ، والمقتبس في علم مالك بن أنس ، وكتاب النصيحة لولده. (معجم الأدباء ١١ / ٢٤٩).

(٣) في تاريخ دمشق ١٦ / ٤٤٤ ، ومختصر تاريخ دمشق ١٠ / ١١٦.

(٤) في الأصل : «سماخ» بالخاء.

(٥) في تاريخ دمشق : «إن أحببت أن ترزق ابنا مثلي».

(٦) في تاريخ دمشق : «والزم أبا بكر محمد بن عبد الله القبري».

(٧) بسرقسطة.

(٨) في تاريخ دمشق : «وابن ثالث كان من أدلّ الناس ببلاد العدو في الغزو حتى إنه كان يعرف الأرض بالليل بشمّ التراب».

(٩) في الإكمال ١ / ٤٦٨.

١١٨

وكان جليلا رفيع القدر والخطر. توفي بالمريّة من الأندلس ، وقبره هناك يزار.

وقال أبو عليّ بن سكرة : ما رأيت أحدا على سمته وهيبته وتوقير مجلسه مثل أبي الوليد الباجيّ. ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم ، فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفر الشّاميّ ، وكان ممن صحبه أبو الوليد الباجيّ قديما ، فلمّا دخلت عليه قلت له : أدام الله عزّك ، هذا ابن شيخ الأندلس. فقال : لعله ابن الباجيّ؟ قلت : نعم. فأقبل عليه (١).

وقال عياض القاضي (٢) : حصلت لأبي الوليد من الرؤساء مكانة ، وكان مخالطا لهم ، يترسل بينهم في مهم أمورهم ، ويقبل جوائزهم. وهم له في ذلك على غاية التجلة ، فكثرت القالة فيه من أجل هذا.

وولي قضاء مواضع من الأندلس تصغر عن قدره كأوريولة (٣) وشبهها ، فكان يبعث إليها خلفاء ، وربما أتاها المرّة ونحوها.

وكان في أول أمره مقلّا حتّى احتاج في سفره إلى القصد بشعره ، واستئجار نفسه في مقامه ببغداد فيما سمعته مستفيضا لحراسة درب ، فكان يستعين بإجارته على نفقته و [بضوئه] (٤) على دراسته ، وكان بالأندلس يتولى ضرب ورق الذّهب للغزال والأنزال ، ويعقد الوثائق.

وقد جمع ابنه شعره. وكان ابتدأ كتابا سمّاه «الإستيفاء» في الفقه ، لم يضع منه غير الطّهارة في مجلدات.

قال عياض (٥) : ولمّا قدم الأندلس وجد بكلام ابن حزم طلاوة إلّا أنه كان خارجا عن المذهب ، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه ، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه ، واتبعه على رأيه جماعة من أهل الجهل ، وحلّ

__________________

(١) ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٤.

(٢) في ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٤ ـ ٨٠٦ بتصرف في ألفاظ النصّ.

(٣) في ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٥ «كأريولة».

(٤) في الأصل بياض ، والمستدرك من : ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٤.

(٥) في ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٥.

١١٩

بجزيرة ميورقة ، فرأس فيها ، واتبعه أهلها. فلما قدم أبو الوليد كلّم في ذلك ، فدخل إلى ابن حزم وناظره ، وشهر باطله ، وله معه مجالس كثيرة. ولمّا تكلّم أبو الوليد في حديث البخاريّ ما تكلّم من حديث المقاضاة يوم الحديبيّة ، وقال بظاهر لفظه ، أنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصّائغ وكفره بإجازته الكتب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الآي (١) ، وأنه تكذيب للقرآن ، فتكلّم في ذلك من لم يفهم الكلام ، حتّى أطلقوا عليه الفتنة ، وقبحوا عند العامّة ما أتى به ، وتكلّم به خطباؤهم في الجمع.

وفي ذلك يقول عبد الله بن هند الشّاعر قصيدة منها :

برئت ممن شرى (٢) دنيا بآخرة

وقال : إنّ رسول الله قد كتبا(٣)

فصنف أبو الوليد في ذلك رسالة بين فيها أنّ ذلك لا يقدح في المعجزة ، فرجع جماعة بها (٤).

ومن شعره :

قد أفلح القانت في جنح الدّجى (٥)

يتلو الكتاب العربيّ النيرا

له حنين وشهيق وبكا

بيل من أدمعه ترب الثّرى

إنا لسفر نبتغي نيل المدى

ففي السرا بغيتنا لا في الكرى (٦)

 __________________

(١) هكذا في الأصل ، وفي ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٤٠ «الأميّ».

(٢) في الأصل : «شرا».

(٣) ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٥.

(٤) قال القاضي عياض : «أخبرني الثقة أنه سمع خطيب دانية ضمّنها خطبته يوم الجمعة ، فأنشدها على رءوس الناس ، رحمه‌الله ، فألف هذا الكتاب وبين فيه وجوه المسألة لمن لم يفهمها وأنها لا تقدح في المعجزة كما لم تقدح القراءة في ذلك بعد أن لم يكن قارئا ، بل في هذا معجزة أخرى. وأطال في ذلك الكلام ، وذكر من قال بهذا القول من العلماء وكان المقرئ أبو محمد بن سهل من أشدّ الناس عليه في ذلك. ولم ينكر عليه في ذلك ، ولم ينكر عليه أولو التحقيق في العلم والمعرفة بأسراره وخفائه شيئا من قوله ، وكتب بالمسألة إلى شيوخ صقلّيّة وغيرها ، فأنكروا إنكارهم عليه وأثنوا عليه وسوغوا تأويله. منهم ابن الجزار» (ترتيب المدارك ٤ / ٨٠٦).

(٥) في الأصل : «الدجا».

(٦) في الأصل : «الكرا».

١٢٠