تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وروى عنه : محمد بن طاهر ، وعمر الرّؤاسيّ ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ ، وثابت بن منصور القيسرانيّ ، وإبراهيم بن عثمان الرّازقيّ ، وأبو نصر هبة الله السجزيّ ، وغيرهم.

قال ابن طاهر المقدسيّ : كنا جلوسا بالحرم ، فتمارى اثنان أيهما أحسن :مصر ، أو بغداد؟ فقلت : هذا يطول ، ولا يفصل بينكما إلا من دخل البلدين.

فقالوا : من هو؟

قلت : الفقيه هيّاج.

فقمنا بأجمعنا إليه ، قال : فيم جئتم؟ فقصصت عليه وقلت : قد احتكما إليك.

فأطرق ساعة ثم قال : أقول لكما أيهما أطيب؟

قلنا : نعم.

فقال : البصرة.

قلت : إنّما سألا عن مصر وبغداد ، فقال : البصرة أطيب ، ذاك الخراب وقلة النّاس ، ويطيب القلب بتلك المقابر والزيارات. وأما بغداد ومصر ، فليس فيهما خير من الزّحمة والأكاسرة.

وكان هيّاج فقيه الحرم بعد رافع الحمّال.

وسمعته يقول : كان لرافع الحمّال في الزّهد قدم ، وإنما تفقه أبو إسحاق الشّيرازيّ ، وأبو يعلى بن الفراء بمراعاة رافع. كانوا يتفقهون ، وكان يكون معهما ، ثم يروح يحمل على رأسه ، ويعطيهما ما يتقوتان به.

قال ابن طاهر : وكان هيّاج قد بلغ من زهده أنّه يصوم ثلاثة أيّام ، ويواصل ولا يفطر إلا على ماء زمزم. فإذا كان آخر اليوم الثّالث من أتاه بشيء أكله ، ولا يسأل عنه.

وكان قد نيف على الثّمانين ، وكان يعتمر في كلّ يوم ثلاث عمر على

__________________

= الثمين ٧ / ٣٨٠.

٨١

رجليه ، ويدرس عدة دروس لأصحابه. وكان يزور عبد الله بن عبّاس بالطّائف كلّ سنة مرة ، يأكل بمكّة أكلة ، وبالطائف أخرى.

وكان يزور النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كل سنة مع أهل مكّة. كان يتوقف إلى يوم الرحيل ، ثمّ يخرج ، فأوّل من أخذ بيده كان في مونته إلى أن يرجع ، وكان يمشي حافيا من مكّة إلى المدينة ذاهبا وراجعا (١).

وسمعته يقول : وقد شكى إليه بعض أصحابه أن نعله سرقت في الطّواف :اتّخذ نعلين لا يسرقهما أحد (٢).

ورزق الشّهادة في وقعة وقعت لأهل السّنة بمكّة ، وذلك أنّ بعض الرّوافض شكى إلى أمير مكّة : أنّ أهل السّنّة ينالون منّا ويبغضونا. فأنفذ وأخذ الشيخ هياجا ، وجماعة من أصحابه ، مثل أبي محمد بن الأنماطي ، وأبي الفضل بن قوام ، وغيرهما. وضربهم ، فمات الاثنان في الحال ، وحمل هيّاج إلى زاويته ، وبقي أيّاما ، ومات من ذلك رضي‌الله‌عنه (٣).

وقال السّمعاني : سألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ ، عن هيّاج بن عبيد ، فقال : كان فقيها زاهدا. وأثنى عليه (٤)

__________________

(١) الأنساب المتفقة ٥٦ ، الأنساب ٤ / ١٧٠ ، المنتظم ٨ / ٣٢٦ (١٦ / ٢٠٩ ، ٢١٠) ، اللباب ١ / ٣٧٤ ، مختصر تاريخ دمشق ٢٧ / ١٦٥ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٤.

(٢) الأنساب المتفقة ٥٦.

(٣) الأنساب المتفقة ٥٦ ، الأنساب ٤ / ١٧٠ ، ١٧١ ، المنتظم ٨ / ٣٢٦ (١٦ / ٢٠٩ ، ٢١٠) ، معجم البلدان ٢ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، مختصر تاريخ دمشق ٢٧ / ١٦٥ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٤ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٠٩ وفيه أنه لما مات قال بعض العلماء : لو ظفرت النصارى بهيّاج لما فعلوا فيه ما فعله به صاحب مكة هذا الخبيث.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٥.

وقال ابن عساكر : وقيل إنه أقام بالحرم نحو أربعين سنة لم يحدّث في الحرم. وإنّما كان يحدّث في الجلّ حين يخرج للإحرام بالعمرة.

وقيل : توفي هياج سنة أربع وسبعين وأربعمائة. ودفن جانب قبر الفضيل بن عياض. (مختصر تاريخ دمشق ٢٧ / ١٦٥).

وقال فيه بعضهم :

أقول لمكة ابتهجي وتيهي

على الدنيا بهيّاج الفقيه

إمام طلق الدنيا ثلاثا

فلا طمع لها من بعيد فيه

(النجوم الزاهرة ٥ / ١٠٩).

٨٢

ـ حرف الياء ـ

٦٢ ـ يحيى بن محمد بن الحسين (١).

الشريف أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الكوفيّ.

من ولد زيد بن عليّ بن الحسين. وأقساس : قرية من قرى الكوفة.

ثقة ، روى عن : محمد بن عبد الله الجعفيّ.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبو الفضل الأرمويّ.

توفي في حدود هذه السنة (٢).

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن محمد) في : الأنساب ١ / ٣٣٣ وفيه : «يحيى بن محمد بن الحسن» ، ومثله في : اللباب ١ / ٨٠ ، ٨١ ، ومعجم البلدان ١ / ٢٣٦ ، وسيعاد في وفيات سنة ٤٧٣ ه‍. برقم (٩٩) وهو هناك : «يحيى بن محمد بن الحسن».

(٢) وكانت ولادته في شوال سنة ٣٩٥ ، وتوفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة. كذا قال ابن السمعاني ، وتابعه ياقوت ، وابن الأثير.

٨٣

سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٦٣ ـ أحمد بن حاتم بن بسّام بن عامر (١).

أبو العباس البكريّ التّيميّ الأصبهانيّ الشّاهد.

له رحلة إلى خراسان وإلى بغداد سنة عشرين ، فسمع من جماعة.

روى عن : أبي عليّ بن شاذان.

روى عنه : الحسين بن عبد الملك الأديب.

وتوفي في صفر.

٦٤ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن سرابان (٢).

أبو طاهر الروذباريّ (٣) الصّائغ ابن الزّاهد.

روى عن : أحمد بن تركان ، وعبد الرحمن المؤدّب ، وأبي سلمة الهمدانيين ، ومنصور بن رامش.

قال شيرويه : سمعت منه ، وكان ثقة متقنا.

توفي في شوال ، وله ثمانون سنة.

٦٥ ـ أحمد بن محمد بن أحمد الأخضر البغداديّ المقرئ (٤).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) الروذباريّ : بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء بعد الألف ، هذه اللفظة لمواضع عند الأنهار الكبيرة يقال لها الروذبار ، وهي في بلاد متفرّقة منها موضع على باب الطابران يقال لها الروذبار. (الأنساب ٦ / ١٨٠).

(٤) انظر عن (أحمد بن محمد المقرئ) في : المنتظم ٨ / ٣٢٧ رقم ٤١٣ (١٦ / ٢١٢ رقم ٣٥٠٧) ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢١.

٨٤

كان من أحسن النّاس تلاوة في المحراب. وكان مقلّا قانعا.

روى عن : أبي علي بن شاذان.

وعنه : ابن السّمرقنديّ ، وعليّ بن أحمد بن بكار المقرئ (١).

٦٦ ـ أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن (٢).

الخيّاط الأنصاريّ.

روى عن : ابن خرّشيد قوله ، وأبي الفرج البرجيّ.

٦٧ ـ إسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحيريّ (٣).

أبو محمد النّيسابوريّ ، البزّاز.

شيخ معمر ، صالح ، مجاور بالجامع.

سمع الكثير ، وحدّث عن أبي الحسين العلويّ ، وأبي طاهر بن محمش ، وعبد الله بن يوسف بن مامويه ، وأبي عبد الرحمن السّلميّ.

روى عنه : عبد الغافر الفارسيّ وقال : توفي في رابع ذي الحجّة ، والحسين بن عليّ الشّحاميّ ، وسعيدة بنت زاهر الشّحاميّ ، وآخرون.

٦٨ ـ أمة الرحمن بنت عمر بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف (٤).

أمّ الخير.

صالحة مستورة ، روت عن : عمّها عثمان بن دوست.

وماتت في شوال.

٦٩ ـ أمة القاهر بنت محمد بن أبي عمرو بن دوست العلاف (٥).

أمّ العزّ.

عن : جدّها.

__________________

(١) قال ابن الجوزي : روى عنه أشياخنا وكان يذهب إلى مذهب أهل الظاهر ، وكان أحسن الناس تلاوة للقرآن في المحراب ، حسن الطريقة ، حميد السيرة ، مقلا من الدنيا ، قنوعا. (المنتظم).

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في : المنتخب من السياق ١٤٣ (دون رقم).

(٤) لم أجد مصدر ترجمتها.

(٥) لم أجد مصدر ترجمتها.

٨٥

وعنها : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وغيره.

أرخها ابن النّجار

ـ حرف الحاء ـ

٧٠ ـ الحسين بن عليّ بن عمر بن عليّ (١).

أبو عبد الله الأنطاكيّ.

كان ينوب بدمشق في القضاء عن أبي الفضل بن أبي الجن العلويّ.

سمع من : تمام الرّازيّ (٢) ، وعبد الرحمن بن أبي نصر.

وكان يسكن بالشّاغور (٣) ، وهو آخر من حدّث عن تمّام.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وهبة الله بن أحمد الأكفانيّ ، وجمال الإسلام أبو الحسن ، وعليّ بن قبيس.

وسأله غيث (٤) عن مولده ، فقال : سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.

وتوفي في المحرّم.

٧١ ـ الحسين بن عليّ بن محمد بن أحمد بن إسحاق (٥).

أبو القاسم النيسابوريّ المختار.

حدّث عن : عبد الله بن يوسف ، وابن محمش ، والأستاذ أبي سعد ، وأصحاب الأصمّ.

ودفن إلى جانب ابن نجيد.

وله كلام في المعرفة.

__________________

(١) انظر عن (الحسين بن علي) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١١ / ١٥٨ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٧ / ١٦٠ رقم ١٣٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٢ رقم ١٨٦ وهو باسم : «الحسن بن علي» ، و ١٨ / ٥٥٠ ، ٥٥١ رقم ١٨٦ وهو «الحسين» كما هنا ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٤٩.

(٢) لم يذكر الدوسري صاحب الترجمة بين تلامذة تمّام في مقدّمة (الروض البسّام ١ / ٤٩).

(٣) الشاغور : بالغين المعجمة. محلّة بالباب الصغير من دمشق مشهورة ، وهي في ظاهر المدينة. (معجم البلدان ٣ / ٣١٠).

(٤) هو غيث بن علي الأرمنازي خطيب صور. توفي سنة ٥٠٩ ه‍.

(٥) انظر عن (الحسين بن علي المختار) في : المنتخب من السياق ٢٠٠ ، ٢٠١ رقم ٥٩٥.

٨٦

٧٢ ـ الحسين بن محمد بن مبشر (١).

أبو عليّ الأنصاري السّرقسطيّ. ويعرف بابن الإمام.

أخذ القراءة من : أبي عمرو الدّانيّ ، وأبي عليّ الإلبيريّ.

ورحل وسمع من : أبي ذرّ عبد بن أحمد ، وإسماعيل الحداد المقرئ.

وأقرأ النّاس. وكان خيرا فاضلا ، رحمه‌الله (٢)

ـ حرف السين ـ

٧٣ ـ سعيد بن يوسف (٣).

أبو طالب.

صلبوه بهمذان في شوّال.

رحمه‌الله.

٧٤ ـ سفيان بن الحسين بن محمد بن فنجويه.

ورخه بعضهم فيها ، والصّحيح ما تقدّم

ـ حرف الشين ـ

٧٥ ـ شيبان بن عبد الله بن أحمد بن محمد (٤).

أبو المعمر البرجيّ (٥) الأصبهانيّ المحتسب.

توفي في ربيع الآخر.

شيخ صالح صاحب سنة. يعظ في القرى.

سمع : أبا عبد الله بن مندة ، والجرجانيّ ، وأبا سعد المالينيّ ، وأبا بكر بن مردويه.

أرخه يحيى بن مندة

__________________

(١) انظر عن (الحسين بن محمد) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ١٤٢ رقم ٣٢٨ ، وغاية والنهاية ١ / ٢٥٢ رقم ١١٤٤.

(٢) أرّخ ابن بشكوال وفاته في هذه السنة. أما ابن الجزري فقال : «تصدر للإقراء بسرقسطة بالجامع نحوا من أربعين سنة ، وطال عمره ، توفي بعد الثمانين وأربعمائة». (غاية النهاية).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) البرجيّ : بضم الباء المعجمة بنقطة ، وسكون الراء المهملة وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى قرية برج وهي من قرى أصبهان. (الأنساب ٢ / ١٣٢).

٨٧

ـ حرف العين ـ

٧٦ ـ عبد الله بن عبد العزيز (١).

أبو محمد بن عزون (٢) التّميميّ المهدويّ المغربيّ المالكيّ.

من أصحاب أبي عمران الفاسيّ ، وأبي بكر عبد الرحمن. وكان أحد الفقهاء الأربعة الذين نزحوا بعد خراب القيروان عنها ، وهم : عبد الحميد الصائغ ، وأبو الحسن اللخميّ ، وهذا ، وأبو الرجال المكفوف.

وكان ابن عزون متفنّنا في العلوم (٣).

تخرج به ابن حسّان ، والقاضي ابن شغلان ، وكان من أقيم النّاس على «المدوّنة» ، وأبحثهم في أسرارها (٤).

توفّي رحمه‌الله في حدود هذا العام.

٧٧ ـ عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن عليّ بن أيّوب (٥).

أبو القاسم العكبريّ.

من بيت العلم والعدالة. كان ثقة ورعا ، أضرّ في آخر عمره.

سمع : عمّ أبيه الحسين ، وعمر بن أحمد بن أبي عمرو ، وعبد الله بن عليّ بن أيوب العكبريين.

روى عنه : ابن السّمرقنديّ ، وأبو الحسن بن عبد السّلام.

حدّث في هذا العالم.

٧٨ ـ عبد الرحمن بن عيسى بن محمد (٦).

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن عبد العزيز) في : ترتيب المدارك للقاضي عياض ٤ / ٧٩٦ ، ٧٩٧ ، ومدرسة الحديث في القيروان ٢ / ٧٦٨ ، وتاريخ الخلفاء ٤٢٢.

(٢) في ترتيب المدارك : «ابن غرور».

(٣) في ترتيب المدارك : «وكان أبو محمد هذا فقيها فاضلا ، مفتيا».

(٤) في ترتيب المدارك : «وكان رأس الفقهاء بالمهدية في وقته ، وكان من أقيم الناس على كتب المدونة ، وأحثّهم على أسرارها ، وإثارة الخلاف من آثارها. وكان الفقيه حسان يرفعه جدا ، ويصفه بفهم عظيم ، وكان من أهل العبادة والفضل. يقال : إنه أفتى ابن نيف وعشرين ، وأزيد ، وطلب على القضاء فامتنع».

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) انظر عن (عبد الرحمن بن عيسى) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٣٤٠ ، ٣٤١ رقم ٧٢٨ وفيه :=

٨٨

أبو زيد الأندلسيّ ، قاضي طليطلة.

ويعرف بابن الحشّاء.

سمع بقرطبة من : يونس بن عبد الله ، وأبي المطرّف القنازعي.

وسمع بدانية من : أبي عمرو المقرئ ، وأبي الوليد بن فتحون.

وبمكة من : أبي ذرّ الهرويّ ، وأبي الحسن بن صخر.

وبالمغرب من : عبد الحق بن هارون الصقلّي.

وبمصر من : أبي القاسم عبد الملك بن الحسن ، وعليّ بن إبراهيم الحوفيّ.

وبالقيروان من : أبي عمران الفاسيّ الفقيه.

استقضاه المأمون يحيى بن ذي النون بطليطلة بعد أبي الوليد بن صاعد (١).

وحمدت سيرته (٢) ، ثمّ استقضي بدانية.

وقال أبو بكر الطرطوشيّ : ولمّا ولي جدّي ، يعني لأمّه ، أبو زيد بن الحشاء القضاء بطليطلة جمع أهلها وأخرج لهم صندوقا فيه عشرة آلاف دينار ، وقال :هذا مالي ، فلا تحسبوا ظهور حالي من ولايتكم ، ولا نموّ مالي من أموالكم (٣).

٧٩ ـ عبد السلام ابن شيخ الشيوخ أبي الحسن بن سالبة (٤).

أبو الفتح.

توفي في جمادى الأولى. كأنه أصبهانيّ (٥).

٨٠ ـ عبد الواحد بن محمد بن عبيد الله (٦).

__________________

= «عبد الرحمن بن محمد بن عيسى» ، وكذا في : مدرسة الحديث في القيروان ٢ / ٧٦٨.

(١) وذلك في سنة ٤٥٠ ه‍. (الصلة ٢ / ٣٤١).

(٢) ثم صرف عنها في سنة ستين وصار إلى طرطوشة واستقضي بها. (الصلة).

(٣) هذا الخبر ليس في (الصلة).

(٤) انظر عن (عبد السلام بن شيخ الشيوخ) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ١١٩ وفيه : «عبد السلام بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو الفتح الصوفي» ، والمنتظم ٨ / ٣٢٨ رقم ٤١٤ (١٦ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ٣٥٠٨).

(٥) قال ابن الأثير : «من أهل فارس ، سافر الكثير ، وسمع الحديث بالعراق ، والشام ، ومصر ، وأصبهان ، وغيرها ، وكانت وفاته بفارس».

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

٨٩

أبو القاسم البغداديّ الزّجّاج. ثمّ الخبّاز.

سمع : ابن بشران ، وابن رزقويه.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

ومات في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين.

٨١ ـ عبد الواحد بن المطهر بن عبد الواحد (١) بن محمد البزانيّ (٢) الأصبهانيّ (٣).

قدم بغداد عميدا على العراق (٤) ، ومات كهلا قبل أبيه (٥).

٨٢ ـ عليّ بن محمد بن عبيد الله بن حمزة (٦).

القاضي أبو الحسن الهاشميّ العبّاسيّ ، الفقيه الشّافعيّ (٧).

__________________

(١) انظر عن (عبد الواحد بن المطهر) في : الإكمال ١ / ٥٣٧ بالمتن والحاشية والأنساب ٢ / ١٨٧ ، ١٨٨ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٥٧ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٤٠٩.

(٢) البزاني : بضم الباء الموحدة في أوله ، وبعدها زاي مفتوحة مخففة ، وبعد الألف نون.

(٣) كنيته : أبو مضر. كما في (الإكمال).

(٤) قال ابن ماكولا : تميمي لم يصل إلى بغداد أحد يجري مجراه كتابة ومعرفة ، سمع بأصبهان غير واحد من أصحاب الطبراني ، وغيره. (الإكمال ١ / ٥٣٧).

وقال ابن السمعاني : سمعت من بنته ست العراق. (الأنساب ٢ / ١٨٨).

(٥) فقد توفي أبوه سنة ٤٨٠ ه‍.

(٦) انظر عن (علي بن محمد بن عبيد الله) في : الفقيه والمتفقّه للخطيب ١ / ٣٩ ، ٧٧ ، ١١٦ ، ١٥٧ ، ٢٣٦ و ٢ / ٧٤ ، ٢٠٥ ، ومعجم السفر للسلفي (مخطوط مصوّر بدار الكتب المصرية) ق ٢ / ٣٤٥ ، وبتحقيق د. بهيجة الحسني ١ / ١٣٦ ، ١٥٠ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٤ / ٢٧٣ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٨ / ١٦١ رقم ٨٢ ، ولسان الميزان ٥ / ٢٠٧ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ٣٦١ ، ٣٦٢ رقم ١١٢٢.

(٧) كان أحد القضاة الأشراف من أهل صور. سمع بجامعها الجزء الأول من كتاب «الفقيه والمتفقّه» على الخطيب في شهر ربيع الأول سنة ٤٥٩ ه‍. وسمع أبا الحسن علي بن موسى بن الحسين الدمشقيّ ، وبصور مياس بن مهدي بن الصقيل القشيري الّذي حدّث بها سنة ٤٦٢ ه‍. وسمعه : أبو تمّام كامل بن ثابت بن عمّار الصوري الفرضيّ المتوفى سنة ٥١٨ أو ٥١٩ ه‍. ، وأبو الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة الصوري ، ومحمد بن طاهر المقدسي الحافظ المتوفى سنة ٥٠٧ ه‍. ، وأحمد بن سرور المتوفى سنة ٥١٧ ه‍.

وهو يروي حديثا من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، عن العباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي ، عن الوليد بن مزيد ، عن الأوزاعي ، بسنده إلى أبي سعيد الخدريّ. (انظر كتابنا : موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٤ / ٣٦١ ، ٣٦٢).

وكان تحديثه بصور سنة ٤٦٨ ه‍. وتوفي وقد نيف على الستين. (تاريخ دمشق).

٩٠

سمع : عبد الرحمن بن أبي نصر.

وعنه : جمال الإسلام.

٨٣ ـ عليّ بن محمد بن عليّ (١).

أبو الحسن (٢) الصّليحيّ ، الخارج باليمن.

ذكره القاضي ابن خلكان (٣) فقال : كان أبوه (٤) قاضيا باليمن ، سنيّ المذهب (٥). وكان الداعي عامر بن عبد الله الزّواخيّ (٦) يلاطف عليّا ، فلم يزل به حتّى استمال قلبه وهو مراهق ، وتفرس فيه النّجابة (٧).

وقيل : كانت عنده حليته في كتاب «الصور» ، وهو من الذّخائر القديمة ،

__________________

(١) انظر عن (علي بن محمد بن الصليحي) في : دمية القصر للباخرزي ١ / ١٣١ ، ١٣٢ رقم ٣ ، والأنساب ٨ / ٨٧ ، وكشف أسرار الباطنية للحمادي (ملحق بكتاب «التبصير في الدين» لأبي المظفر الأسفرائيني) ٢١٩ ، وتاريخ اليمن لعمارة ٤٧ ، وبهجة الزمن ٤٦ ، والمنتظم ٨ / ١٦٥ ، ٢٣٢ ، وطبقات فقهاء اليمن ٨٧ ، وتاريخ ثغر عدن ٢ / ١٥٩ ، واللباب ٢ / ٢٤٦ ، والكامل في التاريخ ٩ / ٦١٤ ، ٦١٥ و ١٠ / ٣٠ ، ٥٥ ، ٥٦ ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٣ / ٣٤٦ ، وأخبار الدول المنقطعة ٧١ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٤١١ ـ ٤١٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨١ ، ١٨٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٥٩ ـ ٣٦٢ رقم ١٧٣ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٥٤٤ ـ ٥٥٧ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٩٦ ، ١٢١ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٣ ـ ١٠٨ ، والدرّة المضيّة ٤١٤ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٧٥ ـ ٨٠ رقم ٢٧ ، وتاريخ ابن خلدون ٤ / ٢١٤ ـ ٢١٨ ، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) ٢ / ٣١٠ ، ٣٦١ ، والعقد الثمين ٣ / ١٥٤ ، وبلوغ المرام ١٥ ، واتعاظ الحنفا ٢ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٥٨ ، ٧٢ ، ١١٢ ، وأخبار الدول وآثار الأول ٢ / ٣٩٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٦ ، وغاية الأماني ٢٤٧ ، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة ١٨١ ، ١٨٣.

(٢) هكذا في الأصل وبعض المصادر. وفي المنتظم ، والكامل في التاريخ ، والنجوم الزاهرة : «أبو كامل».

(٣) في وفيات الأعيان ٣ / ٤١١.

(٤) في الوفيات : «أبوه محمد».

(٥) زاد في الوفيات : «وكان أهله وجماعته يطيعونه».

(٦) في الأصل : «الرواحي» بالراء والحاء المهملتين. وفي وفيات الأعيان ٣ / ٤١١ ، «الزواحي» بالزاي ، والحاء المهملة. وما أثبتناه عن ياقوت ، قال : الزواخي بوزن القوافي ، وهو مهمل في استعمالهم. قرية من أعمال مخلاف حراز ، ثم من أعمال النجم في أوائل اليمن ، وإليها ينسب عامر بن عبد الله الزواخي صاحب الدعوة ، عن الصليحي. (معجم البلدان ٣ / ١٥٥).

وقال ابن خلدون : عامر بن عبد الله الزوايي نسبة إلى زواية من قرى حرّان. (تاريخ ابن خلدون ٤ / ٢١٤).

(٧) قارن بالنص في (وفيات الأعيان) ففيه اختلاف طفيف بالألفاظ.

٩١

فأوقف عليا منه على تنقّل حاله ، وشرف ماله ، وأطلعه على ذلك سرا من أبيه (١).

ثمّ مات عامر عن قريب ، وأوصى لعليّ بكتب ، فعكف عليّ على الدّرس والمطالعة ، فحصل تحصيلات جيدا. وكان فقيها في الدولة المصريّة الإمامية ، مستبصرا في علم التأويل ، يعني تأويل الباطنيّة ، وهو قلب الحقائق ، ولبّ الإلحاد والزندقة.

ثم صار يحجّ بالنّاس على طريق السّراة والطائف خمس عشرة سنة.

وكان النّاس يقولون له : بلغنا أنّك ستملك اليمن بأسره ، فيكره ذلك ، وينكر على قائله. فلمّا كان في سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، ثار علي بجبل مسار (٢) ، ومعه ستّون رجلا ، قد حلفوا له بمكة (٣) على الموت والقيام بالدعوة.

وآووا إلى ذروة منيعة برأس الجبل ، فلم يتمّ يومهم إلا وقد أحاط بهم عشرون ألفا ، وقالوا : إن لم تنزل وإلا قتلناك ومن معك جوعا وعطشا.

فقال : ما فعلت هذا إلا خوفا علينا وعليكم أن يملكه غيرنا ، فإن تركتموني أحرسه ، وإلا نزلت إليكم.

وخدعهم ، فانصرفوا عنه. ولم تمض عليه أشهر حتّى بناه وحصّنه ، وأتقنه ، وازداد أتباعه ، واستفحل أمره ، وأظهر الدّعوة فيما بين أصحابه لصاحب مصر المستنصر.

وكان يخاف من نجاح صاحب تهامة ، ويلاطفه ، ويعمل عليه ، فلم يزل به حتّى سقاه سما مع جارية مليحة أهداها له في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وكتب إلى المستنصر يستأذنه في إظهار الدولة ، فأذن له. فطوى البلاد طيا ، وطوى الحصون والتّهائم. ولم تخرج سنة خمس وخمسين حتّى ملك اليمن

__________________

(١) زاد في الوفيات : «وأهله».

(٢) هكذا في الأصل ، وفي وفيات الأعيان ٣ / ٤١٢ «رأس مسار». وفي (معجم البلدان ٥ / ١٣١) : مشار : بالشين المعجمة ، قلة في أعلى موضع من جبال حراز ، منه كان مخرج الصليحي في سنة ٤٤٨ وجاهر فيه ، لم يكن فيه بناء فحصنه وأتقنه وأقام به حتى استفحل أمره ، وقال شاعر الصليحي :

كأنا وأيام الحصيب وسردد

دوادم عقرن الأجلّ المظفرا

ولم نتقدّم في سهام وبأزل

وبيش ولم نفتح مشارا ومسورا

(٣) في وفيات الأعيان ٣ / ٤١٢ : «قد حالفهم بمكة في موسم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة».

٩٢

كلّه حتّى أنه قال يوما وهو يخطب في جامع الجند (١) : في مثل هذا اليوم نخطب على منبر عدن. ولم يكن أخذها بعد. فقال بعض من حضر : سبوح قدوس. يستهزئ به. فأمر بالحوطة عليه ، وخطيب يومئذ على منبر عدن كما قال. واتخذ صنعاء كرسيّ مملكته ، وأخذ معه ملوك اليمن الذين أزال ملكهم ، وأسكنهم معه ، وبنى عدة قصور ، وطالت أيّامه (٢).

وقال صاحب «المرآة» : في سنة خمس وخمسين دخل الصليحيّ إلى مكة ، واستعمل الجميل مع أهلها ، وطابت قلوب النّاس ، ورخصت الأسعار ، ودعوا له.

وكان شابا أشقر ، أزرق ، إذا جاز على جماعة سلم عليهم. وكان ذكيا فطنا لبيبا ، كسا البيت ثيابا بيضاء ، ودخل البيت ومعه الحرة زوجته (٣) التي خطب لها على منابر اليمن.

وقيل : إنّه أقام بمكّة شهرا ورحل ، وكان يركب فرسا بألف دينار ، وعلى رأسه العصائب. وإذا ركبت الحرّة ركبت في مائتي جارية ، مزينات بالحليّ والجواهر ، وبين يديها الجنائب بسروج الذّهب.

قال ابن خلكان (٤) : وقد حجّ في سنة ثلاث وسبعين ، واستخلف مكانه ولده الملك المكرّم أحمد. فلما نزل بظاهر المهجم وثب عليه جياش بن نجاح وأخوه سعيد فقتلاه بأبيهما نجاح الّذي سمّه ، فانذعر النّاس ، وكان الأخوان قد خرجا في سبعين راجلا بلا مركوب ولا سلاح بل مع كلّ واحد جريدة في رأسها

__________________

(١) الجند : بالتحريك. قال أبو سنان اليماني : اليمن فيها ثلاثة وثلاثون منبرا قديمة وأربعون حديثة. وأعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة ولاة ، فوال على الجند ومخاليفها ، وهو أعظمها ، ووال على صنعاء ومخالفيها ، وهو أوسطها ، ووال على حضرموت ومخاليفها ، وهو أدناها ، والجند مسماة بجند بن سهران بطن من المعافر قال عمارة : وبالجند مسجد بناه معاذ بن جبل ، رضي‌الله‌عنه ، وزاد فيه وحسن عمارته حسين بن سلامة وزير أبي الجيش بن زياد ، وكان عبدا نوبيا ، قال : ورأيت الناس يحجون إليه كما يحجون إلى البيت الحرام ، ويقول أحدهم : أصبر لينقضي الحج ، يراد به حجّ مسجد الجند. (معجم البلدان ٢ / ١٦٩).

(٢) انظر وفيات الأعيان ٣ / ٤١٢ ، ٤١٣.

(٣) اسمها : أسماء ابنة شهاب. (وفيات الأعيان ٣ / ٤١٣).

(٤) في وفيات الأعيان ٣ / ٤١٣.

٩٣

مسمار حديد ، وساروا نحو السّاحل. وسمع بهم الصليحي فسير خمسة آلاف حربة من الحبشة الذين في ركابه لقتالهم فاختلفوا في الطريق. ووصل السّبعون إلى طرف مخيم الصليحيّ ، وقد أخذ منهم التّعب والحفا ، فظنّ النّاس أنّهم من جملة عبيد العسكر ، فلم يشعر بهم إلّا عبد الله أخو الصّليحيّ ، فدخل وقال :يا مولانا اركب ، فهذا والله الأحول سعيد بن نجاح. وركب عبد الله ، فقال الصّليحيّ : إني لا أموت إلا بالدّهيم وبئر أمّ معبد. معتقدا أنها أم معبد التي نزل بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا هاجر. فقال له رجل من أصحابه : قاتل عن نفسك ، فهذه والله الدهيم ، وهذه بئر أمّ معبد. فلمّا سمع ذلك لحقه زمع الياس من الحياة على بغتة وبال ، ولم يبرح من مكانه حتّى قطع رأسه بسيفه ، وقتل أخوه وأقاربه ، وذلك في ذي القعدة من السّنة.

ثمّ أرسل ابن نجاح إلى الخمسة آلاف فقال : إنّ الصّليحي قد قتل ، وأنا رجل منكم ، وقد أخذت بثأر أبي ، فقدموا عليه وأطاعوه. فقاتل بهم عسكر الصليحيّ ، فاستظهر عليهم قتلا وأسرار ، ورفع رأس الصّليحيّ على رمح ، وقرأ القارئ : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) (١). ورجع فملك زبيد ، وتهامة ، إلى أن عملت على قتله الحرّة ، ودبّرت عليه ، وهي امرأة من أقارب الصّليحيّ. فقتل سنة إحدى وثمانين وأربعمائة (٢).

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ٢٦.

(٢) وفيات الأعيان ٣ / ٤١٣ ، ٤١٤.

وقد علّق اليافعي على هذه الرواية فقال :هكذا نقل بعض المؤرخين ، وقد ذكرته عن بعضهم في كتاب المرهم أنّ داعي الإسماعيلية دخل اليمن ودعا إلى مذهبهم ونزل في الجبل المذكور ، ولم يزل يدعو سرا حتى كثرت أتباعهم وظهرت دعوتهم وملكوا جبال اليمن وتهامتها ولكن ذلك مخالف بما قدمناه عن بعض في هذا التاريخ من وجوه.

منها : إنهم ذكروا أن داعيهم الّذي أظهر مذهبهم في اليمن وملكهم اسمه علي بن فضل من ولد خنفر ، بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الفاء في آخره راء ، ابن سبا والّذي تقدّم في هذا التاريخ اسمه علي بن محمد الصليحي.

ومنها : إن دعوتهم ظهرت في سنة سبعين ومائتين ، والمذكور فيما تقدم من هذا التاريخ أن دعوتهم ظهرت في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.

٩٤

قال محمد بن يحيى الزّبيديّ الواعظ : أنشدني الفقيه عبد الغالب بن الحسن الزّبيديّ لنفسه بزبيد :

أيهذا المغرور لم يدم الدّهر

لعاد الأولى ولا لثمود

نقبوا في البلاد ، واجتاب

مجتابهم الصّخر ، باليفاع المشيد

والّذي قد بنى (١) بأيد متين

إرما هل وراءها من مزيد؟

وقرونا من قبل ذاك ومن بعد

جنودا أهلكن بعد جنود

والصّليحيّ كان بالأمس ملكا

ذا اقتدار وعدّة وعديد

دخل الكعبة الحرام ، وزارت

منه للشحر خافقات البنود

فرماه ضحى بقاصمة الظهر

قضاء أتيح غير بعيد

وأبو الشّبل (٢) إذ يتيه بما أعطي

من مخلب وناب حديد

 وأخو المخطم (٣) المدلّ بنابي

ن كجذعين من سقيّ مجود

وهي قصيدة طويلة.

٨٤ ـ عليّ بن أحمد بن الفرج (٤).

أبو الحسن العكبريّ البزّاز الفقيه الحنبلي ، ويعرف بابن أخي أبي نصر.

كان مفتي عكبرا وعالمها. وكان ورعا ، زاهدا ، ناسكا ، فرضيا ، مقرئا ، له محلّ رفيع عند أهل عكبرا.

__________________

= ومنها : أنهم ذكروا أنّ علي بن الفضل المذكور كان داعيا للإسماعيلية ، والصليحي المذكور في هذا التاريخ كان داعيا للرافضة الإمامية ، ولكن يمكن الجمع بينهما على هذا الوجه وهو أنهم في ظاهر الدعوة يقرّون إلى مذهب الإمامة وفي الباطن متدينون لمذهب الباطنية ، ولهذا قال الإمام حجّة الإسلام في وصف الباطنية ظاهر مذهبهم الرفض ، وباطنه الكفر المحض. ومنها :

أنّ الداعي علي بن الفضل الّذي ملك اليمن كان داعيا لإمام لهم كان مستترا في بلاد الشام ، والصليحي المذكور كان داعيا للمستنصر العبيدي صاحب مصر.

ومنها : أن علي بن الفضل لما استولى على اليمن تظاهر بالزندقة وخلع الإسلام وأمر جواريه أن يضربن بالدفوف على المنبر وتغنّين بشعر قاله.

(مرآة الجنان ٣ / ١٠٦ ، ١٠٧).

(١) في الأصل : «بنا».

(٢) يعني الأسد.

(٣) يعني الفيل.

(٤) انظر عن (علي بن أحمد) في : ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٧ ، ٣٨ رقم ١٨ وفيه : «علي بن محمد بن الفرج».

٩٥

سمع : أبا علي بن شاذان ، والحسن بن شهاب العكبريّ.

روى عنه : مكيّ الرميليّ ، وإسماعيل بن السّمرقندي.

وتوفي في ربيع الآخر (١).

٨٥ ـ عليّ بن مقلد بن عبد الله بن كرامة (٢).

أبو الحسن الأطهريّ (٣) البوّاب الحاجب.

صدوق ، خير.

سمع : محمد بن محمد بن الروزبهان ، والحسين بن الحسن الغضائريّ (٤).

روى عنه : هبة الله الكاتب ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

توفي في ربيع الآخر (٥).

__________________

(١) قال الفراء : ذكر ابن الجوزي في «الطبقات» ، وكان له تقدّم في القرآن والحديث والفقه والفرائض ، وجمع إلى ذلك النسك والورع.

وذكر ابن السمعاني نحو ذلك وقال : كان فقيه الحنابلة بعكبرا ، والمفتي بها. وكان خيرا ، ورعا ، متزهدا ، ناسكا ، كثير العبادة. وكان له ذكر شائع في الخبر ، ومحل رفيع عند أهل بلدته.

وذكر ابن شافع وغيره : أنه حدّث بشيء يسير.

ومما أنشده لنفسه :

أعجب لمحتكر الدنيا وبانيها

وعن قليل على كره يخليها

دار عواقب مفروحاتها حزن

إذا أعارت أساءت في تقاضيها

يا من يسر بأيام تسير به

إلى الفناء وأيام يقضيها

قف في منازل أهل العز معتبرا

وانظر إلى أيّ شيء صار أهلوها

صاروا إلى جدث قفر ، محاسنهم

على الثرى ودويّ الدّود يعلوها

(٢) انظر عن (علي بن مقلد) في : الأنساب ١ / ٣٠٦ ، واللباب ١ / ٧٣ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣٦٢ (في ترجمة ابن الرومي رقم ٤٦٣) ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ رقم ١٥٩.

(٣) الأطهري : بفتح الألف وسكون الطاء المهملة وفتح الهاء وفي آخرها الراء ، هذه النسبة إلى أطهر وهو بعض السادة العلوية ببغداد ، نسب إليه.

(٤) في الأصل : «القصائري» ، وفي الأنساب : «العصاري» ، وما أثبتناه هو الصحيح كما ورد في الأنساب ٩ / ١٥٥ «مادّة : الغضائري» وفيه : الحسين بن الحسن الغضائري ، المتوفى سنة ٤١٤ ه‍.

(٥) وقال ابن السمعاني : كان شيخا صالحا صدوقا مأمونا ، وكان مقللا من الحديث. وكان ولادته في محرّم سنة أربعمائة.

٩٦

٨٦ ـ عليّ بن عبد الغافر بن عليّ بن الحسن (١).

أبو القاسم الخزاعيّ النّيسابوريّ.

حدّث عن : عبد الله بن يوسف الأصبهانيّ ، وابن محمش ، وجماعة.

توفّي في ثاني شوّال (٢)

ـ حرف الفاء ـ

٨٧ ـ الفضل بن عبد الله بن المحبّ (٣).

أبو القاسم النيسابوريّ ، الواعظ.

سمع : أبا الحسين الخفاف ، وتفرّد في وقته عنه.

وسمع : السيد أبا الحسن العلويّ ، وعبد الله بن يوسف ، وابن محمش.

وهو معروف بالوعظ ، قد صنف فيه. وكان من أهل الخير والسّداد والعلم. أثنى عليه ابن السّمعاني فيما انتقى لولده عبد الرحيم.

وممّن حدّث عنه : سعيد بن الحسين الجوهريّ ، والحسين بن عليّ الشّحامي ، ومحمد بن إسماعيل بن أحمد المقرئ ، وهبة الرحمن بن القشيريّ ، ومليكة بنت أبي الحسن الفندورجيّ (٤) ، ومحمد بن طاهر ، وزاهر الشّحاميّ ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الكنجروذيّ (٥) الحيريّ ، ومحمد بن إسماعيل الشاماتيّ ، وآخرون.

__________________

(١) انظر عن (علي بن عبد الغافر) في : المنتخب من السياق ٣٨٦ ، ٣٨٧ رقم ١٣٠٤ ، والمختصر الأول للسياق ، ورقة ٦٦ أ.

(٢) وكان مولده سنة ٣٩٦ ه‍. وكان مشهورا من الأقارب المختصين بأبي الحسين عبد الغافر بمنزلة الأولاد له.

(٣) انظر عن (الفضل بن عبد الله) في : المنتخب من السياق ٤١٠ رقم ١٣٩٦ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٧٥ أ ، والأنساب ١١ / ١٥٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٨ ، ٣٧٩ رقم ١٨٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٣٦ رقم ١٥٠٢ ، والعبر ٣ / ٢٧٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٣.

وقد تقدّم في وفيات سنة ٤٧٢ ه‍. برقم (٤٩).

(٤) الفندورجيّ : بفتح الفاء وسكون النون وضم الدال المهملة وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فندورجة ، وهي قرية بنواحي نيسابور. (الأنساب ٩ / ٣٣٥) ،

(٥) الكنجروذي : بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الدال المعجمة. هذه النسبة إلى كنجروذ ، وهي قرية على باب نيسابور ، في ربضها ، وتعرب فيقال لها : جنزروذ. (الأنساب ١٠ / ٤٧٩).

٩٧

وبالإجازة : وجيه الشّحامي ، والحافظ ابن ناصر.

وقال ابن طاهر : رحلت من مصر إلى نيسابور لأجل الفضل بن عبد الله المحب صاحب الخفّاف ، فلما دخلت قرأت عليه في أول المجلس جزءين من حديث السّرّاج ، فلم أجد لذلك حلاوة ، واعتقدت أني نلته بلا تعب ، لأنّه لم يمتنع عليّ ، ولا طالبني بشيء ، وكلّ حديث من الجزءين يسوى رحلة (١)

ـ حرف الميم ـ

٨٨ ـ محمد بن حارث بن (٢) أحمد بن منيوه (٣).

أبو عبد الله السرقسطيّ النحويّ.

كان من جلّة الأدباء.

روى عن : أبي عمر أحمد بن صارم الباجيّ كثيرا من كتب الأدب.

أخذ عنه بغرناطة : أبو الحسن عليّ بن أحمد المقرئ في هذا العام.

وبقي بعده.

٨٩ ـ محمد بن الحسن بن الحسين (٤).

أبو عبد الله المروزيّ ، الفقيه الشّافعيّ.

تفقّه بمرو على أبي بكر القفّال.

وسمع بهراة من : عمر بن أبي سعد ، وجماعة.

وكان إماما ، متفننا ، متقنا ، ورعا ، عابدا.

وقيل : توفي سنة ٧٤ ، فالله أعلم.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٩.

وقال عبد الغافر الفارسيّ : الأستاذ الواعظ أبو القاسم ، مستور من أهل بيت الحديث والعلم ، حدّث أبوه ، وجدّه ، وكلّهم من أهل الصلاح والزهد ، وهذا المعروف بالوعظ والتخريج فيه ، وله تصانيف مستفادة.

وأرّخ وفاته في الثاني عشر من المحرم سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. (المنتخب ٤١٠).

(٢) انظر عن (محمد بن حارث) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٥٢ رقم ١٢٠٨.

(٣) هكذا ضبطه في الأصل ، وطبعة أوروبا ، وقد تحرّف في طبعة الدار المصرية إلى «مغيرة».

(٤) انظر عن (محمد بن الحسن بن الحسين) في : الأنساب ١١ / ٥٣٤ ، ومعجم البلدان ٥ / ٢٣٣ ، واللباب ٣ / ٢٧٣. وستعاد ترجمته في وفيات سنة ٤٧٤ ه‍. برقم (١٢٤).

٩٨

٩٠ ـ محمد بن الحسين بن عبد الله (١).

أبو عليّ بن الشّبل البغدادي ، الشاعر المشهور.

له ديوان سائر ، وقد سمع غريب الحديث من : أحمد بن عليّ بن الباديّ (٢) ، وكان ظريفا ، نديما ، مطبوعا ، رقيق الشّعر.

روى عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وأبو الحسن بن عبد السّلام ، وأبو سعد الزوزنيّ.

وهو القائل :

ما أطيب العيش في التصابي

لو ان عهد الصبى يدوم

أو كان طيب الشّباب يبقى

لم يتله الشّيب والهموم

وله :

خذ ما تعجل واترك ما وعدت به

فعل الأريب (٣) فللتأخير آفات

فللسعادة أوقات ميسرة (٤)

تعطي السرور (٥) وللأحزان أوقات(٦)

 __________________

(١) انظر عن (محمد بن الحسين الشاعر) في : دمية القصر ٢ / ٩٠٧ ، ٩٠٨ ، والأنساب المتفقة ٨٥ ، والمنتظم ٨ / ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، رقم ٤١٧ (١٦ / ٢١٣ ، ٢١٤ رقم ٣٥١١) ، والأنساب ٧ / ٢٨٤ ، ومعجم الأدباء ١٠ / ٢٣ ـ ٢٥ ، وفيه : «الحسين بن عبد الله بن يوسف» ، واللباب ٢ / ١٠ ، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) ٢ / ٢٤٧ ، والمحمدون من الشعراء للقفطي ٤٦٢ ـ ٤٧٠ ، وتاريخ إربل لابن المستوفي ١ / ٢٤٩ ، وطبقات الأطباء ١ / ٢٤٧ ـ ٢٥٢ وفيه : «الحسين بن عبد الله» ، ووفيات الأعيان ٥٤ / ٣٩٣ (في ترجمة ابن نقطة) وفيه : «محمود بن الحسن بن أبي الشبل» ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٣٠ ، ٤٣١ رقم ٢١٧ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٨ ، ٩ ، والوافي بالوفيات ٣ / ١١ ـ ١٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٢١ ، ١٢٢ ، وفوات الوفيات ٣ / ٣٤٠ ـ ٣٤٤ ، والبدر السافر ٩١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١١١ ، وكشف الظنون ٧٦٦ ، ٣١٣ ، ودائرة معارف بطرس البستاني ٣ / ٢٥١ ، والأعلام ٦ / ١٠٠.

(٢) تحرفت في (المنتظم) ـ في الطبعتين ـ إلى «البلدي». وفي (المستفاد) و (الوافي) إلى «الباذي» بالذال المعجمة.

(٣) في (معجم الأدباء) : «وكن لبيبا».

(٤) في (معجم الأدباء ١٠ / ٣٢) : «مقدرة».

(٥) في معجم الأدباء : «فيها السرور».

(٦) البيتان في : معجم الأدباء ١٠ / ٣٢.

وقال ياقوت : ولد في بغداد ، وبها نشأ ، وبها توفي ستة أربع وسبعين وأربعمائة ، كان متميّزا بالحكمة والفلسفة ، خبيرا بصناعة الطب ، أديبا فضلا وشاعرا مجيدا. أخذ عن أبي نصر=

٩٩

٩١ ـ محمد بن سلطان بن محمد (١) بن حيّوس (٢).

الأمير مصطفى الدولة أبو الفتيان الغنويّ الدّمشقيّ (٣).

أحد فحول الشعراء ، له ديوان كبير.

سمع من : خاله أبي نصر بن الجنديّ (٤).

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو محمد بن السّمرقنديّ.

__________________

= يحيى بن جرير التكريتي ، وغيره. هو صاحب القصيدة الرائية التي نسبت للشيخ الرئيس ابن سينا وليست له ، وقد دلت هذه القصيدة على علو كعبه في الحكمة ، والاطلاع على مكنوناتها ، وقد سارت بها الركبان ، وتداولها الرواة ، وهي :

بربك أيها الفلك المدار

أقصد ذا المسير أم اضطرار

مدارك قل لنا في أي شيء؟

ففي أفهامنا منك انبهار ...

(معجم الأدباء ١٠ / ٢٣ ، ٢٤).

(١) انظر عن (محمد بن سلطان) في : الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٧٠ ، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥١ (وتحقيق سويم) ١٨ ، وتاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن الأكفاني ١٢٦ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١١٧ ، والمحمدون من الشعراء للقفطي ١٢٩ ، ١٣٠ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٤٣٨ ـ ٤٤٤ ، ومعجم الأدباء ٥ / ٢٢١ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٥٤ ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ٧٤ ، وفيه : «الأمير أبو القينان» ، وهو تحريف ، ومرآة الزمان (مخطوط) ١٢ ق ٢ / ورقة ١٣٨ ، وزبدة الحلب ٢ / ٤٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٤ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٢ / ١٩٠ ، ١٩١ ، رقم ٢٥١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٥ ، والعبر ٣ / ٢٧٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤١٣ ، ٤١٤ رقم ٢٠٩ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٢١١ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٨٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٠١ ، ١٠٢ ، و ١٠٣ ، والوافي بالوفيات ٣ / ١١٨ ـ ١٢١ ، وتبصير المنتبه ١ / ٤٠٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١١٢ ، ومعاهد التنصيص ٢ / ٢٧٨ ـ ٢٨٢ ، وديوان الإسلام ٢ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ رقم ٩٠٦ ، وكشف الظنون ٧٦٥ ، ٧٧٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٣ ، ٣٤٤ ، ومقدّمة الديوان لخليل مردم بك ، طبعة المجمع العلمي العربيّ بدمشق ١٩٥١ ، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان ٥ / ٤٨ ، ٤٩ ، وهدية العارفين ٢ / ٧٤ ، والأعلام ٦ / ١٤٧ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ٤٤ ، وكتابنا : الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى ٣٢٢ ، ومجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق ، ج ٣ ـ مجلّد ٣٣ ـ ص ٣٥٣ وما بعدها ، وكتابنا : دار العلم في طرابلس ٤٣.

(٢) حيوس : بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المثناة من تحتها. وفي شعراء المغاربة «ابن حبوس» بالموحدة المخففة. (مرآة الجنان ٣ / ١٠١) ، وقد ورد : «جيوش» في : المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٤.

(٣) في الكامل لابن الأثير ١٠ / ١١٧ : «وحدّث عن جدّه لأمه القاضي أبي نصر محمد بن هارون بن الجندي».

(٤) ولقد خلط الصفدي في آخر الترجمة ترجمة أخيه أبي المكارم محمد بن سلطان. (الوافي ٣ / ١٢١) وأوضحت ذلك في ترجمة أبي المكارم في الطبقة الماضية برقم (١٩٥).

١٠٠