المخصّص - ج ١٧

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٧

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ١٧١

١

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ

فَهُوَ حَسْبُهُ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ومما يؤنث من سائر الاشياء ولا يذكر

(الرِّيح) أنثى هى عند سيبويه فِعْلٌ وعند أبى الحسن فُعْلٌ وكذلك جِيدٌ عنده فُعْلٌ وليس تعليلُ هذا هنا من غَرَضنا وياؤه منقلبة عن واو بدليل قولهم فى الجميع أَرْواح وأما رِياحٌ فياؤه منقلبة عن واو للكسرة التى قبلها وقد قالوا فى جمعها أَرايِيح وهو عندى مما عاقَبُوا بينه وأسماء الريح مؤنثة* وأنا أذَكر ما يحضرنى من أسمائها وأبدأ بمعظمها وهى الجَنُوبُ والشَّمَالُ والدَّبُورُ والصَّبا فالدَّبُورُ التى من دُبُر الكعبة والقَبُولُ من تِلْقائها والشَّمَالُ تأتى من قُبُلِ الحِجْر والجَنُوب من تلقائها وقد دَبَرَتْ تَدْبُر دُبُورًا وقَبَلَتْ تَقْبُلُ قُبُولاً وجَنَبَتْ تَجْنُبُ جُنُوبًا وشَمَلَتْ تَشْمُلُ شُمُولا وفى الشَّمالِ لُغاتٌ قد قدّمت ذكرها وأذكر هنا منها شيئا للاحتياط يقال شَمْأَلٌ وشَمَلٌ وشَأْملٌ وشَمَالٌ وشَمُولٌ وشَمْلٌ وان شئتَ قلتها كلها بالالف واللام وقد قدمتُ أن هذه الاسماء الاربعة تكون صفة واسما والعرب تقول هَبَّتِ الشَّمالُ وهَبَّتْ شَمَالا وكذلك فى سائر لغاتها وجميع

٢

أسماء الرياح يكون ذلك فيه فيما ذكر الفارسى وهو القياس فى قول من جعلها وصفا وقد تضاف هذه الرياح كلها ومن أسماء الجَنُوبِ الازْيَبُ ولا فِعْل لها والنُّعامَى وقد أَنْعَمَتْ وذكر الفارسى أن جميع الافعال المشتقة من هذه المثالات التى هى أسماء الرياح مبنية على فَعَلَتْ الا النُّعَامَى فانه يقال أَنْعَمَتْ ومن أسمائها الهَيْفُ والهَوْفُ* قال ابن السكيت* هَيْفٌ وهُوفٌ ولا فِعْلَ لها ومن أسماء الشَّمالِ الجِرْبِياء ونِسْعٌ ومِسْعٌ ونحوه وقد قَدَّمْتُ اشتقاقَ هذا كله فاما قول الهذلى

قد حالَ بَيْنَ دَرِيسَيهِ مُؤَوِّبةٌ

نِسْعٌ لها بِعضاه الأرضِ تَهْزِيزُ

فزعم الفارسى أن نِسْعًا بدل من مُؤَوِّبةٌ وهو بدل المعرفة من النكرة

(ومن أسماء الصبا) إِيرٌ وأَيِّر وهِيرٌ وهَيِّر فهذه أسماء معظم الرياح

(ومن أسماء الرياح) الصَّرْصَرُ  ـ  وهى الباردة والبَلِيلُ  ـ  وهى التى فيها بَرْد ونَدَى والحَرْجَفُ  ـ  وهى القَرَّةُ فهذا ما جاء من أسمائها بغير علامة وصفاتُها التى لا علامة فيها تَجْرِى هذا المَجْرَى والبَلِيلُ والحَرْجَفُ عند الفارسى صفتانِ غَلَبَتا غَلَبةَ الاسماءِ فاما الاعْصار فمذكر وهو عنده وعند سيبويه اسم ولا يكون صفة لانه لا يكون فى الصفات على مثال إفْعال وانما هو بناء خُصَّ به الاسم وغلب على المصادر فاما الاسْكافُ الذى هو الصانع والاسْوارُ الذى هو جَيّد الثَّباتِ على ظَهْر الفَرَس أو الَجيِّدُ الرَّمْىِ بالسهام ففارسيان والهَيْجُ  ـ  الريح الشديدة والخَزْرَجُ  ـ  رِيح الجَنُوب وقيل الشديدة وقيل هى الريح الباردة قال أبو ذؤيب

غَدَوْنَ عُجَالَى وانْتَحَتْهُنَّ خَزْرَجٌ

مُقَفِّيةٌ آثارَهُنَّ هَدُوجُ

(النار) أنْثَى وتكسيرها نِيرانٌ ونُورٌ ونِيَرةٌ وأَنْؤُرٌ منقلبة وأنشد الفارسى

فلما فَقَدْتُ الصَّوْتَ منهم وأُطْفِئَتْ

مَصابيحُ منهم بالعِشَاء وأَنْؤُرُ

والدليل على صحة القلب قولهم تَنَوَّرْتُ النارَ أى نظرتُ اليها وزعم الفارسى أن النار والنُّورَ من باب العِدْلِ والعَدِيل وحكى أَنْوُرٌ والابدالُ عنده أكثر لخفة الهمزة وقالوا أَنَرْتُ له وليس النُّورُ الذى هو نقيض الظُّلمة بجمع انما هو اسم كالضَّوْءِ والضُّوءِ* قال أبو حاتم* وكذلك نار الحَرْب والسِّمَةِ والمَعِدَةِ* قال أبو حنيفة* وقد حكى فى النار التذكير وهى قليلة وجميع أسماء النار

٣

(والدار) انْثى وألفها منقلبة عن واو بدليل قولهم تَدَوَّرَ دارًا  ـ  أى اتَّخَذَها فاما قولهم دَيَّارٌ فزعم أحمد بن يحيى أنها معاقبة وزعم غيره من النحويين أنه فَيْعَالٌ فاما دَيُّورٌ ففَيْعُولٌ عندهم وجمع الدار أدْؤُرٌ وحكى أبو الحسن أَدْوُر ذكرها عنه الفارسى وقال هو على القَلْب وقد أَبَنْثُ وَجْهَ ذلك وأوردتُ تعليلَه فيه فاما جمعه الكثير فَدُورٌ وحكى سيبويه دُورٌ ودُوراتٌ وقد كُسِّرت الدارُ على الدِّيارِ والدِّيرانِ والدَّارُ البَلَدُ يجرى هذا المجرى فى التأنيث والتكسير قال سيبويه تقول العرب هذه الدار نعمت البلدُ فاما قوله

هل تَعْرِفُ الدارَ يُعَفِّيها المُورْ

والدَّجْنُ يوما والسَّحابُ المَهْمُورْ

* لِكُلّ ريح فيه ذَيْلٌ مَسْعُورْ*

فانه ذَكَّرَ على معنى المكان وقالوا الدارُ الدُّنْيا والدارُ الآخرة فاما قوله (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) فعلى ارادة الحياة الآخرة

(الارض) مؤنثة والجمع أَرَضُونَ وفتحوا الراء ليُشْعِروا بالتغيير والاخراج له عن بابه والفتحة هنا بازاء الكسرة فى قولهم ثِبُونَ وبابِه فى أنها موضوعه للاشعار بالتغيير وجمعوها بالواو والنون وان كان ذلك من خواص جمع من يَعْقِل ذهابا الى تفخيمها وتكسيرها عزيز ولكنه قد كُسِّرَ وليس بذاك الفاشى قالوا أُرُوضٌ وآراضٌ وأَرَاضٍ وأَرْضُ الدابةِ قوائمُها يَجْرِى هذا المَجْرَى وهى استعارة كما قالوا لأعلاها سماء وأنشد

اذا ما اسْتحَمَّتْ أرضُه من سَمائِه

جَرَى وهو مَوْدُوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ

والارْضُ  ـ  الزَّكْمَةُ تحْرِى هذا المَجْرَى فى التأنيث فاما قوله تعالى (إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) فذهب بعضهم الى أنها الارَضة يقال أُرِضَ الجِذْعُ أَرْضًا وأَرِضَ أَرَضًا  ـ  اذا أكلتْه الارَضَةُ يقال دابة الارضِ كما قالوا دابَّةُ القَرْضِ نَسَبها الى فِعْلها واليه ذهب أبو حاتم فى الآية

(والفهْرُ) مؤنثة وهو حَجَر يملأ الكَفَّ والجمعُ أفْهار

(والعَرُوضُ) من الشِّعْر وغيره مؤنثة وأنشد

ما زالَ سَوْطِى فى قِرابِى ومِجْعَنِى

وما زِلْتُ منه فى عَرُوضٍ أَذُودُها

٤

والعَرُوضُ  ـ  ناحية معروفة من الارض مؤنثة يقال وَلِىَ فلانٌ مكةَ والعَرُوضَ لتلك الناحية وقيل اسْتُعْمِلَ فلانٌ على العَرُوض  ـ  يعنى مكة والمدينة واليمن وليست هذه المسئلة عَرُوضَ هذه  ـ  أى مثلها ويقال ناقة عَرُوض  ـ  اذا لم تُرَضْ وكذلك ناقة قَضِيبٌ وعَسيرٌ

(والنَّعْلُ) من نِعَالِ الارْجُل مؤنثة وكذلك النَّعْلُ من نِعَالِ السُّيوف والنَّعْلُ  ـ  الحَرَّة ومنه قول الشاعر

* بالآلِ اذ تَبْرُقُ النِّعالُ*

يعنى بالسَّرابِ وكذلك الحَرْجَلُ مؤنث وهو من أسماء الحَرَّة فاما أبو حنيفة فقال هى الحَرْجَلَةُ بالهاء ويقال للحافِرِ الوَقَاحِ انه لَشديدُ النَّعْلِ

(والشَّعِيبُ) مَزَادةٌ مَشْعُوبة من أَدِيمَيْنِ وقيل هى التى تُفْأَم بجلدٍ ثالثٍ بين الجِلْدَيْن لِيَتَّسِع مؤنث لا غير فاما قول الراجز

* ما بالُ عَيْنِى كالشَّعِيب العَيَّنِ*

فيروى بالفتح والكسر فمن فتحه حمله على معنى السِّقاء لان فَيْعَلاً لا يكون للمؤنث الا بالهاء وأما الكسر فعلى الصفة للشَّعِيب لان فَيْعِلاً قد يكون للمؤنث كما قال بلدةً مَيِّتًا وقال الراعى

فكانَّ رَيِّضَها اذا اسْتَقْبَلْتَها

كانتْ مُعاوِدةَ الرِّكابِ ذَلُولا

(الغُولُ) أُنْثى  ـ  وهى ساحرة الجِنِّ والجمعُ أغْوال وغِيلَانٌ وقيل هى التى تَغُول وتَغَوَّلُ وتَلَوَّنُ ومنه قول كَعْب بن زُهير

فما تَدُومُ على شئٍ تكونُ به

كما تَلَوَّنُ فى أثْوابِها الغُولُ

وقال جرير أيضا

ويَوْمًا يُوافِينِى الهَوَى غَيْرَ ماضِىٍ

ويومًا تَرَى منهنَّ غُولاً تَغَوَّلُ

وقد غالتْه الغُولُ غَوْلاً واغْتالَتْه وكلُّ شئ أَهْلَك شيئا فقد غالَهُ حتى انهم ليقولون الغَضَبْ غُولُ الحِلْمِ

(والكَأْسُ) مؤنثة وهى الاناء بما فيه واذا كانت فارغة زال عنها اسم الكأس كما أن المِهْدَى الطَّبقُ الذى يُهْدَى عليه فاذا أُخِذَ ما فيه رَجَعَ الى اسمه ان كان طبقا

٥

أو خِوَانا أو غَيْرَهما وكذلك الجَنازة لا يقال لها جَنازة الا وفيها ميت والا فهى سرير أو نَعْشٌ وقد قيل الكأسُ  ـ  الخَمْرُ بعينها وفى التنزيل (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) وقال الشاعر

وما زالتِ الكأسُ تَغْتالُنا

وتَذْهَبُ بالأَوَّلِ الأوّلِ

وتخفيفُها عند أبى الحسن الاخفش بَدَلِىٌّ لقولهم فى جمعها أكواسٌ وكِيَاسٌ فاما قولُهم أَكْؤُسٌ وكُؤُسٌ فليس بدليل على أن التخفيف قياسىّ ولكن الهمزة فيها على حدها فى أَسْؤُقٍ وأَدْؤُر وأما كُؤس فالهمز فيه ضرورى فليس بدليل وقد يجوز أن تكون أكْؤُسٌ وكُؤُس جمعَ كَأسٍ قبل البَدَل فلا إقناع فى الاحتجاج به وهذا كله تعليل الفارسى فاما قولهم كأسُ الفِراق وكأسُ الموتِ وكأس الهموم فكلها مستعارات وزعم الفارسى أنه أكثر ما وجد هذا مستعارا فيما يُؤْلِم النَّفْسَ كالموت والحُزْن وقد قيل الكأسُ الزُّجاجةُ كان فيها خمر أو لم تكن

(والقَلْتُ) مؤنثة وهى نُقْرة فى الجبل تُمْسِك الماءَ أن يَفِيضَ تسمى أيضا المُدْهُنَ وَالوَقِيعةَ قال أبو النجم

* قَلْتٌ سَقَتْها العَيْنُ من غَزِيرِها*

وقال أيضا

لَحَى اللهُ أَعْلَى تَلْعةٍ حَفَشَتْ به

وقَلْتًا أَقَرَّتْ ماءَ قَيْسِ بْنِ عاصم

ويقال فى جمع القَلْتِ قِلَاتٌ وأنشد قول الشاعر

لو كنتُ أَمْلِكُ مَنْعَ مائِكَ لم يَذُقْ

ما فِى قِلَاتِك ما حَيِيتُ لَئِيمُ

وكذلك القَلْتُ أيضا نُقْرَةٌ فى أصل الابهام

(والقَدُومُ) التى يُنْحَتُ بها مؤنثة قال الشاعر

نِعْمَ الفَتَى لو كانَ يَعْرِفُ رَبَّهُ

ويُقِيمُ وَقْتَ صَلاتِهِ حَمَّادُ

نَفَخَتْ مَشافِرَه الشَّمُولُ فانْفُه

مِثْلُ القَدُومِ يَسُنُّها الحَدَّادُ

وقال الاعشى أيضا

أطافَ بها شَاهَبُورُ الجُنُو

ذَحَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فيها القُدُمْ

وقدُومٌ وقُدُم بمنزلة قولهم جَزُورٌ وجُزُرٌ وصَبُور وصُبُرٌ

٦

(الشمس) مؤنثة قال الله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) وقال الشاعر

الشمسُ طالعةً لَيْسَتْ بكاسِفةٍ

تَبْكِى عليكَ نُجومَ اللَّيْلِ والقَمرا

وكلُّ اسم للشمسِ مؤنَّثٌ يقال قد طلعتْ ذُكَاءُ على وزن فُعَالٍ ممدود معرفة بغير ألف ولام غير مُجْراة قال الشاعر يَذْكُر نَعامَتَيْنِ

فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيدًا بَعْدَما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها فى كافِرِ

يعنى الليل وأما الشمسُ ضَرْبٌ من الحُلِّى فمذكر وكذلك الشمسُ القِلادةُ التى توضع فى عُنق الكلب ويُوحُ  ـ  الشمس اسم لها معرفة مؤنث

(والمَنْجَنُونُ والمَنْجَنِينُ) اسم مؤنث وهو الدُّولابُ وأنشد الاصمعى

ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنُونُ بسَهْمِها

ورَمَى بسَهْمِ جَريمةٍ لم تَصْطَدِ

(والمَنْجَنِيقُ) مؤنثة قال العجاج يصفها

وكلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أحْجارا

تُنْتَجُ حينَ تَلْقَحُ ابْتِقَارا

وبعض العرب يسمى المنجنيقَ المَنْجَنُوقَ كما قيل فى المنجنين المنجنونُ وأنشد

يا حاجِبُ اجْتَنِبَنَّ الشَّأمَ إنَّ بهَا

حُمَّى زُعافًا وحَصْباتٍ وطاعونا

والمَنْجَنُونَ الَّتِى تَرْمِى بمِقْذَفِها

وفِتْيةً يَدَعُون البيتَ مَوْهُونا

حاجب اسم رجل قال الفارسى هى المَنْجَنِيق والمِنْجنيق وميمها أصل عند سيبويه فاما أبو زيد فقال جَنَقُونا بالمِنْجَنِيق ولم يزد فى تعليل هذه الكلمة أكثر من هذا

(وشَعُوبُ) هى المنية اسم مؤنث معرفة غير مُجْرًى قال أبو على ومن ألحقها الالف واللام فالقياس أن يَصْرِفَها فيقولَ خَرَمَتْهُ شَعُوبٌ والشَّعُوبُ

(وكَحْلُ) مؤنثة غير مجراة اسم للسنة الشديدة وقال سلامة بن جندل

قومٌ اذا صَرَّحَتْ كحْلٌ بُيوتُهمُ

مَأْوَى الضَّرِيكِ ومأوَى كُلِّ قُرْضُوب

وربما اضْطُرَّ الشاعر الى اجراء كَحْل والضَّرِيكُ الفقير والقُرْضُوبُ الضعيف ذاتِ اليد

(والضَّبُع) السَّنة الشديدة أنثى

(وحَضَارِ) اسم كوكب مؤنثة يقال طلعتْ حَضَارِ والوَزْنُ وهما كوكبان قال الفارسى حَضَارٍ والوَزْنُ كوكبان مُحْلِفانِ أى يَحْلِف الناسُ اذا رَأَوْا أحدَهما أنه سُهَيْلٌ وليس به

٧

(والثُّريَّا) مؤنثة بحرف التأنيث مصغرة لم أسمع لها بتكبير وكذلك الثُّرَيَّا من السُّرُج

(والشِّعْرَى) مؤنثة بحرف التأنيث وهما الشِّعْرَيانِ العَبُورُ والغُمَيْصاء وقيل لها عَبُور لانها تَعْبُر المَجَرَّة قال الله تبارك وتعالى (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) وأنشد

أتَانِى بها يَحْيى وقد نِمْتُ نَوْمةً

وقَدْ غابَتِ الشِّعْرَى وقد جَنَح النَّسْرُ

(والمِلْحُ) مؤنثة قال مِسْكِينٌ الدارمى

لا تَلُمْها إنها مِنْ نِسْوةٍ

مِلْحُها موضوعةٌ فَوْقَ الرُّكَب

(والعَوَا) مؤنثة تمد وتقصر اسم كوكب قال الراعى

ولم يُسكِنُوها الحَرَّ حتى أظَلَّها

سَحابٌ من العَوَّا تَؤُبُ غُيُومُها

وقال الفرزدق

هَنَأْ ناهُمُ حتَّى أعان عليهمُ

من الدَّلْوِ أوعَوَّا السِّمَاكِ سِجالُها

(والبئْر) أنثى قال الله تعالى (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) والجمع أبآر وآبار على نقل الهمزة ويقال فى جمعها أيضا فى القلة أَبْؤُرٌ وأنشد قول الشاعر

وأَىُّ يومٍ لم تُبَلِّلْ مِئْزَرِى

ولم تُلَطِّخْنِى بطِينِ الأبْؤُرِ

ويقال فى جمع الكثرة بِئَارٌ على مثال قولك جمال وجبال قال الفارسى فاما قول الراجز

يا بِئْرُ يا بِيرَ بَنِى عَدِىِّ

لَأَنْزَحَنْ قَعْرَكِ بالدُّلِىّ

* حتى تَعُودِى أَقْطَعَ الوَلِىِّ*

فانه أراد حتى تَعُودِى قَليبا أَقْطَعَ الوَلِىّ لان القليب يذكر ويؤنث فذكره على ارادة القليب اذا ذكر قال أبو على (والعِيرُ) مؤنثة قال الله تعالى (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ) (والرَّحَى) أنثى يقال فى جمعها أرْحاء وربما قالوا أَرْحِيَةٌ ويقال أيضا فى جمعها أَرْحٍ (والعَصا) أنثى يقال فى جمعها أَعْصٍ وعِصِىٌ (والضُّحَى) أنثى يقال قد ارتفعت الضحى وتصغيرها ضُحَىٌّ بغير هاء لئلا يشبه تصغيرَ ضَحْوة وأنشد قول الشاعر

سُرُحُ اليَدَيْنِ اذا تَرَفَّعَتِ الضُّحَى

هَدْجَ الثَّفالِ بِحمْلِه المُتَثاقِلِ

(والعَصْر) صلاة العصر مؤنثة يقال العصر فاتتنى وكذلك الظهر والمغرب فاما سيبويه فقال هذه الظهر وهذه المغرب أى هذه صلاة هذا الوقت قال أبو على كُلُّ هذه الاوقات مذكر فمن أنث فعلى ارادة الصلاة

(والقَوْسُ) أنثى وكذلك القوس التى فى السماء

٨

التى يقال انها أمانٌ من الغرق وكذلك القوس  ـ  قليلُ تمرٍ يبقَى فى أسفلِ الجُلَّة والقَوْصَرَّةِ ويقال فى تصغيرها قُوَيْسٌ وربما قالوا قُوَيْسة وأنشد قول الشاعر

* تركْتُهمْ خَيْرَ قُوَيْسٍ سَهْما*

ويقال فى الجمع أَقْوُسٌ وقِسِىٌّ وقِيَاسٌ قال الشاعر

* ووَتَّرَ القَساوِرُ القِياسَا*

وقال آخر ووَصَفَ سُرْعَة طيرانِ القَطا

طِرْنَ انْقِطاعةَ أوتارٍ مُحَظْرَبةِ

فى أَقْوُسٍ نازَعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلا

وقِسْىٌ وفيه صنعة *(الحَرْبُ) أنثى يقال فى تصغيرها حُرَيْبٌ بغير هاء وأنشد قول الشاعر

وحَرْبٍ عَوانٍ بها ناخِسٌ

مَرَيْتُ برُمْحِى فَدَرَّتْ عِسَاسَا

فاما قولُهم فلانٌ حَرْبٌ لى أى مُعَادٍ فمذَكَّر * (والفأسُ) أنثى (والازْيَبُ) النَّشَاطُ أنثى يقال مَرَّ فلانٌ وله أَزْيَبُ مُنْكَرة * (وسَبَاطِ) فى كل حال مؤنثة وهى من أسماء الحُمّى قال الهُذَلى

أَجَزْتُ بفتيةٍ بيضٍ خِفافٍ

كانهمُ تَمَلُّهُمُ سَبَاطِ

والازْيَبُ  ـ  الجَنُوبُ هُذَلِيَّة *(العَناقُ) من أولادِ المَعز أنثى وعَناقُ الارضِ مؤنثة وهى التُّفَّةُ والتُّفَةُ  ـ  دُويبة كالثعلب خبيثة تَصِيد كلَّ شئ ومَثَلٌ للعرب «اسْتَغْنَتِ التُّفَةُ عن الرُّفَةِ» والرُّفَة  ـ  التِّبْنُ وذلك أنها لا تأكل الا اللحم (والفِرْسِنُ) فِرْسِنُ الناقةِ وهى عند سيبويه فِعْلِنٌ والفِرْسِنُ مثل لحم الاكارع من الغَنم * (والصَّعُودُ) مؤنثة يقال وَقَعُوا فى صَعُودٍ مُنْكَرة * (والكَؤُدُ) العَقَبةُ الشاقة * (والذَّوْدُ) أنثى وهى ما بين الثلاث الى العشر من الابل وتصغيرها ذُوَيْد بغير هاء ويقال فى الجمع أَذْوادٌ وأنشد

فان تَكُ أَذْوادٌ أُصِبْنَ ونِسْوةٌ

فلَنْ يَذْهَبُوا فَرْغًا بقَتْلِ حِبَالِ

ومثل للعرب «الذَّوْدُ الى الذَّوْدِ إبلٌ» القليل يصير الى القليل فيجتمع فيصير كثيرا* قال أبو على* والعَرَبُ مؤنثة ولم يَلْحَقْ تحقيرَها الهاءُ وقالوا العَربُ العاربةُ قال الشاعر

٩

ومَكْنُ الضِّبابِ طعامُ العُرَيْبْ

ولا تَشْتَهِيهِ نُفُوسُ العَجَمْ

(والرَّكِيَّةُ) مؤنثة بحرف التأنيث قال الفراء فاذا قالوا الرَّكِىُّ ذَهَبُوا بهِ الى الجِنْس ورأيتُ بعضَ تميم وسَقَط له ابْنٌ فى بِئْر فقال والله ما أَخْطَأَ الرَّكِىَّ فوَحَّدَه بطرح الهاء قال فاذا فَعَلُوا ذلك ذهبوا به الى التذكير كانه اسم للجمع وهو مُوَحَّد وما رأيتَه من نُعوتِ الخَمْر فانها مؤنثاتٌ مثل الرَّاح والخَنْدَرِيس والمُدامة وذلك أنهن قد أُخْلِصْن للخمر فِصرْنَ اذا ذُكِرْنَ عُرِفَ أنهن للخمر كما عُرِفَ نَعْتُ السيف بالمَشْرَفِىِّ وأشباهه فصار مذكرا* وقال الفراء* اذا رأيتَ الاسم له نعتٌ فهو مذكران كان اسمه مذكرا ومؤنث ان كان اسمه مؤنثا بعد أن يُعْرَفَ كُلُّ واحد منهما بذلك النعت من ذلك جاريةٌ خَوْدٌ  ـ  أى حسَنَة وناقة سُرُحٌ  ـ  أى سريعة وامرأة ضِنَاكٌ  ـ  أى ضخْمة فهذه مذكرة فى اللفظ وهى من نُعوت الاناثِ خاصَّةً فاذا أفردتها فهى إناث فتقول هذه خَوْدٌ ويقال جارية مَحْضٌ بغير هاء وربما قالوا مَحْضة بالهاء ويقال فلانة بَعْلُ فلانٍ وبَعْلةُ فُلانٍ وأنشد قول الشاعر

شَرُّ قَرِينٍ للكَبِير بَعْلَتُهْ

تُولِغُ كَلْبا سُؤْرَهُ أو تَكْفِتُهْ

(والعُقابُ) أنثى ويقال فى جمعها ثلاثُ أَعْقُبٍ والكثرة العِقْبَانُ وأنشد الفراء لامرئ القيس

 ... كَأنّها

عُقابٌ تَدَلَّتْ من شَمَاريخِ ثَهْلَانِ

ثَهْلَانُ جَبل قال الفارسى وكذلك اذا أريد بالعُقاب الرايةُ وأنشد

ولا الراحُ راحُ الشأمِ جاءَتْ سَبيئةً

لها غايةٌ تَهْدِى الكرامَ عُقابُها

يعنى رايةَ الحَمَّار وقال ابن الانبارى فى صَدْر كتابه العُقَابُ يقع على المذكر والمؤنث يقال عُقابٌ ذَكَر وعُقاب أنثى ويقال للانثى لَقْوةٌ* أبو حاتم* العُقاب مؤنثة لا غير قال وزعم أبو ذفافة الشامى أن الذكر من العِقْبان لا يَصِيد ولا يساوى درهما انما يَلْعَب به الصبيان بِدِمَشْقَ وذكروا أن إناثَها من ذكور طير أخرى فأما البازُ فمذكر لا غير قال وزعم من لا أثق به أن البُزاةَ كُلَّها إناث والعرب لا تعرف ذلك والعُقاب صخرة ناتئة فى البئر وربما كانت من الطَّى مؤنثة والعُقاب عَلَم ضَخْم يشبه

١٠

بالعُقاب من الطير مؤنث * (والظِّئْر) مؤنثة من الناس ومن الابل أيضا والجمع أَظْآر وظُؤَارٌ وهو من الجمع العزيز ظَأَرْتُ الناقةَ  ـ  اذا عطفتَها على ولد غيرها قال متمم

وما وَجْدُ أظآرٍ ثلاثٍ رَوائِمٍ

وَجَدْنَ مَجَرًّا من حُوَارٍ ومَصْرَعا

(والعَقْرب) مؤنثة وكذلك العَقْرب من النجوم وعَقارِبُ الشتاء وعَقْرَبُ القِفارِ ولا يُعْرَفُ ذكورُ العَقاربِ من إناثِهِنَّ فهى إناث كلها * (والجَزُور) أنثى وجمعها جُزُرٌ وجَزَائِر وجَزُورات * (والنَّاب) المُسِنَّة من النوق مؤنثة وجمعُها نِيبٌ وتصغيرها نُيَيْبٌ بغير هاء وأنشد أبو على

أَبْقَى الزَّمانُ مِنْكِ نابًا نَهْبَلَهْ

ورَحِمًا عِنْدَ اللِّقَاحِ مُقْفَله

(والنُّوبُ والثَّوْلُ) من النحل أنْثَيانِ فالنُّوب التى تَنْتابُ المَرْعَى فتأكُلُ واحدُها نائِبٌ قال أبو ذؤيب

اذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها

وحالَفَها فى بيتِ نُوبٍ عَوامِل

وقيل انما سميت نُوبًا لسواد فيها والثَّوْلُ  ـ  جماعة النحل قال ساعدة بن جؤية

فما بَرِحَ الاسْبابُ حَتَّى وَضَعْنَهُ

لَدَى الثَّوْلِ يَنْفِى جَثَّها ويَؤُومُهَا

جَثُّها  ـ  غُثاؤُها وما كان على عَسَلِها من جَناح أو فَرْخ من فراخها ويَؤُومُها  ـ  يُدَخِّن عليها والايامُ  ـ  الدُّخانُ

(وأما النابُ) من الاسنان فمذكر وكذلك نابُ القوم سيدُهم يقال فلان نابُ بنى فلان  ـ  أى سيدُهم (والنَّوَى) البُعْد مؤنثة قال الشاعر

فما للِنَّوَى لا باركَ اللهُ فى النَّوَى

وهَمٍّ لنا منها كَهَمِّ المُراهِنِ

والنَّوَى  ـ  الموضعُ الذى نَوَوُا الذَّهاب اليه مؤنثة قال الشاعر

فألقتْ عَصاها واسْتَقَرَّتْ بها النَّوَى

كما قَرَّ عَيْنًا بالايابِ المُسافرُ

(الفَيْلَقُ) اسم للكتيبة أنثى

باب ما يذكر ويؤنث

من ذلك فى الانسان (العُنُقُ) والتذكير الغالب عليه قال ابن دريد اذا قلتَ عُنْقٌ

١١

فسكنت الثانى ذَكَّرْتَ واذا ثَقَّلَتْ الثانى أنثته ولا أدرى ما عِلَّتُه فى ذلك الا أن يكون سَماعا فأما سائر أسمائها كالهادِى والتَّلِيل والشِّرَاع فمذكر قال أبو النجم

على يَدَيْها والشِّراعِ الاطْوَلِ

وكذلك العُنُق واحدُ الاعْناق من الناس وهم الجماعات قال الله تعالى (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) فيمن قال ان الاعْناقَ ههنا الجماعة وقد قيل انها جمع عُنُقٍ ولكنه قال (خاضِعِينَ) حين أضاف الاعناقَ الى المذكرين فهو يشبه قول الشاعر

وتَشْرَقُ بالقولِ الذى قد أَذَعْتَه

كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ من الدَّمِ

(الفُؤَادُ) يذكر ويؤنث وجمعه فى الجِنْسَيْن أفْئِدة قال سيبويه لا نعلمه كُسِّرَ على غير ذلك فاما ما استشهد به ابن الانبارى على تأنيثه من قول الشاعر

شَفَيْتُ النفسَ من حَيَّىْ إيادٍ

بقَتْلَى منهُم بَردَتْ فُؤادِى

فهكذا يكون غلطُ الضَّعَفة انما فؤادى مفعول ببردتْ أى بردتْ تلك القتلَى فؤادى بقتلِى لهم قال أبو عبيد عن الاصمعى سَقَيتُه شَرْبةً بَرَدَتْ فُؤادَه وقد حكى الفارسى عن ثعلب تأنيثَ الفؤاد ولم يستشهد عليه بشئ (اللسان) يذكر ويؤنث وفى الكلام كذلك واذا قُصِدَ به قَصْدَ الرسالةِ والقصيدة أيضا أنشد قول الشاعر فى التأنيث

أتَتْنى لِسَانُ بَنِى عامِرٍ

أحادِيثُها بَعْدَ قَوْلٍ نُكُرْ

قال الفارسى واللسانُ الُّلغة وأنشد قول الشاعر

نَدِمْتُ على لسانٍ فاتَ مِنِّى

فَلَيْتَ بانه فى جَوْفِ عِكْمِ

فهذا لا يكون الا اللغة والكلامَ لان الندَم لا يقع على الاعيان والْعِكْمُ  ـ  العِدْل وقال الاصمعى معناه على ثَناء فمن أنث اللسان قال ألْسُنٌ لان ما كان على وزنِ فِعَالٍ من المؤنث فجمعه فى الاغلب أَفْعُلٌ كقول أبى النجم

* يأتِى لها مِنْ أَيْمُنٍ وأشْمُلِ*

ومن ذَكَّر فجمعه ألْسِنةً لان ما كان على فِعَالٍ من المذكر فجمعُه أَفْعِلة كمِثالٍ وأَمْثِلة وإزار وآزِرَةٍ وإناءٍ وآنية وسِوارٍ وأَسْوِرة ويقال ان لِسانَ الناسِ علينا حَسَنٌ وحَسَنة أى ثناءهم (العاتِقُ) يذكر ويؤنث وأنشد فى التأنيث

١٢

لا صُلْحَ بينى فاعْلَمُوه ولا

بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقى

سَيْفِى وما كُنَّا بنَجْدٍ ومَا

قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِى بالشَّاهِقِ

وقد دفع بعضهم هذا البيت وقال هو مصنوع ذهب الى تذكير العاتق وهو أعلى فأما العاتِق من الحَمام وهو ما لم يُسِنَّ ويَسْتَحْكِمْ فمذكر يقال فَرْخُ قَطاةٍ عاتِقٌ  ـ  اذا كان قد استقلَّ وطار وأرى أنه من السَّبْقِ لقولهم عَتَقَتِ الفَرسُ  ـ  اذا سَبَقَتِ الخيلَ وفلانٌ مِعْتاقُ الوَسيقةِ اذا أنْجاها وسَبَقَ بها *(القَفَا) يذكر ويؤنث والتذكير عليه أغْلَبُ وأنشد قول الشاعر

وما المولَى وان غَلُظَتْ قَفاه

بأَحْمَلَ للمَلَاوِمِ منْ حِمَارِ

وقال أيضا غيره

* وهلْ جَهِلْتِ يا قُفَىَّ التَّتْفُلَه*

وسَقَطَ الىَّ عن الاصمعى أنه قال هذا الرجزُ ليس بعَتِيقٍ كانه قال من قول خَلَفٍ الاحْمر وأراه ذهب فى ذلك الى انكار تأنيِث القَفا والجمعُ أَقْفاء وقُفِىٌّ وأقْفِيةٌ *(المَعَى) أكثر الكلام تذكيره وربما ذهبوا به الى التأنيث فانه واحد دل على الجمع وفى الحديث «المؤمنُ يَأْكُلُ فى مِعىً واحدةٍ وواحدٍ» فأما قول القَطامى

* حَوالبَ غُرَّزًا ومِعىً جِياعا*

فعلى قولِهم قِدْرٌ أعْشار فأما المِعَى من الأمْسِلةِ الضَّيِّقةِ فمذكر لا غير وإياه عَنّى رؤبة بقوله

* خِلْتُ أنْقاءَ المُعَىِّ رَبْرَبا*

قيل هو اسم مكان أو رَمْل فأما قولهم فى الاسم رَجُلٌ مُعَيَّةٌ فاما أن يكون على تأنيث المِعَى فى الاقَلِّ واما أن يكون تصغير مُعاوِيَة فى لغة من قال أُسَيِّدٌ *(الكُراعُ والذِّراعُ) يذكران ويؤنثان وقد قدّمت تأنيث الكُراع من الحَرَّة ومن ذَكَّر الكراع والذراع حَقَّرهما بغير الهاء ومن أنثهما حقرهما بالهاء وان كانا رباعيين لئلا يلتبس التذكير بالتأنيث* قال الفارسى* فاذا سمى بذراع فالخليل وسيبويه يذهبان الى صرفه قال الخليل لانه كثر تسمية المذكر به فصار من أسمائه وقد وصف به أيضا فى قولهم ثوبٌ ذراعٌ فتمكن فى المذكر فان سميت بكراع فالوجه ترك الصرف

١٣

* قال سيبويه* ومن العرب من يصرفه يشبهه بذراع قال وذاك أحب الوجهين * (والابْهام) يذكر ويؤنث والتذكير أعلى * (والابِطُ) مؤنثة ومنه قول بعضهم رَفَعَ السَّوْطَ حتى بَرَقَتْ إبطُه والجمعُ فيها آباط وكذلك إبط الرمل أعنى ما اسْتَرَقَّ منه *(المَتْنُ) من الظَّهْر يذكر ويؤنث قال الشاعر فى التذكير

اليَدُ سابِحةٌ والرِّجْلُ ضَارِحةٌ

والعَيْنُ قادِحةٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ

وقال الشاعر أيضا فى التأنيث

ومَتْنَانِ خَظاتانِ

كزُحْلُوفٍ مِنَ الهَضْبِ

وأما المتنُ من الارض وهو ما غَلُظ منها فمذكر *(اللِّيْتُ) مذكر وربما أنث واختلف فى اللِّيتِ فقيل هو مُتَذَبْذَبُ الفُرْط وقيل اللِّيتانِ موضع المِحْجَمَتَيْنِ من القَفا* قال الاصمعى* ليس اللِّيتُ بعِضْوٍ *(العِلْباءُ) يذكر ويؤنث وهى عَصَبة صَفْراء فى صَفْحة العنُق ومن أنث ذَهَب اليها* وقال أبو حاتم* هو مذكر لا غير *(النَّفْسُ) اذا عَنَيْتَ الشخصَ ذكرت واذا عنيت الرُّوحَ أنثتَ والجمعُ فيها أنْفُسٌ وكذلك الروح (طِبَاعُ الانسانِ) يذكر ويؤنث والتأنيث فيه أكثر وهو واحد مثُل النِّجارِ الا أن النِّجارَ مذكر* قال أبو حاتم* والطِّباعُ مذكر لا غير الا أن تُتَوَهَّم الطبيعةُ *(الحالُ) حالُ الانسان أنثى وأهلُ الحجاز يذكرونها وربما قالوا حالة بالهاء وأنشد قول الشاعر

عَلَى حالةٍ لو أنَّ فى القومِ حاتِمًا

عَلَى جُودِه لَضَنَّ بالماءِ حاتِمُ (١)

(والعَضُدُ) مؤنثة وربما ذكر وفيها خمس لغات عَضُدٌ وعَضْدٌ وعُضُدٌ وعُضْدٌ وعَضِدٌ وفى التنزيل (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) والجمعُ أعْضاد وقد عاضَدْتُك  ـ  أى قَوَّيْتُك وأَعَنْتُك واذا نسبتَ الرجُلَ الى ضِخَمِ العَضُدَيْنِ قلتَ رجل عُضادِىٌّ ويقولون للمرأة يا عَضَادِ مثل يا قَطامِ *(الضِّرْسُ) مذكر وربما أنث على معنى السِّنّ قال دُكَيْنٌ الراجز

* ففُقِئَتْ عَيْنٌ وطَنَّتْ ضِرْسُ*

ورَدَّه الاصمعى وقال انما هو وَطَنَّ الضِّرْسُ ويقال ثلاثةُ أضراس ويلزم من أنث أن

__________________

(١) قلت لقد حرف على بن سيده بيت الفرزدق هذا تحريفين فى أوله وآخره أولهما قوله على حالة الى آخر عروضه وثانيهما قوله لضن بالماء حاتم والصواب فى روايته على ساعة لو كان في القوم حاتم على جوه ضنت به نفس حاتم لان الروى مخفوض وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

١٤

يقول ثلاث أضراس فأما الضاحِكُ والناجِذُ فمذكران والارْحاءُ كُلُّها مؤنثة قال أبو حاتم وأنشد أبو زيد فى أُحْجِيَّةٍ

وسِرْبٍ مِلَاحٍ قد رأينا وُجُوهَهُ

إناثٍ أدانِيهِ ذُكُورٍ أواخِرُهْ

السِّرْبُ الجماعة وأراد الأسنانَ لان أَدانيها الثَّنِيَّة والرَّباعِيَةُ مؤنثتانِ وباقى الاسنانِ مذكر مثل الناجِذِ والضِّرْس والنَّاب

ما يذكر ويؤنث من سائر الاشياء

من ذلك (السُّلْطانُ) يذكر ويؤنث والتأنيث أكثر فاما كل ما جاء منه فى القرآن يُراد به الحُجَّة فمذكر كقوله تعالى (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) وقوله (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) وقالوا السُّلُطانُ وهو اسم حكاه سيبويه والقولُ فيه من التذكير والتأنيث كالقول فى المُسكِّن الثانى فاما قول الشاعر

* انَّ الثِّنى سَيِّدُ السُّلْطان*

فانه وَضَع السلطانَ وجعله اسما للجنس * ومن ذلك (السَّراوِيلُ) يذكر ويؤنث قال الشاعر فأنث فى التأنيث

أَرَدْتُ لِكَيْمَا يَعْلَم الناسُ أنَّها

سَراويلُ قَيْسٍ والوُفُودُ شُهُودُ

وأنْ لا يقولُوا غابَ قَيْسٌ وهذِه

سَراويلُ عادِىٍّ نَمَتْهُ ثَمُودُ

وقال الفرزدق فَذَكَّرَ فى التذكير

سَراويلُه ثُلْثا عَشِيرٍ مُقَدَّرٌ

وسِرْبالُه أَضْعافُه وهو خالِصٌ

أبو حاتم هو مؤنث لا غير قال سيبويه السَّراويلُ فارسىٌّ معرَّب جاء بلفظ الجمع ولذلك لم يصرف وليس بجمع وحكى أبو حاتم أن من العرب من يقول سِرْوالٌ كانه فارسى وحكى عن أبى الحسن أنه سمع من العرب سِرْوالة واذا كان على ذلك فهو جمع واذا كان جمعا فهو مؤنث لا غير ويحمل قوله حينئذ نَمَتْهُ ثمودُ على معنى الثَّوْب * ومن ذلك (السُّلَّم) يذكر ويؤنث والتذكير أكثر قال الله تعالى (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ) وقال فى التأنيث

١٥

لَنا سُلَّمٌ فى المَجْدِ لا يَرْتَقُونَها

وليسَ لَهُمْ فى سُورةِ المَجْدِ سُلَّمُ

ومن ذلك (السِّكِّين) الغالب عليه التذكير وأنشد للهذلى

يُرَى ناصِحًا فيما بَدا فاذا خَلا

فذلِكَ سِكِّينٌ على الحَلْقِ حاذِقُ

وقال آخر فى التأنيث

فعَيَّثَ فى السَّنامِ غَداةَ قُرٍّ

بِسكِّينٍ مُوَثَّقةِ النِّصابِ

وقد قيل سكينة قال الراجز

الذِّيب سِكِّينة فى شِدْقِه

ثُمَّ حِرابًا نَصْلُها فى حَلْقِه

ومن ذلك (الخَصِينُ) وهى فأْسٌ ذات خَلْفٍ واحد يذكر ويؤنث والجمع أَخْصُنٌ * ومن ذلك (الطَّسْتُ) يذكر ويؤنث وكلام العرب الطَّسَّة والطِّسَّة بالفتح والكسر وقد يقال الطَّسُّ بغير هاء أنشد الفارسى

* حَنَّ اليها كَحنِينِ الطَّسِّ*

وبعض أهل اليمن يقول الطَّسْتُ كما قالوا فى اللِّصِّ لِصْتٌ وكل ذلك يذكر ويؤنث قال الشاعر فى التذكير

وهامةٍ مِثْلِ طَسْتِ العُرْسِ مُلْتَمِع

يَكادُ يُخْطَفُ مِنْ إشراقِه البَصَرُ

وقال آخر فى التأنيث أيضا

رَجَعْتُ الى صَدْرٍ كطَسَّة حَنْتَمٍ

اذا قُرِعَتْ صِفْرًا من الماءِ صَلَّتِ

ومن ذلك (القِدْرُ) أنثى وبعضُ قَيْسٍ يُذَكِّرها وأنشد

بِقِدْرٍ يَأْخُذُ الاعْضاءَ تَمًّا

بحَلْقَتِه ويَلْتَهِمُ الفَقَارا

قال أبو علىّ وأنشد سيبويه فى التأنيث

وقِدْرٍ ككَفِّ القِرْدِ لا مُسْتَعِيرُها

يُعَازُ ولا مَنْ يَأْتِها يَتَدَسَّمُ

قال أبو حاتم القِدْرُ مؤنثة لا غير فاما المِرْجَلُ والمِطْنَجُ فمذكرانِ * ومن ذلك (المُلْكُ) يذكر ويؤنث فاذا أَنَّثُوا ذهبوا به الى معنى الدَّوْلة والوِلاية قال ابن أحمر فى التأنيث

مَدَّتْ عليهِ المُلْكُ أَطْنابَها

كَأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرّ

قال السيرافى الرواية مَدّتْ عليه المُلْكَ أطْنَابها كاْسٌ الهاءُ راجعة الى الكاس والمُلْك مصدر فى موضع الحال وهو من باب أرْسَلَها العِراكَ كانه قال مُمَلَّكًا وقال آخر فى التذكير

١٦

* فمُلْكُ أبى قابُوس أَضْحَى وقد نَجِزْ*

(السبيل)  يذكر ويؤنث وفى التنزيل (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي) وفيه (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) وكذلك (الطريق) يذكر ويؤنث * ومن ذلك (الصِّراطُ) مذكر وقد أنثه يحيى بْنُ يَعْمَرَ وقرأ «مَنْ أَصْحَابُ الصِّراطِ السُّوَّى ومَنِ اهْتَدَى» ولا نعلم أحدا من العلماء باللغة أَنَّثَ الصراطَ وان صحت هذه القراءة عن ابنِ يَعْمَرَ ففيه أعظم الحُجَج وهو من جِلَّةِ أهل اللغة والنحو وكتابُ الله تعالى نزل بتذكير الصراط وجمعُه فى القَبِيلَيْن أَصْرِطةٌ وصُرُط * ومن ذلك (العَنْكَبُوتُ) وفى التنزيل (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) وقال الشاعر فى التذكير

على هَطَّالِهِمْ مِنْهُمْ بُيوتٌ

كانَّ العَنْكَبُوتَ هُوَ ابْتَناها

الهطال اسم رجل (١) وأما قوله

* كانَّ نَسْجَ العَنْكَبُوتِ المُرْمَلِ*

فعلَى الجِوَارِ وانما يكون نعتا للعنكبوت لو قال المُرْمِلِ بالكسر يقال رَمَلْتُ الحصيرَ وأَرْمَلْتُه اذا نسجتَه فأما تكسيره وتحقيره فقد قدّمته والتأنيث فى العنكبوت أكثر وهى لغة التنزيل * ومن ذلك (الهُدَى) يؤنث ويذكر قال أبو حاتم الهُدَى مذكر فى جميع اللغات الا أن بعض بنى أسد يؤنث ولا أَحُقُّ ذلك فأما الهدى الذى هو النهار فمذكر كقول ابن مقبل* حَتَّى اسْتَبَنْتُ الهُدَى ... (٢) وكذلك (السُّرَى) سَيْرُ الليل يذكر ويؤنث سَرَيْنا وأَسْرينا * ومن ذلك (المُوسَى) يذكر ويؤنث وهى تُجْرَى ولا تُجْرَى فمن أجراها قال هى مُفْعَلٌ من قولك أَوْسَيْتُ رأسَه  ـ  حَلَقْتُه بالمُوسَى ومن لم يُجْرها قال الالف التى فيها ألف تأنيث بمنزلة الالف التى فى حبلى قال الشاعر فى التأنيث (٣)

وان كانَتِ المُوسَى جَرَتْ فوقَ بَظْرِها

فما خُتِنَتْ الا ومَصَّانُ قاعِدُ

وقال آخر فى التذكير

* مُوسَى الصَّنَاعِ مُرْهَفٌ شَباتُه*

* قال أبو عبيد* قال الامَوِىُّ المُوسَى مذكر لا غير وقد أَوْسَيْتُ الشئَ  ـ  قطَعْتُه

__________________

(١) قلت قوله الهطال اسم رجل كذا بالاصل ولا أصل له انما الهطال جبل كما فى معجم البلدان وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

(٢) قوله كقول ابن مقبل البيت بتمامه كما فى اللسان

حتى استنبت الهدى والبدها جمة

يخشعن في الآل غلفا أو يصلينا

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

كتبه مصححه

(٣) قلت هذا البيت لزياد الاعجم يهجو به عتاب بن ورقاء الرياحى وقد حرفه ابن سيده وحقيقة روايته فان تكن الموسى جرت فوق بظرها فما خفضت الخ وكتبه محققه محمد محمود لطف الله به آمين

١٧

بالمُوسَى قال ولم أسمع التذكير فى الموسى الا من الأموى * ومن ذلك (الحانُوتُ) يذكر ويؤنث فبعضهم يجعلها الخمر وبعضهم يجعلها الخَمَّار قال الشاعر فجعلها الخمار

يُمَشِّى بيْنَنا حانُوتُ خَمْرٍ

من الخُرْسِ الصَّرَاصِرِة القِطَاطِ

ونَسَبُوا اليه حانِىٌّ وحانَوِىٌّ وبعضهم يجعل الحانوتَ الكُرْبَجَ والكُرْبَجُ بالفارسية البَقَّال يقال كُرْبَجٌ وقُرْبَقٌ وقد أَنْعَمْتُ شرحَ هذا فى باب اطِّرادِ الابدالِ فى الفارسية ومن ذلك (الدَّلْوُ) يذكر ويؤنث قال الشاعر فى التذكير

* يَمْشِى بِدَلْوٍ مُكْربِ العَراقِى*

وقال أيضا فى التأنيث

* لا تَمْلِا الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها*

والدَّوْلُ لغة فى الدَّلْوِ والقولُ فيها كالقَوْلِ فى الدَّلْوِ * ومن ذلك (القِمَطْرُ) يذكر ويؤنث قال الشاعر فى التذكير

لا عِلْمَ الا ما وَعاهُ الصَّدْرُ

لا خَيْرَ فى عِلْمٍ حَوَى القِمَطْرُ

وقد يقال بالهاءِ قِمَطْرَةٌ * ومن ذلك (القَلِيبُ) يذكر ويؤنث قال الشاعر

إنِّى اذا شارَبَنِى شَرِيبُ

فَلِى ذَنُوبٌ وله ذَنُوبُ

* وإنْ أبَى كانتْ له القَلِيبُ*

والجمعُ فيها أَقْلِبةٌ وقُلُبٌ وانما أَذْكُر الجمعَ فى هذا الجنس الذى يذكر ويؤنث لأُرِيَك استواءَهما فى الجمع واختلافَهما وأما الطَّوِىُّ  ـ  وهو البئر المطوية بالحجارة فمذكر فان رأيته مؤنثا فاذهب بتأنيثه الى البئر وجمعُه أطْواءٌ وكذلك النَّقِيعُ  ـ  البئر الكثيرة الماء مذكر وكذلك الجُبُّ  ـ  وهو البئر التى لم تُطْوَ مذكر وحكى عن بعضهم أنه يذكر ويؤنث وجمعه جِبَبةٌ وأَجْبابٌ وجِبابٌ * ومن ذلك (الذَّنُوبُ) وهى الدلو العظيمة تذكر وتؤنث قال الراجز فى التذكير

فَرِّغْ لها مِنْ قَرْقَرَى ذَنُوبَا

إنَّ الذَّنُوبَ يَنْفَعُ المَغْلُوبا

وقال آخر فى التأنيث

على حِين مَن تَلْبَثْ عليه ذَنُوبُه

يَجِدْ فَقْدَها وفى المَقامِ تَدابرُ

١٨

واجمع ذِنابٌ وذَنائِبُ والذَّنوب الذى هو النصيب مشتق منه وهو مذكر وفى التنزيل (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ) قال علقمة

وفِى كُلِّ حَىٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ

فُحَّق لِشَاسٍ مِنْ نَداكَ ذَنُوبُ

ومن ذلك (الخَمْرُ) تؤنث وتذكر والتأنيث عليها أغلب وما أنثت فيه من الاشعار كثير وأسماؤها كلها موضوعة على التأنيث كما أعلمتك فأما قول الاعشى

وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الاسفَنِطِ

ممزوجةٌ بماءِ زُلَال

فقد يكون على تذكير الخمر وقد يكون من باب عَيْنٌ كَحِيلٌ قال أبو حاتم وأَبَى الاصمعىُّ الا التأنيثَ فأنشدتُه هذا البيت فقال انما هو* وكانَّ الخَمْرَ المدامةَ مِلِاسْفِنْطِ فحذف نون من فى الادراج قال وتلك لغة معروفة مشهورة يحذفون النون من من اذا تَلَقَّتْها لامُ المعرفةِ وأما قول العرب ليست بخَلَّةٍ ولا خمرةٍ فانهم يذهبون الى الطائفة منها كقولهم سَوِيقةٌ ودَقِيقةٌ وعَسَلَةٌ وضَرَبَةٌ وقد قالوا ما هو بخَلٍّ ولا خَمْرٍ  ـ  أى لا خير فيه ولا شر عنده ومن ذلك (الذَّهَبُ) أنثى وقد يذكر وجمعها فى القَبِيلَينِ أذْهابٌ وذُهْبانٌ ومن ذلك (المالُ) يذكر ويؤنث وقد أَنَّثَها رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكرها فى كلام واحد فقال «المالُ حُلْوةٌ خَضِرَةٌ ونِعْمَ العَوْنُ هو لصاحبه» وأنشد قول الشاعر

والمالُ لا تُصْلِجُها فاعْلَمَنْ

الا بافسادِكَ دُنْيا ودِينْ

ومن ذلك (العُرْسُ) يذكر ويؤنث ويُصَغِّرُونها عُرَيْسٌ وعُرَيْسةٌ وجمعها فى القبيلين عُرُساتٌ وحقيقة العُرْسِ طَعامُ الزَّفافِ ومن ذلك (العَسَلُ) يذكر ويؤنث قال الشماخ

كانَّ عُيُونَ النَّاظِرِين يَشُوقُها

بها عَسَلٌ طابتْ يدا من يَشُورُها

ومن ذلك (النَّعَمُ) يذكر ويؤنث قال الراجز

أَكُلَّ عامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَه

يُلْقِحُه قَوْمٌ وتُنْتِجُونَه

وكذلك الانعام تذكر وتؤنث فيقال هى الانعام وهو الانعام قال الله تعالى (وَإِنَ

١٩

لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) فذكر وقال فى سورة المؤمنون (مِمَّا فِي بُطُونِها) والتأنيث هو المعروف فى الانعام وقيل انما ذكره لانه ذهب الى معنى النَّعَمِ والنَّعَمُ والانعامُ بمعنى واحدٍ فاما سيبويه فذهب الى أن الانعام يقع على الواحد وعَدَلَهُ بقولهم ثَوْبٌ أَكْماشٌ * ومن ذلك (السِّلَاحُ) يذكر ويؤنث قال الفراء سمعت بعضَ بنى دُبَيْرٍ يقول انما سمى جَدُّنا دُبَيْرا لان السِّلاحَ أَدْبَرَتْه أى تركتْ فى ظَهْره دَبَراً ودُبير تحقير أَدْبَر على تصغير الترخيم ويجوز أن يكون تصغير دَبِرٍ يقال بعير دَبِرٌ وأدْبَرُ قال الطرماح وذكر الثورَ

يَهُزُّ سِلَاحاً لم يَرِثْها كَلالةً

يَشُكُّ بها منها أُصولَ المَغابِن

وقوله تعالى (وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ) يَدُلُّ على تذكير السلاح لانه بمنزلة مِثَالٍ وأَمْثلةٍ ومن العرب من يقول لبس القومُ سُلُحَهم والقومُ سَلِحُون أى معهم السِّلاح ومن ذلك (دِرْعُ الحديدِ) تذكر وتؤنث والتأنيث الغالب المعروف والتذكير أقلهما أو لا ترى أن أسماءها وصفاتها الجاريةَ مَجْرَى الاسماء مؤنثةٌ كقولهم لامةٌ وفاضَةٌ ومُفاضَة وزَغْفَة وزَغَفَة وجَدْلاء وحَدْباءُ وسابغةٌ فاما ذائِلٌ فقد تكون على التذكير وقد تكون على النَّسَب وأما دِلَاصٌ فبمنزلة كِنَازٍ وضِنَاكٍ وان كان قد يجوز أن يكون نعتاً غير مؤنث على تذكير الدّرْع والمشهور فى دِلاص التأنيثُ فاما قول أَوْسِ بن حَجَرٍ

وأبيضَ صُوِليًّا كِنهْىِ قَرارةٍ

أَحَسَّ بقَاعٍ نَفْحَ رِيحٍ فاجْفَلَا

فعلى تذكير الدرع * ومن ذلك (اللَّبُوسُ) اسم عامٌّ لِلّبَاسِ والسِّلَاح أيضا من دِرْع الى رُمْح وما أشبههما مذكر فاذا نويتَ بها دِرْعَ الحديد خاصة أنتَ وأنشد للعباس بن مرداس

فَجِئْنا بألفٍ من سُلَيْمٍ عليهمُ

لَبُوسٌ لهم من نِسْجِ داودَ رَائِعُ

وفى التنزيل (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ) وليس هذا بشاهد قاطع ولا مُقْنِع فى تأنيث اللَّبُوس لانه قد يمكن أن يكون الاخبارُ عن الصنعة وعن اللبوس

ومن ذلك (القَمِيصُ) الدِّرْعُ مؤنثة ومن ذلك (السُّوق) تذكر وتؤنث والتأنيث أغلب قال الشاعر فى التذكير

٢٠