المخصّص - ج ١٥

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٥

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٥

* يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكُور*

فلم يُنَوِّن فسألته عن واحده فقال عَلْقاة* قال أبو عثمان* أبو عبيدة كان أَغْلَظَ من أن يفهم هذا انما عَلْقاة واحدة العَلْقَى على غير اللفظ ليس هو تكسيرها ولكنه في معنى جمعها مثل شاةٍ وشاءٍ ليس شاءٌ جمع شاةٍ في اللفظ ولكنه جمع ليس له واحد من لفظه وعَرْقَى ـ الساحة يقال نزل بعَرْقاتى وعَرْقَاىَ ـ أى ساحتى وعَقْرَى ـ دعاءٌ على الانسان وزَوَّجَها أبو عبيد بحَلْقَى فقال عَقْرَى حَلْقَى ويقال للمرأة عَقْرَى حَلْقَى ـ اذا كانت مشئومة مُؤْذِية وعَقْرًا حَلْقًا ـ دعاء عليها أى عَقَرَها اللهُ وحَلَقَها وعَلْوَى ـ اسم فرس لخُفَافِ بن نُدْبة وفرس خُفَاف بن عُمَير (١) وعَطْوَى ـ اسم ناقة عبيد بن أيوب العَنْبَرِى وجَرادٌ عَظْلَى ومُعْتَظِلٌ ـ اذا رَكبَ بعضُه بعصا وامرأةٌ عَيْمَى ـ اذا غَرِضَتْ الى اللَّبَن والرجل عَيْمان وقد عامَ يعامُ ويَعِيمِ عَيْمًا وعَجْلَى ـ فَرَس دُرَيْد بن الصِّمَّة وفرس ثَعْلَبة بن أم حَزْنة وعَجْلَى ـ اسمُ ناقة واذا كانت القوس طَرُوحًا ودامت على ذلك فهى عَجْلَى وعَبْرَى من العَبْرة يقال امرأة ثَكْلَى عَبْرَى وقيل من العَبَر وهو الحُزْن وهما متقاربان والعَدْوَى من الاسْتِعْداء والعَدْوَى ـ البُعْدُ قال كُثَيِّر

مَتَى أخْشَ عَدْوَى الدار بَيْنِى وبَيْنها

أَصِلْ بالنَّواجى الناعجاتِ حِبَالَها

فأما الذى عليه أكثر أهل اللغة فان العَدْوَى من الاعْداء والعُدَواء من البُعْد والعَدْوَى من إعْداء الجَرَبِ وعَرْوَى ـ اسم بلد وقيل هو ـ هَضْبَةٌ بشَمَام وعَزْوَى ويَعْزَى ـ كَلِمة يُتَلَطَّف بها وبنو عَوْذَى ـ بطنٌ من العرب وبنو عَوْهَى ـ بطنٌ من العرب أيضا بالشام وامرأةٌ جَبْأَى ـ قائمة الثَّدْيَيْن وامرأة حَبْلَى وحَبْلَانة ـ ممتلئة من الشراب ومن الغضب والرجل حَبْلَان وقد حَبِلَ حَبَلاً وحَجْوَى ـ من المُحاجاة وحَلْقَى من حَلْقِ الرأس وقد تقدم ذكره مع عَقْرَى وحَيْرَى من التَّحَيُّر امرأةٌ حَيْرَى ورَوْضَة حَيْرَى ـ ممتلئة بالماء وأنشد الفارسى

فَيَا رُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ

تَحَدَّر فيها النَّدَى السَّاكِبُ

وحَوْضَى ـ موضع وهَرْشَى ـ ثَنِيَّة قريبة من الجُحْفة يُرَى منها البحر قال

خُذَا جَنْبَ هَرْشَى أوقَفَاها فانَّه

كِلَا جانِبَىْ هَرْشَى لَهُنّ طَرِيقُ

__________________

(١) قلت لقد غلط على بن سيده هنا غلطتين فاحشتين في قوله وعلوى فرس لخفاف بن ندبة وفرس خفاف بن عمير فجعل الفرس الواحدة فرسين وجعل الرجل الواحد رجلين والصواب وهو الحق المجمع عليه أن علوى فرس واحدة لرجل واحد وهو أبو خراشة خفاف السلمى العصوى الشريدى الصحابى شهد مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتح مكة في ألف كامل من بنى سليم لواؤهم بيده لشجاعته وفروسيته لم يقدم عليه منهم أحدا وشهد معه حنينا والطائف أيضا فارس قيس كلها شاعر مفلق أحد أغربة العرب المخضرمين لان أمه سوداء وهى ندبة ونسبته اليها أشهر وينسب الى أبيه عمير بن الحرث ابن الشريد أيضا وهذا هو الذى أضل ابن سيده عن الحق المبين كما رأيت وفي فرسه علوى يقول خفاف يوم أخذه بثار ابن عمه معوية بن عمرو أخى صخر ـ والخنساء اذ قتل به مالك بن حمار الشخى سيد بني فزارة حين قنل معوية ـ

١٨١

والهَلْتَى ـ نَبْتٌ ولم نسمع لها بواحد وقد قيل هَتْلَى الا أن ابن دريد قال حَكَى أبو مالك هَتْلَى ولا أَحُقُّه وخَيْطَى ـ جماعة النَّعَام وقد يكون من البقر والجمع خِيطَان وخَرْفَى وخَرْبى فارسى مُعَرَّب وهو ـ الحَبُّ الذى يسمى الجُلْبان وغَرْوَى من الاغْراء ويقال لا غَرْوَى ولا غَرْوَ ـ أى لا عَجَب وغَوْهَى ـ قبيلة من اليمن وغَرْثَى من الغَرَث وهو ـ الجُوع وجاريةٌ غَرْثَى الوِشَاح ويُخَصُّ الوِشَاح فيقال وِشَاحٌ غَرْثان وامرأةٌ غَيْرَى من الغَيْرَة وغَيْنَى ـ هَضْبة معروفة وبها سُمِّىَ الرجل وغَرْوَى ـ موضع وكذلك قَوْرَى وقَمْرَى وقد تقدم في المتعادل وكَوْدَى أُثَال ـ موضع وَلِيْلَةٌ كَمْوَى ـ قَمْرَاء والكَلْبَى ـ الذين بهم الكَلَبُ وكَوْثَى ـ موضع وجَدْوَى ـ امرأة وجَدْوَى ـ العَطِيَّةُ جَدَوْتُه ـ أَعْطَيْته وسأَلْتُه وأنشد الفارسى

إلَيْهِ تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرًّا

فَلَيْس بِقائلٍ هُجْرًا لِجادِى

وجَوْخَى ـ اسم بلد وحَوْلَى ـ موضع وشَعْيا ـ اسم نَبِىٍّ من أنبياء بنى اسرائيل وشَرْوَى ـ النظير قال

ولم أرَ شَرْوَاها خُبَاسةَ واحدٍ

ونَهْنَهْتُ نَفْسِى بَعْدَ ما كِدْتُ أفْعَلَه

وشَتَّى ـ متفرقون وضَرَّةٌ شَكْرَى ـ اذا كانت مَلْأَى من اللَّبَن وجاءت الابلُ شَكِرَةً وشَكْرَى ـ ممتلئة حافلة والشَّكْوَى ـ مصدر شَكَا شَكْوَى شديدةً وشَكاةً وشَلْحَى لُغةٌ مرغوب عنها في السَّيْف بلغة أهل الشِّحْر وشَوْطَى ـ موضع وشَسَّى كذلك وضَفْوَى مثله (١) وامرأةٌ صَبْحَى ورجل صَبْحان ـ اذا شَرِبَا الصَّبُوح واذا عَطِشَتِ النَّخْلةُ فهى صَدْيَا وصادِية وسَعْيَا ـ اسم بلد* قال الفارسى* وهو شاذ قال ابن جنى شُذوذُه من قياس نظائره وقياسه سَعْوَى وذلك أن فَعْلَى اذا كانت اسما مما لامه ياء فان ياءه تُقْلَب واوا للفرق بين الاسم والصفة وذلك نحو الشَّرْوَى والتَّقْوَى فَسَعْيَا إذًا شاذة في خروجها عن الاصل كما شذت القُصْوَى وحُزْوَى وقولهم خُذِ الحُلْوَى وأعْطِهِ المُرَّى على أنه يجوز أن يكون سَعْيَا فعْلَلاً من سَعَيْت الا أنه لم يَصْرِفه لانه عَلَّقه على الموضع عَلَمًا مؤنثا ولا يجوز أن تكون فَعْيَلاً لأنه مثال غير موجود فأما ضَهْيَدٌ اسم موضع فشاذ ولم يَحْكِه صاحب الكتاب* قال* وقد يجوز أن يكون

__________________

ـ ان تك خيلى قد أصيب عميدها فاني عى عمد تيممت مالكا نصبت له علوى وقد خام صحبتي مجدا أولا ثار هالكا لدن ذرقرن الشمس حتي أيتهم سراعا على خيل تؤم المسالكا فلما رأيت القوم لاود بينهم شريجين شتى منهم ومواشكا تيممت كبش القوم لما رأيته وجانبت شبان الرجال الصعالكا فجادت له يمنى يدى بطعنه كست متنتيه أسو اللون حالكا وقلت له والرمح يأطر متته تأمل خفافا انني أناذلكا أنا الفارس الحامى حقيقة والدي به تدرك الاوتار قدما كذلكا ولجهل ابن سيده بمعرفة هذا العربى الصحابى الجليل الكامل الشرف الندب النبيل عرّفته أتم التعريف بأوصاوفه التالد منها والطريف وكتبه محققه محمد محمود التركزى لطف الله تعالى به آمين

(١) قلت لقد حرف على بن سيده هنا تحريفا عظيما حيث جعل مذكر بن مثنين أنثى مفردة اذ قال وشوطى موضع ـ

١٨٢

فى الاصل صِفةً كَخزْيا وصَدْيَا الا أنها غَلَبَتْ فبَقِيَت بعد عَلَمِيَّتِها على ما كانت عليه فى حال جنسيتها كما أنك لو سَمَّيت بخَزْيا لأقررت بعد التسمية لامها ياءا وسَعْيا لغةٌ فى شَعْيا وقد تقدم وسَلْوَى ـ طائر والسَّلْوَى ـ العَسَل والسَّلْوَى ـ كل ما سَلَّى والسَّيْلَى العَطْشَى والسَّيْلى الرَّيَّا ـ ماآنِ يقال لأحدهما السَّيْلى العَطْشى وللآخر السَّيْلى الرَّيَّا وجَمَعَهما الأخْطل على السَّيَالَى فقال

عَفَا مِمَّنْ عَهِدْتُ به خَفِيرُ

فأَجْبالُ السَّيالَى فالعَوِيرُ

وسَلْمَى ـ أحَدُ جَبَلَىْ طَيِّئٍ وسَلْمَى ـ اسم امرأة وامرأة سَهْوَى تأنيث رجلٍ سَهْوَان من السَّهْو وانما ذكرته هنا وان كان قياسا مُطَّرِدا لقلة جَرْيِه وطَغْيَا ـ اسم بَقَرة الوَحْش قال

* وطَغْيَا مع اللهَقِ النَّاشِط*

وروى ابن جنى هذا البيت

وإلَّا النَّعَامَ وحَفَّانَه

وطَغْيَا مِنَ اللهَقِ النَّاشطِ

وقال رواه الاصمعى طَغْيًا ـ أى نَبْذًا منه* قال* وروى أبو عمرو وأبو عبد الله طَغْيًا ـ أى صَوْتًا طَغَتْ تَطْغَى ـ اذا صاحت يكون للناس والدواب سَمِعْتُ طَغْيًا من فلان ـ أى صَوْتًا* قال* وأعلم أن في طَغْيَا هذه اذا كانت فَعْلَى نظرا وذلك أنها لا تخلو أن تكون اسما أو صفة ألا ترى أن الاصمعى فَسَّرَها فقال نَبْذًا منه وهو اسمٌ لا محالة واذا كانت اسما فقياسها طَغْوَى كما قالوا في مصدر طَغَى طَغْوَى كالعَدْوَى والدَّعْوَى وذلك أن فَعْلَى اذا كانت اسما وكانت لامها ياء فانها مما تُقْلَب واوا نحو الشَّرْوَى والتَّقْوَى فَمِنْ هنا أشْكَلَتْ طَغْيا ووجه جوازها أن تكون خَرَجَتْ على أصلها كخروج القُصْوَى على أصلها ويجوز وجه آخر وهو أن تكون مقصورة من طَغْياء كما أن قولهم مَسُولَى مقصور عن مَسُولاء فَعُولاء كَبُروكاء ألا ترى أن صاحب الكتاب قد حَظَرَ فَعُولَى مقصورة ووجه آخر عندى وهو أن يكون فَعْلَلاً من طَغَيْت وقلب اللام الثانية أَلِفا لوقوعها طَرَفا في موضع حركة مفتوحا ما قبلها الا أنه لم يصرفه لانه جعل ذلك علما للقِطْعة والفِرْقة فاجتمع التعريف والتأنيث ونظيره

* عُدَّتْ عَلَىَّ بِزَوْبَرَا (١) *

القول فيهما واحد وانما شَرَح ابن جنى على

__________________

ـ وشسى كذلك وضفوى مثله فانت تراه حرف شَسَّى وضَفَوَى والصواب وهو الحق المجمع عليه أن شَسَّىْ فَعلَى لا فعلى كما زعم وهى تثنية شس كقس وزنا قال المرار العدوى

هل عرفت الدار أم أنكرتها

بين تبراك فشتى عبقر

وان ضفوى على وزن جمزى وقلهى وبعض العرب يقول ضفوى وقلهى بياء ساكنة قال زهير يصف دارا خالية

قفرا بمندفع النحائت من

ضفوي أولات الضال والسدر

لعب الزمان بها وغيرها

وكتبه محققه محمد محمود التركزى لطف الله به آمين

(١) قلت هذا البيت مزلة أقدام العلماء وهفوة طغيان أقلامهم من قديم فنسبه بعضهم لابن أحمر وزعم بعضهم أن زوبر لم تعرفها العرب وأنها من مخترعات ابن أحمر وزعم بعضهم أن البيت للطرماح وروايته وان قال عاد من تنوخ قصيدة الخ والصواب وهو ـ

١٨٣

رواية من روى * ... مِنَ اللهَقِ النَّاشِطِ* وامرأةٌ طَيَّا ـ ضامرة البطن من الجوع والرجل طَيَّان وقد يكون الطَوَى من خِلْقة ودَعْوَى ـ مصدر دَعَوْتُ الله حكاها سيبويه في المصادر التى في أحدها ألف التأنيث وأنشد لبَشِير ابن النِّكْث

* وَلَّتْ ودَعْوَاها شَدِيدٌ صَخَبُهْ*

* قال أبو على* ذَكَّرَ على معنى الدعاء* قال سيبويه* ومن كلامهم اللهُمَّ أَشْرِكْنا في دَعْوَى المُسْلِمين والدَّعْوَى الاسم من قولك ادَّعَيْتُ الشىءَ ـ زَعَمْتُه لى حَقًّا كان أو باطلا ودَحْنا ـ اسم بلد وتَلَّى ـ صَرْعَى تَلَّهُ يَتُلُّهُ تَلًّا فهو مَتْلُول وتَلِيلٌ وتَقْوَى ـ موضع والتَّقْوَى من التُّقَى* قال سيبويه* والتاءُ فيه مُبْدَلة من واو والواو فيه مبدلة من ياء وجاءَ القَوْمُ تَتْرَى وتَتْرًى ـ أى واحدا خَلْفَ واحد يتبع بعضهم بعضا وأصله وَتْرَى من الوَتْر وهو ـ الفَرْد* قال أبو على* أن تكون الالف فيه للتأنيث أولى من أن تكون للالحاق لانه لا تكاد توجد ألف الالحاق في هذا الضرب من المصادر وفيها ألِفُ التأنيث كالدَّعْوَى والذِّكْرى والرُّجْعَى ومن زعم أنّ تَتْرَى تَفْعَل فقد غَلِطَ لانه اذا حكم بزيادة التاء لم يكن ما بَقِى من الكلمة في معنى المُوَاتَرَة وانما تَتْرَى من المُوَاتَرَة لأن التاء أبدلت من الواو كما أبدلوها منها في تَوْلَج وتَيْقُور ولِثَةٌ ظَمْأَى وهى ـ الذَّابلة من غير سَقَمٍ والثَّرْوَى من الثَّرْوة وامرأةٌ ثَكْلَى على نحو قولهم عَبْرَى ورَضْوَى ـ اسمُ جَبَل ورَضْوَى أيضا ـ اسم فرَسَ سَعْدِ بن شُجَاع ورَضْوَى ـ اسم امرأة قال الاخطل

عَفَا واسِطٌ مِنْ آلِ رَضْوَى فَنَبْتَلُ

فَمُجْتَمَعُ الحَدَّيْنِ فالصَّبْرُ أَجْمَلُ

ورَيًّا ـ الرائحةُ الطَّيِّبة قال * تَطَلَّعُ رَيَّاها مِنَ الكَفِرَاتِ* ويقال رَيًّا كلِّ شئٍ ـ رائحتُه ما كانت وكلُّ قَصَبة ممتلئةٍ من البدن رَيَّا وامرأةٌ رَيَّا ـ ممتلئة الرِّدْف قال * تَطَلَّعُ رَيَّاها مِنَ الكَفِرَاتِ* ويقال رَيَّا كلِّ شئٍ ـ رائحتُه ما كانت وكلُّ قَصَبة ممتلئةٍ من البدن رَيَّا وامرأةٌ رَيَّا ـ ممتلئة الرِّدْف قال * رَيَّا الرَّوَادِفِ لم تُمْغِلْ بأولاد* والرَيَّا ـ أحد جَبَلَىْ طَيِّئ (١) ورَيَّا ـ اسم امرأة* قال ابن جنى* كان يجب

__________________

ـ الحق الذي لاخلاف فيه أن (١٨٤) خالد القسري عامل هشام على العراق حفرنهر بالبصرة وسماء المبارك وأهداء الى هشام ابن عبد الملك فهدا الشعراء خالدا والمبارك فانهم الفرزدق بذلك الهجو وشدد عليه فقال قصيدة يمدح بها آل مروان وخالدا والمبارك ويتنصل من الهجوة فقال ألكنى الى راعى الخليفة والذي له الافق والارض العريضة تورا فاني وأيدي الراقصات الى منى وركبانها ممن أهلّ وغورا لقد زعموا أني هجوت خالج له كل نهر المبارك أكدرا ولكن تنكروا شعري اذا خرجت له سوابق لو يرمى بها لتفقرا سواج ولو مست حراء لحركت له الراسيات الشم حتى تكورا اذا قال را ومن معد قصيدة بها جرب كانت علي بزوبرا أينطقها غيري وأرمى بعيبها فكيف ألوم الدهر أن يتغيرا فناك الذي يهجو المبارك أمه بأيرين مسودّ وآخر أحمرا وأصغر وومىّ اذا ما تهز هزت على رأسه لم تستطع أت تخفرا وكتبه محقق محمد محود لطف الله تعالى به آمین

١٨٤

أن تكون رَوَّى كما قال صاحب الكتاب الا أن الذى أراه فيها أن تكون صفة غلَبَتْ كالحرِثِ والصَّعِق ودارِمٍ ونابِغة ونحو ذلك وكأنها مؤنَّث رَيَّان فَرَيَّا من رَيَّان كَطَيَّا من طَيَّان ورَغْبَى من الرَّغْبة ورَهْبَى من الرَّهْبة وقد تقدم ودَارةُ رَهْبَى ـ موضع ويقال ناقَةٌ رَهْبَى كما يقال رَهْبٌ حكاه ابن الاعرابى وقَوْمٌ رَوْبَى ـ خُثَراءُ الأَنْفُس قال

فأَمَّا تَمِيمٌ تَمِيمُ بنُ مُرٍّ

فَالْفاهُمُ القَوْمُ رَوْبَى نِيَاما

* قال سيبويه* رجل رائبٌ وقوم رَوْبَى وهم ـ الذين أَثْخَنَهُم السَّفَر والوَجَعُ امرأةٌ رَهْوَى ورَهْوٌ وهى ـ الوَاسِعة المَتَاع وقيل هى ـ التى لا تمتنع من الفُجور ورَهْوَى ـ موضع ورَزْحَى جمع رازِحٍ وهو ـ الكالُّ المُعْيِى وقَوْمٌ رَجْلَى ـ رَجَّالة ولَغْوَى ـ موضع قال الأخطل

أَخَنْجَرُ لو كُنْتُمْ قُرَيْشًا طَعِمْتُم

وما هَلَكَتْ جُوعًا بِلَغْوَى المَعَاصِرُ

والنَّجْوَى ـ التَّنَاجِى وهو ـ الحديث المكتوم وفي التنزيل (وَأَسَرُّوا النَّجْوى) والنَّجْوَى ـ الجماعة يَتَنَاجَوْن وفي التنزيل (وَإِذْ هُمْ نَجْوى) وقيل النَّجْوَى ـ المُنَاجاة من قوله تعالى (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ونَشْرَى ـ الابل التى قد انتشر فيها الجَرَب وقيل إبِلٌ نَشْرَى ـ اذا مَرِضَتْ من رَعْى النَّشْر وهو ـ الكَلَأُ الذى يَيْبَس فيصيبه مَطَرٌ قبل الصيف فَيَخْضَرُّ (١) ويقال القَوْمُ فَوْضَى فَضًى ـ أى لا أمير عليهم وكذلك اذا كانوا في أمر مختلط يَتَفَاوَضُون فيه ويقال مَتَاعُهُم فَوْضَى بينهم ـ اذا كانوا فيه شُرَكاء ويقال شَارَكَ فلان فلانا شَرِكَةَ عِنَانٍ لا شَرِكةَ مُفاوَضَة فشَرِكة عِنانٍ ـ اذا اشْتَرَكا في شئ خاصة وبانَ كُلُّ واحد منهما بسائر ماله دون صاحِبِه وشَرِكة مُفَاوَضة ـ أن يكون مالُهما جميعا من كل شئ يَمْلكانِه بينهما مُخْتَلِطا وقد تقدم وامرأة فَرْحَى وفَسًى من بلاد فارس (٢) قال

* مِنْ أَهْلِ فَسَّى ودَرَابَجِرْدِ*

النَّسَبُ اليه في الرجل فَسَوِىٌّ وفي الثياب فَسَوِىٌّ وفَسَاسِيرِىّ أو بَساسِيرِى والفَأْوَى ـ الفَيْشة قال

وكُنْتُ أَقُولُ جُمْجُمةٌ فأَضْحَوْا

هُمُ الفَأْوَى وأَسْفَلُها قَفَاها

__________________

(١) قوله في صحيفة ١٨٤ قوله في صحيفة ١٨٤ والريا أحد جبلى طيئ قلت لقد ضل على بن سيده في وادى تخيب حين قال والريا أحد جبلى طيئ ومن المعلوم أن جبلى طيئ اذا اطلقا عنى بهما أجأو سلمى باتفاق أهل العلم ولطيئ جيال كثيرة منها الريان كالديان فهو من باب فعلان لا فعلى واياه أراد على فقصر

أراد طريق العنصلين فياسرت

به العيس في نائي؟؟

وقال زيد الخيل في جبلهم الريان

أتتني اسان لا أسرّ بذكرها تصدع

منها بذلة فاضحى وأعلى هضبة متضائل وقال حاتم لشعب من الريان أسلك بابه أيادي به آل الکبیر وجعفرا هذا وان الريا تأنيث الريان قرية باليمامة أقطعها عمر بن الخطاب رضى الله عنه مجاعة بن مرارة الحنفى الصحابى رضوان الله تعالى عليه وبهذا وضح الصبح لذى عينين وكتبه محققه محمد محمود التركزى لطف الله تعالى به آمين قوله قبل الصيف ـ

١٨٥

وبَهْدَى وذُو بَهْدَى ـ موضعان وبَرْحَى ـ كَلِمة تقال عند الخَطَا في الرَّمْىِ والبَلْوَى من البَلَاء وبَوَّى ـ موضع اليه ينسب جَوْزُ بَوَّى فاما أن يكون فَعْلَى فاذا كان كذلك جاز أن يكون من باب تَقْوَى أعنى أن يكون اللام ياء أبدلت منها الواو على ما اطَّرَدَ عليه القياسُ في باب فَعْلَى التى لامها ياء من قلب يائها الى الواو للفرق بين الاسم والصفة ويجوز أن يكون من باب قُوَّة والأول أكثر لان باب طَوَيْتُ أكثر من باب قُوَّة لاختلاف حروف الفعل وقد يجوز أن يكون بَوَّى فَعَّل كبَقَّم وشَلَّم وتُرِكَ صرفُه للمعرفة والتأنيث أو للمعرفة والعجمة ومَرْحَى ـ كلمة تُقال عند الاصابة في الرَّمْى* قال ابن جنى* مَرْحَى فَعْلَى من المَرَحِ لأن الرامى اذا أصاب فَرِحَ ومَرِحَ وإِبلٌ مَعْكَى ـ كثيرةٌ ومِعْكَاءٌ بالكسر والمد ـ سَمِينة وقيل هى ـ المَسَانُّ ومَرْوَى ـ موضع بالبادية ويَهْيَا من كلام الرِّعاء وبَرْهَى اسم ويَرْنَى وتَرْنَى ـ موضعان (١) وفَرَسٌ وَقْبَى ـ واسعة الفَرْج يعنى ما بين قوائمها وامرأة وَحْمَى ـ اذا اشْتَهَتْ على حَمْلها شيئا بَيّنَة الوِحَام والوَحَم وقد وَحِمَتْ وَحَمًا ووَحَّمْناها ولَها الوَحَمُ ـ الشئ الذى تَشْتَهِيه وجَمْع وَحْمَى وحَامَى ووِحَامٌ وامْرأةٌ وَسْنَى ووَسِنَةٌ ـ ناعِسَةٌ ورجل وَسِنٌ ووَسْنَان والوَسَنُ والسِّنَةُ ـ النُّعَاس

ومن المُنَوَّن

أَرْطًى وهو ـ ضرب من الشجر وألفه زائدة مُلْحِقة وهمزته أَصْلٌ* قال سيبويه* ولم يأْت من هذا الباب صِفَةٌ الا بالهاء قالوا ناقة حَلْباةٌ رَكْبَاةٌ

وعلى فِعْلَى

وألفه تكون للتأنيث وللالحاق فَعَلْتُ ذلك مِنْ إجْلَاك وأَجْلَاك وقد تَقَدَّم ذكرُه وإيحَى ـ كلمة يقولها الرامِى اذا أَخْطَأ* قال ابن جنى* يحتمل أن يكون فِعْلَى من لفظ وَيْح ومعناه وأصلُها ويِحَى فأبدلت الواو همزة وان كانت مكسورة كما قلبت فى إسَادة وإشَاح وإفادة في وِشاح ووِسادة ووِفادة والتقاؤهما أنه يقال في الحض

__________________

عبارة الصحاح وغیر؟؟؟ قوله فی صحیفئ ١٨٥؟ من بلاچ فارس شرط الباب يقتضى أن فسى مشدد السين وهو مخالف لما في معج ياقوت وكتب اللغة من أنه مقصور مخفف وأما تشديدها في الشعر فهو ضرورة لاقامه الوزن كتبه مصححه

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده في قوله يرنى وترنى موضعان وجلبهما في باب فعلى كسكرى وسلمى ونحوهما خطأ عظيما لم يسبق به والصواب وهو الحق الذى لا محيد عنه أن ترنى اسم لموضع واحد وهو رملة في ديار بنى سعد ولكن العلماء اختلفوا فى ضبط الحرف الاول منها فرواه بعضهم بالتاء مضمومة ورواه بعضهم بها مفتوحة ورواه آخرون بالياء التحتية كذلك فبسبب هذا جعله ابن سيده موضعين تحكما من ذات نفسه والمشهور ترنى بضم التاء الفوقية وهو المروى في رجز رؤبة قال يصف ثور بقر وحش شديد البياض

كله كوكب غيم أطلعا

أفلح برق وسراج أسمعا؟

١٨٦

والاستعظام وَيْحًا له ويجوز أن يكون إيحَا إفْعَل من الوَحْىِ فقلبت واوه ياء لانكسار ما قبلها والتقاؤهما أن هذا الرمى ليس مما يُكْتَسَب لانه فوق ذاك كأنه إلهام ووَحْىٌ فأما تَرْكُ صرفه في هذا القول فلأنه جُعِل عَلَمًا لهذا المعنى فاجتمع فيه التعريفُ ومثالُ الفعل كما جعل زَوْبَر عَلَمًا في قوله

* عُدَّت عَلَىَّ بِزَوْبَرَا*

فاجتمع في زَوْبَرَ التعريف والتأنيث أى بكُلِّيَّتها وكما جعل سُبْحَان من قوله

* سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمةَ الفاخِرِ*

فأما ألف إيحا فيجوز أن تكون للتأنيث ويجوز أن تكون مُلْحِقة كالف مِعْزًى الا أنه لم يُصْرف لشبه هذه الالف في التعريف بالف التأنيث كما لا تصرف أَرْطَى عَلَمًا لرجل والعِمْقَى ـ شجر والعِمْقَى ـ بلد قال الهُذَلى

لَمَّا ذَكَرتُ أخا العِمْقَى تَأَوَّبَنِى

هَمِّى وأَفْرطَ ظَهْرِى الاغْلَبُ الشِّيحُ

وأَخُو العِمْقَى ـ رجل قُتِل في هذا الموضع والعِفْرَى والعِفْرِيَةُ ـ واحد يقال نَشَرَ الدِّيكُ عِفْراه* قال الفارسى* العِفْرى جمع عِفْراة وأنشد عن ابن دريد

* اذ صَعِدَ الدَّهْرُ الى عِفْراته*

والعِرْقَى ـ جمع عِرْقَاة من قولهم اسْتَأْصَلَ اللهُ عِرْقَاتَهُمْ عن الفارسى ولم يَحْكِها غيرُه وعِيسَى ـ اسمٌ أعجمِىٌّ وحِسْمَى ـ موضِعٌ من أرض جُذَام وذكروا أن الماءَ بعدَ الطُّوفانِ بَقِى فيه بعدَ نُضُوبه ثمانِينَ عامًا* قال أبو على* وحِسْمَى هذه أَطْيَبُ بِلادِ العَرب وأَخْصَبُها وقيل حِسْمَى ـ قَبِيلةٌ والحِفْرَى ـ نَبْت واحدتُه حِفْراة وحِبْرَى ـ إحدى القريتينِ اللتين أقطَعَهما رسولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وسلم تَمِيما الدارِىَّ وأهلَ بيتِه والقَرْيةُ الثانية عَيْنُونُ وحِيَّاه ـ اسمٌ سُرْيانِىٌّ معرّب والحِجْلَى ـ جماعةُ الحَجَل من الطيرِ قال

فارْحَمْ أُصَيْبِيتَى الذين كأَنَّهم

حِجْلَى تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّة وُقَّعُ

والقِمْرَى ـ موضِع وقد رُوِى القَمْرى بفتح القاف على ما تقدَّم والقِمْحَى ـ الكَمَرة العظيمةُ عن كراع والقِصْرَى ـ ما يَبْقَى في المُنْخُل بعد الانتخال وقيل هو ـ ما يَخْرُج من القَتِّ بعد الدَّوْسة الاولى والقُصْرَى أعرف وبنو أَمْ قِرْدَى ـ قومٌ قال

__________________

ـ أعين قرّاد اذا تقمعا برمل ترنى أو برمل بوزعا وقال رؤبة أيضا رجرجن من أعجازهن الخزل أوراك رمل والج في رمل من رمل ترنى أو رمال الدبل وكتبه محققه محمد محمود التركزى لطف الله تعالى به آمين

١٨٧

الأخطل

أكُلَّ صَباحٍ لا يَزَالُ يَعُودُنِى

بَنُو أمِّ قِرْدَى يَشْحَذُونَ المَبَارِيَا

وفِعْرَى ـ جَبَل وكِسْرَى ـ اسمُ المَلِك ويروى بالفتح والاضافةُ اليه كِسْرىٌّ وكِسْرَوِىٌّ والكِيْسَى لغة في الكُوسَى وهى ـ تأنيث الأَكْيَسِ وقيل هو اسمٌ للكَيْس ورجُل كِيصَى ـ منفرد بطعامِه حكاه ثعلبٌ مُنَوَّنا* قال أبو على* وقد كاص طعامَه يدل على أن ألفه زائدةٌ أن الكلمةَ لا تخلُو أن تكونَ على فِيعَلٍ أو فِعْلَى فلا يجوز الوجهُ الاولُ لأنه مِثَال لم نعلمه جاءَ في الاسماء فاذا لم يجِئْ ذلك ثبت أنه فِعلَى وهذا حرفٌ نادر لأن سيبويه قال في مِعْزًى وذِفْرًى لا نعلمه جاء وصفا يريد اذا لم تجِئْ فيه الهاءُ فأما بالهاء فقد جاء نحو امرأة سِعْلاة ورجل عِزْهاة وليس ذلك بخلاف ما حكاه سيبويه انه لا يَعْلَم فِعْلَى صفة يريد التى الالف فيها للتأنيث والذى حكاه أحمد بن يحيى فِعْلًى الالف فيه للالحاق والشِّيزَى ـ شجرٌ تعملُ منه الجِفان قال الحُطَيئة

فَتًى يَمْلأُ الشِّيزَى ويَرْوَى بكَفِّه

سِنَانُ الرُّدَيْنِىِّ الأَصَمِّ وعامِلُه

والشِّعْرَى ـ الكَوْكَب الذى يَطلُع بعد الجَوْزاء وهما شِعْرَيانِ إحداهما العَبُورُ والأُخْرَى الغُمَيْصاء ويقال ما شَعَرْت به شِعْرا وشِعْرَى وشِعْرةً ويقال كانت مِنِّى صِرَّى وإصِرَّى وقد قيل في ألف صِرَّى وإصِرَّى انها مبدلة من ياء صِرِّى وإصِرِّى ـ أى عزيمةُ والصِّحْناةُ والصِّحْنَى ـ الصِّير وسِلَّى ـ موضعٌ والدِّفْلَى ـ ضَرْبٌ من الشجَر وهو أجودُ ما يُتَّخذ منه الأَزْنُد وذُكِر أنه الأَلاء وهو ابنُ عَمِّى دِنْيَا ودِنْيًا ودِنْية الياء بدلٌ من الواو ونَهْرُ تِيرَى ـ موضعٌ فارسىٌّ قال جرير

سِيرُوا بَنِى العَمِّ فالأَهْوازُ مَنْزِلُكُم

ونَهْرُ تِيرَى ولا تَعْرِفْكُم العَرَبُ

هكذا أنشده أبو على وقد سُئِل عنه بالمَوْصِل فجعله مثل «فالْيَوم أشْرَبْ» وظِرْبَى ـ جمعُ ظَرِبانٍ ويجمع أيضا ظَرابِينَ وظرابِىَّ وهو ـ دابَّةٌ كالهِرَّة مُنْتِنةُ الرِّيح تزعُمُ العربُ أنه يَفْسُو في ثوبِ أحدهم اذا صادَه فلا تذهبُ رائحتُه حتى يَبْلَى الثوبُ ويقولون في القَوْم يتَقَاطعُونَ «فَسَا بينهم ظَرِبانٌ» ويُسَمُّونه مفَرِّق النَّعَم لأنه اذا فَسَا بينها وهى مجتمعة تفَرَّقت ويقال إن سِلاحَه فُسَاؤُه لانه يدخُل على الضَّبِّ فيَفْسُو

١٨٨

فيَسْدَر الضَّبُّ من خُبْث رائحتِه حتى يأكُلَه والذِّكْرَى ـ الذِّكْرُ قال الله تعالى (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى) وذِفْرَى واحدتها ذِفْرَاةٌ وهى ـ العَظْم الناتِئُ خَلْف الاذُن قال

أزْمانَ تُبْدِى لَكَ وجْها ناضِرَا

وعُنُقا زَيَّن حَلْيًا زاهِرَا

* تَثْنِى على ذِفْراتِها الغَدائِرَا*

وذِفْرَى قال أبو عبيد أكثَرُ العرب لا ينوِّنُها فمن قال ذِفْرًى فالجمع ذَفَارٍ ومن قال ذِفْرَى بلا تنوينٍ فالجمع ذَفارَى والذِّفْرى من الذَّفَر والذَّفَر ـ كُلُّ رِيح ذَكِيَّة نَتْنٍ أو طِيبٍ ودَيْرُ لِبَّى ـ موضعٌ بالجَزيرة قال الاخطل

عَفَا دَيْر لِبَّى من أمَيَّةَ فالحَضْرُ

فأَقْفَر الا أن يُنِيخَ به سَفْرُ

والحَضْر بين دِجْلَة والفُراتِ وفِعْرَى ـ جبَلٌ والمِعْزَى ـ جماعةُ الماعِزِ ولا تختلِف العرَبُ في صَرْف مِعْزًى وهذا لفظٌ يَدُل على الجمع وليس به وقد تقدم فيما يُمدُّ ويُقْصَر وانما أَعَدْنا ذكرَه ههنا لشُذُوذ المدِّ فيه ومِذْعَى ـ اسم ماءٍ لبنى جعفر بن كلاب بوَضَح الحِمَى وليس بمِفْعَل لأنا لم نسمَعْ ذَعَوت ولا ذعَيْت والمِدْرَى ـ القَرْن يجوز أن يكون فِعْلَى لقولهم مَدَرْته ومِفْعَلا لقولهم دَرَيْت شَعَرِى ـ أى مَشَطت فان قلت فلمَ لا تقول ان مَدْرِيًّا مفعول مثل مَرْمِىٍّ ومِدْرًى مِفْعل قيل لا يكاد مفعول يجىء في الأسماء انما يجىء في الصِّفات فان قلت فمفْعُول في الثلاثة بمنزلة مُفْعَل في الاربعةِ وقد جاء مُخْدَع فهلا أجزتَ أن يكون مَدْرِىٌّ مفعولا وجعلته مثل مُخْدَع قيل انّ مفعولا قد قَلَّ واذا قَلَّ لم يجب الحمل عليه ولا يجب من حيثُ جاء مُخْدَع أن يجوز ما ذكرتَ لانه لا يُنْكَر أن يجىءَ في الاربعة مالا يجىءُ في الثلاثة

وعلى فُعْلَى

وألفُه تكون للتأنيث دون الالْحاق يقال لا آتِيك أُخْرَى الليالِى ـ أى آخِرَها وأُخْرَى كلِّ شئ ـ آخِرُه ويقال أَخَذْتُه بلا أُثْرَى ولا أَثَرَة ولا اسْتئثار ـ أى لم أستَأْثِرْ به قال

فَقُلْتُ له يا ذِئْبُ هَلْ لك في أَخٍ

يُؤاسِى بلا أُثْرَى عليك ولا بُخْل

١٨٩

وأُبْلَى ـ وادٍ والْانْثَى من كل شئ ـ غيرُ الذَّكَر ويقال للُاذُنَيْن الأُنْثَيَانِ وأنشد الفارسى

وكُنَّا اذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه

ضَرَبْناه فَوْقَ الْانْثَيَيْنِ على الكَرْدِ

الكَرْدُ ـ العُنُق فارسى مُعَرَّب* قال* وأما قوله

* وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أحْجارا*

فان الْانْثَى ههنا المَنْجَنِيق وأُورَى شَلَّم ـ موضع بَيْتِ المَقْدِس والعُقْبَى ـ العاقِبةُ والعُمْرَى ـ الشىءُ يجعله الرجلُ لصاحبه عُمْرَهُ فاذا مات رجع اليه والعُذْرَى ـ المَعْذِرة وأنشد الفارسى

قالَتْ امَامةُ لَمَّا جِئْتُ زائِرَها

هَلَّا رَمَيْتَ بِبَعْضِ الأَسْهُم السُّود

لِلَّهِ دَرُّكِ إنِّى قَدْ رَمَيْتُ بها

حتَّى حُدِدْتُ ولا عُذْرَى لِمَحْدُود

قال وعَنَى بقوله ببعض الأسهم السُّود عَيْنَيه أى هَلَّا أَوْمَأْتَ والعُسْرَى من العُسْر والعُزَّى التى كانت تَعْبُدُها العَرَبُ ـ كانت شجرةً لها شُعْبَتَانِ فَقَطَعَها خالدُ بن الوليد وقال لها

كُفْرَانَكِ الْيَوْمَ ولا سُبْحَانَكِ

الحمدُ لله الذى أَهَانَكِ

وعُرَّى ـ اسم أرض والعُتْبَى ـ الرُّجُوعُ عما عُوتِبَ عليه وعُلْيَا مُضَر ـ أَعْلَاها وجَمْعُها عُلَى والحُجْرَى ـ الحُرْمة والحُمَّى معروفة* قال الفارسى* هى من الحَمِيم وهو ـ الماء الحار وقيل هى من الحَمِيم الذى هو العَرَق والحُبْلَى ـ الحامِلُ من الانسان خاصة والخُدْبَا ـ الطَّعْنة المستقيمة وحُزْوَى ـ موضع ويقال للمسبوب ابن حُقْرَى والحُذْيَا والحُذَيَّا والْحِذَوة والحِذَية والحَذِيَّة ـ العَطِيَّة وقد حَذَوْته وأحْذَيْتُه ـ أى أَعْطَيْته ويقال أخَذُه بَيْنَ الحُذَيَّا والخُلْسة ـ أى بين الاسْتِلاب والهِبَة ويقال حُذْيَاىَ مِنْ هذا الأمر ـ أى أَعْطِنى هِبَتِى والحُذْيَا ـ هَدِيَّة البشارة والحُسْنَى ـ الجَنَّةَ كأنها في وضعها تأنيث الأَحْسَن* قال الفارسى* وأما قراءة من قرأ «وقُولُوا للنَّاسِ حُسْنَى» فَعَلَى أنه اسم للمصدر وليس بتأنيث الأَحْسَن لو كان كذلك لَلَزِمَتْه الالفُ واللام وحُبَّى ـ اسم امرأة ويقال هُوَ يَمْشِى الهُونَى والهُوَيْنَى والهَوْنَ وهُمَّى ـ أرض والخُنْثَى ـ الذى لا يَخْلُص لِذَكَرٍ ولا أُنْثَى والجمع

١٩٠

خِنَاثٌ وخَنَاثَى قال

لَعَمْرُك ما الخِنَاثُ بَنُو فُلانٍ

بِنِسْوانٍ يَلِدْنَ ولا رِجَالِ

وقالوا فلانةُ خَيْرة المرأتين والخَيْرةُ من المرأتين والخُورَى كأنه تأنيث الأَخْيَر والخُرْسَى من الابل ـ التى لا تَرْغُو قال

مَهْلاً أَبَيْتَ اللَّعْن لا تَفْعَلَنَّها

فَتُجْشِمَ خُرْسَاها مِنَ العُجْمِ مَنْطِقَا

والقُعْدَى ـ التى هى أَقْعَدُ نَسَبا والقُصْرَى والقُصَيْرَى ـ ضِلَع الخِلْفِ وهى المُؤَخَّرة التى يَمُور طَرَفُها ويَرِقُّ والقُصْرَى والقُصَيْرَى ـ أَخْبَثُ الافَاعِى والقُصْيَا ـ الغاية البَعِيدة قلبت فيه الواو ياء لان فُعْلَى اذا كانت اسما من ذوات الواو أبدلت واوه ياء كما أبدلت الواو مكان الياء في فَعْلَى فأدخلُوها عليها في فُعْلَى ليتكافئا في التغيير هذا قول سيبويه وزِدْتُه أنا بَيَانا* قال* وقد قالوا القُصْوَى فأجْرَوْها على الأصل لأنها قد تكون صفة بالألف واللام وقُرْبَى من القَرابة والتَّقَرُّب والخَصْلة القُبْحَى ـ القَبِيحة والكُشْنَى ـ الكِرْسِنَّة والكُذْبَى ـ التَّكْذيب يقال لا كَذِبَ لك ولا كُذْبَى ولا مَكْذَبَة ولا كُذْبَان ولا تَكْذِيب والكُوسَى ذهب كراع الى أنها جمع كَيِّسة وعندى أنها تأنيث الأَكْيَس .... (١) بالنَبَطِيَّة نُوَرْدَجةٌ تُتَّخذ من آسٍ وأغصانِ خِلافٍ تُبْسَط ويُنَضَّد عليها الرَّياحِينُ ثم تُطْوَى ومن أسماءِ مَكَّةَ كُوثَى وكُلْفَى ـ موضع والجُلَّى ـ الأمر العظيم والجمع جُلَلٌ قال

فانْ أُدْعَ لِلْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِها

وإنْ يَأْتِك الأَعْداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ

والشُّورَى ـ المَشُورة والشُّؤْمَى ـ اليد اليُسْرَى على خلاف قولهم للاخرى اليُمْنَى قال القَطَامى

فَخَرَّ على شُؤْمَى يَدَيْهِ وذَادَها

بأَظْمَأَ منْ فَرْع الذُّؤَابة أسْحَما (٢)

وابْنُ شُحَّى ـ الشَّحِيح والشُّكْمَى ـ العطاء ولا أَحُقُّها والضُّوقَى والضِّيقى من الضِّيق وذهب كراع الى أن الضُّوقَى جمع ضَيِّقَة وهذا لا يصح وانما هو تأنيث الأَضْيَق والقسْمة الضِّيزَى ـ التى ليست بِعَدْل ووزنها فُعْلَى لأن ضِيزَى وَصْفٌ وفِعْلَى لا تكون صفة الا بالهاء نحو رجل عِزْهاة وقد قيل ضُوْزَى على الاصل* قال أبو على* انما أبدلت الضمة فيها كسرة كَرَاهيةَ الضمة والواو مع العِلْم أن

__________________

(١) بياض بالأصل

(٢) قلت قول على بن سيده قال القطامى

فخر على شؤمى يديه الخ خطأ فاحش تكرر منه قبل هذا ونبهت على صوابه فيما كتبته على هامش هذا الكتاب سابقا والصواب المجمع عليه أن هذا البيت للأعشى الاكبر وكتبه محققه محمد محمود التركزى لطف الله تعالى به امين

١٩١

فُعْلَى من أَبْنِيةَ الصفات وليس هذا كَبِيضٍ لبُعْدِها من الطَّرَف وكان على ما جاء من قولهم تَعَيَّطَتِ الناقةُ ثم قال

* مُظَاهَرَةً نَيًّا عَتِيقًا وعُوطَطَا*

أن تصح الواو ولا تُقْلَب من الضمة التى قبلها الكسرةُ كما لم يُفْعَل ذلك في عُوطَطٍ والصُّوقَى ـ المَسِيلُ الذى يُسَمَّى الصُّوقَ قال كُثَيِّر

أَلَا لَيْتَ شِعْرِى هَلْ تَغَيَّر بَعْدَنا

أَرَاكٌ فَصُوقَاواتُه فَتُنَاضِبُ

وصُهْبَى ـ اسم فرس للنَّمِر بن تَوْلَب (١) ورُوِيَتْ بالفتح وصُدَّى ـ اسم رجل (٢) وسُقْيا من السَّقْى وسُقْيا ـ موضع من بلاد عُذْرة يقال لها سُقْيا الجَزْل وهى قَرِيبةٌ من وادى القُرَى والسُّقْيا من أسماء زَمْزَم والسُّكْنَى ـ السُّكُونَ والسُّلْكَى ـ الطَّعْنة المستقيمة قال امرؤ القيس

نَطْعُنُهمْ سُلْكَى ومَخْلُوجةً

كَرَّكَ لَأْمَيْنِ على نابِلِ

مَخْلُوجة ـ يَمْنة ويَسْرة غير مستقيمة ويقال أمرهم سُلْكَى ـ اذا كانوا على طريق واحد والسُّوَءى من الاساءة وفي التنزيل (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى) وقال

إذا ما هَمَّ بالسُّوَءى نَهَاهُ

وَقَارُ الدين والرَّأْىُ الأصِيلُ

ويُقْرأ «مَنْ أصحابُ الصِّراط السُّوَّى ومَنِ اهْتَدَى» وسُعْدَى ـ اسم امرأة وقالوا زُهَيْر بنُ أبى سُلْمَى وليس في العرب سُلْمَى غير أبى زُهَيْر وسُلَّى ـ قَرْيةٌ بالأهواز كثيرة التَّمْر وسُمَّى ـ اسم فَرَس والزُّلْفَى ـ القُرْبَى وقد تَزَلَّفْت اليه ـ تقرَّبْتُ والطُّرْفَى ـ أبْعَدُ نَسَبًا من القُعْدَى والاقْعَادُ والاطْرافُ كِلَاهما مَدْحٌ فالاقْعاد ـ قِلَّةُ الآباء والاطْرَافُ ـ كثرة الآباء وطُوبَى ـ شَجَرةٌ في الجَنَّة وكأنها سُمِّيت بتأنيث الأَطْيَب وسقطت منها الالف واللام في حدّ العَلَمِية فَخَرجَ على حَسَنٍ وحارِثٍ كما سَمَّوُا الجَنَّة الحُسْنَى الا أن الحُسْنَى خَرَجَتْ على الحَسَنِ والحرِث وفي التنزيل (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) ف (طُوبى) عند سيبويه اسم وفيه معنى الدعاء وموضعه عنده رفع* قال* ويَدُلُّك على رفعه رَفعُ (وَحُسْنُ مَآبٍ) ولغةُ بعض العرب طِيبَى* قال أبو على* قال أبو عمرو بن العلاء قرَأَ علَىَّ أعرابىٌّ بالحَرَم (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

__________________

(١) قلت قول على بن سيده وصهبى فرس النمر بن تولب وسوقه إياها في باب فعلى بالضم كالدنيا غلط فاحش أقول وأفحش منه تحريف صاحب القاموس إياها في باب المعتل مع انه لم يذكرها في بابها بقوله وصهىّ كسمى فرس للنمر بن تولب ولم يتنبه لهذا أحد قبلى ممن شرحه وحشاه والصواب فى ضبط اسمها أنه صهبى كسكرى وذكره ابن سيده بصيغة التمريض حيث قال ورويت بالفتح قال النمر بن تولب فيها وقد غدوت بصهبي وهي ملهبة الهابها كاضطرام النارفي الشبح وقال أيضا فيها أيذهب باطلا عدوات سهبي على الاعداء تختلج اختلاجا وكرى في الكريهة كل يوم اذا الاصوات خالطت العجاجا كميت اللون شائلة الذنابي تخال بياض قرحتها سراجا وكتبه محققه محمد محمود التركزى لطف الله تعالى به آمين

(٢) قلت لقد حرف على بن سيده أفحش تحريف وأشنعه في قوله وصدى اسم رجل اذ ساقه في باب فعلى بالضم كالذى قبله والذى بعده ـ

١٩٢

الصَّالِحاتِ) طِيبَى لَهُمْ» قلت له (طُوبى لَهُمْ) قال طِيبَى لهم فَعُدْت فَعَاد فلَمَّا طال علَىَّ قلتُ طُوطُو قال لى طِى طِى وقد قيل ان الطُّوبَى جمع طَيِّبة وليس بصحيح* قال أبو على* أما طُوبَى من قولهم طُوبَى لهم فكالشُّورَى مصدر وليس بصفة كالكُوسَى ولو كانت مثلها لَلَزِمها لامُ المعرفة وانقلبت الواو ياءً فيها لانها اسم وليست بصفة كضِيزَى وحِيكَى وطُغْيًا ـ اسم بقرة الوحش والدُّقَّى من الاخلاق ـ الدَّنِيئَةِ يقال اتَّقُوا من الاخْلاقِ الدُّقَّى ويقال جاءَ بِدُولَاه ـ أى داهيته ودُرْنَى ـ موضع ودُنْيَا ـ لغة في الدُّنْيا وهذا نادر لانه تأنيث الأَفْعَل الذى الالف واللام فيه مُعاقِبة لمِنْ فحكمُه الدُّنْيا والياء فيه منقلبة عن الواو وهذا مُطَّرِد في حَدِّ الاستعمال كالأَعْلَى والعُلْيا وشاذٌّ في القياس لان الذى قلب الواو ياءً في الافعل انما هى مجاوزة الثلاثة والمؤنث لم يجاوز الثلاثة لكنهم قد أجمعوا على قلب الواو ياء في هذا الضرب الا حرفا واحدا وهو قولهم القُصْوَى في تأنيث الأَقْصَى والذى حكى في الدُّنْيا دُنْيا انما هو أبو على رواه عن أبى الحسن وأنشد

* فى سَعْىِ دُنْيَا طالَ ما قَدْ مُدَّتِ*

ويقال جاء بِتُولَاهُ كما قال جاءَ بدُولَاهُ وتُبْنَى ـ موضع من أرض البَثَنِيَّة وأنشد سيبويه

فلا زَالَ قَبْرٌ بَيْنَ تُبْنَى وجاسِمٍ

عَلَيْه من الوَسْمِىِّ طَلٌّ ووَابِلُ

وتُرْعَى ـ موضع والبُقْيا ـ البَقِيَّة وهى أيضا البَقْوَى وتُرْنَى ـ موضع فأمَّا تُرْنَى وهى الزانية فذهب بعضُ أهل اللغة الى أنها فُعْلَى* قال ابن جنى* القول فيها أنها تُفْعَل من الرُّنُوِّ كتُرْتَبٍ وتُنْفَلٍ وهو ـ ادامة النظر ومنه قوله

* كَأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرّ*

هى فَعَلْعَلَة من رَنَوْتُ ـ أى أَدَمْتُ النظر والتقاؤهما أنها يُرْنَى اليها وذلك لأنها تُزَنُّ بالرِّيبة ولذلك صار ذَمًّا كما قيل لها فَرْتَنَى فلا يجوز أن تكون تُرْنَى فُعْلَى لانه ليس مَعَنا تَرَنَ وكَفْرُ تُوئَى ـ موضع والرُّقْبى نحو العُمْرَى والرُّحْبَى ـ مَرْجِع الكَتف وهما رُحْبَيَان وخَصَّ أبو عبيد به الابل وقيل الرُّجْبَى ـ أَعْرَضُ ضِلَع في الصدر وقيل الرُّحْبَى ـ ما بين مَغْرِز العُنُق الى مُنْقَطَع الشَّرَاسِيف وقيل هى ـ

__________________

ـ والصواب وهو الحق المجمع عليه أن اسم الرجل انما هو صدى مصغر كسمى ومنه صدى بن العجلان وهو سيدنا أبو أمامة الباهلى الصحابى رضي الله تعالى عنه وهو آخر الصحابة موتا بالشأم وسميه صدى بن مالك اليربوعى الذى قال فيه شاعرهم

فهذه سيوف يا صدىّ ابن مالك

كثير ولكن اين للسيف ضارب

وكتبه محققه محمد محمود التركزى لطف الله تعالى به آمين

١٩٣

ما بَيْنَ ضِلَعَىْ أصل العُنُق الى مَرْجِع الكتف والرُّحْبَى ـ سِمَةٌ على جَنْب البعير ورُحْبَى ـ موضع والرُّجْعَى ـ الرُّجُوع والمَرْجِع وفي التنزيل (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) والرُّجْعَى ـ مَرْجِع الكَتف والرُّقَّى ـ شَحْمة من أَرَقِّ الشَّحْم لا يأتى عليها أحدٌ الا أَكَلَها والرُّبَّى من الغَنَم* قال أبو عبيد* هى التى وَلَدَتْ من الغَنَم وان مات ولدها فهى أيضا رُبَّى* وقال مرة* هى رُبَّى ما بينها وبين شهرين وقيل الرُّبَّى من المَعَز خاصَّة وكان يقال لجُمَادَى الآخرة في الجاهلية رُبَّى والرُّؤْيا ـ ما رأيْتَه في منامك فأمَّا ما حكاه أبو على عن الحسن من أن بعضهم قال رُيَّا فَعَلَى أنه خَفَّفَ رُؤْيا تخفيفا بَدَلِيًّا فقال رُوَيا ثم قَلَب الواو ياء لمجاورتها الياء وأَدْغَم فقال رُيَّا فأما الرُّؤْيا الذى هو النظر فقد تقدم ويجوز أن يكون من باب الهمز ولم أُدْخِله فى قسمة هذا الباب وذكرتُه في الهمز لانه أولى به وإيَّاهُ قَدَّمَ أبو على ورُحْمَى ـ اسم مَكَّة وهى أُمُّ الرُّحْم واللُّبْنَى ـ المَيْعة وبه سُمِّيت المرأة واللُّبْنَى واللُّبْنُ ـ شجر ولُبْنَى ـ جبل والنُّهْبَى والنُّهَيْبَى كلاهُما ـ اسم للنَّهْب والانْتهاب قال الاخطل

كأنَّما المِسْكُ نُهْبَى بَيْنَ أَرْحُلِنا

مما تَضَوَّع مِنْ ناجُودِها الجارى

والنَّهْب والنُّهْبة ـ اسم المُنْتَهَب وبُصْرَى ـ قرية بالشام وفُطْرَى ـ نَبْت وهى شاذة قليلة وبعضهم يَظنها الفُطْر من الكَمْأة والفُقْرَى ـ أن يُعِير الرَّجلُ ظَهْرَ ناقته مأخوذ من الفَقَار يقال أَفْقَرْتُك ظَهْرَها والفُضْلى ـ الفَضِيلَة والبُشْرَى ـ البشارة يقال بَشَّرْت القَوْمَ بالخير والاسم البُشْرَى وبَشَرْت أيضا بالتخفيف وقرأ أبو عمرو بن العلاء «إنّ اللهَ يَبْشُرُك بِيَحْيَى» ومعنى بَشَّرْته حَسَّنْت بَشَرَتَه وأظهرته بما أَدْخَلْت عليه من السُّرُور وبُصْرَى ـ مدينة حَوْرَان والبُهْمَى ـ نبت* قال سيبويه* بُهْماة واحدة* قال أبو على* ليس ذلك بالمعروف والقول في هذه الالف على هذا المذهب أنها زائدة لغير التأنيث ولا للالحاق كما أن ألف قَبَعْثَرَى كذلك فكما لا تمتنع التاء من لحاق قَبَعْثَراة كذلك جاز دخولُها في بُهْماة* قال* ويجوز على هذا في ترخيم حُبْلَوِىٍّ فيمن قال يا حارِ أن يقول يا حُبْلَى لان هذا البناء فيمن قال بُهْماة ليس يختص بوقوع ألف التأنيث فيه لأن التى في بُهْماة ليست

١٩٤

للتأنيث وقد دخلت في هذا البناء فكذلك تكون التى في حُبْلَى ترخيم حُبْلَوِىٍّ فيمن قال يا حارِ في القياس وان كان سيبويه لا يقيس على نحو هذا وهذه الاوجه الثلاثة التى لا يجوز أن تكون ألف بُهْماة محمولةً عليها انما هو على مذهب سيبويه وأما في رأى أبى الحسن فتكون للالحاق بجُخْدَب وقد نَفَى سيبويه هذا البناءَ أصلا ومُوسَى الحدِيدِ فُعْلَى عِنْد بعض النحويِّين اللُّغَويِّين وذهب الأُمَوى الى تذكيره وهو عِنْده مُفْعَل من أوْسَيْت ـ أى حلَقْت بالمُوسَى ومُوسَى ـ من الاسماء الاعجمِيَّة* قال أبو على* الالف في مُوسَى الحدِيدِ منقلبةٌ عن ياءٍ وهى مُفْعَل كما أنّ أفْعَى أفْعَلُ وليست بمنقلبة عن واو كالتى في أغْزَيتُ لأنه ليس في الكلام مثلُ وَعَوْت* قال* وكذلك مُوسَى الذى هو أعجمِىٌّ وزْنُه مُفْعَل لانه لو كان فُعْلَى لم يُصْرَف في حدِّ النَّكرة ففى اجتِماعِهم على صرف النكرةِ دِلالةٌ على أنه مُفْعَل وليس فُعْلَى وانما ذَكَرْت هذيْنِ الحرفَيْنِ في باب فُعْلَى لغَلَبة هذا المذهَبِ على أكثَرِ شُيُوخ اللُّغَة ممن لا عِلْمَ له بالنحو وأمَّا سِيَةُ القَوْسِ فليس من هذا الاشتِقاقِ وان كان فيه اختِلافٌ عن العَقَب وانْجِراد لأنَّها ليستْ من لَفْظ أوْسَيْت وذلك أنَّ أبا عمرو روَى عن أبى عبيدة أنه قال سِئَة القَوْس مهمُوزة فاذا كان كذلك فالعين منها هَمْزة واللامُ ياءٌ أوْ واو ويقوِّيه أن بعضهم حكى أسأيْت القَوْسَ جعلت لها سِيَةً وحكَى ثعلَب سُوْءَةَ القوس فهذا يكونُ مقلُوبا كأنه فُلْعَة واللامُ منه على قول الخليل وسيبويه واوٌ لانها لو كانت ياءً لأبدلت من الضمَّة فيها كسرةٌ كما فُعِل ذلك في بِيضٍ ويجُوز في قياسِ أبى الحسن أن تكونَ ياءً واليُمْنَى ـ اليمينُ واليُسْرَى ـ اليَسَار وهى أيضا من اليُسْر وفي التنزيل (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) والوُسْطَى ـ الاصْبَع المتوسِّطة غَلَبت غلَبةَ الاسماءِ كغلَبةِ السَّبابة والدَّعَّاءة

وعلى فَعَلَى

اسما وصِفةً ولا تكونُ ألفُه الا للتأنيثِ فانه ليس في الكلام مثلُ فَعَلَلٍ فيكونَ هذا ملحَقا به يقال امرأةٌ أَلَقَى ـ وهى السرِيعةُ الوَثْب وأَجَلَى ـ اسمُ موضعٍ والأَبَزَى ـ مِشْية فيها تَبَخْتُر وحكى الفارسى الأَفَرَى من الأَفْر وهو ـ الوَثْب وأنشد

١٩٥

* لها أَفَرَى بيْنَ الظِّباء الخَوَاذِل*

وعَمَلَى ـ موضع وكذلك غَرَمَى والحَتَنَى ـ التَّساوِى في الرَّمْى من قولهم تَحَاتَنَ القومُ ـ اذا رمَوْا قَصْدا وكان رَمْيُهم واحدا يقال في مَثَل «الحَتَنَى لا خَيْرَ في سَهْمٍ زَلَجْ» والحَيَدَى من الناسِ والخَيْل والحَميرِ وكلِّ شئٍ ـ الذى يَحِيدُ ويقال حمارٌ حَيَدَى ـ أى يحيد عن ظله لنشاطه قال

أوَ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه

حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحال

فجاء بحَيَدَى وهو فَعَلَى للمذكر وقد رُوِى حَيَدٍ* قال ابن جنى* كذا رواه الاصمعى لا حَيَدَى وناقة سَطَعَى ـ سَرِيعة وسَطَعَى اسمٌ والهَبَشَى من الهَبْش وهو ـ الجمع وامرأة هَمَشَى الحديث ـ وهى التى تُكْثِر الكلامَ وتُجَلِّب والهَبَصَى ـ ضَرْب من عَدْو الذِّئب واشتقاقُه من الهَبَص ـ وهو النَّشاط وأنشد

فَرَّ وأعْطانِى رِشاءً مَلِصا

كذَنَب الذِّئبِ يُعَدِّى الهَبَصا

وقوْس هَتَفَى ـ تُسْمَع لها رَنَّة عِند الرَّمْى عنها وقوسٌ هَمَزَى ـ شديدةُ الهَمْز اذا نُزِع فيها وهَمَزَى ـ موضِعٌ وجاء القوم هَطَلَى ـ وُهم الذى يَجيئُون من كل جانِبٍ وكذلك الابل والأعرف هَطْلَى والهَطَفَى ـ اسمٌ والخَطَفَى ـ اسمٌ وهو جَدُّ جرِيرِ ابنِ الخَطَفَى سُمِّى به لقوله

أعْناقَ جِنَّانٍ وهامًا رُجَّفَا

وعَنَقًا بعد الرَّسِيمِ خَطَفَا

الخَيْطَف ـ السُّرْعة في السَّير وهو يَعْدُو الخَطَفَى وقيل هو من الخَطْف* قال الفارسى* أخَذْتُه الخَطَفَى ـ أى اختِطافا وسماءٌ غَمَطَى وغَبَطَى ـ اذا دامَ مَطَرُها والفَقَرَى من الفَقْر ورجل قَفَطَى وقَيْفَط ـ نَكَّاح فأما أبو على الفارسىُّ فَخَصَّ به الطائِرَ وأراه احتَذَى في ذلك قولَ أبى عبيد في المُصَنَّف في باب ارادةِ إناث السِّباع وغيرها الفحْلَ حين قال والطائِرُ قَمَطها وقَفَطها يَقْمِطُها ويَقْمُطُها ويَقْفِطها ويَقْفُطها بالكسر والضمِّ جميعا وأما أبو سعيد السيرافى فَخَصَّ به ذَواتِ الظِّلْف واراه احتَذَى في ذلك قولَ أبى عبيد في هذا البابِ أيضا بعد إثْباته القَفْط للطائر حين قال وأما القَفْط فلِذَواتِ الظِّلْف وإنَّه لقَمَطَى ـ أى شديدُ السِّفاد وقَلَهَى ـ اسمُ موضِع وقيل قَلَهَى وقَلَهَيَّا ـ حِفيرَة لسَعْد بنِ مالكٍ أبِى وَقَّاص وقَمَلَى ـ موضِع

١٩٦

والجَمَزَى ـ العَدْو الذى كأنه يَنْزُو وقد جَمَزت الناقُة* قال الاصمعى* لم أسمع فَعَلَى في المذكَّر الا في بيتٍ جاء لأُمَيَّةَ وهو

كأَنِّى ورَحْلِى اذا زُعْتُها

على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمَال

فأما الفارسى فقال هو على الحذف ـ أى ذى جَمَزَى والجَفَلَى والأَجْفَلَى والحَفَلَى والاحْفَلَى ـ الدُّعاء الى الطَّعام وغيره وناقةٌ شَمَجَى وهى ـ السرِيعةُ قال

بشَمَجَى المَشْى عَجُولِ الوَثْبِ

حتَّى أتَى أُزْبِيُّها بالادْبِ

الأُزْبِىُّ ـ السُّرْعة والنَّشَاطُ والأَدْب ـ العَجَب وشَمَجَى ـ اسمٌ والشَّخَصَى ـ كِنايةٌ عن الدُّبُر وصَدَقَى ـ موضِعٌ وصَوَرَى ـ موضِعٌ وقيل اسمُ ماءٍ* قال ابن جنى* فى قول الهذلى

أقولُ وقد جَاوَزْتُ صَارَى عَشِيَّةً

أَجَاوَزْتُ أُولَى القَوْمِ أم أنا أَحْلُم

صارَى يحتمل أوجها منها أن تكون فاعَلاً كطابَقٍ ودانَقٍ من لفظ صَرَى يَصْرِى ـ اذا حَبَس ولم تُصْرَف لانها اسم شُعْبة فاجتمع التعريف والتأنيث ويجوز أن يكون فَعَلَى كأَجَلَى من صارَهُ يَصِيره ـ اذا قَطَعَه ويجوز أن يكون فَعَلَى أيضا من صاره يَصُورُه ـ اذا عَطَفَه الا أنه قد كان يجب فيها تصحيح العين لدخول ما باعَدَها عن شَبَه الفعل عليها وهو ألف التأنيث كما صَحَّتْ صَوَرَى وحَيَدَى كما صَحَّ نحو الجَوَلَان والحَيَدَان لمَّا لَحِقَه من الالف والنون ما يمنع شَبَه الفعل كما جاء في باب فَعَلَان مما عَيْنُه حرفُ علَّةٍ الاعلالُ نحو حارَان ودَاران كذلك جاز نحو ذلك في صَارَى* ويحتمل عندى صارَى وجها ثالثا وهو أن تكون فَعْلَى ساكنة العين من صَوْأَر وهو ـ اسم مكان ألا ترى أن تركيبه من ص أروأن الواو زائدة وذلك أن باب حَوْقَل وجَوْهَر وعَوْلَق لا نسبة بينه وبين شَمْأَل فيكون صارَى فَعْلَى من هذا اللفظ الا أن همزتها أُلْزِمَت التخفيف كَيَرَى وبابِه وكما جاز هذا الوجه فقد يجوز في صارَى وجهٌ رابع وهو أن يكون فَعْلَى مما عينُه أحد الحرفين فكأنه في الاصل صَوْرَى أو صَيْرَى الا أن الحرف المعتل قُلِب ألفا لانفتاح ما قبله وان كان ساكنا كما قُلب في داوِيَّة في أحد القولين الذى العين فيه ساكنة وكطائِىٍّ وحارِىٍّ كلُّ هذا جائزٌ وأسلمها أن يكون فاعَلاً من صَرَيْت فان قلت فهل يجوز أن يكون صارَى فَيْعَلا من صَرَيْت قيل

١٩٧

لا يجوز ذلك لان ياء فَيْعَل للالحاق ولو قلبتها على يَاأَسُ ويايَسُ لزال حرف الالحاق وصار الى لفظ لا يكون للالحاق حَشْوًا انما يكون له طَرَفًا وهو ألف أَرْطًى وبابه والسَّحَمَى ـ كناية عن الدُّبُر وناقةٌ زَلَجَى ـ خفيفة ومَرَّ السَّهْمُ زَلَجَى ـ أى مُتَزَلِّجا ودَقَرَى ـ اسم رَوْضةٍ بعينها عن الاصمعى وغيره رَوْضةٌ دَقَرَى ـ خَضْراء كثيرة الماء والنبات وقد تقدم ذكر اشتقاقها ويقال دَقِرَ النباتُ والصحيح أن دَقَرَى اسم روضة لان سيبويه قال ويكون على فَعَلَى قالوا دَقَرَى وهو اسم ودَغَرَى من الدَّغْر وهو ـ الحَمْل والدَّفْع وقالت امرأة من العرب لولدها وغَزَوْا اذا لَقِيتُم العَدُوَّ فَدَغْرًا لا صَفًّا تقول احْمِلوا عليهم ولا تقوموا في الصَّفِّ والذَّرَبَى ـ العَيْب والرَّشَدَى ـ الرُّشْدُ قال

لا نَزَلْ كذا أَبَدا

ناعِمِينَ في الرَّشَدَى

ويقال هو يَعْدُو الرهَقَى وهو ـ أن يُسْرِع حتى يكاد يَرْهَق الذى يَطْلُب أن يغشاه ويَلْحَقه قال ذو الرمة

* وانْقَضَّ يَعْدُو الرَّهَقَى واسْتَأْسَدا*

وامرأةٌ نَمَلَى ـ اذا كانت كثيرة الحركة لا تثبت في موضع ونَمَلَى ـ موضع ويقال لَقِيتُه النَّدَرَى وفي النَّدَرَى ونَدَرَى ـ أى في النُّدْرة يعنى بين الايام* وقال* دَعَوْتُهم النَّقَرَى وهو ـ أن يَدْعُو بعضا دون بعض وهو يُصَلِّى النَّقَرى ـ اذا كان يَنْقُر في صلاته وبَناتُ نَقَرَى ـ النساء ونَقَرَى ـ موضع قال الهذلى

لمَّا رَأَوْا نَقْرَى تَسِيلُ إكامُها

بأرْعَنَ جَرَّارٍ وحامِيةٍ غُلْبِ

أراد نَقَرَى فأسْكَن ضرورة وبَنُو نَظَرَى ـ أهل الغَزَل والنَّظَرِ الى النساء والفَرَمَى ـ اسم موضع ليس بعربى صحيح وناقةٌ بَشَكَى ـ سريعة وعِزَّة بَزَرَى ـ قَعْساء وأنشد أحمد بن يحيى

أَبَتْ لِىَ عِزَّةٌ بَزرَى بَزُوخُ

اذا ما رامَهَا عِزٌّ يَدُوخُ

* ثعلب* عَصًا بزَرَى ـ أى عظيمة وبَنُو البَزَرَى ـ بطن من العرب يُنْسَبون الى أمهم والبَزرى ـ العدد الكثير والبَدَرَى ـ السِّباق يقال اسْتَبَقْنا البَدَرَى وهى ـ المبادرة الى الشئ أىَّ شئ كان وبَرَدَى ـ نهر بِدَمَشْق والمَرَطَى ـ

١٩٨

الاسراع يقال ناقةٌ مَرَطَى وهى ـ السريعة وفَرَسٌ مَرَطَى الجِرَاء ويقال فرس يَعْدُو المَرطَى وهو ـ فوق التقريب ودون الاهْذاب واشتقاقه من المَرْط وهو ـ النَّتْف كأنها تَمْرُطُه قال طُفَيْل

تَقْرِيبُها المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ

كأَنَّها سُبَدٌ بالماء مَغْسُولُ

ويقال ناقةٌ مَلَسَى تَمْلُس ـ أى تُسْرِع* قال الفارسى* هى فَعَلَى من المَلْس وهو ـ السَّيْر السريع* وقال* وَطِئْنا أرضًا مَلَسَى ـ أى مَلْساء وباعَهُ المَلَسَى ـ أى مسامَحَةً وقيل بغير عُسْرة ومَدَرَى ـ موضع والوَكَرَى ـ العَدْوُ الذى كأنه يَنْزُو وقد ذُكِرَت* وقال الفارسى* هو ـ العَدْوُ الشديد فَعَلَى من قولهم وكَرَتِ الظَّبْيَة ـ اذا اشتدَّ عَدْوُها فأما أبو عبيد فاحْتَذَى أصله في هذه الكلمة فقال وَكَرَ الظَّبْىُ ـ نَزَا وكلا القولين قريب* قال* ويكون الوَكْرُ في جميع الحيوان غير الانسان ولم يَحْكِ هذا أحدٌ من اللغويين غيره انما سمعناهم يُصَرِّفون الوَكْرَ في الابل والظباء ووُصِقَتْ به الناقةُ فقيل ناقةٌ وَكَرَى وأنشد الفارسى

اذا الجَمَلُ الرِّبْعِىُّ عارضَ أُمَّهُ

عَدَتْ وَكَرَى حَتَّى تَحِنَّ الفَرَاقِدُ

وقيل الوَكَرَى ـ الناقة القصيرة الكثيرة اللَّحْم الشديدةُ الأَنْزِ* أبو عبيد* الناقةَ تَعْدُو الوَلَقَى وهو ـ العَدْوُ الذى كأنه يَنْزُو وقد وَلَقَتْ* وقال* ناقة وَلَقَى ـ سريعة وامرأةٌ وَلَقَى كذلك وضَرَبَهُ ضَرْبًا وَلَقَى ـ متتابعا هذه حكاية أبى عبيد في الممدود والمقصور وأما الفارسىُّ فَنَصَّ في كتابه الموسوم بالحُجَّة أن الوَلَقَى لا يكون الا في الطَّعْن وصَرَّح بذلك فقال طَعَنَهُ طَعْنًا وَلَقَى وقد قال أبو عبيد في المُصَنَّف الوَلقُ أَخَفُّ الطَّعْن وقالوا إنّ للعُقابِ الوَلَقَى ـ أى سُرْعة التجارى وناقة وَثَبَى ـ شديدة الوَثْب قال رؤبة

* تَرْكَبُ قُطْرَىْ وَثَبَى ذَفُوفِ*

والوَثَبَى ـ سرعة الوَثْب حكاها الفارسى ووَقَدَى من التَّوَقد وأنشد

مِنِ ابنِ مامةَ كَعْبٍ ثُمَّ عَىَّ به

زَوُّ المَنِيَّة الَّا حِرَّةً وَقَدَى

وذُو وَجَمَى ووَقَبَى ـ موضعان

١٩٩

وعلى فُعَلَى

الأُرَبَى ـ اسمٌ من أسماء الداهية قال ابن أحمر

فلما غَسَا لَيْلِى وأيْقَنْتُ أنَّها

هى الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى

والأُرَنَى والارَانَى ـ حَبُّ بَقْل يُطْرَح في اللَّبَن فيُثَخِّنه ويُجَبِّنه ويقال للرجل انما أنت كالأُرْنة وكالارَنَى وكالارَانَى وأُدَمَى ـ موضع وقيل الأُدَمَى ـ حجارة في أرض بنى قُشَيْرٍ وجُنَفَى ـ موضع والجُعَبَى وجمعها جُعَبٌ وجُعَبَيَات ـ عِظام النَّمْل اللائى يَعْضَضْن ولها أفواهٌ واسعة وشُعَبَى ـ موضع

وعلى فَعَالَى

أَرَاطَى ـ موضع بالفتح والضم الفتحُ عن أبى عبيد في المُصَنَّف وعن كراع عن أبى عبيدة والضَّمُّ عن ابن الاعرابى وقَوْمٌ أَشارَى وأُشارَى من الأَشَر وأَدامَى ـ موضع بالحجاز وخَزَوْزَى وخَزَازَى وبعض العرب يقول خَزَازٌ ـ موضع والجَدَافَى ـ الغنيمة قال الراجز

* كانَ لَنَا لَمَّا أَبَى جَدَافاه*

وجاء القومُ جَمَارَى ـ أى بأجمعهم والصَّمَارَى ـ الاست وصَحَارَى جمع صحراء مبدلة الياء والزَّرَافَى جمع زَرَافة وهى ـ الجماعة من الناس والزَّرَافة ـ دابَّةٌ معروفة* قال سيبويه* خَلَقَ اللهُ الزَّرَافةَ يَدَيْها أطْوَل من رِجْلَيْها والزَّهَارَى جمع زَهْراء وهى ـ البيضاء من الابل وغيرها ودَأثَى ـ موضع بِتِهامة والذَّفارَى جمع ذِفْرَى وهو ـ العَظْم النَّاتِئُ خَلْف الاذُن والرَّأَسَى جمع شاة رَئِيسٍ ـ اذا أُصِيبَ رأْسُها ورَجَالَى جمع راجل ونَأدَى وهى ـ الداهية قال

فايَّاكُمْ ودَاهِيَةً نَأَدَى

أَظَلَّتْكُمْ بِعارِضِها المُخِيلِ

* قال أبو عبيد* يعنى بالنَّأدَى العظيمة منها وروى غيره نَأدًا على مثال فَعَالٍ ونَبَاتَى ـ موضعٌ قال الهُدَلى (١)

فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وأُنْزِلَ طافِيًا

ما بَيَّنَ عَيْنَ الى نَبَاتَى الأَثْأَبُ

__________________

(١) قلت الهذلى الذى ذكره أبو الحسن بن سيده هو ساعدة بن جؤية من المخضرمين الذين أسلموا وما كتبت لهم الصحبة والبيت المستشهد به قاله في وصف مطر شديد حط الأشجار من رؤوس الجبال وأزالها من بطون الأودية والبيت من قصيدة طويلة وقبله

لما رأى نعمان حلّ بكرفى

عكركما لبج النزول الأركب فالسد مختلج الخ

وبعده قوله

والأثل من سعيا وحلية منزل

والدوم جاء به الشجون وعليب

والبيت مروى عن السكرى بثلاث روايات أولاها نباة كحصاة وتانيتها نبات بوزن نبات الأرض وثالثتها نباتى كصحارى وعليها اقتصر ولم ينبه على الاوليين وكتبه محققه محمد محمود التركزى لطف الله تعالى به آمين

٢٠٠