المخصّص - ج ١٥

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٥

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٥

* قال ابن جنى* فأما قولهم في تأنيثه بُرَاية فقد كان قياسه اذ كان له مُذَكَّر أن يهمز في حال تأنيثه فيقال بُرَاءة ألا تراهم لَمَّا جاؤا بواحد العَظَاء والعَبَاء على تذكيره قالوا عَظَاءة وعَبَاءة فهَمَزوا لَمَّا بَنَوُا المؤنث على مُذَكَّره الا أنه قد جاء نحو البُراء والبُراية غيرُ شئ قالوا الشَّقاء والشَّقَاوة ولم يقولوا الشَّقَاءة وقالوا ناقَةٌ ناوِيَةٌ بَيِّنة النَّوَاء والنَّوَاية ولم يقولوا النَّوَاءة وقالوا الرَّخَاء والرَّخاوة وفي هذا ونحوه دلالة على أن ضربا من المؤنث قد يُرْتَجل غير مُحْتَذًى به نظيرُه من المذكر فَجَرت الشقاوةُ والنَّوَاية ونحوُهما مَجْرى التَّرْقُوة والعَرْقُوة ومالا نظير من المذكر له في لفظ ولا وزن

ما يُقْصَر فيكون له معنى فاذا مُدَّ وقُصِر كان له معنى آخر

من ذلك المفتوح الاول الآلَى مقصور ـ ضَخْم الأَلْية* قال الفارسى* حكى أبو اسحق عن أحمد بن يحيى أَلِىَ الكَبْشُ الًى وقد قال أبو عبيد في المصنَّف رجلٌ آلَى وامرأة أَلْياء وقد أَلِىَ أَلًى والأَلَى ـ واحد آلاءِ الله ألفه منقلبة عن ياء حكى أبو على عن أحمد بن يحيى إلْىٌ في واحد الآلاء وقد حكى في واحدها إلًى بالكسر والقصر وحكى كراع أَلْىٌ على مثال رَمْىٍ في واحد آلاء الله والأَلاء ـ نَبْتٌ يمد ويقصر واحدته أَلَاءة* قال ابن جنى* ذهب صاحب الكتاب الى أنها من باب أَباء فاؤها ولامها همزتان وحكى ابن الاعرابى فيما رويناه من نوادره سِقَاء مَأْلِىٌّ ـ اذا دُبِغ بالأَلاءة فهذا داعٍ الى اعتقاد كون الهمزة بدلا من ياء وقد يمكن أن يكون مَأْلِىٌّ كَمَقْرِىٍّ مِنْ قَرَأْتُ فيمن أَبْدَل ولم يُخَفِّف وأبو العَسَى ـ رجل مقصور والعَسَاء ـ الكِبَر يمد ويقصر فالمقصور مصدر عَسِىَ والممدود مصدر عَسَا يَعْسُو وهما لُغَتان والغَرَى مقصور ـ الحُسْن أَغْراه ـ حَسَّنَه والغَرِىُّ ـ الحَسَن ومنه الغَرِيَّانِ المشهور ان بالكوفة والغَرَى أيضا ـ ولد البقرة والغَرَى مصدر غَرِيت به غَرًى ـ لَزِمْته يمد ويقصر والمد شاذٌّ عند سيبويه لأن من قوانين المقصور أنه اذا كان الشئ مصدرا لفَعِلْت فحُكْمُه القصر* قال ابن جنى* لام الغَرَا واو لقول العرب «أَدْرِكْنِى ولو بأحَدِ المَغْرُوَّيْن» ومنه قولهم لا غَرْوَ ـ أى لا يَلْصَق بك لاصق والقَصَا مقصور ـ النَّسَب البعيد وكذلك القَصَا ـ الناحية والقَصَا أيضا ـ حَذْفٌ

١٤١

فى أُذُن الناقة وقد قَصَوْتُها والقَصَاء ـ البُعْدُ يُمد ويُقْصَر فاذا قصرته جاز أن تكتبه بالالف والياء لان الواو والياء تتعاقبان في هذا الموضع لأنهم يقولون القُصْوَى والقُصْيا فيأْتُون بالواو في القُصْوَى وهى من الياء والقَصَا ـ فِنَاء الدار يمُد ويقصر والكَدَى مقصور ـ داءٌ يأْخُذُ الكَلْبَ خاصة يُصِيبه منه قَىْءٌ وسُعَال حتى يُكْوَى بين عينيه فيذهب وقد كَدِىَ كَدًى والكَدَى ـ مصدر كَدِىَ النبات ـ اذا ساء خروجُه وأصابه البَرْد فَلَبَّد في الأرض أو عَطِشَ فأبطأ وكَدَاءٌ ـ موضع يمد ويقصر وأَخَذَه بِجَرَّى فلان وجَرِيرته مقصور وفَعلْت ذاك من جَرْاكَ وجَرَّائِك ـ أى من أَجْلِك يمد ويقصر والشَّجَوْجَى مقصور ـ العَقْعَق والأنثى شَجو جاةٌ وكذلك ريح شَجَوْجًى وشَجَوْجاةٌ ـ دائمة الهبوب والشَّجَوْجَى الطويل الظهر القصير الرِّجل وقيل هو ـ المُفْرِط الطُّول الضَّخْم العِظام وقيل هو ـ للطويل الرِّجْلين يمد ويقصر والمدّ أعرف والضَّوَى مقصور جمع ضَوَاة وهى ـ السِّلْعة في البدن وهى أيضا ـ عُقْدة تخرج في لِهْزِمة البعير ولا دواء لها والضَّوَاء ـ ضَعْف الخَلْق وقِصَرُه يمد ويقصر وحقيقةُ هذه الكلمة الانضمامُ يقال ضَوَيْت اليه ضُوِيًّا ـ انْضَمَمْت والضَّهْيأُ مقصور مهموز ـ شجر كالسِّحاء يُعَسِّل عليه النَّحْل والضَّهْيَاء ـ المرأة التى لا تحيض يمد ويُقْصَر* قال أبو على* همزة ضَهْيَاء منقلبة عن ألف التأنيث وانما انقلبت لوقوعها طَرَفا بعد ألف زائدة ولم ينصرف الاسم الذى هى فيه كما لم ينصرف الاسم اذا كانت الألف فيه مقصورة فصار حكم المنقلب حكم الذى انقلب عنه كما كان هَرَاقَ بمنزلة أَراقَ وهَرِقْ بمنزلة أَرِقْ ولا يجوز أن تكون هذه الهمزة للالحاق كما كانت التى في سِيساء وعِلْباء كذلك ألا ترى أنه ليس في الكلام شئ على فَعْلال إلا باب الصَّلْصال والجَرْجار والياءُ في ضَهْياء لامٌ وليست بزيادة يَدُلُّ على ذلك أنهم قد قالوا ضَهْيأ فثبت من ذلك أن اللام ياء والهمزة زائدة بدلالة أن الياء لا تخلو من أن تكون زائدة أو أصلا ولو كانت زائدة لكُسِر الصَّدْر منه كما قالوا عِثْيَر وحِثيل وحِذْيَم فلما جاء مفتوحا ثبت أنها أصل واذا ثبت أنها أصل ثبت أن الهمزة زائدة اذ لا يجوز أن تكون هى أصلا والهمزة أيضا كذلك لأن الياء والواو لا تكونان في هذا النحو أَصْلَيْن ودَلَّ على زيادة الهمزة أيضا سقوطُها من الكلمة

١٤٢

فى قولهم ضَهْيا وأنها بمنزلة عَمْيا والسَّدَى والسَّتَى ـ لُحْمة الثوب مقصور يقال سَدَى الثَّوْبَ وسَتَاه وسَدَّاه وسَتَّاهُ* قال الاصمعى* سمعت هو يُسَدِّى الثوبَ ولم أسمع يُسَتِّى ويقال الأُسْدِىُّ والأُسْتِىُّ لهذا الثوب وقيل السَّدَى ـ الأسفل من الثوب والسَّدَى والسَّتَى والنَّدَى في معنى واحد يقال أرض سَدِيَة وسَتِيَة ونَدِيَة وسَدِيَت الأرضُ ـ نَدِيَتْ من السماء كان النَّدَى أو من الأرض ويقال في الجُود والعَطِيَّة السَّدَى والنَّدَى* قال ابن جنى* هو من الياء لجواز إمالته* قال* السَّدَى ـ ما انْبَسَط من غَزْل الثوب والسَّدَى أيضا ـ العَسَلُ سمى بالمصدر لأن النحل اذا عَمِلَت العسل قيل سَدَت تَسْدُو سَدًى والسَّدَى ـ العَسَل والضم أعلى والسَّدَاء ـ من البُسْر والبَلَح يمد ويقصر الواحدة سَدَاة وسَدَاءة والدَّأْدَأُ ـ ما اتَّسَع من الأرض والدَّأْدَأُ ـ الفَضَاء عن أبى مالك مقصور مهموز والدَّأْدَاء ـ آخر الشهر يمد ويقصر وقيل الدَّأْداء ـ ليلةُ خمسٍ وسِتٍّ وسَبْعٍ وعشرين وقيل الدَّأْداء ـ اليوم الذى يُشَكُّ فيه أَمِنَ الشهر هو أو من الآخر وليلة دَأْدَأة ودَأْدَأٌ ودَأْداءٌ ودَأْداءةٌ ـ شديدة الظُّلْمة والنَّجَا مقصور ـ العَصَا وقد اسْتَنْجَيْت عَصًا من الشجرة وأنْجَيْت ـ قَطَعْت وشجرة جَيِّدة النَّجَا والمُسْتَنْجَى ـ أى العَصَا والنَّجَا ـ لِحاءُ الشجرة والنَّجَا أيضا ـ ما أَلْقَيْته عن الرجل من لِبَاسٍ أو سَلَخْتَه عن الشَّاء والبعير نَجَا يَنْجُو فيهما قال

فقُلْتُ انْجُوَا عنها نَجَا الجِلْدِ إنَّهُ

سَيُرْ ضِيكُما منها سَنَامٌ وغارِبُهْ

والنَّجَا أيضا ـ موضعٌ كلُّه مقصور ويقال النَّجا النَّجَا والبَحاءَ النَّجاءَ ـ أى السُّرْعة والذهاب فيقصرونهما (١) اذا جمعوا بينهما فاذا أفردوا فبالمد لا غير وأما قول الراجز

* اذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجا*

فيكون على ارادة المد ولكنه قَصَر لان البناء قد تَمَّ وقد يكون على لغة من قصر وقيل النَّجَا يُمدُّ ويُقصر وهو ـ السلامة بمعنى فُتَّه وسَبَقْتَه ألفه منقلبة عن واو لأنه يقال نَجَوْت والفَرَا مقصور ـ مصدر فَرِىَ الرجلُ ـ دَهِشَ وبُهِت قال

وفَرِيتُ مِنْ فَزَعٍ فلا

أَرْمِى ولا وَدَّعْتُ صاحب

والفَرَا ـ الحمار الوَحْشِىُّ يمد ويقصر ويهمز فيُقْصَر قال في القصر والهمز

__________________

(١) قوله فيقصرونهما أى ويمدونهما ولعل هذا سقط من قلم الناسخ كتبه مصححه

١٤٣

لقد غَضِبُوا عَلَىَّ وأَشْقَذُونِى

فَصِرْتُ كأَنَّنى فَرَأٌ مُتَارُ

وقال في المد

بِضَرْب كآذانِ الفَرَاءِ فُضُولُهُ

وطَعْنٍ كايزاغِ المَخَاضِ تَبُورُها

هذه رواية بعضهم فأما الأصمعى فقال هو الفَرَأُ على مثال الخَطَا وجمعه فِرَاءٌ وأنشد البيت

* بِضَرْبٍ كآذانِ الفِرَاءِ فُضُولُه*

على الجمع وهو الصحيح وأما في القصر فحكى الفارسى أن العرب تقول أَنْكَحْنا الفَرَا فَسَنَرَى هذه حكايته في الايضاح وقال في التذكرة أو البغداديات هو على الاتباع لنَرَى كما قالوا هَنَأَنى الطعامُ ومَرَأَنى وإنى لَآتِيهِ بالغَدَايا والعَشَايا والوَحَا ـ السَّيِّد مقصور قال

وعَلِمْتُ أَنِّى إنْ عَلِقْتُ بحَبْلِهِ

نَشِبَتْ يَدَاىَ إلَى وَحًا لم يَصْقَعِ

أى لم يَذْهَب عن صُقْع المكان وكذلك الوَحَا جمع وَحَاة وهى ـ الصَّوت والجَلَبة قال

وَبَلْدةٍ لا يَنَال الذِّئْبُ أَفْرُخَها

ولا وَحَى الوِلْدِة الدَّاعِينَ عَرْعارِ

ويقال الوَحَا الوَحَا والوَحَاءَ والوَحَاءَ ـ أى الاسراع فيمدونهما ويقصرونهما اذا جمعوا بينهما فاذا أَفْرَدُوه مَدُّوه ولم يَقْصُروه قال أبو النجم

* يَفِيضُ عنه الرَّبْوُ مِنْ وَحَائه*

والالف في ذلك كله منقلبة عن ياء لقولهم وَحَيْت وأصلُ الكلمة السُّرْعةُ ألا تراهم قالوا وَحَى الكتابَ ووَحَيْتُ اليه بطَرْفى وأوْحَيْت وقالوا وَحَيْتُ اليه في الكلام وأَوْحَيْت وهو ـ أن تُكَلِّمه بكلام يَفْهَمُه عنك تُخْفِيه عن غيره قريب من لَحَنْت ولو لم يَبِنْ أمرُ انقلاب الألف في الوَحَى من الياء من جهة قولهم وَحَيْتُ وكان لفظا لا فعل له لَقَضَيْنا أيضا أن ألفه منقلبة عن ياء لعدم مثل وَعَوْتُ في الكلام وكثيرا ما يستعمل الفارسى اعتبارا مثل هذا اذا لم يَبِنْ له ما انقلبت عنه الألف ونظيرُ اعتباره لهذا حُكْمُه على الياء الثانية من أُثْفِيَّة أنها منقلبة عن واو بدلالة قولهم وَثَفَه يَثِفُه اذا تَبِعَه مع وُجُوده يَثْفُو وهذا من دقيق النظر في التصريف* والوَنَا جمع وَنَاةٍ ـ

١٤٤

الدُّرَّة مقصورة فاذا سَمَّوُا المرأة وَنَاةً شَبَّهوها بالدُّرَّة وهى ـ الوَنِيَّة أيضا قال

* فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَنِيَّةُ تاجرٍ*

والوَنَاء ـ الفَتْرة يُمَدُّ ويقصر والقول في انقلاب ألف الوَنَا كالقول في انقلاب ألف الوَحَا

ومن المكسور الاول منه

القِيقَاةُ بالقصر ـ وعاء الطَّلْع والقِيقَاءة بالمد والقصر ـ الأرضُ الغَلِيظة وقيل المُنْقادة والجمع قَيَاقٍ وقَوَاقٍ والمِطْلَى ـ ما طَلَيْت به الشىءَ مقصور وكذلك المِطْلَى ـ الأرضُ السَّهْلة اللَّيِّنة تُنْبِت العِضاه ورَوْضاتٌ بالحِمَى تُسَمَّى المَطَالِى واحدها مِطْلًى مقصور قال الراعى

فَنُورِئكُمْ إنَّ التُّرَاثَ إلَيْكُمُ

حَبِيبٌ مَرَبَّاتِ الحِمَى فالمَطَالِيا

هذا قول جمهور أهل اللغة فأما أبو على فقال المِطْلَاء يمد ويقصر وخَطَّأَ أبا حنيفة في بيت هِمْيان بن قُحَافة

والرِّمْثَ بالصَّرِيمة الكُنَافِجَا

ورُغُلَ المِطْلَى به لَوَاهِجَا

حين قال احتاج الى قَصْر المِطْلَى فَقَصَره* قال* وليس هِمْيان وَحْده قَصَرَ المِطْلَى بل قد قَصَرْته جماعة من الشعراء والفصحاء في النظم والنثر ولذلك قال أبو زياد الكلابى وقد ذكر بعضَ دُور أبى بكر بن كِلَاب فقال هى مِطْلًى يَنْحدر فيها الماء فاذا ليس المِطْلَى في بيت هِمْيان مقصورا على جهة الضرورة بل هى لغة

ومن المضموم الاول منه

الحُكَا مقصور جمع حُكَاة وهى ـ العُقْدة وأصله الهمز والحُكَأَة ـ العَظَاءة يمد ويقصر وقيل في جمعها حُكًى والحُلَاوَى مقصور ـ نَبْت وكذلك الحُلَاوَى ـ شجر ذو شَوْك واحدته حُلَاوَى على لفظ الجمع وحُلَاوَاءُ القَفا ـ وَسَط الرأس يمد ويُقْصر

١٤٥

باب ما يُمَد فيكون له معنى

واذا مُدَّ وقُصِر كان له معنى آخر

من ذلك المفتوح الاول العَبَاءُ ـ الاكْسِيَة واحدتها عَبَاءة وعَبَايَةٌ والعَبَاءُ ـ الأَحْمَق والعَبَاء ـ الثَّقِيل الوَخْم كُلُّه ممدود والعَبَى ـ الرجل الجافى الغَبِىُّ يمد ويقصر والعَوَّاء ممدود ـ الناب من الابل* قال أبو على* القضاء عليه بفَعْلاء أكثر وقد يجوز أن يكون فَعَّالا من عَوَتِ الناقةُ تَعْوِى ـ اذا حَنَّتْ لأنَّ المَسَانَّ أَحَنُّ من البُكُورة والعَوَّى ـ نجم يُمَدُّ ويقصر وكذلك العَوَّى الاسْت* قال أبو على* العَوَّى من النجوم اسم لا صفة كَسْكَرى والاسماء اذا كانت لا ماتها ياآت قُلِبتْ الى الواو كَشَرْوَى وتَقْوَى ومن زعم أنه من باب قُوَّة وحُوَّة فقد غَلِط ولكنه من عَوَى يَعْوِى ـ اذا فَتَلَ ولَوَى وأنشد أبو زيد

* تَعْوِى البُرَى مُسْتَوْفِضَات وَفْضا*

ومَنْ حَكَى في العَوَّا المدَّ فقد غلط عندنا لان اللام التى هى ياء انما تُبْدَل منها الواو فى فَعْلَى المقصورة نحو تَقْوَى وشَرْوَى ودَعْوَى فأما فَعْلاء الممدودة فلا تُبْدَل من لامه التى هى ياء الواوُ بل قد أبدلت من الواو الياء في نحو العَلْياء وزَعَم أبو اسحق أنها سُمِّيت للانعطاف الذى فيها لأنها خمسة كواكب كأنها ألف مَعْطُوفة الذَّنَب فأما اللام في الفَتْوَى فانها ياء وليست كعَدْوَى ودَعْوَى وانما أبدلت كما أبدلت في شَرْوَى وتَقْوَى فان قلت فَلمَ لا تكون كالدَّعْوَى فانه لا يكون مثله لأنهم قد قالوا بمعناها الفُتْيا واللام ياء فهو مصدر بمنزلة الرُّجْعَى والشُّورَى فان قلت تكون الياء منقلبة من الواو كما أنها في الدُّنْيا كذلك قيل لا تكون منقلبة في الفُتْيا كما كانت هناك لأن الدُّنْيا ونَحْوَها أصلها الصفة ثم غَلَبَتْ غلبة الاسماء وفي التنزيل (وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى) فوصف به والفُتْيا مصدر كالرُّجْعَى فكما أن الفَتْوَى اسم ليس بصفة كذلك الفُتْيا التى هى في معناها فلو كانت الفُتْيَا من الواو لَصَحَّت فيه كما صَحَّت في حُزْوَى وقَسَا قَلْبُه يَقْسُو قَسَاءً ممدود ـ طُلِب فلم يَرِقَّ وقَسًى ـ موضع مقصور عند جمهور العرب

١٤٦

اللغويين وحكى عن ثعلب أنه مَدَّه وصَرَفه فأما قُسَاء موضع فحكاه ممدودا غير مصروف قيل له فَلِمَ حَكَيْت هذا بالمد وتَرْكِ الصرف قال أَصْلُه قُسَوَاء فَتَركْتُ الصرف إشعارا بالأصل وأَمَّا قَسَاءٌ فلم يُتَوَهَّم فيه ذلك فصُرِف وفارسُ الضَّحْياء ممدود من فرسان العرب وليلةٌ ضَحْياء ـ مضيئة يمد ويقصر والسَّرَاءُ ممدود ـ شجر يُتَّخَذ منه القِسِىُّ واحدتُه سَرَاءة قال ابن مقبل

رآها فُؤادِى أُمَّ خِشْفٍ خَلَالَها

بِقَوْزِ الوِراقَيْنِ السَّراءُ المُصَنِّف

* قال ابن جنى* ينبغى أن تكون لام السَّراء واوا وذلك لانه من الشجر الذى تعمل منه القِسِىُّ في سَرَاةِ الجبَل وهو ـ أعلاه وسَرَاة من الواو لقوله

 ... كأَنَّهُ

علَى سَرَوَاتِ النِّيبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ

والسَّرَاء ـ موضع وسَرَاءُ المال ـ خِيَاره كل ذلك ممدود وقد سَرِىَ سَرًى وسَرَاء بالمد والقصر ـ مَرُؤَ واللَّيْلاء ممدود ـ ليلة الثلاثين وليلةٌ لَيْلَا ـ شديدة يمد ويقصر

ومن المكسور الاول منه

يقال ان هذه الفِضَّةَ والذَّهَب لَحَسَنُ الحِماء ممدود ـ أى خَرَج من الحِمَاء حَسَنا والحِمَا ـ ما حَمَيْت من شئ يمد ويقصر يكون واحدا وجمعا فان كان واحدا فألفه منقلبة عن ياء يقال حَمَيْت المكان وان كان جمعا فألفه منقلبة عن ياء وواو لانه يقال في واحده حِمْية وحِمْوة* قال الفارسى* الحِمَى تنقلب ألفه عن الياء والواو كان واحدا أو جمعا لان تثنية الحِمَى حَميَان وحِمَوَان ومَدُّ الحِمَى شاذ يقال جَعَلَ فلان أرضه حِمًى ـ اذا مَنَعَها من أن تُقْرَب قال القَطَامِى

ونَحُلُّ كُلَّ حِمًى نُخَبَّر أَنَّه

مُنِحَ البُروقَ وما يُحَلُّ حِمَانا

وقد أَحْمَيْت المكان وحَمَيْته ويقال حَمَاها يَحْمِيها ـ اذا مَنَعَها وأَحْمَاها ـ جعلها حِمًى ويقال أَنَا لك الحِمَى وكلُّ مَمْنُوعٍ حِمًى واللِّحاء ممدود ـ اللَّعْن واللِّحَاءُ ـ العَذْل ممدود أيضا واللِّحَاء ـ ما على العَصَا من قِشْرٍ يُمَدُّ ويقصر والمِينَاء ـ جوهر الزُّجاج ممدود والمِينَا ـ مَرْفأ السُّفُن يمد ويقصر

١٤٧

ومن المضموم الاول منه

الجُبَّاء ممدود ـ السهم الذى يُوضَع أَسْفَلَه كالجَوْزة مَوْضِعَ النَّصْل والجُبَّأُ ـ الجَبَان قال

فَمَا أنا مِنْ رَيْبِ الزَّمان بِجُبَّاٍ

ولا أنَا مِنْ سَيْبِ الإله بِيَأئِس

وحكى سيبويه في جُبَّاء المد

ما يُقْصَر فيكون له معنى ويُمَدُّ فيكون له معنى

غيره ويُمَدُّ ويقصر فيكون له معنى آخر

وربما كان باختلاف حركة

خَوِىَ رَأْسُه من الدَّمِ خَوًى مقصور ـ اذا رَعَف فَخَفَّ رأسُه والخَوَاء ممدود ـ الهواء والفُرْجة بين الشيئين وكذلك الخَوَاء ـ الهواء الذى بين السماء والأرض وخَوَى الجُوعِ ـ ضَعْفُه والتَّكَسُّرُ عليه وخَوَى الدارِ ـ خَلاؤُها يُمَدَّان ويُقْصَران الا أن المقصور مصدر خَوِيَت الدارُ والممدود مصدر خَوَتِ الدار والشَّرَى مقصور ـ شئ يخرج بالجسد وقد شَرِىَ جِلْدُه شَرًى وعلى لفظه شَرِىَ البَرْقُ شَرًى ـ لَمَع وشَرَى الغَضْبانِ ـ لَجَاجُه واستطارتُه ومنه اشتقاق الشُّرَاة لأنهم لَجُّوا في الباطل وهم يقولون إنه من قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) ولذلك قال قَطَرِىُّ بن الفُجَاءة

رَأَت فِتْيةً باعُوا الالهَ نُفُوسَهُمْ

بِجَنَّاتِ عَدْنٍ عِنْدَهُ ونَعِيمِ

والشَّرَى ـ سرعةُ المَشْى وقد شَرِىَ البعيرُ والشَّرَى ـ رُذَالُ المال كالشَّوَى وقد يكون الشَّرَى خِيَارَ المال وهو من الاضداد واحدته شَرَاةٌ والشَّرَى أيضا ـ مصدر شَرِىَ زِمامُ الناقة ـ اذا قَلِق ولم يَثْبُت والشَّرَى ـ الطريق وجمعه أَشْراء والشَّرَى ـ موضع تُنْسَب اليه الأُسْد كلُّ ذلك مقصور* قال ابن جنى* لام الشَّرَى مجهولة

١٤٨

وينبغى أن تُحْمَل على الياء لأن ذلك في الكلام أكثر وان شئت قلت إن الامالة لم تثبت فيها فينبغى أن تُحْمَل على الواو فهو وجه وشَرَاء ممدود ـ جبل بنجد لا ينصرف قال ابن أحمر

تَقُولُ ظَعِينَتِى بشَرَاءَ إنَّا

نَأَيْنا أن نَزُورَ وأن نُزَارَا

والشَّرَى ـ الناحية يُمَدُّ ويُقْصَر والقصر أعلَى والجمع أشراء* قال أبو على* الشَّرَى ـ الكثرة والانْتِشار فالشَّرَى لا يكون الا الناحيةَ الواسعةَ المنتشرةَ والسعةُ فيها معنى الكثرة وسَنَى البَرْقِ ـ ضَوْءُه مقصور وتثنيته سَنَوَانِ وسَنَيَانِ وكذلك السَّنَى مصدر سَنَت النار تَسْنُوسَنًى ـ اذا علا ضَوْءُها قال بعض أهل اللغة ومنه اشتقاق سَنَى البَرْق* وقال ابن جنى* جمع سَنًى الذى هو الضَّوْء أَسْناء* قال* ولام سَنًا واو لقولهم في التثنية سَنَوَانِ وهو عندى من السَّنَة وذلك لأنهم يقولون حَوْلٌ مُجَرَّم وحَوْلٌ مُجَرَّد واذا تَجَرَّد الشئ ظهر وزال عنه ما يُخَامِرُه ويَسْتُره فأَنَارَ للعين وبَدَا فكأن عليه ضَوْءا ونُورا لان السَّنَة أيضا مشهورة معلومة العِدَّة شائعة المعرفة في الكافَّة فكأنّ عليها نورا وضِياءا والسَّناء ممدود ـ الرِّفْعة يقال أَكَمَة سَنْواء ـ عالية وأما ابن جنى فاستدل على أن همزتها واو بقولهم سَنَا يَسْنُو ـ اذا علا روى عن قُطْرُب سَنِىَ في المَجْد وسَنَا يَسْنُو سَناءا فيهما* قال* ومنه سَنَا يَسْنُو ـ اذا اسْتَفَى لأن المُسْتَقِى يَرْفَع الماءَ والسَّنَا ـ نبت يُكْتَحَل به يمد ويقصر واحدته سَنَاةٌ والدَّهْنا مقصور ـ اسم رَمْلة والدَّهْناء ـ الفَلَاة والدَّهْناء ـ الظُّلْمة ممدودان والدَّهْنا ـ موضع معروف يُمَدُّ ويُقْصَر والبَدَا ـ المَفْصِل مقصور والجمع ابْداء وهو البَدْءُ فأما السَّيِّد فَبَدْءٌ لا غير والبَدَى ـ البادية حُكِىَ ذلك عن السيرافى وبَدًا ـ موضع مقصور والبَدَاء ـ الظُّهُور ممدود وبَدَا الشىءُ بَداء وبَدًا ـ ظهر القصر والمد في المصدر عن سيبويه وأما الاسم فممدود لا غير كما قدمنا وبَدَا له في ذلك الأَمْر بَدَاءٌ يمد ويقصر

ومن المكسور الاول منه

العِدَى مقصور ـ الأَعْداء والعِدَى ـ جمع عِدْوة والعِدَى ـ جمع عِدَة على

١٤٩

القلب فأما قوله

* وأخلَفُوك عِدَى الأَمْرِ الذى وَعَدُوا*

فقد يكون جمع عِدَة كتَمْرة وتَمْر وان كان ذلك قليلا نادرا انما حكى منه عِدٌ وظُبٌ وقد يكون على القلب كما قدمنا والعِدَى ـ الغُرَباء وعِدًى ـ واحد الأعداء ومَشَى عِدَى الطَّرِيق ـ أى مَتْنَه كلُّه مقصور يكتب ذلك كلُّه بالياء وان كان من الواو لغلبة الامالة عليه والعِدَاء ممدود مصدر قولهم عادَيْت بَيْن عَشَرة من الصَّيد ـ أى وَالَيْت وعلى لفظه عِدَاء كلِّ شىءِ ـ طَوَارُه والعِدَاء ـ الطَّلَق الواحد وعِدَى الأرض ـ ما ارتفع منها والعِدَى ـ الحجارة التى توضع على القَبْر يمدان ويقصران وقيل ان العِدَا الحجارة جمع واحدته عِدَاةٌ* قال ابن جنى* قال أبو سعيد العِدَاء ـ الصخر الذى يُوضَع على القبر لأنه يَعْدُو عنه ما يُلِمُّ به ـ أى يَثْنيه ويَصْرِفه الا أن بعضهم قد قال فيهِ عدْوٌ بوزن جِرْوٍ والجِرَى مقصور ـ جمع جِرْية الماء والجِرَاء ممدود جمع جِرْوٍ وجَرْوٍ وجُرْو وهو ـ وَلَد الأَسَد والذِّئْب والكَلْب والهِرَّة والجِرَاء أيضا ـ صغار الحَنْظَل والبطيخ والباذَنْجان والقِثَاء والرُّمان واحدها جِرْوٌ والجِراء أيضا ـ جمع جَرِىء والجِرَاء ـ مصدر جَرَى الفَرُس جِرَاء ـ سال سَيْلا وجارية بَيِّنة الجِرَاء والجَرَاء يمد ويقصر في الوجهين وقال بعضهم بكسر الجيم وفتحها والمد وبفَتحها خاصة والقصر

ومما يُكْسَر فيُقْصَر ويُفْتَح فَيُمَدُّ

إيَا الشمس ـ شُعاعُها مقصور وربما أُدْخِلت فيه الهاء فقيل إياة الشمس فاذا فُتِح الايا يمد وأصلها الياء* قال أبو على* إيا الشمس اللام فيه ياء من باب حَيِيت ألا ترى أنه لا تكون العين ياء واللام واو وبَلَغَ الشىءُ إنَاه وأَنَاءه ـ أى غايته والعِدَا مكسور مقصور ـ ما ارتفع من الأرض فاذا فُتِح مُدَّ* قال الفارسى* غَنِيتُ بهذا الأمر وعنه غِنًى ـ استغنيت فاذا فَتَحْت مَدَدْت وقِرَى الضَّيْف اذا كُسِر أولُه قُصِر واذا فُتِح مُدَّ وضَرِىَ الكَلْبُ ضِرًى اذا كسرت قصرت واذا فتحت مددت وصَبِىٌّ بَيِّن الصِّبَا مقصور فاذا فتحت مددت وأصله من الياء والواو لأنه يقال صِبْيَة

١٥٠

وصِبْوة ويقال سِوَاك وسُوَاك وسَوَاءَك بالمد ـ أى غَيْرك قال الأعشى

تَجَانَفُ عن جَوِّ اليَمامَةِ ناقَتِى

وما عَدَلَتْ من أَهْلِها لِسَوَائكا

وقال آخر

فالمَوْتُ يَأْتِى بَعْدَ ذلِكَ كُلِّهِ

وكأَنَّما يُعْنَى بذاك سِوَانا

وكذلك سَوَاء في الوَسَط فيه ثلاث لغات سَوَاء وسِوًى وسُوًى قال الله عزوجل (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) أراد وَسَطَ السَّبِيل وقال جَلَّ ثناؤه (فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) وقال الشاعر

وإنَّ أَبانا كان حَلَّ بِبَلْدةٍ

سِوًى بين قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ والفِزْر

معناه حَلَّ وَسَطًا بين قيس والفِزْر والسِّوَى ـ القَصْد بالقصر واذا فتحت مددت أيضا ويقال مررت برجلٍ سَوَاء والعَدَمُ بفتح السين والمد وسِوًى والعَدَمُ بكسر السين والقصر قال الشاعر

رأيتُ سِوًى مَنْ عُمْرُه نِصْفُ لَيلةٍ

ومَنْ عاش مَغْرُورًا الى آخر الدَّهْر

وقرئ «(مَكاناً) سِوًى» و (سُوىً) ـ أى مُسْتَويا وقيل وَسَطًا بين القَرْيَتَيْن ويقال أرضٌ سواءٌ ـ مستوية* قال أبو على* همزة سواء منقلبة عن ياء لقولهم في هذا المعنى سِىٌّ ولأن باب طَوَيْتُ أكثر من باب القُوَّة والحُوَّة والرِّوَى مكسور الراء مقصور فاذا فتحت مددت ـ الماءُ الكثير ألفه منقلبة عن ياء يقال ماءٌ رِوًى ورَوَاءٌ قال الراجز

تَبَشَّرِى بالرَّفْغِ والماءِ الرِّوَى

وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيبٍ قَدْ أَتَى

والبِلَى بِلَى الثوب وغير مكسور مقصور فاذا فُتِح مد* قال ابن جنى* أما لام البِلَى فواوٌ وليس في قولهم البَلْوَى دليل لانه لا ينكر أن يكون ياء أبدلت واوا لان لام فَعْلَى اذا كانت ياء وكانت فَعْلَى اسما قلبت واوا وذلك نحو الشَّرْوَى والفَتْوَى ولكن قولهم بَلَوْت الرجل ـ اختبرته والْتِقاؤهما أنهم قد قالوا فَتَنْت الذَّهَبَ ـ اذا أدخلتَه النارِ لتَخْتَبِره وقالوا فَتَنْت الشئ ـ اختبرته وبَلَوْته ولا بِلَى أبْلَى من دخول النار فقد آلَ البِلَى الى أنه من معنى بَلَوْته واذا بَلَاه فقد امْتَحَنه والمِحْنة والبِلَى والبَلَاء كلُّه مُنْتَقِضٌ ومُبْلٍ فقد الْتَقَيا كما ترى

١٥١

ومما يُكْسَر فيُمَد ويُفْتَح فيُقْصَر

غِمَاه البَيْتِ وغَمَاه ـ ما يُسْقَف به من ألواح أو حُطَام زرع والغِرَاء والغَرَا ـ الذى يُغْرَى به السهام والسروج وغيرها اذا كَسَرْت الغين مددت واذا فتحتها قَصَرْت يقال غَرَوْته بالغَرَا وغَرَيْته وحكى ابن السكيت «أَدْرِكْنِى ولو بأحد المَغْرُوَّيْن» وحكى أبو على عن العرب السِّمَنُ يَغْرُو قَلْبِى* وقال* غَرِيتُ بالشئ غِرَاءا وغَرًا على ما تقدم* وقال* هو من الواو أيضا لانه لُزُوق ومنه الاغْراء لانه اسْتِلْصاق المُغْرَى بالمُغْرَى به وقولهم لا غَرْوَ منه لان العَجَب بخروجه من المألوف يُخَاض فيه أكثر مما يُخَاض في غيره والصِّلاء ـ صِلَاء النار مكسور ممدود والصِّلَاء أيضا ـ النار نفسها فاذا فتحت فيهما قَصَرْت وأَلِفُهُما وهمزتُهما منقلبة عن ياء لأنه يقال صَلِيت النار قال الشاعر

فانَّ الوِترَ بَعْدَ المَوْتِ يَحْيا

كما أَذْكَيْتَ بالحَطَب الصِّلَاء

فأما الصِّلاء الشِّواء فمكسور الاول ممدود لا غير والسِّحَاء مكسور ممدود ـ الخُفَّاش فاذا فَتَحْت السين قَصَرْت والسِّحَاء جمع سِحاءة وهو ـ ما سَحَوْتَ من القِرْطاس يقال سَحَوْتُها وسَحَيْتها هذا الأعرف وقد قيل فيهما انهما يُفْتَحان ويُقْصَران حكى ذلك عن ثعلب والسِّراء والسَّرَا من الجُود والعطية (١) اذا كَسَرْت مددت واذا فتحت قصرت والتَّرْكَضَى ـ مَشْىُ الانسان بِرِجْلَيْه جميعا وقيل هى ـ مِشْية فيها تَبَخْتُر اذا فتحت التاء والكاف قصرت واذا كسرتهما مددت واللِّهاءُ ـ جمع لَهَاة الحَنَك اذا كسرت مددت واذا فتحت قصرت وألفه منقلبة عن ياء وواو لانه يقال لَهَيَات ولَهَوات فأما قول الراجز

يا لَكَ مِنْ تَمْرٍ ومِنْ شِيشَاء

يَنْشَبُ في المَسْعَل واللهاءِ

فقد روى بالفتح والكسر فمن رواه بالفتح فانما مَدَّ للضرورة ومن رَوَى اللِّهاء بالكسر والمد فانه يحتمل ضربين أحدهما وهو مذهب أبى عبيد أنه جَمَع لَهَاة على لَهًا مثل نَوَاة ونَوًى ثم جَمَع لَهًا على لِهَاءٍ وقد يجوز أن يكون لِهَاء في البيت جمع لَهَاة كما ذهب اليه سيبويه في إضَاءٍ أنه جمع أَضَاة ونَظَّره من السالم برَحَبة ورِحَاب ورَقَبة ورِقَاب

__________________

(١) قوله والسراء والسرى الخ لم نقف على هذين اللفظين بهذا المعنى وحررهما كتبه مصححه

١٥٢

ومذهب أبى عبيد في الاضاء أنه جمع أَضًا فأما قول الشاعر

عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً

فَهُنَّ إضَاءٌ صافِيَاتُ الغَلَائل

فانه وَصَف دروعا وأراد أنهن مثل الاضاء في صفائها وليست الدروعُ بالاضاء وانما هو من باب (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) وكقولك أبُو يوسف أبو حنيفة وانما تريد مثل أبى حنيفة في الرأى والنِّدَاء ـ الجُود والعَطِيَّة اذا كسرت مددت واذا فتحت قصرت

ومما يُكْسَر فَيُمَد ويُقْصَر فاذا فُتِح قُصِر لا غير

الفِدَاء بالكسر يمد ويقصر لغتان مشهورتان فان فَتَحْت الفاء قَصَرْت قال متمم

فِدَاءٌ لَمِمْساكَ ابنُ أُمِّى وخالتى

وأُمِّى وما فوق الشِّرَاكَيْن من نَعْلِى

وبَزِّى وأثوابى ورَحْلى لِذِكْره

ومالِىَ لو يُجْدِى فِدًى لك مِنْ بَذْل

وتقول العرب لك الفِدَى والحِمَى فيقصرون الفِدَى اذا كان مع الحِمَى لا غير فاذا أفردوه قالوا فِدَاءٌ لك وفِدَاءٍ وفِدًى وفَدًى ومما يكسر فَيُقْصَر ويكون له معنى فاذا كُسِر فقُصِر وفُتح فَمُدَّ كان له معنى آخر القِلَى ـ ما يُشَبُّ به العُصْفُر والقِلَى والقَلَاءُ ـ البِغْضَة وألِفُهما وهمزتهما منقلبة عن ياء* قال سيبويه* قلاه قِلَى وفِعَلْ عنده مما يَقِلُّ في باب المصادر

ومما يضم أوله فيقصر ويفتح فيمد

العُلْيَا والعَلْيَاء ـ المكانُ العالى أو الفَعْلَة العاليةُ وانما قُلِبت الواوُ في العُلْيَا ياءً لان فُعْلَى اذا كانت اسما من ذوات الواو أُبْدِلت واوُه ياء كما أُبدِلت الواو مكان الياء في فَعْلَى فأدخلوها عليها في فُعْلَى لِيتكافأ في التغيير هذا قول سيبويه وزدته أنا بيانا* قال أبو على* العَلْيَاءُ اسمٌ ليس بوصف وإبدال الياءِ من وَاوِه نادر كما أن من قال أَيْنُق فَقَدَّر فيه القَلْب كان ابدال الياء فيه نادِرًا ألا تَرى أنه ليس في شئ من الموضعين ما يُوجِب قلبَ الواو الى الياء فاذا كان ذلك عَلِمتْ أن العَلْياء من قوله

* أَلَا يابْيتُ بالعَلْياءِ بَيْتُ*

١٥٣

أبدلوا الواو فيه ياء على غير قياس كما عَمِلُوا عكس ذلك في أَشَاوَى والضُّحَى والضَّحَاء قال بعض اللغويين هُمَا وقتٌ واحد والأكثر أن الضُّحَى من حِينِ تَطْلُع الشمسُ الى أن يرتفع النهار وتَبْيَضَّ الشمس جِدًّا ثم ما بعد ذلك الضَّحَاء بالمد الى قريب من نصف النهار وقيل الضَّحَاء أيضا ـ الشمس يقال اضْحَ يا رجُلُ بكسر الالف ـ أى ابْرُزْ للشمس وهى شاذة والرُّغْبَى والرَّغْباء ـ الرَّغْبة والنُّعْمَى والنَّعْماء ـ النِّعْمة والنَّعْماء أيضا ـ ضد الضَّرَّاء قال الله تعالى (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) والبُؤْسَى والبَأْساء ـ الشِّدَّة

ومما يُكْسَر أوله فيمد ويضم فيُقْصَر

اللِّقَاء واللُّقَى ـ مصدر لَفِيتُه قال الشاعر فَمَدَّ وقَصَر

ولَوْ لا لِقَاءُ الله ما قُلْتُ مَرْحَبًا

لأَوّلِ شَيْبَاتٍ طَلَعْنَ ولا أَهْلا

وقد زَعَمُوا حِلْمًا لُقَاك فَلَمْ يَزِدْ

بِحَمْدِ الذى أَعْطاكِ حِلْمًا ولا عَقْلا

ويقال لَقِيتُه لِقاءا ولُقِيًّا ولُقْيانًا ولُقًى ويُسَمَّى القتال اللِّقاء وقد تقدم ذكر اللِّقاء جمع لِقْوة ومما يُضَمُّ أوله فَيُمد ويُقْصَر ويُكْسَر فيقصر لا غير يقال قعد القُرْفُصَى والفُرْفُصَاء والقِرْفِصَى ومما يُخَفَّف فيمد واذا شُدِّد قُصِر يقال للناطف قُبَّيْطَى وقُبَيْطاء وباقِلَّى وباقِلَاء ومِرْعِزَّى ومِرْ عِزَاء اذا شُدِّد قُصِر واذا خُفِّف مُدَّ بفتح الميم وكسرها فأما أبو عبيد فقال ان شددت قصرت وان خففت مددت والميم مكسورة على كل حال يقال مِرْ عِزَّى ومِرْ عِزَاء وحكى غيره مَرْ عِزَاء ومَرْ عِزٌّ ومِرْ عِزٌّ

ومما يَخْتَلِف أَوَّلُه بالكسر والضم ويتفق

بالقصر وكُلُّه باتفاق معنى

الاسَا والْاسَا جمع إسْوة وأُسْوة وكلاهما من التَّأَسِّى وقد تقدم ذكر الاسا والعِدَى

١٥٤

والعُدَى ـ الأَعْداء ويقال قومٌ عِدًى وعُدَاة بالقصر اذا ضممت أدخلت الهاء واذا كسرت لم تُدْخِلْها والعِدَى والعُدَى جمع عِدْوة وعُدْوة وكلاهما ـ جانب الوادى والحِشَا والحُشَا جمع حِشْوة وحُشْوة وكلاهما ـ ما أخرجْتَ من بطن الشاة يقال أَخْرَجْت حِشْوَةَ الشاة وحُشْوتَها ويقال في تثنية الحَشَا حَشَيَانِ وحَشَوَانِ وقد حَشَيْتُه ـ أَصَبْتُ حَشَاه والحِبَا والحُبَا جمع حِبْوَة وحُبْوة وهما ـ مَعْقِد الازار وقد تقدم والحِلَى والحُلَى من الحَلْى وقيل هما جمع حِلْية والقِدَا والقُدَا جمع قِدْوة وقُدْوَة وكلاهما ـ ما اقْتَدَيْت به والقِنَى والقُنَى جمع قِنْية وقُنْية وهو ـ ما اكْتَسَبْتَ من طَرِيف وتَلِيد يقال قَنَوْتُه وقَنَيْتُه ـ كَسَبْته ويقال القِنَى الرِّضا* وقالوا مَنْ أُعْطِىَ مائةً من المَعَز فقد أُعْطِى القِنَى ومَنْ أُعْطِىَ مائةً من الضَّأْن فقد أُعْطِىَ الغِنَى ومن أُعْطِى مائة من الابل فقد أُعْطِىَ المُنَى* قال الفارسى* قال لى بعضُ نُظَّار العربية ان قِنْيَةً من الواو ولكنها انقلبت لقرب الكسرة وخفاء النون فكأنه لا حاجز بينهما كما قالوا هو ابن عَمِّى دِنْيةً وفلانٌ من عِلْية الناس فاللام والنون متقاربتان فقلت له القِنْية من قَنَيْت والقِنْوة مِنْ قَنَوْت وهما لغتان وانما أَحْمِلُ الأمرَ على القلب وأعامل العرب فيما لا وجه له غير ذلك كما حَكَيْتَ من دِنْيَة وعِلْية فاذا كان له وجه آخر فلا أَوَلا تراهم قالوا قُنْيَان قال بعض الهذليين يَرْثِى صَخْرَ الغَىِ

لو كان للدَّهْرِ مالٌ كان مُتْلِدَهُ

لَكان للدَّهْرِ صَخْرٌ مالَ قُنْيانِ

* قال ابن جنى* لا يعتقد البصريون قَنَيْت وانما قِنْية كَدِنْية مِنْ قَنَوْت وجمع قنْية وقِنْوَة قِنًى بالكسر والقصر وقد يجوز أن يكون قِنًا جمع قُنْوَة كما أن قُنًا قد يكون جمع قِنْوة وهذا لِتَآخى فِعْلة وفُعْلة كما أراك سيبويه من أنهما أَخَوان والكِسَا والكُسَا جمع كِسْوة وكُسْوة وقد تقدم والكِنَى والكُنَى جمع كِنْية وكُنْية والكِيسَى والكُوسَى ـ الكَيِّسة وقيل هو ـ اسم الكَيْس قال

فما أدْرِى أَجُبْنًا كان دَهْرِى

أَمِ الكِيسَى اذا عُدَّ الحَزِيمُ

الحَزِيمُ من الحَزْم والجِذَا والجُذَا جمع جِذْوَة وجُذْوة من النار وهو ـ عُودٌ غَلِيظ فيه نار قال

١٥٥

باتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لها

جَزْلَ الجِذَا غَيْرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ

وقد يجوز أن يكون المكسور جمع المضموم والمضموم جمع المكسور على ما تقدم من تناسب فِعْلة وفُعْلة وهذا مُطَّرِد في جميع هذا الباب ويقال أيضا جَذْوة والجِذَا أيضا ـ أصول الشجر العِظام الضِّخام من الرِّمْث والعَرْفَج والعِضاه* قال أبو حنيفة* وهو منه ما قد بَلِىَ أعْلاه وبَقِيَتْ أسافلُه والجِذَا أيضا (١) ـ جمع جَذاة وهى نِبْتَة والجِثا والجُثا جمع جِثْوة وجُثْوة وهو ـ التراب المجتمع* ابن السكيت* هى جِثَا الحَرَم وجُثَاه ويقال جَثْوة بالفتح والصِّوَى والصُّوَى جمع صُوَّة وهى ـ الأعلام لَمنصوبة في الطُّرق يقال أَصْوىَ القوْمُ ـ وقعوا في الصُّوَى والصِّوى أيضا والصُّوَى ـ ما ارتفع في غِلَظ واحدتها صُوَّة والصِّفا والصُّفا ـ جمع صِفْوة وصُفْوة وفيها ثلاث لغات صِفْوة الشئ وصُفْوته وصَفْوَته والسِّرَا والسُّرا جمع سَرْوة وسِرْوة وسِرْية ـ من السهام والسِّدَى والسُّدَى ـ المُهْمَل وقد أَسْدَيْت إبلى ـ أهملتُها والاسم السُّدَى وفي التنزيل (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) أى لا يؤمَر ولا يُنْهى وطُوًى ـ اسم واد والكسر فيه لغة والثِّوَى والثُّوَى واحدتُها ثُوَّةٌ وهى ـ خِرْقة تُجْعل على الوَتِد يُسْنَدُ اليها السِّقاءُ فيُمْخَضُ لئلا يتخرّق وقيل هى ـ خِرَقُ القِدْر وما بقى فى الدار من خرقة أو صُوفة قال الطرماح

رِفاقًا تُنادِى بالنُّزولِ كأنَّها

بقَايا الثُّوَى وَسْطَ الدّيارِ المُطَرَّح

والبِنَى والبُنَى ـ جمعُ بِنْية وبُنْية والمِدَى والمُدَى ـ جمعُ مِدْيةٍ ومُدْية وهى ـ السِّكِّين ومما يَخْتَلِفُ أولُه بالكسر والفَتْح وكُلُّه باتفاقِ معنًى ماءٌ صِرًى وصَرًى ـ اذا طالَ مُكْثه وتَغَيَّر والفِحَا والفَحَا ـ البِزْرُ

ومما اختلف أوَّلُه بالفتح والضم واتَّفَقَ بالقَصْر

وكُلُّه باتِّفاق معْنًى

العَسْرَى والعُسْرَى ـ بَقْلة وقد تقدم ويقال لَيْلَةُ غَمَّى مثل كَسْلَى ـ اذا كان في السَّماء غَمْىٌ وهو ـ أن يَغُمَّ عليهم الهِلَال يقال صمنا لِلْغَمَّى والغُمَّى

__________________

(١) قوله والجذا أيضا أي بالكسر والقصر كما هو شرط الباب والذي في اللسان أنه الجذاء بالكسر والمد جمع جذاة وهو الجاري على القياس كتبه مصححه

١٥٦

قال الراجز

لَيْلةُ غُمَّى طامِسٌ هِلَالُها

أوغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها

والغَمَّى ـ اسم الغُمَّة والغُمَّى ـ اسم الغَبَرة والظَّلمة والشِّدة التى تَغُمُّ القومَ في الحَرْب ـ أى تُغَطِّيهم قال كثير

خَرُوجٌ من الغَمَّى اذا كَثُرَ الوَغَى

كما انْجَلَتِ الظَّلماءُ عن لَيْلة البَدْر

والثَّنْوَى والثُّنْيا من ثَنَيْت والرَّعْوَى والرُّعْيا من رِعاية الحِفْظ وربما استعمل ذلك في معنى الْارْعاء يعنى الْامْكان من الرِّعْى والرَّعْوَى والرُّعْيا من ارْعَوَيْتُ والرُّعْيا ـ الابقاء على الانسان* قال السكرى* الرَّعْوَى ـ البُقْيا شئٌ يُرْجَع اليه ارْعَوَى ـ رجع* قال ابن جنى* وهذا كلام يفهم من ظاهره أن الرَّعْوَى من لفظ ارْعَوَيْت وليس الأمر فيها عند أهل التصريف كذلك وانما هى عندهم من لفظ رَعَيْت وأصلها رَعْيا الا أن اللام قلبت واوا لأن فَعْلَى ههنا اسمٌ لا صفة وقد سبق القول على هذا على أن بعض أصحابنا ذَهَب الى أن ارْعَوَيْت ليس لامه في الاصل واوا بل أصله عنده ارْعَيَيْت فكُرِه اجتماع الياءين فقلبت الاولى واوا ليختلف اللفظان وكأن قائلَ هذا القول شَجُعَ عليه من موضعين أحدهما أن معنى ارْعَوَيْت من معنى المُبَاقاة والرِّعايةِ والآخر أنه لم يَأْتِ عنهم لفظ رع وفَلَمَّا كان المعنى واحدا ولم يَجِد لفظ رع وفي الكلام حَمَلَه على أنه من لفظ رَعَيْت وأن البدل وَقَعَ رَغْبةً في اختلاف الحرفين كما وقع في الحيوان على ما رآه الخليل والرَّعَاوَى والرُّعَاوَى ـ الابل التى تُعْتَمل ويُحْتَمل عليها قال

تَمَشَّشْتَنِى حتى اذا ما تَرَكْتَنِى

كَنِضْو الرَّعَاوَى قُلْتَ إنِّىَ ذاهبُ

وانما جُعِل في باب فَعَالَى وان كان لفظُه لفظ عَلَاوَى لأنه قد جاء منه لغةٌ على فُعالَى فلو كان فَعائل ما جاز فيه الضمُّ لأن فُعائل شاذ لا يكون للجمع فهذا دليل على أنه لم يُكَسَّر واحدٌ له على رُعاوَى وان كان لم يُذْكَر له واحد والفَتْوَى والفُتْيا ـ ما أفْتَى به الفَقِيه وقد حُكِيَت الفُتْوَى وهى قَلِيلةٌ والبَقْوَى والبُقْيا ـ البَقَاء ما يُضَمَّ أوله فيُقْصَر ويُفْتح فيمد ويقصر العُوَّى والعَوَّى والعَوَّاء ـ الاسْت

١٥٧

ما يُفْتَح فيمد ويقصر ويكسر

فيمد لا غير وكله بمعنى

الأَضَا والأَضَاءُ والاضاءُ ـ الغُدُر فواحدةُ الأَضَا مقصورا أَضَاة وواحدةُ الأَضاءِ أَضاءَةٌ* قال سيبويه* أَضَاةٌ وإضَاء كرَحَبة ورِحَاب وليس إضَاءٌ جمع أَضًا الذى هو جمع أَضَاة كما ذهب اليه بعضهم لانه ليس كلُّ جمع يُجْمَع وانما يُوقَف من ذلك عند المسموع* قال ابن جنى* لام الأضا واو لقولهم ثلاث أَضَوَات* قال* وفي الكتاب أَضَاءة وأَضَاء كدَجَاجة ودَجَاج

ما يكسر أوّله فيمد ويقصر ويفتح فيمد لا غير طُورُ تِينَا وتِينَاء وتَيْناء كسَيْناء

ومما جاء على فَعَلٍ مقصورا

الأَذَى مِنْ أَذِيتُ به أَذًى قال الله تعالى (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ) * قال ابن جنى* لامُ أَذًى عندى ياء لاطِّراد الامالة فيه ولأنها لام والياء أغلب على اللام من الواو والأَذَى ـ شِبْه البَعُوض يَغْشَى الوجه ولا يَعَضُّ والأَسَا ـ الحُزْن ورجلٌ أَسِىٌّ وأَسٍ وقد أَسِىَ أَسًا والاسَا أيضا مصدر أَسَوْتُ الجُرْح أَسًا وأَسْوًا قال

عِنْدَهُ الصَّبْرُ والتُّقَى وأَسَا الصَّدْ

عِ وحَمْلٌ لمُفْظِع الأَثْقَال

والعَثَا ـ لونٌ الى السواد مع كَثْرة الشَّعَر يقال منه للذكر أَعْثَى وللانثى عَثْوَاء* قال الفارسى* وغَلَبت العَثْواء على الضَّبُع لكثرة شعرها كما غَلَبَتْ عليها حَضَاجِرُ لعِظَم بطنها حين بُولِغ في ذلك والعَثَا ـ مصدر عَثِىَ الشَّعَرُ ـ الْتَبَد وبَعُدَ عَهْدُه بالمَشْط والعَثَا أيضا ـ الفساد وقد عَثِىَ عَثًا وفي التنزيل (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ومن العرب من يقول عَثَا ومنهم من يقول عاثَ والعَصَا ـ معروفة وكلُّ خشبةٍ عند العرب عَصا* قال ابن السكيت* ولا يقال عَصَاةٌ وحكى الفراء أنه أوَّلُ لَحْنٍ سُمِع بالعراق والعَصَا أيضا مصدر قولهم عَصِىَ بسَيْفِه

١٥٨

عَصا ـ اذا أَخَذه كما تُؤْخَذ العَصَا والعَصَا ـ اسم فَرَس عَوْفِ بن الأَحْوَص وقيل فَرَس قَصِير بن سَعْد اللَّخْمِى والعَصَا أيضا ـ الجماعةُ ومن ذلك قوله «إيَّاكَ وقَتِيل العَصَا» معناه إياك وأن تكون قاتلا أو مقتولا في شَقّ عَصَا المسلمين ويقال اذا بلغ المسافر موضعه وأقام به قد أَلْقَى عَصَاه قال الشاعر

فَأَلْقَتْ عَصَا التَّسْيارِ عَنْهَا وخَيَّمَتْ

بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٍ مَحافِرُهْ

وأصله من العصا التى يُتَوكَّأُ عليها وكلُّ ذلك أَلِفُه منقلبة عن واو لانه يقال عَصَوْتُه بالعَصَا ـ أى ضربته بها فأما قولهم عَصِيتُ بالعَصَا فمن باب غَنِىَ وشَقِىَ أى أن أصله الواو وانما انقلب الى الياء من أجل الكسرة والعَصَا ـ عَظْم الساق والعَذَا جمع عَذَاةٍ وهى ـ الأرض البعيدة من الماء وهى أيضا ـ الطَّيِّبة التُّرْبة ألفه منقلبة عن الواو للكسرة قبلها والحَثَا ـ حُطَام التِّبْن والحَثَا أيضا ـ قُشُور التمر وهو جمع واحدته حَثَاةٌ قال الراجز

تَسْأَلُنِى عن بَعْلِها أَىُّ فَتَى

خَبٌّ جَرُوزٌ واذا جَاعَ بَكَى

لا حَطَبَ القَوْمَ ولا القَوْمَ سَقَى

ولا رِكابَ القَوْمِ اذ ضَلَّتْ بَغَى

ولا يُوارِى فَرْجَهُ اذا اصْطَلَى

ويَأْكُلُ التَّمْرَ ولا يُلْقِى النَّوى

* كأَنَّهُ حَقيبَةٌ مَلْأَى حَثَا*

والحَطَا جمع حَطاة وهى ـ القَمْلة والحَصَى جمع حَصَاة وقد حَصَيْتُه ـ رَمَيْته بالحَصَى والحَصَى أيضا ـ العَدَد وأنشد الفارسى للاعشى

وَلَسْتَ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى

وإنَّما العِزَّةُ لِلكَاثر

والحَصَاة ـ العَقْل فَعَلَة من أَحْصَيْتُ لاحصاء الاشياء به والحَرى الناحية والحَرى ـ جانب الرجل وما حَوْلَه* قال ابن جنى* لام الحَرَى وهو الذَّرَى عندى ياء لقولهم حَرَى يَحَرِى ـ اذا نَقَص وحَيَّةٌ حارِيَةٌ ـ اذا نَقَص جِسْمُها وانْضَمَّ بعض أجزائها الى بعض ومنها تَحَرَّيْت الحَقَّ ـ أى دَنَوْت منه وقَرُبْت اليه وضايقته فلم تَتَبَاعَدْ منه وكذلك حَرَى الشىءِ ـ أى ما قَرُب منه ولم يَتَباعَدْ عنه وكذلك حَرِىٌّ بالأمر وحَرًى ـ أى صَقَبٌ منه وغيرُ أَبْعَدَ عنه والحَرَى ـ الصَّوْت ألفه منقلبة عن ياء حكى ثعلب سَمِعْتُ له حَراةً ـ أى صوتا ويقال بالحَرَى ان تَفْعَل ذلك وهو حَرًى

١٥٩

بذلك ـ أى خَلِيق لا يُثَنَّى ولا يجمع ولا يؤنث لانه مصدر والحَرَى ـ أُفْحُوص البَيْض قال

* بَيْضَةٌ ذَادَ هَيْقُها عنْ حَرَاها*

والحَرَى ـ كِنَاسُ الظَّبْى والحَقَا مصدر قولك حَقِىَ الرجلُ حَقًا ـ اذا اشْتَكَى حَقْوَه وهو مَعْقِد الازار من الخَصْر من كل ناحية وجمعُه أَحْقٍ وحُقِىٌّ وحِقاءٌ والحَقَا ـ مَغَصٌ في البطن وقد حُقِىَ وألفه منقلبة عن واو من الحَقْوة وهو ـ وَجَعٌ يأخذ فى البطن من أن يأكل اللَّحْم بَحْتًا فَيَقَعَ عليه المَشْىُ كذلك قال أبو عبيدة في عبارة الحَقْوة والحَذَى مصدر حَذِيَتِ الشاةُ حَذًى ـ اذا انقطع سَلَاها في بطنها فاشْتَكَتْ والحَشَا ـ ما دون الحجاب مما في البطن كُلِّه من الكَبِد والطِّحَال والكَرِش وما تَبِع ذلك فهو جشًا كُلُّه والحَشَا أيضا ـ ظاهر البطن وهو الحِضْن وقيل هو ـ ما بين ضِلَع الخِلْف التى في آخر الجَنْب الى الوَرِك يقال في تثنيته حَشَيَانِ وحَشَوانِ وقد حَشَيْتُه ـ أصَبْت حَشاه والحَشا ـ الرَّبْوُ يقال حَشِىَ حَشًا ورجل حَشْيان وحَشٍ وامرأة حَشْيا وحَشِيَةٌ والحَشَا أيضا ـ الطَّرَف من الأطراف والناحيةُ من النَّوَاحى وأنشد أبو على

يَقُولُ الذى يُمْسِى الى الْحِرزِ أهْلُه

بأَىِّ الحَشَا سار الخَلِيطُ المُبَايِنُ

* قال ابن جنى* لام الحَشَا يحتمل أن يكون واوا وأن يكون ياء لانهم يقولون حَشَيْت الظَّبْىَ بالسهم وحَشَوْته وقالوا أيضا حَشَأْتُه بالهمز فان كان كذلك فهمزته مبدلة بمنزلة خَسًا من قولهم خَسًا وزَكًا وبمنزلة سَبا في قولهم أيادِى سَبا ويقال فلان في حَشَا فلان ـ أى في ذَرَاه وكَنَفِه والحَشَا ـ موضع والحَجَا ـ المَلْجأ الذى يُلْتَجَأ اليه ويقال هو الجانب والحَجَا جمع حجاةٍ وهى ـ نُفَّاخات الماء التى تكون فوقه اذا قَطَر فيه المطر يكتب بالالف قال

أُقَلِّب طَرْفِى في الفَوَارِسِ لا أَرَى

حِزاقا وعَيْنِى كالحَجَاة من القَطْر

* قال الفارسى* وأُرَى اشتقاق حُجَيَّة اسم رجل منه ويقال إنَّه لَحَجًا أن يفعل ذاك وحَجٍ وحَجِىٌّ ـ أى خَلِيق وحَبَا جُعَيْران ـ نَبْت وحَمَا المرأةِ ـ أبو زوْجها ويقال ما حَلِىَ منه بخير حَلًى ـ أى ما أصاب منه خيرا والحَذَا مصدر حَذِىَ بالمكان

١٦٠