المخصّص - ج ١٢

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٢

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٣

السكيت* ما لَهُ ذَبَلَ ذَبْلُه أصلُه من ذُبُول الشئ ـ أى ذَبَلَ لَحْمُه وجِسْمُه ويقال ذِبْلاً ذَابِلاً كما تقول ثُكْلاً ثَاكِلا* وقال* ما لَهُ قَلَّ خَيْسُه ـ أى خَيْرُه وما له يَدِىَ مِنْ يَدِه ـ أى شَلَّ منها وما لَهُ شَلَّ عَشْرُه ـ أى أصابُعه ويقال للرجل يُدْعَى عليه أَرْقَأَ اللهُ به الدَّم ـ أى ساق اليه قوما يطلبون قَوْمَه بقَتِيل فيقتلونه حتى يُرْقِئَ دَمَ غيره ـ أى لا يقتلون غيره لأنهم قد أدْرَكُوا بِثَأْرهم* قال* فرُبَّما قال السامع لا والله ما كان أَحَدٌ لِيُرْقِئَ به دَمَه* وقال* قَطَعَ اللهُ به السَّبَب ـ أى قَطَعَ الله سَبَبَه الذى فى الحَيَاة* قال* وقالت العامرية يقال اذا دُعِى على الانسان تَرَكَهُ اللهُ مَتًّا مَتًّا لا يَمْلأُ كَفَّا* قال* وقال اعرابى لانسان ادْنُ دُونكَ فلما أَبْطَأَ قال له جَعَلَ اللهُ رِزْقَكَ فَوْتَ فَمِك ـ أى تنظر اليه قَدْرَ ما يَفُوت فَمَك ولا تقدر عليه ويقال رَمَاهُ الله بالزُّلَّخَة وهو ـ وَجَعٌ يأخذ فى ظهر الانسان ولا يَتَحَّرك من شدته وأنشد

كأَنَّ ظَهْرِى أَخَذَتْهُ زُلَّخه

لَمَّا تَمَطَّى بالعَرِىِّ المِفْضَخَه

يعنى الدَّلْوَ الكبيرة لَمَّا أَفْرَغُوا ماءاً فيها فانْفَضَخَتْ* قال* وقال شيخ قديم العربية اذا كُنْتَ كاذبا فَشَرِبْتَ غَبُوقا باردا ـ أى لا كان لك لَبَنٌ حتى تَشْرَبَ الماء القَرَاح وأنشد

قَرَوْا جارَكَ العَيْمانَ لَمَّا تَرَكْتَه

وقَلَّصَ عنْ بَرْدِ الشَّرابِ مَشَافِرُه

أى شَرِبَ الماءَ القَرَاح فى الشِّتاء* وقال* عليه العَفَاء ـ أى مَحَا اللهُ أَثَره وأنشد

* علَى آثارِ مَنْ ذَهَبَ العَفَاءُ*

ويقال «عليه العَفَاء والكَلْبُ العَوَّاء» ويقال لمن يُفَارِق وفراقُه مَحْبُوبٌ أَبْعَدَهُ اللهُ وأَسْحَقَه وأَوْقَدَ نارا أَثَرَه وكانوا يُوقِدُون فى أَثَرِه نارًا على التَّفَاؤُل أن لا يرجع اليهم ويقولون للسَّاعِل يَسْعُل وهو مُبَغَّض عندهم وَرْيًا وقُحَابا وللمحبوب عُمْرًا وشَبَابًا يعنى عُمِّرت وأنشد

قالَتْ لَهُ وَرْيًا اذا تَنَحْنَح

يا لَيْتَهُ يُسْقَى على الذُّرَحْرَح

وهو واحد الذَّرَارِيح والوَرْىُ ـ فسادُ الجَوْف والقُحَابُ ـ السُّعَال وحكى اللحيانى

١٨١

«به الوَرَى وحُمَّى خَيْبَرا وشَرُّما يُرَى فانه خَيْسَرَى» ـ أى خاسرٌ وانما قالوا الوَرَى لمزاوجة الكلام وقد يقولون فى المزاوجة ما لا يقولون فى الانفراد كالغَدَايَا والعَشَايا اذا قَرَنُوهما وقد تقدمت له نظائر* وقال* أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه من النَّئِيم وهو صَوْتٌ خفيف ويقال نامَّتَه بالتشديد أى ما يَنِمُّ عليه مِنْ حرَكَتِه ويقال ما لَهُ تَرِبَتْ يَدَاه ـ اذا دُعِىَ عليه بالفَقْر والمَتْرَبةُ ـ الفقر قال الله تعالى (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) وما له هَوَتْ أُمُّه ـ أى ثكِلَتْه وأنشد

هَوَتْ أُمُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِيًا

وما ذا يُؤَدِّى اللَّيْلُ حِينَ يَؤُوب

* وقال* بِفِيهِ البَرَى ـ أى التراب وأنشد

* بِفِيكَ مِنْ سارٍ الى القَوْمِ البَرَى*

وبِفِيهِ الحِصْحِصُ والأَثْلَبُ والكَثْكَثُ والكِثْكِثُ ـ أى التراب ويقال لمن وقع فى بَلِيَّةٍ أو مَكْروه وَشُمِتَ به «لِلْيَدَيْنِ ولِلْفَم» و* به لا بِظَبْىٍ بالصَّرَائِم أَعْفَرَا** وقال* ما لَهُ سَحَتَهُ الله ـ أى اسْتَأْصَلَه ويقال رَغْمًا دَغْمًا شِنَّغْمًا هذا كله توكيد للرَّغْم* وقال أبو على* وَرَوَاه سيبويه شِنَّعْمًا بالعين غير المعجمة* صاحب العين* ويُدْعَى على الرامى فيقال اللهم احْدُدْهُ ـ أى لا تُوَفِّقْه لاصابة وأصل الحَدِّ المَنْع وقد تقدم تصريفه فى باب الرَّدِّ والمَنْع* غيره* لا أَهْدَأَهُ اللهُ أى لا أَسْكَن عَنَاءَه ونَصَبَه* صاحب العين* صَبَّ اللهُ عليه هَوْتَةً ومَوْتة* أبو زيد* لا تَكْنُفُه مِنَ الله كانِفَةٌ ـ أى لا تَحْفَظُه* ابن السكيت* قُبْحًا له وشُقْحًا وقَبْحًا له وشَقْحًا* وقال* رَمَاه اللهُ بلَيْلَةٍ لا أُخْتَ لها ـ أى أَمَاته الله* وقال* ماله صَفِرَ فِنَاؤُه وقَرِعَ مُرَاحُه ـ أى هَلَكَتْ ماشيتُه وأنشد

اذا آدَاكَ مالُكَ فامْتَهِنْه

لِجَادِيهِ وإنْ قَرِعَ المُرَاحُ

آداك ـ أعانَكَ ويقال تَعَسْتَ وانْتَكَسْتَ فالتَّعْسُ ـ أن يَخِرَّ على وَجْهِه والنَّكْسُ أن يَخِرَّ على رَأْسه والتَّعْسُ أيضا ـ الهلاك وأنشد

وأَرْمَاحُهُمْ يَنْهَزْنَهُمْ نَهْزَجَمّةٍ

يَقُلْنَ لِمَنْ أَدْرَكْنَ تَعْسًا ولا لَعَا

ويقال لا قَبِلَ اللهُ منه صَرْفًا ولا عَدْلاً فالصَّرْفُ ـ التَّطَوُّع والعَدْلُ ـ الفريضة

١٨٢

* وقال مرة أخرى* الصَّرْفُ ـ الحِيلة ومنه قيل إنَّهُ لَيَتَصَرَّفُ والعَدْلُ ـ الفِدَاء ومنه قول الله عزوجل (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها) ـ أى وان تَفْدِ كُلَّ فِداء ومنه (أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً) ـ أى أو فِدَاء ذلك ويقال تَبَّتْ يَدَاهُ خَسِرَتا من التَّبَاب وأنشد

* وسَعْىُ القَوْمِ يَذْهَبُ فى تَبَاب*

* وقال* وَيْسٌ له ـ أى فَقْرٌ والوَيْسُ ـ الفَقْر ويقال أُسْهُ أَوْسًا ـ أى سُدَّ فَقْرَه وسُدَّ وَيْسَه ـ يعنى فَقْرَه* وقال* ما لَهُ شَجَبَه الله ـ أى أَهْلَكه* وقال* أَزَالَ الله زَوَالَه ـ اذا دُعِىَ عليه بالبَلَاء والهَلَاك* وقال* كَبَّه اللهُ لِوَجْهه* ابن دريد* علَى فلان الدَّبَار ـ أى انْقِطَاع الأَثَر ويقال بَغُضَ جَدُّكَ كما يقولون عَثَرَ* وقال* جاحَهُ اللهُ جَوْحًا واجْتَاحَهُ ـ اسْتَأْصَلَه ومنه اشتقاق الجائحة* ابن قتيبة* جاحَهُ ـ وأَجَاحَه* ابن دريد* حَقْرًا له وحَقَارةً ومَحْقَرةً* وقال* قَبَحَ اللهُ كَلَمَتَهُ ـ يُرِيدون الفَمَ وما حَوْلَه ويقال دَفَقَ اللهُ رُوحَه ـ اذا دَعَا عليه بالموت وشَيَّأَ وَجْهَهُ ـ اذا دَعَا عليه بالقُبْح والتغيير وقَبَحَ اللهُ كَرْشَمَتَه ـ أى وجهه ويقال صَبَّ اللهُ عليه حُمَّى رَبِيضًا ـ أى صَبَّ عليه من يَهْزَأُ به ويقال للرجل أريد مِنْ يَدَيْكَ فقلت لابى حاتم ما معنى هذا فقال شَلَّتْ يَدُه وسألتُ عبدَ الرحمن فقال أن يَسْأل الناس بها* أبو عبيد* مالَهُ نَسَأَه الله ـ أى أَخْزَاه ويقال أخَّرهُ اللهُ واذا أَخَّرَه فقد باعَدَه منه* ثعلب* مالَهُ قَلَّ خَيْسُه ـ أى خَيْرُه* صاحب العين* رماهُ الله بجَرْزَة وشَرْزَة ـ أى بِهَلاك وأَشْرَزَه ـ أَلْقَاه فى مكروه لا يخرج منه ويقال ثَبَرَهُ الله ـ أى أَهْلَكه اهْلَاكًا لا يَنْتَعِش فَمِنْ هُنَالِك يدعو أهلُ النار وا ثُبُوراه* ابن السكيت* له الوَيْلُ والأَلِيلُ الأَلِيلُ ـ الأنين وأنشد

وقُولَا لها ما تَأْمُرِينَ بِوَامقٍ

لهُ بَعْدَ نَوْماتِ العُيُونِ أَلِيلُ

* ابن قتيبة* قَمْقَمَ اللهُ عَصَبَه ـ أى قَبَضَه ومنه قيل لِلْبَحْر قَمْقامٌ لِتَجَمُّعه* وقال* أَرْغَمَ اللهُ أَنْفه ـ أَلْزَقه بالرَّغَام وهو التُّراب* وقال سَخَّمَ اللهُ وَجْهَه من السُّخَام وهو سَوادُ القِدْر* سيبويه* ومن المصادر المَدْعُوِّ بها على الانسان قولهم خَيْبَةً لك

١٨٣

ودَفْرًا وجَدْعًا وعَقْرًا وقد جَدَّعْته وعَقَّرْته قلتُ له جَدْعًا وعَقْرًا وبُوسًا وأُفْةً له وتُفَّةً وبُعْدًا وسُحْقًا ومن ذلك قولك تَعْسًا وتَبًّا وجُوعًا ونُوعًا وذكر غير سيبويه جُوسًا وجُودًا فى معنى جُوعًا ومعنى نُوعًا عَطَشًا وفى الناس من يقول هو اتباع ومن ذلك قول ابن مَيَّادة

تَفَاقَدَ قَوْمِى اذْ يَبِيعُونَ مُهْجَتِى

بِجَارِيةٍ بَهْرًا لَهُمْ بَعْدَها بَهْرا

ومعنى بَهْرًا قَهْرًا ـ أى قُهِروا قَهْرًا وغُلِبوا غَلَبًا كقولك بَهَرَنِى الشئُ ومنه قولهم القَمَرُ الباهِرُ اذَا تَمَّ وغَلَبَ ضَوْءُه كأَنَّكَ قلتَ خَيَّبَك اللهُ خَيْبةً فهذا وشِبْهُه ينتصب على الفعل المضمر وجعلوا المصدر بَدَلاً من اللفظ بذلك الفعل أنهم اسْتَغْنَوْا بذكره عن اظهار الفعل كما يقال الحَذَرَ الحَذَر ـ أى احْذَرِ الحَذَرَ ولا تذكر احْذَرْ وبعضُ هذه المصادر لا يُسْتَعْمل المأخوذ منه وبعضٌ يُسْتَعْمَل فمما لم يستعمل قولهم بَهْرًا كأنه قال بَهَرَكَ اللهُ وهذا تمثيل ولا يُتَكلم به وكذلك لا يُتَكلم بالفعل من جُوسًا له وجُوداً له فى معنى جُوعًا وهذه المصادر لم يذكرها الذاكر ليخبر عنها بشئ كما يخبر عن زيد اذا قال زَيْدٌ قائم أو عبدُ الله قائمٌ وهذا معنى قول سيبويه فى هذا الباب من كتابه ولم تَذْكُرْه لتَبْنِىَ عليه كلاما كما تبنى على عبد الله يعنى تبنى عليه خبرا ولم تجعل هذه المصادر أيضا خبرا لابتداء محذوف فَتَرْفَعَها انما هو دُعاءٌ منك عليه فأما قول أبى زُبَيْد الطائى يصف الأسد

أَقَامَ وأَقْوَى ذات يَوْمٍ وخَيْبَةٌ

لأَوَّلِ مَنْ يَلْقَى وشَرٌّ مُيَسَّرُ

فانه أراد أقامَ الأسدُ وأَقْوَى ـ أى لم يأكل شيأ والقَوَاءُ قَواءُ الزاد وعدمُ الأكل وخَيْبَةٌ لأَوَّل من يَلْقَى يعنى لأَوَّل من يَلْقاء الأَسَدُ الذى قد أَقْوَى وَجَاع وهذا ليس بدعاء ولكنه أجراه سيبويه مُجْرَى الدعاء عليه لانه شئ لم يكن يُقَدَّر انما يُتَوَقَّع كما أن المَدْعُوَّ به لم يوجد فى حال الدعاء ومثله فى الرفع بيت أنشده سيبويه

عَذِيرُكَ مِنْ مَوْلًى اذا نِمْتَ لم يَنَمْ

يَقُولُ الخَنَا أو تَعْتَرِيكَ زَنَابِرُهْ

فرفع عَذِيرك والأكثرُ نَصْبُه فالذى يَرْفَعُه يجعله مبتدأ ويُضْمِر خبرا كانه قال انما عُذْرُك إياى من مَوْلَى هذا أمرُه وزَنَابرُه يعنى ذِكْرَه إياى بالسُّوء وغِيبَتَه ومثله ما أنشده أيضا لحَسَّان

١٨٤

أَهَاجيْتُمُ حَسَّانَ عِنْدَ ذَكائِه

فَغَىٌّ لأَوْلَادِ الحِمَاسِ طَوِيلُ

فهذا دعاء من حَسَّان عليهم لانه هجا رَهْطَ النَّجَاشِىِّ وهو من بنى الحِمَاس ورفع كما ترفع رَحْمةُ اللهِ عليه ومما أُجرى من الاسماء مُجْرَى المصادر فى الدعاء تُرْبًا وجَنْدَلاً فان أَدْخَلْت لك فقلت تُرْبًا لك فكذلك أى أنك تنصبه وهذا الحَيِّز يُدْعَى فيه بجواهر لا أفعال لها كما قَدَّمْت من التُّرْب والجَنْدَل وهما نوعان من جنس الجوهر ومن ذلك قولهم فَاهَا لِفِيكَ وفاها انما هو اسم للفَمِ وليس فى شئ من ذلك فعل يصير مَصْدَرًا له ولكنهم أَجْرَوْه فى الدعاء مجرى المصادر التى قبل هذا الباب وقَدَّروا الفعلَ الناصب كأنه قال أَلْزَمَك اللهُ أو أَطْعَمَك اللهُ ترابًا وجَنْدَلا وما أشبه هذا من الفعل واخْتُزِل الفعلُ عند سيبويه وغيره من النحويين لانه جُعِل بَدَلاً من اللفظ بقولك تَرِبَتْ يَدَاكَ وجُنْدِلْتَ فعبر عنه بفعل قد صُرِّف من التراب وقد حكى سيبويه فى هذه الجواهر الرَّفْعَ والرفعُ عنده فيها أقوى منه فى المصادر قال الشاعر

لَقَدْ أَلَبَ الواشُونَ أَلْبًا لِبَيْتِهِم

فَتُرْبٌ لأَفْواءِ الوُشَاةِ وجَنْدَلُ

فَتُرْبٌ مبتدأ والخبر فى المجرور وفيه معنى الدعاء كما أن فى قوله (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) معنى الدعاء وان رُفِع فأما قولهم فَاهَا لِفِيكَ فانما يريد فا الدَّاهيةِ فجعل فَاهَا منصوبا بمنزلة تُرْبًا كأنه قال تُرْبًا لِفِيك وإنما يخصون فى مثل هذا الْفَمَ لأن أَكْثَرَ المَتَالِف فيما يأكله الانسان أو يشربه من سُمٍّ وغيره وصار فَاهَا بَدَلا من اللفظ بقولك دَهَاكَ الله وانما جعله النحويون بدلا من هذا تقريبا لأن فما الداهيةِ فى التقدير فَذُكِر الفعلُ المُصَرَّف من الداهية والفعلُ المقدَّرُ فى هذا ونحوه ليس بشئ مُعَيَّن لا يُتَجاوَز وأنشد

فقلتُ له فَاهَا لِفِيكَ فَانَّها

قَلُوصُ امْرِئٍ قارِيكَ ما أَنْتَ حاذِرُهْ

والدليلُ على أنه يريد بها الداهيةَ ما أنشد سيبويه

ودَاهِيَةٍ مِنْ دَوَاهِى المَنُو

نِ يَرْهَبُهَا الناسُ لا فَالَها

ويروى* يَحْسِبُها الناس ... * فلا فَالَها فى موضع خبر المَحْسَبَة كما تقول حَسِبْتُ زيدًا لا غُلَامَ له وانما ذَكَرَ هذا تعظيما لأمرها أى لا يَدْرِى الناس كيف يأتُونَها ويتوصلون الى

١٨٥

دفعها عنهم* سيبويه* اللهُمَّ ضَبُعًا وذِئْبًا ـ اذا كان يدعو بذلك على غنم رجل* وقال محمد بن يزيد* هذا دُعاءٌ لها لانه اذا جُمِع فيها الضَّبُع والذِّئْب تَقَاتَلا وتَشَاغَلَا عن الغنم فَسَلِمَتْ ومن المصادر المضافة المَدْعُوِّ بها قولُهم وَيْحَكَ وَوَيْلَكَ وَوَيْسَكَ وَوَبْبَكَ وليس كل شئ من هذا الضرب يضاف وانما يُنْتَهَى فى ذلك حيث انْتَهَتِ العربُ ألا ترى أنك لا تقول سَقْيَكَ ولا رَعْيَكَ وانما وجب لزوم استعمال العرب اياها هكذا لأنها أشياء قد حُذِفَ منها الفعل وجعلت بدلا من اللفظ به على مذهب أرادوه من الدعاء فلا يجوز تجاوُزُه لان الاضمار والحذف اللازم واقامة المصادر مقام الأفعال حتى لا تظهر الأفعال معها ليس بقياس مُطَّرِدٍ فَيُتَجاوزَ فيه الموضعُ الذى لَزِمُوه والكاف هنا للتخصيص كما أنّ لك بعد سَقْيًا للتخصيص وأصلُ الكلمات وَيْلٌ وَوَيْحٌ وَوَيْسٌ* وقال الفراء* أصلُها كُلِّها وَىْ فأمَّا وَيْلَكَ فهى وَىْ زيدت عليها لام الجر فان كان بعدها مَكْنِىٌّ كانت اللام مفتوحة كقولك وَيْلَكَ وَوَيْلَهُ وان كان بعدها ظاهر جاز فتح اللام وكسرها وذلك أنه ينشد

يا زِبْرِقَانُ أَخَابَنِى خَلَفٍ

ما أَنْتَ وَيْلَ أَبِيك والفَخْرُ

بكسر اللام وفتحها فالذين كسروا اللام تركوها على أصلها والذين فتحوا اللام جعلوها مخلوطة بِوَىْ كما قالت العرب يَالَ تَمِيم ثم أُفْرِدَتْ هذه فَخُلِطت بِيَا كأَنَّها منها وأنشد الفراء

فَخَيْرٌ نَحْنُ عِنْدَ الناسِ مِنْكُمْ

اذَا الدَّاعِى المُثَوِّبُ قال يالا

ثم كثُر الكلام فأدخلوا لها لاما أخرى يعنى وَيْلٌ لك وَوَيْحٌ لِزَيد وذلك أن وَيْحًا وَوَيْسًا هما كنايتان عن الوَيْل لان الويل كلمة شَتْمٍ معرفة مصرحة وقد استعملتها العرب حتى صارت تعجبا يقولها أحدهم لمن يُحِبُّ ومن يُبْغِض فَكَنَوْا بالوَيْسِ عنها ولذلك قال بعض العلماء الوَيْسُ رَحْمة كما كَنَوْا عن غيرها فقالوا قاتَلهُ اللهُ ثم استعظموا ذلك فقالوا قاتَعَهُ اللهُ وكاتَعَهُ اللهُ كما قالوا جُوعًا له ثم كَنَوْا عنها فقالوا جُوسًا له وَجُودًا ومعناهما الجُوع* وقال مَنْ رَدَّ على الفراء* لو كان كما قال الفراء لما قيل وَيْلٌ لزيد فَيَضُمُّ اللام ويُنَوِّن ويُدْخِل لا ما أخرى ومَثَّلَ سيبويه بقولك وَيْلَكَ وأخواتها وأن غيرها من المصادر لا يجرى مجراها فى حذف اللام قولَهم عَدَدْتُكُ وكِلْتُك

١٨٦

وَوَزَنْتُك ولم يقولوا وَهَبْتُك* قال غير سيبويه* انما قالوا عَدَدْتُك وَوَزَنْتُك وكِلْتُك فى معنى عَدَدْتُ لك وِكلْتُ لك ووَزَنْتُ لك لأنه لا يُشْكِل ولم يقولوا وَهَبْتُك فى معنى وَهَبْتُ لك لأنه يجوز أن يَهبَهُ فاذا زال الاشكال جاز وهو أن يقول وَهَبْتُكَ الغُلامَ ـ أى وَهَبْتُ لك والأمر عند الحُذَّاق ما قاله سيبويه دون غيره لأنه لو رُوعى ما قاله أبو العباس وغيره ما جاز أن يقول عَدَدْتُكَ لانه قد يجوز أن يَعُدَّه فى جملة ناس يَعُدُّهم ولا يقول عَدَدْتُك حتى يَذْكُرَ المعدود فيقول عَدَدْتُك الدنانيرَ ولا يقول وَزَنْتُك حتى يذكر الموزون وانما ذكر سيبويه كلامَ العرب أنهم يحذفون حرف الخفض فى عَدَدْتُك وَوَزَنْتُك وان لم يذكروا المعدود والموزون والمكيل كما قال الله عزوجل (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) ولا يجوز ذلك فى وَهَبْتُك لأن ما كان أصله متعديا بحرف لم يَجُزْ حذفه وان لم يكن لَبْسٌ الا فيما حذفته العرب ألا ترى أنه لا يجوز مَرَرْتُك على معنى مررت بك ولا رَغِبْتُك على معنى رَغِبْتُ فيك وهذا حرف لا يُتَكَلَّم به مفردا الا أن يكون معطوفا على وَيْلَك وهو قولك وَيْلَكَ وعَوْلَكَ وهذا كالاتباع الذى لا يؤتى به الا بعد شئ يتقدمه نحو أَجْمَعِين أَكْتَعِين فاذا قال قائل عَوْلَكَ لا يجرى مجرى الاتباع لامرين أحدهما أن فيه الواو والاتباعُ المعروفُ بغير واو والآخر أن عَوْلَكَ له مَعْنَى معروف لأنه من عال يعول كما تقول خارَ يَخُور والعَوِيلُ الذى هو البُكاءُ والخَوَرُ معروف قيل له أراد سيبويه أنه لا يستعمل فى الدعاء وان كان معقول المعنى الا عَطْفًا ولم يُرِدْ بابَ الاتباع الذى هو بمنزلة أَجْمَعِين أَكْتَعِين* أبو عبيد* عَقْرَى حَلْقَى ـ دُعاءٌ على الانسان ويقال للمرأة عَقْرَى حَلْقَى معناه عَقَرَها اللهُ وحَلَقَها وقيل تَعْقِرُ قَوْمَها وتَحْلِقُهم من شُؤْمها وقيل حَلَقَها ـ أصابَهَا بِوَجَعٍ فى حَلْقِها وقيل عَقْرًا حَلْقًا ـ أى عَقْرَها اللهُ وحَلَقَها

الدعاء للانسان

* أبو عبيد* اذا رُعِىَ للعاثر قيل لَعًا لَكَ عاليًا* ابن السكيت* معنى لَعًا ارتفاعا* أبو عبيد* ومِثْلُه دَعْ دَعْ وأنشد

١٨٧

لَحَى اللهُ قَوْمًا لم يَقُولوا لِعَائِرٍ

وَلا لِابْنِ عَمٍّ نالَهُ الدَّهْرُ دَعْدَعا

* قال أبو على* وقد يقال دَعْدَعْتُ به ـ أى قلت له دَعْ دَعْ* ابن دريد* ويقال للعاثر حَوْجًا لك ـ أى سَلَامةً* الاصمعى* أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَك وأَقَالَكَها* أبو عبيد* أَهَّلَكَ الله فى الجَنَّة ـ أى زَوَّجَكَ فيها وأَدْخَلَكَها* أبو زيد* معناه جَعَلَ لك فيها أَهْلاً أو جَعَلَكَ أَهْلاً لها أو مِنْ أَهْلِها* أبو عبيد* نَعِمَ عَوْفُك وهو ـ طائرٌ وأَنْكَرَ أن يكون الذَّكَرَ* ابن السكيت* نَعِمَ عَوْفُك أى حالُكَ وأنشد

أَزَبُّ الحاجِبَيْنِ بِعَوْفِ سَوْءٍ

مِنَ الحَىِّ الَّذين بأَزْقُبان

أى بِحَالِ سَوْءٍ وقيل العَوْفُ الضَّيْف* أبو عبيد* رَمَصَ اللهُ مُصِيبَتَكَ يَرْمُصُها رَمْصًا ـ جَبَرَها* وقال* حَيَّاكُمُ اللهُ وأَشَاعَكُمُ السَّلامَ وشَاعَكُم السَّلامُ* وقال* سَرَجَهُ الله وسَرَّجَهُ ـ أى وَفَّقَه* ابن السكيت* قولهم بالرِّفَاءِ والبَنِين مأخوذ من شيئين من رَفَأْتُ الثوبَ كأنه قال بالاجتماع والالتئام وقد يكون من رَفَوْتُه بغير همز ـ اذا سَكَّنْتَه كأنه قال بالطُّمَأْنِينة والسكون وأنشد

رَفَوْنِى وقالُوا يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْ

فقلتُ وأَنْكَرْتُ الوُجُوهَ هُمُ هُمُ

ويقال لمن رَمَى فأجَاد وعَمِلَ عَمَلاً فأَجَاد لا شَلَلاً ولا عَمَى ولمن تكلم فأجاد لا يَفُضِّ اللهُ فاك ولا يَفْضُضِ اللهُ فاكَ ـ أى لا كَسَرَ الله أَسْنَانَك* قال* وقال الفراء لا يُفْضِ اللهُ فاكَ ـ أى لا صَيَّره فَضَاءً لا سِنَّ فيه ويقال أَبْلِ جَدِيدًا وتَمَلَّ حَبِيبا أى لِيَطُلْ عُمْرُك معه يقال تَمَلَّيْتُ العَيْشَ وأنشد

لَبِسْتُ أَبِى حتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَه

وبَلَّيْتُ أَعْمَامِى وبَلَّيْتُ خَالِيا

* وقال* إنَّ فلانًا لَكَريمٌ ظَريفٌ ولا تَقُلْ مِنْ بَعْدِهِ ـ أى لا أماتَهُ الله فَيُثْنَى عليه بعد موته ويقال للرجلين اذا ذُكِرا فى فَعَالٍ قد مات أحدُهما فَعَلَ فلان كذا ولا يُوصَل حَىٌّ بِمَيْتٍ* أى لا يَتْبَعُه الحَىُّ وأنشد

كَمُلْقَى عِقَالٍ أو كَمَهْلِكِ سالِمٍ

ولَسْتَ لِمَيْتٍ هالِكٍ بِوَصِيل

أى لا وُصِلْتَ به وأنشد

١٨٨

لَيْسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ وقَدْ

عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِل

أى لا وُصِلَ بالمَيْت ثم قال وقد عُلِّق فيه طَرَفٌ من الموت أى سَيَمُوت ويقال «إنَّ اللَّيْلَ لَطَوِيلٌ ولا أُسْبَ لَهْ» ـ أى لا أَكُنْ كالسَّبِىِّ له وإنَّ الليلَ لَطَويلٌ ولا أُقَاسِه ـ أى لا قَاسَيْتُه بالسَّهَر والهَمِّ وإنَّ الليلَ لَطَويلٌ ولا أَسِقْ له من قولك وَسَقَ اذا جَمَع ـ أى لا وُكِّلْتُ بِجَمْع الهموم فيه وإنَّ الليلَ لَطَويلٌ ولا أَشِ شِيَتَه ولا أَشَ شِيَتَه* قال* ولم يُفَسَّر لنا وأما قولهم مَرْحَبًا وأَهْلاً فان معناه أَتيتَ سَعةً وأتيتَ أَهلاً فاسْتَأْهِل ولا تَسْتَوْحِشْ* ابن دريد* مَرْحَبَكَ اللهُ ومَسْهَلَك من قولهم مَرْحَبًا وسَهْلاً* أبو زيد* يقال للصبى ما أَظْرَفَه قَلَّ خَيْسُه ـ أى غَمُّه وقد تقدم فى الدعاء على الانسان أن الخَيْسَ الخَيْرُ ويقال للرجل اذا هُنِّئَ بالشئ شَفَّ لَكَ ـ أى زاد من الشِّفِّ الذى هو الفَضْلُ والرِّبْحُ* أبو حاتم* زال زَوَالُه ـ اذا دُعِىَ له بالبقاء والاقامة وأَزَالَ اللهُ زَوالَه وقول الأعشى

هذَا النَّهارَ بَدَالَها مِنْ هَمِّها

ما بالُها باللَّيْلِ زَالَ زَوالَها

قيل هو من المقلوب وقيل معناه زَالَ الخَيَالُ زَوالَها وقد يكون على اللُّغة الآخرة ـ أى أزالَ اللهُ زَوالَها ويُقَوِّى ذلك روايةُ أبى عمرو إيَّاه زالَ زوالُها على الاقواء* أبو عبيد* بَلَّكَ الله ابْنًا ـ رَزَقَكَ إياه* ابن السكيت* قولهم حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ حَيَّاكَ ـ مَلَّكَك وقولهم التَّحِيَّات لله ـ أى المُلْكُ لله وأنشد

ولَكُلُّ ما نالَ الفَتَى

قَدْ نِلْتُهُ الا التَّحِيَّه

أى الا المُلْكَ وبَيَّاكَ فيه قولان* قال بعضهم* تَعَمَّدك بالتَّحِيَّة وأنشد

* باتَتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفا*

* وقال بعضهم* بَيَّاكَ ـ أَضْحَكَك وقولهم سَقْيًا ورَعْيًا ـ أى سَقَاك الله ورَعَاك أى حَفِظَك* سيبويه* سَقَّيْتُه ورَعَّيْتُه ـ قلتُ له سَقْيًا ورَعْيا وقد قيل أَسْقَيْتُه فى هذا المعنى دَخَلَتْ أَفْعَلْت على فَعَّلَت كما دَخَلَتْ فَعَّلْتُ على أَفْعَلْتُ فى باب فَرَّحْتُه* علىٌّ* وَجهُ دخولها عليها أن التعدية بالهمز أكثر من التعدية بتشديد

١٨٩

العين* ابن السكيت* لَا أَبَ لِشَانِئِك* وقال* عَمَّرك اللهُ ـ أى أبقاك والعَمَارةُ ـ التَّحِيَّة (١) وأنشد

فَلَمَّا أَتَيْنا بُعَيْدَ الكَرَى

سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمَارا

وقولُهم أَنْعَمَ اللهُ بَالَك ـ أى أصْلَحَ هواك* أبو عبيد* نَعِمَ اللهُ بك عَيْنًا وأَنْعَمَ* ابن السكيت* أَضَلَّ اللهُ ضَلَالَك ـ أى ضَلَّ عَنْكَ مَذَهَب ومَلَّ مَلَالُك ـ أى سَئِمَ مَلَالُك فَذَهَب عنك وقولهم فى تَحِيَّةِ الملوك فى الجاهلية أَبَيْتَ اللَّعْنَ ـ أى أَبَيْتَ أن تَأْتِىَ من الامور ما تُلْعَنُ عليه* وقال* خُطِّئَ عَنْهُ السُّوءُ ـ اذا دَعَوْا له أن يُدْفَع عنه السُّوء* أبو زيد* لا أَخْلَى اللهُ مَكانَهُ ـ يَدْعُو له بالبقاء* ابن دريد* حَيَّا اللهُ هذِهِ الذُّبَحَةَ ـ أى هذه الطَّلْعة* وقال* حَيَّا اللهُ حَجْوَتَك ـ أى طَلْعَتَك وحَيَّا اللهُ قَيْهَلَتَك ويقولون للآئب أَوْبَةً وطَوْبَةً يريدون الطِّيبَ وأصلُ الطِّيب من الواو والياء فى الطِّيبِ واو قلبت ياء لكسرة ما قبلها* وقال* أَطَالَ اللهُ طِيلَتَهُ ـ أى عُمْرَه* وقال* فِدًى لَكَ وفَدًى ـ وفِدَاءٌ وفِدَاءٍ* قال سيبويه* اجْرَوْه مُجْرَى الأصوات* أبو عبيد* خَلَفَ اللهُ عليك بِخَيْرٍ ـ أى كان خَلِيفةً عليك وأخْلَفَ اللهُ لَكَ ـ يعنى مالَكَ* ابن دريد* أَخْلَفَ اللهُ لك مالاً وخَلَفَ* أبو زيد* يقال للرجل اذا وُلِدَتْ له جارِيَةٌ هَنِيئًا لك النَّافِجَةُ وذلك أنْ يُزَوِّجَها فيَأْخُذَ مَهْرَها من الابل فَيَضُمَّها الى إبله فَيَنْفُجها حتى تُرَى كثيرة* أبو زيد* غَنَّاهُ اللهُ وأَغْنَاه ـ اذا دَعَوْتَ له فان أَخْبَرْتَ قلتَ أَغْنَاه لا غير* وقال* مَحَصَ اللهُ عليك ما بِكَ ومَحَّصَه ـ أى أَذْهَبَه ومَصَحَه ومَصَّحَهُ كذلك* صاحب العين* يقال للمريض مَسَحَ اللهُ ما بِكَ عنك ـ أى أَذْهَبَه* ابن جنى* تقول العرب وَهَبنِى اللهُ فِدَاك ـ أى جَعَلَنِى فِدَاك* أبو حاتم* اخْرُجْ فى كَنَفِ الله وكَنَفَته ـ أى حِفْظِه وكِلَاءَتِه* صاحب العين* يقال للمريض أَجْلَى اللهُ عنك ـ أى كَشَف* وقال* شَمَّتُّ العاطسَ ـ دَعَوْتُ له بخير ـ وكلُّ داعٍ بخيرٍ مُشَمِّتٌ* ابن دريد* وكذلك سَمَّتُّهُ* أبو عبيد* فَرَّطَ اللهُ عنك ما تَكْرَه ـ أى نَحَّاه* غيره* نَقْذًا لَكَ مِنْ كُلِّ صَدْعةٍ ـ أى سَلامةً من كل نَكْبة صُدِعَ الرجلُ نُكِبَ فى بعض

__________________

(١) قوله والعمارة التحية وكذلك العمار بلا تاء كما فى اللسان والقاموس وهو الذى فى البيت كتبه مصححه

١٩٠

اللغات* أبو عبيد* طابَ حَمِيمُك ـ أى الاستحمامُ يعنى الاغْتسال وقيل انما يقال ذلك للانسان عَقِبَ الحَمَّامِ ـ أى طابَ عَرَقُك ومما يُدْعَى به للانسان قولهم سَقْيًا ورَعْيًا كأنك قُلْتَ سَقَاك الله سَقْيًا وَرَعَاك رَعْيًا ومن ذلك قولُهم هَنِيئًا مريئًا وليس فى الكلام غير هذين الحرفين صفة يُدْعَى بها وذلك أنَّ هَنِيئًا مَرِيئًا صفتان لأنك تقول هذا شئ مَرِىء كما تقول هذا جَمِيلٌ صَبِيحٌ وما أشبه ذلك من الصفات على فَعِيل فَدُعِىَ بهما للانسان وليسا بمصدرين ولا هما من أسماء الجواهر كالتُّرب والجَنْدَل ويكون التقدير فى نصبهما كأنه قال ثَبَتَ لك ذلك هَنِيئًا وذلك لشئٍ تراه عنده مما يأكله أو مما يَسْتَمِتْعُ به أو يَنَالُه من الخير فاخْتُزِل الفِعْل وجُعِل بَدَلاً من اللفظ بقولهم هَنَأَك ويَدُلُّ على ذلك أنه قد يَظْهَر هَنَأَك ويَهْنِئُك فى الدعاء قال الأخطل

إلَى إمام تُغَادِينَا فَوَاضِلُهُ

ظَفَّرَهُ اللهُ فَلْيَهْنِئْ له الظَّفَرُ

فَدَعا له بِيَهْنِئ والظَّفَرُ فاعلُه وصار يَهْنِئ له الظَّفَرُ كقوله هَنِيئًا له الظَّفَرُ وصار اختزالُ الفعل وحذفُه فى هَنِيئًا كحذفه فى قولهم الحَذَرَ والتقدير احْذَرْ فاذا قلت هَنِيئًا له الظَّفَرُ فالتقدير ثَبَتَ هَنِيئًا له الظَّفَرُ وهذا كلُّه مَذْهَبُ سيبويه ومَنْزَعُه

حُسْنُ الثَّناء على الانسان

* ابن دريد* أَثْنَيْتُ عليه والاسم الثَّناءُ ولا يكون إلا فى الخير* قال أبو على* الثَّنَاءُ ـ فى الخير والشر والثَّنَاءُ ـ فى الشر* قال سيبويه* نَثَا يَنْشُو نَثَاء ونَثًا* أبو عبيد* مَدَحْتُه أَمْدَحُه مَدْحًا ومِدْحَةً ومَدَهْتُه أَمْدَهُه مَدْهًا ومِدْهَةً وأنشد

* لِلّهِ دَرُّ الغَانِيَاتِ المُدَّهِ*

وهو مُبْدَل* ابن دريد* مَدِيحٌ وأَمَادِيحُ* قال ابن جنى* ونظيره حَدِيثٌ وأَحَادِيثُ ورجلٌ مَدِيحٌ ـ مَمْدُوحٌ والمُثْنِى يَمْدَحُ لا غير والشاعرُ يَمْدَحُ ويَمْتَدِحُ والرجلُ يَتَمَدَّح بما لَيْسَ عِنْدَه* صاحب العين* المَدْهُ ـ فى نَعْتِ الهيئة

١٩١

والجَمَال والمَدْحُ فى كلّ شئ وقيل مَدَهْتُه ـ فى وجهه ومَدَحْتُه ـ اذا كان غائبا* أبو عبيد* قَرَّظْتُه ـ مَدَحْتُه وأَثْنَيْتُ عليه* ابن السكيت* هما يَتَقَارَضَانِ المَدْحَ والثَّناء* أبو عبيد* أَبَّنْتُ الرجلَ ـ مَدَحْتُه بعد الموت خاصَّة وأنشد

لَعَمْرِى وما دَهْرِى بِتَأْبِينِ هَالكٍ

ولا جَزَعًا مِنِّى وإنَّ كُنْتُ مُوجَعا

ويروى ... مما أصابَ فأَوْجَعا * ابن السكيت* لم يَأْتِ التَّأْبِينُ الثَّناء على الحَىِّ الا فى قول الراعى

فَرَفَّعَ أصحابِى المَطِىَّ وأَبَّنُوا

هُنَيْدةَ فاشْتَاقَ العُيونُ اللَّوامِحُ

* ابن جنى* التَّأْبِيلُ كالتَّأْبِين* ابن دريد* رَثَأْتُ المَيِّتَ ورَتَأْتُه لغة هَمْدَان* ابن السكيت* ورَثَوْتُه* أبو زيد* رَثَيْتُه رَثْيًا ورِثَاءً ومَرْثاةً ومَرْثِيَةً ورَثَّيْتُه* ابن السكيت* امْرأةٌ رَثَّاءةٌ* قال* وهو مما هَمَزُوه وليس أصله الهمز* علىٌّ* القياس يُوجِب هَمْزَه لانهم قد قالوا رَثَّاء وانما انقلبت الواو والياء همزة لوقوعهما بعد الألف ولا يُعَتُّد بالهاء لانها منفصلة كاسْمٍ ضم الى اسم ومن قال رَثَّاية اعْتَدَّ بالهاء من الاسم مع أنهم قد قالوا رَثَأْتُ فَرَثَّاءةٌ على هذا همزته غير منقلبة* أبو عبيد* التَّثْبِيَةُ ـ الثَّناءُ فى حياته وأنشد

يُثَبِّى ثَناءً مِنْ كَرِيمٍ وقَوْلُهُ

أَلَا انِعْم علَى حُسْنِ التَّحِيَّةِ واشْرَبِ

* قال أبو على* معناه جمعت مَحَاسِنه من الثُّبَة وهى الجماعة* ابن السكيت* ذَرَّيْتُه ـ مَدَحْتُه ومَجَّدْتُه وأَطْرَيْتُه ـ أَثْنَيْتُ عليه وعَظَّمْته* ابن دريد* أَطْرَأْتُه ـ مَدَحْتُه* ابن السكيت* فُلان يَخُمُّ ثِيابَ فُلان ـ أى يُثْنِى عليه* ابن دريد* الهَرْفُ ـ المَدْحُ والثَّناء* قال أبو على* هَرَفَ يَهْرِف هَرْفَا وهو ـ الاطناب فى المَدْح والتَّنَوُّقُ فى إطابة الثناء* صاحب العين* الهَرْفُ شِبْهُ الهَذَيان من الاعْجاب بالشئ وقد هَرَفْتُ به وله أَهْرِفُ هَرْفًا وفى المثل «لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِف» * الاصمعى* الصَّفَدُ ـ الثَّناء* ابن دريد* الفَنَعُ ـ حُسْنُ الذِّكْر وقد تقدّم أنه الكَرَم* وقال* بارَأْتُ الرجلَ ـ اذا ذكر مَحاسِنَه فعارضته بذكر محاسِنِك* ابن السكيت* السِّمْعُ والصِّيتُ

١٩٢

ـ الذِّكْر* ابن جنى* الصَّوْتُ لغة فى الصِّيتِ وهو ـ الذِّكْر الحَسَنُ خاصَّة

إعظام الرجل واكرامه

يقال أَعْظَمْتُ الرجلَ وعَظَّمْته وتَعَظَّمَنِى شأنُه وتَعَاظُمَنِى* ابن دريد* عَظَمُوت من العَظَمة* أبو عبيد* رَجَبْتُ ـ الرجلَ رَجْبًا ـ هِبْتُه وعَظَّمْته* ابن دريد* رَجَبْتُه أَرْجُبُه رَجْبًا وأَرْجَبْتُه ورَجَّبْتُه كذلك ومنه اشتقاق رَجَب وهو شهر كانوا يُعَظِّمونه والتَّرْجِيبُ ـ ذَبْحُ النَّسَائك فيه* أبو عبيد* ما تَرَى لى حَنَانًا ـ أى هَيْبةً* وقال* رَفَّلْتُه ـ عَظَّمْتُه ومَلَّكْتُه وأنشد

* إذا نَحْنُ رَفَّلْنا امْرَأً سادَ قَوْمَه*

* ابن دريد* شُبِّرَ فلان فَتَشَبَّر ـ أى عُظِّمَ فَتَعَظَّم* وقال* عَزَّزتُه وهَشَّمْتُه فَخَّمْتُ أمرَه وأكرمته* وقال* رَبَأْتُ بكَ عن هذا الأمرَ أَرْبَأُ ـ عَظَّمْتُك وأَجْلَلْتُكَ عنه* أبو عبيد* أَعْزَزْتُه ـ جعلته عَزِيزا وأَعْزَزته ـ أكرمته وأَحْبَبْتُه وعَزَزْتُ عليه أَعِزُّ عِزًّا وعَزَازةَ* وقال* تَحَفَّيْتُ به ـ بالَغْتُ فى إكرامه* صاحب العين* المَدْخُ ـ العَظَمة رجلٌ مِدِّيخٌ ـ عَظِيمٌ عَزِيزُ* اللحيانى* الرَّهَق ـ العَظَمة* غير واحد* وَقَّرْتُه ـ أَجْلَلْتُه وأَعْظَمْتُه* قال الخليل* والاسم التَّيْقُور فَيْعُول التاءُ فيه مبدلة من واو على حَدِّ تَوْلَج وأنشد

* فان أَكُنْ أَمْسَى الْبِلَى تَيْقُورِى*

وبعضهم يجعل وزنه تَفْعُول* أبو زيد* بَجَّلْتُ الرجلَ ـ عَظَّمْتُه ورجلٌ بَجَالٌ وبَجِيلٌ ـ يُبَجِّله الناس وقيل هو ـ الشَّيْخُ الكبيرُ العَظِيم السَّيِّد مع جَمَالٍ ونُبْلٍ وقد بَجُلَ بَجَالَةً وبُجُولاً* ابن دريد* رَفَّد بَنُو فلان فلانا ـ سَوَّدُوهُ عليهم وعَظَّمُوا أمره* صاحب العين* أكْرَمْتُ الرجلَ وكَرَّمْتُه ـ أَعْظَمْتُه وله علَىَّ كَرامةٌ والمُعَبَّدُ ـ المُكَرَّم المُعَظَّم كأنهم لتعظيمهم إياه يَعْبُدُونه وأنشد

تَقُولُ أَلَا تُمْسِكْ علَيْكَ فانَّنِى

أَرَى المالَ عِنْدَ البَاخِلِينَ مُعَبَّدا

* علىٌّ* أَلَا تُمْسِكْ علَيْكَ جزمٌ فى موضع الرفع على قوله «فالْيَوْمَ أَشْرَبْ» وقد

١٩٣

تقدم تعليله والمُرَفَّعُ ـ المُعَظَّم حكاه أبو على رَفَعْتُه أَرْفَعُه رَفْعًا ورَفَّعْتُه وقد تَرَفَّعَ ورَفُعَ رَفَاعةً فهو رَفِيع بَيِّنُ الرِّفْعة والرَّفَاعة والرَّفَاعِيَة والجمع رُفَعَاء فأما سيبويه فقال رفيع بَيِّنُ الرِّفْعة ولم يقولوا رَفُعَ اسْتَغْنَوْا عنه بارْتَفَع كما قالوا شَدِيدٌ ولم يقولوا شَدُدْت استغنوا عنه باشْتَدَّ وحَكَى أبو على عن أبى زيد رَفَعْتُه مِنِّى وإلَىَّ أَرْفَعهُ رَفْعًا ورَفَّعْتُه ـ قَرَّبْتُه ومنه رَفَعْتُه الى السلطان رَفْعًا ورُفْعَانًا ورِفْعَانا ـ قَرَّبْتُه وفى التنزيل (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) ـ أى مُقَرَّبٍ بعضُها من بعض ومنه التَّرَافُع فى الحكم والاسم الرَّفِيعة والرَّفِيعة أيضا ـ ما تَرْفَعُ به عليه* صاحب العين* نُهْتُ به ونَوَّهْتُ ـ رَفَعْتُ ذِكْرَه* ابن جنى* وكذلك نَوَّهْتُه وَنَاه الشئُ يَنُوه عَلَا ومنه قيل للنَّوَّاحة نَوَّاهة وقد يجوز أن يكون على بدل الهاء من الحاء* أبو زيد* أقْفَيْتُ الرجلَ على صاحبه ـ فَضَّلْتُه والقَفِيَّة ـ المَزيَّة وأَنَابه قَفِىٌّ ـ أى حَفِىٌّ وقد تَقَفَّيْتُ به* صاحب العين* أَجْلَلْتُ الرجلَ ـ عَظَّمْته وتَجَالَلْتُ عن ذلك الأمر ـ تَعَاظَمْتُ* أبو زيد* وَفَرْتُه عِرْضَهُ ـ أى لم أَشْتِمْه وقد وَفُرَ عِرْضُه وَوَفَرَ وُفُورًا ـ كَرُمَ ولم يُبْتَذَلْ* ابن السكيت* ومنه «تُحْمَدُ وتُوفَر» ولا تَقُلْ تُوثَر* صاحب العين* الأَثِيرُ ـ الكَرِيمُ عليك الذى تُؤْثِرُه بِصِلَتِك وفَضْلِك على غيره والمرأة أَثِيرةٌ والاسم الأُثْرَة

المنْزِلة والجاه والذِّكْر

* قال الفارسى* الجَاهُ مَقْلُوب عن الوَجْه وبهذا نقضى على لَهْىَ أَبُوكَ أنه مقلوب من لَاهِ فقد يكون الشئ فى حال انقلابه على غير ما كان عليه قبل الانقلاب من الوزن ولذلك اذا حُقِّر جاهٌ حُقِّر بالواو* أبو اسحق* له عنده جاهٌ وجاهَةٌ* ابن جنى* وَجُهَ وَجاهةً وأَوْجَهْتُه حكاه عن أبى زيد* ابن دريد* فلانٌ أَوْزَنُ بَنِى فلان ـ أى أَوْجَهُهُمْ* أبو عبيد* هو عندنا باليَمِين ـ أى المَنْزِلة الحَسَنة فأما الفارسى فقال بالمَنْزِلة الرفيعة* أبو عبيد* المَكانَةُ ـ المَنْزِلة فلان مَكِينٌ عند فلان بَيِّنُ المَكَانة* أبو زيد* والجمع مُكنَاء وقد تَمَكَّن ومَكُن* أبو عبيد* المَكانَةُ ـ التُّؤَدة أيضا* صاحب العين* المَرْتَبَةُ والرُّتْبة ـ المَنْزِلة والجمع رُتَب

١٩٤

* ابن دريد* الزَّلَفُ والزُّلْفة والزُّلْفَى ـ الدرجة والمنْزِلة وجمع الزُّلْفة والزُّلْفَى زُلَفٌ وأَزْلَفْتُ الشئَ ـ قَرَّبْتُه والرَّتْوةُ ـ المَرْتَبة والسُّورةُ ـ المنْزِلة والجمع سُوَر* ابن السكيت* وهى الحِظْوَة والحِظَة والحُظْوة* أبو زيد* جمع الحظْوة حِظَاء (١)

القَدْر والخَطَر

* ابن السكيت* إنه لَعَظِيمُ القَدْرِ والقَدَر وقد تقدم فى السيادة* أبو زيد* الخَطَر ـ القَدْر إنه لَرَفِيعُ الخَطَر ولئيمُه وخَصَّ بعضُهم به الرِّفْعة وجَمْعُه أخطار وأمر خَطِيرٌ ـ رفيع

الكِبْر والفَخْر والاباءُ والتَعَدِّى

الفَخْرُ والفُخْر والفَخَارة والفِخِّيرَى ـ التَّمدُّحُ بالخصال فَخَر يَفْخَر فَخْرًا فهو فاخِرٌ وفَخُورٌ وافْخَرَ وتَفَاخَرَ القومُ ـ فَخَرَ بعضُهم على بعض وفاخَرْتُه ـ عارَضْتُه بالفَخْر وفَخِيرُكَ الذى يُفَاخِرك وفَاخَرَنى فَفَخَرْتُه أَفْخُرُه فَخْرًا ـ كنتُ أَفْخَرَ منه وأَفْخَرْتُه عليه وفَخَرْتُه أَفْخَرهُ فَخْرًا ـ فَضَّلْتُه والفَخِيرُ ـ المغلوب بالفَخْر والمَفْخَرةُ والمَفْخَرةُ ـ ما يُفْخَر به وإنَّ فيه لَفُخْرةً ـ أى فَخْرًا وإنه لَذُو فُخْرة ـ أى فَخْر والجمع فُخَر* أبو عبيد* فَخَزَ وجَفَخَ وجَمَخَ* ابن دريد* يَجْمَخُ جَمْخًا وهو جامِخٌ وجَمُوخٌ* الاصمعى* جامَخْتُه مُجامَخَةً وجِمَاخًا ـ فاخَرْتُه* ابن دريد* الجَبْخُ كالجَمْخ جَبَخَ يَجْبَخُ جَبْخًا* أبو عبيد* وكذلك بَأَى يَبْأَى بَأْوًا وأنشد

فما زَادَنَا بَأْوًا على ذى قَرَابةٍ

غِنَانا ولا أَزْرَى بأَحْسَابِنَا الفَقْرُ

* ابن دريد ـ البَأْوَاءُ ـ الكِبْرُ وأنكرها ابنُ السكيت على الفقهاء* أبو عبيد* فَجَسَ يَفْجُس فَجْسًا وتَفَجَّسَ ـ تَكَبَّر* ابن السكيت* المُتَفَجِّسُ ـ المُتَفَتِّح المُتَفَخِّر* ابن دريد* الفَجْزُ لغةٌ فى الفَجْسِ والفُتْحةُ ـ التكبُّر* قال* ولا أحسبها عَرَبِيَّة* صاحب العين* النَّخْوةُ ـ العَظَمة والفَخْر* الاصمعى* نَخَا يَنْخُو وانْتَخَى* ابن دريد* نُخِىَ وهى أكثر وكذلك خَنْزَجَ* صاحب

__________________

(١) قوله جمع الحظوة حظاء فى اللسان أنها تجمع أيضا على حظا كقربة وقرب وغرفة وغرف كتبه مصححه

١٩٥

العين* الكِبْرُ والكِبْرِيَاءُ ـ الفَخْر والتجبُّر وقد تَكَبَّر واسْتَكْبَر* ابن دريد* وتَكَابَرَ وقيل تَكَبَّر من الكِبْر وتَكابَرَ من السِّنِّ* أبو عبيد* رجلٌ فيه عُرْضِيَّةٌ وهو ـ أن يركب رَأْسَه من النَّخْوة وفيه خُنْزُوَانَةٌ وهو ـ الكِبْر* ابن السكيت* وخُنْزُوَةٌ لغة* أبو عبيد* وفيه عِنْزَهْوَةٌ مثله* ابن جنى* فيه عِزْهاةٌ كذلك* صاحب العين* كلُّ مُفْرِطٍ فى الكِبْر طامحٌ* ابن دريد* فى رأسه خُطَّةٌ ـ أى جَهْلٌ وإقْدام على الأمور والخُطَّةُ ـ شِبْه القِصَّة يقال سُمْتُه خُطَّة خَسْفٍ* أبو عبيد* إنَّ فى رأسِه لَنُعَرَةً ونَعَرَةً ـ أى كِبْرًا وفى رأسه نُعَرة ونَعَرة ـ أى أمْرٌ يَهُمُّ به* وقال* فيه جَبَرِيَّةٌ وجَبَرُوَّةٌ وجَبَرُوتٌ وجَبُّورةٌ وأنشد

فانَّكَ إنَّ عادَيْتَنِى غَضِبَ الحَصَى

عَلَيْكَ وذُو الجَبُّورةِ المُتَغَتْرِفُ

يريد اللهَ تعالى والمُتَغَتْرِفُ كالمُتَغَطْرِف والجَخِيفُ ـ أن يفتخر الرجلُ بأكثرَ مما عنده وقد حَجَفَ حَجْفًا* ابن دريد* رجلٌ رَبَاجِىٌّ ـ اذا فَخَرَ بأكثرَ من فِعْله* صاحب العين* رجلٌ مُتَفَيْهِقٌ ـ مُتَفَتِّح بالبَذْخ* أبو عبيد* المُتَخَمِّطُ المُتَكَبِّر مع غَضَب والأَشْوَسُ ـ الرافعُ رأسَه تَكَبُّرا* أبو عبيدة* وهو المُتَشَاوِسُ* أبو عبيد* وكذلك المُخْرَنْطِم والمُخْرَنْشِمُ ـ المُتَعَظِّم المُتكَبر فى نفسه وقد تقدّم أنه المتغير اللَّوْن الذاهب اللحم والطَّيْخُ ـ الكِبْر والأَبْلَخُ ـ المُتَكبر* ابن دريد* ولم أسمعه فى المؤنث* ابن السكيت* البَلِخُ ـ المُخْتال وقد بَلِخَ بَلَخًا فهو أَبْلَخ والأنثى بَلْخاء* أبو عبيد* المُتَهَكِّم كالأبْلَخ* وقال* فيه عُنْجُهِيَّةٌ وعُنْجُهانِيَّةٌ وهى ـ الكِبْرُ والعَظَمة والعُبِّيَّةُ والعِبِّيَّةُ ـ الكِبْر* أبو زيد* وهى العُمِّيَّةُ* صاحب العين* الطَّرْثَمة والثَّرْطَمة ـ الاطْراق من تَكَبُّر أو غَضَب وقد ثَرْطَم* أبو عبيد* المُنَغَطْرِسُ ـ المتكبر الظالم وهو الغِطْرِيس وأنشد

* كُنَّا الأُبَاةَ الغَطَارِسا*

والعِتْرِيسُ ـ الجَبَّار الغَضْبان والعَتْرسةُ ـ الغَلَبة والقَهْر وقد تقدّم أن العِتْرِيس الدَّاهِى* أبو زيد* ظَهَرْتُ بالشئ ـ فَخَرْتُ* وقال* أَكْمَخَ بأنفه ـ تَكَبَّر وأَكْخَمَ كذلك* صاحب العين* الشَّخِيرُ رَفْعُ الصَّوْت بالفَخْر (١) ورجل شِخِّيرٌ فِخِّيرٌ* ابن السكيت* رجلٌ زَامٌّ ـ اذا

__________________

(١) قوله رفع الصوت بالفخر الخ الذى فى مادته ش خ ر من اللسان أن الشخير رفع الصوت بالنخر قال ورجل شخير نخير بالنون فى الموضعين لا بالفاء فلعل ما هنا من زيادات المخصص ان لم تكن الفاء محرفة عن النون كتبه مصححه

١٩٦

تَكَلَّم رفع رأسَه وأَنْفَه وقد زَمَّ بأنفه وزَمَخَ وأُنُوفٌ زُمَّخٌ وشُمَّخٌ* صاحب العين* شَمَخَ بأَنْفه وأَنْفُه يَشْمَخُ شُمُوخًا ورجلٌ شَمَّاخٌ ـ كثير الشُّمُوخ* صاحب العين* الزَّهْوُ ـ الكِبْر والفخر* ابن السكيت* رجلٌ مُزْدَهًى ـ اذا أَخَذَتْه خِفَّةٌ من الزَّهْوِ ورجلٌ مَزْهُوٌّ من الكِبْرِ وهو أن يَسْتَخِفَّه حُمْقٌ حتى يُجاوزَ قَدْرَه وقد زُهِىَ علينا ولا يجيزه ثعلب على غير لفظ ما لم يسم فاعله* ابن السكيت* زُهِيتَ علينا وزَهَوْتَ* قال أبو على* أصلُ هذه الكلمة الارتفاع والظهور ومنه قيل زَهَاهُ السَّرابُ يَزْهاه ـ اذا رَفَعَه وقالوا فى النخل اذا لَوَّنَ أَزْهَى وذلك حين يظهر ويملأ العين* الأصمعى* لا يقال أنتَ أَزْهَى من فلان ولا ما أزْهَاه* أبو حاتم* فأما قولهم «أَزْهَى من غُرَابٍ» فخطأ انما هو زَهْوَ الغُرَاب ـ أى زُهِيتَ زَهْوَ الغُرَاب* ابن السكيت* رجلٌ فيه شَمْخَرةٌ ـ أى كِبْر والشُّمَّخْرُ الطامح النَّظَر* ابن دريد* طَخَمَ بأنفه وطَخُم وطَمَخ ـ تَكَبَّر* ابن السكيت* المُصِنُّ ـ الشامخُ بأَنْفه وأنشد

قَدْ أَخَذَتْنِى نَعْةٌ أُرْدُنُّ

ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُ

* صاحب العين* التَّأَبُّه ـ التكَبُّر وقد تَأَبَّهَ* أبو زيد* المَأْفُونُ ـ المُتَبَجِّح بما ليس عنده* ابن السكيت* إنَّهُ لَذُو أُبَّهةٍ وعَيْدَهِيَّةٍ والاطْرِغْمَامُ ـ التَّكَبُّر وأنشد

أَوْدَحَ لَمَّا أنْ رأَىَ الجَدَّ حَكَم

وكنتُ لا أُنْصِفُه إلَّا اطْرَغَم

الايداح ـ الاقرار* أبو عبيد* وكذلك المُطْرَخِمُّ* ابن دريد* اطْلَخَمَّ ـ تكبَّرَ* ابن السكيت* والتَّزَنُّخ ـ التَفَتُّح بالكلام ورَفْعُ الرجلِ نفسَه فوقَ مَنْزِلتِه وقال أبو الغريب فى ذلك

تَزَنَّخُ بالكَلَامِ علَىَّ جَهْلاً

كأَنَّك ما جِدٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرِ

* ابن دريد* التَّنَدُّخ والنَّدْخُ ـ الفخر بما ليس عنده* وقال* تَقَايَسَ القومُ ـ ذَكَرُوا مآثِرَهُمْ وأنشد فى نَحْوٍ منه

اذا نَحْنُ قَايَسْنَا المُلُوكَ الى العُلَا

وان كَرُمُوا لم يَسْتَطِعْنَا المُقَايِسُ

* غيره* اكْتَوَى الرجلُ ـ تَمَدَّح بما ليس من فعله ويقال نَكِفَ الرجلَ عن

١٩٧

الأمر نَكَفًا واسْتَنْكَفَ ـ اذا أَنِفَ منه وامتنع وفى التنزيل (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ) * ابن دريد* فلان يَتَمَزَّزُ على أصحابه ـ كانه يَتَفَضَّل عليهم ويُظْهِر أكثَر مما عنده* وقال* سألت أبا حاتم عنه فقال يَتسَحَّب عليهم فَفَسَّره بأعرف من الأول والنَّقَّاعُ ـ المُتَكَثِّر بما ليس عنده من مدح نفسه بالشجاعة والسخاء وما أشبه ذلك* وقال* فَاشَ يَفِيشُ ـ افْتَخَر* وقال* فلان يَتَجَمْهر علينا ـ اذا اسْتَطَال عليك وحَقَّرك* وقال* رجلٌ أَصْيَدُ ـ اذا كان مُتَكَبِّرا شامخا بأنفه وأصله من الصَّادِ والصَّيَد وهو ـ داءٌ يأخذ الابلَ فى رُءوسها فَيَلْوِى أحدُها رأسَه وهو وَرَمٌ يأخذ فى الانف يَسِيل منه مثل الزَّبَد ويقال للرجلِ نابِخَةٌ من النَّوَابِخِ اذا كان مُتَجَبِّرا وأنشد

يَخْشَى عَلَيْهِمْ من الأَمْلَاكِ نابخةً

من النَّوابِخِ مِثْلَ الخادِرِ الرُّزَمِ

* وقال مرة أخرى* نابِخَةٌ هو رجل عظيم الشَّأن ضَخْمُ الأمر* ابن جنى* النابِخَةٌ من النَّبِخ وهو ـ البَثْرَةُ اذا امتلأَتْ ماء وعَظُمَتْ* ابن السكيت* الرُّزَم الذى يُرْزِم على قِرَّنه ـ أى يَبْرُك عليه وهو البُرَك والتَّدَكُّلُ ـ ارتفاع الرجل فى نفسه وأنشد

تَدَكَّلَتْ بَعْدِى وأَلْهَتْهَا الطُّبَنْ

ونَحْنُ نَعْدُو فى الخَبَارِ والجَرَنْ

الطُّبَنُ ـ اللُّعَب الواحدة طُبْنَة والجَرَنُ ـ الأرضُ الغليظة وهى الجَرَلُ* صاحب العين* النَّحَّاط ـ المتكبر الذى يَنْحِطُ من الغَيْظ ـ أى يَزْفِر* ابن دريد* رجل سَبَهٌ وسَبَاهٌ وسَبَاهِيَةٌ ـ متكبر* صاحب العين* الأُبَّهَةُ ـ العَظَمة وقد تَأَبَّهَ ـ تكبَّر والتِّيهُ ـ الصَّلَف والكِبْر وقد تَاهَ ورجل تائِهٌ وتَيَّاهٌ وتَيْهَان* ابن دريد* رجل تَيْهان ـ تاهَ فى الارض ولا يقال فى الكِبْر إلا تائِهٌ وتَيَّاه* أبو عبيد* بَخْ ـ كلمة فَخْرٍ وأنشد

رَوَافِدُهُ أَكْرَمُ الرَّافِدَات

بَخٍ لَكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم

وبَخْبَخَ الرجلُ ـ قال بَخْ بَخْ* الأصمعى* درهم بَخِىٌّ ـ مكتوبٌ عليه بَخْ* صاحب العين* بَخِّىٌّ كذلك* أبو زيد* تَزَنْبَرَ علينا ، تَكَبَّر* ابن السكيت* رجلٌ مُخْتَالٌ وخَالٌ وذُو خُيَلَاءَ وذُو خالٍ وأنشد

١٩٨

يا ابْنَ الحَيَا (١) إنَّهُ لَوْ لَا الالهُ وما

قال الرَّسُولُ لَقَدْ أَنْسَيْتُكَ الخَالا

يعنى الخُيَلَاء* ابن دريد* الخالَةُ جمع خائل* أبو عبيد* الأُخَائِلُ المُخْتال وقد تَخَيَّل وتَخَايَل* ابن السكيت* فلان نَفَّاجٌ وذُو نَفْجٍ ونَفْخٍ وفلان مُتَعَظِّم فى نفسه* صاحب العين* التَّحْميج ـ الاعْجاب بالشئ وقد تقدم أنه تحديد النظر* أبو عبيدة* تَبَازَى الرجلُ ـ تَكَبَّر بما ليس عنده* ابن دريد* مَطَّ الرجلُ حاجِبَيْهِ وخَدَّه ـ اذا تكبَّر وأصلُ المَطِّ المَدُّ مَطَّه يَمُطُّه مَطًّا ومنه المُطَيْطاءُ فى المَشْىِ والخَمْخَمةُ ـ أن يَتَكَلَّم الرجلُ كأنه مَخْتُونٌ تكَبُّرا وبه سمى الخَمْخَام* وقال* بَذَخَ يَبْذَخُ ويَبْذُخُ بَذْخًا ـ تكبَّر ورجل باذِخٌ وبَذَّاخٌ وأَنْفُ فلان فى أُسْلُوب ـ اذا كان متكبرا والفَجْفَجُ والفُجَافِجُ ـ الكثير الفَخْر بما ليس عنده وقد تقدم أنه الكثير الكلام لا نِظَام له* قال* والشَّمْرُ ـ التَّبَخْتُرُ شَمَرَ يَشْمُر* وقال* رجلٌ طامِخٌ بأَنْفِه وقد طَمَخَ كَشَمخَ وخَنَفَ بانْفِه ـ تَكَبَّر وبه سمى الرجل مِخْنَفًا* وقال* راسَ يَرُوس رَوْسًا ويَرِيسُ ـ تَبَخْتَر وكذلك الأَسَدُ* وقال* تَزَبْتَرَ ـ تكَبَّر والمُتَزَبْتِر ـ المتكبر* وقال* يَزْمَخَ ـ تكَبَّر وتَزَنْبَر تكبر وقَطَّبَ وخَنْزَجَ ـ تكبَّر وهى الخَنْزَجة وكلام زَخْوَرِىٌّ ـ فيه تكبُّر وتَوَعُّد وقد تَزَخْوَرَ ورجلٌ مُطْرَهِمٌّ ـ متكَبِّر* أبو زيد* البِطْرِيق من الرجال المُخْتالُ المَزْهُوُّ الوَضِىءُ المُعْجَب* صاحب العين* الانسان يَتَبَكَّلُ ـ أى يَخْتال وإنه لَجَمِيلٌ بَكِيلٌ ـ أى مُتَنَوِّق فى لُبْسِه ومِشْيَته* ابن دريد* رجل شديد الشَّكِيمة ـ أى شَدِيد النَّفْس* أبو عبيدة* الشَّكِيمةُ ـ الأَنَفَة والانتصار من الظُّلْم وإنه لَذُو شَكِيمة ـ أى عارضةٍ وجَدٍّ* ابن السكيت* فيه غِلْظةٌ وغُلْظة وغَلْظة* قال الفارسى* وأصله الشدة والصَّبْر وفى التنزيل (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) وقد غَلُظْت عليه* صاحب العين* المُقَعِّطُ ـ المتكبر الكَزُّ ويقال جاء عاقِدًا عُنُقَه ـ أى لَاوِيًا لها من الكِبْرِ* ابن دريد* الجَعِظُ ـ العظيمُ فى نفسه* صاحب العين* عَنُدَ الرجلُ فهو عَنِيدٌ ـ تَجَاوزَ قَدْرَه ومنه جَبَّاءٌ عَنِيدٌ والمُعانَدَةُ والعِنَادُ ـ أن يَعْرِفَ الرجلُ الشئَ فيَأْباه ولا يَقْبَله* أبو عبيد* عَدَا طَوْرَه ـ جاوَزَ طَوْرَه وكلُّ ما جاوَزْتَه فقد عَدَوْتَه وتَعَدَّيْتَه وعَدَّى ـ جاوَزَ

__________________

(١) قوله يا ابن الحيا كذا فى الأصل الحيا بالمهملة بعدها مثناة تحتية وهو اسم امرأة اه

١٩٩

أمْرًا الى غيره وعَدِّ عن هذا الأمر ـ دَعْهُ وخُذْ فى غيره وقالوا عَتَا الرجلُ عُتُوًّا وعِتِيًّا ـ اسْتَكْبر وجاوَزَ الحَدَّ وتَعَتَّى ـ لم يطِعْ* وقال* اجْلَخَمَّ الرجلُ ـ اذا استكبر* صاحب العين* المُنْتَفِخُ ـ الممتلئ كِبْرًا وغَضَبا وقد انْتَفَخَ عليه* السيرافى* الطِّرِمَّاح ـ المتكبر وقد مَثَّل به سيبويه وقد تقدم أنه الطويل وهو الأعرف

المُفاخَرةُ والحَسَب

* ابن السكيت* قَايَضْنا الناس بفلان ـ فاخَرْناهم* أبو عبيد* جامَخْتُ الرجلَ وفايَشْتُه وناحَبْتُه ونافَرْتُه ـ اذا فاخَرْتَه* أبو زيد* أنْفَرْتُه على صاحبه فَضَّلْتُه والنُّفَارة ـ ما أَخَذَهُ المَنْفُور (١) ـ أى الغالبُ وهو ما أَخَذَهُ الحاكم* صاحب العين* وكأَنَّما جاءت المُنَافرَةُ فى أوّل ما اسْتُعْمِلَتْ أنهم كانوا يسألون الحاكم أَيُّنا أَعَزُّ نَفَرًا وأنشد

فانَّ الحَقَّ مَقْطَعُهُ ثَلاثٌ

يَمِينٌ أو نِفَارٌ أو جَلَاء

* أبو عبيد* هاوَأْتُ الرجلَ وهاوَيْتُه وناوَأْتُه وناوَيْتُه* صاحب العين* أَتَيْتُ اليه مِثْلَ ما أَتَى الىَّ* وقال* بارَيْتُه ـ عارَضْتُه* أبو زيد* بَرَيْتُ له بَرْيًا وانْبَرَيْتُ ـ عَرَضْت* أبو عبيد* ماءَرْتُه ـ فاخَرْتُه* صاحب العين* المُسَاجَلة ـ المُبَاراة وأصله فى الاسْتقاء والكُبْرُ ـ الرِّفعةُ فى الشَّرَف كقوله

وَلِىَ الأَعْظَمُ منْ سُلَّافِها

وَلِىَ الهامةُ مِنْها والكُبُرْ

* أبو عبيد* الصُّلْبُ ـ الحَسَب وأنشد

إجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلكُمْ

فَوْقَ ما أَحْكِى (٢) بِصُلْبٍ وإزَار

الازَارُ ـ العَفَاف* ابن دريد* ويروى أَجْلَ بالفتح ويروى

* ... مَنْ أَحْكَأَ صُلْبًا بازار*

أى ائْتَزَر أرادَ فَضَّلَكُم على مَنْ شَدَّ إزارًا* غير واحد* عِرْضُ الرجلِ حَسَبُه ويقال نفسُه ويقال خَلِيقَتُه المحمودة وقيل عِرْضُه ـ ما يُمْدَحُ به ويُذمُّ وأنشد

__________________

(١) قوله والنفارة ما أخذه الخ فى العبارة نقص يؤخذ من اللسان ونصه والنفارة ما أخذه النافر من المنفور أى الغالب من المغلوب وقيل بل هو ما أخذه الحاكم اه كتبه مصححه

(٢) قوله فوق ما أحكى هو بكسر الكاف مضارع من الحكاية كما فى اللسان وفى الشطر رواية ثالثة فوق من أحكى بمعنى أحكا كما فى باب المعتل من اللسان كتبه مصححه

٢٠٠