المخصّص - ج ١٢

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٢

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٣

عبيد* ارْتَطَمَ على الرجلِ أَمْرُه ـ سُدَّتْ عليه مَذَاهِبُه وَرُطِمَ البعيرُ ـ احْتَبَس نَجْوُهُ* صاحب العين* رَطَمْتُ الشئَ أَرْطُمُه رَطْمًا فارْتَطَم ـ أوْحَلْتُه فى أمرٍ لا يَخْرج منه* أبو عبيد* فلان يَتَقَصَّعُ فى أمره ـ اذا لم يَهْتَدِ لِوجْهَتِه والطَّهْشُ ـ اختلاطُ الرجلِ فيما أَخَذ فيه مِنْ عَمَلٍ بِيَدِه فيُفْسِده* وقال* ماجَ الناسُ ـ دخل بعضُهم فى بعض وماجَ أمرُهم ـ اخْتَلَط* أبو زيد* باكَ القَوْمَ رَأْيُهم بَوْكًا ـ اخْتَلَط عليهم فلم يَجِدُوا له مَخْرَجا* صاحب العين* اضْطَرَبَ الحَبْلُ بين القوم ـ اخْتَلَطُوا فى كَلِمتهم* وقال* أَوْشازُ الأُمور ـ شَدِائدُها* أبو زيد* التَّسْكِيرُ للحاجة ـ اخْتِلَاطُ الرأى فيها ما لم تَعْزِم فاذا عَزَمْتَ ذَهَبَ اسمُ التسكير وقد سُكِّرَتْ حاجتى* صاحب العين* أُمُور مُشْتَبِهة ومُشَبِّهة مُشْكِلةٌ وأنشد

 واعْلَمْ بأنَّكَ فى زَمَا

ن مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ

وشُبِّه علَىَّ الأمرُ ـ خُلِط* ابن دريد* نَشِمَ القومُ فى الشَّرِّ ـ نَشِبُوا* ابن السكيت* قال الاصمعى قولهم «هُمْ فى أمرٍ لا يُنادَى وَلِيدُهُ» نرى أصله كان شِدةً أصابتهم حتى كانت الأُمُّ تَنْسَى وَلِيدَها يعنى ابنها الصغير فلا تُنادِيه ولا تَذْكُره وقيل هو أمر عظيم لا يُنادَى فيه الصغار بل الجِلَّة* وقال الكلابى* لا يُنادَى وَلِيدُه يقال فى موضع الكثرة والسَّعَة أى متى أَهْوَى الوَلِيدُ بيده الى شئ لم يُزْجَر عنه لئلا يفسد من كثرته عندهم* صاحب العين* الوَبَالُ ـ الشِّدة يقال أَخَذَهُ أَخْذًا وَبِيلا* غيره* اللَّامَةُ واللَّامُ واللَّوْمُ ـ الهَوْلُ وَوَقَع فى فَعْفَعة شَرٍّ ـ أى فى اختلاطه والقارِعةُ ـ الشِّدةُ من شدائد الدهر وقيل هى ـ القيامة وبُعْكُوكَةُ الشَّرِّ ـ وَسَطُه* صاحب العين* تَبَزَّع الشَّرُّ ـ هاج وأَرْعَدَ ولم يَقَعْ بَعْدُ* وقال* فَظُع الأمرُ فَظَاعةَ فهو فَظِعٌ وفظيعِ وأَفْظَع اشْتَدَّ وبَرَّحَ وأَفْظَعَنِى ـ اشتدَّ علىَّ وفَظِعْتُ به وأَفْظَعْتُه واسْتَفْظَعْته ـ رَأَيْته فَظِيعا

١٤١

باب حُلُول المَكاره

حاقَ به الشئُ حَيْقًا ـ نَزَلَ وأحاقَهُ الله به ـ أَنْزَلَه به* صاحب العين* حَلَّ عليه أمرُ الله يَحُلُّ ـ نَزَل* ابن السكيت* جَاحَهُم يَجِيحُهم ويَجُوحهم واجْتَاحَهُمْ* أبو عبيد* جَاحَهُم وأَجَاحَهُم وسَنَةٌ جائحة وأنشد

* ولكِنْ عَرَايَا فى السِّنِين الجَوَائح*

* أبو زيد* رجلٌ مِتْيَحٌ ـ لا يَزَالُ يَقَع فى بَلِيَّة وأَتَاحَ اللهُ له ذلك ـ قَدَّره وتَاحَ له الأمرُ ـ قُدِر عليه وأمرٌ مِتْيَاحٌ ـ مُتَاحٌ* أبو حاتم* خَزِىَ الرجلُ خِزْيًا ـ وَقَع فى بَلِيَّة وأَخْزَاهُ اللهُ والخَزْيَةُ ـ البَلِيَّة يُوقَع فيها* صاحب العين* أَصَابَتْه مُصِيبة لا تُجْتَبر ـ أى لا مَجْبَرَ منها والجَوَالِبُ ـ الآفات والشدائد* وقال* صَدَمَهُمْ أمرٌ ـ أصابَهُم* الأصمعى* المُصِيبة ـ ما أَصَاب من الدَّهْر* قال* ولا يقال مُصَابة وحكى ابن جنى مُصَابة ومُصِيبة وجَمْعُ المُصِيبة مَصَاوِب ومَصَائِب على غير قياس* صاحب العين* تَبَلَهُم الدَّهْرُ تَبْلاً ـ رَمَاهُمْ بِصُرُوفه ودَهْرٌ تَبِلٌ* وقال* المُلِمَّة ـ الشَّدِيدة من شَدَائِد الدهر* وقال* بُلِىَ بالشئ بَلَاءً وابْتُلِىَ وابْتَلَاهُ اللهُ ـ امْتَحَنه والبَلَاءُ يكون فى الخير والشر يقال أَبْلَيْتُه بَلاءً حَسَنا وسَيِّئًا* ثعلب* أَبْلَاهُ خَيْرًا وبالخَيْر وكذلك ابْتَلَاه وبَلَاه بالشَّرِّ وقيل بَلَاهُ يجمعهما فأمَّا أَبْلَاهُ فَفِى الخير خاصَّة وحقيقة هذه الكلمة الاختبار* أبو عبيد* نَزَلَتْ بَلَاءِ على الكُفَّار ـ يعنى البَلَاء* صاحب العين* نابَ الأَمْرُ نَوْبَةً ـ نَزَلَ والنَّائِبة ـ النازلةُ وهى النَّوَائِبُ* ابن دريد* نارَتْ نائرةٌ بيْنَ الناس ـ أى ماجَتْ

الدَّوَاهِى والشز

الدَّاهِيةُ ـ الأمرُ المُنْكَر وكلُّ ما أَصَابَك من مُنْكَرٍ من مَأْمَنِك فقد دَهَاك دَهْيًا* ابن السكيت* دَاهِيةٌ دَهْياء ودَهْوَاءُ على المبالغة وحَكَى ابن جنى دُهْوِيَّة وأنشد

١٤٢

بَيْنَا الفَتَى يَسْعَى الى أُمْنِيَّه

يَحْسَبُ أنَّ الدَّهْرَ سُرْجُوجِيَّهْ

* إذْ عَرَضَتْ دَاهِيَةٌ دُهْوِيَّهْ*

* أبو عبيد* جاءَ فُلان بالقِنْطِر والضِّئْبِل والنِّئْطِل والسِّلْتِم والخَنْفَقِيق ـ كُلُّه أسماء الداهية* ابن دريد* وهى الخَيْفَق* أبو عبيد* وكذلك العَنْقَفِير* غيره* عَقْفَرَتْهُ ـ الدَّوَاهِى وعَقْفَرَتْ عليه وهى العَقْفَرَة* أبو عبيد* وكذلك الدَّهَارِيس* الأصمعى* واحدها دِهْرِسٌ ودُهْرُسٌ والدُّهَيْمُ والطُّلَاطِلَةُ والبابحة* ابن دريد* باجَتْ عليهم بَوْجًا وانْبَاجَتْ بائجة ـ أى انْفَتَق فَتْقٌ مُنْكَرٌ وبُجْتُهُمْ بالشَّرِّ بَوْجًا ـ عَمَمْتُهُمْ* أبو عبيد* داهِيَةٌ صَمَّاء ـ شديدة والبَجَارِىُّ والفَلِيقة والفِلْق ـ الدَّوَاهِى* وقال* جاء بِعُلَقَ فُلَقَ غيرَ مُجْرًى وقد أَعْلَقْتُ وأَفْلَقْتُ وافْتَلَقْتُ وهى ـ الداهية* ابن دريد* الفَيْلق ـ الداهية وأَفْلَقَ فى الأمر ـ اذا كان حاذقا به ومنه قولهم شاعر مُفْلِقٌ والمَفْلَقةُ ـ الداهية* أبو عبيد* الخُوَيْخِيَةُ ـ الداهية وأنشد فى ذلك

وكلُّ أُنَاسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُمْ

خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ منها الأَنامِلُ

ويروى ... تَدْخُل بَيْتَهم والفَاضَّةُ ـ الداهية وهى الفَوَاضُّ* وقال* وقع فى أُغْوِيَّةٍ وَوَامِئَة وتُغُلِّسَ كلُّه ـ الداهية* وقال* جِئْت بأُمُورٍ دُبْسٍ وهى ـ الدَّوَاهى وأُمُّ اللُّهَيْم والنَّئَادَى كلُّه ـ الداهية وأنشد

فَايَّاكُمْ وَدَاهِيةً نَشَادَى

أَظَلَّتْكُمْ بِعَارِضِها المُخِيل

يعنى بالنَّئَادَى العظيمة منها* قال ابن جنى* جىء بها على صيغة الكثرة ذهابا الى العموم* ابن السكيت* وهى النَّئَادُ* صاحب العين* وهى النَّؤُود وقد نَأَدَتْهُم* ابن السكيت* وهى الصَّيْلَم* صاحب العين* أمرٌ صَيْلَمٌ ـ شديد مُسْتَأْصِل وهو الصَّيْلَمِيَّة وقد اصْطُلِم القومُ ـ أُبِيرُوا* أبو عبيد* الذَّرَبَيَّا ـ الداهية وأنشد فى ذلك

رَمَانِىَ بالآفاتِ من كلِّ جانبٍ

وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُفِهْرٍ وَشِيبُها

والبائقة ـ الداهية باقَتْهُم بَوْقًا وهى داهية بَؤُوق* أبو عبيد* فَقَرَتْهُم الفاقرَةُ وصَلَّتْهُمُ الصَّالَّة* ابن السكيت* الصِّلُّ ـ الداهية ويقال للرَّجُل

١٤٣

الداهية «إنَّهُ لَصِلُّ أَصْلَالٍ» * أبو عبيد* دَبَلَتْهُم الدُّبَيْلة كذلك والدَّغَاوِلُ والغَوَائِل مثلُه* أبو زيد* الغُولُ ـ الداهية وأَتَى غُولاً غائِلاً ـ أى أَمْرًا مُنْكَرا* أبو عبيد* المُصْمَئِلَّة والصَّلْعاء كلُّه ـ الداهية* ابن السكيت* الأَزَابِعُ والأَزَامِعُ ـ الدوَاهِى واحدها أَزْمَع* صاحب العين* الدَّهْرُ ـ النازِلَةُ يقال دَهْرَهُمْ أمرٌ ـ أى نَزَلَ بهم مكروه* وقال* انْفَجرتْ عليهم الدَّوَاهِى ـ أَتَتْهم من كل وَجْهٍ وأُمُّ صَبَّار ـ الداهية* ابن السكيت* جاء بِدَاهِية زَبَّاءَ وشَعْرَاءَ* الأصمعى* جاء بها شَعْراءَ ذاتَ وَبَرٍ يُذْهَبُ بهما الى معنى الانتشار والكثرة* ابن السكيت* جاءَ بالأُرَبَى مقصور ـ أى الداهية المستنكرة وجاء بأُمِّ حَبَوْكَرَى مثله وأنشد

فلَمَّا غَسَا لَيْلِى وأَيْقَنْتُ أنها

هى الأُرَبَى جاءتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى

* وقال* وَقَع فى أُمِّ حَبَوْكَر وحَبَوْكَران ويُلْقَى منها أُمٌّ فيقال وقع فى حَبَوْكَر وأصله الرَّمْلة التى يُضَلُّ فيها ثم صُرِفَتْ الى الدَّوَاهِى وقال «جاء بأُمِّ الرُّبَيْق على أُرَيْق» يُضْرَب مثلا للرجل يجىء بالداهية وأُرَيْق ـ تصغير دابة أَوْرَق كما تقول فى تصغير أَحْمَد حُمَيْد* قال* وزعم الأصمعى أن الأَوْرَق شَرُّ الأبل وابْنَةُ مِغْيَرٍ الداهية والسِّبْدُ والقِرْطِيط ـ الداهية وأنشد

سَأَلْنَاهُمُ أَنْ يَرْفُدُونَا فأَجْبَلُوا

وجاءَتْ بِقِرْطِيطٍ من الأمرِ زَيْنَبُ

أَجْبَلُوا ـ مَنَعُوا* صاحب العين* الصَّاخَّة ـ الداهية والصَّاخَّةُ ـ صَيْحَة تَصُخُّ الأُذُن ـ أى تُصِمُّها وفى التنزيل (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) * أبو زيد* الغَمَّاءُ ـ الشِّدة من شدائد الدهر* ابن دريد* الخَرْساء ـ الداهية* السيرافى* الأُفْنُون ـ الداهية* ابن السكيت* الدَّرْدَبِيسُ ـ الداهية وأنشد

وَلَوْ جَرَّبْتنى فى ذاك يَوْمًا

رَضِيت وقُلْت أنْتَ الدَّرْدَبِيسُ

وقيل «إنَّهُ لَيَجِىء بالافَاجِير» ـ أى بالدواهى والنَّكْرَاءُ والمُؤْيِدُ والمُؤْيَدُ ـ الداهية والتَّمَاسِى ـ الدَّوَاهى وأنشد

أُدَاوِرُها كَيْماتَلِين وإنَّنى

لَأَلْقَى على العِلَّاتِ منها التَّمَاسِيَا

١٤٤

* وقال* رَمَاه بأَقْحاف رأسه ـ اذا رماه بالأمور العظام ويقال «صَمِّى صَمَامِ» يُضْرَبُ للرجل يَجِىء بالداهية ـ أى اخْرَسِى يا صَمَامِ ويقال إحْدَى بَنَاتِ طَبَق ـ يُضْرَب مثلا للداهية ويَرَوْن أن أصلها الحَيَّة أراد استدارة الحَيَّة شَبَّهَهُ بالطَّبَق وهى أُمُّ طَبَق أيضا* ابن دريد* ويقال إحدى بَنَاتِ طَبَق شَرُّك على رأسك يقول ذلك الرجل اذا رأى ما يكرهه* ابن السكيت* صَمِّى ابْنَةَ الجَبَل* قال* وَزِيدَ مع هذه الكلمة «مَهْمَا يُقَلْ تَقُلْ» يقال ذلك عند الأمر العظيم يُسْتَفْظَع ويزعمون أنهم أرادوا بابْنَةِ الجَبَل الصَّدَى والعَنَاقُ ـ الداهية وأنشد

أَمِنْ تَرْجِيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ

سَبَاياكُمْ وأُبْتُمْ بالعَنَاقِ

القارِيَةُ ـ طَيْرٌ أخضر يقول فَزِعْتُمْ من صَوْت هذا الطائر فَتَركْتُمْ غنائمكم وانْهَزَمْتُم وقيل العناق ههُنا ـ الخَيْبَة ويقال «لَقِىَ منه اذُنَىْ عَنَاق» وأنشد

اذا تَدَافَعْنَ علَى القَيَاقِى

لَاقَيْنَ منه اذُنَىْ عَنَاقِ (١)

الضُوَاضِيَةُ والعَنْقاء والدَّيْلَمُ والدَّلْوُ والزَّفِيرُ كلُّهنَّ ـ الدواهى وأنشد

يحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وعَنْقَفِيرا

وأُمَّ خَشَّافٍ وخَنْشَفِيرا

* والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرا*

أُمُّ خَشَّافٍ ـ الهَلَكةُ وخَنْشَفِير ـ المَنِيَّة اسم لها وقيل هى الداهية* صاحب العين* العَوْبَطُ ـ الداهية وقد عَبَطَتْه الدواهى تَعْبِطُه ـ أصابته من غير أن يكون مُسْتَحِقًّا لها* ابن دريد* العَوْطَبُ كذلك وعَنَتْ أُمُورٌ واعْتَنَتْ ـ نَزَلَتْ والخَيْتَعُور ـ الداهية وعَبْقَس من أسمائها وعَجَارِيفُ الدَّهْرِ ـ حوادثُه وداهِيَةٌ جَرْ عَبِيبٌ ـ شديدة* ابن دريد* الدَّهْكَلُ ـ من شدائد الدهر والخَيْطَل من أسماء الداهية* صاحب العين* القِنْطِر والقِنْطِير ـ الداهية* غيره* الأَكْتَل ـ الشديدة من شدائد الدهر وداهِيَةٌ مُذْكِرٌ لا يقوم لها إلا ذُكْرانُ الرجال* ابن السكيت* والحِبْلُ ـ الداهية وجمعُها حُبُول وأنشد

فَلا تَعْجَلِى يا عَزَّ أَنْ تَتَفَهَّمى

بِنُصْحٍ أَتَى الوَاشُونَ أَوْ بِحُبُول

__________________

(١) ويروى اذا تمطين اه

١٤٥

* قال أبو على* فأما قوله

أَجَدُّوا نَجاءً غَيَّبَتْهُمْ عَشِيَّةً

خَمَائِلُ مِنْ ذَاتِ المَشَا وهُجُولُ

وكُنْتُ سَلِيمَ القَلْبِ حتَّى أَصَابَنِى

مِنَ اللَّامِعاتِ المُبْرِقاتِ حُبُولُ

فان الحُبُول الفتَنُ واحدها حِبْلٌ ورواه الشَّيْبانى بالخاء معجمة وهى تصحيف* ابن دريد* الهَنَابِثُ ـ الدَّوَاهِى واحدتها هَنْبَثَة والنَّاقِرَةُ ـ الدَّاهِية وأَتَتْنِى عنه نَوَاقِرُ ـ أى كَلِمٌ تَسُوءُنى والنِّئْضِلُ ـ من أسماء الداهية زعموا والواقِعَةُ الداهية وقوله تعالى (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) يعنى القيامة* صاحب العين* أصابتهم هازِمةٌ من هَوَازِم الدَّهْر ـ أى داهِيةٌ وصَوَاكِمُ الدَّهْر ـ ما يُصِيب من نوائبه والنَّكْبَة ـ المُصِيبة من مصائب الدهر والجمع نَكَبَاتٌ وهى النَّكْبُ وجَمْعُه نُكُوب وقد نَكَبَهُ الدَّهْرُ يَنْكُبُه نَكْبًا ونَكَبًا* أبو حاتم* وقد نُكِبَ الرجلُ* صاحب العين* الأَكَّةُ ـ الشديدة من شدائد الدهر* ابن دريد* الضَّاخِيَةُ ـ من أسماء الدواهى والهَنْبَذَةُ ـ الأمر الشديد وذاتُ الجَنَادِع ـ الداهية وتُسَمَّى الدواهى الجَنَادِع والقَنْفَخ ـ الداهية ولا أدرى ما صِحَّةُ ذلك والدَّامِكة وأُمُّ زَنْفَل الداهية ـ وحَوْلَقٌ وحَيْلَقٌ وعُفَرْنِيَة وقنيب ومَرْمَرِيسٌ كُلُّه ـ الداهية وقد تقدم أن المَرْمَرِيسَ الأملس وبُيِّن وجه تصريفه* أبو عبيد* جاء بالدُّولة والتُّولة لا يَهْمِزونهما وهما الدواهى فأمَّا التِّوَلة التى فى الحديث وهو الذى يُحَبِّب بين الرجل والمرأة فبالكسر* ابن دريد* جاء بدُولانه وتُولَاتِه ودُولَاء وتُولَاه كذلك والبَزْلاءُ ـ الداهية والخَرْسَاء ـ الداهية ويقال داهية الغَبَر ـ لا يُهْتَدَى للمَنْجَى منها والصَّاقِرُة ـ النازلَةُ والضِّمُّ والضِّمامةُ ـ الداهية الشديدة والبَهْلَقُ ـ الداهية* اللحيانى* الادُّ ـ الداهية وقد أَدَّتْ تَئِدُّ وتَؤُدُّ أَدًّا* أبو عبيد* وَلَبَ إليه الشَّرُّ وُلُوبا (١) ـ كائنا ما كان* السيرافى* الغَلْفَقِيقُ ـ الداهية* ابن السكيت* شَرٌّ شِمِرٌّ ـ أى شديد* أبو زيد* أَشْمَلَهُمْ شَرًّا وشَمَلَهم به يَشْمُلُهم وشَمِلَهُم ـ عَمَّهُمْ* الاصمعى* شمْلاً وشُمُولا وقد يكون الشُّمُول بالخير* ابن دريد* دُرَخْمِين ودُرَخْمِيل ـ من أسماء الداهية وقد تقدم أنه الثَّقِيل من الرجال* السيرافى* القَرْطَبُوسُ ـ الداهية

__________________

(١) قوله ولب اليه الشر الخ فى الكلام نقص وتحريف وعبارة اللسان نقلا عن المحكم ولب اليه الشئ يلب ولوبا وصل اليه كائنا ما كان اه كتبه مصححه

١٤٦

* صاحب العين* العُلْعُولُ ـ الشَّرُّ* وقال* رَمَاهُ الله بالدَّوْقَعَةِ ـ أى بالشر والفَاقِعةُ ـ الداهية وكذلك العَمَاس ومنه يَوْمٌ عَمَاسٌ ـ شديد والجمع عُمُسٌ وقد عَمِسَ عَمَسًا وعَمَاسَةً وعُمُوسة وعُمُوسًا وقد تقدم فى الايام وكلُّ حَرْبٍ وأمرٍ لا يُهْتَدَى له عَمَاسٌ ومنه عَمَّسَ علىَّ ـ أى ترَكَنِى فى شُبْهة وقد تقدم عامَّة ذلك فى الايام وتَعَامَسْتُ عن الامر ـ تَجَاهَلْت* أبو عبيد* العَوْصَاء والعَيْصاء الشِّدة* الأصمعى* حَزَبَنِى الامر يَحْزُبُنى حَزْبًا ـ نابَنِى واشتَدَّ علَىَّ والاسم الحُزَابة وأمرٌ حازِبٌ وحَزِيبٌ ـ شديد* صاحب العين* الغَافِصة من أَوَازمِ الدهر* وقال* شَرٌّ قُمَاطِرٌ وقِمْطِرٌ ومُقْمَطِرٌّ واقْمَطَرَّ عليه الشئُ ـ تَزَاحَمَ* السيرافى* وَقَعُوا فى وَرَنْتَلٍ ـ أى شر وأمرٍ عظيم مَثَّل به سيبويه وفَسَّره هو* قال أبو على* انما قضينا على الواو أنها أصل لانها لا تُزَاد أوّلا البَتَّةَ والنونُ ثالثةٌ وهو موضع زيادتها الا أن يجىء ثَبَتٌ بخلاف ذلك

الامر العَجَبُ العَظِيم

العَجَبُ ـ الأمرُ الغَرِيب أمرٌ عَجَبٌ وعَجِيبٌ وعُجَابٌ وعُجَّابٌ وقيل العُجَاب ـ الذى قد تَجَاوَزَ الحَدَّ فى العَجَب والعَجِيبُ أنقصُ مَرْتبة وقِصَّةٌ عَجَبٌ بغير هاء صِفَةٌ بالمصدر كامرأة عَدْل وقد أَبَنْتُ تعليلَه فى صدر هذا الكتاب وعَجِبْتُ من هذا الامر عَجَبًا وتَعَجَّبْتُ وعَجَّبْتُ غيرى والعَجَائِبُ جمع عَجِيبة والهاء فيها إما للداهية وإما للمبالغة وعَجَبٌ عاجِبٌ على المبالغة كما ذهب اليه الخليل فى هذا الضرب* أبو عبيد* الأُعْجُوبة من العَجَب كالأُضْحُوكة من الضَّحِك فأَعْجَبَنِى الامر (١) * قال أبو على* التَّعَاجِيبُ ـ العَجَائبُ وأنشد

أَوْدَى الشَّبَابُ حَمِيدًا ذُو التَّعَاجِيب

أَوْدَى وذلِكَ شَأْوٌ غيْرُ مَطْلُوب

* قال* ولا واحِدَ للتَّعَاجِيب ولا نظير له الا ثلاثة أحرف تَعَاشِيب الأرض وتَبَاشِير الصُّبْح وتَفاطِيرُ النَّبات فأمَّا البَثْرُ الذى يَظْهَر على وجه المُحْتَلِم فبالنون واحدها تُفْطُور* قال* ومن رواه بالتاء فقد صَحَّف وأنشد

__________________

(١) قوله فأعجبنى الامر الظاهر أن هنا نقصا ووجه الكلام فأعجبنى الامر كأضحكنى أى حملنى على العجب والضحك كتبه مصححه

١٤٧

نَفَاطِيرُ الجُنُون بوَجْهِ سَلْمَى

قدِيمًا لا نَفَاطِيرُ الشَّبَاب

* صاحب العين* أُعْجِبْتُ بالأمر* ابن السكيت* هو العُجْبُ والعَجَبُ كالسُّقْم والسَّقَم وزعم أبو على أن هذا مطرد فى كل شئ من هذا القبيل* أبو عبيد* جاء فلان بأمرٍ عَجَب وبأَمْر بَدِىءٍ ـ أى عَجِيب وأنشد

* فَلَا بَدِىءٌ ولا عَجِيبُ*

وجاء بأَمْرٍ بَطِيطٍ مِثلُه والهِتْرُ ـ العَجَب وأنشد

* تُراجِع هِتْرًا مِنْ تُمَاضِرَ هاتِرا*

والهَكَرُ ـ العَجَب وقد هَكِرَ ـ اشْتَدَّ عَجَبُه وأنشد

* فاعْجَبْ لذلك رَيْبَ دَهْرِ واهْكَرِ*

والهَكِرُ ـ المُتَعَجِّب* ابن دريد* ما فى هذا الأمر مَهْكرٌ ومَهْكَرةٌ ـ أى مَعْجَبة* وقال* تَهَكَّرَ الرجلُ ـ تَحَيَّر وحَصِر فى مَنْطِقه وتَهَكَّرَ الحادى ـ حار* اللحيانى* تَفَكَّهْتُ من كذا وفَكِهْتُ ـ أى عَجِبْت وفى التنزيل (فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) أى مُتَعَجِّبون ناعمون بما هم فيه وقال بعض أهل التفسير نختار ما كان فى وصف أهل الجنة (فاكِهِينَ) وفى وصف أهل النار (فَكِهِينَ) ـ أى أَشِرِين* أبو عبيد* الزَّوْلُ ـ العَجَبُ وأنشد

وقد صِرْت عَمًّا لَها بالمَشِي

ب زَوْلاً لَدَيْها هو الأَزْوَلُ

والفَنْكُ والفَنَكُ ـ العَجَب* ابن السكيت* الامْرُ ـ الشئ المُعْجِب قال تعالى (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) والنُّكْر ـ المُنْكَر قال تعالى (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) * سيبويه* وهو النُّكُرُ وفى التنزيل (إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) * أبو عبيد* وهى النَّكْراء والمُنْكَر* صاحب العين* الضَّحِكُ ـ العَجَب وعليه فَسَّرَ بعضهم قولَه عزوجل (فَضَحِكَتْ) ـ أى عَجِبَتْ وقد تقدم أنه طَمَثَتْ* ابن السكيت* بَهْرًا له ـ أى عَجَبًا* ابن دريد* جاء بالبَرْحِ والبُرَحاء ـ أى بالأَمْرِ العَظِيم وبَرَّحَ بى هذا الأمرُ ـ اذا غَلُظَ علَىَّ واشتدَّ وجاء فى هذا الأمرِ بعُرْقُوب ـ أى بأمرٍ فيه الْتِواء وكذلك العِرْقَاب* وقال* جاء

١٤٨

بالعُكَمِص ـ أى بالشئ يُعْجَب منه* السيرافى* بالعُلَمِص كذلك* ابن دريد* غَرْوَى ـ من العَجَب ومن الاغْراء ولا غَرْوَ منه ـ أى لا عَجَب* صاحب العين* الحُولَةُ ـ العَجَب وأنشد

ومن حُولَةِ الأَيَّام والدَّهْرِ أَنَّنا

لَنا غَنَمٌ مَقْصُورةٌ ولَنا بَقَرْ

فأما ابن السكيت فَجَعله وصفا وقال جاء بأمرٍ حُولَةٍ أى عَجَب* صاحب العين* النَّكِيئَةُ ـ الأمرُ الكَبِير الشديد وأنشد

وقَرَّبْتُ بالقُرْبَى وجَدِّكَ إنَّنِى

مَتَى يَكُ أَمْرٌ لِلنَّكِيثَةِ أَشْهَدِ

وقد تقدمت النَّكيئة فى باب أَقْصَى المجهُود* صاحب العين* جِئْت بأمرٍ بَجِيل ـ أى مُنْكَر والبَجَلُ ـ العَجَب وقيل البُهْتان* أبو عبيد* ما أَبْرَحَ هذا الأمرَ ـ أى ما أعْجَبَه وأنشد

* فأَبْرَحْتَ رَبًّا وأَبْرَحْتَ جارا*

أى أعْجَبْتَ* وقال بعضهم* معنى أَبْرَحْتَ أَكْرَمْتَ ـ أى صادَفْتَ كريمًا وقيل معناه أَبْرَحْتَ بمن أراد اللَّحاقَ بك تُبْرح به فَيَلْقَى دون ذلك شِدَّةً* ابن دريد* أمرٌ نابِهٌ ـ عظيم* أبو عبيد* الجُلَّى ـ الأمر العظيم والجمع جُلَلٌ وقد جَلَّ يَجِلُّ جَلَالاً وجَلَالةً فهو جَلِيلٌ وجُلَالٌ* وقال* أمرٌ بُجْرٌ ـ عظيم ومنه «قال هُجْرًا وبُجْرًا» * السيرافى* بُلَعْبِيسُ ـ الأَعاجِيبُ وقد مَثَّل به سيبويه

ايقاع الانسان صاحبَه فى شَرٍّ

* ابن دريد* أرَّهُ ودَعْمَظَه ـ أَلْقاه فى شَرٍّ* أبو زيد* وأرَهُ كذلك* قال أبو على* أَوْحَلَه فى شَرٍّ كذلك* قال* وأراه مشتقا من الوَحَل* ابن دريد* أَوْرَطْتُه ـ أَوْقَعْتُه فيما لا خَلَاص له منه وتوَرَّط الرجلُ من ذلك والوَرْطَةُ الأمر تقَعُ فيه وجمعها وِرَاطٌ* أبو عبيد* صَلَيْتُ له ـ مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه فى هَلَكةٍ

١٤٩

ما يَلْقَاه الانسان من صاحبه من الشَّر

* أبو عبيد* لَقِيتُ منه الأَزَابِىَّ واحدها أُزْبِىٌّ والبَجَارِىَّ واحدها بُجْرِىٌّ وذَاتَ العَرَاقِى وأنشد

لَقِيتُمْ مِنْ تَدَرُّئكُمْ عَلَيْنا

وقَتْلِ سَرَاتِنا ذَاتَ العَرَاقِى

* وقال* لَقِيتُ منه الأَمَرِّينَ والفُتَكْرِينَ والفِتَكْرِينَ والأقْوَرِينَ والأَقْوَرِيَّات كُلُّه ـ الشَّرُّ والأمر العظيم* ابن السكيت* لَقِيتُ منه البِرَحِينَ والبُرَحِينَ ولَقِيتُ منه بَرْحًا بارِحًا وبَناتِ بَرْحٍ وبَنِى بَرْحٍ* أبو على فى التذكرة* قالوا بَنِى بَرْحٍ وان كان لما لا يَعْقِل لقولهم البُرَحِين* قال* وقالوا البُرَحِين فجمعوه جَمْعَ ما يَعْقِل لقولهم بَرْحًا بارِحًا حين أنزلوا الحَدَثَ مَنْزلَة العين* ابن السكيت* لقِيتُ منه الذَّرَبِينَ وعَرَقَ القِرْبة ـ أى أَمْرًا شديدا وأنشد فى ذلك

لَيْسَتْ بِمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها

عَرَقُ السِّقاء على القَعُودِ اللَّاغِب

* قال* ولا يَعْرِفُ الاصمعىُّ أصلَه* ابن دريد* أراد عَرَقَ القِرْبة فلم يَسْتَقِمْ له الشِّعْر

المخالفة والمُضَادَّة

* صاحب العين* خالَفْتُه مُخَالَفةً وخِلَافا* أبو زيد* تَخَالَفَ الأَمْرَانِ واخْتَلَفا وكُلُّ ما لم يَتَساوَ فقد اخْتَلَفَ وتَخَالَفَ وهما خِلْفَان ـ أى مُخْتَلِفَان وكذلك الانثى والتَّخَالِيف ـ الأَلوان المُخْتَلِفة* أبو عبيد* القوم خِلْفَةٌ ـ أى مختلفون* أبو زيد* ان فيه لخِلْفَةً وخُلْفَةً ـ أى مخالفة ورجل خِلَفْنَةٌ وخالِفةٌ وإنه لَذُو خِلْفة وخِلَاف* صاحب العين* عَسَرْتُ عليه أعْسُرُ وعَسَّرْتُ ـ خالَفْتُه* ابن دريد* تَرَكْتُهُم حَوْثًا بَوْثًا ـ أى مختَلِفِين* ابن السكيت* شَطَنَه يَشْطُنُه شَطْنًا ـ خالَفَه عن وَجْهِه ونِيَّتِه* صاحب العين* ضِدُّ الشئ وضَدِيدُه خِلافُه والجمع أَضْدَاد وقد ضادَّهُ مُضَادَّة* أبو عبيد* حاوَدْتُه ـ خالَفْتُه* أبو زيد* الشَّخِيسُ ـ المُخَالف لما أُمِرَ به ومنه تَشَاخَسَ أمرُ القوم ـ اخْتَلَف

١٥٠

وقد تقدم* أبو حاتم* التَّصَبْصُب ـ شِدَّة الخِلاف والجُرْأة وقد تقدم أن التَّصَبْصُب التَّفَرُّق والامِحَّاقُ* ابن دريد* ضَيْزَنُ الرجلِ ـ ضِدُّه وقيل الضَّيْزَنُ الذى يخالِف الى امرأة أبيه وأنشد

* فكُلُّهُمْ لِأَبِيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُ*

والضُّيْزَنُ أيضا ـ الذى يُزَاحِم على الحوض أو البئر* ابن السكيت* الناسُ أَخْيَافٌ ـ أى مختلفُون* ابن دريد* الأَخْيَافُ ـ الذين أُمُّهُم واحدة وآباؤهم شَتَّى وخُيِّف الأمرُ بينهم ـ وُزِّع* صاحب العين* الشِّقَاق ـ الخِلاف وقد شاقَّه مُشَاقَّة وشِقَاقا وشَقَّ أمرَهُ بَشُقُّه شَقًّا فانْشَقَّ ـ انْفَرَق وتَبَدَّد اخْتِلافا ومنه شَقَّ عَصَا الطاعةِ فانْشَقَّتْ* وقال* الناسُ أَطْوَار ـ أى أَخْيَاف على حالات شَتَّى

المُلَاعَمة والمُوَافَقة

* صاحب العين* وَافَقَه مُوَافَقةً ووِفاقًا واتَّفَق معه وَوَفْقُ الشئِ ـ ما وَافَقَه* ابن دريد* جاء القَوْمٌ وَفْقًا ـ أى مُتَوَافِقين* الاصمعى* لَاءَمَنِى الأمرُ وافَقَنِى* أبو عبيد* وَاءَمْتُهُ مُوَاءَمَةً وَوِئَامًا وهى ـ الموافَقَةُ أن تَفْعَل كما يفعل وأنشد

* لَوْ لَا الْوِئامُ هَلَكَ الانْسانُ*

* ابن دريد* وانَحْتُ ـ مثل واءَمْتُ وليس بِثَبْت* أبو عبيد* الرِّفَاءُ والمُرافَاةُ بلا همز ـ المُوَافقة* قال أبو على* ما يُقَانِينِى فلان وما يُقَامِينِى ـ أى ما يوافقنى فأما أبو عبيد فقال ما يُقَانِينِى الشئُ وما يُقَامِينِى فَعَمَّ به* وقال* سَمَحَ لى بذلك يَسْمَح سَمَاحةً وهى ـ الموافقة على ما طلب* أبو زيد* المُزَاهَمة ـ المُقَارَبة والمُدَاناة فى السَّيْر والبَيْع والشراء* ابن دريد* وَاتَنْتُه وواتَيْتُه ـ فَعَلْتُ كما يَفْعَل* ابن السكيت* ما تَنْتُ الرجلَ مُمَاتنَةً ومِتَانا ـ فَعَلْتُ كما يَفْعَل

١٥١

التَّعَاوُن

* غير واحد* العَوْنُ يكون مصدرا واسما فاذا كان مصدرا لم يُجْمع وأَمَّا اذا كان اسما فقيل يكون للواحد والاثنين والجميع والمؤنث بلفظ واحد وقيل جَمْعُه أَعْوانٌ وعَوِينٌ وقد اسْتَعَنْتُه فأَعَانَنِى وهى المَعَانة والمَعْوَنَةُ والمَعُونَة والمَعُون ولم يأت مَفْعُل بغير هاء الا المَعُون والمَكْرُم قال

* ليَوْمِ مَجْدٍ أو فَعَالِ مَكْرُم*

* وقال*

* علَى كَثْرَةِ الوَاشِينَ أَىُّ مَعُون*

وقيل مَعُون جمع مَعُونة ومَكْرُم جمع مَكْرُمة وقد تعاوَنُوا علَىَّ واعْتَوَنُوا ـ أَعانَ بعضُهم بَعْضًا* سيبويه* عاوَنْتُه عِوَانًا صَحَّت الواو فى المصدر كما صَحَّتْ فى الفعل* أبو زيد* رجلٌ مِعْوَانٌ ـ حَسَنُ المَعُونة* صاحب العين* ساعَدْتُه على الأمر مُسَاعَدةً وسِعَادًا ـ عاوَنْتُه والاسْعادُ ـ فى النَّوْح والبُكَاء وقولُهم لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ ـ أى إسْعَادا لَكَ بَعْدَ إسعاد وسأحقق شرح هذه الكلمة فى التثنية فى فصل المصادر من هذا الكتاب* وقال* ساعَفْتُه مُساعَفَةً ـ عاوَنْتُه وقيل هى ـ المُعاوَنة فى حُسْن مُصَافاة وأَسْعَفْتُه بذلك الأمر وعليه ـ وَاتَيْتُه* غيره* عَزَرْتُه أَعْزُره عَزْرًا وعَزَّرْتُه ـ أعَنْتُه* صاحب العين* العَضُدُ المُعِين والمَعُونة والجمع أعْضَاد وقد عَضَدْتُه أَعْضُدُه عَضْدًا وعاضَدْتُه والعَوْلُ ـ المُسْتَعانُ به وقد عَوَّلْتُ عليه وبه والظَّهْر ـ العَوْنُ والظِّهْرةُ والظَّهِيرُ ـ العَوْنُ والجمع ظُهَراء وقيل الواحد والجميع فى ذلك سواء وقد تَظاهَرُوا* الأصمعى* هم ظِهْرَة واحدة ـ أى يَتَظاهَرُون على الأَعْداء وقد تقدم أن التَّظَاهُر ـ التَّدابرُ فهو ضد* الأصمعى* الرِّفْق والمَرْفِق ـ ما اسْتَعَنْتَ به وقد تَرَفَّقْتُ به وارْتَفَقْتُ* أبو زيد* أَكْنَفْتُ الرجلَ ـ أَعَنْتُه وأَكْنَفْتُه على الصَّيْد والطير أَعَنْتُه عليه وثَافَنْتُه على الشئ ـ أَعَنْتُه* وقال* أَرْدَأْتُ الرجلَ بنفسى اذا كنتَ له رِدْءًا والرِّدْءُ ـ العَوْنُ وقد تَرَادَءُوا

١٥٢

المشابهة والمماثلة

* قال أبو زيد* المُشَابَهَةُ والمُضَارَعةُ والمُمَاثَلةُ سواءٌ فى اللغة* أبو عبيد* شبْهٌ وشَبَهٌ والجمع أشباه* أبو زيد* الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيه ـ المِثْلُ وقد تَشَابَهَ الشيئانِ واشْتَبَها ـ أشْبَهَ كلُّ واحد منهما صاحِبَه وشَبَّهْته إيَّاه وشَبَّهْتُه به* صاحب العين* فيه مَشَابِهُ من فلان ـ أى أشْباه ولم يقولوا فى الواحدة مَشْبَهة فهو من باب مَلَامِح ومَذَاكِير وفيه شُبْهةٌ منه ـ أى شَبَه* أبو عبيد* مِثْلٌ ومَثَلٌ كشِبْه وشَبَه* أبو زيد ومَثِيلٌ* غير واحد* والجمع أَمْثال وأما قولُه تعالى (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) فقد اختُلِف فيه فقيل ان معناه شَبَهُ الجنة وقيل صِفَةُ الجنة وممن ذَهَب الى هذا أبو اسحق ونحن نأتى بِنَصِّ لفظه ثم نُبَيِّن أنه ليس لهذه الكلمة من اللغة نصيب فى باب الوصف وأن معناه الشَّبَه ونُرِى وجه الاستدلال على ذلك من كلام سيبويه* قال أبو اسحق* فى قوله تعالى (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) * قال سيبويه* فيما يُقَصُّ عليكم مَثَلُ الجَنَّة فرَفْعُه عنده على الابتداء* قال* وقال غيره (مَثَلُ الْجَنَّةِ) مرفوع وخبره (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) كما تقول صِفَةُ فلان أسمر وقالوا معناها صفة الجَنَّة وكلا القولين جَمِيلٌ حَسَن* قال* والذى عندى أن الله عزوجل عَرَّفَنا أَمْرَ الجَنَّة التى لم تَرَها ولم نشاهدها بما شاهدناه من أمور الدنيا وعايَنَّاه فالمعنى على هذا (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) جَنَّةٌ (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) * وقال أبو على* .... (١)(مَثَلُ الْجَنَّةِ) غير مستقيم عندنا ودلالة اللغة تردّ ما قالوا اللغة تردّ قولهم وتدفعه ولا يَقْدِرون أن يوجدونا أن مَثَل فى اللغة صِفَة انما معنى المَثَل الشَّبَه يدلك على أن معناه الشَّبَه جَرْيُه مجراه فى مواضعه ومتصرفاته ومن ذلك قولهم مررت برجل مِثْلِك فوَصَفُوا به النكرة مضافة الى المعرفة كما قالوا مررت برجل شِبْهِك ولم يختص بالاضافة لكثرة ما يقع به الاشتباه بين المتشابهين كما لم يختص فى المماثلة لذلك ومن ذلك قولهم ضَرَبْتُ مَثَلا فالمثل انما هو للكلمة التى يُرْسِلها قائلها مَحْكِية يُشَبِّه بها الامور

__________________

(١) هنا بياض بالاصل والظاهر أن نظم العبارة هكذا وقال أبو على تفسيرهم المثل بالصفة فى قوله تعالى مَثَلُ الْجَنَّةِ غير مستقيم الخ وقوله بعد ودلالة اللغة الخ فيه تكرار ظاهر كتبه مصححه

١٥٣

ويُقَابل بها الاحوال ومن ذلك قولهم للقِصَاصِ مِثَالُ ومن ذلك مِثَالُ الحَذَّاء الذى يُحَاوِلُ به تشبيهَ أحد المِثْلَين بالآخر ومن ذلك تَماثل العَلِيل ـ اذا قارَبَت أحوالُه أن تُشابه أحوالَ الصحة والطَّريقَةُ المُثْلى انما هى مُشْبِهة الصواب فهذا معنى هذه الكلمة وتَصَرُّفها ولن يقدر أحد أن يُوجِدَنا استعمالَهم مَثَلا بمعنَى الصِّفَة فى كلامهم فان قال قائلٌ فقد قال ان معنى مَثَل الصفةُ قَوْمٌ من رواة اللغة ومَنْ اذا حَكَى شيأ لَزِم قَبُولُه قلنا الذين قالوا غيرُ مدفوعِى القول اذا قالوه رواية ولم يقولوه من جهة النظر والاستدلال وقولهم (مَثَلُ الْجَنَّةِ) معناه صفة الجنة لم يَرْوُوه رواية وانما قالوا مُتَأَوِّلِين ولم يَرْوُوه عن أهل اللسان ولا أَسْنَدُوه اليهم واذا كان كذلك لم نَرُدَّ شيأ يلزم قبولُه ولا يجوز رَدُّه فهذا امتناعه من جهة اللغة عندنا ولا يستقيم قولهم أيضا من جهة المعنى ألا ترى أن مَثَلا اذا كان معناه صفة كان تقدير الكلام على قولهم صفة الجنة (فِيها أَنْهارٌ) وهذا غير مستقيم لان الانهار فى الجنة نفسها لا فى صفتها وصفتُها لا يجوز أن يكون فيها أنهار فهذا ضَعْفُه فى المعنى ومما يَدُلُّ على فساد هذا التأويل أيضا أنه اذا حمل المَثَلُ على معنى الصِّفَة فأُجْرِى فى الاخبار عنه مُجْراه وأُنِّث الراجعُ اليه الذى هو فيها و (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) صفة حمل الاسم فى قولهم على المعنى فانِّث فهذا ضعيف قبيح يجىء فى ضرورة الشعر نحو ثلاث شُخُوص وعَشْر أَبْطُن فاذا كان كذلك لم يجب أن يحمل على هذا واذا لم ينبغ الحمل على ما قالوا وكان خبر المبتدا .... (١) فى المعنى أو يكون المبتدا له فيه ذكر ولم يكن قوله (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) من أحد الحيزين لم يكن خبر المبتدا ما ذكره ولكن ما ذهب اليه سيبويه ان المعنى فيما يُقَصُّ عليكم مَثَل الجنة* صاحب العين* مِثَالُ الشئ ـ ما وَازَاه* ابن دريد* الجمع أَمْثِلةٌ ومُثُل* الأصمعى* هُمَا شَرْجٌ واحدٌ وعلى شَرْجٍ واحدٍ وفى المثل «أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجًا لو أنَ اسَيْمِرًا» جَمَعَ سَمُرًا على أَسْمُرٍ ثم صَغَّره وهو من شجر الشوك يُضْرَب مَثَلا للشيئين يشتبهان ويفارق أحدهما صاحبه فى بعض الامور* صاحب العين* الشَّرْوَى ـ النَّظِير واوُه مبدَلة من ياء على ما يَطَّرِدُ فى هذا النحو* السيرافى* هو من الشِّرَاء لان الشئ انما يُشْرَى بمثله* أبو عبيد* تَزَوَّجَ فلان لُمَتَهُ من

__________________

(١) بياض بالاصل

١٥٤

النساء ـ أى مِثْلَه* أبو زيد* هو حِذَاهُ وحَذْوُه وحَذْوَه ـ أى مِثْلُه والقَطِيعُ النَّظِير* صاحب العين* الشِّرْعة ـ المِثْل* وقال* ضارَعَ الشئُ الشئَ ـ أَشْبَهَه وهُمَا يَتَضَارَعانِ والصِّرْعَانِ والضِّرْعان ـ المِثْلان* وقال* أَعْطَيْتُه أَسْلَاعَ إبلِه ـ أى أَشْبَاهها وهما سِلْعَانِ ـ أى مِثْلَانِ وعَدْلُ الشئِ وعَدِيلُه ـ نظيره وعَدْلُه وعِدْلُه ـ مثله فى العَدْلِ وليس بالنظير بعينه وعَدَلْتُ فلانا بفلان أَعْدِله وفلان يُعَادِل فلانا ويَعْدِلُه ـ أى يُوَازِيه وما يَعْدِلُك عندنا شئٌ ـ أى ما يَقَع شئٌ مَوْقِعَك ومنه العِدْل الذى هو نِصْف الحِمْل لِمُعادلةِ أحد الأَوْنَيْن الآخرَ وهى الأعدال وهو من ذلك والعَدِيلَتانِ ـ الغِرارَتان لمعادلة إحداهما الاخرى وعَدِيلُك ـ المُعادِل لك فى المَحْمِل وَوَقَعا عِدْلَىْ عَيْرٍ ـ أى لم يَصْرَعْ أحدهما الآخر كقولك عِكْمَىْ عَيْرٍ* قال سيبويه* العَدِيلُ ما عادَلَك من الناس والعِدْلُ لا يكون الا للمتاع فَرَقُوا بين البناءين ليَفْصِلوا بين المتاع وغيره* صاحب العين* حَكَيْتُه وحاكَيْتُه ـ فعلتُ مثلَ فعله أو قلت مثل قوله* أبو عبيد* شاكَهَ الشئُ الشئَ ـ شابَهَهُ وهما يَتَشَاكَهانِ أى يتشابهان* أبو زيد* شاكَهَه مُشَاكَهةً ـ شابَهَهُ ووافَقَه* ابن دريد* وشِكَاهًا والمُشَاكَهة ـ المُقَارنة* أبو عبيد* ضاهَيْتُ الرجلَ شاكَلْتُه وقيل عارَضْتُه وفلان يَهْدِى هَدْىَ فلان ـ أى يَفْعل فِعْلَه* أبو حاتم* هذا على هِجَاءِ هذا ـ أى على شكله* أبو زيد* خَطِيرُ الشئ ـ مثله وأَخْطَرت به ـ سَوَّيت* وقال* لَسْت من غَسَّانِ فلان ولا غَيْسَانِه ـ أى من ضَرْبِه وقِتْلُ الرجلِ ـ نظِيرهُ* ابن السكيت* قِرْنُك ـ المُقَاوِم لك فى قِتال أو عِلْم والجمع قُرَناء (١) وهو من قولهم قَرَنْتُ الشئَ الى الشئ أَقْرُنُه قَرْنًا ـ شَدَدْتُه اليه ومنه قَرَنَ الحَجَّ بالعُمرة قِرَانًا وقد اقْتَرَنَ الشَّيْئَان وتَقَارَنا وجاؤا قِرَانًا ـ أى مُقْتَرِنِين وقارَنَ الشئُ الشئ مُقارنَةَ وقِرَانا والشَّكْلُ ـ المِثْل وجمعه أشكال* ابن جنى* وشُكُول وأنشد عن أبى عبيد

فلا تَطْلُبا لِى أَيِّمًا ان طَلَبْتُما

فانَّ الايَامَى لَسْنَ لى بِشُكُول

* صاحب العين* تَشَاكَلَ الشَّيْئَان ـ تَمَاثَلا* أبو زيد* شَدَوْتُ

__________________

(١) قوله والجمع قرناء فى العبارة تقص فان قرناء جمع قرين ككريم وكرماء وأما قرن بالكسر فجمعه أقران كما هو القياس والمسموع. كتبه مصححه

١٥٥

الرجلَ فلانا ـ شَبَّهْتُه به* صاحب العين* الضَّرْبُ والضَّرِيبُ ـ المِثْلُ* أبو زيد* وَازَنْتُه مُوَازنةً ـ عادَلْتُه وقابَلْتُه وهو وِزَانَه ووَزْنَه وزِنَتَه وبِوِزَانِه ـ أى قُبَالته* أبو حاتم* أَخَذْتُ منه بَزْوَكَذا ـ أى عِدْلَه* الأصمعى* النِّدُّ ـ المِثْل والجمع أَنْداد وهو النَّدِيدُ والنَّدِيدةُ* أبو زيد* الكُفْءُ والكُفُؤُ والكِفَاء والكَفِىءُ والجمع أكفاء

باب اللِّدَة

* ابن السكيت* لِدَةُ الانسانِ ـ الذى يُولَدُ معه والجمع لِدَاتٌ ولِدُونَ* قال سيبويه* قالوا لِدَةٌ فحذفوا وهم يَعْنُون الاسم كما قالوا وِجْهة فأَتَمُّوا وهم يَعْنُون المصدر* ابن السكيت* وهو التِّرْبُ وأَكْثَرُه فى المؤنث والجمعُ أَتْرابٌ* قال* وكذلك الرِّئْد مهموز* أبو مالك* هى الرِّيدُ بغير همز فأما أن يكون على التخفيف وإما أن يكون ذلك وَضْعَ الكلمة وأن يكون على التخفيف أَوْجَهُ لاجتماعهم فى جمعه على أَرْءاد فلو كان ذلك وَضْعَه لَقِيل أَرْيَاد أو أرْواد

الغَيْرُ والبَدَل

* قال أبو عبيد* هو غَيْرُك وهما غيرُك وهم غيرُك لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث قال النحويون وهى نَكِرة كمِثْل* قال أبو على* قال أبو بكر محمد ابن السرى اعلم أن حكم كل مضاف الى معرفة أن يكون مَعْرِفة وانما تَنَكَّرَتْ غيرٌ من أجل المعنى وذلك أنك اذا قلت مررت برجل غيرك فما هو غيره فيه لا يكاد يُحْصَى كما أنك اذا قلت مررت برجل مِثْلك فما هو مثله فيه لا يكاد يُحْصَى يجوز أن يكون مثلَه فى خَلْقِه وخُلُقه وجاهِه وعِلْمه ونَسَبِه فكذلك غير تقع على كل أحد غيره اذا قلت مررت برجل غَيْرِك وتختلف وجوه الغَيْرِيَّة أيضا فأما اذا كان الشئ له ضِدٌ فأردتَ نَفْيَه واثبات ضده صارت غَيْرٌ معرفة كقولك عليك بالحَرَكةِ غيرِ السكون فَغَيْرُ السكون هى الحركة كأنك قلت عليك بالحركة الحركة لأن غَيْرَ السكون

١٥٦

هو الحركة ومِنْ ثَمَّ وُصِف الذين من قوله عزوجل (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) بِغَيْر من قوله تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) لان الذين أنعم عليهم لا عَقِيبَ لهم الا المَغْضُوب عليهم كما لا ضِدَّ للحركة الا السكون فأما تشبيهُ أبى اسحق له بما حكاه سيبويه والخليلُ من قولهم ما يَحْسُن بالرجلِ مِثْلِك أن يَفْعَل كذا وكذا فَخَطَأٌ لان الرجل فى قَوَام النكرة اذ ليس بمقصود والذين أنعمتَ عليهم مَحْصُورون مُقَيَّدون مخصوصون فليس مِثْلَه* أبو عبيد* سَوَاءُ الشئِ غيرُه وسَوَاؤُه ـ نفسه فهو ضد* وقال* بِدْلُ وبَدَل* صاحب العين* وكذلك بَدِيل والجمع أَبْدَال* قال سيبويه* وتقول إنّ بَدَلَك زَيْدَا ـ أى إن مَكَانَك وان جعلت البَدَل بمنزلة البديل قلتَ إنّ بَدَلكَ زَيْدٌ ـ أى ان بَدِيلَك زَيْدٌ* غير واحد* بَدَّلْته منه وبَدَّلْتُ كذا بكذا وأَبْدَلْتُه وتَبَدَّلَ منه وبه وكذلك اسْتَبْدَل وبادَلَ الرجلُ صاحِبَه والأَبْدالُ ـ قومٌ بهم يُقيمُ الله الأرض وهم سَبْعُون أربعون بالشام وثلاثون فى سائر البلاد لا يَمُوت منهم أحدٌ إلا قام مَقامَه آخر والعِوَضُ ـ البَدَلُ عاضَهُ منه وبه وعاضَهُ إيَّاه عَوْضًا وعِيَاضًا وعَوَّضَهُ* ابن جنى* وأَعَاضَه وتَعَوَّضَ منه واعْتَاضَ واعْتَاضَه واسْتَعَاضَه ـ سألُه العِوَضَ وعاوَضْتُه بعِوَضٍ فى البيع فاعْتَضْتُه بما أَعْطَيته وتَعَوَّضْتُه وعُضْتُه أَصَبْتُ منه العِوَضَ وهذا عِيَاضٌ لك ـ أى عِوَضٌ* ابن السكيت* فلان عِوَضٌ من فلان* الزجاجى* اقْتَلْتُ شَيئًا بشئ ـ أَبْدَلْته* ابن السكيت* فى فلان خَلَفٌ من أبيه وهذا خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سَوْءٍ وفى التنزيل (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) * قال أبو على* فقامت الصفة التى هى (أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ) مقام الاضافة فى قولهم خَلْفُ سَوْءٍ وقد يُجْتَزَأ بالعُقُول فى هذا فلا تُذْكَر صِفَة .... (١) قول لبيد

* وبَقِيتُ فى خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَب*

فأَسْكَن وَوَصَف ومن هذا الباب الخِلَافَةُ والخِلِّيقَى وقالوا خَلَفَ الرجلُ عن خُلُقِ أبيه ـ أى تَغَيَّر عنه وقالوا فى الدعاء خَلَفَ اللهُ عليك بِخَيْرٍ ـ اذا مات له من لا يعْتَاضُ منه كالأبِ والعَمِّ وأَخْلَفَ اللهُ لك ـ يعنى مالَكَ هذا حكاية ابن السكيت وأبى عبيد

__________________

(١) بياض بالاصل وكأن الساقط ومثل الآية قول لبيد الخ كتبه مصححه

١٥٧

وتعليل أبى على* الأصمعى* اسْتَخْلَفْت فلانا من فلان ـ جَعَلْتُه مكانه* ابن دريد* خَلَفَه يَخْلُفُه خَلْفًا ـ صار مكانه* أبو عبيد* الخَلْفُ ـ القَرْنُ يأْتِى بعد القَرْن وقد خَلَفُوا بعدهم يَخْلُفُون والجمع أَخْلاف وخُلُوف* أبو زيد* الخالِفَةُ ـ الأُمَّة الباقية بعد الأمة وخَلَفُه فى أهله يَخْلُفُه خِلَافة ـ أى كان خَلِيفةً عليهم منه يكون ذلك فى الخير والشر وقد خالَفَه اليهم واخْتَلَفَه وهى الخِلْفَة ومنه الخِلْفة فى زراعة الحبوب وخِلْفَةُ العُشْب والعِنَب والتَّمْر وقد تقدم كل ذلك فى أمكنته* صاحب العين* القَرْنُ ـ الأُمَّة تأتى بعد الأُمَّة عُمْرُها ثلاثون وقيل سِتُّون وجمعه قُرُون* وقال* أَتَى فلان خيرا واعْتَقَبَ بِخَيْر وتَعَقَّب فى ذلك المعنى وأَعْقَبَه اللهُ خيرًا والاسم منه العُقْبَى وهو ـ شِبُه العِوَض والبَدَل واسْتَعْقَبَ منه خيرا أو شرا ـ اعْتَاضَه وأُعْقِبَ من غيره ذُلًّا ـ أى أُبْدِل* قال أبو على* هو من التَّعَاقُب وهو التَّدَاوُل وقد عاقَبْتُه وتَعَاقَبْنا واعْتَقَبْنا وعَقِيبُك ـ المُعاقِبُ لك ومنه العُقْبَة

المداراة وحسن المخالطة

* أبو عبيد* سانَيْتُ الرجلَ ـ راضَيْتُه وأَحْسَنْت مُعَاشرَتَه وأنشد

وسانَيْتُ مِنْ ذى بَهْجةٍ ورَقَيْتُه

عليه السُّمُوطُ عابِسٍ مُتَغَضِّب

* أبو زيد* لا يَنْتُه مُلَايَنَة ولِيَانًا ـ لِنْتُ له* وقال* أَرَمْتُ الرجلَ آرِمُه أَرْمًا ـ لَيَّنْتُه* أبو عبيد* دَامَلْتُه ـ دارَيْتُه وكذلك دالَيْتُه وداجَيْتُه ورَادَيْتُه وصادَيْتُه وفانَيْتُه وأنشد

* كما يُقَانِى الشَّمُوسَ قائِدُها*

وقيل فانَيْتُه ـ سَكَّنْته* ابن دريد* تَرَشَّيْتُه ـ لايَنْتُه* أبو زيد* وافَقْتُه على خُلُقِه ـ داجَيْتُه* صاحب العين* المُسَاهاةُ ـ حُسْنُ المُخَالَقة* وقال* واطَأْتُه على الأمر ـ وافَقْتُه عليه فان أَرَدْتَ أنك أَضْمَرْتَ فِعْلَه معه قلتَ واطَنْتُه عليه

١٥٨

الادْلال

* صاحب العين* أَدْلَلْتُ عليه وتَدَلَّلْتُ ـ يعنى انْبَسَطْتُ وتَحَكَّمْت* أبو زيد* عَوَّلْت عليه وأَعْوَلْت ـ أَدْلَلْت* الأصمعى* قربت بكذا أَدْلَلْتُ

الالْطاف

* ابن الاعرابى* هو اللُّطْف واللَّطَف* سيبويه* لَطَفَ به وأَلْطَفَه* أبو زيد* الحِفَايةُ ـ اللُّطْف بالانسان حَفِىَ به حَفَاوةً وتَحَفَّى حَفَاوةً وحِفَايةً واحْتَفَى* أبو عبيد* حَقِىٌّ بَيِّن الحِفاية والحَفَاوة والتَّحَفِّى ـ المبالغة فى الاكرام وغيرِه ومنه أَحْفَيْتُ اليه فى الوَصِيَّة ـ بالَغْتُ* صاحب العين* البَشُّ ـ اللُّطْف فى المسئلة والاقبالُ على الانسان رجلٌ بَشٌّ وباشٌّ وقد بَشِشْتُ به بَشًّا وبَشَاشةً وتَبَشْبَشْتُ مفكوك من تَبَشَّشْتُ

التَّحَلُّم والانَاة

* صاحب العين* تَحَلَّمْت عنه وحَلُمْتُ حِلْمًا وحَمَلْتُ عنه كذلك ورجلٌ حَمُولٌ صاحبُ حِلْم

النيابة والاستغناء

* قال أبو على* قال أبو زيد نُبْتُ عنه ونُبْتُ مَنابَهُ ونِيَابَتَهُ وقُمْتُ مَقَامَه ومَقامَتَهُ وسَدَدْتُ مَسَدَّه* أبو عبيد* أَجْزَأْتُ عنك مَجْزَأَ فلان ومَجْزَأَتَه ومُجْزَأه ومُجْزَأَتَه وحكاه صاحب العين بغير همز ورجلٌ ذو جَزَاء وغَنَاء* أبو عبيد* وكذلك أَغْنَيْتُ عنك فى اللغات الاربع* ابن السكيت* الغَنَاءُ ـ المَقَام وأنشد

* كَهَمِّى ولا يُغْنِى غَنَائِى ومَشْهَدِى*

والجَدَا ـ الغَنَاءُ وما يُجْدِى علَىَّ شيأ* أبو عبيد* العَرَارُ ـ كلُّ شئ باءَ بشئ

١٥٩

فهو له عَرَارٌ وأنشد

حتَّى تَكُون عَرَارة

مِنَّا فقَدْ كانَتْ عَرَاره

* ابن السكيت* أَمْتَعْتُ عنه ـ اسْتَغْنَيْت

الاستواء

* ابن دريد* بَنُو فلان سَوَاءٌ وسَوَاسٍ ـ اذا اسْتَوَوْا فى خيرٍ أو شَرٍّ والسِّىُّ المِثْل فاذا قلت سَوَاسِيَة لم يكن الا فى شر* قال أبو على* وأما قوله تعالى (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ) فان السَّوَاء والعَدْلَ والوَسَط والنَّصَف والقَصْد ألفاظٌ يَقْرُب بعضُها من بعض فى المعنى قال زهير

أَرُونَا خُطَّةً لا ضَيْمَ فيها

يُسَوَّى بَيْنَنا فيها السَّواءُ

وأنشد أبو زيد لعنترة

أَبَيْنا فلا نُعْطِى السَّواءَ عَدُوَّنا

قِيَامًا بأَعْضادِ السَّرَاءِ المُعَطَّف

والسَّوَاءُ ـ وَسَطُ الشئ وفى التنزيل (فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) * وقال عيسى* ما زِلْتُ أَكْتُب حتَّى انْقَطَع سَوَائِى والسَّواءُ ـ ليلة النِّصْف من الشهر وقالوا سِىٌّ بمعنى سَوَاء كما قالوا قِىٌّ وقَوَاء وقالوا سِيَّانِ فَثَنَّوْا كما قالوا مِثْلَان وقال جل وعز (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ) والمعنى يَوَدُّون لو جُعِلُوا والأرضَ سَواءً كما قال عزوجل (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) وقال (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها) أى سَوَّى بلادهم بالارض وقال (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) ـ أى ونَفْسٍ وتَسْوِيَتِها وقالوا قومٌ أَسْواءٌ ـ أى مُسْتَوون وأنشد

هَلَّا كَوَصْلِ ابْنِ عَمَّارٍ تُوَاصِلُنى

لَيْسَ الرِّجالُ وإن سُوُّوا بأَسْواء

فأَسْواءٌ ليس يخلو من أن يكون جمع سِىٍّ أو سَوَاء فان كان جمع سِىٍّ فهو مِثْلُ مِثْلٍ وأمثال وان كان جمعَ سَوَاء فهو مثل ما حكاه أبو زيد من قولهم جَوَادٌ وأَجْواد وحكى فى الاسم أيضا حَيَاء الناقة وأَحْياء ولا يمتنع جمعُه وان كانوا لم يُثَنُّوه كما لم يمتنعوا من جمعِه على سَوَاسِية فأما قولهم سَوَاسِوَة فالقول فيه عندى أنه من باب ذَلَاذِل وهو جمع سَوَاء من غير لفظه والياء فى سَوَاسِيَة منقلبة عن الواو ونظيره من الياء

١٦٠