المخصّص - ج ١٢

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٢

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٣

١

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ

فَهُوَ حَسْبُهُ

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ما يُشَاكِل الكَمْأَةَ مِمَّا هو فى طريقها

* أبو حنيفة* مِمَّا يدخُل فيها وليس منها العُرْجُون وهو طويل يكون شِبْرا وأقصر وقد أَدْخَله قبل هذا فى الكَمْأة* صاحب العين* أَنْتَضَ العُرْجُون ـ رَفَعَ عن نفسه عُرْجُونا آخر ونَبَتَ كما تُنْتِض السِّنُّ السِّنَّ عن نفسها وقد تقدم* أبو حنيفة* الدُّمَالِق ـ أصغر من العُرْجُون وأَقْصَرُ يكون فى الروض وكأَنَّ رأسه مِظَلَّة ومنها الطُّرْثُوث والذُّؤْنُون فالطُّرْثُوث الأحمر وهو يُنَقِّض فى الارض فأعْلاه نَكَعَتُه وهى منه قِيسُ اصبع وعليه أُشُرٌ حُمْرٌ وهى النُّقَط وهى مُرَّة وما كان أسفل منها فهو سُوقَته وهى أَطْيَبُ ما فيه وقد يَطُول ويَقْصُر ولا يَخْرُج الا فى الحَمْض وقيل الطُّرْثُوث ضَرْبان فمنه حُلْوٌ وهو الأحمر ومنه مُرٌّ وهو الأبيض يَنْبُت فى الثُّدَّاء وتحت الأَرْطَى ويقال خرج الناسُ يَتَطَرْثَثُون

٢

ـ أى يَطْلُبون الطُّرْثُوث* ابن دريد* الطَّرْثُ ـ الرَّخَاوة ومنه اشتقاق الطُّرْثُوث والهُنْبُوع ـ شِبْهُ الطُّرْثُوث يؤكل* أبو حنيفة* والذُّؤْنُون ـ مثل الطُّرْثُوث سواء إلا أنه أبيض يَضْرِب الى الصُّفرة ويَخْرُج فى الأَرْطَى وقد يخرج فى الحَمْض وله رأس له ثلاث شُعب لازِقات به وهى صِغَارٌ وقَضِيبه واحد وله نَكَعَة كنَكَعة الطُّرْثُوث ونَكَعَتُه أغلظ من أسفله* ابن دريد* النَّكَأَةُ لغةٌ فى النَّكَعة* قال أبو حنيفة* وقيل الذُّؤْنُون ضَرْب واحد حُلْوٌ أخضر فاذا جَدَّ ابْيَضَّ ويقال خرج الناس يَتَذَأْنَنُون ـ أى يَطْلبُون الذُّؤْنُون والضُّغْبُوس ـ فَقْعٌ يَتَّفَقَّع من تحت الارض فيَخْضَرُّ ما ظَهَر منه وما فى الارض من ذلك خَيْرٌ منه وهو أبيضُ يَأْكُل الناسُ أخضرَه وأبيضَه وانما يخرج ساقًا ساقًا ليس له وَرَقٌ ولا شُعَبٌ وهو أيضا القِثَّاء الصغير* قال أبو عبيد* هى شِبْهُ صغار القِثَّاء وبها قيل للضعيف ضُغْبُوس وجاء فى الحديث «أُهْدِىَ الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضَغَابيس» * أبو حنيفة* واذا كانت الارض كثيرة الضَّغَابيس قيل أرضٌ مَضْغَبة ورجل ضَغِبٌ اذا اشْتَهَى الضَّغَابِيس* قال أبو على* ومنه قول الاعرابية «وان ذكرت الضَّغَابِيس فانِّى ضَغِبة» * قال أبو حنيفة* وقيل الضُّغْبُوس على نِبْتة الهِلْيَوْن والضَّجْعُ ـ مثل الضَّغَابِيس وهو فى خِلْقة الهِلْيَوْن وهو مُرَبَّعُ القُضْبان فيه حمُوضة ومَزَازة* صاحب العين* التَّغَارِيز ـ الطَّراثِيثُ وقيل أطرافه وقيل هو نَبْت غيره والهُرْنُوع ـ أصل نبات يُشْبِه الطُّرْثُوت وقد تقدم أنه الضخم من النبات

الحَنْظَل وما شاكله

* أبو حنيفة* من الاغْلاثِ ـ الحَنْظَل واحدته حَنْظَلة وبها سُمِّى الرجل ويقال الحَنْظَل لا يَرْعاه الا النَّعامُ والظِّباء وقد يَغْلَطُ به البعير فيقع فى أضعاف العُشْب فيَمْرَضُ عنه فيقال بَعِيرٌ حَظِلٌ وقد حَظِلَ حَظَلاً* ابن دريد* الحَنْظَلُ يمكن أن تكون النون فيه زائدة واشتقاقه من الحَظْل وهو المَنْعُ الشديد* غيره* العَلْقَمُ الحَنْظَلُ وقيل شجرته واحدته عَلْقَمة وبها سُمِّى الرجل وكلُّ مُرٍّ عَلْقَمٌ وفيه

٣

عَلْقمَةٌ ـ أى مرارة* غيره* اليَهْيَرُ مخفف ـ الحَنْظَل* أبو عبيد* الشَّرْىُ الحَنْظَلُ واحدته شَرْيةٌ* أبو حنيفة* يقال لِمِثْل ما كان من شَجَر القِثَّاء والبِطِّيخ شَرْىٌ* ابن دريد* الشَّرْىُ ـ وَرَقُ الحَنْظَلِ* أبو عبيد* فاذا خَرَجَ الحَنْظَلُ فصِغَاره الجِرَاء واحدها جِرْوٌ وقد أَجْرَتْ شَجَرتُه* أبو حنيفة* كلُّ ما كان من ثَمَر النبات فى مثل شكل القِثَّاء الصغار والحَنْظَل وصِغار البِطِّيخ والقَرْع والبَاذِنْجان والخَشْخَاش فالواحد منه جِرْوٌ والجمع أَجْرٍ وجِرَاء حتى الرُّمَّان فى أوّل نباته قبل أن يَعْظُم وأنشد

أَصَكُّ صَعْلٌ ذُو جِرَانٍ شاخصٍ

وَهَامةٍ فيها كَجِرْوِ الرُّمَّان

* أبو عبيد* فاذا اشتدّ الحنظلُ وصَلُب فهو ـ الحَدَجُ واحدتها حَدَجةٌ وقد أَحْدَجَتِ الشجرةُ* صاحب العين* الحُدْجُ لغة فيه* أبو عبيد* فاذا صار للحَنْظَل خُطُوط فهو ـ الخُطْبان وقد أَخْطَب* أبو حنيفة* وذلك أَمَرُّ ما يكون* ابن السكيت* حَنْظَلة خَطْباءُ ـ فيها خُطُوط خُضْر وصُفْر وسُود* ابن دريد* الخُطْبة ـ غُبْرة تَرْهَقُها خُضْرةٌ والاخْطَبُ ـ كلُّ شئٍ أَخْضَر يُخالِطُه سوادٌ والانثى خَطْباء وقد خَطِب خَطَبا وقيل الاخْطَبُ ـ لونٌ يَضْرِب الى الكُدْرة مُشْرَب حُمرةً فى صُفْرة والخُطْبَان ـ جماعة الاخْطب من الحَنْظَل وقيل الخُطْبَان ـ جماعة خُطْبانة كقولهم كُتْفَانٌ من الجَرَاد وكُتْفانة* قطرب* الخُطْبان ـ نِبْتةٌ فى آخر الحَشِيش كانها الهِلْيَوْن أو أذناب الحَيَّات أَطْرافُها دِقَاقٌ تُشْبِه البَنَفْسَج وأَشَدُّ سوادا وما دون ذلك أَخْضَرُ وما دون ذلك الى أُصولها أَبْيض وهى شديدة المرارة* ثعلب* انما سمى هذا النبات الذى حَلَّاه قُطْربٌ بمُشَاكلته الحَنْظَلَ فى المرارة* أبو حنيفة* فاذا أسودَّ الحَنْظَلُ بعد الخُضرة فهو القُهْقُرُّ وقد تقدم فى الصَّمْغ* أبو عبيد* فاذا اصْفَرَّ فهو الصَّرَاء واحدته صَرَايةٌ وجمعها صَرَايا* أبو حنيفة* هى ـ الصَّرَابة والصَّرَاءة* ابن دريد* الصَّرَاية نَقِيعُ الحَنْظَل فهذا ترتيب أبى عبيد وأبى حنيفة لنقل الحنظل فأما ابن السكيت فقال يقال لشجر الحَنْظَل الشَّرْىُ ومنابته نجد والحجاز واليمن وأكثرُ نِبْتَته بالحجاز واليمن وغَلَبةُ نباته فى بطون الأودية وينبت فى الخِصْب والبلاد ذات الثَّرَى

٤

* أبو عبيد* فاذا امتدّت أغصانُه قيل ـ آرْشَتِ الشجرةُ ـ أى صارت كالأَرْشِيَة* صاحب العين* أَرْشِيَةُ الحَنْظَل والبطيخ ونحوه ـ خُيوطُه واحدها رِشَاء* ابن السكيت* الازْهارُ بَعْدَ الارْشَاء وهو ـ أن يَخْرُجَ فيها زَهَرٌ أبيضُ مثل زهر البطيخ ثم يصيرَ جِرْوا مثل النَّبِقة فيقال قد أَجْرَتْ ثم يَشِبَّ واسْمُه الجِرْوُ حتى يكون مِهَرَةً وهو مثل الجِرْو واحدها مُهْرٌ ثم يكون حَدَجا الواحدة حَدَجة ثم يقال لها حين تَصْفَرُّ خُطْبانة والحَنْظَلُ يجمعُ هذا كلَّه* أبو عبيد* والهَبِيدُ الحَنْظَل وقيل حَبُّه واحدته هَبِيدة قال الساجع «فخَرجْتُ لا أَتَقَوَّتُ هَبِيده ولا أَتَلفَّع بوَصِيده» * أبو عبيد* تَهَبَّد الظَّلِيمُ ـ اسْتَخْرَج ذلك ليأكله* أبو حنيفة* وكذلك اهْتَبَدَهُ والنَّقْفُ ـ كَسْرُ الحَنْظَل واستخراج حَبِّه* غيره* نَقَفْتُه أَنْقُفه نَقْفا وانْتَقَفْتُه* أبو عبيد* الصِّيصَاء ـ قِشْرُ حَبِّ الحَنْظَل* أبو حنيفة* وقد تكون الذَّوَاة للعِنبَة والبِطِّيخة* قال أبو على* والجمع ذَوًى* أبو حنيفة* اللَّطُّ وجمعُه اللِّطَاط ـ قلائدُ تُتَّخَذ من حَبِّ الحَنْظَل المُصَبَّغ وقد تقدم أنه العِقْد

أجناس اليقطين

كلُّ شجرةٍ لا تقوم على ساق فهى ـ يَقْطِينٌ وبه سُمِّى الرجل* أبو حنيفة* من اليَقْطِين ـ التَّامُول وهو يَنْبُت نَبات اللُّوبياء ويَرْتَقِى الشجرَ وما يُنْصَب له وطَعْمُ ورقِه طعم القَرَنْفُل ورِيحُه طَيِّبة ويُمْضَغ فيُنتفع به وهو عجمى وقد تقدّم فى الشجرِ الطَّيِّب الريح ومن اليَقْطِين ـ البِطِّيخ وهو أوّلَ ما يخرج قَعْسَرٌ صغير ثم يكون خَضَفا ثم يكون قُحًّا والحَدَجُ يجمعُه وقد تقدّم فى الحَنْظَل ثم يكون بِطِّيخا* ابن السكيت* هو البِطِّيخ والطِّبِّيخ* أبو عبيد* هى المَبْطَخة والمَبْطُخة وقد أَبْطَخ القومُ ـ كثرُ عندهم البِّطِّيخ* غيره* تَفَلَّعَت البِطِّيخة ـ تَشَقَّقت وقد تقدّم فى العَقِب ونحوها والقُحُّ ـ البِطِّيخة التى لم تَنْضَج وكلُّ جافٍ ـ قُحٌّ وأنشد

* لا أَبْتَغِى سَيْبَ اللَّئِيمِ القُحِّ*

* ابن دريد* الخِرْبِزُ ـ البِّطِّيخ* صاحب العين* دَنَّخَتِ البطيخةُ ـ خرج

٥

بعضُها وانْهَزَم بعض والفَقُّوصُ ـ البِطِّيخة قبل أن تَنْضَجِ* ابن دريد* يقال للحَدَجِ الحُجُّ من قولهم حَجَّ الشئَ يَحُجُّه حَجًّا ـ اذا سَحَبه وكلُّ شجرٍ انبسط على الارض فهو الجُحُّ كأنهم يريدون انْجَحَّ على الارض ـ اذا انسحب* أبو حنيفة* هو القِثَّاء والقُثَّاء والمَقْثَأة والمَقْثُؤة وقد أَقْثَأَتِ الارضُ وأَقْثَأَ القومُ* صاحب العين* قِثَّاءة رَهِيدةٌ ناعمةٌ ـ والرَّهِيد من كلِّ شئ ـ الناعمُ والرَّهادة ـ الرَّخَاصة* أبو حنيفة* السَّوَافُ ـ القِثَّاء والشَّعَارِير ـ صغار القِثَّاء الواحد شُعْرُورة سميت بذلك لما عليها من الزَّغَب وهى الزُّغْب والضَّغَابِيس ـ صِغار القِثَّاء وقد تقدم ذكره فى الكمأة وما هو على طريقها ويقال للقِثَّاء القُشْعُر واحدته قُشْعُرة والقَثَدُ ـ الخِيَار واحدته قَثَدة* صاحب العين* القَرَعُ ـ حَمْلُ اليَقْطِين* ابن دريد* اشتقاقه من الرأس* ابن السكيت* هو القَرَعُ والقَرْع وهو الدُّبَّاء واحدته دُبَّاءة* ابن الاعرابى* وهى الدَّبَّة* سيبويه* الجمع دِبَابٌ* صاحب العين* اللُّفَّاح ـ نبات يَقْطِينِىٌّ أصفر شبيه بالباذِنْجان* قال ابن دريد* ما أدرى ما صِحَّتُه* أبو حنيفة* الباذِنْجان بالفارسية وهو بالعربية المَغْدُ والوَغْد* قطرب* المَغْدُ والمَغَد ـ الباذِنجان وقيل هو شبيه به وقيل هو جَنَى التَّنْضُب* صاحب العين* وهو اللُّفَّاح وقد تقدم أنه شبيه به* أبو حنيفة* الأَنَبُ ـ الباذِنْجان واحدته أَتَبةٌ والحَدَقُ واحدته حَدَقة* قال أبو على* شُبِّه بِحَدَقِ المَهَا

الخِيَار والكَبَر

الخِيَارُ ـ نوع من القِثَّاء والكَبَرُ ـ على شكل صِغار القِثَّاء واللَّصَفُ ـ شئ ينبت فى أصل الكَبَر كأنه خِيَار والعِتْرَةُ ـ قِثَّاءةُ اللَّصَف

باب البصل

* ابن دريد* الدَّوْفَصُ ـ البَصَل* ابن السكيت* بَصَلٌ حِرِّيفٌ ـ له حَرَافة

٦

العَقَاقِير

* صاحب العين* العِقِّيرُ ـ ما يُتَدَاوى به من نبات وشجر وحكاه أبو زيد عَقَّار وكذلك رواه عنه صاحبُ الآباء والأُمَّهات* ابن السكيت* الاهْلِيلَجُ والاهْلِيلِجُ عِقِّيرٌ معروف وهو معرّب* صاحب العين* هو الهَلِيلِجُ* غيره* والاهْلِيلِجَة

ما يُزْرَع ويُغْرَس

* أبو حنيفة* من ذلك الْأَنْبَج وهو لونان أحدهما ثمرته فى مثل هيئة اللوز لا يزال حُلْوا من أوّل نباته والآخر فى هيئة الاجَّاص يبدأ حامضا ثم يحلو اذا أَيْنَع ولهما جميعا عَجَمةٌ ورِيحٌ طيبة ويكبس الحامض منهما وهو غَضٌّ فى الحِباب حتى يُدْرِك فيكون كأنه المَوْز فى رائحته وطعمه ويَعْظُم شجره حتى يكون كشجر الجوز وورقه كورقه وهو عجمى والزُّنْبُور ـ شجرة عظيمة فى طُول الدُّلْبة ولا عرض لها ورقها كورق الجوز فى منظره نَوْرُها كنَوْرِ العُشَر أبيض مُشْرَبٌ حَمْلُها مثل الزيتون سواء فاذا نَضِج اسْوَدَّ سوادا شديدا وحلا جدّا له عَجَمة كعَجَمة الغُبَيْراء تَصْبُغ الفمَ كما يَصْبُغ الفِرْصاد والزَّنْجَبِيل وهو شبيه بنبات الرَّاسَن* أبو عمرو واحدته زَنْجَبِيلة* صاحب العين* القَطَفُ ـ بقلة واحدته قَطَفة وهو السَّرْمَق* أبو حنيفة* السَّيْسَبَانُ والسَّيْسَبَى ـ شجر يَنْبُت من حَبّةِ ويَطُول ولا يَبْقَى على الشتاء وَرَقُه كوَرَقِ الدِّفْلَى حَسَنٌ ثَمَرُه نحو خَرَائط السِّمْسِم الا أنها أدق والسَّلْجَمُ والمَيْس (١) ـ شجر عظام شبيه فى نباته وورقه بالغَرَب واذا كان شابًّا فهو أبْيَضُ الجوف واذا قَدُم اسْوَدَّ فصار كالآبنوس ويَغْلُظ حتى تُتَّخذ منه الموائد الواسعة والرِّحال وقيل هو ضَرْبٌ من الكَرْم يَنْهَض على ساق بعضَ النهوض ثم يتفرع وله ثمرة فى خِلْقة الاجَّاصة الصغيرة يَعْنِى بالكَرْم شجرا يُخْرَط منه الموائد وليس بشجر العِنَب* ابن دريد* السَّذَاب بقلة مُعَرَّبة وهو بلغة أهل اليمن الخُتْفُ والخُفْت لغة فى الخُتْف والفَيْجَن ـ السَّذَاب قال ولا أحسبها عربية صحيحة* صاحب العين* الكَرَفْسُ معروف

__________________

(١) قوله والسلجم والميس الخ يظهر أن حديث السلجم سقط من قلم الناسخ اذ هو كما فى القاموس واللسان نبت أو ضرب من البقول كتبه مصححه

٧

وهو ـ التَّراجِيلُ بِلُغة أهل السواد

(ما لم يُحَلَّ من النبات أو لم يُبَالَغْ فى تحليته يُسْتدل به على عينه) * أبو حنيفة* من ذلك الابْلِمُ والابْلُم والأَبْلَم فأما الأَبْلَمُ الذى هو الدَّوْم فقد قَدَّمْتُ تَحْليتَه والحَنْدَمُ واحدته حَنْدَمة وهو ـ شجر حُمْرُ العروق والخَافُور ـ نبات له حَبٌّ تجمعه النمل فى بُيوتها والقَفَحُ ـ بقلة شهباء لها ورق عراض* صاحب العين* هو الخُفْح* أبو حنيفة* والرَّقَمةُ ـ من الأحرار ولم يُحَلِّها والسَّمَلَّجُ ـ عُشْب من المَرْعَى والصَّوْصَلَاء والصَّاصَلُ ـ من العُشْب ولم تُحَلَّ والظِّلَّامُ عُشْبٌ من المَرْعَى والعَسْرَى ـ بقلةٌ تكون أذَنَةً ثم تكون سِحَاءً اذا أَلْوَتْ ثم تكون عَسْرى وعُسْرَى اذا يَبِسَت والعَيْسَرَانُ ـ نبتٌ وحَمَاطَانُ ـ شجَر وقيل موضع والهَيْثَمُ ـ ضرب من الشجر والهَرْنَوَى ـ نبت والنَّجِبرة ـ نبت عَجرٌ قصير لا يطول والعِلْفُ ـ شجر يكون بناحية اليمن وَرَقُهُ كوَرَق العِنَب اذا طُبِخ اللحمُ طُرِح فيه فقام مقام الخَلِّ ومنه العَلَكُ وهو ـ شجر والعَرْعَرُ واحدته عَرْعَرة وهو مُرْتِع والفِرْسُ ـ ضرب من النبت والقُرْزُح واحدته قُرْزُحة ـ شجرة جَعْدَة لها حَبٌّ أسود والقَفُّور ـ نبات تَرْعاه القَطَا والقَصَاصُ ـ شجر باليمن تَجْرُسُه النحل واحدته قَصَاصة والقُفَّاعُ ـ نبات مُتَقَفِّع اذا يَبِس صَلُب فصار كأنه قُرُون واللَّغْوَسُ ـ عُشْبة من المَرْعَى وقيل هو الرقيق الخفيف من النبات وقد تقدم فى الوصف أنه الشَّرِه الحريص والخفيف واللغوة ـ نبت تُسْرِع أكله الماشية للينه ومنه الهِرْدَى والهِنْدَبَاء واحدتها هِنْدَباءة ويقال الهِنْدِبا والهِنْدَب وهى من الاحرار* ابن دريد* الكَنْحَبُ ـ نبت وليس بِثَبْتٍ والخَرْبَقُ ـ ثمر نبت وهو سَمٌّ اذا أُكِل والقُشْلُب والقِشْلِبُ ـ نبت وليس بثَبْت والنِّخْرِط ـ نبت وليس بَثْبت والثُّرْغُول والعَنْكَثُ ـ نبت ولا أدرى ما صِحَّتُه والعُجْرُم ـ ضرب من الشجر يتخذ منه القِسِىُّ والقَنْفَخُ ـ ضرب من النبت زَعَمُوا والشُّرْعُوفُ نبت أو ثمر نبت والدُّعْبُب والحُلْبَبَ ـ ثمر نبت والقَيْسَبُ ـ ضرب من الشجر والسَّوْجَع ـ ضرب من الشجر ويقال هو الخِلَاف يمانية والسَّوْقَمُ ـ ضرب

٨

من الشجر يمانية وقيل يُشْبِه الخِلاف وليس به* غيره* الاشْخَر ـ ضرب من الشجر* ابن دريد* الخَابُور ـ نبتٌ* غيره* الطَّلَق ـ نبتٌ تستخرج عُصارته يَتَطلَّى بها الذين يدخلون فى النار والطِّبْق ـ حَمْل شجر بعينه والجِرْجِير والجَرْجار ـ نَبْتان والصَّوْمَر ـ ضَرْبٌ من البَقْل يقال انه الباذَرُوج يمانيمة والغَضْوَر ـ ضربٌ من الشجر والصِّمْلِيل والحِلْبِيب والقِنْبِير ـ ضرب من النبت وكذلك الغَميس وقيل هو الغَمِير وقد بَيَّنَّا الغمير والاجْلِيح ـ نبت زَعَمُوا والقُرْشُون ـ ضرب من الشجر يقال ان البعوض تخلق منه والعَبَاقِيَةُ ضرب من الشجر واللَّاوِيَاءُ ـ ضرب من النبت والعُلَّاق ـ نبت والسُّمَّاقُ ثمر نبت والهِرْدَاء ـ ضرب من النبت والأعرف فيه القصر والحُلْبُوب والهَمَقِيق ـ ضرب من النبت والغَسْوِيلُ ـ ضرب من الشجر والعَسَطُوس ـ ضرب من الشجر وقد قدّمت أن العَسَطُوس الخَيْزُرَان والغَسُولُ ـ عُشْب ليِّن رَطْب يؤكل سريعا والشُّرْجُبَان ـ ثمر نبت شبيه بالحنظل أو أصغر منه والفِنْفَعْر ضرب من الشجر* قال* وهذا الحرف ذكره سيبويه وقال ليس فى كلام العرب فِنْفَعْل غيره* قال السيرافى* لم يحدد سيبويه هذا الحرف ولا ذكره فى فصل الأبنية من كتابه ولا فى غيره من الفصول* غيره* الرَّحَا ـ نبت يقال له إسْبَانَخ* وقال ابن السكيت* الشِّبْرِق ـ نبت غَضٌّ* ابن دريد* القُنَيْبِير ـ ضرب من النبات والثُّرْغُول ـ نبت والجَدْر ـ نبات واحدته جَدْرة والنبج ـ نبات وكذلك البَنْج والضِّرْم والضُّرْم ـ ضربان من الشجر والسَّفْسَفُ نبت* صاحب العين* الكَثْأَة ـ نبت كالجِرْجِير وكذلك البَكْءُ* قال* والحَوْمانُ واحدته حَوْمانة ـ نبات بالبادية وقد قدّمت ما هو من الارض* أبو مالك* السِّيَرَاء ـ ضرب من النبات وقد تقدم أنه ضرب من الثياب وأنه الذهب* أبو زيد* السَّنَا ـ نبت يُكْتَحَل به واحدته سَنَاة واللُّبْنُ ـ شجر واللُّبَيْنَى ـ المَيْعة* ابن دريد* الشَّقِرَانُ ـ نبت أو موضع* ابن السكيت* حَبَا جُعَيْران ـ شجرة قصيرة وهى مثل الانسان القائم تشبه السَّرْح من بعيد ووَرَقُها يشبه وَرَق السَّرْح وهو ورق قصار* أبو مالك* الحُضْحُضُ ـ ضرب

٩

من النبت* ابن دريد* الجَدَفُ ـ نبت وقيل هو ـ ما لم يذكر اسم الله عليه والحِفْيَل ـ ضرب من النبت إما من الاحرار وإما من الحَمْض والهَقْصُ ـ حَمْلُ نبت يؤكل ولا أَحُقُّه والجَمْصُ ـ نبت وليس بِثَبْت والطَّلَق ـ نبت والجَرَأُ مهموز مقصور والفَعْرُ ـ ضرب من النبت زعموا أنه الهَيْشَر والفَرْشُ زَعَموا هو ـ حَمْلُ شجر يمانية قال ولا أَحُقُّه* قال* والفُشَاغ ـ نبات ينتشر على الشجر ويَلْتَوِى عليه والغَضْرةُ ـ نبت* أبو عبيد* والقُنَيْبِير ـ نبت* ابن دريد* القَرْمُ ـ ضرب من الشجر قال ولا أدرى أَعَرَبِىٌّ هو أم دَخِيل* صاحب العين* الغَرْبُ ـ ضرب من الشجر والغُمْلُول ـ حشيشة تؤكل مطبوخة* ابن دريد* العَوْقَسُ ـ ضرب من النبت وليس بثَبْت والخُعْخُع ـ ضرب من النبت وليس بثَبْت والحَصِيلُ ـ ضرب من النبت* صاحب العين* والحَرْشَف ـ نبت والحُنْزُوب ـ ضربٌ من النبت والهَبَقُ ـ نبت* قال ابن دريد* لا أدرى ما صحته والهَمَقِيقُ ـ ضرب من النبت والرَّخَاخُ ـ نبات لَيِّن هَشٌّ والرُّخُّ لغة فيه والخَضِرَة ـ بُقَيْلة وجمعها خَضِر* صاحب العين* الخَرْبَصِيصة ـ نبتٌ يتخذ منه طعام فيؤكل وجمعه خَرْبَصِيص وقد تقدم أنها هَنَةٌ تَبِصُّ فى الرمل والسَّمَّالُ ـ شجر يُسَمَّى الشيب يمانية والعِهْنة بقلة والعُلْقة ـ نبات لا يَلبْثَ والعَقْفاء والأَعْقَفُ ـ ضرب من النبت والعَكِشَةُ ـ شجرة تَلَوَّى بالشجر تُؤْكَل طَيِّبة والعَلكُ والعُلَاك ـ شجر يَنْبُت بالحجاز والعِجْلة والعُجَيْلُة ـ نبات والعِطْفة ـ نبات فاما العَطْفة فَشَجرة تَلْتَوِى على الشجر وقد تقدم أن العَطْفة الخَرَزة والدُّلاعُ والدُّمَاعُ والدِّعامَة واليَعْر والشُّرْعُوف نبت أو ثمر والعِتْرِيفُ ـ نبت وقد تقدم أنه الفاجر الخبيث* ابن دريد* العَنْبَثُ ـ شجيرة زعَمُوا والحُكَاك ـ نبتٌ وقيل هو البُورَق والقَحْطُ ـ ضرب من النبت وليس بثَبْت والحُمَاقُ والحَمِيقُ والحَمَقِيقُ ـ نبت والرَّشِيحُ ـ نبتٌ على وجه الارض والطِّلَاح ـ نبت* ابن السكيت* الخَيْسَفُوج ـ نبت يَتَثَنَّى وخَصَّ بعضُهم به العُشَر والفَرْفَار ـ ضرب من الشجر يُتَخَّذ منه العِسَاس والقِصَاع والاعروار ـ نبت مَثَّل به سيبويه وفسره السيرافى والارْبِيَان ـ نبت* ثعلب*

١٠

حَمَاطانُ ـ نبت والفَقُرَةُ ـ نبت حكاها سيبويه* قال السيرافى* لم يذكُرها الا هو ولا فَسَّرها الا أحمدُ بن يحيى

ذكر المَرَاعِى والراعية

* أبو حنيفة* الرَّعْىُ بالفتح ـ فعل الرَّاعِية وقد رَعَتِ الماشيةُ تَرْعَى وارْتَعَتْ وأَرْعاها رَاعِيها ـ أمكنها من المَرْعَى وَرَعاها ـ حَفِظها فى المَرْعَى وغيرِه والرِّعْىُ بالكسر ـ نَفْسُ المَرْعَى* ابن الاعرابى* جمع الرِّعْىِ أَرْعاء* أبو حنيفة* أَرْعَيْته أرضًا ـ جَعَلْت له رِعْيَها وقد أَرْعَت الارضُ ـ أَمْكَنَتْ أن تُرْعَى أو كثرُ رِعْيُها ويُجْمَع الراعى رُعْيَانا ورِعْيَانا ورِعَاء ورُعَاءً* أبو الحسن* فأمَّا رُعَاةٌ فَمُطَّرِد* أبو حنيفة* الرَّعِيَّةُ ـ جماعة المَرْعِىِّ* أبو الحسن* يعنى بالمَرْعِىِّ المالَ نفسَه واذا كان جَيِّد الرعاية قيل تِرْعَايةٌ والارْتِعاء ـ الافتعال من الرَّعْى نالتْ خِصْبًا أو لم تَنَلْ* ابن السكيت* تِرْعِيَة وتُرْعِيَة وتُشَدَّد الياء منهما* أبو عبيد* اسْتَرْعَيْتُه المالَ ـ اسْتَحْفَظْته إياه يَرْعاه وكلُّ من اسْتَحْفَظْتَه شيأ فقد اسْتَرْعَيْتَه إياه* قال* وفى المثل «من اسْتَرْعَى الذِّئْبَ فَقَدْ ظَلَم» والرَّعَاوَى والرَّعايَا والارْعاوَى الماشية المَرْعِيَّة تكون للسلطان وغيره وقيل الارْعاوَى للسلطان خاصة وهى التى عليها سِمَاتُه ورُسُومه* أبو عبيد* اذا طال اللِّباثُ بقدر ما يُمْكِنَ النَّعَمَ أن تَرْعاه فذلك المَرْعَى* قال* ولهذا قالت العرب شَهْر مَرْعًى وقد تقدم تفسيره وهى الرِّعاية والرُّعْوَى والرُّعْيا ـ من رِعَاية الحِفْظ* ابن الاعرابى* ورُبَّما استعمل ذلك فى معنى الارْعاء يعنى الامْكانَ من الرَّعْى* سيبويه* رَعَّيْتُه وسَقَّيْته ـ قلتُ له رَعْيًا وسَقْيًا وحكى أَسْقَيْتُه وأنشد

وَقَفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ نَاقَتِى

فمَا زِلْتُ أَبْكِى عِنْدَهُ وأُخَاطِبُهْ

وأُسْقِيه حتَّى كِدْتُ مما أُبِثُّه

تُكَلِّمُنِى أَحْجَارُهُ ومَلَاعِبُهْ

* أبو حنيفة* أَرْعَى المَرْعَى رَاعِيَتَهُ ـ وافَقَها فأَسْمَنَها والسَّوْمُ مثل الرَّعْىِ ـ سامَتِ السائمةُ سَوْمًا وأَسَمْتُها والسائمةُ ـ الراعيةُ كلُّها والجمعُ السَّوَائمُ والسَّوَامُ خفيفة على فَعَال* قال أبو على* ويقال السَّوَامِى مقلوبٌ* أبو حنيفة* السائمةُ تَسُومُ

١١

الكَلَأَ ـ أى تُدِيم رَعْيَه* ابن الاعرابى* أَسَمْت الابلَ وسَوَّمْتها ـ أرسلُتها فى الرِّعْى* ابن دريد* سامَ ماشِيَتَه وهو مُسِيمٌ ولم يقولوا سائم خرج عن القياس* أبو عبيد* سَرَحَتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحًا وسُرُوحًا وسَرَحْتُها* ابن الاعرابى* هو مَسْرَحُ الابلِ ومُرَاحُها* أبو حنيفة* السَّرْحُ أيضا ـ الراعية* وقال* سَرَحت الماشية نهارا* صاحب العين* السَّرْحُ ـ ما يُغْدَى به من المال ويُرَاح والجمع سُرُوح والسَّارِحُ يكون اسما للراعى الذى يَسْرَح الابل ويكون اسما للقوم الذين لهم السَّرْح كالحاضر والسامر* أبو حنيفة* السُّرُوب ـ مثل السُّرُوح سَرَبَتْ تَسْرُب سُرُوبًا ويقال للراعية سَرْبٌ* أبو عبيد* المَسَارِبُ ـ المَرَاعِى* أبو زيد* هِجْتُ الابلَ هَيْجًا ـ حركتها بالليل الى المَوْرِد والكَلَا* أبو حنيفة* فاذا اخْتَلَفتِ الرَّاعِيةُ فى المَرْعَى مُقْبِلةً ومُدْبِرةً فذاك الرِّيَاد وأنشد

يُمَشِّى بها ذَبُّ الرِّيَاد كَأَنَّهُ

فتًى فارِسِىٌّ فى سَرَاوِيلَ رامحُ (١)

* أبو على* ذَبُّ الرِّيَاد ـ الثَّوْرُ الوَحْشِىُّ وقد تقدم تعليله فى باب البَقَر* أبو حنيفة* رَادَتْ تَرُودُ رِيَادًا* أبو عبيد* ورُدْتُها أنا* أبو زيد* رُدْتُها وأَرَدْتُها* ابن الاعرابى* فاذا اخْتَلَفَتْ وجوهُها فى المَرْعَى قيل تَخَيَّفَتْ وتَبَرْقَطَتْ* أبو حنيفة* الرُّتُوع ـ أن تَحِدَ السائمةُ ما شاءت من المَرْعَى فَتَتَّدِعَ فيه وقد أَرْتَعْتُ الماشيةَ فَرَتَعَتْ تَرْتَعُ وهى رَوَاتع ورُتُعٌ ورُتَّعٌ ورِتَاعُ ومنه رَتَعَ القومُ ـ اذا كانوا رافِهِين فيما اشْتَهَوْا ومنه «نَرْتَع ونَلْعَب» والمَرْتَعُ ـ المَرْعَى فكلُّ هذا اذا كان نهارا* صاحب العين* الرَّتْعُ ـ الا كلُ والشرُب رَغَدًا فى خِصْبٍ وَرِيفٍ رَتَعَتِ الماشيةُ تَرْتَع رَتْعًا ومنه رَتَعَ القومُ ـ وَقَعُوا فى خِصْبٍ ورَتَعَتْ إبِلُهم وقوم راتعون وَرَتِعُونَ ـ مُرْتِعُون وأرْتَعَتِ الارضُ ـ اذا رَتَعَتْ فيها الابلُ والغنمُ وشَبِعَتْ* قال أبو اسحق* فاما قولهم رَتَعَ فى مالِه ـ أى تَقَلَّبَ فعلى المَثَل وذهب به أهل اللغة الى أنه أصل* أبو حنيفة* رَعْيُها فى أوّل النهار غَدَاءٌ وقد تَغَدَّتْ وغَدَّاها هو وفى مُتُونه ضَحَاءٌ وقد تَضَحَّتْ وضَحَّاها هو* قال* ولم أسمعهما بالتثقيل (٢) وبالعَشِىِّ وأوّل الليل عَشَاءٌ وقد تَعَشَّتْ وعَشَتْ عُشُوًّا ومنه المثل

__________________

(١) قلت لا يغترن أحد بعد هذا بما وقع فى المحكم والمخصص واللسان من انشاد هذا البيت على هذه الصوره فانه خطأ كما أن ضبط سراويل بالجر مضافا الى رامح من تحريف اللسان المطبوع والصواب أن الرواية أتى دونها وأن سزاويل غير مضاف ورامح مرفوع تابع لفتى والبيت لابن مقبل من قصيدة يشبب بدهماء فيها مطلعها دعتنا بكهف من كنابيل دعوة على عجل دهماء والركب رائح فقلت وقد جاوزت بطن خماصة جرت دون دهماء الظباء البوارح أتى ىونهاذب الرياد كأنه فتى فارس في سراويل رامح وكتبه محققه محمد محمود لطف الله به

(٢) قوله ولم أسمعهما بالتثقيل هكذا فى الاصل ويظهر أن الصواب ولم أسمعهما الا بالتثقيل فسقطت إلا من الناسخ كتبه مصححه

١٢

«العَاشِيَة تَهيجُ الآبِيَه» وناقةٌ عَشِيَةٌ وجَمَلٌ عَشٍ يزيد فى العَشَاء على الابل* ابن السكيت* عَشَوْتُ الابلَ ـ عَشَّيْتُها وكذلك الرجل* وقال* هذا عِشْىُ الابل لما تَتَعَشَّاه وهذا شاذ* أبو حنيفة* فان رُدَّتِ السائمةُ الى أهلها عَشِيًّا فهى ـ مُرَاحةٌ ومُرَوَّحَة* أبو عبيد* راحَتِ الابلُ تَرَاحُ رائحةً* أبو حنيفة* ابِلٌ مُؤَوّاةٌ كمُرَوَّحَة وقد أَوَتْ اليها أُوِيًّا* ابن السكيت* هو مَأْوَى الابلِ ومَأْوِيها ولا نظير له الا مَأْقِى العين وقد تقدم تعليله* أبو حنيفة* الآئبة كالآوِيَة آبَتْ نَؤْب إيَابًا ومَابُها ومَبَاءَتُها ـ مأواها وقد أَوَّبَها ـ روَّحَها الى مَبَاءَتِها فتَبَوَّأَتْه وبَوَّأَها إيَّاه وانَّه لَحَسَنُ البِيئَة* ابن دريد* قَسَّسَ ماشيَتَه ـ روَّحَها وأنشد

فَيَا سَلْمَ لا تَخْشَىْ بِكِرْمانَ أنْ أُرَى

أُقَسِّسُ أَعْرَاجَ السَّوَامِ المُرَوَّحِ

* أبو حنيفة* وان لم تُرَدَّ فهى ـ عَوَازِبُ وقد عَزَبَتْ تَعْزُب عُزُوبًا وعَزَبَ بها الراعى وعَزَّبَها* ابن دريد* واسمُ الابل العازِبَة ـ العَزِيب* قال سيبويه* عازِبٌ وعَزَبٌ كرائح ورَوَح اسمان للجمع* الاصمعى* المِعْزَابة ـ الكثير التَّعْزِيب لِابِله* أبو حنيفة* فان عَزَبَتْ وعَزَبَ بها أربابُها وأقاموا معها فى مَرَاعِيها فذلك الفعل ـ التَّجْشِير والقَوْمُ جَشَرٌ* أبو عبيد* مال جَشَرٌ ـ يَرْعَى فى مكانه لا يرجع الى أهله* أبو حنيفة* تَأَكَّد بِابِله ـ تَتَبَّع بها الخُضْرةَ حيث كانت* قال* واذا خَلَطَتِ السائمةُ فى رَعْيِها فَرَعَتْ مَرَّة فى حَمْضٍ ومرة فى خُلَّةٍ فتلك المُعَافَبَة والآخِرُ عُقْبة للاول والجميع العُقَب وقد عَقَبَتِ الراعيةُ تَعْقُب عَقْبًا تحوَّلت من مَرْعًى الى مَرْعًى* قال أبو حنيفة* عُقْبَةُ المَرْعَى كَعُقْبة الرُّكوب وهُمَا على بناء الدُّولة لانه اعتقاب وتَدَاوُلٌ وأنشد

أَلْهاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبَتُه

مِنْ لائح المَرْوِ والمَرْعَى له عُقَبُ

* أبو حنيفة* المُرَازَمَة ـ كالمُعَاقَبة وكلُّ خَلْطٍ بين شيئين فى مَأْكَلٍ مُرَازَمة وأنشد

كُلِى الحَمْضَ بعد المُقْحِمِينَ ورَازِمِى

الى قابلٍ ثم اعْذِرِى بعْدَ قابلِ

قال واذا وَضَعتِ الراعيةُ رأسَها فى المَرْعَى فقد صَبَتْ صُبُوًّا ومنه قيل صابَى رُمْحَه

١٣

ـ اذا أَمَالَه فى الطَّعْن به واذا رَفَعَتْ رأسَها عنه ولم تَرْتَعِ فقد عَذَبَتْ عُذُوبا* أبو زيد* أَهْجَأْتُ الابلَ والغَنَم وهَجَأْتُها ـ كفَفْتُها لِتَرْعَى* أبو حنيفة* أَوَّلُ الرَّعْىِ ـ اللَّسُّ وهو رَعْىُ الابل بمَشَافِرها وذلك فى أوّل نبات الكَلَا وهو قصير لَسَّتْ تَلُسُّ لَسًّا واسمُ المَرْعَى ـ اللُّسَاس واللَّجْذُ مثل اللَّسِّ وهو الأكل بطرف اللسان اذا لم يمكنه أن يأخذه بأسنانه ثُمَّ النَّسْفُ وهو اذا ارتفع عن ذلك قليلا فقدَرَتْ على انْتِسافه بأحْنَاكِها والانْتِساف ـ انتزاعه بأصله وهو بعير مِنْسَفٌ وقد نالت الراعية نُسَافةً من البقل بقدر ما تَنْسِفُه بِثَناياها وذلك ـ المُكَادَمة وقد كادَمَت المَرْعَى ـ اذا لم تَسْتَمْكِنَ منه واذا ارْتَفَع المَرْعَى عن ذلك وكان لُعَاعًا ناعما قيل ـ تلَعَّت اللُّعاعَ ولَعَّيْتُها وأنشد

صُهَيْبِيَّة صُفْر تَلَعَّى رِباعُها

بمُعْتَلَج الضَّمْران والجَرَعِ السَّهْل

* وقال* هَنِئَت الماشيةُ هَنَأ ـ أصابت حَظًّا من البَقْل ولم تَشْبَعْ منه واذا اشتدَّ أكلُ الماشية قيل ـ شَرَسَتْ تَشْرُس شَرَاسةً وإنه لَشَرِيسُ الأكْل ـ أى شديده والهَرْسُ ـ مثل ذلك وهى ابِلٌ مَهَارِيسُ ـ اذا اشتد أكلُها قَذَفَتْ كلَّ شَئٍ والرَّفُّ ـ الأَكْلُ وقد رَفَّتْ تَرُفُّ رَفًّا وحِفْظِى فى اللون يَرَفُّ رَفِيفًا وفى الاكْلِ والمَصِّ يَرُفُّ رَفًّا* قال المتعقب* خلط بصحيح رده سقيما وانما يقال رَفَّ يَرِفُّ كما قال اذا بَرَق لونُه يقال منه رَفَّ الثَّغْرُ يَرِفُّ رَفًّا قال بِشْر بن أبى خازم

لَيَالِىَ تَسْتَبِيكَ بِذِى غُرُوبٍ

يَرِفُّ كأَنَّهُ وَهْنًا مُدَامُ

ورَفَّ يَرِفُّ اذ اختلج حاجبُه ورَفَّ الشجرُ يَرِفُّ ـ اذا اهْتَزَّ من نَضَارته هذا بالكسر كلُّه ويقال رَفَّ يَرُفُّ ـ اذا مَصَّ الشرابَ وغيرَه وكذلك رَفَّ البعيرُ البَقْلَ ـ اذا أَكَلَه ولم يَمْلَأْ فَمَه منه وكذلك رَفَّ له يَرُفُّ ـ اذا كَسَب له وهذا كلُّه بالضم فاما رَفَّ يَرَفُّ بالفتح كما ذكر أبو حنيفة أنه حِفْظُه فلم يأْت فى كلام العرب والرَّفُّ من الكلمات التى جاءت كل واحدة منها بعشرة معان* أبو حنيفة* وحينئذ تَخْتَلِفُ رؤسُ السائمة فى المَرْعَى لأنها شَتٌّ وكانت قبل ذلك مجتمعة لا تَفَرَّقُ لقلة المرعى والارْتِباعُ والتَّرَبُّعُ ـ رَعْىُ البقل زمانَ الرَّبِيع وقد أرْبَع إبِلَه بمكانِ كذا وكذا رعَاهَا هُنَاكَ ربيعَه والتَّبَسُّر ـ رعْىُ البقل غَضًّا فى أوّلِ نباته وهو بُسْرٌ والبُسْر

١٤

ـ الغَضُّ من كل شئ والاخْتِضَارُ ـ رَعْىُ الخُضرة متى كانت وكذلك جَزُّها والغَذْمُ أكلُ الرطب اللَّيِّن وهو الاكل السهل واذا كان الرِّعْىُ كذلك فهو غَذِيمةٌ والنُّجْعةُ السَّيْر الى الكَلَا وهى النُّجَعُ وقد انْتَجَع والمُنْتَجَعُ ـ المنزل فى طَلَب الكَلَا* وقال* أَعْشَبَتِ الماشيةُ ـ صادَفَتْ عُشْبًا وكَلَأَتْ كُلُوءًا وأَكْلَأَتْ ـ دَخَلَتْ فى الكَلَا* أبو عبيد* المُؤَنَّفةُ مِنَ الابل والمُؤْنَفة والتشديد أكثر التى يُتَتَبَّع بها أُنُفُ المَرْعَى والرَّاعِى ـ مِئْنافٌ* أبو حنيفة* فاذا صادفت العُشْبَ وافِرًا لم يُرْغَمْ يعنى لم يُتَناوَلْ قيل أنَفَتْ ـ وطَئِت كَلَأً أُنُفًا وقد أَنِفَ راعِيها ما شاء ونَئِفَتِ الراعيةُ المَرْعَى بتأخير الهمزة وأنشد

نَئِفْنَ النَّدَى حتَّى كأَنَّ ظُهورَها

بمُسْتَرْشَح البُهْمَى ظُهورُ المَدَاوِكِ

وقد قيل فى نَئِفْنَ أَكَلْنَ فأَمَّا قول الشاعر

رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًا وبُسْرةً

وصَمْعاءَ حتَّى آنَفَتْها نِصَالُها

فليس من الأُنُف فى شئ وقد اختلف فى تفسيره فقيل آنَفَتْها صَيَّرَتْها تَشَكَّى أَنُوفَها وذلك أن البُهْمَى لما جَفَّتْ فَرَعَتْه دَخَل الصَّفَارُ ـ وهو شَوْكُ البُهْمَى فى آنِفُها وشَوْكُها مثل شَوْك السُّنْبُل الا أنه أصغر وهو مُؤْذٍ يُؤْذِيها فى حَجَافِلها وآنُفِها ويَرْتَزُّ فى قوائمها اذا هَبَّتْ به الرياح واذا أصاب الأَنْفَ شئ قيل أَنَفَه يَأْنُفُه كما يقال طَحَلَهُ وقيل آنَفَتْها ـ صَيَّرتها الى كراهتها يقال أَنِفْتُ الشئَ كَرِهْتُه وأنشد

حتَّى اذا ما تَأْنَفُ التَّنُّوما

وخَبَطَ العِهْنة والقَيْصُوما

فأما اذا كان الكَلَأُ مَعِيفَا لا يرعاه شئ فذلك ـ المَأْبِىُّ وقد رَغِمَتِ السائمةُ المَرْعَى كَرِهَتْه واذا تَتَبَّعَتِ الراعيةُ المَرَاعِىَ قيل ـ قَرَتْ قَرْوًا والقَرْوُ للرَّطْب واليابِس جميعا فاما الرَّطْب فان استقراءه التَّلَزُّجُ والتَّحَلُّب وانما ذلك اذا لم يكن المَرْعَى متصلا وكان مَلَاقِطَ أَرْفَاضًا واذا لم تُبْعِد السارحة فى مَرْعاها فَرَعَتْ حَوْلَ البيوت فذلك ـ اللَّعْط وقد لَعَطَتْ والْتَعَطَتْ والمَلْعَطُ ـ المَرْعَى واذا رعاها الراعى وهى غير باجِدَةٍ ولكنه يَسِيرُ بها سَيْرًا هَوْنًا وهى فى ذلك تَرْعَى فذلك ـ الجَرُّ وقد جَرَّها يَجُرُّها جَرًّا وأنشد

١٥

قَدْ طالَ هذا رِعْيَةً وجَرَّا

حَتَّى نَوَى الأعْجَفُ واسْتَمرَّا

نَوَى ـ سَمِنَ مأخوذ من النَّىِّ وهو الشحم وأنشد

تُجَرِّرُ الأَهْونَ من أَدْقائها

جَرَّ العَجُوزِ الثِّنْىَ من خِفَائِها

واذا رَعَتِ السائمة أطايب الكَلَا رَعْيًا خَفِيفا يكون ما يبقى أكثر مما تأكل فذلك المَشْقُ ـ أَمْشَقَها فمَشَقَتْ مَشْقًا وكذلك اذا رَعَتْ وعليها أحمالُها وقد تقدّم أن المَشْقَ الطَّعْن واذا رَعَتِ السائمةُ وَرَق الشجر وأطرافَه فذلك ـ العَلْق وقد عَلَقَتْ تَعْلُقُ عُلُوقًا والعَلُوق ـ اسم ما عَلِقَتْه وأنشد

وكل كُمَيْتٍ كجِذْعِ الخِصَا

ب لاطَ العَلُوقُ بِهِنَّ احْمِرَارا

وقد تقدم أن العَلُوق الدائم الفراء عَلِقَتْه كذلك دُبَيرية* أبو حنيفة* والمَرْغُ أكْلُ السائمة العُشْبَ وقد مَرَغَتْه وأنشد

* إنِّى رأيتُ العَيْرَ فى العُشْبِ مَرَغْ*

واذا اشْتَدَّ أكُل البَعِير قيل ـ لَفَّ يَلُفَّ لَفًّا وأنشد

هادِيَة فيه تَلُفُّ العَوْسَجَا

والخَضِر السُّطَّاحَ والسَّمَلَّجا

* ابن الاعرابى* له إبِلٌ وغَنَمٌ حُطَمةٌ ـ أى كثيرةٌ تَحْطِمُ الارضَ بِخِفافها وأَظْلَافِها أى تَكْسِرها وتَحْطِم شجَرها أى تَأْكلُه* أبو حنيفة* فاذا كان المَرْعَى مُمْكِنًا ذافِرَةٍ فَشَبِعَت السائمة قيل ـ مَجَدَتْ تَمْجُدُ مُجُودا وقيل مَجَدَتْ أَكَلَتْ ما تكتفى به وليس بالشِّبَع المُفْرِط وقيل مَجَدْتُها وأَمْجَدْتُها وقيل أَمْجَدْتُ الابلَ ـ ملأْت بطونَها ولا فِعْلَ لها فى ذلك ويقال أَمْجَدَنا فُلان طَعامًا وشرابا ـ أَوْسَعَنَا وأنشد

* أَتَيْنَاهُ زُوّارًا فأَمْجَدَنا قِرَى*

وكلُّ إمْجادٍ إكْثَارٌ ولذلك قيل «فى كلِّ الشَّجَر نار واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار» أى ذهبا بأفضل ذلك* أبو عبيد* مَجَدْتُ الناقةَ ـ اذا عَلَفْتَها ملْءَ بطنها ومَجَّدْتُها علفتها نِصْف بطنها* ابن دريد* المَجْدُ ـ امتلاء بطن الدابة ثم قال مَجُدَ الرجلُ ـ امْتَلأَ كَرَمًا* ابن السكيت* حَشَمَتِ الدوابُّ فى أوّل الربيع ـ اذا أصابت منه شيأ فَسَمِنَتْ وعَظُمَتْ بطونُها* صاحب العين* أَمْذَيْتُ فَرَسى

١٦

ومَذَّيْتُه ـ أرسلتُه يَرْعَى* أبو حنيفة* السَّفُّ ـ أكْلُ اليَبِيس سَفَّتِ الابلُ تَسَفُّ سَفًّا وأَسْفَفْتُها ـ علفْتُها اليَبِيس وأنشد

أُسِفَّ جَسِيدَ الحاذِ حتَّى كأَنَّما

تَرَدَّى صَبِيغًا بات فى الوَرْسِ مُنْقَعا

جَسِيدُه ـ يابسُه تَرَدَّى صَبِيغًا يعنى أن لونَه حَسُنَ وقد يُسْتعمل السَفُّ فى غير اليبيس قال الشاعر ووصف ظبية

ظَبْيَة مِنْ ظِبَاء وَجْرَةَ أَدْما

ء تَسَفُّ البَرِيرَ تَحْتَ الهَدَال

واذا صارت الابلُ الى رَعْىِ العَضَاض وغَرِيض الشَّجر قيل شاجَرَتْ وأَلَحَّتْ عليه وأنشد

تَعْرِف فى وُجُوهِها البَشَائر

آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشَاجِر

الآفِقُ ـ الفاضل ويقال حينئذ قد احْتَطَبَتْ وأنشد

إنْ أَخْصَبَتْ تَرَكَتْ ما حَوْلَ مَبْرَكِها

زَيْتًا وتُجْدِب أحْيَانًا فتَحْتَطِبُ

زَيْتًا من الجُفَال الذى يُلْقَى عن اللَّبَن* قال* وقال بعضهم ووصف ناقة «إنَّها حَطَّابةٌ كَسَّابَةٌ مِئْنَاث رَتُوع» والتَّخَشُّب ـ أكْلُ اليابس الصُّلْب الذى صار خَشبًا وأنشد

حَرَّقَها مِنَ النَّجِيل أَشْهَبُهْ

أَفْنانُه وجعَلَتْ تَخَشَّبُه

أَشْهَبُه ـ يابسُه وخاطب آخر ناقته حِينَ لم يَبْقَ الاخَشَبُ المَرْعَى وجاسِئُهُ فقال

وتَقْنَعِى بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ

وبالثُّمَامِ وعُرَامِ العَوْسَج

عُرَامُه ـ عارِمُه وغَلِيظُه ذو الشَّقِّ على الراعية والمُشَجَّجُ ـ الذى ذَهَبَتْ أعالِيه وكُسِّرت فأُكِل والعَوْسَجُ من الشوك واذا صارت الابل الى أكْلِ الشَّوْك قيل كالَبَتْ لان الشَّوْكَ كَلالِيبُ الشجر وقد تكون المكالَبَةُ ارْتِعاء الخَشِن اليابس والشَّجَرُ الكَلِبُ ـ الخَشِنُ الذى لم يُصِبه الربيعُ فَيَلِينَ* قال* واذا أَسْنَتَ الناسُ عَمَدُوا الى القَتَاد فقطعوه من أصوله ثم جمعوه فأَشْعَلوا فيه النار فتحترق أطرافُ ذلك الشَّوْك ثم يُشَقَّق فتُعْلَفُه الابلُ وتَسْمَنُ عليه وذلك ـ التَّقْتِيد وأنشد

يا رَبِّ أَنْقِذْنِى مِنَ القَتَاد

أَغْدُولَهُ فى بُكَرِ السَّوَاد

* سَعْرًا كسَعْرِ صاحِبِ الجَرَاد*

١٧

يعنى طابخ الجراد* قال* وقال أبو المجيب ووَصَف أرْضًا جَدْبة فقال «اغْبَرَّتْ جادَّتُها ودُرِّعَ مَرْتَعُها وقَضِمَ شَجَرُها والْتَقَى سَرْحَاها ورَقَّتْ كَرِشُها وخَوِرَ عَظْمُها وتَغَيَّق أهلها ودخَلَ قلوبَهُم الوَهَل وأموالَهم الهُزْل» الهُزْل ـ سُوءُ الحال وليس من الهُزَال وان كان الهُزَال داخلا فيه والشجرُ القَضِم ـ الذى كَسَّرت الراعية منه ما قدرت عليه ورَقَّتِ الكَرِشُ من أكل الشجر الخَشِن لأنها تَتْعَب فيه فَتَرِقُّ وتَضْعُف وقد تَرِقُّ الكَرِش أيضا أيام النَّجْر وقد ترق كروش الابل فى القَيْظ وتَنْجَرِد من أوبارها فاذا طَلَع سُهَيْلٌ وتَنَفَّس البَرْد ثابَتْ لحومُ المال وطَلَعَتْ أوْبارُه ونبتت أكراشُه حتَّى تَصِيرَ الكرش هَلْباء يعنى قد كان انْجَرَد ثم نَبَتَ الآن والمُدَرَّع الذى أُكِل حتى ابْيَضَّ كالشاة الدَّرْعاء التى يَبْيَضُّ مُقَدَّمُ رأسها من الهُزَال خاصة* قال أبو على* هذا خَطَأ انما المُدَرَّع من النبات ـ المختلفُ الالوان من الشاة الدَّرْعاء وقد أخطأ فى قوله وهى التى يَبْيَضُّ مُقَدَّمُ رأسها من الهُزال خاصة وانما هى البيضاء الرأس خاصة وأنشد

ولَئِنْ غَضِبْت لَأَشْرَبَنَّ بِنَعْجةٍ

دَرْعاءَ من شَاهِ الجِوَاءِ سَحُوف

* أبو حنيفة* وأما قول الشَّمَّاخ فى وصف إبله

إنْ تُمْسِ فى عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَمَاجِمُهُ

مِنَ الاسالِق عارى الشَّوْكِ مَجْرُودِ

تُصْبِحْ وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَقًا

منْ ناصِعِ اللَّوْنِ حُلْوٍ غيرِ مَجْهود

فانه وَصَفَها بالكرم فى غُزْرِها ودوام دَرِّها على السَّنَة وجُدُوبة المَراتع وليس العُرْفُط من جَيِّد المَرْعَى ثم جعله مع ذلك سَلِيقا قد أَحْرَقه البَرْدُ ومَجْرودا ذاهِبَ العُفْوة قد أُكِلَ فقال هى وان كان المَرْتَع هكذا فَدَرُّها ثابت من لَبَنٍ ناصعِ اللَّوْن خالِصِه لان اللبن اذا فَسَدَ فَسَدَ لونُه وطَعْمُه فأَلْبانُ هذه ناصعةُ اللون حُلْوة يَحْلُبها من غير أن يَجْهَد* قال أبو على* روايةُ المُصَنَّف تُضْحِى ومن ناصِحِ اللَّوْن وروايتى فى غير النبات حُلْو الطَّعْم مَجْهود ولم يفسر المَجْهُود على هذه الرواية (١) * أبو حنيفة* واذا وَطِئَت السائمةُ مَكَانا مَرْعِيًّا أو مُجْدِبا فلم تَجِدْ به مَرْتَعًا قيل لم يَجِدِ المالُ بهذه الارض مَقْشَمًا ولا مَأْرَمًا ولا مُتَعَلَّقا ولا مُتَعَلَّلاً ولا عَلَاقًا أى شيأ يتَعَلَّق به ولا مَصْبًا ـ أى مَأْكَلاً تَضَع رؤسَها فيه واذا صادَفَتِ الراعيةُ مَرْعًى طَيِّبا مُخْصِبا فأَكَلَتْ حتى

__________________

(١) قوله ولم يفسر المجهود على هذه الرواية قد فسره فى مادة ج ه د من اللسان نقلا عن المحكم بأنه المشتهى الذى يلح عليه فى شربه لطيبه وحلاوته كتبه مصححه

١٨

كادت تَبْشَمُ قيل سَنِقَتْ سَنَقًا وقد تقدم فى الانسان واذا أَكَلَتْ حتى تَرْتَدَّ شهوتُها فذاك ـ الاقْهاء والاقْهام وقالوا عَلِقَتْ مَرَاسِيها بِذِى رَمْرَام وبِذِى الرَّمْرَام وذلك حين اطْمَأَنَّتِ الابلُ وقَرَّت عُيُونُها بالكَلَا والمَرْتَع ويُضْرب هذا لمن اطْمَأَنَّ وقَرَّت عينُه بعيشته ويقال قَيِّدُوا إبِلَكُم تعلج شيأ ـ أى تَرْتَع واذا وَجَدْتُمْ معلجا فَعَلّجوا فيه شيأ حتى يَخْتَبِز الناسُ فأما العالِجُ فهو الذى يَرْعَى العَلَجان* وقال* نَضحَتِ الغَنَمُ وذلك حين تَشْبَع الى الليل ثم يرتفع النَّبْت حتى يقال قد نَضحَتِ الابل* أبو حنيفة* واذا كان الكَلَأُ ناميا فى الراعية ناجِعًا قيل كَلَأٌ مَسُوسٌ وأصل المَسُوسِ التِّرْياق واذا كان غيرَ مَرِىءٍ قيل كَلَأٌ وَخْمٌ ووَخِيمٌ ووَبِيلٌ وقد وَبُلَ وَبَالَة ووَبَالاً ووَبْلاً والرَّطْب واليابس فى ذلك سواء ويقال مَرْتَعٌ غَمِقٌ بيِّنُ الغَمَق اذا حَمَل عليه النَّدَى فَجَوِى منه وخَبُثَ أو أَضَّرت به السُّيُول بغُثَاثها وزَبَدِها وربما كثُر نَدَاه ولا يَخُمُّ ولا يجوَى* ابن السكيت* غَثَا السَّيْلُ المَرْتَع ـ أَذْهَب حَلَاوتَهُ وجَمَعَهُ* أبو حنيفة* وهذا كَلَأٌ ناجِعٌ ـ اذا كان مُوَافِقا للسائمة تَنْمِى عليه وقد نَجَعَ يَنْجَعُ نُجُوعًا ونَمَى المالُ على هذا الكَلَا يَنْمِى نَماءً ونُمُوًّا ـ اذا نَبَت ورَبَلَ وحَسُنَتْ حاله وقد أَنْماه الكَلَأُ وهذا مَرْعًى نَزِهٌ ـ صحيحٌ بَعِيد من الاوْباء وقد نَزُهَ نَزَاهةً والقَرَفُ ـ مُقَارفةُ الوَبَاءِ قارَفَ فلان العامَ ـ رَعَى بالأرض الوَبِيئة واذا أُصِيبَ الناسُ بالآفات فى مَرَاتِعِهم أو مَعَايِشِهم أو سائمتهم قيل أَعَاهَ القومُ وأَعْوَهُوا وعاهَتِ البلادُ عَوْهًا وعاهةً وعُؤُوها وهى ـ الداء والأمراض* وقال* آفَ القومُ من الآفة مقيس على العاهة وآفَتِ البِلادُ أَوْفًا وآفةً وأُوُوفًا فاذا برَأَتْ من الآفة قيل ـ أَصَحَّ القومُ وأَسْوَوْا فاذا كان الكَلَأُ يَعِيبُ المالَ ويَعْقِرُه قيل كَلَأُ أرضِ بنى فلان عُقَارٌ* وقال* كَثُرَتِ الاكِلةُ بهذه الارض على فَعِلة ـ كَثُرتِ الراعيةُ فيها* ابن دريد* ظَلَّ يَهْرَعُ فى الحشيش ـ أى يَرْعَى* أبو زيد* التَّلَزُّج ـ تَتَبُّعُ البُقُول والرِّعْىِ القليل من أوّله وفى آخر ما يَبْقَى* أبو عبيد* مَلَحْتُ الماشيةَ ـ أطعمتُها سَبَخةَ المِلْح وذلك اذا لم تقدر على الحَمْضِ فأطْعَمْتَها هذا مكانَه* غيره* سَخَةُ المِلْحِ ـ مِلْحٌ وتُرابٌ والمِلْحُ أكثر* ابن السكيت* أرضٌ مُتَرَدَّمَةٌ وقد تَرَدَّمَها الناس حتى نَهَكُوها ومعنى تَرَدَّمُوها ـ أَكَلُوا مَرْتَعَها مَرَّةً

١٩

بعد مرة* ابن دريد* قَفِئَتِ الارضُ ـ مُطِرَتْ وفيها نَبْتٌ فحَمَلَ المطرُ على النَّبْت الترابَ فلا تأْكُلُه الماشيةُ حتى يَنْجَلِىَ عنه* أبو حنيفة* اذا تَفَرَّقَت الابلُ والغَنَمُ فى مَرَاعِيها عن غِرَّة فقد انْتَشَرتْ فان كان الرَّاعِى هو الذى فَرَّقَها قيل أنْشَرَ الرَّاعِى غَنَمه* غيره* عازَّ الرجلُ إبِلَه وغَنَمه مُعَازَّةً ـ اذا كانت مِراضًا لا تَقْدِر على أن تَرْعَى فاحْتَشَّ لها* وقال* قَنَعَتِ الابلُ والغنمُ رَجَعَتْ الى المَرْعَى وأَقْنَعَتْ لِمَأْواها وأَقْنَعْتُها أنا فيهما* وقال* صاعَ الابلَ والغنمَ صَوْعًا ـ أتاها من هنا ومن هنا وقد قدّمت ما يخص الابل والغنم من أفعال الرَّعْى

رَعْىُ الماشية الارضَ حتى لا تَدَعَ

من رِعْيِها شيأ أو تُقارب ذلك

* أبو حنيفة* الجَلْحُ للمَرْعَى ـ أن لا تتركَ الماشيةُ فيه شيأ الا الأصول جَلَحَتْه الراعيةُ تَجْلَحُه وهى المَجَالِيحُ وأنشد الفرّاء فى نعت بعير

يَجْلَحُ حَمْضَ ثادق فياكل

عرق نواصى الأعجم المناجل

العَرْقُ استئصال الجَزِّ والفعلُ للمناجل* ابن السكيت* جَلَحَ المالُ الشجرَ يَجْلَحُه جَلْحًا ـ أَكَلَ أَعَالِيَه ونَبْتٌ إجْلِيحٌ ـ مَجْلُوحٌ وأرضٌ مُجَلَّحة ـ مَرْعِيَّة النبات والشجر وناقةٌ مِجْلاحٌ مُجَلِّحة على الشتاء والمُجَالِحُ نحوُها وقد تقدم فى الابل والجَالِحَةُ ـ ما تَطَايرَ من رؤس النبات فى الرِّيح شِبْه القُطْن وكذلك ما أشبهه من نسج العنكبوت وقِطَع الثلج اذا تَهافَت* صاحب العين* فَاتَكَت الابلُ المَرْعَى اذا أَتَتْ عليه بأَحْنَاكها* أبو حاتم* جَرَسَت الماشيةُ الشجرَ والعُشْبَ تَجْرِسُه وتَجْرُسُه جَرْسًا ـ لَحَسَتْه* أبو حنيفة* والاجْعَامُ ـ كالجَلْحِ ومنه ناقة جَعْمَاء وهى ـ التى لَصِقَتْ أسنانُها بالاصول من الكِبَر وقد أُجْعِمَ الشجرُ وأَجْعَمَ ـ أُكِلَ أعلاه وبَقِيَتْ أصوله* أبو حنيفة* حُرِصَ المَرْعَى ـ اذا لم يُتْرَك به شئ وقد

٢٠