المخصّص - ج ١١

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١١

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : القرآن وعلومه
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٦

لأنه نَدَّ عن سائرِ الطيب ـ أى خرَج عنه وتقدَّمَه بطِيبه مأخُوذ من قولهم نَدَّ البعيرُ ـ اذا خرَج عن الابِل وتقدَّمها والغالِيَة ـ وهى مِسْك وعَنْبر يُعْجَنانِ بالبانِ ويقال ان الذى سَمَّاها غالِيَةً مُعاويةُ بنُ أبِى سُفْيانَ وذلك أنه شَمَّها من عبْد الله بنِ جَعْفرِ بن أبى طالِب فاستطابَها فسأله عنها فوصفَها له فقال هذه غالِيَة * الزجاجى* وهى المَضْنُونة والمَضْنُون ـ دُهْن البانِ والرَّامَك والرَّامِك والكسر أَعْلَى ـ شئٌ أسودُ كالْقَار يُخْلَط بالمِسْك وهو حينئذ السُّكُّ* ثعلب* تَسَكَّكْت سُكًّا ـ اتَّخذتُه ويقال للسُّكِّ والرَّامِك الخَشِيف* صاحب العين* العِطْر ـ يجمَعُ ضُروبَ الطِّيب والجمع عُطُور وبائعه عَطَّار وحِرْفتُه العِطَارة وقد تَعَطَّر وعَطَّرته ورجل مِعْطار وعَطَّار وعَطِرٌ وامرأة مِعْطار ومِعْطِير وعَطِرَة* قال أبو على* والسَّاهِرِيَّة ـ ضَرْب من الطِّيب وأنشد

أفِينا تَسُوم الساهِرِيَّةَ بعدَما

بدَالكَ من شَهْر المُلَيْساءِ كَوْكَبُ

* غيره* المُعَتَّقَة ـ ضَرْب من العِطْر والنوعُ ـ ضَرْب من الطِّيب والمائِعة ضَرْب من العِطْر* صاحب العين* الحَنُوط ـ طِيبٌ يُخْلَط للمَيِّت وقد حَنَّطْته وتَحَنَّط وفى الحديث «انَّ ثَمُودَ لَمَّا اسْتَيْقَنُوا العَذابَ تَكَفَّنُوا بالأَنْطاعِ وتَحَنَّطُوا بالصَّبِرِ» والمَحْلَبِيَّة ـ ضَرْب من الطِّيب يُطَيَّب بشجَر يقال له المَحْلَب* ابن السكيت* هو حَبُّ المَحْلَب ولا تقُلِ المَحْلَبَ وهى المَحْلَبِيَّة* صاحب العين* المَهْضُومَة ـ ضَرْب من الطِّيب يُخْلَط بالمِسْك والبانِ* غيره* اللَّخْلَخَة ـ ضَرْب من الطِّيب وقد لَخْلَخْتُه والسَّلِيخة ـ شئٌ من العِطْر كأنه قِشْر مُنْسَلِخ ذُو شُعَب* ابن دريد* الفاغِرَة ـ ضَرْب من الطِّيب زَعمُوا

استعمالُ الطيبِ والتلطُّخ به

لَطَخْته بالشئ أَلْطَخُه لَطْخا ولَطَّخته واللُّطَاخة ـ بقيَّة اللَّطْخ* ابن دريد* اللَّتْخ لغة فى اللَّطْخ وقد تَلَتَّخ* صاحب العين* الضَّمْخ ـ لَطْخ الجسَد بالطِّيب حتى كأنه يقْطُر ضَمَخْته أضْمَخُه ضَمْخا وضَمَّخْته فاضْطَمَخ وتَضَمَّخ* غيره* وتَفَغَّمَ وفَغِم واغْتَسَل ـ كلُّه الْتَطَخ وارْتَدَع وتَرَدَّع والرَّدْع ـ أَثَرُ الطِّيب ومنه

٢٠١

قول ابن مقبل

* يَجْرِى بدِيباجَتَيْه الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ*

* ابن دريد* تغَلَّلت بالغالِيَة وتغَلْغَلْت وتَغَلَّيت وغلَّلته بها* صاحب العين* تغَلَّفت بالطِّيب واغْتلَفْت كذلك وغَلَّفت به لِحْيته وأنكرها ابن دريد* أبو عبيد* تَلغَّمت المرأةُ بالطِّيب ـ اذا وضعَتْه على مَلَاغِمها ـ وهى ما حَوْلَ الفَمِ* أبو زيد* فادَتِ المرأةُ الطِّيب فَيْدا ـ اذا داكَتْه بالماء ليذُوبَ

لصُوق الطِّيب بالبدَن وبقاؤه

فى الثوْب والمَكانِ

يقال عَبِق به الطِّيبُ عَبَقا فهو عَبِقٌ ـ لَزِقَ ورجُل عَبِقٌ ـ اذا تطَيَّب بأدنَى رِيحٍ فلم يُفارِقْه أياما والأنثى عَبِقة* أبو عبيد* صاك به الطيبُ صَيْكا وعتَك به يَعْتِك كذلك* صاحب العين* خَيَّمت الرائحةُ الطيِّبةُ فى الثوب والمَكانِ أقامتْ وخيَّمته ـ غَطَّيته بشئ كَىْ يَعْبَق* غيره* النَّضْخ ـ اللَّطْخ يبْقَى فى الجَسد والثوبِ من الطِّيب ونحوه وقد تقدم أنه نَوْع

آلة الطِّيب وأوْعِيتُه

يقال للتى يكونُ فيها الطِّيب القَسِيمة والجُؤْنة وأنشد الفارسى

اذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنّ

وكان المِصَاعُ بما فى الجُؤَنْ

وليس أصلُها الهمْزَ لأنه من الجَوْن ـ وهو الأسْودُ اذ هى مستَقَرٌّ للطِّيب والطِّيب عامَّتُه أسْودُ* سيبويه* الهمزُ فى الجُؤْنة هو الأكثَرُ ويُقال لما يُسْحَق عليه الطِّيبُ الصَّلَاءة والصَّلَايَة* سيبويه* الياءُ إن لم تكن طرَفا لا تُهمَز جاؤا بها على الجميع والمَدَاك والعَبَدة والقُسْنَطَاس وليس بعربىٍّ ويقال سَحَقت المرأةُ الطِّيبَ وسَهَكتْه ونسمته وأسْدَت المِسْكَ ـ اذا بَلَّته لتُصْلِح منه ما تُرِيد وأسْدَتْ غيره به وسَدِىَ المِسْكُ ـ اذا ابتَلَّ* غيره* العَسِيل ـ مِكْنَسة من شَعر يَكْنُس

٢٠٢

بها العَطَّارُ بلاطَةَ العِطْر وأنشد

فَرِشْنِى بخَيْر لا أكُونَنْ ومِدْحَتِى

كناحِتِ يوماً صَخْرةٍ بعَسِيل

عمَل الطِّيب

عَبَأْت الطِّيبَ أعْبَأُهُ عَبْئاً ـ خَلْطته وصَنَعته وكلُّ ما صنَعْته فقد عَبَأْته ومنه قولهم ما أعْبَأُ به ـ أى ما أصْنَع وفى التنزيل (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي)

باب الرِّيح الطيِّبة

* أبو عبيد* يقال طِيبٌ وطَابٌ وأنشد

مُقَابَلَ الأعْراقِ فى الطَّابِ الطَّابْ

بينَ أبِى العاصِى وآل الخَطَّابْ

* قال أبو على* الطابُ الثانِى وصْف للطاب الأول على نحو شِعْرٌ شاعِرٌ وبناؤه فَعَل أو فاعِلٌ ذهبت عينُه على ما ذهب اليه الخليلُ فى هذا الضَّرْب* السيرافى* الطُّوْبَى ـ الطِّيب* صاحب العين* تطَيَّبت به* أبو حنيفة* كلُّ رِيح طيِّبة نَسِيمٌ وأصل النّسِيم بَدْءُ كل رِيح اذا بَدأتْ بضَعْف وكذلك النَّسَم* قال* خَطَر الطِّيبُ يَخْطِر وفارَ فَوَرانَا وسَطَع سُطُوعا وضاعَ يَضُوعُ ضَوْعا وتَضَوَّع وتَضَيَّع وانْضاعَ* ويقال* لطائِرٍ يَصِيح بالليل ضُوَعٌ وضِيَعٌ والضَّيَاع ـ ضَرْب من الطِّيب حدِيدُ الرِّيحِ والرَّيَّا ـ الرائحةُ الطيِّبة خاصَّةً وهى مؤنثَة* قال جَمِيل ووصَفَ رَوْضة

بأطْيَبَ من أرْدانِ بَثْنةَ مَوْهِنًا

ألَابَلْ لرَيَّاها على الرَّوْضة الفَضْلُ

والنَّشْر ـ طِيب الرِّيح خاصَّة وهو الفَوْح الذى يَنْتشِرُ منها وقد نَشَر وانتَشَر تفَشَّى وأنشد

* كأنَّها فى نَشْرِها اذا نَشَرْ*

* أبو عبيد* وجَدْت فَوْعةَ الطِّيبِ وفَغْمتَه وقد فَغَمتْنى ـ اذا سَدَّت خَياشِيمَك* ابن السكيت* فَعَمتنى تَفْعَمُنى غيره تَفْعُمنى* أبو عبيد* الشَّذَا شِدَّة ذَكاءِ الرِّيح وأنشد

٢٠٣

اذا ما مَشَتْ نادَى بما فى ثِيَابِها

ذَكِىُّ الشَّذَا والمَنْدَلِىُّ المُطَيَّرُ

وقد تقدم أنه كِسَر العُود وأنه المِسْك* أبو حنيفة* السَّعِيط والسُّعَاط ـ ذَكاءُ الرِّيحِ وحِدَّتها ومبالَغتُها فى الأنف والسَّعُوط منه وقيل السَّعِيط الْبانُ* أبو عبيد* السَّعِيط ـ الرِّيحُ من الخَمْر وغيرِها من كل شئٍ* ابن السكيت* هى السُّعَاط ومثلُه الصُّوَار* أبو حنيفة* أَصْوِرة المِسْك ـ قِطَعُ رِيحه ونَفَحاتٌ منه يقال صِوَار وصُوَار وقد تقدم أنه القليلُ من المِسْك* أبو حنيفة* الأَرَجُ والأَرِيجةُ ـ توهُّج الرائحةِ وتوقُّدُها يقال تَوَهَّج الطِّيبُ ـ اذا تَوقَّد وكذلك تَأَكَّل الطيبُ وأكلَ بعضُه بعضا وتلك أقْصَى المُبالَغة فى نعْته ونعتِ ما أشبهه* وقال النَّمِر فى تأكُّلِ الطيب

تَرَبَّبَها التَّرْعِيبُ والمَحْضُ خِلْقةً

ومِسْكٌ وكافُورٌ ولُبْنَى تَأَكَّلُ

وقال أوسُ بن حجر فى صِفة سيف توقَّد أَثْره

اذا سُلَّ من جَفْنٍ تأَكَّلَ أَثْرهُ

على مِثْل مِسْحاةِ اللُّجَيْنِ تَأكُّلَا

فاذا بقيت رائحةُ الطِّيب فى شئٍ قيل عَبِقتْ عَبَقا وعَبَاقةً وعَبَاقِيَة* قال طَرَفة

ثمَّ راحُوا عَبَقُ المِسْكِ بهم

يَلْحَفُون الأرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ

وفَأْرة الابِل ـ هى التى تَرْعَى أفْواهَ البُقُول الطيبةِ من العَذَوات العازِبة ثم تردُ الماء فتَشْرب فاذا رَوِيتَ ثم صدَرتْ فالتفَّ بعْضُها ببعض فاحتْ برائحةٍ طيِّبة قال الراعى

لها فَأْرةٌ ذَفْراءُ كلَّ عشِيَّةٍ

كما فَتَق الكافُورَ بالمِسْك فاتِقُه

* قال* ظنَّ أنه يُفْتق به وكان الراعى أعرابِيًّا قُحًّا والمِسْكُ لا يفتَقُ بالكافُور* قال المتعقب* أما قوله والمسك لا يُفْتَق بالكافُور فَصحِيح ولم يقل الراعِى كما فَتَق المسكَ بالكافُور وان كانَ المِسْكُ لا يفتَق بالكافُور فان الكافُور يُفتَق بالمسك وجعل الراعىَ أعرابيًّا قُحًّا ونسبه الى الجَفَاء وأوهم أنه قد غَلِط وخطَّأه فى شئ اللهم الا أن يكون عند أبى حنيفة أن الكافورَ لا يفتَق بالمسك ويكون قد غَلِط فى العبارة وعكسها فيكون فى هذه الحالةِ أسوأَ حالا منه فى الأُولَى ولا رائحةَ أخَمُّ من الكافور اذا فُتِق بالمِسْك* أبو حنيفة* فَأْرة الابِل مأخُوذة من فَأْرة المِسْك

٢٠٤

ونوافجِها التى تكونُ فيها واحدتُها فَأْرة سميت بالفأْر وليست بفأْر انما هى سُرَر ظِباءِ المِسْك قال الشاعر

اذا التاجِر الهِنْدِىُّ وافَى بفَأْرةٍ

من المِسْكِ أضحتْ فى مَفَارِقِهم تَجْرِى

* قال المتعقب* قد غلط فى همز هذه الفأرة لأن الفأر كله مهموز ما خلا فارة الابل وقد اختلف فى فأرة المسك وفَأْرة الانسان ـ وهى عضَلُه والأَعْلَى فى فأر المِسك الهمزُ وفى فأر الانسان تركُ الهمز ومن كلامهم «أبْرِزْ نارَك وان أهزَلْتَ فارَك» * أبو حنيفة* وبنَواحِى الهِنْد فأْر تُجلَب الى أرض العرَب أحياءً وقد تأنَّسَت وألِفَت تدور فى البُيوت فلا تلَابِسُ شيأ ولا تدخُل بيتا ولا بَحْرا ولا تبول على شئ الافاح طيبا ويجلُب التِّجَارُ خُرْأَها فيشتريه الناسُ ويجعلونه فى صُرَر يضَعُونها بين الثِّياب فتَطِيب وهى نحو بَناتِ مِقْرَض ومن هذا الجِنسِ الذى ذكَرْنا الدُّوَيْبَّة التى تسمَّى الزَّبَادَ ـ وهى مثلُ السِّنَّوْر الصغِيرِ فيما ذُكِر لى تُجْلَب من تلك النَّواحِى وقد تأنَسُ فتُقْتَنى وتُحْلَب شيأ شبيها بالزُّبْد يظهر على حلَمته بالعَصْر كما يظهَر على أنْف الغِلْمان المراهِقِين فيجمَع وله رائحة طيِّبة البتَّةِ* قال* وقد رأيته وهو يقَع فى الطِّيب وقد بلغنى أن شَحْمه كذلك* ابن دريد* أَفْعَم المِسكُ البيتَ ملأهُ رائِحة وفَعَمَته رائحة الطيب وفَغَمْته ـ ملَأت أنفَه* وقال* مسكٌ ذُو فَنَع ـ أى حادُّ الرائحة والصُّوار ـ رِيحٌ فَيْحٌ* أبو زيد* فاحتْ رِيحُ المسكِ فَيْحا وفَيحَانا وتَفُوح فَوْحا وفَوَحانا* ابن دريد* الفَيْح والفَيْج والفَيْخُ ـ الانتشارُ* صاحب العين* الفَوْح ـ وُجْدانُك الريحَ الطيبةَ فاحَ فَوْحا وفُؤُوحا* ابن دريد* يقال للطِّيب اذا كان له رائحةٌ إنه لَانْقِيضٌ* أبو عبيد* وَجَدتْ خُمْرَةَ الطِّيب وخِمْرَته ـ أى رِيحَه والبَنَّة ـ الرِّيحُ الطَّيِّبةُ والجمعُ بِنَانٌ* ابن السكيت* العَرْفُ ـ الريح الطيبة* غيره* الفَنَعُ ـ رائحة المِسكِ وأنشد

وَفُروعٌ سَابِغٌ أَطرافُها

عَلَّلَتها رِيحُ مِسْكٍ ذِى فَنَعْ

* أبو زيد* الخَمْطَةُ ـ ريح نَوْرِ الكَرْم ومَا أشبهه مِمَّا له رِيحٌ طَيِّبةٌ وليستْ بِشَديدَةِ الذَّكَاءِ طِيْبًا* قطرب* أَرْضٌ خَمْطَةٌ ـ طيِّبةُ الرَّائِحَةِ

٢٠٥

الرِّيح المُنْتِنةُ

نَتُنَ الشئُ نَتْنا ونُتُونة ونَتَانةً وأنَتْنَ ورِيحٌ مُنْتِنَة ومِنْتِنَة الكَسْرةُ فى الميم عارِضةٌ* قال* وقال سيبويه انما قالوا مِنْتِنٌ إتباعا للكسرة الكسرةَ كما قالوا أنا أَجُوءُك وأُنْبُؤُك* ابن السكيت* من قال نَتُن قال مِنْتِن ومن قال أنتَنَ قال مُنْتِن وانما حكاها عن أبى عمرو* قال المتعقب* هذا غلَط من أبى عَمْرو والأصل فى هذه الكلِمة أنتَنَ الشئُ فهو مُنْتِن وهى بلُغة أهل الحِجَاز وغيْرُهم يقولُ نَتُن الشئُ يَنْتُن نَتْنا ولا يقولون نَتِين وهكذا القِياسُ فى فَعُل كقولِهم فَقُه وشَرُفَ وظَرُف وكَبُر وأشباهِها فهو فَقِيه وشَرِيف وظَرِيف وكَبِير الا أنَّ طائفة من العَرب جُلُّهم من تَمِيم يقولُون شئٌ مِنْتِن فيُتْبِعُون الكسْرَ الكَسْرَ* غيره* مُنْتِن ومُنْتُن ومِنْتِينٌ* أبو حنيفة* الدَّفَر ـ النَّتْنُ لا غَيْرُ رجُل دَفِرٌ وأدْفَرُ وامرأة دَفِرَةٌ ودَفْراءُ ومن ذلك سمِّيت الدنيا أمَّ دَفْر* صاحب العين* ويُقال لها أمُّ دَقَارِ ودَفْرة* ابن السكيت* ويُقال للَامَة اذا سُبَّتْ يا دَفَارِ ويقال دَفْرًا دَافِرًا لما يَجِىءُ به فلانٌ ـ وذلك اذا قَبَّحت الأمر أو نَتَّنتَه* أبو عبيد* الصِّيق ـ الرِّيح المُنْتِنة وهى من الدوَابِّ* وقال* عَرِصَ البيْتُ ـ خَبُثتْ ريحُه* أبو زيد* اللَّغَن ـ نَتْنٌ يكون فى أَرْفاغِ الانسان وأكثَرُ ما يكونُ فى السُّوْدان وقد لَخِنَ لَخَنا فهو أَلْخَنُ والأنثى لَخْناءُ* ابن دريد* الصَّنَق ـ شِدَّة دَفَر الابْطِ والجسد صَنِق صَنَقا* أبو زيد* صَئِك الرجلُ يَصْئَكُ صَأَكا ـ عَرِقَ فهاجَتْ منه رِيحٌ مُنْتِنة من دَفَر أو غيْرِه* أبو حنيفة* الصُّمَاح ـ النَّتْن* وقال* ذَمَتْنِى الرِّيحُ ـ آذتْنِى وأنشد

انّى ذَمَتْنِى ريحُها حين أقبَلَتْ

فكِدْتُ لِمَا لا قَيْتُ من ذاكَ أَصْعَقُ

* وقال* فى طَعامه تَمَهَةٌ وتَمَاهةٌ وتَهَمَة* غيره* وقد تهِم تَهَما وبه سُمِّيت تِهَامةُ لأنها سَفُلت عن نَجْد فَخُبثت رِيحُها وقد تقدم أنه من التَّهَم ـ وهو شدَّة الحرِّ* أبو عبيد* سَنِخ الطعامُ وزَنِخ كذلك* أبو حنيفة* فيه زَنَاخة وسَنَاخةٌ وأنشد

٢٠٦

فأتَيْتُ بَيْتا غَيْرَ بَيْتِ سَنَاخَةٍ

وازْدَرْت مُزْدارَ الكَرِيمِ المُعْوِلِ

* أبو عبيد* فى طَعامِ فلانٍ شُمَخْرِيرة ـ وهى الرِّيح* أبو حنيفة* فى طَعامه شُمَخْرِيرة وقد اشْمَخَّر ـ وضَح وفيه زَخَمة وزَخَامة وقد زَخِم زَخَما وقَثَمةٌ وقد قَثِم قَثَما ونَمَقة وزَهَامة وزُهُومة وقد زَهِم زَهَما* صاحب العين* الزُّهُومة ـ رائحةُ لحمٍ سَمِينٍ مُنْتِن والزُّهْمُ ـ الرِّيح المُنْتِنة وفيه نَمَسَة ونَسَمة وسَهْكَة وخَمْطَة* سيبويه* السَّهْكة والخَمْطَة ـ اسمٌ لبعض الرِّيح ولم يريدوا فَعَل فَعْلة والقول فى القَثَمة كالقول فى السَّهْكة وقد خَمِط خَمَطا وهو خَمِط وزَهْمَقَة* غيره* الزَّهْمَقة نَتْن العِرْض وقيل هو الزُّهُومة السيِّئَة تَجِدُها من اللحمِ الغَثِّ وإنَّه لزَهْمَقُ الرِّيح ـ أى خبيثُها* أبو حنيفة* الحَرْوة ـ الرائِحةُ الكرِيهةُ مع حِدَّة فى الخَيَاشِيمِ والبَخَر ـ النتْنُ خاصَّة (١) ويكون فى الفَمِ وغيرِه ونَبْتةٌ يقال لها البَخْراءُ وأرضٌ بالشامِ يُقال لها كذلك لعُفُونةِ تُرْبتِها* صاحب العين* البَخَر والبُخَار ـ رائحةٌ سطَعتْ والخَمَجُ ـ النَّتْن وقد خَمِجَ والنَّتنِ مثله وقد نَتِن* وقال* أرْوحَ الطعامُ تغيَّرت رِيحُه* صاحب العين* المُجْفِر ـ المتَغَيِّر رِيحِ الجسَد* ابن دريد* خَلفَ فُوهُ يَخْلُف خُلُوفةً وخُلُوفا وأخْلَف ـ تَغَيَّر من صومٍ أو مَرضٍ* أبو عبيد* وكذلك اللّبنُ وقيل نَومُ الضُّحَى مَخْلَفَة للفَمِ* غيره* السَّهَكُ ـ رِيحٌ كَرِيهة تجِدُها من الانسان اذا عَرِق وإنه لَسَهِكٌ وأنشد

سَهِكِينَ من صَدَإ الحَدِيدِ كأَنَّهمْ

تحتَ السَّنَوَّر جِنَّة البَقَّارِ

* سيبويه* السَّهْكة ـ اسمٌ لبعض الرِّيح كالخَمْطة

ما يعُمُّ الرائحتين

* أبو حنيفة* الذَّفَر ـ حِدَّة الرِّيح طيِّبةً كانت أو مُنْتِنة فمن الطِّيب قولُهم مِسْكٌ أذْفَرُ وأنشد

بِجَوٍّ من قَسًا ذَفِر الخُزَامَى

تَدَاعَى الجِرْبِياءُ به الحَنِينَا

ومن الخبيث تسميتُهم الذَّفْراء ذَفْراءَ ـ وهى نَبْتة من دِقِّ النَّبْت خبِيثةُ الرِّيح ولذلك خُصَّت بهذا الاسم فأما الذَّفِرة فعُشْبة أُخْرَى تنبُت فى الجَلَد على عِرْقٍ واحدٍ

__________________

(١) (قول والبخر النتن خاصة) عبارة اللسان البخر الرائحة المتغيرة من الفم قال أبو حنيفة البخر يكون فى الفم وغيره اه وبه يتبين ما هنا كتبه مصححه

٢٠٧

لها ثَمرةٌ صفْراءُ تُشاكِلُ الجَعْدة فى رِيحها حكاه ابن السكيت* أبو حنيفة* الصُّنَانُ ـ رِيحُ الذَّفَر وقيل هى الرِّيح الطيِّبةُ والخُمْرة ـ الرِّيح الطَّيِّبة وربَّما قِيلت فى غير الطَّيِّبة وخَصَّ أبو عبيد بها الطيِّبةَ والبَنَّة ـ كالخُمْرة والجمع بِنَان وخصَّ أبو عبيد بها الرِّيحَ الطيِّبة* ابن دريد* البَنَّة ـ رِيحُ مَرَابِضِ الغنَم والظِّبَاءِ والبَقرِ والعَرْف ـ الرائِحةُ الطيِّبةُ والمُنتِنةُ وهى فى الطَّيِّبة أغلبُ وذَكاءُ الرِّيح ـ حِدَّتُها طِيْبا كان أو نَتْنا وقد ذَكَت الرِّيحُ ذُكُوًّا كذُكُوِّ النار والفَوْرة ـ سُطُوع الرائحةِ طيِّبةً كانتْ أو مُنْتِنةً* صاحب العين* الثَّفْحة دَفْعة الرِّيح طيِّبةً كانت أو خَبِيثة والجمع نَفَحات وقد نَفَح الطِّيبُ وغيرُه يَنْفَح نَفْحا ونُفُوحا* غيره* وَهَجُ الطِّيبِ ووَهِيجُه ـ انتِشارُهُ وأرَجُه وتوَهَّجت رائحةُ الطِّيب ـ أى توقَّدتْ

الاستِنْشاءُ والاسْتِنْشاق

* أبو حنيفة* اذا أدْنَيْت الشئَ من أَنْفِك لتَجْتذِبَ رائِحتَه بالاسْتِنْشاءِ قلْت تشَمَّمته واشْتممْتُه* وقال* شَمِمْت الرائحةَ شَمًّا وشَمِيما ـ وجدْتُها* ابن السكيت* شَمِمت وشَمَمْت أَشُمُّ لغَة* صاحب العين* أشْمَمته إيَّاه وقول عَلْقمة بنِ عَبَدةَ

* كأن تَطْيابَها فى الأنْفِ مَشْمُومُ*

ذهب ابن دريد الى أنه المِسْك وليس بمعْروف فى اللُّغة* صاحب العين* والشَّمَّامات ـ ما يُتَشمَّم من الأرواح الطيِّبة* أبو حنيفة* الاسْتِيَاف ـ الاشْتِمام وكل شئ تشَمَّمته فقد سُفْته سَوْفا فان كان مما تُدْخِله أنفَك قلت تَنَشَّقته واسْتَنْشقته ونَشِقته نَشْقا ونَشِيقا والنَّشُوق ـ ما جعَلْته فى أنْفِك ومنه قولهم لأُنْشِقَنَّك نَشْوقا مُعْطِسا* ابن السكيت* النّشَاق ـ الرِّيح الطيِّبة* أبو حنيفة* الاستِنْشاق والتنَشِّى كالتشَمم* وقال* نَشِيت منه رِيحا وأنْشَيتُ نَشْيا ونَشْوة ـ شَمِعت ريحا طيِّبةً ونفْسُ الرائحةِ نَشْوة كالنَّشْوة من السُّكْر ونَشَاةٌ ونَشًا ونِشْوة* وقال* أنْشانى فلانٌ ـ وجدَ رِيحِى وكلُّ هذا يكونُ فى الطِّيب والنَّتْن

٢٠٨

* أبو عبيد* انتَشَيْت من فلان نَشْوةً طيِّبة* ابن السكيت* الذئب يَستَنْشِئُ الرِّيح وهو مما هُمِز وليس أصلُه الهَمْز* أبو حنيفة* نَشَعْت الطِّيبَ ـ شَمِمته* وقال* أرَحْت الرائحةَ وأرْوَحْتها ورِحْتها* أبو عبيد* أَرِيحها وأرَاحُها* أبو حنيفة* أرْوَحنِى الصَّيدُ ـ وجدَرِيحِى واسْتراحَ السبُعُ الرِّيحَ واسْتَرْوَحَ وأرْوَحَ وأرَاحَ ـ أى وجَدَها* قال* وقال سيبويه لم نَسْمعهم قالُوا الا اسْتَرْوَح والاسم من كل ذلك الرائِحةُ وحكى ابن جنى فى هذا المعنى ريحٌ ورِيحةٌ* أبو عبيد* لم يُرِحْ رائحةَ الجنةِ من أرحْت ويَرِحْ ويَرَحْ* وقال* نَكَهَ يَنْكِهُ ويَنْكَه* ابن السكيت* اسْتَنْكَهْت الشارِبَ فَنكَه فى وَجْهِى* أبو زيد* نَكَهْت عليه ولَهُ أنْكَه نَكْها وأنْكِه ـ تَنَّفسْت على أَنْفه ونَكَهْته نَكْها ونَكِهْته ـ شَمِمْت رائِحةَ فَمِه والاسمُ النَّكْهة* ابن دريد* كُهْت ـ فى معنَى استَنْكَهْت وفى الحديث «فقال مَلَكُ الموتِ لمُوسى كُهْ فى وَجْهِى» * صاحب العين* نَجَوْت الرجُلَ ـ نَكَهْته وأنشد

نَجَوْتُ مُجَالِدا فوجَدْتُ منْهُ

كرِيحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِيثَ عَهْدِ

فقُلْتُ له متَى اسْتَحْدَثْتَ هذا

فقال أصابَنِى فى جَوْفِ مَهْدِ

النَّبات الذى يُصْطَبَغُ به ويُخْتَضَب

* أبو حنيفة* الوَرْس ضَرْبانِ البادِرَة والعَتِيقة فالبادِرَة ـ الذى لم يَعْتُق شجرُه وهو الأفضلُ والعَتِيقة ـ الذى عَتُق شجرُه وقيل البادِرة ـ الحديثُ النَّبات وفى صبْغها حُمْرة والآخَر الحَبَشِىُّ لسَواد فيه وهو آخِرُ الورْس وقيل هو أصفَرُ خالِصُ الصُّفْرة ويقال للشئ يَصْفَرُّ قد أوْرَس كأنه أتَى بوَرْس كقولهم أثْمَر الشجَرُ ـ اذا جاءَ بثَمره فهو وارِسٌ ووَرِيسٌ وقد وَرَّس ثوبَهُ ـ صبَغَه بالوَرْس وهو مُوَرَّس ووَرِيس ويقال للوَرْس الحُصُّ* ابن السكيت* الاصفَرانِ ـ الورْسُ والزَّعْفَرانُ* أبو حنيفة* ومما يُصْبَغُ به العُصْفُر ويقال له أيضا الحِرِّيع والخَرِيع وقيل هو شجرُه والبَهْرَم والبَهْرَمَان وأنشد

* كَوْماء مِعْطِير كلَوْنِ البَهْرَمِ*

٢٠٩

ويُقال بَهْرَمَ لحْيِته ـ حَنَّأها تَحْنِئةً مُشْبَعة ويقال للعُصْفُر المُرِّيق قيل هو عرَبِىٌّ وقيل هو عجمِىٌّ يقال ثوب مُمَرَّق ـ مصبُوغ بالمُرِّيق وأنشد

يا ليتَنِى لك مئزرٌ متمَرِّق

بالزعْفَران لَبِسْته أيَّاما

فقال متمرِّق بالزَّعْفرانِ وكان ينبغى أن يكون بالعُصْفُر كما قال الآخر «مرْبُوب بقار» وكان ينبغى أن يكونَ برُبٍّ وصرح سيبويه بعرَبِيَّة المُرِّيق وقال حكاها لى أبو الخَطَّاب عن العرب* أبو حنيفة* يقال للعُصْفُر الاحْرِيض* ابن الاعرابى* الاحْرِيض ـ حَبَّةٌ خاصَّة واحدته إحْرِيضة* ابن السكيت* القِرْطِمُ ـ حَبُّ العُصْفُر* أبو عبيد* هو القُرْطُمُ والقِرْطِمُ واحدته قُرْطُمَة* أبو حنيفة* وهو القِرْطِمُّ ويقال لسُلَافة العُصْفُر الجِرْيَالُ وأنشد

والخَيْلُ عابِسَةٌ كأنَّ فُرُوجَها

ونُحُورَها يَنْضَحْنَ بالجِرْيالِ

سُلَافة كلِّ شئٍ وسَلَفُه ـ ما تقدَّم منه والعرب تُسمِّى اللَّونَ الاحمرَ جِرْيالا وأنشد

وسَبِيَّةٍ مما يُعتِّقُ بابِلٌ

كدَمِ الذَّبِيحِ سلَبْتُها جِرْيالَها

فجعل الجِرْيال لونَها فلذلك قال سَلَبْتها جِرْيالَها لأنه سَلَبها لونَها لما شَرِبَها حمراءَ وبالَها بيضاءَ وقيل الجِرْيال ـ ما خَلُص من لَوْنٍ أحمَرَ وغيرِه وأنشد

اذا جُرِّدَتْ يومًا حَسِبْتَ خَمِيصةً

عَليْها وجِرْيَالَ النَّضِير الدُّلَامِصَا

أراد الصُّفْرةَ* السيرافى* الزَّرَجُون ـ صِبْغ أحمرُ وقد تقدَّم أنَّه الخَمْر وأنه الكَرْم وأنه الماء المُسْتَنْقِع فارسِىٌّ وهو مما مثَّل به سيبويه* ومما يُشَبُّ به العُصْفُر القِلْى والقِلَى وحَبُّ الرمَّان والشَّبُّ وقد شَبَبْتُه أشُبُّه شَبًّا واسم ما شَبَبْتُه به الشِّبَاب والشَّبُوب ومنه قيل للكَتَم شِبَاب لأنه يُوقِدُ الحِنَّاء ويَشُدُّ لونَه ومنه قيل للرجُل الجميلِ مَشْبُوب والحَلْق ـ شجرةٌ تَنْبُت نباتَ الكَرْم وترتقِى فى الشجَر تُطْبَخ ويُجْعَل ماؤُها فى العُصْفُر فيكونُ خيرًا له من حَبِّ الرمَّان ويقال للعُصْفُر المُخَلَّص صَبيبٌ وأنشد

* دَمًا سِجَالاً كصَبِيبِ العُصْفُرِ*

وقد عَصْفَر ثوبَهُ ـ اذا صبَغَه بصَبِيبةِ العُصْفُر ويُسَمَّى صَبِيبُه عُصْفُرا كما يُسمَّى جَنَاه ويقال للتى تَلْقُطُ العُصْفُر القابِيَةُ وكلُّ ضمٍّ قَبْو قَبَوْته ـ ضمَمْته وكان النحويُّون

٢١٠

يُسَمُّون الرفْعَ القَبْو لأنه ضَمٌّ وثُفْل كلِّ ما صُبِغ به يُقال له الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ وقد تقدم فى بَقِيَّة الماءِ* صاحب العين* طُبَاخَة كلِّ شئٍ ـ عُصَارتُه المأخُوذةُ منه بعْدَ طَبْخه كعُصَارة البَقَّمِ ونحوِه* غيره* القِنْدِيد ـ الوَرْس الجَيِّد* أبو حنيفة* ومما يُصْبَغ به الزَّعْفَران وقد زَعْفَرْت الثوبَ وأنشد فى وصْف الأسَد

أمِ السَّبع فاسْتَنْجُوا وأيْنَ نَجَاؤُكُمْ

فَهذا ورَبِّ الراقِصَاتِ المُزَعْفَرُ

وقيل هو عجمِىٌّ معرَّب ويقال له الكُركُمُ عجمِىٌّ وقد صُرِّف فقيل كَرْكَمَ ثوبَهُ قال البَعِيث فى وصْف القَطَا

سَمَاوِيَّةٌ كُدْرٌ كأنَّ عُيُونها

يُدَافُ بها وَرْسٌ حدِيثٌ وكُرْكُمُ

* قال المتعقب* الكُرْكُمُ ـ غيْرُ الزَّعْفَران الزَّعْفَران ـ شَعَر مَعْرُوف والكُرْكُمُ عِيدانٌ مَعْروفةِ يُسْتَغْنى بشُهْرتها عن الشاهِد عليها ولوُنها كَلْون الوَرْس سواءً وهما مُبايِنَانِ للوْنِ الزَّعْفران وهُما أصفَرانِ وصَبِيغاهُما أصفَرانِ فاقِعانِ وكُلَّما زِيد فى صِبْغيهما نصَعَا وصَبِيبُ الزَّعْفرانِ أيضا أصْفَرُ فان زيد فى صِبْغه رَهقَته كُدْرة فان أُفْرِط فيه شاكَلَ السَّوادَ ولَوْنُ الزعفران أحمَرُ* ابن دريد* كُرْكُم ـ هو الهُرْد فى بعض اللُّغات وقيل الهُرْد ـ عُرُوق صُفْر وفى الحديث «يَنْزِل عيسى بنُ مريمَ عليه‌السلامُ فى ثوبَيْنِ مَهْرُودَيْنِ» أى مصبُوغَيْن بالهُرْد* غيره* العَنْبَر ـ الزَّعْفَرانُ وقيل الوَرْسُ* أبو حنيفة* ومن أسمائِه الرَّيْهُقَانُ والعَبِيرُ والخَلُوق والجادِىُّ قال أبو النجم ووصف نِساء

كأنَّ لَوْنَ البَيْضِ فى الأُدْحِىِّ

منهُنَّ لَوْلا صُفْرة الجادِىِ

* أبو عبيد* الجَسَد والجِسَاد ـ الزعْفَران ومنه قيل للثَّوب مُجْسَدٌ ومُجَسَّدٌ ـ اذا صُبِغ بالزعْفَران* أبو حنيفة* ثوبٌ مُجْسَد ـ اذا كَثُر فيه الزعْفَرانُ حتى يَجِفَّ فيَقُومَ قِياما ومنه يُقال للدَّم اذا جَفَّ جاسِد وجَسِدٌ* أبو عبيد* المَرْدَقُوش ـ الزعْفرانُ وقد تقدم أنه من الرَّياحِين* وقال* ذَرَّحت الزعفَرانَ وغيْرَه فى الماءِ ـ اذا جعلت منه فيه شَيْأ يَسِيرا* صاحب العين* القُمُّحَانُ والقُمَّحَان ـ الزَّعفَران وقيل الوَرْسُ وقد تقدم أنه الذَّرِيرة وأنه زَبَدُ الخمْرِ* غيره* القَرْمَدُ ـ الزَّعفَرانُ وثوبٌ مُقَرْمَد ـ مَطْلِىٌّ به وأنشد

٢١١

* بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ*

* وقال* ثوبٌ مَفْرُوك بالزَّعْفَران وغيرِه ـ اذا صُبِغ به صَبْغا شدِيدًا* ابن السكيت* أو غيْرُه يَدهُ من الزَّعفَران عَطِرة والفَيْد ـ ورقُ الزعفَرانِ* أبو حنيفة* ومما يُصْطبَغُ به العَنْدَمُ ـ وهو البَقَّمُ وهو خَشَب يُطْبَخ وليس بعِرْق* قال الأعشى فى نعْت الخمر

فبِتُّ كأَنِّى شارِبٌ بعْدَ هَجْعةٍ

سُخَاميَّةً حمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَمَا

* أبو عبيد* من ذلك دَمُ الأَخَوَيْنِ ـ وهو الشَّيَّانُ والأيدَعُ* غيره* الأيْدَعُ ـ خشَبُ البَقَّمِ وقيل الزَّعفَرانُ وقد بَدَّعْته* قال سيبويه* همزةُ أيْدعَ زائدة وإن لم تشْتَقَّ منه ما تذْهَب فيه الزِّيادة فلم يَعْرِف يَدَّعته* صاحب العين* القِرْمِزُ ـ صِبْغ أرْمَنىِّ يُقال إنه من عُصَارة دُودٍ يكون فى آجامِهِم ومما يُصْبَغُ بعصِيره النُّكَعَة والنَّكَعة ـ وهى هَنَة تَخْرُج فى رأس الطُّرْثُوثة حَمْراء قانِئَة ومنه قيل رجُل نَكِعٌ ـ شديدُ الحُمْرة ومما يُخْتَضَب به الحِنَّاء وهو مَمْدود واحدته حِنَّاءةٌ وبه سمِّى الرجُل ويُجْمَع الحِنَّاء حُنَّانًا وأنشد

فَلقَد أَرُوحُ بلِمَّة فَيْنانةٍ

سَوْداءً لم تُخْضَبْ من الحُنَّانِ

وقد حَنَّأ لِحيتَه ـ خَضَبها بالحِنَّاء وتحَنَّأَ ولا يُقال حَنَّنَ ولا تَحَنَّن ومن أسمائها العُلَّام واليَرَنَّاء واليُرَنَّاء ممدُودانِ* أبو عبيد* هو اليَرَنَّا واليُرَنَّا والرِّقَانُ والرَّقُونُ وقد رَقَنَ رأسَه ورَقَّنه وأرْقنَه* أبو حنيفة* الرَّقُون مثل الخَضُوب ـ وهو كلُّ ما هَيَّأته لتَخْتضِبَ به ومنه قيل للمْرأة اذا نَقَّطتْ وجْهها بالزعْفَران ارتَقَنتْ والرِّقَانُ كالخِضَابِ ويقال ذلك أيضا لما اخْتضَبْت به والراقِنَة ـ المختضبة ويقال ثَمَأ لِحْيتَه يَثْمُأها ثَمْئًا وثَمغَها ـ صبَغَها بالحِنَّاء وثَمَأْت أنفَهُ وثَمَغْت ـ اذا كسرتَه فسالَ دَمًا ونضْوُ الحِنَّاء ـ باقِى أثَرِه وقد نَضَا نُضُوًّا ومن شِبَاب الحِنَّاء الخِطْر والسَّنَا وهى من الأغْلاثِ والعِظْلِمُ ـ وهو الوَسِمَة والوَسْمَة* قال* ولا أحْسَب العِظْلِمَ سمِّى وَسْمة الا من الوَسَامة لأنها تَسْتُر قُبُوحَ الشَّيْب وتُشَبِّه الشيخَ بالشابِّ* قال أبو على* واشتِقاقُ أسْماءَ منه ولذلك لم تُصْرَفْ* أبو عبيدة* الغَرِىُّ ـ صِبْغٌ أحمرُ وأنشد

* كأنَّما جَبِينُه غَرِىُّ*

٢١٢

* أبو حنيفة* ومن شِبَاب الحِنَّاء الصَّبِيب ـ وهو نُقَاعةٌ ولذلك قيل لما صَبَّته السَّحابةُ من المطر فاستَنْقَع صَبِيب وقيل هو طَبِيخُ شُجَيْرة تُشْبِه السَّذَابَ وقيل هو ماءُ شجَرةِ السِّمْسِم وقيل هو نُقَاعَةُ حِنَّاءٍ تُصَبُّ على حِنَّاء فتُعْجَن بها وقيل الصَّبِيب ماءُ الشُّقَّارَى والاختِلافُ فيه ليس من قِبَل الصَّبِيب هذه المِياءُ كلُّها صَبِيب ولكن من قِبَل الأشياءِ التى أُخِذ صَبِيبُها فالصَّبِيب واحِدٌ وما استُلَّ منه شَتَّى* ابن السكيت* القُفْل ـ شجَرٌ بالحِجازِ يَضْخُمُ يتَّخِذ النساءُ من ورقِه غُمْرا يجىء أحمرَ ومما يُمتَشَط به فيُسَوِّد الشعَرَ ورَق العِشْرِق وورَق القانِ والفِرْصاد ـ صِبْغٌ فى الأيْدِى وللأثواب ولا يُصبَغ به والفِرْصاد ـ هو التُّوثُ والتُّوتُ وقيل التُّوثُ بالفارِسيَّة والتُّوت بالعَربِيّة* ابن السكيت* هو التُّوتُ ولا تقُلِ التُّوث* ابن دريد* اللَّطَخُ ـ كلُّ شئٍ لطَخْته بغير لَوْنه* أبو زيد* الغُمْرة والغُمْر الزعْفرانُ وقيل الوَرْس وثوبٌ مُغَمَّر ـ مصْبُوغ به وجارِيَة مُغَمَّرة ـ مطْلِيَّة ومُغْتَمِرة ومُتَغَمِّرة* أبو زيد* العَوْهَق ـ صِبْغٌ يُشْبِه اللَّازوَرْدَ* غيره* العِرْق ـ نَبَات أصفَرُ يُصْبَغ به وجمعُه عُرُوق وقيل العِرْق جَمْع واحدتُه عِرْقة* أبو زيد* وهو الجُزْع* صاحب العين* الحَلْق ـ نَباتٌ لورَقِه حُمُوضة يُخْلَط بالوَسْمة للخِضاب الواحدة حَلْقة

الاصْطِباغُ والاخْتِضابُ

خَضَبْت الشئَ أَخْضِبُه خَضْبا وخَضَّبته ـ غيَّرْت لونَهُ بحُمْرة وكلُّ ما غُيَر لونُه بحُمْرة فهو مَخْضُوب وخَضِيب وكذلك الأنْثَى والجمع خُضُب وقد اخْتَضَبَ وتَخَضَّب واسم ما تَخَضَّبْت به الخِضَابُ والخُضَبَة ـ المرأة الكثيرةُ الاختِضاب* أبو عبيد* اخْتَضَبتِ المرأةُ طَرْقًا أو طَرْقيْن ـ أى مَرَّة أو مرَّتَيْنِ* صاحب العين* اختَضبتِ المرأةُ غَمْسا ـ اذا غَمَست يديْها خِضَابا مُسْتوِيًا من غير تَصْوِير* وقال* نَضَا الخِضَابُ نَضْوا ونُضُوًّا ـ ذهبَ لونُه ونصَلَ يكونُ ذلك فى اليَدِ والرِّجْل والرأسِ واللِّحية ونُضَاوةُ الخِضَابِ ـ ما يُؤْخَذ منه بعد النُّصُول* أبو حاتم* صَبَغْته أصْبُغُه صَبْغا واصْطبَغْتُه* صاحب العين* والاسم الصِّبْغُ والصِّبَاغ وقد أنعمتُ

٢١٣

تجْنيس ذلك فى باب ألْوان اللِّباسِ* وقال* ثَمَغ رأسَهُ بالحِنَّاءِ والخَلُوقِ يَثْمَغُه غمَسه فأكثَرَ

الشجرُ المُرُّ والعَفِص وعُصَارتُه

* أبو عبيد* الصَّابُ ـ ضَرْب من الشجَر مُرٌّ* أبو عمرو* واحدته صابَةٌ* صاحب العين* الخَدْلة ـ الساقُ من الصَّابةِ* أبو عبيد* السَّلَع ـ ضَرْب من الشجَر مُرٌّ* قال أبو على* وانما قيل للسُّمّ سَلَعٌ تشبِيها به ولم يَضَعْه صاحب العين على التشبِيه بل قال السَّلَع ـ شجَرٌ مُرٌّ وقيل هو السَّمُّ* أبو حنيفة* الصَّبِر ـ عُصَارةُ نَبْتٍ شبِيه بِنَباتِ السَّوْسَنِ الأخضَرِ الا أنه أكثَرُ ورَقا يُؤْخَذ ذلك الورَقُ فيُقْدَح فى المَعاصِير وتَسِيلُ عُصارتُه الى حِبابٍ مُجَيَّرة ويُقَرُّ حتى يَمْتُنَ ثم يُجْعَل فى الجُرُب ويُشَمَّس حتى يشْتدَّ ثم يُحْمَل فى البِلاد والمَقِرُ ـ نَباتُ الصَّبِر وزعم أنه يخرُج الصَّبِرُ منه أوَّلا ثم الحُضُضُ يقال الحُضُض والحُضَض والحُظُظ والحظَظ ثم ثُفْله الذى يبْقَى يقال له المَقِر* ابن دريد* أمْقَرْت لفلانٍ شَرابًا أمْررْته له وكلُّ شئٍ أنقَعْته فى شئٍ فقد مَقَرْته فيه وهو مَقِير ومَمْقُور ومُمَقَّرٌ* أبو حنيفة* ويقال لشجر المَقِرِ العَلَسِىُّ* ابن دريد* الثُّفَّاء ـ الصَّبِرُ وقيل حَبُّ الرَّشادِ* ابن السكيت* أعْقَى الشئُ ـ صار مُرًّا* أبو عبيد* الْقارُ الشجر المُرُّ (١) * أبو حنيفة* هذا أقْيَرُ من هذا ـ أى أمَرُّ منه* ابن دريد* يُسمَّى الخَضْخَاضُ قارًا* أبو حنيفة* القِشْب ـ نباتٌ يشْبِه المَقِر يَسْمُو من وسَطه قضِيبٌ فاذا طالَ تنَكَّس من رُطُوبته وفى رأسه ثمرةٌ ويُضَجَّج بالقِشْب سِباعُ الطيْرِ فيَقْتُلها ومن عالجَه شَدّ أنفَه والا ضَرَّه* ابن دريد* العَزْوَق ـ حَمْلُ شجرٍ فيه بَشَاعة وربما سُمِّى الفُسْتُق عَزْوقا وقد تقدم* صاحب العين* الدِّفْلَى من الشجَر المُرِّ واحده وجمعُه سواءٌ* أبو حنيفة* الدِّهْن ـ شجَرٌ كالدِّفْلَى* صاحب العين* العَفْص ـ شجرٌ يحمِلُ مَرَّة بَلُّوطا ومَرَّة عَفْصا وعَفَّصْت الحِبْر جعَلْت فيه العَفْص* غيره* العِسْبِقُ ـ شجَرٌ مُرُّ الطَّعْم* ابن دريد* الشَّرِيس ـ نَبْت بَشِع الطَّعْم وكلُّ بَشِيع الطَّعْم شَرِيس* صاحب العين*

__________________

(١) فى القاموس واللسان القار شجر مر كتبه مصححه

٢١٤

الصُّبَار ـ حمْلُ شَجرٍ شديدُ الحُمُوضة له عَجَم أحمَزُ عرِيضٌ يُجْلَب من الهِنْد* أبو عبيد* المُمْقِر ـ الحامِضُ أيضا* ابن السكيت* الحَبْنُ ـ الدِّفْلَى

التحلِيَة

* أبو حنيفة* السَّلَع ـ شجَرٌ مثلُ السَّنَعْبُق الا أنه ينْبُت بقُرْب الشجَرة ثم يتعَلَّق بها فيَرْتقِى فيها حِبَالا خُضْرا لا ورَقَ لها ولكن قُضْبانٌ تلتَفُّ على الغُصُون وتتَشَبَّك وله ثمرةٌ مثلُ عَناقِيد العِنَب صِغَار فاذا يَنَع اسوَدَّ فتأكُلُه القُرُود فقَطْ واذا قُصِف سالَ منه ماءٌ لَزِجٌ صافٍ له سَعَابِيبُ وقيل السَّلَعُ ـ سَمٌّ كلُّه وهو لَقَط قلِيلٌ فى الأرض له وُرَيْقةٌ صُفَيراءُ شاكةٌ كأنَّ شَوْكها زَغَب وهو بَقْلة تفَرَّش كأنَّها راحةُ الكَلْب لا أَرُومةَ لها وليس بمستَنْكر أن تَرْعاه النَّعَم مع مَرَارته فقد تَرْعى الحَنْظَل الخُطْبانَ وقيل السَّلَع ـ بَقْلة من الذُّكُور خبِيثةُ الطَّعْم* ابن دريد* العِسْبِق شجرٌ مُرُّ الطَّعْم

باب الأَدْهان

* غير واحد* دَهَنْته أَدْهُنُه دَهْنا والدُّهْن الاسم والجمع الأدْهانُ والدِّهَان وقد ادَّهَنَ فأما ما أجازه النحوِيُّونَ من قولهم عَجِبْت من دُهْنِ زيدٍ لِحْيتَه فعلى قوله «باكَرْتُ حاجتَها الدَّجاجَ» وقوله

* وبَعْدَ عَطائِكَ المِائَةَ الرِّتَاعَا*

وقد أَبَنْت قولَه تعالى (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) فى ألوان الخَيلِ* صاحب العين* المُدْهَن ـ آلةُ الدُّهْن وهو أحدُ ما شَذَّ من هذا الضَّرْب والقولُ فيه كالقول فى المُكْحُلة وقد تقدم* أبو عبيد* الغِرْيَنُ والغِرْيَلُ ـ ما بَقِى فى أسْفَل القارُورةِ من الدُّهْن وقد تقدم فى الصِّبَاغ* ابن دريد* الحِثْلِم ـ ما يَبْقَى فى أسفَلِ القارُورةِ من عَكَر الدُّهْن ولا يكون الا من طِيبٍ* غيره* وهو الحِثْلِبُ* اللحيانى* حُثَالة الدُّهْن وغيرِه من الطِّيب وحُفَالتُه كذلك* ابن دريد* أصْهَيْت الصبِىَّ ـ اذا دَهَنْته بالسَّمْنِ ثم نَوَّمته فى الشمْس

٢١٥

من مَرَض يُصِيبه* صاحب العين* الارْفاهُ ـ الادِّهَان كلَّ يومٍ وقد نُهِى عنه والخَطَّار ـ دُهْن يتَّخَذ من الزَّيت بأفَاوِيه الطِّيب والفِتَاق ـ أخْلاطٌ بابِسةٌ مدقُوقةٌ تُفْتَق ـ أى تُخْلَط بدُهْن الزَّنْبَق ونحوِه كى تَفُوحَ رِيحُه* وقال* الصُّعُد ـ شجرةٌ يُتَّخَذ منها القارُ* وقال* مَرَخْته بالدُّهْن مَرْخا ومَرَّخته ـ دَهَنته وتَمَرَّخْت به ورجل مَرِخٌ ومِرِّيخٌ ـ كثيرُ الادِّهانِ* ابن دريد* رَطَّل شعَرَه ـ لَيَّنه بالدُّهْن وكسَّره وثَنَّاه* النضر* سَلَأْت السِّمْسِمَ سَلْئًا ـ عصَرْته وأخرجْتُ دُهْنه* صاحب العين* الزَّنْبَق ـ دُهْن الياسَمِين* وقال* دُهْنٌ مُقتَّت ـ مطَيَّب مطَبْوخٌ بالرَّياحِينِ* أبو عبيد* الدُّهْن المُرَوَّح ـ المطَيَّب وربَّبْت الدُّهنَ ـ طيَّبته* صاحب العين* القَفَعات ـ الدَّارَاتُ التى يجعلُ فيها الدَّهَّانونُ السِّمْسم المطحُونَ ويوضَع بعضُه على بعض حتى يَسِيلَ منه الدُّهْن* غير واحد* سَغْبلَ رأسَه بالدُّهْن وسَعْسَعه وغَرَّقه ـ روَّاه وقد تقدم عامَّةُ ذلك فى الطَّعام* صاحب العين* الزَّيْت ـ عُصَارة الزَّيْتونِ وقد قدمت تَصْريفَ فِعْله فى باب الطَّعام* أبو عبيد* السَّلِيط عِنْد عامَّة العربِ ـ الزيْتُ وعند أهل اليمَن دُهْنُ السِّمْسِم وأنشد

* أَهالَ السَّلِيطَ فى الذُّبَال المُفَتَّلِ*

* غيره* الحَلُّ ـ دُهْن السِّمْسِم* أبو عبيد* شاط الزَّيْتُ ـ خَثُرَ* أبو عبيد* المُهْلُ ـ دُرْدِىُّ الزيْتِ* أبو زيد* غَلَلْت الدُّهْنَ فى رأسِى ـ أدخَلْتُه فى أُصُول الشَّعَرِ* صاحب العين* المَرْغ ـ إشباعُ الدَّهْن* سيبويه* مَرَخ يَمْرَخ ـ يعنى دَهَن

تغَيُّر الدُّهْن

* أبو عبيد* تَمِهَ الدُّهْنُ تَمَها ونَسِمَ ونمِسَ ـ تغَيَّر وكذلك سَنِخَ* أبو حنيفة* وزَنِخَ وفيه زَناخة وزَنَخ وسَناخةٌ وقد تقدم فى الرِّيح المُنتِنَة

باب الصَّمْغ واللَّثَى والمَغَافِيرِ والعُلُوكِ ونحو ذلك

٢١٦

* أبو حنيفة* الصَّمْغ ـ ما جَمَد من نَضْح الشجَر ولم تكنْ له مَمْضَغَة والعِلْكُ ـ ما كانتْ له مَمْضَغة* أبو حاتم* هو من قولهم عَلَكْت الشئَ أعْلِكُه وأَعْلُكُه عَلْكا ـ اذا مضَغْته ولَجْلجْته فى فِيكَ وطعامٌ عالِكٌ وعَلِكٌ ـ مَتِين المَمْضَغَةِ* صاحب العين* جمع العِلْك عُلُوك والعَلَّاك ـ بائِعُ العِلْك* أبو حنيفة* المَغَافِيرُ ـ كالصَّمْغ الا أنه حُلْو يَجِفُّ فيكونُ كالسُّكَّر واللَّثَى ـ ما سالَ فجَرَى جَرْىَ العسَل ويُقال صَمْغ وصَمَغ واحدته صَمْغة وصَمَغة وقد أصْمغَ الشجرُ وفى المَثل «تركْتُه على مِثْل مَقْلَع الصَّمْغة ومَقْرِفِ الصَّمْغة» وهما سواءٌ ـ اذا لم يَدَعْ له شيأ وذلك أن الصَّمْغة اذا قُلِعت من الشجرة لم يَكَدْ يَبْقَى منها فى الشجرة شئٌ بل تأخذُ معها بعضَ النَّجَب فاذا كانتِ الصمْغةُ حمراءَ كبيرةً كأنها جُمْع الكَفِّ فهى قُهْقُرٌّ ويَهْيَرٌّ وصَرَبَة وجمعها صَرَبٌ فاذا كانت صغيرةً فهى صُعْرُور وقيل الصُّعْرور صَمْغة تَلْتوِى ولا تكون صُعْرورةً الا مُلْتوِيَة وهى نحوُ الشِّبْر وقيل الصُّعْرور يكونُ مثلَ القَلَم ويَنْعطِف كالقَرْن وفى السَّمُرة الدُّوَدِمُ والحَذَال واحدته حَذَالة فأما الدُّوَدِم فيَخْرُج من أجْواف الشجَر أسوَدَ فى حُمْرة يَتَدَمَّم به النساءُ ـ أى يَجْعلْنه على وجُوههن والدَّمُّ ـ اللَّطْخ وقد دَمَّ حائِطَه ـ اذا طَيَّنه وقيل هو شئٌ يُشْبِه الدَّمَ يَخْرُج من السَّمُرة فيقال قد حاضَتْ ـ اذا خرجَ ذلك منها* ابن دريد* وهو الدُّوَدِن وقيل هو دَمُ الأخَوَين* أبو حنيفة* والحَذَال ـ شئٌ آخَرُ يشبِهُ الدُّوَدِمَ ومن الصُّمُوغ المُقْل الذى يسمَّى الكُنْدُرَ ـ وهو من الأدْوِيةِ يَنْبُت بيْنَ الشِّحْر وعُمَانَ* غيره* الكُنْدُر ـ اسمُ جميع العِلْك* أبو حنيفة* ومنها الضِّجَاج بالكسر ـ وهو صَمْغ أبيضُ يغْسِل به الناسُ ثِيابَهم ورُءُوسهم فيُنْقِى ومَنْبِتُه هُنالِك وقد قدمت أنه ما يُقْتَل به السِّبَاعُ والطيْرُ من الشجَر ومنها الكَثِيراء* قال* وهو صَمْغ قَتَادِنا هذا لا القَتادِ المعروفِ ومنها اللَّكُّ وهو يُعمُّ العُودَ كلَّه فيكون له كالقِرْف واذا طُبِخ واستُخْرِج صِبْغُه فهو اللُّكُّ بالضم تُصبَغ به الجُلُود التى يُقال لها اللَّكَّاء وليس ببلاد العرَبِ ولكن قد جَرَى فى كلامهم* قال الراعى يصف رقْم هوادِجِ الأعراب اذا رحَلُوا فزيَّنُوها

٢١٧

* بأحْمَر من لُكِّ العِراقِ وأصْفرَا*

* صاحب العين* جِلْدٌ ملْكُوك ـ مَصْبوغ بالُّكِّ واللُّكُّ والَّكُّ ـ ما يُنْحتُ من الجلُودِ الملْكُوكة تُشدُّ به نُصُبُ السَّكاكِينِ* أبو حنيفة* ومنها صَمْغ المُرِّ ومَنابِتُ شجرِه بسُقُطْرَى من هناك يقَعُ الى أرض العرب يمَدُّ ويُقْصَر ومنها الأيْدَع وهو صَمْغ أحمرُ يُؤْتَى به من سُقُطْرَى وتُدَاوَى به الجِراحُ ولحُمْرته شبِّه به الدَّمُ وقيل إنه شَحْم يُطْبخ فيَخْرُج منه ماء أحمَرُ* ابن دريد* قَطَر الصمْغُ من الشجرة يَقْطُر قَطْرا ـ خرَجَ* صاحب العين* الدِّبْق ـ حَمْل شجَرٍ فى جَوْفه كالغِرَاء يَلْزَق به جَناحُ الطائرِ وقد دَبَقته أدْبِقُه دَبْقا ودَبَّقته* أبو حنيفة* ومما جَرَى مَجْرَى الصُّمُوغ الكافُورُ وليس من نَبَات بلادِ العرَب وقد جَرَى فى كلامهم ومن العِلْك عِلْك المَصْطَكَا الميم من نَفْس الكلِمة ويقال شَرَابٌ مُمَصْطَك ـ اذا كان فيه المَصْطَكَا وشجَرِ البُطْم الذى يسمَّى عِلْكُه عِلْكَ الأنْباط كأنها مُتناسِبَة وأما المَغافِير فانها تَكُون فى الرِّمْث والعُشَر والثُّمَام فما كان منها فى الرِّمْث فانه يكونُ أبيَضَ مثلَ الجُمَّار حُلْوا فيه لينٌ وما كان منه فى العُشر فانه يخرُج من قُصُوصه ومواضِع زَهْره فيَيْبَس يجمعُه الناسُ ويُسَمَّى سُكَّر العُشَر وفيه مَرارَة واحدها مُغْفُور ومُغْفُر ومِغْفَر ومِغْفَار وتُبْدل الثاءُ من الفاء فى ذلك كُلِّه* وقال* تَمْغفَرْت المُغْفُورَ ـ جَنيْته وقد أَغْفَر الرِّمْثُ* ابن دريد* المَغْفُوراءُ ـ أرْضٌ فيها مَغَافِيرُ وصَمْغ الاجَّاصة مُغْفُور ومِغْفار* أبو عبيد* خرجوا يتَمغْفَرُون ـ أى يَجْنُون المَغَافِيرَ* ابن السكيت* يتَغَفَّرُون كذلك* أبو صاعد* خرَجْنا نَلْتثِى ونَتَلَثَّى ـ أى نأخُذُ اللَّثَى* أبو حنيفة* فان رَقَّ من ذلك شئٌ حتى يَسِيلَ كان لَثًى وقد ألثَت الشجرةُ ـ اذا نضَحَت ما تحتَها باللَّثَى وليس فى لَثَى العُرفُط حلاوةٌ* صاحب العين* لَثِيَت الشجرةُ لَثًى فهى لَثِيَةٌ* ابن دريد* ألْثيْت الرجُل ـ أطعمتُه الصَّمْغ* أبو حنيفة* وقد زعمَ بعضُ الرُّوَاة أن الشَّراب الذى يُتَّخذ منه يسمَّى العَبِيبَةَ وهم يتَبَلَّغُون به* قال* ومن أجناس المَغَافِير العَسَلُ الجامِدُ الذى يَسَّمى عِنْدنَا التَّرَنْجَبِيل انما هو نَبْع شجَرةٍ من شجَر

٢١٨

الشَّوْك صَغيرة والحِلْتِيتُ ويُقال الحِلِّيت ـ نَباتٌ يَسْلَنْطِح ثم يخْرُج من وَسَطه قَصَبة تسْمُو وفى رأسها كُعْبُرة فالصَّمْغ الذى يَخْرُج فى أصُول تلك القَصبةِ هو الحِلْتِيت والمُرُّ ـ صَمْغة وبه سمِّى الرجلُ* ابن دريد* الخِيْلُ ـ الحِلْتِيت يمانِيَة* وقال* الضَّجْع ـ صَمْغ نَبْت يُغسل به الثِّيابُ والأَمْطِىُّ ـ صَمْغ يُؤْكَل من صَمْغ الشجر كاللُّبان تأكُلُه الأعراب وقد تقدم أنه من نَباتِ الرمل والضِّرْيَمُ صَمْغ من صَمْغ الشجر ذكره الخليل* وقال* اللَّاذَنُ واللَّاذَنَةُ ـ ضَرْب من العُلُوك وقيل هو دَواءٌ بالفارسِيَّة وقيل هو نَدَى يسْقُط فى الليل على العَنَم فى بعض جَزائِر البحْر* قال الفارسى* هو معْرُوف قد ذكرتْه حُذَّاق الفلاسِفَة* صاحب العين* الثَّعْر والثُّعْر ـ لَثًى يخرُج من أصْل السَّمُرة قيل هو سَمٌّ واذا قُطِرَ فى عَيْن منه قَطرةٌ مات صاحِبُها وجَعًا* وقال* قَرِد العِلْكُ قَرَدا ـ فسدَ طَعْمُه

باب الكَمْأة

* أبو حنيفة* الكَمْأة جمعٌ واحدُه كَمْءٌ وهو من النادر لأن بِناءَ الكلام أن يكونَ الواحدُ بهاء والجمع بطرْح الهاء وقيل ان الكَمْأة تكون واحدة وجمعا وقالوا كَمْءٌ وأكْمُؤٌ والكثير الكَمْأة* سيبويه* الكَمْأة اسم للجَمْع وليس بتكسير كَمْءٍ لأن فَعْلا لا يكسَّر على فَعْلة وواحده عنده كَمْ* أبو حنيفة* أكْمأت الارضُ ـ كَثُرت كَمْأَتُها والمَكْمُؤة ـ الموضِع الكثيرُ الكَمْأة وأنشد

اذا شِيمَ أَكْدَى على كَوْدَنٍ

كما الفَقْع بالجَلْهَةِ المَكْمُؤَهْ

ويقال للَّذِى يَخْرُج لاجْتِناء الكَمْأة المُتَكَمِّئُ وللذى عَملُه جمُعها وجَلْبُها الكَمَّاءُ وأنشد

لقد ساءَنِى والناسُ لا يَعْلَمونَهُ

عَرَازِيلُ كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقيم

العِرْزال ـ بيتٌ صَغِيرٌ يَبْنِيه الكَمَّاء بالقَفْر يَأْوِى اليه ويجمَع فيه الكَمْأة وقد تقدم شرحُ العِرْزال فى غير موضع* أبو عبيد* الكَمْأة ـ هى التى الى الغُبْرة

٢١٩

والسَّوَاد* قال* ومن الكَمْاة الجَبْأة مقْصُور مهمُوز ـ وهى الحُمْر واحدُها جَبْء والجمع أجْبؤٌ* أبو حنيفة* الجَبْأة ـ خِيَارُ الكَمْأة وقيل الجَبْأة ـ هَنَةٌ كأنها كَمْءٌ ولا يُنْتَفَع بها وهى بَيْضاءُ وجمعها جِبَاءٌ* وقال مرة* الجِبَاءُ السُّود فلم تجمَعْ بالهاء كأنَّ واحدتَها جِبَاءة وقد أجْبأتِ الارضُ ـ كثرت جَبَأتُها وأرضٌ مَجْبأةٌ والبَدْأه ـ كالجَبْأة الا أنها سَوْداءُ* أبو عبيد* ومنها بَنَات أوْبَر ـ وهى الصَغَار الى الغُبْرة والسَّوادِ وأنشد

ولقد جَنَيْتُكَ أكْمُؤًا وعَساقِلاً

ولقد نَهَيْتُكَ عن بَنَاتِ الأَوْبَرِ

* قال أبو على* الالف واللام فى أوْبَر زائدة كما قال الآخر

* يا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانَتْ صاحِبِى*

روى ذلك عن أحمدَ بنِ يحيى وأما ابن السكيت فرَوَاه أمَّ الغَمْر بالغين وهذا لا شاهد فيه على زيادة الالف واللامِ* أبو حنيفة* بَنَاتُ أوْبَر صِغَارٌ أمثالُ الحَصَى رَدِيئةُ الطَّعْم يكُنَّ فى النِّقْض من واحدةٍ الى عَشْر وهى أوَّل الكمأة ويقال إنَّ بَنِى فلانٍ مثلُ بَناتِ أوْبَرَ يُظَنُّ أن فِيهم خَيْرا وقيل بَناتُ أوْبَر ـ شئٌ مثلُ الكَمْأة وليس بها ومنها العَسَاقِيل* أبو حنيفة* العَساقِيلُ والعَسَاقِل ـ أكبَرُ من الفَقْع وأشدُّ بَياضا واسْتِرْخاءً واحدها عُسْقُول وعَسْقَل والصاد لغةٌ وهو رَدِىء فى قول بعضِهم وقيل العُسْقُول ـ ضَرْب من الجَبْأة وهى كَمْأةٌ بينَ البَياضِ والحُمْرة* غيره* واحدته عُسْقُولة* أبو عبيد* ومنها الفَقْع وجمعه الفِقَعة وهى البِيضُ* ابن السكيت* هو أذَلُّ من فَقْعِ قَرْقَرٍ وفِقْعِ* أبو حنيفة* هى العَسَاقِيل* وقال مرة* الفَقْع الواحدةُ فَقْعة ـ هَنَاتٌ بِيضٌ وهى أردَأُها طَعْما وبها سُمِّى الحَمَام فَقِيعا وكل ما تَقَقَّعت عنه الارضُ من غير أصْلِ ولا بَقْلٍ ولا ثمرة فهو فَقْع والجمع أفْقُع وفُقُوع ويقال للفِقَعة أيضا الفُطر واحدته فُطْرة والقَعْبَل وهو شرُّ ذلك وقيل القَعْبَل ـ ضَرْب من الكَمْأة ينْبُت مُستَطِيلا كأنَّه عُودٌ له رأْس فاذا يَبِس تطايَرَ ويقال له فَسَوَات الضِّبَاع* قال* واذا يَبِس الفَقْع ـ آضَ له جَوْفٌ أحمَرُ اذا مُسَّ تفَتَّت ويسَمَّى الذى يكونُ فى

٢٢٠