المخصّص - ج ١١

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١١

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : القرآن وعلومه
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٦

العِضَاه وسائِرُ الشجَر الشَّاكِى

* أبو عبيد* العِضَاه من الشَّجر ـ كلُّ شجَر له شَوْك* أبو حنيفة* العِضَاهُ أعظَمُ الشجَر وزعم بعضُهم أنها الخَمْط والخَمْط ـ كلّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ وقيل العِضَاه اسم يقَعُ على مَا عظُم من شجر الشَّوْك وطالَ واشتَدَّ شوكهُ فان لم تكُنْ طويلةً فليست من العِضَاه وقيل عِظَام الشجر كلُّها عِضَاه* قال* وانما جَمع هذا الاسمُ ما يُستَظَلُّ به فيها كِلّها* قال* وقال بعض الرواة العِضَاه ـ من شجر الشَّوك كالطَّلْح والعَوْسَج حتى اليَنْبُوت مما له أَرُومة تبْقَى على الشِّتاء فالعِضَاه على هذا القول الشجَرُ ذُو الشوك مما جَلَّ أودَقَّ والأَقاويلُ الأُوَلُ أشبهُ* قال* وواحد العِضَاه عِضَاهة وعِضَهة وعِضَة وأصلها عضَهة ثم قالوا فى القليل عِضَوات فأبْدَلوا مكانَ الهاءِ الواوَ ثم قالوا فى الجميع عِضَاه* ابن السكيت* بَعِيرٌ عاضِهٌ يأكل العِضَاه* أبو عبيد* من أعْرف العِضَاه الطَّلْح والسَّلَمُ والسَّيَال والعُرْفط والسَّمُر* صاحب العين* ومنها الهَدَال* أبو عبيد* ومنها الشَّهُانُ* ابن دريد* وهو الشَّبَهانُ* أبو حنيفة* هو الشبَه وزاد نَوْعَى السِّدْر وهما الضَّالُ والعُبْرِىُّ* أبو عبيد* ومنها القَتَاد* أبو حنيفة* القَتَادة ـ ذاتُ شَوْك ولا تُعَدُّ من العِضَاه لقِصَرها الا أن تَضْخُمَ* قال* والعَوْسَجَة ـ ذاتُ شَوْك وهى قَصِيرة ولكنها رُبَّما طالَتْ فعُدَّت من العِضَاه واذا طالَتْ فهى غَرْقَدَة ويقال للعَوْسَج القَصَد ومن العِضَاه الأَرَاك وفيه شئٌ من الشَّوْك هو ما أذكُره والأثْلُ ـ وهو النُّضَار والعُشَر* ابن دريد* وهو الأَشْخَرُ يمانِيَة* أبو حنيفة* وكذلك المَرْخ والسَّوَاس والزَّيتُون والنَّخْل والكَنَهْبَل واللَّصَف والأَصَف والتَّنْضُب والسِّحَاء والقَطَف والعَرْمَض والطَّرْفاء والخِلَاف والشِّرْس والصَّوْمَرُ والضَّهْيأ والعَبَاقِيَة والْبانُ واحدتُه بانَةٌ والسَّرْح وقيل كل شجرَة لا شوْكَ فيها فهى سَرْحة مأخوذة من الانْسِراح ـ أى الانَجِراد من الشَّوك والسُّرُح والسَّرِيح ـ السهْل وهذا غير المخصوصة من الشجر فاما ما صَعَد من نَبات الشوك فانَّ العرب تسمِّيه الشِّرْس وتقول فى مثَل تضْرِبه للرجُل يَلْقَى شِدَّة «عَثَر بأشْرَس

١٨١

الدَّهْرِ» ومنه الشَّراسةُ فى الخُلُق* غيره* ومنها العَثَم* أبو حنيفة* يقال للشجَرة اذا كَثُر شوْكُها قد شَوِكتْ شَوَكا وشاكَتْ فهى شَوِكة وشاكَةٌ وذلك من كلِّ النَّبات وشائِكةٌ ومُشِيكة ومُشْوِكة وقد أشْوكَتْ* أبو عبيد* شاكَتْه الشَّوكَةُ ـ دخلَتْ فى جَسَده وشِكْت أَشَاكُ ـ اذا وقَعْت فى الشَّوْك وشَوَّكتُ الحائِطَ ـ جعَلْت عليه الشوْكَ وشَوَّكت لَحْيا البعيرِ ـ طالَتْ أنيابُه وقد تقدم وشُكْت الرجُلَ ـ أدخلتُ الشوْكَ فى رِجْله* أبو حنيفة* ما أشَكْته بشَوْكة ولا شُكْتُه بها* ابن دريد* وربَّما قالوا رجُل شَوِك يمانية* صاحب العين* شِكْت الشوْكَ أَشَاكُه ـ دخلْتُ فيه وشاكَتْنِى الشَّوكَةُ تَشُوكُنِى ـ أصابَتْنى* غيره* أشْوَكتِ الارضُ ـ كثُر فيها الشَّوْكُ* أبو حنيفة* كَلِب الشوكُ اذ شقَّ ورَقهُ ويقال لنَوْر جميعِ العِضَاه البَرَم الواحدة بَرَمَةٌ وربَّما قيل بَلَمَة وهى بِيضٌ وصُفْر وأطيَبُها رِيحا بَرَمة السَّلَم وهى صَفْراءُ وبَرمة الطَّلْح أيضا طَيِّبةٌ وهى بَيضاءُ وأطْيَبُها رِيحا بَرَمَة العُرْفُط وهى بيضاءُ كأنَّ هَيادِبَها القُطْن كما تَرَى من بَرَمة الآس وهى مثل زِرِّ القَمِيص أو أشَفُّ وقد أَبْرم العِضاءُ ويقال لَبَرمة العُرْفُط خاصَّةً الفَتْلة* ابن الأعرابى* الفَتْلة والفَتَلَة لجميع أنْواع العِضَاء* قال المتعقِّب* على أبى حنيفة وقد غَلِط فى هذا الشرط لأن أبا زيد قال فى كتاب النَّبات وقد ذكَر السَّمُرة ووصَفَها ثم قال ويقال لنَوْرتِها أوَّلَ ما تخْرَج البَرَمة ثم أول ما يَخْرُج من بدء الحُبْلة كُعْبورةٌ نحو بدء البُسْرة فَتيِك البَرَمة يَنْبُت فيها زغَبٌ بِيضٌ هو نَوْرها فاذا خرجت فتِلْك البَلَّة والفَتْلة ثم ذكر كلاما قال فيه ويقال أبْرمتِ السَّمُرة وأحْبلتْ وأفْتَلتْ ثم ذكر العُرْفُط ولم يذكر الفَتْلة التى ذكرَها أبو حنيفة ولستُ أُنْكِرها وانما رددْت شرطه الذى قال فيه لبَرَمة العُرفْط خاصَّة* ابن السكيت* البَلَّة ـ نَوْرُ السَّمُرة* قال* وخير ما تَكونُ المِعْزَى فى بَلَّة العِضاه وحُبْلته وبَلَّةُ العِضاه ـ زَهْر يخرج فيه بيضٌ هو من الطَّلح والسَّلَم البَرمةُ وهو منها أصفَرُ وهو من العُرْفُطَة والسَّمُرة البَلَّة وهو منها أبيضُ أغبَرُ* أبو حنيفة* فاذا انتَشَر نَوْرُ العِضَاه وعقَدت الثَّمَرةُ فاسم ثَمرتِها الحُبْلة وجمعها حُبُلات وهى تكون قُرونا كِبَارا كأنها الباقِلَّى وصِغَارُها كقُرون اللُّوبِيا منها

١٨٢

المُنْبَسِط ومنها الأَعْرَف والعُلَّف كالحُبْلة واحدته عُلَّفة* أبو عبيد* العُلَّف ثمَرُ الطَّلْح خاصَّةً* ابن السكيت* أَعْلَف الطَّلْحُ وعَلَّف ـ بدَا عُلَّفُه وقيل الحُبْلة للسَّلَم خاصَّةً* أبو حنيفة* أحْبَل العِضاهُ وعَلَّف ـ تَناثَر وَرْدُه وعَقَدَ للِابْرام والابْرام أعمُّ من الاحْبال لمُخالفةِ الثمرة واشْتِباه النَّوْر ويقال للقَتَاد والأَراك ابْرم البَرم ولا يقال للثمرة حُبْلة ولا عُلَّفة* قال المتعقب* أصابَ فى الأَرَاك وأخطأ فى القَتَاد لأن القَتَاد يقال لبَرِمه البَغْو الواحدة بَغْوة حكاها أبو زيد وغيرُه ولا يقال لها بَرَمة* أبو حنيفة* والخالِعُ من العِضَاه ـ الذى لا يَسْقُط ورقُه أبدا* ابن السكيت* الحُبْلة ـ العِضاهُ اذا اخضَرَّت وغَلُظ عُودُها وصَلُب شوْكُها ونظير الحُبْلة فى صَوْغ الحُلِىِّ على شَكْلها الكَرْمُ والنَّخْلُ والأَرْنَبُ والجَرَاد وكلُّ نَباتٍ ثمرُه مثلُ ثَمر القَصَب فتلك الثمرةُ سَنَمةٌ والجمع سَنَمٌ وقيل للأَسْنامة أسْنامَةٌ لأن سَنَمها أفضلُ السَّنَم فخُصَّت بهذا الاسم* ابن دريد* الجُدَّاد ـ صِغَار العِضَاء* صاحب العين* ومنها الشَّقَب* ابن السكيت* ومنها الكَلْبة* صاحب العين* والعَلَنْدَى* غيره* العَرِين ـ هَشِيم العِضَاه والعَرِين غابَةُ الأسدِ والضَّبُع والذئبِ والحَيَّة سمى بالعَرِين ـ وهو اللحْمُ وقد تقدم ذلك* صاحب العين* ومنها الحَسَك والغافُ واحدته غافَةٌ* ابن السكيت* القِشْقِشَة ـ ثمرةُ أمِّ غَيْلانَ والجمع القِشْقِشُ

التحلية

* أبو حنيفة* الطَّلْح واحدته طَلْحة وبه سمِّى الرجلُ ـ وهو أعظَمُ العِضاه وأكثَرُه ورَقا وأشدُّه خُضْرةً وله شَوْك ضِخَام طِوَال حادٌّ وله بَرمَةٌ صفْراءُ طيِّبة الرِّيح تصِيرُ حُبْلة وفيها حَبَّة خَضْراء تُؤْكل وفيها شئٌ من مَرَارة تَجِد بها الظِّباء وَجْدا شَديدا وتحتَبِل بها* سيبويه* طَلْحة وطِلَاح شبَّهوه بقَصْعة وقِصَاع يعنى أن الجمعَ الذى على فِعَال انما هو للمَصْنوعات كالجِرَار والصِّحَاف والاسم الدالُّ على الجمع أعنى الذى ليس بينَ واحده وبينَه الاهاءُ التأنيثِ انما هو للمَخْلوقات نحو النَّخْل والتَّمْر والشَّجَر وان كان كل واحد من الحيِّزيْن داخلا على صاحِبه* ابن الاعرابى* جمع الطَّلْح

١٨٣

طِلَاح وطُلُوح* ابن دريد* الحُنْبُل ـ ثمرٌ من ثمرَ الطَّلْح وربما قيل لثَمرِ اللُّوبِياءِ الحُنْبُل تشبيها بذلك* أبو حنيفة* السَّيَال واحدته سَيَالة ـ شَوكُه حدِيدٌ طِوَال الا أنه أبيضُ ناصِعُ البَياضِ يلُوح من خِلَل الورَق وهو أخْضَرُ نَضِرٌ ويشبِّه به الشُّعراءُ الثُّعُورَ واذا نُزِع ذلك الشوْكُ خرجَ منه اللَّبنُ والعُرْفُط الواحدة عُرْفُطة وبها سمى الرجل ـ وهو فَرْش على الارض لا يذْهَب فى السماء وله ورَقةٌ عَرِيضة وشَوْكة حَدِيدة حَجْناهُ يُصْنَع من لَحِائه الأَرْشِيَة وله بَرَمة بيضاءُ وهو خَرِع العِيدانِ وليس له خَشَب يُنْتَفَع به وله نَفْحة رِيح ليست لشَئْ من العِضَاء* ابن السكيت* الخصْلة والخُصْلة ـ ما رَخُص من قُضْبان العُرْفُط وقد خَصَله يَخْصُله خَصْلا ـ قَطَعه وقيل الخَصْلة ـ عُودٌ فيه شَوْك وخَصَّلت البعيرَ ـ قطَعْت له ذلك والمِخْصال ـ المِنْجَل والمِخْصال أيضا ـ القَطَّاع (١) * وقال* غَمَد العُرفُطُ غُمُودا ـ اسْتَوْفَرت خُصْلتُه ورَقا حتى لا يُرَى شوكها* أبو حنيفة* والسَّمُر واحدته سَمُرة وبها سُمِّى الرجلُ وهو طِوَال عَثِينٌ صِغَار الوَرِق قِصَار الشَّوْك يعمَل من لِحَائه أرْشِيَة وله بَرَمة صفْراءُ ثم تَصِير حُبْلة متعكِّشةً مجتمِعة كانَّها قُرون اللُّوبيا الا أنها متثَنِّية مجتَمِعة ولها زَهْرة تنبتُ فى جَوْفه يقال لها العَنَم واحدتُها عَنَمة يشبَّه بها البَنانُ وقيل هى أغصان تنبُت فى أصْله حُمْرٌ لا تُشْبِه سائرَ أغصانه* أبو عبيد* الحُبْلة ـ ثمرُ العِضاء كلِّها* ابن السكيت* الحُبْلة ـ ثمرُ السَّلَم والسَّيَال والسَّمُرِ وقيل هو وِعاءُ حبِّ السَّلم والسمر فأما جميعُ العِضاه بعدُ فان لها مَكَان الحُبْلة السِّنْفة وقد أحبَلَ العِضاهُ وقد تقدم أن الحُبْلة ضرْب من الحُلِىِّ يُصاغُ على شَكْل هذه الثمرة* ابن السكيت* وضَبٌّ حابِلٌ ـ يَرْعَى الحُبْلةَ* أبو عبيد* العَنَم ـ شجَر دِقَاق الأَغْصان* ابن السكيت* النِّفَاض ـ ورَقُ السَّمُر يُنْفَض فى ثوب والبِسَاط ـ ورَقُ السمُر يُبْسُط له ثوْب ثم يُضْرَب* أبو حنيفة* القِرْضِئُ والعُصْبة يَنْبُتانِ فى أصل السَّمُرة وفى العُرْفُط والسَّلَم وعُصْبة أُخْرَى ـ شجرةٌ تَلتَوِى بين الشجَر لها ورَق ضعِيف وقيل هى اللَّبْلاب وهى العِطْفة والعَطفة* صاحب العين* الهَدَال ـ شجرٌ ينبُت فى السمُر ليس منه وينبُت أيضا فى اللَّوْز والرمَّان وفى كل شجرة واحدته هَدَالة* غيره* الهَدَالة ـ كلُّ غصن ينبت مستقيما

__________________

(١) قوله والمخصال أيضا القطاع الخ في القاموس وكمنبر القطاع من السيوف ونحوة في اللسان كتبه مصححه

١٨٤

فى طَلْحة أو أَرَاك* ابن السكيت* الهَدَال ـ شجرٌ بالحِجاز له ورَق عِرَاض يُشْبِه الدراهمَ الضِّخام لا يَنْبُت إلا مع شجَر السَّلَع والسَّمُر يسحَقُه أهلُ اليمنِ ويطبُخُونه* أبو حنيفة* والشَّبَه والشَّبَهان واحدته شَبَهانةٌ ـ شجرة تُشْبِه السمُرة كثيرةُ الشوكِ والضالُ ـ شوكتُه حَجْناءُ حديدةٌ وقد أضالَتِ الأرضُ وأضْيَلتْ ـ صار فيها الضالُ* قال ابن جنى* رأيت بخط جعْفر بن دَحْيةَ أحدِ أصحابِ ثعلب الضَّأْل مهموزا فكنت أُرى أنه من الشئ الضَّئِيل لأنه لبُعْده عن الأنْهار والأرْياض مَضْؤُل نَبْته ولم يكُن كما ينْبُت على الأنهار من العُبْرِىِّ الى أن رأيت بخط أبى اسحقَ أضْيَلتِ الارضُ فقطعت أن العين ياءٌ* أبو حنيفة* والعُبْرِىُّ ما لا شوكَ فيه من السِّدر وقد يقال العُمْرِىُّ* ابن السكيت* الضَّالُ من السّدْر ـ ما نبَت فى الجبَل أو بَعيدًا من الماء واحدته ضالَةٌ والعُبْرِىُّ ـ ما نبت على شُطُوط الأنهار* على* هو نسَبٌ الى العِبْر الذى هو الشاطِئُ على غير قياس ونظيره كَوْكبٌ دُرِّىٌّ فيمن أخذه من الدِّرَّة التى هى الجَرْية واعتقده مَنسُوبا* ابن السكيت* الأَشْكَلُ ـ السِّدْر الجَبلِىُّ واحدته أَشْكَلةٌ* وقال الحربى* الغَشْوة ـ السِّدْرة وأنشد

غَدوْتُ لغَشْوة فى رأسِ نِيقٍ

ومُوْرةِ نَعْجةٍ ماتتْ هُزَالا

مُورَتها ـ مامارَ من صُوفها عن جلْدها عند موتِها ـ أى سقَط* صاحب العين* النَّبِق ـ حَمْل السِّدْر* أبو زيد* وهو النَّبِق والنِّبْق والنَّبْق الواحدة نَبِقة ونَبْقة* ابن السكيت* هو النَّبِق بالكسر لا غيْرُ ولذلك مثَّل سيبويه إحْدَى عَشِرةَ باحْدَى نَبِقَة* ابن دريد* الصَّلَّام والصُّلَّام ـ لُبُّ نَوَى النَّبِق والقُرْمُوط ضَرْب من ثمَر العِضاه* صاحب العين* الرَّاضِبُ ـ ضَرْب من السِّدر واحدته راضِبَة* أبو حنيفة* والقَتَاد الواحدة قَتادة وبها سمِّى الرجلُ ـ وهو شجَرٌ له شَوْك أمثالُ الابَر وله بَرَمة غَبْراءُ صغيرةٌ وثمرةٌ تنْبُت كأنها عَجَمة النَّوَى واذا اضطُرَّ الناسُ الى رَعْيه شَيَّطُوه بالنار حتى يَذْهَب شوكُه ثم يُشَفَّق للابل وذلك الفِعْل هو التَّقْتِيد وهو مَنْظوم بالشَّوْك من أعْلاه الى أسفَله وله سِنْفة كسِنْفة العِشْرِق وقيل القَتَاد كقِعْدة الانسانِ لها ثمرةٌ مثلُ التُّفَّاح جَوْفاء تُصَوِّت اذا ضَربْتَها

١٨٥

برِجْلك وهو ضَرْبانِ فأما القَتَاد الضِّخَام فانه يخرُج له خَشَب عِظَام وشوكَتُه حَجْناءُ قَصِيرة ولا يُنْتفَع بلِحَائه ولا بخَشَبه الا أن يُسْتَوقَد وهو تأكُلُه الابِلُ وتَعْلَق ورَقَه الغنَمُ ورَقَته قصيرةٌ عرِيضة متفَرِّفة الأطراف وليس له ثمرةٌ نَعْرِفها والقَتَاد الآخَر ينبُتُ صُعُدا لا يتَفَرَّش منه شئٌ وهو قُضْبانٌ مجتَمِعة كلُّ قَضِيب منها ملآنُ ما بينَ أعلاهُ وأسفلِه شَوْكا ورُءُوس الشوكِ تتبَعُ العُود صُعُدا وبينَه الورَقُ لا يقدِر عالِقُه على الورَق مع الشوكِ وله ثمرةٌ وهى نُفَّاخ وليس له خَشَب* ابن السكيت* قَتَادٌ مُزْيِد وهو أحمدُ ما يكونُ وإزْباده ـ أن تَصِير خُوصتُه عِيدانا ويخرُجَ فى قُلَلِه ثمرةٌ وصَلَاح القتاد أن يُزْبِد وهو نُفَّاخ كأنه الحَّمِص أجوَفُ* ابن السكيت* خُضُوب القَتادِ ـ أن تَخْرُج فيه وُرَيْقة عِنْد الرَّبيع وتمدّ عِيدانُه وذلك فى أوَّل نَبْته وكذلك العُرْفُط والعَوْسَج ولا يكون الخُضُوب فى شئٍ من أنواعِ العِضَاء غيْرِها* أبو حنيفة* والعَوْسَج واحدته عَوْسَجةٌ وبها سمِّى الرجلُ ـ وهى من شَجَر الشوكِ له ثمرٌ أحمرُ مُدَوَّر كأنه خرَز العَقِيق يُسمَّى المُصَعَ واحدته مُصَعَة وقد أمْصَع وهو حُلْو يُؤْكَل* ابن دريد* وهو المُصْع واحدته مُصْعة* أبو حنيفة* والعَوْسَج المَحْض يَقْصُر أُنْبُوبه ويَصْغُر ورقُه ويَصْلُب عُودُه ولا يعظُم شجَرُه وفى أصله الغُرْنُوق وهو لَيِّن النَّباتِ وغُرَانِقٌ من هذا ـ يعنى الشابَّ والأَرَاك واحدته أراكَةٌ وبها سُمِّيت المرأةُ وأرضٌ أَرِكةٌ ـ كثيرةُ الأَراكِ ويقال لصِغَاره العَرْمَض واحدته عَرْمَضَةٌ وللأراك ثلاثُ ثَمراتٍ المَرْد والكَبَاث والبَرِير فالكَبَاث ـ ضِخَام تُشْبه التِّين والمَرْد ـ أشَدُّه رُطُوبةً ولِينًا وهو على لَوْن الكَبَاث واحدته مَرْدة والبَرِير واحدتُه بَرِيرة ـ كالخَرَز الصِّغار الا أنَّ لونَ الثمرة واحدٌ وهذا كلُّه تأكلُه الناسُ والماشيةُ وفيه حَرَاوةٌ على اللسانِ والنُّعَر ـ أوّلُ ما يُثمرُ الأراكُ وقد أنْعرَ* قال* وقال بعضهم البَرِير جِنْس والكَبَاث جِنْس آخر فالبَرِير ـ أعظَمُ حبًّا وأصغَرُ عُنْقودا وله عَجَمة مُدَوَّرة صغيرةٌ صُلْبة والكَبَاث ـ فَوْق حَبِّ الكُسْبُرة فى المِقْدار والبَرِير أكبَرُ من الحِمَّص قَلِيلا وكِلَاهما ينبُتُ أخضَرَ مُرًّا ثم يحمَرُّ فيحْلُو وفيه حُرُوفة ثم يَسْودَّ فيزدادُ حَلاوةً وفيه بعضُ حَراوة وليس للكَبَاثِ عَجَم وعُنْقُود البَرِير يَمْلأ الكَفَّ والكَبَاثِ يملأُ كَفَّىِ الرجل واذا رعتْهما الابلُ وُجِدتْ رائِحتُهما

١٨٦

فى ألبانِها طيبةً ويأكُله كلَّه الناسُ وقيل المَرْد الغضُّ منه والكَبَاث المُدرك والبرِير يجمَعُهما وقيل المَرْد والبَرِير واحدٌ* غيره* وربَّما سمِّى ثمر الأرَاك عُنَّابا والأكثرُ أنه هذا الثمرُ المعروفُ وقد تقدم أن العُنَّاب الغُبَيراءُ* أبو حنيفة* الأَثْل ـ طُوَال فى السَّماء سُلُب مُستقيمُ الخَشَب وورقُه هَدَب طِوال دِقَاق ليس له شَوْك ومنه تُصْنَع الآنِيَة والنُّضَار أكرمُه ـ وهو ما نبتَ منه فى الجِبال واحدتُه نُضَارة واذا كانت الآنيةُ كريمةً فهى نُضَار والا فهى نَحِيت وهو من الأَغْلاث* ابن السكيت* النُّضَار ـ ما كان من الأَثْل عِذْيا على غير ماءٍ فى جبل وقَدَحٌ نُضار ونِضَارٌ ـ متخَذٌ منه* أبو حنيفة* والعُشَر ـ عِرَاض الورقِ ينبُت صُعُدا فى السماء وله سُكَّر يخرُج من فُصُوص شُعَبه ومَواضِعِ زَهْره فيه مَرَارة يخرُج له نُفَّاخ كالشَّقاشِق وفى جَوْفه حُرَّاق من أجودِ ما يُقْتَدَح ويُحْشَى ويتخذ منه عُمُد وخَذَارِيف لخِفَّته والخَذارِيف ـ خَرَّارات يَلْعَب بها الصِّبْيانُ وهى فِلَك فيها خُيُوط يُدْخِل الصبىُّ أصابِعَ يديْه فى أطْراف الخُيُوط ثم يَجْذِبُها تارةً ويُرْخِيها تارةً وهو بذلِك يَدُور حتى لا تَضْبِطَه العينُ من شِدَّة دُرُوْرِهِ ونَوْر العُشَر كنَوْر الدِّفْلَى ومنابِتُه السَّهْل وقِيعَانُ الأَوْديَة والمَرْخ واحدته مَرْخةٌ وبه سمِّيت المرأةُ يَنْفَرِش ويَطُول فى السماء حتى يُستظَلَّ فيه وليس له ورَقٌ ولا شوْك عِيدانُه سَلِبة قُضبان دِقَاق خَوَّارة تَنْبُت فى شُعَب وفى خَشَب ولها ثمَرة كالباقِلَاء مُحدَّدة الطَّرَف الا أنها أعرَضُ ويقال لوِعَائه الاعْلِيط فاذا يَبِست فسَقَط حبُّها وبَقِىَ قِشْرُها ذاكَ فهو سِنْفُها ومَنْبِته الرملُ والوَرْخ ـ شجرةٌ تُشْبِه المَرْخ فى نباتِه غير أنه أغبَرُ له ورَق دِقَاق كورَق الطَّرْخُون والسَّوَاس واحدتُه سواسة وقيل السَّوَاسِى وهو كالمَرْخ يُتَّخذ منه السِّلَال ومَنْبِته القِفَاف والجِبَال والكَنَهْبُلُ ـ صِنْف من الطَّلْح جَفْرٌ قِصَار الشوكِ وقيل الكَنَهبُل ـ شجَر يعظُم* أبو عبيد* واحدته كنَهْبُلَة* سيبويه* نونُ كنَهْبُل زائدة لأنه ليس فى الكلام مثل سَفَرْجُل* أبو حنيفة* اللَّصَف والأَصَف ـ يعظُم شجَرُه ويتَّسِع وتأْكُله الابلُ وله شَوْكة فيها حُجْنة ـ أى تَعْقِيف وله جَنَى يسمَّى الشَّفَلَّح يخرُج فى زَهْرٍ أبيضَ واذا صارَتْ على قَدْر كِبار الخَشْخاش احمرَّت أطْرافُه وذلك حين أَنَى فيُؤْكَل

١٨٧

طيِّبا ما لم يُقْضَم حبُّه فاذا قُضِم وُجِد فيه حَرَارة شديدةٌ وقيل اللَّصَف ـ شئٌ ينبُت فى أُصُول الكَبَر رَطْب كالخِيَار وعدَّ بعضُ الرُّواة اللَّصَفَ من الأَغلاث وبعضُهم من العِضاء وهو بالأَغْلاث أشبهُ وانما عُدَّ من العِضاه لشَوْكه والتَّنْضُب واحدته تَنْضُبَة ـ شجَرٌ له شوكٌ قِصَار وفى ورَقِه تقَبُّض وعيدانُه بِيضٌ ومَنابِتُه القِفَاف وتألَفُها الحَرَابِىُّ وثمرُه الهُمَّقِع واحدته هُمَّقِعة* ابن دريد* هُمْقُع وهُمَقِع وهُمَّقِع* أبو حنيفة* وقيل هو شجرٌ ضِخامٌ ليس له ورَقٌ وهو يُسَوِّق يخْرُج له خَشَب ضِخَام وأفنانٌ كثيرةٌ وله شَوْكة قليلةٌ صغيرةٌ تأكُلها الماشِيةُ* ابن السكيت* التَّنْضُب ـ شجَرٌ ينْبُت بالحِجاز وليس بنَجْد منه شئٌ الا جِزْعةً واحدةً بطَرَف ذِقَانٍ عِنْد التُّقَيِّدة وهو ينبُت ضَخْما على هيئة السَّرْح وله جَنًى مثلُ العِنَب الصِّغار أحمرُ يؤْكَل* أبو حنيفة* والسِّحَاء واحدتُه سِحَاءة ـ شوكٌ قِصَار لازِمٌ للأرض يكثُر فى مَنابِته ولا ورَقَ له وفى أضْعاف شَوْكِه أقْماع كَثِيرةٌ فتجِىءُ النَّحلُ فَتدخُلُ فى أَجوافِ تلكَ الأَقْماعِ وعَسَلُها مَعْروفٌ وضَبٌّ سَاحٍ ـ يرعى السِّحَاء ويَصلُح عليه واذا بَلَغثِ الغَايةَ قيل ضبُّ السِّحَاءِ كما قيل تَيْسُ الحُلَّبِ وقيل السِّحَاء ـ شجرةٌ صغيرةٌ مثلُ الكَفِّ له شَوكٌ وزَهرتُهُ بيضاءُ مُشْرَبَةٌ تُسَمَّى البهْرَمَةَ* قال المتعقب* قال ابن السكيت يقال رأيتُ سِحَاءً كأنه أَذنابُ الحِسَلَةِ والسِّخاءُ ـ نبتٌ يتمَطَّطُ إذا مُضِغَ كأنُه الخِطْمىُّ وهو يَنبتُ على هَيئةِ أَذنابِ الضِّبابِ وهذه الصفةُ مُخالفةٌ لِصفةِ أبى حنيفة لأنه قال مثلُ الكَفِّ والقَولُ قولُ ابن السكيت* وقال* له بَراعِيمُ ولا يكونُ فى تلكَ البراعيمِ ورَقٌ ولكن الورقُ فى أصوله كأنه وَرقُ الهِندِبَا الا أنه قِصارٌ على قدرِ أَنمُلَةٍ وأَنملتَينِ يَنبُت فى الجَبلِ والبلَدِ الغليظِ الذى يشبِه الجبلَ ولا يُفْنيِه المالُ فى منابتِه أبدا وهذا القولُ أيضا مُخالفٌ لِما رَواءُ أبو حنيفة لأنه قال ولا ورقَ لهُ وقال أبو يوسف ولكن الورقُ فى أصولِه والقَولُ قولُ يَعقوبَ* أبو حنيفة* والقَطَف ـ من شجَر الجبَل وهو مثلُ شجَر الاجَّاص فى القَدْر وورقَتُه خضراءُ مُعَرَّضَة حمراءُ الأطرافِ خَشْناءُ خَشَبُه صُلْب متِين يتخذ منه الأَسْنانُ ـ وهى الحَلَق فى أطْراف الأَرْوِيَة وهذا غير القَطَف المعروفِ وهو الذى يسمَّى بالفارسية السَّرْمَقَ وبالعربِيَّة الخَوْشان والسَّرْح

١٨٨

واحدته سَرْحة وبها سُمِّيت المرأةُ ـ وهو طُوَال فى السماء وقد تكون السَّرْحة دوْحةً مِحْلالا واسعةً تَحُلُّ تحتَها الناسُ فى الصَّيْف ويَبْتنُون تحتَها البُيوتَ وتكوِن منه العَشَّة القليلةُ الورَق القليلةُ الفُرُوع وللسَّرْح عِنَب يسمَّى الأءَ واحدته أءة يأكلُه الناس ويرتَبُّون منه الرُّبَّ وله أوَّلَ شئٍ بَرَمةٌ يخرُج فيها هذا الأَء وهو يُشْبه الزَّيتُون وقيل كل شجرةٍ لا شوْكَ فيها فهى سَرْحة ذهب الى معنى السُّرُح وهو السَّهْل من كل شئٍ وقيل فى السَّرْحة وهى دُونَ الاثْل فى الطُّول ورقُها صِغار وهى سَبْطة الأَفنانِ مائلةُ النِّبْتة أبدًا ومَيْلها من بين جميع الشجَر فى شِقِّ اليمين وهى من نَبات القُفِّ وقيل من السَّهْل واليَنْبُوت ضَرْبان أحدُهما هذا الشوكُ القِصَار الذى يسمَّى الخَرُّوب النَبَطِىَّ والآخَرُ شجَر عِظَام مثلُ شجر التُّفَّاح ورقُها أصغَرُ من ورَقِها لها ثَمَرة أصغَرُ من الزُّعْرور شديدةُ السَّواد شديدةُ الحَلاوة لها عَجَمة تُوضَع فى المَوَازِين وهى تُعَدُّ من الأغْلاث والعِضَاء* صاحب العين* الفَشُّ ـ حمْلُ اليَنْبُوت الواحد فَشَّة والجمع الفِشَاش* صاحب العين* الخَرُّوب ـ شجَرُ اليَنْبُوتِ واحدتها خَرُّوبة وهو الخَرْنُوب والخُرْنُوب واحدته خَرْنُوبة وخُرْنوبة* أبو حنيفة* والطَّرْفاء واحدتُها طَرَفة وطَرْفاءةٌ وقيل هى واحدٌ وجَمْع وهَدَبُها مثلُ هَدَب الأَثْل وليس لها خَشَب وانما تخرُج عِصِيًّا سَمْحةً فى السماء وقد تَتَحَمَّض بها الابِلُ اذا لم تَجِد غيرَها وقد يُتَّخذ منها قِدَاح للنَّبْلِ عند العَوَز وعِصِيُّه ووَقُوده وأوْتارُه جَيِّد وهى من العِضَاه حَمْضِيَّة غَلَثِيَّة وقيل الطَّرَفَة ـ الشجرةُ والطَّرْفاءُ مَنْبِتها والخِلَاف هو الصَّفْصاف والسَّوْجَرُ ـ وهو شجَر عِظَام وأصنافُه كثيرة وكلُّها خَوَّار خفِيف سُمِّى خِلافا لأن الماءَ جاء بِه سَبِيًّا فنَبَت مُخَالِفا لأصله* غيره* واحدته خِلَافة* أبو حنيفة* الشِّرْسُ ـ ما صَغُر من شجر الشوكِ ومن أمثالهم «عَثَر بأشْرَس الدَّهْر» أى بالشِّدَّة* ابن السكيت* الشِّرْس ـ عِضَاء الجبَل له شوكٌ أصفَرُ وقيل الشِّرْس ـ حملُ نَبْتِ ماءٍ وقد أشْرَس القومُ ـ رعَتْ إبلُهُم الشِّرْس وأرضٌ مُشْرِسَة وشَرِسَة ـ كثيرةُ الشِّرْس* أبو حنيفة* والصَّوْمَر ـ شجَر لا يَنبُت وحدَه ولكن يَتَلَوَّى على الغافِ قُضْبانا لها ورَق كورَق الأراكِ وقُضْبانه أدقُّ من الشَّوْك وله ثَمر يشبه البَلُّوط فى

١٨٩

الخِلْقة ولكنه أغلَظُ أصْلا وأدقُّ طرَفا يؤكَل وهو لَيِّن شديدُ الحَلاوةِ وأصلُها أغلظُ من الساعد تسمو مع الغافة ما سَمَت والضَّهْيَأ ـ شجرةٌ عظيمة لها بَرَمة وعُلَّفة وهى كثيرةُ الشوكِ وعُلَّفها شديدُ الحُمْرة ورقُها مثل ورق السَّمُر والعَبَاقِيَةُ لم تُحَلَّ* ابن دريد* القُرْمُوط والقُرْمُود ـ ضَرْبانِ من ثَمَر العِضاه والجُدَّاد ـ صِغَار العِضَاه* أبو صاعد* الخُصْلة ـ عُودٌ فيه شَوْك والتَّخْصِيل (١) فاذا غَلُظت العِضَة وشَوَّكتْ فهى خُصْلة والجمع خُصَل وخَصَلة والجمع خَصَلٌ* صاحب العين* واذا جَرَى الماءُ فى عُود العِضاهِ حتى يتَّصِلَ بالعِرْق قيل أخْصبَتْ* غيره* الغَرَف ـ من عِضَاه القِيَاس* صاحب العين* الشَّقَب عِضاهُ القِيَاس وهى ذاتُ غِصَنة وورَقٍ ونِبْتتها كنِبْتة الرُّمَّان وورقُها كوَرق السِّدْر ولها جَنَاة كأنها جَنَاة النَّبِق وفى جَنَاتها نَوًى ومَنْبِتها تِهامةُ* أبو صاعد* اذا ما عسَا العِضَاهُ وصارت خُضْرتُه مُظْلمة سمى الجُلْبة وكذلك اذا غَلُظت قَصبَتُه فصارتْ عُودا وغلُظ شوْكُها يقال جُلْبة من سُمرة ويسَّمى العَرْفَج والقَتَاد جُلْبةً أيضا* ابن السكيت* ابْرَنْشَق العِضاهُ ـ خَشُن* ابن دريد* العَفْعَفُ ضرْب من ثمَر العِضاءِ* ابن السكيت* الكَلْبة ـ شجرةٌ شاكةٌ من العِضَاه لها جِرَاءٌ وقد كَلِبَت ـ انجرَدَ ورَقُها* صاحب العين* العَلَنْدَى ـ شجَرٌ من العِضاه لا شوْكَ له وأنشد

سَيأْتِيكُمُ مِنِّى وإن كُنْتُ نائِيًا

دُخَانُ العَلنْدَى دُونَ بَيْتِىَ مِذْوَدُ

* وقال* صَلِعت العُرْفُطَةُ صَلَعا ـ اذا أكلَتْها الابلُ أو سقَطتْ رُءُوس أغصانِها وأنشد فى صفة الابل

إنْ تُمْسِ فى عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه

من الأَسَالقِ عارِى الشَّوكِ مَجْرُودِ

باب الشاكِ من النَّبات الذى ليس بعِضاه ولا حَمْض

* أبو حنيفة* البَلْسَكَاء ـ نبتٌ يتَعلَّق بالثوب فلا يكادُ يُفارِقُه والكَنِب ـ شِرسةٌ من نَباتِ الشوكِ بيضاءُ العِيدانِ كثيرةُ الشوكِ لها فى أطْرافها بَراعِيمُ فى كل بُرْعومةٍ شوكات ثلاثٌ متفَرِّقة والكُعْر ـ شَوْك ينبَسِط له ورَقٌ كِبَار أمثالُ الذِّراع

__________________

(١) كذا فى الأصل بدون شرح له وفى القاموس وخصله تخصيلا جعله قطعا والشجر شذ به والبعير قطع له ذلك اه

١٩٠

كثيرةُ الشوكِ ثم يَخْرُج له شُعَب وتظْهَر فى رُءُوسها هَنَاتٌ أمثالُ الراحِ يُطِيف بها شَوْك كثيرٌ طِوَال وفيها وَرْدةٌ حمراءُ مُشْرِقة تجرُسُها النحلُ وفيها حبٌّ أمثالُ حبِّ العُصْفُر شديدُ السَّوادِ تُؤخَذ قُضْبانُه وهى رُؤْدة فتُلْتَحَى وتُؤكَلُ حُلْوة طيِّبةً واللُّكَاع شوكةٌ تَنبُت فتُحْتَطَب لها سُوَيقةٌ قدرُ الشِّبْر ليِّنة كأنها سَيْرٌ ولها فُرُوع مملوءةٌ شوْكا وفى خِلَال الشوك وُريْقَة لا بالَ بها تَنْتفِض ثم يبقَى الشوكُ واذا جَفَّت ابيضَّتْ واللُّسَّان ـ عُشْبة من الجَنْبة لها ورقٌ متَفَرِّش أخشَنُ كأنَّه المَساحِى كخُشُونة لِسَان الثورِ يَسمُو من وسطها قَضِيبٌ كالذِّرَاع فى رأسِه نَوْرة كَحْلاءُ وهى دَواءٌ من أَوْجاع أَلْسِنَة الناسِ والابلِ من داءٍ يسمَّى الحارِشَ ـ وهى بُثُور تَظْهر بالألْسِنة مثلُ حبِّ الرُّمَّان

الدُّلْب ونحوُه

* أبو حنيفة* الدُّلْب والصِّنَّار بالفارسيَّة ـ شجرٌ يعظُم ويتَّسِع ولا نَوْر له ولا ثَمرَ مُفَرَّضُ الورَق واسِعُه شَبِيه بورَق الكَرْم واحدته دُلْبة وصِنَّارة ويقال له العَيْثَامُ واحدته عَيْثامةٌ وقيل هو شجرٌ غيرُ الدُّلْب* أبو حنيفة* والفَرْفار شجرٌ عِظَام يسمُو سمُوَّ الدُّلْب ورقُه كورَق اللَّوْز نورُه مثلُ الورْد الأحمرِ ويغْلُظ حتى يُخْرَط منه الآنِيَة العظِيمةُ والمَيْسَر ـ مثلُه وفيه قَصَف* ابن السكيت* الشِّيزُ ـ خشَبٌ أسودُ وزعم ثعلبٌ أنه من الدُّلْب* أبو عبيد* الشِّيزَى ـ شجرٌ يعمَل منه القِصَاع

ما يَنْسطِح من النَّبات فلا يطُول

* أبو حنيفة* من السُّطَّاح الأُسْحُفَانُ ـ يمتَدُّ حِبَالا وله ورَقٌ كورَق الحَنْظَل الا أنه أدَقُّ وله قُرُون أقصرُ من قُرُون اللُّوبِيَا فيها حَبٌّ مدوَّر أحمَرُ لا يؤْكَل ولا يَرْعاه شئٌ ويُتداوَى به من النَّسَا والدَّمْدام واحدتُه دَمْدامة ـ عُشْبةٌ لها ورقةٌ خَضْراءُ مدوَّرة صغيرةٌ وعِرق مثلُ الجِزَرة أبيضُ شديدُ الحَلَاوة يأكلُه الناسُ ويَرْتفِع من وسَطِه قَصبَةٌ قدرُ الشِّبر فى رأسها بُرْعُمَة مثل بُرْعُمَة البَصَل فيها حَبٌ

١٩١

والعَبَاة ـ بَقْلة تَنْفرِش على الأرض غَبْراءُ خَشْناءُ ذاتُ شوْكٍ ثمرتُها صَفْراء يعنى نَوْرتَها والقِطْفة ـ بَقْلة رِبْعيَّة تسْلَنْطِح وتطُول لها شَوْك كالحسَك وجوفُه أحمرُ وورقُها أغبَرُ وقيل هى تُشْبِه الحَسَك

دِقُّ النَّباتِ

* أبو حنيفة* من الدِّقِّ أُمُّ وجَع الكبِد ـ وهى بَقْلة تُحِبُّها الضأْنُ لها زَهْرة غَبْراءُ فى بُرْعُومة مُدوَّرةٍ ورقُها صغِيرٌ جِدًّا أغبَرُ سميت بذلك لأنها تَشْفِى من وجَع الكبِدِ والصَفَر اذا عَضَّ بالشُّرْسُوف سُقِى عصيرَها والحِفْوَل ـ وهو شجَرٌ مثلُ صِغَار الرُّمَّان فى القَدْر وورقُه مدوَّر مفَلْطَح دِقَاق كأنها فى تحَبُّب ظاهرِها تُوثةٌ وليس لها رُطوبةُ التُّوث وفيه مَرَارة وله عَجَمة غيرُ شديدةٍ تسمَّى الحَفَضَ وكل عَجَمة من نحوِها حَفَض* ابن دريد* النَّجِيرة ـ نَبْت قصيرٌ لا يطُول* أبو حنيفة* العَذَب ـ شجرةٌ من الدِّق وقيل العَذَب ـ غُصُون الشجَر واحدتها عَذَبة

ما يُسْتاكُ به مما لم يُذْكَرْ له مَنْبت

* أبو حنيفة* مِسْواك وسِوَاك وجمعُه سُوْك وسُوُك وأنشد

أَغَرُّ الثَّنايَا أحَمُّ اللِّثَا

تِ تمنَحُه سُوُك الاسْحِل

* قال أبو على* بابُه سُوْك مثل خِوَانٍ وخُوْن ولكنه جاء على الشُّذُوذ والضرُورة* أبو حنيفة* اسْتاكَ بالسِّوَاك وساكَ به فاهُ واستَنَّ به وسَنَّ به فاه* أبو عبيد* السَّنُون ـ ما يُسْتاكُ به* أبو حنيفة* ماصَ بهِ فاءُ مَوْصا وشاصَهُ به شَوصا* ابن دريد* الشَّوْص ـ الاسْتِياك من سُفْل الى عُلْو وبه سمِّى هذا الداءُ شَوْصة لأنَّها رِيحٌ ترفع القَلْب عن موضِعه* أبو حنيفة* نَكَثَ السِّوَاكَ يَنْكُثه نَكْثا وانْتَكَثَهُ مَضَغه ليَلِينَ طرفُه ويَتشَعَّث وما انْتَكثَ منه فهو شَعَثُ المِسْوَاك* أبو عبيد* ماحَ فاهُ بالسِّواك يَمِيح ـ اذا اسْتاكَ* ابن دريد* العرب تقُولُ لو سألْتَنى قُصْمةَ سِواكٍ وقُصَامةً ونُفَائةً ما أعطَيْتُك ـ وهو كله ما يَبْقَى فى فِيكَ من

١٩٢

السِّوَاك والمِضْوَاز ـ المِسْواك والضُّوَازة ـ النُّفَاثةُ منه* أبو حنيفة* من الشجر الطيِّبِ الذى يُتَّخَذ منه السُّوْك البَشَامُ الواحدة بَشَامةٌ ـ وهو شجَرٌ طيِّب الرِّيح والطَّعْمِ ذو ساقٍ وأفنانٍ شَكِعةٍ ـ أى كَزَّة غيرِ سَبْطة وورقٍ صِغَار أكبَرَ من ورَق الصَّعْتر ولا ثمرَ له واذا قُطِعتْ أو قُصِفَ هُرِيق لبَنا أبيضَ والبَكَا واحدتُه بَكَاةٌ وهى مثلُ البَشَامةِ ومنه الاسْحِل واحدته إسْحِلَة ـ وهو شجَرٌ يشْبِه الاثْلَ ولا يكادُ يُفرقُ بينهما وهو أشدُّ استِواءَ عِيدانٍ وألطفُ من البَشَام وهو بطُولُ ولونُه غيرُ لونِ الأَراكِ أخضَرُ الى البَياض وقُضْبانُ الاسْحِل سُمْرٌ الى السَّواد وخَشَب الاسْحِل أصْلَبُ من خَشب الأراك ولذلك اتَّخِذت منه الرِّحَال دُونَ الأَراكِ لأن الأراكَ خَوَّار قَصِفٌ وقيل الاسْحِل من العِضاه ومنها اليَسْتَعُور ـ وهو أشَدُّ المَسَاوِيك إنْقاءً للثَّغْر وتَبْيِيضا له مَسَاوِيكُ وفيها شئٌ من مَرَارة مع لِينٍ وقد تقدم أنه المِسْحُ الذى يُلْقَى على عَجُز البعيرِ وأنه موْضِع وبيّن وجه تعليله ومن أينَ لم يُحْكَمْ على يائِه وتائِه بالزيادة وحُكِم عليهما بالأصل

الرَّياحِينُ وسائرُ النَّبات الطيِّب الرّيح

* أبو حنيفة* كلُّ نَبْتةٍ طيِّبةِ الريح رَيْحانةٌ وأنشد أبو على

برَيْحانةٍ من بَطْنِ حَلْيةَ نَوَّرتْ

لها أرَجٌ ما حَوْلَها غيْرُ مُسْنِتِ

والجمع رَيْحانٌ وياؤه منقلِبةَ عن واو على جهة المُعاقَبة وقد يجوز أن يكون فَيْعَلَانًا وان كان لم يُستَعْمل فيكون كهَيْن ومَيْت لأن معنَى الرِّيح فيه قائِمٌ* صاحب العين* الرَّيْحانُ ـ أطْرافُ كلِّ بَقْلة طيِّبةِ الرِّيح اذا خَرجَ عليها أوائِلُ النَّوْر والطَّاقةُ من الرَّيحان رَيحانةٌ والسَّرِير ـ أطرَافُ الرَّيَاحِين والسُّرُور منها ومن جميع النَّباتِ ـ أنصافُ سُوقِه العُلَى* أبو حنيفة* أفْواهُ الرَّياحينِ ـ ما ادُّخِر منها وأُعِدَّ للطيبِ الواحدُ فُوه وأصل الأفواهِ الأصْناف والأنواعُ وان كان الطيب قد شُهِر به وأنشد

تردَّيتَ مِن أفْواهِ نَوْرٍ كأنَّها

زَرَابِىُّ وارتَجَّتْ عليكَ الرَّواعِبُ (١)

ومِسْك البَرِّ ـ رَيْحانةٌ نَباتُها نباتُ القَفْعاء ولها زَهْرة مثلُ زَهْرة المَرْو ومن

__________________

(١) قلت لقد حرف أبو حنيفة هنا أربع تحريفات يقبح مثلها من مثله فى بيت ذى الرمة هذا وقلده ابن سيده فى محكمه ومخصصه وقلدهما صاحب لسان العرب والتحريفات هى قوله أفواه وقوله كأنها وقوله ارتجت وقوله الرواعب والصواب فى الرواية ألوان وكأنه وانهلَّت والرَواعد وأصاب صاحب اللسان فى روايته الرواعد وأخطأ فى روايته عليها كخطأ ضم التاء من تردّيت لانها تاء مخاطب فحقيقة رواية البيت هكذا تردّيت من ألوان نوركانه الخ وبعده ومعنى البيت الدعاء لرسم دار خرقاء بالخصب وانهلال السحائب الرواعد والقصيدة دالية لا بائية بدليل السوابق واللواحق قال فيها وهو مطلع القصيدة

ألا أيها الرسم الذي عبر البلا

كاتك لم بعهد بك الخي عاهد

ولم يمش مشى الادم في رونق الضحى

برجرعائك البيض الحسان الحرائد

١٩٣

رَيْحان البَرِّ الضَّوْ مُرَان والضَّيْمُرَان ـ وهو مثلُ الحَوْك ويقال له العُنْحُجُ والشَّاهِسْفَرَم وقيل الضَّوْمَر ـ الحَوْك ومن رَيَاحِينِ البَرِّ الفاخُور والخافُور ـ وهو المَرْو العِريضُ الورَقِ ويقال له رَيْحانُ الشُّيُوخ لأنه يَقْطع الشَّبَاب ـ أى يُجْفِرُهم ومن النَّبات ما هو كذا ويَزْعُمُون أن الحَبَق منه ومنه النَّدْغُ ـ وهو صَعْتَر البرِّ وتجرُسُه النحلُ وعَسلُه جَيِّد والعَوْف ـ نباتٌ طَيِّبُ الرِّيح وأنشد

ولا زالَ رَيْحانٌ وعَوْفٌ مُنَوِّرٌ

سَأُتْبعُه من خَيْرِ ما قال قائِلُ

* على* هذه الرواية مستَحِيلة انما هى (٢)

* فيُنْبِتُ حَوْذانا وعَوْفا مُنَوِّرا*

كذلك رواه سيبويه* صاحب العين* النِّرْجِس ـ رَيْحانة طيِّبةٌ* قال أبو على* هو النَّرْجِس والنِّرْجِس فان سمَّيت رجُلا بنَرْجِس لم تصرِفْه لأنه نَفْعِلُ كنَضْرِب وليس برباعِىٍّ لأنه ليس فى الكلام مثلُ جَعْفِر فان سميته بنِرْجِسٍ صرَفْته لأنه على وزن فِعْلِلٍ فهو رُباعِىٌّ كهِجْرِس* أبو حنيفة* ومن النَّبات الطيِّب الرِّيح جِدًّا العَبْهَر ـ وهو النَّرْجِس وهو عندنا بَرِّىّ وريفِىُّ* غيره* هو الياسَمِينُ وانما سمى بذلك لنَعْمتِه لأن العَبْهر الناعِمُ من كلِّ شئ* ابن دريد* الأَشاهِر بَياضُ النَّرْجِس* قال أبو على* ولم أسمَعْ لها بواحد* أبو حنيفة* ومن أسماء النَّرْجِس القَهْد والفَغْو والفاغِيَة ـ وَرْد ما كانَ من الشجَر طَيِّبَ الرِّيح وفاغِيَة الحِنَّاءِ مشهُورة والزَّغْبَر والزَّبْغَر ـ وهو المَرْو الدِّقَاق الورقِ ولا أدْرى أهو الذى يقال له مَرْوُ ماحُوز أو غيره والضَّالُ ـ شجرةٌ من الدِّق تنبُت نباتَ السَّرْو لها بَرَمة صَفْراءُ ذَكِيَّة جِدًّا تأتِيك رِيحُها من قبل أن تصِلَ اليها واحدته ضالَةٌ وليستْ بضالِ السِّدْر والحَمَاحِمُ ـ نَبْت ينبُت بأطراف اليَمن وليست ببَرِّية وتعُظم عندهم وكذلك الثُّمام ولذلك يسمُّونه الحابِىَ لحُبُوّه وعُلُوِّه

ومما لا يَنْبُت بأرض العَرَب وهو طَيِّب الرِّيح

المَرْزَجُوش والمَرْزَنْجُوش وربَّما قالت العرب المَرْدَقُوش وأنشد

يَعْلُونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدِ ضاحِيَةً

على سَعَابِيبِ ماء الضَّالَة اللَّجِنِ

__________________

(٢) قلت لقد فطن ابن سيده لشئ وفاتته أشياء ولم يصب فى قوله الرواية مستحيلة ولو أصاب لقال الرواية ملفقة وبين كيفية تلفيقها وذكر قائل البيت وفيمن قيل لتظهر الحقيقة لكل أحد وكان ذلك حقا عليه والصواب أن الرواية ملفقة من بيتين وذلك أن قوله ولا زال ريحان صدر بيت وما بعده من بيت آخر وصحة انشاد البيت ولا زال ريحان ومسك وعنبر* على منتهاه ديمة ثم هاطل كما لفق سيبويه وحرّف البيت الذى أنشده ـ

١٩٤

وانما جعَله وَرْدا لأنه اذا انتهتْ نِبْتتُه مُنْتهاها علَتها حمرةٌ وعنَى النساءَ أنهن يَمْتشِطْنَ به وهو يجعَل فى الغِسْلة وأراد بماء الضالَةِ ماءَ الآسِ ونساءُ الحضَر يمتشِطْن به شبَّهه بماء السِّدْر لخُضْرته واللَّجِن متلَزِّج وكذلك الغِسْلة متَلزِّجة والسَّعابِيبُ ـ ما امتدَّ من الغِسْلة والخِطْمىِّ اذا أُوخِف الواحد سُعْبُوب* قال المتعقب* الغِسْلة متلزِّجَة كما ذكر ونِساءُ الحَضَر يمتشِطْن بماء الآسِ كما قال الا أنه عدل عن الصواب فى الضَّالَة والضالَةُ ههنا السِّدْرة ونساءُ الحضَر يمتشِطْن بالسّدْر بمِصْرَ والشأمِ وغيرِ ذلك من البلاد ومع هذا فماءُ الآسِ غيرُ متَلَزِّج ولا متَلَجِّن ولا رَطْبٍ ولا يابِس وانما السِّدْر هو المتَلّزِج* أبو حنيفة* ويقال المَرْزَجُوش السِّمْسِم والعِتْر والعَنْقَز والسَّمْسَق* ابن دريد* السَّمْسَق ـ الآسُ ومن رَياحِين البَرِّ الطيِّبة الخُرُنْباش وهو شَبِيه بالمَرْو الدِّقَاق الورقِ وَرْدُه أبيضُ يُوضَع فى أضْعاف الثِّيَاب لطيِبِه ومما ارتفع عن الأعشاب فكان من الشجَرِ الآسُ* قال ابن جنى* ينبغى أن يحكم على ألِفه بأنها من واو حَمْلا على الأكثَرِ عِند عدَمِ الدليل وقد تقدم تعليلُ الآسِ من الرَّمَاد* أبو حنيفة* وثمرُه الفَطْس وقيل الآسُ هو الرَّنْد شجَرٌ طيِّب الرِّيح وقيل هو شَجَر الغارِ خاصَّةً واحدته رَنْدة* أبو عبيد* الرَّنْد ـ من شجر البادِيَة خاصَّةً وهو طيِّب الرِّيح* قال* وربما سَمَّوْا عُودَ الطِّيب رَنْدا يعنى العُود الذى يُتبَخَّر به وأنكرَ أبو عمرو أن يكونَ الرَّنْد الآسَ والعَمَارُ الآسُ ومنه قول الاعشى «... ورَفَعْنا عَمَارا» وقيل هو دُعاء أى عَمَرك اللهُ* أبو حنيفة* ومن الشجر الذى نَوْره رَيْحان ويُرَبَّبُ به الدُّهْن بأرض العَرب الظَّيَّانُ وهو الياسَمِينُ البَرِّىُّ ويسمى السِّجِلَّاط ودُهْنه الزَّنْبَق* قال أبو على* السِّجِلَّاط رُومِىٌّ* قال* وقال الاصمعى هو بالرومِيَّة سِجِلَّاطُسْ وكذلك سِجِلَّاط الهَوْدَج وقد تقدم* على* ويقوِّى ما ذهب اليه أبو على أن سيبويه قد نفَى مثل سِفْرِجال* أبو حنيفة* العربُ تقول هذا ياسَمِين فيجعلونَه واحدا ومنهم من يَجعَلُه جَمْعا ويجعل واحده ياسَمًا ثم يجمعه بالياء والواو قال أبو النجم

* من ياسِمٍ بِيضٍ ووَرْدٍ أحْمَرا*

وإنما قال بِيضٍ لأنه جعل الياسِمَ اسما للجِنْس كالوَرْد فتكون الواحدة ياسَمِة مثل

__________________

ـ قبل البيت الشاهد بقوله ولا زال قبرين ثبتي وجاسم عليه من السمة جود؟ والرواية في الله قبرا بين بصري وجاسم نرى فيه جو فاضل ونواعل والبيت للنابغة الذبيانى يرثى أبا حجر النعمن بن الحرث الغسانى دفين الجَوْلان والدليل على صحة ما قلته سوابق البيت ولواحقه قال النابغة أثناء لاميته المرثية فلا تبعدن ان المنية منهل وكل امرئ يوما به الحال زائل فما كان بين الخير لو جاء سالما أبو حجر الاليال قلائل سقى الله قبرا بين بصري وجاسم نوى فيه جود فاضل ونوافل ـ

١٩٥

وَرْدة* قال سيبويه* الياسَمِين فارسى معرَّب* أبو حنيفة* ومن ذلك الجُلُّ ـ وهو الوَرْد أبيضُه وأحمَرُه وأصفَرُه فمنه جَبَلِىٌّ ومنه قَرَوِىٌّ ويقال للجبَليَّة العَبَال ويقال لَنْور الوَرْدِ الجُلَّة والوَتِير واحدتُه وَتِيرة فأما الحَوْجَم فهو الأحمرُ الواحدة حَوْجَمَة* ابن دريد* وهو الحَوْجَم* أبو حنيفة* وكل نَوْرٍ وَرْدة* صاحب العين* الفَغْم ـ الوَرْد اذا فَغَم وفَتَّح وقد فَغَم يَفْغَم فُغُوما* قال* وهو الفَغْو والجُلَّسَانُ ـ نِثَار الورد فى المَجْلِس* أبو حنيفة* ومن الشجَر الطيِّبِ الرِّيح الجَفْن وأنشد

آلتْ الى النِّصْف من كَلْفاءَ أتْرَعَها

عِلْجٌ ولَثَّمها بالجَفْن والْغارِ

والزَّنْجَبِيل ـ عُرُوق تَسْرِى فى الأرض وليس بشجَرٍ نباتُه نَبَات الراسَنِ* سيبويه* الزَّنْجبيل خُمَاسِىٌّ* أبو حنيفة* والقَرَنْفُل ـ من النباتِ الطيِّب الريح وأنشد

* كأنَّ فى أنْيابِها قَرَنْفُولْ*

وهذه الواو مقْحَمَة للضمَّة كالواو فى قوله أنا أنظُور اليك* على* هذه عبارتُه على أنه مَقُول فى غير الشِّعر وهذا انما يَجِىءُ فى الشعر خاصَّة وانما أوهمَه قولُ الشاعر

وإنَّنِى كُلَّما يَثْنِى الهَوَى بَصرِى

من نَحْو غيرِهمُ أدْنُو فأنظُور

* أبو حنيفة* ويقال طِيبٌ مُقَرْفَل ومُقَرْنَف لم يستدل سيبويه على زيادة النون فى قَرَنْفُل بمقَرْفَل الذى ذكره انما استدَلَّ على زيادة النون فيها بأنه ليس فى الكَلام مثلُ سَفَرْجُل فيكون هذا مُلْحَقا به* أبو حنيفة* المَحْلب ـ نباتٌ موصوفٌ بالطِّيب ومن الشجَر الذى يطيَّب به الدُّهْن الْكاذِى ومن شجَر الطِّيب الأُتْرُجُّ والتُّرُنْج وهى لغة مرغُوبٌ عنها وأنشد

يَحْمِلْن أُتْرجَّةً نَضْخ العَبِير بها

تَخَال نَكْهَتها فى الأنف تَطْيابَا

* على* هذه الرواية غيرُ معروفةٍ وانما البيت

يَحْمِلْنَ أترُجَّةً تَضْخُ العَبِيرِ بها

كأنَّ تَطْيابَها فى الأنف مَشْمُوم

والشعر لعَلْقَمة بنِ عَبَدةَ وهكذا أنشده ابن دريد* قال أبو حنيفة* ويسمى الأُترجُّ المُتْكَ واحدته مُتْكة* صاحب العين* الحُمَّاض ـ ما فى جَوْف

__________________

ـ وغيب فيه حين راحو بخيرهم أو حجر ذاك المليك الحلاحل وآب مضلوه بعين جلية وغودر بالجولان خرم ونائل ولازال يسقى بطن شرج وجاسم بغيث من الوسمى قطر ووابل ولا زال ريحان على منها ديمة ثم هاطل بكى حارت الجولان من هلك ربه وحوران منه خاشع متضائل كتبه محمد محمود لطف الله به آمین

١٩٦

الأُترجَّة* أبو حنيفة* ومن الشجَر الطَّيِّب الثِّوَمُ ـ وهو شجَرٌ عِظَام واسِعُ الوَرقِ مع طُول أخضَرُ أطيَبُ ريحا من الآس يُبْسَط فى المجلِس كما يُبْسطُ الرَّيْحانُ ومنه الشَّدْن ـ وهو شجَر له سِيْقانٌ خَوَّارة غِلَاظٌ ونَوْر شَبِيه بنَوْر الياسَمِين فى الخِلْقة الا أنه أحمَرُ مُشْرَب ومن الطَّيِّب الرِّيح الخَلَص ـ وله وَرْد كَورْد المَرْو ورقُه مثلُ ورَقِه ينبُت نَباتَ الكَرْم ويتعلَّق بالشجَر فَيْعُلو وهو طيِّب ذَكِىٌّ* ابن دريد* الزَّبْعَر ـ ضَرْب من النبْتِ طيِّبُ الرائحة وأنشد

* كالضَّيْمَرانِ تكعه بالزَّبْعَرِ*

والسَّفْسَف ـ العَنْقَزُ* أبو حنيفة* ومن الطَّيِّب الرائحةِ السُّنْبُلُ والزَّرْنَب والصَّنْدَل واللُّبْنَى ـ وهى حَلَب من حَلَب الشجَر كالدُّوَدمِ ولذلك سمِّيت المَيْعةَ لامتِياعها وذَوْبها ومن النَّبات الطَّيِّب الرِّيحِ والطَّعمِ التَّامُول ـ وهو ينْبُت نَباتَ اللُّوبِيَا طعمُه طعمُ القَرَنْفُل يُمضَغ فيطَيِّب النَّكْهة واسمه عجَمِىٌّ ومن الشجر الطيِّب اصابِع الفَتَيَاتِ وهو بأيَا مِن أرضِ العَرَب كثيرٌ ومنه السَّوْقَمُ ـ وهو شجرٌ عِظَام مثلُ الأَنأبِ سواءًا غير أنه أطول من الأثأب وأقلُّ عَرْضا ولها ثمرةٌ مثلُ التين واذا كان أخضرَ فانما هو حجَر صَلابةً فاذا أدْرك اصفرَّ شيأ ولانَ وحَلَا حَلاوةً شديدةً وهو أغرَبُ من ثَمرة الأثَأب يُتَهادَى ومنه السَّاجُ ـ وهو شجرٌ يعظُم جِدًّا ويَذْهَب طُولا وعَرْضا وله ورَق أمثالُ التِّراس الديْلَمِية يتغَطَّى الرجلُ بالوَرقة منه فتَكُنُّه من المطَر ولا ينْبُت الا ببلاد الهِنْد والزِّنْج ومنه السِّيْسَنْبَرُ ـ وهى الرَّيْحانة التى يُقال لها النَّمَّام سُمِّيت نَمَّاما لسُطُوع رِيحها نَمَّت بذلك على نَفْسها ومن تَلبَّس بها ومن الطَّيِّب الرِّيح مِسْك البَرِّ ـ وهو نباتٌ مثلُ العُسْلُج سواءًا ومنه النَّعْنَع ـ وهى بَقْلة فيها حَرارَة على اللِّسان ألطفُ من النَّمَّام نَبْتا والنَّمَّام أطيبُ منه رِيحا* ابن دريد* الْغاغة ـ ضَرْب من النبْت وهو الحَبَق والجمع غاغٌ* الاصمعى* العِتْرُ ـ المَرْزَنْجُوش وأنشد

وما كُنْتُ أَخْشَى أن أكُونَ خِلَافَهُمْ

بسِتَّةِ أبياتٍ كما نبَت العِتْرُ

وذلك أنه اذا قُطِع أصلُه نبتَ حَوْله شُعَبٌ سِتٌّ أو ثَلَاثٌ وقيل هى بقلة اذا طالَتْ قُطِع أصلُها فَخرج منه اللبَنُ وقيل هى العِضُّ واحدتها عِتْرة ـ وهى شُجَيرة صَغِيرة

١٩٧

قد تقدَّمت تحلِيتُها* صاحب العين* البَهَار ـ نبْت طيِّب الرِّيح والاذْخِرُ حَشِيش طيِّبٌ ينبُت على نِبْتة الكَوْلان واحدتها إذْخِرة* قال السكرى* لا نَراها تَنْبُت الاشَفْعا وهو معنى قول الشاعر

وأخُو الأَبَاءة إذ رَأَى خُلَّانَه

تَلَّى شِفَاعًا حَوْلَه كالاذْخِر

* غيره* الفاخُور ـ نَبْت طيِّب الرِّيح* صاحب العين* النِّسْرِينُ ـ ضَرْب من الرَّيَاحينِ والأَطْراب ـ نُقَارة الرَّيَاحينِ

باب العُود

قد قدَّمت أن الضَّرْب من العُود انما سُمِّى عُودًا وأُطْلِق عليه حتَّى صار له اسْمًا عَلَما من قِبَلِ أنه أشرَفُ أنواع العُود وأطيَبُها رائِحةً كما خَصُّوا بالنَّجْم الثُّرَيَّا وبالشِّعْر المَنْظُومَ وبالفقه عِلَم السُّنَّة فمن أسمائِه الأَلُوَّة والأَلُوَّة اسمٌ أعجمىُّ الأصل وقد عرَّبته العرب فقالوا أَلُوَّة وأُلُوَّة ولُوَّة ولِيَّة* قال الراجز

* إلَّا بِعُود لِيَّةٍ ومِجْمَر*

وحكى اللحيانى أَلُوَّة وأُلَوَّة والأَلَاوِيَة جمعٌ ويقال عُودُ أَلَنْجُوجٍ وهو من المُضاف الى نَعْتِه وهو الأَلَنْجُوج واليَلَنْجُوج واليَلَنْجَج واليَلَنْجِيج والأَلَنْجَج والأَلَنْجُوجِىُّ* السيرافى* الأَنْجُوجُ واليَنْجُوج* على* قراءته عودُ ألنجُوجٍ مضاف الى نعتِه خطأٌ لأن هذه الكلمة بجميع ما فيها من اللغات اسمٌ وليستْ بصفَة* سيبويه* الهمْزة فى أَلَنْجَج زائدة وكذلك فى أخواتها والنون كالهمزة فى الزيادة ويكون على أفَنْعَلٍ فالاسم نحوُ ألَنْجَج وانما كانت الهمزة أولَى بالزيادة من احدى الجيمين فى أَلنْجج وان كان بابُ كَوْكَبٍ أقلَّ من باب أكَلَ لقُوَّة الهمزةِ فى الزِّيادة أوَّلا* أبو حنيفة* وهو القُطْر والقُطُر ولذلك قيل للمِجْمَرة مِقْطَرة وأنشد

فى كُلِّ يومٍ لها مِقْطَرة

فيها كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ

* ابن دريد* قَطَّر ثوبَه وتقَطَّرت المرأةُ ـ تبخَّرت* غيره* وهو الكِبَاء وقد تكَبَّى ـ اذا تَبَخَّر كَبَّيت ثَوْبِى* صاحب العين* تَبخَّرت بالعُود ونحوِه والبَخُور

١٩٨

ـ ما يُتَبَخَّر به* غيره* القِنْطار ـ طَرَاء لعُود البَخُور* صاحب العين* الْوَجُّ ـ عِيدانٌ يُتَبَخَّر بها ويقال لنفس العود المِجْمَر ومنه الخبَر فى أهلِ الجنة «ان مَجَامِرَهُم الأَلُوَّة» وقد استَجْمَرت بالمِجْمَر ـ أى تبَخَّرت بالعُود وجَمَّرت ثوبِى وأجْمَرته ومنه فلان المجمِّر وكان يُبَخِّر البيتَ وهو المَنْدَل والمَنْدَلِىُّ* ابن جنى* وهو المُطَيَّر فاذا كان ذلك فالمطَيَّر فى قوله

* ذَكِىُّ الشَّذَا والمَنْدلِىُّ المُطَيَّرُ*

بدل من المندلِىِّ وليس بصِفة ولا مقلُوبا* أبو حنيفة* وهو الهِنْدِىُّ ويقال لكسَر العُود الوَقَص وقد تقدم أن الوَقَص كِسَر العُود ما كانَ يقال وَقِّصْ على نارك وأنشد ابن السكيت

لا تَصْطَلِى النارَ الا مِجْمَرا أرِجًا

قد كسَّرتْ من يَلَنْجُوجٍ له وَقَصا

* صاحب العين* الشَّذَا ـ كِسَرُ العُود الذى يتَطَيِّب به* غيره* والقِبْر النَّقْر فى عُود الطِّيب خاصَّة وقبل هو الموْضِع العَفِن* أبو زيد* عودٌ صَنْفِىٌّ ـ لضَرْب منه ليس بجَيِّد ومن أسمائه الغارُ والغالب أن الغارَ شجرٌ طيِب كما تقدم والأَهضام ـ العُود الواحدة هَضْمة* صاحب العين* الأَهْضام ـ البَخُور وقيل هو كل شئٍ يُتَبخَّر به غيرَ العُود واللُّبْنَى واحدها هِضْم وهَضْم وهَضْمة وذُكورُ الطِّيب ـ ما يَصلُح للرجالِ دُونَ النِّساء نحو المِسْك والغالِيَة والذَّرِيرة* صاحب العين* الكُسْبُج ـ الكُسْت بلغة أهل السَّواد* ابن دريد* النَّدُّ والنِّدُّ ـ ضرْب من الطِّيب يُدَخَّن به ولا أحْسَبه عربِيًّا محْضا* صاحب العين* الأَظافِيرُ ـ ضَرْب من العِطْر أسودُ مُقْتلَف من أصله على شَكْل ظُفُر الانسان يُوضَع فى الدُّخْنة ولا واحدَ له* ثعلب* واحدته أظْفارَة* وقال غيره* لا يجوز أَظْفارةٌ الا فى الشِّعر وقيل هو الظُّفُر والجمع أظْفار وقد ظَفَّرت ثَوْبى ـ طيبته بالظُّفُر* صاحب العين* القُسْط ـ عُود يتبَخَّر به والمُرَنَّح ـ ضَرْب من العُود يجَمَّر به وهو من أجوده فاذ قد ذكرتُ العُود فلنَذْكر سائِرَ الطِّيب وان كان هذا الموضِع مَخْصوصا بذكر النبات المِسْك واحدتُه مِسْكة ومن ههنا أنَّثه بعضهم وقيل هو اسم للجِنْس والمِسَك جمع مِسْكة قال الراجز

١٩٩

* أَجِدْ بها أطْيبَ من رِيح المِسَك*

فأما من رواه المِسِك فعلى الاتباع كما قال

* شُرْبَ النَّبِيذ واعْتِقالا بالرِّجِلْ*

أراد بالرجْل* ابن جنى* الشَّذَا ـ المِسْك وقد تقدم أنه كِسَر العُود* غيره* وهو الأَنَاب واللَّطِيمة وقيل اللَّطِيمة المِسْك تكونُ فى العِير وقيل اللَّطِيمة هى العير التى تحمل المِسْك وقيل هى سُوقُ المِسْك وقيل إنَّ المِسْك انما سُمِّى لَطِيمة لأنه يُوضَع على المَلَاطِم ـ وهى الخُدُود وهو الصُّوَار وقيل الصُّوَار ـ القَلِيل من المِسْك* أبو زيد* كل قِطْعة من المِسْك حَصَاة* صاحب العين* مِسْكٌ قارِتٌ وقَرَّات ـ وهو أجَفُّه وأجودُه وأنشد

* يُعَلُّ بقَرَّاتٍ من المِسْك فاتِقِ*

* صاحب العين* فَتَقَ المسكُ فُتُوقا ـ يَبِس* غيره* مِسْكٌ كَدِىٌّ ـ لا رائِحةَ له يقال فُتِقتْ فأْرةُ المِسْكِ وفُضَّت وذُبِحتْ وأنشد ابن السكيت

كأنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ

فَأْرةَ مِسْكٍ ذُبِحتْ فى سُكِ

* صاحب العين* النافِقَة ـ فَأرةُ المِسْك والنَّضُوح ـ ضَرْب من الطِّيب وقد انتَضَحْت به والنَّضْخ من الطِّيب ـ ما كان غَلِيظا نحو الخَلُوق والغَالِيَة والنَّضْح منه ـ ما كان رَقِيقا مثلَ الماء والجمع نُضُوح وأنْضِحَة* غيره* الخُمْرة ـ الوَرْس وأشياءُ من الطِّيب تَطْلِى به المرأةُ وجْهها ليَحْسُنَ لونُها وقد تَخمَّرت به وإنها لَحَسنة الخِمْرة من الطِّيب* قال سيبويه* العَنْبَر رُبَاعِىٌّ ويقال له الذَّكِىُّ وخَضَّمٌ* قال أبو عبيدة* وبه سُمِّى العَنْبر بنُ عَمْرِ بنِ تَمِيم خَضَّمٌ ويقال فنَقْت المِسكَ بالعَنْبر ـ اذا خَلَطَته به فذَكَتْ رائِحتُه وكذلك يُقال لكلِّ ما خُلِط من الطِّيب بعضُه ببعضٍ ويقال لذلك الفِتَاقُ ويقال أيضا رَوَّحتُ الطِّيبَ ـ اذا جعَلْت فيه شيأ يَفْتُق رائِحتَه ومنه حديثُ النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه أمرَ بالاثْمِد المُرَوَّح عِنْد النَّوْم» يريد الذى جُعِل فيه المِسْكُ* صاحب العين* الرُّضَاب ـ فُتاتُ المِسْك* أبو زيد* طَرَّيت الطِّيب تَطْرِيَة ـ فتَقْته بالأخْلاط وخَلَّصته ومما يُتَّخَذ منه النَّدُّ ـ وهو مِسْك يُعجَن بعَنْبَر وعُود وانما سمِّى نَدًّا

٢٠٠