المخصّص - ج ١٠

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٠

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨

* كالغِزْلانِ بالجَرَدِ*

أراد أنَّها فى بَرَاز من الارض ولم يُرِدْ أن الجَرَد لها مَرَاتِع فتشتغل بها ومن هذا قيل ثَوْبٌ جَرْدٌ ـ اذا انْسَحَق فذهب زِئْبِرُه والتأنيث منها جَرْدة وأنشد

ومِنْ جَرْدةٍ غُفْلٍ بَسَاطٍ تَحَاسَنَتْ

بها الوَشْىَ قرَّاتُ الرِّياح وخُورُها

يعنى تَقَاسَمَتْ تحسينَ النبات وتَعَاوَنَتْ عليه* أبو حنيفة* مكان جَرْدانُ وأجْرَدُ وجَرِدٌ وجَرْدٌ وأرضٌ جَرْداء وجَرِدة وقد جَرِدَتْ جَرَدًا وجَرَدَها القَحْطُ والارضُ المَوَاتُ ـ التى لا نَبْتَ فيها والاسَافَةُ ـ التى لا تُنْبِت شيأ وأنشد

* تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ*

وهى الاسِيفةُ بَيِّنة الاسافة والمَلَا ـ التى لا تُنْبِت وقد تقدم أنه الفَلَاة والوَجِينُ ليس به قليل ولا كثير وقد تقدّم أنه العارض من الارض يَنْقَادُ ويرتفع قليلا وهو غليظ والمُرُوتُ الواحد مَرْتٌ كالوَجِينِ وأنشد

وقَحَّمَ سَيْرنا من ظَهْرِ نَجْدٍ

مُرُوت الرِّعْىِ ضاحِيَة الظِّلَال

وَصَفَها بأن لا مَرْعَى ولا ظِلَّ فيها وقيل المَرْتُ ـ التى لا كَلَأَ بها وان مُطِرَتْ وقيل هى ـ التى لا يَجِفُّ ثَرَاها ولا ينبت مَرْعاها* قال المُتَعَقِّب* وليس المَرْتُ بهذه المنزلة ولا هكذا أيضا الرواية عن الاصمعى الذى روى عنه يونس أنه قال سألت بعض العرب عن السَّبْخَة النَّشَّاشةِ فوصف .... (٢) لا يَجِفُّ ثَرَاها ولا ينبت مَرْعَاها وهذه صفة الارض على الحقيقة فأما المَرْتُ فالتى لا شئ فيها من نَبْتٍ ولا ماءٍ ولا نَدًى ولا ظِلٍّ وجمعها مُرُوت* قال* وقد وصفها أبو حنيفة بمثل وصفنا قبل أن حكى هذه الحكاية وأنشد

وقَحَّمَ سَيْرنا من ظَهْر نَجْدٍ

مُرُوت الرِّعْىِ ضاحِيَة الظِّلال (١)

ثم قال وصَفَها بأن لا مَرْعَى ولا ظِلَّ فيها ورواه ثعلب من قُور حِسْمى والظلال جمع ظل* قال* وعن الأعراب المَرْتُ التى لا كَلَأَ بها وان مُطِرت وهذه الصفة على الحقيقة صفتُها وذلك لصلابة أرضها فأما الذى حكاه بعد هذا عن الاصمعى فَسَهْوٌ منه أو ممن نقله اليه وقد تقدّم أن المَرْتَ الفَلَاة التى لا تُنْبِت شيأ من غِلَظها* قال* والصَّلِفة والصَّلْفاء والجمع الصَّلَافَى ـ التى لا تنبت شيأ من غِلَظها ومِرْبَدُ البَصْرة

__________________

(٢) بياض بالاصل

(١) هذا بيت كثير والصحيح فى روايته وقحم سيرنا من قور حسمى مرت الخ وروى ومرت بفتح الميم وضمها وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

١٦١

صَلْفاء ومكانٌ أَصْلَفُ كذلك ومن هذا قيل للمرأة التى لم تَحْظَ عند زوجها صَلِفَتْ صَلَفًا والعامة تَضَعُ هذه الكلمةَ فى موضع العُجْب والزَّهْو فيقولون فلان صَلِفٌ اذا كان كذلك وقد فَشَتْ هذه الكلمةُ فى الناس حتى سُمِعَتْ من الأعراب والظَّلِفُ والظَّلِفةُ كالصَّلْفاء وقد تقدّم أن الظَّلِفةَ الغليظةُ التى لا يرى فيها أَثَرُ من مشى فيها* قال* والمَعِرَةُ ـ التى لا تُنْبِت والظَّلَفُ كلُّه مَعِرٌ والصَّرْدَحةُ ـ الصحراء التى لا تُنْبِت وهى غَلْظٌ من الارض مُسْتَوٍ رواها عن النَّضْر* قال المتعقب* وهذا غير محفوظ عنهم انما يقولون غِلَظ وغِلْظ مثل قَمِع وقِمْع وضِلَع وضِلْع فأما غَلْظ فلا أعرفه والنضرُ غيرُ موثوق به وقد تقدّم أن الصَّرْدَح المكان المستوى من غير غِلَظ* قال* والجَمَاد ـ التى لا تُنْبِت والأَجالِدُ واحدتها إجْلَادة وهى ـ الارضُ الصُّلْبة الغليظة ليس بها شئ من لين وهى خروق من الارض لا تُنْبِت وأنشد

فلما تَقَضَّى ذَاكَ مِنْ ذاك واكْتَسَتْ

مُلَاءً مِنَ الآلِ المِتَانُ الأجالِدُ

فجعل المِتَان من الأجالد والهَجَاهِجُ ـ التى لا نبات بها وأنشد

* فى أَرْضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ هَجَاهِجِ*

* صاحب العين* المَرْمَرِيسُ ـ الارضُ التى لا تُنْبِت والمَرْمَرِيسُ ـ الامْلَس* سيبويه* هى من المَرَاسةِ التى هى اللِّينُ فوزنها على ذلك فَعْفَعِيل ولذلك اذا حَقَّرْتها قلت مُرَيْرِيس* أبو حنيفة* والمَلْسُ والامْلِيس ـ الارضُ التى لا تُنْبِت وقد تقدّم أنها الارض المستوية* ابن دريد* .... (١)

التى لا تَنْشَف ماءً ولا تُنْبِت شيأ وكذلك الوَقِيعُ من الارض بَيِّن الوَقاعة والجمع وُقُعٌ وَوَقائع وأنشد لذى الرمة

فلما رَأَى الرَّائِى الثُّرَيَّا بسُدْفَةٍ

ونَشَّتْ نِطَافُ المُبْقِيات الوَقائع

* قال المتعقب* أصاب فى الوَقِيع والوُقُع وأخطأ فى الوقائع ولا شاهد له فى بيت ذى الرمة لان الوَقَائع ههنا جمع وَقِيعة وهى القَلْتُ فى الصَّفا يكون فيها الماء قال الشاعر

اذا شاءَ راعِيها اسْتَقَى مِنْ وَقِيعةٍ

كعَيْنِ الغُرَاب صَفْوةٍ لم تُكَدَّر

__________________

(١) بياض بالاصل

١٦٢

* ابن دريد* الشِّبَاك ـ مواضعُ ليست بِسِباخ ولا تُنْبِت شيأ كشِبَاك البَصْرة* أبو حنيفة* الاقَارِعُ ـ كالوُقُع فى الصَّلابة ولا تُنْبِت شيأ ويقال لكل صُلْب شديد قَرَّاعٌ وأنشد

كَسَا الاكْمَ بُهْمَى غَضَّةً حَبَشِيَّةً

تُؤَامًا ونُقْعان الظُّهورٍ الاقارِع

اراد أنه أنبت البُهْمى فيما يُنْبِت وأنقع الماء فيما لا يُنْبِت* قال المتعقب* قد أصاب فى الاقارع وأخطأ فى القَرَّاع إذْ قَرَنه بالأَقارِع لان الأَقارِع من القَرع بالتحريك والقَرَّاع من القَرْع بالاسكان* قال أبو على* القَرَّاع من التِّرَاس والدَّرَق أُرَاء ذَهَب بذلك الى قول السلمى

* ومُجْنَاٍ أَسْمَرَ قَرَّاع* (١)

* صاحب العين* مكان صَلْدٌ ـ لا يُنْبِت شيأ* أبو حنيفة* التكَنُود ـ التى لا تُنْبِت شيأ* وقال كَدَأَتِ الارضُ ـ قَلَّ نَبْتُها ونَبْتٌ كَدِئٌ ـ قليل الرَّيْع* أبو عبيد* المَلِيع ـ التى لا نَباتَ فيها والسَّبَارِيتُ مثلها واحدها سُبْرُوت وقد تقدّم أن السَّبَارِيت القِفَار* أبو حنيفة* أرض بَحْوَنٌ ـ لا نبات فيها وقد تقدّم أن البَحْوَنَ الرَّملُ الكثير* صاحب العين* العَلِبُ ـ المكان الذى لا يُنْبِت والمَعَارِى ـ التى لا تُنْبِت شيأ والوَعْنُ ـ بياضٌ من الارض لا يُنْبِت البَتَّةَ والجمع وِعَانٌ وأنشد

* كالوِعَانِ رُسُومُها*

* ابن دريد* الجِلْحِطَاءُ ـ الارضُ التى لا شجرَ فيها وقيل هى ـ الجِلْحِظاء بالحاء والظاء المعجمة وقيل هى ـ الجِلْخِطاء بالخاء المعجمة والطاء غير المعجمة* غيره* وأرض بَيْضَاء ـ لا تُنْبِت شيأ* ابن دريد* هى ـ التى لم تُوطَأْ* السيرافى* الضَّهْيَأُ ـ الارض التى لا تنبت وقد تقدّم أنها المرأة التى لا تَحِيضُ وتعليلُها

باب الاوصاف التى تَعُمُّ مَكارِمَ الارض

* أبو حنيفة* أرض مَكْرَمةٌ وكَرِيمةٌ وكَرَمٌ ـ اذا كانت جَيِّدة الانبات وقيل هى المَعْدُونة المُثَارة وخِلَافُها المَلْأَمة وتجمع أَلَائِم هذا لفظه وانما الْأَلَائم جمع

__________________

(١) الصواب أن هذا المصراع لابى قيس ابن الاسلت الاوسى الوائلى من قصيدته العينية التى مطلعها قالت ولم تقصد لقيل الحنا مهلا فقد أبلغت اسماعي والمصراع المسطور يصف به ترسا وصدره يصف به سيفا صدق حسام وادق حده وقبله أعددت للاعداء موضونة فضفاضة كالنهي بالقاع أحفرها عني بذى رونق مهند كالملج قطاع صدق الخ وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين وقوله صدق بفتح الصاد أى صادق فى القتال والوادق الماضى فى الضريبة اه

١٦٣

الأَلْأَم لا جمع الملْأَمة والقَرَاقِر ـ من أَلَائِم الارض* وقال* أرضٌ طَيِّبة حُرَّة دَمِيثة جَيِّدة التُّرْبة* ابن السكيت* أرضٌ عَلِكةٌ كذلك* ابن الاعرابى* أرضٌ عَذَاةٌ وعَذِيَةٌ كذلك وقد تقدّم أنها الهِجَان* أبو حنيفة* أرض سَمِينَةٌ ـ جيِّدة التُّرْبة قليلةُ الحجارة قَوِيَّة على تَرْشِيح النَّبْت أى تَرْبيته* ابن دريد* أرضٌ سِرْتاحٌ ـ كَرِيمة* أبو حنيفة* الارضُ المِحْبار ـ السريعة الاكْلَاءِ وقد حَبِرَتْ وأَحْبَرَتْ وأرضٌ مِنْبات ومِعْشابٌ وعَشِبة والمِئْناثُ اللَّيِّنةُ الكثيرةُ النبات وأما المِذْ كار فالتى تُنْبِت ذُكورَ البَقْل أكثرَ ما تُنْبِت* ابن السكيت* أرض وَفْرَاء ـ كثيرة النَّبات وفى نَبْتِها فِرَةٌ

نعوتها فى ألوانها

أما الهِجَانُ ونحوُه مما يَسْتَحِقُّ الخِصْب مع لَونْه فقد تقدّم ونذكر الآن خاصَّة اللون* ابن السكيت* أرض قَطِعة ـ مستوية الخُضْرة والبياض وقد تقدّم أنها التى فيها نِقَاطٌ من الكَلَا* صاحب العين* أرضٌ عَدْماء ـ بَيْضاء وقد تقدّم أن العَدْماء البيضاءُ الرأس من الضَّأْن* ابن السكيت* الدَّهَسُ ـ الارض التى يَغْلِب عليها لونُ الارض لا لونُ النبات وذلك أوّل نَبَاتها والجمع أَدْهاسٌ وقد ادْهَاسَّتِ الارضُ* وقال* أرضٌ ناسِكَةٌ ـ خَضْراءُ حديثةُ المطر* ابن دريد* الوَتِيرَةُ ـ الارضُ البيضاء والمَمْناةُ ـ الارض السَّوداء وهى السَّبْتاء والجميع سَبَاتَى

نعوت الارَضِين فى الجَدْب وقِلَّة الخِصْب

* قال أبو حنيفة* الجَدْبُ والجُدُوبة ـ فَنَاءُ الكَلَا وذلك من المَحْل وهو احتباس المطر .... (١) * ابن السكيت* أرضٌ مُجْدِبة وجَدْباء وأَرَضُون جُدُوبٌ* أبو حنيفة* .... (١) * وقال* أرضٌ جَدِيبة وأرضٌ جَدْبٌ وأرَضُونَ جَدْبٌ وقد جَدُبَتْ وجَدَبَتْ وأَجْدَبَتْ والمِجْدابُ ـ التى لا تَكاد تُخْصِب* ابن السكيت* أرضٌ مُمْحلِة ومَحْلَةٌ وأرَضُون مُحُولٌ ومَحْلٌ

__________________

(١) بياض بالأصل في الموضعين

١٦٤

* قال أبو حنيفة* قال ابن الاعرابى ويجوز التأنيث والتذكير والتثنية والجمع* وقال* بلد ماحِلٌ ومُمْحِل ومُحُولٌ ولا يقال الا أَمْحَلَ* وقال مرة* مَحُلَتْ ومَحَلَتْ وأَمْحَلَتْ* صاحب العين* أرضٌ مُحُولٌ حَمْلاً على المواضِع والقِطَع وأرضٌ مَحُول ومَحْلٌ وُصِفَت بالمصدر وأَمْحَلَ القومُ وأَمْحَلَ الزمانُ* ابن الاعرابى* القَحْطُ كالمَحْلِ يقال أَقْحَطْنا وقَحِطْنا وأَقْحَطَت الارضُ وقَحَطَتْ وقَحِط المَطَرُ وقَحَطَ قُحُوطًا وكَحَطَ وأَكْحَطَ ـ اذا انْقَطَع وأنشد

اذا سَنَةٌ عَزَّتْ وطَالَ طَوَالُها

وأَقْحَطَ عنها القَطْرُ واصْفَرَّ عُودُها

وقد تقدّم عامة ذلك فى المطر وأَعَدْتُه هنا لمكان الارض* أبو عبيد* أرض عُقْرٌ وفِلٌّ ـ كِلْتاهما لم تُمْطَر* ابن السكيت* أرضٌ فِلٌّ وفَلٌّ وأرَضُون أَفْلَالٌ مثلها وقد أَفْلَلْنا ـ وَطِئْنا أرضًا فِلًّا* أبو حنيفة* الفِلُّ ـ التى لم تُمْطَر وان كان بها نَبْتٌ عامِىٌّ وانما سُمِّيَتْ فِلًّا لان العَطَش فَلَّها فأَذْهَب حُسْنَها وقد أَفَلَّت الارضُ ـ صارت فِلًّا وأنشد

وكَمْ عَسَفَتْ مِنْ مَنْهَلٍ مُتحَطِّمٍ

أَفَلَّ وأَقْوَى فالجِمَامُ طَوَامِ

أَقْوَى ـ أَوْحَشَ فلا أَنِيسَ به* الأحمر* أرضٌ جَمَادٌ ـ لم تُمْطَر* أبو عبيد* الخَطِيطَةُ ـ الارضُ التى لم تُمْطَر بين أرضين مَمْطُورَتَيْن* ابن السكيت* أرضٌ خَطِيطَةٌ وأرَضُونَ خَطَائط ـ اذا لم يُصِبْها مَطَرٌ وأَجْدَبَتْ* أبو حنيفة* الخَطِيطَة والخِطُّ ـ الارض التى لم يُصِبْها مطر وقد مُطِر ما حَوْلَها* أبو عبيد* القَوَايه والخَوْبَةُ كالخَطِيطة* غيره* الصَّلَّةُ كالخَطِيطة وقيل هى ـ الارض اليابسة وقيل هى ـ الارضُ ما كانت كالسَّاهِرة والجمع صِلَال وقد تقدّم أن الصَّلَّة الارض ما كانت* أبو عبيد* أرض مَجْرُوزة وجُرُزٌ ـ اذا لم يُصِبْها مطرٌ وقيل هى ـ الارض التى قد أُكِل نباتُها* أبو حنيفة* كذلك قال وجمعُ الجُرُزِ أَجْراز وأنشد

طَوَى النَّحْزُ والاجْرازُ ما فى غُرُوضِها

فما بَقِيَتْ إلَّا الصُّدُورُ الجَرَاشِعُ

يعنى أن دوام السير والجَدْب أَذْهَب ثَمَائِلها وطَوَى بطونَها والنَّحْزُ الضرب بالاعْقاب لِتَسير* قال* وفيها أربع لغات جُرْزٌ وجُرُزٌ وجَرْزٌ وجَرَزٌ وقد أَجْرَزَتِ الارضُ

١٦٥

ـ صارت جُرُزًا* أبو زيد* أَجْرَزَ القومُ .... (١) أى مُجْدِبة* ابن السكيت* جمعها سِنُون .... (١) أَسْنَتُوا فأَبْدَلُوا التاءَ من الياء ولم يستعملوه الا فى ضد الخِصْب كما لم يستعملوا التاء مبدلةً من الواو فى القَسَم الا فى اسم الله تعالى* أبو حنيفة* المُسْنِتَةُ والسَّنِيتَة ـ الارض التى لم يُصِبْها مطرٌ فلم تُنْبِت فان كان بها يَبِيسٌ من يَبِيس عام أوّل فليست بمُسْنِتَةٍ ولا تكون مُسْنِتةً حتى لا يكون بها شئ والمُقْوِيَةُ كالمُسْنِتة* ابن السكيت* أرضٌ حَصَّاء ـ لا نَبْتَ فيها وامرأةٌ حَصَّاء ـ لا شَعَرَ عليها وقد تقدّم* أبو حنيفة* الجَرْباءُ ـ الارضُ التى لم يُصِبْها مطرٌ فاقْشَعَرَّت وذهب نَبْتُها وأنشد

* فَطَرَّ وَجْهُ الارضِ بَعْدَ عَرِّهِ*

فَطُرورُه ظُهور نَبْتِه كما يَطُرُّ الوَبَرُ بعد البُرْء من الجَرَب وقد تقدّم أن الجرباء السماء* صاحب العين* بَلْدةٌ صَحْماء ـ ذاتُ اغْبِرَار* أبو حنيفة* الهَامِدَةُ ـ التى فاتها المطرُ فَهَمَد نَبْتُها ـ أى هَلَك والاصل من هُمُود النار وهو أن تَطْفَأَ حتى تَعُودَ رمادا والمُجَوَّبة ـ القليلةُ النَّبْت جِدًّا لقِلَّةِ المطر والبَقْعَاء التى أصاب بعضَها مطر ولم يُصِبْ بعضًا والمُقَوَّبةُ مثلُها وقيل المُقَوَّبة ـ التى ليس بها شجر وتكون مُقَوَّبة من المطر اذا أحاط بها ولم يُصِبْها والهَشِيمة ـ التى يَبِسَ شَجَرُها حتى اسودّ غير أنها قائمة على يُبْسِها* وقال* أرض مُجَوَّبة ومُبَقَّعة ـ اذا كانت قد بَقَّعَ فيها المطرُ فى مواضع ويقال رأينا الارضَ مَسَاطِحَ لا نباتَ بها شُبِّه بمَسَاطِحِ التَّمْر وأرضٌ مَيِّتَة ومَيْتَةٌ ـ لم تُنْبت* سيبويه* أرضٌ مَيْتٌ ـ وفى التنزيل (وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) سوّوا بين المذكر والمؤنث لان وزن مَيِّت فَيْعِل وهُمْ ممَّا يُجْرُون فَيْعِلاً مُجْرَى فَعِيل وأنشد

وكأنَّ رَيِّضَها اذا اسْتَقْبَلْتَها

كانتْ مُعَاوِدَة الرِّكابِ ذَلُولا

* أبو حنيفة* فأما مَوَاتُ الارض ومَوْتانُها فما لم يُسْتَخْرَجْ فيكونَ حرثا فاذا أَجْدَبَثِ الارضُ قيل ابْيَضَّتْ واذا أَخْصَبَتْ قيل اسْوَدَّتْ قال كُثَيِّر يَرْثِى رجلا

ولِلأَرْضِ أَمَّا سُودُها فَتَجَلَّلَتْ

بَيَاضًا وأما بِيضُها فادْهَأَمَّتِ

ويقال أَجْدَبَتْ أرضُ وَلِيِّه لانه فَقَدَ عُرْفَه وأَخْصَبَتْ أرضُ عَدُوّه لأنه أَمِن

__________________

(١) بياض بالاصل فى هذين الموضعين

١٦٦

واطْمَأَنَّ ومن كلامهم اذا أَخَضَبَتِ الارضُ ظَهَرَ البياضُ واذا أَجْدَبَتْ ظَهَرَ السَّواد يعنون بالبياض ما .... من الليل .... وبالسواد التمر ونحوه* قال* واذا كان الربيع .... (٣) أى شيأ يسيرا وأنشد

 ... وكنا ما اعتفت

طلاب الترات مطلب(١)

وقد قيل فيه غير هذا ويقع فى باب العُشْب ان شاء الله تعالى والارضُ المُجْمِعَةُ الجَدْبُ التى لا يَتَفَرَّق فيها الرِّكابُ لِرَعْىٍ* ابن السكيت* أرضٌ يَبَسٌ ـ اذا ذَهَبَ ماؤها ونَدَاها* أبو زيد* الهَلَكُون ـ الارضُ الجَدْبة وان كان فيها ماء* غيره* المَهَازِل ـ الجُدُوب

نعوت السنين المُجْدِبة

* أبو حنيفة* سَنَةٌ ماحِلَةٌ ومُمْحِلة وعامٌ ماحِلٌ ومُمْحِلٌ* قال* وقال الكسائى لم أسمع سَنَة مَحْلة ولو قِيلت لجاز وقالوا عام سَنِيتٌ ومُسْنِتٌ ـ جَدْبٌ وأنشد

بِرَيْحَانةٍ مِنْ بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ

لها أرَجٌ ما حَوْلَها غَيْرُ مُسْنِتِ

والمَسَانِفُ ـ السِّنُون الواحدة مُسْنِفَة وأنشد

ونَحْنُ تَرُودُ الخَيْلُ وَسْطَ بُيُوتِنا

ويُغْبَقْنَ مَحْضًا وهْىَ مَحْلٌ مَسانِفُ (٢)

ويروى مَشَاسِف والشَّاسِف ـ اليابسُ والمُسْنِفة ـ المُجْدِية العَجْفاء والناقة المُسْنِفة ـ الضَّامر وأنشد

مَسَانِف يَطْوِيها معَ القَيْظِ والسُّرَى

تَكالِيفُ طَلَّاع النِّجادِ رَكُوب

أى ضُمَّر وهذا غير المَسَانِيف فى السير تلك هى المُتَقَدِمة وأنشد

* عَلَيْكَ بالقُودِ المَسَانِيفِ الاوَلْ*

وقال كثير

ومُسْنِفةٍ فَضْلَ الزِّمامِ اذا انْتَحَى

بِهِزَّةِ هادِيها على السَّوْمِ بازِلِ

* أبو عبيد* أَصابَتْهم الضَّبُع وهى ـ السَّنَة الشَّدِيدة* أبو حنيفة* أَكَلَتْهُمُ الضَّبُع ـ اذا أجْدَبُوا* أبو عبيد* صَرَّحَتْ كَحْل ـ مِثْلُها أى محض

__________________

(١) قوله وكنا ما اعتفت هكذا وقع فى الاصل وهى عبارة لا يدرى أهى شعر أم نثر وليس لها معنى وقوله طلاب التراث مطلب هو بعض بيت من الطويل ورد فى قول الخنساء تطير حوالي البلاد براقشا باروع طلاب التراث مطلب والشاهد فى براقش لان من معانيه الارض المجدبة الخلاء ولكنه ضاع من الاصل مع ما ضاع منه هنا وكتبه محرره محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

(٢) هذا البيت للقطامى والصواب فى روايته ونحن ترود الخيل وسط بيوتنا ويغبقن محضا وهي كل مسانف بجعل الخيل فاعل ترود والضمير راجع الى الخيل خيل غيرهم لا الى السنين هذا هو الصواب فى المعنى والرواية وعليه لا شاهد فى البيت لما قاله أبو حنيفة وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

١٦٧

القَحْط بلا شَوْبٍ* ابن السكيت* كَحَلَتْهُم السِّنُون ـ اشْتَدَّت عليهم وأنشد

لَسْنَا كأَقْوامٍ اذا كَحَلَتْ

احْدَى السِّنِين فجارُهُمْ تَمْرُ

أى يأكلون جارَهم اذا أصابتهم السَّنةُ الشديدة* أبو حنيفة* كَحِلَتِ السَّنَةُ تَكْحَل كَحَلاً وهى ـ الكَحْلُ* قال أبو على* الكَحْلُ وكَحْل من باب الالاهة وإلاهة* صاحب العين* الاكْحال والكَحْلُ ـ شِدَّةُ المَحْل* ابن دريد* كَلَاحِ مَعْدولٌ ـ السَّنةُ الشديدةُ وهى جَدَاعِ والجَدَاعُ وأنشد

لَقَدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فى جَدَاع

وانْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّبَاع

* ابن الاعرابى* الأَزْمَةَ ـ الشدَّة وجمعها أُزُوم* أبو عبيد* أَزَمَتْهُم السَّنةُ تَأْزِمُهم أَزْمًا ـ اسْتَأْصَلَتْهُم* ابن السكيت* أَزَمَتْ أَزَامِ مخفوضة مثل قَطَامِ وأنشد

أَهَانَ لها الطَّعامَ فلم تُضِعْه

غَدَاةَ الرَّوْعِ إذ أَزَمَتْ أَزَامِ

* ابن الاعرابى* أَزَمَتْهُم أَزُومُ اسم كأَزَامِ وقيل انما هى سَنَةٌ أَزومٌ على الصفة* الاصمعى* أَزِمَ عَيْشُنا يَأْزَمُ أَزَمًا ـ اشتدَّ* ابن السكيت* أصابت بَنى فلان جُلْبة ـ أى سَنَة شديدة ويقال عامٌ أَرْمَل فى قِلَّة المطر وعام أَبْقَع بَقَّع فيه المطرُ فى مواضع ويُسْتَعْمَل فى الارض كما تقدم* قال* والسَّنَةُ الشَّهْبَاء ـ التى ليس فيها مطر ثم البَيْضاء ثم الحَمْراء فالشَّهْباءُ أَمْثَلُ من البيضاء والحمراءُ شَرٌّ من البيضاء ولا ترى فيها خُضْرة ويقال سَنَةٌ غَبْرَاءُ وقَتْمَاء وكَهْباء والكُهْبةُ ـ كُدْرة فى اللَّوْن* أبو حنيفة* أصابَتْهم السَّنْواء* ابن السكيت* عامٌ أخْرَجُ ـ دون الخِصْب* أبو حنيفة* عام فيه تَخْرِيجٌ وقد تقدّم استعمالُه فى الارض* ابن السكيت* عام أَرْشَمُ كذلك* وقال* سِنُونَ حَرَامِسُ ـ شِدَادٌ مُجْدِبة واحدتها حِرْمِسٌ والتَّحُوطُ ـ السَّنَةُ الشديدة وأنشد

والحافِظ النَّاسَ فى تَحُوطَ اذا

لم يُرْسِلوا تَحْتَ عائذٍ رُبَعا

ويقال تُحِيط أيضا* أبو حنيفة* وتَحِيط أيضا بالفتح* قال* وأظن أنّ تَحُوط على تَفْعُل* ابن السكيت* أَمْحَشَتِ السنةُ كلَّ شئ ـ اذا كانت جَدْبة* أبو

١٦٨

عبيدة* سَنَةٌ مَحُوشٌ كذلك* أبو حنيفة* سَنَةٌ مُحَارِدة ـ لا مطر فيها أُخِذ من حِرَاد الناقة وهو انقطاع لبنها وأنشد

أَبَارِق قَدْ كَفَأَتْ أَرْفَادَها

حِرَادُها يَمْنَعُ أن تَمْتَادَها

أرفادُها مَحَالِبُها كَفَأَتْها تمثيلٌ يريد أنها عَطَّلَتْها بالحِرَاد فذهبت منافعُها وهو معنى الامْتِياد والحَجْرة ـ السَّنةُ الصَّعْبة المُجْدِبة وأنشد

يُذَكِّرُنى زَيْدًا زَعَازِعُ حَجْرةٍ

اذا عَصَفَتْ إحْدَى عَشِيَّاتِها الغُبْرِ

ويقال أَحْجَرنَا عامُنَا ـ اذا قَلَّ مَطَرُه وأنشد

اذا الشِّتَاءُ أَحْجَرَتْ نُجُومُه

واشْتَدَّ فى غَيْرِ ثَرًى أُزُومُه

والجَالِفةُ ـ السنةُ التى تَذْهَب بالمال والرَّمَادة ـ السنةُ المَحْل يقال أَرْمَدَ القومُ هَلَكتْ ماشيتهم وبه سُمِّى عام الرَّمَادة بالجَدْب الذى كان بأرض العرب أيامَ عُمر وقيل سمى الرَّمادة لأنهم لما أَجْدَبُوا صارت ألوانُهم كَلَوْن الرَّمَاد وفى الرَّمَادة يقول الشاعر وذكر عامًا مُمْحلا

أَلَظَّ بها رَمَادِىٌّ أَزُومٌ

له ظُفُرٌ يُخَرِّمُها ونَابُ

أَزُومٌ ـ عَضُوضٌ وأَلَظَّ ـ لَزِم* قال* والأَحَامِسُ ـ أشدُّهن جُدُوبةً الواحد أَحْمَس* صاحب العين* سنة حَمْسَاء وسِنُون أَحَامِسُ أَجْرَوُا الصفة مُجْرَى الاسم* ابن دريد* سَنَةٌ جَمُوشٌ ـ تُحْرِق النبات وسَنَةٌ جارُودٌ ـ مُقْحِطَة* ابن السكيت* سَنَةٌ جَمَادٌ ـ لا مطر فيها وقد تقدم فى الارض* أبو حنيفة* والسَّنَةُ الحَسُوسُ ـ التى لا تَدَعُ شيأ وأنشد

اذا شَكَوْنا سَنةً حَسُوسا

تَأْكُلُ بَعْدَ الخُضْرة اليَبِيسا

والحَطْمة ـ السَّنَة يقال أصابت الناسَ حَطْمةٌ حَطَمَتْهُم ـ اذا أهْلَكَتْهم* ابن الاعرابى* هى الحُطْمة وقد احْتَطَمَت المالَ ـ أكَلَتْه* ابن دريد* سَنَةٌ حاطُومٌ ـ تُعْقِب جَدْبًا ولا يقال الا للجَدْب المُتَوالِى* أبو حنيفة* القُحْمة نحوُ ذلك وقد أُقْحِمَ الناسُ ـ اذا حَدَرَهُم الجَدْبُ الى الامصار قال الشاعر يخاطب ناقته

كُلِى الحَمْضَ بَعْدَ المُقْحَمِين ورَازِمِى

الى قابلٍ ثُمَّ اعْذِرِى بَعْدَ قابل

١٦٩

* أبو عبيد* أصابت الاعْرابَ القُحْمة وقد أُقْحِموا وانْقَحَموا وقيل القُحْمة سَنَةٌ جَدْبة تُقَحِّم الاعْرابَ الاريافَ* أبو زيد* حَشَرَتْهُم السنةُ تَحْشُرهم وتَحْشِرهم حَشْرًا ـ اهلكَتْ مالَهُم* غيره* الاثْرة ـ الجَدْب* أبو حنيفة* عامٌ خَادِعٌ ـ اذا قلَّ خيرُه وقد تقدم تعليله فى باب الخداع وفسر الحديث والسَّنةُ القُشرة والقَاشُورة ـ الجَدْبة التى تَقْشِر المالَ وأنشد

ثُمَّ أَتَتْنَا سَنَةٌ قاشُورَهْ

تَحْتَلِق المالَ احْتِلَاقَ النُّورهْ

* وقال* هذا عام مَجاعة ومَجْوَعة وعام مَجُوعة وأَعْجفُ* قال* والسنةُ القاوِيَةُ القليلة الامطار* صاحب العين* السِّلْتِم ـ السنةُ الشديدة* ابن السكيت* سَنَةٌ حَصَّاء ـ لا نَبْتَ فيها وقد تقدم استعماله فى الارض* الأصمعى* سَنةٌ مُجْحِفَةٌ ـ مُضِرَّة بالمال وجَحِدة ومُجْحِدة كذلك* الاصمعى* عامٌ كَلِبٌ جَدْبٌ ودَهْرٌ كَلِبٌ ـ مُلِحٌّ على الناس بما يَسُوءُهم* صاحب العين* سَنَةٌ مَلْساء ـ جَدْبة والجمع أَمَالِيسُ على غير قياس* أبو عبيد* حَدَرَتْهُم السَّنة تَحْدُرُهم ـ يعنى هَبَطَتْهُم من البَدْوِ الى الحَضَر* غيره* المُقَرِّشةُ ـ السَّنَةُ الشديدة لان الناس عند المَحْل يَتَقَرَّشُون قال ـ مُقَرِّشَات الزَّمَنِ المَحْذُور* صاحب العين* العَزَّاءُ ـ السَّنةُ الشديدة .... (١) تَعَسَّر علينا الزمان ـ اشْتَدَّ

باب ذكر الخِصْب وما أُثِر عن العرب فى أشعارها

وكلامها واوصافِ رُوَّادِها من بَهْجة الارض اذا

أَخَذَتْ (زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ)

* أبو حنيفة* الخِصْبُ عند العرب عند أهل البوادى الكَلَأُ والماءُ وجمعُه أخصاب وكذلك كلُّ مَنْ معاشُه الماشيُة فخِصْبه ذلك وقَدْرُ الخِصْب على قَدْرِ الكَلَا فى قِلَّته وكثرته يقال أرضٌ مُخْصِبة وخَصِيبة وخَصِبة وخِصْبٌ وأَرضُونَ خِصْبٌ وأخْصاب وقد خَصِبَتْ وأخْصَبَتْ والقومُ مُخْصِبون ـ فى كثرة الطعام والشراب

__________________

(١) بياض بالاصل

١٧٠

واللَّبَن والكَلَا ولا يقال للارض مُجْدِبةٌ ولا مُمْحِلة مادام فيها كَلَأٌ رَطْبٌ أو يابِس فاذا انْقَطَعا فقد أَجْدَبَتْ* قال* وقال بعضهم العرب تقول دَنَا الحَيَا فى الغَيْثِ والخِصْب ومَعْناه الحَياة وهو مثل قولك أَذِيتُ به أَذَى وأَذَاةً ولكلٍّ وَجْهٌ وتجمع الحَياة حَيَواتٍ وحُيِيًّا مثل قَنَاة وقُنِىٍّ ويجمع الحَيا أحْياءً* قال* وقال أعرابى ليس الحَيَا بالسُّحَيِّبة تَتْبَع أَذْنابَ أعاصِير الرياح قيل له فما الحَيا قال كلُّ لَيْلةٍ مُسْبَلٍ رُوَاقُها مُنقطِعٍ نِطَاقُها تَبِيتُ آذانُ ضَأْنها تَنْطِفُ حتى الصَّباحِ* أبو عبيد* أحْيا الناسُ ـ حَيِيَتْ مَوَاشِيهم وأصابهم المطرُ يقال حَيُوا فى أنفسهم وأَحْيَوْا فى دَوَابِّهم وماشِيَتِهم* وقال* فَشَّ القومُ يَفُشُّونَ فُشُوشًا ـ اذا أحْيَوْا* أبو حنيفة* سُمِّى الغَيْثُ غَيْثا لأنه يُحْيِى كذلك فَسَّر أبو حنيفة فأمَّا الجَدَا فهو المطر العامُّ الذى لا يخص أرضا دون أرض* قال* واذا بالَغُوا فى غُزْرِ المَطَر ورِىِّ الأرض قالوا تَرَكْنا الحُورَان ناقعةً فى الأَجَارِع وذلك أن الجَرْعاء أرضٌ سهلة يشبه ترابُها ترابَ الرَّمل فهى تشرب ما سُقِيَتْ فاذا نَقَع الماءُ فيها فلم تَشْرَبْه فذلك منتَهى الرِّى والحُوَرانُ والحِيَرانُ جمع الحائر وقالوا فى دعائهم اللهم .... أى اجعلها حِيرَانًا .... (١) غَيْرًا وغِيَارًا من الخِصْب فأمَّا غارَهم مِنَ المِيرة فَيَغِيرهم ويَغُورهم .... (١) الغِيرة وغارَهم يَغِيرُهم ويَغُورهم ـ نَفَعَهُم* أبو حنيفة* ويقال للكَلِا والماءِ الصَّائرةُ أصارَتِ الارضُ ـ كَثُرَتْ صائِرَتها* صاحب العين* المَطَرُ يَسْتَرْوِحُ الشئَ ـ أى يُحْيِيه وأنشد

يَسْتَرْوِحُ العِلْمُ مَنْ أَمْسَى له بَصَر

وكان حَيًّا كما يَسْتَرْوِحُ المَطَرُ

* أبو حنيفة* اذا كان عامٌ خَصِيبٌ مشهور بالكَلَا والكَمْأَةِ والجَرادِ سُمِّى عامَ الماء (٢) وأنشد

رَأَتْنِى تَحَادَبْتُ الغَداةَ ومَنْ يَكُنْ

فَتًى قَبْلَ عامِ الماءِ فَهْوَ كَبِير

ويقال أَتَيْتُكَ عامَ الهِدَمْلة والفِطَحْل ـ يَعْنى زَمَنَ الخِصْب والرِّيف وأنشد

فَقُلْتُ لَوْ عُمِّرْتُ عُمْرَ الحِسْل

أَوْ عُمْرَ نُوحٍ زَمَنَ الفِطَحْل

* والصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كطِينِ الوَحْل*

__________________

(١) بياض بالاصل فى هذه المواضع

(٢) قوله قبل عام الماء أنشده فى اللسان عام عام الماء ثم قال فسره ثعلب فقال العرب يكررون الاوقات فيقولون أتيتك يوم يوم قمت ويوم يوم تقوم اه كتبه مصححه

١٧١

ويقال كان هذا فى عامِ الفَتَقِ ـ اذا كان مشهورا بالخِصْب وقال رُؤْبةُ ينْعَتُ امرأة

* لم تَرْجُ رِسْلاً بَعْدَ أعْوَامِ الفَتَقْ*

قيل سُمِّى الفَتَق لتَفَتُّق بُطون الابل بالشَّحْم يقال أَفْتَقَ الناسُ ـ اذا أَعْشَبُوا وَأَسْمَنُوا* أبو عبيد* أَفْتَق القَومُ ـ أَقْشَعَ عنهم الغَيْمُ وقد أَخْصَبُوا* ابن السكيت* عامٌ أَزَبُّ* قال أبو حنيفة* سمى بذلك لكثرة العُشْب كما يقال للكثير الشعر أَزَبُّ ومنه زَبَّت الشمسُ وأَزَبَّتْ ـ اذا دَنَتْ للغروب وقد تقدّم ذكرُ ذلك* ابن السكيت* عامٌ غَيْداقٌ والغَيْدَاق ـ الكثيرُ الواسعُ من كلِّ شئ يقال سَيْرٌ غَيْدَاق وأنشد

* بِوَالهٍ من قَبِيض الشَّدِّ غَيْدَاقِ*

* أبو حنيفة* سَنَةٌ غَيْداقٌ والارضُ الغَدِقَةُ ـ الرَّيَّا النَّبْتِ وقد غَدِقَتْ وَأَغْدَقَتْ وأَغْدَق القومُ لا غيْرُ* أبو حنيفة* الفَتْحُ ـ خِصْبُ الرَّبيع والجمع فُتُوحٌ وأنشد

* تَرْعَى جَمِيمَ العَهْدِ والفُتُوحا*

ورواه الأصمعى بالياء* وقال* أَرَافت الارضُ رِيفًا كما يقال أَخْصَبَتْ خِصْبا هذا لفظه وإنما الرِّيفُ اسمٌ للِارافة كما أن الخِصْبَ اسمٌ للِاخْصاب كذلك حكى عن المازِنى* ابن السكيت* أرضٌ مُمْرِعة ـ كثيرةُ الكَلِا وقد أَمْرَعَتِ الارضُ ـ أكْلَأَت فى الشَّجَرِ والبَقْلِ وبَلَدٌ مَرِيعٌ* ابن قتيبة* ومَرِعَتْ* أبو حنيفة* أَمْرَعَتْ وكَلَأٌ مَرِيعٌ ـ اذا كان مُخْصِبا وقد مَرُع ....

وكذلك الاسم* قال* والمُعْشِبة .... أيضا قبل أن يَكْتَهِلَ عُشْبُها* غيره* أَعْشَبَتْ و.... (١) فيها هذا قول سيبويه* أبو حنيفة* وقالوا بلد عاشِبٌ ولا يقولون الا أَعْشَبَ وفى العاشِبِ قال الشاعر

والقائل القَوْل الرَّفِيع الذى

يُمْرِعُ منه البَلَدُ العاشِبُ

* ابن السكيت* أرضٌ فيها تَعَاشِيبُ لا واحدَ لها ـ اذا كان فيها عُشْبُ نَبْذٌ متفرِّق* أبو حنيفة* المُكْلِئة والكَلِئَةُ ـ التى شَبِعَتْ إبلُها وقد كَلِئَتْ وأكْلَأَتْ وما لم تَشْبَع الابلُ فانهم لا يَعُدُّونه إعْشَابا ولا إكْلاءاً وإن شَبِعَت الغنمُ* وقال مرة*

__________________

(١) بياض بالاصل فى هذه المواضع

١٧٢

المُكْلِئة ـ التى بها كَلَأٌ من رَطْب ويابس ويقال هُمْ فى ضَغِيغَةٍ من الضَّغَائِغِ ـ اذا كانوا فى خِصْبٍ وسَعَة وكَلَا كثير وقيل الضَّغِيغةُ الروضة وهى الدَّفَرَى* وقال* أَوْسَبَتِ الارضُ ـ أَخْصَبَتْ وكثُرَ عُشْبُها ويَبِيسُها والاسم الوِسْبُ والملغاية والهادِرةُ أَعْشَبُ ما ثَمَّ والمُغْتَلِيةُ ـ أجْوَدُها نبتا وقد اغْلَوْلَى النَّبتُ ومن ثَمَّ قيل غَلَا فيه الشَّبابُ وهُذَيْل تقول غَطَا قال لبيد فى الغلو

فَغَلا فُرُوعُ الايْهُقانِ وأَطْفَلَتْ

بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعَامُها

والمُلْتَجَّة ـ الخَضْراء والْتِجَاجها خُضْرة نَبْتِها والمُعْتلِجَة ـ التى قد تَرَاكَبَ نَبْتُها وطال ودخل بعضُه فى بعض وهو المُغْلَوْلِبُ واغْلِيلَابُهُ غِلَظُه والمُرْطِبة ـ من بُلُولة النَّبْت والمُؤْتَلِخَةُ ـ المُعْشِبة والوَلَخُ ـ العُشْب والمُوتَثِجَةُ ـ الكثيرةُ الكَلَا أُخِذَتْ من الوَثَاجةِ ومِثْلُها الوَثِيغَة وهى دُوَيْنَها* أبو عبيد* أَخْلَتِ الارضُ كثُرَ خَلَاها وأَجْنَتْ ـ كثُرَ جَنَاها وهو الكَلَأُ والكَمْأَة وأرْعَتْ ـ كثُرَ رِعْيُها وهو الكَلَأ* أبو حنيفة* اذا كانت الارض بين الارْضَيْنِ لا مُخْصِبةً ولا مُجْدِبة فهى خُبَّةٌ وأنشد

* حتَّى تَنالَ خُبَّةً من الخُبَب*

وزعموا أن ذا الرُّمَّة لَقِى رُؤْبةَ فقال ما معنى قول الراعى

أَنَاخُوا بأشْوالٍ الى أَهْلِ خُبَّةٍ

طُرُوقًا وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فعَرَّدا

قال فجعل رُؤْبة يذهب مرة ههنا ومرة ههنا الى ان قال هى أرض بين المُكْلِئة والمُجْدِبة قال وكذلك هى والخُضُلَّة والخَضِيمة ـ النَّعْمة وانما قيل للخِصْب خُضُلَّة لأنه يقال لناعِمِ النَّبات ورَطْبِه الخَضِلُ ومنه قول الأخطل وهو يَنْعَت ثَوْر وَحْشٍ بأن نَوْرَ النَّبات قد خَضَبه فقال

مِن خَضْب نَوْرِ خُزامَى قد أَطاعَ له

أَصابَ بالقَفْر مِنْ وَسْمِيِّه خَضِلا

ومعنى أَطَاعَ لَهُ ـ نَبَتَ علىٌّ وأنشد

اذا قُلْتُ إنَّ اليَوْمَ يَوْمُ خُضُلَّة

ولا شَرْزَ لا قَيْتُ الامورَ البَجَارِيا

لا شَرْزَ ـ لا شَرَّ والارضُ المِخْصاب ـ التى لا تكاد تُجْدِب ويقال بَقَلَ المكانُ وأَبْقَل قال أبو الطَمَحان يَصِف ثَوْرَ وَحْش

١٧٣

تَرَبَّعَ أَعْلَى عَرْعَرٍ فَنِهاءَهُ

فأَسْرَابَ مَوْلِىِّ الاسِرَّةِ باقِلِ

وقال رؤبة فى الابْقال ووَصَف طيرا

* يَلْمُجْنَ مِنْ كُلِّ عَمِيسٍ مُبْقِل*

ولا يقال إلا بَقَلَ وجْهُ الغُلام* وقال* هى أرضٌ بَقِيلةٌ ومُبْقِلة وباقِلَة* أبو عبيد* أَبْقَلَ الموضعُ وهو باقِلٌ وتَبَقَّلتِ الماشيُة ـ رَعَت البَقْلَ وأنشد

* تَبَقَّلَتْ مِنْ أوّل التَّبَقُّل*

* أبو حنيفة* اذا أتيتَ أرضًا فوجَدْتَها مُخْصِبة قلت أَتَيْتُ أرضَ كذا فأَحْمَدْتُها فاذا أخْبَرْتَ عنها ومَدَحْتَها قلتَ حَمِدْتُها قال ذو الرمة ووَصف ظُعُنا انْتَجَعْن فصادَفْنَ عُشْبا فاضلا

أَلْقَى عِصِىَّ النَّوَى عَنْهُنَّ ذو زَهَرٍ

وَحْفٌ على أَلْسُنِ الرُّوَّادِ مَحْمودُ

* قال* واذا تَوَاصفَ الرُّوَّاد الموضعَ قالوا تَحَامَدُوه وأنشد

* طافُوا به فَتَحًا مَدَتْ رُكْبَانُه*

* وقال* أرضٌ ثَمِيرَةٌ ـ كثيرة الثَّمَر وأرضٌ بَرْشاءُ ورَبْشاء ورَشْماءُ ورَمْشاء أى كثيرة النَّبْتِ مُختلفٌ ألوانُها ومكان أَبْرَشُ وأرْبَشُ وأرْشَمُ وأرْمَشُ وأرضٌ شَعْراءُ ـ كثيرةُ النبات والشجر كما يقال لها اذا لم يكن بها نَبَات حَصَّاءُ وزَعْراء ومَعْراءُ فاذا لم يكن بها شجر فهى جَلْحاءُ فاذا كثُرَ العُشْب ببلد والْتَفَّ قيل واد مُغِنُّ مُخْجِل فأمَّا المُغِنُّ ففيه قولان قال الاصمعى هو الذى اذا جَرَتْ عليه الريحُ سَمِعْتَ لها غُنَّةً من الْتِفافِ النَّبْتِ وقال غيره المُغِنُّ ـ الذى قد كُثَر به صوت الذِّبَّان وأنشد

حتَّى اذا الوادِى أَغَنَّ غُنَانُه

من عازِبٍ مُلْتَجَّةٍ قُرْيانُه

* غَمِقِ الثَّرَى مُتَغَرِّدٍ ذِبَّانُه*

* قال* وقد أكثرَ الشعراءُ فى هذا وهكذا كلُّ وادٍ مُعْشِبٍ خَصِيبٍ لا يُفارقه الذِّبَّان ولا تَصْفُو فيه هبوب الرِّيح اذا جَرَتْ عليه ولكن تعتريها غُنَّة لالْتِفاف العُشْب وأما المُخْجِل فالحابِس الذى يقام فيه ولا يجاوز منه ..... الرجل اذا كلمته بكلام يعمل به .... وبَلَغَ غايَتَه وفيه طَرَفٌ من ذلك المعنى .... (١) خَجِلٌ لانه

__________________

(١) بياض بالاصل فى هذه المواضع

١٧٤

يَعْتَقِلُ لابسَه فَيَتَبَّلد فيه ومنه قول أبى النجم

* فى رَوْضِ ذَفْراءَ ورُغْلِ مُخْجِل*

أى حابسٍ لا تُجاوِزه راعيتُه ويقال للكَلَا اذا كان غامرًا كَلَأٌ حابسٌ والعَكِشُ من النَّبات ـ الكثيرُ المُلْتفُّ وهو من الرُّطْب كالعُدَامِسِ من اليَبِيس ومنه اشْتُقَّ عُكَّاشة ويقال القوم فى رَبِيعٍ رابعٍ اذا أخْصَبُوا ورَبَع الرَّبِيعُ ـ أَخْصَبَ* أبو عبيد* الارضُ كُلُّها وَدْفَةٌ واحدةٌ خِصْبًا ـ أى روضة واحدة* وقال مرة* هى السَّيَّالة الكثيرةُ الماء القَطِرة من قولك وَدَفَ الشَّحْمُ ونحوُه ـ اذا سالَ وقد اسْتَوْدَفْتُ الشَّحمةَ ـ اسْتَقْطَرْتُها* ابن الاعرابى* فلانٌ يَسْتَوْدِفُ مَعْروفَ فلان ـ أى يَسْتَسِيلُه ومنه سُمِّيت الوَدْفَة وَدْفة* ابن السكيت* حَلُّوا فى وَدِيفة مُنْكَرة ـ وهى الروضة المجتمعة من العُشْب والبَقْل* ابن الاعرابى* أَوْدَفَتِ الارضُ ـ صارت وَدِيفة وَوَدْفة* قال غير واحد* الرَّائِدُ ـ طالبُ الكَلَا والجميع رُوَّدٌ ورُوّادٌ وقد رَادَ يَرُودُ رَوْدًا ورِيَادا ورَودَانا وارْتَادَ واسْتَرَادَ والمُعْتانُ الرائد* أبو حنيفة* واذا وقَعَتِ الغُيوث لِابَّانِها وتَتَابعتْ على المحمود من أنْوَائِها فأعْشَبَت الارضُ فلم تَرَعُودًا الا أخْضَرَ مُورِقا لجنا ولا بَلَدًا الا مُسْتَحْلِسا ولا تُرْبة إلا ثَرِيَّة ولا إخَاذا إلا مُفْعَمًا فذلك الخِصْبُ الأَرْفَغ فان اجتمع الى ذلك الأَمْنُ فهو الخَفْض والسَّلْوة والعَيْشُ الرَّخِىُّ الابْلَه وعند ذلك يقال هُمْ فى مثْل حَدَقة البعير وفى مثل حُوَلاء الناقة وحِوَلائها فأما ضَرْبُهم المَثَلَ بحَدَقة البعير فلأنها أَخْصَبُ ما فى الحَىِّ وبها يَعْرِفون مقدار سِمَنِها لأنها فيها يبقى آخِرُ النِّقْىِ وفى السُّلَامَى ولذلك قال الراجز يذكر إبلا

لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْن

ما دام مُخٌّ فى سُلَامَى أَوْ عَيْن

وأما ضربهم المَثَلَ بالحُوَلاء فان الحُوَلاء ماؤُها أشدُّ ماءٍ خُضْرةً وشَبَهًا بلون العُشْب من ذلك قولُ الشاعر ووَصَف عُشْبا

بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زانَ جَنَابَهُ

نَوْرُ الدَّكادِك سُوقُه تتَخَضَّد

أى تَتَثَنَّى من النَّعمة والرِّىِّ* قال* واذا كانت الارض كذلك فهى التى نَعتَ الناعتُ وسأله سائل فقال أما كان وراءك من غَيْثٍ قال نعم سَمِعْتُ الرُّوَّادَ تدعو

١٧٥

اليه وسمعت قائلا يقول هَلُمَّ أظعنكم .... (١) انه لا يُوجَد عُودٌ يابس يُوقَد وهذا كقول الاسدى

فى حَيْثُ خالَطَتِ الخُزَامَى عَرْفَجًا

يأْتِيكَ نَابِسُ أَهْلِهِ لَمْ يَنْبِس

* قال* وقيل لأعرابى كيف رأيت المطر قال لو أُلْقِيَتْ بَضْعَةٌ ما قَضَّتْ ـ أى لم تَتْرَبْ من كثرة العُشْب وقَضَّتْ ـ أصابها القَضَضُ وهو الحَصَى وقيل لأعرابى كيف كان المطر عندكم قال مُطِرْنا بِعَرَاقِى الدَّلْو وهى مَلْأَى* قال* وبَعَثَ شيخ ابْنَيْن له يَرْتَادَان فانصرف اليه أحدُهما فقال له الشيخ حَكِّ عَلَىَّ ما وَجَدتَ قال تَأْد مَأْد مَوْلِىُّ عَهْد تَشْبَع منه النَّاب وهى تَعْدُو قَفْرٌ تُغَنِّى مَكَاكِيُّه فَلَبِث ولم يَظْعَنْ حتى أتاه الآخر فقال وَجَدْتُ الحَيَا فقال حَيَا ماذا فقال حَيَا العام وحَيَا عام مُقْبِل فقال الشيخ حَكِّ علىَّ ما وجدت فقال وجدت بَقْلاً وبُقَيْلاً وسَيْلا وسُيَيْلا خُوصةً مِثْلَ الليل قَدْ رَبَّ ما تَحْتَ هُنَاكُم السَّيْل قال به أَحَدٌ قال نَعَمْ به بَنُو الرجل لا يُوجَد أَثَرُهم قوله بَقْلاً يريد وَسْمِيًّا كان مَطَرُه قبل الشتاء وبُقَيْلاً كان من مَطَرٍ بعد ذلك وسَيْلاً كان من الوَسْمِىِّ وسُيَيْلا كان بعد ذلك هو الذى يَنْبُت منه البُقَيْل* قال* وَعَنى بالخُوصةِ العَرْفَج والثُّمامَ والسَّبَط وما كان فى أصلٍ* قال* فلم يَشُكَّ بَنُوه أن الشيخ ظاعنٌ الى ما أخبره به ابنه الاوّل فلما أصبح تحَمَّل جهةَ ما أتاه به ابنُه الأخير فَفَزِعَ بَنُوه وقالوا أُهْتِرَ الشيخ فقالوا أَتَذْهَب الى أرضٍ بها الناس وتَدَع أرضا قَفْرًا لا يَرْعَى فيها معك أحد قال إن تِلْكَ طَفْوةٌ لأوّل حَنَكٍ وقد وصَفَ أخوكم هذا الآخر حَيَا العامِ وحَيَا عامٍ مُقْبِل ويَعْنِى بَحَيا عامٍ مُقْبِل ما يَبْقى من يبيس هذا العام فمضى واتَّبعوه قوله تَشْبَع منه النابُ وهى تَعْدُو يعنى لطوله واتصاله لا تحتاج أن تَقِفَ عليه ولا أن تَتَبَّعه* قال* وقال رائد مَرَّةً تركْتُ الارضَ مُخْضَرَّة كأنها حُوَلاء بها قَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة خاضِبة وعَوْسَجٌ كأنه النَّعَامُ من سواده قد مضى معنى التشبيه بالحُوَلاء والقَصِيصَة واحدة القَصِيص وهو نبات يكون أبدا بقُرْب الكمأة وبه وبالاجْرِدِّ يُسْتَدَلُّ عليها والقَصِيصة رَقْطاء وخُضُوبُ العَرْفَج اسودادُه اذا بدأ يَنْبُت وقوله كأنه النَّعام شبيه بقول الآخر تركْتُ جُرَادَى كأنها نَعامَةٌ باركة

__________________

(١) بياض بالأصل

١٧٦

يريد بها كثرة العُشْب وسوادَه وشِدَّةُ الخُضْرة سوادٌ يقال عُشْبٌ أَحْوَى ومدهامٌّ وَمُظْلِمٌ وسئل صَقِيلٌ العُقَيْلى حين قَدِم من البادية عن طريقه فقال انْصَرَفْتُ من الحج فأَصْعَدتُ الى الرَّبَذَة فى مَقَاطِّ الحَرَّة فَوَجَدْت بها صِلَالاً من الربيع من خَضِيمة وصِلِّيَانٍ وقَرْمَل حتى لو شِئْتُ لَأَنَخْتُ الابلَ فى أذراء القَفْعاء فلم أزل فى مَرْعَى ولا أُحِسُّ منه شيأ حتى بلغه .... (١) كذلك نباتها صِلَال الواحدة صَلَّة والصَّلَّة فى غير هذا الارضُ وأنشد

سَيَكْفِيكَ الالهُ ومُسْنَماتٌ

كَجَنْدَلِ لُبْنَ (٢) تَطَّرِدُ الصِّلَالا

لُبْنٌ ـ جَبَلٌ واطِّرادُها الصِّلالَ ـ تَتَبُّعُها إياها تَرْعاها والقَفْعاءُ ـ نَبْتٌ من الذكور يقول أَخْصَبَتْ وعَظُمَتْ حتى صارت تَسْتُر البعيرَ البارك وقال آخر رأيتُ ببطن فَلْج مَنْظَرًا من الكَلَا لا أَنْساه وجدت الصَّفْراء والخُزَامَى تَضْرِبان نحورَ الابل وتحتهما قَفْعاءُ وحُرْبُثٌ قد أطاع وأَمْسَكَ بأَفْواه المال وتَركْتُ الحُورانَ ناقِعةً فى الاجارع أطاعَ ـ بَلَغ غاية ما يُرَاد منه وأَمْسَكَ بأَفْواه الابل ـ أَغْنَاها عن كل شئ واذا نَقَعتِ الحُورانُ فى الأجارع فذلك غايةُ رِىِّ الأرض لان الأجارع أَشْرَبُ للماء واذا نَقَعَ الماءُ فى الأجارع غَرِقَتِ الأجالد* قال* وبَعَثَ قومٌ رائدًا فقالوا ما وَرَاءَك قال عُشْبٌ وتَعَاشِيب وكَمأْةٌ متفرقةٌ شِيب تَنْدُسُها بأخفافها النِّيب فقالوا هذا كذب وأرسلوا آخر فقالوا ما وراءك قال عُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْد مَوْلِىُّ عَهْد مُتَدارِكٌ جَعْد كأَفْخاذِ نساءِ بنى سَعْد تَشْبَعُ منه النَّاب وهى تَعْدُو المُتَدَارِكُ قد لَحِق آخرُه بأوّله والثَّأْد ـ الرَّطْب والمَأْدُ ـ الذى يَنْثَنى من نَعْمته* قالوا وبَعَثَ رجلٌ بَنِين له يَرْتادُون فى خِصْب فقال أحدهم رأيتُ ماءً غَلَلاً يَسِيلُ سَيْلا وخُوصةً تَمِيلُ مَيْلا يحسبُها الرائدُ لَيْلا وقال الثانى وجَدْتُ دِيمةً على دِيمَه فى عِهادٍ غيرِ قدِيمه تَشْبَع بها النابُ قَبْلَ الفَطِيمه الغَلَلُ ـ الماء الجارى فى أصول الشجر وقال بعضهم اذا أحْيَا الناسُ قيل قد أَكْلَأَت الارض واحْرَنْفَشَت العَنْزُ لأختها ولَحِسَ الكَلْبُ الوَضَر احْرِنْفاشُ العَنْزِ ـ ازبِئْرارُها وَزَيَفانُها فى أحد شقيها لتَنْطَحَ صاحبتَها وإنما ذلك من الاشَرحين سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ وأَعْجَبتْها نفسُها وقوله لَحِسَ الكَلْبُ يعنى أنه وَجَدَ وَضَرًا يَلْحَسه فاذا كانوا مُجْدِبين لم يُبْقُوا للكلب شيأ واذا

__________________

(١) بياض بالاصل

(٢) قوله كجندل لبن فى اللسان قال ابن سيده يجوز أن يكون لبن ترخيم لبنان فى غير النداء اضطرارا وأن تكون أرضا بعينها اه كتبه مصححه

١٧٧

كان الخِصْبُ أكثر من ذلك لم يَطْلُب الكلبُ وَضَرًا يَلْحَسه أَشْبَعَه كَثْرةُ ما يَجِده من أَسْقاط الذَّبائح وقيل لرجل من العرب ما أَخْصَبُ ما رأيتَ بالبادية قال رأيتُ الكلبَ يَمُرُّ بالخَصَفة عليها الخُلاصةُ فَيَشَمُّها فيتركها ويذهب لا يَعْرض لها والخُلاصةُ ما يَبْقَى فى البُرْمةِ اذا أُذِيب فيها الزُّبْد وخُلِّص منها السَّمْن ويُخَلِّصونه بِدَقيق يُلتُّ بالسمن ويُطْرَح فيه ويَصْفُو السَّمْن بذلك ويَخْلُص فتلك الخُلَاصة والاخْلاصَةُ والقِشْدةُ يقول لصاحبه .... جعلت الاخْلاصة .... وغيره فاذا لم يَعْرض الكلبُ للِاخْلاصة مع .... بشِبَعه وخِصْبِه (١) وقيل لاعرابى ما تَرَكْتَ وراءك قال خَلَّفْتُ أَرْضًا تَظَالمُ مِعْزَاها وهذا مثلُ الاوَّل وفى معناه* قال* وبعث قومٌ رائدًا لهم فلما رَجَع اليهم قالوا له ما وَراءك قال رَأَيْتُ بَقْلاً شَبِعَ منه الجَمَلُ البَرُوك وتَشَكَّتْ منه النساء وهَمَّ الرَّجلُ بأخيه قال لم يَطُلِ العُشْبُ بَعْدُ فاذا قام البعير قائما لم يتمكن منه وقيل فيه سوى هذا فَذَهبوا به الى صفة اعْتِمام العُشْب وكثرته قالوا مِنْ كثرته أن الجَمَل اذا بَرَكَ فيه شَبِع مِمَّا حَوْلَه فى مَبْرَكه لم يَحْتجْ الى أكثر منه وتَشَكَّى النساءُ ـ اتَّخَذْنَ الشِّكاء الصِّغار لأن اللبن لم يَكْثُرْ بعد وقالوا فى تَشَكِّى النساء مما رواه الشعبى عن بُرُدٍ وَرَدُوا على الحَجَّاج وهو حاضر قال جاءه الحاجب فقال إن بالباب رسلا قال ائْذَنْ لهم فدخلوا فى أوساطهم عَمَائِمُهم وسيوفُهم على عواتقهم وكُتُبُهم بأيمانهم قال فتقدّم رجل من بنى سليم فقال له الحجاج من أين أقبلت قال من الشام قال هل كان وراءك من غيث قال نَعْم أصابتنى ثلاثُ سحائب فيما بينى وبين أمير المؤمنين قال فانْعَتْ لى قال أصابتنى سحابة يحَوْران فَوقَع قَطْرٌ صِغَارٌ وقَطْرٌ كِبار فكان الصِّغار لُحْمةً للكِبَار ووقع بَسِيطٌ مُتَدارِك وهو السَّحُّ الذى سَمِعْت به فَوادٍ سانِحٌ ووادٍ بارِح وأرضٌ مُقْبِلة وأَرْضٌ مُدْبِرة أى أَخَذ السَّيلُ فى كل وجه وأصابتنى سحابة بسَرَّاء فَلَبَّدتِ الدِّمَاث وأَسالَتِ العَزَاز وأَرْحَضَتِ التِّلاع وصَدَعَتْ عن الكَمْأة أماكِنَها وأصابتنى سحابة بالقَرْيَتَين فَقَاءَتِ الارضُ بَعْدَ الرِّى وامْتَلَأَتِ الاخَاذُ وأُفْعِمَتِ الأَوْدِية وجِئْتُك فى مِثْلِ مَجَرِّ الضَّبُع قال ائذن فدخل رجل من بنى أسد فقال هل كان وراءك من غيث قال لا كَثُرَت الأعاصِيرُ واغْبَرَّتِ البلاد وأُكِل ما أَشْرَف من الجَنْبة قال فاسْتَيْقَنَّا أنَّها عامُ سَنَةٍ قال بِئْسَ المخبرُ أنت

__________________

(١) بياض بالاصل فى هذه المواضع

١٧٨

قال أخبرتك بما كان ثم قال ائْذَنْ فدخل رجل من أهل اليمامة فقال هل كان وراءك من غيث قال نَعَمْ سَمِعْتُ الرُّوَّادَ تدعو الى ريادته وسمعت قائلا يقول هَلُمَّ أُظْعِنْكُمْ الى مَحَلَّةٍ تَطْفأ فيها النِّيران وتَشَكَّى منها النِّساء وَتَنافَسُ فيها المِعْزَى* قال الشعبى* فلم يَدْرِ الحَجَّاج ما يقول قال وَيْحَكَ إنما تُحدِّث أهلَ الشام فَأفْهِمْهم قال نَعَمْ أصلح الله الامير أَخْصَبَ الناسُ فكان السَّمْنُ والزُّبْد واللَّبَن فلا تُوقَدُ نارٌ يُخْتَبز بها وأما تشكِّى النِّساء فان المرأة تَظَلُّ تُرَبِّق بَهْمَها وَتَمْخَض لبنها تَبيت ولها أَنينٌ من عَضُدَيْها * قال* وأما تَنَافُس المِعْزَى فانَّها من .... (١) وأنواع الثَمَر ونَوْر النبات ما يُشْبِعُ بطونا ولا يُشْبِع عيونا فَتَبِيت قد امْتَلَأَت أكراشُها فَلَها من الكِظَّة جِرَّة فتبقى الجِرَّة حتى يُسْتَنْزل بها الدِّرة* قال* وقد قدّمت من تفسير تَنَافُس المِعْزَى واحْرِنْفَاشِها تفسيرا أجْوَدَ من هذا شبيها بقول العربى وقد سئل عن الغيث فقيل له ما تركت وراءك فقال خَلَّفت أرْضًا تَظالَمُ مِعْزَاها وفى تَصْداقِ ذَيْنِك التفسيرين يقول الشاعر

وحتَّى رأيتُ المَعْزَ تَشْرَى وشَكَّتْ

الأيَامَى وأضْحَى الرِّئْمُ بالدَّوِّطاوِيا

أى شَبِع فوضَعَ رأسَه على جَنْبه ونام* قال* وأنما خَص الأيَامَى وهُنَّ الارامل لأنهن يُصِبْنَ من الناس فيَتَّخِذْنَ الشِّكاء ولا يَبْلُغْن الوِطَاب والاسْتِشْراء ـ التمادى فى الاشَر ههنا وهو فى كل شئ كذلك* قال* وقولهم هَمَّ الرجل بأخيه أى هَمَّ أن يَدْعُوَه الى مَنْزِله ولم يَتَّسِعْ بعد وقد ذَهَب قوم غَيْرَ هذا المذهب زعموا أن معناه هَمَّ بالشر يذهبون الى معنى قول الشاعر

يا ابنَ هِشامٍ أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْ

فَكُلُّهم يَعْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْ

يقول أَخْصَبوا فَفَزِعوا للشَّر وطَلبوا الطَّوائل وكان الجَدْب قد شَغَلَهم عن ذلك ومثله قول الآخر

قَوْمٌ اذا اخْضَرَّتْ نِعالُهُمُ

يتَنَاهَقُونَ تَنَاهُقَ الحُمُر

واخْضِرَارُ النَّعْل من اخْضِرار الارض ومثله قول الآخر

وقد جَعَلَ الوَسْمِىُّ يُنْبِتُ بَيْنَنا

وبَيْنَ بَنِى رُومانَ نَبْعًا وساسَما

النَّبْعُ والسَّاسَمُ ـ شَجَرَتانِ وليس إيَّاهُما عَنَى إنما عنى القِسِىَّ وهى تُتَّخذ منهما

__________________

(١) بياض بالأصل

١٧٩

فأراد أن الوَسْمِىَّ يُنْبِت بيننا وبينهم الشر يريد أنهم اذا أَخْصَبوا وشَبِعوا تَفَرَّغُوا للقتال وقد روى بعض أعراب الخبر أبياتا لا أعرف قائلها ولم أجِدْها عند رُوَاتها وهى مُفَسَّرة بهذا المعنى وأظنها صحيحة وهى

مُطِرْنا فلما أَنْ رَوِينَا تَهَادَرَتْ

شَقَاشِقُ فيها رائِبٌ وحَلِيب

ورايَتْ رِجالاً مِنْ رِجالٍ ظُلامةٌ

وعُدّتْ ذُحُولٌ بينهم وذُنُوب

ونُصَّتْ رِكابٌ للصِّبا فتروّحَتْ

لَهُنَّ بها هاجَ الحَبِيبَ حَبِيب

بَنِى عَمِّنَا لا تَعْجَلُوا يَنْضُبِ الثَّرَى

قَلِيلاً ويَشْفِ المُتْرفِين طَبيبُ

فَلَوْ قد تَوَلَّى النَّبْتُ وامْتِيَرتِ القُرَى

وحَنَّتْ رِكابُ الحَىِّ حين تَؤُوب

وصار غَبُوقَ البِكْرِ وهى كَرِيمةٌ

عَلَى أهلِها ذُوُ طُرَّتَيْنِ مَشِيبُ

 ..................

 .... الى هادى الرحى فيجيب

أولئك أَيَّامٌ تُبَيِّنُ ما الفَتَى

 .... أم أشم .... (١)

أما قوله ونُصَّتْ ركابٌ للصِّبا فان طَلَب اللهو مما يَبْعَثُ عليه الفراغ ورَخاءُ البال وبذلك قال ساجعُ العرب اذا طَلَع الدَّلْو طَلَب الخِلْوُ اللهْو لان ذلك وقت اخراج الارضِ كُلَّ ما فيها من ذَخائِرها واهْتِزازِها واخْتِيالِها بِأَعْشَابِها وإياه عَنَى الساجعُ فى قوله اذا طَلَعَتِ الدَّلْو فالربيعُ والبَدْو والصَّيْفُ بعد الشَّتْو* قال* ومن كلامهم فى نعت العُشْب اذا كان وَحْفًا ماتِعًا كَلَاٌ تَشْبَعُ منه الابلُ مُعَقَّلة وكَلَأٌ حابسٌ فيه كمُرْسِلٍ وكَلَأٌ تِيجَعُ منه كَبِدُ المُصْرِمِ وأما الحَرْفانِ الاوَّلانِ فانهما كما فسرنا من قبل فى قول القائل يَشْبَعُ منه الجمل البَرُوكُ يقول تكْتَفِى الابلُ المُعَقَّلةُ بما حوْلَها لا تحتاج الى ما بَعُدَ وكذلك قوله حابِسٌ فيه كَمُرْسِل ـ مثله سواء فأما كَلَأٌ تِيجَعُ منه كَبِدُ المُصْرِمِ فان المُصْرِمَ ـ الذى لا مالَ له وانما تِيجَعُ كَبِدُه من الاسَفِ أن يرى كَلَأً خَصِيبًا ولا سائمة له ومنه قول الشاعر ودعا على رجل فقال

فجُنِّبْتَ الجُيُوشَ أَبا زُنَيْبٍ

وجادَ على مَنازِلِكَ السَّحابُ

يقول لا يكون لك مالٌ فلا يَقْصِدُكَ جيشٌ ودَرَّ مع ذلك على دارِك السحابُ لكى تُعْشِبَ فاذا نظرت الى العُشْب كان أَكْمَدَ لك وروى عن أبى المُجِيبِ أنه قال لقد

__________________

(١) بياض بالأصل في هذه المواضع

١٨٠