المخصّص - ج ٩

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ٩

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٠

اغْسَأَنَّ الليلُ ـ اشْتدتْ ظُلْمَتُه* ابن السكيت* غَسَا الليلُ يَغْسُو وغَسِىَ وأغْسَى ـ أظْلم وأنشد

فلما غَسَا لَيْلِى وأيْقَنْتُ أنَّها

هى الارَبَى جاءتْ بأُمِّ حَبَوْكَرا

* وقال* أرْخَى الليلُ سُجُوفَه وسُدُولَه ورِواقَيْهِ* قال على* انما ثُنِّى لان التثْنية مما يُكَثَّرُ به كما يُكَثَّرُ بالجمع* قال* وكلُّ رَفِيقَىْ كلِّ رَحْلٍ ـ وعليه وَجَّه بعضُهم قوله تعالى (يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) * وحكى سيبويه* أما عَبْدانِ فذُو عَبْدَيْنِ فهذا كله مما يُؤْنِسُ بأنَّ التثنيةَ يُكَثَّرُ بها* غيره* أغْدَفَ الليلُ واغْدَوْدَفَ ـ أرْخَى سُدُولَة* ابن السكيت* سَدَفُ الليلِ ـ ظَلْماؤه وسِتْرُه وقد أسْدَفَ علينا* وقال* أتيتُه بسُدْفةٍ من الليل وسَدْفةٍ وشُدْقةٍ وشَدْفةٍ وهى ظُلْمةٌ فى آخِر الليلِ* وقال* أسْدِفْ عنا من الليلِ شيأً ثم ارْتَحِلْ ـ أى أقِمْ حتى تَذْهَبَ ظُلْمةُ الليلِ والسَّدَفُ ـ الضَّوْهُ* أبو عبيد* السُّدْفةُ فى لغة تميم الضَّوْءُ وفى لغة قيس الظُّلمة وأنشد

* وأقْطَعُ الليلَ اذا ما أسْدَفا*

أى أظْلَم* قال* وبعضُهم يجعل السُّدْفةَ اختلاطَ الضَّوْءِ والظُّلمةِ جميعا كوقتِ ما بين صلاةِ الفجر الى الاسْفار* ابن السكيت* الغَطَشُ ـ السَّدَفُ يقال أتيتُه غَطَشًا وبغَطَشٍ وقد أغْطَشَ الليلُ وهذا كُلُّه اخْتِلاطُه* ابن دريد* ليلٌ غاطِشٌ مُظْلِم وقد أغْطَشَ وأغْطَشَهُ اللهُ* ابن الاعرابى* غَطَشَ وأغْطَشَ والغُطاشُ شدة الظُّلمة وقيل هو أولها وآخرها وليل أغْطَشُ وغَطِشٌ وليلة غَطْشاء* ابن دريد* ليلٌ غاطِسٌ كغاطِشٍ* وقال* ليلٌ خُنافِسٌ ـ شَدِيدُ الظُّلمة* صاحب العين* عَصَاوِيدُ الظلامِ ـ اخْتِلاطُه وغَلَسُ الليلِ سَوادُه* وقال* اسْتَحْلَسَ الليلُ بالظلام ـ تَرَاكَم

نعوتها فى الطول والقِصر

مَتَحَ الليلُ وأمْتَح ـ امْتَدَّ وذلك فى الشتاء خاصةً* ابن دريد* مُسْجَهِرُّ ـ طويلٌ* صاحب العين* مُجْرَهِدُّ كذلك

٤١

أسماء الايام فى الاسلام

* قال علي* الاسْبُوعُ ـ جِماعُ الايامِ السبعةِ فأوَّلُها الاحدُ بدليل التسمية والمعنى من حيث لم يَبْلُغْنا الا بحسب القياس واستعمال الجمهور وهمزته بدل من واو الوَحَد لكنه لم يستعمل فى اليوم الا مُبْدَلاً ورُبَّ شئ هكذا وسأزيد هذا شرحا بعد هذا والجمعُ آحادٌ على حَدِّ ما يُكَسَّر عليه الأحَدُ قبل تسمية اليوم به والثانى الاثْنانِ كأنه تَثْنيةُ الاثْنِ من التثنية وألفُه وصلٌ كابْنٍ على ما هو عليه قبل التسمية والجمعُ أثناءٌ كأنهم جمعوا اثْنًا كأبْناء وحكى سيبويه أن من العرب من يقول اليومُ الثِّنَى مُقَرُّ على لفظ الافْرادِ الثالثُ الثَّلاثاءُ* قال على* كان حُكْمُه الثالثَ ولكنهم صاغُوه هذه الصيغةَ لمكانِ العلميةِ أو الجِنْسية المشاكلةِ للعلمية* قال سيبويه* قد يكون الاسمانِ مشتقين من شئ ومعناهما واحد وبناؤهما مختلف فيكون أحد البناءين مختصا به شئ دون شئ كهذه النجوم يعنى الدَّبَرانَ والسِّمَاكَ والعَيُّوقَ* قال* وبمنزلة هذه النجوم الثلاثاءُ والاربعاءُ أى أنه انما كان حكمُها الثالثَ والرابعَ فأُفْرِدَ اليومان بهذين البناءين قال ولا تُصَغَّر الثَّلاثاءُ والارْبِعاء الرابع الاربعاء وفيه لغتان فتح الباء وكسرها والقول فيه كالقول فى الثَّلاثاء الخامس الخميس خَصُّوهُ بهذا البناء كالثلاثاء والاربعاء وكان حكمُه الخامسَ السادسُ الجُمعةُ وليس هذا من لفظ العَدد وانما سمى به لاجتماع الناس فيه أو لاجماعهم على تفضيله ويقال الجُمْعَةُ والجُمْعةُ السابع السبت موضوعُ السَّبْتِ السكونُ سَبَتَ يَسْبِتُ سَبْتًا سَكَنَ وأصلُه أن اللهَ تعالى بَدأ خَلْقَ السمواتِ والارضِ الاحَدَ وفَرَغَ من خَلْقِهن الجُمعةَ ولم يَخْلُقْ يومَ السَّبْتِ شيأ فكأنَّ الخَلْقَ سَكَنُوا

أسماء الايام فى الجاهلية

* ابن دريد* السَّبْتُ ـ شِيَارٌ والأحَدُ ـ أوَّلُ والاثنانِ ـ أهْوَنُ وأوْهَدُ وأهْود والثَّلاثاءُ ـ جُبَارٌ والاربعاءُ ـ دُبارٌ والخميسُ ـ مُؤْنِسٌ والجمعةُ ـ

٤٢

العَرُوبةُ وربما لم تدخلها الالف واللام

أسماء الشهور فى الاسلام

أولُها المُحَرَّمُ وصَفَر فاذا جُمِعا قيل صَفَرانِ قال أبو ذؤيب

أقامَتْ به كمُقامِ الحَنِي

فِ شَهْرَىْ رَبيعٍ وشَهْرَىْ صَفَرْ (١)

* أبو عبيد* ويقال للمُحَرَّم شهرُ الله سمى المُحَرَّمَ لانهم كانوا يُحَرِّمُونَ فيه القتال وأُضِيفَ الى الله إعظاما له كما قيل للكعبة بيتُ الله تعالى وربيعٌ الاولُ وربيعٌ الآخِرُ* ابن السكيت* وهما الرَّبِيعانِ وجُمادَى الاولَى وجُمادى الآخرِة ورَجَب وشَعْبانُ وهما الرَّجَبَانِ ورَمَضَانُ وشَوّالٌ وذو القَعْدةِ وذو الحجَّةِ

أسماء الشهور فى الجاهلية

* ابن دريد* المُؤْتَمِرُ ـ المُحَرَّم وناجِرٌ ـ صَفَرٌ وخَوَّان ـ ربيعٌ الاوَّلُ وقالوا خُوَّانٌ وبُصَّانٌ ـ ربيعٌ الآخِرُ وقيل خَوَّان يوم من أيام الاسبوع من اللغة الاولَى والحَنِينُ ـ جُمادَى الاولَى ويسمى أيضا شَيْبانَ وقيل هو كانُونٌ الاولُ ورُبَّى ـ جُمادى الآخرةُ ويسمى أيضا مِلْحانَ وقيل هو كانُونٌ الثانى وسميا شَيْبانَ ومِلْحانَ ببياضِ الثَّلْج فيهما شُبِّهَا بالشَّيْبِ والمِلْح والاصَمُّ ـ رَجَب وعاذِلٌ ـ شَعْبانُ وناتِقٌ رمضانُ ووَعِلٌ ـ شوّال ووَرْنةُ ـ ذو القَعْدةِ وبُرَكُ ـ ذو الحِجَّةِ* أبو على* بُرَكُ غير مصروفٍ لمكان العدل (٢)

نُعوت السِّنين فى التقدم والتأخر

* أبو زيد* عامٌ قابِلٌ مُقْبِلٌ ولا فِعْلَ له وقُبَاقِبٌ للعام الثالِث

نعوت السِّنين من قِبَلِ تمامَها وكَمالها

* أبو عبيد* مَرَّتْ عليه سنةٌ كَرِيتٌ ومُجَرَّمةٌ ـ تامَّةٌ وقد تقدم فى الشهر* صاحب العين* وقد تَجَرَّمَتْ* غيره* حَوْلٌ مُصَتَّمٌ وقَمِيطٌ وكَمِيل مُكَمَّلٌ

__________________

(١) قلت أكثر الرواة لم يرو هذا البيت لأبي ذؤيب وبعضهم رواه له وهو السكري وروايته شهري جمادي وشهري صفر وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

(٢) قلت قد أخطأ أبو علي الفارسي وقلده علي ابن سيده الأندلسي في قوله برك غير مصروف لمكان العدل والصواب وهو الحق الذي لا محيد عنه أن بركا مصروف قولا واحدا لأنه منقول عن بُرَكْ جمع بُرْكة طير من طير الماء بيض صغار كعُمرٍ جمع عُمْرة وزنا وصرفا ونقلا قال زهير يصف قطاة فرت من صقر حتى استغاثت بماء لارشاء له من الاباطح في حافاته البرك مكال باصول النبت تنسجه ريح خريق لضاحى مائه حبك وكتبه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

٤٣

* ثعلب* حَوْلٌ دَكِيكٌ ـ تامٌ

أسماء أوقات الليل والسير فيه

الليلُ ـ عَقِيبُ النهار اسم للجنس الواحدةُ ليلةٌ فأما ليالٍ ـ فذهب سيبويه الى أنه من باب مَلامِحَ قال كانَّ واحدتَه لَيْلاةٌ وقد صَرَّح ابن الاعرابى بَليْلاةٍ وأنشد

* فى كُلِّ يَوْمٍ مَّا وكلِّ لَيْلاهُ*

الساعةُ ـ جُزْء مَحْدُودٌ من الليلِ والنهارِ والجمعُ ساعاتٌ وساعٌ وعامَلْتُه مُساوَعةً والآناءُ ـ الساعاتُ واحدتُها إنًى وأَنِىٌ* صاحب العين* الاوانُ ـ الوَقْتُ والجمعُ آوِنةٌ* أبو حاتم* لقيته بالصُّمَيْرِ ـ وهو غُروبُ الشمس* أبو زيد* لقيتُه بسَفَرٍ ـ اذا لقيته عند اصْفِرارِ الشمسِ* قطرب* الغِشَاشُ ـ أولُ الظلمة وآخِرُها لقيتُه غِشَاشًا* ابن السكيت* الشَّفَقُ ـ ضَوْءُ الشمسِ وحُمْرَتُها فى أولِ الليلِ الى قريب من العشاء* صاحب العين* الثَّوْرُ ـ حُمْرةُ الشَّفَقِ* ابن السكيت* الظَّلامُ ـ أوَّلُ الليلِ وان كان مُقْمِرًا يقال أتيتُه ظَلامًا ومع الظلامِ ـ أى لَيْلاً وعند الليلِ والاقْتحامُ ـ أولُ الليلِ ويقال أتيتُه أولَ الليلِ ـ وهو عند غُيُوبِ الشمسِ الى العَتَمةِ والعِشاءُ من صلاةِ المغرب الى العَتَمةِ* أبو حاتم* ومن المُحالِ قولُهم العِشاء الآخِرةُ انما يقال للتى تُسَمَّى العَتَمةَ صلاةُ العِشاءِ ليس غَيْرَهُ وصلاةُ المغرب لا يقال لها العِشاءُ* أبو عبيد* العِشاآنِ المَغْرِبُ والعَتَمةُ* أبو حاتم* جاءَ عَشْوَةً ـ أى عِشاءً* ابن السكيت* العِشَاء ـ أولُ ظلامِ الليلِ والعَتَمةُ ـ وقتُ صلاةِ العشاءِ الآخرةِ وانما سَمَّوْه العَتمَة من اسْتِعْتامِ نَعَمِها يقال حَلَبْناها عَتَمةَ والعَتَمةُ ـ بقِيَّةُ اللبن تُفِيقُ به تلك الساعةَ يقال أفاقتِ الناقةُ ـ اذا جاء وقْتُ حَلَبِها وقد حُلِبَتْ قبل ذلك ويقال عَتَّم ـ اذا احْتَبَس عن فعل الشئُ يُرِيدُه وعَتَّم قِراءُ وأعْتَمه وانَّ قِراه لَعاتِمٌ ـ أى بَطىءٌ* صاحب العين* العَتَمةُ ـ ثُلُثُ الليل الاولُ وقد عَتَّمَ القومُ وأعْتَمُوا ساروا فى ذلك الوقت أو أوْرَدُوا أو أصْدَرُوا أو دَخَلُوا فيه عَتَمةُ الابلِ ـ رُجُوعها من المَرْعَى حين تُمْسِى وبه سميت العَتَمةُ وقد قَدَّمْتُ بعضَ هذا فى شرحِ

٤٤

سؤالِ القمر وجوابِه وقيل عَتَمةُ الليل ـ ظلامُه* ابن السكيت* فَوْرةُ العِشاءِ وفَوَّعَتُه عند العَتَمةِ* وقال* أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلامِ ـ أى حين يَخْتَلِطُ بالارضِ وذلك عند صلاة العشاءِ وبعدها شيأ وعِنْدَ مَلَثِ الظَّلَامِ وهو مِثْلُ المَلَسِ وغَسَقُ الليلِ ـ دُخُولُ أوَّلِه حينَ اخْتَلَط وقد غَسَقَ يَغْسِقُ غَسَقًا وغَسَقاناً ـ انصبَّ* أبو عبيد* فى حديث الرَّبِيع بنِ خَيْثَمٍ أنه كان يقول لمُؤَذِّنِه يومَ الغَيْمِ أغْسِقْ أغْسِقْ ـ أى أخِّرِ المَغْربَ حتى يَغْسِقَ الليلُ* ابن السكيت* أغْسَيْنا ـ دَخَلْنا فى الليلِ وذلك عند المغرب وبُعَيْدَهُ وقد تقدم تصريفُه وقد أتيتُه جِنْحَ الليلِ وجُنْحَهُ ـ وذلك حين تَغِيبُ الشمسُ وتَذْهَبُ مَعارِفُ الارض وقد جَنَحَ يَجْنَحُ جُنُوحا* أبو عبيد* جَنَح الليلُ يَجْنَحُ ويَجْنُحُ ـ مالَ وأقْبَلَ بظُلْمَتِهِ وقد تقدَّم فى شدة الظُّلمة ويقال أتانا إيابًا وتَأْوِيبًا وطُرُوقاً ـ أى أوَّلَ الليلِ وقد طَرَقَهُم يَطْرُقُهم* أبو عبيد* مَضَى من الليلِ عَشْوةٌ ـ وهو ما بين أوّلِه انى رُبعه وكذلك مَضَى سِعْوٌ من الليل وسِعْواء* قال الفارسى* يجوز أن يكون فِعْلاء كعِلْباء وفِعْوالا كقِزْواح وهذا أبين عنده فجعله من معنى المُضِىِّ كأنه من سَعَى ولم يقولوا من الساعة سِعْوٌ لاختلاف مَوْضِعَىْ حرفِ العِلَّة الا أن يكون على القَلْب وتكون همزةُ سِعْواءٍ على هذا الوجه الاخير منقلبةً عن ياء* غيره* سِعْوةٌ ـ كذلك* أبو عبيد* مَضَى هَتِىٌّ وهِتاءٌ وهَزِيعٌ* ابن السكيت* الهَزِيعُ ـ نصفُ الليل والجمع هُزُعٌ* ابن دريد* هَزِيجٌ فى معنى هَزِيع ولا أدرى ما صِحَّتُه* أبو عبيد* مَضَتْ قُوَيْمةٌ ـ من الليل* ابن السكيت* مضى دَهْلٌ من الليلِ ـ أى صَدْرٌ وأنشد

مَضَى من الليلِ دَهْلٌ وهى واحدةٌ

كأنها طائرٌ بالدَّوِّ مَذْعُورُ

* ابن دريد* مَضَى هَوِىُّ من الليل وتَهْواءٌ* صاحب العين* وهُوِىٌّ* ابن دريد* مَضَى من الليل عِتْفٌ وعِدْفٌ وقَنِيف ـ أى قطعة منه* ابن جنى* مَضَتْ تَوَّةٌ من الليل ـ أى حِينٌ طَوِيلٌ وأنشد للهذلى

ففاضت دُمُوعِى تَوَّةً ثم لم تَفِضْ

عَلَىَّ وقد كادتْ لها العَيْنُ تَمْرَحُ

* قال* وهى فَعْلَة من التَوَى وهو الهَلاك كأنه شئ قد استهلك وَتَوى من الزمان

٤٥

* ابن السكيت* العَجَاسَا والعَجاساءُ والطِّرْمِساءُ والجَوْشَنُ ـ القِطْعةُ من الليل وقد تقدمت العَجاسَاءُ من الظُّلمة وأنشد

مَرُّوا بها على جَواشِينِ اللَّيلْ

مَرَّ الصَّعاليكِ بأرْسانِ الخَيْل

* الخليل* مضى كِسْرٌ من الليل ـ أى قطْعةٌ منه* ابن السكيت* أتَيْتُه بَعْدَ هَدْءٍ من الليلِ وهو نحو من الربع أو قريبٌ منه ـ وكذلك أتيته بعد هَدْأةٍ من الليل وبعد ما هَدَأتِ الرّجْلُ وبعد ما هَدَأتِ العُيونُ* غيره* بعد هُدْءٍ وهَدِىءٍ وهَدْءٍ وهُدُوءٍ يكون مصدرا وجمعا* سيبويه* هَدَأ الليلُ هَدْأً* ابن دريد* مَضَىِ عنْكٌ من الليلِ ـ أى ساعةٌ والجمع أعْناكٌ* ابن السكيت* هو الثُّلُثُ الأَولُ وقال مَرَّةً هو الثُّلُث الباقى* ابن دريد* مَضَتْ جِزْعةٌ من الليل وبَقِيَتْ منه جِزْعةٌ وهو كالعِنْكِ* وقال* مَرَّ طِنْخٌ من الليل كما قالوا مَرَّ عِنْكٌ ولا أدرى ما صحته* ابن السكيت* الصُّبَّةُ ـ نَحْوٌ من الجِزْعةِ وقد تقدمت الصُّبَّة فى الشَّاءِ والابلِ والقِطْعُ ـ الطائفةُ من الليلِ* صاحب العين* القِطْعةُ والقِطْعُ والقِطَعُ كنِطْعٍ ونِطَعٍ ـ ما بين أولِ الليلِ الى ثُلُثه والجمعُ أقْطاعٌ وقد يكون القِطْعُ جمعَ قِطْعةٍ كسِدْرةٍ وسِدْرٍ* غيره* الهُتْكَةُ ـ ساعةٌ من الليل وها تَكْناها سِرْنا فى دُجاها* صاحب العين* الرُّؤْبةُ ـ الطائفةُ من الليل وبذلك سُمِّى رُؤْبةُ لانه وُلِدَ بعد طائفةٍ من الليلِ* ابن دريد* مَرَّ ذُهْلٌ من الليل وذَهيلٌ ـ وهو نحو الثلث أو النصف وقد تقدمت بالدال غير المعجمة عن يعقوب* قال ابن جنى* وبه سمى ذُهْلُ بنُ شَيْبانَ* أبو عبيد* المَوْهِنُ والوَهْنُ ـ نحوٌ من نصف الليل* ابن السكيت* الوَهْنُ والمَوْهِنُ ـ حِينَ يُدْبِرُ الليلُ وأوْهَنَ الرجلُ ـ صار فى ذلك الوقت وجَوْزُ الليل ـ وَسَطُه وجَوْزُ كُلِّ شئ وَسَطُه والجمعُ أجْوازٌ* وقال* ابْهارَّ الليلُ ـ انْتصف والبُهْرةُ ـ الوَسَطُ من الانسان والدابة وغيرهما* وقال مرة* ابْهارَّ الليلُ ـ ذَهَبتْ عامَّتُه وبقى نحوٌ من ثلثه وابهارَّ علينا الليلُ ـ طالَ* قال سيبويه* لا يُتَكَلَّم بابهارّ الا مزيدا وقد تقدم فى القمر* ابن السكيت* مضى ثَبَجٌ من الليلِ ـ أى قريبٌ من وَسَطِه* أبو عبيدة* أُسْطُمُّ الليلِ ـ وسَطُهُ وأُسْطُمُّ كلِّ شئ وَسَطُه* غيره* جَرْشُ الليلِ ـ وَسَطُه* ابن السكيت*

٤٦

مضى جَرْشٌ من الليلِ والجمعُ جُرُوشٌ وأجْراشٌ وقد يقال بالسين* وقال* أتيتُه بعد جَوْشَنٍ من الليل ويقال مضى جَوْشَنٌ من الليل ـ أى هَوِىُّ منه ومَلِىُّ والجمع أمْلاء ومضى هِتَاءٌ من الليل وهِنْءٌ وهِنْوٌ وما بقى الا هِنْءٌ من غَنَمِهم أو ابلهم وهو الاول من الباقى والذاهب* ابن السكيت* مَضَتْ جُهْمةٌ من الليل والجُهْمهُ ـ بَقِيَّةٌ من سوادِ الليلِ فى آخره وأنشد

وقَهْوةٍ صَهْباءَ يا كَرْتُها

بجُهْمةٍ والدِيكُ لم يَنْعَبِ

وقال مرة أخرى هى أوَّلُ السَّحر وقيل الجُهْمَة والجَهْمَةُ ـ أوَّلُ مآخِيرِ الليلِ والاجْتِهامُ والاهْتجامِ آخِرُه* ابن دريد* تَدَهْورَ الليلُ ـ أدْبَر* ابن السكيت* تَهَوَّرَ الليلُ ـ مضى الا قليلا* ابن دريد* هو من قولهم هُرْتُ البناءَ هَوْرًا وهَوَّرْتُه هَدَمْتُه* صاحب العين* تَوَهَّر كتَهَوَّرَ* ابن السكيت* تَصَبْصَبَ مِثْلُ تَهَوَّرَ* أبو عبيد* اجْرَمَّزَ الليلُ ـ ذَهَبَ واجْلَوَّذ كذلك* صاحب العين* السَّحَرُ ـ آخِرُ الليل* ابن السكيت* هو السَّحْرُ والسَّحَرُ* صاحب العين* الجمعُ أسْحارٌ والسُّحْرةُ ـ السَّحَرُ وقيل أعلاه ولقيته بِسُحْرة وسُحْرةً وسُحْرةً وبأَعْلَى سَحَرَيْنِ وأعْلَى السَّحَرَيْنِ فأما قول العجاج

* غَدَا بأعْلَى سَحَرٍ وأجْرَسا*

فهو خطأ كان ينبغى له أن يقول بأعلى سَخَرَيْنِ لأنه أوَّلُ تَنَفُّسِ الصُّبْح ثم الصُّبْحُ كقوله

* مَرَّتْ بأعْلَى سَحَرَيْنِ تَذْأَلُ*

أى تُسْرِعُ ولقيتُه سَحَرِىَّ هذِه الليلةِ وأنشد

فى ليلةٍ لا نَحْسَ فى

سَحَرِيَّها وعِشَائِها

وقد يقال سَحَرِيَّهَ هذه الليلةِ وأسْحَرَ القومُ كذلك ـ أصْبَحُوا وأسْحَرُوا ـ سارُوا فى السَّحَر والسَّحُورُ ـ طعامُ السَّحَر وتَسَحَّرْنا ـ أكلْنا السَّحُورَ واسْتَحَرَ الطائرُ ـ غَرَّدَ سَحرًا* ابن السكيت* عَسْعَسَةُ الليلِ ـ حِينَ يُدْبِرُ وذلك قبل السَّحَرِ ـ ويقال عَسْعَسَتُه اقْبالُه والهَبَّةُ ـ الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر* ابن السكيت* دَلْجَةٌ من الليل ودُلْجة وقد أدْلَجْتُ ـ سِرْتُ من أول الليل وأنشد غيره

٤٧

آثَرْتُ إدْلاجِى على لَيْلِ حُرَّةٍ

هَضِيمِ الحَشَى حُسَّانةِ المُتَجَرَّدِ

وادَّلَجْتُ ـ سِرْتُ من آخر الليل* قال* فأما السُّرَى ـ فسَيْرُ الليلِ كُلِّهِ وقد سَرَيْتُ وأسْرَيْتُ وأنشد أبو عبيد

* أسْرَتْ اليكَ ولم تَكُنْ تَسْرِى*

* ابن السكيت* سَرَيْنا سُرْيةً وسَرْيَةً* صاحب العين* التَّعْرِيسُ ـ النزولُ فى السَّحر يَنامُونَ ثم يقُومون* غيره* والتَّعْويهُ ـ التَّعْرِيسُ* قطرب* خَبَطَ اللَّيْلَ يَخْبِطُه خَبْطاً ـ سارَ فيه على غير هُدًى* ابن السكيت* الغَبَشُ حِينَ يُصْبِحُ وأنشد

* فى غَبَشِ الليلِ وفى التَّجَلّى*

* أبو عبيد* الغَبَشُ من الليل ـ بقاياه وقد تقدم أن الغَبَشَ الظُّلمة* غيره* الغَلَسُ قَبْلَ الصُّبْح* ابن السكيت* غَلَّسْنا الماء ـ أتيناه بغَلَسٍ وغَلَّسْنا خَرَجْنا بغَلَسٍ والبُلْجة والبَلْجةُ ـ آخِرُ الليل* الأصمعى* انْجابَ عنه الظَّلامُ انْشَقَّ* غيره* مضى عَثْجٌ من الليل وعَثَجٌ ـ أى وَقْتٌ* وقال* مضى عِتْفٌ من الليل وعِدْف أى قِطْعةٌ

باب الصبح وأسمائه

* صاحب العين* الصُّبْحُ والصَّبِيحةُ والصَّبَاحُ ـ والاصْباحُ والمُصْبَحُ ـ أوّلُ النهارِ وقد أصْبَحِ القومُ دَخَلُوا فى الصَّباح كما يقال أمْسَوْا دَخَلُوا فى المَساء وفى التنزيل (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) ويُدْعَى للرَّجلِ صَبَّحَكَ اللهُ بخَيْرٍ ـ وصَبَّحْنا القومَ أتيناهم غُدْوة وقالوا الأصْباحُ والأمْساءُ كأنه جَمْعُ ضُبح ومُسْىٍ* ابن السكيت* أتيْتُه صُبْحَ خامسةٍ وصِبْحَ خامسةٍ* صاحب العين* التَّصَبُّح ـ النَّوْم بالغَداةِ ـ وهى الصُّبْحةُ والصِّبْحةُ والصَّبُوحُ ـ ما أُكِلَ وشُرِبَ وحُلِبَ صَباحًا صَبَحْتُه أصْبَحُه صَبْحًا واصْطَبَح وقيل الصَّبُوحُ ـ ما شُرِبَ بالغداةِ حارًّا والصُّبْحةُ ـ ما تُعُلِّلَ به غُدْوةً ولقيتُه ذا صَباحٍ وذاتَ صَبْحةٍ ـ أى حين أصْبَح وصَبَحْتُهم شَرًّا أصْبَحُهم صَبْحًا وصَبَحَتْهم الخيلُ ـ أتَتْهم صَبَاحا وَصَبَحْتُ الابَل أصْبَحُها صَبْحا ـ سَقَيْتُها صَبَاحًا وصَبَّحْتُ القومَ الماءَ وَرَدْتُه بهم

٤٨

صَباحا* أبو حنيفة* الفَجْرُ ـ أولُ ضَوْءٍ تَراه من الصَّبَاح وهما فَجْرانِ الاوّلُ منهما ذَنَبُ السِّرْحانِ وهو الفجر الكاذبُ تراه مُسْتَدِقًّا صاعدًا من غير اعْتراضٍ وهو لا يُحَرِّمُ الطعامَ ولا الشرابَ على الصائم والآخرُ الفجر الصادقُ وهو المُسْتَعْرِضُ فأما الصُّبْحُ فلا يقال فيه الا صُبْح صادقُ والذى يَلى الفجر من الليل هو السَّحَرُ والسُّحْرةُ والسَّدَفُ ـ أوّلُ شئ يكون من الصُّبْح ويقال للسَّدَفِ الغَطَاطُ والغُطاطُ والبَرِيمُ والشَّمِيطُ أى قد اشْتَمَطَ فى الظُّلْمة فأنتَ تراه بَياضا فى سَوادٍ وتَباشِيرُ الصُّبْحِ أوَّلُ ما يَبْدُو منه* الفارسى* ولا واحدَ لها ولا نظيرَ الا حرفانِ التَّعاشِيبُ والتَّعاجِيبُ وتَباشيرُ كُلِّ شئ اوَّلُه* صاحب العين* أفْراطُ الصباحِ ـ أوائلُ تَباشيرِه الواحدُ فَرَطٌ وأنشد

باكَرْتُه قبلَ الغَطَاطِ اللُّغْطِ

وقَبْلَ أفْراطِ الصِّباحِ الفُرَّطِ (١)

* أبو حنيفة* ويقال حينئذ فَتَقَ الصَّباحُ ـ يَفْتُقُ فُتُوقًا وانْفَتَقَ* ابن دريد* صُبْحٌ فَتِيقٌ ـ مُشْرِق* أبو حنيفة* انْشَقَّ الصُّبْح وانْصاحَ ـ ساحَ سُيُوحًا وانْبَسَطَ وانْفَسَحَ وأفْصَحَ وفَجَرَ يَفْجُرُ فَجْراً وتَفَجَّرَ وانْفَجرَ عنه الليلُ* الفارسى* أفْجَرْنا ـ دَخَلْنا فى الفَجْر وأنشد

فما أفْجَرَتْ حتَّى أهَبَّتْ بِسُدْفةٍ

عَلَاجِيمَ عَيْن ابْنَىْ صُبَاحٍ تُثِيرُها

* ابن السكيت* أنتَ مُفْجِرٌ ـ من ذلك الوقتِ الى أن تَطْلُعَ الشمسُ* صاحب العين* عَطَسَ الصُّبْحُ ـ انْفَلَق وبه سُمِّىَ عاطِسًا* غيره* عَمُودُ الصَّبْح ـ ابتداءُ ضَوْئِه* أبو حنيفة* فاذا انتشر يمينا وشمالا قالوا لَاحَ الْفَلَقُ والفَرَقُ وقد انْفَلَقَ وانْفَرقَ* صاحب العين* فَلَقَهُ اللهُ ـ أبداه وأوْضَحَه وفى التنزيل (فالِقُ الْإِصْباحِ) * أبو حنيفة* وهو حينئذٍ الصَّدِيعُ لانْصِداعِه من الليلِ ويقال حينئذ نَوَّرَ* صاحب العين* وهو النُّورُ والجمعُ أنْوارٌ* أبو زيد* وقد نارَ نَوْرًا وأنارَ واسْتَتارَ واسْتَنَرْتُ به ـ اسْتَمْدَدْتُ شُعاعَه وأنارَ النُّورُ المَكانَ والمَنارةُ والمَنارُ النُّورُ* أبو حنيفة* أضَاءَ وَضَاءَ ـ وهو الضَّوْءُ والضُّوءُ* غير واحد* وهو الضِّياءُ وفى التنزيل (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) * الفارسى* الضِياءُ لا يَخْلُو فى قوله تعالى (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) من أحد

__________________

(١) قلت الغطاط بالفتح فقط ضرب من القطا وهو المراد هنا وبالضم ويفتح الصبح والمشطوران لرؤبة وبينهما مشطور ساقط يصحح ويؤكد ما فسرت به الغطاط في المشطور آنفا والشطر الساقط هو قوله وقبل جونى القطا المخطط لانه ذكر في المشطورين ضربين من القطا وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

٤٩

أمرين اما أن يكونَ جَمْعَ ضَوْءٍ كَسْوطٍ وسِيَاطٍ وحَوْضٍ وحِياضٍ أو مَصْدَرَ ضَاءً يَضُوءُ ضِياءً كقوله عاذَ عِياذًا وقامَ قِيامًا وعادَ عِيادةً وعلى أىِّ الوجهين جَعَلْتَ فالمضافُ محذوفٌ المعنى جَعَلَ الشمسَ ذا ضياءٍ والقَمرَ ذا نورٍ أو يكونُ جُعلا النورَ والضِّياءَ لكثرة ذلك منهما فأما كونُ الهمزةِ فى موضع العين من ضِياء فيكون على القلب كأنه قَدَّم اللامَ التى هى همزة الى موضع العين وأخَّرَ العينَ التى هى واو الى موضع اللام فلما وقعتْ طَرَفاً بعد الالِف انقلبتْ همزةً كما انقلبتْ فى شَقاءٍ وغَلاءٍ وهذا اذا قَدَّرْتَه جمعا كانَ أسْوَغَ ألا تَرَى أنهم قالوا قَوْسٌ وقِسِىٌّ فصَحَّعُوا الواحدَ وقلبوا فى الجمع واذا قَدَّرْتَه مَصْدرًا كان أبْعَدَ لان المَصْدَرَ يَجْرِى على فِعْلِه فى الصِّحَّةِ والاعتلالِ والقلبُ ضَرْبٌ من الاعتلالِ واذا لم يكن فى الفعل لم يَنْبَغِ أن يكونَ فى المصدرِ أيضا ألا تَرَى أنهم قالوا لاوَذَ لِواذًا وبايعَ بِياعًا فصحعوها فى المصدر لصحتها فى الفعل وقالوا قام قياما فأعَلُّوه لأعتلالهِ فى الفِعْل* أبو حنيفة* السُّطُوعُ كالضِّياءِ وقد سَطَعَ يَسْطَعُ سُطُوعًا* صاحب العين* السَّطِيعُ ـ الصُّبْحُ* أبو عبيد* جَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُورًا ـ طَلَع ومنه الشَّرْبةُ الجاشِرِيَّةُ للتى مع السَّحَرِ* أبو حنيفة* الجُشُورُ ـ السُّطُوعُ جَشَرَ يَجْشُرُ فاذا احْمَرَّ بعد ذلك واتَّسَعَ فقد بَلَج يَبْلُج بُلُوجًا وانْبَلَج وتَبَلَّجَ فهو أبْلَجُ وهى البُلْجةُ والبَلْجةُ* أبو عبيد* جِئناكَ مُبْلِجِينَ ومنه بَلَج الأمْرُ ـ أى وَضَحَ وقد تقدم أنهما آخرُ اللَّيْلِ* أبو حنيفة* فاذا كانَ بعد ذلك بشئٍ فعَرَفْتَ المْارَّ ولو كان بساعةٍ قِيلَ أسْفَر* صاحب العين* سَفَرَ وأسْفَر والسَّفَرُ بيَاضُ النَّهارِ وقد أسْفَر القومُ وأنشد الفارسىُّ فى وصف كَمْأةِ

ومَرْبُوعةٍ رِبْعِيَّةٍ قد لَبَأْتُها

بكَفَّىَّ مِنْ دَوِيَّة سَفَراً سَفْرا

مربوعةٍ يعنى كَمْاةُ أصابها مطرُ الربيع وقوله رِبْعِيَّةٍ منسوبة اليه وقوله قد لَبَأتُها يريد قد أطْعمْتُها فى أوّل نَباتٍ الكَمْأةِ فَجَعلها كاللِّبا لأَن اللِّبَأَ أوّلُ اللَّبَن وقوله بِكَفَّىَّ أى جَنَيْتُها بكَفَّىَّ وناوَلْتُهم إياها بهما وسَفَرًا منصوبٌ على الظرفية وسَفْرًا منصوبٌ على التَّعَدِّى* أبو حنيفة* ويقال طَلَع الصُّبْحُ وبدا وعَلَا ـ غَلَبَ وظَهَر على الليل وتَنَفُّسُ الصُّبْحِ ـ انْصِداعُه وانْفِجارُه وقيل بل هو تَنَسُّمُ أرْواحِه وقيل

٥٠

بلْ هُوَ عُلُوُّه وارْتِفاعُه* ابن دريد* أَفْضَحَ الصُّبْح وفَضَّحَ ـ بدا فى سَوادِ اللَّيْلِ* غيره* السُّعْرُورةُ الصُّبْح وقد تقدم أنها ما يَدْخُلُ فى البيتِ من الشمسِ وضَوْءِ الصُّبْح ويقالُ لليل اذا تَفَجَّرَ فيه الصُّبح أَدْرَع* صاحب العين* يقال للصُّبْحُ أَقْرَحُ للونِه لانه بياضٌ فى سَوادٍ واللَّيَاحُ الصُّبح وقد تقدم أنه الثَّوْرُ الأبيضُ وأنه مما يُبالَغُ به يقال أَبْيضُ لِيَاحٌ والمُغْرَبُ الصُّبح لبياضِه

صفة النهار وأسماؤه

* ابن السكيت* نَهارٌ وأَنْهِرةٌ ونُهُرٌ وأنشد

لو لا الثَّرِيدانِ لَمُتنا بالضُّمُرْ

ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَريدٌ بالنُّهُرْ

وأنكر بعضهم جمعَ النهارِ* ابن جنى* القياسُ يوجِبُ تَرْكَ جَمْع النَّهارِ من حيث كان جِنْسًا جار يا مَجْرَى المصادِرَ ونقيضُه الليلُ وقياسُه أن لا يُجْمَعَ أيضا قال الفارسى فى قوله

انّى اذا ما اللَّيْلُ كانَ لَيْلَيْن

ولَجْلَج الحادِى لِسَانَيْنِ اثْنَيْن

فانما ثناه من حيثُ أَوْقَعَ اسمَ الكل على البعض كما يُرَدُّ الجِنْسُ الى النوع فى قولك قُمتُ قِيامَيْنِ وانطلقتُ انْطِلاقَيْن وأكثرُ الناسِ على الامتناعِ من جميعِ النهارِ لما ذكرنا ومنه عندنا قول الله سبحانه (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ) فهذا أيضا على ايقاع اسم الكل على البعضِ لأنهم لا يَمُرُّون عليهم جميعَ ما فى الوهمِ من الليلِ هذا مُحالٌ فالموضعُ اذًا موضعُ مَجازٍ فقول سيبويهِ سير عليه اللَّيلَ والنهارَ هو مما أُوقِع فَيه اسْمُ الكُلِّ على البَعْضِ* ابن دريد* نَهْارٌ أَنْهَرُ كَلَيلٍ أَلْيَلَ* قال الفارسى* ورجل نَهِرٌ منسوبٌ الى النَّهارِ على غير صيغةِ النَّسبِ المُعْتاد وأنشد سيبويه

* لَسْتُ بلَيْلِىّ ولَكِنّىِ نَهِر*

* ابن السكيت* أتيتُه غُدْوَةَ بغير إجراءٍ ـ وهو ما بين صلاةِ الغَداةِ الى طُلوع الشمسِ* ابن الاعرابى* الغُدُوِّ جمعُ غُدْوةٍ* ثعلب* هو اسْمٌ للجمع* صاحب العين* غُدْوةٌ وغُدًى وغَداةٌ وغَدواتٌ* ابن السكيت* انى لَآتيهِ بالغَدَايا والعَشايا والغَداةُ لا تُجْمع على غَدايا ولكن قالوه اتباعا للعَشايا فاذا أَفْرَدوه لم

٥١

يَقُولوا الغَدَايا* أبو زيد* غادَيْتُه وغَدَوْتُ عليهِ غَدْوًا واغْتدَيْتُ وأتَيْتُه غُدَيَّاناتٍ على غير قياس كعُشَنيَّاناتٍ* ابن السكيت* البُكْرَةُ نَحْوُها وانِّى لآتيهِ فى البُكْرةِ وبَكَرًا وأتانِى غُدْوَة بَكَرًا قال سيبويه لا يَكُون الا ظرفا* أبو عبيد* أبْكَرْتُ الوِرْدَ والغَداءَ وبَكَرْتُ على الحاجةِ وأَبْكَرْتُ غيرى* أبو زيد* بَكَرْتُ على الحاجة واليها أبْكُرُ بُكُورًا وابْتَكرْتُ وباكَرْتُه مُباكَرةً ـ أتيتُه بُكْرةً وبَكَّرْتُ الرجلَ على أصحابِه وأبْكَرْتُه عليهم ـ جَعَلْتُه يُبْكر عليهم والابْكارُ ـ اسمٌ للبُكْرةِ كالاصْباح* أبو عبيد* بَكَرْتُ على الشئِ وبَكَّرْتُ وأبْكَرْتُ ورَجُل بَكْرٌ ـ اذا كان صاحبَ بُكُورٍ قويًّا على ذلك ولا يقال بَكُرَ الرجلُ اذا بَكَّرَ* ابن السكيت* رجل بَكِرٌ فى الحاجةِ وبَكُرٌ* أبو زيد* لقيتُه سَفَرًا ـ وهو ما بَيْن الغُدْوة الى طلوع الشمسِ* صاحب العين* طَفَلُ الغَداةِ ـ من لَدُنْ ذُرُورِ الشمسِ الى اسْتِمْكانِها فى الارضِ* ابن السكيت* فاذا طَلَعتِ الشمسُ فأنْتَ مُشْرِقٌ الى ارتفاع النهارِ يعنى اعْتِلَاءَهُ* قال* وأوّلُ النهارِ من طلوع الشمس ولا يُعَدُّ ما قَبْلَ ذلك من النهار فأوّلُه من طلوع الشمس الى الضُّحَى وهو صَدْرُه بعدَ طُلوعِ الشمسِ بحَذْفةٍ حتى تَحِلَّ صلاةُ الضُّحى وهو من أوّلِ الضحى الى مَدِّ النهارِ الأكْبَرِ* صاحب العين* هو ضِياء ما بينَ طُلُوع الفَجْرِ الى غُرُوبِ الشمسِ* ابن السكيت* وأما رَأْدُ الضُّحَى فحينَ يَعْلُو النهارُ الاكْبَرُ حتى يَمْضِىَ منه نحوٌ من خُمُسه وقد تَراءَدَتِ الضُّحَى* أبو زيد* وتَرأْدَتْ* ابن السكيت* هو تَزَيُّدُها وارْتِفاعُها* أبو عبيد* رَأدُ الضُّحَى ـ ارْتِفاعُها والجمعُ أرْآدٌ* أبو عبيد* وكذلك شَدُّها ومَدُّها وسَرَاتُها وقيل سَراةُ الضُّحَى ـ وسَطُها وسَراةُ النهارِ ـ ارْتِفاعُه وقيل سَراته وسَطُه* أبو زيد* النِّهاءُ ـ ارْتِفاعُ النهارِ* أبو عبيد* مَتَعَ النَّهارُ ـ ارْتَفَع* ابن السكيت* يَمْتَعُ مُتُوعًا* صاحب العين* مَتَعَتِ الضُّحَى مُتُوعًا ـ بَلَغَتِ الغايةَ فى الارتفاعِ الى حَدِّ الضُّحاءِ* أبو عبيد* تَلَعَ النهارُ ارْتَفَعَ* ابن دريد* وأتْلَعَ* صاحب العين* تَلَعَ النهارُ يَتْلَعُ تَلْعًا ارْتَفَعَ وتَلَعَتِ الضُّحَى وأتْلَعَتْ ـ انبَسَطَتْ* صاحب العين* ما أقَمْتُ عنده الَّا جَلاءَ يومٍ ـ أى بَياضَه* ابن السكيت* أتيتُه فى فَوْعةٍ من النهار ـ أى فى أولٍ منه وأتيتُه فى نَحْرِ النهارِ ونَحْرِ الضُّحَى ـ أى فى أولهما* ابن الاعرابى*

٥٢

عَلَا النهارُ عُلُوَّا ـ ارْتَفَع* ابن السكيت* أتيتُه بعد ما تَرَجَّلَتِ الضُّحَى وتَرَجُّلُها عُلُوُّها واخْتلاطُها* ابن دريد* ازْلَأمَّتِ الضُّحَى ـ ارْتَفَعَتْ* أبو عبيدة* ومنه ازْلَأمَّ الفومُ ـ اذا ارْتَفَعُوا مُرْتَحِلين وأنشد

* مُنَاخَ التى قد بُعِثَتْ فازْلَأمَّتِ*

* صاحب العين* زالَ النهارُ ـ ارْتَفَع* أبو زيد* أتيتُه أدِيمَ الضُّحَى* وقال* أتيتُه فى شَبابِ النهارِ ـ أى أوَّلِه* ابن السكيت* ابْهارَّ النهارُ وذلك حين تَرْتَفِعُ الشمسُ وانْتَفَخَ النهارُ ـ وذلك حين يَنْتَفِخُ النهارُ الاكبر ويَعْلُوك ثم نِصْفُ النهارِ وقد نَصَفَ النهارُ يَنْصُفُ وانْتَصَفَ وأنشد

نَصَفَ النهارُ الماءُ غامِرُهُ

ورَفيقُه بالغَيْبِ ما يَدْرِى

أراد انْتَصَفَ النهارُ والماءُ غامِرُه ولم يخرج ذَكَرَ أن غائصًا غاصَ فانتصفَ النهارُ ولم يَخْرُج من الماء* الفارسى* أنْصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ وقيل كلُّ ما بلغَ نِصْفَه فى ذاتِه فقد أنْصَفَ وفى غيره نَصَفَ* غيره* مَتَح النهارُ وأمْتَحَ ـ امْتَدَّ وذلك فى الصَّيْفِ وقد تقدم ذلك فى الليل* ثعلب* إمَّغَطَ النهارُ ـ عَلَا* أبو زيد* هو أن يَطُولَ ويَمْتَدَّ* الفارسى عن أبى زيد* المُلَيْساءُ ـ نصفُ النهار ـ والمُلَيْساءُ أيضا ـ الشهرُ الذى تَنْقَطِعُ فيه المِيرةُ* ابن دريد* مَرَّكَهْرٌ من النهارِ ـ أى صَدْرٌ وطَبَقٌ ومَلِىُّ ـ أى ساعةٌ طويلةٌ* الفارسى* مَلِىُّ يستعمل اسما وظرفا ويُنْقَلُ بعد الظَّرفِ الى الاسمية نحو ما حكاه سيبويه من قولهم سِيرَ عليه ملِىُّ من النهارِ يُجْرَى مُجْرَى نِصْفِ النهار* أبو عبيد* انْتَظَرْتُك فَرْسَخًا من النهارِ ـ أى طَويلاً* صاحب العين* الضَّحْوُ ـ ارْتِفاعُ النهارِ والضُّحَى فُوَيْق ذلك والضُّحَاءُ اذا امْتَدَّ النهارُ وكَرَبَ أن يَنْتَصِفَ* أبو حاتم* الضُّحَى ـ من طُلوعِ الشمسِ الى أن يرتفع النهارُ وتَبْيَضَّ الشمسُ جِدًّا أُنْثَى وتصغيرُها بغير هاء لئلا يلتبس بتصغير ضَحْوةٍ ثم بعد ذلك الضَّحاءُ الى قريب من نصف النهار* سيبويه* أتَيْتُك ضَحْوةً أى ضُحَى لا يستعمل الا ظرفا* أبو زيد* ضَاحَيْتُه ـ أتَيْتُه ضُحًى* ابن دريد* رجلٌ ضَحْيانُ ـ مُضْطَجِعٌ بالضُّحَى* أبو زيد* الضَّاحِيةُ من الابِل والغَنَمِ ـ الشاربةُ ضُحًى* الأصمعى* تَضَحَّتِ الابلُ ـ أكَلَتْ فى

٥٣

الضُّحَى ـ وضَحَّيْتُها أنا وفى المثل «ضَحّ ولا تَغْتَرَّ» والضَّحاءُ للابِل كَالغَداء للانسانِ وأَنْكَر تَضَحَّى الانسانُ وحكاها صاحبُ العين فى الانسان* ابن السكيت* وأنت من بعد طلوع الشمسِ الى الزوال مُضْحٍ ـ فاذا كانَ القَيْظُ فمنْه الهاجِرةُ وهى قَبْل الظُّهْر بقليلٍ يقال أتيتُه بالهاجرةِ وبالهَجِيرِ وأَتَيْتُه هَجْرًا وأنشد

كَأنَّ العِيسَ حينَ أُنْخِنَ هَجْرًا

مُفَقَّأَةٌ نَواظِرُها سَوَامِ

* أبو عبيد* هَجَّر الرجلُ وأهْجَرَ ـ خَرَج بالهاجرةِ* أبو حنيفة* سميت الهاجِرةُ هاجرةً لهَرِبَ كُلّ شئ منها* ابن السكيت* الظَّهيرةُ فى القَيْظِ حين تكونُ الشمسُ بحِيال رأسك وتَرْكُدُ ورُكُودُها أن تَدُومَ حِيالَ رأسِكَ كأنها لا تُرِيدُ أن تَبْرَحَ وقد رَكَدَتْ وتَرْكَدَتْ وارْكَدَّتْ* أبو حنيفة* وكذلك وَقَفَتْ ودَوَّمَتْ* صاحب العين* الظُّهْرُ ـ ساعةُ الزوالِ ولذلك قيل صلاةُ الظُّهْر* ابن السكيت* أتيتُه فى حَرِّ الظَهيرةِ* أبو عبيد* أتَانا مُظْهِرًا ومُظَهِّرًا والتخفيفُ الوَجْهُ ـ اذا جاء فى الظهيرة وبه سمى الرجلُ مُظْهِرًا والظَّاهِرةُ ـ نِصْفُ النهار ومنه ظاهرةُ الوِرْدِ وهى أن تَرِدَ الابلُ كُلَّ يوم نِصْفَ النَّهارِ* ابن السكيت* أتيتُه حين قامَ قائِمُ ظُهْرٍ ـ وذلك اذا أتيتَ فى الظَّهيرةِ وأتيتُه ظُهْرًا صَكَّةَ عُمَىّ وأَعْمَى ـ اذا أتيتَه فى الظَّهِيرةِ* أبو عبيد* لقيتُه صَكَّةَ عُمَىّ ـ وهو أشدُّ الهاجرةِ حَرًّا* أبو حنيفة* أى حِينَ كادَ الحَرُّ أن يُعْمِىَ من شِدَّتِه ولا يقال فى البَرْدِ وقيل حين يقومُ قائمُ الظَّهِيرةِ وقيل عُمِىُّ الحَرُّ بعَيْنِه وقيل عُمَىُّ رجلٌ من عَدْوانَ كان يُفْتِى فى الحَج فأقْبَلَ مُعْتَمِرا ومعه رَكْبٌ حتى نزلوا بعضَ المنازل فى يوم شديدِ الحَرِّ فقال عُمَىُّ من جاءتْ عليه هذه الساعةُ من غَدٍ وهو حَرامٌ لم يقْضِ عُمْرتَه فهو حَرامٌ الى قابلٍ فوَثَبَ الناسُ يَضْرِبُونَ حتى وافَوُا البيتَ وبينهم وبينه من ذلك الموضع ليلتانِ جادّتانِ فضُرِبَ مَثَلاً* قال الفارسى* قولُهم أتانا صَكَّةَ عُمَىٍّ ـ اذا أتَى فى الهاجرة وشدة الحر ويحتمل عندنا تأويلين أحدهما أن يكون المصدرُ أُضِيفَ الى العُمَىِّ كما قالوا ضَرْبُ التَّلَفِ أى الضرب الذى يَحْدُثُ عنه التلف ويقوّى ذلك أنه قد جاء فى الشعر

* ويهْجُمُها بارحٌ ذو عَمًى*

٥٤

أى بارحٌ يكونُ عنه العَمَى لشدة حره ويمكن أن يكون العُمَىُّ تصغير أعْمَى على وجه الترخيم وأضيف المصدرُ الى المفعول به كقوله تعالى (مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) ولم يذكر الفاعل الذى هو الحر والتقديرُ صَكَّ الحرِّ الأعْمَى والمعنى أن الحر من شدّته كانه يُعْمِى من أصابه والمصدرُ فى الوجهين ظرفٌ نحو مَقْدَم الحاجِّ وخُفُوق النَّجْم* ابن الاعرابى* لقيتُه صَكَّةَ عُمَىٍّ وذلك أن الظَّبْىَ اذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ طلَب الكِنَاسَ وقد بَرِقَتْ عَيْنُه من بياض الشمسِ ولمَعَانِها فيَسْدَرُ بَصَرُه حتى يَصُكَّ بنفسه الكِناسَ لا يُبْصرُه فكانَّ الحرَّ صَكَّهُ الى هذا الموضع* أبو عبيد* عَقَلَ الظِّلُّ ـ اذا قامَ قائمُ الظهيرة وأعْقَلَ القومُ عَقَلَ لهم الظلُّ* صاحب العين* التُّبَّعُ ـ الظِّلُّ لأنه يَتْبَعُ الشمسَ وحَكَى سيبويه التُّبُّعَ وفسره السيرافى فقال هو الظل وأنشد بيت الهُذَلِىِّ باللغتين جميعا

يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً

وِرْدَ القَطاةِ اذا اسْمَألَّ التُّبَّعُ

* ابن السكيت* القائلةُ ـ النُّزولُ والحَطُّ عن الدوابِ والاسْتِظْلالُ يقال أتانا عندَ القائلةِ وعند قَيْلُولَتنا ومَقِيلِنا وأنشد سيبويه مستشهدا على أن المَفْعِلَ قد يكون مصدرا

بُنِيتْ مَرافقهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّةٍ

لا يَسْتَطِيعُ بها القُرادُ مَقِيلَا

أى قَيْلُولةً* قال الفارسى* وفى بعض النسخ كما قال الله تعالى (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) أى رُجُوعُكم قال وهذا موقوف عن العرب وأطرده أبو اسحق وذلك خطأ ألا ترى أن سيبويه قال بعد هذا الا أن تفسير الباب وجُمْلَته على القياس كما أرَيْتُك* ابن السكيت* رجل قائلٌ وقوم قُيَّلٌ وأنشد

* انْ قال قَيْلٌ لم أقِلْ فى القُيَّلِ*

*قال سيبويه* ولم يقولوا ما أقْيَلَه اسْتَغْنَوْا عنه بما أنْوَمُه فى وقتِ كذا كما اسْتَغْنَوْا بِتَرَكَ عن وَدّعَ *قال أبو اسحق* وانما لم يقولوا ما أقْيَلَهُ فى القائلة لئلا يُظَنَّ انه أفْعَل من قولهم قِلْتُه البيعَ يقال قِلْتُه البيع وأقَلْتُه *سيبويه* وكذلك لا يقولون أقْيِلْ به لان ما لا يقال فيه ما أفْعَلَه لا يقال فيه أفْعِلْ به *أبو عبيد* الغائرةُ ـ القائلةُ عند نصف النهار وغَوَّرَ القَوْمُ *قال ابن دريد* وجَدْتُه وُسُوط

٥٥

الشمسِ ـ أى حين تَوَّسَّطَتِ السماءَ وحينَ مُيُولِها ـ أى حين مالتْ* ابن السكيت* الظِلُّ من الغَداةِ الى الزوالِ وما بعدَ الزوالِ فهو الفَىْءُ ـ والجمعُ أفْياءٌ وفُيُوءٌ وأنشد

لَعَمْرِى لأنْتَ البيتُ أُكْرِمُ أهْلَه

وأقْعُدُ فى أفْيائِه بالأصائِل (١)

والظِّلُّ ـ ما نَسَخَتْه الشمسُ والفَىْءُ ما نَسَخَ الشمسَ* غير واحد* جمعُ الظِّلِّ أظْلَالٌ وظِلالٌ وظُلُولٌ* أبو عبيد* ظَلَّ يَوْمُنا وأظَلَّ* الفارسى* فاءَ الظِلُّ فَيْأً وتَفَيَّأَ ـ رَجَعَ وعادَ بعد ما كانَ ضِياءُ الشمسِ نَسَخه ومنه فَىْءُ المسلمين لما يَعُودُ عليهم وَقْتًا بعدَ وَقْتٍ من خَراج الأرَضِينَ المُفَتَّحةِ والغنائِم فاذا عُدِّى قولُهم فاءَ عُدِّىَ بزيادة الهمزة أو تضعيف العين فالفَىْءُ ما نسخه ظلُّ الشمسِ والظلُّ ما كان قائما لم تنسخه الشمسُ ومما يدلك على ذلك قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) فالشمسُ يَنْسَخُ ضِياؤُها هذا الظلَّ فاذا زال ضياءُ الشمسِ الناسخُ الظِّل قيل فاءَ الظِّلُّ ـ أى رجع كما كان أوّلا* قال* وما فى الجنة يكون ظِلا ولا يكون فيألأن ضِياء الشمسِ لا يَنْسَخُه على أن أبا زيد أنشد للنابغة

فَسلامُ الالهِ يَغْدُو عليهم

وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتِ الظِّلَال

فسَمَّى ما فى الجنةِ فَيْأً ومما ينسب الى ثعلب أنه قال أُخْبِرْتُ عن أبى عبيدة أن رُؤبةَ قال كُلُّ ما كانت عليه الشمسُ فزالتْ فهو فَىْء وظِلُّ وما لم تكن عليه الشمسُ فهو ظِلُّ* أبو عبيد* زَنَأَ الظِّلُّ يَزْنَأُ ـ اذا قَلَصَ ودنَا بَعُضُه من بعض* ابن دريد* الزَّنَاءُ الضّيقُ ـ وفى الحديثِ لا يُصَلِّيَنَّ أحدُكم وهو زَناءٌ (٢) وأنشد

* وتُدْخِلُ فى الظِّلِّ الزَّناءِ رُؤُسَها*

وقال اسْمَألَّ الظِّلُّ ـ تَقَاصَرَ وأنشد

* اذا اسْمأَلَّ التُّبَّعُ*

واسْمِئْلالُه أن يَرْجِعَ الى ظِلِّ العُودِ* صاحب العين* السَّمَوْأَلُ ـ الظّلُّ* أبو عبيد* قَلَصَ الظِّلُّ يَقْلُصُ ـ تَقاصَرَ* ثعلب* كُلُّ مازَنأَ وتَضايَقَ وتَدانَتْ أقطارُه فقد قَلَصَ يَقْلِصُ ويَقْلُص قُلُوصًا كالظِّلِّ ونحوِه* أبو حاتم* ومنه لِثَةٌ قالِصةٌ وهى التى قد لَحِقَتْ بأسْناخِ الاسْنانِ* أبو عبيد* تَقَطَّعَ الظِّلُّ تَقاصَر

__________________

(١) قلت الرواية وهي الصواب الذي لا محيد عنه في هذا البيت أن أكرم وأقعد فعلان مضارعان لا صيغتا تفضيل وما وقع من شكلهما في لسان العرب بذلك سبق قلم وكتبه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

(٢) قوله وهو زناء بوزن سماء وهو الحاقن لبوله لأن البول يحتقن فيضيق عليه كما في النهاية اه مصححه

٥٦

ومنه قول ابن عباس فى صلاةِ الضُّحَى اذا انْقَطَعَتِ الظِّلالُ ـ يعنى تَقَاصَرَتْ* أبو عبيد* الظِّلُّ وارفٌ ـ أى واسعٌ* غيره* الغَيابةُ ظِلُّ الشمسِ بالغَداةِ والعَشِىِّ وقيل كلُّ ما أظَلَّكَ غَيابةٌ وفى الحديث «تَجِىءُ البقرةُ وآلُ عِمْرانَ يومَ القيامةِ كأنهما غَمامَتانِ أو غَيَايَتانِ» وغايَى القومُ فوقَ رأسِ فلانٍ بالسيف أظَلُّوهُ به* صاحب العين* مَصَحَ الظِّلُّ يَمْصَحُ مُصُوحًا ـ قَصُر والرَّوَاحُ ـ مِنْ لَدُنْ زوالِ الشمسِ الى الليلِ وقد رُحْنا رَواحًا وتَرَوَّحْنا ـ سِرْنا بالعَشِىِّ أو عَمِلْنا به عَمَلاً* أبو عبيد* خَرَجُوا برَياحٍ من العَشِىّ ورَواحٍ وأرْواحٍ وأرَحْتُ الابلَ ـ رَدَدْتُها بالعشىِّ والتَّرْوِيحُ كالاراحةِ وأنشد سيبويه

اذا رَوَّحَ الرَّاعِى اللِّقاحَ مُعَرِّبًا

وأمْسَتْ على آنافِها غَبَراتُها

* أبو عبيد* رُحْتُ القومَ ورُحْتُ اليهم* صاحب العين* رَوْحًا ورَوَاحًا وذلك اذا ذَهَبْتَ اليهم رَواحًا أو رُحْتَ عندهم وتَرَوَّحْتُ أهْلِى كذلك* الفارسى* رائحٌ ورَوَحٌ ـ اسم للجميع كعازبٍ وعَزَبٍ على ما ذهب اليه سيبويه فى هذا الضرب وأنشد غيرُه قولَ الأعشى

* ما تَعِيفُ اليومَ فى الطَّيْرِ الرَّوَحْ*

وقيل أراد الرَّوَحةَ مثل الكَفَرة فَطرَحَ الهاء وقل أراد المُتَفَرِّقَة الكِلَابِيُّونَ لقيتُه بلَمَياحٍ اذا لقيتَه عند العَصْرِ والشمسُ بيضاءُ* ابن السكيت* ما سَفَلَ من صلاةِ العَصْرِ الاولى وما كان بعد العصر فهو الأصيلُ والأَصِلَةُ والجمعُ آصالٌ وأصائِلُ* غيره* أصِيلٌ وأُصُلٌ وآصالٌ جمعُ الجمع* وقال سيبويه* أتيتُه أُصَيْلانًا وأُصَيْلالاً ـ وهو مما حُقِّر على غير بناءِ مُكَبَّرِه المستعملِ فى الكلام* وقال الفراء* جَمعُوا أصِيلاً على أُصْلانٍ كما قالوا بَعير وبُعْرانٌ ثم صَغَّروا أُصْلانًا فقالوا أُصَيْلانٌ ثم أبدلوا النون لا ما فقالوا أُصَيْلالٌ* السيرافى* أن كان أُصَيْلالٌ تَصغِيرَ أُصْلانٍ جمع أصِيلٍ فهو نادر لأنه انما يصغر من الجمع ما كان على بناء أدنى العدد وأبنية أدنى العدد أربعة أفْعالٌ وأفْعُلٌ وأفْعِلَة وفِعْلة وليست أُصْلانٌ واحدةً منها فوجب أن يُحْكَم عليها بالشذوذ وان كان أُصْلانٌ واحدا كرُمَّانٍ وقُرْبانٍ فتصغيره على بابه* ابن السكيت* خَرَجْنا مُؤْصِلين وقال الأصِيلُ عند المَغْرِب وقَبْلَه شَيْأً وأنتَ

٥٧

فى ذلك مُعْصِرٌ ويقال للرجل بعد العَصْرِ ان كان يريد الحاجةَ قد أمْسَيْتَ ويُقالُ أتيتُه مُمْسِيًا اذا أتيْتَه بعد العصر الى غُيُوب الشمسِ وأتيتُه مُمْسَى ليلتين ـ أى عند المَسَاءِ* وقال سيبويه* أتيتُه مَسَاءً الا يكون الا ظرفا وأتيته مُسَيَّاناً ومُسَيَّاناتٍ وهو مما حُقِّرَ على غير بناء مكبره المستعمل فى الكلام* ابن السكيت* أتيته لِمُسْىِ خامسةٍ ومِسْىِ* أبو عبيد* أتيته مُسْىَ خامسةً ومِسْىَ* أبو زيد* فى أُمْسِيَّته كذلك* سيبويه* وقالوا المَساءُ والصَّباحُ كما قالوا السَّوادُ والبَياضُ لأنهما ظرفان* ابن السكيت* أتيتُه عَشِيَّةَ أَمْسِ وأتَيْتُه العَشِيَّة ـ ليومك وعَشِيَّة لا تُجْرَى* قال سيبويه* أجْرَوْهُ مُجْرَى غُدْوة* ابن السكيت* يقال آتيه عَشِىَّ غَدٍ بغير هاء وآتيه بالعَشِىِّ والغَدِ ـ أى كلَّ عَشِيَّةٍ وكلَّ غَداةٍ* وقال* لَقِيتُه عُشَيْشيَاناتٍ وعُشَيَّاناتٍ وعُشَيْشِيَةً وعُشَيْشِيَاتٍ* قال سيبويه* وهو مما حُقِّر على غير بناء مُكَبَّره المستعمِل فى الكلام كأنهم حَقَّر واعَشَاةَ* قال* وسألت الخليل عن قولهم أتَيْتُكَ عُشَيَّاناتٍ فقال جُعِلَ ذلك الحِينُ أجْزاءً لانه حِينٌ كُلَّما تَصَوَّبت فيه الشمسُ ذَهَبَ منه جُزْء فقالوا عُشَّيَّانات كأنهم سَمَّوْا كُلَّ جُزْء منه عَشِيَّةً* ابن السكيت* أتَيْتُه قَصْرًا ـ أى عَشيَّةً* قال سيبويه* ولا يُصَغَّر اسْتَغْنَوْا عن تصغيرِه بقولهم أتانا مُسَيَّانا وعُشَيَّانًا* أبو عبيد* قَصَرْنا وأقْصَرْنا من قَصْرِ العَشِىِّ ـ أى أمْسَيْنا* ابن السكيت* قَصَرَ العَشِىُّ يَقْصُر قُصُورًا* أبو زيد* السَّفَرُ ـ ضوءُ النهارِ قبل أن يَذْهَبَ يقال لقيتُه سَفَرًا وقد تقدم أنه بياضُ النهار وأنه ما بين الغُدْوةِ الى طلوع الشمسِ* ابن السكيت* أتيتُه طَفَلاً ـ وذلك مَغِيبُ الشمس حين تَصْفَرُّ ويَضْعُفُ ضَوْءُها وأنشد

وتَدَلَّيْتُ عليهِ قافِلاً

وعلى الارضِ غَياباتُ الطَّفَلْ

وأنتَ فى ذلك مُطْفِلٌ الى أن تَغِيبَ وقد تقدم أن الطَّفَلَ من ذُرُورِ الشمس الى أن تَشْرُقَ فاذا غابَتْ فأنْتَ مُغِيبٌ ومُغْرِبٌ ومَغْرِبانُ الشمسِ حينَ تَغْرُب* قال سيبويه* أتيتُهُ مُغَيْرِبانَ الشمسِ ومُغَيْرِباناتِ الشمسِ كأنهم حَقَّرُوا مَغْرِبانًا وسألت الخليل عن قول العرب أَتَيْتُكَ مُغَيْرِباناتٍ فقال جُعِلَ ذلك الحينُ أجزاءً لأنه حينٌ كلَّما تَصَوَّبَتْ فيه الشمسُ ذَهَبَ منه جُزْء فقالوا مُغَيْربانات كأنهم جعلوا كلَّ حِين منه مَغْرِبًا ومثلُه قولك

٥٨

المَفارِقُ للمَفْرِقِ جَعَلوا المَفْرِقَ مواضعَ ثم قالوا المَفارِق كأنهم سَمَّرْا كلَّ موضعٍ مَفْرِقًا قال جرير

قالَ العَواذِلُ ما لِجَهْلِكَ بعدَما

شابَ المَفارِقُ واكْتَسَيْنَ قَتِيرَا

وكقولهم للبَعِير ذُو عَثانِينَ كأنهم جَعَلُوا كلَّ جُزْء منه عُثْنونا ثم جَمَعُوا* ابن السكيت* وكذلك مُوجِبٌ ومُشْفِقٌ ومُسْدِفٌ الى أن يَغِيبَ الشَّفَقُ فاذا غابَ فأنتَ مُظْلِمٌ ومُفْحِمٌ ثم أنتَ مُلِيْلٌ* أبو عبيد* دَبَر النهارُ وأدْبَر ـ ذَهَب ومنه أمْسِ الدابِرُ أى الذاهبُ* ابن دريد* الرَّيْم ـ من آخر النهار الى اخْتِلاطِ الظُّلمةِ* غيره* وفى النهار والليلِ ثلاثُ ساعاتٍ هُنَّ عَوْراتٌ فى قول الله عزوجل (ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ) أمَرَ اللهُ الوِلْدانَ والخَدَمَ أن لا يَدْخُلُوا فى هذه الساعاتِ الا بتَسْليم واسْتِئذانٍ ساعة قبل صلاة الفجر وساعة عند نصف النهار وساعة بعد العشاء الآخرة* صاحب العين* انْسَلَخَ النهارُ من الليلِ المُقْبِلِ لان النهارَ مُكَوَّرٌ على الليلِ فاذا انْسلخ ضَوْءُه بقى الليلُ غاسِقًا قد غَشِىَ الناسَ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل وفى التنزيل (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) * ابن السكيت* الصَّرْعانِ ـ طَرَفا النهارِ من طلوع الشمسِ الى تعالىِ الضُّحَى وبالعَشِىِّ بعدَ العَصْرِ الى الليل* غيره* الصَّرْعانِ ـ نصفا النهارِ الاولُ والأخيرُ* أبو عبيد* العَصْرانِ ـ الغَداةُ والعَشِىُّ* ابن السكيت* وهما القَرَّتانِ والكَرَّتانِ وأنشد

* يَسْعَى علينا الكَرَّتَيْنِ غُلامُ*

وهما الجَدِيدانِ والأجَدَّانِ والمَلَوانِ والفَتَيانِ والرِّدْفانِ وابْنا سَمِيرٍ والأبْردانِ* أبو حنيفة* أبْرَد النهارِ وبَرْداه ـ طرفاه ولا يكون الا فى الصيف* أبو عبيد* الجَدِيدانِ ـ الليلُ والنهارُ* الأصمعى* وهما الخِلْفةُ لاخْتِلافِهِما* ابن السكيت* زُلَفٌ من النهارِ ـ ساعاتٌ كلاهُما يأخُذُ من صاحبه واحدتُها زُلْفةٌ* وقال* تكويرُ الليلِ على النهارِ وتكويرُ النهار على الليل ـ أن يُلْحَقَ أحدُهما بالآخِر وإيلاجُ النهارِ فى الليلِ ـ انتقاصُ أحدِهما من الآخر ووُلُوج الليلِ فى النهارِ وولوجُ النهارِ فى الليلِ دخولُ أحدِهما فى الآخَرَ* وقال* أرْهَقَ الليلُ وأرْهَقَنا أى دَنا مِنَّا وأرْهَقَنا القومُ دَنَوْا مِنَّا ولَحِقُونا وأرْهَقْنا الصلاةَ اسْتأخَرْنا عنها حتى دَنا

٥٩

وقتُ الأخرى

نعوت الايام فى شدتها

* أبو عبيد* يوم قَسِىُّ ـ وهو الشديدُ من حَرْب أو شر والعَمَاسُ للشديدِ لا يُدْرَى من أينَ يُؤْتَى له ومنه أتانا بأمورٍ مُعَمَّسَاتِ ومُعَمِّساتٍ ـ أى مَلْوِيَّات* ابن دريد* عَمِسَ عَمْسًا وعَمَسًا* ابن السكيت* تَعامَسَ عَلَىَّ فلانٌ ـ أى تَعامَى فتَركَنِى فى شُبْهةٍ من أمْرِه والامْرُ العَمَاسُ المُظْلِمُ الذى لا يُدْرَى كيفَ يُؤْتَى له* صاحب العين* يومٌ عَمَرَّسٌ ـ شديدٌ ومُظْلِمٌ ـ شديدُ الشَّرِّ* أبو عبيد* (يَوْمٌ عَصِيبٌ) وليلةٌ عَصِيبٌ وهو الشديدُ ويوم قَمْطَرِيرٌ مُقَبِّضُ ما بَيْنَ العَينين وقد أقْمَطَرَّ ويوم قُماطِرٌ كذلك* أبو حنيفة* أغَمَّ يومُنا ـ جاء بَغَمٍّ* أبو عبيد* غَمَّ بَغُمُّ غُمومًا ـ ويوم غَمُّ* أبو زيد* غَمَّ غَمَّا ويومٌ غامٌّ وغَمٌّ ـ وليلة غَمَّةٌ وغَمٌّ* ابن دريد* الايامُ الحُسومُ الدائمةُ فى الشّرِّ والشُّوْمِ خاصَّةً وكذلك فُسِّر فى قولِه عزوجل (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) أى دائمة الشر وقد يُوصَفُ به الليالى وقيل الحُسُومُ الشُّؤمُ من الحَسْمِ أى القَطْعِ كأنها تَقْطَعُ الخَيْرَ عنهم* وقال* يَوْمٌ وَمٍ وأنْكَرَهُ بعضُ أصْحابِنا فقال يَمٍ وأنشد

* مَرْوانُ يا مَرْوانُ للْيَوْمِ اليَمسِى*

أى الشديد* قال الفارسى* أراد لِلْيَوْمِ اليَوِمِ كقوله

* انَّ مَعَ اليَوْمِ أخاهُ غَدْوًا*

فكأنه قال لِلْيَوْمِ اليَوِمِ ثم وقَفَ عليه بلغة من قال البَكُرْ فقال اليَمُو فليس فى الكلام اسمٌ آخره واوٌ قبله ضمة فاذا أدَّى القياسُ الى ذلك رُفِضَ وقلبت الواوُ ياء كقولهم أدْلٍ ولذلك قال اليَمِى* أبو عبيد* يومٌ أيْوَمُ كما قالوا لَيْلٌ ألْيَلُ وقد تقدم أن اليومَ الايْوَمَ آخرُ يومٍ من الشهر* قال سيبويه* يومٌ أيْومُ نادِرٌ ـ خَرَجَ عن الاصلِ* ابن دريد* يومٌ نَحِسٌ ونَحْسٌ ـ وقد قرئ (فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) ونَحْساتٍ* قال الفارسى* النَّحسُ كلمة تكون على ضربين أحدُهما أن يكون اسما والآخر أن يكون وصفا فما جاء منه اسما مصدرا قوله تعالى (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) فالاضافة اليه تدل على أنه

٦٠