المخصّص - ج ٩

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ٩

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٠

وأنشد أيضا

كَجِلْبِ السَّوْءِ يُعْجِبُ مَنْ رآهُ

ولا يَشْفِى الحَوائِمَ من لَمَاقِ

وروايةُ الاصْلَاح كبَرْقٍ لاحَ أو باتَ* ابن السكيت* هو الجِلْبُ والجُلْبُ* قال أبو على* وروى بيتُ تَابَّطَ شَرًّا باللغتين جميعا

وَلَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ

ولا بصَفًا صَلْدٍ عن الخَيْرِ مَعْزِلِ

* أبو عبيد* الهِفُّ ـ الذى ليس فيه ماء وقد تقدم أن الشَّهْدَةَ الهِفَّ ـ التى لا عَسَلَ فيها* أبو عبيد* النَّجْوُ والنِّجاءُ ـ السحابُ الذى قد هَراقَ ماءَهُ وقال مرةً هو السحابُ الاسْوَدُ* وقال أبو على قال ثعلب* النِّجَاءُ والنُّجُوُّ ـ جمُع نَجْوٍ وأنشد

أَلَيْسَ من الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبِى

وإيضَاعِى الهُمُومَ مع النُّجُوِّ

* أبو حنيفة* أَنْجَتِ السحابةُ ـ وَلَّتْ وقد تقدم أن النَّجْوَ السحابُ أوَّلَ ما يَنْشَأُ* أبو عبيد* الجَفْلُ ـ الذى هَراقَ ماءَه* ابن السكيت* سمى جَفْلاً لانه فَرَّغَ ماءَه ثم انْجَفَلَ قال وهو السَّيِّقُ* أبو عبيد* الجَهَامُ كالجَفْلِ* أبو زيد* واحدتُه جَهامةٌ وقيل هو الذى لا ماءَ فيه* أبو حنيفة* وهو الأَفاءُ وأنشد

فأَقْلَعَ من عَشْرٍ وأصْبَح مُزْنُه

أَفاءً او آفاقُ السماءِ حَواسرُ

وكذلك الطَّخَاءُ واحدتُه طَخاءةٌ* غيره* هو السحابُ الرقيق ـ وكُلُّ شَىْءٍ أُلْبِسَ شيأً فهو له طَخَاءٌ وقد تقدَّم أنه السحابُ المرتفعُ* غيره* أَراعِيلُ الجَهَامِ ـ ما تَفَرَّقَ منه وقد تقدم أنها أوائلُ الرِّيح وجماعةُ الخَيْلِ والعَماءُ والعَمايَةُ ـ السحابُ الذى قد هَرَاقَ ماءَهُ ولم يَتَقطع تَقَطُّعَ الجُفَالِ وقد تقدم أنه السحابُ الكَثِيفُ وأنه المرتفع وأنه الاسْودُ منه

ذكر هُبوب الارْواح للسحاب

* أبو حنيفة* جَنَبَتِ الجَنُوبُ السحابَ تَجْنُبُه وشَمَلَتْهُ الشَّمَالُ تَشْمُلُه شَمْلاً وشُمُولاً وَصَبَتْهُ الصَّبَا تَصْبُوه صَبًا وصُبُوًّا ودَبَرَتْهُ الدَّبُورُ تَدْبُرُ دَبْرًا ودُبُورًا وكذلك هذا فى غير السحابِ

١٠١

من كُلِّ ما تُصِيبُه الريحُ

أماراتُ الغَيْثِ

* أبو حنيفة* من أماراتِ الغيثِ الهَالَةُ التى تكون حَوْلَ القمر فان كانتْ كثيفةً مُظْلِمةً كانتْ من دَلائِل المطرِ ولا سِيَّما ان كانت مُضاعَفةً ومن دَلائِله النَّدْأَة والنُّدْأَةُ وهى الحُمْرةُ التى تكونُ عند مَغْرِب الشمسِ أيامَ الغُيوثِ وبها جاءتْ أشعارُ العرب قال الشاعر يصف سحابا

لَمَّا اكْفَهَرَّ شُرَيْقِىَّ اللِّوَى وأَوَى

الى تَوالِيهِ من سُفَّارِه رُفَقُ

تَرَبَّصَ الليلَ حتى قال شَائِمُهُ

على الرُّوَيْشِد أو حَرْجائِه يَدِقُ

حَتَّى اذا المَنْظَرُ الغَرْبِىُّ حَارَ دَمًا

مِن حُمْرةِ الشَّمْسِ لما اغْتالَها الافُقُ

أَلْقَى على ذاتِ أحْفارٍ كَلا كِلَهُ

وشَبَّ نِيرانَهُ وانْجابَ يَأْتَلِقُ

نارًا يُراجعُ منها العُودُ جِدَّتَهُ

والنارُ تَسْفَعُ عِيدانًا فتَحْتَرِقُ

فأما الحُمْرةُ التى تكون عند طلوع الشمس فانا لم نسمع بها فى كلامهم الا فى الجُدُوبِ* وقال بعضهم* الحُمْرةُ التى تَعْرِض فى الأُفُقِ عند طلوع الشمسِ أيضا نُدْأَةٌ وهى عند العَجَم أيضا من أمارات المطر اذا كان ذلك فى أيام الغُيوثِ ولم يكنْ فى الازَماتِ لان الازَماتِ تَحْمَرُّ فيها الآفاقُ شَرْقِيُّها وغَرْبِيُّها ولذلك قال الشاعر

اذا أَمْسَتِ الآفاقُ حُمْرًا جُنُوبُها

لِشَيْبانَ أو مِلْحانَ واليومُ أَشْيَبُ

ووَحْوَحَ فى حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها

ولم يَكُ فى النُّكْدِ المَقالِيتِ مَشْخَبُ

وشَيْبانُ ومِلْحانُ ـ شَهْر الشتاءِ البارِدان فهذه الحُمْرةُ ليستِ النُّدْأَةَ النُّدْأَةُ تكون فى أيام الغُيوثِ والدِّلالةُ على الغيث فيها لا فى هذِه هذه تَعْرِضُ فى إمْحالِ الزمانِ وقد زَعَمُوا أن بَناتِ مَخْرٍ اذا رُئِينَ فى أولِ الشتاءِ كان ذلك العامُ خَلِيقًا للمطر وهو النَّشْءُ تَراهُ من قِبَل المَشْرِقِ* قال ومن دلائل الغَيْثِ أن تَتَقَدَّمَهُ المُبَشِّراتُ بهُبوبِهَا فيَطُولَ هُبُوبُها ثم يكون النَّشْءُ من قِبَلِ عَيْنِ السماءِ فيَحْسُن خُروجُه والْتِئامُهُ واسْتِكْثافُه حتى لا تَرى فَتْقًا وذلك التَّطَخْطُخُ ويَسُدّ الآفاقَ ثم يَكْفَهِرّ ويَرْجَحِنّ فيَتَدانَى ويَسْتَأْرِض وتَتَمَكَّن رَحاه وتَنُوس هَيادِبُه وتَهَبَّى أَكفَّتُه ويَتَعَلَّق رَبابُه وتَتَدَجَّى غَفائرُه ويَحْمَوْمِى ثم يَصْبَحارُّ ويَزُجُ

١٠٢

الرَّعْدُ زَجًّا ويُتْئِمُ البَرْقُ إتْئَامًا وهو الوَلِيفُ من البَرْق ويَثْقُلُ ولا تَزْدَهِيهِ الرِّيحُ وتَتَذَأبُ له بلا خُرْقٍ حتى يَتَحَيَّر وأن يَلِينَ رَعْدُه وبَرْقُه وتَتعاوَن عليه الجَنُوبُ والصَّبَا بالالْقاحِ والابْساسِ ثم تَنْتَجِفَه الشّمَالُ حتى تَسْتَقْصِىَ ما فيهِ فهذا أفْضَلُ ما جاءتْ به أشعارهم وروى أن شيخا من العرب رأى السماء تَرَهْيَأُ فقال لابْنَتِه انْظُرِى هل تُحِسِّينَ من المَطَرِ حِسًّا فخرجتْ ثم نظرتْ فقالت

أَناخَ بذِى بَقَرٍ بَرْكَهُ

كأَنَّ على عَضُدَيْه كِتافَا

فمكثَ ساعةً ثم قال لُاخرى من بناته اخْرُجِى فانْظُرِى فخرجتْ ثم دخلت فقالت

كأنَّ سُيوفَ بَنِى عَسْقَلانْ

أنافَتْ بضَرْبٍ وطَعْنٍ دِيافًا

فقال الشيخ كأنك .... (١) ساعة فقال للثالثة اخْرُجِى فانْظُرِى فخرجتْ فنظرتْ ثم دخلت فقالت

حَدَتْهُ الصَّبا ومَرَتْهُ الجَنُو

بُ وانْتَجَفَتْهُ الشَّمَالُ انْتِجافا

وروى أن شيخا من العرب كان فى غُنَيْمةٍ له فسمع صوتَ رَعْد فتَخوَّف المطرَ وهو ضعيفُ البصر فقال لأمة له كانت تَرْعَى معه كيف تَرَيْنَ السماءَ فقالت كأنها ظُعُنٌ مُقْبلة فقال ارْعَىْ ثم قال كيف تَرَيْنَ السماءَ قالت كأنها بِغالٌ دُهْمٌ تَجُرُّ جِلَالَها فقال ارْعَىْ ثم قال كيف تَرَيْنَها فقالتْ كأنها ثُروبُ مِعْزَى هَزْلَى فقال ارْعَىْ ثم قال كيف تَرَيْنَها قالت أراها اسْتَوَتْ وابْيَضَّتْ ودَنَتْ من الارض فكأنها بُطونُ حَمِيرٍ ضُحْرٍ قال انْجِى ولا بَحاءَ بِكِ فَلَجَأَ الى كَهْفٍ وأدْخَلَ غُنَيْمَتُه وجاءتْ السماءُ بما لا يُقامُ بسَبِيله فقال الشيخ هذا والله كما قال

دَانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الارْضِ هَيْدَبُه

يَكادُ يَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ

فمن بِنَجْوَتِه كمَن بعَقْوتِه

والمُسْتَكِنُّ كَمْن يَمْشِى بِقرْواحِ

قال وقيل لأعرابى أىُّ السحاب أَمْطَرُ فقال اذا رأيتها كأنها بَطْنُ أتانٍ قَمْراءَ فهى أمْطَرُ ما تَكُونُ* قال صاحب العين* قَوْسُ قُزَح ـ طَرائقُ مُسْتَقْوسةٌ تَنْدُ وفى السماءِ أيامَ الرَّبيعِ بصُفْرة وحُمْرة وخُضْرة ولا يُفْصَلُ قوسٌ من قُزَح وفى الحديث عن ابن عباس «لا تَقُولوا قَوْسَ قُزَح فان قُزَح اسمُ شَيْطان قُولوا قوس الله» والقُزْحةُ الطريقةُ التى فى تلك القَوْسِ* أبو حنيفة* ومن دلائله أن تَرَى القَمر أو الكواكبَ فى الصَّحْوِ يُحِيطُ بها لونٌ يُخالِفُ لونَ السماء وكذلك ان رأيتَ القمَر فى الغَيْم وان كان قَزَعاً كأنه تُحِيط به

__________________

(١) بياض بأصله

١٠٣

خُطوطٌ كخُطوطِ قَوسِ المُزْنِ وهى القُسْطَانِيَّةُ وأنشد

* مِثْل قُسْطَانِىِّ دَجْنِ الغَمامْ*

(١) قال وبعض الرُّواة يَجْعَلُ قَوْسَ الغَيْم أيضا نُدْأَة وهى القُسْطانِىُّ والقَسْطَلَانِىُّ* ابن دريد* وقد تُسَمَّى قوسُ قُزَح القَسْطَلَانِىَّ وقد تقدم أن القَسْطَلَانِىَّ ضَرْبٌ من القُطُفِ منسوبة الى عاملٍ أو بلد* صاحب العين* عِفاءُ السَّحابِ كالخَمْلِ فى وَجْهِهِ لا يكادُ يُخْلِفُ

الخَلاقَةُ للمطَر

* أبو عبيد* السحابةُ المُخِيلَةُ ـ التى اذا رأَيْتَها حَسِبْتَها ما طِرةً وقد أَخْيَلْنا وتَخَيَّلَتِ السماءُ تَهَيَّأَتْ للمطر* أبو حنيفة* اذا حَسُنَ السَّحابُ وأعْجَبَك فظَنَنْتُهُ مُمْطِرًا فذاكَ الخَالُ والمَخِيلَةُ وقد أَخْيَلَتِ السماءُ وأنشد

هل هَاجَكَ الليلَ كَلِيلٌ عَلى

أَسْماءَ فى ذِى صُبُرٍ مُخْيِلِ

قال وللناس فى السحابِ فراساتٌ غَيْر البَرْقِ وكلُّها خَالٌ ومَخِيلَةٌ فى قولِ كُلِّ من جَعَل كُلَّ خَلَاقَةٍ خالاً* ابن السكيت* أَخَلْتُ السحابةَ وأَخْيَلْتُها ـ رأيتُها مُخِيلةً للمطر وما أَحْسَنَ مَخِيلَتها وخالَها ـ أى خَلاقَتَها للمطر وانه لمُخِيلٌ للخَيْر ـ أى خَلِيقٌ له وقد أَخَلْتُ منه خَالاً من الخَيْرِ وتَخَوَّلْتُ فيه خالاً* أبو حنيفة* واذا كان السحابُ مُخِيلاً ـ فهو مُخْلَوْلِقٌ أى خَلِيقٌ للمطر وقد يكونُ الاخْلِيلاقُ من الاستواء والمَلاسَةِ وكُلُّ أمْلَسَ مُسْتَوٍ أَخْلَقُ وقد تقدم* أبو زيد* الخَلِقُ ـ كُلُّ سحابةٍ يُرْجَى أن يكونَ فيها مطرٌ واحدتُه خَلِقَةٌ* أبو حنيفة* ويقال له اذا لم يُشَكَّ فى مَطَرِه قَدِ اضْمَأَكَّ وقال تَرَهْيَاتِ السحابةُ ـ تَهَيَّأَتْ للمطرِ* ابن دريد* سَحابٌ مُسْتَمْطِرٌ ـ يُرْجَى أن يكونَ فيه مَطَرٌ* ابن دريد* سَحَابٌ واعِدٌ ـ كانه يَعِدُ بالغَيْثِ

الرعد

* أبو حنيفة* رَعَدَتِ السماءُ تَرْعُدُ رَعْدًا ورُعُودًا هذا الكلامُ الفَصِيحُ وقد جاء أَرْعَدَتْ على قِلَّة وأباه الاصمعى* أبو عبيد* وكذلك رَعَدَلِى بالقَوْل

__________________

(١) قوله وأنشد مثل الخ صدره كما في اللسان وأدبرت حفف تحتها مثل الخ اه مصححه

١٠٤

* أبو حنيفة* أَرْعَدْنَا ـ دَخَلْنَا فى الرَّعْد* أبو عبيد* رُعِدْنَا ـ أصابَنَا الرَّعْدُ* صاحب العين* سَحَائِبُ رَعائِدُ ورَعَّادَةٌ ـ ذاتُ رَعْد* أبو عبيد* خَيَّلَتِ السماءُ ـ رَعَدَتْ قبل الامْطارِ واذا أَمْطَرتْ ذَهَبَ اسم التَّخْيِيل* أبو حنيفة* أَخْفَى الرَّعْدِ الرِّزُّ والدَّوِىُّ وقد دَوَّى السحابُ ورَزَّ يَرُزُّ رِزًّا وهو الرَّزِيزُ والازِيزُ ـ صوتُ الرَّعْدِ من بَعِيد وهو مِثْلُ الرِّزِّ أَزَّتْ تَئِزُّ أَزًّا وأَزِيزًا فاذا زَادَ فهُوَ الارْزَامُ* أبو عبيد* الارْزامُ والرَّزَمةُ ـ صوتُ الرَّعْدِ وغيرهِ* أبو حنيفة* فاذا زاد ـ فهو القَرْقَرةُ وهو حينَ يُفْصِحُ بالرَّعْدِ قال الراجِزُ يَصِف سحابا

حتى اذا كانَ على مُطارِ (١)

يُسْرَاهُ واليُمْنَى على الثَّرْثارِ

* قالتْ له رِيحُ الصَّبا قَرْقارِ*

يعنى قالت له الريحُ قَرْقِرْ ـ أى ارْعُدْ وهذا مما أفردت فيه الصَّبا من الامْطار والثَّرْثار بالجزيرة* قال أبو على* لا نظير لقَرْقارِ من بَناتِ الاربعةِ الاعَرْعارِ وهى لُعْبة للصِّبْيانِ والى هذا ذهب سيبويه فأما فى بَناتِ الثلاثةِ فَمُطَّرِدٌ عند سيبويه أوَلا تَراهُ قال فى آخر الباب انما يَطَّردُ البابُ فى النِّداء والامر* أبو حنيفة* فاذا زادَ فهو التَّهَزُّجُ وهو أن يُرَجِّعَ بالرعدِ فاذا زاد على ذلك حتى كانه يَتَشَقَّقُ فذلك التَّهَزُّمُ والهَزْمَةُ وأَشَدُّ منه القَعْقَعةُ* أبو عبيد* من السحاب المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ ـ وهو الذى لِرَعْدِهِ صوت وقد سمعتُ هَزْمةَ الرَّعْدِ واهْتِزامَه كذلك وقال رَعْدٌ مُجِلّبٌ* صاحب العين* رَعْدٌ لَجِبٌ ـ مُصَوِّتٌ وغَيْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ* أبو حنيفة* فاذا صَفَا صوتُ الرَّعد فهو الجَلْجَلَةُ والصَّلْصَلةُ ورعدٌ جَلْجَالٌ وغَيْثٌ جَلْجَالٌ ـ شديدُ الصوت واذا لم يكنْ صوتُه صافيا فهو الاجَشُّ* أبو عبيد* الاجَشُّ من السحاب الشديدُ صَوْتِ الرَّعْدِ* أبو حنيفة* فاذا بَلَغ الغايةَ فى الشِّدَّة فهو القاصِفُ وقد قَصَفَ يَقْصِفُ قَصْفًا وقَصِيفًا والخَوَاتُ ـ صوتُ الرَّعْدِ وأنشد

كأَنَّ خَوَاتَ الرَّعْدِ رِزُّ زَئِيرُه

من اللَّاءِ يَسْكُنَّ الغَرِيفَ بِعَثَّرا

وفى بعض النسخ الخَوَاتُ الرعدُ* قال المنعقب* وكلا القولين غلط ولا شاهد له فى البيت وانما الخَوَاتُ الصوتُ لأى شئ كان وليس بمقصور على الرعد دون غيره قال ابن هَرْمة

__________________

(١) قلت لا يغترن أحد بعد هذا بما وقع من فتح ميم مطار فى هذا المصراع المستشهد به هنا وفى لسان العرب المطبوع فى مادة ق ر ر فانه خطأ محض ولا بما وقع فى م ط ر منه من ضم ميمه وفتحها وجعله موضعا واحدا فانه غلط صرف من مؤلفه ولا بما وقع فى القاموس من ضبطه بغراب وقطام وتفسيره بواد قرب الطائف أو ما كقطام موضع لبنى تميم أو بينهم وبين بنى يشكر فانه عدم معرفة وتمييز من مفسره وضابطه ولا بما وقع للصاغانى مقلدا ياقوتا فى معجمه من ضبطه بضم ميمه وتفسيره بقرية من قرى الطائف فانه خطأ منهما فى التفسير بخلاف الواقع وانما الصواب وهو الحق المجمع عليه أن مُطارا كغراب ـ

١٠٥

فَلَا حِسَّ الَّا خَوَاتُ الرَّذاذ

وزَعْبُ السُّيُولِ بِادْرَاجِهَا

وتقول سمعت خَوَاتَ الطائِر ـ اذا سمعت حِسَّهُ فالْخَواتُ حِسُّ كلُّ شئ وصَوْتُ مَرّهِ ولا وَجْهَ لما قال الا أن يُخرجَه على العُموم فاذا كان أراد ذلك فقد كان يلزمُه أن يَزِيدَ كلامَه شَرْحًا وان كان لم يُرِدْهُ فقد غَلِط* الاصمعى* ما سَمِعْنَا العامَ هَادَّةً أى رَعْدًا* على* هُوَ من الهَدَّةِ والهَدِيدِ وهما الصَّوْتُ* الاصمعى* الهَزَقُ ـ شِدَّةُ صَوْتِ الرَّعْد وأنشد

اذا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ أَرْزَم جانِبٌ

بلا هَزَقٍ مِنْهُ وأَوْمَضَ جَانِبُ

* صاحب العين* رَعْدٌ هَزِجُ الصَّوْتِ ـ أى مُتَدارِكُه وأنشد

أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ هَزِجٌ مُلِثٌّ

تُكَرْكِرُهُ الجَنَائِبُ فى السِّدَادِ

* أبو حنيفة* الزَّمْزَمة من الرَّعْدِ ـ ما لَمْ يعلُ وَيُفْصِحُ وقد زَمْزَمَ السحابُ وهو سَحابٌ زَمْزَامٌ ـ اذا كَثُرَتْ زَمْزَمَتُه والزَّماجِرُ من الرعد نحوُ الزَّمَازِم الواحدةُ زَمْجَرَةٌ وكذلك الهَمَاهِم وقد هَمْهَم السحابُ والرَّجَسَانُ ـ صوتُ الرَّعْدِ الثقيل* ابن السكيت* الرَّجْسُ والرَّجَسَانُ والارْتِجَاسُ ـ صَوْتُ الرَّعْدِ وتَمَخُّضُهُ وكذلك الجَيْشُ والسَّيْلُ ونحوُهما رَجَسَتِ السماء تَرْجُسُ رَجْسًا* أبو عبيد* السحاب المُرْتَجِسُ ـ الذى لصوتِه رعدٌ وكذلك القاصِبُ* أبو زيد* أَرَنَّتِ السماءُ ـ وهو صَوْتُ الرَّعْدِ الذى لا يَنْقَطِعُ وقد تقدمَ الارْنانُ فى أصواتِ القِسِىِّ* صاحب العين* الصَّاعقَةُ ـ قِطْعةُ نارٍ تَسْقُطُ فى أَثَرِ الرَّعْدِ وقد صَعَقَتْهُم السماءُ وأَصْعَقَتْهم وصَعِقَ الرجلُ صَعَقًا فهو صَعِقٌ ـ ماتَ من الصاعقةِ ومنه فلان بنُ الصَّعِقِ والسين فى الصاعقة لغة* أبو حنيفة* صَقَعَتْهُ الصاعقةُ كصَعَقَتْهُ* غيره* الشِّعَارُ الرعد وأنشد

* وقِطار سارِيةٍ بِغَيْرِ شِعارٍ*

وأُراه من الشّعارِ الذى هو العلامةُ وما يُدْعَى به فى الحرب كقولهم يا لَفُلانٍ وأَشْعَرْتُ البدنَة وهو تَعْلِيمُكَها بانْ تَشُقَّ جِلْدَها حتى يَظْهَرَ الدمُ ومنه شِعارُ القَوْمِ فى السفر* صاحب العين* رَجَفَ الرَّعْدُ يَرْجُفُ رَجْفًا ـ وهو تَرَدُّدُ هَدْهَدَتهِ فى السحاب

__________________

ـ ومطار كقطام علمان من أعلام الارض متباينان فمطار كغراب الواقع فى شعر أبى النجم هذا المستشهد به هو واد بين البوباة والطائف قال الوزير أبو عبيد قال أبو حنيفة أخبرنى أبو اسحق البكرى أن بمطار أبد الدهر نخلا مرطبا ونخلا يصرم ونخلا مبسرا ونخلا يلقح قال الراجز وذكر سحابا

حتى اذا كان على مطار

يسرا واليمنى على الثرثار

قالت له ربح الصبا قرقار

واختلط المعروف بالانكار

ولم تختلف الرواة فى هذا الوادى المذكور أنه مطار بضم الميم فأما مطار بفتحها فموضع فى ديار بنى تميم مؤنثة لا تجرى وقيل انها بين ديار بنى بكر وديار بنى تميم قال أوس بن حجر ـ

١٠٦

البَرْق

* صاحب العين* البَرْقُ الذى يَلْمَعُ فى الغَيْمِ وجمعُه بُرُوقٌ* أبو حنيفة* بَرَقَتِ السماءُ تَبْرُقُ بَرْقاً وبَرَقانًا هذا الكلامُ العالى الفَصِيحُ وقد جاء أَبْرَقَتْ على قِلَّةٍ وهو مَرْغُوبٌ عنه والاصمعى يَرُدُّهُ* أبو عبيد* وكذلك بَرَقَ لِى بالقَوْلِ وقد قيل أبْرَقَ وأنشد

اذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمةُ أَبْرَقَتْ

لَهُ بَرْقَةً من خُلَّبٍ غَيْرِ ماطِرٍ

* أبو حنيفة* أَبْرَقْنا ـ دَخلْنَا فى البَرْقِ وأنشد

ظَعَائِنُ أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَهُ

وخِفْنَ الهُمَامَ أَنْ تُقادَ قَنَابِلُهْ

* صاحب العين* سحابةٌ بارِقَةٌ ـ ذاتُ بَرْقٍ وبه سميت السيوفُ بارِقَةً* أبو عبيد* خَيَّلَتِ السماءُ ـ بَرَقَتْ قَبْلَ المطَر فاذا وَقَعَ المَطَرُ ذَهَبَ اسْمُ التَّخْييلِ وقد تقدم ذلك فى الرعد* أبو حنيفة* أَوَّلُ بَدْءٍ البَرْقِ الايشَامُ وقد أَوْشَمَتِ السَّمَاءُ وأنشد

* حَتَّى اذا ما أَوْشَمَ الرَّواعِدُ*

* أبو عبيد* ومنه قيل أَوْشَمَ النَّبْتُ اذا أَبْصَرْتَ أَوَّلَهُ وقال خَفَى البَرْقُ خَفْيًا وخَفَا يَخْفُو خُفُوًّا بَرَقَ بَرْقًا ضَعِيفا* أبو حنيفة* أَضْعَفُ البَرْقِ الخَفْوُ والتَّبَسُّمُ نَحْوه والانْكِلَالُ كالتَّبسُّمِ وكذلك فى الضَّحِكِ* أبو عبيد* الانْكِلَالُ ـ قَدْرُ ما يُرِيكَ سَوادَ الغَيْمِ من بَياضِه* أبو حنيفة* فاذا زاد قليلا ـ فهو اللَّمْعُ* أبو زيد* لَمَعَ يَلْمَعُ لَمْعًا ولَمَعَانًا ولمُوعًا ولَمِيعًا وهو البَرْقةُ ثُمَّ الاخْرَى* غيره* وكُلُّ ساطِعٍ لامِعٌ* أبو حنيفة* وكذلك اللَّمْحُ* أبو زيد* اللَّمْحُ لا يكون الا من بَعِيدٍ وقد لَمَحَ يَلْمَحُ لَمْحًا ولمَحانًا وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُوح ولَمَّاحٌ وأنشد

يا مَنْ لِبَرْقٍ أَبِيتُ الليلَ أَرْمُقُه

فى عارِضٍ كمُضِىءِ الصُّبْحِ لَمَّاحِ

* أبو حاتم* عَارِضٌ وَبَّاصُ ـ شَدِيدُ وَمِيضِ البَرْقِ وقد وَبَصَ البَرْقُ والوابِصةُ البَرْقةُ* أبو حنيفة* الوَبِيصُ والوَمِيضُ والايماضُ كاللَّمْعِ وقد وَمَضَ البَرْقُ* أبو عبيد* لَاحَ البرقُ وأَلاحَ أَوْمَضَ* ابن دريد* لَاحَ لَوْحًا ولَوَحانًا* أبو زيد*

__________________

ـ فبطن السّلى فالسّخال تعذرت فمعقلة الى مطار فواحف وقال المخبل أعرفت من سلى رسوم ديار بالشط بين مخفق ومطار وقال جرير ماهاج شوقك من رسوم ديار بلوى عنيق او بصلب مطار وقال ذو الرمة اذا لعبت بهمي مطار فواحف كلعب الجوارى واضمحك ثمائله الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به

١٠٧

ولُؤُوحًا* أبو حنيفة* فاذا زاد فأَضاءَ كُلِّ شَىْءٍ ـ فهو الائْتِلَاقُ والتَّألُّقُ فاذا رأيتَه فى وَسَطِ السحابِ كانه سَيْفٌ مَسْلُولٌ فتِلْكَ العَقِيقَةُ وقد عَقَّ وانْعَقَ* أبو عبيد* ومنه قيل للسَّيْفِ كالعَقِيقةِ* صاحب العين* عَقِيقةُ البرقِ وعَقَقُه شُعاعُه وقال تَهَلَّلتِ السحابةُ بالبرق ـ تَلَأْلَاتْ* أبو حنيفة* فاذا تَسَلْسَلَ فى السحاب فتلك السَّلَاسِل الواحدةُ سِلْسِلةٌ* أبو زيد* السِلْسِلَةُ ـ بَرْقُ النهارِ وبَرْقُ السحابِ الفُرَادَى وهى البَرْقةُ الدقيقةُ* أبو حنيفة* فاذا خَرَجَ من أَعْراض السحاب ـ فذلك التَّبَوُّجُ والتَّكَشُّفُ فاذا شَقَّ صُعُدًا ـ فهو المُسْتَطِير فاذا تَتابَعَ البرقُ ولم يَسْكُنْ فقد شَرِىَ شَرًى واسْتَشْرَى وأنشد

أَصَاحِ تَرى البرقَ مُسْتَشْرِيًا

يَمُوتُ فُواقًا ويَشْرَى فُوَاقَا

 وهو العَرَّاصُ ـ وهو الذى لا يَنامُ بَرْقُه* أبو زيد* عَرَصَتِ السماءُ تَعْرِصُ عَرْصًا دام بَرْقُها وباتتِ السماءُ عَرَّاصَةً* صاحب العين* عَرِصَ عَرَصًا واعْتَرَصَ* أبو زيد* تَكَلَّحَ البرقُ ـ دَامَ وتَتابع فى الغَمامةِ البيضاء وقال فَرَى البَرْقُ فَرْيًا ـ وهو دوامُه فى السماء* أبو حنيفة* خَفَقَ البرقُ يَخْفِقُ خَفْقًا وخَفَقانًا ـ تتَابَعَ* أبو عبيد* ارْتَعَجَ ـ البرقُ ـ تتابَع وكَثُرَ* ابن دريد* وهو الرَّعْجُ والرَّعَجُ وقد أَرْعَجَ ورَعَجَ وأَرْعَجَنِى هذا الامْرُ ورَعَجَنِى أقْلَقَنِى* وقال* اسْلَنْقَعَ البرقُ ـ لمَعَ لمَعانًا مُتَتابعًا وهو السِّلِنْقَاعُ* أبو حنيفة* فأما السَّنَا ـ فهو أن تَرَى ضَوْءَ البرقِ ولا تَرَى أَصْلَه وذلك اذا كان سَحابُه نازِحًا لا تَراه وقد سَنَا يَسْنُو سَناءً ـ ظَهَرَ سَناهُ وجمعُ السَّنَا أَسْنَاءٌ* ابن السكيت* ويُثَنَّى سَنَيانِ وسَنوانِ* ابن جنى* فأما قِراءةُ من قَرأَ «يكاد سناء برقه يذهب بالابصار» فان السَّناءَ بالمدّ الارتفاعُ فلما كان سَنَا البرقِ مُسْتطيرا مُرْتَفِعًا ساغَ فيه المَدّ ذَهابا الى الارتفاع* أبو زيد* تَلَأْلَأَ البرقُ وهو السريعُ الخفيفُ المُتَتابعُ ومَصَعَ يَمْصَعُ مَصْعًا ورَمَحَ يَرْمَحُ رَمْحًا كذلك* صاحب العين* خَطِفَ البرقُ البَصَرَ ـ ذهَب به* ابن دريد* خَطِفَه يَخْطَفُه وفى التنزيل (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) وقد قرئ بكسر الطاء* على* وكذلك الشُّعاعُ والسيفُ وكُلُّ جِرْمٍ صَقِيلٍ* أبو حنيفة* واذا بَرَقَتِ السماءُ حتى تُطْمِعَكَ فى المطر ثم أخْلَفَتْ فلم تُمْطِرْ فذلك البرقُ خُلَّبٌ أُخِذَ من الخِلَابةِ وهو الخِدَاعُ* غيره*

١٠٨

البرقُ الخُلَّبُ ـ الذى يُومِضُ حتى تَرْجُوَ المَطَرَ ثم يَعْدِلَ عنكَ وأنشد

* لم يَكُ مَعْرُوفُكَ يَرْقًا خُلَّبا*

* أبو زيد* بَرْقُ الخُلَّبِ وبَرْقُ خُلَّبِ وبَرْقٌ خُلَّبٌ* أبو حنيفة* اليَلْمَعُ كالخُلَّبِ* ابن دريد* بَرْقٌ إلَاقٌ كبَرْقٍ خُلَّبٍ سَوَاءً* أبو حنيفة* والشَّيْمُ نَظَرُكَ الى البرقِ رأيتَ سَحابَهُ أو لم تَرهُ وعَلَاكَ أو لم يَعْلُكَ وقد شِمْتُ البرقَ شَيْمًا قال زهير فيما عَلَاكَ وقد كنتَ تَحْتَ وَدْقِهِ ووصَفَ وَحْشًا

يَشْمِنَ بُروقَهَ وَيَرُشُّ أَرْىَ الْ

جَنُوبِ على حَواجِبِها العَماءُ

والشَّيْمُ فيما بَعُدَ أكثر فى الكلام مما أَظَلَّك وقد يكونُ الشَّيْمُ لما بَعُدَ من النارِ قال ابن مُقْبِل فى الشَّيْمِ غيرِ النَّظَرِ الى البَرْقِ وذَكَرَ طارِقاً

ولو تُشْتَرَى منهُ لَباعَ ثِيابَهُ

بنَجْةِ كَلْبٍ أو بِنارٍ يَشِيمُها

فَجَعَل النَّظَرَ الى النار البعيدَةِ شَيْمًا وقال ذو الرمة

حَتَّى اذا الهَيْقُ أَمْسَى شَامَ أَفْرُخَهُ

وَهُنَّ لا مُؤْيِسٌ نَأْيًا ولا كَثَبُ

فجَعلَ نَظَرَ الهَيْقِ الى الشَّقِّ الذى فيه أَفْرُخُه شَيْمًا* وقال أبو زياد الكلابى* فى الخَالِ الذى ذَكَرَتِ العربُ فى أشعارِها هو البرقُ وأنشد

أَلَمْ أَكُ ذا قُرْبَى وحَقِّى وَاجبٌ

فَتُخْبِرَنىِ بالْخالِ أَيْنَ يُصِيبُ

فَقالَ يُصِيب الشئَ من بَطْنِ ذِى حُسًا

وما ذُو حُسًا من سُوقةٍ بقريبِ

وقد يجوز أن يكون الخالُ فى هذا البيت غيرَ ما قال ولكنه قال كثير

يَشِمْنَ بآفاقِ ابْن لَيْلَى مَخِيلةً

عَرِيضًا سَناهَا مُكْفَهِرًّا صَبِيرُها

فهذه المَخِيلَةُ هو البرق قال وقال أبو زياد وينظر الناسُ الى السماء عَشِيةً فيقولون انها لَمُخِيلةٌ أن تَبْرُقَ الليلةَ أى أنها شَبِيهةٌ أن يكونَ ذاكَ قال وان رأوْا سحابًا حِينَ يُمْسُونَ ولم يَرَوْا بَرْقًا فليس بخالٍ وقولُ الهُذَلِىِّ شاهدٌ لابى زِياد

اخِيلُ بَرْقًا مَتَى حَابٍ له زَجَلٌ

اذَا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجا

وكذلك قولُ الآخر

لشماء بَعْدَ شَتَاتِ النَّوَى

وقد بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرْقًا وَلِيفَا

والوَلِيفُ برقتانِ بَرْقَتانِ كأَنَّ ذلك أصْدَقُ له ثم بَيَّنَ بأكثَر من هذا فقال

١٠٩

أَجَشَّ رِبَحْلاً لَهُ هَيْدَبٌ

يُرَفِّعُ للخالِ رَيْطاً كَشِيفَا

فجعل الخالَ تَكَشُّفَ السحابِ عن البرق وشَبَّهَ بياضَ البرقِ أو السحاب بالرَّيْطِ* ابن دريد* برقٌ وِلَافٌ ـ أى يكون لَمْعَتَيْنِ مُتَوَالِيَتَيْنِ وذلك لا يُخْلِف* ابن السكيت* هو الوِلَافُ والالافُ* صاحب العين* الحَثْحثَةُ ـ اضْطِرابُ البَرْقِ فى السحاب وانْتِخالُ البَرَدِ والثلْج* أبو زيد* إلْهابُ البرقِ ـ سُرْعةُ رجْعِه وتدَاركُهُ وليس بين البَرْقَتين فُرْجةٌ وقد أَلْهَبَ* أبو زيد* قَرِيحُ البرقِ ـ أوَّلُ شئٍ شِيمَ من بَرْقِه ووَقَعَ من غَيْثه وقال ارْتَعَصَ البرقُ ـ اضْطَرَبَ وأصلُ الرَّعْصِ النَّفْضُ وقد ارْتَعَصَتِ الشجرةُ ورَعَصَتْها الريحُ وأَرْعَصَتْها ورَعَصَ الثورُ الكلبَ يَرْعَصُه رَعْصًا ـ اذا هَزَّه واحْتَمله بقَرْنِه وقال عَتَبَ البرقُ يَعْتِبُ عَتَبانًا ـ بَرَق وَمِيضًا* صاحب العين* برقٌ رافِعٌ ـ ساطِعٌ قال الشاعر

أَصاحِ ألم تَحْزُنْك رِيحٌ مَرِيضةٌ

وبَرْقٌ تَلَالا بالعَقِيقَيْنِ رافِعُ

باب الأمطار

* صاحب العين* المطرُ ـ ماءُ السحابِ والجمع أمطارٌ وفِعْلُه المَطْرُ وأكْثَرُ ما يجىءُ فى الشِّعْر وقد مَطَرَتْهم السماءُ تَمْطُرُهم مَطْرًا وأَمْطَرَتْهم ـ أصابَتْهم بالمَطر* أبو عمرو بنُ العَلاء* أَمْطَرُهم اللهُ فى العذاب خاصَّةً* صاحب العين* يومٌ مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومَطِرٌ ـ ذو مَطَرٍ ومكانٌ مَمْطُورٌ ومَطِير ـ أصابَه المطرُ وأرضٌ مَطيرٌ ومَطِيرةٌ كذلك ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ ـ مُحْتاجٌ الى المَطَرِ* أبو زيد* تَبَدَّحَ السحابُ وتَبَذَّحَ أَمْطَرَ* صاحب العين* الافاوِيقُ ـ ما اجْتَمَعَ من الماء فى السحاب

المطر فى موضعه

* ثعلب* السَّحابُ يَقْلِسُ النَّدَى ـ اذا رَمَى به وهو أَصْلٌ* غيره* هو شَبيهٌ بالفىء* ابن جنى* قَلَسَ البَحْرُ السَّحابَ وأنشد ابن جنى للهذلى

غَداةَ تَساهَمْنا الطريقَ فَبَزَّنا

سَوَامٌ كقَلْسِ البَحْرِ جَوْنٌ وأَبْقَعُ

* ابن السكيت* عَمِقَ يومُنا غَمَقًا فهو غَمِقٌ ـ كثُر نَداءُ* أبو عبيد* اليومُ

١١٠

الخَدِرُ ـ النَّدِىُّ وقد تقدم أن الخَدَرَ البَرْدُ مع مَطَرٍ والثَّأَدُ ـ النَّدَى والثَّئِيدُ النَّدِىُّ* صاحب العين* الخَضِلُ ـ كُلُّ شَئٍ نَدٍ يَتَرَشَّشُ نَداهُ وقد تقدم تصريفُ فِعْلِه* أبو عبيد* رَشَّتِ السماءُ وأَرَشَّتْ* أبو زيد* الرَّشُ ـ المَطَرُ الخَفِيفُ القَلِيلُ والجمعُ الرِّشاشُ رَشَّتْ تَرُشُّ رَشًّا* أبو عبيد* أرضٌ مَرْشُوشَةٌ* أبو زيد* التَّلْبِيدُ ـ نحوُ الرَّشِّ* صاحب العين* أرْزَغَ المَطَرُ ـ اذا كان منه ما يَبُلُّ الارضَ* أبو عبيد* أَخَفُّ المَطرِ وأَضْعَفُه ـ الطَلُّ وأرضٌ مَطْلُولَةٌ* ابن دريد* الطَّلُّ ـ النَّدَى وقيل فَوْقَ النَّدَى وجمعُه طِلَالٌ ويوم طَلُّ ذُو طَلِّ* صاحب العين* الطَّلُّ ـ أرْسَخُ المَطَر مع دوامٍ* أبو حاتم* طَلَّتِ الارضُ فهى طَلَّةٌ ـ نَدِيَتْ وقالوا فى الدعاء طَلَّتْ بِلَادُكَ وطُلَّتْ فطُلَّتْ أُمْطِرَتْ وطَلَّتْ ـ نَدِيَتْ* سيبويه* طُلَّتْ بصيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه* ابن دريد* كُلُّ شَئٍ نَدٍ طَلُّ* أبو عبيد* ثم الرَّذاذُ فَوْقَ الطَّلِّ وأرضٌ مُرَدُّ عليها ولا يقال أرضٌ مُرَذَّةٌ ولا مَرْذوذة هذا قول الاصمعى وأما الكسائى فقال أرضٌ مُرَذَّةٌ ثم البَغْشُ وأرضٌ مَبْغُوشَةٌ* أبو حنيفة* الطَّلُّ الضَعِيفُ كَانَّه نَدَى وقيل هو الذى لا تَكادُ تَراهُ من ضَعْفه حتى يُخَيَّلَ اليك أنه الدُّهْنُ أو الضَّبَابةُ* ابن دريد* طَلَّتْ ليلتُنا فهى طَلَّةٌ وكُلُّ شَئٍ نَدٍ طَلٌّ* أبو حنيفة* كُلُّ مَطَرٍ يكون قليلاً فهو رَذاذٌ وقال هى أرضٌ مُرَذٌّ عليها ومَرْذُوذةٌ والبَغْشُ كأنه نَدًى* أبو حاتم* وهى البَغْشةُ بغَشَتْهم تَبْغَشُهم بَغْشًا* أبو حنيفة* الطَّشُّ فُوَيْقَ ذلك* أبو عبيد* طَشَّتِ السماءُ طَشًّا وأَطَشَّتْ وأرضٌ مَطْشُوشةٌ* صاحب العين* مَطَرٌ طَشٌّ وطَشِيشٌ وأنشد

* ولا جَدَ انْيِلَك بالطَّشِيش*

* أبو حنيفة* النَّضْحُ مثلُ الطَّشِّ الا أنه رُبَّمَا كانَ بِريحٍ وقال قد كان فى الأرضِ نَضَحاتٌ ـ وهى الشئُ اليَسير المُتَفَرِّقُ* صاحب العين* يومٌ دامِعٌ* أبو عبيد* الدَّثُّ ـ مَطَرٌ ضعيفٌ دَثَّتِ الارضُ تَدثُّ دَثًّا* أبو حنيفة* الدَّثَّةُ ـ المطرةُ الخَفِيفة والجمع الدِّثَاثُ وقد دَثَّتِ الارضُ دَثًّا* أبو زيد* الهَدْمَةُ كالدَّثَّةِ وجمعُها الهَدْمُ والهِدَامُ وأرضٌ مَهْدُومةٌ* أبو عبيد* الرَّكُّ ـ كالدَّثِّ وجَمْعُه الرِّكاكُ* الأصمعى* وهى الارْكاكُ والرَّكائِكُ الواحدةُ رَكِيكةٌ* أبو حنيفة*

١١١

أرضٌ رَكِيكَةٌ ومُرَكَّكَةٌ ومُرَكُّ عليها* أبو عبيد* الضَّرْبُ فوقَ الرِّكِّ قليلاً والهَطْلُ فوقَ ذلك هَطَلَتِ السماءُ تَهْطِلُ هَطْلاً وهَطَلانًا وأرضٌ مَهْطُولةٌ* صاحب العين* الهَطَلانُ ـ تتابعُ المطرِ المُتفَرِّقِ لعظيمِ لقَطْرِ هَطَلَ يَهْطِلُ ودِيمَةٌ هُطُلٌ* أبو على* دِيمةُ هَطْلَاءُ فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها وقال ابن قُتَيْبَةَ مِثْلَهُ وزاد انما قالوا فى الذَّكَرِ هَطِلٌ وحَكَى غيره هَطَّالٌ وأنشد

* أَلحَّ عَلَيْها كُلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ*

* أبو عبيد* وفَوْقَهُ قليلاً الهَتَلَانُ هَتَلَتِ السماءُ تَهْتِلُ هَتْلاً وهَتَلَانًا* أبو زيد* هَتْلاً وهُتُولاً وتَهْتالاً كذلك وسحابٌ هُتُلٌ ـ مُتَتابعةُ المَطَر* أبو عبيد* وكذلك هَتَنَتْ* أبو عبيد* التَّهْتَانُ مثل الهَتَلَانِ* ابن دريد* هَتَنَتْ هَتْنَا وهُتُونًا وهَتَنانًا وتَهاتَنَتْ وسحابة هَتُونٌ والجمعُ هُتُنٌ وهُتَنٌ* على* هُتَنٌ عندى غَيْرُ مُرْتَجَلٍ فى الجمع لان هذا انما هو جمعُ فُعْلةٍ لا يُرْتَجلُ الا فيها وأما فَعُولٌ فحكمُه فُعُلٌ الا أن بعضَهم كره الضمةَ فيُحَوِّلُها فتحةً فهُتَنٌ على هذا فرعٌ غَيْرُ مُرْتَجَل* أبو عبيد* القِطْقِطُ من المطر ـ الصِّغَارُ كانه شَذْرٌ* أبو زيد* قَطْقَطَتِ السماءُ وهو عنده أوّل المطر* أبو عبيد* الرِّهْمةُ ـ المَطَرُ الضعيفُ الدائمُ* أبو حنيفة* الرِّهْمةُ أن تُطْبِقَ السماءُ على الارض لَيَالِىَ ذواتِ عِدَّةٍ بأَمْطارٍ وضُرٍّ شديدٍ ليس فيها برقٌ ولا رَعْدٌ وهى من الدِّيَمِ وقيل الرِّهْمة أشدُّ وَقْعًا من الدِّيمةِ وأَسْرَعُ ذَهابًا وقد أرْهَمَتِ السماءُ وأرضٌ مَرْهُومة ولم أَسْمَعْ مُرْهَمَة قال ذو الرمة

أو نَفْحَة من أَعالِى حَنْوَةٍ مَعَجَتْ

فيها الصَّبا مَوْهِنًا والرَّوضُ مَرْهُومُ

وهى الرِّهَمُ والكثيرةُ الرِّهامُ وقيل الرِّهْمةُ ـ المطرُ الصَغِيرُ القَطْر مع دوامِهِ* ابن دريد* الرِّهْمةُ ـ المَطَرُ اللَّيِّنُ ومنه اشْتِقاقُ المَرْهَمِ للينهِ* أبو زيد* الهَفَاءُ واحِدَتُها هَفَاءةٌ نحوُ الرِّهْمةِ* وقال العَنْبَرِىُّ* أفَاءٌ وأَفَاءَةٌ* أبو عبيد* أصابَهم رَمَلٌ من مطر ـ وهو القليلُ وجَمْعُه أرْمال والتَّهْمِيمُ ـ الضَّعِيفُ وأنشد

* من لَفِّ ساريةٍ لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ*

* ابن السكيت* الهَمِيمةُ من المطر ـ الشَّئُ اللَّيِّنُ* وقال مرة* مَطَرٌ لَيّنٌ دُقاقُ الْقَطْر* أبو عبيد* الذِّهابُ كالتَّهْمِيم* أبو حنيفة* واحدَتُها

١١٢

ذِهْبَةٌ وقال هى الحَدِيثةُ من الامْطارِ* ابن السكيت* النَّضِيضَةُ ـ المَطر القليلُ وأنشد

* فى كُلِّ عامٍ قَطْرُهُ نَضَائِضُ*

* أبو حنيفة* الخَبْطة ـ المَطَرُ الواسِعُ فى الارضِ مع ضَعْفٍ وأنشد

بِرِيحِ الخُزَامَى خالَطَتْها وخَبْطَةٍ

من الطَّلِّ أنفاسُ الرِّياحِ اللَّواغِبِ

والدَّهْنُ مِثْلُ الضَّبابةِ دَهَنَتِ السماءُ الارضَ ـ بَلَّتْ أعْلاهَا لا مُسِيلٌ ولا باغِشٌ* أبو زيد* وهى الدِّهانُ واحدُها دُهْنٌ وأرضٌ مَدهونة* أبو حنيفة* الخَطْرَةُ ـ الضعيفةُ وأنشد

لها خَطَراتُ الارضِ من كُلِّ بَلْدةٍ

لِقَوْمٍ وان هاجَتْ لهم حَرْبُ مَنْشِمِ

قال واذا كان الرَّبيعُ قليلَ المطر قليل النباتِ فهو رُبَيِّعٌ وكذلك الصَّيْفُ صُيَيْفٌ والخَرِيفُ خُرَيّفٌ* أبو عبيد* أرضٌ مَرْبُوعة ومَصِيفة ومَصْيُوفة ومَخْرُوفةٌ من الربيع والصَّيْفِ والخَرِيفِ* أبو حنيفة* الشَّفِيفةُ ـ التى تُمْطِرُ جانبًا من الارض وقال أرض مَضْعُوفةٌ ومُضَعَّفةٌ من المطرِ الضَّعِيفِ* ابن السكيت* أصابنا شَمَلٌ من مَطَرٍ وأَخْطَأَنا صَوْبُه ووابلُه ـ أى أصابَنا منه شئٌ قليلٌ* صاحب العين* النَّخْلُ تَنْخِيلُ الثَّلْجِ والوَدْقِ تقول تَنَخَّلَتْ ليلتُنا ثلجا ومطرا غَيْرَ جَوْدٍ* أبو عبيد* الدِّيمةُ مَطَرٌ يَدُومُ مع سكون وأَرضٌ مَدِيمةٌ* أبو حنيفة* الدِّيمةُ ـ مَطَرٌ يَدُومُ اليومَ واليَوْمَيْنِ والثلاثةَ دامتِ السماءُ دَيْمًا* وحكى عن الفراء* الدِّيمةُ والدِّيمُ ـ المطر يَمكثُ يوما وليلة دامَتْ تَدُومُ دَيْمًا وَدَوْمًا ويقال دَيَّمَتِ السماءُ* أبو على* وَدَوَّمَتْ وقد روى هذا البيت بالوجهين

* إن دَيْمُوا جَادَ وانْ جَادُ واهَطَلْ*

وان دَوَّمُوا* أبو حنيفة* وأرضٌ مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ قال وأقلُّ وقتِ الدِّيمَةِ ثُلُثُ يومٍ فأكثَرُ ما بَلَغَ من الوقتِ وأنشد لابن مقبل فى المُدَيَّمَة ووَصَفَ بَقَرةَ وَحْشٍ

رَبِيبةُ حُرٍّ دافَعَتْ فى حُقُوفِهِ

رَخاخَ الثَّرَى والاقْحُوانَ المُدَيَّما

* أبو عبيد* وفى حديث عائشة رضى الله عنها وذَكَرَتِ النبىَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت «كانَ عَمَلُه دِيمةً» شَبَّهَتْهُ بِالدِّيمة من المطر فى دَوامه واقْتِصادِه* ابن

١١٣

جنى* المُدَامُ ـ المطرُ الدَّائِمُ* صاحب العين* أحْلَسَتِ السماءُ ـ مَطَرَتْ مَطَرًا رَقِيقا دائمًا وقال ديمةٌ لَوْثاءُ ـ تَلُوثُ النباتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ كَلَوْثَتِكَ التِّبْنَ بالقَتّ وقال دِيمةٌ ضافيةٌ وهى تَضْفُو ضُفُوًّا ـ تُخْصِبُ الارضَ* أبو زيد* الوَطْفَاءُ الدِّيمةُ السَّحُّ الحَثِيثةُ انْ طالَ مَطَرُها أو قَصُرَ* وقال أبو على* هو من باب فَعْلاءَ التى لا أَفْعَلَ لَها وَقَعَ فيه العَدَمُ عن سَماعٍ

نعوت المطر فى القوّة والكثرة

* أبو حنيفة* الجَوْدُ من المطرِ فوقَ الدِّيمةِ* أبو عبيد* أرضٌ مَجُودةٌ وقد جِيدَتْ* ابن السكيت* مَطَرٌ جَوْدٌ بَيِّنُ الجَوْدِ وقد جادَ وقال هاجَتْ بِنَا سَمَاءٌ جَوْدٌ* السكرى* والجمعُ أَجْوَادٌ* ابن دريد* غَيْثٌ قُطَار ـ عظيمُ القَطْرِ* أبو على عن ثعلب* سحابةٌ مِقْطَارٌ وقَطُورٌ ـ كثيرةُ القَطْر* أبو حنيفة* الوَبْلُ فَوْقَ الجَوْدِ وأنشد

* ان دَيَّمُوا جادَ وان جادُوا وَبَلْ*

* أبو عبيد* الوابِلُ ـ المطَرُ الشديدُ الضَّخْمُ القَطْرِ* أبو زيد* وُبِلَتِ الارضُ وَبْلاً* قال أبو حنيفة* ومنه يكونُ السيلُ* ابن دريد* فأما قوله

فأَصْبَحَتِ المَذَاهِبُ قد أذاعَتْ

بها الاعْصارُ بَعْدَ الوَابِلِينا

فان شئتَ جَعَلْتَ الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحِين وَصَفَهُم بالوَبْلِ لسَعَةِ عَطَاياهم وان شئتَ جَعَلْتَه وَبْلاً بعدَ وَبْلٍ فكان جمعا لم يُقْصَدْ به قَصْدُ كَثْرةٍ ولا قِلَّةٍ* أبو عبيد* البُعَاقُ ـ الذى يَتَبَعَّقُ بالماءِ تَبَعُّقًا* أبو حنيفة* البُعَاقُ ـ الذى لا شَئَ أَشَدُّ منه وأرضٌ مَبْعُوقةٌ* ابن دريد* أصابها البُعَاقُ* أبو عبيد* السَّحِيفةُ ـ التى تَجْرُفُ ما مَرَّتْ به* صاحب العين* الجمعُ سَحائِفُ* أبو عبيد* السَّاحِيَةُ التى تَقْشِرُ وَجْهَ الارْضِ* أبو زيد* ساحِيَةٌ وابِلٌ ووابلٌ ساحيةٌ ـ وهو المطرُ الذى يَسْحَى ما أَتَى عليه فَيسِيلُ به* أبو عبيد* الحَرِيصة ـ التى تَحْرِصُ وَجْهَ الارْض تُؤَثِّرُ فيه من شِدَّةِ وَقْعِهَا* أبو حنيفة* القُشْرَةُ ـ مَطَرَةٌ شديدة تَقْشِرُ وَجْهَ

١١٤

الارضِ والقَاعِفُ من المَطَرِ ـ الشديدُ الذى يَقْعَفُ الحجارةَ أى يَجْرُفُها عن وَجْهِ الارضِ* قال أبو على* هو من القَعْفِ وهو شدَّةُ الوَطْءِ واجْتِرَافُ الترابِ بالقَوائِم قَعَفَه يَقْعَفُه قَعْفًا* صاحب العين* مطرٌ قَاحِفٌ كقَاعِف* وقال* المَطَرُ يَفْحَصُ التُّرابَ ـ اذا قَلَبه ونَحْى بعضَه عن بعض* وقال* مَأَشَ المطرُ الارضَ ـ سَحَاها وأَبْلَطَها وهو أن لا تَرَى على مَتْنِها تُرابًا ولا غُبارًا والمَطَرُ الدَّاحِى ـ الذى يَدْحَى الحَصَى عن وَجْهِ الارضِ والدَّحْوُ البَسْطُ من قوله عزوجل (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) قال ومَنْزِلٌ فى السماءِ بَيْنَ النَّعَائِم والذابِح يُسَمَّى الادْحِىَّ* وقال* بَعَّجَ المَطَرُ فى الارض ـ اذا فَحَصَ عن الحَصَى بِشدَّةٍ وانْبَعَجَ السحابُ عن المَطرِ ـ انْفَرَجَ وأصلُ البَعْجِ الشَّقُّ بَعَجْتُه أَبْعَجُه بَعْجًا فهو مَبْعُوج وبَعِيجٌ وتَبَعَّجَتِ السماءُ وانْبَعَجَتْ اتَّسَعَتْ عَنِ الوَدْقِ وكُلُّ ما اتَّسَعَ فَقد انْبَعَجَ وتَبَعَّجَ* غيره* اثْعَنْجَرَ المطرُ ـ انْصَبَّ واثْعَنْجَرَتْ به السحابةُ وقد تقدَّم فى الدَّمْع* أبو عبيد* الجَدَ مَقْصُور ـ المطرُ العامُّ ومنه اشْتُقَّ جَدَا العَطِيَّة والرَّمِىُّ والسَّقِىُّ سَحابتانِ عظيمتَا القطرِ شَدِيدتَا الوَقْعِ والعَيْنُ ـ المَطَرُ يَدُومُ خَمْسَةَ أَيامٍ أو سِتَّةً لا يُقْلِعُ أُنْثَى وقد تقدم أنها السحابةُ التى تَنْشَأُ من القِبْلة والشَّآبِيبُ من المطرِ الدُّفْعَاتُ* أبو حنيفة* الشُّؤْبُوبُ ـ حِدّةُ المطرِ وحِدَّةُ كُلِّ شَئٍ شُؤْبُوبُه وهو غَيْرُ دائمٍ ولا واسِعٍ* أبو زيد* الشُّؤْبُوبُ المَطَرُ يُصِيبُ المَكانَ ويُخْطِئُ الآخَرَ ومثلُه النَّجْوُ وجِمَاعُهُ النِّجَاءُ وقد تقدم أنه السَّحابُ الذى هَراقَ ماءَهُ ويقال للمطر القليل العرْضِ سحابةٌ ان قَلَّ مَطَرهُ أو كَثر وهو مِثْلُ الشُّؤْبُوب* أبو عبيد* أَصابَتْنا بُوقةٌ مُنْكَرةٌ ـ وهى دُفْعةٌ من المطرِ انْبعَجَتْ عليه ضَرْبةً* أبو حنيفة* بُوقٌ من المطر وبَوْقٌ ـ وهو الذى لا يَقُوم له شئٌ* ابن دريد* البَغْر ـ الدُّفْعة من المطر بَغَرتِ السماءُ تَبْغَرُ بَغْرًا* أبو عبيد* المُرْثَعِنُّ ـ المُسْتَرْسِل السائلُ* قال أبو على* كُلُّ مُسْتَرْخٍ مُسْتَرْسِلٍ مُرْثَعِنُّ ثم كَثُرَ فى الْغَيْثِ* أبو عبيد* الغَدِقُ ـ الكثيرُ المطر* ابن السكيت* الغَدَقُ كثرةُ المطر* قال أبو على* الغَدِقُ والغَدَقُ والغَيْداقُ ـ المطر الكثير العامُّ الواسِعُ المُرْوِى حتى سَمَّوْا كُلَّ رَيَّانَ غَيْداقًا وأنشد

* بِوالِهٍ من قَبيضِ الشَّدِّ غَيْدَاقِ*

١١٥

وقد غَدِقَتِ السَّمَاءُ غَدَقًا وأَغْدَقَتْ* قطرب* ومنه عامٌ غَيْداقٌ وسَنةٌ غَيْداقٌ بغير هاء وقد تقدم الغَيْداقُ من الناس والضِّباب* ابن السكيت* غَيْثٌ جِوَرُّ غَزِيرٌ كَثِير المطر وجُؤَرٌ وأنشد

* لا تَسْقِهِ صَيِّب غَرَّافِ جُؤَرُ*

ويروى عَزَّاف* أبو زيد* الدَّجْنُ ـ المطر الكثير وقد تقدم أنه إلباس الغيم الارضَ والمِدْرارُ والدِّرَّة فى كلِّ الامْطار ـ وهو الذى يَتْبَعُ بعضُه بعضا وجِماعُ الدِّرَّة الدِّرَرُ* غيره* سَماءٌ مِدْرار ـ دَرُورٌ* أبو زيد* رأيتُ عَجَارِفَ المطر ـ اذا أقبلَ بِشدَّة* ابن السكيت* أصابَنا مطرٌ لا يَتَعَاظَمُه شئ ـ أى لا يَعْظُمُ عنده شئٌ وأصابتْنا سَمَاءٌ وأَسْمِية وسُمِىُّ ـ أى مطر وما زِلْنا نَطَأُ السماءَ حتى أتيناكم يعنى المطرَ وأنشد

* تَلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِىُّ*

يعنى الامْطار وقد تقدم تعليل هذا الحرف فى باب السماءِ والفَلَكِ* أبو حنيفة* الغَيْبةُ ـ الدُّفعة الشديدة من المطر والجمعُ الغَبَياتُ* أبو عبيد* الغَبْيةُ ـ المَطْرةُ ليست بالشديدة الكثيرة* أبو زيد* وقد أَغْبَتِ السَّماءُ والحَلْبةُ كالغَبْيةِ حَلَبَتْ تَحْلُبُ حَلْبا وكذلك الشَّجْدَةُ وقد أَشْجَذَتْ ومثله الحَفْشةُ حَفَشَتِ السماءُ تَحْفِشُ حَفْشًا* أبو حنيفة* الحَافِشُ ـ الذى يَسِيلُ سَرِيعًا* الأصمعى* حَفَشَتِ المَطْرةُ الاكَمَةَ ـ قَشَرَتْها فأَسْالْتها* ابن جنى* حَفَشَ المطرُ الارضَ ـ أَظْهَرَ نَباتَها* أبو زيد* الحَشْكَةُ كالحَفْشةِ حَشَكَتْ تَحْشِكُ حَشْكًا* ابن السكيت* مَغَرَتْ فى الارِض مَغْرةٌ ـ وهى مَطْرةٌ صالحة* قال أبو حنيفة* اذا بولغ فى نَعْتِ المطر قالوا أصابَنا جارُّ الضَّبُع ـ وهو الذى لا فوقَه من المطر والرَّاضِبُ من المطرِ السَّحُّ وأنشد

خُناعةُ ضَبْعٌ دَمَّجَتْ فى مَغارةٍ

وأَدْرَكَها فيها قِطارٌ رَواضِبُ

* ابن دريد* السَّحْسَحُ والسَّحْساح ـ المطر الشديد* صاحب العين* هو الذى يَقْشِرُ وَجْهَ الارض من شِدَّته وقد سَحَّ يَسُحُّ سَحًّا وتَسَحْسَحَ وسَحَحْتُ الشئَ أَسُحُّه سَحًّا اذا صَبَبْتَهُ* أبو حنيفة* السَّادِحةُ ـ التى تَصْرَعُ كُلَّ شئ وأنشد

١١٦

شديدُ مآزِم عَزْلائِهِ

غزِيرُ المُمَرَّضِ والسَّادِحَهْ

واذا كان المطر غَزيرًا دائما فهو طُوفانٌ وأنشد

* وما سحابُ الصَّيفِ بالطُّوفانِ*

يعنى أَمْطارَ الشتاء والفَتْحُ ـ المَطَرُ الواسعُ الغَزِير وجمعُه فُتُوح وأنشد

* يَرْعَى السحابَ العَهْدَ والفُتُوحا*

والعِزُّ ـ الكَثِيرُ من المطر وأرْضٌ مَعْزُوزةٌ* ابن دريد* العَدْرُ ـ المطرُ الكثيرُ وقد عُدِرَتْ الارضُ* صاحب العين* اعْتَدَرَ المكانُ* ابن دريد* ثَدَقَ المَطرُ ـ خَرَج خُروجًا سَرِيعًا نَحْوَ الْوَدْقِ ومنه اشتقاقُ ثَادِقٍ اسْمِ فرسٍ من خَيْلِهم* صاحب العين* الهَثْهَثَةُ ـ انْتِخَالُ عِظامِ القَطْرِ فى سُرْعةٍ من المَطر وقد هَثْهَثَ السحابُ بمَطَرِهِ وأنشد

* من كُلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ*

* أبو عبيد* اشْتَكَرَت السماءُ وطَلَّتْ وأَغْبَرَتْ وحَقَلَتْ كُلُّ هذا حين يَجِدُّ وَقْعُها ويَشْتَدُّ* أبو حنيفة* حَفَلَتْ واحْتَفَلَتْ* أبو زيد* المُحْتَفِلُ ـ المَطَرُ الحَثِيثُ المُتَدَارِكُ وقد تقدم تَصْرِيفُ الحَفْل فى باب الضَّرْعِ والسَّحُّ مِثْلُه غَيْرَ أنَّ السَّحَّ لم يَتَبَيَّنْ قطرُه والمُنْهَمِرُ مِثْلُ السَّحّ* ابن دريد* صَاب المَطَرُ يَصُوبُ صَوْبا وانْصَابَ ـ انْصَبَّ* صاحب العين* مَطَرٌ صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ* أبو حنيفة* اسْحَنْفَرتِ السماءُ كذلك* أبو عبيد* انْهَلَّتْ السماءُ ـ اذا صَبَّتْ واسْتَهَلَّتْ ـ اذا ارْتَفَع صَوْبُ وَقْعِها وكأنَّ الاهْلالَ بالحَجِّ منه وكذلك اسْتِهْلَالُ الصبى* أبو حنيفة* أرضٌ هَلِيلَةٌ ـ اسْتَهَلَّ بها المَطرُ والأَهالِيلُ والاهِلَّةُ ـ ما انْهَلَّ من المطر وقال واحدُ الاهِلَّةِ هِلَالٌ* أبو زيد* الهَلَلُ ـ أوَّلُ المَطَرِ* صاحب العين* هَلَّ السحابُ بالمَطَرِ هَلًّا وانْهَلَّ واسْتَهَلَّ* غيره* الهِلَالُ ـ أوَّلُ مَطَرٍ يُصِيبُك* ابن دريد* غَيْثٌ حِمِرٌّ ـ شديدٌ* أبو حنيفة* حِمِرُّ الغَيْثِ ـ مُعْظَمُه* صاحب العين* أصَابَنا العُراقُ ـ أى غَيْثٌ غَزِيرٌ* وقال* أَرْخَتِ السماءُ عَزَالِيَها ـ كَثُرَ مَطَرُها على التشبيه بعَزَالِى المَزَادِ وهى أفْواهُها* وقال* باتَتِ السماءُ تَسْحَلُ لَيْلَتَها ـ أى تَصُبُّ* ابن

١١٧

الاعرابى* عَسَقَتِ السماءُ عَسَقَانًا ـ أرَشَّتْ وانْصَبَّتْ

باب تطبيق المطر الارض وتلبيده اياها

* أبو حنيفة* الطَّبَقُ ـ العَامُّ الذى يُطَبِّقُ الارضَ وقال فى قول أبى وَجْزَةَ

مُطَبِّقَةُ المَجْرَى لَذِيذٌ نَسِيمُها

رُخَاءٌ أَبَتْ أَعْقَابُها أَنْ تَصَرَّبَا

المُطَبّقةُ المُحَقِّقَةُ* قال المتعقب* وانما أَخَذَ أبو حنيفة هذا من قولهم طَبَّقَ المَفْصِلَ وليس كذلك وانما هذا مأخوذٌ من قول امرئ القيس

دِيمةٌ هَطْلَاءُ فيها وَطَفٌ

طَبَقُ الارْضِ تَحَّرى وتَدُرّ

أى مُطَبِّقَةٌ للارض كُلِّهَا وغِطاءُ كُلِّ شَئٍ طَبَقٌ له ومنه قيلَ لِغِطاءِ الارْضِ طَبَقٌ ومنه قوله تعالى (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) أى طابقت كُلُّ واحدةٍ منها صاحِبَتَها طِبَاقًا ومُطَابَقةً أى هذه غِطاءٌ لهذه وهذه تَحْتَها لم تُفْصَلْ عنها ومن هذا قيل للمُتَّفِقَيْنِ على الامر مُتَطابقانِ على كذا وكذا فَسَمَّى سُبْحانَه بالمَصْدَرِ فلم يُجْمَعْ على لفظِ طَبَقٍ لانَّ جَمْعَ طَبَقٍ أطْبَاق قال الشماخ

اذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ

أطْباقُ نَىٍّ على الأَثْبَاجِ مَنْضُودِ

والمُغَطِّى للشئِ طَبَقٌ له وطِبَاقٌ ولا معنى للمُحَقِّقةِ فى بيت أبى وَجْزةَ ولا يَجُوزُ غَيْرُ ما قلناه* أبو على* طَبَقُ الارضِ فى بيتِ امرئ القيسِ من بابِ قَيْدِ الاوابِدِ وعُبْرِ الهَواجِرِ* صاحب العين* تَحَيَّرَتِ الارضُ بالمَطَرِ ـ تَغَطَّتْ* أبو على* ومنه رَوْضَةٌ حَيْرَى قال الهذلى

فيا رُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ

تَحَدَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ

* أبو عبيد* تركتُ الارضَ قَرْوَةً واحدةً ومَحْوَةً واحدةً ـ اذا طَبَّقَها المَطَرُ* أبو حنيفة* تركتُ الارضَ دَثَّةً وزَلَفَة وأصْلُ الزَّلَفَةِ المَحَارةُ أى صارتْ كالمَحارةِ المَمْلوءَةِ قال الشاعر يصف أرضَ زَرْعٍ أَوْ نَخْلَ سَقَتْها سانِيةٌ

حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّبَارُ كانَّها

زَلَفٌ وأُلْقِىَ قِتْبُها المَحْزُومُ

وقيل الزَّلَفُ ـ وَجْهُ المِرْآةِ ومن الاول قولُهم للغَدِيرِ المَلْآنِ زَلَفٌ وأنشد

جَثْجَاثُها وخُزاماهَا وثامِرُهَا

هَبَائِبٌ تَضْرِبُ الثُّعْبانَ والزَّلَفَا

١١٨

وقيل الزَّلَفَةُ ـ المَصْنَعةُ وسيأتى ذكْرُها قال واذا كانتِ الارضُ كذلك قيلَ أرضُ مَيِّهَةٌ وقد ماهَتْ تَمُوهُ مَاهًا أى كَثُرَ ماؤُها واذا اسْتَقَرَّ ماءُ السماءِ فى الارضِ فهو المَوْهِبَةُ وقال أرضٌ بَلاثِقُ ـ اذا كَثُرَ بها المطرُ* غيره* اذا أصابَ الشتاءُ الارضَ فعَمَّها حتَّى لا يكون فيها فَتْقٌ فهى مَنْصُوحَةٌ* الأصمعى* لَبَّدَ المطرُ الارضَ وكذلك النَّدَى وعَزَّزَها كذلك وقد تقدّم أن التَّلْبِيدَ كالرَّشِ

باب الثلج والبرد ونحوهما

الثَّلْجُ ما جَمَدَ من الماءِ بالنهار والليل* أبو عبيد* أرضٌ مَثْلُوجةٌ من الثَّلْج* ابن السكيت* وقد ثُلِجَتْ ثَلْجًا* أبو حنيفة* أرضٌ مُثْلَجة* أبو عبيد* أَثْلَجَ يَوْمُنا* أبو زيد* أَثْلَجْنَا ـ دَخَلْنَا فى الثَّلْجِ وثُلِجْنَا ـ أصابَنَا الثَّلْجُ وماءَ مَثْلُوجٌ ـ مُبَرَّدٌ بالثَّلْج* ابن السكيت* والسَّقِيطُ بالليل وقيل السَّقِيطُ ـ نَدًى يَخْرُجُ من جُرْدَةِ السماءِ* صاحب العين* الخَشَفُ والخَشِيفُ ـ الثَّلْجُ الخَشِنُ وقد خَشَفَ يَخْشِفُ خُشُوفًا وماء خَاشِفٌ وخَشْفٌ جامدٌ* غيره* أصْلُ الخَشْفِ اليُبْسُ* صاحب العين* الجَمْدُ ـ الرِّخْوُ* غيره* جَمَدَ الماءُ يَجْمُدُ جُمودًا وجَمَسَ يَجْمُسُ جُمُوسًا وقيل جَمَدَ الماءُ ونحوُه من السَّيَّالِ وجَمَسَ الوَدَكُ والسَّمْنُ ونحوهما وكان الاصمعى يُحَطِّئُ ذا الرُّمَّةِ فى قوله

* ونَقْرِى سَدِيفَ الشَّحْمِ والماءُ جَامِسٌ*

والجَمَدُ ـ الثَّلْجُ وكُلُّ ما صَلُبَ فقد جَمَدَ ومنه مُحَّةٌ جامِدةٌ صُلْبةٌ* صاحب العين* البَرَدُ ـ سَحابٌ كالجَمَدِ* أبو مالك* الظَّلْمُ ـ الثَّلْجُ* أبو عبيد* أَرْضٌ مَبْرُودَةٌ من البَرَدِ وبُرِدَ القومُ ـ أصابَهُمُ البَرَدُ وسحابةٌ بَرِدَة ـ ذاتُ بَرَدٍ* ابن دريد* سحابٌ أَبْرَدُ وبَرِدٌ* قال سيبويه* النَّفَيَانُ من السحاب لانه يَنْفِى أوَّل شَئٍ رَشًّا أو بَرَدًا ومنه نَفَيَانُ الطائِر بجَناحَيْهِ والعَضْرَسُ ـ البَرَدُ* ابن السكيت* انْهَمَّ البَرَدُ ـ ذابَ وأنشد

* يَضْحَكْنَ عن كالبَرَدِ المُنْهَمِّ*

وقد تقدم فى الشَّحْم* غيره* ويقال لِمَا ذابَ منه الهُمَامُ* صاحب العين*

١١٩

السحابُ يَنْخُلُ البَرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه ـ يعنى يُغَرْبِلُه واسمُ ذلك الشئِ النَّخْلُ* أبو عبيد* أرضٌ مَصْقُوعة من الصَّقِيع ومَجْلُودة من الجَلِيدِ ومَضْرُوبةٌ من الضَّرِيب وهو الجَلِيدُ* أبو حنيفة* باتَتِ السماءُ تَصْقَعُنا وتَضْرِبُنا وتَجْلِدُنا وتَأْرِزُنا من الارِيزِ وهو البَرْدُ وقد جُلِدَتْ وضُرِبَتْ وأُرِزَتْ وقد يُقال فى هذا كُلِّه أَرِزَتْ على مثال فَعِلَتْ* أبو عبيد* أرضٌ ضَرِبَةٌ وقد ضُرِبَتْ ضَرْبًا وأَضْرَبَها الجَلِيدُ* صاحب العين* الدُّمَّقُ ـ الثَّلْجُ مع الريح يَغْشَى الانسانَ حتى يَكاد يَقْتُلُه* غيره* انْسَاعَ الجَمَدُ ـ ذابَ والسَّيْعُ ما سال على الارض من جَمَدٍ ذَائِبٍ ونحوِه وقد قَدَّمْتُ أنه كَسْرُ الخُبْزِ فى اللِّبَا ونحوه* صاحب العين* الهَثْهَثَةُ ـ انْتِخَالُ الثلج والبَرَدِ* ابن دريد* الغُرَاب ـ البَرَدُ لبياضِه* أبو زيد* الكَوْكَبُ ـ قَطَراتٌ تَقَعُ بالليل على الحَشِيش

أسماءُ عامَّةِ المطر

* أبو زيد* الغَيْثُ ـ اسْمٌ للمطرِ كُلّه وجِماعُه الغُيُوثُ وأرضٌ مَغِيثَةٌ ومَغْيُوثةٌ* قال أبو عبيد قال الاصمعى قال أبو عمرو بن العلاء قال لى ذو الرمة ما رأيتُ أَفَصَحَ من أَمَةِ بَنِى فُلانٍ قلت لها كيف كانَ مَطَرُ كم قالت غِثْنَا ما شِئْنا* صاحب العين* وانما سُمّىَ الكَلَأُ غَيْثًا لانه عن الغيثِ يَكُونُ والسَّبَلُ ـ المطرُ* أبو زيد* وقد أَسْبَلَتِ السماءُ ـ وهو المَطَرُ بَيْنَ السحابِ والارضِ حينَ يَخْرُجُ من السحاب ولَم يَصِلْ الى الارض والعَثانِينُ ـ مِثْلُ السَّبَلِ واحدُها عُثْنُون* أبو عبيد* الوَدْقُ ـ المَطَرُ* ابن دريد* وَدَقَتِ السماءُ وأَوْدَقَتْ* أبو حنيفة* ومنه النَّزَلُ والرَّجْعُ فى كلامِ هُذَيْلٍ قال الله عزوجل (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) وأنشد

* وجاءتْ سِلْتِمٌ لا رَجْعَ فيها*

وكذلك الخَرْجُ قال أبو ذؤيب

وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبَا

بُ عنه وغُرِّمَ ماءً صَرِيحَا

قال وزَعَم بعضُ الرُّواةِ أن غُرِّمَ خَطأ وانما هو وكُرِّمَ ماءً صَرِيحا ويقال أيضا للسحابِ اذا جادَ بمائِهِ كُرِّمَ والناس على غُرِّمَ وهو أشبه بقوله وَهَى خَرْجُه* أبو حنيفة*

١٢٠