المخصّص - ج ٨

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ٨

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩٠

نِصْفانِ نصف أبيضُ ونِصْف يضرِب الى السَّواد والدُّهْمة قَصِيرة الرجلينِ والعُنقِ وكلّ شئ منها وهى أصغَرُ من النُّقَّاز والجميع الفَقَاق مخفَّف (العَنْقاء المُغْرِبة) داهيةٌ وليست من الطير علِمْناها يقال «ضَربتْ عليه العَنْقاء المُغْرِبة» ـ اذا أصابه بَلاءٌ أو خاوِيَة والخاوِيَة ـ الداهِيَة* ابن دريد* العَنْقاء المُغْرِب ـ كلمةٌ لا أصلَ لها يقال انها طائِرٌ عظيمٌ لا يُرَى الا فى الدُّهُور ثم كَثُر ذلك حتى سَمَّوا الداهيةَ عَنْقاءَ مُغْرِبٍ ويقال عَنْقاءُ مُغْرِبٌ* قال أبو على* عَنقاءُ مُغْرِبٌ وصْف فأما الاضافةُ فعلى نحوِ صَلَاةِ الأُولَى وبابِ الحدِيد ومسجدِ الجامِع كأنه عَنْقاءُ أَمرٍ مغرِبٍ أو خبرٍ مُغْرِبٍ* أبو حاتم* (الرَّخَمة) والجمع رَخَم ورُخْم ـ طائِرة ضَخْمة بيضَاءُ تأكل الجِيَفَ ولا تَصْطاد ويقال لها الأَنُوق يقال فى مثلَ للعَرَب «أبْعَدُ من بيض الأَنُوق» وربما خالَط لونَها الاخْتِماسُ ـ يعنى النُّقَط الصغار لا تُرَى والرَّخَمة بعِظَم العُقاب وتُسمَّى أم جِعْرانَ وأمَّ رِسالَة وأمَّ قَيْس وحَفْصةَ وأمَّ عَجِينةَ والذكَر منها ـ العُدْمُل والفِراخ النَّفَانِق ولا تَبِيت الا فى أرفعِ موضِع تقْدِر عليه ويقال قَعَدت الرخَمةُ وجلسَت ولا أعلم ذلك يقال فى غيرِها من الطيْرِ* ابن دريد* جَثَمَت الرَّخَمةُ كذلك* الفارسى* المَجَاثِم مَعْموم بها جميعُ مواقِعِ الطير وقد تقدّم* أبو حاتم* ولا يُرى بَيْض الأَنْوق الا فى شِيْق جَبَل أو رأسِ عِضَاهة لا يُقْدَر عليه (الحِدَأة) والجمع الحِدَأ ـ طائِر لا يَصِيد انما لها الجِيَف والأسْآر وهى سَوداءُ ودَخْناءُ ورَمْداء* قال العجاج

* كما تَدَانَى الحِدأُ الأُوِىُّ*

أى التى يَأوِى بعضُها الى بعض ويَتَدانَى (البُوْمة) طائِر يكون فى الجِبال أبغَثُ أكدَرُ بعِظَم الدَّجاجة يَطِير ويَصِيح بالليل وهو شَبِيه بالباشَق وجمعها البُوْم والنُّهام البُوْم وجمعه نُهُم (البُوْهة) والبُوْه ـ طائِر مثلُ البُومة ويقال هو ذكرها* قال رؤبة

* كالبُوْه تحتَ الظُّلَّة المَرْشُوش*

قال وانما يُفْعل ذلك بالصَّقْر اذا كُرِّز فشُبّه البُوه فى كِبَره به وأنشد

ايا هِنْدُ لا تَنْكِحِى بُوهةً

عليه عَقِيقتُه أحْسَبَا

عَقِيقته ـ شَعَره الذى يُولَد به ورِيشُه وغيرُ ذلك والأَحْسَب (١) ـ لونٌ الى الحُمْرة

__________________

(١) قلت قد أخطأ على ابن سيده هنا خطأ كبيرا فى تفسير الاحسب فى بيت امرئ القيس هذا حيث قال والأحسبُ لون الى الحمرة والصواب أن الاحسب هنا وصف لرجل مشتق من الحُسْبة بالضم مصدر حسِب الرجل اذا احمَرّ لونه وابيض كالبَرص وكذا اذا كان فى شعر رأسه شُقْرة قال أبو نصر اسمعيل بن حماد والأحسب من الابل هو الذى فيه بياض وحمرة تقول منه احسبَّ البعير احسبابا والأحسب من الناس الذى فى شعر رأسه شقرة قال امرؤ القيس

أيا هند لا تنكحي بوهة

عليه عقيقته احسبا

يصفه باللؤم والشح يقول كأنه لم تحلق عقيقته فى صغره حتّى شاخ وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

١٦١

(الهامَة) طائرة كَدْراءُ غَبْرَاءُ مثلُ لونِ البُوم بعِظَم البُومة قال والهامَة العَظِيمة الرأس وهى زَرْقاءُ تنظُر من كلِّ مكان أينما دُرْتَ أدارتْ رأسها قِبلَك ولا تُقْبِل بصَدْرها والجميع الهاماتُ والهامُ ولا تَطِير البُومة ولا الهامةُ بالنَّهار ولكن يكونانِ فى الغِيْران ظاهرتَيْنِ ويُتطَيَّر بالهامَه ويتَنَكَّد بها وقوم لا يتطَيَّرونَ بها ولا يَتَنَكَّدون فلا تضُرُّهم باذن الله تعالى وقومٌ كثير يتيَمَّنُون بها وقالوا لا تُرَى الا بالليل فى رُءُوس الجِبال وقال بعض أهل الجاهليَّة كانوا يَقُولون إنها هامُ الناس اذا مات الانسانُ خرَجت من رأسه هامةٌ وذلك باطِل* قال أبو خيرة* تَصِيح عِند القُبُور وخالفه أبو الدُّقَيش قال ذو الرّمة

يا أيُّها ذَيَّا الصَّدَى الضَّبُوحُ

أما تَزال أبَدا تَصِيح

* وقال بعضهم* البُومة بضِخَم العُقَاب والهامَة طائرةٌ صغِيرةٌ* قال ابن خازم السُّلَمى وقُتِل له ابن بهرَاةَ

فان تَكُ هامةٌ بهَراةَ تَزْقُو

فقد أزقَيت بالمَرْوَيْنِ هامَا

وهذا فى مذْهَب من قال يخْرُج من هامتِه طائر يَصِيح عِند قَبْره* صاحب العين* النُّهَام ـ طائِر شِبْه الهام وقد تقدّم أنه البُوم وقال ناهَتِ الهامةُ نَوْها ـ رفَعَت رأسَها ثم صَرَختْ (الثَّبَج) من الهامِ يَصِيح الليلَ أجمعَ كأنه يَئِنُّ والجمع الثّبِجان (الخَبَل) طائِر يَصِيح الليلَ أجمعَ صَوْتا واحدا يَحْكِى ماتَتْ خَبَلْ ماتت خَبَلْ وهو ثَبَج أيضا (السُّلَّاءة) طائِر فيه رُشْمة طويلُ الرجليْنِ والعُنُق والمِنْقار والجميعِ السُّلَّاء وأصل السُّلَّاءة الشوكةُ من شَوْك النَّخْل وقد قدّمت تفسيرَ بيت علقمة* سُلَّاءة كعَصا النَّهْدِى* عند ذِكر السُّلَّاءة من النِّصال (التُّبُشِّرة) الصُّفَاريَّة* وقال غيره* هو هُنَىُّ أبيضُ البطنِ والرقَبَة يقَع على الشجر ويُصْطاد بالضِّلَعِ ـ يعنى الفَخَّ قال الشاعر

حِجَازِيَّة لم تَدْرِ ما طعْمُ فُرْفُرٍ

ولم يأَتِ يوما أهْلُها بالتُّبِشُّر

الفُرْفُر ـ النُّقَّاز وقد يقال الفُرْفُور ـ وهو الصِّرُّ وقال بعضهم الفِرْفِر ولا أثق بفصاحته فأما فُرْفُور وفُرْفُور فمثل زُرْزُر وزُرْزُور (السُّمْنة) طائر أغبَرُ له ذَنب طويلٌ أكحلُ العينينِ أصفَرُ المِنْقار يدخُل فى الشَّجَرة والجميع السَّمَّان والسُّمْنان وقيل

١٦٢

هى الطويلة الذنَب رُقَيطاءُ دُبَيْساءُ مثل التُّبُشِّرة* على* ليس السُّمَّان ولا السُّمْنان جمع سُمْنة انما هما دالَّان على الجميع (القُنْبُرَة) ويقال القُبَّرة وتُخَفَّف الباء أيضا قال الشاعر

* جاء الشّتاءُ واجثَألَّ القُبَّر*

وهى طائرة من العَصافِير غَبْراء بعِظَم النُّقَّاز على رأسها قُنْبُرَة والقُبَّرة ـ تطيرُ فى السماء وتَصْفِر* قال سيبويه* وهى القُنْبَراء* أبو حاتم* يقال لذكره ذَفِيف الذال معجَمة* ابن دريد* العُلْعُل والعَلْعال ـ طائر يقال له القُنْبَر* أبو حاتم* (الكُعَيت) البُلْبل والجميع الكِعْتان وصوْتُ البُلْبُل ـ العَنْدلة وقد عَنْدَل وأهل المدينة يسمُّونه النُّغَر وأنشد الاصمعى

* تَساقُطَ الكِعْتانِ فى حَبِّ الأثَبْ*

خَفَّف همزة الأثْأب ـ وهو شجر يُشْبه الأَثْل (مُستَعِير الحُسْن) طائرٌ أحمر كأنه الدمُ أسودُ الرأسِ الى ما بين جناحَيْه وفى الحَوْصَلَة خَيْط أسودُ الى ما بين رِجْليه (عَيْر السَّراة) طائر كهَيْئة الحمَامة قصير الرجْلين مُسَرْولُهُما أصفَرُهما أصْفَرِ المِنقار أكحلُ العينين صافِى اللونِ يَضْرِب لونُه الى الخُضْرة أصفَرُ البطن وما تحت جناحيه وباطنِ ذنبه كأنَّه بُرْدُوَشْى ويجمَع عُيُور السَّراة ويقال لها أيضا الرَّهْطَى وجِماعُه الرَّهاطَى يأكل الواحدُ منها ثلثَمائة تِينة حين تطْلُع من الورقة صِغارا وتأكل زَمَع عناقِيدِ العنَب والسَّراة ـ موضعٌ بناحية الطائف وهى سَرَواتٌ عِدَّة (القَوَارِى) واحدتها قارِيَة ـ وهى الخُضَيْراءُ التى تدخُل جِحَرة الجِرْذان ويسمُّون القارِيَة السَّوْداء الضُّجْرة وهى عَرْماءُ والعَرَم ـ بياض ببَطنها والجميع الضُّجَر* أبو عبيد* القارِيَة ـ طيْر خُضْر تحبُّها الأعراب يشَبِّهون الرجل السَخِىَّ بها* وقال مرة* هو هذا الطائِر القَصِير الرِّجْل الطوِيلُ المِنْقار الأخضَرُ الظهرِ* صاحب العين* وهى الخُضَارِىُّ* أبو حاتم* (الغُرْنَيْق) من طيْرِ الماء طَيرٌ أخضَرُ طويلُ المِنْقار والجمع الغَرَانِيق وهى التى تراها تَطِير جماعةً ويقال الغُرْنُوق ـ وهو الكُرْكِىُّ زعموا وأنشد الاصمعىُ

يَظَلُّ تُغَنِّيه الغَرانِيقُ فوْقَه

أبَاءٌ وغِيلٌ فَوْقَه متَأصِرُ

* قال ابن جنى* يقال غُرْنَيْق وغِرْنِيق وغُرْنُوق وغُرَانِق وغَرَوْنَقٌ* قال* وقال سيبويه الغُرْنَيْق من بنات الأربعة وذهب الى أن النُّون فيه أصلٌ لا زائدةٌ فسألت أبا

١٦٣

علىّ عن ذلك فقلت له مِن أيْنَ له ذلك ولا نَظير له من أصول بَناتِ الأربعةُ يقابِلها وما أنكرْتَ أن تكونَ زائدة لما لم تجِد لها أصلا يُقابِلها كما قلنا فى خُنْثَعبة وكَنْهَبل وعُنْصُل وعُنْظُب ونحو ذلك فلم يزِد فى الجواب على أنْ قال إنه قد أُلْحِق به العُلَّيق والالحاق لا يُوجَد الا بالأُصُول وهذه دعْوَى عاريَة من الدليل وذلك أن العُلَّيْقِ وزْنه فعَّيل وعينه مُضاعَفة وتضعِيف العين لا يُوجَد للالْحاق ألا تَرى الى قِلَّف وإمَّعة وسِكِّير وكُلَّاب ليس شئ من ذلك بمُلْحَق لأن الالحاق لا يكونُ من لفظ العين والعِلَّةُ فى ذلك أن أصل تضعِيف العين انما هو لتَكْثِير الفِعْل نحو قَطَّع وكَسَّر فهو فى الفِعْل مُفِيد للمعنَى وكذلك هو فى كثير من الاسماء نحو سِكِّير وخِمِّير وشَرَّاب وقَطَّاع ـ أى يكثُر ذلك منه وفيه فلما كان أصلُ تضعيفِ العين انما هو للفِعْل ودلالتِه على التكثير لم يكن أن يُجْعَل للالحاق وذلك أن العِنَاية بمُفِيد المعنى عند العرب أقْوَى من العِنَاية بالمُلْحَق ألا ترى أنهم قالوا قَطَّع تقطِيعا وكَسَّر تكسيرا فجاؤُا بمصدَره مخالِفا للفَعْلَة فلم يَقُولوا كَسَّرته كَسَّرة كما قالوا دَحْرجتُه دَحْرجة فدلَّ انصِرافُهم عن سُنَّة الالحاق وأن يقُولوا فيه كَسَّره وقَطَّعة كما قالوا فى الملحق الجَهْوَرَة والبَيْطرة والحَوْقَلَة فجاؤا به على وزن الدّحْرَجة والهَمْلَجة على أن عِنَايتهم بالمعنى آكَدُ من عِنَايتهم باللفظ واذا كان ذلك كذلك وكان التَّضْعِيف انما أصلُه للمعْنَى فيَمْتنع أن يكون تضعِيفها للِالْحاق لِانْصراف العرَب بتضعيف العين عن الالحاق الى المعنى اذ كان الالحاق صِناعةً لفظِيَّة لا معنوِيَّة فهذا كله يمْنَع أن يكونَ العُلَّيقُ مُلْحَقا بغُرْنَيْق وإذا حصل ذلك احتاجَ كونُ النونِ أصلا الى دليل والا كانت زائدة على ما تقدم قال والقول عِنْدى أن هذِه النُّونَ قد ثبتت فى هذه اللفظة أنَّى تصرَّفت ثَباتَ بقيَّةِ أصول الكلمة* الفارسى* قال أبو بكر ويسَمَّى الكُرْكِىُّ الرَّهْو قال الفارسى مرة هو بالعرَبِيَّة وهو بالفارسيَّة كُرْكِىُّ والخَبَرْجَلُ ـ الكُرْكِىُ (١) (القَوْلَع) طائرٌ أحمَرُ الرجلينِ كأن ريشه شَيْب مصْبُوغ ومنها ما يكونُ أسودَ الرأسِ وسائرُ خَلْقه أغبَرُ وهو يُوَطْوِط (المُدَبَّج) طائرٌ يشْبِه القُمْرِىَّ الا أنه أكبَرُ منه (اليَحْمُوم) طائِر يُشْبِه الدُّبْسِىَّ الا أنه أصغَرُ منه أسودُ البطنِ الى طَرَفِ الذُّنَابَى أسودُ الرأسِ والعنُقِ والصدر وظهره أعْرَمُ كهيئة المَوْشِىِّ أصفَرُ المُنْقار والرجلَيْنِ (الخُضَيراء) طائِر أحمر مُظْلِم يَتَّبِع الحِجَارَة وما أشرَف من الارض (الصُّعْصُع) طير أبرشُ قَلِق المَواضِع يأخُذ الجَنَادب ويَصِيده

__________________

(١) تقدّم فى اجمال الاسما القوبع بالباء ونص عليه القاموس فى مادة قبع أما اللسان فأورده فى مادة قلع وكل منهما حلاه بهذه التحلية كتبه مصحّحه

١٦٤

القَخُّ (البَلَنْصَى) طائرٌ أغبَرُ طويلُ الذَّنَب قَصِير المِنْقار والرجلين كثيرُ الصِّياح طيّب الصوْت وجِمَاعه البَلَصُوص على غير القياس* وقال ابن قتيبة* بعكس هذا فى الواحد والجميع وكلا القولين ليس بحقِيقةٍ انما البَلَصوص اسمٌ لجمع البَلَنْصَى على قول أبى حاتم والبَلَنْصَى اسم جمع البَلَصُوص على قول ابن قتيبة لأن فَعَلُولا وفَعَنْلَى ليسا من أبْنِية الجُمُوع وقال يجتَمِع منه العشرةُ والخمسة عَشَر يَصْحِن فى أوكار الواحدة كأنه يَقَع بينهنَّ واحدٌ غريب (الفَتَّاح) طائِر أسْود يُكثِر تحريكَ ذنَبه أبيضُ أصلِ الذنَب من تحته ومنها أحمَرُ ويسمَّى ابنَ عَجْلانَ والفُتَاحة طُوَيْئِرة حمراءُ ممَشَّقة بحُمْرة (الشِّرْشِر) طُويْئِر صغير يُشْبه لونه لونَ البُرُود ينقُر الدودَ ويأخُذُه الفَخُّ وأهل المَدِينة يسَمُّونه الشُّرَيْشِر والشُّرَيْشِير* وقال الأصمعى* نظر ابن أبِى الزِنّاد الى يُوسفَ القاضى فقال مَنْ هذا الذى كأنه شُرَيْشيِر يَتَقَوَّس على حِبَاله* أبو عبيد* الشُّرْشُور ـ طائِر صَغِير مثلُ العُصْفور بلُغة أهل الحِجاز ويسمِّيه الأعرابُ البِرْقِش* صاحب العين* وأبُو بَراقِشَ ـ طائِر شَبِيه بالقُنْفذ أعلَى ريشه أغبَرُ وأوسَطُه أحمَرُ وأسفَلُه أسوَدُ فاذا انْتَفَش تغيَّر لونُه ألوانا شَتَّى* أبو حاتم* (أبو صُبَيْرةَ) وهو أبو صَبْرَة ـ طائِرٌ أحمرُ البطنِ أسودُ الرأسِ والجناحَيْنِ والذَّنَب وسائرُه أحمرُ بلون الصَّبر ويجمع الصَّبَرات والصُّبَيرات (زُغَيْم) طُوَيْئِر أحمرُ الحَلْق وسائره أغبَرُ (المُصَعة) طائِر يَمْصَع بذَنبه أخضَرُ يأخُذه الفخ (أبو دُخْنَةَ) طائر يُشْبِه لونَ القُنْبرة (السَّلْوَى) طائِر يَضْرِب الى الحُمْرة دقيقُ الرِّجلين يتَدخَّل فى الشَّجر (التُّميْر) وهو أبو تَمْرةَ وأظنه التُّمَّرة أصغَر ما يكون من الطير يَجْرُس الزهْرَ والشَّجَر كما تَجْرُس النحلُ والدَّبْر والتُّمَّرَة ـ هو النُّسَك بالفارسِيَّة وأنشد

* واحتَمل اليُتْمَ فُرَيخُ التُّمَّره*

(القَرَّاع) كأنه قارِية له مِنْقار غَلِيظ أعقَفُ أصفَر الرجلين يأتِى العُود اليابِسَ فلا يَزَال يَقْرَعه قَرْعا يُسمَع صوتُه ونُسَمِّيه النَّقَّار كأنه يقطَع ما يَبِس من عِيدان العُرُوق بِمنْقَاره فيدخُل فيه والجمع القَرَّاعات (القُمْعُل) طُوَيْئِر أسودُ قَصِيرُ الرقَبة والمِنْقار (الهُدْبة) طُوَيْئِر أغبَرُ أصغَرُ من الهامَة يُشْبِهها والخَبَل يُشْبِهه الا أنه أصغَرُ منه (الخُفْدُود) الخُطَّاف ـ وهو طائر أسودُ صغِير وليس من العَصَافِير* ابن دريد*

١٦٥

وهو الخُفْدُد (المُشَرة) طائِر مُدَبَّج كأنه ثوبُ وشىٍ صغيرٌ (الْاوَزُّ) واحدتُه إوَزَّة ويجمع على إوَزّين* الفارسى* الاوَزُّ أكثَرُ وأنشد

كأنّ قَزًّا تحتَها وخَزًّا

وفُرُشا مَحْشُوّةً إوَزَّا

والاوَزُّ والبَطُّ عنده سَواء* ابن دريد* البَطُّ من الطير أعجمِىُّ معرَّب وصغاره وكِباره عِند العَرب إوَزُّ والحَذَف ـ ضرْب من البَطِّ صغار وقد تقدم أنه صِغَار الغَنم* أبو حاتم* (اللَّوَّاء) والجمع اللَّوّاآت ـ طائرٌ طَويلُ العنُق يَلْوِى برأسه طويلُ الرجلين أدهسُ اللون مهزولٌ طويل كأنه من بَنات الماء وهو فى العِظَم نحوُ الصُّرَد والصُّرَد أثْأدُ منه وأكبَرُ يعنى بالأثْأد ـ الأسْمَن (النَّهْقة) هُنَيَّة طويلَةُ الرجْلينِ غبْراءُ طويلةُ الرقَبة والمِنْقار (العَيْن) طائِر أصفَر البطنِ أخضرُ الظهرِ بعِظَم القُمْرِىّ (الخُرَّق) الواحدة خُرَّقة ـ جِنْس من العَصافير وهو الفَرْق والجمع الفُرُوق ويجتَمِعْن فى الزرع يأكُلْنه ـ وهو جِنْس من الصَّعْو (الرَّهْو) طير يُشْبِه الكُرْكِىَّ وقد تقدّم أن الرَّهْو الكُرْكِىُّ (السُّبَد) طائِر دُونَ الصَّقْر يَطير بالليل يَنْفُخ ثم يقَع قَريبا سَرِيعُ الامْتِلال* أبو عبيد* هو طائر لَيِّن الرِّيش اذا قَطَر على ظهْره قَطرتانِ من ماء جَرَى والجمع سِبْدانٌ* أبو حاتم* (الرَّهْدَن) والرَّهْدَل ـ طائِر فى خِلْقة القُنْبَرة أعظَمُ منها وأضْخَم رأسا وقد قيل الرُّهْدُون ويسَمِّى أهل الجَزِيرة الرَّهادِنَ عصافِيرَ التَّلِّ وهى سَمان يُمَلَّح منها كثيرٌ فيَبْقَى وقيل الرَّهْدنة الخُرَّقة وقد حكى الرَّهَدل بفتْح الهاء والدال ولا أحُقُّه وقد حكاها غيره (الخُفَّاش) له وجْه كالِحٌ وعيْنانِ خَبِيثتانِ وأنْياب وأضْراس حِدَاد وجَناحاه جِلْدتان يَخْفِقان على وَسَطه شئٌ من رِيش* ابن دريد* هو الخُفَّاش والخُشَّاف* أبو حاتم* وهو الوَطْواط والأنثى من الخَفافِيش تَحْبَل وتَلِد وتُرْضِع والخُفَّاش الصَّغِير والوَطْواط العظيمُ ورأسه مثْلُ رأس الفأرة وأذُناه أطولُ من أُذُنَى الفأرة وبين جَناحَيْه فى ظهره مِثْل الكِيس يحمل فيه من التَّمْر شيأ كثِيرا وأُشْقِى النخلُ به* الأصمعى* السَّحَاة والسَّحَا والسّحاء اذا كسِر مُدَّ واذا فُتِح قُصر ـ الخُفَّاش* أبو حاتم* الخُفْدُد ـ الخُفَّاش وقد تقدم أن الخُفْدُد الخُطَّاف* أبو حاتم* والطُّمْروق ـ الخُفَّاش (الصُّدَف) * قال أبو حاتم* قال لى طائفىُّ الصُّدَف ـ طائِر عندنا وهو من السِّباع* قال ابن دريد* (اللُّوَيْحِق) طائِر أغْبَرُ

١٦٦

يصيدُ الوَبْر واليَعاقِيبَ (العُقَد) من الطير يُشْبِه الحَمام* وقال ابن دريد* والجمع عِفْدانٌ والنُّحَام والصُّلْصُل والنُّسَّاف والنِّسَاف ـ كله طائر مَعْروف (الدَّجَاج) معروف* سيبويه* هى الدَّجَاجة والدِّجَاجة وجمعها دَجَائِجُ* أبو حاتم* وقد يقال للدِّيك دَجَاجةُ* ابن السكيت* والدِّجَاج والدَّجَاج* قال الفارسى* قد يجوز أن يكون دِجَاج جمع دَجَاجة على حد قولك طَلْحة وطِلَاح وقد يجوز أن يكون جمعَ دِجَاجة على حدِّ قولك دِلَاص وهِجَانٌ* صاحب العين* الدِّيك ـ ذكَر الدَّجَاج والجمع أدْياك ودُيُوك ودِيَكَة وأرضٌ مَدَاكة ومَدِيكةٌ ـ كثيرةُ الدِّيَكَة* ابن دريد* الحِنْزاب ـ الدِّيك وقد تقدّم أنه ذكَر القَطَا* أبو حاتم* يقال للذكر من أوْلاد الدَّجَاج فَرُّوج والانثى فَرُّوجةٌ* أبو عبيد* دَجاجَة مُفْرِجٌ ـ ذاتُ فَرَارِيجَ* قال أبو حاتم* وأنشد الأصمعى قول العُمَانىِ

* والدِّيكُ والدُّجُّ مع الدَّجَاج*

وقال أنا وَضَعت الدُّجَّ أعنى به الفَرُّوج* ابن دريد* فَرُّوجٌ واخِطٌ ـ قد صار فى حَدِّ الدِّيكة* صاحب العين* البَرَانِىُّ ـ الدِّيَكة الصِّغار أوّلَ ما تُدْرِك واحدُها بَرْنِىُّ قال والخِلَاسِىُّ من الدِّيكَة ـ ما بين الدَّجاجة الهِنْدِيَّة والفارسِيَّة* أبو حاتم* نَغَانِغ الدِّيك ـ غَبَاغِبُه الواحدة نُغْنُغة وغَبْغَبٌ وأنشد

أحَبُّ الينا من فِرَاخِ دَجاجةٍ

صِغَارٍ ومن ديك تَنُوس غَبَاغِبُهْ

وقد يقال غَبَب والجمع أغْبابٌ* صاحب العين* هى رَعَثاته وقَنَازِعه وقد قدّمت أن الرَّعْثَتين زَنَمتا الشاةِ وأنها المِعْلاق من الحَلْى وثُرْعُلَة الدِّيك وبُرَائِله ـ الرِّيش المجتَمِع على عُنُقه وقد عَمَّمت بالبَرائِل فيما تقدّم من طَوَائِف الطيْر* السيرافى* بُرَائل كل شئٍ عُرْفه جعله سيبويه رُبَاعِيًّا لأنه لا دلِيلَ على زيادة الهمزةِ فيه وجعله غيْرُه زائد الدليل حُطَائِط* صاحب العين* وهو البُرْؤُلة وقد بَرْأل الديكُ وتَبَرأَلَ ـ نَفَشَ بَرَائِلَه للشر* قال على* بَرأْلَ وتَبَرْألَ وبُرْؤُلة الدِّيك دلائلُ على أن الهمزةَ فيها أصْل على ما ذهَب اليه سيبويه وكأن بُرَائِلا ممدُود عن بُرَئِل كما أنّ غُذَامِرا يُتَوَهَّم فيه ذلك وهو مذهبُه أيضا ولذلك قلنا إن نُون غُرْنَيق أصلٌ بدليل ثَباتِ نُونه فى جميع تصاريفه وقد تقدّم والذى على رأْس الدِّيك عُرْفه وكَفُّه بُرْثُن وأظفارُه مَخَالبِه

١٦٧

والصِّيْصِيَة ـ الشَّوْكة التى فى رِجْله والصِّيْصِيَة ـ القَرْن أيضا ويقال لمِنْقار الدَّجاجة خَطْمها ويقال للدَّجاجة التى على رأسها رِيش مجتَمِع كأنه منتفخِ قُنْبَرة وعلى رأسها قُنْبَرة وقد تقدّم أن القُنْبَرة ضرب من الطير ويقال أيضا دَجَاجة قُنْبَرِيَّة ـ على رأسها مثلُ ما على رأسِ القُنْبَرة من الطير والناس بالمِصْر يقولون قُنْبَرانِيَّة ولا أَعرِف ذلك فى الفَصاحة* أبو عبيد* دِيكٌ أفرَقُ ـ له عُرْفَانِ وقد تقدم أنه من الناس الذى ناصِيَته كأنّها مفْرُوقة وأنه من الخيل الناقِصُ إحدَى الورِكيْن* صاحب العين* القُنْزَعة والقُنْزُعة ـ الرِّيش المجتَمِع فى رأس الدِّيك واذا اقتَتَل الديكانِ فهرَب أحدُهما قيل قَوْزَع الديكُ* ابن السكيت* ولا تقول قَنْزَعَ* ابن دريد* قَرْنَس الديكُ ـ فَرَّ من دِيك آخرَ* أبو عبيد* دَجْدَجْت بالدَّجاجة وكَرْكَرْت ـ صِحْت بها ودَجْدجتْ هى* أبو حاتم* تقول للدَّجاجة اذا طَرَدْتها كِرِى وللاثنتين كِرَا وللثلاث كِرْن واذا زجَرتها قلت لها أيضا تِجْ تِجْ تقديره سِرْسِرْ ويقال للطائر اذا زَحْزحته* غير واحد* دَجَاجة رَقْطاءُ وعَرْماءُ ـ فيها سَواد وبَياض وقد تقدّم فى الغَنَم* صاحب العين* يقال للدَّجاجة أمّ حَفْصةَ

الحَمام واليَمام ونحوها

* أبو حاتم* الحَمَام جمع الواحدة حَمَامة للذكر والانثى ولا يقال للواحد حَمَام كما يقول أهلُ الأمصار فأما قول الشاعر

* حَمامَا قَفْرةٍ وقَعَا فطارا*

أنشدنيه الأصمعى فأظُنُّه أراد قَطِيعين وجِنْسين كما يُقال فى أرض فلان نَحْلانِ ـ أى جِنْسان من النخل* قال الفارسى* ومثل ذلك قوله

لو أن عُصْمَ عَمَايتَيْنِ ويَذْبُلٍ

سَمِعَا حَدِيثَك أنْزلا الأَوْعالا

فهو على إرادة القَطِيعين والسِّرْبين كما قال تعالى (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) على إرادة العُنْصُرين أو المُتقابِلين وليس قوله تعالى (الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً) شاهدا على خِلاف هذا القول كما ذهب اليه الفرَّاء* قال أبو حاتم* العرَب لا تَعْرِف حَمَام الأمصار انما يسَمُّونها الخُضْر وانما الحَمام عِنْد العرب القَطَا

١٦٨

والقَمَارِىُّ والدَّبَاسِىُّ والوَرَاشِينُ والفَواخِت وساقُ حُرّ ونحوهنَّ وهنَّ الحَمائم* أبو عبيد* ساقُ حُر ـ ذكَر القَمَارىّ* الأصمعى* فأما قول الهذلى

تُنادِى ساقَ حُرَّ وظِلْتُ أدعُو

تَلِيدا لا تُبِين به الكلاما

فانه ظن أن ساقَ حُرّ ولدُها وانما هو صوتُها* قال ابن جنى* الدليل على صحة قول الأصمعى أنه لم يُعْرِب ولو أعرَب لصرف ساقَ حُرّ فقال ساقَ حُرّ ان كان مضافا أو ساقَ حُرًّا ان كان مركبًا فتركُه اعرابَه دليلٌ على أنه حكَى الصوتَ بعينه* ابن دريد* القِنْطِر الدُّبْسِىُّ طائيَّة* أبو حاتم* واليَمَام الواحدة يَمَامة ـ الحَمام البَرّىُّ وقال حَمَام مَكّة أجمعُ يَمَامٌ زعَمُوا وقالوا الفرْقِ بين الحَمام الذى عِنْدنا واليَمامِ أن أسفَل ذَنَبٍ الحمامةِ مما يلِى ظهْره الى البَياض وكذلك حَمامِ الأمصار وأسفَلَ ذَنَب اليمامةِ لا بَياضَ به ويُقال حَمَام طُرْآنِىُّ ـ للوحْشِىِّ وكدا أعرابىُّ طُرْآنِىُّ أظُن الاصل فيه من طَرَأ علينا الطارِئ ـ اذا جاء من حيثُ لا يدرَى وأهل الأمصار يقولون طُوْرانِىُّ وهو خطأ قال وقال أبو عمرو بنُ العلاءِ حَمام مِيْساق اشتُقَّ ذلك من الوَسْق والوَسْق ـ العِدْلانِ* قال الاصمعى* جعَل جناحيه كالوَسْق* ابن دريد* المُجُّ والبُجُّ ـ فرخُ الحمام وكذلك الجَوْزَل وعمَّ أبو عبيد بالجَوْزَل وقد تقدم ذلك فى باب عامَّة فِرَاخ الطير* ابن دريد* العَزْهَلُ ـ فَرْخ الحمامِ وقبيل هو الذكَر منها والعاتِق من الحَمامِ ما لم يُسِنَّ ويستَحْكِم وقد تقدم فى عامَّة فِراخِ الطيرِ أنه فوق الناهِض وهو فى أوّل ما يَتَحسَّر من رِيشه الاوّلِ وينبُت له رِيش جُلْذِىُّ ـ أى شديد والفَقِيع ـ ضَرْب من الحَمام أبيضُ واحدته فَقِيعة سمى به لبياضه والفَقَع ـ شِدَّة البياض ومنه أبيضُ فُقَاعِىُّ ـ أى خالِص البياضِ* ابن قتيبة* السَّعْدانة ـ الحَمَامة وتسمَّى عِكْرِمَةَ وبها سمى الرجلُ* صاحب العين* حَمامٌ جَدَلِىُّ ـ صغِير ثَقِيل الطيَران لصِغَره* أبو حاتم* وأمَّا حَمام الأمصار والقُرَى فضُروب كثيرة وأجناسٌ محتَلِفة القَدِّ والتَّقْطيع والألْوان وهنَّ أوَالِفُ للدُّور وتأْنَس بالنساء فمنهن المَسْروَلات الضِّخام يَتَّخذهن النساءُ أكثَرَ ذلك ولا يُطَيِّرْنها ولَكِنهن مَقَاصِيصُ ومنهن الراعِبِيَّات وهنّ ألوانٌ نَقْنَقةً وبعضُهن أطولُ نَفسا وأكثَرُ نَقْنقَةً تنِقُّ ثَلثمِائة وأربَعَمِائة وأكثَرَ وأقلَّ حتى تسقُط ويُغْشَى عليها* قال غيره* سمى بذلك لأنه

١٦٩

يُرعِّب فى هَدِيله ـ أى يرفَعُه وقيل هى منسوبةٌ الى موضِع* صاحب العين* زَجَل الحمامَ يَزْجُلها زَجْلا ـ أرسلها على بُعْد وهى حمامُ الزَّاجِل* الفارسى* والزَّجَّال* أبو حاتم* ومنهن النَّقَّازات ـ وهنَّ السَّماوِيَّات يذْهَبْنَ فى الهواء صُعُدا كأنهن يُردْن السماء من المواضِع التى يرتَفِعْن منها فيرتَفِعْن فى الجوّ نهارا طويلا حتى يغبْن عن العُيون ورُبَّما حال السَّحاب دُونَهن وأمرهنَّ عجيب ومنهنَّ الجَرادِيَّات الحِسَانُ الغُرَّ يَخْرُجن من بين فَقِيع وفَقِيعة وسَوْداءَ وأسودَ فربَّما خرجْن كالآباء والأمَّهات ورُبَّما خرجْن مُصوَّرات حُسْنا لهن غُرَر وحَبائكُ حُمْر وكمال ومنهن المُطوَّقات والقُنْبَرِيَّاتُ والنَّبِيذِيَّات والخُلْس المثَمَّرات والفَهْديَّات القِصارُ المَنَاقير حتى رُبَّما عجزْن عن فِراخِهن ومنهن المَراعِيش ومنهن الهُدَّاء الواحد الهادِى ـ وهنَّ اللائِى يُدَرَّبْنَ ويُرْفَعْن من مَرْحَل الى مَرْحل حتى يجئنَ من البُعْد من بِلاد الروم وعِريشِ مصرَ ودُون ذلك من مواضِعَ كثيرة مسمَّاة وهى محفوظةٌ أنسابُهن وربَّما كان ما لم يعرفوا له نَسَبا يُساوِيهنَّ فى الرُّجوع من البُعْد ولا يكونُ ذلك الا بالتَّدريج والتوطِئَة من موضِع الى موضِع وليس كل هادٍ يقوَى على الرجوع من حيثُ أُرسِل ولكن على قدر احتِماله للمراحل التى يُرْفَع اليها فان منها القوىَّ والضعيفَ والسريعَ والخفيفَ والبطىءَ والثقيلَ وكلها لا تعْدَمها الصَّرامةُ وذَكاءُ الفؤاد والشُّهُومة ولابدَّ لكُلِّها من التوطئة والتعليم وربما أُرسِل بعضُها من البُعْد فيحتَبِس الأشهُرَ ثم يجىء وذلك أنه ذهب يَلْقُط فيتوَحَّش فيبقى فى الصحارِى ثم يتذكَّر فيحِنُّ ويرجِع والعَجَب لما يَرْجِع منها مع البُزاة والصُّقور والعِقْبان التى فى الجبَال وقد تفرّس فى الهُدَّاه منها العلماءُ والقدَماء ذَوُو الفِرَاسات كما تفرَّسوا فى الخيل والناس والجواهِر فأدركوا كلُّهم أو بعضُهم ذلك وجميع الفِراسة التى لا تخطِئ فى حمام الأمصار أربعة أوجه فالوجه الاوّل التقطيعُ والثانى المَجَسَّة والثالث الشمائِل والرابع الحركة فالمحمُود من التقطيع عند العلماء ذوِى التَّجَارِب انتصابُ الخِلْقة واستِدارة الرأس فى غيرِ عظَمٍ ولا صِغَر وعظمُ القِرْطِمَتين ونَقاؤُهما واتساعُ المنخرين وانْهِراتُ الشِّدقين وسَعَةُ الجوفِ وحُسْن خِلقة العينينِ وقِصَرُ المِنْقار فى غير دِقَّة واتساعُ الصدر وامتلاءُ الجُؤْجُؤِ وطُول العنُق وإِشرافُ المنكِبين وانكِماش الجناحيْنِ وطُولُ القَوادم فى غير إفْراط ولَحَاق بعض

١٧٠

الخَوَافى ببعض فى غير تَفْنِين وصَلابةُ العصَبِ فى غير انْتِفاخ ولا يُبْس واجتِماعُ الخَلْق فى غير تَكْزيم وعِظَمُ الفَخِذين والساقين واقْتِدار الأصابع وقصرُ الذَنَب وخِفَّتُه فى غير تَفْرِيق من الريش ولا تَفْنِين وتوقُّد الحدقَتَيْنِ وصفاءُ اللون فهذه أعلام الفِرَاسة فى التقطيع وأما أعلامُ المَجَسَّة فَوَثَاقة الخَلْق وشِدّة اللحْمِ ومَتَانة العَصَب وصَلَابةُ القَصَب ولِين الرِّيش فى غير رِقَّة وصَلابةُ المِنْقار فى غير دقَّة وأما أعلامُ الشمائِل فصَفاء البصَر وثَبات النظَر وشِدّة الحَذَر وحُسْن التلفُّت وقلَّة التخيُّل وذَكاءُ الفؤاد وظهُور الشُّهومةِ والسكُونُ عن فعل النازع الى السمو مَدارُه لموقع الفَزَع وقِلَّةُ الرِّعْدة عند الذُّعْر وخِفَّة النُّهوض اذا نَهَض والمُبادَرة اذا لقَط وأما أعلام الحَرَكة فالطيران فى عُلُوّ ومدُّ العنُق فى سُموّ وقلة الاضطِراب فى جَوّ السماء وضم الجناحين فى الهَواء وتدافُع الرَّكْض فى غير اخْتِلاط وحُسْنُ الأَمِّ فى غير دَوَران وشدَّة المرّ فى الطيَران فاذا أصبته جامعا لهذه الصفات فهو الطائِر الكامِل والا فبقَدْر ما فيه من هذه المَحاسن تكون هِدَايته وفَراهَتُه* صاحب العين* حمامةٌ سَفْعاءُ سوداءُ فوقَ الطَّوْق وأصل السُّفْعة السَّواد والعِلَاطانِ والعُلْطَتانِ ـ الرَّقْتانِ فى أعْناق الطير من القَمَارِىِّ وأنشد

من الوُرْق حَمَّاءُ العِلاطَيْنِ باكَرْت

عَسِيبَ أَشاءٍ مَطْلَعَ الشمسِ أسْحَمَا

والعَفْد ـ الحمامُ وقد تقدّم أنه ضَرْب من الطير يُشْبِه الحمامَ والعِرْناس والعُرْنُوس طائِر يشبِه الحَمام* ابن دريد* الحَقْم ـ ضرْب من الطيْر يُشْبِه الحمامَ وقيل هو الحَمام بعينه يمانِيَة صحيحةٌ* أبو حاتم* حمامة حَبْناءُ ـ لا تَبِيض* صاحب العين* الفاخِتَة ـ ضَرْب من الحَمام المُطَوَّق وقد فَخَتَت ـ صوّتت

صِغار الطيْرِ

* أبو حاتم* الحَمَكُ ـ صِغَار الطيْرِ واحدته حَمَكة وقد يُقْتاس ذلك لصغَار كلِّ شئ* صاحب العين* الشَّحْوَر ـ طائر أسْودُ فُوَيْقَ العُصْفور يُصوِّتُ أصواتا والخُرَّق ـ ضَرْب من العَصَافِير واحدتُه خُرَّقة وقيل الخُرَّق واحد والجمع خَرَارِيقُ والخُطَّاف ـ العُصْفور الأسودُ وهى الخَطاطِيف والبُغَاث

١٧١

والبَغَات ـ ألَائِمُ الطيْرِ وما لا يَصِيد واحدتها بَغَاثةٌ الذَّكَر والأنثى فى ذلك سواءٌ وقال بعضهم مَن جَعل البَغَاث واحدا فجمْعه بِغْثانٌ ومن قال للذكَر والأنثى بَغَاثة فجمعه بَغَاث والبَغَاث أيضا ـ طائِرٌ أبْغَثُ بطِىءُ الطيَران صَغِير دُوَيْن الرَّخَمة وقيل البَغَاث ـ أولادُ الرخَم والغِرْبان والبَغَاث أيضا ـ طيْرٌ مثلُ السَّوَاذِق ولا تَصِيد وفى المثل «إن البَغَاث بأرْضِنا يَسْتَنْسِر» يُضْرَب مثلا للَّئِيم يرتفِع أمرُه والنُّغَر ـ صِغَار العَصافِير واحدتُه نُغَرةٌ* صاحب العين* طَيْفورٌ ـ طُوَيْئِر (الجَرَاد) * أبو عبيد* الجَرَاد أوّلَ ما يكونُ سِرْوةٌ فاذا تحرَّك فهو دَبًا الواحدة دَبّاةٌ وهو يخْرُج أصهَبَ الى البَياض* ابن دريد* وهى أرضٌ مَدْبُوَّة* أبو عبيد* مَدْبِيَّة ومُدْبِيَة* أبو حاتم* أَدْبَى بيضُ الجَرَادِ ـ صار دَباً وتنَفَّس مِثْل النَّمْل* قال أبو حنيفة* وقيل الجَرَاد أوَّلَ ما يخْرُج قَمَصٌ الواحدة قَمَصة وذلك حِين يكونُ كالعُثِّ صِغَرا فاذا نظرَتْ اليه الشمسُ صار كأنه النَّمْل سَوادا فيُسمَّى عند ذلك الخُبْشان الواحدة حُبْشِيَّة ثم تَسْلَخ فتَصِير فيها جُدَّة سَوْداء وجُدَّة صفراءُ فتسمى بُرْقانا الواحدة بُرْقانة والبُرْقان فيه سَوَاد وبياضٌ كمِثْل بُرْقة الشاة ويقال للبُرْقانة أيضا بَرْقاءُ والمُعَيَّن ـ الذى يَسْلَخ فتراه أبيضَ* أبو حنيفة* فاذا صارتْ فيه خُطُوط سُوْد وصُفْر فهو المُسَبَّح وتَسْيِيحه ـ ما يخْرُج منه من ألوانٍ شَتَّى وذلك حينَ يَزْحَف قال وقال بعضهم يَسْلَخ البُرْقان كُتْفانا وإنما سُمِّى بذلك لأنه خرجتْ أوائِلُ أجنِحتِه فكَتَفَتْه وقيل سمِّى كِتْفانا لأنه يَكْتِف المشىَ ـ أى انه اذا مشَى حرَّك كَتِفيه الواحدة كُتْفانة وقيل واحدها كاتِفٌ وكانِفَة فاذا ظهرت أجنِحتُه فاستقَلَّ فهو الغَوْغاء الواحدة غَوْغاة وهو يكون فَعْلاء وفَعْلالا والخَيْفانُ ـ الغَوْغاء واحدته خَيْفانةٌ وقيل هو فوق الغَوْغاء وذلك اذا بَدتْ فى ألوانِه الحُمْرة والصُّفْرة واختَلَف مأخُوذ من الأخْياف ـ وهى الألْوان والضُّرُوب وتلك أسرَعُ الجَرادِ طَيَرانا ومن ثَمَّ قيل للفرَس خَيْفانةٌ* أبو حاتم* الخَيْفان ـ الجَرَاد المَهَازِيل الحُمْر التى من نِتَاجِ عامٍ أوَّلَ* أبو حنيفة* فاذا طار سقَطتْ عنه هذه الأسماءُ وسمِّى جرادا وقيل اذا اصفَرَّت الذكُور واسوَدَّت الاناثُ ذهبتْ عنه الأسماءُ الا الجَرَاد واحدته

١٧٢

جَرَادة* أبو حاتم* الذَكر والأُنْثى فيه سواءٌ* أبو عبيد* أرض مَجْرودةٌ من الجَراد وطعام مَجْرود ـ أصابه الجَرَاد* أبو حنيفة* جَرَد الجرادُ الأرضَ يَجْرُدها جَرْدا وأرض جَرِدَةٌ* ابن السكيت* الجَرَد ـ أن يَشْرَى جلدُ الانسانِ من أكْل الجَراد* أبو حنيفة* رجُل جَرِدٌ ـ اذا مَرِض عن أكل الجَراد وقال جَرادٌ سَرْو ـ اذا امتَلَأ وكذلك الأنْثَى* أبو عبيد* اذا ألْقَى بيضَه قيل سَرَأَ ببَيْضِه* وقال مرَّةً* سَرَأتٍ الجَرادةُ ـ ألقَتْ بيضَها وأَسْرأَتْ ـ حانَ ذلك منها* أبو حنيفة* جَرَادة سَرُوءٌ ولا تكونُ سَرُوءًا حتى تُلْقِىَ بيضَها وسَرْؤُهنَّ أن يَبِضْن فى الأرْض فمكان بيضهن سَرْؤُهنَّ* ابن دريد* السَّرْه ـ البَيْضُ نفسه* قال ابن جنى* جَرَادةٌ سَرُوء وجَراد سُرَّأُ وهو أحدُهما خرجَ الى فُعَّل فى الشذوذ وقد تقدّم السَّرْء فى الضَّبِّ* أبو حنيفة* أَنْقَف الجرادُ بيضَه ـ ألْقاه ونَقَفْت البيضةَ ونَقَبْت واحدٌ* أبو عبيد* يُقال للجَراد اذا أثْبتَ أذْنابَه فى الأرض ليَبِيضَ غَرَّز ورَزَّ يَرُزُّ رَزًّا* أبو حنيفة* غَرَّزتْ وغَرَزت ـ وهو أوَّلُ الرَّزّ وقيل الرَّزُّ ـ الدَّفْن* صاحب العين* جرادةٌ غارِزٌ وغارِزةٌ* ابن دريد* ثَبَّتَ الجرادُ ـ غَرَّز ليَبِيضَ وكذلك متَخَ ومَتَح* أبو حنيفة* أمْكَنت الجرَاةُ جمَعت البيضَ فى جَوْفها وهى مَكُون مادامَ ذلك فى جَوْفها وقد تقدّم الامْكَانُ فى الضَّبَّة وأَخْنَى الجَرادُ ـ كَثُر بيضُه* أبو زيد* السِّلْقة ـ الجرَادة التى ألْقتْ بيضَها* ابن دريد* جَرَادةٌ صَفْراءُ ـ اذا لم يكُن فى بطنها بَيْض* أبو حنيفة* ويُسمَّى رُكوبُ بعضِهنَّ بعضا العِظَال والجَرادُ عِند ذلك العُظَالَى* أبو حاتم* وقد اعْتَظَل الجرادُ وتَعَاظَلَ وقالوا رأَيْنا جَرادا عَظْلَى ومُعْتَظلا والمُرَادَفة ـ رُكُوب الذكِر الأنثى وقد رَادَفَ الجرادُ ويقال مررنا بجَرَاد رُدَافَى ومُتَرادِف وذلك حِينَ يطيرُ ويأخُذه الناسُ* أبو حنيفة* ارْتَهَش الجرادُ اذا رَكِب بعضُه بعضا حتى لا يُرَى معه تُرابٌ* ابن دريد* سامَ الجَرادُ سَوْما دخَل بعضُه فى بعْض وهَمَش ـ تحَرَّك ليَثُورَ* أبو حنيفة* وللجَرادة تَأْشِيرةٌ ـ وهى التى تَعَضُّ بها ويُقال أيضا لشَوْكِ ساقَيْه التَّأْشِير والتَّأْشِير أيضا الاثناء وهى عُقْدة فى رأس الذَّنَب كالْمِخلَبيْن ويقال لهما الأُشْرتانِ وبهما تَرِزُّ

١٧٣

ويقال للمِخْلَبين اللذينِ تحتَ الساقيْن المِئْشارانِ والنُّخَاع ـ الخَيْط فى حَلْقه وله بُخْنَق ـ وهو جِلْبابه الذى على أصل عُنُقِه وله مَنْكِبَانِ ـ وهما رءُوس الأَجْنحة والأَجْنحة أربعةٌ فالغَلِيظانِ يُقال لهما الظهْرانِ والرَّقِيقانِ يُقال لَهما القُشْرانِ وله صَدْر يُسمَّى الجَوْشَنَ وله سِتُّ أيْدٍ وهى فى الجَوْشَن ويُقال لما وَرَاءَ الجَوْشَن سُرْم ـ وهو ذَنَبُها والجمع أَسْرام قال وكذلك سَمِعت العربَ تقول فى أذْنَاب الجراد والدَّبْر وما أشبَه ذلك وفى ذَنَبِها أثْناءٌ يقال لها الأطْوَاء الواحد طِوًى ويسمى لُعَابه البُصَاقَ كما يقال فى الانْسان قال الشاعر

* كأنَّ الدَّبَا مَاءَ السَّلَى فيه يَبْصُقِ*

* صاحب العين* وهو مُجَاجُه ويقال للجَرَادة أمُّ عَوْف* أبو عبيد* وقيل هى دُوَيْبَةٌ* قال الكميت

تُنَقّض بُرْدَى أمّ عَوْف ولم يَطِرْ

لنا بارِقٌ بَخْ للوَعِيد وللرَّهْب

* أبو حنيفة* الثَّوَّالة من الجَرَاد ـ القِطْعَة الكثيرة لتَثَوُّلها وتَرَاكبُها وكذلك الرِّجْل والرِّجْلة وعَمَّ بعضُهم بالرِّجْل الطائفَةَ من كل شئ والجمع أرْجالٌ والمُرْتَجِل الذى يَقَع بِرِجْل من جَرَاد فَيَشْتوِى منه* ابن دريد* المُرَجَّل من الجَرَاد الذى تُرَى آثارُ أجنحته فى الأرض* قال أبو حنيفة* اذا كانتْ قِطْعةٌ من جراد بمَكانٍ قَدْرِ ميل سُمِّيت الرِّجْل واذا كان أكثَرَ من ذلك فهو زَحْف والسُّدُّ والعارِضُ منه ـ ما سَدَّ الأُفق* صاحب العين* وهو العَرْض* أبو حنيفة* فان كان أقَلَّ من ذلك فهى خِرْقةٌ وجمعها خِرَق* قال الراجز

* خِرْقَةُ رِجْلٍ من جَرَادٍ نازِلِ*

* أبو حاتم* وهى الحِزْقَة والجمع حِزَقٌ والحَزِيقة والجمع حَزَائِقُ* ابن السكيت* هى القِطْعة من كلِّ شئٍ* أبو حنيفة* ويُقال لَجَماعة الجَرَادِ الحَرْشَفُ وبه سُمِّيت الخيلُ* قال امرؤ القيس يصف جيشا

كأنَّهُم حَرْشفٌ مَبْثُوث

بالجَوّاذ تَبْرُقُ النِّعالُ

وقيل الحَرْشَف الدَّبَا وقيل حَرْشف كل شئٍ ـ صِغَاره ويقال للجماعة أيضا منها رَعِيل قال الشاعر

١٧٤

فكأنَّما طارتْ بعَقْلِى بعدَه

صَقْعاءُ عارَضَها رَعِيلُ جَرادِ

والشَّيْتانُ من الجَرَاد ـ جماعةٌ غيرُ كثيرةٍ وأنشد

وخَيْلٍ كشَيْتانِ الجَرادِ وَزَعْتُها

بطَعْن على اللَّبَّاتِ ذِى نَفَيَانِ

والطَّبَق ـ الجَرَاد الكثِيرُ* وأنشد

* من الدَّبَا ذا طَبَقٍ أفاوِجِ*

وقد تقدم أنهما الجماعةُ من الناس* أبو حاتم* الخَيْط ـ القِطْعة من الجَراد وقد تقدّم فى النَّعام* وقال* عِيْرانُ الجَرادِ ـ أوائِلُه المُتَفَرِّقة القَلِيلة وقد جاءت عَوَائِرُ من الجَرَاد ـ للقَلِيل المتفَرِّق منها* ابن السكيت* وما أدْرِى أىُّ الجَرَاد عارَهُ ـ أى ذَهَب به ولا مستَقْبَل له* قال* وقال أبو شَنْبل يَعِيره ويَعُورُه* ابن دريد* يقال اذا أَجْدَب الناسُ أتَى الْهاوِى والْعَاوِى فالهَاوِىْ الجَرادُ والعاوِى ـ الذِّئْبُ* أبو حنيفة* دَبَش الجرَادُ الارضَ يَدْبِشُها ونَمَشها يَنْمُشها واحْتَنَكها ـ أكَلَ ما عليها* ابن دريد* وكذلك نَتَشها يَنْتِشَها نَتْشا وبَشَرها يَبْشُرها بَشْرا وكَتَحها* صاحب العين* اللَّحْس أكْل الجرادِ الخُضْرةَ وقد تقدّم أنَّه أكْلُ الدُّود الصُّوفَ* أبو حنيفة* حَسَّها يَحُسَّها حَسًّا مثلُه ويُسمَّى الجرادُ الحاسَّةَ سُمِّى بذلك لأنه لا يَدَعُ فى الأرض شيأ إلا حَسَّه والحَسُّ والاحْتسَاس من كلِّ شئ ـ أن لا يُتْرَك فى المكان شئٌ وأصل ذلك أن يُجْعَل الرأسُ فى النار فكُلَّما تشَيَّط حَسَّه الانسانُ بالشَّفْرة وجرادٌ مَحْسُوس ـ قتَلتْه النارُ* أبو عبيد* الذَّكَر من الجَرَاد العُنْظُب والعُنْظَب والعُنْظَاب والعُنْظُوب* أبو حنيفة* وهو العِنْظَاب والعُنْظَبَان والعُنْظُبَان والجمْع العُنْظُبَاءُ حكاه النحويُّون سيبويه وغيْرُه* أبو عبيد* (١) الحُنْظُب كالعُنْظُب فأما الحُنْظَب والحُنْظُب ـ فالذكر من الخَنَافس وقد تقدّم* غيره* والعُصْفُور الذكر من الجَرَاد* أبو حنيفة* يقال للانثى عُنْظُوانةٌ وعَيْساءُ* أبو حاتم* وقد تعَيَّست الجرادةُ كأنه بَياضٌ فى سَوَاد* ابن دريد* الدَّبَاساءُ ـ الانَاث من الجَراد الواحدة دَبَاساءةٌ والسِّرْياح ـ الجَراد والجُخْدُبُ والجُخَادِب ـ الذكَر من الجَرَاد وقد تقدم أنه من الجِعْلان قال وقال بعضُ أهلِ النَّحْو جُخْدَب

__________________

(١) فى اللسان عن الأصمعى الذكر من الجراد هو الحنظب والعنظب وقال أبو عمرو هو العنظب فأما الحنظب فالذكر الخ

١٧٥

وليس فى كلامهم فُعْلَل وقد قدّمت ذِكْر الجُخْدُب فى باب العَظَاء وأبنتُ تعليلَ الفتح* قال أبو حنيفة* وضُرُوب الجَرَاد الحَرْشَف ـ وهى الصِّغَار والمُعَيَّن ـ وهو الذى يَسْلَخ فيكونُ أبْيضَ ويكونُ أحْمَرَ والمُرَجَّل ـ وهو الذى تُرَى آثارُ أجنحتِه والخَيْفانُ* أبو حاتم* حَوَّم الجَرادُ فى السَّماء ـ حَلَّق والقَفْعة جَمَاعة الجَرادِ* صاحب العين* العَرَادة ـ الجَرَادة الأُنْثَى* ابن دريد* القُمَّل ـ صِغَار الجَرادِ* صاحب العين* هو شئٌ صَغِير له جَناح أحْمَرُ

الجَنادب ونحوُها

* أبو عبيد* الجُنْدَب والجُنْدُب لغتان ـ وهو أصغَرُ من الصَّدَى يكونُ فى البَرارِىِّ* وحكى سيبويه* جِنْدَب فزعَم السِّيرافى أنها لغةٌ فى جُنْدُب* أبو عبيد* فأمَّا الصَّدَى والجُدْجُدُ ـ فهو هذا الطَّائِرُ الذى يَصِرُّ بالليل ويَقْفِز قَفَزانا ويَطِير والناسُ يَرَوْنه الجُنْدُب* أبو حنيفة* الجُنْدُب ـ مثلُ الجَرادة الصَّغِيرة الا أنه لا يُشْبِه شيأ من الجَنَادِب والجَرَاد غَير أنه مثل الصَّغِير من الجَرَاد والجُنْدُع ـ جُنْدُب أسودُ وله قَرْنانِ فى رأسِه طَوِيلانِ وهو أضْخَمُ الجَنَادِب وكل جُنْدُب يُؤْكَل الا الجُنْدُع قال ومَنازِل الجَنادِع العُشَر وقيل الجَنَادِع جَنَادِبُ تكونُ فى جُحْر اليربُوع والضَّبّ* ابن دريد* الخُنْدُع بالخاء ـ أصغَرُ من الجُنْدُع* قال أبو حنيفة* وشئٌ مثلُ الجَراد أخضَرُ طويلُ الرِّجْلين يُسمَّى أبا جُخادِباءَ وقد يُقال أبو جُخَادِبٍ بغيرِ ألِف ضَرْب من الجَنَادب ضَخْم أغبَرُ أحْرَشُ وهو أضْخَمُ من الجَرادة الضَّخْمة ولا يَطِير الا قَرِيبا قدرَ القوْس شِبْهَ النَّقْز ومن الناس من يأكُلُه ويقال له أيضا الجُخَادِب وأنشد

اذا صَنَعَتْ أُمُّ الفُضَيْل طَعامَها

اذا خُنْفُساءُ ضَخْمةٌ وجُخَادِبُ

* السيرافى* الجُخَادِباء كالجُخَادِب وقد مثَّل به سيبويه* ابن دريد* العُرُفَّان والعِرِفَّان ـ جُنْدُب ضَخْم مثلُ الجرَادة له عُرْف وقد سُمِّىَ الرجُل بِعرِفَّانَ فان يكن هذا فهو بالكسْرِ ولا يكون الا فى رِمْثة أو عُنْظُوانة* قال الراعى*

١٧٦

كَفَانِى عِرِفَّانُ الكَرَى وكفَيْتُه

كِلَاءَ الفَلاةِ والنُّعَاسُ مُعَانِقُه

(١) وقد صرَّح سيبويه فى العِرِفَّان بالكسْر* صاحب العين* كُرَاعا الجُنْدُب رِجْلاه وقال رمَحَ الجُنْدُبُ بِرِجْله يَرْمَح ـ اذا ضَرب الحَصَى بها وأنشد

ومَجْهُولةٍ مِنْ دُونِ مَيَّةً لَم تَقِلْ

قَلُوصِى بها والجُنْدُب الجَوْنُ يَرْمَحُ

* ابن دريد* الصُّرَّاح ـ طائِر كالجُنْدُب يأكُلُه الناسُ* أبو حاتم* قال الطائِفيَّون من الجَنَادِب أبُو جُخَادِبِ وقد تقدّم فى العَظَاء والحِرْباء ومنها غَزَال شَعْبانَ وراعِيةَ الأُثُن والكَدَمُ وصاحِبُ البُسْتان وقيل راعِى البُسْتان فأمَّا أبُو جُخَادِبٍ فجُنْدُب أسوَدُ مُرَقَّط مُنْتِن الرِّيح وأما غَزَال شَعْبَانَ ـ فَجُنْدُب طوِيلُ الرِّيش والجَسدِ والكِرْعانِ وأما راعِيَةُ الاتُن ـ فجُنْدُب عظيم البَطْن لا يَطِير يلزَمُ المَقَاثِئَ وأما الكَدَم ويُقال له كَدَم السَّمُر ـ فالعَرِيض الرأسِ الذى يَعْلُو فى الهوَاء ويَصِرُّ وأما صاحِبُ البُسْتان ـ فجُنْدُب أخضَرُ إنَّما هو قَوائِمُ وذنَبٌ وقَرْنانِ ليس له كبِيرُ جسَدٍ* أبو حاتم* أُمُّ حُبَاحِبٍ ـ مثلُ الجُنْدُب تَطِيرُ صَفْراءَ خَضْراءَ رَقْطَاءَ بِرُقَطٍ صُفْر وخُضْر ونقُول اذا رأيْناها أَخْرِجِى بُرْدَىْ أبى حُبَاحِبٍ فتنْشُر جناحَيْها وهما مُزَيَّنانِ أصفَرُ وأحمَرُ

اليَعَاسيب

* أبو حاتم* اليَعْسُوب ـ نَحْوٌ من الجَرَاد دَقِيقٌ له أربعةُ أجنِحةٍ لا يَقْبِض له جَنَاحا أبدا ولا تَراه أبدا يَمْشِى الا طائِرا أو واقِعا على رأس عُودٍ أو قَصَبَة والجَحْل منها ـ الضَّخْم والجمع جُحُول* ابن دريد* وجُحَّلانُ قال وهو فى خِلْقة الجَرَاد اذا سقَط لم يَضُمَّ جَنَاحيْه وقد تقدَّم الجَحْل فى الحِرْباء* قال أبو حاتم* قال الطائفى الجَحْل نُسَمّيه السِّرْمانَ والبِيضُ منها اليَعاسِيبُ ومن الفَرَاش المُعْنِق والغَيْرُ* صاحب العين* التُّبَّع ـ ضَرْب من اليَعَاسِيب أعظَمُها وأحسَنُها والجمع التَّبَابِيعُ

النَّحْل

__________________

(١) قلت قد حرف ابن سيدة في بيت الراعي هذا كلمتين متتابعين وهما كلاء الفلاة والصواب الذي رواه الائمة الثقات كلوء النجوم ويدل على صحة ما قلته قوله بعده فبات يريه غرسه وبناته وبت أريه النجم أين مخافقه وكتبه محقق محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

١٧٧

* أبو حنيفة* النَّحْلُ أُنثَى واحدتُها نَحْلةٌ* أبو عبيد* الجَمَاعةُ من النَّحْل يقال لها الخَشْرَم والثَّوْل ولا واحدَ لشئٍ من هذا* أبو حنيفة* واحد الخَشْرَم خشْرَمَةٌ والخَشْرَم أيضا ـ ذكَر النَّحْل وقيل الخَشْرَم بُيُوتها قال وفى الحديث «لتَتَّبِعُنَّ سُنَّةَ من كان قَبْلَكم ذِرَاعا بِذرَاع وبَاعاً بِبَاعٍ حتى إنَّهم لو سَلَكُوا خَشْرَمَ نَحْل لسَلكْتُموه» * أبو حنيفة* واحد الدَّبْر دَبْرةٌ قال والدَّبْر والدِّبْر عِنْد مَنْ رأَينا من الأعراب ـ الزَّنَابِير وأنكَر أن يكونَ من النَّحْل وجمع الدَّبْر من النحل دُبُور وأنشد

ثلاثَةُ أبْرادٍ جِيادٍ وجُرْجةٌ

وأدْكَنُ من أَرْىِ الدُّبُور مُعَسَّلُ

والجُرْجة ـ مثْلُ الخُرْج من أدَمٍ والأدْكُن ـ الزِّقُّ* قال الفارسى* فأمَّا ابن السكيت فصَرَّح فى الدَّبْر بالفتح وتكسِيره شاهِدٌ على صِحَّته من جِهَة الغالِب* قال أبو حنيفة* وأَحْسَب الثَّوْل سُمِّيت بذلك لتَثَوُّلها واجتماعِها والْتِفافِها ومنه تَثَوَّلَ القَومُ على فُلان ـ تجَمَّعُوا عليه والانْثِيَال منه ومنه قيل للجَماعة الكَثِيرة من الجَرَاد الثَّوَّالة وقيل الثَّوْل ـ ذكَر النَّحْل* أبو عبيد* النُّوْب النحلُ سمّيت بذلك لأنها تَرْعَى ثم تَنُوب الى موضِعِها قال أبو ذؤيب

اذا لسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لسَعْهَا

وحالَفَها فى بَيْتِ نُوْبٍ عَوَامِل

* ابن السكيت* سُمِّيت نُوبا لأنَّها تَضْرِب الى السَّواد يقال للأسْود نُؤْبِىُّ ولُوبِىُّ وأنشد البيتَ المتقدِّم وروايتُه وخالَفها بخاء معجَمَة* أبو حنيفة* واحد النُّوْب نائِبٌ مثلُ عائِذٍ وعُوْذ واللُّوب والأَوْب ـ النَّحْل واحدُها آئِبٌ (١) سُمِّيت بذلك لِايَابها الى المَبَاءة وهى لا تَزَال فى مَسَارِحها ذاهِبَةً وراجِعةً حتى اذا جَنَح الليلُ آبَتْ كُلُّها حتى لا يَتَخَلَّفَ منها شئٌ فسُمِّيت بذلك كما قيل للسَّارحة سَرْح* وأنشد الفارسىُ

رَبَّاءُ شَمَّاءَ لَا يَأْوِى لقُلَّتِها

الَّا السَّحابُ وإلا الأَوْبُ والسَّبَلُ

* قال على* ليس الأَوْب جمعَ آئِبٍ انما هو اسْمٌ للجمع الا فى رأى أبِى الحسَن وقد تقدم إفْساد أبِى على له* أبو عبيد* اليَعْسُوب ـ فَحْل النحل* أبو حنيفة* اليَعَاسِيب ـ مُلُوك النحلِ وقادَتُها قال واذا كان اليَعْسُوب عَظِيما سُمِّى حَجْلا

__________________

(١) آئب الصواب أن يكتب بالهمز بعد المد على قاعدة ابدال عين فاعل المعتل فعله همزة وهى قاعدة مطردة لم يستثن منها حرف واحد بالاجماع وقد عد فى المغنى من اللحن قول الفقهاء بايع بالياء غير مهموز ولا عبرة بما كتبه الشيخ نصر الهورينى فى مطالعه حيث ذكر فى صحيفة ٤٨ حكم الهمزة المكسورة المصورة ياء وقال هناك نعم اذا كان قبلها ألف مسبوقة بالهمزة نحو آيل وآيس وآيب تبدل ياء حقيقية بمقتضى القياس الصرفى نظير ما قالوه فى جمع ذؤابة على ذوائب حيث لم يجمعوه على أصله ذآئب وقد ورد من حديث الصحيحين قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم آيبون تائبون عابدون ولم يروه أحد بالهمز اه لفظه بحروفه وهذا كله خطأ مخالف للقياس والرواية فلا يجوز ـ

١٧٨

وقد تقدّم ذلك فى يَعَاسِيب غيرِ النَّحْل وفى الحِرْباء واللُّصُوص ـ صِنْف من ذُكُورة النَّحْل تُخَاتِل النحْلَ فتَدْخُل بُيوتَها فتأكُل العَسَل ومتى ظَفِرت بها النحلُ فى مَثاوِيها قَتَلَتْها* قال أبو حاتم* اختَلفُوا فى الأمِير فقال بعضُهم هو الأنثَى وقال بعضهم هو الذكَرُ وقال مَن قال هو الأنثى الأَمِير تَبِيض النِّحَال والنِّحَال تَبِيض اليَمَاخِيرَ الواحد يَمْخُور قال بعضهم الأَمِير يبيضُ الأمراءَ والنِّحال ويخرُج فى كل بطنٍ يَمَاخِيرُ واللهُ أعلم أىّ ذلك هو الحقُّ واليَمَاخِير ـ من أعظم النَّحْل وأشدِّها سَوَادا وهى التى تَلزمُ المآبةَ لا تَكادُ تَبْرَحُها وهى تُقَلّل لأنَّها تأكُل العَسَل ولا تُعَسِّل وقد تكونُ الخَلِيَّة عاقِراً لا يَخْرُج فيها فَرْخ أبدا وذلك أنَّها لا يخْرُج فيها أمِير غيْر أميرِها الأوّلِ فاذا خَرَج فى البطْن منها أميرٌ أفْرقتْ وإفْرَاقُها ـ أن تخْرُج عن أُمَّهاتها فاذا خَرَج الفِرْق أخَذَ السماءَ ثم ضَبَأ وضُبُوءُه ـ اجتِماعُه على أَمِيره واذا لم يكُنْ مع النَّحْل يَعْسُوب فهو نَحْل ضابئٌ ولا تَصْلُح الا به ويقال للذى تَلْسَع به النَّحْلة الابْرة كما يقال للعَقْرَب فاذا لَسَعتِ النحلَةُ بَقِيتْ إبرَتُها فى الموضِع المَلْسوع وماتَتِ النَّحلةُ وإن طُلِبَت الابرَةُ وُجِدَت* أبو عبيد* جَرَست النَّحْلُ تَجْرُس وتَجْرِس جَرْسا ـ اذا أكلَتِ الشجَرَ لتُعَسِّلَ* أبو حنيفة* الجَرْس سَرْحُها ورَعْيُها اذا أخذت الشَّمَع من الزَّهْر أو العَسَلَ قال ساعدة

منها جَوَارِسُ للسَّرَاةِ وتَحْتَوِى

كَرَباتِ أمْسِلَةٍ اذا تَتَصوَّبُ

السَّرَاة ـ ظهرُ الجبَل والكَرَبَات ـ أَعالى الشِّعَاب الواحدة كَرْبة والأَمْسِلة جمع مَسِيل* وأنشد

وكأنَّ ما جَرَستْ على أعْضادِها

لما استَقَلَّ بها الشَّرَائِعُ مَحْلَبُ

فجعل الشَّمَع مما تَجْرُسه وتَرشُّفَها ما فى أعْماقِ النَّوْر من الحَلَاوة هو جَرْسُها العسَلَ وقد تقدم أنّ لَحْس البقرةِ وَلَدها جَرْس واذا كانتْ مَبَاءةُ النحلِ وهى مَأْوَاها وبيوتُها فى الجِبَال فهى المَباءَة والوَقْبَة والجَبْح والجَبْخ بالحاء والخاء والفتحِ والكسرِ والوَقْبَة ـ الجُحْر الغائِر والجَبْحِ ـ الشَّقُّ الضيِّقُ* قال الهذلى فى المباءة

تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حتى أقَرَّها

الى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَبَاءةِ عاسِلِ

والجمع أجْبَاحٌ وجِباحٌ وأجْباخٌ والنَّحَائِت ـ ما يعَسِّل فيه النحلُ مما يَتَّخِذُ له

__________________

ـ التعويل عليه ونحو ذوائب فى جمع ذوابة مما شذ عن القياس والشاذ لا يقاس عليه والدليل على صحة ما قلته من اثبات همزة آئب وتحقيقها قول النابغة تطاول حتى قلت ليس الذي يرعى النجوم بآئب وقول ابن زيابة يا لهف زيابه للحرت الصابح فالغاتم فالآثب وقول تأبط شرا فأبت الى فهم وما كدت آئبا وقول الاخنس بن شهاب قطير على أعجاز حوش كأنها جهام هراق ماء فهو آئب ونحو هذا كثير مما أجمعوا على روايته بالهمزة فقط وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

١٧٩

الناسُ من الخَشَب خاصَّة واحدتُها نَحِيتةٌ سُمِيت بذلك لانها تُنْتحَت بالفُؤُوس من مُسَوِّق الشجَر العِظَام* ابن السكيت* انْتَحتُّ للنَّحْلِ ونَحَتُّ أَنْحِتُ وأَنْحَتُ* أبو حنيفة* أعْرَفُ النَّحَائِت الخَزَم والعَرْعَرُ والعُتُمُ وانما تُتَّخَذ مما قد نَخِر منها فتُوسَّع بالمَنَاحِت حتى يَدْخُلها الرجل وتُسَمَّى الخَلَايَا واحدتها خَلِيَّة* أبو زيد* وهو الخَلِىُّ* أبو حاتم* هى الخَزَمة ـ وهى كشِبْسه الرَّاقُود وتُنْحَت للنَّحْل* الفارسى* أُرَاها سُمِّيت لما نُحِتَتْ منه* أبو حنيفة* وكذلك أيضا هى من الطِّين والأخْثاءِ وقد يُسَمَّى ما تَتَبؤأُه فى الجِبال خَلَايَا ويقال للخَلِيَّة عَسَلةٌ فاذا كانت واسِعةً كثيرةَ العَسَلِ فهى عاسِلَةٌ والجِبْحُ عاسِلٌ والخَلَايَا الأهْليَّة تُسَمَّى الدِّبَاساتِ وليست عربِيَّةً وتُسَمَّى أيضا الكَوَائِرَ واحدتُها كُوّارةٌ وكَوَّارة وهى عربِيَّة وقيل الكَوَائِر ـ صِغَار الخَلَايَا وقيل الكُوّارةٌ بالضم بيتٌ تَبْنِيه لم يُوضَعْ لها* أبو حاتم* وتسَمَّى بيُوتُ النحل النُّحُتَ الواحدةُ نَحِيتةٌ والأجْزاعَ الواحد جِزْع بالكسْر قال ومن أبْنِيتها الجَزْمُ والأكْفاءُ والسِّنُّ فالجَزْم ـ هو المستَدِيرُ فى عَرْض الخَلِيَّة والأَكْفاء ـ الذى فى نَصَائِبه والسِّنُّ ـ الذى يُبْسَى فى طُول الخَلِيَّة حتى يكونَ العَرْض ما بيْنَ طَرَفيها اذا مُلِئت وهى أحبُّ الأبْنِيَة الى النحْل وأصْلَبُها شِيَارا قال ويكونُ الخَلِىُّ فى مواضِعَ شَتَّى فمنها ما يكونُ فى البُيُوت فى قُتَرٍ تُجَاب فى جُدُرها فيكون مَآبُ النَّحْل خارجًا وتكون الخَلِيَّة فى البيْتِ ومنها ما يُوضَع فى الشَّجَر اذا كانت شجرة تمتَنِع من السَّرِق ومنها ما يُوضَع فى الصَّخْر التى لا تُؤْتَى الا بالحِبَال ولا يأْتِيها الا الرجُلُ المُعِيد ـ وهو العالم بالرُّقِىِّ والنُّزُول من الجِبَال ومنها ما يُوضَع حَصَائِرَ وهى مُحَاطة بالجُدُراتِ وهى تسَمَّى القَرَايا ومنها ما يُوضَع فى الجِبال للذين يُنْفِضُون فى غيرِ حِمَى فى الجَحِرة والمواضِعِ تُوضَع فى مَوَاضِعَ بارزَةٍ وإقْبال الصَّخَّد فاذا كان شئٌ منها خارِجا عن شئٍ سُمِّى وَرِكا وتكون فى الغِيْران فما كان فى غارٍ صَغِير داخِلٍ فهو جُحْر وما كان فى غارٍ مُستَقْنِع غيرِ ذِى غَوْر فذلك يسَمَّى القِنْع والوسَط منها يسَمَّى الوَكْرةَ ويُوضَع فى المَوَاقِر والواحد مَوْقِر ـ وهو موضِعٌ يكونُ فوقَه حاجِبٌ قدر ما يُوضَع فيه خَلِيَّة واحدة أو اثنتانِ* ابن دريد* قَفَصْت النَّحْلَ ـ شَدَدَتْه فى

١٨٠